You are on page 1of 10

‫القتل شبه العمد‬

‫تعريفه‬
‫أن يقصد االعتداء على آدمي معصوم بآلة التقتل في الغالب‬
‫فيموت ذلك ‪.‬‬
‫ويسمى أيضٌا ‪ ” :‬عمد الخظأ ” و ” خطأ العمد ” ‪ ,‬ألن الجاني‬
‫قصد االعتداء ولم يقصد القتل‪,‬فاجتمع فيه العمد والخطأ ‪.‬‬
‫دلــــيــــــلـــــه‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬اقتتلت امرأتان من هذيل‬
‫فرمت إحدهما األخرى بحجر‪ ,‬فقتلتها وما في بطنها ‪,‬‬
‫فاختصموا إلى رسول هللا صلى عليه وسلم ‪ ,‬فقضى أن دية‬
‫جنينها غرة عبد أو وليدة ‪ ,‬وقضى بداية المرأة على عاقلتها ‪.‬‬
‫حـــــكـــــمـــــه‬
‫االقتل شبه العمد محرم ألنه اعتداء وظلم ‪.‬‬
‫االدليل ( والتعتد وا إن هللا ال يحب المعتدين )‬
‫مايترتب على القتل شبه العمد‬
‫االقتل شبه العمد ال قصاص فيه ‪ ,‬ولكن يترتب عليه أمران ‪:‬‬
‫ااألول ‪ :‬وجوب الدية المغلطة ‪:‬‬
‫§ وهي حق ألولياء القتيل ( الورثة) ‪ ,‬ومقدارها مثل دية القتل العمد‪,‬‬
‫§ لكنها تختلف عن دية القتل العمد بأنها تجب على عاقلة الجاني ‪ ,‬وهم‬
‫قبيلته أي قرابته من جهة أبيه ‪ ,‬وذلك من باب النصرة اإلعانة له لئال‬
‫تجحف بماله ‪,‬‬
‫§ وتكون أيضُا مؤجلة في ثالث سنوات‪.‬‬
‫وتدفع الدية لورثة القتيل ‪ ,‬كل بحسب نصيبه ‪ ,‬فإن عفا بعضهم أوكلهم‬
‫سقط من الدية بمقدار المعفو عنه ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬وجوب الكفارة‬

‫وهي حق هلل تعالى ‪ ,‬التسقط ولو عفا الورثة عن الدية‪.‬‬


‫والكفارة ‪ :‬عتق رقبة مؤمنة ‪ ,‬فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ‪.‬‬
‫والحكمة من مشروعيتها ‪ :‬محو اإلثم الحاصل بسبب االعتداء على‬
‫النفس المعصومة ‪.‬‬
‫القتل الخطأ‬

‫تعريفه‬

‫هو أن يفعل المكلف ما يباح له فعله فيصيب آدميًا‬


‫معصومًا فيقتله‪.‬‬
‫أمثلته ‪:‬‬
‫مثل أن‬ ‫‪ -1‬قد يقصد الجاني أن يفعل فعًال مباحًا فيخطئ في فعله ‪،‬‬
‫يرمي صيدًا فيصيب آدميًا ‪.‬‬

‫مثل أن‬ ‫‪ -2‬قد يقصد الجاني أن يفعل فعًال مباحًا فيخطئ في ظنه ‪،‬‬
‫يرمي شيئًا ظانًا أنه صيد فيتبين أنه آدمي ‪.‬‬

‫‪ -3‬قد ال يقصد الجاني الفعل أصًال كنائم ينقلب على طفل بجواره من دون‬
‫أن يشعر فيقتله ‪.‬‬
‫‪ -4‬قد يقصد الجاني الفعل لكن قصده غير صحيح أصًال‪ ،‬مثل عمد الصبي‬
‫والمجنون فإنه يعتبر خطًأ ألن قصدهما غير صحيح ‪.‬‬
‫‪ -5‬قد يتسبب في قتل معصوم من دون أن يباشر ذلك بنفسه كما لو كان‬
‫يقود سيارة يخرج منها الزيت فتتزحلق به سيارة أخرى فيموت صاحبها ‪.‬‬
‫دليله ‪:‬‬

‫{ َو َم ا َك اَن ِلُم ْؤ ِم ٍن َأْن َيْق ُتَل ُمْؤ ِم ًنا ِإاَّل َخ َطًأ َو َمْن َقَتَل ُمْؤ ِم ًنا َخ َطًأ‬
‫َن‬ ‫ا‬ ‫َك‬ ‫ْن‬ ‫ِإ‬‫َف‬ ‫وا‬‫ُق‬ ‫َّد‬ ‫َّص‬ ‫ْن‬‫َأ‬ ‫اَّل‬‫ِإ‬ ‫ِه‬ ‫ِل‬ ‫ْه‬‫َأ‬ ‫ى‬‫َل‬‫ِإ‬ ‫ٌة‬ ‫َّل‬ ‫ٌة‬ ‫ِد‬ ‫ٍة‬ ‫ِم‬ ‫ْؤ‬ ‫ٍة‬ ‫ي‬‫ِر‬
‫َي‬ ‫َم‬ ‫َس‬ ‫ُم‬ ‫َي‬ ‫َو‬ ‫َن‬ ‫ُم‬ ‫َب‬
‫َق‬‫َر‬ ‫ُر‬ ‫َفَتْح‬
‫ِري ٍة ِم ٍة ِإْن َك ا ِم ٍم‬ ‫ِم‬ ‫ُك‬ ‫َل‬ ‫ٍم‬ ‫ِم‬
‫ْن َقْو‬ ‫َن‬ ‫ْن َقْو َعُد ْم َو ُه َو ُمْؤ ٌن َفَتْح ُر َرَقَب ُمْؤ َن َو‬ ‫ٍّو‬
‫ِم يَثاٌق َفِد ٌة َّل ٌة ِإَلى َأْه ِلِه َت ِري ٍة ْؤ ِم َنٍة‬
‫َم ْن‬ ‫َف‬ ‫َو ْح ُر َرَقَب ُم‬ ‫َي ُمَس َم‬ ‫َبْيَنُك ْم َو َبْيَنُه ْم‬
‫َلْم َيِج ْد َفِص َياُم َش ْه َرْيِن ُمَتَتاِبَعْيِن َتْوَبًة ِم َن الَّلِه َوَك اَن الَّلُه َعِليًم ا‬
‫َح ِكيًم ا (‪} )92‬‬
‫حكم القتل الخطأ ‪:‬‬

‫• القتل الخطأ معفو عنه ‪ :‬لعموم قوله تعالى {َو َلْيَس َع َلْي ُك ْم‬
‫ُج َن اٌح ِفيَم ا َأْخ َط ْأُتْم ِبِه }‬
‫• ولكن إذا كان القاتل خطأ قد فرط أو تعدى كأن يقود سيارة‬
‫بسرعة عالية أو يقودها غير مستخدم ألدوات السالمة‬
‫كأن تكون المكابح ضعيفة فعليه اإلثم لتعديه أو تفريطه ‪.‬‬
‫ما يترتب عليه ‪:‬‬
‫• إذا كان القاتل الخطأ متعديًا أو مفرطًا فيترتب على القاتل خطأ‬
‫أمران ‪:‬‬
‫التعدي ‪ :‬أن يفعل ماال يجوز له شرعًا أو عرفًا ‪ ،‬مثل أن يقود‬
‫سيارة وهو غير مؤهل للقيادة ‪ ،‬أو يحفر حفرة في مكان ال‬
‫يجوزله حفرها فيه ‪ ،‬فيتسبب ذلك في قتل معصوم ‪.‬‬
‫والتفريط ‪ :‬أن يترك ما يجب عليه شرعًا أو عرفًا مثل أن يقود‬
‫السيارة ليًال وأنوارها ضعيفة أو يترك إصالح حائطه المائل‬
‫أو يترك الطبيب بعض االحترازات الطبية أثناء عملية‬
‫جراحية فيتسبب ذلك في قتل معصوم ‪.‬‬
‫يترتب على القاتل خطأ أمران ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬الدية المخففة وهي حق ألولياء المقتول ‪.‬‬
‫ومقدار دية المسلم الذكر في القتل الخطأ ‪ :‬مائة من اإلبل ولكنها مخففة من‬
‫حيث السن ‪ ،‬وهي تعادل باللاير السعودي اآلن ‪ 300‬ألف لاير والكافر‬
‫على النصف من ذلك ودية المرأة نصف دية الرجل كل بحسب دينه فدية‬
‫المسلمة على النصف من دية المسلم ودية الكافرة على النصف من دية‬
‫الكافر ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬الكفارة وهي حق هلل تعالى وتكون على القاتل خاصة ‪.‬‬

‫وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ‪،‬‬


‫والحكمة من مشروعيتها ‪ :‬تطهير القاتل من ذنبه ‪ ،‬ألنه ال يخلو من نوع‬
‫تفريط وناسب أن يتحملها هو لئال يخلو من تحمل شيئ بسبب جنايته‬
‫حيث لم يتحمل من الدية شيئًا ‪.‬‬

You might also like