‫‪:‬الخطبة األولى‬

‫وأشهد أن ال إله إال‬

‫ُ‬ ‫كل ما آتاه‪،‬‬
‫وأشكره على ِ‬
‫ُ‬ ‫أحمد ُه سبحان َ ُه‬
‫ُ‬ ‫لوال أن هدانا الله‪.‬‬ ‫لنهتدي‬
‫َ‬ ‫لله الذي هدانا لإلسال ِم‪ ،‬وما كنا‬‫الحمد ِ‬
‫ُ‬
‫وكل من اهتدى بهداه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأصحابه‬ ‫ِ‬
‫آله‬ ‫وعلى‬ ‫ِ‬
‫عليه‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫وبار‬ ‫وسلم‬
‫ْ‬ ‫صل‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫عبد ُه ورسول ُه‪ ،‬اللهم‬
‫ُ‬ ‫محمدا‬
‫ً‬ ‫أن‬ ‫وأشهد‬
‫ُ‬ ‫له‪،‬‬ ‫شريك‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫وحد‬
‫َ‬ ‫‪.‬الله‬

‫وء َوال ُه ْم‬ ‫الس ُ‬ ‫جي الل َّ ُه ال ّ َ ِذ َ‬

‫ين اتَّقَ ْوا ب َِمفَا َز ِت ِه ْم ال يَ َم ُّس ُه ُم ُّ‬ ‫هي النجاة‪َ ( ،‬ويُن َ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والله‬ ‫الله حق تقواه‪ ،‬فإنها‬
‫َ‬ ‫عباد الله‪ :‬اتقوا‬
‫َ‬ ‫أما بعد‪ :‬فيا‬
‫ون)‬‫ح َزن ُ َ‬
‫‪.‬يَ ْ‬

‫وفيه ُأ َ‬
‫خرج منها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وفيه ُأ ِ‬
‫دخ َل الجنة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لق آدم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ففيه ُخ َ‬ ‫أفضل منه‪،‬‬
‫َ‬ ‫يوم‬
‫ٍ‬ ‫الشمس على‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫طلعت‬ ‫أيها المسلمون‪ :‬يو ُم الجمع ُة يو ٌم فضيل؛ ما‬
‫ت عنه‪،‬‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫َض‬
‫ف‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫قب‬ ‫األمم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫إليه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫ٌ ُ َ ْ‬‫د‬ ‫م‬ ‫يو‬ ‫إياه‪،‬‬ ‫أعطاه‬
‫ُ‬ ‫إال‬ ‫شيًئا‬ ‫الله‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يسأل‬ ‫يصلي‬ ‫ٌ‬ ‫مسلم‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫عب‬ ‫ِ‬
‫وفيه تقو ُم الساعة‪ ،‬وفيه ساع ٌة ال يوا ِف ُق َها‬
‫الله إليه‬
‫ُ‬ ‫‪.‬وهدانا‬

‫والمراد بالسعي‬
‫ُ‬ ‫َاس َع ْوا ِإ ل َى ِذك ِْر الل ّ َ ِه َوذ َُروا ال ْبَي ْ َع}‪،‬‬
‫{ ْ‬‫الله إليه في قوله ‪ :‬ف‬
‫ُ‬ ‫الله ‪ -‬أيها المسلمون ‪ -‬وحققوا فيه ما دعاكم‬
‫َ‬ ‫فاحمدوا‬
‫الله الذي ُأ ِم ْرتُم به‪ :‬هو االهتما ُم بصال ِة الجمعة‬ ‫ِ‬ ‫ذكر‬
‫ِ‬ ‫‪.‬إلى‬

‫هن من ُدهنه‪ ،‬ويَ َم ُّس من‬ ‫هور ويَ ّ َد ُ‬ ‫الط ِ‬ ‫استطاع من ُّ‬ ‫َ‬ ‫ويتطه ُر ما‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الجمعة‬ ‫يغتسل َر ُج ٌل يو َم‬ ‫ُ‬ ‫عل َيْ ِه َو َسلَّم ‪ « :-‬ال‬ ‫الله َ‬
‫ُ‬ ‫يقول ‪َ -‬صلَّى‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الجمعة‬ ‫بينه وبين‬ ‫ُ‬ ‫ما‬ ‫له‬
‫َ ُ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِإ‬ ‫مام‪،‬‬ ‫ِإل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫تك‬ ‫ذا‬ ‫ِإ‬ ‫ت‬ ‫ص‬‫ِ‬
‫ُْ ُ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ثم‬ ‫له‪،‬‬ ‫الله‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫َ َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫يص‬ ‫ثم‬ ‫اثنين‪،‬‬ ‫بين‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫يفر‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫فال‬ ‫‪،‬‬ ‫يخرج‬
‫ُ‬ ‫ثم‬ ‫بيته‪،‬‬ ‫طيب‬
‫ون الَْأ َّو َل فَالَْأ ّ َو َل‪َ ،‬و َمث َُل ال ُْم َه ِّ‬
‫ج ِر ك ََمث َِل‬ ‫اب ال َْم ْسجِ ِد يَكْتُبُ َ‬ ‫عل َى بَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِئ‬ ‫َا‬ ‫ل‬ ‫ْم‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ع‬‫م‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫ْج‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َْ‬ ‫ي‬ ‫َان‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫َا‬
‫ذ‬ ‫ِإ‬ ‫"‬ ‫و‬ ‫»‪.‬‬ ‫أيام‬ ‫ِ‬
‫ثالثة‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫وزياد‬ ‫األخرى‬
‫حفَ ُه ْم يستمعون ال ّذكر‬ ‫اج ًة ث ُّمَ بَي ْ َض ًة‪َ ،‬فِإذَا َخ َر َج الِْإ َما ُم َط َو ْوا ُص ُ‬ ‫‪".‬ال ّ َ ِذي ي ُ ْه ِدي بَ َدن َ ًة ث ُّمَ ك َال ّ َ ِذي يُ ْه ِدي بَقَ َر ًة ث ُّمَ ك َبْ ًشا ث ُّمَ َد َج َ‬

‫لينتهين أقوا ٌم عن َو َد ِع ِه ُم‬

‫َّ‬ ‫ِ‬
‫عليه وسلم‪" :‬‬ ‫الله‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫قوله صلى‬ ‫عليه من الوعي ِد في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجمعة يُخشى‬ ‫تهاون بصال ِة‬
‫َ‬ ‫الله واعلموا ّ َ‬
‫أن من‬ ‫َ‬ ‫اتقوا‬
‫الله على قلبه‬ ‫ُ‬ ‫طبع‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ن‬ ‫متهاو‬ ‫جمع‬
‫ٍ‬ ‫ثالث‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫تر‬ ‫من‬‫«‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫الغافلين‬ ‫من‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ن‬ ‫ليكو‬ ‫ثم‬ ‫قلوبهم‪،‬‬ ‫على‬ ‫الله‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ليختمن‬ ‫ِ‬
‫‪».‬الجمعات أو‬

‫تكلم يو َم‬
‫َ‬ ‫عل َي ْ ِه َو َسلَّم ‪ُ -‬‬
‫أنه قال‪« :‬من‬ ‫الله َ‬
‫ُ‬ ‫جاء عن النبي ‪َ -‬صلَّى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫للجمعة من الكال ِم واإلما ُم يخطب‪ ،‬فقد‬ ‫وليحذر من أتى‬
‫فقد لغى‪ ،‬ومن لغى فال جمع َة له»‪ ،‬وهذا نفي للثواب ال لإلجزاء‬ ‫ْ‬ ‫مس الحصى‬‫يخطب أو ّ َ‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫واإلما‬ ‫ِ‬
‫‪.‬الجمعة‬

‫آذيت‬
‫َ‬ ‫اجلس قد‬ ‫ِ‬
‫الناس فقال‪ْ « :‬‬ ‫رقاب‬
‫َ‬ ‫يخطب رجل ًا يتخطى‬
‫ُ‬ ‫عل َي ْ ِه َو َسلَّم ‪ -‬وهو‬
‫الله َ‬
‫ُ‬ ‫رقاب الناس‪ ،‬فقد رأى ‪َ -‬صلَّى‬
‫َ‬ ‫وإياكم وتخطي‬
‫‪».‬وآنيت‬

‫كلها‬
‫َ‬ ‫الصل َاة‬
‫أدرك َّ‬ ‫‪.‬وم ْن َأ ْد َر َك َرك َْع ًة ِم َن َّ‬
‫الصل َا ِة َم َع اِإل َمام فقد ْ‬ ‫َ‬
‫ظهر منا وما بطن‪ ،‬واجعلنا من عباد َك المخلصين‬
‫َ‬ ‫القلوب واألعمال‪ ،‬وأصلح ما‬
‫َ‬ ‫‪.‬اللهم أصلح‬

‫وأصلح األئم َة ووال َة األمور‪ ،‬وخ ْذ بنواصينا إلى ما‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغواية والضاللة‪ ،‬اللهم ثبتنا على دينك‪ ،‬وآمنا في أوطاننا‪،‬‬ ‫بك من‬
‫اللهم إنا نعو ُذ َ‬
‫بالبر والتقوى‪ ،‬واجعلنا من عباد َك المهتدين‬‫ِّ‬ ‫برحمتك‬
‫َ‬ ‫‪.‬تحب وترضى‪ ،‬وزينا‬
‫ُ‬

‫عل ّ ََي ِفي ك ّ ُِل ي َ ْو ِم ُج ُم َعةٍ‪َ ،‬فِإ َّن َصل َا َة ُأ ّ َم ِتي تُ ْع َر ُض َ‬

‫عل ّ ََي ِفي ك ّ ُِل يَ ْو ِم ُج ُم َعةٍ‬ ‫‪».‬هذا وصلوا على نبيكم محم ٍد القائل‪َ« :‬أك ْ ِث ُروا ّ َ‬
‫الصل َا َة َ‬
‫ِ‬
‫وصحبه أجمعين‬ ‫ورسولك محم ٍد وعلى ِ‬
‫آله‬ ‫َ‬ ‫صل وسلم على عب ِد َك‬
‫ِّ‬ ‫‪.‬اللهم‬

‫وأتوب إليك‬
‫ُ‬ ‫أنت أستغفر َك‬
‫َ‬ ‫أشهد أال إله إال‬
‫ُ‬ ‫اللهمَ وبحمد َك‬
‫ّ‬ ‫‪.  ‬سبحانك‬
‫َ‬