‫المجرور بالحرف‬

‫ز‪ .‬معاني حرف الجر (حتى)‬

‫‪ .١‬هو داللتها على انتهاء الغاية‬
‫عالمتها‪ $‬أن حيسن ىف مكاهنا حرف اجلر إىل‬
‫ومن ذلك قوله سبحانه‪َ ﴿ :‬س ٰل ٌم ۛ ِه َي َح ٰتّى َم ْ‬
‫طلَ ِع ْالفَجْ ِر ࣖ ﴾ ( القدر‪)5-5 :97/‬‬

‫(ح ‪$$‬ىت) ت ‪$$‬دل على انته ‪$$‬اء الغاي ‪$$‬ة ألن ‪$$‬ه حيس ‪$$‬ن يف مكاهنا ح ‪$$‬رف اجلر (إىل) فيج ‪$$‬وز أن تق ‪$$‬ول‬
‫(سالم هي إىل مطلع الفجر) ويكون الكالم‪ $‬مستقيماً‬
‫‪ .٢‬التليل‬
‫كقولنا "أسلم حىت تدخل اجلنة"‬
‫(حىت) تفيد التعليل‪ ،‬واملعىن (أسلم لتدخل اجلنة)‬
‫ومن ذلك قولك‪" :‬ألسرين حىت أدخل املدينة"‪$‬‬
‫أي (ألسرين ألدخل املدينة)‬
‫وعالمة(حىت) اليت تفيد التعليل‪ ،‬أن حيسن يف موضعها (كي)‬
‫ففي قولن ‪$$‬ا‪( :‬أس ‪$$‬لم ح ‪$$‬ىت ت ‪$$‬دخل اجلن ‪$$‬ة) جيوز أن ن ‪$$‬أين بــ (كي) يف موض ‪$$‬ع (ح ‪$$‬ىت) ويك ‪$$‬ون‬
‫الكالم مستقيما فتقول‪( :‬أسلم كي تدخل اجلنة)‬
‫‪ .٣‬مبعىن (إال) يف االستثناء‬
‫وقل من يذكره‬
‫هذا املعىن قليل‪ ،‬وهو جميئها مبعىن (إال) يف االستثناء‪ .‬وهذا أقلها ّ‬
‫ومثال ذلك قولنا‪" :‬ال يكون فالن عاملاً حىت حيل املشكالت"‪$‬‬
‫مبع‪$$‬ىن "ال يك‪$$‬ون فالن عاملا إال إذا ح‪$‬ل املش‪$$‬كالت‪ $،‬وه‪$$‬ذا املع‪$$‬ىن قلي‪$$‬ل من ي‪$$‬ذكره وق‪$$‬د ذك‪$$‬ره‬
‫ابن‬
‫ال تستعمل حرف (حىت) كحرف جر إال بشرطني ‪:‬‬
‫مضمرا‬
‫ً‬ ‫ظاهرا ال‬
‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون‪ $‬جمرورها ً‬
‫ظاهرا‬
‫فنالحظ يف األمثلة السابقة أن جمرورها جاء امسًا ً‬

‫‪1‬‬
 ‫كقوله سبحانه‪:‬‬
‫﴿ َس ٰل ٌم ۛ ِه َي َح ٰتّى َم ْ‬
‫طلَ ِع ْالفَجْ ِر ࣖ ﴾ ( القدر‪)5-5 :97/‬‬

‫‪$‬مريا‪ ،‬ول‪$$‬ذلك ال حيوز أن‬ ‫‪$‬اهرا وليس ض‪ً $‬‬ ‫(مطل‪$$‬ع) جتده امسًا ظ‪ً $‬‬ ‫ف‪$$‬إذا نظرن‪$$‬ا إىل جمرور (ح‪$$‬ىت) وه‪$$‬و َ‬
‫تق ‪$$‬ول ‪" :‬أك ‪$$‬رمتهم حت ‪$$‬اك" أو "أك ‪$$‬رمتهم حت ‪$$‬اه" فمجروره ‪$$‬ا ال يك ‪$$‬ون ض ‪$$‬مريا وإمنا يك ‪$$‬ون امسًا‬
‫ظ ‪$$‬اهرا‪ ،‬وم ‪$$‬ع أن ه ‪$$‬ذه املس ‪$$‬ألة فيه ‪$$‬ا خالف بني النح ‪$$‬ويني إال أن املش ‪$$‬هور أهنا الجتر إال االس ‪$$‬م‬
‫الظاهر‬
‫آخًرا أو متصال باآلخر‬ ‫الشرط الثاين ‪ :‬أن يكون‪ $‬اجملرور ِ‬
‫مثال اآلخر‪" :‬أكلت السمك حىت رأسها"‬
‫آخ ِر السمكة‬‫فإذا نظرنا إىل جمرور (حىت) وهو (الرأس) اسم ظاهر وهو ِ‬
‫أما مثال املتصل‪ِ $‬‬
‫باآلخر‪ ،‬قوله سبحانه‪َ ﴿ :‬س ٰل ٌم ۛ ِه َي َح ٰتّى َم ْ‬
‫طلَ ِع ْالفَجْ ِر ࣖ ﴾ ( القدر‪)5-5 :97/‬‬

‫الفج‪$‬ر) وإن مل يكن اجلزء‬ ‫(مطلَ‪$$‬ع ْ‪$‬‬

‫(الفج‪$$‬ر) وإن مل يكن آخ‪$$‬ر اللي‪$$‬ل إال أن‪$$‬ه متص‪$$‬ل ب‪$$‬آخر اللي‪$$‬ل‪َ ،‬‬
‫األخري من الليل لكنه مالق آخر جزء من الليل فهو متصل بآخر الليل‬
‫وه‪$‬ذا الش‪$‬رط األخ‪$$‬ري أثبت‪$‬ه‪ $‬املغارب‪$‬ة ول‪$$‬ذلك ق‪$‬الوا‪ :‬ال جيوز أن تق‪$$‬ول‪" :‬س‪$‬رت البارح‪$$‬ة حت ثلثِه‪$‬ا‬
‫نصفها" ألن الثلث‪ :‬ليس آخر البارحة وليس متصال بآخر البارحة‬ ‫أو ِ‬

‫س‪ .‬معنى حرف الجر (كي)‬

‫‪ .١‬التعليل‬
‫أن (كي) يف حالة استعماهلا حرف جر ال جتر معربا وإمنا حتر املبنيات‪ $‬فهي جتر ثالثة وهي ‪:‬‬
‫‪( .١‬م‪$$‬ا) االس‪$$‬تفهامية‪ $،‬ويك‪$$‬ون‪ $‬الغ‪$$‬رض من االس‪$$‬تعمال ه‪$$‬و الس‪$$‬ؤال عن عل‪$$‬ة الش‪$$‬يء ومن ذل‪$$‬ك‬
‫(كيمه) مبعىن (مله)‬
‫ْ‬ ‫قوهلم ‪:‬‬
‫‪( .٢‬م‪$‬ا) املص‪$$‬درية م‪$‬ع ص‪$‬لتها‪ ،‬من ذل‪$‬ك ق‪$$‬ول النابغ‪$‬ة‪( : $‬ي‪$$‬راد الف‪$‬ىت كيم‪$$‬ا يض‪$‬ر وينف‪$$‬ع) واملع‪$$‬ىن ‪:‬‬
‫إمنا يراد الفىت للضر والنفع أي لضر من يستحق الضر ونفع من يستحق النفع‬
‫‪( .٣‬أن) املصدرية املضمرة مع صلتها‪ ،‬مثال ذلك ‪" :‬جئتك كي تكرمين"‬
‫(كي) جيوز أن تكون هنا جارة وذلك إذا قدر النصب بأن‬

‫‪2‬‬
‫(تك‪$$ $‬رم) جيوز ب‪$$ $‬أن يك‪$$ $‬ون‪ $‬الناص‪$$ $‬ب ل‪$$ $‬ه إم‪$$ $‬ا (كي) وإم‪$$ $‬ا أن يك‪$$ $‬ون الناص‪$$ $‬ب ل‪$$ $‬ه (أن) املض ‪$$‬مرة‬
‫وسيكون‪ $‬تقدير الكالم ‪( :‬جئت كي أن تكرمين)‬

‫ص‪ .‬معنى حرف الجر (الواو والتاء)‬

‫‪ .١‬القسم‬
‫كقولك‪" :‬واهلل ألفعلن كذا"‪" ،‬وتاهلل ألفعلن كذا"‬

‫ض‪ .‬معنى حرف الجر (مذ ومنذ)‬

‫(مذ ومنذ) وهلما استعماالن يف العربية‪ :‬فقد يكونان‪ $‬حريف جر وقد يكونان‪ $‬امسني‬
‫يكونان حريف جر‪ :‬إذا كان ما بعدمها جمرورا‪ ،‬أي إذا جر ما بعدمها‬
‫كقولنا ‪" :‬ما رأيته مذ ِ‬
‫يوم اجلمعة"‬
‫ف‪$$‬إذا نظرن‪$$‬ا إىل (ي‪$$‬وم) يف ه‪$$‬ذا املث‪$$‬ال جتدها جمرورة‪ ،‬ول‪$$‬ذلك حيحكم على (م‪$$‬ذ) هن‪$$‬ا بأهنا ح‪$$‬رف‬
‫جر‬
‫معاين (مذ ومنذ) إذا كانتا حريف جر‪:‬‬
‫‪ .١‬مبعىن (من)‬
‫(من) وذلك إذا كان اجملرور ماضيًا‬ ‫قد يأتيان‪ $‬مبعىن ِ‬
‫كقولك يف املثال السابق‪" :‬ما رأيته مذ يوم اجلمعة"‬
‫ف ـ (مذ) هنا مبعىن (من) واملعىن ما رأيته من يوم اجلمعة‬
‫‪ .٢‬مبعىن (يف)‬
‫حاضرا‬
‫ً‬ ‫قد تكونان‪ $‬مبعىن (يف) وذلك إذا كان اجملرور‬
‫كقولنا مثال‪" :‬ما رأيته مذ يومنا"‬
‫فإذا نظرنا إىل جمرور (مذ) وهو (يومنا)» فإن‪$$‬ه ي‪$$‬دل على ال‪$$‬زمن احلاض‪$$‬ر‪ ،‬فل‪$$‬ذلك تك‪$$‬ون مبع‪$‬ىن‬
‫(يف) واملعىن ما رأيته يف يومنا‬
‫يكونان امسني يف موضعني‪ :‬إذا وقع االسم بعدمها مرفوعا‪ ،‬أو وقع بعدمها فعل‬
‫‪3‬‬
 ‫يوم اجلمعة"‬
‫مثال رفع االسم بعدمها ‪" :‬ما رأيته مذ ُ‬
‫(يوم) حتكون‪( $‬مذ) امسا‬
‫فإذا رفعت ٌ‬
‫"إعراب (مذ ومنذ) إذا رفع ما بعدها‪:‬‬
‫‪ .١‬اسم مبتدأ خربه ما بعده‪ ،‬وكذلك (منذ)‬
‫وجوز بعضهم أن يكونا خربين إذا وقع االسم بعدمها مبعىن يكونا خربين ملا بعدمها‬ ‫‪ّ .٢‬‬
‫مثال (مذ ومنذ) إذا وقع بعدمها فعل‪:‬‬
‫كقولنا‪" :‬ما رأيته مذ سافر خالد"‪ ،‬أو"منذ سافر خالد‬
‫(فمذ) و(منذ) هنا حيكم بامسيّتهما وذلك لوقوع الفعل بعدمها‬
‫إعراب (مذ ومنذ) إذا وقع بعدها فعل‪:‬‬
‫هي اسم منصوب احملل على الظرفية‪ ،‬والعامل فيه هو الفعل الذي قبله (ما رأيته)‬

‫(رب)‬
‫ط‪ .‬معنى حرف الجر ّ‬
‫(رب) على أكثر من سبعة أقوال ‪:‬‬ ‫اختلف يف معىن ّ‬
‫‪ .١‬تفيد التقليل دائما‪ ،‬وهذا مذهب أكثر النحويني ومنهم الزخمشري‬
‫دائما‪ ،‬وهذا القول نقله صاحب اإلفصاح عن صاحب العني‬ ‫‪ .٢‬تفيد التكثري ً‬
‫مع‪$$‬ا من غ‪$$‬ري غلب‪$$‬ة أح‪$‬دمها على اآلخ‪$‬ر؛ وه‪$$‬ذا ه‪$$‬و م‪$$‬ذهب الفارس‪$$‬ي يف‬
‫‪ .٣‬تفي‪$$‬د التقلي‪$$‬ل والتكث‪$$‬ري ً‬
‫كتابه احلروف‪ ،‬ونقله أبو حيان عن بعض املتأخرين‬
‫‪ .٤‬إهنا أكثر ما تكون للتقليل؛ وهذا مذهب الفارايب‬
‫‪ .٥‬إهنا أكثر ما تكون للتكثري‪ ،‬والتقليل فيها ن‪$‬ادر‪ ،‬وه‪$‬ذا ال‪$‬رأي أو الق‪$‬ول ه‪$‬و اختي‪$‬ار ابن مال‪$‬ك‬
‫يف التسهيل واختاره ابن هشام‬
‫‪ .٦‬إهنا حرف إثبات‪ ،‬مل توضع ال لتقليل وال لتكثري‪ $،‬جمرد حرف إثب‪$‬ات ال يفي‪$‬د ال التقلي‪$‬ل وال‬
‫التكثري بل إن التكثري أو التقليل مستفاد من سياق الكالم‪ ،‬وهذا اختيار أيب حيان‬
‫‪ .٧‬إهنا تكون‪ $‬للتكثري يف موضع املباهاة‪ $‬واالفتخار‪ ،‬وهذا هو قول األعلم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫﴿ ُربَ َما يَ َو ُّد الَّ ِذ ْينَ َكفَرُوْ ا لَوْ َك**انُوْ ا‬ ‫يف احلقيق ‪$$‬ة التكث ‪$$‬ري ه ‪$$‬و األك ‪$$‬ثر اس ‪$$‬تعمال‪ ،‬ومن ذل ‪$$‬ك قول ‪$$‬ه س ‪$$‬بحانه‪:‬‬
‫ُم ْسلِ ِم ْينَ ﴾ ( الحجر‪)2-2 :15/‬‬
‫(رب) للتكث‪$$‬ري أيض‪$$‬ا قول‪$$‬ه علي‪$$‬ه الص‪$$‬الة‪ $‬والس‪$$‬الم‪( :‬ي‪$$‬ا رب كاس‪$$‬ية يف ال‪ّ $‬دنيا‬
‫ومن الش‪$$‬واهد‪ $‬جميء ّ‬
‫عاريةٌ يوم القيامة)‬

‫‪5‬‬