Professional Documents
Culture Documents
حكم الصلاة وعظم شأنها في دين الإسلام
حكم الصلاة وعظم شأنها في دين الإسلام
وتا.
1F
ق
ُ
َْ ً و َابًا مّ ينَ كِت
نِِ ؤ
ُْم ـ ل
ْ ا ى َع َل
ولحديث معاذ حينما بعثه النبي إلى اليمن وقال لهD :وأعلمهم أن
�ّ افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. C
) (٣
2F
َ
معت رسول ا�ّ يقولD :خمس َ وعن عبادة بن الصامت قال:
شيئا استخفا ًفا منهن ً لوات كتبهن ا�ّ على العباد ،فمن جاء بهن لم يضيع َ
ّ
عهدا أن يدخله الجنة C ...الحديث . حقّهنّ ،كان له عند ا�ّ ً
) (٤
3F
َ
وقد أجمعت ا�مة على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة .
) (٥
4F
-٢الص�ة عماد الدين الذي � يقوم إ� به ،ففي حديث معاذ أن
اد. C مِ
وعموده الص� ُة ،وذرو ُة سنا ه الجه ُ النبي قالD :رأس ا�مر ا�س�م،
) (٦
ُ
5F
مرفوعاD :أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة ً وعن تميم الداري
ص�ته ،فإن كان أتمها كتبت له تامة ،وإن لم يكن أتمها قال ا�
لم�ئكته :انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته ،ثم
الزكاة كذلك ،ثم تُؤخذ ا�عمال على حسب ذلك. C
) (٢
7F
-٤آخر ما ُيفقد من الدين ،فإذا ذهب آخر الدين لم يبق شيء منه ،فعن أبي أمامة
مرفوعاD :لتُنقضن ُعرى ا�س�م ُعروة ُعروة ،فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي ً
َ
نقضا الحكم ،وآخرهن الص�ة . Cوفي رواية من طريق آخرD :أول ما ُيرفع تليها ،فأولهن ً
) (٣
8F
مصل � خير فيه. Cورب ّ ٍ من الناس ا�مانة ،وآخر ما يبقى الص�ةّ ،
) (٤
9F
ا�ّ القائمين بها ومن أمر بها أهله ،فقال تعالىَ :وا ْذ ُكر ِفي َ -٦دح
ْ
ان َيأْمُ ر أَ ْه َل ُه
ُ ان َص ِاد َق ا ْل َوعْدِ َو َك َ
ان َر ُسو�ً َبِ ّيًا* َو َك َ ي
َابِ إِسْمَاعِلَ إِنَّ ُه َك َ لْكِت
يِ ًّا. لصَّ�ةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ
) (٧
) (١أخرجه الطبراني في ا�وسط] ٤٠٩/١ ،مجمع البحرين[ برقم ،٥٣٢ورقم ،٥٣٣وقـال الع�مـة ا�لبـاني فـي
بالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه وا�ّ أعلم(( .٣٤٦/٣
َ سلسلة ا�حاديث الصحيحة)) :
) (٢أبو داود ،برقم ،٨٦٤ومن حديث أبي هريرة برقم ،٨٦٦وابـن ماجـه ،مـن حـديث أبـي هريـرة ،بـرقم ،١٤٢٥
وأحمد ،٢٩٨ /١٥ ،برقم ،٩٤٩٤و ،٢٥٣ /٢٨برقم ،١٩٤٦وصححه ا�لباني في صحيح الجامع .٣٥٣/٢،
) (٣أحمد ،٢٥١/٥ ،وصححه ا�لباني في صحيح الترغيب والترهيب .٢٢٩/١
) (٤أخرجه الطبراني في الصغير ]مجمع البحرين[ ،٢٦٣/٧ ،بـرقم ،٤٤٢٥وذكـره ا�لبـاني فـي صـحيح
الجامع وحسنه.٣٥٣/٢ ،
) (٥أخرجه الخرائطي في مكارم ا�خ�ق ،ص ،٢٨وتمام الرازي في الفوائد )ق ،(٢ /٣١والضياء في
المختارة ،٤٩٥ /١ ،وأخرجه الطبراني في الكبير ،برقم ٧١٨٢من حديث شداد بن أوس بـدون
ذكر الص�ة ،وذكره ا�لباني في سلسلة ا�حاديث الصحيحة ،٣١٩ /٤ ،برقم ،١٧٣٩وقـال بعـد أن
ذكر شواهده وطرقـه» :والحـديث صـحيح علـى كـل حـال ،فـإن لـه شـواهد كثيـرة ذكـرت بعضـها فـي
الروض النضير ،تحت الحديث رقم .«٧٢٦
) (٦أحمد ،٣٢١ ،٣١١ ،٢٩٠/٦ ،وصححه ا�لباني في إرواء الغليل.٢٣٨/٧ ،
) (٧سورة مريم ،ا�يتان.٥٥-٥٤ :
ال ا�ّ تعالىَ :ف َخ َل َف مِ ن َ م ا�ّ المضيعين لها والمتكاسلين عنها، َ -٧
َ غَيًا . وقال اتَّبعُوا ا لشَّهَوَاتِ فَسَوْف َ و َ ا الصَّ�ة َ دِهِمْ خَلْفٌ أَ َاعُو
) (١
13F
و
14F
َ
15F
ما يدل على عظم شأنها أن ا�ّ لم يفرضها في ا�رض بواسطة َ - ٩
جبريل ،وإنما فرضها بدون واسطة ليلة ا�سراء فوق سبع سموات.
ا�ّ َ هذا يدل على محبة ا�ّ لها ،ثم خفف
َ ُ -١٠فرضت خمسين ص�ة،
عن عباده ،ففرضها خمس صلوات في اليوم والليلة ،فهي خمسون في
الميزان ،وخمس في العمل ،وهذا يدل على عظم مكانتها) .(٤
16F
ـتح ا�ّ أعمـــال المفلحـــين بالصـــ�ة ،واختتمهـــا بهـــا ،وه ــذا يؤك ــد َ -١١فتــ
ين ُهــــم ِفــــي َصــــ�تِهِ م ـال ا�ّ تعـــالى :قــــ أَفلــــح المؤمِ نــــون*لّـ ِ
ـــذ هميتهـ ـا ،قــ
ْ َ دْ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ
ين ون* َ ِ الَّذِنَ هُمْ لِلزّ َك ِاة َف ِ ون* ي ون* َ ِ
َالّـذ َ ـاع ُل َ َ ين ُه ْم َع ِن لل َّ ْغوِ مُعْ رِضُ َ َالّذ َ َخاشِعُ َ
وجهِ م حـ ِ ِ
ون* �ِ عَلَـ ـى أَزْوَاجِهِـ ـمْ أوْ مَـ ـا مَلَكَـ ـتْ أَيْمَـ ـانُهُمْ فَـ ـإِنَّ ُهم َغ ــر
ْ يْ ُ ـافظُ َ ُهـ ْـم ل ُفـ ُـر ِ ْ َ
ين ُهــم �َ َما َناتِ ــهِ م َم ُلــومِين*فمــن ابْتغــى وراء ذ ِلــك فأُول ِئــك هــم الْعــادون*واّـ ِـذ
ْ َ َ َ ِ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ )َْ َ َ (٥
ون. 17F
عن عبد ا�ّ بن عمر ﺭﺿﻲ ﺍ ﻋﻨﻬﻤﺎ عن النبي أنه قالII :مروا أو�دكم بالص�ة وهم َ
ّ
19F
-١٣أُمِ ر النائم والناسي بقضاء الص�ة ،وهذا يؤكد أهميتها ،فعن أنس بن
َ
مالك عن النبي أنه قالD :من نسي ص� ًة فليص ّلها إذا ذكرها � ،كفارة
لها إ� ذلك .Cوفي رواية لمسلمD :من نسي ص� ًة أو نام عنها ،فكفارتها أن
يصليها إذا ذكرها . Cوأُلحق بالنائم ال ُـمغمى عليه ث�ثة أيام فأقل ،وقد ُروي
) (٢
20F
المدة أكثر من ذلك ف� قضاء؛ �ن ال ُـمغمى عليه مدة طويلة أكثر من ث�ثة أيام
شبه المجنون بجامع زوال العقل،وا�ّ أعلم .
) (٤
2F
َ
بِالنّ ِاس
ا�ّ َ ا�ّ َ إِيمَانَكُمْ إِنَّ َ َ
مى ا�ّ الص�ة إيما ًنا) (٥بقوله تعالىَ :مَا كَانَ َ ِيُضِيع
ُ 23F
َ -١٤
ِيم. يعني ص�تكم إلى بيت المقدس؛�ن الص�ة ّ
تصد ُق َع َم ُله و َق ْو َل ُه. َرَؤُفٌ رّح
) (٦
َ ٌ
24F
و
ال ا�ّ تعالى:اتْ ُل َما َ تمييزا لها من بين شرائع ا�س�م، ً -١٥خصها بالذكر
اب ، وت�وته اتباعه والعمل بما فيه من جميع شرائع وحي إِ َل َك مِ َن ا ْلك َِت ِ أُ ِ
) (٧
َ يْ
25F
تمييزا لها ،وقوله تعالى: ً َأَقِمِ الصّ� َة ،فخصها بالذكر َ الدين ،ثم قال :
ِقَامَ الصّ ِ َ
�ة . خصها بالذكر مع دخولها في َ وأ ْو َحيْ َنا إِ َليْ هِ ْم فِعْ َل ا ْلـَيْرَاتِ وَإ
) (٨
َ
26F
) (١أبو داود ،برقم ،٤٩٥وأحمد ،٣٦٩ /١١ ،برقم ،٦٧٥٦وصححه ا�لباني في إرواء الغليل.٢٦٦/١ ،٧/٢ ،
)(٢متفق عليه :البخاري ،برقم ،٥٩٧ومسلم ،برقم .٦٨٤
) (٣انظر :الشرح الكبير �بن قدامة ،٨/٣ ،والمغني.٥٢-٥٠/٢ ،
) (٤انظر :مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ا� ابـن بـاز ،جمـع الـدكتور عبـد ا� الطيـار،
والشيخ أحمد بن عبد العزيز ابن باز.٤٥٧/٢ ،
) (٥انظر :شرح العمدة �بن تيمية.٩١-٨٧/٢ ،
) (٦سورة البقرة ،ا�ية.١٤٣ :
) (٧سورة العنكبوت ،ا�ية.٤٥ :
) (٨سورة ا�نبياء ،ا�ية.٧٣ :
) (٩سورة البقرة ،ا�ية.٤٣ :
) (١٠سورة الكوثر ،ا�ية.٢ :
) (١١سورة ا�نعام ،ا�ية.١٦٢ :
َأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصّ�َ ِة
َ مر ا�ّ نبيه أن يصطبر عليها ،فقال : َ -١٧
َاصْطَبِرْ عَلَيْهَا �َ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نّحْ ُن َنر ُز ُق َك مع أنه مأمور با�صطبار
) (١
30F
ْ َ
) (٢
ادتِ ِه.
لِعِب َ على جميع العبادات؛ لقوله تعالى :واصطبِر
َ ْ َ ْ َ
F 31
مريضا ،و� خائ ًفا ،و� ً وجبها ا�ّ على كل حال ،ولم يعذر بها َ -١٨
مسافرا ،و� غير ذلك؛ بل وقع التخفيف تارة في شروطها ،وتارة في عددها،
ً
وتارة في أفعالها ،ولم تسقط مع ثبات العقل.
ا�ّ لها أكمل ا�حوال :من الطهارة ،والزينة باللباس، َ -١٩شترط
واستقبال القبلة مما لم يشترط في غيرها.
-٢٠استعمل فيها جميع أعضاء ا�نسان :من القلب ،واللسان ،والجوارح،
وليس ذلك لغيرها.
-٢١نهى أن يشتغل فيها بغيرها ،حتى بالخطرة ،واللفظة ،والفكرة.
ي دين ا�ّ الذي يدين به أهل السموات وا�رض ،وهي مفتاح َ -٢٢
شرائع ا�نبياء ولم يُبْعَث نبيٌ إ� بالص�ة.
ّ
كِن كَذَّبَ وَتَوَلّى. ، ل *ى صَلّ ُ -٢٣قرنت بالتصديق بقوله � :صَدَّقَ وَ�
) (٤ ) (٣
3F 32F
َ َ َ
ا�ّ أسأل التوفيق لنا ولجميع المسلمين للقيام بهذه الشعيرة العظيمة على َ
لوجه الذي يرضيه ،وصلى ا�ّ وسلم وبارك على عبده ورسوله ،وخيرته من
َ
خلقه؛ نبينا محمد ،وعلى آله وأصحابه ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إلى ا�ّ تعالى
َ تبه الفقير
ﺩ .ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻭﻫﻒ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ
في ١٤٣٣/١/٢ه ـ