You are on page 1of 16

‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫شبكة األلوكة ‪ /‬آفاق الشريعة ‪ /‬دراسات شرعية ‪ /‬فقه وأصوله‬

‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬


‫ناصر إسماعيل بورورو‬

‫مقاالت متعلقة‬

‫تاريخ اإلضافة‪ 28/3/2012 :‬ميالدي ‪ 5/5/1433 -‬هجري‬

‫الزيارات‪191168 :‬‬

‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬


‫(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب األلوكة الثانية)‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فإن الشريعة اإلسالمية منهج حياة لألفراد والمجتمعات‪ ،‬مهما اختلفت أعصارهم وأمصارهم‪ ،‬فقد جاءت بمبادئ عقدية‪ ،‬وتشريعات مدنية‪ ،‬ولم‬
‫تترك مجاال من مجاالت الحياة إال وتناولته بالتقنين والتنظيم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وإن من أهم مجاالت الحياة التي أحكمت الشريعة تنظيمها مجال التعامالت االقتصادية‪ ،‬وهو من أخطر المجاالت في حياة األفراد والمجتمعات‪.‬‬
‫وقد اختلفت فيه رؤى الفالسفة والمفكرين خاصة في العصر الحديث‪ ،‬فنتج عن ذلك االختالف بروز مذهبين بل معسكرين هما‪ :‬الرأسمالية‬
‫واالشتراكية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ومن أهم محددات النظام االقتصادي وعناصره قضية التسعير‪ ،‬وهي قضية عالجتها الشريعة اإلسالمية في نصوصها العامة والخاصة‪،‬‬
‫واختلفت بشأنها الرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬والسؤال الذي يطرح نفسه هنا‪:‬‬

‫ما هي نظرة اإلسالم إلى قضية التسعير؟ وما هي نظرة األنظمة الرأسمالية واالشتراكية إلى هذه القضية؟‬

‫‪ ‬‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية قسم الباحث الموضوع إلى خمسة مباحث‪ ،‬وكل مبحث إلى عدد من المطالب حسبما يقتضيه كل مبحث‪ ،‬فجاءت‬
‫خطة البحث كاآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التسعير وصوره‪ ،‬تطرق فيه إلى تعريف التسعير لغة واصطالحا‪ ،‬وبيان صور التسعير وحاالته‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫أما المباحث الثاني والثالث والرابع فتطرق فيها الباحث إلى ثالث حاالت من حاالت التسعير‪ ،‬وبين اختالف الفقهاء في كل منها‪ ،‬وبين األحكام‬
‫والضوابط التفصيلية التي ذكرها الفقهاء لكل منها‪ ،‬وهذه الحاالت هي‪ :‬التسعير ابتداء‪ ،‬البيع بأقل من سعر السوق أو أكثر‪ ،‬التسعير على‬
‫المحتكر‪.‬‬

‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪1/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫أما المبحث الخامس فقد خصص لنظرة األنظمة الرأسمالية واالشتراكية إلى التسعير‪ ،‬وكيفية تعاملها معه‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وفي األخير أرجو هللا تعالى أن يجعل هذا البحث عمال متقبال‪ ،‬ويثيبني عليه ثواب طلب العلم‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬والحمد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التسعير وصوره‪:‬‬

‫يهدف هذا المبحث إلى توضيح مفهوم التسعير‪ ،‬وذلك ببيان تعريفه في اللغة واالصطالح‪ ،‬ومن ثم ذكر أركان التسعير وصوره‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التسعير لغة‪:‬‬

‫مادة (سعر) لها في قواميس اللغة معان كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬التسعير‪ :‬تقدير السعر‪ ،‬والسعر هو ما يقوم عليه الثمن أو هو واحد أسعار الطعام‪ ،‬وجمعه‪ :‬أسعار‪ ،‬وسّعروا وأسعروا‪ :‬اتفقوا على السعر‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬سَع ر‪ ،‬يسَع ر‪ ،‬سعرا‪ ،‬وأسعر وسّعر النار‪ :‬أوقدها أو هيجها‪ ،‬والسعير والساعورة‪ :‬النار‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وِإَذ ا اْلَجِح يُم ُسِّع َر ْت ﴾ [التكوير‪،]12 :‬‬
‫وقال‪َ ﴿ :‬و َكَفى ِبَجَهَّنَم َسِع يًرا ﴾ [النساء‪.]55:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬سَع رت الحرب‪ :‬هيجتها وألهبتها‪ ،‬ورجل ِم سعر‪ :‬تحمى به الحرب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬سَع رت الناقة فهي َس عور أو مسعورة‪ :‬كأن بها جنونا من سرعتها‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إَّنا ِإًذ ا َلِفي َض اَل ٍل َو ُسُع ٍر ﴾ [القمر‪.]24 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪َ -5‬سَع رت اليوم في حاجتي‪ :‬طفت‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -6‬الُّسْعرة‪ :‬لون يضرب إلى السواد‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪َ -7‬سَع ر القوم شرا وأسعرهم وسّعرهم‪ :‬عمهم به[‪.]1‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريفه عند الفقهاء‪:‬‬

‫اختلف الفقهاء في تعريف التسعير‪ ،‬وهذه بعض تعريفاتهم‪:‬‬

‫أ‪ -‬عرفه البهوتي قائال‪" :‬وهو أن يسعر اإلمام أو نائبه على الناس سعرا ويجبرهم على التبايع به"[‪.]2‬‬

‫‪ ‬‬

‫ب‪ -‬ابن عرفة المالكي‪" :‬حد التسعير تحديد حاكم السوق لبائع المأكول فيه قدرا للمبيع المعلوم بدرهم معلوم"[‪.]3‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪2/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫ت‪ -‬ابن قدامة‪" :‬هو أن يقدر السلطان أو نائبه سعرا للناس ويجبرهم على التبايع بما قدره"[‪.]4‬‬

‫‪ ‬‬

‫ث‪ -‬الشوكاني‪" :‬هو أن يأمر السلطان –أو نوابه أو كل من ولي من أمور المسلمين أمرا‪ -‬أهل السوق أن ال يبيعوا أمتعتهم إال بسعر كذا‪ ،‬فيمنعوا‬
‫من الزيادة عليه أو النقصان‪ ،‬لمصلحة"[‪.]5‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ -‬الدريني‪" :‬هو أن يصدر موظف عام مختص بالوجه الشرعي أمرا بأن تباع السلع أو تبذل األعمال أو المنافع التي تفيض عن حاجة أربابها‬
‫وهي محتبسة أو مغالى في ثمنها أو أجرها على غير الوجه المعتاد والناس أو الحيوان أو الدولة في حاجة ماسة إليها‪ ،‬بثمن أو أجر معين عادل‬
‫بمشورة أهل الخبرة"[‪.]6‬‬

‫‪ ‬‬

‫يمكن أن نستنتج من هذه التعاريف أركان التسعير وضوابطه كالتالي‪:‬‬

‫• المسِّعر‪ :‬وهو الحاكم أو نائبه أو أي موظف يوكل إليه الحاكم مهمة التسعير‪ ،‬وأضاف الدريني قيدا هاما هو استشارة أهل الخبرة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• المسعر عليهم‪ :‬وهم أهل السوق فقط أو عامة الناس‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• المبيع المسعر‪ :‬حصره ابن عرفة بالمأكول‪ ،‬وهو يشمل األمتعة كلها عند الشوكاني‪ ،‬بل األعمال والمنافع أيضا عند الدريني‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• شروط التسعير‪ :‬انفرد الدريني بذكر شروط التسعير بأن تكون السلع أو المنافع أو األعمال مما اشتدت حاجة الناس أو الحيوان أو الدولة إليها‪،‬‬
‫واحتبسها أهلها مع عدم احتياجهم إليها‪ .‬وكأن التسعير عنده ال يكون إال في حالة االحتكار مع أن الفقهاء ذكروا للتسعير وجوها عديدة سيأتي‬
‫ذكرها‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وقد ذكر الفقهاء تفاصيل أخرى تتعلق بأركان التسعير‪ ،‬سنتعرض لها في المباحث المقبلة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صور التسعير‪:‬‬

‫إن المتتبع لكتب الفقهاء في هذه المسألة ليجد أنهم ذكروا للتسعير صورا عديدة‪ ،‬وقد يختلف الحكم باختالف الصورة‪ ،‬وهذه الصور تتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التسعير ابتداًء أي من دون سبب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬التسعير على من باع أقل من سعر السوق أو أكثر‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬التسعير على المحتكر أو بيع المنافع أو السلع التي يحتاجها الناس بثمن المثل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬التسعير في وقت الغالء‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -5‬حصر البيع والشراء على جهة معينة‪.‬‬


‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪3/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫وسنذكر أحكام الصور الثالثة األولى في المباحث المقبلة؛ ألنها الحاالت الكبرى التي ترسم معالم الموضوع ورأي الفقهاء فيه‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التسعير ابتداء وأحكامه‪:‬‬

‫تبين في المبحث السابق أن التسعير هو أن يحدد الحاكم للناس سعرا ويجبرهم على التبايع به‪ ،‬وتبين كذلك أن للتسعير صورا عدة‪ ،‬وفي هذا‬
‫المبحث سنتناول بالدراسة الصورة األولى‪ ،‬وهي التسعير ابتداء ومن دون سبب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اختالف الفقهاء في حكمه‪:‬‬

‫اتفق العلماء على منع التسعير إذا كان فيه ضرر للباعة بأن يؤمروا بالبيع بمثل ما اشتروا أو أقل‪ ،‬أما إذا حد ألهل السوق سعر ال يتجاوزونه‬
‫فاختلفوا فيه‪:‬‬

‫‪ -1‬المنع‪ :‬ذهب إليه ابن عمر وسالم بن عبد هللا والقاسم بن محمد[‪ ،]7‬وبه قال الحنابلة[‪ ]8‬ومتقدمو الزيدية[‪ ]9‬ومالك في رواية ابن‬
‫القاسم[‪ ،]10‬حيث يقول‪" :‬وأما أن يقول للناس يعني‪ :‬ال تبيعوا إال بسعر كذا فليس بالصواب"[‪ ]11‬وكذلك الشافعية‪ ،‬يقول زكريا األنصاري‪:‬‬
‫"ويحرم التسعير‪...‬ولو في وقت الغالء"[‪.]12‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-2‬الكراهة‪ :‬وهو مذهب الحنفية‪ ،‬يقول ابن عابدين‪" :‬قوله‪ :‬وال يسعر حاكم‪ ،‬أي يكره كما في الملتقى وغيره"[‪.]13‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-3‬الجواز‪ :‬وبه قال ابن المسيب‪ ،‬وربيعة بن عبد الرحمن‪ ،‬ويحي بن سعيد األنصاري‪  ،‬ومالك في رواية أشهب[‪ ]14‬وذهب جماعة من متأخري‬
‫الزيدية إلى جوازه فيما عدا قوت اآلدمي والبهيمة[‪.]15‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدلة الفريقين‪:‬‬

‫استدل المانعون بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إاَّل َأْن َتُك وَن ِتَج اَر ًة َع ْن َتَر اٍض ِم ْنُك ْم ﴾ [النساء‪ ،]29:‬وإلزام البائع بالتسعير مناف لهذه اآلية‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪َ -2‬ع ْن َأَنٍس قال‪َ" :‬قاَل الَّناُس ‪َ :‬يا َر ُسوَل ِهَّللا َغاَل الِّسْعُر َفَس ِّعْر َلَنا"‪َ ،‬فَقاَل َر ُسوُل ِهَّللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ِ« :-‬إَّن َهَّللا ُهَو اْلُمَس ِّعُر اْلَقاِبُض اْلَباِس ُط‬
‫الَّراِزُق‪َ ،‬وِإِّني َأَلْر ُجو َأْن َأْلَقى َهَّللا َو َلْيَس َأَح ٌد ِم ْنُك ْم ُيَطاِلُبِني ِبَم ْظَلَم ٍة ِفي َد ٍم َو اَل َم اٍل »[‪.]16‬‬

‫وَع ْن َأِبي ُهَر ْيَر َة‪َ" :‬أَّن َر ُج اًل َج اَء َفَقاَل ‪َ :‬يا َر ُسوَل ِهَّللا َس ِّعْر ‪َ ،‬فَقاَل ‪َ :‬بْل َأْد ُعو‪ُ ،‬ثَّم َج اَءُه َر ُجٌل َفَقاَل ‪َ :‬يا َر ُسوَل ِهَّللا َس ِّعْر ‪َ ،‬فَقاَل ‪َ :‬بل ُهَّللا َيْخ ِفُض َو َيْر َفُع‪،‬‬
‫َوِإِّني َأَلْر ُجو َأْن َأْلَقى َهَّللا َو َلْيَس َأِلَحٍد ِع ْنِد ي َم ْظَلَم ٌة"[‪.]17‬‬

‫‪ ‬‬

‫ووجه الداللة من الحديث واضحة‪ ،‬فقد أبى ‪-‬عليه السالم‪ -‬أن يسعر رغم إلحاح الطلب عليه‪ ،‬بل واعتبره مظلمة‪ ،‬والظلم حرام‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪« :‬ال يحل مال امرئ إال بطيب من نفسه» والتسعير على البائعين إجبار لهم على البيع بما ال‬
‫تطيب به أنفسهم؛ فال يجوز‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬أن الملكية تقتضي حرية التصرف وإجبار الناس على البيع بثمن ما ينافي هذه الحرية‪.‬‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪4/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫‪َ" -5‬أَّن الَّناَس ُمَس َّلُطوَن َع َلى َأْم َو اِلِهْم ‪َ ،‬و الَّتْس ِع يُر َح ْج ٌر َع َلْيِهْم ‪َ ،‬و اِإْل َم اُم َم ْأُم وٌر ِبِرَعاَيِة َم ْص َلَحِة اْلُم ْس ِلِم يَن ‪َ ،‬و َلْيَس َنَظُر ُه ِفي َم ْص َلَحِة اْلُم ْش َتِري‬
‫ِبُر ْخ ِص الَّثَمِن َأْو َلى ِم ْن َنَظِرِه ِفي َم ْص َلَحِة اْلَباِئِع ِبَتْو ِفيِر الَّثَمِن ‪َ ،‬وِإَذ ا َتَقاَبَل اَأْلْمَر اِن َو َجَب َتْمِكيُن اْلَفِريَقْيِن ِم ْن ااِل ْج ِتَهاِد َأِلْنُفِس ِهْم "[‪.]18‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -6‬التسعير يؤدي إلى الغالء‪ ،‬ألن الجالبين ال يعرضون سلعتهم في مكان يجبرون فيه على بيعها بثمن ال يرضونه‪ ،‬وكذا أهل السوق فإنهم‬
‫يكتمون ما عندهم بسبب ذلك‪ ،‬فتقل السلع ويرتفع ثمنها‪ ،‬ويتضرر البائع والمشتري[‪.]19‬‬

‫‪ ‬‬

‫ورد المجوزون على هذا االستدالل بأن اإلمام ال يجبر أحدا على البيع بل يمنع البيع بغير الثمن المحدد رعاية لمصلحة البائع والمشتري‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫واستدل المجوزون بالمصلحة التي تقتضي التدخل لمنع الباعة من إغالء السعر على الناس فذلك إضرار بهم‪ ،‬فالتسعير مصلحة للطرفين البائع‬
‫والمشتري‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األحكام التفصيلية‪:‬‬

‫ذكر الفقهاء لهذه الصورة ضوابط وأحكاما تفصيلية أخرى توضح الصورة وتدقق الحكم‪ ،‬هذه األحكام هي‪:‬‬

‫‪ -1‬كيفية التسعير‪:‬‬

‫يرى ابن حبيب أن على اإلمام أن يجمع وجوه أهل السوق‪ ،‬ويحضر غيرهم معهم ليطمئن إلى صدقهم‪ ،‬فيسألهم بكم يشترون وبكم يبيعون‪،‬‬
‫فيفاوضهم على سعر يرضونه ويكون في صالح المشترين‪ ،‬وال يجبرهم على سعر ال يرضونه؛ ألنه إن فعل أخفوا أقواتهم وارتفعت األسعار‬
‫فيضر بالناس من حيث أراد رعاية مصلحتهم[‪.]20‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬من يسَّعر عليهم‪:‬‬

‫ذهب المجوزون إلى أن التسعير يكون على أهل السوق‪ ،‬أما الجالبون فهم على نوعين‪:‬‬

‫• جالب القمح والشعير اللذان هما أصل األقوات‪ :‬فهذا ال يسعر عليه برضاه وال بغير رضاه كما قال ابن حبيب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• جالب المؤن األخرى كالزيت والسمن واللحم والبقل والفواكه وما أشبه ذلك؛ فهذا كذلك ال يسعر عليه؛ لكن إذا استقر أمر السوق على سعر‬
‫أمر أن يلحق به أو يخرج من السوق[‪.]21‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬السلع المسّعرة‪:‬‬

‫ال يقع التسعير على القطن والبز‪ ،‬وال على ما ال يكال وال يوزن؛ لعدم التماثل فيه‪ ،‬قاله ابن حبيب[‪.]22‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬حكم المخالف‪:‬‬

‫رغم أن الشافعية منعوا التسعير‪ ،‬إال أنهم جوزوا لإلمام –إذا سعر‪ -‬أن يعزر المخالف؛ لما فيه من مجاهرة اإلمام بالمخالفة‪ ،‬واختلفوا هل الحكم‬
‫مفرع على جواز التسعير أو تحريمه[‪.]23‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -5‬حكم البيع بغير الثمن المسعر‪:‬‬

‫أل‬ ‫أ‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫أل‬ ‫أ‬ ‫‪5/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫لو سعر اإلمام وباع أحد بغير ما سعر‪ ،‬فإن البيع ينفذ‪ ،‬ألنه "لم يعهد الحجر على الشخص في ملكه أن يبيع بثمن معين‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يصح ألنه‬
‫صار محجورا عليه لنوع مصلحة كما يحجر على المبذر"[‪.]24‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -6‬حكم البيع والشراء بالثمن المسعر‪:‬‬

‫كره اإلمام أحمد البيع والشراء من مكان ألزم الناس بالبيع والشراء فيه‪ ،‬إال إن اشترى ممن اشترى ممن ألزم بالبيع‪ ،‬أما إن هدد المشتري البائع‬
‫المخالف للتسعير حرم عليه الشراء ألن الوعيد إكراه[‪.]25‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬البيع بأقل من سعر السوق أو أكثر‪:‬‬

‫إذا كان أهل السوق يبيعون السلعة بثمانية مثال‪ ،‬فأراد أحدهم أن يبيع بعشرة أو ستة‪ ،‬فهل له ذلك؟ أم أنه يؤمر بالبيع بثمانية أو القيام من السوق؟‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مذهب المجوزين وأدلتهم‪:‬‬

‫ذهب اإلمام مالك إلى التسعير في هذه الصورة‪ ،‬حيث يقول‪" :‬لو أن رجال أراد إفساد السوق فحط عن سعر الناس لرأيت أن يقال له‪ :‬إما لحقت‬
‫بسعر الناس وإما رفعت"[‪.]26‬‬

‫‪ ‬‬

‫هذا عن البيع أقل من سعر السوق فماذا عن الزيادة؟‬

‫اختلف أصحاب مالك في قوله‪" :‬من َح َّط" ففسره البغداديون باإلنقاص‪ ،‬وفسره بعض البصريين بالزيادة‪ ،‬ورجح ابن القصار المالكي أنه‬
‫يشملهما معا ألن المصلحة التي اقتضت منع اإلنقاص وهي منع الشغب والخصومة موجودة كذلك في الزيادة[‪.]27‬‬

‫‪ ‬‬

‫وللبغداديين أن يستدلوا بما رواه ابن مزين عن عيسى بن دينار أن معنى أثر عمر بن الخطاب مع حاطب بن أبي بلتعة أن هذا األخير كان يبيع‬
‫دون سعر الناس فأمره عمر أن يبيع بسعر الناس أو يخرج من السوق[‪.]28‬‬

‫‪ ‬‬

‫والسعر المرجع في المسألة هو سعر جمهور أهل السوق وأغلبهم "فإن زاد في السعر واحد أو عدد يسير لم يؤمر الباقي باللحاق بسعره أو‬
‫االمتناع من البيع"[‪.]29‬‬

‫‪ ‬‬

‫دليل مذهب مالك ما رواه في موطئه َع ْن َسِع يِد ْبِن اْلُمَس َّيِب َأَّن ُع َم َر ْبَن اْلَخ َّطاِب َم َّر ِبَح اِط ِب ْبِن َأِبي َبْلَتَع َة َو ُهَو َيِبيُع َز ِبيًبا َلُه ِبالُّسوِق َفَقاَل َلُه ُع َم ُر‬
‫ْبُن اْلَخ َّطاِب‪ِ" :‬إَّم ا َأْن َتِزيَد ِفي الِّسْع ِر َوِإَّم ا َأْن ُتْر َفَع ِم ْن ُسوِقَنا"[‪.]30‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مذهب المانعين وأدلتهم‪:‬‬

‫ذهب الحنابلة[‪ ]31‬والشافعية وابن حزم[‪ ]32‬إلى منع التسعير في هذه الصورة‪ ،‬واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬األصل في المالك حرية التصرف وفي المعاوضة الرضا‪ ،‬قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إاَّل َأْن َتُك وَن ِتَج اَر ًة َع ْن َتَر اٍض ِم ْنُك ْم ﴾ [النساء‪ ،]29:‬وقال تعالى‪﴿ :‬‬
‫َو َأَح َّل ُهَّللا اْلَبْيَع ﴾ [البقرة‪.]275:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬روى الشافعي عن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب مر بحاطب بن أبى بلتعة بسوق المصلى وبين يديه غرارتان فيهما زبيب فسأله عن‬
‫سعرهما‪ ،‬فسعر له مدين بدرهم‪ ،‬فقال عمر‪" :‬لقد حدثت بعير مقبلة من الطائف تحمل زبيبا‪ ،‬وهم يعتبرون سعرك؛ فإما أن ترفع في السعر‪ ،‬وإما‬
‫أن تدخل زبيبك البيت فتبيعه كيف شئت"‪ .‬فلما رجع عمر حاسب نفسه ثم أتى حاطبا في داره‪ ،‬فقال له‪" :‬إن الذي قلت لك ليس بعزيمة منى وال‬
‫قضاء؛ إنما هو شيء أردت به الخير ألهل البلد‪ ،‬فحيث شئت فبع‪ ،‬وكيف شئت فبع"[‪.]33‬‬

‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪6/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬هذا قول صحابي وال حجة في أحد دون رسول هللا[‪.]34‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬األثر المروي في الموطأ ال يصح؛ ألن سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر بن الخطاب إال نعيه النعمان بن مقرن[‪.]35‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -5‬لو صح األثر لكان معنى قول عمر‪" :‬إما أن تزيد في السعر" أي‪ :‬أن تبيع من المكاييل أكثر مما تبيع بهذا الثمن‪ ،‬بدليل رواية ابن حزم[‪.]36‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -6‬روى ابن حزم من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال‪" :‬وجد عمر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬حاطب بن أبى بلتعة يبيع‬
‫الزبيب بالمدينة فقال‪ :‬كيف تبيع يا حاطب؟ فقال مدين؛ فقال عمر‪ :‬تبتاعون بأبوابنا وأفنيتنا وأسواقنا‪ ،‬تقطعون في رقابنا‪ ،‬ثم تبيعون كيف شئتم؟‬
‫بع صاعا وإال فال تبع في أسواقنا‪ ،‬وإال فسيبوا في األرض ثم اجلبوا ثم بيعوا كيف شئتم"[‪.]37‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -7‬أن الناس أحرار في أموالهم ال ينبغي إكراههم على بيعها بثمن ما إال في وجوه ليس منها هذه الصورة[‪.]38‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -8‬ال ضرر في عدم التسعير في هذه الصورة؛ ألن ألهل السوق أن يرخصوا كما فعل صاحبهم‪ ،‬وإال فكما ال يجبر أهل السوق على اإلنقاص‪،‬‬
‫ال يجبر المرخص على اإلغالء‪ ،‬فكلهم في حرية التصرف سواء‪ .‬بل الضرر يتحقق حالة التسعير بأن يمنع الناس من شراء السلعة بثمن‬
‫أرخص[‪.]39‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األحكام التفصيلية‪:‬‬

‫ضبط الفقهاء هذه الصورة بأحكام تفصيلية هي‪:‬‬

‫‪ -1‬من يسَّعر عليهم من البائعين؟‪:‬‬

‫يمكن تقسيم البائعين إلى نوعين هما‪ :‬أهل السوق والجالبون‪.‬‬

‫فأما أهل السوق فاتفق القائلون بالتسعير في هذه الصورة على انطباق الحكم عليهم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وأما الجالبون فال يمنعون من البيع بأقل من سعر السوق‪ ،‬كما في كتاب محمد‪ ،‬وذهب ابن حبيب إلى أن لهم حكم أهل السوق؛ فيمنعون من‬
‫الحط عن سعر السوق؛ إال في القمح والشعير فال يمنعون؛ لكن يكون لهم في أنفسهم حكم السوق؛ إن أرخص بعض الجالبين عن غيرهم تركوا‬
‫إن قل من حط السعر‪ ،‬وإن كثر المرخصون خير الباقون بين الحط من السعر أو الخروج من السوق[‪.]40‬‬

‫‪ ‬‬

‫ووجه ما في كتاب محمد أن أهل البلد محتاجون إلى ما يأتي به الجالب من الميرة التي ال تتوفر في البلد‪ ،‬فال بد من التساهل معه‪ ،‬لئال يتحول‬
‫إلى بلدة أخرى فيقع الحرج والضيق‪ ،‬أما أهل السوق ال يبيعون إال األقوات المختصة ببلدتهم‪ ،‬وال يقدرون عن العدول بها عنهم في األغلب‪.‬‬
‫وأما ابن حبيب فنظر إلى الضرر الذي ينتج عن الحط في السعر دون االلتفات إلى كون البائع جالبا أو من أهل السوق[‪.]41‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬السلع التي يجري فيها التسعير‪:‬‬

‫يشترط في السلع التي يجري فيها التسعير في هذه الصورة ما يلي[‪:]42‬‬

‫• أن تكون مما يكال ويوزن؛ مأكوال كان أو غيره‪ ،‬كما قال ابن حبيب؛ ألن ما ال يكال وال يوزن تختلف أعيانه اختالفا كبيرا‪ ،‬ولذلك يرجع فيها‬
‫إلى القيمة ال إلى المثل‪.‬‬

‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪7/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫• أن تكون متساوية في الجودة؛ ألن لها تأثيرا في السعر كالمقدار‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬صفة التسعير‪ :‬يجب على القائم بالسوق أن يعرف بكم يشتري الباعة‪ ،‬ويجعل لهم ربحا معقوال‪ ،‬وينهاهم أن يزيدوا عليه‪ ،‬ويتفقد السوق حتى‬
‫ال يتفلت الباعة من الثمن المسعر‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬حكم المخالف‪ :‬يعاقب ويخرج من السوق[‪.]43‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬التسعير على المحتكر‪:‬‬

‫يتناول هذا المبحث حكم التسعير على المحتكر‪ ،‬سواء احتكر األموال أم المنافع‪ ،‬واألدلة على ذلك الحكم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حكم التسعير على المحتكر‪:‬‬

‫إذا احتاج الناس إلى سلع أو منافع وأبى أصحابها تقديمها أو إال بغالء فاحش‪ ،‬أجبروا على بيعه بثمن المثل‪ ،‬وهذا من التسعير؛ ألنه تحديد للثمن‬
‫ومنع من رفعه‪ ،‬وهو نوعان[‪:]44‬‬

‫• التسعير في األعمال‪ :‬أن يحتاج الناس إلى أهل حرف معينة كالفالحين أو الحدادين أو النجارين فيجبرون عليها بثمن المثل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• التسعير في األموال‪ :‬أن يحتاج الناس إلى سالح الجهاد وآالته مثال‪ ،‬فيجبر الباعة على ثمن المثل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫هذا الذي قاله الحنابلة[‪ ]45‬ابن تيمية وابن القيم وذهب إليه الحنفية؛ حيث يقول قاضي زاده‪َ" :‬فِإْن َك اَن َأْر َباُب الَّطَع اِم َيَتَح َّك ُم وَن َو َيَتَع َّد ْو َن َع ْن‬
‫اْلِقيَم ِة َتَع ِّدًيا َفاِح ًش ا‪َ ،‬و َع َج َز اْلَقاِض ي َع ْن ِص َياَنِة ُح ُقوِق اْلُم ْس ِلِم يَن إاَّل ِبالَّتْس ِع يِر َفِح يَنِئٍذ اَل َبْأَس ِبِه ِبَم ُش وَرٍة ِم ْن َأْهِل الَّر ْأِي َو اْلَبِص يَرِة"[‪ ]46‬والتعدي‬
‫الفاحش عندهم هو البيع بضعف القيمة[‪.]47‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األدلة على حكم التسعير على المحتكر‪:‬‬

‫استدل الفقهاء على جواز التسعير على المحتكر بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬جاء في الصحيحين أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪َ« :‬م ْن َأْعَتَق ِش ْر ًك ا َلُه ِفي َع ْبٍد َفَك اَن َلُه َم اٌل َيْبُلُغ َثَم َن اْلَع ْبِد ‪ُ ،‬قِّو َم اْلَع ْبُد َع َلْيِه ِقيَم َة َع ْد ٍل‬
‫َفَأْع َطى ُش َر َك اَءُه ِح َصَص ُهْم َو َع َتَق َع َلْيِه اْلَع ْبد‪َ ،‬وِإاَّل َفَقْد َع َتَق ِم ْنُه َم ا َعَتَق»[‪ ]48‬أي إذا كان اثنان أو أكثر شركاء في عبد‪ ،‬وأراد أحدهم إعتاقه‪،‬‬
‫قوم العبد بثمن المثل‪ ،‬ورجع الشريك أو الشركاء على المعِتق بقيمة نصيبهم‪ ،‬وليس لهم أن يساوموا فيه بنص الحديث‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وجه الداللة من الحديث أن الشارع إذا كان "يوجب إخراج الشيء عن ملك مالكه بعوض المثل لمصلحة تكميل العتق‪ ،‬ولم يمكن المالك من‬
‫المطالبة بالزيادة على القيمة‪ ،‬فكيف إذا كانت الحاجة بالناس إلى التملك أعظم‪ ،‬وهم إليها أضر؟"[‪.]49‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬قياس األولى على جزئيات فقهية كثيرة فيها إجبار الناس على البيع بثمن المثل لمصلحة الفرد فكيف إذا كانت الحاجة عامة والمصلحة‬
‫للجماعة؟ ومن تلك الجزئيات‪:‬‬

‫• انتزاع الشقص المشفوع فيه من يد المشتري بالثمن الذي اشتراه به‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪8/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫• بيع ما يحتاجه الحاج من آالت السفر وغيرها بثمن المثل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬أوجب هللا تعالى الجهاد بالنفس والمال‪ ،‬فكيف ال يجب بذل مستلزمات الجهاد بثمن المثل؟‬

‫‪ ‬‬

‫وردوا على من احتج بحديث أنس أو أبي هريرة على منع التسعير في هذه الحالة بأن الصورتين مختلفتان‪ ،‬أما غالء األسعار في الحديث فكان‬
‫غالء طبيعيا تبعا لقانون العرض والطلب‪ ،‬إذ قلت السلعة فكثر عليها الطلب فارتفع ثمنها‪ ،‬وهنا يحرم التسعير‪ ،‬والنبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لم‬
‫يجد اضطرارا للناس ال محيد عنه‪ .‬أما الصورة التي نحن فيها فهي االمتناع عن بيع ما الناس محتاجون إليه‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األحكام التفصيلية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما يجري فيه التسعير‪:‬‬

‫ذهب الحنفية إلى أن التسعير يكون في القوتين فقط‪ ،‬قوت البشر وقوت البهائم؛ لكن إن غالى غيرهم في الغالء سعر عليهم بناء على قول أبي‬
‫يوسف أن كل ما أضر بالعامة حبسه فهو احتكار[‪.]50‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬حكم البيع والشراء بما سعره اإلمام‪:‬‬

‫اختلف العلماء في التعاقد بالثمن المسعر‪ ،‬فذهب البعض إلى أن البيع ال يصح ألن البائع مكره‪ ،‬ولذا يجب على المشتري أن يقول للبائع‪ :‬بعني‬
‫بما شئت‪ .‬وحكم اآلخرون بصحة البيع ألن البائع غير مكره على البيع فله أن ال يبيع أصال‪ ،‬فاإلمام لم يأمره بالبيع‪ ،‬بل نهى عن الزيادة على‬
‫الثمن المحدد "مثل ما قالوا فيمن صادره السلطان بمال‪ ،‬ولم يعين بيع ماله فصار يبيع أمالكه بنفسه ينفذ بيعه ألنه غير مكره على البيع"[‪.]51‬‬

‫‪ ‬‬

‫والقوالن عند كل من الحنفية[‪ ]52‬والشافعية[‪.]53‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬حكم من خالف التسعير المحدد‪:‬‬

‫ليس على القاضي أن ينقض البيع المخالف لما سعره عند الحنفية[‪ .]54‬وال يعجل القاضي أو السلطان بمعاقبة المخالف‪ ،‬بل ينهاه ويعظه‪ ،‬فإذا‬
‫رفع إليه ثانيا هدده‪ ،‬فإذا رفع إليه بعد ذلك حبسه وهدده[‪.]55‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬التسعير في األنظمة الرأسمالية واالشتراكية‬

‫تعرفنا في المباحث السابقة على رأي فقهاء المسلمين في قضية التسعير‪ ،‬أما في هذا المبحث فسنتعرف على كل رأي كل من النظامين‬
‫الرأسمالي واالشتراكي‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب األول‪ :‬في النظام الرأسمالي‪:‬‬

‫تخضع األسعار في النظام الرأسمالي إلى قانون العرض والطلب في األصل‪ ،‬لكن قد تضطر الدولة إلى التدخل في تحديد األسعار‪ ،‬إما مباشرة‬
‫بالتسعير الرسمي‪ ،‬وإما بطريق غير مباشر‪ ،‬وذلك بالتأثير في العرض والطلب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫أ‪ -‬حاالت التسعير الرسمي‪:‬‬

‫التسعير الرسمي هو أن تحدد الدولة أثمان السلع والخدمات وال تسمح بتجاوزها ويكون في الحاالت التالية‪:‬‬

‫أل‬ ‫أ‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫أ‬ ‫‪9/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ -1‬عندما تمنح الحكومة حق االمتياز إلحدى الشركات؛ بأن تختص بتوزيع الماء أو الكهرباء مثال‪ ،‬ألن المنافسة غير متوفرة فيضطرب قانون‬
‫العرض والطلب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬أن يتخذ التسعير الرسمي وسيلة لحفظ النظام العام‪ ،‬كتحديد أجور النقل بواسطة السيارات والحافالت‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬في حالة الغالء تتدخل الدولة بتحديد األسعار‪ ،‬وهذا ما يحصل كثيرا في حاالت الحروب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وهذا التسعير في الحالة األولى والثانية ضروري لحماية المستهلكين وحفظ النظام‪ ،‬لكنه في الحالة األخيرة ال يحقق الهدف منه‪ ،‬خاصة إذا كان‬
‫الغالء ناتجا عن قانون العرض والطلب‪ ،‬فقد يضر السعر المحدد بالمنتجين والتجار فيضطرون إلى إخفاء السلع أو التقليل من اإلنتاج وربما‬
‫التوقف عنه‪ ،‬فتقل السلعة ويرتفع ثمنها‪ ،‬ويلحق الضرر بالجميع‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ب‪ -‬التأثير في العرض‪:‬‬

‫تتدخل الدولة لتقليل العرض عند انخفاض األسعار متبعة جملة من اإلجراءات منها‪:‬‬

‫‪ -1‬فرض رسوم مرتفعة على استيراد السلعة‪ ،‬أو منع استيرادها تماما‪ ،‬أو تحديد حصص لما يستورد من دولة معينة خالل مدة محددة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬صرف إعانات لتصدير السلعة إلى الخارج لينقص المعروض منها في السوق الداخلية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬إذا كانت زيادة العرض ناتجة من زيادة اإلنتاج الداخلي وليس من منافسة المنتجات األجنبية‪ ،‬فإن الدولة تشتري الفائض وتحبسه عن السوق‬
‫لتبيعه في سنة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -1‬فرض رسوم جمركية مرتفعة على تصدير السلعة‪ ،‬أو حصره أو منعه إطالقا‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬االستيالء على السلعة إذا امتنع المنتجون أو البائعون عن عرضها في السوق‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬بيع الدولة لتلك السلعة عن طريق عمالها بالثمن الذي ترتضيه‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬استيراد السلعة من طرف الدولة كي يزيد عرضها‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ -‬التأثير في الطلب‪:‬‬

‫يمكن للدولة أن تزيد في الطلب وذلك بتقرير منحة أو إعانة للصناعات التي تشتري سلعة معينة‪ ،‬أو بتسهيل الشراء للتجار األجانب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫كما يمكن أن تنقص الطلب باستعمال الوسائل التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد الكمية التي يحق لكل شخص أن يستهلكها من السلعة؛ باستعمال نظام البطاقات‪.‬‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪10/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬تعيين يوم معين يمنع فيه استهالك السلعة‪ ،‬كتحريم استهالك اللحوم في أيام معينة‪ ،‬أو تحديد األصناف التي يسمح ألصحاب المطاعم طهيها‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬منع استهالك بعض األصناف الكمالية والمواد التي تضر بالصحة[‪.]56‬‬

‫‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬في النظام االشتراكي‪:‬‬

‫األسعار في النظام االشتراكي تحددها الدولة‪ ،‬آخذة بعين االعتبار عوامل كثيرة‪ ،‬أهمها التكلفة االسمية للسلعة‪ ،‬ومدى حاجة الناس إليها‪ ،‬وكذلك‬
‫موقع البيع قربا وبعدا عن موقع اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫واألصل في أسعار التجزئة أنها حاصل جمع النفقات في سلسلة اإلنتاج‪ ،‬ويمكن توضيحها كالتالي‪:‬‬

‫مثال (وحدة‬ ‫النفقات‬


‫اصطالحية)‬

‫‪30‬‬ ‫التكلفة االسمية المواد الخام والوقود والطاقة الكهربائية‬

‫‪2‬‬ ‫خصومات استهالك المعدات‬

‫‪15‬‬ ‫أجور الموظفين‬

‫‪3‬‬ ‫مصروفات أخرى‬

‫‪10‬‬ ‫نفقات التسويق وتدريب الكوادر والتأمين االجتماعي‬

‫‪5‬‬ ‫الربح المخطط للمصنع‬

‫‪20‬‬ ‫الضريبة التجارية‬

‫‪5‬‬ ‫نفقات تجارية‬

‫‪5‬‬ ‫الربح المخطط للفرع‬

‫‪5‬‬ ‫ربح المؤسسة التجارية‬

‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ ‬‬

‫وقد تحدد الدولة أسعارا متفاوتة تبعا لنفقات النقل واإلنتاج‪ ،‬ففي االتحاد السوفياتي مثال تحدد الدولة نوعين من األسعار‪:‬‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪11/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫• أسعار عامة تطبق في جميع أنحاء البلد؛ ويشمل السلع التي تختلف نفقات إنتاجها اختالفا يسيرا بين مناطق البلد‪ ،‬ويكلف نقلها قليال‪ ،‬مثل‬
‫المالبس الداخلية وأجهزة التصوير الفوتوغرافي والشاي واألحذية وغيرها‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫• أسعار حسب المناطق؛ وتكون للسلع التي تكون تكلفة نقلها عالية مثل المواد الغذائية وبعض السلع الصناعية‪ ،‬فتحدد الدولة سعرا أدنى‬
‫للمناطق القريبة من مراكز اإلنتاج‪ ،‬وسعرا أعلى للمناطق التي تجلب إليها السلعة‪ ،‬وسعرا أقصى للمناطق النائية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وتراعي الدولة في تحديد األسعار أهمية السلعة وحاجة الناس إليها‪ ،‬ولذلك قد تتحمل خسائر كبيرة بسبب تحديد سعر أقل بقليل أو بكثير من‬
‫التكلفة االسمية لبعض المواد االستهالكية‪ ،‬مثل األلبان ومشتقاتها واأللبسة واألحذية واألدوية ومستلزمات الدراسة ولعب األطفال‪ .‬كما قد تحدد‬
‫ربحا كبيرا لبعض المواد مثل الحلي فيكون سعرها أكبر بكثير من نفقات اإلنتاج[‪.]57‬‬

‫‪ ‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫بعد أن تجولنا في رحاب هذا البحث‪ ،‬ودخلنا مباحثه الخمسة‪ ،‬نأتي إلى إبراز أهم ما انتهى إليه البحث من نتائج‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬التسعير هو‪ :‬أن يقدر السلطان أو نائبه ثمنا للناس ويجبرهم على التبايع به‪ ،‬من أجل تحقيق مصلحة البائع والمشتري‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬ذهب جمهور العلماء إلى منع التسعير على الناس ابتداء من دون سبب‪ ،‬ألن النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬رفض أن يسعر للناس رغم إلحاح‬
‫بعضهم عليه‪ ،‬وألن فيه نقضا لحرية التصرف والتعاقد التي ضمنها الشرع‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬يرى اإلمام مالك أن من باع أقل من سعر السوق أو أكثر‪ ،‬فإنه يؤمر بالرجوع إلى سعر السوق‪ ،‬وإال أخرج منه‪ ،‬لئال يلحق الضرر بالبائعين‬
‫اآلخرين‪ ،‬لكن جمهور الفقهاء خالفوه في ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬ذهب جمهور العلماء إلى أن التسعير على المحتكر جائز؛ بل قد يكون واجبا‪ ،‬والمراد بالمحتكر هنا مانع السلع والمنافع التي يحتاج الناس‬
‫إليها‪ ،‬فيجبرون على بيعها بثمن المثل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -5‬يرى النظام الرأسمالي أن األسعار يجب أن تخضع إلى قانون العرض والطلب‪ ،‬لكن يمكن أن تؤثر الدولة في العرض والطلب بفرض بعض‬
‫الرسوم مثال‪ ،‬تحقيقا لمصلحة الشعب‪ ،‬ولمصلحة االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -6‬األسعار في النظام االشتراكي خاضعة خضوعا تاما لسلطة الدولة‪ ،‬فهي التي تقرر األسعار كلها‪ ،‬وتراعي في ذلك مصلحة األفراد‪ ،‬وقد تبيع‬
‫السلعة بأقل من تكلفتها رغم ما في ذلك من الخسارة‪ ،‬تحقيقا لمصلحة الشعب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫هذه نتائج هذا الباحث‪ ،‬أرجو أن أكون قد وفقت إلى معالجته بعمق‪ ،‬وعرضه بأسلوب سلس‪ ،‬وهللا المستعان‪ ،‬وعليه التكالن‪ ،‬والحمد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬الباجي‪ ،‬سليمان بن خلف‪ ،‬المنتقى شرح الموطأ‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪1420‬هـ‪1999/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫أ‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪12/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ -2‬البهوتي‪ ،‬منصور بن يونس‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬تح‪ :‬إبراهيم أحمد عبد الحميد‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪1423 ،‬هـ‪2003/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬جاد‪ ،‬جابر‪ ،‬والجبلي‪ ،‬عبد الرحمان‪ ،‬االقتصاد السياسي‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبعة دار المعارف‪ ،‬بغداد‪.1951 ،‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -4‬ابن حزم‪ ،‬علي بن أحمد‪ ،‬المحلى شرح المجلى بالحجج واآلثار‪ ،‬تح‪ :‬لجنة إحياء التراث العربي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬ودار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‬
‫لبنان‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -5‬الدريني‪ ،‬محمد فتحي‪ ،‬بحوث مقارنة في الفقه اإلسالمي وأصوله‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1414 ،‬هـ‪1994/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -6‬ابن رشد‪ ،‬أبو الوليد‪ ،‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد الحبابي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -7‬زكريا األنصاري‪ ،‬أبو يحي‪ ،‬أسنى المطالب شرح روض الطالب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1422 ،‬هـ‪2001/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -8‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار شرح منتقى األخبار‪ ،‬تح‪ :‬رائد بن صبري‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬لبنان‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -9‬الطوري‪ ،‬محمد بن حسين‪ ،‬تكملة البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1418 ،‬هـ‪1997/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -10‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬تح‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬وعلي محمد معوض‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -11‬قاضي زاده‪ ،‬أحمد بن قدور‪ ،‬نتائج األفكار في كشف الرموز واألسرار‪ ،‬علق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬عبد الرزاق غالب المهدي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1424 ،‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -12‬ابن قدامة‪ ،‬موفق الدين أبو محمد عبد هللا بن أحمد‪ ،‬المغني‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬عبد هللا عبد المحسن التركي ود‪.‬عبد الفتاح محمد الحلو‪ ،‬دار عالم‬
‫الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1417 ،3‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -13‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر‪ ،‬الطرق الحكمية في السياسة الشرعية‪ ،‬تح‪ :‬نايف بن أحمد الحمد‪ ،‬دار عالم الفوائد‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -14‬كوليسوف‪ ،‬نيقوالي‪ ،‬االقتصاد السياسي االشتراكي‪ ،‬وكالة نوفوستي‪ ،‬موسكو‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -15‬المزني‪ ،‬مختصر المزني‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬حسين عبد الحميد نيل‪ ،‬دار األرقم بن أبي األرقم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪[ ،‬دت]‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫أ‬
‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪13/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫‪ -16‬النووي‪ ،‬يحي بن شرف‪ ،‬روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬خليل مأمون شيحا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪1427‬هـ‪2006/‬م‪.‬‬

‫[‪ ]1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب؛ الجوهري‪ ،‬الصحاح في اللغة‪ ،‬مادة (سعر)‪.‬‬

‫[‪ ]2‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ص‪.1417‬‬

‫[‪ -]3‬المجيدي‪ ،‬التيسير في أحكام التسعير‪ ،‬ص‪ ،41‬تح‪ :‬موسى لقبال‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نقال عن الدريني‪ ،‬بحوث‬
‫مقارنة في الفقه اإلسالمي وأصوله‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.536‬‬

‫[‪ ]4‬المغني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.312‬‬

‫[‪ ]5‬نيل األوطار‪ ،‬ص‪.1025‬‬

‫[‪ ]6‬بحوث مقارنة في الفقه اإلسالمي وأصوله‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.542‬‬

‫[‪ ]7‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.351‬‬

‫[‪ ]8‬كشاف القناع‪ ،‬ص‪.1417‬‬

‫[‪ ]9‬الشوكاني‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬ص‪.1025‬‬

‫[‪ ]10‬التيسير في أحكام التسعير‪ 48 :‬و‪ 53‬نقال عن الدريني‪ .547 :‬والباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪351‬؛ لكن لم يذكر أنه من رواية ابن القاسم‪.‬‬

‫[‪ ]11‬ابن رشد‪ ،‬البيان والتحصيل‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪313‬؛ ابن القيم‪ ،‬الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.661‬‬

‫[‪ ]12‬زكريا األنصاري‪ ،‬أسنى المطالب‪4 ،‬ج‪ ،‬ص‪ .93‬وانظر‪ :‬النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.50‬‬

‫[‪ ]13‬رد المحتار‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪.573‬‬

‫[‪ ]14‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪351‬؛ الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.668‬‬

‫[‪ ]15‬الشوكاني‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬ص‪.1025‬‬

‫[‪ ]16‬رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد‪.‬‬

‫[‪ ]17‬رواه أبو داود والبيهقي وأحمد‪.‬‬

‫[‪ ]18‬الشوكاني‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬ص‪.1025‬‬

‫[‪ ]19‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.312‬‬

‫[‪ ]20‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.351،352‬‬

‫[‪ ]21‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.352‬‬

‫[‪ ]22‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.352‬‬

‫[‪ ]23‬زكريا األنصاري‪ ،‬أسنى المطالب‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .94‬وانظر‪ :‬النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.50‬‬

‫[‪ ]24‬المصدرين السابقين‪.‬‬

‫[‪ ]25‬كشاف القناع‪ ،‬ص‪.1417‬‬

‫[‪ ]26‬ابن رشد‪ ،‬البيان والتحصيل‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪313‬؛ الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.661‬‬

‫[‪ ]27‬الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.665،666‬‬

‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪14/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫[‪ ]28‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.349‬‬

‫[‪ ]29‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.349‬‬

‫[‪ ]30‬مالك‪ ،‬الموطأ‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب الحكرة والتربص‪ ،‬رقم‪.1164 :‬‬

‫[‪ ]31‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.311،312‬‬

‫[‪ ]32‬ابن حزم‪ ،‬المحلى‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.40،41‬‬

‫[‪ ]33‬مختصر المزني‪ ،‬ص‪.145‬‬

‫[‪ ]34‬ابن حزم‪ ،‬المحلى‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.40،41‬‬

‫[‪ ]35‬المصدر السابق‪.‬‬

‫[‪ ]36‬المصدر السابق‪.‬‬

‫[‪ ]37‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.40،41‬‬

‫[‪ ]38‬مختصر المزني‪ ،‬ص‪.145‬‬

‫[‪ ]39‬ابن حزم‪ ،‬المحلى‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.40،41‬‬

‫[‪ ]40‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪350‬؛ ابن القيم‪ ،‬الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.666‬‬

‫[‪ ]41‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.350‬‬

‫[‪ ]42‬الباجي‪ ،‬المنتقى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪350،351‬؛ ابن القيم‪ ،‬الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.667 ،666‬‬

‫[‪ ]43‬ابن القيم‪ ،‬الطرق الحكمية‪ ،‬ص‪.663 ،662‬‬

‫[‪ ]44‬الطرق الحكمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.658‬‬

‫[‪ ]45‬كشاف القناع‪ ،‬ص‪.1417‬‬

‫[‪ ]46‬نتائج األفكار في كشف الرموز واألسرار‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.70‬‬

‫[‪ ]47‬البحر الرائق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪371‬؛ ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.573‬‬

‫[‪ ]48‬متفق عليه‪.‬‬

‫[‪ ]49‬الطرق الحكمية‪ ،‬ص‪.671‬‬

‫[‪ ]50‬ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.754‬‬

‫[‪ ]51‬ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.573‬‬

‫[‪ ]52‬البحر الرائق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ .371‬وابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.573‬‬

‫[‪ ]53‬زكريا األنصاري‪ ،‬أسنى المطالب‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.94‬‬

‫[‪ ]54‬قاضي زاده‪ ،‬نتائج األفكار‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪70‬؛ البحر الرائق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.371‬‬

‫[‪ ]55‬البحر الرائق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.371‬‬

‫[‪ ]56‬د‪ .‬جابر جاد‪ ،‬ود‪ .‬عبد الرحمان الجبلي‪ ،‬االقتصاد السياسي‪ ،‬ص ‪ 142‬وما بعدها‪.‬‬

‫[‪ ]57‬كوليوسوف‪ ،‬نيقوالي‪ ،‬االقتصاد السياسي االشتراكي‪ ،‬ص ‪.127-119‬‬

‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪15/16‬‬
‫‪6/12/23, 2:39 PM‬‬ ‫التسعير في الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‬

‫حقوق النشر محفوظة © ‪1444‬هـ ‪2023 /‬م لموقع األلوكة‬


‫آخر تحديث للشبكة بتاريخ ‪23/11/1444 :‬هـ ‪ -‬الساعة‪14:40 :‬‬

‫‪/‬التسعير‪-‬في‪-‬الفقه‪-‬اإلسالمي‪-‬واألنظمة‪-‬الوضعية‪https://www.alukah.net/sharia/0/39698/‬‬ ‫‪16/16‬‬

You might also like