Professional Documents
Culture Documents
3
3
11
د /حشايشي عبد الوهاب محاضرات الميكانيكا الحيوية
األداء ،فمثال؛ هل الهدف هو :انطالق األداة أو الجسم إلى أقصى مسافة أفقية (مهارات الرمي والوثب
الطويل) أو الهدف هو :انطالق األداة أو الجسم إلى أقصى ارتفاع رأسي (الوثب العالي والقفز بالزانة) أو
يكون الهدف هو :التغلب على المقاومات (السباحة ،المصارعة ،الجودو) .وهكذا فإن استخدام الهدف
الميكانيكي األساسي كق اعدة لتصنيف المهارات ليس إال مجرد تحديد مبدئي يساعد في العديد من األمور
التي ترتبط باحتماالت التقييم بين مهارات الرياضات المختلفة.
تقييم برامج التعلم الحركي وفق السلوك الميكانيكي للجهاز الحركي(عضالت عظام)
ويمكن للمدرس والمدرب تقييم برامج األداء للتلميذ أو الالعب وفق مدى تطابق األداء مع السلوك
الميكانيكي للجهاز الحركي للجسم البشري .حيث أن فهم االساسيات المتعلقة بالنواحي التشريحية
والفسيولوجية والميكانيكية لحركة الجسم تساعد في تعلم وتعليم المهارات الرياضية وتحسين األداء ،وفي تقييم
النتائج (صريح.)168 ،148 ،2010 ،
فمن ناحية ،أن فهم المبادئ البيوميكانيكية تساعد عند أداء المهارة بتقليد أسلوب خاص بالعب
معين على تقييم األداء وادراك المشاكل المترتبة على ذلك؛ حيث ان الخصائص البدنية ليست متماثلة بين
األفراد (كالقوة ،والسرعة ،والمرونة ).. ،وكذلك القياسات األنتروبومترية لكل فرد ،إضافة إلى تفرد كل
شخص بصفات نفسية تخصه ،مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية.
ومن ناحية أخرى ،أن نظام الحركة بالجسم البشري يعمل بنظام الروافع؛ حيث أن جميع حركات
الجسم هي حركات زاوية تتعلق بعزوم العضالت التي تسبب هذه الحركات ،وهذا األمر يتطلب فهم العمل
على مستوى العضالت سواء القابضة أو الباسطة ،وواجب كل عضلة على كل مفصل بالعضو من اجل
تعزيز العمل فيها ضمن واجباتها الحركية الخاصة بنوع المهارة المنجزة ،ففهم هذا النظام من طرف المعلم
أو المدرب أو حتى التلميذ أو الالعب سوف يساعد على تطوير األداء الحركي وتقييم النتائج بطريقة أفضل.
إن معرفة حركة المفاصل ومدى مرونتها واتجاه حركتها الزاوية ،والعضالت المرتبطة بها ،والمجاميع
العضلية المشتركة في الواجب الحركي ،مفيد جدا في اقتصاد الوقت والجهد عند التعلم أو التدريب ،وهذه
الخاصية تمكن من تقييم أفضل لألداء ،فمثال لتقييم المسافة المناسبة التي ينبغي على العب كرة اليد
تحقيقها الكتساب التسارع عند أداء مهارة التصويب البعيد؛ ينبغي تحديد ودراسة العالقة بين ما يتحقق من
سرعة نتيجة القوة العضلية في المجاميع العضلية العاملة ،ومرونة المفاصل فيها وامتدادها بالذراع الرامية،
فهي التي تؤثر في اتجاه السرعة وطول مسافة التسارع؛ حيث أن مسار الكرة يتأثر بعمل العضالت المرتبطة
12
د /حشايشي عبد الوهاب محاضرات الميكانيكا الحيوية
بالواجب الحركي (الرمي) ،وشغلها الميكانيكي ،والذي له عالقة بتحقيق مسار تسارع عالي للذراع الرامية،
مما يسبب مسار حركة خطي للكرة وبأقصى زخم.
وعليه فتحقيق األداء وفق الشروط الميكانيكية المطلوبة وتقييمه ،يمكن من خالل معرفة عمل هذا
النظام الميكانيكي بالجسم البشري ،من أجل تبسيط األداء المهاري ،وتعزيز الجوانب البدنية الالزمة له.
تقييم برامج التعلم الحركي وفق القوانين الميكانيكية الخاصة بالجسم البشري
كما يمكن للمدرس والمدرب تقييم برامج األداء للتلميذ أو الرياضي وفق المبادئ والقوانين
الميكانيكية الخاصة باألداء الحركي للجسم البشري .ويتعلق األمر هنا بتطبيق قوانين نيوتن في الحركة
الخطية والزاوية على مختلف المهارات الرياضية (صريح.)162 ،148 ،2010 ،
ان حركة الجسم البشري هي نتاج قوى داخلية وخارجية ،ولها قوانينها ومبادئها التي تحكمها،
فالمدرس أو المدرب يمكنه من تقييم األداء للتلميذ أو الالعب من خالل تقييم وحساب القوى المؤثرة على
العضو الذي يتم من خالله الواجب الحركي ،أو الجسم ككل من الناحية الكينيتكية ،كما يمكن تقييم صفات
الحركة بالواجب الحركي من زخم وسرعة وتسارع باألداء الحركي من جهة كينيماتيكية ،وهذه األخيرة مترتبة
في خصائصها على القوى المؤثرة بالجسم أو العضو المنهمك في الواجب الحركي؛ أي أنها تؤثر على
الزخم الذي قد يكون بين أجزاء الجسم ،أو بين الجسم واألرض مثال .والذي يتولد عنه انتقال للزخم من
خطي إلى زاوي أو العكس ،وعليه ينبغي معرفة هذه العالقات عند تقييم األداء الحركي للتلميذ أو الالعب.
إن مبدأ نقل الزخم يمكن أن يكون مبدأ تعليمي ،حيث أن التحكم بأنصاف أقطار أجزاء الجسم يمكن
أن يسبب زيادة الزخم الزاوي أو نقصانه وفقا لألداء .فمثال عمل الجذع يكون جد مهم في حركة الرمي
النهائية لالعب رمي الرمح ،أو المالكم عند تسديد قبضة للخصم ،أو للرباع عند التحضير لرفع األثقال...؛
حيث أن الجذع يشكل %50تقريبا من كتلة الجسم ،الزخم الزاوي الناتج عن حركته الزاوية يكون كبير جدا
إذا ما قورن بزخم األجزاء األخرى.
فمعرفة القوانين المرتبطة بنوع األداء الحركي في المهارات الرياضية سواء المتعلقة بالناحية الشكلية
للحركة (الكينكاتيكا) ،أو المتعلقة بأسباب الحركة (الكينيتيكا) يمكن من فهم الواجب الحركي لتنفيذه على
أكمل وجه ،ومن ناحية أخرى يساهم في تقييم وتحليل أوجه النقص أو الخلل في األداء الحركي للتلميذ أو
الالعب ومن ثم تداركه وتصحيحه مستفيدين من مبدأ االقتصاد في الجهد والوقت.
وسوف نستعرض في المحور التالي دراسة قوانين حركة الجسم البشري من الناحية الكينيماتيكية.
13