You are on page 1of 6

‫حكم الص�ة وعظم شأنها‬

‫في دين ا�س�م‬

‫ﻴﺪ ﺑﻦ ﻲﻠﻋ ﺑﻦ وﻫﻒ اﻟﻘﺤﻄﺎ�‬


‫ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻋﻅﻡ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ‬
‫لحمد �ّ وحده‪ ،‬والص�ة والس�م على من � نبي بعده‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫َ‬
‫ا�ّ به ورسوله محمد ‪ ‬بعد الشهادتين‪،‬‬‫ٍ‬ ‫ف� شك أن الص�ة عظم ما أمر َ‬
‫ولها مكانة عظيمة‪ ،‬ومنزلة رفيعة‪ ،‬وأهمية بالغة مؤكد‪ ،‬ولها خصائص عظيمة‬
‫انفردت بها على سائر ا�عمال الصالحة ل�مور ا�تية‪:‬‬
‫‪ -١‬الص�ة فريضة على كل مسلم بالغ عاقل‪ ،‬إ� الحائض والنفساء‪ ،‬لقول‬
‫ِيموا‬ ‫ِ‬ ‫�ّ تعالى‪َ :‬مَا أُمِرُا إ �ِ يلَِ بُْ وُ‬
‫ين ُح َن َف َاء َويُق ُ‬
‫الد َ‬ ‫ِين َل ُه ّ‬ ‫ا ا�ّ مُ) ‪ْ (١‬خلص َ‬
‫ََ‬ ‫ع د‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫نَّ الصّ�َ َة َكا َن ْت‬ ‫ين ا ْل َقي َم ِة‪ . ‬وقوله ‪ :‬‬ ‫لصّ� َة َويُ ْؤ وُا الزّكاة وذ ِلك ِد‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ) ‪ّ ُ (٢‬‬ ‫َ‬
‫‪0F‬‬

‫وتا‪. ‬‬
‫‪1F‬‬

‫ق‬
‫ُ‬
‫َْ ً‬ ‫و‬ ‫َابًا مّ‬ ‫ينَ كِت‬
‫نِ‬‫ِ‬ ‫ؤ‬
‫ُْ‬‫م‬ ‫ـ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َع َل‬
‫ولحديث معاذ ‪ ‬حينما بعثه النبي ‪ ‬إلى اليمن وقال له‪D :‬وأعلمهم أن‬
‫�ّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة‪. C‬‬
‫) ‪(٣‬‬
‫‪2F‬‬

‫َ‬
‫معت رسول ا�ّ ‪ ‬يقول‪D :‬خمس‬ ‫َ‬ ‫وعن عبادة بن الصامت ‪ ‬قال‪:‬‬
‫شيئا استخفا ًفا‬ ‫منهن ً‬ ‫لوات كتبهن ا�ّ على العباد‪ ،‬فمن جاء بهن لم يضيع‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫عهدا أن يدخله الجنة‪ C ...‬الحديث ‪.‬‬ ‫حقّهنّ‪ ،‬كان له عند ا�ّ ً‬
‫) ‪(٤‬‬
‫‪3F‬‬

‫َ‬
‫وقد أجمعت ا�مة على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة ‪.‬‬
‫) ‪(٥‬‬
‫‪4F‬‬

‫‪ -٢‬الص�ة عماد الدين الذي � يقوم إ� به‪ ،‬ففي حديث معاذ ‪ ‬أن‬
‫اد‪. C‬‬ ‫مِ‬
‫وعموده الص� ُة‪ ،‬وذرو ُة سنا ه الجه ُ‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪D :‬رأس ا�مر ا�س�م‪،‬‬
‫) ‪(٦‬‬
‫ُ‬
‫‪5F‬‬

‫وإذا سقط العمود سقط ما بني عليه‪.‬‬


‫‪ -٣‬أول ما يحاسب عليه العبد من عمله‪ ،‬فص�ح عمله وفساده بص�ح ص�ته‬
‫وفسادها‪ ،‬فعن أنس بن مالك ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪D :‬أول ما يحاسب به العبد يوم‬
‫القيامة‪ :‬الص�ة‪ ،‬فإن صلحت صلح سائر عمله‪ ،‬وإن فسدت فسد سائر عمله‪.C‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫)‪ (١‬سورة البينة‪ ،‬ا�ية‪.٥ :‬‬
‫)‪ (٢‬سورة النساء‪ ،‬ا�ية‪.١٠٣ :‬‬
‫)‪ (٣‬أخرجه البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،١٣٩٥‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪.١٩‬‬
‫)‪ (٤‬أخرجه أبو داود‪ ،‬برقم ‪ ،١٤٢٠‬وصححه ا�لباني ‪ :‬في صحيح سنن أبي داود ‪.٨٦/١ ،٢٦٦/١‬‬
‫)‪(٥‬المغني �بن قدامة ‪.٦/٣‬‬
‫)‪ (٦‬الترمذي‪ ،‬برقم ‪ ،٢٦١٦‬وقال‪)) :‬حديث حسن صحيح ((‪،‬وأخرجه ابن ماجـه‪ ،‬بـرقم ‪ ،٣٩٧٣‬وأحمـد‪،‬‬
‫‪ ،٣٤٤/٣٦‬برقم ‪ ،٢٢٠١٦‬وحسنه ا�لباني في إرواء الغليل‪.١٣٨/٢ ،‬‬
‫وفي رواية‪D :‬أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في ص�ته‪ ،‬فإن صلحت فقد‬
‫أفلح‪] ،‬وفي رواية‪ :‬وأنجح[‪ ،‬وإن فسدت فقد خاب وخسر‪. C‬‬
‫) ‪(١‬‬
‫‪6F‬‬

‫مرفوعا‪D :‬أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة‬ ‫ً‬ ‫وعن تميم الداري ‪‬‬
‫ص�ته‪ ،‬فإن كان أتمها كتبت له تامة‪ ،‬وإن لم يكن أتمها قال ا� ‪‬‬
‫لم�ئكته‪ :‬انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته‪ ،‬ثم‬
‫الزكاة كذلك‪ ،‬ثم تُؤخذ ا�عمال على حسب ذلك‪. C‬‬
‫) ‪(٢‬‬
‫‪7F‬‬

‫‪ -٤‬آخر ما ُيفقد من الدين‪ ،‬فإذا ذهب آخر الدين لم يبق شيء منه‪ ،‬فعن أبي أمامة‬
‫مرفوعا‪D :‬لتُنقضن ُعرى ا�س�م ُعروة ُعروة‪ ،‬فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫نقضا الحكم‪ ،‬وآخرهن الص�ة‪ . C‬وفي رواية من طريق آخر‪D :‬أول ما ُيرفع‬ ‫تليها‪ ،‬فأولهن ً‬
‫) ‪(٣‬‬
‫‪8F‬‬

‫مصل � خير فيه‪. C‬‬‫ورب ّ ٍ‬ ‫من الناس ا�مانة‪ ،‬وآخر ما يبقى الص�ة‪ّ ،‬‬
‫) ‪(٤‬‬
‫‪9F‬‬

‫‪10F‬‬‫وعن أنس ‪ ‬مرفوعاً‪»:‬أول ما تفقدون من دينكم ا�مانة‪ ،‬وآخره الص�ة«) ‪.(٥‬‬


‫‪ -٥‬آخر وصية أوصى بها النبي ‪ ‬أمته‪ ،‬فعن أم سلمة ﺭﺿﻲ ﺍ‪ ‬ﻋﻨﻬﺎ أنها قالت‪:‬كان من‬
‫حتى جعل نبي ا�ّ‬
‫َ‬ ‫آخر وصية رسول ا� ‪D:‬الص�ة الص�ة وما ملكت أيمانكم‪C‬‬

‫‪ ‬يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه‪. C‬‬


‫) ‪(٦‬‬
‫‪1F‬‬

‫ا�ّ القائمين بها ومن أمر بها أهله‪ ،‬فقال تعالى‪َ  :‬وا ْذ ُكر ِفي‬ ‫َ‬ ‫‪ -٦‬دح‬
‫ْ‬
‫ان َيأْمُ ر أَ ْه َل ُه‬
‫ُ‬ ‫ان َص ِاد َق ا ْل َوعْدِ َو َك َ‬
‫ان َر ُسو�ً َبِ ّيًا* َو َك َ‬ ‫ي‬
‫َابِ إِسْمَاعِلَ إِنَّ ُه َك َ‬ ‫لْكِت‬
‫يِ ًّا‪. ‬‬ ‫لصَّ�ةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ‬
‫) ‪(٧‬‬

‫ عِندَ رَبّهِ مَرْض‬


‫‪12F‬‬

‫)‪ (١‬أخرجه الطبراني في ا�وسط‪] ٤٠٩/١ ،‬مجمع البحرين[ برقم ‪ ،٥٣٢‬ورقم ‪ ،٥٣٣‬وقـال الع�مـة ا�لبـاني فـي‬
‫بالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه وا�ّ أعلم(( ‪.٣٤٦/٣‬‬
‫َ‬ ‫سلسلة ا�حاديث الصحيحة‪)) :‬‬
‫)‪ (٢‬أبو داود‪ ،‬برقم ‪ ،٨٦٤‬ومن حديث أبي هريرة برقم ‪ ،٨٦٦‬وابـن ماجـه‪ ،‬مـن حـديث أبـي هريـرة‪ ،‬بـرقم ‪،١٤٢٥‬‬
‫وأحمد‪ ،٢٩٨ /١٥ ،‬برقم ‪ ،٩٤٩٤‬و‪ ،٢٥٣ /٢٨‬برقم ‪ ،١٩٤٦‬وصححه ا�لباني في صحيح الجامع ‪.٣٥٣/٢،‬‬
‫)‪ (٣‬أحمد‪ ،٢٥١/٥ ،‬وصححه ا�لباني في صحيح الترغيب والترهيب ‪.٢٢٩/١‬‬
‫)‪ (٤‬أخرجه الطبراني في الصغير ]مجمع البحرين[‪ ،٢٦٣/٧ ،‬بـرقم ‪ ،٤٤٢٥‬وذكـره ا�لبـاني فـي صـحيح‬
‫الجامع وحسنه‪.٣٥٣/٢ ،‬‬
‫)‪ (٥‬أخرجه الخرائطي في مكارم ا�خ�ق‪ ،‬ص ‪ ،٢٨‬وتمام الرازي في الفوائد )ق ‪ ،(٢ /٣١‬والضياء في‬
‫المختارة‪ ،٤٩٥ /١ ،‬وأخرجه الطبراني في الكبير‪ ،‬برقم ‪ ٧١٨٢‬من حديث شداد بن أوس ‪ ‬بـدون‬
‫ذكر الص�ة‪ ،‬وذكره ا�لباني في سلسلة ا�حاديث الصحيحة‪ ،٣١٩ /٤ ،‬برقم ‪ ،١٧٣٩‬وقـال بعـد أن‬
‫ذكر شواهده وطرقـه‪» :‬والحـديث صـحيح علـى كـل حـال‪ ،‬فـإن لـه شـواهد كثيـرة ذكـرت بعضـها فـي‬
‫الروض النضير‪ ،‬تحت الحديث رقم ‪.«٧٢٦‬‬
‫)‪ (٦‬أحمد‪ ،٣٢١ ،٣١١ ،٢٩٠/٦ ،‬وصححه ا�لباني في إرواء الغليل‪.٢٣٨/٧ ،‬‬
‫)‪ (٧‬سورة مريم‪ ،‬ا�يتان‪.٥٥-٥٤ :‬‬
‫ال ا�ّ تعالى‪َ  :‬ف َخ َل َف مِ ن‬ ‫َ‬ ‫م ا�ّ المضيعين لها والمتكاسلين عنها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫‪-٧‬‬
‫َ غَيًا‪ . ‬وقال‬ ‫اتَّبعُوا ا لشَّهَوَاتِ فَسَوْف َ‬ ‫ و َ‬ ‫ا الصَّ�ة َ‬ ‫دِهِمْ خَلْفٌ أَ َاعُو‬
‫) ‪(١‬‬
‫‪13F‬‬

‫ّ‬ ‫ يَلْقَوْن‬ ‫َ‬ ‫ض‬


‫اْ إِلَى الصّ�َ ِة َقامُ و ْا‬ ‫ِذَا قَامُ‬ ‫وَهُ‬ ‫نَ ا�ّ‬
‫َ‬ ‫نَ يُخَادِعُ‬ ‫‪َ ِ :‬نّ ا ْلـ ي‬
‫ُنَافِقِ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ خَادِعُهُمْ وَإ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ ا�ّإِ�ّ َ َقلِي�ً‪. ‬‬‫َ�َ يَذْكُرُنَ َ َ‬ ‫اس‬‫لنّ َ‬‫ون َ‬ ‫آؤ َ‬ ‫ُك َسا َلى يُ َر ُ‬
‫) ‪(٢‬‬

‫و‬
‫‪14F‬‬

‫لشهادتين‪ ،‬فعن عبد ا�ّ بن عمر ﺭﺿﻲ ﺍ‪ ‬ﻋﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬عن‬


‫َ‬ ‫‪ -٨‬أعظم أركان ا�س�م ودعائمه العظام بعد‬
‫ وأن محمدًا رسول ا�ّ‪ ،‬وإقام‬
‫َ‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪D :‬بُني ا�س�م على خمس‪ :‬هادة أن � إله إ� َ‬
‫ا�ّ‬
‫لصّ�ة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج البيت‪. C‬‬
‫) ‪(٣‬‬

‫َ‬
‫‪15F‬‬

‫ما يدل على عظم شأنها أن ا�ّ لم يفرضها في ا�رض بواسطة‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٩‬‬
‫جبريل‪ ،‬وإنما فرضها بدون واسطة ليلة ا�سراء فوق سبع سموات‪.‬‬
‫ا�ّ‬ ‫َ‬ ‫هذا يدل على محبة ا�ّ لها‪ ،‬ثم خفف‬
‫َ‬ ‫‪ُ -١٠‬فرضت خمسين ص�ة‪،‬‬
‫‪ ‬عن عباده‪ ،‬ففرضها خمس صلوات في اليوم والليلة‪ ،‬فهي خمسون في‬
‫الميزان‪ ،‬وخمس في العمل‪ ،‬وهذا يدل على عظم مكانتها) ‪.(٤‬‬
‫‪16F‬‬

‫ـتح ا�ّ أعمـــال المفلحـــين بالصـــ�ة‪ ،‬واختتمهـــا بهـــا‪ ،‬وه ــذا يؤك ــد‬ ‫َ‬ ‫‪ -١١‬فتــ‬
‫ين ُهــــم ِفــــي َصــــ�تِهِ م‬ ‫ـال ا�ّ تعـــالى‪ :‬قــــ أَفلــــح المؤمِ نــــون*لّـ ِ‬
‫ـــذ‬ ‫هميتهـ ـا‪ ،‬قــ‬
‫ْ‬ ‫َ دْ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ين‬ ‫ون* َ ِ‬ ‫الَّذِنَ هُمْ لِلزّ َك ِاة َف ِ‬ ‫ون* ي‬ ‫ون* َ ِ‬
‫َالّـذ َ‬ ‫ـاع ُل َ‬ ‫َ‬ ‫ين ُه ْم َع ِن لل َّ ْغوِ مُعْ رِضُ َ‬ ‫َالّذ َ‬ ‫َخاشِعُ َ‬
‫وجهِ م حـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون* �ِ عَلَـ ـى أَزْوَاجِهِـ ـمْ أوْ مَـ ـا مَلَكَـ ـتْ أَيْمَـ ـانُهُمْ فَـ ـإِنَّ ُهم َغ ــر‬
‫ْ يْ ُ‬ ‫ـافظُ َ‬ ‫ُهـ ْـم ل ُفـ ُـر ِ ْ َ‬
‫ين ُهــم �َ َما َناتِ ــهِ م‬ ‫َم ُلــومِين*فمــن ابْتغــى وراء ذ ِلــك فأُول ِئــك هــم الْعــادون*واّـ ِـذ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ِ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ )َ‪ْ َ َ (٥‬‬
‫ون‪. ‬‬ ‫‪17F‬‬

‫يُح ِافظُ َ‬ ‫تِ‬


‫ين ُه ْم َع َلى َص َل َوا ـهِ ْم َ‬
‫ِ‬
‫ون*َالَّذ َ‬ ‫اع َ‬ ‫ْدِ ِ‬
‫َو َعه ه ْم َر ُ‬
‫قال ا�ّ ‪َ  :‬وأْمُ ر أَ ْه َل َك‬ ‫َ‬ ‫محمدا ‪ ‬وأتباعه أن يأمروا بها أهليهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مر ا�ّ النبي‬ ‫َ‬ ‫‪-١٢‬‬
‫ْ‬
‫نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتّ ْق َوى‪. ‬‬ ‫ةِ وَاصْطَبِرْ عَليْهَا �َ‬ ‫لصَّ�‬
‫) ‪(٦‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪18F‬‬

‫عن عبد ا�ّ بن عمر ﺭﺿﻲ ﺍ‪ ‬ﻋﻨﻬﻤﺎ عن النبي ‪ ‬أنه قال‪II :‬مروا أو�دكم بالص�ة وهم‬ ‫َ‬

‫)‪ (١‬سورة مريم‪ ،‬ا�ية‪.٥٩ :‬‬


‫)‪ (٢‬سورة النساء‪ ،‬ا�ية‪.١٤٢ :‬‬
‫)‪(٣‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،٨‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪.١٦‬‬
‫)‪ (٤‬متفق عليه من حديث أنس ‪ :‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،٧٥١٧‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪.١٦٢‬‬
‫)‪ (٥‬سورة المؤمنون‪ ،‬ا�يات‪.٩-١ :‬‬
‫)‪ (٦‬سورة طه‪ ،‬ا�ية‪.١٣٢ :‬‬
‫أبناء سبع سنين‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪ ،‬وفرقوا بينهم في المضاجع‪. HH‬‬
‫) ‪(١‬‬

‫ّ‬
‫‪19F‬‬

‫‪ -١٣‬أُمِ ر النائم والناسي بقضاء الص�ة‪ ،‬وهذا يؤكد أهميتها‪ ،‬فعن أنس بن‬
‫َ‬
‫مالك ‪ ‬عن النبي ‪ ‬أنه قال‪D :‬من نسي ص� ًة فليص ّلها إذا ذكرها‪ � ،‬كفارة‬
‫لها إ� ذلك‪ .C‬وفي رواية لمسلم‪D :‬من نسي ص� ًة أو نام عنها‪ ،‬فكفارتها أن‬
‫يصليها إذا ذكرها‪ . C‬وأُلحق بالنائم ال ُـمغمى عليه ث�ثة أيام فأقل‪ ،‬وقد ُروي‬
‫) ‪(٢‬‬
‫‪20F‬‬

‫ذلك عن عمار‪ ،‬وعمران بن حصين‪ ،‬وسمرة بن جندب ‪ .(٣ )‬أما إن كانت‬


‫‪21F‬‬

‫المدة أكثر من ذلك ف� قضاء؛ �ن ال ُـمغمى عليه مدة طويلة أكثر من ث�ثة أيام‬
‫شبه المجنون بجامع زوال العقل‪،‬وا�ّ أعلم ‪.‬‬
‫) ‪(٤‬‬
‫‪2F‬‬

‫َ‬
‫بِالنّ ِاس‬
‫ ا�ّ َ‬ ‫ ا�ّ َ إِيمَانَكُمْ إِنَّ َ َ‬
‫مى ا�ّ الص�ة إيما ًنا) ‪ (٥‬بقوله تعالى‪َ :‬مَا كَانَ َ ِيُضِيع‬
‫ُ‬ ‫‪23F‬‬

‫َ‬ ‫‪-١٤‬‬
‫ِيم‪. ‬يعني ص�تكم إلى بيت المقدس؛�ن الص�ة ّ‬
‫تصد ُق َع َم ُله و َق ْو َل ُه‪.‬‬ ‫َرَؤُفٌ رّح‬
‫) ‪(٦‬‬

‫َ ٌ‬
‫‪24F‬‬

‫و‬
‫ال ا�ّ تعالى‪:‬اتْ ُل َما‬ ‫َ‬ ‫تمييزا لها من بين شرائع ا�س�م‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -١٥‬خصها بالذكر‬
‫اب‪ ، ‬وت�وته اتباعه والعمل بما فيه من جميع شرائع‬ ‫وحي إِ َل َك مِ َن ا ْلك َِت ِ‬ ‫أُ ِ‬
‫) ‪(٧‬‬

‫َ يْ‬
‫‪25F‬‬

‫تمييزا لها‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َأَقِمِ الصّ� َة‪ ،‬فخصها بالذكر‬ ‫َ‬ ‫الدين‪ ،‬ثم قال‪ :‬‬
‫ِقَامَ الصّ ِ‬ ‫َ‬
‫�ة‪ . ‬خصها بالذكر مع دخولها في‬ ‫‪َ ‬وأ ْو َحيْ َنا إِ َليْ هِ ْم فِعْ َل ا ْلـَيْرَاتِ وَإ‬
‫) ‪(٨‬‬
‫َ‬
‫‪26F‬‬

‫جميع الخيرات‪،‬وغير ذلك كثير‪.‬‬


‫‪ُ -١٦‬قرِ َنت في القرآن الكريم بكثير من العبادات‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫اكِعِين‪ . ‬وقال‪َ  :‬ف َص ّل ِلر ّب َك‬ ‫ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُاْ مَعَ الرّ‬ ‫َقِيمُواْ الصَّ�ةَ‬
‫) ‪(٩‬‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫) ‪َ (١٠‬‬ ‫‪‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪27F‬‬

‫ �ّ َر ّب‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫انْحر‪ . ‬وقال‪ :‬لْ إِنَّ صَ�َتِ وَنُسُكِ وَمَحْي َايَ وَمَمَاتِ‬ ‫و‬
‫َ َْ‬
‫‪28F‬‬

‫ِين‪ ، ‬وغير ذلك كثير‪.‬‬ ‫الْعا َلم َ‬


‫) ‪(١١‬‬
‫َ‬
‫‪29F‬‬

‫)‪ (١‬أبو داود‪ ،‬برقم ‪ ،٤٩٥‬وأحمد‪ ،٣٦٩ /١١ ،‬برقم ‪ ،٦٧٥٦‬وصححه ا�لباني في إرواء الغليل‪.٢٦٦/١ ،٧/٢ ،‬‬
‫)‪(٢‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،٥٩٧‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪.٦٨٤‬‬
‫)‪ (٣‬انظر‪ :‬الشرح الكبير �بن قدامة‪ ،٨/٣ ،‬والمغني‪.٥٢-٥٠/٢ ،‬‬
‫)‪ (٤‬انظر‪ :‬مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ا� ابـن بـاز‪ ،‬جمـع الـدكتور عبـد ا� الطيـار‪،‬‬
‫والشيخ أحمد بن عبد العزيز ابن باز‪.٤٥٧/٢ ،‬‬
‫)‪ (٥‬انظر‪ :‬شرح العمدة �بن تيمية‪.٩١-٨٧/٢ ،‬‬
‫)‪ (٦‬سورة البقرة‪ ،‬ا�ية‪.١٤٣ :‬‬
‫)‪ (٧‬سورة العنكبوت‪ ،‬ا�ية‪.٤٥ :‬‬
‫)‪ (٨‬سورة ا�نبياء‪ ،‬ا�ية‪.٧٣ :‬‬
‫)‪ (٩‬سورة البقرة‪ ،‬ا�ية‪.٤٣ :‬‬
‫)‪ (١٠‬سورة الكوثر‪ ،‬ا�ية‪.٢ :‬‬
‫)‪ (١١‬سورة ا�نعام‪ ،‬ا�ية‪.١٦٢ :‬‬
‫َأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصّ�َ ِة‬
‫َ‬ ‫مر ا�ّ نبيه ‪ ‬أن يصطبر عليها‪ ،‬فقال‪ :‬‬ ‫َ‬ ‫‪-١٧‬‬
‫َاصْطَبِرْ عَلَيْهَا �َ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نّحْ ُن َنر ُز ُق َك‪ ‬مع أنه ‪ ‬مأمور با�صطبار‬
‫) ‪(١‬‬
‫‪30F‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫) ‪(٢‬‬
‫ادتِ ِه‪. ‬‬
‫لِعِب َ‬ ‫على جميع العبادات؛ لقوله تعالى‪ :‬واصطبِر‬
‫َ ْ َ ْ َ‬
‫‪F 31‬‬

‫مريضا‪ ،‬و� خائ ًفا‪ ،‬و�‬ ‫ً‬ ‫وجبها ا�ّ على كل حال‪ ،‬ولم يعذر بها‬ ‫َ‬ ‫‪-١٨‬‬
‫مسافرا‪ ،‬و� غير ذلك؛ بل وقع التخفيف تارة في شروطها‪ ،‬وتارة في عددها‪،‬‬
‫ً‬
‫وتارة في أفعالها‪ ،‬ولم تسقط مع ثبات العقل‪.‬‬
‫ا�ّ لها أكمل ا�حوال‪ :‬من الطهارة‪ ،‬والزينة باللباس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -١٩‬شترط‬
‫واستقبال القبلة مما لم يشترط في غيرها‪.‬‬
‫‪ -٢٠‬استعمل فيها جميع أعضاء ا�نسان‪ :‬من القلب‪ ،‬واللسان‪ ،‬والجوارح‪،‬‬
‫وليس ذلك لغيرها‪.‬‬
‫‪ -٢١‬نهى أن يشتغل فيها بغيرها‪ ،‬حتى بالخطرة‪ ،‬واللفظة‪ ،‬والفكرة‪.‬‬
‫ي دين ا�ّ الذي يدين به أهل السموات وا�رض‪ ،‬وهي مفتاح‬ ‫َ‬ ‫‪-٢٢‬‬
‫شرائع ا�نبياء ولم يُبْعَث نبيٌ إ� بالص�ة‪.‬‬
‫ّ‬
‫كِن كَذَّبَ وَتَوَلّى‪. ، ‬‬ ‫ل‬ ‫*‬‫ى‬ ‫صَلّ‬ ‫‪ُ -٢٣‬قرنت بالتصديق بقوله‪ � :‬صَدَّقَ وَ�‬
‫) ‪(٤ ) (٣‬‬
‫‪3F‬‬ ‫‪32F‬‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪‬‬
‫ا�ّ أسأل التوفيق لنا ولجميع المسلمين للقيام بهذه الشعيرة العظيمة على‬ ‫َ‬
‫لوجه الذي يرضيه‪ ،‬وصلى ا�ّ وسلم وبارك على عبده ورسوله‪ ،‬وخيرته من‬
‫َ‬
‫خلقه؛ نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫إلى ا�ّ تعالى‬
‫َ‬ ‫تبه الفقير‬
‫ﺩ‪ .‬ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻭﻫﻒ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ‬
‫في ‪١٤٣٣/١/٢‬ه ـ‬

‫)‪ (١‬سورة طه‪ ،‬ا�ية‪.١٣٢ :‬‬


‫)‪ (٢‬سورة مريم‪ ،‬ا�ية‪.٦٥ :‬‬
‫)‪ (٣‬سورة القيامة‪ ،‬ا�يتان‪.٣٢-٣١ :‬‬
‫)‪ (٤‬انظر‪ :‬شرح العمدة لشيخ ا�س�م ابن تيمية‪ ،٩١-٨٧/٢ ،‬والشرح الممتع �بن عثيمين‪.٨٧/٢،‬‬

You might also like