You are on page 1of 8

‫االختالف في إذا كان لآلمر سلطان على المأمور (المباشر) ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القصاص على اآلمر دون املأمور (يعاقب املأمور) ‪ ،‬ألن املأمور مبنزلة اآللة اليت ال تنطق ‪ ،‬و املأمور مكره فال اختيار له ‪( .‬فاآلمر يف‬ ‫‪.1‬‬
‫احلقيقة قاتل إال أنه يستعري بيد اآلخر) ‪( .‬داود و أبو حنيفة وأحد قويل الشافعي)‬

‫القصاص على املأمور دون اآلمر ‪ ،‬ألن حكم االختيار غلب عليه ‪ .‬نعم ‪ ،‬املكره يشبه من جهة املختار (صحيح !) و من جهة‬ ‫‪.2‬‬
‫أخرى يشبه املضطر و هي مغلوبة (إال أن هذا الشبه مغلوبة ) يف هذه احلال ‪( .‬أحد قويل الشافعي)‬

‫القصاص عليهما مجيعا ‪ ،‬ألنه مل يعذر املأمور باإلكراه و ال اآلمر بعدم املباشرة ‪ .‬فبالنسبة لآلمر فهو قاتل حقيقة إال أنه باستعارة يد‬ ‫‪.3‬‬
‫غريه ( وهو يد املأمور) ‪ .‬و بالنسبة للمأمور حىت وإن كان مكرها مضطرا فليس له أن بقتل إنسانا بأي حال من األحوال ‪( .‬ماللك)‬

‫االختالف في مشاركة من ليس عليه القصاص بمن عليه القصاص في القتل‪ :‬أحدهم العامد المكلف و آخرهم المخطئ أو الصبي‬ ‫‪‬‬
‫غير المكلف ‪:‬‬
‫(من شروط القصاص في النفس ‪ :‬أن يكون القاتل بالغا عاقال متعمدا وفاقا‪ ،‬فال قصاص على صغير ومجنون و مخطئ ‪ ،‬وإنما تجب‬
‫عليهم الدية)‬

‫عليهما الدية ( وال قصاص عليهما) ‪ ،‬ألن يف هذه شبهة ‪ ،‬ألنه من املمكن أن تكون إفاتة النفس من فعل من ال قصاص عليه (من‬ ‫‪.1‬‬
‫الصيب مثال) كما أنه من فعل من عليه القصاص (املكلف العامد) ‪ ،‬إضافة إىل أن القتل ال يتبعض أصال ‪ .‬و قد قال النيب صلى اهلل‬
‫تعليه و سلم ‪ " : :‬ادرأوا احلدود بالشبهات " ‪( .‬أبو حنيفة)‬
‫القصاص على العامد املكلف وعلى املخطئ و الصيب نصف الدية ‪ ،‬ألن كل واحد منهما يعترب قد اتفرد بالقتل فله حكم نفسه ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وإذا مل يقتص به العامد فقد خالف املصلحة اليت يقتضيها ( سد لذريعة القتل و احلصول على حق املقتول أو اجملىن عليه) ‪ ( .‬مالك و‬
‫الشافعي) ‪.‬‬

‫صفة القتل الذي يجب به القصاص‬ ‫‪‬‬


‫القتل ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ .1‬قتل العمد‬
‫‪ .2‬قتل شيه العمد‬
‫‪ .3‬قتل اخلطأ‬

‫‪ .1‬قتل العمد‬
‫قتل العمد هو أن يقصد اجلاين آدميا معصوما فيقتله مبا يغلب على الظن موته به ‪ .‬فنأخذ من هذا التعريف أن القتل ال يكون‬
‫عمدا إال إذا توفرت فيه هذه الشروط ‪:‬‬
‫وجود القصد من القاتل (وهي إرادة القتل )‬ ‫‪.1‬‬
‫أن األدمي الذي قصد قتله معصوم الدم‬ ‫‪.2‬‬
‫أن االلة اليت قتله هبا مما يصلح (يسبب) للقتل عادة ‪ ،‬سواء كان مـحددا أو غري حمدد ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫و من صوره ‪:‬‬
‫أن يـجرحه مبا له نفوذ يف البدن كسكني و بندقية و غريمها من األسلحة الفتاكة فيموت بسبب ذلك‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ن يضربه مبثقل كبري كحجر كبري أو عصا غليظة أو يدهسه بسيارة أو يلقي عليه حائطا وحنوها فيموت بسبب ذلك‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن يلقيه يف ماء يغرقه ‪ ،‬أو نار تـحــرقه أو سجن و مينعه من الطعام و الشراب فيموت بسبب ذلك‬ ‫‪.3‬‬
‫و ما إىل ذلك مما يكون القتل مقصودا و عمدا‬ ‫‪.4‬‬

‫قتل شيه العمد‬ ‫‪.2‬‬


‫قتل شيه العمد هو أن يقصد بـجناية إنسانا معصوم الدم بآلة ال تقتل غالبا ‪ ،‬أو مل يـجرحه هبا فيموت هبا اجملىن عليه ‪ ،‬سواء‬
‫كان ذلك بقصد العدوان عليه أو ألجل تأديبه ‪ ،‬كمن ضربه بسوط غري مقتل أو عصا صغرية ‪ ،‬أو لكزه بيده أو لكمه أو‬
‫حنو ذلك فمات ‪.‬‬
‫فالضرب مقصود و القتل غري مقصود ‪( .‬اجلاين قصد الفعل و أخطأ يف القتل)‬

‫قتل اخلطأ‬ ‫‪.3‬‬


‫قتل اخلطأ هو أن يفعل ما له فعله ‪ ،‬مثل أن يرمي صيدا أو غرضا ما فيصيب أدميا مل يقصده فيقتله (فيموت بسبب ذلك) ‪.‬‬
‫و يلحق به عمد الصيب و اجملنون و القتل بالتسبب ‪ .‬أي أن عمد الصيب واجملنون جيري جمرى اخلطأ ‪ ،‬ألهنما ليس هلما قصد ‪،‬‬
‫فهما كاملكلف املخطئ ‪.‬‬
‫و جيري جمرى اخلطأ أيضا القتل بالتسبب ‪ ،‬كما لو حفر بـئرا أو حفرة يف طريق ‪ ،‬أو أوقف فيه سيارة فتلف بسبب ذلك‬
‫إنسان ‪.‬‬
‫األصل أو األدلة في ثبوت أنواع هذا القتل‬ ‫‪‬‬

‫القتل العمد ورد ذكره يف قوله تعاىل ‪ ” :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا ‪( .“....‬النساء ‪)93 :‬‬
‫و القتل الخطأ يف قوله تعاىل ‪ ” :‬و ما كان ملؤمن أن يقتل مؤمنا إال خطأ و من قتل مؤمنا خطأ ‪( . “...‬النساء ‪ .)92 :‬فدل على‬
‫أن هناك قتل اخلطأ ‪.‬‬
‫و أما ثبوت القتل شبه العمد يكون يف السنة املطهرة ‪ :‬أن النيب صلى اهلل عليه و سلم قال ‪ ” :‬عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل‬
‫العمد ‪ ،‬ال ي ـُـق ـَتــل صاحبه ‪(...‬رواه أبو داود و أمحد و حسنه األلباين) ‪ .‬أي أن الدية فيه مغلظة ‪.‬‬
‫و روي أن النيب صلى اهلل عليه و سلم خطب يوم الفتح مبكة ‪ ،‬و مما قال يف خطبته ‪ :‬أال إن دية اخلطأ شبه العمد ما كان بالسوط و‬
‫العصا مائة من اإلبل منها أربعون يف بطوهنا أوالدها ”‪( .‬رواه أبو دلود عن عبد اهلل عمر) ‪.‬‬
‫و هذا هو وجه التغليظ يف دية هذا القتل ‪ ،‬أي أن منها أربعون َخ ِـلَف ة ‪ ،‬و اخللفة احلوامل من اإلبل ‪ .‬ففي احلديث إثبات قتل شبه‬
‫العمد و أن ديته مغلظة ‪.‬‬

‫االختالف في قتل شبه العمد ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ . 1‬القتل شبه العمد ثابت (و به قال اجلمهور) ‪ ،‬يثبته السنة ‪ .‬و قد روي مرفوعا أن النيب صلى اهلل عليه و سلم قال ‪ :‬أال إن قتل شبه‬
‫العمد ما كان بالسوط و العصا و احلجر ديته مغلظة مائة من اإلبل منه أربعون يف بطوهنا أوالدها ” ‪ .‬فدل على أن هناك قتل شبه‬
‫العمد ‪.‬‬

‫‪ . 2‬عدم ثثوت القتل شبه العمد و نفيه إال يف االبن مع أبيه ‪ ،‬و هو قول مالك ‪ ،‬ألنه ال واسطة بني اخلطأ و العمد أي بني أن يقصد‬
‫القتل أو ال يقصده ‪.‬‬
‫و القول بثبوته راجع إىل اآللة اليت هبا يقع القتل ‪ ،‬فإذا كانت ال تقتل غالبا فهو قتل شبه العمد ‪ .‬فهو يقصد الضرب مبا ال يقتل‬
‫غالبا ‪ .‬أو يقصد الضرب و ال يقصد القتل ‪. .‬‬
‫و قال أبو حنيفة ‪ :‬كل ما عدى احلديد من القضب أو النار و ما يشبهه ذلك فهو شبه العمد ‪ .‬و قال أبو يوسف و حممد بن‬
‫احلسن ‪ :‬شيه العمد ما ال يقتل مثله ‪.‬‬
‫و جياب عن القول الثاين (أنه ال واسطة بني أن يقصد القتل أو ال يقصده ) بأن النية و القصد ال يطلع عليها إال اهلل تبارك و تعاىل ‪ ،‬و‬
‫إمنا احلكم مبا ظهر ‪ .‬فمن قصد الضرب بآلة تقتل غالبا فهو عمد (متعمد القتل) ‪ ،‬و من قصد بآلة ال تقتل غالبا فهو شبه العمد ‪.‬‬

‫القول في الواجب ‪ :‬الحد أو العقوبة التي تجب بأنواع القتل الثالثة (العقوبة الواجية على أنواع القتل الثالثة)‬ ‫‪‬‬
‫القتل العمد‬ ‫‪.1‬‬
‫يجب بالقـتـل العمد القصاُص ‪ ،‬و لولي الدم أن يقـتص ‪ ،‬أو يأخذ الدية ‪ ،‬أو يعـفـو و هو األفضل ‪ .‬قال اهلل تعاىل ‪ :‬ياأيها الذين‬
‫آمنوا كتب عليكم القصاص يف القتلى ‪( .“...‬البقرة ‪.)178 :‬‬
‫و قال تعاىل ‪ ..” :‬فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع باملعروف و أداء إليه بإحسان ‪( .“...‬البقرة ‪ .)178 :‬و قال تعاىل ‪...” :‬‬
‫و أن تعفوا أقرب للتقوى ‪(( .“...‬البقرة ‪.)237 :‬‬
‫و قال النيب صلى اهلل عليه و سلم ‪” :‬و من قتل له قتيل فهو خبري النظرين إما أن يفدى و إما أن يقتل ‪( .“...‬متفق عليه) ‪.‬‬
‫و ويل الدم أو أولياء القتيل الذي له أن يقتص أو يعفو ‪ :‬هم ورثة القتيل (املقتول) مجيعا من الرجال و النساء كبارهم و صغارهم ‪.‬‬
‫فإن اختاروا القصاص مجيعا وجب القصاص ‪ ،‬و إن عفوا مجيعا أو أحدهم (و لو مل يعف الباقون) سقط القصاص و تعينت الدية مغلظة ‪.‬‬
‫و ال بد يف استيفاء القصاص من اتفاق مجيع األولياء و املشرتكني ‪ ،‬فليس لبعضهم استيفاؤه دون بعض (ليس لبعضهم أن ينفرد به‬
‫دون البعض اآلخر ‪ ،‬ألن االستيفاء حق مشرتك ‪ .‬و إذا عفا بعض األولياء أو أحدهم يف استحقاق القصاص أو استيفائه سقط القصاص و‬
‫تعينت الدية مغلظة ‪ .‬و قال مالك (و رواية عن أمحد) ‪ :‬إن العقو خيتص بالعصبة فقط ‪.‬‬

‫شروط القصاص في النفس‬ ‫‪‬‬


‫عصمة املقتول ‪ ،‬فلو قتل املسلم كافرا حربيا أومرتدا قيل توبته أو زانيا فال قصاص عليه و ال دية ‪ ،‬لكن يعزر الفتياته على احلاكم‬ ‫‪.1‬‬
‫أن يكون القاتل بالغا عاقال متعمدا ‪ ،‬فال قصاص على صغريو جمنون و خمطئ ( و إمنا جتب عليهم الدية)‬ ‫‪.2‬‬
‫أن يكون املقتول مكافئا للقاتل حال اجلناية ‪ ،‬بأن يساويه يف الدين و احلرية و الرق ‪ ،‬فال يكون القاتل أفضل من املقتول بإسالم أو‬ ‫‪.3‬‬
‫حرية ‪ .‬قال يقتل مسلم بكافر ‪ ،‬و ال يقتل حر بعبد ‪.‬‬
‫أما التفاضل بني اجلاين و اجملىن عليه يف غري ما ذكر فال تأثري له ‪ ،‬فيقتل الشريف بضده ‪ ،‬و يقتل الكبري بالصغري ‪ ،‬و يقتل الذكر‬
‫باألنثى و األنثى بالذكر ‪ ،‬و يقتل باجملنون و املعتوه يف الصحيح ‪.‬‬
‫أن ال يكون املقتول ولدا للقاتل ‪ ،‬فال يقتل أحد األبوين و إن عال بالولد و إن سفل ذكرا كان أو أنثى ‪ ،‬و يقتل الولد إن قتل أحد‬ ‫‪.4‬‬
‫أبويه إال أن يعفو ويل الدم ‪.‬‬
‫إذا توفرت هذه الشروط األربعة استحق أولياء القتيل القصاص ‪ .‬لكن إذا اختل شرط من تلك الشروط األربعة سقط القصاص و‬
‫تعينت الدية املغلظة ‪.‬‬
‫إذا عفى ولي الدم من القصاص إلى الدية‬ ‫‪‬‬
‫إذا عفى ويل الدم (أولياء القتيل) من القصاص إىل الدية ‪ ،‬وجبت الدية مغلظة من مال اجلاين (الدية جتب كلها من مال اجلاين‪/‬‬
‫القاتل ‪ ،‬و هي مائة من اإلبل ‪ ،‬قال النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬من قتل مؤمنا متعمدا دفع إل أولياء املقتول ‪ ،‬فإن شاؤوا قتلوا و إن‬
‫شاؤوا أخذوا الدية و هي ثالثون حقة وثالثون جذعة و أربعون خلفة ‪ ،‬و ما صاحلوا عليه فهو هلم ‪ ،‬و ذلك لتشديد العقل ”‪( .‬رواه‬
‫ابن ماجه و الرتمذي و اللفظ له)‪.‬‬
‫احلقة ‪ :‬ما مت هلا ثالث سنوات ‪ .‬و اجلذعة ‪ :‬ما مت هلا أربع سنني ‪ .‬و اخللفة ‪ :‬احلوامل من اإلبل‬
‫قتل شبه العمد‬ ‫‪.2‬‬
‫يجب في قتل شبه العمد ‪ :‬الدية المغلظة و الكفارة و هي عتق رقبة ‪ ،‬فإن مل جيد صام شهرين متتابعني ‪ .‬ففي احلديث ‪ :‬أال‬
‫إن دية اخلطأ شبه العمد ما كان بالسوط و العصا مائة من اإلبل منها أربعون يف بطوهنا أوالدها ”‪( .‬رواه أبو داود و ابن ماجه عن‬
‫عبد اهلل عمر رضي اهلل عنه) ‪.‬‬
‫هذه الدية املغلظة جتب على عاقلة اجلاين ‪ ،‬فالعاقلة هي اليت تتحمل هذه الدية أو قيمتها ‪ ،‬وتكون هذه الدية مؤجلة خالل ثالث‬
‫سنني باتفاق ‪.‬‬
‫و عاقلة اإلنسان هم الذكور من عصبته ‪ ،‬و هم األب و األجداد من جهة األب و اإلخوة األشقاء و اإلخوة من األب و‬
‫أبناؤهم و األعمام و أبناؤهم (دون فروعه) ‪ ،‬و هذا مذهب أيب حنيفة و مالك و أمحد ‪.‬‬
‫روي عن أيب هريرة ‪ :‬اقتتلت امرأتان من هذيل ‪ ،‬فرمت إحدامها األخرى حبجر فقتلتها و ما يف بطنها فقضى النيب صلى اهلل عليه‬
‫و سلم بدية املرأة على عاقلتها "‪( .‬متفق عليه)‬
‫و أما الكفارة جتب به يف مال اجلاين‪/‬القاتل كما جتب يف قتل اخلطأ ‪ ،‬أي أهنا على مال القاتل فيه أيضا ‪.‬‬
‫و لم يجب القصاص في شبه العمد ألن اجلاين مل يقصد القتل ‪ ،‬و وجبت الدية لضمان النفس املتلفة ‪ ،‬و جعلت مغلظة لوجود‬
‫قصد االعتداء ‪ .‬و الكفارة الزمة و واجبة على اجلاين خاصة عتقا أو صياما حملو اإلمث ‪ ،‬و اهلل أعلم ‪.‬‬
‫و يستحب ألولياء الدم العفو عن الدية ‪ ،‬فإن عفوا سقطت ‪ .‬أما الكفارة فهي الزمة للجاين ‪.‬‬

‫الواجب في قتل الخطأ ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫قتل الخطأ ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ .1‬قسم فيه ‪ :‬الكفارة على اجلاين‪/‬القاتل و الدية املخففة على العاقلة ‪ .‬و هو قتل املؤمن خطأ يف غري صف القتال أو صف‬
‫الكفار ‪ ،‬أو كان القتيل من قوم بيننا و بينهم ميثاق أو عهد ‪.‬‬
‫‪ .2‬قسم جتب فيه ‪ :‬الكفارة فقط ‪ .‬و هو قتل املسلم بني الكفار (يف بالدهم مثال) يظنه القاتل كافرا ‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل ‪ ” :‬و ما كان ملؤمن أن يقتل مؤمنا إال خطأ و من قتل مؤمنا خطأ ‪( . “...‬النساء ‪.)92 :‬‬
‫و الدية المخففة ‪ :‬مائة من اإلبل ‪ :‬عشرون بنت خماض ‪ ،‬و عشرون بنت لبون ‪ ،‬و عشرون حقة ‪ ،‬عشرون جذعة ‪ ،‬عشرون بين‬
‫لبون ذكر ‪ .‬و هي رواية عن البخاري و الرتمذي عن ابن مسعود ‪ ،‬و هبا أخذ اجلمهور ‪.‬‬
‫بنت خماض ‪ :‬ما مت هلا سنة ‪ .‬و بنت لبون ‪ :‬ما مت هلا سنتان ‪ .‬و احلقة ‪ :‬ما مت هلا ثالث سنوات ‪ .‬و اجلذعة ‪ :‬ما مت هلا أربع‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫و أما الكفارة ‪ :‬فهي عتق رقبة مؤمنة ‪ ،‬فإن مل جيد صام شهرين متتابعني ‪ .‬و جتب الكفارة يف مال القاتل خاصة لـمحو اإلمث الذي‬
‫ارتكبه ‪ ،‬و أما الدية جتب على عاقلته وهم ذكور عصبته ‪.‬‬
‫و يستحب ألولياء القتيل العفو عن الدية ‪ِ ،‬فإن عفوا سقطت ‪ ،‬أما الكفارة فهي الزمة للجاين (القاتل)‬

‫باب الجراح (الجناية على ما دون النفس)‬ ‫‪‬‬


‫اجلراح ‪ -‬و هي جناية على ما دون النفس – هو ‪ :‬كل أذى يقع على جسم اإلنسان من غريه ‪ .‬أو كل اعتداء على جسد إنسان‬
‫من قطع عضو ‪ ،‬أو جرح ‪ ،‬أو ضرب ‪ ،‬مع بقاء النفس على قيد احلياة‪ .‬أو التعدي ‪ /‬االعتداء على األطراف بالقطع أو اجلرح أو تعطيل‬
‫منافعها (إذهاب معانيها) مع بقاء هيكله أو صورته أو آلته ‪.‬‬
‫هذه اجلناية ‪ :‬إما أن تكون على األطراف بقطعها أو تعطيل منافعها ‪ .‬أو تكون بإحداث ُج رح يف غري الرأس و هي الجراح ‪ ،‬أو يف‬
‫الرأس و الوجه و هي الشجاج ‪.‬‬
‫و األطراف عند الفقهاء هي اليدان و الرجالن و يلحق هبا (جيري جمراها) اإلصبع و األنف و العني و األذن و الشفة والسن و الشعر‬
‫و اجلفن و حنوها ‪.‬‬
‫عقوبة هذه الجناية‬ ‫‪‬‬
‫و عقوبة اجلناية على األطراف (إبانتها أو قطعها) ‪ :‬القصاص أو الدية (و التعزير عند املالكية)‪ .‬و عقوبة تعطيل منافع األعضاع ‪:‬‬
‫الدية ‪ .‬و عقوبة اجلراح و الشجاج ‪ :‬القصاص أو الدية ‪(.‬أو حكومة العدل ‪ :‬و هي املال الذي يقدره القاضي مبعرفة اخلرباء فيما ليس فيه‬
‫مقدار حمدد شرعا كاليد الشالء و حنوها مما ذهب نفعه و اجلرح و التعطيل و حنومها )‬

‫القصاص فيما دون النفس‬ ‫‪‬‬


‫إن كانت هذه اجلناية عمدا (في األطراف و الجروح) ففيه القصاص ‪ ،‬و إن لم بكن عمدا كالخطأ و شبه العمد ففيه الدية ‪.‬‬
‫فتؤخذ العني و األنف و األذن و السن والشفة واجلفن و اليد والرجل و اإلصبع و حنوها مما له حد ينتهي إليه ‪ ،‬كل واحد من ذلك مبثله‬
‫(املماثلة) ‪ ،‬و هذه يف األطراف ‪.‬‬
‫فيشرتط يف استيفاء القصاص فيها (ضمن شروط استيفاء القصاص يف النفس السابقة من العصمة و التكليف و املكافـة يف الدين و‬
‫احلرية و عدم الوالدة) ‪ :‬املماثلة ‪ ،‬و األمن من احليف و الزيادة ‪ ,‬و االستواء يف الصحة و الكمال ‪ .‬إذا حتققت هذه الشروط جاز استيفاء‬
‫القصاص ‪ ،‬و إن مل تتححق سقط القصاص و تعينت الدية ‪.‬‬
‫و أما القصاص في الجروح ‪ ،‬فيقـتص يف كل جرح ينتهي إىل عظم إلمكان االستيفاء فيه بال حيف و ال زيادة ‪ ،‬و ذلك كالشجة‬
‫املوضحة يف الراس و الوجه ‪ ،‬و كجرح العضد و الساق و الفخذ و القدم ‪ .‬وأما ما ال ينتهي إىل عظم فال جيوز القصاص فيه من‬
‫اجلراحات –سواء كانت شجة أو غريها‪ -‬كاجلائفة (و هي اليت تصل إىل باطن اجلوف كبطن و صدر و حنر) ‪ ،‬لعدم األمن من احليف و‬
‫قال اهلل تعاىل ‪ ” :‬وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العني بالعني و األنف باألنف و األذن باألذن و السن بالسن و‬ ‫الزيادة‬
‫اجلروح قصاص ‪( .“...‬املائدة ‪)45 :‬‬
‫و يستحب العفو عن القصاص يف األطراف و اجلروح إىل الدية ‪ ،‬و أفضل من ذلك العفو جمانا ‪.‬‬
‫قاعدة (في عقوبة هذه الجناية) ‪ :‬حماولة القصاص ‪ ،‬فكلما أمكن تنفيذ القصاص فيها وجب القصاص ‪ ،‬وكل ما ال ميكن فيها‬
‫القصاص وجب فيها الدية أو األرش ‪( .‬و اإلرش هو التعويض املايل الواجب باجلناية على ما دون النفس)‬

‫الدية فيما دون النفس‬ ‫‪‬‬


‫الدية فيما دون النفس من األطراف و اجلروح تنقسم إىل ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬دية األعضاء و منافعها ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما كان يف اإلنسان منه شيء واحد ‪ ،‬كاألنف و اللسان و الذكر ‪ ،‬ففيه دية النفس ‪ .‬و مثلها ذهاب منافع األعضاء ‪،‬‬
‫كذهاب البصر و السمع و الكالم و العقل و النكاح و حنوه ‪ ،‬ألن يف كل واحدة من هذه منفعة كبرية ليس يف البدن مثلها ‪.‬‬
‫‪ .2‬ما كان يف اإلنسان منه شيئان اثنان ‪ ،‬كاألذنني و العينني و الشفتني و اليدين و الرجلني و اللحيني (ومها العظمان اللذان فيهما‬
‫األسنان) وحنوها ‪ ،‬ففي إتالف أحدمها (أو يف كل واحد منهما) نصف الدية ‪ ،‬و يف إتالف اإلثنني منها (أو يف إتالفهما معا)‬
‫الدية كاملة ‪ .‬و إذا ذهبت منفعة أحدمها ففيه نصف الدية ‪ ،‬و إذا ذهبت منفعتهما معا فالدية كاملة ‪.‬‬
‫‪ .3‬ما كان يف اإلنسان منه أربعة أشياء ‪ ،‬كأجفان العينني األربعة ‪ ،‬ففي كل واحد ربع الدية ‪ ،‬ويف مجيعها الدية كاملة‬
‫‪ .4‬ما كان يف اإلنسان منه عشرة ‪ ،‬كأصابع اليدين و الرجلني ‪ ،‬ففيها مجيعا إذا أتلفت دية كاملة ‪ ،‬و يف كل أصبع عشر الدية ‪.‬‬
‫و يف أمنلة كل أصبع ثلث دية األصبع (ثل ث عشر الدية) ‪ .‬و إذا ذهبت منفعة أصبع ففيه عشر الدية ‪ ،‬و إذا ذهبت منافع‬
‫األصابع مجيعا ففيها الدية كاملة ‪.‬‬
‫‪ .5‬األسنان ‪ :‬يف كل سن نصف عشر الدية ( مخس من األبل) ‪ ،‬حلديث عمرو بن حزم مرفوعا ‪” :‬ويف السن مخس من اإلبل“‪.‬‬
‫(رواه النسائي)‪.‬‬
‫‪ .6‬الشعور ‪ :‬جيب يف كل واحد من الشعور األربعة الدية كاملة ‪ ،‬و هي شعر الرأس و شعر اللحية و شعر احلاجبني و أهداب‬
‫العينني ‪ ،‬و يف احلاجب الواحد نصف الدية ‪ ،‬و يف اهلدب الواحد ربع الدية ألن الدية تتوزع عليها بعددها ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬دية الشجاج‬
‫الشجاج ‪ :‬مجع شجة ‪ ،‬و هي اسم جلرح الرأس و الوجه خاصة (أو هي اجلروح يف الرأس و الوجه خاصة) ‪ .‬و الشجاج عشر ‪،‬‬
‫مخس فيها حكومة و مخس فيها مقدر شرعا من الدية ‪.‬‬
‫فاخلمس اليت فيها حكومة هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬احلارصة ‪ :‬وهي اليت حترص اجللد ‪ ،‬أي تشقه قليال و ال تدميه (و ال يظهر منه دم) ‪.‬‬
‫‪ -2‬البازلة (الدا مية) ‪ :‬اليت يسيل منها الدم القليل اليسري ‪ ,‬و تسمى الدامعة أيضا تشبيها خبروج الدمع من العني ‪.‬‬
‫‪ -3‬الباضعة ‪ :‬اليت تبعض اللحم ‪ ،‬أي تشقه بعد اجللد ‪.‬‬
‫‪ -4‬املتالمحة ‪ :‬هي الغائصة يف اللحم ‪ ،‬أي اليت تـنزل يف اللحم ‪.‬‬
‫‪ - 5‬السمحاق ‪ :‬اليت تشق اللحم كله حىت ينتهي إىل قشرة رقيقة بني العظم و اللحم تسمى السمحاق (مسيت اجلراجة الواصلة‬
‫إليها بامسها) ‪.‬‬
‫فهذه الشجاج اخلمس املذكورة ليس فيها دية مقدرة من الشارع ‪ ،‬بل فيها حكومة جيتهد احلاكم يف تقديرها ‪.‬‬
‫و معنى الحكومة أصال ‪ :‬أن يقوم اجملىن عليه كأنه عبد ال جناية به مث يقوم و هي به قد برأت ‪ ،‬فما نقص من القيمة فله مثل‬
‫نسبته من الدية و جيب احلاكم يف تقديرها ‪ .‬كأن تكون قيمته و هو عبد ال جناية به مائة وقيمته بعد اجلناية تسعة و تسعون ‪ ،‬فيجب‬
‫فيه عشر عشر ديته ‪ ،‬ألن اجلناية نقصته عشر عشر قيمته ‪.‬‬
‫و روي عن زيد بن ثابت ‪ :‬يف الدامية بعري ‪ ،‬و يف الباعضة بعريان ‪ ،‬و يف املتالمحة ثالثة ‪ ،‬و يف السحماق أربعة ‪.‬‬

‫و أما الشجاج الخمس التي فيها مقدر شرعي من الدية‬


‫‪ . 6‬املوضحة ‪ :‬اليت تصل إىل العظم و توضحه (تبدي و تظهر وضح اللحم أي بياضه) ‪ ،‬و ديتها مخسة أبعرة ‪ ،‬حلديث عمرو‬
‫بن حزم ‪” :‬و يف املوضحة مخس من اإلبل“ ‪.‬‬
‫‪ - 7‬اهلامشة ‪ :‬اليت هتش العظم بعد إيضاحه ‪ ،‬أي تكسره ‪ .‬و فيها عشر من اإلبل ‪ ،‬يروى لك عن زيد بن ثابت رضي اهلل عنه ‪.‬‬
‫‪ -8‬املنّق لة ‪ :‬اليت تنقل العظم من مكان إىل غريه ‪ ،‬و فيها مخس عشرة من اإلبل‪.‬‬
‫‪ - 9‬املأمومة ‪ :‬اليت تصل إىل أم الدماغ ‪ ،‬أي جلدة الدماغ ‪ .‬و فيها ثلث الدية‬
‫‪ - 10‬الدامغة ‪ :‬اليت خترق جلدة الدماغ ‪ ،‬أو اليت تنتهي إىل الدماغ ‪ .‬و فيها ثلث الدية أيضا ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬دية غير الشجاج ‪ ،‬و هي جروح سائر البدن ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اجلائفة ‪ :‬و هي اجلراحة اليت تصل إىل اجلوف من بطن أو ظهر أو صدر أو ورك أو مثانة أو ثغر حنر أو حلق وحنوه ‪ ،‬فيها‬
‫ثلث الدية ‪ .‬فإذا كان اجلرح يف سائر البدن ‪ ،‬فإن بلغ اجلوف ففيه ثلث الدية ‪ ،‬وإن مل يبلغ ففيه حكومة ‪.‬‬
‫‪ -2‬غري اجلائفة ‪ :‬مثاله إن أوضح عظما أو هشمه أو نقله (دية العظام) ‪:‬‬
‫‪ -‬الضلع إذا كسر مث جرب مستقيما ففيه بعري‬
‫‪ -‬الرتقوة إذا كسرت مث جربت مستقيمة ففيها بعري ‪ ،‬و يف الرتقوتني بعريان ‪.‬‬
‫‪ -‬و يف كسر الذراع أو العضد أو الفخذ أو الساق إذا كسر مث جرب مستقيما ففيه بعريان ‪.‬‬
‫إذا مل جترب العظام السابقة مستقيمة ففيها حكومة ‪ .‬و بقية العظام ليس فيها شيء مقدر بل فيها حكومة ‪.‬‬

‫باب القسامة‬ ‫‪‬‬


‫القسامة هي أميان مكررة يف دعوى قتل معصوم ‪.‬أو ‪ :‬هي أميان حيلفها أولياء املقتول‪ ،‬ويستحقون هبا يف قتل العمد القصاص أو الدية‬
‫‪ ،‬و يف شبه العمد و اخلطأ يستحقون هبا الدية ‪.‬‬
‫فالقسامة يف اصطالح الفقهاء هي األميان املكررة يف دعوى القتل‪ ،‬يقسم هبا أولياء القتيل إلثبات القتل على املتهم‪ ،‬أو يقسم هبا‬
‫املتهم على نفي القتل عن نفسه‬
‫حكم القسامة‬ ‫‪‬‬
‫و أما عن أحكامها فإنه يثبت هبا يف قتل العمد القصاص أو الدية ‪ ،‬و يف شبه العمد و اخلطأ يستحقون هبا الدية اليت جتب على‬
‫العاقلة ‪.‬‬
‫و تشرع الفسامة يف القتيل إذا وجد و مل يعلم قاتله و اهتم به شخص ‪.‬‬
‫َفَمْو ِض ُع َج َر َياِن اْلَق َس اَم ِة ‪َ :‬أْن ُيوَج َد َقِتيٌل اَل ُيْع َر ُف َقاِتُلُه ‪َ ،‬و اَل َتُقوُم َعَلْيِه َبِّيَنٌة َو َيَّد ِعي َو ُّيِل اْلَق ِتيِل َقْتَلُه َعَلى َو اِح ٍد َأْو َمَجاَعٍة ‪َ ،‬و َيْق ِرَت ُن‬
‫ِباَحْلاِل ‪َ :‬م ا ُيْش ِعُر ِبِص ْد ِق اْلَو ِّيِل ‪َ ،‬عَلى َتْف ِص يٍل يِف الُّش ُر وِط ِعْنَد اْلُفَق َه اِء َأْو َبْع ِض ِه ْم ‪.‬‬
‫وِد ِن ٍد‬ ‫ٍد‬ ‫ِهلل‬
‫و األصل فيها حديث َس ْه ِل ْبِن َأيِب َح ْثَم َة ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪َ -‬قاَل ‪ " :‬اْنَطَلَق َعْبُد ا ْبُن َس ْه ِل ْبِن َز ْي ‪َ ،‬و َحُمِّيَص ُة ْبُن َمْس ُع ْب َز ْي‬
‫إىَل َخْيَبَر ‪َ ,‬و ِه َي َيْو َم ِئٍذ ُصْلٌح ‪َ ,‬فَتَفَّرَقا ‪َ ,‬فَأَتى َحُمِّيَص ُة إىَل َعْبِد الَّلِه ْبِن َس ْه ٍل ‪َ -‬و ُه َو َيَتَش َّحُط يِف َدِمِه َقِتيًال ‪َ -‬فَد ْفنه ‪َّ ,‬مُث َقِد َم اْلَم ِد يَنَة ‪,‬‬
‫َفاْنَطَلَق َعْبُد الَّر َمْحِن ْبُن َس ْه ٍل َو َحُمِّيَص ُة َو ُح َو ِّيَص ُة اْبَنا َمْس ُعوٍد إىَل الَّنِّيِب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪َ -‬فَذ َه َب َعْبُد الَّر َمْحِن َيَتَك َّلُم ‪َ ,‬فَق اَل الَّنُّيِب ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪َ ( :-‬كِّبْر ‪َ ,‬كِّبْر ) ‪َ -‬و ُه َو َأْح َدُث اْلَق ْو ِم – [ أي أصغرهم ] َفَس َك َت ‪َ ،‬فَتَك َّلَم ا‪َ.‬فَق اَل ‪َ ( :‬أْحَتِلُف وَن َو َتْس َتِح ُّقوَن‬
‫؟ ‪َ ،‬قاَل ‪ِ ( :‬رْب ُك و ِس ِمَيينًا ؟ ) ‪َ ،‬قاُلوا‪َ :‬ك ِبَأ اِن ِم‬ ‫ِل‬ ‫ِح‬ ‫ِت‬
‫ْيَف َمْي َقْو‬ ‫َفُت ُئ ْم َيُه ُد َخِبْم َني‬ ‫َقا َلُك ْم ‪َ ,‬أْو َص ا َبُك ْم ؟ )َقاُلوا ‪َ :‬و َك ْيَف ْحَن ُف ‪َ ,‬و ْمَل َنْش َه ْد ‪َ ,‬و ْمَل َنَر‬
‫ُك َّفاٍر ؟ َفَعَق َلُه الَّنُّيِب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ِ -‬م ْن ِعْنِدِه ‪ [.‬أي أعطاهم ديته من بيت املال ‪..‬‬
‫قال يف امللخص الفقهي ‪ :‬فدل هذا احلديث على مشروعية القسامة و أهنا أصل من أصول الشرع ‪ ،‬مستقل بنفسه و قاعدة من‬
‫قواعد األحكام فتخصص هبا األدلة العامة ‪.‬‬

‫صفة القسامة‬ ‫‪‬‬


‫صفة القسامة (طريقتها) ‪ :‬أهنا إذا توفرت شروط إقامتها ‪ :‬يبدع باملّد عني ‪ ،‬فيحلفون مخسني ميينا توزع عليهم على قدر إرثهم من‬
‫القتيل ‪ “ :‬أن فالنا هو الذي قتله ” ‪ ،‬و يكون ذلك حبضور املدعى عليه ‪ .‬فإن أىب الورثة أن حيلفوا أو امتنعوا من تكميل مخسني‬
‫ميينا ‪ ،‬فإنه حيلف املدعى عليه مخسني ميينا إذا رضي املدعون بأميانه ‪ ،‬فإذا حلف برئ ‪.‬‬
‫و إن مل يرض املدعون بتحليف املدعى عليه ‪ ،‬فدى اإلمام القتيل بالدية من بيت املال ‪ ،‬ألن األنصار مل امتنعوا من قبول أميان اليهود‬
‫فدى النيب صلى اهلل عليه و سلم القتيل من بيت املال ‪.‬‬
‫شروط القسامة‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬فمن أمهها ‪ :‬وجود اللوث و هو العداوة الظاهرة بني القاتل و املتهم بقتله ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون املدعى عليه مكلفا ‪ ،‬فال يصح الدعوى فيها على صغري و جمنون ‪.‬‬
‫‪ . 3‬إمكان القتل من املدعى عليه ‪ ،‬فإن مل ميكن منه القتل لبعده عن مكان احلادث وقت وقوعه مثال مل تسمع الدعوى عليه ‪.‬‬

You might also like