You are on page 1of 27

‫المحاضرة ‪ :5‬مصادر األموال واستخداماتها في المصارف اإلسالمية‬

‫مجموعة‪ :2‬التسهيالت المصرفية‬


‫تتمثل هذه المجموعة في إصدار‪ %‬خطابات الضمان وفتح االعتماد المستندية بأنواعها‪ .‬وتعد هذه المجموعة‬
‫من أهم األعمال التي تضطلع بها المصارف اإلسالمية‪ ،‬نظرا ألهميتها بالنسبة للنشاط االقتصادي‪ %،‬خاصة‬
‫فيما يتعلق بالعمليات التجارية والصناعية والخدمية‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬خطابات الضمان‬
‫تعد خطابات الضمان من األنشطة المصرفية الهامة‪ ،‬حيث أصبحت أداة للتعامل االقتصادي‪ %‬الداخلي‬
‫والخارجي علي حد سواء وخاصة في مجال التعاقدات والمقاوالت ‪.‬‬
‫يعرف خطاب الضمان بأنه " تعهد كتابي يصدر‪ %‬من المصرف‪ %‬بناء علي طلب المتعامل بدفع مبلغ نقدي‬
‫معين أو قابل للتعيين بمجرد أن يطلب المستفيد ذلك من المصرف‪ %‬خالل مدة محددة ويجوز‪ %‬امتداد الضمان‬
‫لمدة أخري وذلك قبل إنتهاء المدة األولي"‪.1‬‬
‫وإصدار‪ %‬خطاب الضمان جائز شرعا‪ ،‬ويكيف على أنه عقد كفالة إذا كان غير مغطى بالكامل‪ ،‬ويعتبر عقد‬
‫وكالة إذا كان غير مغطى بالكامل‪ ،‬ويرى‪ %‬بعض الفقه‪%%‬اء أن‪%‬ه في الح‪%‬التين عق‪%%‬د وكال‪%‬ة‪ ،‬حيث يرج‪%%‬ع الكفي‪%‬ل‬
‫على من أمره بالكفال‪%%‬ة ويحص‪%%‬ل المص‪%%‬رف‪ %‬على عمول‪%%‬ة مقاب‪%%‬ل إص‪%%‬دارها‪ ،‬ألن أخ‪%%‬د األج‪%%‬ر عن الكفال‪%%‬ة أو‬
‫الوكالة جائز‪ ،‬وال يجوز له أن يحصل على فائدة أو عائد عن المبلغ غير المغطي من خطاب الضمان‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعتمادات المستندية‪:‬‬
‫تعد اإلعتمادات المستندية من أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها المصارف‪ %‬بصفة عامة‪ ،‬حيث تعد أساس‬
‫الحركة التجارية (االستيراد ‪ -‬التصدير ) في كافة أنحاء العالم والتي تنفذ من خالل شبكة المراسلين‬
‫للمصارف‪ %‬حول العالم‪.‬‬
‫ويعرف‪ %‬االعتماد المستندي‪ %‬بأنه تعهد خطي صادر‪ %‬عن بنك معين‪ ،‬بناء على طلب عميله (المستورد)‪،‬‬
‫يتعهد بموجبه البنك مصدر‪ %‬االعتماد بدفع مبلغ محدد للمستفيد (المصدر)‪ ،‬مقابل تقديمه المستندات المطابقة‬
‫لشروط‪ %‬فتح االعتماد خالل مدة االعتماد‪.2‬‬
‫وتنفذ اإلعتمادات المستندية بالمصارف من خالل أسلوبين هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسلوب األول‪ :‬وهو تنفيذ االعتماد المستندي‪ %‬كخدمة مصرفية حيث يتم تغطيته بالكامل من قبل‬
‫المتعامل ‪ ,‬ويقتصر‪ %‬دور المصرف علي اإلجراءات المصرفية لفتح االعتماد لدي المراسل وسداد قيمة‬
‫االعتماد بالعملة المطلوبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسلوب الثاني‪ :‬وهو تنفيذ االعتماد المستندي كائتمان مصرفي‪ %‬حيث يقوم المتعامل بسداد جزء فقط‬

‫‪ 1‬د‪.‬أحمد سليمان خصاونة‪ " ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬مقررات لجنة بازل‪ -‬تحديات العولمة‪ -‬استراتيجية مواجهتها"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬مصطفى كمال السيد طايل‪ " ،‬القرار االستثماري في البنوك اإلسالمية"‪ ،‬المكتب‪ %‬الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية ‪،2006‬ص‪.232‬‬
‫من قيمة االعتماد ويقوم المصرف‪ %‬باستكمال سداد قيمة االعتماد كعملية ائتمانية‪.‬‬
‫وتنفذ هذه العملية بالمصرف‪ %‬اإلسالمي عن طريق إحدى قنوات االستثمار‪( %‬مرابحة ‪ -‬أو مشاركة‬
‫اإلعتمادات( ‪.‬‬
‫وفي‪ %‬حالة تنفيذ المصرف لالعتماد المستندي كخدمة مصرفية فهي خدمة جائزة شرعا تندرج تحت قواعد‬
‫الوكالة واإلجارة يتقاضي المصرف عن تأديتها‪ %‬أجرا‪ .‬وفي حالة تنفيذها كعملية استثمارية فهي تندرج‬
‫تحت قواعد عقود البيوع والمشاركات ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بطاقة االئتمان‬


‫بطاقة االئتمان ‪ Credit card‬عند االقتصاديين‪ :‬هي بطاقة خاصة يصدرها‪ %‬المصرف لعميله‪ ،‬تمكنه من‬
‫الحصول على السلع والخدمات من محالت وأماكن معينة‪ ،‬عند تقديمه لهذه البطاقة‪ ،‬ويقوم‪ %‬بائع السلع أو‬
‫الخدمات بالتالي بتقديم الفاتورة الموقعة من العميل إلى المصرف ُمصْ ِدر البطاقة‪ ،‬فيسدِّد قيمتها‪ %‬له‪ ،‬ويقدم‬
‫المصرف‪ %‬للعميل كشفا ً شهريا ً بإجمالي القيمة لتسديدها أو لحسمها (لخصمها) من حسابه الجاري لطرفه‪.3‬‬
‫وعرفها‪ %‬مجمع الفقه اإلسالمي الدولي بأنها‪ :‬مستند يعطيه ُمصدره لشخص طبيعي أو اعتباري‪ ،‬بناء على‬
‫عقد بينهما‪ ،‬يم ّكنه من شراء السلع أو الخدمات ممن يعتمد المستند دون دفع الثمن حاالً‪ ،‬لتضمنه التزام‬
‫المص ِدر‪ %‬بالدفع‪ ،‬ومن أنواع هذا المستند‪ :‬ما يم ِّكن من سحب نقود من المصارف‪.‬‬
‫ونجد ثالثة أنواع من بطاقات االئتمان‪ :‬بطاقة الحسم الفوري‪ ،‬وبطاقة االئتمان والحسم‪ %‬اآلجل‪ ،‬وبطاقة‬
‫االئتمان المتجدد‪.‬‬
‫ويمكن معرفة حكم كل نوع من هذه األنواع فيما يأتي‪:‬‬
‫النوع األول ‪ -‬بطاقة الحسم الفوري (أو بطاقة السحب المباشر‪ %‬الرصيد) ‪Debit Card‬‬
‫هي التي يكون لحاملها رصيد‪ %‬بالبنك‪ ،‬فيسحب مئة مباشرة قيمة مشترياته وأجور‪ %‬الخدمات المقدمة له‪ ،‬بناء‬
‫على السندات الموقعة منه‪.‬‬
‫وحكمها‪ %‬الشرعي‪ :‬الجواز أو اإلباحة‪ ،‬مادام حاملها يسحب من رصيده أو وديعته‪ ،‬وال يترتب عليه أي‬
‫فائدة ربوية‪ ،‬ألنه استيفاء من ماله‪ ،‬ويجوز له أيضا ً أن يسحب من المصرف أكثر من رصيده إذا سمح له‬
‫المصرف‪ %‬بذلك‪ ،‬ولم يشترط عليه فوائد ربوية‪ ،‬ألنه قرض مشروع‪ %‬من المصرف‪ ،‬ويجوز للمصرف‪ %‬أن‬
‫يتقاضى من قابل البطاقة نسبة معينة من أثمان المبيعات‪.4‬‬
‫النوع الثاني ‪ -‬بطاقة االئتمان والحسم اآلجل (أو بطاقة اإلقراض المؤقت من غير زيادة ربوية ابتداء(‬
‫‪CHARG CARD .) )2‬‬

‫‪.www.kantakji.com‬‬ ‫‪ 3‬د‪ .‬وهبة مصطفى الزحيلي‪" ،‬بطاقات االئتمان"‪ ،2004 ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت المالية‪،‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬وهبة مصطفى الزحيلي‪" ،‬بطاقات االئتمان"‪ ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت‪ %‬المالية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫وهي التي يمنح فيها البنك المص ِدر‪ %‬حامل البطاقة قرضا ً في حدود معينة‪ ،‬بحسب درجة البطاقة‪ :‬فضية أو‬
‫ذهبية‪ ،‬ولزمن معين‪ ،‬يجب تسديده كامالً في وقت محدد متفق عليه عند اإلصدار‪ ،‬يترتب على حاملها لدى‬
‫تأخير السداد زيادة مالية ربوية‪ .‬وهي الصورة األصلية لبطاقة االئتمان‪.‬‬
‫الحكم الشرعي لبطاقة الحسم اآلجل‪ :‬حكمها على هذا النحو أنها محظورة شرعاً‪ ،‬لوجود التعامل الربوي‬
‫فيها‪ .‬ولكن يجوز إصدار هذه البطاقة شرعا ً بالشروط‪ %‬اآلتية‪:5‬‬
‫أال يشترط‪ %‬على حاملها فائدة ربوية‪ ،‬إذا تأخر عن سداد المبلغ المستحق عليه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أال يتعامل بها فيما حرمته الشريعة‪ ،‬وإال سحبت منه البطاقة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫في حال إيداع حامل البطاقة مبلغا ً نقديا ً بصفة ضمان‪ ،‬يجب النص على أن المؤسسة تستثمره‬ ‫‪.3‬‬
‫لصالحه بطريق المضاربة‪ ،‬مع قسمة الربح بينه وبين المؤسسة بحسب النسبة المحددة‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ -‬بطاقة االئتمان المتجدد‪:‬‬
‫أو بطاقة اإلقراض الربوي‪ %‬والتسديد على أقساط‪ CREDIT CARD %‬وهي التي تمنحها البنوك المصدرة‬
‫لها لعمالئها‪ ،‬على أن يكون لهم حق الشراء والسحب نقداً في حدود مبلغ معين‪ ،‬ولهم تسهيالت في دفع‬
‫قرض مؤجل على أقساط وفي صيغة قرض ممتد متجدد على فترات‪ ،‬بفائدة محددة هي الزيادة الربوية‪.‬‬
‫وهي أكثر البطاقات انتشاراً في العالم‪ ،‬وأشهرها‪ :‬فيزا‪ ،‬وماستركارد‪%.‬‬
‫الحكم الشرعي لبطاقة االئتمان المتجدد‪ :‬يحرم التعامل بهذه البطاقة‪ ،‬ألنها تشتمل على عقد إقراض‬
‫ربوي‪ ،‬يسدده حاملها على أقساط مؤجلة‪ ،‬بفوائد ربوية‪.‬‬
‫*البدائل الشرعية لبطاقة االئتمان‬
‫من الممكن االعتماد على بدائل شرعية لبطاقات االئتمان الشائعة والصادرة من البنوك التجارية التقليدية‪،‬‬
‫بحيث يع ّدل نظام البطاقات ويجرد‪ %‬من المحظورات الشرعية‪ ،‬وأهمها تجنب الفوائد البنكية‪.‬‬
‫إال أن تداول هذه البطاقات المعدلة ربما يحتاج لحلول عملية وتمكين من التداول العملي‪ ،‬وهو ما يزال‬
‫محل إشكال‪ ،‬ومن هذه الحلول‪ :‬بطاقة الخصم الشهري‪ ،‬وبطاقة المرابحة‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة الحسم (الخصم) الشهري‪:6‬‬
‫وهي البطاقة التي تصدرها‪ %‬المصارف‪ %‬اإلسالمية على أن يتم تحديد سقف السحوبات بالبطاقة بمقدار‬
‫الراتب الشهري في بعض المصارف‪ ،‬وبنسة ‪ %80‬من الراتب في المصارف األخرى‪ ،‬بضمان الراتب‬
‫أو أي ضمان آخر لدى المصرف‪ ،‬على أال يستوفي‪ %‬المصرف أي فائدة بنكية على ذلك‪.‬‬
‫وتكييف‪ %‬هذه البطاقة أنها تقوم على أساس الوكالة إذا كان حساب العميل يفي بجميع المبلغ الذي تم سحبه‬
‫عن طريق‪ %‬بطاقة االئتمان‪ ،‬والوكالة بأجر مشروعة في اإلسالم كما تقدم‪.‬‬

‫‪ 5‬المرجع والصفحة نفسها‪.‬‬


‫‪ 6‬د‪ .‬وهبة مصطفى الزحيلي‪" ،‬بطاقات االئتمان"‪ ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت‪ %‬المالية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫أما إذا كان حساب العميل ال يفي بالمبلغ‪ ،‬فإن المصرف يقوم بتسديده على أساس القرض الحسن الذي‬
‫يقدمه المصرف‪ %‬لعميله‪ ،‬بضمان الراتب الشهري‪ %‬أو أي ضمان آخر يراه مناسباً‪ %‬وكافياً‪ ،‬وهذا مشروع‬
‫ومندوب‪ %‬إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬بطاقة المرابحة‪:7‬‬
‫وهي البطاقة القائمة على البيوع‪ ،‬وهي أن حامل البطاقة يشتري ما يشاء من السلع‪ ،‬بالنيابة عن المصرف‪%‬‬
‫الذي يسدد القيمة في الحال‪ ،‬ويتملك الشيء المشتري‪ ،‬ويقبضه عنه وكيله‪ ،‬ثم يبيعه إلى وكيله مرابحة‪،‬‬
‫حتى يكون البيع لمملوك مقبوض‪ .‬وهذه صورة المرابحة لآلمر بالشراء‪ ،‬وقد أقر مجمع الفقه اإلسالمي‪%‬‬
‫الدولي هذه المعاملة بشرط‪ %‬التملك والقبض‪.‬‬

‫المجموعة ‪:3‬مجموعة الخدمات االجتماعية‬


‫تقوم المصارف‪ %‬اإلسالمية على استبعاد كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الربا في جميع معامالتها‪،‬‬
‫وفضال عن ذلك فإنها تهتم بتقديم بعض الخدمات دون أن تحصل في مقابلها على أي أجر أو منفعة‪ ،‬ومن‬
‫جملة ذلك القرض الحسن‪ ،‬وبعض الخدمات االجتماعية األخرى‪%.‬‬
‫أوال ‪:‬القرض الحسن‬
‫يعد القرض الحسن من أهم أدوات المصرف اإلسالمي في تنفيذ رسالته االجتماعية‪ ،‬وهو يختلف كثيرا‬
‫عن الخدمات االجتماعية األخرى‪ ،‬حيث يسعى إلى الحصول على هذه الخدمة بعض العمالء أو األفراد‬
‫الذين في حاجة إليها‪ ،‬ويقوم‪ %‬البنك ببحث حالتهم وتقديم‪ %‬القرض الحسن إليهم‪.‬‬
‫ومن ثم فإن القرض الحسن يقوم على إتاحة البنك مبلغا محددا للفرد من األفراد‪ ،‬أو ألحد عمالئه حيث‬
‫يضمن سداد القرض الحسن‪ ،‬دون تحميل هذا الفرد أو العميل أية أعباء أو عموالت‪ ،‬أو مطالبته بفوائد‬
‫وعائد استثمار هذا المبلغ‪ ،‬أو مطالبته بأي زيادة من أي نوع‪ ،‬بل يكفي البنك أن يسترد أصل القرض‬
‫واألموال‪ %‬التى أقرضها‪ %‬لهذا العميل أو لهذا الفرد‪.8‬‬
‫وتقوم‪ %‬معظم المصارف اإلسالمية بمنح القروض الحسنة‪ ،‬في ظروف‪ %‬غير عادية تلحق بعمالئها من‬
‫مودعين ومساهمين‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق خصم الكمبيالة التجارية قصيرة األجل بدون مقابل‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تقوم بمنح قروض حسنة إنتاجية من أجل تمكين المستفيدين منها من تحسين مستوى‪ %‬دخلهم‪ ،9‬بهدف خدمة‬
‫المجتمعات المحلية‪ ،‬وإرساء قواعد التكافل االجتماعي داخل المجتمع الذي ينشأ فيه‪ ،‬والمساهمة في‬
‫التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة‪ ،‬التي تعاني منها معظم الدول اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 7‬د‪ .‬وهبة مصطفى الزحيلي‪" ،‬بطاقات االئتمان"‪ ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت‪ %‬المالية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 8‬د‪ .‬محسن أحمد الخضيري‪" ،‬البنوك اإلسالمية"‪ ،‬ايتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1990‬ص‪.203‬‬
‫‪ 9‬د‪.‬أحمد سليمان خصاونة‪ " ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬مقررات لجنة بازل‪ -‬تحديات العولمة‪ -‬استراتيجية مواجهتها"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.79‬‬
‫ثانيا‪ :‬إدارة الممتلكات والزكاة والوصايا والتركات‬
‫الزكاة هي أحد أسس وركيزة من ركائز اإلسالم وهي أكثر أدوات البنك اإلسالمي‪ %‬فاعلية وأهمية في‬
‫تحقيق أهدافه االجتماعية‪ ،‬وفي محاربة الفقر ورعاية المحتاجين الفقراء‪ ،‬والحفاظ على أمن واستقرار‬
‫المجتمع‪ ،‬وعدم تعريضه للثورات والقالقل الناجمة عن اتساع الفجوة بين األثرياء والفقراء‪ ،‬وهي أداة‬
‫تحقيق وتعظيم‪ %‬الوالء واالنتماء في المجتمع وإشاعة روح التكافل واأللفة والود‪ %‬والتراحم بين طبقاته‪.10‬‬
‫و يعد هذا النوع من الخدمات حديثا نسبيا لدى المصارف‪ %‬العاملة في البالد اإلسالمية‪ ،‬إذا ما قورنت‬
‫بنظيراتها في البالد األخرى‪ ،‬ويعد البنك األهلي المصري‪ %‬من الرواد‪ %‬الذين أدخلوا هذه الخدمة‪ ،‬من خالل‬
‫استحداث جهاز أمناء االستثمار‪ %‬عام ‪ ،1965‬والذي‪ %‬أوكل إليه إدارة االستثمارات العقارية والمنقولة‬
‫وتصفية التركات لعمالئه وتنفيذ وصاياهم‪%.‬‬
‫وفيما‪ %‬يتعلق بجمع الزكاة وتوزيعها‪ ،‬فإن بنك ناصر االجتماعي يعد أول مصرف‪ %‬إسالمي مارس هذه‬
‫العملية‪ ،‬من خالل لجان شعبية تتولى جمع الزكاة وتوزيعها‪ .‬ويفضل أن تترك المصارف اإلسالمية أمر‬
‫جمع الزكاة وتوزيعها إلى صندوق الزكاة‪.‬‬
‫ويمكن تحديد ثالث مصادر لموارد‪ %‬الزكاة‪ ،‬هي‪:11‬‬
‫زكاة مال المصرف‪ %‬وهي التي تستحق شرعا على أموال مساهمي‪ %‬المصرف وناتج نشاطه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زكاة مال المتعاملين مع المصرف‪( %‬ويتم أداؤها اختياريا)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زكاة مال مقدمة من أفراد المجتمع وهيئاته المتعددة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وفيما‪ %‬يخص حكم أخد البنك أجر على قيامه بمهمة جمع وتوزيع‪ %‬الزكاة يذهب معظم الباحثين في االقتصاد‬
‫اإلسالمي إلى القول بجواز أخد البنوك اإلسالمية األجور على مهمة جمع وتوزيع الزكاة‪.‬‬

‫‪ 10‬د‪ .‬محسن أحمد الخضيري‪" ،‬البنوك اإلسالمية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.197‬‬


‫‪ 11‬د‪.‬محمود حسن صوان‪" ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫محاضرة ‪ :6‬بأساليب التمويل في المصارف اإلسالمية‬
‫يقصد بصيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬الصور‪ %‬واألساليب المختلفة التي يتم بها تنظيم‪ %‬العالقة في مجال استعمال‬
‫رأس المال‪ ،‬وللتمويل المصرفي‪ %‬اإلسالمي في البنوك اإلسالمية صيغ متعددة تخدم كافة قطاعات التنمية‬
‫في المجتمع‪ :‬زراعية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية‪ ،‬خدمية‪ .‬ولهذا ينظر إلى التمويل اإلسالمي من زاويتين‪ ،12‬زاوية‬
‫مالية و زاوية تجارية‪.‬‬
‫‪ ‬أساليب التمويل التي تعتمد على تقاسم األرباح‬
‫أوال‪ :‬المضـاربة‬
‫تعريف المضاربة‬ ‫‪‬‬
‫المضاربة مأخوذة من الضرب في األرض وهو السفر للتجارة‪ ،13‬يقول هللا سبحانه‪َ  :‬وآخَ رُونَ‬
‫لغة هي أسم مشتق من الضرب وهو‬ ‫يَضْ ِربُونَ فِي اَألرْ ِ‬
‫ض يَ ْبتَ ُغونَ ِمن فَضْ ِل هَّللا ِ‪( ‬المزمل‪.)20:‬‬
‫السير في األرض‪ ، 14‬وذلك ألن المضارب‪ %‬يسير في األرض طلبا للرزق أو الربح‪ ،15‬وتسمى قِراضا وهو‬
‫مشتق من القُرض وهو القطع ألن المالك قطع قطعة من ماله ليتجر فيها وقطعة من ربحه‪ .‬وتسمى أيضا‬
‫معاملة أي عقد بين طرفين على أن يدفع أحدهما نقدا إلى اآلخر ليتجر فيه‪ ،‬وان يكون الربح بينهما حسب‬
‫االتفاق‪.16‬‬
‫يعرفها‪ %‬األستاذ محمد باقر الصدر في كتابه البنك الالربوي على أنها "عقد خاص بين مالك رأسمال‬
‫وليكن بنك والمستثمر وهو المضارب على إنشاء تجارة يكون رأسمالها‪ %‬من األول والعمل من الثاني‬
‫ويحددان حصة كل منهما من الربح بنسبة مئوية"‪ ،17‬كما يضيف‪ %‬األستاذ محمد باقر الصدر تعريفا آخرا‬
‫لعقد المضاربة يقول فيه "أنه عقد يتم بين من يملك المال وهو البنك وال يستطيع أن يستثمره بنفسه لعجزه‬
‫عن ذلك بسبب عمل آخر أو لصغر سنه كالقاصر فيلجأ هذا الشخص آلخر تكون له خبرة في التجارة أو‬
‫الصناعة و يعطيه ماله ويكون األمر شركة بين رب المال والعامل فيه ويتفقان على نسبة معينة يقسم بها‬
‫صافي‪ %‬الربح الناتج من المال بينهما"‪.18‬‬
‫وبالتالي‪ %‬فهي عقد على الشركة برأس المال من طرف‪ ،‬والسعي‪ %‬والعمل من طرف آخر‪ ،‬وصورتها‪%‬‬
‫الحديثة في األعمال المصرفية اإلسالمية يُقدم البنك ما يعرف برأس مال المضاربة إلى العميل المضارب‬
‫الذي يبذل جهده في استثماره‪ ،‬بنحو مطلق أو مقيد‪ ،‬والربح يوزع بين البنك والعميل بحسب النسب الشائعة‬
‫المتفق عليها في العقد‪ ،‬وتكون الخسارة على رب المال وحده أي البنك‪ ،‬والعامل يخسر جهده وتعبه ووقته‪،‬‬
‫‪ 12‬د‪.‬محمد محمود المكاوي‪ " ،‬البنوك اإلسالمية‪-‬النشأة التمويل التطوير"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 13‬السيد سابق‪" ،‬فقه السنة"‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬بيروت‪ ،1999،‬ص‪.154‬‬
‫‪ 14‬أ حمد سليمان خصاونة‪ " ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬مقررات لجنة بازل‪ -‬تحديات العولمة‪ -‬استراتيجية مواجهتها"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ 15‬محمود حسن صوان‪" ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ 16‬السيد سابق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 17‬محمد باقر الصدر ‪" ،‬البنك الالربوي في االسالم"‪ ،‬دار المعارف للمطبوعات‪ ،‬بيروت‪ ،1990،‬ص‪.43‬‬
‫‪ 18‬محمد باقر الصدر‪" ،‬البنك الالربوي في االسالم"‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫إال أن تكون الخسارة ناشئة عن التعدي أو التقصير أو مخالفة الشروط‪ %‬العقدية من قبل المضارب‪ ،‬وهو‬
‫العميل‪. 19‬‬
‫الحكمة من المضاربة في الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫قد شرعها اإلسالم و أباحها تيسيراً على النّاس‪ ،‬فقد يكون بعض منهم مالكا ً للمال‪ ،‬ولكنّه غير قادر على‬
‫استثماره‪ ،‬وقد يكون هناك من ال يملك المال‪ ،‬لكنه يملك القدرة على استثماره‪ .‬فأجاز‪ %‬الشارع هذه المعاملة‬
‫لينتفع كل واحد منهما فرب المال ينتفع بخبرة المضارب‪ ،‬والمضارب ينتفع بالمال‪ ،‬ويتحقق بهذا تعاون‬
‫المال والعمل‪ ،‬وهللا ما شرع العقود إال لتحقيق المصالح ودفع الحوائج‪.20‬‬
‫وبناءاً على ذلك فإن أعضاء المضاربة هم‪:‬‬
‫المودع بوصفه صاحب لرأس المال ( المضارب )‬ ‫‪‬‬
‫المستثمر‪ %‬بوصفه عامالً (المضارب )‬ ‫‪‬‬
‫البنك بوصفه وسيطاً‪ %‬بين الطرفين ووكيالً عن صاحب المال في االتفاق مع العامل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنواع المضاربة‬ ‫‪‬‬
‫للمضاربة أنواع مختلفة نستطيع أن نميز منها األنواع التالية‪:‬‬
‫المضاربة الخاصة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي المضاربة التي تكون فيها العالقة ثنائية بين رب المال و المضارب بالعمل‪ ،‬وفي‪ %‬هذا النوع من‬
‫المضاربة ال مجال للتعدد في العالقات‪ ،‬فهي بعيدة عن واقع االستثمار‪ %‬الذي يحدث في البنوك االسالمية‪.21‬‬
‫المضاربة المشتركة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتعدد فيها أصحاب األموال وأصحاب العمل‪ ،‬وأهم صور هذه المضاربات عمليات التمويل التي‬
‫تمارسها‪ %‬المصارف‪ %‬اإلسالمية‪ ،‬حيث يشارك أصحاب الودائع لديها الراغبون في المضاربة بتوكيل‬
‫المصرف‪ %‬للقيام بأعمال المضاربة في األنشطة المختلفة التي يراها مناسبة‪ ،‬وأيضا من خالل تقديم األموال‬
‫ألرباب الخبرة والعمل ليضاربوا‪ %‬فيها‪.22‬‬
‫وتأخذ‪ %‬المضاربة المشتركة ثالث صور‪ %‬طرحها العصر الحاضر على بساط االستثمار المالي اإلسالمي‪،‬‬
‫بديال عن االستثمار‪ %‬الربوي الذي انتشر في العالم‪ ،‬وعم وطم‪ %‬البلدان اإلسالمية وغيرها‪ ،‬حتى ظن البعض‬
‫أن ال بديل عنه‪ .‬و الصور‪ %‬الثالثة هي‪:‬‬

‫‪ 19‬انظر‪ :‬محمد محمود العجلوني ‪" ،‬البنوك االسالمية احكامها ومبادئها‪ %‬وتطبيقاتها المصرفية"‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪ - 213‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬حسين سعيد سعيفان‪" ،‬العمليات المصرفية االسالمية الطرق المحاسبية الحديثة"‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬االردن‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.149‬‬
‫‪ 20‬ال ّسيّد سابق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.155 ،154‬‬
‫‪ 21‬خالد أمين عبد هللا (‪" ،)2008‬العمليات المصرفية اإلسالمية"‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ 22‬د‪.‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫تعدد أصحاب رؤوس‪ %‬األموال أما المضارب فهو واحد‪ ،‬وذلك في حالة استثمار‪ %‬البنك‬ ‫‪-‬‬
‫االسالمي في الحسابات االستثمارية بنفسه‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية فهي عكس الصورة األولى أي تعدد فيها المضاربون‪ %‬وينفرد فيها رب‬ ‫‪-‬‬
‫المال‪ ،‬وذلك في حالة استثمار‪ %‬البنك االسالمي في الحسابات االستثمارية مع مضاربين‪%‬‬
‫متعددين‪.‬‬
‫الصورة األخيرة التي يتعدد فيها كل من رب المال والمضارب‪ ،‬حيث تقوم العالقة بين‬ ‫‪-‬‬
‫أصحاب األموال‪ ،‬والثاني المؤسسة االستثمارية اإلسالمية‪ ،‬والثالث التجار المتعاملون مع‬
‫المؤسسة اإلسالمية‪ ،‬الذين يقومون فعال بتنمية هذه األموال‪.‬‬
‫و ال شك في أن المضارب يكون بمنزلة الوديع إذا قبض المال ولم يشرع‪ %‬في العمل‪ ،‬حيث يكون المال‬
‫أمانة في يده‪ ،‬ويكون بمنزلة الشريك إذا حصل ربح في المال‪ ،‬حيث تتحول العالقة بينه وبين رب المال‬
‫إلى مشاركة‪ ،‬ويكون المضارب شريكا في الربح بقدر حصته المتفق عليهاّ‪ ،‬ويكون بمنزلة الوكيل إذا‬
‫شرع المضارب في العمل‪ ،‬فيقوم مقام رب المال فيما عهد إليه به من التصرف‪ %‬في ماله‪ ،‬وإذا فسدت‬
‫المضاربة تحولت العالقة إلى إجارة‪ ،‬وللمضارب أجر المثل ولرب المال جميع الربح الناشئ عن العمل‪،‬‬
‫وإذا خالف المضارب شيئا من القيود أو الشروط فإنه يصير بمنزلة الغاضب‪ ،‬ويكون المال مضمونا عليه‬
‫وليس له أجر البتة‪.23‬‬
‫المضاربة المنتهية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي المضاربة التي يتم التحاسب على األرباح عند التصفية و رد رأس المال إلى رب المال‪ ،‬وتأخذ‬
‫هذه المضاربة شكل صفقات يشتريها‪ %‬المضارب بتمويل من رب المال‪ ،‬وتصفى خالل فترة زمنية عادة ما‬
‫تكون قصيرة نسبيا‪ ،‬وتتم‪ %‬المحاسبة بين طرفي‪ %‬المضاربة على أساس الربح الفعلي بعد تنضيد المال‪.‬‬
‫المضاربة المستمرة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ويتم التحاسب فيها دوريا‪ %‬خالل مدة المضاربة أي قبل التصفية ودون رد رأس المال‪ ،‬اتفق الفقهاء بجواز‪%‬‬
‫اقتسام‪ %‬الربح الناتج عن المضاربة وتنضيض‪ 24‬مال المضاربة مع بقاء المضاربة واستمرارها‪ ،‬حيث أن‬
‫الربح حق للمتعاقدين‪ ،‬فيجوز‪ %‬لهما اقتسامه‪ ،‬فإذا حدثت بعد خسارة فإنها ال تجبر من الربح المتحقق مسبقا‪،‬‬
‫فالقسمة بمثابة فسخ للمضاربة األولى وإبرام‪ %‬عقد جديد‪.25‬‬
‫المضاربة المقيدة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 23‬عز الدين خوجة(‪" ،)1993‬المضاربة الشرعية (القراض)"‪ ،‬دلة البركة‪ ،‬إدارة التطوير والبحوث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.27-24‬‬
‫‪ 24‬تنضيض معناه في فقه المعامالت تحول المتاع إلى دراهم أو دنانير أو ما حكم ذلك من نقد‪ ،‬وهو تسييل العروض إلى نقد‪.‬‬
‫‪ 25‬خالد أمين عبد هللا ‪ ،‬العمليات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫يقصد بالمضاربة المقيدة تلك المضاربة المرتبطة بمجموعة من القيود والشروط‪ %‬التي يضعها‪ %‬صاحب‬
‫المال ويلزم المضارب بإتباعها عند ممارسة أعمال المضاربة‪.26‬‬
‫المضاربة المطلقة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي المضاربة المفتوحة‪ ،‬التي ال تفرض أية قيود‪ %‬أخرى من رب المال على المضارب‪ ،‬وقد عرفها‬
‫األستاذ حسن عبد هللا األمين على أنها "المضاربة المطلقة هي ما خلت من تقييد العمل بزمان أو مكان أو‬
‫نوع معين من النشاطات"‪.27‬‬

‫أنواع المخاطر في المضاربة‬ ‫‪‬‬


‫توصل العديد من الدراسات إلى أن قيام المصارف‪ %‬اإلسالمية بتوظيف‪ %‬األموال على أساس المشاركة‬
‫والمضاربة أفضل من استخدامها‪ %‬وفق صيغ العائد الثابت مثل المرابحة‪ ،‬واإلجارة واالستصناع‪ ،‬وفي‬
‫الواقع فإن البنوك االسالمية تستخدم صيغ المشاركة والمضاربة في أدنى الحدود ويعود‪ %‬ذلك للمخاطر‬
‫االئتمانية العالية المرتبطة بهذه الصيغ‪ ،‬إلى جانب ذلك تتعرض البنوك االسالمية عند استعمالها‪ %‬لصيغة‬
‫المضاربة الى نوعين من المخاطر‪ %‬هما‪:‬‬
‫المخاطر المرتبطة بسوء أمانة رب العمل أو نقص كفاءته وسوء إدارته للمشروع‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن مشكل االبتذال الخلقي ومشكلة االختيار العكسي تعتبر من أهم المخاطر‪ %‬التي تواجه هذا العقد‪ ،‬وقد‬
‫ذهب أحد الباحثين إلى أن مشكلة االبتذال الخلقي ترجع إلى عدم وجود‪ %‬عنصر الفائدة‪ ،‬وأن نتاج العملية‬
‫االستثمارية يتوقف على الجهد الذي يبذله المضارب‪ ،‬وهو ما ال يمكن أن يالحظه البنك‪ ،‬ولحل هذه‬
‫المشكلة اقترح على البنك استخدام مختلف الحوافز‪ %‬لدفع المضارب لبذل جهد أعلى إلنجاح المشروع‪،‬‬
‫ولكن من الصعب تطبيق هذه النظرية على صيغة المضاربة بما أنه ال يتم تحديد أجر معين للمضارب‪ ،‬بل‬
‫يتوقف ما يحصل عليه على العائد الكلي للعملية االستثمارية‪ ،‬بحيث يحصل على نسبة مئوية شائعة المتفق‬
‫عليها في العقد‪ ،‬بينما يمكن تطبيق هذه النظرية على عقد اإلجارة‪ ،‬وعلى العقود األخرى التي يحصل‬
‫العامل فيها على أجر‪.28‬‬
‫أما مشكلة االختيار العكسي حدث عندما يزود المضارب المصرف‪ %‬اإلسالمي بمعلومات ناقصة أو غير‬
‫صحيحة عن خبرته وكفاءته في إدارة واستثمار األموال‪ ،‬أو يقوم المضارب باالحتيال والتزوير في‬
‫الحسابات المالية الخاصة بالمشروع االستثماري‪ ،‬إن السبب الرئيسي في نشأة هذه النوعية من المخاطر‬
‫هو طبيعة العالقة بين المصرف‪ %‬اإلسالمي والمضارب‪ %‬المتمثلة في مبدأ أمانة المضارب وعدم تحمله‬

‫‪ 26‬محسن أحمد الخضيري‪" ،‬البنوك‪ %‬اإلسالمية"‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.119‬‬


‫‪ 27‬المرجع والصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ 28‬عادل عبد الفضيل عيد (‪ ،)2011‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫لخسائر‪ %‬المشروع بكون الخسارة تقع على عاتق المصرف‪ %‬اإلسالمي‪ .‬ولحل هذه لمشكلة اقترح بعض‬
‫الباحثين على البنك استخدام المؤشرات‪ %‬السوقية‪ ،‬والتي تساعد الرف في معرفة مزايا المشروع‪ ،‬ومدى‪%‬‬
‫كفاءة المضارب في إدارة المشروع المطلوب تمويله من البنك‪.‬‬
‫كما أثيرت مشكلة أخرى تواجه هذا العقد وهي مشكلة التفاوض‪ ،‬وذلك في حالة دخول طرف ثالث في‬
‫إدارة المشروع‪ ،‬واقترح البعض على البنك أن يهتم بتمويل المشروعات التي تدار من طرف المضارب‪%‬‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫لقد ترتب على وجود المخاطر‪ %‬األخالقية جملة من اآلثار التي ألقت بظاللها على واقع االستثمار في‬
‫المصارف‪ %‬اإلسالمية‪ ،‬فنجد مثال ان البنوك اإلسالمية ابتعدت عن األساليب االستثمارية التي تعتمد على‬
‫مبدأ المشاركة في المخاطرة‪.‬‬
‫و توجهها كان نحو االستثمارات األكثر ضمانا ً واألقل مخاطرة‪ ،‬كالمرابحة التي استولت على نصيب‬
‫األسد من استثمارات المصارف‪ ،‬وهذا أمر يقلل من دور المصارف في التنمية االقتصادية‪ ،‬وكان أولى بها‬
‫السير نحوها‪.‬‬
‫المخاطر خاصة بعدم االلتزام بشروط عقد المضاربة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود‪ %‬ضمانات في المضاربة إال على حسن اإلدارة وعدم التعدي على مال البنك‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫ليس للبنك حق التدخل في إدارة المشروع‪ %‬كشرط لصحة المضاربة‪ ،‬مما يجعل يد المضارب مطلقة في‬
‫عملية اإلدارة‪ ،‬هذا إذا أخد في عين االعتبار عدم وجود معايير دقيقة يمكن بها إثبات تعدي المضارب‬
‫وتقصيره في حقوق البنك‪ ،‬إضافة إلى أن التقارير الدورية المقدمة من العميل قد ال تكون كافية إلثبات‬
‫تعديه على مال المصرف حال وقوع أضرار من العميل‪ ،‬مما يرفع من درجة مخاطر هذا العقد‪.‬‬
‫‪ -‬أن الخسارة حال وقوعها‪ %‬يتحملها المصرف وحده دون المضارب‪ ،‬وهذا يمكن أن يدفع المضارب إلى‬
‫التهاون وعدم بذل قصارى‪ %‬جهده للتقليل من الخسائر المتوقعة‪ ،‬إذا علم أنه لن يضمن شيئا من رأس المال‬
‫مهما بلغت الخسائر‪ ،‬ولن تترتب عليه أية التزامات مالية من جراء ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشاركة‬
‫مفهوم المشاركة‬ ‫‪‬‬
‫الشركة في اللغة‪ :‬اسم مصدر‪ %‬شرك‪ ،‬كعلم‪ :‬يقال شرك الرجل في البيع والميراث‪ %‬يشركه شركا وشركة‪:‬‬
‫خلط نصيبه بنصيبه‪ ،‬أو اختلط نصيباهما‪ ،‬فالشركة إذن خلط النصيبين واختالطهما‪ ،‬ويعرفها‪ %‬الفقهاء بأنها‬
‫عقد بين المتشاركين في رأس المال والربح‪.29‬‬

‫‪ 29‬ال ّسيّد سابق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.210‬‬


‫أما اصطالحا‪ :‬و تعد المشاركات من أهم صيغ استثمار األموال في المصارف‪ %‬اإلسالمية وهي تالءم‬
‫طبيعة المصارف اإلسالمية فيمكن استخدامها‪ %‬في تمويل األنشطة االقتصادية المختلفة ‪ ،‬لذا تعد المشاركة‬
‫صيغة من صيغ التمويل اإلسالمية ‪ ،‬ويقوم التمويل بالمشاركة على أساس تقديم المصرف‪ %‬اإلسالمي‬
‫التمويل للزبون لتمويل مشروع معين دون اشتراط فائدة ثابتة كما هو الحال في القروض ‪ ،‬إنما يشارك‬
‫المصرف‪ %‬الناتج المتوقع للمشروع‪ %‬ربحا ً كان أو خسارة ووفق‪ %‬النتائج المالية المحققة ‪ ،‬وذلك في ضوء‬
‫قواعد وأسس االتفاق عليها مسبقا ً بين المصرف‪ %‬والزبون وفق الضوابط‪ %‬الشرعية ‪.30‬‬
‫الحكمة من الشركة‬ ‫‪‬‬
‫الحكم‪%%‬ة من مش‪%‬روعية الش‪%‬ركة هي التع‪%‬اون من خالل جم‪%‬ع األم‪%‬وال الكث‪%%‬يرة من األش‪%‬خاص‪ ،‬وبالت‪%%‬الي‬
‫تحقي‪%%‬ق التنمي‪%%‬ة االقتص‪%%‬ادية والقي‪%%‬ام بمش‪%%‬روعات ض‪%%‬خمة لخدم‪%%‬ة المجتم‪%%‬ع اإلس‪%%‬المي تجاري‪%%‬ا وص‪%%‬ناعيا‬
‫وزراعيا‪ ،31%‬فالبركة دائم‪%‬ا م‪%‬ع الجماع‪%‬ة‪ ،‬والخ‪%‬ير كل‪%‬ه م‪%‬ع التع‪%‬اون ول‪%‬ذلك أم‪%‬ر هللا تع‪%‬الى بالتع‪%‬اون فق‪%‬ال ‪:‬‬

‫وتعاونوا على البر والتقوى‪ ( ‬سورة المائدة‪.)2 :‬‬


‫‪32‬‬
‫ضوابط التمويل عن طريق المشاركة‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون رأس المال من النقود واألثمان‪ ،‬وأجاز بعض الفقهاء أن يكون عروضا ً (بضاعة)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن يكون رأس المال معلوما ً وموجوداً يمكن التصرف‪ %‬به‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ال يشترط‪ %‬تساوي رأس مال كل شريك بل يمكن أن تتفاوت الحصص‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يكون الربح بينهم على حسب ما اشترطوا بنسبة شائعة معلومة‪ ،‬فإذا لم يشترطوا يكون الربح حسب‬ ‫‪.4‬‬
‫نسبة رأس مال كل منهم على رأس مال المشاركة‪.‬‬
‫يكون توزيع الخسارة حسب نسبة رأس مال كل شريك فقط‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يجوز‪ %‬أن ينفرد أحد الشركاء بالعمل ويشترك في الربح بنسبة متساوية ‪،‬كما يجوز أن يختلفوا في‬ ‫‪.6‬‬
‫الربح برغم تساويهم‪ %‬بالمال‪.‬‬
‫في حالة عمل جميع الشركاء في إدارة الشركة يجوز‪ %‬أن تكون حصص بعضهم في الربح اكبر من‬ ‫‪.7‬‬
‫نسب حصصهم في رأس المال نظراً الن الربح في شركات العنان وهو عائد رأس المال والعمل‬
‫مما ال يجوز التفاوت فيه ‪،‬فقد يكون أحد الشركاء أبصر بالتجارة من غيره ‪.‬‬
‫أنواع المشـاركة‬ ‫‪‬‬
‫تتعدد أنواع المشاركات وفقا ً للمنظور‪ %‬وراء كل تقسيم واألهداف‪ %‬المرغوب فيه ويوجد للمشاركة عدة‬
‫أشكال قد طورها البنك اإلسالمي‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ 30‬نيسان أديب نيسان‪" ،‬آلية استقطاب وتخصيص األموال في المصارف اإلسالمية"‪ ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت‪ %‬اإلسالمية‪http://www.kanta،‬‬
‫‪..kji.org/index.htm‬‬
‫‪ 31‬خالدي خديجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.290‬‬
‫‪ 32‬أحمد شعبان محمد على‪" ،‬البنوك اإلسالمية في مواجهة األزمات المالية"‪ ،‬دار الفكر الجامعى‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬االسكندرية‪ ،2010،‬ص‪-134‬‬
‫‪.136-135‬‬
‫المشاركة الثابتة ( طويل األجل )‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي نوع من المشاركة يقوم على مساهمة المصرف‪ %‬في تمويل جزء من رأس مال مشروع معين‬
‫مما يترتب عليه أن يكون شريكا ً في ملكية هذا المشروع‪ %‬وشريكا ً كذلك في كل ما ينتج عنه من ربح أو‬
‫خسارة بالنسبة التي يتم األنفاق عليها والقواعد الحاكمة لشروط‪ %‬المشاركة ‪،‬وفي هذا الشكل تبقى لكل طرف‬
‫ال من األطراف‪ %‬حصص ثابتة في المشروع‪ %‬الذي يأخذ شكال قانونيا ً كشركة تضامن أو شركة توصية‪. 33‬‬
‫المشاركة المتناقصة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم المشاركة المتناقصة ال يختلف عن المفهوم المألوف‪ %‬للشركة إال في اتفاق األطراف‪ %‬على خروج‬
‫المصرف‪ %‬من الشركة في الفترة التي يتوقع الطرف‪ %‬اآلخر استغناءه عن التمويل الذي يقدمه له المصرف‬
‫وقدرته على الوفاء بحقوقه‪.34‬‬
‫ويقوم‪ %‬هذا النوع من التمويل على أساس عقد مكتوب يتم بمقتضاه تأسيس عالقة تعاقدية بين البنك‬
‫كشريك‪ %‬ممول بجزء من المال وتقديم الشريك اآلخر جزءا من المال باإلضافة إلى تقديمه الجهد والعمل‬
‫الالزم إلدارة النشاط‪ %‬االقتصادي‪ ،‬وبموجب‪ %‬هذا العقد يتناقص حق البنك في الشركة بشكل تدريجي‬
‫يتناسب تناسبا طرديا‪ %‬مع ما يقوم العميل بسداده إلى البنك من قيمة التمويل المقدم‪ ،‬مثله في ذلك مثل شراء‬
‫أي فرد ألسهم شركة من الشركات‪ .35‬وأيضا تسمى المشاركة المتناقصة بالمشاركة المنتهية بالتمليك‪،‬‬
‫ومن صور المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك ‪: 36‬‬
‫‪ -‬الصورة األولى ‪ :‬أن يتفق المصرف‪ %‬مع الشريك على أن يكون إحالل هذا الشريك‪ %‬محل المصرف بعقد‬
‫مستقل يتم بعد إتمام التعاقد الخاص بعملية المشاركة بحيث يكون للشريكين حرية كاملة في التصرف ببيع‬
‫حصته لشريكه أو لغيره‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الثانية ‪ :‬أن يتفق المصرف‪ %‬مع الشريك على المشاركة في التمويل الجزئي أو الكلي لمشروع‬
‫بدخل متوقع وذلك على أساس اتفاق المصرف مع الشريك األخر لحصول‪ %‬المصرف على حصة نسبيه من‬
‫صافي‪ %‬الدخل المحقق فعالً مع حقه لالحتفاظ بالجزء المتبقي من اإليراد أو أي قدر منه يتفق ال عليه ليكون‬
‫ذلك الجزء مخصصاً‪ %‬لتسديد أصل ما قدمه المصرف من تمويل وعندما يقوم الشريك بتسديد ذلك التمويل‬
‫تؤول الملكية له وحده ‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الثالثة ‪ :‬يحدد نصيب كل شريك حصص أو أسهم يكون لها قيمة معينة ويمثل مجموعها أجمالي‬
‫قيمة المشروع أو العملية للشريك أذا شاء أن يقتضي من هذه األسهم المملوكة للمصرف عدداً معيناً‪.‬‬
‫مخاطر المشاركة‬ ‫‪‬‬

‫‪ 33‬د‪.‬محمود حسن صوان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.145‬‬


‫‪ 34‬د‪.‬محمد أحمد سراج ‪" ،‬النظام المصرفي اإلسالمي"‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1989 ،‬ص‪.180‬‬
‫‪35‬‬
‫‪،‬د‪.‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪ 36‬د‪.‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146،147‬‬
‫ويمكن أن تنسب أخطار‪ %‬صيغة المشاركة إلى مجموع‪%%‬ة من المص‪%%‬ادر مث‪%%‬ل األم‪%%‬وال المس‪%%‬تثمرة‪ ،‬حيث‬
‫يجب أن تك‪%%‬ون ه‪%%‬ذه األم‪%%‬وال أم‪%%‬وال طويل‪%%‬ة األج‪%%‬ل‪ ،‬ليس‪%%‬تطيع المص‪%%‬رف‪ %‬توجي‪%%‬ه اس‪%%‬تثماراته دون تص‪%%‬فية‬
‫مشاركته سريعاً‪ ،‬كما أن ع‪%%‬دم ج‪%%‬ودة الك‪%%‬وادر البش‪%%‬رية العامل‪%%‬ة في المص‪%%‬رف ومالءمته‪%%‬ا‪ ،‬وال‪%%‬تي ليس له‪%%‬ا‬
‫القدرة على التخطيط االستراتيجي الستخدامات‪ %‬األموال‪ ،‬أو اختيار المش‪%%‬روعات والف‪%%‬رص يمكن أن يك‪%%‬ون‬
‫مصدراً‪ %‬للخطر‪ ،‬ويمثل الشكل القانوني‪ %‬للشركة أحد مصادر الخط‪%%‬ر أيض‪%‬ا‪ ،‬فعن‪%‬دما تك‪%%‬ون المش‪%%‬اركة قائم‪%‬ة‬
‫على حصص قابلة للتداول والبيع‪ ،‬فإن ذلك يقلل المخاطر‪ ،‬أما عندما ال يسمح بتداولها فإن المخاطر تزي‪%%‬د‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن هناك مخاطر تنشأ عن الفش‪%%‬ل في التق‪%%‬ييم ال‪%%‬دقيق لعملي‪%%‬ات المش‪%%‬اركة‪ ،‬ومخ‪%%‬اطر‪ %‬تنش‪%%‬أ عن‬
‫إدارة المصرف‪ %‬كعدم األهلية والكفاءة القادرة على النهوض والقيام بمتطلبات المشاركة اإلدارية‪.37‬‬
‫باإلض‪%‬افة إلى أن في ه‪%‬ذه الص‪%‬يغة له‪%‬ا مخ‪%‬اطر تخص س‪%‬وق الس‪%‬لعة‪ ،‬أو طبيع‪%‬ة الص‪%‬ناعة واتجاهاته‪%‬ا‪،‬‬
‫فالصناعات التكنولوجية هي أقل خطرا الستقرار‪ %‬األرباح المتحققة فيها‪ ،‬والصناعات الغذائية أك‪%%‬ثر خط‪%%‬راً‬
‫الختالف األرب‪%%‬اح فتك‪%%‬ون أك‪%%‬ثر خط‪%%‬را‪ ،‬كم‪%%‬ا أن ه‪%%‬ذا الس‪%%‬وق يت‪%%‬أثر ب‪%%‬القرارات‪ ،‬واألوض‪%%‬اع االقتص‪%%‬ادية‪،‬‬
‫والسياسية‪ ،‬وقرارات‪ %‬الحكومة‪ ،‬والدولة التابع لها‪.‬‬
‫وتعتبر‪ %‬طبيعة السلعة إحدى مصادر‪ %‬الخطر‪ ،‬فالسلع الشعبية أقل خطورة من السلع الكمالية‪ ،‬والسلع‬
‫المهنية خطورتها أكبر من األخيرة ‪ ،‬وخاصة في أوقات الكساد أو التنبؤ به‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن‬
‫الموقف‪ %‬التمويلي للشركة قبل المشاركة يمثل أحد الجوانب الهامة لتحقيق األمان لها‪ ،‬فإذا كانت الشركة‬
‫مثقلة في الديون قبل المشاركة‪ ،‬فإنها ستكون معرضة لمخاطر كبيرة جداً‪ ،‬قد تؤدي‪ %‬بها إلى اإلفالس‬
‫والتعثر‪ ،‬ويضاف إلى ذلك ‪ -‬أيضا ‪ -‬حجم حصة الشريك فكلما قلت الحصة قل الخطر‪ ،‬وطول‪ %‬مدة الشركة‬
‫بحيث تكون مدة الشركة مقبولة لظهور‪ %‬األرباح مراعاة لظروف الشريك‪.38‬‬
‫كما تتعرض المشاركة إلى المخاطر األخالقية‪ ،‬فلكي تقوم المشاركة على أساس سليم‪ ،‬يتعين على‬
‫الشريك إمساك الحسابات بطريقة سليمة وموثوقة‪ ،‬بحيث تكشف‪ %‬النتائج الحقيقية لعمل المشاريع المشتركة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المزارعة‬
‫مفهوم المزارعة‬ ‫‪‬‬
‫وهي تقديم عنصر األرض إلى العامل الزراعي على أن يكون اإلنتاج بينهما‪ ،‬فالمالك‪ %‬يقدم األرض‬
‫والبذور ويقوم الثاني بالعمل واإلنتاج على أن يتفق على نسبة لكل واحد منهما‪.39‬‬
‫حكمة ومشروعية المزارعة‬ ‫‪‬‬

‫ناصر الغريب‪" ،‬مخاطر التمويل اإلسالمي وأساليب التعامل معها إدارة األصول ومخاطر التمويل في العمل المصرفي التقليدي واإلسالمي"‪،‬‬ ‫‪37‬‬

‫بيروت‪ %‬لبنان‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،2002 ،‬ص ‪.273‬‬


‫الهواري سيد‪" ،‬الموسوعة العلمية والعملية للبنوك اإلسالمية (االستثمار)"‪ ، %‬االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،6‬جدة – السعودية‪،1982،‬‬ ‫‪38‬‬

‫ص ‪.239-221‬‬
‫‪ 39‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.203‬‬
‫اختلف الفقهاء في المزارعة فمنهم من أجازها كاإلمام مالك وأحمد بن حنبل وأبو‪ %‬يوسف ومحمد صاحبا‬
‫أبي حنيفة واستدلوا على رأيهم هذا بأن رسول‪ %‬صلى هللا عليه وسلم قد عامل أهل خيبر بشطر‪ %‬ما يخرج‬
‫من ثمن أو زرع لذا سميت بالمخابرة‪ ،‬كما أن الناس بحاجة إليها‪.40‬‬
‫ومن الفقهاء من قال بعدم جواز المزارعة ومنهم الشافعي‪ %‬وأبو حنيفة واستدلوا‪ %‬على قولهم‪ %‬بحديث زيد بن‬
‫ثابت رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال "نهانا رسول‪ %‬هللا ؟ عن المخابرة (المزارعة)‪.‬‬
‫قال قلت وما المخابرة صلى هللا عليه وسلم قال أن تأخذ أرضا بثلث أو نصف أو ربع‪ .‬وغيره من‬
‫النصوص التي تعطى نفس المعنى‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫شروط صحة المزارعة كأحد أساليب استثمار األموال بالمشاركة‬ ‫‪‬‬
‫أهلية المتعاقدين للتعاقد‪ ،‬أي البلوغ والعقل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن تكون حصة المتعاقدين من الناتج جزءا شائعا ومعلوما‪ %،‬وال يجوز‪ %‬اشتراط أحدهما زيادة محددة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كما ال يجوز‪ %‬تحديد غلة جزء معين من األرض ألحدهما‪.‬‬
‫تحديد مدة المزارعة بحيث تكون كافية إلتمام الزرع فيها‪ ،‬وإال تكون ممتدة إلى زمن بعيد‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تحديد النوع المراد زراعته‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫صالحية األرض للزراعة‪ ،‬وتحديد‪ %‬مساحتها‪ ،‬على أن تكون غير مزروعة أصال‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تقديم مالك األرض للبذور‪ %‬إلى جانب تقديمه لألرض‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫إنفاق مالك األرض على تسميدها عند الحاجة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫تطبيق المزارعة في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪‬‬
‫إن المزارعة هي نوع من المشاركة بين طرفين‪:42‬‬
‫الطرف األول‪ :‬ويمثله المصرف‪ %‬اإلسالمي باعتباره مقدم التمويل المطلوب للمزارعة‪.‬‬
‫الطرف الثاني ‪ :‬ويمثله صاحب األرض أو العامل( الزارع) الذي يحتاج إلى تمويل‪.‬‬
‫والمزارعة ليست إجا ًرة أو مؤاجرة‪ ،‬كما قد يظن البعض‪ ،‬بل هي "مشاركة حقيقية فعلية " وفقًا‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية التي تقتضي في حالة عدم إعطاء األرض أية ّغلة أو محصول لسبب ما‪ ،‬أن‬
‫يتحمل الطرفان الخسارة‪ ،‬وحينئذ‪ %‬يخسر المصرف أمواله‪ ،‬كما يخسر صاحب األرض منفعة أرضه أو‬
‫خسارة العامل ( الزارع ) عائد عمله‪.‬‬
‫أنواع المخاطر في المزارعة‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر عقد المزارعة من العقود الشرعية التي لم تحظ بتطبيق‪ %‬واسع في المصارف‪ %‬اإلسالمية‪ ،‬لما يتسم‬
‫به هذا العقد من ارتفاع درجة المخاطر فيه‪ ،‬نجد من بين المخاطر‪:‬‬
‫‪ 40‬محمود حسين الوادي‪ ،‬نفس المرجع والصفحة‪.‬‬
‫‪ 41‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.325‬‬
‫‪ 42‬حسام توفيق راغب طباخ‪ " ،‬استخدام الصيغ المالية المتنوعة في عمل المصارف اإلسالمية واآلثار الناجمة عنه"‪ ،‬مشروع بحث مقدم إلى قسم‬
‫المصارف اإلسالمية األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪.2009 ،‬‬
‫صعوبة التنبؤ بالكميات المتوقع‪ %‬الحصول عليها وراء العملية الزراعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تمويل معظم المشاريع‪ %‬الزراعية يحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة تمكن من توفير‪ %‬اآلالت‬ ‫‪-‬‬
‫والمعدات الالزمة للزراعة ومدخالت اإلنتاج‪.‬‬
‫في حالة تمويل صغار‪ %‬المزارعين وفقا لعقد المزارعة قد يضع على المصرف‪ %‬أعباء متابعة‬ ‫‪-‬‬
‫المزارعين ميدانيا‪ ،‬وهذه التكاليف احيانا تفوق حجم العوائد التي سيتلقاها المصرف وراءها‪.‬‬
‫هناك مخاطر‪ %‬تقع خارج سيطرة كل من المصرف والمزارع‪ %،‬وهي أحداث غير عادية وغير‬ ‫‪-‬‬
‫متكررة كالفيضانات والرياح واألوبئة المختلفة‪ ،‬وهذا النوع من المخاطر يصعب التنبؤ به‬
‫ولكن على إدارة المشروع‪ %‬أن تتخذ من االحتياطات ما يخفف من آثارها حال وقوعها‪.43‬‬
‫المخاطر التي ترتبط بشكل التنظيم الداخلي للمشروع‪ ،‬وكفاءة وخبرة العامل في إدارة وتنفيذ‬ ‫‪-‬‬
‫المشروع‪ ،‬ومدى وفائه بتعهداته نحو المصرف ويمكن التخفيض من حدة هذا الخطر وهذا‬
‫باالستعالم الدقيق‪ %‬عن العميل‪.‬‬

‫محاضرة‪:7‬أساليب التمويل التي تعتمد على العائد الثابت‬


‫‪ 43‬محمد نور علي عبد هللا‪" ،‬تحليل مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬سلسلة دعوة الحق‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪،‬‬
‫مكة المكرمة‪ ،‬السنة العشرون‪ ،‬العدد (‪1423،)195‬ه‪ ،‬ص‪.88،87‬‬
‫لقد قدم الفكر اإلسالمي عددا متنوعا من الصيغ التي تصلح لتشغيل الموارد في مجاالت االقتصاد‪ %‬المختلفة‬
‫فباإلضافة إلى صيغ المشاركات (المضاربة والمشاركة) هناك صيغ أخرى من البيوع وعقود الضمان مثل‬
‫المرابحة والسلم واإلستصناع واإلجارة وغيرها‪ ،‬بعض هذه الصيغ صالح للتطبيق‪ %‬المباشر وبعضها قد‬
‫يتطلب نوعا من التطوير‪ %‬المنضبط فقهيا والذي يتماشى مع طبيعة العمل البنكي‪.‬وسوف‪ %‬نتطرق في هذا‬
‫المطلب إلى هذه الصيغ والتطبيق البنكي لها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المرابحــة‪:‬‬
‫مفهوم المرابحة‬ ‫‪‬‬
‫المرابحة لغةً ‪ :‬مشتقة من ربح أي النماء‪ ،44‬وهي نوع من أنواع بيوع األمانة في اإلسالم‪ ،45‬وهو من‬
‫البيوع التي تعامل بها الناس منذ القدم‪ ،‬ولها صورتان‪ ،‬المرابحة البسيطة ‪ ،‬بالمرابحة المركبة‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪.46‬‬
‫أما اصطالحا‪ :‬هي البيع بالثمن الذي اشتريت به السلعة مع ربح معلوم واتفق الفقهاء في المذاهب‬
‫المختلفة على أمرين بالنسبة للمرابحة‪.47‬‬
‫األول‪ :‬بيان الثمن وما يدخل فيه ويلحق‪ %‬فيه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬زيادة ربح معلوم‪ %‬على الثمن‪.‬‬
‫في التجارة يقال‪ :‬بعت السلعة مرابحة على كل عشرة دراهم درهم‪ ،‬وكذلك اشتريته‬

‫مرابحة‪ ،‬والبد من تسمية الربح&‪.48‬‬

‫شروط المرابحــة‬ ‫‪‬‬


‫المرابحة عبارة عن عقد بيع‪ ،‬وبالتالي‪ %‬يجب أن تتحقق أركان العقد وهي‪:49‬‬
‫اإليجاب والقبول‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أطراف العقد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتعاقد عليه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولكل ركن من هذه األركان شروط‪ %‬يجب توافرها‪ %‬حتى يكون العقد صحيحا كشرط توافر‪ %‬األهلية في‬
‫أطراف‪ %‬العقد‪...‬إلخ‪ ،‬وكشرط‪ %‬خلو المتعاقد‪ %‬عليه من الجهالة‪ ،‬مدى شرعية االنتفاع به‪...‬إلخ‪.‬‬
‫هناك عدة شروط‪ %‬يجب توافرها‪ %‬في بيع المرابحة‪:‬‬

‫‪44‬صادق راشد الشمري ‪" ،‬أساسيات الصناعات المصرفية اإلسالمية"‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ 45‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬حسين سعيد سعيفان‪" ،‬العمليات المصرفية االسالمية الطرق المحاسبية الحديثة"‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ 46‬أحمد سالم ملحم‪ "،‬بيع المرابحة وتطبيقاته في المصارف االسالمية"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص ‪.69 ،25‬‬
‫‪ 47‬سيف هشام صباح‪ "،‬الصيرفة اإلسالمية مفهومها‪ %‬وعملياتها‪ %‬دراسة تحليلية على المصرف العراقي اإلسالمي باالعتماد على عدد من المؤشرات‬
‫المالية"‪ ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت اإلسالمية‪.)http://www.kantakji.org/index.htm،‬‬
‫‪48‬‬
‫‪.‬أحمد سليمان خصاونة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪87‬‬
‫‪ 49‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫أن ال يكون العقد في الثمن األول مقابالً بجنسه من أموال الربا‪ ،‬ألن المرابحة بيع بالثمن األول‬ ‫‪.1‬‬
‫وزيادة‪ ،‬والزيادة في أموال الربا ربا ال ربحا‪.50‬‬
‫أن يكون الربح معلوماً‪ %‬مقدارا أو نسبة من الثمن األول ‪.51‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن تكون السلعة موجودة عند البائع حين إبرام عقد البيع أي أن يكون حائزاً للبضاعة ومالكا ً لها‬ ‫‪.3‬‬
‫وقادراً على تسليمها إلى المشتري الن عقد بيع المرابحة يقوم على البيع الخاص‪.52‬‬
‫إن يكون الثمن معلوما ً للمشتري‪ %‬الثاني الن المرابحة بيع بالثمن األول مع زيادة ربح والعلم بالثمن‬ ‫‪.4‬‬
‫األول شرط لصحة البيع فإذا لم يكن معلوما ً فهو فاسد‪.53‬‬
‫أن يكون العقد األول صحيحا ً الن بيع المرابحة مرتبط بالعقد األول فإذا كان فاسداً لم يجز بيع‬ ‫‪.5‬‬
‫المرابحة‪.‬‬
‫أن يكون رأس المال من المثليات ‪ ،‬بمعنى أن يكون له مثيل كالمكيالت والموزونات‪ %‬والعدديات وإذا‬ ‫‪.6‬‬
‫كان مما ال مثل له من العروض ال يجوز‪ %‬بيعه مرابحة‪.‬‬
‫أن يتفق الطرفان على باقي‪ %‬شروط المواعدة من زمان ومكان وكيفية التسليم‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ان يبين البنك العيب الحادث بعد الشراء وكل ما هو في معنى العيب‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫أنواع المرابحة‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر المرابحة أحد عقود البيوع الهامة في الفقه اإلسالمي وتنقسم بيوع المرابحة إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ ‬بيع المرابحة ‪:‬‬
‫وهذا النوع من البيوع هو الذي يشترط فيه أن يكون المبيع مملوكا للبائع‪ ،‬وتمارس‪ %‬البنوك اإلسالمية‬
‫هذا النوع من البيوع عن طريق‪ %‬شركاتها التابعة لها أو عن طريق‪ %‬الشركات التي يدخل فيها البنك مع‬
‫عمالئه‪ ،‬وتتمثل‪ %‬شروط هذا النوع من المرابحة في اآلتي‪:54‬‬
‫علم المشتري‪ %‬بالثمن األول‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫علم المشتري‪( %‬العميل) والبائع (البنك) بالربح‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن يكون رأس المال من المثليات كالمكيالت والموزونات والعدديات‪ ،‬ويلحق برأس المال كل نفقة‬ ‫‪-3‬‬
‫معتادة في عرف التجار بأنها تدخل في رأس المال‪.‬‬

‫‪ 50‬عبد الرحمن الجزيري ‪" ،‬الفقه على المذاهب األربعة"‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى الجزء ‪ ،2‬سوريا‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.281‬‬
‫‪ 51‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي ‪" ،‬بدائع الصنائع في ترتيب‪ %‬الشرائع"‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الجزء ‪ ،5‬بيروت لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪.221‬‬
‫‪.Mane karich, "le système financier islamique", larcier Bruxelles, 2002, page55 52‬ا‬
‫‪53‬‬
‫‪.‬عبد الحميد محمود البعلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪72‬‬
‫‪ 54‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.203‬‬
‫أال تكون المرابحة في بيع األموال الربوية بجنسها فإذا اشترى المكيل أو الموزون بجنسه مثال بمثل‬ ‫‪-4‬‬
‫فال يجوز له أن يبيعه مرابحة ألن المرابحة بيع بالثمن األول مع زيادة والزيادة في بيع األموال‬
‫الربوية‪ ،‬بجنسها يكون ربا إذا اختلف الجنس فال مانع من المرابحة يدا بيد‪.‬‬

‫بيع المرابحة لألمر بالشراء‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ويعد بيع المرابحة لآلمر بالشراء مصطلح حديثا باعتباره صيغة من صيغ التعامل المصرفي‪ %‬في مج‪%%‬ال‬
‫االستثمار‪ %‬الالربوي باإلضافة إلى الصيغ األخرى‪ ،‬والتي تمث‪%%‬ل في مجموعه‪%%‬ا الب‪%%‬ديل اإلس‪%%‬المي لألس‪%%‬لوب‬
‫الرب‪%%‬وي‪ %‬في االس‪%%‬تثمار ال‪%%‬ذي تمارس‪%%‬ه البن‪%%‬وك التجاري‪%%‬ة الربوية‪ ،55‬وهي قي‪%%‬ام العمي‪%%‬ل أو م‪%%‬ا يس‪%%‬مى ب‪%%‬اآلمر‬
‫بالشراء بالطلب من المصرف‪ %‬االسالمي (المأمور بالشراء) بأن يش‪%%‬تري س‪%%‬لعة معين‪%‬ة ويع‪%%‬ده ب‪%‬أن يش‪%‬تريها‬
‫منه بربح معين‪ ،‬و اآلمر بالشراء قد يدفع الثمن حاال أو مؤجال أي على اقساط وهي الحالة المعمول بها في‬
‫الغالب‪.56‬‬
‫قيام البنك بتنفيذ طلب التعاقد معه على أساس شراء األول ما يطلبه الثاني بالنقد الذي يدفعه البنك كليا ً أو‬
‫جزئيا ً وذلك في مقابل التزام الطالب بشراء ما أمر به وحسب الربح المتفق عليه عند االبتداء‪ ،‬وتكون‬
‫العملية مركبة من وعدين‪ :‬وعد بالشراء من العميل الذي يطلق عليه "اآلمر بالشراء"‪ ،‬ووعد من‬
‫المصرف‪ %‬بالبيع بطريقة المرابحة أي بزيادة ربح معين المقدار أو النسبة على الثمن األول‪.‬‬
‫مشروعية المرابحة لآلمر بالشراء‬ ‫‪‬‬

‫وفيما‪ %‬يلي قرار‪ %‬المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ : 57%‬إن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت من ‪ 6-1‬جمادى األولى ‪1409‬هـ الموافق‪ 15-10‬كانون األول‬
‫(ديسمبر)‪1988‬م‪ ،‬بعد اطالعه على البحوث المقدمة من األعضاء والخبراء في موضوعي‪ %‬الوفاء بالوعد‪،‬‬
‫والمرابحة لآلمر بالشراء ‪ ،‬واستماعه للمناقشات التي دارت حولهما‪ ،‬قرر ما يلي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬أن بيع المرابحة لآلمر بالشراء إذا وقع على سلعة بعد دخولها‪ %‬في ملك المأمور‪ ،‬وحصول القبض‬
‫المطلوب شرعا ً ‪ ،‬هو بيع جائز ‪ ،‬طالما كانت تقع على المأمور مسؤولية التلف قبل التسليم ‪ ،‬وتبعة الرد‬
‫بالعيب الخفي ونحوه من موجبات الرد بعد التسليم ‪ ،‬وتوافرت شروط البيع وانتفت موانعه ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الوعد ‪ -‬وهو الذي يصدر‪ %‬من اآلمر أو المأمور على وجه االنفراد ‪ -‬يكون ملزما ً للواعد ديانة إال‬
‫لعذر‪ ،‬وهو ملزم قضاء إذا كان معلقا ً على سبب ودخل الموعود في كلفة نتيجة الوعد ‪ .‬ويتحدد أثر اإللزام‬
‫في هذه الحالة إما بتنفيذ الوعد‪ ،‬وإما بالتعويض عن الضرر الواقع فعالً بسبب عدم الوفاء بالوعد بال عذر‪.‬‬
‫‪55‬حسن عبد هللا األمين‪" ،‬االستثمار‪ %‬الالربوي في نطاق عقد المرابحة"‪ ،‬المركز العالمي ألبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة عبد العزيز جدة‪ ،‬ص‬
‫‪.72‬‬
‫‪ 56‬محمود حسين الوادي‪" ،‬المصارف االسالمية األسس النظرية والتطبيقات‪ %‬العملية"‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫‪ 57‬مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬الدورة الخامسة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬من ‪ 6-1‬جمادى األولى ‪1409‬هـ الموافق‪ 15-10‬كانون األول (ديسمبر) ‪1988‬م‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المواعدة ‪ -‬وهي التي تصدر‪ %‬من الطرفين ‪ -‬تجوز في بيع المرابحة بشرط الخيار للمتواعدين ‪،‬‬
‫كليهما أو أحدهما ‪ ،‬فإذا لم يكن هناك خيار فإنها ال تجوز ‪ ،‬ألن المواعدة الملزمة في بيع المرابحة تشبه‬
‫البيع نفسه ‪ ،‬حيث يشترط‪ %‬عندئذ أن يكون البائع مالكا ً للمبيع حتى ال تكون هناك مخالفة لنهي النبي عن بيع‬
‫اإلنسان ما ليس عنده ‪.‬‬

‫مخاطر المرابحة لآلمر بالشراء‬ ‫‪‬‬


‫وتتمثل مخاطر‪ %‬هذه الصيغة بمخاطر عدم القدرة على التسليم‪ ،‬ومخاطر‪ %‬السعر‪ ،‬ومخاطر عدم‬
‫صالحية السلعة‪ ،‬أو عدم توافرها‪ ،‬والتوقف‪ %‬عن السداد‪ ،58‬حيث يفوت ذلك على المصرف‪ %‬اإلسالمي‬
‫فرصة إعادة استثمار خالل فترة التأخير‪ ،‬وبالتالي حرمانه من العوائد‪ %‬المتوقعة لهذا االستثمار‪،‬‬
‫وارتفاع تكلفة منح التمويل‪ ،‬ومتابعته‪ ،‬وتجميد‪ %‬بعضه دون عوائد عند التأخير في السداد‪ ،‬وإعدام جزء‬
‫آخر منه ودخول هذه المصارف في قضايا‪ %‬ومنازعات مع العمالء‪ ،‬والنتيجة النهائية لذلك انخفاض‬
‫العائد اإلجمالي لهذه المصارف‪ %‬وانعكاس ذلك على عوائد المستثمرين‪ ،‬ويزيد‪ %‬ذلك األثر سوءاً في ظل‬
‫التشريعات‪ %‬القانونية‪ ،‬حيث ال تعترف هذه القوانين باألضرار الناشئة عن المماطلين الموسرين عند‬
‫إخاللهم بالعقد وتخلفهم عن تسديد الدين دون عسر في موعده حتى وإن اعترفت فإن طول فترة السداد‬
‫يجعل األمر يفقد جدواه‪ ،‬وتعتبر صيغه المرابحة أهم الصيغ المستخدمة في المصارف اإلسالمية فهي‬
‫أكثر الصيغ توظيفا ً فيها‪.‬‬
‫وثمة مشكلة أخرى محتملة وقد تحدث في عقد بيع مثل بيع المرابحة الذي اجمع الفقهاء على ان هذا‬
‫العقد قد تمت إجازته كأحد صور البيع اآلجل‪ ،‬وشرط‪ %‬صحة هذا العقد تقوم على حقيقة أنه يتعين على‬
‫المصرف‪ %‬تملك السلعة ومن ثم تحويل ملكية هذه السلعة للزبون‪ ،‬واالمر الذي يصدر عن الزبون هو وعد‬
‫الشراء‪ ،‬وهذا ما جاء به مجمع الفقه االسالمي وهيئة المحاسبة ومعظم المصارف‪ %‬اإلسالمية لكن فقهاء‬
‫آخرين يعتبرون الوعد غير ملزم للزبون يعني ان الزبون ممكن ان يتراجع عن اتمام عقد الشراء ‪ ،‬وبهذا‬
‫فإن أهم المخاطر قد تنشأ من عدم االتفاق على طبيعة العقد‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬عقد اإلجارة‬
‫‪‬مفهوم اإلجارة‬
‫اإلجارة في اللغة اسم لألجرة وهي كراء األجير‪ .‬واإلجارة اصطالحا‪ :‬تمليك منافع شيء مباح مدة‬
‫معلومة بعوض‪ .59‬واإلجارة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع‪.60 %‬‬
‫اإلجارة هي عبارة عن عقد إيجار بين طرفين‪:61%‬‬

‫الريحان بكر‪" ،‬البيوع البنوك"‪ ،‬مج ‪ ،19‬ع‪ ،34‬عمان ‪-‬األردن‪،2000 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪59‬‬
‫‪.‬أحمد سليمان خصاونة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪93‬‬
‫‪60‬ال ّسيّد سابق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪61‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.166،165‬‬
‫الطرف‪ %‬األول‪ :‬المؤجّر (أو المصرف) الذي يحتفظ بحق ملكية األصل الرأسمالي المؤجّر‪%.‬‬
‫الطرف‪ %‬الثاني‪ :‬المستأجر‪ %‬الذي سوف‪ %‬يتمتع بمزايا االنتفاع باألصل أو استخدامه إلنتاج السلع والخدمات‬
‫بدون أن يكون مالكا له‪ ،‬ولكنه يقتني هذا األصل خالل فترة محددة مقابل دفعه مبلغ اإليجار المتفق عليه‬
‫دوريا‪%.‬‬
‫‪62‬‬
‫شروط اإلجارة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬أن تكون العين المؤجرة معلومة أي محددة ومعروفة للمستأجر‪%.‬‬
‫‪ -‬أن تكون المدة معلومة ومتفق عليها بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون العوض –اإليجار‪ -‬معلوما قبل أو عند التعاقد ويصبح حقا للمؤجر‪ %‬عند تسليم العين وبذلك يعتبر‬
‫معلومية اإليجار شرطا أساسيا‪ %‬جنسا وقدرا وصفة باعتباره عقد معاوضة إذ يعتبر‪ %‬العلماء ذلك ضرورة‬
‫على وجه تنقطع به المنازعة وإال كان العقد عبثا فال تمليك بغير عوض‪.‬‬
‫أنواع اإلجارة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬التأجير المنتهي بالتمليك ‪:‬‬
‫إن صيغة التأجير المنتهي باالقتناء‪( %‬بالتمليك) هي الصيغة السائدة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬وهي تتميز‬
‫بكون البنك اإلسالمي (مؤجر) ال يقتني الموجودات واألصول الرأسمالية انطالقا‪ %‬من دراسة السوق والتأكد‬
‫من وجود رغبات لها‪ ،‬بل أنه يشتريها‪ %‬بناء على طلب ورغبة العميل (المستأجر) وحسب تحديده‬
‫للمواصفات المطلوبة‪ ،‬ومن ثم يحرر‪ %‬عقد إيجار بين الطرفين متضمنا جميع الشروط‪ %‬التي يتم االتفاق‬
‫عليها‪ .‬كما يتضمن التزام المستأجر‪ %‬أثناء فترة التأجير أو لدى انتهاءها بشراء األصل الرأسمالي وهو‬
‫المسؤول‪ %‬عن تكاليف التشغيل مثل الصيانة‪ ،‬والتأمين على األصل‪.‬‬
‫ويجب أن ينص في العقد بشكل واضح على إمكانية اقتناء المستأجر لهذا األصل في أي وقت أثناء مدة‬
‫التأجير أو حين انتهاءها كما ينبغي أن يكون هناك تفاهم بشأن ثمن الشراء بين الطرفين مع األخذ بعين‬
‫االعتبار مجموع قيم الدفعات اإليجارية‪.‬‬
‫وقد‪ %‬جاء في قرار‪ %‬مجمع الفقه اإلسالمي رقم‪ )6( %‬الذي لم يشأ أن يصرح بحكم االكتفاء عن صور‪%‬‬
‫اإليجار المنتهي بالتمليك بدائل أخرى منها‪:‬‬
‫البيع باألقساط‪ %‬مع الحصول على الضمانات الكافية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقد إجارة مع إعطاء المالك الخيار للمستأجر بعد االنتهاء من وفاء جميع األقساط‪ %‬اإليجارية‬ ‫‪-‬‬
‫المستحقة في واحد من األمور التالية‪ :‬مد مدة اإلجارة‪ ،‬أو إنهاء عقد اإلجارة ورد العين المأجورة‬
‫إلى صاحبها‪ ،‬أو شراء العين المأجورة بسعر‪ %‬السوق عند انتهاء مدة اإلجارة‪.‬‬
‫التأجير التمويلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪http://www.cibafi.org 62‬‬
‫هو اتفاق قطعي‪ %‬ال رجعة فيه بين البنك والزبون ‪ ،‬يشتري فيه البنك أصالً رأسمالياً‪ %‬عادةً ما يتمثل في‬
‫آلة يؤجرها للزبون لفترة يتفق عليها ‪ ،‬وتظل ملكية القانونية من حق البنك ‪ ،‬والملكية االقتصادية من حق‬
‫الزبون في مقابل قسط إيجار متفق عليه ‪ ،‬وفي نهاية المدة المتفق عليها يعود األصل المستأجر‪ %‬إلى البنك‪.‬‬
‫وفي‪ %‬معظم عقود التأجير التمويلي يعطى المستأجر‪ %‬حق تملك األصل بعد انتهاء الفترة المحددة في عقد‬
‫اإليجار‪.‬‬
‫التمويل التشغيلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فهو يختلف عن التأجير التمويلي من حيث إمكانية إلغائه ‪ ،‬وأن فترة التأجير عادة ما تكون اقصر‪،‬‬
‫يضاف‪ %‬إلى ذلك مسؤولية البنك عن جميع نفقات الملكية بما فيها صيانة األصل وإصالحه ‪.‬‬
‫ويستهدف البنك تحقيق األرباح من هذا النوع من العقود عن طريق استرداد األصل بعد انقضاء فترة‬
‫اإليجار‪ ،‬وإعادة تأجيره لمستخدم آخر يرغب في تأجيرها‪%.‬‬
‫لكن المصارف‪ %‬اإلسالمية لم تجد هذا التطوير‪ %‬مالئما لألغراض العملية نتيجة تنوع طلبات العمالء‪،‬‬
‫واختالف‪ %‬الفترات اإليجارية‪ ،‬مما زاد من درجة المخاطر‪ %‬التي يتعرض لها المصرف‪ .63%‬لذلك ال بد من‬
‫تطوير‪ %‬هذا العقد‪ ،‬حتى تتمكن المصارف‪ %‬اإلسالمية من تقليل درجة المخاطر‪ ،‬ومواجهة التحديات الحالية‪.‬‬
‫انواع المخاطر في اإلجارة‬ ‫‪‬‬
‫من أهم المخاطر‪ %‬التي يواحهها‪ %‬عقد اإلجارة هي‪:64‬‬
‫مخاطر‪ %‬عدم سداد أقساط اإلجارة كاملة في مواعيدها‪ ،‬أو رد الموجودات المؤجرة في نهاية مدة‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلجارة‪ ،‬وذلك في اإلجارة التشغيلية‪.‬‬
‫المخاطر‪ %‬السوقية في حالة اإلجارة التمويلية بارتفاع قيمة الموجودات المؤجرة في السوق عن‬ ‫‪-2‬‬
‫القيمة المتعاقد عليها‪.‬‬
‫المخاطر‪ %‬القانونية بعدم شراء العميل العين المؤجرة في اإلجارة التمويلية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫محاضرة‪ :8‬بيع السلم‬

‫مفهوم السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ 63‬أحمد سليمان خصاونة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.95‬‬


‫‪ 64‬محمد نور علي عبد هللا(‪1423‬ه)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ، 9‬محمد عبد الحليم عمر‪" ،‬ادارة المخاطر في المصارف االسالمية"‪ ،‬قدم في دورة تدريبية‬
‫عن إدارة المخاطر‪ ،‬لبنان‪ 2005 ،‬ص‪.33‬‬
‫السلم لغة معناه اإلعطاء والترك والتسليف‪ ،‬أما السلم في مصطلح الفقهاء فهو‪ %‬بيع آجل بعاجل‪ ،65‬وهو‬
‫بيع سلعة (بضاعة) يقبض ثمنه ماال وتأجيل تسليمه إلى فترة قادمة و يسمى بيع السلف‪ ،66‬كما أنه مشروع‬
‫في الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫فصاحب رأس المال يحتاج أن يشتري‪ %‬السلعة وصاحب السلعة يحتاج إلى ثمنها مقدما لينفقه سلعته حتى‬
‫يصفها‪ .‬وبهذا نجد أن المصرف‪ %‬أو أي تاجر يمكن له أن يقرض المال للمنتجين ويسدد‪ %‬القرض ال بالمال‬
‫النقدي ألنه سيكون (قرض بالفائدة)‪ ،‬ولكن بمنتجات مما يجعلنا أمام بيع سلم يسمح للمصرف‪ %‬أو للتاجر‬
‫بربح مشروع ويقوم المصرف‪ %‬بتصريف‪ %‬المنتجات والبضائع‪ %‬التي يحصل عليها وهو بهذا ال يكون تاجر‬
‫نقد وائتمان بل تاجر حقيقي يعترف‪ %‬اإلسالم بمشروعيته وتجارته ‪ .‬وبالتالي يصبح المصرف اإلسالمي‬
‫ليس مجرد مشروع يتسلم األموال بفائدة لكي يوزعها بفائدة أعلى ولكن يكون له طابع الخاص حيث‬
‫يحصل على األموال ليتاجر ويضارب ويساهم‪ %‬بها‪.‬‬
‫وهكذا يمكن أن يكون عقد السلم طريقا للتمويل يغني عن القرض بالفائدة‪ .‬فأصحاب‪ %‬السلع والبضائع‪%‬‬
‫يمكنهم أن يحصلوا من المصرف‪ %‬على ثمن بضائعهم مقدما على أن تسلم للمصرف مستقبال ليتاجر بها كما‬
‫يمكن للمصرف‪ %‬أن يستخدم‪ %‬بيع السلم في بيع تجارته‪. 67‬‬
‫مشروعية السلم‬ ‫‪‬‬
‫ثبتت مشروعية السلم بالقرآن والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫‪‬من القرآن الكريم‪:‬‬
‫قول هللا تعالى ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه"(سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.)282‬‬
‫‪‬من السنة النبوية الشريفة‪:‬‬
‫ما روي ابن عباس رضي هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قدم المدينة والناس يسلفون في‬
‫التمر السنتين والثالث فقال عليه الصالة والسالم‪" :‬من أسلف فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى‬
‫أجل معلوم‪" %‬‬
‫‪‬اإلجماع‪:‬‬
‫قال ابن المنذر‪ :‬أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن السلم جائز‪.‬‬
‫وقال ابن نجيم السلم عقد جائز على خالف القياس إذ هو بيع المعدوم ووجب المصير‪ %‬إليه بالنص‬
‫واإلجماع‪ %‬للحاجة‪.‬‬

‫‪ 65‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.171‬‬


‫‪.Mane karich, 2002, "le système financier islamique", larcier Bruxelles, page58 66‬ا‬
‫‪ 67‬محمد صالح الحناوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫ويقول ابن قدامه في المغني وألن المثمن في البيع أحد عوضي العقد فجاز‪ %‬أن يثبت في الذمة كالثمن وألن‬
‫بالناس حاجة إليه ألن أرباب الزروع والثمار‪ %‬والتجارات يحتاجون إلى النفقة على أنفسهم وعليها لتكمل‬
‫وقد‪ %‬تعوزهم النفقة فجوز‪ %‬لهم السلم ليرتفقوا ويرتفق المسلم ( أي رب السلم ) باالسترخاص ‪.‬‬
‫شروط السلم‬ ‫‪‬‬
‫شروط‪ %‬وقيود‪ %‬تحفظ للسلم إباحته ومنها‪:‬‬
‫‪‬شروط‪ %‬المسلم فيه (السلعة)‪:‬‬
‫أن تكون السلع أو البضائع في هذا النوع من العقود منضبطة األوصاف لتفادي المشاكل عند‬ ‫‪-‬‬
‫التسليم في الموعد المحدد‪.68‬‬
‫أن يكون دينا يثبت في الذمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يكون تسليمه مؤجال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪‬شروط‪ %‬مال السلم‪:‬‬
‫أن يكون من النقود ومعلوم القدر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قبض رأس مال السلم في مجلس العقد‪ ،‬وهذا الشرط هام جدا ألن الحكمة من مشروعية السلم هو‬ ‫‪-‬‬
‫توفير التمويل لصاحب السلعة قبل أن توجد لينفق من هذا اإليراد على إنتاجها أو على نفسه‪.‬‬
‫سلم في المعامالت الحديثة‬
‫ال ّ‬ ‫‪‬‬

‫يساهم السلم في تمويل النشاط التجاري والصناعي وخاصة إنتاج وتصدير السلع والمنتجات الرائجة‬
‫بشرائها‪ %‬سلما‪ ،‬أو إعادة تسويقها بأسعار‪ %‬مجزية‪ ،‬ويتعامل المصرف‪ %‬اإلسالمي كممول (أو رب السلم)‬
‫بتغطية نفقات عملية اإلنتاج الزراعي أو التجاري أو الصناعي‪ ،‬وتطوير وسائله وتحسين ظروفه‪ ،‬بدال من‬
‫لجوء المزارع أو التاجر أو الحرفي إلى المصارف الربوية التقليدية‪.‬‬
‫ويمكن للمصارف‪ %‬أن تساهم في التنمية الزراعية‪ ،‬حيث يقوم المصرف بشراء المحصول الزراعي قبل‬
‫حصاده في تقديم الثمن معجال لهم ليستخدموا هذا الثمن في تحسين إنتاجهم وترقيته‪. 69‬‬
‫ويمكن كذلك أن يستفيد المصرف من عقد السلم بتمويل الصناع وأصحاب‪ %‬الحرف‪ ،‬إلقامة المعامل‬
‫وشراء اآلالت ومستلزمات اإلنتاج‪ ،‬ليقوموا بعد ذلك بتسليم‪ %‬المصرف سلعا في مدة معينة أو بصفة دورية‪،‬‬
‫مقابل سعر محدد سلفا عند التعاقد‪ ،‬ثم يقوم المصرف بإعادة تسويق‪ %‬هذه المنتجات بمختلف الطرق‬
‫الشرعية المتاحة وتحقيق‪ %‬الربح‪.‬‬
‫ويمكن للمصرف اإلسالمي االستفادة من عقد السلم في التجارة الخارجية‪ .‬كما يمكن تطوير‪ %‬هذا العقد‬
‫لتلبية حاجات العمالء‪.‬‬

‫‪.Mane karich (2002), "le système financier islamique", larcier Bruxelles, page60 68‬ا‬
‫‪69‬د‪ .‬محمد أحمد سراج‪" ،‬النظام المصرفي اإلسالمي"‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1989 ،‬ص‪.303‬‬
‫سلم‬
‫مميزات بيع ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬تشغيل أموال المصرف (الممول) بربح جيد ‪1-‬‬
‫‪.‬توفير التمويل الالزم للمنتجين ورجال األعمال حسب األحكام الشرعية ‪2-‬‬
‫‪.‬ضمان الحصول على السلعة وقت احتياجها بسعر مناسب ‪3-‬‬
‫‪.‬تطبيقه مع صغار المنتجين والحرفيين عصب التنمية في الدولة النامية ‪4-‬‬
‫‪.‬التوجه إلى االستثمار‪ %‬والتنمية ‪5-‬‬
‫أنواع مخاطر السلم‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬التذبذب في األسعار أو عدم يقينية عائد السلم‪:‬‬
‫حيث يمكن أن ينحرف سعر السوق‪ %‬وقت تسليم المسلم فيه عن السعر السائد وقت إبرام العقد‪ ،‬مما‬
‫يعرض المصرف لمخاطر‪ %‬تحل الخسارة‪.70‬‬
‫‪‬تعذر تسليم المسلم فيه عند حلول األجل‪:‬‬
‫ممكن بسبب مماطلة العميل وتعمده في إضاعة حقوق البنك‪ ،‬أو بسبب فشل المحصول ألسباب خارج‬
‫إرادة وسيطرة العميل‪.. ،‬الخ‪ ،‬لهذا يجب أن يدرس البنك أوال األسباب التي أدت إلى تعذر تسليم السلعة‪.‬‬
‫‪ ‬من المخاطر التي تواجه البنك انه ال يمكن التنبؤ بأسعار السلع‪:‬‬
‫والتي تتقلب حسب آلية العرض والطلب‪ ،‬باإلضافة إلى التكاليف‪ %‬التي سيتحملها البنك إلعداد المخازن‬
‫والمستودعات‪ ،‬وبذلك‪ %‬تكون هناك تكلفة إضافية ومخاطر‪ %‬اسعار تقع على المصرف الذي يملك هذه‬
‫السلعة بموجب عقد السلم‪ ،‬وهذا النوع من التكاليف والمخاطر الخاص بالمصارف اإلسالمية فقط‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلستصناع‬
‫لقد أظهرت حاجة العصر المتطور أنواعا من المعامالت كانت الحاجة إليها ضئيلة فيما مضى من ذلك‬
‫عقد اإلستصناع لشراء مصنوعات لدى بعض المصانع ال تتوافر فيها المصنوعات المطلوبة لكمياتها أو‬
‫لمواصفاتها الخاصة من اآلليات والمعدات والسلع الغذائية المصنعة ونحو‪ %‬ذلك مما ال يحصى حيث يتعذر‬
‫صناعة سلع قبل وجود مشتر معين لها كبناء منزل معين أو جسر بمواصفات معينة أو مصفاة بترول أو‬
‫طائرة أو غواصة وهكذا ‪ ،‬وهذا التعذر قد يكون فنيا ً تقنيا ً وقد يكون ألسباب مالية ومن هنا تظهر األهمية‬
‫االقتصادية لعقد االستصناع ‪.‬‬
‫مفهوم اإلستصناع‬ ‫‪‬‬

‫‪ 70‬محمد نور علي عبد هللا‪ ،‬تحليل مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،95‬محمد عبد الحليم عمر ‪" ،‬ادارة المخاطر في‬
‫المصارف االسالمية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪‬االستصناع في اللغة‪ :‬مصدر‪ %‬استصنع الشيء‪ :‬أي دعا إلى صنعه‪ ،‬ويقال‪ :‬اصطنع فالن باباً‪ :‬إذا سأل‬
‫رجال أن يصنع له بابا‪ ،‬كما يقال‪ :‬اكتتب‪ ،‬أي أمر أن يكتب له‪.‬‬
‫‪‬في اصطالح الفقهاء‪ :‬عرفه الحانفية بأنه‪ :‬عقد على المبيع في الذمة شرط فيه العمل‪ ،‬فإذا قال شخص‬
‫آلخر من أهل الصنائع‪ ،‬اصنع لي الشيء الفالني بكذا درهما‪ ،‬وقبل الصانع ذلك‪ ،‬انعقد استصناعا عند‬
‫الحنفية‪.71‬‬
‫مشروعية اإلستصناع‬ ‫‪‬‬
‫ثبتت مشروعية االستصناع‪ %‬بأستصناعه‪ ،‬صلى هللا عليه وسلّم‪ ،‬خاتما ومنبرا‪ %‬وأجيز لألسباب التالية‪:72‬‬
‫‪ -‬تعامل الناس به تعامال من غير نكير حتى أصبح إجماعا‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة تدعو إليه‪ ،‬ولو لم يصح االستصناع‪ %‬ألصاب الناس الحرج‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع باإلباحة األصلية لعدم مخالفته ألي حكم أو قاعدة فقهية‪.‬‬
‫ويرى جمهور‪ %‬الفقهاء (المالكية والشافعية و الحنابلة) ّ‬
‫أن عقد اإلستصناع ليس صيغة أو عقدا قائما بذاته بل‬
‫هو نوع من السلم‪ ،‬وبالتالي‪ %‬تطبق عليه جميع أحكام السّلم‪.‬‬
‫أما الحنفية فاإلستصناع عندهم عقد مستقل بذاته وهو جائز استحسانا‪ %‬لشيوع التعامل به بين الناس‪.‬‬
‫شروط االستصناع‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون المستصنع‪ %‬معلوما ببيان جنسه ونوعه وأوصافه المطلوبة وهذا التحديد الدقيق يجعل ‪-‬‬
‫‪73.‬الوقوع‪ %‬في النزاع والخالفات بين الصانع والمستصنع في أضيق الحدود‬
‫‪.‬أن يكون اإلستصناع‪ %‬في األشياء المتعامل قيها مثل األحذية والمالبس واألثاث ‪-‬‬
‫‪.‬أن يقدم الصانع مستلزمات الصناعة ويجب تحديد األجل ‪-‬‬
‫‪.‬أن يكون الثمن معلوما علما نافيا للجهالة ‪-‬‬
‫‪.‬أن ال يتأثر الثمن بزيادة األسعار أو أجرة العمل في األحوال العادية ‪-‬‬
‫أهداف تمويل اإلستصناع‬ ‫‪‬‬
‫إن الغاية األساسية من التمويل بصيغة اإلستصناع‪ %‬والذي تعمل به المصارف‪ %‬اإلسالمية الكبيرة ه‪%%‬و دعم‬
‫جهود التنمية الصناعية في الدول اإلسالمية وزيادة قدراتها الصناعية‪.‬‬

‫‪ 71‬المبسوط ‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.2‬‬


‫‪72‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫‪-73‬نيس‪%%%%%‬ان أديب نيس‪%%%%%‬ان‪" ،‬آلي‪%%%%%‬ة اس‪%%%%%‬تقطاب وتخص‪%%%%%‬يص األم‪%%%%%‬وال في المص‪%%%%%‬ارف اإلس‪%%%%%‬المية"‪ ،‬موق‪%%%%%‬ع أبح‪%%%%%‬اث فق‪%%%%%‬ه‬
‫المعامالت‪ %‬اإلسالمية‪.http://www.kantakji.org/index.htm ،‬‬
‫‪.‬‬
‫ومن خالل صيغة اإلستصناع يمكن تمويل المباني السكنية واالستثمارية وتمويل‪ %‬إنتاج السلع الرأسمالية‬
‫المتعددة كالمعدات واآلالت والسفن المختلفة‪ ،‬والمولدات والمحركات الكهربائية‪...‬إلخ‪ .‬والمصرف‪ %‬إما أن‬
‫يكون مستصنعا أو صانعا‪.‬‬
‫مستصنعا‪ :‬فبتوفير‪ %‬ما يحتاجه المصرف‪ %‬من خالل عقد االستصناع مع الصناعيين والذي يوفر لهم التمويل‬ ‫‪‬‬
‫المبكر ‪ ،‬ويضمن تسويق مصنوعاتهم ‪ ،‬ويزيد من دخل األفراد‪ ، %‬مما يزيد من رخاء المجتمع بتداول‬
‫السيولة المالية بين أبناء البلد ‪.‬‬
‫صانعا‪ :‬فإنه يتمكن على أساس عقد االستصناع من دخول عالم الصناعة والمقاوالت بآفاقهما‪ %‬الرحبة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كصناعة السفن والطائرات‪ %‬والبيوت والطرق ‪ ،‬وغير ذلك ‪ ،‬حيث يقوم المصرف بذلك من خالل أجهزة‬
‫إدارية مختصة بالعمل الصناعي في المصرف‪ %‬؛ لتصنع االحتياجات المطلوبة للمستصنعين‪.74‬‬
‫وهناك حالة ثالثة ‪ ،‬وهي أن يكون المصرف صانعا ً ومستصنعا ً في نفس الوقت ‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫"باالستصناع الموازي" وهذا النوع هو األكثر مالئمة لعمل المصارف اإلسالمية‪.‬‬
‫أنواع مخاطر االستصناع‬ ‫‪‬‬
‫أهم المخاطر التي يواجهها‪ %‬عقد االستصناع هي‪:‬‬
‫مخاطر‪ %‬الطرف اآلخر في عقد االستصناع‪ %‬التي تواجهها‪ %‬المصارف والخاصة بتسليم السلع‬ ‫‪-‬‬
‫المباعة استصناعا تشبه مخاطر عقد السلم‪ ،‬حيث يمكن أن يفشل الطرف‪ %‬اآلخر في تسليم السلعة‬
‫في موعدها‪ ،‬غير أن السلعة تكون تحت سيطرة الطرف اآلخر و أقل تعرضا لآلفات الطبيعية‬
‫مقارنا بالسلع المباعة سلما‪.75‬‬
‫مخاطر‪ %‬العجز عن السداد من جانب المشتري‪ %‬ذات طبيعة عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التقلبات في أسعار المواد األولية الالزمة لالستصناع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خامسا‪ :‬البيع اآلجل‬

‫مفهوم البيع اآلجل‬ ‫‪‬‬


‫البيع اآلجل هو البيع الذي يتم فيه تسليم المبيع ويؤخر الثمن‪ ،‬وهو البيع بالتقسيط أيضا‪ ،‬وتذهب معظم‬
‫أقوال الفقهاء إلى جواز هذا البيع إذا كان الثمن معلوما لدى الطرفين ال إيهام فيه‪ ،‬وذلك إذا اتفقا على أي‬
‫نوع من البيعين (الحال أو المؤجل) سيتم البيع بينهما‪ ،‬وكان لكل منهما الخيار في إبرام العقد أو العدول‬
‫عنه‪.76‬‬

‫‪ 74‬أبو زيد‪" ،‬عقد االستصناع"‪ ، ،‬موقع أبحاث فقه المعامالت اإلسالمية‪.http://www.kantakji.org/index.htm،‬‬


‫‪ 75‬عادل عبد الفضيل عيد(‪ ،)2011‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،274‬محمد نور علي عبد هللا‪ ،‬تحليل مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية‪،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.13‬‬
‫‪ 76‬د‪.‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬د‪ .‬حسين سعيد‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫مشروعية البيع اآلجل‬ ‫‪‬‬
‫‪‬القرآن الكريم‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ " :‬وأح ّل هللا البيع " (سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪ ،) 275‬فشمل ما بيع بثمن حال وما بيع بثمن مؤجل‪،‬‬
‫وقوله تعالى‪ ":‬يا أيّها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مس ّمى فاكتبوه"(سورة البقرة‪ :‬اآلية‪.)282‬‬
‫‪‬السنة النبوية‪:‬‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها أنها قالت‪:‬‬
‫(اشترى‪ %‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم من يهودي طعاما إلى أجل ورهنه درعا من حديد)‪.‬‬
‫‪‬اإلجماع‪:‬‬
‫أجمعت األمة على جواز بيع األجل إذا كان األجل معلوما‪%.‬‬
‫مميزات البيع ألجل‬ ‫‪‬‬
‫نورد‪ %‬فيما يلي أهم مميزات البيع ألجل‪:77‬‬
‫تنتقل ملكية األصول‪ %‬إلى المشتري (أو المستفيد) بمجرد استالمه لها بحيث يجوز له رهنها‬ ‫‪-1‬‬
‫للحصول على تمويل ألغراض التشغيل‪.‬‬
‫يتم دفع ثمن الشراء على أقساط‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تعتبر صيغة هذا التمويل من أنواع التمويل متوسط‪ %‬األجل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ 77‬د‪.‬محمود حسن صوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬

You might also like