You are on page 1of 9

‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬

‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫اس ُم اهلل تعاىل السالم ومُقتضياتُه‬

‫الخطبة األولى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يهده هللا فال ُم ِض َّل له‪،‬‬
‫أعمالنا‪ ،‬من ِ‬
‫ِ‬ ‫سيئات‬
‫ِ‬ ‫رور أنف ِسنا ومن‬
‫باهلل من ش ِ‬
‫ُ‬
‫ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ِ‬ ‫نحمده ونستعينه‬ ‫الحمد هلل‪،‬‬ ‫إ َّن‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫محمدا ُ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هللا َ‬
‫وأشهد أن ال إله إال ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى‬ ‫وأشهد أن‬ ‫شريك له‪،‬‬ ‫وحده ال‬ ‫هاد َي له‪،‬‬
‫ضلل فال ِ‬ ‫ومن ي ِ‬
‫َّ‬
‫كثيرا‪.‬‬ ‫ً‬
‫تسليما ً‬ ‫وأصحابه‪ ،‬وسل َم‬
‫ِ‬ ‫ِآله‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫َّ‬
‫والن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫جوى‪.‬‬ ‫فاتقوا هللا ‪ -‬عباد هللا ‪ -‬حق التقوى‪ ،‬ورا ِقبوه في ِ‬
‫السر‬

‫ُّأيها املسلمون‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ُ َّ ٌ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫والصفات‬ ‫شاهدة به‪ ،‬وجميع األسماء ِ‬ ‫وصفاته على‪ ،‬وآياته ‪ -‬سبحانه ‪ -‬الكونية والشرعية دالة على ذلك ِ‬ ‫أسماء هللا حسنى ِ‬
‫َّ ٌ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َّ‬
‫العبودية واألمر اقت َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫خاصة هي ِمن لوا ِز ِمها‬ ‫عبودية‬ ‫وصفة‬
‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫الخلق والتكوين‪ ،‬ولكل ٍ‬‫ِ‬ ‫ضاءها آلثارها ِمن‬ ‫ِ‬ ‫آلثارها ِمن‬
‫قتضية ِ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ أ َ أ َ ُ أ ُ أ َ َ أ ُ ُ َ َ َ ُ َّ َ أ‬
‫ين ُيل ِح ُدون ِفي أ أس َما ِئ ِه َس ُي أج َز أون َما‬ ‫لِل األسماء الحسنى فادعوه ِبها وذروا ال ِذ‬
‫واإليمان بها‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬وِ ِ‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫ِ‬ ‫وجبات‬ ‫ُ‬
‫وم ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫كانوا َي أع َملون﴾ [األعراف‪.]180 :‬‬

‫بجالله‬ ‫وبراءته من كل عيب‪ ،‬وتعاليه عما ال َيل ُ‬


‫يق‬ ‫دال على تنزيه الرب وتقديسه َ‬ ‫شام ٌل لجميع ِصفا ِته‪ٌّ ،‬‬ ‫ُ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسالم اسم له تعالى ِ‬
‫وكماله وعظمته‪َ ،‬سل َم من كل آفة‪َ ،‬‬
‫وبرئ ِمن كل ٍ‬
‫نقص‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َّ ُ َّ َ َ َّ‬
‫الِل ال ِذي ال ِإل َه ِإال‬ ‫وأفعاله‪ ،‬قال ‪ -‬سبحانه ‪﴿ :-‬هو‬
‫ِ‬ ‫وصفا ِته‬ ‫لكماله في ذا ِته وأسما ِئه ِ‬
‫ِ‬ ‫ص‬
‫وب والنقا ِئ ِ‬
‫ُ‬
‫جميع العي ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫السالم ِمن‬ ‫فهو‬
‫أ ُ َ‬
‫الِل َع َّما ُيش ِركون﴾ [الحشر‪.]23 :‬‬ ‫ُه َو أاملَل ُك أال ُق ُّد ُ َّ َ ُ أ ُ أ ُ أ ُ أ ُ أ َ ُ أ َ َّ ُ أ ُ َ َ ُ أ َ َ َّ‬
‫وس السالم املؤ ِمن امل َهي ِمن الع ِزيزالجباراملتك ِب ُرسبحان ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حقيقة التنزيه الذي َّنزه هللا به َ‬
‫نفسه‬ ‫ِ‬ ‫كل ما ُيطل ُق عليه‪ ،‬وهذا هو‬
‫حقاق ِ‬
‫ُ‬
‫االسم أكمل ِمن اس ِت ِ‬
‫ِ‬ ‫واس ِتحقاقه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬لهذا‬
‫ُ‬
‫ونز َهه به رسوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪.-‬‬
‫َّ‬

‫‪-1 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫الن ِد والش ِريك‪ ،‬حياته ‪ -‬سبحانه‬
‫والسم ِي وامل ِثيل‪ ،‬والسالم ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫ظير‬
‫فؤ والن ِ‬‫الصاحبة والولد‪ ،‬والسالم ِمن الك ِ‬
‫ِ‬ ‫السالم ِمن‬ ‫فهو‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫الجهل‬
‫ِ‬ ‫سالم ِمن‬ ‫وع ُلمه‬
‫غوب‪ِ ،‬‬
‫جز والل ِ‬ ‫عب والع ِ‬
‫خلقه‪ ،‬سالم ِمن الت ِ‬ ‫والسن ِة والنوم‪ ،‬قا ِئ ٌم على ِ‬
‫املوت ِ‬
‫ِ‬ ‫سالم ِمن‬ ‫وتعالى ‪-‬‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ماته ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫الكذب والظلم‪.‬‬‫وصدق سالم ِمن ِ‬ ‫عدل ِ‬ ‫وكل‬
‫والنسيان‪ِ ،‬‬‫والذهو ِل ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كمالها أو ُي ُ َّ َ‬ ‫سالم مما ُي ُّ‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫سالم‬
‫فمنه تعالى كل ٍ‬
‫وصفا ِته ِ‬
‫وهم النقص فيها‪ ،‬وكما أنه السالم في ذا ِته وأسما ِئه ِ‬
‫ِ‬ ‫ضاد‬ ‫وكل ِصفا ِته‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫يجدها‪.‬‬
‫غيره لم ِ‬
‫ومنه يطلب السالم‪ ،‬ومن ابتغى السالمة عند ِ‬ ‫وأمن‪ِ ،‬‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صالة‬
‫ٍ‬
‫اشت َم َل عليه من صفة السالمة؛ فكان إذا َ‬
‫انص َرفض ِمن‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫االسم وما‬ ‫حق ُق هذا‬ ‫ُ‬ ‫وقد كان ُّ‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ي ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ‬
‫تباركت يا ذا الجالل واإلكرام»؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫ومنك السالم‪،‬‬
‫وضة استغفرثالثا وقال‪« :‬اللهم أنت السالم‪ِ ،‬‬ ‫مفر ٍ‬
‫َّ َّ َ َ َ أ ُ أ َ َ َ‬ ‫ُّ‬
‫الظلم الذي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ال ذ َّر ٍة﴾‬‫تنز َه عنه‪ ،‬قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إن الِل ال يظ ِلم ِمثق‬ ‫َ‬
‫جميع الخلق ِمن‬ ‫أولياءه ِمن ُعقوب ِته‪ ،‬وسلم‬
‫َ‬ ‫سل َم ‪ -‬سبحانه ‪-‬‬
‫[النساء‪.]40 :‬‬
‫ُ‬
‫السالم»؛ رواه البخاري‪.‬‬ ‫ُ‬
‫السالم على هللا؛ «فإن هللا هو‬ ‫سالمة فال ُي ُ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ومنه ُّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫وألنه السالم‪ِ ،‬‬
‫ُ َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫والعيب‪ ،‬قال ‪ -‬سبحانه ‪ُ ﴿ :-‬س أب َحان َرِب َك َر ِب ال ِع َّز ِة َع َّما َي ِصفون (‪)180‬‬
‫ِ‬ ‫قص‬
‫لسالمة ما قالوه ِمن الن ِ‬
‫ِ‬ ‫سلم على أنبيا ِئه ُور ُس ِله‬
‫َ‬ ‫َ َ أُ‬
‫َو َسال ٌم َعلى امل أر َس ِلين﴾ [الصافات‪.]181 ،180 :‬‬
‫َّ َ أ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ أ َ أ ُ َّ‬
‫اصطفى﴾ [النمل‪.]59 :‬‬ ‫لِل َو َسال ٌم َعلى ِع َب ِاد ِه ال ِذين‬
‫الصالحين‪ ،‬فقال‪﴿ :‬ق ِل الحمد ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫لعباده‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكتب السالم ِ‬
‫أ َ َ َ‬ ‫َ َ ٌ ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وخص َمن َ‬
‫َّ‬
‫املين﴾‬
‫وح ِفي الع ِ‬
‫وح ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فقال‪﴿ :‬سالم على ن ٍ‬
‫بالسالم عليه في العاملين؛ كن ٍ‬
‫ِ‬ ‫خلقه‬
‫بفضله ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫شاء‬
‫ياسين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ َ‬
‫[الصافات‪]79 :‬؛ وسلم على إبراهيم وموس ى وهارون وإل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫الخلق فيها‪َ ﴿ ،‬و َسال ٌم َعل أي ِه َي أو َم ُو ِل َد َو َي أو َم َي ُموت َو َي أو َم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أوحش ما يكون‬ ‫مواضع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ثالثة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وأكرم هللا نبيه يحيى وخصه بالسالم في ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُي أب َعث َح ًّيا﴾ [مريم‪.]15 :‬‬
‫ص ُّلوا َع َل أي ِه َو َس ِل ُموا َت أس ِل ً‬
‫يما﴾‬ ‫وأم َر هللا املُؤمنين بالسالم على نبينا ُمحمد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فقال‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َآم ُنوا َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[األحزاب‪.]56 :‬‬

‫ُ‬
‫جبريل َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫النبي ‪-‬‬ ‫صرتها له؛ أتى‬
‫للنبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬ون ِ‬
‫لخدمتها الفذة ِ‬ ‫وجبريل على خديجة ‪ -‬رض ي هللا عنها ‪-‬؛ ِ‬ ‫وسلم هللا‬
‫اب‪ ،‬فإذا هي َأت أتك َ‬ ‫ٌ‬
‫طعام أو شر ٌ‬ ‫إناء فيه ٌ‬ ‫َأ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫فاقرأ‬ ‫إدام أو‬ ‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬فقال‪" :‬يا رسول هللا! هذه خديجة قد أتتك معها ٌ ِ‬
‫وم ِني"؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عليها السالم ِمن ِربها ‪ -‬عزوجل ‪ِ -‬‬

‫‪-2 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬


‫عقلها‪.‬‬
‫وكمال ِ‬
‫ِ‬ ‫لعلمها‬
‫كما سلم جبريل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬على عائشة؛ ِ‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫قرئ ِك السالم»؛ متفق عليه‪.‬‬
‫قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬يا عا ِئش! هذا جبريل ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وكل ُمصل في ُّ ُ‬
‫السالم عليك أيها ُّ‬
‫النبي ورحمة هللا وبركاته‪،‬‬ ‫الصال ِحين‪« :‬‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وعلى‬
‫ِ‬ ‫سل ُم على‬
‫تشه ِده ي ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُّ‬
‫عباد هللا الصا ِل ِحين»؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫السالم علينا وعلى ِ‬
‫َ َأ ُ ُ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ َأُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ٌ ُ َ ٌ‬ ‫بيتا ُشر َع أن ُي َ‬
‫َ َ ً‬
‫باركة طيبة‪ ،‬قال ‪ -‬سبحانه ‪﴿ :-‬ف ِإذا َدخلت أم ُب ُيوتا ف َس ِل ُموا َعلى أنف ِسك أم﴾‬ ‫أهله؛ فإنها تحية م‬
‫سلم على ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن دخل‬‫َ‬
‫َ ً َ ً‬ ‫َ َّ ً أ أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الِل ُم َب َاركة ط ِي َبة﴾ [النور‪.]61 :‬‬
‫بعض ﴿ت ِحية ِمن ِعن ِد ِ‬
‫سلم بعضكم على ٍ‬ ‫أي‪ :‬فلي ِ‬
‫ً‬ ‫ََ‬ ‫َ َّ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫الق ُّ‬
‫يب؛ ألن‬
‫بالط ِ‬
‫بالبركة؛ ألن فيها الدعاء واس ِتجالب مود ِة املسلم عليه‪ ،‬ووصفها أيضا ِ‬
‫ِ‬ ‫"وصفها‬ ‫رطبي ‪ -‬رحمه هللا ‪:-‬‬ ‫قال‬
‫َ‬
‫سام َعها يست ِط ُيبها"‪.‬‬
‫ِ‬
‫َ أ َ َّ أ َ‬ ‫َّ‬ ‫وشر َع تعالى لعباده د ًينا فيه ُ َ‬
‫اإل أسال ُم﴾ [آل عمران‪.]19 :‬‬
‫لِل ِ‬
‫الدين ِعند ا ِ‬
‫الهدى والسالم‪ ،‬فقال تعالى‪ِ ﴿ :‬إن ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َ‬

‫ُ‬ ‫َ ُ َأ ُ َ ُ‬ ‫أ َأ أ ُ َُ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬


‫عز وجل ‪﴿ :-‬ال َي أو َم أك َملت لك أم ِدينك أم َوأت َم أمت َعل أيك أم ِن أع َم ِتي َو َر ِضيت‬
‫والنقصان‪ ،‬قال ‪َّ -‬‬ ‫الزيادة‬
‫ِ‬ ‫ساملة ِمن‬
‫أحكامه وعقا ِئده ِ‬
‫ُ‬
‫ً‬ ‫َُ ُ أ َ‬
‫اإل أسال َم ِدينا﴾ [املائدة‪.]3 :‬‬
‫لكم ِ‬
‫َّ أ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫السال ُم َعلى َم ِن ات َب َع ال ُه َدى﴾ [طه‪.]47 :‬‬ ‫سالمة في الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال ‪َّ -‬‬
‫عزوجل ‪﴿ :-‬و‬ ‫الدين ال‬
‫ِ‬ ‫باع هذا‬
‫في ِات ِ‬
‫َ‬ ‫َ أ َ َ َ‬ ‫الِل َي أد ُعو إ َلى َدار َّ َ َ َ‬
‫عز وجل ‪َ ﴿ :-‬و َّ ُ‬
‫دار السالم‪ ،‬قال ‪َّ -‬‬ ‫ُ‬
‫اط ُم أست ِق ٍيم﴾ [يونس‪:‬‬
‫السال ِم وي أه ِدي من يش ُاء ِإلى ِص َر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجنة ُ‬ ‫أهله‬ ‫ُ‬
‫ومنتهَى ِ‬
‫‪.]25‬‬
‫نس واطم ٌ‬
‫ئنان‪،‬‬ ‫وسعادة‪ُ ،‬وأ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ومجتمعه فعليه بدين اإلسالم؛ فعقائ ُده وشرائ ُعه ٌ‬
‫أمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫والسالم في نفسه وأهله ُ‬ ‫َ‬
‫األمن‬ ‫و َمن َ‬
‫أراد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُأ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ َ أ‬
‫ين َآمنوا َول أم َيل ِب ُسوا ِإ َيمان ُه أم ِبظل ٍم أول ِئ َك ل ُه ُم‬ ‫ُ‬
‫والسالم‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬ال ِذ‬ ‫ُ‬
‫األمن‬ ‫ُ‬
‫تحقيق اإلسالم في ُمجتمع َّ‬
‫عم ِفيه‬ ‫ٍ‬
‫وكلما َ‬
‫زاد‬
‫َ َ‬ ‫أَ‬
‫األ أم ُن َو ُه أم ُم أهت ُدون﴾ [األنعام‪.]82 :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فن ُف ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫معصومة؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم‬‫ُ‬ ‫وأعراضهم‬ ‫أهله وأموالهم‬
‫وس ِ‬ ‫الخلق ب ِع َّز ٍة وعل ٍو؛‬
‫ِ‬ ‫لجميع‬
‫ِ‬ ‫شام ٌل‬
‫الدين ِ‬‫ِ‬
‫ُ‬
‫وسالم هذا‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يشه ُدوا أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن ُم ً‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫فعلوا‬ ‫قيموا الصالة‪ُ ،‬ويؤتوا الزكاة‪ ،‬فإذا‬
‫حمدا رسو ُل هللا‪ُ ،‬وي ُ‬ ‫َ‬
‫الناس حتى َ‬ ‫‪« :-‬أ ِمرت أن أقا ِت َل‬
‫وأموالهم إال بحق اإلسالم‪ ،‬وح ُ‬ ‫َ‬ ‫عص ُموا مني َ‬ ‫ذلك َ‬
‫سابهم على هللا»؛ رواه البخاري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دماءهم‬ ‫ِِ‬

‫‪-3 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫عاه ًدا لم‬


‫َ َ‬
‫قت َل ُم َ‬ ‫ُ‬
‫معصومة؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬من‬ ‫الذمة والعهد واملُ َ‬
‫ستأم ِنين‬ ‫س أهل َّ‬ ‫ُ‬
‫فأنف ُ‬ ‫أمان‪،‬‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالم دين ٍ‬
‫َ َّ‬
‫َيرح را ِئحة الجنة»؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬
‫معص ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بحديدة فإن املال ِئكة‬
‫ٍ‬ ‫أخ ِيه‬
‫باإلشارة فقد توعده هللا؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬من أشار إلى ِ‬
‫ِ‬ ‫وما ولو‬ ‫ومن أخاف‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫وأم ِه»؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫ألب ِيه ِ‬
‫تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عيشها َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫امرأة َ‬
‫النارفي ِه َّرة"؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫وسالمها؛ "فدخلت‬ ‫وأمنها‬ ‫اإلسالم لها‬ ‫والدواب كف َل‬ ‫بل إن البها ِئ َم‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬
‫كلبا فغ ِف َرلها به"؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫"وبغ ٌّي سقت‬
‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫واملُ ُ‬
‫سلم ُ‬
‫مأم ٌ‬
‫سلمون ِمن لسا ِنه‬
‫سلم امل ِ‬
‫وفعله؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬املسلم من ِ‬
‫بقوله ِ‬
‫الخلق ِ‬
‫ِ‬ ‫السالم بين‬
‫ِ‬ ‫بنشر‬
‫ِ‬ ‫ور‬
‫ويده»؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫ِ‬
‫أ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ أ َ أ َ ُ َ أً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ودينهم‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬ومن أحسن قوال ِم َّمن دعا ِإلى ِ‬
‫الِل‬ ‫ونبيهم ِ‬ ‫بربهم ِ‬
‫الناس ِ‬
‫ِ‬ ‫للسالم هو الدعوة إلى هللا وتعريف‬ ‫ِ‬ ‫عمل‬
‫وأعظم ٍ‬
‫َ‬ ‫أُ‬ ‫َ َ َ َ ً َ َ َ َّ‬
‫ال ِإن ِني ِم َن امل أس ِل ِمين﴾ [فصلت‪.]33 :‬‬ ‫وع ِمل ص ِالحا وق‬
‫َ‬ ‫َ َ َ أ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقالب َل املس َيء باإلحسان‪ ،‬فقال‪َ ﴿ :‬و ِإذا خاط َب ُه ُم ال َج ِاهلون قالوا َسال ًما﴾ [الفرقان‪.]63 :‬‬ ‫الجاه َل‬
‫ِ‬ ‫وامت َد َح هللا َمن سال َم‬
‫َ ُ َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫ينال املسل ُم‬ ‫باألمان أال‬
‫ِ‬ ‫العهد‬
‫ِ‬ ‫السالمة ِمنه تعالى‪ ،‬مع‬
‫ِ‬ ‫وطلب‬
‫ِ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم‪،‬‬
‫كر ِ‬
‫السالم ِبذ ِ‬
‫ِ‬ ‫تحية‬ ‫ومن شعا ِئ ِر هذا الدين‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عليه ًّ‬
‫سلم‪.‬‬ ‫شرا أو أذى ِمن امل ِ‬
‫وإظهار شعارهم املُ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مي ِز لهم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ببعض‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بعضهم‬‫سلمين ِ‬ ‫جالب املودة‪ ،‬وفي إفشا ِئه ألفة امل ِ‬
‫ومفتاح اس ِت ِ‬‫ف ِ‬ ‫وهو أول ِخ ِ‬
‫صال التآل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫والطمأنينة َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بسبب اإلسالم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والتواص ِل‬ ‫التواض ِع‬ ‫ودليل‬ ‫بينهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األمن‬
‫بينهم‪ ،‬وإلقاء ِ‬
‫حس َدتكم على السالم والتأمين»؛ رواه ابن َ‬ ‫َ ُ‬
‫ماجه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫اليهود على ش ٍيء ما َ‬ ‫حس َدتكم‬ ‫قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬ما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫فسلم‬
‫خلق آدم‪« :‬فلما خلقه قال‪ :‬اذهب ِ‬ ‫وهي التحية التي ارتضاها هللا آلدم وذريته؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬عن أو ِل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ُ‬
‫السالم عليكم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫وتحية ذريض ِتك‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫تحيتك‬ ‫حيونك فإنها‬ ‫املالئكة ُجلوس‪ ،‬فاست ِمع ما ي‬
‫ِ‬ ‫على أول ِئك النفر ِمن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ورحمة هللا‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫فزادوه‪ :‬ورحمة هللا»؛ رواه البخاري‪.‬‬ ‫السالم عليك‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الناس باهلل َمن بدأهم بالسالم»؛ رواه أبو داود‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ى‬‫ول‬ ‫دء بها؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬إن أ‬ ‫ُ‬
‫ورغ َب اإلسالم في الب ِ‬

‫‪-4 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫بسبع‪َ ،‬‬
‫وذكر منها‪..« :‬‬ ‫الناس بإفشائها؛ قال البر ُاء بن عازب ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪َ :-‬أم َرنا رسو ُل هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُوأم َ‬
‫ر‬
‫ٍ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫إفشاء السالم»؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عبد هللا بن سالم ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪ :-‬ملا َق ِد َم ُّ‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬املدينة‪ِ ،‬جئت في‬ ‫وهو من وسائل نشر اإلسالم؛ قال ُ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫عرفت أن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الناس ألنظ َر إليه‪ ،‬فلما استبنت وجه رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪َ ،-‬‬
‫اب‪ ،‬وكان أول ش ٍيء‬
‫بوجه كذ ٍ‬
‫ِ‬ ‫وجهه ليس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بسالم»؛ رواه الترمذي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫والناس ِنيام‪ ،‬تدخلوا الجنة‬ ‫تكلم به أن قال‪« :‬يا أيها الناس! أفشوا السالم‪ ،‬وأط ِعموا الطعام‪ ،‬وصلوا‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫سلم"‪.‬‬
‫السالم إشاعته وإكثاره وأن يبذله لكل م ٍ‬
‫ِ‬ ‫"إفشاء‬ ‫النووي ‪ -‬رحمه هللا ‪:-‬‬ ‫قال‬
‫أحس َن منه‪ ،‬فقال‪َ ﴿ :‬وإ َذا ُحي ُيت أم ب َتح َّية َف َح ُّيوا ب َأ أح َس َن م أن َها َأ أو ُ ُّد َ‬
‫وها﴾ [النساء‪.]86 :‬‬ ‫وأم َرهللا برد السالم بمثله أو َ‬
‫َ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ ُ َ ُ ُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مفروضة"‪.‬‬ ‫كثير ‪ -‬رحمه هللا ‪" :-‬الزيادة َمندوبة واملماثلة‬
‫قال ابن ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫السالم من خير ِخصال اإلسالم وأفضل ُش َعبه؛ َ‬
‫سأل ُ‬ ‫ُ‬
‫أي اإلسالم خ ٌير؟ قال‪« :‬تط ِع ُم‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ُّ :-‬‬
‫رج ٌل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬
‫فت َ‬ ‫َ‬
‫السالم على َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫تعرف»؛ متفق عليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لم‬ ‫ن‬‫وم‬ ‫عر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫أ‬
‫الطعام‪ ،‬وتقر‬

‫إفشاء السالم"‪.‬‬ ‫أنواع‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬


‫ِ‬ ‫قال ابن رج ٍب ‪ -‬رحمه هللا ‪" :-‬هذا أفضل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫والتساه ِل في‬ ‫إهمالهما‬
‫ِ‬ ‫يحص ُل ِمن‬ ‫أهم وأكث ُر؛ ِملا‬ ‫الطعام‬
‫ِ‬ ‫وإطعام‬
‫ِ‬ ‫السالم‬
‫ِ‬ ‫إفشاء‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫النووي ‪ -‬رحمه هللا ‪" :-‬الحاجة إلى‬ ‫قال‬
‫أمرهما"‪.‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫السالم ُك ِت َبت له ُ‬
‫ُ‬
‫السالم عليكم‪،‬‬ ‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬فقال‪:‬‬ ‫ُ ٌ‬
‫حسنات إلى ثالثين حسنة؛ جاء رجل إلى ِ‬
‫ٍ‬ ‫عشر‬ ‫َ‬ ‫ومن َّأدى‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ورحمة هللا‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جاء ُ‬‫عشر»‪ ،‬ثم َ‬‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ٌ « :-‬‬ ‫َ‬
‫جل َ‬
‫س‪ ،‬فقال ُّ‬ ‫فرد عليه ال َ‬ ‫َّ‬
‫فرد‬ ‫السالم عليكم‬ ‫آخر فقال‪:‬‬ ‫سالم ثم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فجل َ‬ ‫ُ‬
‫وبركاته‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عشرون»‪ ،‬ثم جاء ُ‬
‫س‪ ،‬فقال‪ُ « :‬‬ ‫َ‬
‫فجل َ‬
‫س‪ ،‬فقال‪« :‬ثالثون»؛‬ ‫فرد عليه‬ ‫السالم عليكم ورحمة هللا‬ ‫آخر فقال‪:‬‬ ‫عليه‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬
‫حق املُسلم على املُسلم ِس ٌّت ‪َ ،»..‬‬
‫وذكر‬ ‫ورده من ُح ُقوق املُسلم على بعض؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ُّ « :-‬‬
‫وابتدا ُء السالم ُّ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫فسلم عليه»؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫ِمنها‪ ..« :‬إذا ِلقيته ِ‬

‫وعند البخاري‪ُّ « :‬رد السالم»‪.‬‬

‫‪-5 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫يبدأ به؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬ال يح ُّل ملُسلم أن ُ‬ ‫دواء املُتهاجرين‪ُ ،‬‬
‫ليال‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ثالث‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫فو‬ ‫أخاه‬ ‫ر‬‫يهج َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وخيرهما َمن‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬
‫السالم هو ُ‬
‫ُ‬ ‫ض هذا‪ُ ،‬‬ ‫ض هذا‪ُ ،‬ويعر ُ‬ ‫فيعر ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫وخيرهما الذي يبدأ بالسالم»؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يلت ِقيان ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يده؛ ال تدخلون الجنة‬ ‫نفس ي ب ِ‬
‫بالتحاب؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬والذي ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫الحال فيه إال‬ ‫يكم ُل اإليمان‪ ،‬وال يصل ُح‬
‫وال ُ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫حتى ُتؤم ُنوا‪ ،‬وال ُتؤم ُنوا حتى ُّ‬
‫السالم بينكم»؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫تحاببتم؟ أفشوا‬ ‫فعلت ُموه‬ ‫تحابوا‪َ ،‬أوال ُأدلكم على ش ٍيء إذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫يع ُّدون ذلك ِمن اإليمان‪.‬‬
‫الصحابة ‪ -‬رض ي هللا عنهم ‪ُ -‬‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫نفسك‪َ ،‬وب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ‬
‫السالم للعال ِم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ذل‬ ‫ياسر ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪" :-‬ثالث من جمعهن فقد جمع اإليمان‪ :‬اإلنصاف ِمن ِ‬
‫ٍ‬ ‫عمار بن‬ ‫قال‬
‫ُ‬
‫اإلقتار"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واإلنفاق ِمن‬
‫َ ً َ ً‬ ‫َ َّ ً أ أ َّ‬ ‫ُُ ُ‬
‫الِل ُم َب َاركة ط ِي َبة﴾ [النور‪.]61 :‬‬
‫السالم حلول الخيروالبركة‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬ت ِحية ِمن ِعن ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫والج ُل َ‬
‫إياكم ُ‬‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫جل َ‬ ‫ُّ‬
‫وس على الط ُرقات»‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما لنا‬ ‫س ِفيه؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬‬ ‫الطريق ملن‬
‫ِ‬ ‫حق‬
‫السالم ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫ورد‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫الطريق؟ قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫حقها»‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ُّ‬
‫حق‬ ‫س فأعطوا الطريق‬ ‫املجال َ‬
‫ِ‬ ‫نتحدث ِفيها‪ ،‬قال‪« :‬فإذا َأبيتم إال‬ ‫مجال ُسنا‬
‫ِ‬ ‫ُب ٌّد‪ ،‬إنما هي‬
‫ُ َ‬ ‫باملعروف‪ٌ ،‬‬ ‫ورد السالم‪ٌ ،‬‬ ‫األذى‪ُّ ،‬‬ ‫ُّ َ‬ ‫غض َ‬ ‫« ُّ‬
‫ونهي عن املنكر»؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وأمر‬ ‫البصر‪ ،‬وكف‬

‫الكثير‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والقليل على‬ ‫القاع ِد‪،‬‬ ‫واملاش ي على‬ ‫املاش ي‪،‬‬ ‫الصغيرعلى الكبير‪ُ َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والر ِاكب على ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلم‬
‫آدابه‪ :‬أن ي ِ‬
‫ومن ِ‬‫ِ‬

‫الحاجة لذلك‪.‬‬ ‫شرع َت ُ‬


‫كرارالسالم عند‬ ‫ُوي ُ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َّ َّ‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬إذا سلم سل َم ثالثا"؛ رواه البخاري‪.‬‬ ‫قال ٌ‬
‫أنس ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪" :-‬كان ُّ‬

‫َ‬
‫الشريع ِة‪.‬‬ ‫آداب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والسالم على الص َبيان ُس َّن ٌة‪ ،‬وفي ذلك ُس ُل ُ‬
‫ُ‬
‫وتدريبهم على ِ‬
‫ِ‬ ‫معهم‪،‬‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫الجا‬ ‫ين‬ ‫ول‬
‫ِ‬ ‫ع‪،‬‬‫التواض‬ ‫وك‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫َّ‬
‫يفعله"؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫فسل َم عليهم‪ ،‬وقال‪" :‬كان ُّ‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬ ‫مالك ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪ -‬على ِص َبي ٍان‬ ‫مر ُ‬
‫أنس بن ٍ‬ ‫َّ‬

‫ُ‬ ‫مشر ٌ‬ ‫ُّ‬


‫الط ُرقات‪ ،‬فهو ُ‬ ‫مشر ٌ‬ ‫َ‬
‫السالم ُ‬
‫والخروج ِمنها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫س عند دخ ِولها‬
‫املجال ِ‬
‫ِ‬ ‫وع في‬ ‫وع في‬ ‫وكما أن‬
‫ُ‬
‫األ َولى َ‬ ‫أراد أن ُيق َ‬
‫وم ُ‬ ‫أحد ُكم إلى املجلس ُ‬
‫فليسلم‪ ،‬فإذا َ‬ ‫قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬إذا انتهَى ُ‬
‫بأح َّق ِمن‬ ‫فليسلم؛ َ‬
‫فليس ِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اآلخرة»؛ رواه أبو داود‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ ٌ ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫النصارى بالسالم»؛ رواه‬ ‫اليهود وال‬ ‫تبدؤوا‬ ‫خاصة باملسلمين؛ قال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪« :-‬ال‬ ‫وتحية اإلسالم بالسالم‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪-6 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫عليكم ُ‬ ‫َّ‬
‫تاب فقولوا‪ :‬وعليكم»؛ متفق عليه‪.‬‬
‫الك ِ‬
‫أهل ِ‬ ‫«وإذا سلم‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫السالم‪.‬‬ ‫درما يتحق ُق‬
‫الصوت بالسالم بق ِ‬
‫ِ‬
‫ستحب ُ‬
‫رفع‬ ‫ُّ‬ ‫ُوي‬
‫ٌ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫قال ُ‬
‫طيبة"‪.‬‬ ‫أ‬
‫فأسمع؛ فإنها تحية ِمن عند هللا مباركة ِ‬
‫ِ‬ ‫ابن ُعمر‪ -‬رض ي هللا عنهما ‪" :-‬إذا سلمت‬
‫ً ُ ُ ً ُ ُ َ َ َ‬ ‫في ُ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اليقظان"؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫سمع‬ ‫"وكان ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬يدخ ُل ِمن الليل ِ‬
‫سلم تسليما ال يو ِقظ نا ِئما‪ ،‬وي ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كر‪.‬‬
‫موضع تحي ٍة ِوذ ٍ‬
‫قضاء الحاجة‪ ،‬فليس ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلنصات ِفيها‪ ،‬وكذلك حين‬
‫ِ‬ ‫ورده إال الخطبة؛ ُلوجود‬
‫السالم ِ‬
‫ِ‬ ‫وال يمن ُع ِمن‬
‫ََ‬ ‫أحو َج إلى ُّ‬
‫الدعاء َّ‬ ‫سن ذلك لألحياء واألموات‪ ،‬وليس ٌ‬
‫أحد َ‬ ‫عاء‪ ،‬ومن جمال اإلسالم وكماله أن َّ‬
‫ود ٌ‬ ‫والسالم ٌ‬
‫أمان ُ‬ ‫ُ‬
‫فارق‬ ‫ممن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‪.‬‬

‫ؤم ِنين»؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫دار َق ُ‬ ‫ُ‬


‫عليكم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫املقبرة يقو ُل‪« :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وم م ِ‬
‫ٍ‬ ‫السالم‬ ‫دي ِه ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬إذا أتى‬
‫وكان ِمن ه ِ‬
‫أَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وتحي ُة املُؤمنين من ربهم في اآلخرة‪ٌ :‬‬
‫عزوجل ‪﴿ :-‬ت ِح َّي ُت ُه أم َي أو َم َيلق أون ُه َسال ٌم﴾ [األحزاب‪.]44 :‬‬
‫سالم‪ ،‬قال ‪َّ -‬‬
‫ِ ِ‬
‫َّ‬

‫أ‬ ‫َ ُ أ َ ُ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫السال ِم ِعن َد َرِب ِه أم﴾ [األنعام‪:‬‬ ‫موت فيها وال أحزان‪ ،‬وال ُه َ‬
‫موم وال أسقام‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬لهم دار‬ ‫الجنة ُ‬
‫دار السالم‪ ،‬فال‬ ‫ومنزلهم‬
‫ِ‬
‫‪.]127‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال لهم‪ ﴿ :‬أاد ُخ ُل َ‬
‫ُوي ُ‬
‫وها ِب َسال ٍم ِآم ِنين﴾ [الحجر‪.]46 :‬‬

‫ين﴾ [الزمر‪.]73 :‬‬ ‫خزَن ُتها قائلين‪َ ﴿ :‬س َال ٌم َع َل أي ُك أم ط أب ُت أم َف أاد ُخ ُل َ‬


‫وها َخالد َ‬ ‫الجنة‪ ،‬ويستقب ُلهم َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫أبواب‬
‫ُ َّ‬
‫وتفت ُح لهم‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬

‫ين‬‫يما (‪ )25‬إ َّال ق ًيال َس َال ًما َس َال ًما﴾ [الواقعة‪َ ﴿ ،]26 ،25 :‬خالد َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫دخ ُلوها قال ‪ -‬سبحانه ‪َ ﴿ :-‬ال َي أس َم ُعو َن ِف َيها َل أغ ًوا َوَال َت أأ ِث ً‬‫َ‬
‫وإذا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ ٌ َ أ أ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ أ أ أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ أ َّ ُ ُ أ َ َ ٌ‬ ‫أ‬
‫ص َب أرت أم ف ِن أع َم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِفيها ِب ِإذ ِن رِب ِهم ت ِحيتهم ِفيها سالم﴾ [إبراهيم‪﴿ ،]23 :‬واملال ِئكة يدخلون علي ِهم ِمن ك ِل ب ٍ‬
‫اب (‪ )23‬سالم عليكم ِبما‬ ‫َ‬
‫ُع أق َبى َّ‬
‫الد ِار﴾ [الرعد‪.]24 ،23 :‬‬
‫َ َ ً‬ ‫َّ َ‬
‫وسالمه عليهم‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬سال ٌم ق أوال ِم أن َر ٍب‬
‫ِ‬ ‫نعيمهم بالنظر إلى ِربهم‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫وإذا تنعم أهل الجنة بما أنعم هللا عليهم فيها‪ ،‬فكمال ِ‬
‫َر ِح ٍيم﴾ [يس‪.]58 :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وبعد ‪ ..‬أيها املسلمون‪:‬‬

‫‪-7 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫أمر الدنيا واآلخرة‬
‫أحكامه اس ِتقامة ِ‬
‫ِ‬ ‫ومكان‪ ،‬وفي‬
‫ٍ‬ ‫زمان‬
‫لكل ٍ‬
‫صالح ِ‬‫تعال ِيم الحياة‪ِ ،‬‬
‫لجميع ِ‬
‫ِ‬ ‫شام ٌل‬
‫سالم ِ‬
‫فدين اإلسالم دين ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الرحمة بين الخلق‪َ ،‬ويهدي في كل أمر للتي هي َ‬
‫أقوم‪َ ،‬من َّ‬ ‫ُ‬ ‫البشرية‪ُ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫تمسك به فاز‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالسالم إلى اإلسالم‪ ،‬ويكف ُل‬
‫ِ‬ ‫يدعو‬ ‫وسعادة‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ونال ِرضا املولى‪.‬‬ ‫وعز‬
‫َّ َ َّ َ ُ‬
‫ات الش أيط ِان ِإن ُه لك أم َع ُد ٌّو ُم ِب ٌين﴾‬ ‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َآم ُنوا أاد ُخ ُلوا في أ َ َّ ً َ َ َ َّ ُ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫السل ِم كافة وال تت ِبعوا خطو ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫[البقرة‪.]208 :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫وأستغفر هللا لي‬ ‫والذكر العظيم‪ ،‬أقو ُل قو ِلي هذا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اآليات‬
‫ِ‬ ‫القرآن العظيم‪ ،‬ونف َعني هللا وإياكم بما فيه من‬
‫ِ‬ ‫بارك هللا لي ولكم في‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرحيم‪.‬‬ ‫الغفور‬ ‫فاستغفروه‪ ،‬إنه هو‬
‫ِ‬ ‫ذنب‪،‬‬
‫ولجميع املسلمين من كل ٍ‬
‫ِ‬ ‫ولكم‬

‫الخطبة الثانية‬
‫وأشهد َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫تعظ ً‬
‫يما لشأ ِنه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫توفيق ِه وام ِتنا ِنه‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ِ‬
‫ِ‬ ‫والشكر على‬ ‫هلل على إحسا ِنه‪،‬‬
‫الحمد ِ‬
‫تسليما ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫محمدا ُ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫مزيدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأصحابه‪ ،‬وسل َم‬
‫ِ‬ ‫آله‬
‫ِ‬ ‫وعلى‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫ه‪،‬‬‫ورسول‬ ‫عبده‬ ‫نبينا‬

‫ُّأيها املسلمون‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ورجاؤه‪ ،‬وكلما ز َاد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫العبد بذلك عظ َم إقباله‬ ‫ِ‬ ‫علم‬ ‫وتعظيمه وخشيته‬‫ُ‬ ‫محبة هللا‬ ‫وصفا ِته أشرف العلوم‪ ،‬وبه‬ ‫بأسماء هللا ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫العلم‬
‫أمره َ‬
‫ونهيه‪.‬‬ ‫على هللا‪ ،‬ولز َم َ‬
‫ِ‬
‫يل الدرجات العال َية في َّ‬ ‫ُ‬
‫وغاية السعادة َون ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ُ‬
‫السير إلى هللا‬ ‫ِ‬ ‫وصفا ِته‪،‬‬
‫أسماء هللا ِ‬
‫ِ‬ ‫اجعة إلى ُمقتض َيات‬‫أنواعها ر ِ‬
‫ِ‬ ‫والعبودية بجميع‬
‫ُ‬ ‫ُ ُّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬
‫خلقه‪.‬‬
‫آثارها ومقتضاها في ِ‬ ‫وصفا ِته‪ ،‬ويحب ظهور ِ‬ ‫الطريق‪ ،‬وهو ‪ -‬سبحانه ‪ -‬يحب أسماءه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن هذا‬

‫‪-8 -‬‬
‫ُ‬ ‫اسم هللا تعالى السالم ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 23‬محرم ‪ 1439‬هـ‬ ‫د‪ /‬عبد املحسن بن محمد القاسم‬ ‫ومقتضياته‬

‫ص ُّلو َن َع َلى ال َّنبي َيا َأ ُّي َها َّالذ َ‬


‫ين‬ ‫الِل َو َم َالئ َك َت ُه ُي َ‬ ‫ُ َ‬
‫حكم التنزيل‪﴿ :‬إ َّن َّ َ‬ ‫أن هللا َ‬ ‫اعلموا َّ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نبيه‪ ،‬فقال في م ِ‬
‫والسالم على ِ‬
‫ِ‬ ‫بالصالة‬
‫ِ‬ ‫أمركم‬ ‫ثم‬
‫يما﴾ [األحزاب‪.]56 :‬‬ ‫ص ُّلوا َع َل أي ِه َو َس ِل ُموا َت أس ِل ً‬
‫َآم ُنوا َ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫يعدلون‪ :‬أبي‬
‫بالحق وبه كانوا ِ‬
‫ِ‬ ‫الراشدين‪ ،‬الذين قضوا‬
‫ِ‬ ‫وارض اللهم عن خلفا ِئه‬ ‫محمد‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫نبينا‬
‫وبارك على ِ‬
‫وسلم ِ‬‫صل ِ‬
‫اللهم ِ‬
‫أكرم َ‬‫ودك وكرمك يا َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫األكرمين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الصحابة أجمعين‪ ،‬وعنا معهم بج ِ‬
‫ِ‬ ‫سائر‬
‫وعلي‪ ،‬وعن ِ‬
‫بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ٍ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ًّ‬ ‫َ ً‬ ‫َ ُ‬ ‫اإلسالم واملُسلمين‪َّ ِ ،‬‬
‫البلد آمنا ُمطمئنا رخ ًاء‪ ،‬وسا ِئ َر‬ ‫َ‬
‫واجعل اللهم هذا‬ ‫َ‬
‫أعداء الدين‪،‬‬ ‫ودمر‬
‫شركين‪ِ ،‬‬
‫وأذل الشرك وامل ِ‬
‫َ‬ ‫أع َّز‬
‫اللهم ِ‬
‫ُ‬
‫بالد املسلمين‪.‬‬
‫يارأمن ورخاء يا قو ُّي يا ُ‬
‫يارهم د َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫عزيز‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مكان‪ ،‬اللهم اجعل ِد َ ِ‬
‫أصلح أحوال املسلمين في كل ٍ‬
‫اللهم ِ‬
‫وانصرهم على العدو يا قو ُّي يا ُ‬
‫عزيز‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أقدامهم‪،‬‬ ‫وثبت‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫اللهم انصرجنودنا‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫جميع ُوالة أمور املسلمين َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شرعك يا ذا‬
‫وتحكيم ِ‬
‫ِ‬ ‫بكتابك‬
‫ِ‬ ‫للعم ِل‬ ‫ِ‬ ‫وفق إمامنا ُلهداك‪ ،‬واجعل عمله في ِرضاك‪ِ ،‬‬
‫ووفق‬ ‫اللهم ِ‬
‫الجالل واإلكرام‪.‬‬
‫ُّ أ َ َ َ َ ً َ أ َ َ َ َ ً َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ‬
‫اب الن ِار﴾ [البقرة‪.]201 :‬‬ ‫﴿ َرَّبنا آ ِتنا ِفي الدنيا حسنة و ِفي اآل ِخر ِة حسنة و ِقنا عذ‬
‫َ َّ َ َ َ أ َ َ أ ُ َ َ َ أ َ أ َ أ أ َ َ َ َ أ َ أ َ َ َ ُ َ‬
‫ون َّن م َن أال َخاسر َ‬
‫ين﴾ [األعراف‪.]23 :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ربنا ظلمنا أنفسنا و ِإن لم تغ ِفرلنا وترحمنا لنك‬

‫عباد هللا‪:‬‬
‫ُ ُ َ َّ ُ َ َ َّ َ‬ ‫أُأ َ أ أ‬ ‫أَ َ‬ ‫أ‬ ‫أُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ أ ُ ُ أ َ أ َ أ‬
‫اإل أح َس ِان َو ِإيت ِاء ِذي الق أرَبى َو َينهَى َع ِن الف أحش ِاء َواملنك ِر َوال َبغ ِي َي ِعظك أم ل َعلك أم تذك ُرون﴾ [النحل‪.]90 :‬‬
‫﴿ ِإن الِل يأمر ِبالعد ِل و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كرهللا أكبر‪ ،‬وهللا يعل ُم ما تصنعون‪.‬‬
‫ولذ ُ‬
‫عمه ِيزدكم‪ِ ،‬‬
‫فاذكروا هللا العظيم الجليل يذكركم‪ ،‬واشكروه على آال ِئه و ِن ِ‬

‫‪-9 -‬‬

You might also like