Professional Documents
Culture Documents
الرقابة الشرعية الداخلية كربلاء
الرقابة الشرعية الداخلية كربلاء
بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الدولي الرابع(المؤتمر العلمي السابع)وتحت شعار توظيف
القدرات االلكترونية لالرتقاء بمستوى الخدمات في مدينة كربالء المقدسة /كلية اإلدارة
واالقتصاد/جامعة كربالء
للفترة من /25-24نيسان2012/
المستخلص
يقدم البحث توضيحاً لألساس الشرعي الذي تقوم عليه الرقابة وكما جاء في القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة ،وأهمية الرقابة الشرعية الداخلية للمصارف والمؤسسات اإلسالمية ،ومفهوم
وأهداف وعناصر الرقابة الداخلية التقليدية والشرعية وفقاً لمعايير التدقيق الدولية ومعايير الضبط
الصادرة عن هيئة المحاسب والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية.
Abstract
Paper provides an explanation for the basis of legitimate upon which the
control and as stated in the Quran and the Sunnah, and the importance of
monitoring internal legitimacy of the banks and Islamic institutions, and
the concept, objectives and elements of internal control of conventional
and legitimate according to international auditing standards and standards
setting issued by the Accountant and Auditing Organization for Islamic
Financial Institutions.
المقدمة
لقد عملت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية على تلبية احتياجات المصارف
والمؤسسات اإلسالمية من خالل إصدار معايير المحاسبة والتدقيق واعتمادها كأطر وإ جراءات
التي توفق بين الممارسات المحاسبية التي تسير بها هذه المؤسسات .
وبما أن معايير التدقيق الدولية وأدبيات الرقابة والتدقيق قد تناولت الرقابة الداخلية بمفهومها
التقليدي ،ونظراً ألهمية الرقابة الداخلية في تحقيق أهداف المؤسسات والمصارف اإلسالمية
وتنمية ثقة مستخدمي القوائم المالية بالمعلومات الصادرة عنها فقد أصدرت الهيئة معياراً خاصاً
تحت عنوان الرقابة الشرعية الداخلية والذي حدد القواعد واإلرشادات حول الرقابة الشرعية
الداخلية لدى المؤسسات التي تزاول أعمالها وفقاً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
مشكلة البحث :
تتمثل مشكلة البحث في طرح األسئلة اآلتية :
-هل يوجد أساس تشريعي للرقابة ؟
-هل تختلف الرقابة الداخلية بمفهومها الشرعي عن التقليدي ؟
-كيف يمكن تفعيل الرقابة الشرعية الداخلية ؟
أهمية البحث :إن لموضوع الرقابة الداخلية الشرعية على أعمال المصارف اإلسالمية من
األهمية ما يبعث على البحث والكتابة فيه ،وذلك من اجل تطوير وتفعيل الرقابة الداخلية الشرعية
في هذه المصارف لضبط األعمال والتصرفات المالية فيها ،خاصة وأن موضوع الرقابة
الداخلية الشرعية ال زال حديثاً والكتابة فيه قليلة مقارنة بالرقابة الداخلية التقليدية.
أهداف البحث :يهدف البحث إلى تحقيق اآلتي :
-إلقاء الضوء على األساس التشريعي للرقابة.
-توضيح أنواع الرقابة الداخلية الشرعية.
-توضيح أهمية الرقابة الداخلية الشرعية للمؤسسات اإلسالمية من شركات ومصارف.
-دراسة وتحليل المعايير الدولية (التقليدية) والشرعية التي تناولت الرقابة الداخلية من
حيث المفهوم واألهداف.
فرضية البحث :
تتمثل فرضية البحث الرئيسة باآلتي " :للرقابة الداخلية الشرعية أساس تشريعي في القرآن
الكريم والسنة النبوية ...وتنبثق من هذه الفرضية الفرضيات الفرعية اآلتية :
-1هناك اختالف بين الرقابة الشرعية الداخلية والرقابة الداخلية التقليدية.
-2من أجل تفعيل الرقابة الشرعية الداخلية ال بد من اعتماد المعايير التي حددها معيار
الضبط رقم (.)3
منهج البحث :
لتحقيق أهداف البحث تم االعتماد على المنهج الوصفي من خالل االستعانة باالطاريح
والرسائل والدوريات والكتب ومواقع شبكة االنترنيت التي تناولت موضوع الدراسة والسيما
ذات العالقة بموضوع البحث.
1
خطة البحث :
تم تقسيم البحث إلى ثالثة مباحث وكاآلتي :
البحث األول – األساس التشريعي للرقابة.
المبحث الثاني – دراسة تحليلية مقارنة لمعيار التدقيق الدولي ( )315ومعيار الضبط اإلسالمي (
.)3
المبحث الثالث – االستنتاجات والتوصيات.
مالحظة :يتم اإلشارة هنا إلى المصارف اإلسالمية باعتبارها أهم المؤسسات المالية اإلسالمية
واالكثرها شيوعاً ،وتنطبق عليها المفاهيم الخاصة بالرقابة الشرعية أكثر من باقي المؤسسات.
المبحث األول :األساس التشريعي للرقابة
أوالً :األساس التشريعي للرقابة
إن التزام المؤسسات اإلسالمية بأحكام وقواعد ومقاصد الشريعة اإلسالمية أمر واجب شرعا ،وال
شك أن أي أمر ال يتحقق هذا االلتزام إال بوجوده واجب أيضا ،ألن ما ال يتم الواجب إال به فهو
واجب.
ولو تحقق التزام المؤسسات اإلسالمية بأحكام وقواعد ومقاصد الشريعة اإلسالمية من خالل
الرقابة الذاتية للقائمين على هذه المؤسسات ،تبقى الرقابة الشرعية على أصل المشروعية ،وذلك
لألدلة التالية(:الصالحين( )12-10 ،2010،العليات)60-58 ،2006،
أوال :مجموعة النصوص الشرعية التي ورد فيها الحض على األمر بالمعروف والنهي عن
المنكر
ومن هذه النصوص :
.1كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل ولو آمن
أهل الكتاب لكان خيراً لهم ،منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (.آل عمران.)110 ،
.2ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،وأولئك هم
المفلحون(آل عمران.)104 ،
.3قوله ( :من رأى منكم منكرا ً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه .)1( ).......
فهذه النصوص جاءت حاضة على األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فيدخل في عمومها
النهي عن كل منكر ،سواء تعلق ذلك المنكر بالعبادات أو المعامالت أو غيرها وال شك أن عدم
االلتزام بالضوابط الشرعية للمعامالت المصرفية هو من المنكرات التي يتجه النهي عنها ،وأن
االلتزام بهذه الضوابط هو من المعروف الذي يجب األمر به ،كما أن جريان األنظمة والعالئق
)?(1
-أخرجه مسلم في صحيحه ،كتاب اإليمان /باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان ،وأن اإليمان يزيد وينقص ()69 /1
حديث رقم ( )78طبعة محمد فؤاد عبد الباقي.
2
بين األطراف الداخلة في العمليات اإلنتاجية واالستثمارية ألي منشأة اقتصادية أو تجارية على
وفق ما تقتضيه النزاهة واألمانة والشفافية لهو من أعرف المعروف ،وأن نقيضه المتمثل في
شيوع الفساد وثقافة االنتهازية ،أو سيطرة التفلت والترهل على الهياكل اإلدارية ألي منشأة لهو
من أنكر المنكر الذي يجب إنكاره.
حاضة على القيام باألمانة والمحافظة عليها ،ومن هذه
ّ ثانيا :مجموعة النصوص التي جاءت
ً
النصوص ما يلي:
.1قوله تعالى في صفات المؤمنين :والذين هم ألماناتهم وعهدهم راعون .المعارج32 :
.2قوله تعالى :إن اهلل يأمركم أن تؤذوا األمانات إلى أهلها ،وإ ذا حكمتم بين الناس أن
تحكموا بالعدل ،إن اهلل كان عزيزاً حكيماً .النساء58 :
.3قوله تعالى:يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا اهلل و الرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم
تعلمون.سورة األنفال.27:
.4قوله ِ " : أد األمانة إلى من أأتمنك وال تخن من خانك"(.)2
.5قوله " :كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .)3( "....
إن النصوص اآلمرة برعاية األمانة والمحافظة عليها ،تشمل في عمومها الرقابة الشرعية من
حيث إن اهلل سبحانه وتعالى قد ائتمن العلماء على القيام بشرع اهلل عز وجل ،وال شك أن تصويب
المعامالت المصرفية بحيث تكون منسجمة مع أمر اهلل عز وجل ،ومتسقة مع هدي رسوله هو
ما ائتمن اهلل سبحانه وتعالى العلماء عليه ،كما أن هؤالء العلماء مؤتمنون من قبل المساهمين
والمودعين في المؤسسات اإلسالمية على أن تكون معامالت هذه المؤسسات متوافقة وأحكام
الشريعة اإلسالمية ،وإ ن التفريط في ذلك يعد خيانة لألمانة ،وال شك أن اتساق هذه المعامالت
واألنشطة وكذلك العالئق والمصالح مع أحكام الشريعة السمحة يصب فيما تسعى إليه الرقابة
والحوكمة بشكل مباشر.
ثالثاً :ممارسة النبي للرقابة اإلدارية ،ومن ذلك حديث ابن اللتبية ،وفيه أن النبي استعمله
على صدقات قومه من األزد ،فلما جاء حاسبه ،فقال :هذا لكم وهذا أهدي إلي ،فقال النبي : فهال
جلست في بيت أمك وأبيك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً ،ثم قام النبي فخطب في الناس فقال:
)?(2
-أخرجه الترمذي في كتاب البيوع /باب ( )38برقم ( ، )1264قال أبو عيسى الترمذي " :هذا حديث حسن غريب " (/3
، )564وأخرج أبو داود في كتاب البيوع ،باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده برقم ( ، )3535والدارمي في كتاب البيوع /باب
في أداء األمانة واجتناب الخيانة )264 /2( ،والحاكم في المستدرك ،كتاب البيوع ( )53 /2برقم ( ، )2296طبعة دار الكتب العلمية
/بيروت ،وقال الحاكم وله شاهد عن أنس .
)?(3
-أخرجه البخاري في ثمانية مواضع بأرقام ( )2278( ، )852و ( )2416و ( )2419و ( )2600و( )4892و ( )4904و (
)6718ومسلم في كتاب اإلمارة برقم (. )1829
3
" فإني استعمل الرجل منكم على العمل فيما والني اهلل فيأتيني فيقول :هذا مالكم وهذا هدية أهديت
إلي أفال جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً ( .)4فها هو النبي ، قد حاسب
ّ
ابن اللتبية ،مع أنه مؤتمن على الصدقات وأوضح في الحديث أن قبول الهدايا في حق العمال ال
يجوز ،وأنه لو لم يكن عامال ً لما أهدي إليه شيء (.)5
وها هو النبي صلى اهلل عليه وسلم يحاسب الوالي الذي كلفه بجمع الزكاة ليعلم ما قبضه وما
صرفه من أموال الزكاة ،ويوضح أن قبول الهدايا في حق العمال ال يجوز؛ ألنه لو لم يكن عامال
لما أهدي إليه شي ،فالنبي صلى اهلل عليه وسلم يرشدنا إلى أن ترك المحاسبة والمساءلة،وعدم
عقاب المفرطين والمهملين ،يشجع الفساد واالنحراف.
رابعا :ممارسة خلفاء اإلسالم والصحابة الكرام رضوان اهلل عليهم للرقابة الشرعية اقتداء
ً
بخير البرية عليه الصالة والسالم ،ومن ذلك ما روي عنهم أنهم كانوا يحاسبون عمالهم
وكذلك يطالبونهم بأن يقدموا حساباتهم وهذا شكل من أشكال الرقابة المالية واإلدارية.
خامساً :نظام الحسبة :إن الرقابة الشرعية تشبه وظيفة المحتسب التي عرفت في صدر اإلسالم
واختفت بظهور النظام العلماني ،حيث كان للمحتسب سلطات وصالحيات تخوله مراقبة
األسواق ،والموازين ،والمكاييل ،وكان يسأل التجار عن أحكام الحالل والحرام في البيوع ،فمن
رآه عالما بها أبقاه في تجارته و إال أخرجه منها ،وسحب ترخيصه ليتعلم أو ً ال قبل أن يعمل في
التجارة وذلك حتى ال يطعم الناس الحرام وهو ال يدري.
ثانياً :أهمية الرقابة الشرعية الداخلية
من المعروف ان األساس الذي تقوم عليه المؤسسات االسالمية هو قيام أعمالها على اساس
أحكام الشريعة اإلسالمية وهذا ما تؤكده قوانين إنشائها ونظمها األساسية ،األمر الذي يلزم
معه العمل بكل الطرق واألساليب على ضمان التزامها بذلك والتحقق من هذا األلتزام
باستمرار ،وهذا ما يتطلب وجود رقابة شرعية داخلية ،ويؤكد الحاجة إليها ما يلي ( :عمر،
( )5-3 ،2002خليل)4 ،2007،
مساندة واستكمال دور هيئات الرقابة الشرعية ،وذلك نظراً لآلتي :
-1ان أعضاء هيئات الرقابة الشرعية غير متفرغين وبعضهم غير مقيم في الدولة أو البلد
مقر المؤسسة الذي يراقب اعمالها ،وبعضهم عضو في أكثر من هيئة للرقابة في
)?(4
-أخرجه البخاري في كتاب الجمعة /باب من قال في الخطبة بعد العشاء :وأما بعد ،برقم ( ، )925وفي كتاب الزكاة /باب في
قول اهلل تعالى (والعاملين عليه) برقم ( ، )1500وفي كتاب الهبة /باب من لم يقبل الهدية لعلة ،برقم ( )2597وأخرجه مسلم في
كتاب اإلمارة /باب تحريم هدايا العمال /برقم (. )1832
)?(5
-ابن حجر العسقالني ،أحمد بن علي فتح الباري في شرح صحيح البخاري ،ج ،13ص.142-140
4
مؤسسات عديدة ،وكل ذلك يجعل من الصعوبة عليهم فحص ومتابعة أعمال المؤسسة
باستمرار.
-2مهام هيئات الرقابة الشرعية كما هي في الواقع وكما تنص عليه القوانين واللوائح التي
تنظم ذلك تدور بين أعمال انشائية ممثلة في وضع العقود والنماذج ونظم
العمل ،واعمال ابداء الرأي فيما يعرض عليهم من مسائل إما في صورة فتاوي
بالترجيح بين اآلراء او االجتهاد في بحث المسائل المستحدثة او الرد على استفسارات
االدارة ،ثم فحص اعمال المؤسسة شرعاً،االمر الذي ال ُيمكنهم المتابعة التفصيلية لكل
ما يحدث في المصرف.
-3إن الرقابة الشرعية الداخلية تتكامل مع عمل هيئات الرقابة الشرعية في تحقيق الهدف
من الرقابة الشرعية بوجه عام وهو ضمان االلتزام باألحكام الشرعية في معامالت
المصرف،إذ يقدر سالمة الرقابة الشرعية الداخلية يمكن الهيئة الرقابة ان تحدد نطاق
الفحص الذي تقوم به على أساس العينات ومن وجه آخر فان الرقابة الشرعية الداخلية
تتم وفق األسس والسياسات والضوابط الشرعية التي تضعها هيئة الرقابة الشرعية .
-4لتأكيد مدى الحاجة الى الرقابة الشرعية الداخلية الستكمال دور هيئات الرقابة
الشرعية،فانه توجد محاوالت تطبيقية مثل وجود مندوب مقيم في المؤسسة من هيئة
الرقابة يسمى المراقب الشرعي ،او وجود أمانة متفرغة للهيئة مقيمة وذلك من اجل
المتابعة التفصيلية لألعمال والمعامالت،وهذه المحاوالت رغم ندرتها فإنها قاصرة عن
أداء دور الرقابة الشرعية الداخلية.
-5عمل هيئات الرقابة يقتصر على الرقابة الالحقة ،وأسلوب الرقابة السليم يجب أن يستمر
زمنياً في مراحل العمر الثالث وهي الرقابة السابقة والمستمرة والالحقة وهو ما يتحقق
بواسطة الرقابة الشرعية الداخلية.
-6ان عمل هيئات الرقابة فيه شبه كبير بعمل المدقق الخارجي والذي يعتمد في عمله على
مدى سالمة نظام الرقابة الداخلية في المصرف وعلى عمل المدقق الداخلي.
وهكذا يتضح ان وجود الرقابة الشرعية الداخلية ضروري وال يغني عنه وجود رقابة الهيئات
الشرعية،كما ان الرقابة الشرعية الداخلية ال تغني عن رقابة الهيئات الشرعية.
من المعروف ان مسؤولية االلتزام بالشريعة االسالمية تقع على عاتق ادارة المؤسسة
والعاملين فيها ،وهذا ما قررته نصوص قوانين إنشاء هذه المؤسسات والنظم االساسية لها
التي تنص على التزام المصرف بإحكام الشريعة اإلسالمية ،وهذا ما جاء في معايير الضبط
للمؤسسات المالية اإلسالمية ( )1و(.)2
5
وبما انه يصعب على االدارة القيام بذلك بنفسها بالمتابعة الشخصية عن طريق االشراف
المباشر ألعمال مؤوسيهم للتحقق من االلتزام الشرعي لذلك فان الوسيلة المناسبة التي تساعدها
على اداء هذه المسؤولية هي الرقابة الشرعية الداخلية.
ان الكثير من العاملين في المصارف االسالمية لم يسبق تأهيلهم شرعياً بحكم تخصصاتهم
المحاسبية واالدارية والقانونية ،يجهلون الكثير من الضوابط الشرعية ألعمالهم ولذلك يأتي
تنفيذها احيانا مستوفيا النواحي الشكلية مفتقداً الجوهر الشرعي ،ووجود رقابة شرعية داخلية
يساعد على فهم العاملين لألحكام الشرعية وبالتالي يؤدي الى سالمة أعمالهم شرعاً من حيث
الشكل والجوهر.
ثالثاً :أنواع الرقابة الشرعية الداخلية
تتعدد أنواع الرقابة الشرعية الداخلية بالمصرف اإلسالمي مع تنوع األهداف المطلوب تحقيقها
،وال يقتصر دور الرقابة الشرعية في المصرف علي مجرد اكتشاف األخطاء في التطبيق
ورفع تقرير بها للهيئة الشرعية للمصرف فقط ،بل إن األمر يتطلب أكثر من ذلك حيث
أصبحت الرقابة الشرعية تدخل ضمن سياق كافة معامالت المصرف وفي كافة مراحل تقديم
المنتجات والخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة .
الرقابة الشرعية الداخلية السابقة (قبل التنفيذ)
تعد الرقابة الشرعية الداخلية التي تسبق التطبيق في المصرف اإلسالمي من أهم العناصر
المؤثرة في نجاح تقديم المنتجات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة في الواقع العملي
،ويتضح ذلك من خالل العناصر التالية (:البلتاجي)9 ،2009،
ا -تعد إدارة الرقابة الشرعية حلقة الوصل الرئيسية بين الهيئة الشرعية وإ دارة المصرف
فهي التي توضح للهيئة الشرعية طبيعة ومكونات المنتج المقدم من قبل اإلدارة المصرفية .
ب -تقوم إدارة الرقابة الشرعية الداخلية بمراجعة مراحل إعداد المنتج قبل التطبيق من خالل
مراجعة صياغة النماذج والعقود والتأكد من مطابقة النصوص الواردة بالنماذج المطبقة
لمضمون الفتوى الصادرة من الهيئة الشرعية .
ج -مراجعة إدارة الرقابة الشرعية الداخلية ألنظمة الحاسب اآللي قبل تطبيق المنتج والتأكد
من وجود نظام آلي يمنع من وقوع مخالفات شرعية مثل عدم السماح بتوقيع عقد البيع
بالمرابحة قبل التأكد من تسجيل البضاعة في دفاتر المصرف .
د – التأكد من أن أنظمة الحاسب اآللي تتضمن تطبيق الشروط الخاصة بالتعاقدات بين
المصرف والمتعاملين في عمليات توزيع األرباح لعمليات التمويل بالمشاركة ،وفي الحسابات
6
االستثمارية للمودعين والتي تقدم وفق عقد المضاربة ،وتطبيق الخدمات المصرفية وفق
الضوابط والفتاوى الشرعية الصادرة بذلك .
ه – مراجعة أدلة نظم العمل للمنتجات والخدمات والتأكد من أنه قد تم إعدادها وفق الضوابط
والفتاوى الشرعية الصادرة من الهيئة الشرعية .
و – إعداد دليل إجراءات يتضمن الضوابط الشرعية للمنتجات بهدف توحيد المفاهيم
والضوابط الشرعية لدي العاملين .
الرقابة الشرعية الداخلية المستمرة (خالل التنفيذ)
أصبحت عملية الرقابة الشرعية المتزامنة لتطبيق المنتجات بالمصرف بعد إصدار الفتوى من
أهم مراحل عملية الرقابة الشرعية ويتضح ذلك من خالل العناصر التالية (:حماد)5 ،2005،
ا -تقوم إدارة الرقابة الشرعية بشرح الفتوى الشرعية وصياغتها بصورة تمكن العاملين
بالمصرف من فهم الفتوى بطريقة صحيحة ،حيث يرفق مع نص الفتوى إيضاح لتلك الفتوى
والخطوات العملية لتطبيقها .
ب – المشاركة في تحديد الصيغة التمويلية المناسبة لتمويل المشروعات المقدمة من المتعاملين
ج – المشاركة في صياغة العقود واالتفاقيات مع الجهات الخارجية .
د – تقوم إدارة الرقابة الشرعية بعقد الدورات التدريبية للعاملين قبل التطبيق لشرح الضوابط
الشرعية للمنتج ،وهذا األمر يعد من أهم عناصر نجاح تطبيق المنتج حيث يجب أن يكون
واضحا للعاملين مفهوم وضوابط المنتج حتى يستطيع إقناع العميل به ويقوم بتنفيذه وفق
الضوابط الشرعية المعتمدة من الهيئة الشرعية.
ه -تقوم إدارة الرقابة الشرعية الداخلية بمراجعة عمليات الدعاية واإلعالن المصاحبة
لتطبيق المنتج بالفروع .
و – تجميع االستفسارات والمعامالت التي تتطلب العرض علي الهيئة الشرعية لصدور
قرارات بها وإ عداد جدول أعمال الهيئة بما يتضمنه من شرح لتلك المعامالت .
ز – الرد علي أسئلة العاملين والمتعاملين خالل العمل اليومي بالمصرف اإلسالمي .
ح – المشاركة في حل المنازعات التي تنشأ بين المصرف واآلخرين إذا تطلب ذلك
بيان(الحكم الشرعي (.
الرقابة الشرعية الداخلية الالحقة (بعد التنفيذ)
تهدف الرقابة الشرعية الداخلية الالحقة إلي التأكد من تطبيق المنتج وفق الضوابط الشرعية
وذلك من خالل العناصر التالية (:حماد)11 ،2004،
7
ا -تقوم إدارة الرقابة الشرعية بعمل برامج مراجعة ميدانية لإلدارات وللفروع وأخذ عينات
من تطبيق المنتجات ومراجعتها من اجل التأكد من تطابق التطبيق مع الفتاوى الشرعية
الصادرة بشأن تطبيق هذا المنتج .
ب -تقوم إدارة الرقابة الشرعية الداخلية ببحث المخالفات الشرعية التي وجدت باإلدارات
والفروع ليس بغرض اكتشاف األخطاء وحسب وإ نما يجب أن تبحث عن أسباب وقوع تلك
المخالفات والعمل علي تالفيها مستقبال .
ج – متابعة اإلدارات والفروع في تصويب المالحظات التي تم اكتشافها وعمل سجل متابعة
بتلك المالحظات.
د – مراجعة الحسابات الختامية للمصرف للتأكد من استخدام األموال وفق الضوابط الشرعية
وخاصة في البنوك التي تقدم المصرفية اإلسالمية إلي جانب التقليدية .
ه – التأكد من دقة توزيع األرباح بين المتعاملين والمصرف وفق النسب المئوية المتفق عليها
والمدرجة بعقد المضاربة .
و – إعداد تقرير األداء الشرعي لبيان مدي التزام المصرف بقرارات الهيئة الشرعية وتقديمه
للجمعية العمومية.
ح – تحديد المقدار الواجب إخراجه تطهيرا في المعامالت التي يجب التطهير فيها .
ح – التأكد من القدر الواجب فيها الزكاة ،والتأكد من صرفة في مصارفه الشرعية .
المبحث الثاني :دراسة تحليلية مقارنة لمعيار التدقيق الدولي رقم ( )315ومعيار الضبط
اإلسالمي رقم ()3
أوال :هيئة المحاسبة والمراجعة Kللمؤسسات المالية اإلسالمية ( : ) AAOIFI
هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية منظمة دولية مستقلة ،وقد ُأطلق
على هذه الهيئة سابقاً اسم ( هيئة المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية )
بموجب اتفاقية التأسيس الموقعة من عدد من المؤسسات المالية اإلسالمية بتاريخ 26/2/199
0م في الجزائر ،وتم تسجيلها في البحرين بتاريخ 27/3/1991م كهيئة عالمية ذات شخصية
معنوية مستقلة ال تسعى إلى الربح .
وتهدف الهيئة الى تطوير فكر المحاسبة والتدقيق للمؤسسات المالية االسالمية ،ونشر ذلك
الفكر وتطبيقاته عن طريق التدريب وعقد الندوات وإ صدار النشرات الدورية وإ عداد األبحاث
وغير ذلك من الوسائل ،وإ عداد وتفسير ومراجعة وتعديل معايير المحاسبة والتدقيق لتلك
المؤسسات وذلك بما يتفق مع أحكام ومبادىء الشريعة االسالمية وبما يالئم البيئة التي تنشأ
فيها تلك المؤسسات.
8
وتقوم الهيئة بإصدار معايير المحاسبة والتدقيق واألخالقيات ومعايير الضبط والمعايير
الشرعية المختصة بالصناعة المصرفية والمالية اإلسالمية ،فقد تم اعتماد 68معيارا حتى
نهاية 2006م ،موزعة على النحو التالي ( :دار المراجعة الشرعية )12-11 ،2007،
* 5معايير للمراجعة * 25معيارا محاسبيا
* معيارين لألخالقيات * 6معايير للضبط
* 30معيارا شرعيا (بخالف 24معيار تحت الدراسة) .
وتحظى هذه المعايير بقبول دولي وإ قليمي واسع ومطبقة حاليا في عدد من المؤسسات المالية
اإلسالمية في دولة البحرين واألردن ولبنان وقطر والسودان وسوريا ويسترشد بها في دول
أخرى مثل استراليا واندونيسيا وماليزيا وباكستان والسعودية وجنوب أفريقيا.
وكان لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية السبق في إصدار هذه المعايير
وكلها تصب في خانة العرض واإلفصاح وتحث إدارة المؤسسة المالية اإلسالمية على الشفافية
والعدل في التعامل وعدم أكل أموال الناس بالباطل ،وهو ما تنادى به المؤسسات الدولية
المهتمة بمبادئ ومعايير حوكمة الشركات .
ثانيا :دراسة تحليلية لمعيار التدقيق الدولي ( )315ومعيار الضبط االسالمي()3
لقد بينت المعايير الدولية للتدقيق (الوضعية) ومعايير الضبط للمؤسسات المالية اإلسالمية
المفاهيم المتصلة بالرقابة الداخلية من حيث المفهوم واألهداف والمكونات ....وبما ينسجم مع
طبيعة المؤسسات والشركات التي تخضع لتلك المعايير وذلك عن طريق معيار التدقيق الدولي
رقم ( )315وبعنوان تحديد وتقييم مخاطر الخطأ الجوهري من خالل فهم المنشأة وبيئتها ،
ومعيار الضبط للمؤسسات اإلسالمية رقم ( )3وبعنوان الرقابة الشرعية الداخلية وفيما يلي
توضيح لهذه المعايير ،ووفقا ألدبيات الرقابة والتدقيق :
مفهوم الرقابة الداخلية
التقليدي :عملية صممها وطبقها وحافظ عليها المسؤولون عن الحوكمة واإلدارة والموظفون
اآلخرون لتوفير ضمان معقول حول انجاز أهداف المنشأة فيما يتعلق بموثوقية إعداد التقارير
المالية وفاعلية كفاءة لعمليات واإللتزام القوانين واللوائح المطبقة .ويشير مصطلح "أنظمة
الرقابة" إلى أي من جوانب واحد أو أكثر من عناصر أنظمة الرقابة الداخلية(
.)IFAC,2009,271
الشرعي :قسم مستقل أو إدارة مستقلة تنشأ داخل المؤسسة بغرض فحص وتقييم مدى التزام
المؤسسة بأحكام ومبادئ الشريعة ،والفتاوى ،واإلرشادات ،والتعليمات الصادرة عن هيئة
الرقابة الشرعية للمؤسسة .والرقابة الشرعية الداخلية جزء ال يتجزء من وسائل الرقابة في
المؤسسة ويكون للرقابة الشرعية الداخلية دليل يوضح األغراض ،والصالحيات ،والمسؤوليات
9
(الدليل) ،ويمكن القيام بعمل الرقابة الشرعية الداخلية عن طريق إدارة التدقيق الداخلي/إدارة
الرقابة الداخلية(هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية.)24 ،2007،
وتأسيساً على ذلك فانه يمكن تعريف الرقابة الشرعية الداخلية وكاآلتي :وتعني الرقابة الشرعية
الداخلية متابعة وتدقيق وفحص وتحليل كافة األنشطة التي يمارسها المصرف اإلسالمي للتأكد من
أنها تتم وفقاً إلحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية وطبقاً للفتاوى والتوصيات الصادرة عن الهيئة
الشرعية ،وذلك باستخدام مجموعة الوسائل واألساليب المالئمة والمطابقة للشرع وبيان
المخالفات واألخطاء وتصويبها وتقديم التقارير الى الجهات المعنية متضمنة المالحظات
واإلرشادات وسبل التطوير إلى األفضل (عيسى.)7 ،2002،
الهدف من الرقابة الداخلية
التقليدي :إن الرقابة الداخلية مصممة ومنفذة ومحافظ عليها لتناول المخاطر التي تهدد أهداف
المصرف التي تتعلق .)IFAC,2009,293( :
-موثوقية إعداد التقارير المالية للشركة /المصرف.
-فاعلية وكفاءة عمليات المصرف.
-إمتثال المصرف للقوانين واألنظمة التي تنطبق عليها.
الشرعي :إن الهدف األساسي من الرقابة الشرعية الداخلية هو التأكد من إدارة المؤسسة أدت
مسؤولياتها تجاه تطبيق أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وفقا لما تقرره هيئة الرقابة الشرعية
للمؤسسة وكذلك فحص وتقييم مدى تحقق أهداف المصرف بكفاءة وفاعلية في ضوء المبادئ
االسالمية(هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية. .)24 ،2007،
وهنا يرى الباحثان أن الهدف من الرقابة الداخلية في مفهومه الشرعي لم يختلف عن الهدف
التقليدي لها إذ أن االختالف هنا في نطاق العمل حيث انه امتد ليشمل مراقبة االلتزام بمبادئ
الشريعة اإلسالمية فضال عن التعليمات اإلدارية الخاصة بالمؤسسة .
عناصر النظام الفعال للرقابة الداخلية
التقليدي :من أهم العناصر التي تجعل نظام الرقابة الداخلية فعاال ومؤثرا في المصرف ما يأتي:
(البياتي)32 ،2008 ،
-الفصل بين المسؤوليات.
-وضوح خطوط السلطة والمسؤولية.
-كفاءة الموظفين.
-سالمة السجالت وإ جراءات حماية الموجودات .
-متابعة االلتزام بالسياسات واإلجراءات وبنظام الرقابة الداخلية.
10
الشرعي :يتكون النظام الفعال للرقابة الشرعية الداخلية من المكونات الرئيسة التالية ( :هيئة
المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية.)31 ،2007،
-1الموظفون :يجب أن يكون لدى المؤسسة نظام مالئم يضمن عدم التوظيف او االحتفاظ إال
بالموظفين المؤهلين والملتزمين الذي يتمتعون بالخبرة الالزمة .ويجب أن يضمن النظام
التدريب والتطوير المستمر للموظفين في المعارف ذات العالقة ،وبخاصة فقه المعامالت .كما
يتعين تقييم أدائهم بصورة منتظمة مع اتخاذ اإلجراء المناسب .ويتعين ان يتمتع الموظفون
بالصدق والوالء للمؤسسة .وفي جميع الحاالت يجب الحصول على موافقة هيئة الرقابة
الشرعية للمؤسسة على الموظفين الذين يراد تعيينهم في جهاز الرقابة الشرعية الداخلية للتأكد من
التوجه االيجابي للموظفين فيما يتعلق بااللتزام بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
-2فصل المسؤوليات :ال يجوز للمراقبين الشرعيين الداخليين القيام بأية أنشطة تشغيلية.
-3اإلجراءات الرقابية :يتعين على إدارة المؤسسة وضع ضوابط وسياسات وإ جراءات لتحقيق
هدف المؤسسة في االلتزام بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية .
ويرى الباحثان أن العناصر الخاصة بالرقابة الشرعية الداخلية تركز على االلتزام بالمبادئ
الشرعية ،وفي ذلك تركيز على االلتزام بالتعليمات أكثر من التركيز على النواحي الفنية المتعلقة
بسالمة السجالت واإلجراءات الخاصة بحماية الموجودات كما في الرقابة الداخلية التقليدية.
تعريف هيئة الرقابة الشرعية :جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في فقه المعامالت ،ويعهد
لها توجيه نشاط المؤسسات المالية اإلسالمية ،وتكون فتاواها وقراراتها ملزمة للمؤسسة (فداد،
.)6 ،2007
معايير الرقابة الداخلية :لقد تبنى معهد المدققين الداخليين األمريكي ( )IIAمعايير خاصة
بالتدقيق الداخلي الفعال وهذه المعايير تبناها معيار الضبط للمؤسسات اإلسالمية رقم (. )3
التقليدية :تتمثل المعايير الصادرة عن ()IIA,2009,2-10( : )IIA
- 1100االستقاللية والموضوعية
يجب أن يكون نشاط التدقيق الداخلي مستقالً ،ويجب أيضاً أن يكون المدققون الداخليون
موضوعيين أثناء أداء أعمالهم.
- 1200المهارة والعناية المهنية الالزمة
يجب أن تؤدى مهام التدقيق بمهارة ومع توخي العناية المهنية الالزمة.
- 2220نطاق مهمة التدقيق
يجب أن يكون نطاق مهمة التدقيق كافيا لتحقيق األهداف المنشودة منها.
- 2300تنفيذ مهام التدقيق الداخلي
11
يجب أن يقوم المدققون الداخليون بتحديد وتحليل وتقييم وتوثيق المعلومات الكافية الالزمة لتحقيق
أهداف المهمة .
الشرعية :أما المعايير الشرعية وكما جاءت في معيار الضبط ( )3فهي ( :هيئة المحاسبة
والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية)28-25 ،2007،
-1االستقاللية والموضوعية :يجب ان تكون مكانة الرقابة الشرعية الداخلية في الهيكل
التنظيمي للمؤسسة كافية للرقابة الشرعية الداخلية بإنجاز مسؤولياتها ،ويجب ان ال ينخفض
المستوى التنظيمي للرقابة الشرعية الداخلية عن مستوى ادارة التدقيق الداخلي .وايضا يجب ان
يحصل المراقبون الشرعيون الداخليون على دعم كامل ومستمر من االدارة ومجلس االدارة .
وتشمل الموضوعية على استقاللية الموقف الفكري التي يجب على المراقبين الشرعيين الداخليين
المحافظة عليها في أثناء القيام بأعمال الرقابة الشرعية الداخلية.
-2اإلتقان المهني :يجب ان يتصف موظفوا الرقابة الشرعية الداخلية باإلتقان المهني وأن
تكون لديهم خلفية أكاديمية مناسبة وتدريب مالئم على مهام الرقابة الشرعية الداخلية ،ويتعين
على المراقبين الشرعيين الداخليين بااللتزام بميثاق أخالقيات المحاسب والمدقق الخارجي
للمؤسسات المالية االسالمية الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية.
كذلك يجب ان يتوافر في المراقب الشرعي الداخلي ما يأتي :
-االنضباط والمعرفة والمهارات الالزمة النجاز عمليات الرقابة الشرعية الداخلية .
-المحافظة على الكفاءة الفنية من خالل التدريب المتواصل.
-ممارسة الحرص المهني الالزم في انجاز عمليات الرقابة الشرعية الداخلية.
-3نطاق العمل :يجب إن يشمل نطاق أعمال الرقابة الشرعية الداخلية فحص وتقييم وكفاءة
وفاعلية نظام الرقابة الشرعية الداخلية لدى المؤسسة ،وكذلك نوعية األداء عند القيام بالمهام
المكلفة بها .وإ ن أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية توفر االطار العام فيما يتعلق بنطاق العمل
والنشاط الذي سيتم مراقبته.
-4تنفيذ الرقابة الشرعية الداخلية :يجب على المراقبين الشرعيين الداخليين جمع وتحليل
وتفسير وتوثيق المعلومات لتأييد نتائج الرقابة الشرعية الداخلية.
مكونات الرقابة الداخلية
التقليدي :حدد معيار التدقيق الدولي رقم ( )315مكونات الرقابة الداخلية باآلتي ( :
)IFAC,2009,293
-1بيئة الرقابة.
-2تقييم المخاطر.
12
-3أنشطة الرقابة.
-4نظام المعلومات واالتصاالت.
-5المراقبة (المتابعة).
الشرعي :لم يشير معيار الضبط رقم ( )3إلى هذه المكونات .
المبحث الثالث :االستنتاجات والتوصيات
االستنتاجات :
-1ان مفهوم الرقابة الداخلية من وجهة نظر شرعية تعني :متابعة وتدقيق وفحص وتحليل كافة
األنشطة التي يمارسها المصرف اإلسالمي للتأكد من أنها تتم وفقاً إلحكام ومبادئ الشريعة
اإلسالمية وطبقاً للفتاوى والتوصيات الصادرة عن الهيئة الشرعية ،وذلك باستخدام مجموعة
الوسائل واألساليب المالئمة والمطابقة للشرع وبيان المخالفات واألخطاء وتصويبها وتقديم
التقارير الى الجهات المعنية متضمنة المالحظات واإلرشادات وسبل التطوير إلى األفضل.
-2للرقابة الشرعية الداخلية أهمية كبيرة للمؤسسات اإلسالمية حيث أنها تساند وتكمل دور هيئات
الرقابة الشرعية ،كما أنها تساعد اإلدارة في تحقيق هدفها المتمثل بمتابعة التزام العاملين بمبادئ
الشريعة اإلسالمية ،فضال عن مساعدة العاملين في المؤسسات اإلسالمية على فهم األحكام
الشرعية مما يؤدي إلى سالمة أعمالهم شرعاً من حيث الشكل والجوهر.
-3ال تختلف أنواع الرقابة الداخلية الشرعية عن أنواعها التقليدية من حيث تقسيمها الى رقابة
شرعية سابقة ورقابة شرعية مستمرة ورقابة شرعية الحقة (قبل ومع وبعد التنفيذ).
-4إن الهدف من الرقابة الداخلية الشرعية اليختلف عن أهداف الرقابة الداخلية التقليدية فيما عدا
األمور المتعلقة باالمور الشرعية وااللتزام بالمبادىء االسالمية .
-5إن عناصر النظام الفعال للرقابة الشرعية الداخلية تركز على االلتزام بالمبادئ الشرعية ،وفي
ذلك تركيز على االلتزام بالتعليمات أكثر من التركيز على النواحي الفنية المتعلقة بسالمة
السجالت واإلجراءات الخاصة بحماية الموجودات كما في الرقابة الداخلية التقليدية.
التوصيات :
-1العمل على توعية المصارف اإلسالمية بأهمية الرقابة الشرعية الداخلية من خالل النشرات
التثقيفية التي توزع على العاملين في المؤسسات االسالمية ،والمتعاملين مع تلك المؤسسات ،
وجمهور المسلمين.
-2ضرورة االستفادة من المعايير الشرعية الصادرة عن الهيئات االسالمية في تطوير الرقابة
والتدقيق في المصارف اإلسالمية العراقية.
-3تبني معايير الضبط والتدقيق الشرعية (بصورة تدريجية) الصادرة عن هيئة المحاسبة
والمراجعة للمؤسسات اإلسالمية ،والتي تتالءم مع البيئة المصرفية اإلسالمية العراقية .
13
-4ضرورة توفر شروط وصفات معينة في عضو الرقابة الشرعية الداخلية تأخذ بعين االعتبار
قيامه بالمهام الملقاة على عاتقه.
-5ضرورة قيام موظفي الرقابة الشرعية الداخلية بتدريب موظفي المصارف العراقية على
مبادئ و أسس المعامالت المالية الشرعية.
قائمة المصادر
المصادر باللغة العربية :
الوثائق والنشرات الرسمية
-1هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( ،)2007معايير المحاسبة
والمراجعة والضوابط للمؤسسات المالية اإلسالمية ،البحرين.
الرسائل واالطاريح
-1احمد عبدالعفو العليات( ، )2006الرقابة الشرعية على أعمال المصارف االسالمية ،
رسالة ماجستير ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح الوطنية ،فلسطين.
-2حمزة عبدالكريم حماد( ،)2004الرقابة الشرعية في المصارف االسالمية ،رسالة
ماجستير ،كلية الشريعة ،الجامعة االردنية ،االردن.
-3سناء عبدالوهاب صالح البياتي ( ، )2008دراسة وتقويم نظام الرقابة الداخلية في
المصارف التجارية التي تستخدم النظام االلكتروني في أداء العمليات المصرفية ،المعهد
العربي للمحاسبين القانونيين ،فرع بغداد.
البحوث والدوريات
-1حمزة عبدالكريم حماد ( ،)2005الرقابة الشرعية في المصارف االسالمية ،
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2005/05/article03.shtml
-2عبدالرزاق خليل ( ،)2007دور الرقابة الشرعية في تطوير العمل المصرفي اإلسالمي،
بدون تفاصيل.
-3العياشي فداد ( ، )2007الرقابة الشرعية ودورها في ضبط أعمال المصارف االسالمية
أهميتها شروطها طريقة عملها ،بدون تفاصيل.
المؤتمرات والندوات
-1دار المراجعة الشرعية ( ،)2007الحوكمة فى المؤسسات المالية والمصرفية العاملة وفق
الشريعة اإلسالمية ،مؤتمر حوكمة الشركات المالية والمصرفية ،مركز القانون السعودي
للتدريب /18-17،نيسان ،المملكة العربية السعودية.
14
-2عبدالمجيد الصالحين ( ، )2010الحوكمة في المؤسسات المالية االسالمية ،ورقة مقدمة
الى مؤتمر الخدمات المالية االسالمية الثاني /28-27 ،نيسان ،طرابلس ،ليبيا.
-3محمد البلتاجي ( ، )2009تفعيل التدقيق والرقابة الشرعية الداخلية وتطويرها ،المؤتمر
الثامن للهيئات الشرعية للمؤسسات االسالمية ،هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات
االسالمية /19-18،ايار ،البحرين.
-4محمد عبدالحليم عمر( ، )2002الرقابة الشرعية الداخلية في المؤسسات االسالمية ،
المؤتمر الثاني للهيئات الشرعية للمؤسسات االسالمية ،هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات
االسالمية /30-29،اكتوبر ،البحرين.
-5موسى آدم عيسى ( ،)2002تطوير أساليب الرقابة الشرعية الداخلية في المصارف
االسالمية ،المؤتمر الثاني للهيئات الشرعية للمؤسسات االسالمية ،هيئة المحاسبة والمراجعة
للمؤسسات االسالمية /30-29،اكتوبر ،البحرين.
المصادر االجنبية
15