You are on page 1of 14

‫التشريع وأخالقيات المهنة‬

‫الحوادث المدرسية‬

‫األستاذة‪ :‬فاطمة الزهراء النحال‬

‫المسؤولية عن الحوادث المدرسة ومرتكزاتها القانونية‬


‫يقصد بالمسؤولية عن الحوادث المدرسية تحديد الجهة المختصة التي يجب أن تتحمل‬
‫نتائج الحادثة التي تعرض لها أحد التالميذ عندما يكون في عهدة األطر التربوية بالمؤسسة‬
‫التعليمية أو خارجها‪ ،‬عندما يتعلق األمر بمزاولة أنشطة دراسية مبرمجة مسبقا كالخرجات‬
‫التعليمية والرحالت المدرسية أو عند مشاركة التالميذ بالبطوالت الرياضية بين المدارس‪.‬‬

‫ولقد عرفت اتفاقية الضمان المدرسي الحادثة المدرسية في البند العاشر منها على أنه‬
‫" الحادثة هي كل اإلصابات الجسدية التي تلحق بالمؤمن له بفعل غير إرادي من طرفه‬
‫والناتجة عن فعل فجائي خارجي"‪.‬‬

‫ونظرا ألهمية المسؤولية في هذا اإلطار فقد أوالها المشرع المغربي بعناية جد فعالة‪،‬‬
‫بحيث سن مقتضيات قانونية متعددة تؤطر المسؤولية عن الحوادث المدرسية‪ ،‬والتي تتمركز‬
‫ما بين ظهير االلتزامات والعقود الذي يعتبر الشريعة العامة في هذ اإلطار وظهير ‪62‬‬
‫أكتوبر ‪ 2496‬المتعلق بالتعويض عن الحوادث التي يتعرض لها تالميذ المؤسسات‬
‫المدرسية العمومية‪.‬‬

‫ومن أجل الوقوف على األحكام العامة المنظمة للمسؤولية المدنية عن الحوادث‬
‫المدرسية‪ ،‬ينبغي دراسة خصوصيات المسؤولية في كل من ظهير ‪ 2446‬و ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬مبرزين شروطهما ومميزاتهما و طبيعة العالقة بينها‪ ،‬هل هي عالقة‬
‫تكامل واتصال ‪ ،‬أم انفصال؟‬
‫لذلك سنعمل على دراسة المسؤولية عن الحوادث المدرسية عن طريق التطرق في‬
‫محور أول للمسؤولية في هذا اإلطار بين ظهير االلتزامات والعقود ‪ ،‬وظهير ‪ 62‬أكتوبر‬
‫‪ ،2496‬ثم التعويض عن الحوادث المدرسية في المحور الثاني‪.‬‬

‫المسؤولية عن الحوادث المدرسية بين ظهير االلتزامات والعقود وظهير ‪ 62‬أكتوبر‬


‫‪2496‬‬

‫المسؤولية عن الحوادث المدرسية في إطار ظهير ‪ 62‬أكتوبر‪2496‬‬

‫جاء ظهير ‪ 62‬أكتوبر ‪ 2496‬لحماية ضحايا الحوادث المدرسية من األضرار التي‬


‫يتعرضون لها خالل الوقت الذي يوجدون فيه تحت رقابة رجال التربية والتكوين‪ ،‬ونظرا‬
‫لصعوبة إثبات المسؤولية التقصيرية المبنية على الخطأ الواجب اإلثبات‪ ،‬فقد بنيت‬
‫المسؤولية في إطار ظهير ‪ 2496‬على الخطأ المفترض‪ ،‬لتعطي الحق لضحايا الحوادث‬
‫المدرسية في الحصول على تعويض بمجرد حدوث الضرر بغض النظر عن وجود خطأ أم‬
‫ال‪ ،‬يكفي فقط تحقق شروط المسؤولية في هذا اإلطار والتي تتجلى فيما يلي‪:‬‬

‫‪ :2‬أن يكون التلميذ مسجال بإحدى المدارس العمومية‬

‫نص الفصل األول من ظهير ‪ 62‬أكتوبر ‪ 2446‬على أنه‪ ":‬تضمن الدولة التعويض‬
‫عن الحوادث التي يتعرض لها التالميذ المسجلة أسماؤهم بانتظام بالمؤسسات العمومية‪،‬‬
‫وذلك أثناء الوقت الذي يوجدون فيه تحت رقابة المكلفين بهذه المهمة‪ ،‬وكذا األمر بالنسبة‬
‫لتالميذ المدراس المتنقلة المسجلة أسماؤهم لدى السلطة المحلية في األماكن المعينة لهذا‬
‫الغرض‪.‬‬

‫ويمتد هذا الضمان إلى طلبة الكليات ومؤسسات التعليم العالي والتقني العالي وتالميذ‬
‫المؤسسات العمومية والتعليم الفني‪ ،‬في الوقت الذي يكونون فيه تحت الحراسة الفعلية‬
‫لمأموري الدولة‪ ،‬وكذا األطفال المقيدين في سجالت مخيمات االصطياف في تنظيمها‬
‫وتسيرها السلطة الحكومية المكلفة بالتعليم االبتدائي والثانوي والعالي‪"... .‬‬
‫انطالقا من الفصل أعاله نستنتج بأن المشرع المغربي قد حدد نطاق تطبيق هذا‬
‫الظهير من حيث األشخاص‪ ،‬إذ يعد شرطا أساسيا لالستفادة من التعويض عن الحوادث‬
‫المدرسية في إطار ظهير ‪ ،2496‬بحيث ينبغي أن يكون المصاب بالحادثة المدرسية يدخل‬
‫في األشخاص الذين حددهم الفصل أعاله وهم كتالي‪:‬‬

‫‪ -‬التالميذ المسجلة أسماؤهم بانتظام بالمؤسسات العمومية‪.‬‬


‫‪ -‬تالميذ المدارس المتنقلة المسجلة أسماؤهم لدى السلطة المحلية في األماكن‬
‫المعينة لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬طلبة الكليات ومؤسسات التعليم العالي والتقني العالي‪.‬‬
‫‪ -‬األطفال المقيدين في سجالت مخيمات االصطياف في تنظيمها وتسيرها‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالتعليم االبتدائي والثانوي والعالي‪.‬‬

‫إذا فالمشرع حدد األشخاص الذين يستفيدون من التعويض المنصوص عليه في هذا‬
‫الظهير وأي شخص خارج عن نطاق الفصل أعاله ال يمكنه أن يحتج بالحوادث المدرسية‬
‫وأن يطالب الدولة با لتعويض عن األضرار التي تلحقهم ومن ذلك تالميذ المؤسسات‬
‫الخصوصية وكذا التالميذ الذين يحضرون إلى المدارس العمومية بصفتهم مستمعين‪.‬‬

‫‪ :6‬أن يصاب بالحادثة المدرسية في الوقت الذي يوجد فيه تحت حراسة المكلفين‬
‫بهذه المهمة‬

‫يعتبر شرط الوجود تحت الرقابة شرط بديهي وأساسي‪ ،‬ألنه ال يمكن إثارة المسؤولية‬
‫عن الحوادث المدرسية والمطالبة بالتعويض في األوقات التي يكون فيها التالميذ خارج‬
‫الحارسة الفعلية ‪.‬‬

‫ولقد حدد البند العاشر من اتفاقية الضمان المدرسي الوقت الذي تعتبر فيه الحادثة‪،‬‬
‫حادثة مدرسية وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬داخل مؤسسة التربية والتعليم العمومي ومراكز التكوين التابعة للوزارة‬


‫‪ -‬أثناء الخرجات والرحالت واألنشطة الرياضية والتربوية والتثقيفية والترفيهية‬
‫المنظمة من طرف مؤسسة التربية والتعليم العمومي ومراكز التكوين التابعة للوزارة‬
‫أو جمعية آباء وأولياء التالميذ أو كل جمعية لها الصفة لتنظيم هذه األنشطة ‪.‬‬
‫‪ -‬أثناء المخيمات الصيفية التي تنظمها الوزارة لفائدة التالميذ المؤمنين لهم‪.‬‬
‫‪ -‬خالل خط تنقل التالميذ المؤمنين لهم بين مقر سكناهم ومؤسسة التربية‬
‫والتعليم العمومي ومراكز التكوين التابعة للوزارة ذهابا وإيابا‪ ،‬مع مراعاة المدة التي‬
‫قد يستغرقها هذا التنقل‪.‬‬

‫المسؤولية عن الحوادث المدرسية في ظل ظهير االلتزامات والعقود‬

‫لقد أطر المشرع المغربي المسؤولية عن الحوادث المدرسية بمقتضى الفصل ‪58‬‬
‫مكرر من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬الذي يتحدث عن مسؤولية المعلمون وموظفي الشبيبة‬
‫والرياضة‪ ،‬إذ جاء فيه‪" :‬يسأل المعلمون وموظفي الشبيبة والرياضة عن الضرر الحاصل‬
‫من األطفال والشبان خالل الوقت الذي يوجدون فيه تحت رقابتهم‪.‬‬

‫والخطأ أو عدم الحيطة أو اإلهمال الذي يحتج به عليهم‪ ،‬باعتباره السبب في حصول‬
‫الفعل الضار‪ ،‬يلزم المدعي إثباته وفقا للقواعد القانونية العامة‪.‬‬

‫وفي جميع الحاالت التي تقوم فيها مسؤولية رجال التعليم العام وموظفي إدارة الشبيبة‬
‫نتيجة ارتكاب فعل ضار أو بمناسبته إما من األطفال أو من الشبان الذين عهد بهم إليهم‬
‫بسبب وظائفهم وإما ضدهم في نفس األحوال‪ ،‬تحل مسؤولية الدولة محل مسؤولية الموظفين‬
‫السابقين‪ ،‬الذين ال تجوز مقاضاتهم أبدا أمام المحاكم المدنية من المتضرر أو من ممثله‪.‬‬

‫ويطبق هذا الحكم في كل حالة يعهد فيها باألطفال أو الشبان إلى الموظفين السابق‬
‫ذكرهم قصد التهذيب الخلقي أو الجسدي الذي ال يخالف الضوابط‪ ،‬ويوجدون بذلك تحت‬
‫رقابتهم‪ ،‬دون اعتبار لما إذا وقع الفعل الضار في أوقات الدراسة أم خارجها‪.‬‬

‫ويجوز للدولة أن تباشر دعوى االسترداد‪ ،‬إما على رجال التعليم وموظفي إدارة‬
‫الشبيبة وإما على الغير‪ ،‬وفقا للقواعد العامة‪.‬‬
‫وال يسوغ في الدعوى األصلية أن تسمع شهادة الموظفين الذين يمكن أن تباشر الدولة‬
‫ضدهم دعوى االسترداد‪.‬‬

‫وترفع دعوى المسؤولية التي يقيمها المتضرر أو أقاربه أو خلفاؤه ضد الدولة‬


‫باعتبارها مسؤولة عن الضرر وفقا لما تقدم‪ ،‬أمام المحكمة االبتدائية أو المحكمة الموجود‬
‫في دائرتها المكان الذي وقع فيه الضرر‪.‬‬

‫ويتم التقاد م‪ ،‬بالنسبة إلى تعويض األضرار المنصوص عليها في هذا الفصل بمضي‬
‫ثالث سنوات‪ ،‬تبتدئ من يوم ارتكاب الفعل الضار"‬

‫إذا نستنتج من الفصل السابق أن المشرع المغربي قد حدد فصال خاص بمسؤولية‬
‫موظفي الشبيبة والرياضة‪ ،‬مبرزا نوع المسؤولية وطبيعتها‪ ،‬والمحكمة المختصة‪ ،‬تم مدة‬
‫تقادم دعوى المسؤولية في هذا اإلطار‬

‫كما هو معلوم فالمسؤولية التقصيرية تقوم على اإلخالل بالتزام قانوني سابق‪ ،‬يترتب‬
‫عنه إحداث ضرر بالغير‪ ،‬وكما سبقت اإلشارة فالمسؤولية المدنية بصفة عامة تقوم على‬
‫عدة أركان تتمثل أساسا في الخطأ والضرر والعالقة السببية‪ ،‬وبالرجوع إلى ظهير‬
‫االلتزامات والعقود نجد بأن المشرع المغربي قد نظم المسؤولية من الفصل ‪ 77‬إلى الفصل‬
‫‪ ،202‬إذ أقر في الفصل ‪ 77‬أنه ‪ ":‬كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار‪ ،‬ومن غير أن‬
‫يسمح به القانون‪ ،‬فأحدث ضررا ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪،‬‬
‫إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر"‪.‬‬

‫والمسؤولية التقصيرية تنقسم هي األخرى إلى مسؤولية موضوعية مفترضة‬


‫ومسؤولية مبنية على خطأ واجب اإلثبات‪ ،‬لكن ما يهمنا في هذا اإلطار هي المسؤولية التي‬
‫تنبني على خطأ واجب اإلثبات‪ ،‬بمعنى على من يرفع دعوى المسؤولية التقصيرية أن يقيم‬
‫الدليل على وجود الخطأ تم الضرر والعالقة السببية بين الخطأ والضرر‪ ،‬وبوسعه أن يقيم‬
‫الدليل بجميع الطرق الثبوتية‪ ،‬والسيما شهادة الشهود‪ ،‬والقرائن‪.‬‬
‫وبتحليل الفصل ‪ 58‬مكرر نستنتج بأن المشرع المغربي قد جعل مسؤولية المعلمون‬
‫وأقر‬ ‫وموظفي الشبيبة والرياضة مسؤولية شخصية مبنية على خطأ واجب اإلثبات‪،‬‬
‫بالمسؤولية التقصيرية لرجال التربية والتكوين ليس فقط عن الضرر الذي يحدثونه بأفعالهم‬
‫فحسب‪ ،‬لكنهم مسؤولون أيضا عن الضرر الحاصل من األطفال والشبان خالل الوقت الذي‬
‫يوجدون فيه تحت رقابتهم ‪ ،‬واالخالل الذي يحتج بيهم في مواجهة رجال التعليم هو‬
‫المتمثل أساسا في ارتكاب خطأ أو عدم الحيطة أو اإلهمال‪.‬‬

‫التعويض عن المسؤولية‬

‫كما سبقت اإلشارة فإنه من أهم اآلثار المترتبة عن المسؤولية هي تعويض المتضرر‬
‫عن الضرر الذي لحقه‪ ،‬وينبغي التمييز بين التعويض المنصوص عليه في ظهير ‪62‬‬
‫أكتوبر ‪ 2496‬والتعويض الذي يقرر بمقتضى ظهير االلتزامات والعقود‬

‫التعويض في إطار ظهير ‪ 62‬أكتوبر ‪2496‬‬

‫يتميز التعويض في هذا اإلطار بكونه تعويض جزافي احتياطي يسعى من خالله‬
‫المشرع إلى ضمان توفيره لكافة التالميذ المصابين بضرر بدني نتيجة حادثة مدرسية‪،‬‬
‫خاصة أمام صعوبة سلوك المسؤولية المدنية المبنية على الخطأ الواجب اإلثبات المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 58‬مكرر من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬إذا غالبا ما يعجز المتضرر عن‬
‫إثبات خطأ المعلم أو الموظف‪ ،‬األمر الذي جعل المشرع المغربي يتبنى أيضا التعويض في‬
‫إطار ظهير ‪ 62‬أكتوبر ‪ 2496‬من أجل ضمان تعويض المتضررين من جراء الحوادث‬
‫المدرسية‪.‬‬

‫ويقوم هذا الظهير على ضمان التعويض للضحية بمجرد حصول الضرر‪ ،‬وبغض‬
‫النظر عن وجود مسؤول عنه أو عدم وجوده ‪ ،‬فإن ال مجال في هذا الظهير للحديث ال عن‬
‫الخطأ وال عن العالقة السببية‪ ،‬فالمهم هو وقوع الحادثة المدرسية‪ ،‬وكون الضرر راجع‬
‫للحادثة المدرسية بمعنى يدخل في إطارها‪.‬‬
‫ومن أهم خصائص التعويض في هذا الظهير أنه عبارة عن تعويض احتياطي جزافي‪،‬‬
‫حيث إنه غير كافي لتغطية كافة األضرار الالحقة بالضحايا‪ ،‬وذلك خالفا للواعد العامة‬
‫التي تقضي بأن التعويض يشمل كافة الخسارة التي أصابت المتضرر والمصروفات التي‬
‫اضطر أو سيضطر إلى انفاقها وذلك لكسب ما فاته‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الظهير المذكور نجد بأن المشرع المغربي حدد التعويضات التي تقرر‬
‫لفائدة المتضرر والتي تختلف بحسب نوع اإلصابة التي تلحق بالتلميذ‪ ،‬فإذا كانت اإلصابة ال‬
‫تصل إلى نسبة ‪ %20‬من العجز البدني الدائم فإن الدولة تتكفل فقط بمصاريف العالج‪ ،‬أما‬
‫إذا كانت اإلصابة تساوي نسبة ‪ %20‬أو تفوقها فإن الدولة تمنح المتضرر باإلضافة إلى‬
‫ذلك إيرادا عمريا‪.‬‬

‫وتتمثل هذه المصاريف أساسا في االستشفاء والتعويض عن المصاريف الطبية‬


‫والصيدلية وشراء اللوازم واألجهزة الخاصة بتبديل أعضاء الجسم الناقصة وكذا المعاش في‬
‫حالة الوفاة أو عند حوث عجز‪ ،‬وكذا المصاريف في حالة الوفاة‪ ،‬كما أن الدولة تتحمل أيضا‬
‫مصاريف نقل التلميذ المصاب عن اإلدالء بشهادة طبية تثبت أن الجروح تتطلب عالجا ال‬
‫يمكن إعطاؤه في المكان الذي وقعت فيه الحادثة‪.‬‬

‫في حالة ما إذا كانت نسبة العجز تساوي أو تفوق ‪ %20‬فإنه للمصاب بالحادثة الحق‬
‫في ا الستفادة من تعويض ممنوح في شكل إيراد يحدد مبلغه بصفة مؤقتة من طرف اللجنة‬
‫الخاصة لمدة سنة‪.‬‬

‫ويجدد ضمنيا هذا التعويض كل سنة ولمدة خمس سنوات بعد استشارة طبية تبين أن‬
‫نسبة العجز لم تتغير‪.‬‬

‫وفي حالة نقص أو زيادة نسبة العجز تعرض القضية من جديد على اللجنة الخاصة‬
‫قصد تحديد مبلغ اإليراد الجديد‬

‫ويحدد نهائيا مبلغ اإليراد عند نهاية مدة الخمس سنوات المشار إليها أعاله‪.‬‬
‫ب عد ذلك ترسل طلبات التعويض إلى اإلدارة التي تنتمي إليها المؤسسة المعنية وتقوم‬
‫هذه األخيرة بالتحقيقات الضرورية وترسل الملف إلى مدير المالية‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن سلوك مسطرة التعويض المنصوص عليها في هذا الظهير‬
‫ال تمنع من االستفاد ة من التعويض المقرر بمقتضى سلوك مسطرة المسؤولية المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 58‬مكرر من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬هذا ما أكده الفصل الثامن من‬
‫ظهير ‪ 2496‬الذي جاء فيه‪ ":‬إن مقتتضيات هذا الظهير الشريف ال تحول دون دعوى‬
‫المسؤولية المدنية من طرف آباء وأوالء التالميذ المصابين والمنصوص عليها في الفصلين‬
‫‪ 58‬و ‪ 58‬مكرر من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫في حالة إدانة الدولة نتيجة مباشرة هذه الدعوى فإن المبالغ المؤداة بمقتضى هذا‬
‫الظهير الشريف تخصم من مبلغ التعويض الممنوح من طرف المحاكم‪".‬‬

‫التعويض في إطار ظهير االلتزامات والعقود (المسؤولية التقصيرية)‬

‫يتميز التعويض في ظل ظهير االلتزامات والعقود بكونه تعويض تكميلي‪ ،‬يكمل‬


‫التعويض الممنوح في ظل ظهير ‪ 62‬أكتوبر ‪ 2496‬باعتباره تعويضا جزافي فقط ال يشمل‬
‫جميع األضرار‪ ،‬على عكس التعويض الممنوح في ظل ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬فهو‬
‫تعويض شامل يصل إلى تغطية كافة األضرار الالحقة بالمتضرر‪ ،‬هذا التعويض الذي‬
‫يتحقق كلما تحققت عناصر المسؤولية التقصيرية والمتمثلة في الخطأ والضرر والعالقة‬
‫السببية‪.‬‬

‫وبالتالي فالمتضرر يستحق التعويض عندما يثبت مسؤولية رجال التعليم أو موظفي‬
‫الشبيبة والرياضة‪ ،‬هذا التعويض الذي يحدد في شكل مبلغ مالي لجبر مختلف األضرار التي‬
‫تعرض لها التلميذ ضحية الحادثة المدرسية‪.‬‬

‫ولعل من أبرز الخصائص التي تتميز بها المسؤولية في هذا اإلطار‪ ،‬أنه في جميع‬
‫الحاالت التي تقوم فيها مسؤولية رجال التعليم العام وموظفي إدارة الشبيبة والرياضة نتيجة‬
‫ارتكاب فعل ضار أو بمناسبته إما من األطفال أو من الشبان الذين عهد بهم إليهم بسبب‬
‫وظائفهم وإما ضدهم في نفس األحوال‪ ،‬تحل مسؤولية الدولة محل مسؤولية الموظفين‬
‫السابقين‪ ،‬مع احتفاظها بحق مباشرة دعوى االسترداد إما على رجال التعليم وموظفي إدارة‬
‫الشبيبة وإما على الغير وفقا للقواعد العامة عندما يكون الغير هو المتسبب في الحادثة‬
‫المدرسية‪.‬‬

‫بالنسبة للمحكمة المختصة في هذا اإلطار‪:‬‬

‫خروجا عن القواعد العامة التي تسند االختصاص للمحاكم اإلدارية كلما كانت الدولة‬
‫طرفا في الدعوى باعتبارها صاحبة سيادة وسلطان‪ ،‬فإن الفصل ‪ 58‬مكرر من ظهير‬
‫االلتزامات وال عقود‪ ،‬خرج عن القاعدة و أقر بصريح العبارة أنه ترفع دعوى المسؤولية‬
‫التي يقيمها المتضرر أو أقاربه أو خلفاؤه ضد الدولة باعتبارها مسؤولة عن الضرر أمام‬
‫المحكمة االبتدائية‪ ،‬وبذلك فإن بالرغم من تنازع االختصاص الذي تشهده مختلف المحاكم‬
‫العادية والمحاكم اإلدارية إال أنه ال اجتهاد مع وجود النص‪ ،‬وما دام الفصل ‪ 58‬مكرر حدد‬
‫المحكمة المختصة للبت في مثل هذه القضايا‪ ،‬فإن الجهة المختصة التي ينبغي رفع دعاوى‬
‫المسؤولية إليها هي المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫بالنسبة لتقادم دعاوى المسؤولية‪:‬‬

‫لقد أقر المشرع المغربي بمقتضى الفصل ‪ 202‬من ظهير االلتزامات والعقود على أن‬
‫دعاوى المسؤولية بصفة عامة تتقادم بمضي خمس سنوات‪ ،‬تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه‬
‫إلى علم الفريق المتضرر الضرر ومن هو المسؤول عنه‪ ،‬وتتقادم في جميع األحوال بمضي‬
‫عشرين سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر‪.‬‬

‫لكن التقادم بالنسبة للتعويض عن األضرار في إطار مسؤولية المعلمون و موظفي‬


‫إدارة الشبيبة والرياضة تتقادم بمضي ثالث سنوات تبتدئ من يوم ارتكاب الفعل الضار‪.‬‬

‫دور اتفاقية الضمان المدرسي في تعويض ضحايا الحوادث المدرسية‪:‬‬


‫تهدف اتفاقية الضمان المدرسي إلى إحداث تأمين يستفيد منه جميع التالميذ الذين‬
‫يتعرضون لحو ادث مدرسية‪ ،‬بحيث قامت بسد العديد من الثغرات التي كانت تعتري ظهير‬
‫‪ ، 2496‬وذلك عن طريق إعطاء تعريف للحادثة المدرسية‪ ،‬وتوسيع دائرة الحوادث‬
‫المدرسية وذلك بإضافتها لمسافة الذهاب واإلياب‪ ،‬وقد أضافت أيضا ضمان المسؤولية‬
‫المدنية لمؤسسة التربية والتعليم العمومي ومراكز التكوين التابعة للوزارة في حاالت‬
‫التسممات الغذائية التي قد تلحق التالميذ نتيجة تقديم مواد غذائية أو مشروبات داخل مطاعم‬
‫المؤسسة أو بمناسبة التظاهرات المنظمة من طرفها‬

‫وتضمن تأمين المخاطر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحوادث المدرسية كما سبق تعريفها‬


‫‪ -‬المسؤولية المدنية لمؤسسات التربية والتعليم العمومي‪ ،‬طبقا للفصول ‪75‬و‬
‫‪58‬و ‪ 58‬مكرر و ‪ 55‬و‪ 54‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫وقدد حددت هذه االتفاقية األقساط السنوية للتأمين وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اثنا عشر درهما (‪ )26‬بالنسبة لكل تلميذ متمدرس بأسالك التعليم العمومي‬
‫بالوسط الحضري‪.‬‬
‫‪ -‬ثمانية دراهم (‪ )05‬بالنسبة لكل تلميذ متمدرس بأسالك التعليم العمومي‬
‫بالوسط القروي‪.‬‬
‫‪ -‬خمسة عشر درهما (‪ )28‬بالنسبة‪:‬‬
‫للمؤطرين وأساتذة التربية البدنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكل تلميذ مسجل بمراكز التكوين التابعة لهذه الوزارة –قطاع التربية‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية‪ -‬وباألقسام التحضيرية لولوج المعاهد أو المدارس العليا أو بأقسام‬
‫تحضير شهادة التقني العالي‪.‬‬

‫وقدد تطرقت اتفاقية الضمان المدرسي لمجال الضمان تم األشخاص الذين يستفيدون‬
‫منها كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪.‬‬
‫وقد حددت سقف الضمانات لكل سنة التأمين وفق ما يلي ‪:‬‬

‫‪ 608000000 -‬درهما بالنسبة لألضرار الجسدية‪.‬‬


‫‪ 200000000 -‬درهما بالنسبة للتسممات الغذائية‪.‬‬
‫‪ 208000000 -‬درهما بالنسبة لألضرار المادية‪.‬‬

‫مسطرة التعوض عن الحوادث المدرسية‪:‬‬

‫تمر مسطرة التعويض عن الحوادث المدرسية بالعديد من المراحل القانونية‪ ،‬كما تشهد‬
‫تدخل جملة من المؤسسات قصد دراسة ملفات الحوادث المدرسية‪ ،‬بغية ضمان تعويض‬
‫مناسب لضحايا هذه الحوادث‪ ،‬وتتمثل المسطرة فيما يلي‪:‬‬

‫بمجرد وقوع الحادثة المدرسية يتم تقديم طلب إلى المؤسسة التعليمية التي وقعت بها‬
‫الحادثة والتي ينتمي إليها التلميذ‪ ،‬ويجب أن يكون هذا الطلب مرفقا بجميع الوثائق التي‬
‫تدعمه‪ ،‬خاصة ما يتعلق بمحضر معاينة الحادثة والشواهد الطبية ومختلف وسائل االثبات‪.‬‬

‫كما يلزم المسؤول عن الحراسة بوضع تقرير مفصل عن الحادثة من حيث أسبابها‬
‫ومكان وزمان وقوعها وكذا هوية المصاب وتصريحات الشهود‪ ،‬ويرفق هذا التقرير‬
‫بتصميم للمدرسة يحدد عليه مكان وقوع الحادثة والمكان الذي كان يوجد به المسؤول عن‬
‫الحراسة وقت وقوعها‪.‬‬

‫ملف الحادثة المدرسية‪:‬‬

‫يتكون ملف الحادثة المدرسية من ‪:‬‬

‫‪ :2‬المطبوع الخاص بالتصريح بالحادثة (المطبوع رقم‪)2‬‬

‫‪ : 6‬أصل الشهادة الطبية التي تحدد نوعية اإلصابة مؤرخة يوم وقوع الحادثة أو خالل‬
‫العشرة أيام الموالية لتاريخ اإلصابة على أبعد تقدير‪.‬‬
‫‪ : 3‬أصل الشهادة الطبية التي تثبت شفاء المصاب مع تقدير النسبة المئوية للعجز‬
‫النهائي (المطبوع رقم ‪. )6‬‬

‫‪ :9‬المطبوع الخاص بحادثة سير بالنسبة للمؤمن له ( المطبوع رقم ‪.)3‬‬

‫‪ :8‬نسختان من رسم الوالدة‪.‬‬

‫‪ :2‬نسختان من البطاقة الوطنية لولي أمر التلميذ‪.‬‬

‫الجهات المتدخلة لمعالجة ملفات الحوادث المدرسية‪:‬‬

‫على مستوى المؤسسة‪:‬‬

‫تقوم المؤسسة لزوما بإشعار النيابة بوقوع الحادثة‪ ،‬وذلك عن طريق إرسال نظير من‬
‫التصريح معبأ ومختوم من طرف مدير المؤسسة‪ ،‬مصحوب بنسخة من وصل التأمين إذا‬
‫كان المعني باألمر مؤمنا في أجل أقصاه‪:‬‬

‫‪ -‬ثالثة أشهر من تاريخ الحادثة بالنسبة للوسط القروي‬


‫‪ -‬شهران من تاريخ الحادثة بالنسبة للوسط الحضري‬

‫تحت طائلة إلغاء الملف بالنسبة لشركة التأمين إذا تعدى هذه اآلجال‪.‬‬

‫على مستوى النيابة‪:‬‬

‫تقوم النيابة بإرسال نظير من التصريح بالحادثة مرفق بنسخة من وصل التأمين إلى‬
‫شركة سينيا للتأمين في أجل أقصاه شهر واحد من تاريخ توصله بهما‪ ،‬مع االحتفاظ‬
‫بنظيرين آخرين إلى حين استكمال الوثائق‪.‬‬

‫وبعد التوصل بتقرير اللجنة الطبية اإلقليمية تتم دراسة الملف من طرف المصلحة‬
‫المختصة بالنيابة التي توجه حسب الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ : 2‬إذا كان المعني باألمر قد شفي بدون عجز‪ ،‬فيرسل الملف مباشرة إلى شركة‬
‫التأمين فقط قصد تعويضه عن المصاريف الطبية‪.‬‬

‫‪ : 6‬إذا كان المعني باألمر قد شفي بعجز بدني دائم‪ ،‬فيرسل نظير من الملف الطبي إلى‬
‫طبيب األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مصحوبا بجميع الوثائق المدعمة للحسم في نسبة‬
‫العجز‪.‬‬

‫‪ :3‬وفي حالة ما إذا كانت نسبة العجز تساوي أو تفوق ‪ 20 %‬وكان الملف يستوفي‬
‫شروط الحادثة المدرسية‪ ،‬يرسل الملف كامال إلى مديرية الشؤون القانونية والمنازعات (‬
‫مصلحة حوادث الشغل وحوادث ا لمصلحة )‪ ،‬مع االحتفاظ بالملفات التي تقل نسبة العجز‬
‫فيها عن ‪ %20‬بالنيابة‪.‬‬

‫على مستوى األكاديمية‪:‬‬

‫يقوم طبيب األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدعوة النعقاد اللجنة الطبية الجهوية‬
‫المشتركة وإخبار شركة سينيا للتأمين بتاريخ اجتماع هذه اللجنة مصحوبا بالالئحة االسمية‬
‫لضحايا الحوادث المدرسية التي ستدرس خالل االجتماع ‪ ،‬وذلك حتى يتسنى للشركة‬
‫استدعاء الطبيب الذي سيمثلها في هذه اللجنة‪.‬‬

‫بعد ذلك يحرر طبيب األكاديمية محضر اجتماع اللجنة وثالث نظائر من التقرير‬
‫الطبي لكل ملف تم يعيد إرسال الملفات الطبية لى النيابة‪ ،‬وتقوم النيابة هي األخرى بإرسال‬
‫الملفات الطبية مصحوبة بنظير من التقرير الطبي المحدد لنسبة العجز النهائية إلى الشركة‬
‫قصد تسوية األمر‬

‫على مستوى الوزارة‪:‬‬

‫في هذه المرحلة تقوم المصلحة المكلفة بتدبير ملفات الحوادث المدرسية بدراسة‬
‫الملفات ومراقبة استيفائها للشروط القانونية‪ ،‬وتقوم المصلحة بدعوة لجنة خاصة بغية البت‬
‫في ملفات الحوادث المدرسية وتحديد التعويضات المخولة لها ‪.‬‬
‫وتوجه الملفات التي تمت دراستها من طرف اللجنة الخاصة بعد المصادقة عليها إلى‬
‫في إطار الميزانية‬ ‫قسم المحاسبة المركزية بقطاع التعليم المدرسي‪ ،‬قصد التسوية‬
‫المرصودة سنويا لتغطية التعويضات عن الحوادث المدرسية‪.‬‬

You might also like