You are on page 1of 21

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيد المرسلين‪ ،‬وعلى آله وصحبه

ومن تبعه بإحسان إلى يوم‬


‫الدين‪ .‬وأفوض أمري إلى هللا‪ ،‬وهللا بصير بالعباد‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬أحمد فائز سويامدي – فتح هللا عليه فتوح العارفين –‬

‫أستاذ المادة‪ :‬دكتور محمود عفيفي و دكتور مصطفى عادل – حفظهما هللا ورعاهما –‬

‫المادة‪ :‬الفقه المقارن قسم الجنايات‬

‫القسم األول‪ :‬في الجناية على النفس‬


‫تعريف الجناية والفرق بينها وبين الجريمة‬

‫الجناية‬
‫في اللغة‪ :‬الجرم والذنب‪ ،‬وهي لفظ عام في كل ما يقبح و يسوء‬

‫في االصطالح‪( :‬عند العلماء لها معنيان‪ :‬معنى عام و معنى خاص)‬
‫معنى العام‪:‬‬

‫اسم لكل فعل محرم‪ ،‬سواء كان في مال أو نفس‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫جاء في كتاب المغني‪ :‬بأنها كل فعل عدوان على نفس أو مال‪ ،‬لكنها في العرف مخصوصة بما يحصل فيه التعدي‬ ‫‪-‬‬
‫على األبدان‪.‬‬
‫معنى الخاص‪:‬‬

‫كل فعل محظور يتضمن ضررا‪ ،‬ويكون تارة على نفسه‪ ،‬وتارة على غيره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعدي على البدن بما يوجب قصاصا أو ماال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنواع الجناية‪ :‬تنقسم إلى ثالثة أقسام‬

‫‪ -1‬الجناية على النفس‪:‬‬


‫وهي التي تسمى بجناية القتل‪ ،‬سواء أكان عمدا‪ ،‬أم شبه عمد‪ ،‬أم خطأ‪.‬‬
‫اختلف العلماء في أنواع القتل على أربعة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬إنه عمد‪ ،‬وشبه عمد‪ ،‬وخطأ‪ ،‬وما يجري مجرى الخطأ‪ ،‬والقتل بالسبب (الحنفية)‬
‫القول الثاني‪ :‬إنه عمد و خطأ (مشهور في المالكية)‬
‫القول الثالث‪ :‬إنه عمد‪ ،‬وشبه عمد‪ ،‬وخطأ (بعض األئمة األربعة)‬
‫القول الرابع‪ :‬عمد‪ ،‬وشبه عمد‪ ،‬وخطأ‪ ،‬وما جرى مجرى الخطأ ( الحنابلة في وجه)‬
‫محل اتفاق‪ :‬هو القتل العمد والخطأ‪ .‬والراجح عند المؤلف القول الثالث‬
‫‪ -2‬الجناية على ما دون النفس‪:‬‬
‫وهي اعتداء على عضو من األع ضاء الذي هو ال يصل إلى حد إزهاق الروح‪ ،‬ويطبق على هذه الجناية ما يطبق في‬
‫القتل من عقوبة‪ ،‬فقد تكون عقوبته القصاص أو الدية حسب نوع الجرح وقصد الضرب فيه‪.‬‬

‫‪ -3‬الجناية على الجنين‪( :‬يطلق عند الفقهاء بمسمى اإلسقاط أو اإلجهاض)‬


‫وهي عبارة عن سقوط الجنين من بطن أمه قبل اكتماله‪ ،‬عمدا كان أو بغير عمد‪.‬‬
‫وعرف اإلجهاض بأنه جناية توجب انفصال الجنين ميتا في حياة أمه‪ .‬أو أنه إلقاء الحمل ناقص الخلق أو ناقص‬
‫المدة‪ ،‬سواء من المرأة أو غيرها‪.‬‬

‫الجريمة‬
‫في اللغة‪ :‬الذنب‪ ،‬فتكون شاملة لكل فعل يكون ذنبا‪.‬‬
‫في االصطالح‪ :‬محظورات شرعية زجر هللا تعالى عنها بحد أو تعزير‪.‬‬

‫تقسيم الجريمة‪:‬‬

‫أ‪ .‬باعتبار السلب واإليجاب‪.‬‬


‫ب‪ .‬باعتبار القصد وعدمه‪.‬‬
‫ت‪ .‬باعتبار وقوعها على المجتمع أو األفراد‪.‬‬
‫ث‪ .‬باعتبار عقوبتها‪ :‬وهي تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬جرائم الحدود‪ :‬هي التي تقع اعتداء على حق هللا تعالى أو حق آدمي أو حق مشترك بينهما‪ ،‬وجعل الشرع لها‬
‫عقوبات مقدرة كالردة‪.‬‬
‫‪ -2‬جرائم القصاص والدية‪ :‬هي التي تقع اعتداء على حق العبد‪ ،‬وجعل الشرع لها عقوبة مقدرة‪ ،‬كالقتل‪.‬‬
‫‪ -3‬جرائم التعزير‪ :‬هي التي لم يجعل الشرع لها عقوبة مقدرة بل ترك تقديرها لولي األمر‪ ،‬كخيانة األمانة‪.‬‬

‫ج‪ .‬باعتبار المصلحة التي وقع اإلخالل بها‪ :‬وهي تنقسم إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬جرائم االعتداء على الدين‪ ،‬كالردة‪.‬‬
‫‪ -2‬على النفس‪ ،‬كالقتل‪.‬‬
‫‪ -3‬على العقل‪ ،‬كشرب الخمر‪.‬‬
‫‪ -4‬على النسل‪ ،‬كالزنا‪.‬‬
‫‪ -5‬على المال‪ ،‬كاسرقة‪.‬‬

‫الفرق بين الجناية والجريمة‪:‬‬


‫الجناية بمعنى العام تتفق مع الجريمة‪ ،‬أما المعنى الخاص فبينه وبين الجريمة عموم وخصوص‪ ،‬إذ الجريمة عامة في كل‬
‫محظور كالزنا‪ ،‬والجناية خاصة باالعتداء على النفس وما دونها وما في معناها كالقتل‪.‬‬
‫تعريف العقوبة‪:‬‬

‫في اللغة‪ :‬ما يقع على اإلنسان من جزاء بسبب فعله سو ًء‪.‬‬
‫في االصطالح‪ :‬جزاء شرعي دنيويزجر هللا به عن ارتكاب محظور شرعي‪.‬‬

‫خصائص العقوبة‪:‬‬

‫حماية الفضيلة‪ ،‬وصيانة المجتمع من الرذيلة‪ ،‬وحماية النفس‪ ،‬وحماية العقل‪ ،‬وحماية المال‪ ،‬وحماية العفة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن العقوبة تجمع بين الثبات والتطور‪ :‬يقال الثبات ألنها ثابتة التي ال تتغير بتغير الزمان أو المكان‪ ،‬ويقال التطور‬ ‫‪-2‬‬
‫ألنها يمكن أن تتغير بتغير الزمان والمكان واألشخاص‪ ،‬حسب كل حالة على حدة‪ ،‬وهو ما يعرف بعقوبات التعزير‪.‬‬
‫هي تحافظ على المصالح األساسية لإلنسان والتي ال تقوم حياته إال بها‪ ،‬كحماية الدين والنفس‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫هي تحول دون انتشار الجرائم وتعدد وقوعها‪ ،‬فهي في جملتها عقوبات رادعة للجاني وغيره‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هي تعمل على إقامة العدل بين الناس‪ ،‬واستالل األحقاد والشر بين قلوبهم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫أنواع العقوبات (بالنظر إلى اعتبارات الثالثة) ‪:‬‬

‫اعتبار المصلحة التي شرعت العقوبة للمحافظة عليها‪.‬‬


‫اعتبار الحق التي شرعت لحمايته‪.‬‬
‫اعتبار تقديرها وعدمه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬باعتبار المصلحة التي شرعت العقوبة للمحافظة عليها‪ .‬و تنقسم العقوبات بحسب هذا االعتبار إلى خمسة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬للمحافظة على الدين‪ ،‬وهي حد الردة‪.‬‬


‫‪ -2‬للمحافظة على النفس‪ ،‬وهي القصاص والدية‪.‬‬
‫‪ -3‬للمحافظة على العقل‪ ،‬وهي حد شرب الخمر‪.‬‬
‫للمحافظة على النسل‪ ،‬وهي حد الزنا‪ ،‬والقذف‪.‬‬
‫للمحافظة على المال‪ ،‬وهي حد السرقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬باعتبار الحق الذي شرعت لحمايته‪ :‬وتنقسم العقوبات بحسب هذا االعتبار إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬حق العبد‪ ،‬وهو القصاص‪.‬‬


‫‪ -2‬حق هللا ‪ ،‬وهو حدود الزنا والسرقة وشرب الخمر والردة‪.‬‬
‫‪ -3‬مختلف فيه هل الغالب فيه حق هللا تعالى أم حق العبد‪ ،‬وهذا القسم هو حق القذف‪ :‬ذهب الحنفية ومن وافقهم إلى‬
‫أنه حق هللا تعالى‪ ،‬وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه حق للعبد‪ ،‬وذهب المالكية إلى أن حد القذف قبل أن يبلغ اإلمام‬
‫ألغالب فيه حق العبد‪ ،‬وإن بلغه فالغالب فيه حق هللا تعالى‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة على هذا التقسيم‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما يختص باألحكام التي هي حق هللا تعالى فإنها تتميز بما يلي‪:‬‬

‫أنها ال تسقط بالعفو ونحوه‪.‬‬


‫يجوز أن يطالب بها كل إنسان حسبة هلل عز وجل‪.‬‬
‫ال يجري فيها التوارث‪.‬‬
‫يجري فيها التداخل‪ ،‬فلو زنا مرارا فعليه حد واحد‪.‬‬
‫تنتصف العقوبة فيها بالرق‪ ،‬حيث تكون عقوبة العبد على النصف من عقوبة الحر‪.‬ال يستوفيها إال اإلمام أو نائبه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما يختص باألحكام التي هي حق العبد‪ ،‬فإنها تتميز بما يلي‪( :‬العكس بما سبق)‬

‫أنها تسقط بالعفو ونحوه‪.‬‬


‫ال يطالب بها إال صاحبها‪.‬‬
‫يجري فيها التوارث‪.‬‬
‫ال يجري فيها التداخل‪ ،‬فلو زنا مرارا فعليه حد واحد‪.‬‬
‫ال تنتصف العقوبة فيها بالرق‪ ،‬فالحر والعبد فيها سواء‪.‬‬
‫يجوز أن يستوفيها لصاحب الحق بإذن من الحاكم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬باعتبار التقدير وعدمه‪ .‬وتنقسم العقوبات من حيث التقدير وعدمه إلى‪ :‬عقوبات مقدرة‪ ،‬وعقوبات غير مقدرة بل يترك‬
‫أمرها للقاضي حسب كل حالة على حدة‪.‬‬
‫العقوبات المقدرة‪ :‬هي التي حدد الشرع لها مقدارا معينا ال يستطيع القاضي تجاوزه‪ ،‬وهذه العقوبات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدود‪ ،‬وهي العقوبة المقدرة حقا هلل تعالى‪ ،‬والحدود في الفقه اإلسالمي مقررة وهي حد الردة والزنا والسرقة‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫‪ -2‬القصاص‪ ،‬وهو أن يفعل به مثل فعله من قتل وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬الدية‪ ،‬وهي عقوبة مالية بحتة‪ ،‬وهي تكون في القتل الخطأ ونحوه‪.‬‬

‫العقوبات غير المقدرة‪ :‬هي التي لم يرد فيها من الشرع تقدير معين‪ ،‬وإنما ترك تقديرها للقاضي يقدرها على حدة‪،‬‬
‫ويطلق عليها مسمى التعزير‪ ،‬والتعزير هو العقوبة المشروعة على جناية ال حد فيها‪.‬‬

‫الغاية من العقوبة‪:‬‬

‫‪ -1‬القضاء على الجريمة‪ ،‬وتطهير المجتمع من الفساد‪.‬‬


‫‪ -2‬تهدف إلى إصالح الجاني وتقويمه ولتهذيب طباعه‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقق العدالة والرحمة في المجتمع‪.‬‬

‫أحكام الجناية على النفس‬


‫حرمة القتل‪( :‬اتفق العلماء على تحريم القتل العمد لإلنسان بدون وجه حق أيا كان السبب‪ ،.‬فمن قتل إنسانا عمدا قتل به)‬
‫الدليل‪ :‬قوله تعالى‪’’( :‬وال تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحق‘‘) قوله ﷺ‪’’( :‬ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال هللا‬
‫وأني رسول هللا إال بإحدى ثالث‪ :‬الثيب الزاني‪ ،‬والنفس بالنفس‪ ،‬والتارك لدينه المفارق للجماعة‘‘)‪.‬‬

‫أنواع القتل عند الفقهاء (سبق ذكره)‬

‫القتل العمد وعقوبته‬


‫حقيقة القتل العمد‪:‬‬
‫حقيقة القتل العمد عند الحنفية‪ :‬بأنه ما تعمد ضربه بسالح أو ما جرى مجرى السالح‪.‬‬
‫ما يجب تحققه في القتل العمد عند الحنفية‪:‬‬
‫قصد القاتل ضرب المقتول‬
‫استعمال آلة القتل العمد‬
‫المباشرة‬

‫حقيقة القتل العمد عند المالكية‪ :‬بأنه القصد إلى ما يقتل مثله من مباشرة أو تسبب‪( .‬فنوعان)‬
‫القتل بالمباشرة‪ ،‬وهو أن يقصد ضرب آدمي بما يقتل غالبا‪ ،‬سواء كان محددا أو غير محدد‪ .‬ويشترط‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقصد ضرب آدمي‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الضرب بسبب عداوة أو غضب‪.‬‬
‫‪ -3‬الفعل القاتل‪ ،‬سواء كان باستعمال آلة تقتل غالبا أم ال‪.‬‬
‫القتل بالتسبب‪ ،‬كاتخذ كلبا عقورا فقتل إنسانا‪ .Pake anjing ganas .‬فهذا بشروط أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬اتخاذ السبب‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقصد به الضرر للغير‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون المقصود بالضرر شخصا معينا ال مجرد الضرر‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يهلك المعين المقصود بذلك السبب‪ ،‬فإن هلك غيره كان القتل خطأ ال عمدا‪.‬‬

‫حقيقة القتل العمد عند الشافعية‪ :‬بأنه قصد الفعل والشخص بما يقتل غالبا‪.‬‬
‫ما يجب تحققه في القتل العمد عند الشافعية‪:‬‬

‫قصد الشخص‪.‬‬
‫قصد الفعل‪.‬‬
‫فعل الجناية بما يقتل غالبا‬
‫والقتل عند الشافعية يكون إما بالمباشرة أو التسبب‪:‬‬
‫فأما المباشرة فهي ما يؤثر في الهالك ويحصله‪ ،‬كأن يضربه قصدا بما يقتل غالبا‪.‬‬
‫وأما السبب وهو ما يؤثر في الهالك وال يحصله‪ .‬والسبب عندهم ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬سبب شرعي‪ ،‬كالشهادة الزور التي تؤدي إلى قتل المشهود عليه فيقتص من شهود الزور‪.‬‬
‫‪ -2‬سبب عرفي‪ ،‬كإعطاء للصبي غير مميز سما فأكله فمات‪.‬‬
‫‪ -3‬سبب حسي‪ ،‬كاإلكراه على القتل‪ ،‬فلو أكره شخص شخصا آخر على قتل ثالث فقتله وجب القصاص على‬
‫المكره وعلى المكره‪(misal si A maksa si B untuk bunuh si C, maka si pemaksa dan yg dipaksa keduanya ttep wajib di qisos( .‬‬
‫ِ‬

‫حقيقة القتل العمد عند الحنابلة‪ :‬بأنه أن يقصد القاتل بمحدد أو ما يقتل غالبا فيقتله‪ ،‬كإلقاء في مهلكة مثل النار‪.‬‬

‫ما يجب تحققه في القتل العمد عند الحنابلة‪:‬‬


‫القصد‬
‫الفعل الذي يقتل غالبا‪ ،‬سواء كان مباشرة أو تسببا‪.‬‬

‫مقارنة بين المذاهب الفقهية في حقيقة القتل العمد‪:‬‬


‫اتفقوا على أمرين‪ :‬القصد والفعل‬

‫أوال‪ :‬القصد‪ ،‬هل المعتبر في القتل العمد عندهم قصد الفعل أو الضرب‪ ،‬أم قصد القتل؟ (اختلف فيه)‬

‫القول األول‪ :‬قصد الفعل ال قصد القتل (رأي الجمهور)‬


‫استدلوا‪ :‬أن قصد الفعل باآللة القاتلة كاف في الداللة على وجود قصد القتل فيقام مقامه‪ ،‬وألن قصد القتل أمر باطني وال يصح‬
‫ربط الحكم وهو ثبوت الفعل بمعنى خفي‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬قصد القتل‪ ،‬فإن لم يقصد القتل فليس بعمد‪.‬‬


‫ولم يستدل بقوله ومن الممكن أن يستدل له بأن مجرد الضرب ال يدل على قصد القتل‪ ،‬فال بد من توافره‬

‫نوقش على هذا‪ :‬أن قصد القتل نية باطنية ال يمكن االطالع عليها‪ ،‬واألحكام منضبطة بالظواهر‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬قول الجمهور‪ ،‬ويؤيد ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أن في سنة رسول هللا ﷺ المعتبر قصد الفعل‪ ،‬وأن القاتل إذا كان الظاهر منه العمد فادعى عدم قصد القتل لم يصدق‬
‫في دعواه ويجري عليه حكم القصاص‪.‬‬
‫لقوة أدلة الجمهور‪.‬‬
‫أن الخذ برأي الجمهور صيانة للدماء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فعل القتل العمد (هناك ثالثة مسائل)‬


‫‪ -1‬مسألة آلة القتل‪.‬‬
‫‪ -2‬مسألة القتل بالمباشرة‪.‬‬
‫‪ -3‬مسألة القتل بالتسبب‪.‬‬
‫مسألة األولى‪( :‬مسألة آلة القتل) اتفق العلماء على كون القتل بالسالح وما يجري مجراه قتال عمدا‪ .‬واختلفوا في آلة التي تقتل‬
‫غالبا من غير السالح وما يجري مجراه‪ ،‬إلى قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أنه كاقتل بالحجر الكبير والعصا الغليظة شبه عمد (أبو حنيفة)‬
‫الدليل‪ :‬قوله ﷺ ’’أال إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من اإلبل منها أربعون في بطونها أوالدها’’‪.‬‬
‫نوقش على هذا‪ :‬بأن السوط والعصا المذكورين في الحديث يحمالن على الصغير الذي ال يقتل غالبا‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه كالقتـل بالحجر الكبير والعصا الغليظة قتل عمد (جمهور)‬
‫الدليل‪ :‬قوله تعالى‪’’ :‬ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فال يسرف في القتل إنه كان منصورا’’‬
‫القول الراجح‪ :‬قول الجمهور لقوة أدلتهم وماقشتهم لرأي الحنفية وأيضا أنه قول لصيانة الدماء‪.‬‬

‫القتل باآللة التي تقتل نادرا‪ ،‬كالحجر الصغير‪:‬‬


‫القول األول‪ :‬أنه قتل شبه عمد (رأي الجمهور)‬
‫الدليل‪ :‬قوله ﷺ ’’أال إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من اإلبل منها أربعون في بطونها أوالدها‘‘‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه يكون قتل عمد بشرط أن يكون ذلك في حالة غضب أو عداوة (الماكية)‬
‫الدليل‪ :‬قوله تعالى‪’’ :‬وما كان لمؤمن أي يقتل مؤمنا إال خطأ ‘‘ وقوله تعالى‪‘‘ :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا‪ ،‘‘...‬لم يذكر في القرآن‬
‫نوع قتل شبه عمد‪.‬‬
‫نوقش على هذا‪ :‬عدم الذكر في القرآن ال ينفي وجوده‪ ،‬وقد جاءت السنة ببيانه في الحديث كما ذكر في القول األول‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬رأي الجمهور لقوة أدلتهم‪.‬‬

‫مسألة الثانية‪( :‬مسألة القتل بالمباشرة) أي الفتل بغير واسطة‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫الفعل بفعل إيجابي‪ ،‬كقتل بسيف (متفق فيه)‬
‫القتل بترك الفعل‪ ،‬وهو عبارة عن منع أسباب الحياة‪ ،‬كحبس إنسانا ومنعه الطعام والشراب الذي يؤدي إلى الموت‬
‫(مختلف فيه إلى قولين)‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أنه قتل عمد (رأي الجمهور)‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب الحنفية إلى أنه ليس قتال عمدا‪ ،‬واختلفوا في صورة المنع من الطعام والشراب على قولين‪:‬‬
‫‪ -1‬ذهب اإلمام أبو حنفية إلى أنه ال قصاص فيه وال دية‪ ،‬ألن الحابس لم يقع منه فعل الهالك‪ ،‬فالهالك لم يحصل‬
‫بالحبس وإنما بالجوع والعطش‪.‬‬
‫‪ -2‬ذهب الصاحبان إلى أن الدية تجب على العاقلة‪ ،‬ألن الحابس تسبب في إهالك المحبوس ألنه ال حياة لإلنسان إال‬
‫باألكل والشرب‪.‬‬
‫‪ -3‬والراجح رأي الجمهور ألن الترك إذا كان متعمدا وكان الموت يترتب عليه غالبا فال فرق بينه وبين الفعل‬
‫اإليجابي‪.‬‬

‫مسألة الثالثة‪ :‬مسألة القتل بالتسبب‪ :‬أي القتل بواسطة‪ ،‬اختلف فيه إلى قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أنه قتل عمد وفيه القصاص (رأي الجمهور)‪ ،‬ألنه فعل يقتل غالبا‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أنه ليس بعمد وفيه الدية (رأي الحنفية)‪ ،‬ألن المتسبب ليس مباشرا للقتل ألن مباشرة القتل تكون بإيصال فعل من‬
‫القاتل بالمقتول‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬رأي الجمهور‪ ،‬ألن المتسبب إذا تعمد السبب وقصد ب ه الجناية وتولد الموت عن هذا السبب فهو كالمباشر‪.‬‬

‫أركان القتل العمد‪ ،‬وهي أربعة‪:‬‬


‫القصد‬ ‫‪-1‬‬
‫الفعل‪ ،‬أي الفعل القاتل‬ ‫‪-2‬‬
‫كون الفعل واقعا على آدمي حي معين‬ ‫‪-3‬‬
‫عالقة السببية‬ ‫‪-4‬‬

‫الركن األول (سبق بيانه)‬

‫الركن الثاني‪ :‬فيه ثالثة مسائل‪ :‬مسألة حكم القتل بالترك‪ ،‬أو بالمنع‪ ،‬أو مسألة اجتماع المباشرة والتسبب‪.‬‬
‫مسألة األولى‪ :‬حكم القتل باالمتناع أو الترك‪ ،‬هل يعد فعله هذا قتال أم ال؟‬
‫القول األول‪ :‬ذهب الحنفية والشافعية في المذهب إلى أن من ترك إنقاذ إنسان حتى مات ال يعد قاتال وال القصاص عليه وال‬
‫الدية ولكنه يأثم‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬بالمعقول‪ :‬ألنه لم يحدث فعال يحال عليه الهالك‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬من قدر على إنقاذ إنسان من مهلك فترك إنقاذه عمدا فهلك فهو يعد قاتل عمدا وعليه القصاص‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬بالمعقول‪ :‬ألنه ال مندوحة للمضطر عن الطعام والشرا‪ ،‬فكان صاحبه ضامنا له متى فاض عن حاجته‪.‬‬

‫القول الثالث‪ :‬ذهب إلى التفريق بين حالتين‪:‬‬


‫األولى‪ :‬إذا طلب المضطر اإلغاثة فلم ينقذه مع قدرته على إنقاذه حتى مات فعليه الدية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إذا لم يطلب من المضطر االستغاثة‪ ،‬ورآه من يقدر على إنقاذه فلم ينقذه حتى مات فليس عليه ضمان بل يكون مسيئا‬
‫لترك إسعاف إنسان‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬بالمعقول‪ :‬ألنه إذا اضطر شخص إلى طعام أو شراب صار أحق به ممن هو في يده‪ ،‬وله أن يأخذه من قهرا‪ ،‬فإذا منعه‬
‫إياه فمات كان متسبب إلى هالكه‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬القول الثالث في نظر المؤلف لوجاهته ومضيه على مقاصد الشريعة التي تحمي النفس اإلنسانية‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫مسألة الثانية‪ :‬حكم اجتماع المباشرة والتسبب‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬إلى أنه إذا اجتمع المباشر والمتسبب يقتل المباشر والمتسبب معا‪ ،‬لمباشرته ولتسببه‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى تغليب فعل المباشر على المتسبب عند اجتماعهما‪ ،‬وال قصاص على المتسبب‪ ،‬وله شرطان‪ :‬األول‪ :‬أن‬
‫تكون المباشرة عمدا عدوانا و الثاني‪ :‬أن ال تكون المباشرة متولدة عن السبب‪ .‬ووجهه ألن الهالك لم يترتب على فعل المتسبب‬
‫بل ترتب على فعل المباشر‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬رأي الثاني لقوة أدلتهم‬

‫الركن الثالث‪ :‬وقوع االعتداء على آدمي حي معين‪ ،‬وله عنصران‪:‬‬


‫األول‪ :‬كون االعتداء واقعا على آدمي حي‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬كون هذا آدمي معين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وقوع االعتداء على آدمي حي‪ ،‬احترز به قتل الحيوان‪ ،‬وإسقاط الجنين‪.‬‬
‫حكم تعاقب مباشرتين قاتلتين على شخص واحد‪ ،‬فمن يعد القاتل منهما‪ ،‬األول أم الثاني؟‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أن القاتل هو األول وعليه القصاص‪ ،‬وأما الثاني فعليه التعزير (جمهور الفقهاء)‬
‫الدليل‪ :‬بالمعقول‪ :‬ألن الجاني األول صيّر المقتول إلى حالة الموت أي فهو قي حكم الميت‪ ،‬وعلى هذا فالحياة التي‬
‫اعتدى عليها الثاني حياة غير معتبرة شرعا‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن القاتل هو الثاني وهو الذي يجب عليه القصاص دون األول‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬بالمعقول‪ :‬ألن الحياة التي اعتدى عليها الثاني وفوتها هي حياة معتبرة شرعا العتبارها أنه يرث ميته‪.‬‬

‫الراجح‪ :‬القول األول‪ ،‬ألن حياة المجني عليه بعد الجناية األولى ليست حياة عادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون المقتول معينا‪ ،‬أن يكون الشخص المقتول هو بعينه الذي قصده القاتل حين رمى أو ضرب‪.‬‬
‫وأما إذا اختلف القصد المقتول عن المقصود‪ ،‬فإما أن يكون‪:‬‬
‫المقصود غير إنسان معصوم‪ ،‬كمن رمى نخلة أو صيدا فقتل إنسانا معصوما فالقتل خطأ حيث قصد شيئا معينا‬
‫فأصاب غيره‪Misalkan sdg berburu hewan, tp malah jeratannya terkena manusia dan mati .‬‬
‫المقصود إنسانا معصوما‪ ،‬كأن يرمي آدميا معصوما فيصيب آدميا معصوما مثله‪ ،‬مختلف فيه إلى قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه يكون قتال خطأ‪ ،‬ألن الشخص المقتول غير مقصود بالقتل‪( .‬رأي الجمهور)‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه يكون قتال عمدا‪ ،‬إذ ال فرق بين آدمي وغيره‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬رأى المؤلف إلى أن القتل هنا يكون خطأ ال عمدا‪ ،‬ألن العمد يكون القصد فيه واضحا ومعينا‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬عالقة سببية‪ ،‬أي ارتباط الفعل بالموت‪.‬‬


‫تحديد عالقة السببية في حالة تعدد األفعال‪( :‬كمسألة اجتماع المباشرة بالتسبب‪ ،‬وتعاقب مباشرتين على شخص واحد‪ ،‬كما فيما‬
‫مر)‬
‫ما يقطع عالقة السببية‪ :‬قد توجد عوامل تقطع عالقة السببية بين الفعل والموت فال يكون الفاعل قاتال‪:‬‬
‫‪ -1‬البرء من اإلصابة‪ ،‬فلو جرح رجل آخر فيبرئ من الجرح ثم مات بعد البرء فليس الجارح بقاتل‪.‬‬
‫‪ -2‬طروء مباشرة أقوى‪ ،‬فلو طرأت مباشرة على مباشرة‪ ،‬وكانت المتأخرة أقوى من المتقدمة فالقتل منسوب إلى‬
‫المتأخرة وعليه القصاص‪.‬‬
‫‪ -3‬طروء مباشرة على تسبب‪ ،‬فلو تسبب شخص لقتل آخر‪ ،‬فجاء ثالث فقتله بالمباشرة فالمباشر هو القاتل دون‬
‫المتسبب‪.‬‬
‫‪ -4‬تراخي المجني عليه من الخروج من المهلكة مع إمكانه‪ :‬مثال كأن يقوم شخص بإلقاء آخر في نيران‪ ،‬فيه نظر‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إن كان ‪-‬مثال‪ -‬ما ألقاه فيه من النيران كثيرة فلم يستطع النجاة مع محاولته ذلك اتفق العلماء على أنه يعد قتال‬
‫له‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وإن كانت النيران قليلة فامتنع من تخليص نفسه من ذلك مع قدرته على النجاة‪ ،‬اختلف فيه إلى ثالثة أقوال‪:‬‬

‫‪ -1‬القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه لو ألقاه في م ا راكد ويمكن النجاة فمكث مختارا حتى هلك فهو قاتل لنفسه‪ ،‬فال‬
‫قصاص فيه وال دية وال كفارة‪.‬‬
‫بخالف لو ألقاه في نار يمكنه الخروج منها‪ ،‬فمكث بها إلى أن مات فعليه دية‪ ،‬ألن النار ربما تشنج‬
‫أعضاءه بالمالقاة‪( .‬بعض الشافعية ةالحنابلة)‬

‫‪ -2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه ضامن ل لدية‪ ،‬ألنه السبب في موته حتى ولو كان المقتول مشاركا في ذلك‬
‫بامتناع من الخروج من ذلك (الحنابلة في قول)‬

‫‪ -3‬القول الثالث‪ :‬ذهب إلى أال دية على الملقي‪ ،‬ألنه القاتل لنفسه بامتناعه عن إنقاذها‪( .‬الشافعية في األظهر)‬
‫‪ -4‬القول الراجح‪:‬هو القول األول‪ ،‬ألن ترك التخلص من الماء اليسير أمر مقدور‪ .‬بخالف النار القليلة وإن لم‬
‫تقتله إال أن ضررها عليه في الحرق مؤكد‪.‬‬

‫‪ -5‬ترك العالج من فعل غير مهلك‪ ،‬مثال قد يقوم الشخص بجرح عمدا أو خطأ فيهمل المجروح بعالج نفسه إلى أن‬
‫مات‪ ،‬بسبب ذلك‪ ،‬فما الحكم‪ ،‬هل يعد هذا الفعل قاطعا لعالقة السببية أم ال؟‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى التفريق بين الجرح المهلك وغيره‪ ،‬إن كان الجرح المهلك فوجب القصاص على الجارح‪ ،‬إن‬
‫كان الجرح غير المهلك فيعد قاتال لنفسه‪( .‬الشافعية)‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن يعد قاتال لنفسه‪ ،‬ويجب الضمان على جارحه‪ ،‬أيا كان الجرح يسيرا كان أو مهلكا‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬القول األول‬

‫‪ -6‬التداوي بعالج قاتل‪ ،‬كما لو جرح شخص آخر فتداوى المجروح بدواء قاتل كسم‪ ،‬فإما أن يكون هذا السم قاتال‬
‫في الحال أو بعد مدة‪ ،‬ولكل صورة حكم‪:‬‬
‫‪ -1‬الصورة األولى‪ :‬أن يكون السم قاتال في الحال فال قصاص وال دية على الجارح‪ ،‬ألن المقتول قتل نفسه بهذا‬
‫السم‪.‬‬
‫‪ -2‬الصورة الثانية‪ :‬أن ال يقتل في الحال ولكن بعد مدة‪ ،‬فإما أن يكون ال يقتل غالبا أو يقتل غالبا‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬أن يكون السم ال يقتل غالبا‪ ،‬فيه قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه ال قصاص على الجارح بل عليه نصف الدية ألنه كشبه عمد‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن القصاص واجب على الجارح‪ ،‬ألن الدواء ال يقتل غالبا وتيقن بتأثير الجرح في‬
‫القتل ويشك في تأثير الدواء‪ ،‬فلم تنقطع عالقة السببية‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬القول األول‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون السم يقتل غالبا‪ ،‬وهو إما أن يكون المقتول حين شرب السم يعلم أنه سم يقتل غالبا أو ال‬
‫يعلم‪ :‬فإن كان يعلم حاله فالجارح شريك شخص قتل نفسه وعليه القصاص‪ ،‬وقيل أن الجارح يعد شريك مخطئ‪.‬‬
‫وإن كان ال يعلم فال قصاص على الجارح ألنه شريك مخطئ‪.‬‬

‫عقوبة القتل العمد‬

‫القصاص أو الدية‬
‫الحرمان من الميراث‬
‫الكفارة عند بعض الفقهاء‬

‫القصاص‬
‫في اللغة‪ :‬وهو يرد بمعنيين‪ :‬إما اقتفى أثره وإما القود‬
‫في االصطالح‪ :‬أن يفعل بالفاعل مثل ما فعل أو القتل بإزاء القتل وإتالف الطرف بإزاء اتالف الطرف‬
‫حكم القصاص‪ :‬واجب‪ ،‬لقوله تعالى‪{ :‬ولكم في القصاص حياة}‬
‫حكمة مشروعية القصاص‪:‬‬
‫شفاء لنفس أهل القتيل‬
‫يتحقيق للردع بنوعيه العام والخاص‪ :‬بأن يمنعه قبل القتل أو االعتداء من الوقوع فيه حين علم أنه سيُقتل‪.‬‬
‫يحقق الردع العام لكل أفراد المجتمع‪.‬‬
‫وإن كان ظاهره قتال لنفس ولكن في الحقيقة إحياء للجميع‪.‬‬

‫شروط وجوب القصاص‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الشروط التي ترجع إلى القاتل‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون مكلفا‪ ،‬بالغا‪ ،‬عاقال؛ لقوله ﷺ ‪ :‬رفع القلم عن ثالث‪ :‬عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق‪،‬‬
‫وعن النائم حتى يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى يحتلم‪ .‬وألنهم ليس لهم قصد الصحيح فيعد كالقاتل خطأ‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الجاني مختارا‪ :‬أي يفعل بغير إكراه‪ .‬إن كان مكرهاً‪ ،‬اختلف فيه إلى أربعة أقوال‪:‬‬
‫المكره والمكره‪ .‬ألنه قد حصل من المكره بأحد األركان‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه يجب القصاص على كل من‬
‫المكره التسبب‪ ،‬فيجب عليهما القصاص(الجمهور)‬
‫ِ‬ ‫وهي المباشرة ومن‬
‫المكره دون المكره‪ .‬لقوله ﷺ‪’’ :‬إن هللا تجاوز عن أمتي الخطأ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه يجب القصاص على‬
‫والنسيان وما استكرهوا عليه’’ (الحنفية)‬
‫والمكره‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬القول الثالث‪ :‬ذهب إلى أنه ال يجب القصاص على كل منهما‪ .‬ألن المكره جان حقيقة‪ ،‬ألنه المباشر للفعل‪،‬‬
‫جان حكما‪ ،‬ألنه وإن لم يكن مباشرا إال أنه هو الذي حمل المكره على الجناية فتمكنت الشبهة من الطرفين‪ ،‬فلما‬
‫ٍ‬
‫تمكنت الشبهة فال قصاص عليهما (أبو يوسف)‬

‫‪ -4‬القول الرابع‪ :‬ذهب إلى أنه يجب القصاص على المكره فقط‪ .‬ألن الجناية وجدت من المكره حسا ومشاهدة‪( .‬زفر)‬
‫‪ -5‬القول الراجح‪ :‬القول األول لقوة أدلتهم‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أال يكون المجني عليه جزء القاتل‪ ،‬أي أال تكون هناك رابطة األبوية والبنوية‪.‬‬
‫‪ -1‬القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه ال قصاص على األب وإن عال واألم وإن عال بقتل الولد وإن سفل‪ .‬لرواية عمر بن‬
‫الخطاب وهو سمع قول رسول هللا ﷺ يقول‪’’( :‬ال يقاد الوالد بالولد‘‘) ‪ :‬رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى وجوب القصاص على الوالد لولده‪ .‬لعموم آيات القرآن‪ :‬رأي ابن المنذر ومن وافقه‬
‫‪ -3‬الراجح‪ :‬قول الجمهور لقوة أدلتهم وألن قول المخالف مردود حيث عموم النصوص مخصوصة بالخبر الدال‬
‫على عدم القصاص‪.‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬أن يكون المجني عليه معصوم الدم‪ ،‬أي فال قصاص بين المسلم وال الذمي بالكافر الحربي‪ ،‬لوجود الصفة‬
‫المبيحة لدمه ‪ ،‬لقول رسول هللا ﷺ ‪’’:‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا‪ ،‬فمن قال ال إله إال هللا عصم مني ماله‬
‫ونفسه إال بحقه وحسابه على هللا‘‘‬

‫مسائل‬

‫المسألة األولى‪ :‬حكم من قتل وهو عاقل ثم جن قبل القصاص‪ ،‬أي هل يقتص منه حال جنونه؟‬
‫‪ )1‬القول األول‪ :‬يؤخر القصاص حتى يفيق‪ ،‬فإن لم يظهر له إفاقة انقلب القصاص إلى دية (الحنفية ومن‬
‫وافقهم)‬
‫ووجهه‪ :‬أن الجنون حالة ال تناسب العقوبة قياسا على الحدود‪ ،‬فالحد ال يطبق على المجنون وكذا‬
‫القصاص‪ ،‬ووجه انقالب إلى دية لئال يهدر دم القتيل‪.‬‬

‫‪ )2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن ولي الدم بالخيار بين القصاص والدية‪ ،‬وال يؤخر القصاص من المجنون‬
‫انتظارا إلفاقته‪( .‬الشافعية في المذهب ومن وافقهم)‬
‫ووجهه‪ :‬أن القصاص حق اآلدمي فلم يسقط بجنونه‪.‬‬
‫‪ )3‬القول الراجح‪ :‬القول األول لقوة أدلتهم وألن المجنون ال يعقل معنى العقوبة حتى توقع عليه‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم اشتراك عاقل ومجنون أو بالغ وصبي في القتل العمد‪ ،‬هل يقتص من العاقل والبالغ والبالغ أم‬
‫ال؟‬
‫األول‪ :‬مذهب الحنفية‪ :‬ذهبوا إلى أنه ال قصاص على العاقل والبالغ والعامد في هذه الصور‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬ألن الختالط الفعلين حدث الموت في محل واحد فتمكنت الشبهة‪ ،‬والقصاص يدرأ بالشبهات‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬مذهب المالكية‪ :‬ذهبوا إلى أنه ال قصاص على شريك المخطئ وشريك المجنون لوجود الشك‬
‫الحتمال حصول الموت بفعل المجنون أو المخطئ‪ .‬وإن تماأل الصبي والبالغ على القتل عمدا فعلى البالغ‬
‫القصاص وحده دون الصبي وعلى عاقلة الصبي نصف الدية‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬مذهب الشافعية‪ :‬ذهبوا إلى التفرقة بين شريك المخطئ وشريك الصبي والمجنون‪ :‬فال يقتل شريك‬
‫المخطئ وكذا شريك شبه العمد‪ ،‬وأما شريك المجنون الذي له نوع تمييز‪ ،‬وشريك الصبي المميز؛ فيقتل‬
‫على األظهر‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬مذهب الحنابلة‪ :‬ذهبوا إلى أنه ال يقتل شريك الصبي والمجنون وكذا شريك المخطئ‪ ،‬وهناك رواية‬
‫عن اإلمام أحمدأنه يقتل‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬ألن الصبي والمجنون ليس لهما قصد صحيح فكانا في حكم الخطأ‪.‬‬

‫الراجح‪ :‬مذهب الحنفية‬

‫االمسألة الثالثة‪ :‬حكم السكران إذا قتل متعمدا‪ ،‬إن السكران إما أن يسكر بحالل كما لو تناول المسكر خطأ وهو ال‬
‫يعلمه مسكرا فال قصاص عليه عند جمهور العلماء أو أن يسكر بحرام كما لو شرب المسكر عامال لحرمته وقتل‬
‫حال سكره فعليه القصاص عند األئمة األربعة‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ياأيها الذين آمنوا ال تقربوا الصالة وأنتم سكارا‪ ،‬يدل‬
‫على أن السكر ليس بمناف للخطاب‪.‬‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم قتل الرجل بالمرأة‬


‫ذهب عامة أهل العلم إلى أنه قتل بها‪ ،‬لقول هللا تعالى‪’’( :‬وكتبنا فيها أن النفس بالنفس‘‘)‬
‫روي عن علي رضي هللا عنه أنه قال‪ ’’ :‬يقتل الرجل بالمرأة ويعطي أولياؤه نصف الدية (قول الشاذ)‬

‫المسألة الخامسة‪ :‬قتل الجماعة بالواحد‬


‫‪ -1‬القول األول‪ :‬ذهب إلى أن الجماعة تقتل بالواحد مهما كثروا (رأي الجمهور)‬
‫الدليل‪ :‬ما روي أن عمر بن الخطاب – رضي هللا عنه – قتل سبعة من أهل صنعاء قتلوا رجال وقال لو تماأل‬
‫عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا‪ .‬ومن المعقول أن تفاوت العدد ال يمنع القصاص‪.‬‬

‫‪ -2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن الجماعة ال تقتل بالواحد ولكن تجب عليه الدية‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬قوله تعالى‪’’( :‬وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس‘‘)‬
‫‪ -3‬القول الراجح‪ :‬الرأي األول ألن المقتول مكافئ لجماعة القاتلين في العصمة وهي معتبرة‪.‬‬

‫المسألة السادسة‪ :‬قتل الواحد بالجماعة‬


‫‪ -1‬القول األول‪ :‬ذهب إلى قتل الواحد بالجماعة دون ثبوت الدية عليه ( الحنفية والمالكية)‬
‫الدليل‪ :‬لتحقيق حكمة اإلحياء‪.‬‬
‫‪ -2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى ثبوت القصاص ترتيبا وثبوت الدية معه‪ ،‬وإن قتلهم معا وأشكل أمر الترتيب فيجب‬
‫القصاص بالقرعة‪( .‬الشافعية)‬
‫الدليل‪ :‬ألن القاتل وقعت منه عدة جنايات‪.‬‬

‫‪ -3‬القول الثالث‪ :‬ذهب إلى التفرقة بين اتفاق األولياء على القتل وعدمه (الحنابلة)‬
‫الدليل‪ :‬قوله ﷺ من قتل له قتيل فأهله بين خيرتين إما أن يقتلوا أو يأخذوا العقل‬

‫الراجح‪ :‬قول الثالث‪ ،‬ألن جزاء القتل العمد شرع زجرا وجبرا‬

‫الجزء الثاني‬

‫إثبات القصاص‬
‫أي الطريق الذي يثبت به هذا الحق شرعا‪ ،‬وهو إما‪ :‬يثبت بالبينة وهي الشهادة وباإلقرار(متفق) وبالقسامة (مختلف)‪.‬‬
‫ثبوت القصاص بالشهادة‪ ،‬وهل تجوز شهادة النساء في الدماء؟‬
‫اتفق العلماء على عدم جوازها‪ ،‬استدلوا ما رواه الزهري‪ :‬مضت السنة رسول هللا ﷺ والخليفتين من بعده أن ال‬
‫تجوز شهادة النساء في الحدود‪.‬‬

‫باإلقرار‪ ،‬بإقرار القاتل على نفسه بأنه قتل‪.‬‬


‫القسامة‪ :‬في اللغة الحظ والنصيب| في االصطالح‪ :‬عرف الحنفية بأنها أيمان يقسم بها أهل محلة أو دار وجد فيها‬
‫قتيل به أثر‪ ،‬بأن يقول‪’’ :‬باهلل ما قتلته وال علمته له قاتال‘‘‪ ،‬وعرف الجمهور بأنها أيمان يحلفها أولياء الدم على إثبات‬
‫حقهم بعد اتهامهم لقاتل بعينه ووجود اللوث الدال على وقوع القتل‪ ...‬ما حكمها‪ ،‬هل هي مشروعة أم ال؟‬

‫القول األول‪ :‬ذهب إلى مشروعيتها‪ ،‬حتى ال يهدر دم المقتول وال يعلم قاتله‪( .‬الجمهور)‬
‫الدليل‪ :‬رواية من أصحاب النبي من األنصار بأن رسول هللا أقر القسامة على ما كانت عليه الجاهلية‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنها غير مشروعة‪ ،‬ألنها ال تعد دليال مثبتا للحقوق‪ ،‬وال طريقا لثبوت القصاص أو الدية‪.‬‬
‫(بعص الفقهاء)‬
‫الدليل‪ :‬ألن األصل في الشرع أن ال يحلف أحد إال على ما علم قطعا وشاهد حسا‪.‬‬
‫نوقش على هذا‪ :‬أن القسامة أصل مستقل من أصول الشريعة لورود الدليل الصحيح بمشروعيتها‪.‬‬

‫الراجح‪ :‬القول األول لقوة أدلتهم وسالمتها من المعارضة‪.‬‬


‫مسائل في القسامة‪:‬‬
‫❖ ما الذي يجب بالقسامة؟ هل يجب القصاص أم الدية؟ (على قولين)‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى تجب بها الدية فقط في القتل العمد‪ ،‬وفي الخطأ من باب ألولى‪( .‬الحنفية وجديد الشافعية)‬
‫الدليل‪ :‬ألن القسامة حجة ضعيفة ألنها مبنية على الظن فال توجب الفصاص‪ ،‬حياطةً للدماء‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى يجب بها القصاص في القتل العمد والدية في الخطأ (جمهور)‬
‫الدل يل‪ :‬بالمعقول‪ :‬أنها حجة يثبت بها العمد‪ ،‬ففيجب بها موجب العمد وهو القصاص‬
‫والراجح‪ :‬قول األول ألن الحالفين في القسامة لم يروا قتال‪ ،‬فالشبهة متمكنة‪ ،‬والشبهة تدرأ القصاص‪.‬‬

‫❖ من يبدأ باأليمان؟ هل يبتدأ بأيمان المدعين أم الذين يحلفون هم المدعى عليهم في القسامة (قوالن)‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه يبتدأ بالمدعين فيحلفون خمسين يمينا على دعواهم‪ ،‬فإن حلفوا استحقوا موجب القصاص‬
‫وإن أبوا الحلف حلف المدعي عليه أنه ما قتل وبرئ‪( .‬الجمهور)‬
‫الدليل‪ :‬بحديث سهل بن أبي حثمة الذي يدل أن عرض النبي ﷺ اليمين على المدعين أوال‪ ،‬فلما أبوا عرض أن يحلفها‬
‫المدعى عليهم‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه إذا وجد القتيل في محله ال يعرف قاتله استحلف خمسون رجال من أهل المحلة (الحنفية)‪.‬‬
‫الدليل من المعقول‪ :‬وجهه أن اليمين حجة يدفع بها الحالف عنه وجوب الحق وليست الستحقاق الحق‪ ،‬والولي الذي‬
‫هو المدعي محتاج الستحقاق الحق فال يستحقه بيمينه‪ ،‬ألنه ال يستحق المال باليمين وكذا النفس المعصومة‪.‬‬

‫والراجح‪ :‬القول األول لقوة أدلتهم‪.‬‬

‫❖ هل يشترط للقسامة وجود لوث؟ وماذا يعد لوثا عند القائلين به؟ قوالن‬
‫في اللغة‪ :‬الشر والجراحات‪ ،‬وفي االصطالح‪ :‬قرينة حالية أو مقالية لصدق المدعى بأن يغلب على الظن صدقه‪.‬‬

‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه ال يشترط للقسامة وجود لوث سوى أن يوجد قتيل به أثر القتل في محلة قوم وال يعلم من‬
‫قتله‪( .‬الحنفية)‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن القسامة ال تجب إال إذا وجد لوث‪( .‬الجمهور) واختلفوا فيما يعد لوثا؟‬
‫‪ -1‬العداوة الظاهرة بين المقتول والمدعى عليه (الشافعية)‬
‫‪ -2‬انكشاف الفريقين المقتتــلين عن قتيل و تفرق جماعة عن قتيل (الشافعية والحنابلة)‬
‫‪ -3‬أن يشهد بالقتل عبيد ونساء‬
‫‪ -4‬أن يقول القتيل المسلم الغاقل البالغ الحر‪ :‬دمي عند فالن‬
‫‪ -5‬شهادة واحد عدل بالقتل (المالكية والشافعية)‬
‫‪ -6‬شهادة واحد على معاينة الجرح أو الضرب ( المالكية)‬

‫القول الراجح‪ :‬القول األول‪ :‬ألن حديث القسامة لم يرد فيه ذكر شيء من هذا الذي قيل بأنه لوث‪ ،‬فدل على عدم‬
‫اشتراطه‪.‬‬
‫من يستحق القصاص‬

‫(اتفق العلماء على أن مستحق استيفاء القصاص في النفس أولياء المقتول‪ ،‬لقوله تعالى‪’’ :‬ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه‬
‫سلطانا‘‘‪ ،‬واختلفوا في المقصود بالولي)‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أن مستحقي القصاص هم ورثة المقتول الذين يرثون ماله‪ ،‬سواء كان بنسب أو السبب (الحنفية)‬
‫الدليل‪ :‬قوله ﷺ ’’فمن قتل له قتيل فأهله بين خيرتين إما أن يقتلوا أو يأخذوا العقل‘‘‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنهم عصبة الذكور (المالكية)‬

‫الدليل‪ :‬بالمعقول‪ :‬ألن القصاص لدفع العار فيختص به العصبة‪.‬‬

‫القول الثالث‪ :‬مستحق القصاص الرجال والنساء ولكن ليس للنساء عفو عنه (عمر بن عبد العزيز)‬

‫الدليل‪ :‬لم يجد المؤلف دليال على هذا القول‪ ،‬ولكن يمكن القول أن يستدل لهم بأن النساء لهم الحق في المال وليس لهم حق‬
‫االستيفاء‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬القول األول لقوة أدلتهم‪.‬‬

‫❖ اساحقاق السلطان الستيفاء القصاص‪ ،‬أي إذا لم يكن للقتيل ورثة فمن الذي يرثه؟‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أن السلطان هو ولي دمه (يقوم مقام الورثة)‪ :‬جمهور‬
‫الدليل‪ :‬قوله ﷺ ’’السلطان ولي من ال ولي له‘‘‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن للسلطان ليس له حق القصاص إذا كان القتيل من دار اإلسالم وله أن يأخذ الدية‪ .‬وإن كان‬
‫من أهل دار الحرب فأسلم فللسلطان حق القصاص وله أن يأخذ الدية‪( .‬أبو يوسف)‬
‫الدليل‪ :‬ألن المقتول في دار اإلسالم ال يخلو أن يكون له ولي عادة إال أنه ربما اليعرف‪ ،‬وعدم معرفته ال يمنع قيام‬
‫واليته‪ ،‬وقيام واليته يمنع والية السلطان‪ ،‬بخالف الحربي إذا أسلم ودخل في دار اإلسالم فالظاهر أن ال ولي له في‬
‫دار اإلسالم‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬قول األول لقوة أدلتهم‪.‬‬
‫من يلي استيفاء القصاص وشروط جواز استيفائه‬
‫‪Pengajuan qisash kepada hakim, jika diantara ahli waris terbunuh ada yg gila atau masih kecil, bagaimana hukumnya, karena pengajuan qisash adalah hak‬‬
‫‪Bersama antara semua ahli waris‬‬

‫ذكر فيما سبق أن استيفاء القصاص يكون لمن هو أهل له‪ ،‬فال خالف بين العلماء في اشتراط التكليف فيمن يستوفي‬
‫القصاص‪ ،‬ولكن اختلفوا في موضعين‪:‬‬
‫حكم ما إذا كان في أولياء الدم صغير أو مجنون‪ :‬هل للكبار العقالء استيفاء القصاص دون انتظار؟ أم ينتظر بلوغ‬
‫الصغير وإفاقة المجنون؟ قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أن للكبار العقالء استيفاء القصاص دون انتظار (جمهور)‬
‫‪-‬الدليل‪ :‬فما روي أنه لما جرح عبد الرحمن بن ملجم علي بن أبي طالب أن عليا خير الحسن بين القتل والعفو مطلقا‬
‫بدون تقييقد ببلوغ الصغار‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه يجب االنتظار (أبو يوسف)‬


‫‪ -‬الدليل‪ :‬من المعقول حيث أن القصاص حق مشترك بين الورثة‪ ،‬والمشترك ال يتصرف فيه أحد الشريكين بدون‬
‫رضا اآلخر‪ ،‬فال يجوز للكبار العقالء القصاص قبل إدراك الصغير والمجنون‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬القول األول‪ ،‬ألن االنتظار إلى هذه الغاية قد يؤدي إلى فوات القصاص من الجاني‪ ،‬كأن يموت‬
‫الجاني‪.‬‬

‫حكم ما إذا كان الصغير أو المجنون وحده الولي؟ أي إذا كان القتيل ليس له ولي إال ابنه الصغير أو المجنون‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب غلى أن لألب والجد أن يستوفي القصاص الذي وجب للصغير أو المجنون في النفس وما دون‬
‫النفس‪ ،‬وله أن يصالح على قدر الدية أو أكثر‪( .‬الحنفية)‬
‫‪-‬الدليل بالمعقول‪ :‬ووجهه أن القصاص شرع للتشفي وإدراك التأثر‪ ،‬وهو أمر راجع إلى النفس فيليه األب والجد‪،‬‬
‫ألن له الوالية على النفس كاإلنكاح‪ ،‬وأن األب لوفور شفقته جعل التشفي الحاصل له كأنه حاصل لالبن‪ .‬وأخذ الدية‬
‫فيه رعاية لحق المجنون والصبي أكثر من القصاص فيليه باألولى‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه للولي والوصي وغيرهما النظر في األصلح للصغير أو المجنون من استيفاء القصاص‬
‫أو أخذ الدية (المالكية)‬
‫‪-‬الدليل‪ :‬بالمعقول ووجهه ألن لكل منهم والية على الصغير أو المجنون‪ ،‬والوالية تقتضي النظر في المصالح المولى‬
‫عليه وفعل األصلح له‪.‬‬

‫القول الثالث‪ :‬ذهب إلى وجوب االنتظار بلوغ الصبي وإفاقة المجنون‪ ،‬وإن كان الصغير والمجنون فقيرين‪ ،‬فعند‬
‫الشافعية أن يعفو ولي المجنون على الدية دون ولي الصبي‪( .‬الحنابلة والشافعية)‬
‫‪-‬الدليل‪ :‬حينما الولي أو الوصي أو الحاكم له إيقاع الطالق بزوجة من هو تحت واليته فال يملك استيفاء القصاص‬
‫كذلك‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬القول األول ألن الحرص على عدم فوات القصاص‪.‬‬
‫شروط جواز استيفاء القصاص‬
‫الشرط األول‪ :‬اتفاق المستحقين للقصاص على استيفائه‪ ،‬هناك المسائل التي تتعلق بهذا الشرط‪:‬‬
‫• المسألة األولى‪ :‬ما الحكم إذا بدر أحد األولياء فقتل الجاني دون إذن الباقين؟‬
‫اتفق جمهور الفقهاء أن ال قصاص عليه‪ ،‬ولكن اختلفوا في مسألة هل تجب للباقين أنصبتهم من الدية في‬
‫تركة الجاني أو في مال المبادر أو ال يجب شيء؟ على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أن المبادر ال يضمن شيئا‪ ،‬وباقي األولياء ليس لهم شيء‪( .‬الحنفية)‬
‫‪-‬الدليل‪ :‬بالمعقول والوجه‪ :‬أن القصاص قد ثبت لكل واحد من األولياء كامال‪ ،‬ألنه حق ال يتجزأ‪ ،‬ألن سببه‬
‫وهو القرابة ال يتجزأ‪ ،‬وعلى هذا فالمبادر قد استوفى حقه الذي ثبت له كامال‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أن األولياء الباقين تجب لهم أنصبتهم من الدية‪ .‬وهل تجب لهم في تركة الجاني أو‬
‫في مال المبادر؟ أن ذلك في تركة الجاني (الشافعية ةالحنابلة)‬
‫‪-‬الدليل‪ :‬ألن القصاص سقط بغير اختيارهم فيثبت حقهم في الدية‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬القول األول‬

‫المسألة الثانية‪ :‬إذا كان أحد أولياء الدم غائبا فهل يلزم االنتظار أم ال؟‬ ‫•‬
‫اتفق الفقهاء على أنه يلزم حضور الغائب‪ ،‬بدليل من المعقول حيث إن في القصاص قبل حضور الغائب‬
‫شبهة‪ ،‬فلعل الغائب عفا والحاضر ال يدري‪ .‬والقصاص ال يستوفي بالشبهة‪.‬‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬التوكيل في القصاص‬ ‫•‬


‫اتفق الفقهاء بجوازه‪ ،‬ألنه حق كسائر الحقوق فيجوز التوكيل فيه‪ .‬غير أن الحنفية لم يجيزوا للوكيل أن‬
‫يستوفي إال بحضور الموكل ألن استيفاء الوكيل في غيبة الموكل شبهة ترد على القصاص‪ ،‬لجواز أن‬
‫يكون الموكل قد عفا وألن الدماء يجب فيها االحتياط أكثر من غيرها‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن يؤمن التعدي إلى غير الجاني‪ ،‬أي أن يؤمن فيه التجاوز إلى غير من وجب عليه‪ ،‬مثال في امرأة‬
‫حامل ال يقتص منها حتى تضع ولدها وتسقيه اللبأ‪ ،‬إن لم يكن له مرضع غيرها تؤخر حتى ترضعه ويستغني عنها‪.‬‬
‫الدليل قوله تعالى‪’’( :‬ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فال يسرف في القتل إنه كان منصورا‘‘) ألن أفضى‬
‫إلى التعدي ففيه إسراف وهو ال يجوز‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬إذن اإلمام‪ ،‬مختلف فيه إلى ثالثة أقوال‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أنه يشترط حضور السلطان أو نائبه للقصاص فإن استوفى بدون حضور السلطان‬ ‫‪.I‬‬
‫وقع موقعه ولإلمام أن يعزره الفتئاته على حق السلطان‪ .‬وذلك ألن القصاص يحتاج إلى اجتهاد وال يؤمن‬
‫فيه الجور من الولي مع قصد التشفي‪ ( .‬الحنفية)‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه يشترط إذن اإلمام وال يلزم حضوره‪ ،‬ولكن يسن حضوره أو نائبه‪ ،‬وإن‬ ‫‪.II‬‬
‫استوفى بدون إذنه عزر الفتئاته على حق اإلمام‪ .‬وذلك ألن القصاص يحتاج إلى اجتهاد وال يؤمن فيه‬
‫الجور من الولي مع قصد التشفي‪ .‬والوجه في عدم وجوب حضور اإلمام بحديث ما رواه اإلمام مسلم حيث‬
‫أقر على استيفاء الرجل القصاص الذي بعيدا عن مجلس النبي‪( .‬الشافعية)‬
‫أن النبي ﷺ ّ‬

‫القول الثالث‪ :‬ذهب إلى أن ال يشترط إذن اإلمام‪ ،‬خالفا للحدود فإنه يشترط‪( .‬الحنفية)‬ ‫‪.III‬‬

‫القول الراجح‪ :‬القول الثاني لقوة دليلهم‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫بواحد من ثالثة أمور‪( ،‬فوات محل القصاص‪ ،‬العفو‪ ،‬الصلح) وهي‪:‬‬ ‫ما يسقط بــه القصاص بعد وجوبــه‪،‬‬
‫أوال‪ :‬فوات محل القصاص أو موت الجاني قبل استيفاء القصاص منه‪ ،‬وقع الخالف بعد هذا هل تجب الدية ألولياء‬
‫المقتول في تركة القاتل أم ال دية لهم؟ قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى وجوب لهم الدية (الشافعية والحنابلة)‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى عدم وجوب لهم الدية (الحنفية)‬

‫ثانيا‪ :‬العفو‬
‫ركن العفو‪ :‬أن يقول المجني عليه أو وليه‪’’ :‬عفوت‘‘‪ ،‬لقوله تعالى‪’’( :‬فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء‬
‫إليه بإحسان‘‘) ومن السنة فعن أنس رضي هللا عنه قال‪’’ :‬ما رفع إلى رسول هللا ﷺ شيء فيه القصاص إال أمر فيه‬
‫بالعفو‘‘‪ .‬ومن المعقول ألن القصاص حق فجاز لمستحقه تركه كسائر الحقوق‪.‬‬

‫شروط العفو‪ :‬ثالثة‬

‫‪ -1‬أن يكون من صاحب الحق‪ ،‬ألنه إسقاط لحق وهو ال يكون إال ممن هو له‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون العافي بالغا‪.‬‬
‫‪ -3‬عاقال‬

‫حكم العفو‪ ،‬إما أن يكون من الولي أو من المجني عليه‪.‬‬

‫‪ .A‬العفو من الولي‪ ،‬أي الذي له والية القصاص‪.‬‬


‫(إذا عفا بعضهم جون بعض سقط القصاص وانتقل إلى الدية باتفاق األئمة األربعة؛ ألن القصاص ال يتجزأ‪ ،‬إذ‬
‫ال يتصور استيفاء بعضه دون بعض)‬

‫‪ .B‬العفو من المجني عليه‪ :‬مسألتان‪:‬‬


‫المسألة األولى‪ :‬إذا قتل شخص آخر فعفا المقتول قبل أن يموت عن القاتل فهل يصح عفوه؟‬
‫الجواب‪ :‬اتفق الفقهاء على صحة عفوه‪ ،‬واستدلوا بأن‪ :‬الجرح متى اتصل به الموت تبين أنه وقع قتال من حين‬
‫وجوده‪ ،‬فكان العفو عن القصاص عفوا عن حق ثابت‪ ،‬فيصح ويسقط القصاص‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬إذا قطع شخص عضو آخر فعفا المقطوع ثم سرى القطع إلى النفس فمات فهل يسقط القصاص أو‬
‫ال؟ حاالن‪:‬‬
‫حالة األولى‪ :‬إذا عفا عن القطع وما يحدث منه‪ ،‬فيه قوالن‪:‬‬
‫‪ -‬القول األول‪ :‬ذهب إلى أن العفو قد بطل‪ ،‬ولألولياء أن يقسموا ويستوفوا القصاص على أرجح التأويلين (المالكية)‬

‫‪ -‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه ال قصاص ال في العضو وال في النفس‪ .‬وذلك ألن العفو عن القطع وما يحدث منه‬
‫يتناول القتل فيكون عفوا عن القتل فيصح‪ :‬قول الجمهور (بنا ًء على هذا القول‪ :‬هل تجب الدية؟)‬
‫‪ -1‬القول األول‪ :‬ذهب الشافعية إلى أنه ال تجب الدية بعد العفو المطلق (الحنابلة والشافعية)‬
‫‪ -2‬القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه لو عفا المقطوع عن القود واألرش‪..‬؛ سقط القصاص وسقط أرش العضو وتجب‬
‫الزيادة على أرش العضو إلى تمام الدية‪ .‬ووجهه‪ :‬أن إسقاط الدية فيما زاد على أرش العضو هو إسقاط لشيء‬
‫قبل وجوبه وهو غير جائز على الراجح‪( .‬القود‪ :‬القصاص| األرش‪ :‬الدية)‬
‫‪ -3‬القول الراجح‪ :‬القول األول أن ال شيء على الجاني‪ .‬ألن قول العافي عن القتل وما يحدث منه ظاهر في العفو‬
‫عن القتل الذي يحدث من القطع‪.‬‬

‫حالة الثانية‪ :‬إذا عفا المقطوع عن القطع دون ذكر ما يحدث منه‪ ،‬ثم إذا سرى الجرح إلى النفس فمات‪ ،‬فهل يكون‬
‫القصاص على الجاني؟ قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى أن ألولياء القتيل الخيار فلهم أن يقسموا ويقتلوا الجاني‪ ،‬ولهم أن يمضوا العفو‪( .‬المالكية)‬

‫الدليل‪ :‬من المعقول ووجهه أن الجناية تحولت من قطع إلى قتل‪ ،‬والقتيل عفا عن القطع ولم يعف عن‬ ‫•‬
‫النفس‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إلى أنه ال قصاص على الجاني (الجمهور)‬

‫الدليل‪ :‬من المعقول ووجهه أن عفوه عن القطع أورث شبهة في القصاص في النفس‪ ،‬والقصاص يدرأ‬ ‫•‬
‫بالشبهات‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬القول الجمهور لقوة دليلهم‬

‫بناء على هذه الحالة‪ ،‬هل تجب عليه الدية إذا عفا المقطوع عن القطع دون ذكر ما يحدث منه‪ ،‬ثم سرى الجرح‬
‫فمات؟ ثالثة أقوال‬

‫‪-‬القول األول‪ :‬ال تجب على القاتل الدية‪ ،‬ألن السراية أثر القطع‪ ،‬والعفو عن الشيء عفو عن أثره (أبو يوسف)‬
‫‪-‬القول الثاني‪ :‬تجب على القاتل الدية إال الدية الجرح الذي عفا عنه القتيل‪ ،‬وذلك ألن ضمان القطع سقط بالعفو دون‬
‫ما لم يعف عنه وهو السراية (الشافعية) اي الدية لم تكن كاملة‬
‫‪-‬القول الثالث‪ :‬تجب الدية كاملة على القاتل استحسانا‪ ،‬ألن حق القتيل إنما هو في القتل دون القطع‪ ،‬فعفوه عن القطع‬
‫عفو عن غير حقه فيبطل‪( .‬أبي حنيفة)‬
‫‪-‬الراجح‪ :‬رأي أبي حنيفة لقوة دليله‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصلح‪ ،‬الذي يسقط القصاص بعد وجوبه‪ .‬أي هو عفو ولي الدم عن القصاص على مال يؤديه إليه الجاني‪ ،‬فالصلح نوع‬
‫من العفو‪.‬‬
‫أدلة مشروعيته‪ :‬قوله تعالى‪’’( :‬فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان‘‘)‬

‫قدر المال المصالح عليه‪:‬‬


‫يجوز على قدر الدية وعلى أقل منها‪ ،‬وهل يجوز الصلح على أكثر من الدية؟ قوالن‬
‫القول األول‪ :‬ذهب إلى جواز على أكثر من الدية‪ ،‬ألن الصلح عن القصاص ليس فيه قدر منصوص عليه شرعا‬
‫فيفوض إلى اتفاق المتصالحين‪( .‬الجمهور)‬
‫القول الثاني‪ :‬ذهب الشافعية إلى عدم جوازه‪ ،‬ألن الواجب بالقتل العمد أحد شيئين غير معين القصاص أو الدية‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬قول الجمهور ألن الصلح على أكثر من الدية صلح لم يحل حراما ولم يحرم حالال فيجوز‪.‬‬

‫‪....‬‬
‫وبهذا تم التلخيص الوجيز على بعض مقرر مادة فقه المقارن للفرقة الثالثة‪ ،‬ووقع الفراغ من كتابة هذا التلخيص في يوم‬
‫األربعاء الخامس من شهر أبريل من سنة ‪ 2022‬للميالد‪ .‬والحمد هلل أوال وآخرا‪ ،‬وصلى هللا على سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬

You might also like