Professional Documents
Culture Documents
القصاص على اآلمر دون املأمور (يعاقب املأمور) ،ألن املأمور مبنزلة اآللة اليت ال تنطق ،و املأمور مكره فال اختيار له ( .فاآلمر يف .1
احلقيقة قاتل إال أنه يستعري بيد اآلخر) ( .داود و أبو حنيفة وأحد قويل الشافعي)
القصاص على املأمور دون اآلمر ،ألن حكم االختيار غلب عليه .نعم ،املكره يشبه من جهة املختار (صحيح !) و من جهة .2
أخرى يشبه املضطر و هي مغلوبة (إال أن هذا الشبه مغلوبة ) يف هذه احلال ( .أحد قويل الشافعي)
القصاص عليهما مجيعا ،ألنه مل يعذر املأمور باإلكراه و ال اآلمر بعدم املباشرة .فبالنسبة لآلمر فهو قاتل حقيقة إال أنه باستعارة يد .3
غريه ( وهو يد املأمور) .و بالنسبة للمأمور حىت وإن كان مكرها مضطرا فليس له أن بقتل إنسانا بأي حال من األحوال ( .ماللك)
االختالف في مشاركة من ليس عليه القصاص بمن عليه القصاص في القتل :أحدهم العامد المكلف و آخرهم المخطئ أو الصبي
غير المكلف :
(من شروط القصاص في النفس :أن يكون القاتل بالغا عاقال متعمدا وفاقا ،فال قصاص على صغير ومجنون و مخطئ ،وإنما تجب
عليهم الدية)
عليهما الدية ( وال قصاص عليهما) ،ألن يف هذه شبهة ،ألنه من املمكن أن تكون إفاتة النفس من فعل من ال قصاص عليه (من .1
الصيب مثال) كما أنه من فعل من عليه القصاص (املكلف العامد) ،إضافة إىل أن القتل ال يتبعض أصال .و قد قال النيب صلى اهلل
تعليه و سلم " : :ادرأوا احلدود بالشبهات " ( .أبو حنيفة)
القصاص على العامد املكلف وعلى املخطئ و الصيب نصف الدية ،ألن كل واحد منهما يعترب قد اتفرد بالقتل فله حكم نفسه ، .2
وإذا مل يقتص به العامد فقد خالف املصلحة اليت يقتضيها ( سد لذريعة القتل و احلصول على حق املقتول أو اجملىن عليه) ( .مالك و
الشافعي) .
.1قتل العمد
قتل العمد هو أن يقصد اجلاين آدميا معصوما فيقتله مبا يغلب على الظن موته به .فنأخذ من هذا التعريف أن القتل ال يكون
عمدا إال إذا توفرت فيه هذه الشروط :
وجود القصد من القاتل (وهي إرادة القتل ) .1
أن األدمي الذي قصد قتله معصوم الدم .2
أن االلة اليت قتله هبا مما يصلح (يسبب) للقتل عادة ،سواء كان مـحددا أو غري حمدد . .3
و من صوره :
أن يـجرحه مبا له نفوذ يف البدن كسكني و بندقية و غريمها من األسلحة الفتاكة فيموت بسبب ذلك. .1
ن يضربه مبثقل كبري كحجر كبري أو عصا غليظة أو يدهسه بسيارة أو يلقي عليه حائطا وحنوها فيموت بسبب ذلك. .2
أن يلقيه يف ماء يغرقه ،أو نار تـحــرقه أو سجن و مينعه من الطعام و الشراب فيموت بسبب ذلك .3
و ما إىل ذلك مما يكون القتل مقصودا و عمدا .4
القتل العمد ورد ذكره يف قوله تعاىل ” :ومن يقتل مؤمنا متعمدا ( .“....النساء )93 :
و القتل الخطأ يف قوله تعاىل ” :و ما كان ملؤمن أن يقتل مؤمنا إال خطأ و من قتل مؤمنا خطأ ( . “...النساء .)92 :فدل على
أن هناك قتل اخلطأ .
و أما ثبوت القتل شبه العمد يكون يف السنة املطهرة :أن النيب صلى اهلل عليه و سلم قال ” :عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل
العمد ،ال ي ـُـق ـَتــل صاحبه (...رواه أبو داود و أمحد و حسنه األلباين) .أي أن الدية فيه مغلظة .
و روي أن النيب صلى اهلل عليه و سلم خطب يوم الفتح مبكة ،و مما قال يف خطبته :أال إن دية اخلطأ شبه العمد ما كان بالسوط و
العصا مائة من اإلبل منها أربعون يف بطوهنا أوالدها ”( .رواه أبو دلود عن عبد اهلل عمر) .
و هذا هو وجه التغليظ يف دية هذا القتل ،أي أن منها أربعون َخ ِـلَف ة ،و اخللفة احلوامل من اإلبل .ففي احلديث إثبات قتل شبه
العمد و أن ديته مغلظة .
. 2عدم ثثوت القتل شبه العمد و نفيه إال يف االبن مع أبيه ،و هو قول مالك ،ألنه ال واسطة بني اخلطأ و العمد أي بني أن يقصد
القتل أو ال يقصده .
و القول بثبوته راجع إىل اآللة اليت هبا يقع القتل ،فإذا كانت ال تقتل غالبا فهو قتل شبه العمد .فهو يقصد الضرب مبا ال يقتل
غالبا .أو يقصد الضرب و ال يقصد القتل . .
و قال أبو حنيفة :كل ما عدى احلديد من القضب أو النار و ما يشبهه ذلك فهو شبه العمد .و قال أبو يوسف و حممد بن
احلسن :شيه العمد ما ال يقتل مثله .
و جياب عن القول الثاين (أنه ال واسطة بني أن يقصد القتل أو ال يقصده ) بأن النية و القصد ال يطلع عليها إال اهلل تبارك و تعاىل ،و
إمنا احلكم مبا ظهر .فمن قصد الضرب بآلة تقتل غالبا فهو عمد (متعمد القتل) ،و من قصد بآلة ال تقتل غالبا فهو شبه العمد .
القول في الواجب :الحد أو العقوبة التي تجب بأنواع القتل الثالثة (العقوبة الواجية على أنواع القتل الثالثة)
القتل العمد .1
يجب بالقـتـل العمد القصاُص ،و لولي الدم أن يقـتص ،أو يأخذ الدية ،أو يعـفـو و هو األفضل .قال اهلل تعاىل :ياأيها الذين
آمنوا كتب عليكم القصاص يف القتلى ( .“...البقرة .)178 :
و قال تعاىل ..” :فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع باملعروف و أداء إليه بإحسان ( .“...البقرة .)178 :و قال تعاىل ...” :
و أن تعفوا أقرب للتقوى (( .“...البقرة .)237 :
و قال النيب صلى اهلل عليه و سلم ” :و من قتل له قتيل فهو خبري النظرين إما أن يفدى و إما أن يقتل ( .“...متفق عليه) .
و ويل الدم أو أولياء القتيل الذي له أن يقتص أو يعفو :هم ورثة القتيل (املقتول) مجيعا من الرجال و النساء كبارهم و صغارهم .
فإن اختاروا القصاص مجيعا وجب القصاص ،و إن عفوا مجيعا أو أحدهم (و لو مل يعف الباقون) سقط القصاص و تعينت الدية مغلظة .
و ال بد يف استيفاء القصاص من اتفاق مجيع األولياء و املشرتكني ،فليس لبعضهم استيفاؤه دون بعض (ليس لبعضهم أن ينفرد به
دون البعض اآلخر ،ألن االستيفاء حق مشرتك .و إذا عفا بعض األولياء أو أحدهم يف استحقاق القصاص أو استيفائه سقط القصاص و
تعينت الدية مغلظة .و قال مالك (و رواية عن أمحد) :إن العقو خيتص بالعصبة فقط .
القسم الثالث :دية غير الشجاج ،و هي جروح سائر البدن :
- 1اجلائفة :و هي اجلراحة اليت تصل إىل اجلوف من بطن أو ظهر أو صدر أو ورك أو مثانة أو ثغر حنر أو حلق وحنوه ،فيها
ثلث الدية .فإذا كان اجلرح يف سائر البدن ،فإن بلغ اجلوف ففيه ثلث الدية ،وإن مل يبلغ ففيه حكومة .
-2غري اجلائفة :مثاله إن أوضح عظما أو هشمه أو نقله (دية العظام) :
-الضلع إذا كسر مث جرب مستقيما ففيه بعري
-الرتقوة إذا كسرت مث جربت مستقيمة ففيها بعري ،و يف الرتقوتني بعريان .
-و يف كسر الذراع أو العضد أو الفخذ أو الساق إذا كسر مث جرب مستقيما ففيه بعريان .
إذا مل جترب العظام السابقة مستقيمة ففيها حكومة .و بقية العظام ليس فيها شيء مقدر بل فيها حكومة .