Professional Documents
Culture Documents
فقه اجلناايت
PSS 3503
الفصل :رفاعي
احلمد هللا رب العاملني وبه نستعني على أمور الدنيا والدين ،والصالة والسالم على سيدان حممد وعلى
آله وصحبه أمجعني والتابعني واتبع التابعني ومن تبعه إبحسان إىل يوم الدين.
أوال ،حنمد هللا ونشكر هللا على نعمه الوفرية وقدرته العظيمة ،نستطيع أن نصرب وننتقن يف إمتام هذا
البحث فقه يف الباب القتل اخلطأ .وهذا البحث هي من شروط النجاح والفوز يف اإلمتحان.
نشكر أيضا إىل معلميت احملرتم أستاذة خدجية بنت رضوان على مساعده القيم يف نرشدين على بيان
وأخريا ،نرج أن نكون هذا البحث الذي درسته خالصا لوجه هللا وانفعا جلميع ,إن شاء هللا تعاىل.
١
تعريف قتل اخلطأ
وحقيقة القتل اخلطأ :أن يقع من الشخص من غري أن يقصده ,وال يريده .مثله :كمن زلقت رجله فوقع على
إنسان فقتله ,أو رمى صيدا ,فأصاب إنساان ,أو رمى شخصا فأصاب غريه .فكل هذه الصور وغريها كثري ,
تعد من قبيل القتل اخلطأ الذي مل توجد فيه حقيقة القتل العمد ,وال شبه العمد .
وللقتل اخلطأ ـ وقد عرفت حقيقته ـ حكمان :األول ديين أخروي ،والثاين دنيوي قضائي.
أما حكمه الديين األخروي فعفو ال إمث فيه وال عقاب ،ألنه عمل وقع خطأ من غري قصد ،وقد جاء يف احلديث:
1
"إن هللا جتاوز عن أميت اخلطأ والنسيان ،وما استكرهوا عليه".
وأما حكمه يف الدنيا فهو وجوب الدية على عاقلة القاتل ،مؤجلة إىل ثالث سنوات .
أي خمففة :أي مقسمة إىل مخسة أنواع :عشرون بنت خماض ،وعشرون بنت لبون ،وعشرون ابن لبون ،وعشرون
حقة ،وعشرون جذعة .وهو مذهب املالكية والشافعية .وجعل احلنفية واحلنابلة عشرين بين لبون مكان « عشرين
رواه ابن ماجه [ ]٢٠٤٥يف الطالق ،ابب طالق املكره والناسي عن ابن عباس. 1
الدكتور وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته ( الطبعة الثالثة ) ،سورية-دمشق :دار الفكر ،ص ،٣٢٨ج ٦ 2
٢
{وَما َكا َن لِ ُم ْؤِم ٍن أَن يـَ ْقتُ َل ُم ْؤِمناً إِالَّ َخطَئاً َوَمن
أما وجوب الدية يف القتل اخلطأ ،فيدل عليه قول هللا عز وجلَ :
3
قَـتَ َل ُم ْؤِمناً َخطَئاً فَـتَ ْح ِر ُير َرقَـبَ ٍة ُّم ْؤِمنَ ٍة َوِديَةٌ ُّم َسلَّ َمةٌ إِ َىل أ َْهلِ ِه إِالَّ أَن يَ َّ
ص َّدقُواْ}
أما كون الدية يف القتل اخلطأ على العاقلة فلما قلنا :إهنا يف القتل الشبه العمد على العاقلة ,فهي يف اخلطأ أوىل
وأما كون الدية يف قتل اخلطأ مقسطة يف ثالث سنوات ,فلما روي عن عمر وعلي وابن عمر وابن عباس رضي
هللا عنهم ,أهنم قضوا بذلك ومل ينكر عليهم أحد من الصحابة ,فكان إمجاعا ,وهم رضي هللا عنهم ال يقولون
مثل هذا إال بتوقيف عن رسول هللا ﷺ ,بل قال الشافعي رمحه هللا تعاىل :ومل أعلم خمالفا أن رسول هللا ﷺ
قضى ابلدية على العاقلة يف ثالث سنني .وقد أمجع أهل العلم على أن الدية تؤخذ يف ثالث سنني يف كل سنة
قلنا :إن القتل اخلطأ وقع بغري قصد ،ومل يكن مراداً للقاتل ،فلذلك انسب أن ختفَّف الدية فيه ،وال يكلف
وملا كان هذا شأن املخطىء كان من احلكمة أن يواسيه األدنون من عصباته ،وحيملوا عنه هذا الغُرم املوجع،
ويكفيه هو ما حيمله من الك ّفارة ،وهي عتق رقبة مؤمنة ،فإن مل جيد فصيام شهرين متتابعني.
٣
ٍ ٍِ ِ ِ ِ ِ ِ
(وَما َكا َن ل ُم ْؤم ٍن أَن يـَ ْقتُ َل ُم ْؤمنًا إَِّال َخطَا َوَمن قَـتَ َل ُم ْؤمنًا َخطَنًا فتحر ُير َرقَـبَة ُّم ْؤمنَة َوديَةٌ ُم َسلَ َمهُ
عز وجلَ :
قال هللا ّ
ِِ
إِ َىل أ َْهله إَِّال أَن يَ َ
4
ص َدقُوا )
من هو العاقلة
عاقلة اإلنسان هم عصبته ،وهم األقرابء من جهة األب كاألعمام وبنيهم ،واإلخوة وبنيهم ،وتقسم الدية على
األقرب فاألقرب ،فتقسم على اإلخوة وبنيهم ،واألعمام وبنيهم ،مث أعمام األب وبنيهم ،مث أعمام اجلد وبنيهم؛
تسقط الدية
فمات ،وذلك إذا مل يسرفوا يف الضرب ومل يتجاوزوا احلد املعروف يف التأديب.
هذا وال بد من البيان هنا أن الدية مبا أهنا حق ألولياء القتيل فلهم العفو عنها كال أو جزءاً ،ألن هللا تعاىل شرعها
حقاً للعبد وتسوية للعالقات اإلنسانية أن ال يتهددها الضغائن واألحقاد ،فإذا عفا صاحب احلق عن حقه؛ فذلك
اص ِيف الْ َقْتـلَى ۖ ا ْحلُُّر ِاب ْحلُِّر َوالْ َعْب ُد ِابلْ َعْب ِد َو ْاألُنثَ ٰى
ص ُ
ِ
ب َعلَْي ُك ُم الْق َ
ِ
ين َآمنُوا ُكت َ
َّ ِ
هو األفضل ،قال هللا تعاىل َ ( :اي أَيـُّ َها الذ َ
٤
يف ِّمن َّربِّ ُك ْم َوَر ْمحَةٌ ۗ فَ َم ِن ان ۗ ٰذَلِ ِ ِ ِاب ْألُنثَى ۚ فَمن ع ِفي لَه ِمن أ ِ
َخ ِيه َش ْيءٌ فَاتِّبَاعٌ ِابلْ َم ْع ُروف َوأ ََداءٌ إِلَْي ِه إبِِ ْح َس ٍ َ
ك َختْف ٌ ٰ َْ ُ َ ُ ْ
ُوِل ْاألَلْب ِ ِ اعت َد ٰى بـع َد ٰذَلِك فَـلَه ع َذ ِ
اب لَ َعلَّ ُك ْم تَـتَّـ ُقو َن )اص َحيَاةٌ َاي أ ِ َ
ص ِيم (َ )۱۷۸ولَ ُك ْم ِيف الْق َ
6
اب أَل ٌ
َ َُ ٌ َْ َ ْ
اَّلل ِمبَا تَـعملُو َن ب ِ ِ وقال سبحانه ( :وأَن تَـع ُفوا أَقْـر ِ
ض َل بـَْيـنَ ُك ْم ۚ إ َّن ََّ ْ َ َ
7
صريٌ ) نس ُوا الْ َف ْ
ب للتَّـ ْق َو ٰى ۚ َوَال تَ َ
َ ْ َُ
٥
اخلامتة
بعد كل شيء ،ال هتدف العقوابت املوجودة يف اإلسالم إىل االنتقام أو إيذاء أي شخص ،بل هتدف بدالً من ذلك
أيضا رؤية الدايت بشكل أكثر حداثة حبيث يكون أكثر مالءمة للتنفيذ يف الوقت احلاِل .إذا شوهدت
جيب ً
الدية األصلية يف شكلها األصلي ،فإهنا تعتمد على عدد حيواانت املزرعة مثل اإلبل واألبقار واملاعز ،ولكن املعدل
الفعلي جيب أن حيدد التغريات اليت حتدث يف القيمة أو احليواانت املذكورة ساب ًقا .ميكن أن يؤدي وصف التنفيذ
بشكل أكثر حداثة إىل تسهيل تنفيذ الدايت .كما يثبت عقاب الدايت كم هو مجيل اإلسالم الذي خيلق عالقات
وأنمل أن نتمكن من توضيح هذا التفسري للديّة يف الشريعة اإلسالمية وميكننا أن نطلق األفكار يف اجتاه تنفيذ
العقوبة يف ماليزاي.
٦
املراجع
• القرءان الكرمي
• الكتاب
-الدكتور وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته ( الطبعة الثالثة ) ،سورية-دمشق :دار الفكر
-األستاذ الدكتور املصطفى البغا ,الفقه املنهجي على املذهب اإلمام الشافعي ( الطبعة األوىل ) ,
۷