Professional Documents
Culture Documents
تصميم الدرس:
خلق العالم أوالً:
ّ
خلق اإلنسان ثانياً:
اإلنسان "على صورة هللا ومثاله" ثالثاً:
.Iخلق العالم:
يعلّم الكتاب المقدّس ،أن هللا خلق العالم المنظور في ستّة أيّام.
سؤال الذي يطرح نفسه هو :كيف نفهم هذه األيّام الستّة؟
ال ّ
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 1
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
الساعات األربع والعشرين ،بمقدار ما تعني فترة ً زمنيّةً طويلة األمد .يس ّمي داود النّبي ،فيي المزميور :15
"يوم" التجديد واالستعادة .كما توجد عدّة دالالت كتابيّة على ّ
أن عبارة "يوم" ال َ ،8األربعين سنة في القفر
خلق هللا العالم في ستّة أيّام" ،واستراح في اليوم السابع" (تكوين .)3 - 2 :2ال ييذكر الينن نهاييةً
بعد اليوم السابع كمثل النهايات التي في األيّام الستّة السابقة "وكان مساء وكان صيباح يو ًميا آخير" (تكيوين
مسيتمرا .وال بيد مين ذكير العبيارة المسيي"يّة "الييوم الثيامن"،
و .)1فاليوم السابع لم يُن َجز بعيد ،وهيو ميا زال
وهي التسمية القديمة التي أطلقها المسي"يّون على الدّهر اآلتي.
ّ
سييت مرا ييل متال قيية للخلييق، أن األيّييام السييتّة هييي بمثابيية
ك ي ّل هييذه المعطيييات تجعلنييا نفتييرا ّ
معرا فنّي نسلّط فيه النّظر على لو ة تلو األخرى.
ٍ بالتدرج في الكتاب ،كمثل
ّ تُستعرا
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 2
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
عا من الـ" ،"Geocentrismأي م"وريّية األرا ،فيي
سرو رواية الخلق الكتابيّة نو ً
ويال ظ مف ّ
عمل الخلق .فمؤلّف سفر التكوين ير ّكز اهتمامه ،إبتدا ًء من اليوم الثالث ،على األرا وعلى ما يخرج مين
األرا.
نجيييد فيييي هيييذا األمييير رمزيّيييةً عميقييية جيييدوا ،كميييا يال يييظ الالهيييوتي المعاصييير فالديميييير لوسيييكي
،Vladimir Losskyالذي يقولّ :
"إن الم"وريّة هذه ليست من رواسب كوزمولوجيّات قديمة ليس لهيا
ي عالقيية بمفهومنييا للعييالم ميين بعييد كوبرنيكييوس .هييذه الم"وريّيية ليسييت فيزيائيّيية بييل رو يّيية .فيياألرا
أ ّ
المخلوقَة من القوى الرو يّة هي في الوسط ألنّهيا بَش ََيرة اإلنسيانّ ،
ألن اإلنسيان هيو كيائن فيي الم"يور ،هيو
ال"س ،ألنّه يشارك بكي ّل تنظييم األرا والسيماء بميلءٍ يفيول
ّ ُت"د في ذاته ما هو م"سوس بما يفول
كائن ي ِ
المالئكة .في وسط الكون ينبي قلب اإلنسان".
ما من اجة إلى مقارنة روايية الخليق بالنظريّيات ال"ديثية عين أصيل الكيون .ال"يوار الطوييل بيين
يستمر ويبقى مفتو ً ا .فقد صلت م"اوالت
ّ والتطورات العلميّة
ّ العلم والالهوت ول عالقة الو ي اإللهي
عديدة لمصال"ة الكتاب المقدّس ميع العليم ال"يديث .ولكين األمير الواضيح ّ
أن الكتياب المقيدّس ال يسيعى إليى
نين
ّ سيذاجة م"اولية اليدّخول فيي صيراع فكيري يول تفسيير
تقديم رواية علميّة عن نشأة الكون .بل من ال ّ
الخلق الكتابي ب"رفيّته .األسفار المقدّسة تأخذ في االعتبار اإلنسانَ على ضيوء العالقية بيين ميا هيو إنسياني
أن الكتاب المقدّس غالبًا ما يستعمل لغةً رمزيّةً مجازيّةً يعتمد فيها على المعارف
وما هو إلهي .ومعنى هذا ّ
العلميّة في عصر تدوينه .إستعماله للغة عصر من العصور أو لمفاهيمه ال يعنيي نقيل رسيالة علميّية ،وهيذا
األمر ال يُنقن في شيء داللة الكتاب المقدّس من يث هو وسيلة لمخاطبية هللا لننسيانيّة والسيتعالنه بكي ّل
قدرته الخالّقة.
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 3
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
.IIخلق اإلنسان:
يوضييح الكتيياب المقييدس فييي أكثيير ميين موضييع أن اإلنسييان هييو تتييويج للخليقيية وذروة لعمييل أقييانيم
الثالوث الم"يي اإللهي .قبل خلق اإلنسان ،تتشاور أقانيم الثالوث" :لنصينعن اإلنسيان( "...تكيوين .)22 :1
هذا التأكيد "لنصنعن" على المشورة اإللهيّة ) ،(θεία βουλήليس فقط بسبب مكانة اإلنسان وإمكانياتيه
ضا لسابق علم هللا ّ
بأن اإلنسان سيعصى الوصيّة اإللهيّة ويسقط. الفريدة بين ك ّل الخالئق ،بل وأي ً
لعل القدّيس يو نّا الدمشقي هو خير مجيب على هذا السؤال يين يقيول إن "هللا يعليم كي ّل األشيياء،
ولكنّه ال ي"تّم ك ّل شيء .ما ي"صل لنا بسيبب فعلنيا يعرفيه مسيبقًا ،ولكنّيه ال يسيبق في"يدّده ،ألنّيه ال يشياء ال
للرذيلة أن تأتي ،وال للفضيلة أن ت ُ َ
فرا". ّ
خلق هللا اإلنسان من طين األرا ،أي من الميادّة ،ونفيخ فييه نَفَ َ
يس ال"يياة ،فأصيبح اإلنسيان رو ً يا
م"ييًا (تك .)7 :2فمنذ البداية أخذ اإلنسان من هللا مبدأ ً إلهيوا وإمكانيّة االتّ"اد بال"ياة اإللهيّة.
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 4
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
נֶפֶׁש العبريّيية ،والتييي تييوازي Πνεῦμαاليونانيّيية ،بأنّهييا الي ّيروح سير "نفخيية هللا" ،لفظيية نيفييا
تف ّ
مدعو ليشارك في عمل األلوهة .لذلك كانت له سلطة على ك ّل
ٌّ القدس .أي أن اإلنسان ،منذ بدء عمل الخلق،
الخليقة.
سط ما بين العال َمين المنظور وغير المنظور .إنّه نوع من التداخل
واآلباء يصفون اإلنسان بأنّه يتو ّ
تعبيرا فلسفيوا قدي ًما م"دّدين اإلنسان على أنّه عال نم مصغر (،)Microcosm
ً بين العال َمين .وهم يستعملون
والذي بشخصه يض ّم العالم المخلول بجملته.
إن اإلنسان "أخذ إمكانيّة التسلّط التي للمالئكة ،وطريقة عيشه كانت
يقول القدّيس باسيليوس الكبير ّ
تجعله شبي ًها برؤساء المالئكة".
وهللا ،ب"سب الهوتنا ،أقام اإلنسان في قلب العالم المخلولُ ،متْ ِ"دًا فيه المبدأين الرو ي والجسدي،
وهكذا كان ي"ت ّل بشكل من األشكال مكانةً تفيول المالئكية .القيدّيس غريغورييوس النازينيـزي (الالهيوتي)،
الذي أراد إيضاح مكانة اإلنسان ،س ّماه "إل ًها مخلوقًيا" ،وإذ "جبيل هللا اإلنسيان عليى صيورته ومثاليه ،خليق
مدعوا ألن يصير إل ًها".
و كائنًا
موضيييوع "صيييورة هللا ومثاليييه" هيييو أ يييد أهييي ّم أبيييواب األنثروبولوجيييية المسيييي"يّة ،وكييي ّل الكتّييياب
األول عالجوا هذا الموضوع وأعطوه أهميّة قصوى.
المسي"يين َ
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 5
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
عبارة الكتاب المقدس "صورة ومثال" موجودة أيضيا ً فيي الفلسيفة .وكلمية εἰκόνاليونانيّية تعنيي
ي عم ٍل مصنوعٍ بنا ًء على نموذجٍ أصلي ،مع كون العمل شيبي ًها بيالنموذج مين
"صورة الوجه" ،كما تعني أ ّ
دون أن يتطابق وطبيعته.
وقد يدّد آبياء الكنيسية خصيائن الصيورة اإللهيّية فيي طبيعية اإلنسيان قيائلين إنّهيا طبيعية مخلوقية
عاقلة ورو يّة .فقد قالوا ّ
إن اإلنسان "كائن عقلي" ) .(ζωόν λογικόνالقدّيس باسيليوس الكبير َكت َ َ
يب:
صين بطبيعة عاقلة والكالم ،اللذين يختصران كمال طبيعتنا".
"ن"ن مخلوقون على صورة الخالق ،مخت ّ
صورة اإللهيّة؟
ولكن ماذا عن الجسد؟ هل هو جز نء من ال ّ
القدّيس فوتييوس الكبيير يقيول مع ِبّ ًيرا عين كي ّل آبياء الكنيسية" :الجسيد ي"ميل بصيمة الخيالق .الجسيد
البشري مثل الروح ،هما النتاج الفنّي الذي شاءته عنايته وخيريّته المليئتان بالم"بّة لننسان".
الشر .ينتظر
ّ هللا خلق اإلنسان ورا بالمطلق ،وهو بم"بّته ،ال يُر ِغ َم اإلنسان ال على الخير وال على
من اإلنسان ،ال طاعةً عمياء ،بل م"بّة تستجيب لم"بّته .واإلنسان من خالل ريّته ،يستطيع أن يتّصل باف
ويرتبط بم"بّته.
وخصييائن صييورة هللا فييي اإلنسييان تظهيير بتسييليطه علييى الخليقيية ،وب"كمتييه وميلييه إلييى الخييير،
ت بالطبيعة ،بل هو ،ب"سب اآلباء ،غير مائ ٍ
ت بالنعمية .يسي ّمي وبخلوده وعدم موته .فاإلنسان ليس غير مائ ٍ
"إن هللا خليق الينَ ْف َ
س عليى تتيانوس اإلنسانَ "صورة الخلود اإللهي" ،والقيدّيس مكياريوس المصيري يقيولّ :
عييا فيهييا نييواميس الفضيييلة ،والطبيعيية العاقليية ،والمعرفيية ،وال"كميية،
صييورة فضيييلة الييروح القييدس ،مو ِد ً
واإليمان ،والم"بّة ،وفضائل أخرى للروح".
أما موهبة الخلق لدى اإلنسان فهي بمثابة صدى إلمكانيّة الخلق عند هللا .هللا هو الذي يعمل (يو نا
لكن اإلنسان يستثمر الجنّة (تكوين .)15 :2فعمل الخلق اإللهي يشتهي اإلنسان أن يك ّمله .هللا
ّ ،)17 :5
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 6
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
يخلق من ال وجود ،أ ّما اإلنسان فيال يخليق مين ال وجيود ،لكنّيه يسيتعمل الميواد التيي خلقهيا هللا .إنّيه يسيتثمر
متسلّط عليها ،دون أن يعني األمر أنه المبادر في إيجاد الخليقة.
ِ األرا كسيّد
وقد أبرز آباء الكنيسة في اإلنسان تمييزا ً ما بين الصورة والمثال .الصورة أُعطيَت لننسان فطريوا
(مع خلقه) ،أ ّما المثال فهو دعوته ،وعليه ت"قيقها كثمرة ل"ياة فاضلة.
يوضح القدّيس يو نّا الدّمشيقي فيي كتابيه المائية مقالية فيي اإليميان القيويم" :بالصيورة نعنيي العقيل
واالختيييار ال"ي ّير ،وبالمثييال نعنييي التّميياهي بالفضيييلة بمقييدار اإلمكانيييات" .يبلييس اإلنسييان المثييال باسييتثماره
الفضيلة والم"بّة .وهو يك ّمل بها مثال هللا .والقدّيس غريغوريوس النيصصي يقول فيي تفسييره للتطويبيات:
ّ
"ألن نهاية السيرة الفاضلة هي مماثلة هللا".
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في © هذه المواد مخ ّ مبادئ العقيدة المسيحيّة 7
برنامج "كلمة" .يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى:
ّ
خطي من جامعة البلمند. fr.porphyrios@balamand.edu.lb
: قراءات مقترحة.IV
Florovsky George (Fr), Creation and Redemption. Vol. 3 in the Collected Works,
Nordland, Belmont 1976.
Lossky Vladimir, In the Image and Likeness of God. Ed. John H. Erickson & Thomas
E. Bird, SVSP, Crestwood 1974.
صصة لالستعمال الشخصي للطالب المسجّلين في ّ © هذه المواد مخ مبادئ العقيدة المسيحيّة 8
يُمنع منعا ً باتّا ً النسخ الجزئي أو الكلّي إال بإذن."برنامج "كلمة :لالتصال بنا يُرجى الكتابة إلى
ّ
.خطي من جامعة البلمند fr.porphyrios@balamand.edu.lb