Professional Documents
Culture Documents
مقــدمــة
علم املواريث أو عـلـم الفرائض هو علم يهتم بقواعد فقهية ،وحسابية بها يعرف نصيب كل
وارث من التركة.
اللغة العربية :على معنيين واملواريث في األصل جمع ميراث ،فلفظ ميراث يطلق في
أحدهما البقاء وثانيهما انتقال الش يء من قوم إلى آخرين.
أما اصطالحا :اإلرث هو حق قابل للتجزئة ،ثبت ملستحق بعد موت من كان له ،لقرابة بينهما
أو نحوها ،أي ما يلحق بها من النكاح والوالء ،ألن اإلرث يأتي عن طريق النسب .
أما التعريف القانوني فهو« انتقال حق بموت مالكه بعد تصفية التركة ملن استحقه
شرعا بال تبرع وال معاوضة» مدونة األسرة مادة . 323
وهو إجماال استحقاق شخص أو أشخاص تركة بموت مالكها ساملة من حقوق الغير ،كلما
توفرت فيهم األسباب والشروط وانتفت املوانع.
فاملانع هو ما يلزم من وجوده العدم ومن عدمه الوجود ،وقد تتحقق شروط اإلرث ومع ذلك
يحرم الوارث من اإلرث متى نزل به مانع من املوانع ،وشروط اإلرث شروط واقفة إذا
تحققت وجب اإلرث ،واملوانع شروط فاسخة إذا تحققت منع اإلرث.
موانع اإلرث
تعريف موانع اإلرث
املانع لـغة :هو الحاجز والحائل بين الشيئين.
اصطالحا :ما يلزم من وجوده عدم الحكم مع تحقق السبب ،وتوفر الشرط ،وال يلزم من
عدمه وجود حكم وال عدمه لذاته.
بمعنى ان هللا سبحانه وتعالى رتب على وجود هذا الش يء العدم.
واملانع عند الفرضيون :ما تفوت به أهلية اإلرث مع قيام سببه من قرابة ،أو نكاح أو والء.
وبناء على ذلك فاملانع في علم املواريث هو ما يلزم من وجوده حرمان من تعلق به من اإلرث
ولو مع قيام سبب اإلرث وتحقق شرطه ،مثال ذلك قتل املوروث مع وجود سبب امليراث
كالزوجية مثال ،وتحقق شرط اإلرث هو موت الزوج مع بقاء الزوجة فالسبب والشرط هنا
ال يفيدان في اإلرث إذا كان املانع قائما هو الكفر.
وموانع امليراث محل خالف بين الفقهاء في عددها واتفق على ثالثة منها ”مجموعة صاحب
الرحبية “ :
ويمنع الشخص من امليراث واحد من علل ثالث
رق وقتل واختالف ديـ ــن فافهم فليس الشك كاليقين
أما املالكيون فيقرون أن هناك سبع موانع جمعها صاحب
«أسهل املسالك» في قوله:
ويمنع اإلرث بوصف الرق والقتل عمدا او بشك السبق
وعدم استهالل أو لعـ ــان عدى الزنى تخالف األديان
وهي املقصودة بقول العالمة «الرسموكي» رحمه هللا في منظومته:
يمنع اإلرث عدم استهالل شك لعان كفرذي اعتزال
رق زنى وقتل ظلم مسجال إال الوال عن معتق قد قتال
ويمنع الخطأ إرث الدي ــة وقاتل الحق من الورثــة
وقد درج الفرضيون على نظم املوانع في قولهم«:عش لك رزق» وذلك باإلشارة إلى كل مانع
بحرف معين:
الع ـيــن :عدم االستهالل
الشـيـن :الشك
ال ــالم :اللعان
الـكــاف :الـكفـر أو اختالف الدين
ال ـراء :الرق
الـزاي :الـزنا
الـقـاف :الـقـتـل العمد والعدوان
ع ــدم االسـت ــهالل
االسـتهالل فهو الصياح وهو إحدى عالمات الحياة ويقال استهل وأهل إذا صرخ ومنه سمي
الهالل ألن العرب قديما كانت إذا رأته أكثرت الصراخ عند رؤيته إعالما بحلوله املقصود
تحقق الحياة بوجه ما كما جاء في املادة 331من مدونة األسرة حيث نص على أنه«:ال
يستحق اإلرث ،إال إذا ثبتت حياة املولود بصراخ أو رضاع ونحوهما».
وعدم االستهالل :فهو ميالد املولود ميتا ألن شرط اإلرث الوالدة حيا.
فعن أبي هريرة رض ي هللا عنه أن رسول صلى هللا عليه وسلم قال:
«إذا استهل املولود ورث ».
الـشـ ـ ــك
والشك نوعان :
-شك ترتيبي في املوت فإذا مات اثنان ،ولم يعلم أيهما مات أوال فال استحقاق
ألحدهما في تركة اآلخر ،كحالة املوت في حادث مرور أوغرق او حرق أو غيره.
وقد أشارت مدونة األسرة إلى هذا نوع من الشك في املادة 328التي تنص«:إذا مات
عدة أفراد ،وكان بعضهم يرث بعضا ،ولم يتم التوصل إلى معرفة السابق منهم،
فال استحقاق ألحدهم في تركة اآلخر ،سواء كانت الوفاة في حادث واحد أم ال».
-شك في النسب:إذا ال ميراث إال بيقين.
اللـعـان هو يمين الزوج على زنى زوجته أو نفي ولدها ،ويمين الزوجة على تكذبيه وينتهي
اللعان إلى عدم توارث الزوجين املتالعنين بتمام لعان الزوجة.
اج ُه ْم َو َل ْم َي ُك ْن َل ُهمْين َي ْر ُمو َن َأ ْز َو َ لقوله تعالى في اآليات 9،8،7،6من سورة النورَ ( :و َّالذ َ
ِ
َ َّ َ َ ُ َّ َّ َ َ ُ َ َ ُ َّ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ
⑥ ين اَّلل ِإنه ِملن الص ِاد ِق ِ ات ِب ٍ شهداء ِإال أنفسهم فشهادة أح ِد ِهم أربع شهاد
اب َأ ْن َت ْش َه َد َأ ْرَبعَ ان م َن ْال َكاذب َين⑦ َو َي ْد َرُأ َع ْن َها ْال َع َذ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ
َّللا علي ِه ِإن ك والخ ِامسة أن لعنة
َ ِ ِ ِ ِ
ان منَ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ
َّللا عليها ِإن ك ِ اَّلل ِإنه ِملن الك ِاذ ِبين⑧ والخ ِامسة أن غضب ِ ات ِب ِ
َ
شهاد ٍ
َّ
الص ِاد ِقين⑨).
فترثه ويرثها ،دون أبيه وأقاربه من جهة األب. ويلحق ولد اللعان بأمه ُ
الك ـفــر
الكـفـر أو اختالف الدين يعني مخالفة الوارث املوروث في الدين يوم املوت ،فال توارث
بين أهل ملتين كمسلم مع نصراني ،أو غيرها من الديانات.
عن أسامة بن زيد رض ي هللا عنهما النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال:
«ال يرث الكافراملسلم ،وال املسلم الكافر» متفق عليه .والحديث نص في املسألة ،يدل
على عدم توارث املسلم والكافر من بعضهم بعضا.
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
« ال يتوارث أهل ملتين ش يء» رواه النسائي في سند.
فالقضية ليست خاصة باإلسالم مع غيره ،فإذا إختلف الدين هذا مسلم وهذا نصراني
وكذلك لو كان هذا نصرانيا وهذا يهوديا ،فال يتوارثان إذن من شرط التوارث أن يتفقا في
الدين إما على دين صحيح كما هو اإلسالم وهلل الحمد ،أو دين باطل كاليهودية أو
النصرانية ،فإذا اختلف الدين فال ميراث.
وحسب مدونة األسرة املادة 332التي تنص :
«ال توارث بين مسلم وغيراملسلم ،وال بين من نفي الشرع نسبه».
الرق من موانع اإلرث املتفق عليه بين علماء املسلمين ،بأنه طبقا ألحكام اإلسالم الرفيق
ال يملك شيئا قال سبحانه وتعالى :
َ َ َ َّ ُ َ َ ا َ ْ ا َ ْ ُ ا
وكا َال َي ْقد ُر َع َلى َش ْيء َو َم ْن َر َز ْق َن ُاه م َّنا ر ْز اقا َح َس انا َف ُه َو ُي ْنف ُق م ْنهُ
ِ ِ َ ْ َ ٍُ َ َ َ َ ِ ِ ِ (ضرب َّللا مثال عبدا ممل
ُ ْ ْ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ ًّ َ َ ْ ا َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ
َّلل بل أكثرهم ال يعلمون) اآلية 75من سورة النحل. ِسرا وجهرا هل يستوون الحمد ِ ِ
واملقدرة املقصودة هنا هي املقدرة الشرعية أي التملك والتصرف وهي منفية على الرقيق،
وقال صلى هللا عليه وسلم«:ال يملك العبد إال الطالق» فالعبد وما ملكت يداه لسيده،
فالرقيق ال يرث قريبه وال يرثه قريبه .أما أنه ال يرث :فألنه ليس أهال ألن يملك لنفسه،
فلو ورثناه من أقاربه ألخذ املال سيده ،فيكون توريثه توريثا ألجنبي بال سبب ،وهو غير
مشروع ،وأما أنه ال يورث ألنه أصال ال يملك شيئا.
الــزنــا
الزنا وهي عالقة غير شرعية بين الرجل واملرأة فإذا نشأ عنها حمل في اإلطار غير مشروع
فال توارث بينه وبين ولد ،ألن ولد الزنا ال يرث من أبيه وال أبوه منه وال يجري التوارث بينه
وبين قرابة أبيه ،ويرث من أمه وأقاربها.
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :
«الولد للفراش وللعاهرالحجر» .كما جاء في املادة 332من مدونة األسرة تنص »:ال توارث
بين مسلم وغيراملسلم ،وال من نفي الشرع نسبه».
الـقـتــل
القتل هو إزهاق الروح وال خالف بين العلماء في ّأن القتل ٌ
مانع من موانع اإلرث ،القتل املوجب للحرمان
هو أن يكون بغير حق ويتعلق به وجوب القصاص أو الكفارة ،ملا روى أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
« :ال ميراث لقاتل ».
ألنه قصد استعجال ميراثه بقتل محظور فعوقب بحرمان ما أراده وقصده ليكون زجرا له على ماقصد،
وألن التوريث بالقتل يؤدي إلى الفساد ،فإنه لو جعل للقاتل الحق في أن يرث لسارع الناس إلى الخالص
من مورثيهم بقتلهم وألدى ذلك إلى الفساد ،وهللا ال يحب املفسدين.
فاملادة 333من مدونة األسرة تنص على أن:
«من قتل موروثه عمدا ،وإن أتى بشبهة لم يرث من ماله ،وال ديته ،وال يحجب وارثا.
من قتل موروثه خطأ ورث من املال دون الدية وحجب».
فاملادة 333من مدونة األسرة أشارت إلى نوعين :
القتل العمد :يحرم من ميراث بصفة نهائية.
القتل الخطأ :ال يحرم من ميراث ،لكن يحرم من الدية.
خــاتـمــة
اإلرث هو تملك ما تركه الهالك من ثروة كانت في ملكه ،وملا كان اإلنسان منساقا وراء
عواطفه ومصالحه ،أو خاضعا لتأثير العالقات املادية في حياته ،فإنه وال شك سيوزع
ماله على هواه ،لكن هللا عز وجل تكفل بالحقوق ،فلم يتركها عرضة لألهواء واملصالح
الشخصية ،وذلك بأن قض ى بتوزيع التركة على أساس القرابة الدموية ،وتكفل جل
شأنه بتحديد مقادير اإلرث ،وجاء حكم هللا تعالى هذا حاسما وباتا ومحكما ،ال يخضع
لتفسير وال لتأويل.
عن أبي هريرة رض ي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال :
هللا ِب ِه ِم َير ااثا ِم َن ْال َج َّن ِة »
« َ ْ َ َ َ َ ا َ َ َ ُ ُ َ َر ُ ُ ُ َ َ َ ُ
من قطع ِمير اثا فرضه هللا و سوله قطع
❖ مقدمة3........................................................................
❖ موانع اإلرث5.................................................................
❖عدم اإلستهالل9...............................................................
❖ الشــك10.......................................................................
❖ اللـعـان 11......................................................................
❖ الكـفــر12......................................................................
❖ الـرق 14........................................................................
❖ الـزنا 15........................................................................
❖ الـقـتـل 16......................................................................
❖ خـاتـمة 17......................................................................
❖ املراجع 19.....................................................................
❑ القرآن الكريم
❑ مدونة األسرة
❑”علم الفرائض واملواريث في الشريعة اإلسالمية“ ،محمد خيري.
❑"علم املواريث بين الفقه ومدونة األسرة" ،األستاذ السعيد حتمان ،طبعة . 2016