You are on page 1of 104

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫جامعة باتنة ‪-1-‬‬

‫قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا‬ ‫احلاج خلضر‬

‫معنى احلياة وعالقته بسلوك املخاطرة‬

‫لدى املراهق املتمدرس‬


‫مذكرة مكملة لنيل شهادة املاسرت ف علم النفس‬

‫ختصص علم النفس العيادي‬

‫حتت إشراف‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتني‪:‬‬

‫أ‪.‬د‪ /‬بوعون السعيد‬ ‫‪ -‬يعقوب أمال‬

‫‪ -‬بوقرة نور اهلدى‬

‫أعضاء جلنة املناقشة‬

‫الصفة‬ ‫اجلامعة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة باتنة ‪-1-‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بعينب نادية‬

‫مشرفا‬ ‫جامعة باتنة ‪-1-‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بوعون السعيد‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة باتنة ‪-1-‬‬ ‫أستاذ حماضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫كربال خمتار‬

‫السنة اجلامعية‪2023-2022 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫امحلد هلل والشكر هل كام ينبغي جلالل وهجه وعظمي سلطانه‪ ،‬عدد خلقه ورضا نفسه وزنة‬
‫من علينا بإجناز هذه ادلراسة ‪،‬والصالة والسالم عىل أفضل‬ ‫عرشه ومداد لكامته عىل أن ّ‬
‫اخللق نبينا محمد عليه الصالة والسالم وعىل أهل وحصبه وسمل تسلامي كثريا‪.‬‬
‫عن واجب الوفاء والإخالص نتقدم بلشكر اجلزيل والتقدير اإىل لك من ساعدان يف هذا‬
‫العمل وخنص بذلكر‪:‬‬
‫اإىل من أفنيا حياهتام ولك غاايهتام سامع لكمة جناح‪ ،‬رب ارمحهام كام ربياين صغريا "أيم الغالية"‬
‫املصدر واملنبع اذلي طاملا سقاان احلب واحلنان‬
‫"أيب الغايل" أس تاذي ومرشدي اذلي علمين احلياة وغرس يف أعاميق الارادة والصرب واملثابرة‬
‫مثيل العىل يف الصاةل والثبات‪.‬‬
‫مث نتقدم جبزيل الشكر والعرفان وخالص ادلعاء للس تاذ املرشف "بوعون السعيد" اذلي‬
‫تكرم بقبول ا إلرشاف عىل هذه ادلراسة وعىل توجهياته ونصاحئه القمية ‪،‬برك هللا فيه وجزاه‬
‫عنا خري اجلزاء‪.‬‬
‫اإىل لك يد كرمية أمدتنا بلعون ولك من سامه من قريب أو بعيد لرفع معنوايتنا وللك من مل‬
‫يبخل علينا بلنصيحة والتوجيه نسأل هللا أن جيزهيم عنا خري اجلزاء‬
‫شكرا لمك مجيعا‪.‬‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬

‫هتدف هذه الدراسة إىل التعرف على مستوى معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهق املتمدرس‬
‫ودراسة العالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة‪ ،‬والكشف عن الفروق ذات الداللة اإلحصائية يف‬
‫معىن احلياة وسلوك املخاطرة اليت تعزى ملتغري اجلنس‪ .‬ولتحقيق األهداف املذكورة اعتمدت الدراسة على‬
‫املنهج الوصفي االرتباطي ‪،‬وذلك ابستخدام مقياس معىن احلياة "هلارون توفيق الرشيدي‪ ،‬ومقياس سلوك‬
‫املخاطرة "لنب خرية سارة" على عينة قوامها ‪ 78‬فردا مت اختيارهم بطريقة عشوائية‪ .‬وبعد مجع البياانت‬
‫ومعاجلتها ابستخدام اختبار "ت" لعينة واحدة ومعامل ارتباط بريسون‪ ،‬واختبار "ت" لعينتني مستقلتني‪،‬‬
‫وهذا ابالستعانة بربانمج الرزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية (‪ )spss‬توصلت الدراسة إىل النتائج التالية‪:‬‬

‫• ال توجد عالقة ارتباطية بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬

‫• مستوى معىن احلياة مرتفع لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬

‫• مستوى سلوك املخاطرة منخفض لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬

‫• ال توجد فروق يف استجابة أفراد عينة الدراسة على مقياس معىن احلياة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫• توجد فروق يف استجابة أفراد عينة الدراسة على مقياس سلوك املخاطرة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
Abstract:

This study aims to explore the level of meaning in life and risk-taking
behaviour among schooled adolescent, examine statistically significant
differences in meaning of life and risk-taking behaviour attributed to the gender
variable. The study Utilized a relation descriptive approach, employing The
Meaning of Life scale by « Haroun Tawfiq Al-Rasheedi » ;and Risk-taking
Behaviour scale by « Sarah Ben Khayra » on a sample of 78 individuals selected
randomly.After data collection and analysis using one-sample t-test ,pearson
correlation coefficient, and independent samples t-test with the assistance of the
statistical software package for social sciences(SPSS),the study yielded the
following result :

• There is no statistically significant correlation between meaning in life and


risk-taking behavior among the sample of schooled adolescents.
• The level of meaning in life is high among the sample of schooled
adolescents.
• The level of risk-taking behavior is low among the sample of schooled
adolescents.
• There are no differences in the response of the study sample members on
the meaning of life scale attributed to the gender variable.
• There are differences in the response of the study sample members on the
risk-taking behavior scale attributed to the gender variable.
‫فهرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫العن ـ ـ ـ ـ ـوان‬

‫‪ -‬شكر وتقدير‬

‫‪ -‬ملخص الدراسة ابللغة العربية‬

‫‪ -‬ملخص الدراسة ابللغة اإلجنليزية‬

‫‪ -‬فهرس احملتوايت‬

‫أ‪-‬ب‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬مدخل الدراسة‬


‫‪.1‬‬
‫‪04‬‬ ‫إشكالية الدراسة‬
‫‪.2‬‬
‫‪06‬‬ ‫أمهية وأهداف الدراسة‬
‫‪.3‬‬
‫‪07‬‬ ‫املفاهيم اإلجرائية‬
‫‪.4‬‬
‫‪07‬‬ ‫الدراسات السابقة‬
‫‪.5‬‬
‫‪13‬‬ ‫فرضيات الدراسة‬

‫الفصل الثاين‪ :‬معىن احلياة وسلوك املخاطرة‬

‫‪15‬‬ ‫متهيد‬

‫‪15‬‬ ‫أوال‪ :‬معىن احلياة‬


‫‪.1‬‬
‫‪15‬‬ ‫مفهوم معىن احلياة‬
‫‪.2‬‬
‫‪18‬‬ ‫مكوانت معىن احلياة‬
‫‪.3‬‬
‫‪18‬‬ ‫أبعاد معىن احلياة‬
‫‪.4‬‬
‫‪20‬‬ ‫النظرايت املفسرة ملعىن احلياة‬
‫‪.5‬‬
‫‪27‬‬ ‫مصادر املعىن يف احلياة‬
‫‪.6‬‬
‫‪28‬‬ ‫املصادر السلبية للمعىن‬
‫‪.7‬‬
‫‪29‬‬ ‫الالمعىن أو الفراغ الوجودي‬
‫‪.8‬‬
‫‪30‬‬ ‫معىن احلياة واملراهقة‬
‫‪.9‬‬
‫‪31‬‬ ‫العالج ابملعىن الوجودي‬

‫‪34‬‬ ‫اثنيا‪ :‬سلوك املخاطرة‬


‫‪.1‬‬
‫‪34‬‬ ‫تعريف املخاطرة‬
‫‪.2‬‬
‫‪35‬‬ ‫تعريف سلوك املخاطرة‬
‫‪.3‬‬
‫‪37‬‬ ‫بعض املفاهيم املرتبطة بسلوك املخاطرة‬
‫‪.4‬‬
‫‪38‬‬ ‫جماالت االجتاه حنو املخاطرة‬
‫‪.5‬‬
‫‪38‬‬ ‫مسات الشخصية املميزة للمخاطر‬
‫‪.6‬‬
‫‪40‬‬ ‫دوافع سلوك املخاطرة‬
‫‪.7‬‬
‫‪41‬‬ ‫النظرايت املفسرة لسلوك املخاطرة‬
‫‪.8‬‬
‫‪49‬‬ ‫أنواع سلوك املخاطرة‬
‫‪.9‬‬
‫‪50‬‬ ‫العوامل املؤثرة يف املخاطرة‬

‫‪51‬‬ ‫‪ .10‬الثقة الزائدة وسلوك املخاطرة‬

‫‪52‬‬ ‫‪ .11‬عواقب سلوك املخاطرة‬

‫‪53‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اإلجراءات املنهجية للدراسة‬

‫‪55‬‬ ‫متهيد‬
‫‪.1‬‬
‫‪55‬‬ ‫منهج الدراسة‬
‫‪.2‬‬
‫‪55‬‬ ‫عينة الدراسة‬
‫‪.3‬‬
‫‪56‬‬ ‫حدود الدراسة‬
‫‪.4‬‬
‫‪57‬‬ ‫أدوات الدراسة‬
‫‪.5‬‬
‫‪60‬‬ ‫األساليب اإلحصائية املستخدمة‬
‫‪.6‬‬
‫‪61‬‬ ‫عرض وحتليل النتائج‬

‫الفصل الرابع‪ :‬مناقشة وتفسري النتائج‬

‫‪66‬‬ ‫متهيد‬
‫‪.1‬‬
‫‪66‬‬ ‫مناقشة وتفسري الفرضية األوىل‬
‫‪.2‬‬
‫‪67‬‬ ‫مناقشة وتفسري الفرضية الثانية‬
‫‪.3‬‬
‫‪68‬‬ ‫مناقشة وتفسري الفرضية الثالثة‬
‫‪.4‬‬
‫‪68‬‬ ‫مناقشة وتفسري الفرضية الرابعة‬
‫‪.5‬‬
‫‪69‬‬ ‫مناقشة وتفسري الفرضية اخلامسة‬

‫‪70‬‬ ‫خالصة نتائج الدراسة‬

‫‪71‬‬ ‫التوصيات واملقرتحات‬

‫‪73‬‬ ‫خامتة‬

‫‪75‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪83‬‬ ‫قائمة املالحق‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫عنيت مرحلة املراهقة ابلكثري من االهتمامات لدى املختصني وغري املختصني أكثر من غريها‬
‫من املراحل النمائية األخرى‪ ،‬ذالك ألهنا تعد مرحلة بينية بني مرحليت الطفولة والرشد‪ ،‬ويعرتي الفرد‬
‫أثناءها الكثري من التغيريات األساسية كالتغيريات اجلسدية املرتبطة ابلبلوغ عن طريق اهلرموانت‬
‫والتغيريات املعرفية ‪.‬‬

‫حبيث يلعب املعىن يف احلياة دورا مهما يف هذه املرحلة ‪،‬وذلك أثناء مواجهة مواقف وأحداث‬
‫جديدة فيحاول املراهقون تفسري جتارهبم وتنظيمها من خالل حتديد جوانب مهمة من حياهتم الشخصية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬واكتشاف معاين أعمق يف حياهتم‪ .‬كما يشري املعىن يف احلياة غلى الدرجة اليت يسعى‬
‫إليها الفرد ليدرك ويقدر معىن حياته‪ ،‬ابإلضافة إىل إدراكه لغرض احلياة ورساالته وقيمتها ‪،‬وتشري‬
‫األحباث إىل أن الوظائف النفسية التصاحلية والبناءة القوية للمعىن يف احلياة متكن األفراد ذوي املعىن‬
‫العايل يف احلياة من جتربة مستوايت أعلى من الرفاهية ‪،‬واحلفاظ على درجات أعلى من ضبط النفس‪.‬‬

‫وأشار هيدلوند ‪ Hedland‬إىل أن املعىن القوي للحياة جيعل األفراد يدركون القيمة من وجودهم‬
‫ويوضح اجتاه حياهتم‪ ،‬مما يدفع الدافع الداخلي لتنظيم السلوكيات اخلارجية لتتماشى مع أهداف احلياة‪،‬‬
‫وهذا بدوره يعزز قدرة املرء على التحكم يف نفسه‪ .‬ومع ذلك فإن االفتقار إىل املعىن يف احلياة يؤدي إىل‬
‫مستوى منخفض من ضبط النفس والدوافع الغريزية للسيطرة على سلوك الفرد‪ ،‬مما يؤدي يف النهاية إىل‬
‫(‪)liu et al, 2022: 02‬‬ ‫العديد من السلوكيات احملفوفة ابملخاطر‪.‬‬

‫وذلك بسبب زايدة السعي وراء اإلحساس ودوافع املكافأة‪ ،‬فمن الطبيعي أن يرغب املراهقون‬
‫يف جتارب جديدة ؛هذا ألن املراهقون حباجة إىل استكشاف حدودهم وقدراهتم ‪ ،‬ابإلضافة إىل حب‬
‫بعض املراهقون اإلاثرة واملغامرة‪ ،‬واملخاطرة ‪،‬فرييد معظمهم التعبري عن القيم الشخصية القوية والشعور‬
‫أبنفسهم كأفراد ‪،‬كل هذا جزء يف طريقهم لقبول املسؤولية وتشكيل اهلواايت ‪،‬ويصبحوا شبااب مستقلني‪،‬‬
‫وأيضا يكون املراهقون أحياان أكثر احتمالية من البالغني الختاذ قرارات سريعة دون التفكري يف العواقب‪،‬‬
‫كما أهنم يفهمون املخاطر بشكل خمتلف عن البالغني ‪،‬أيضا هذا يعين أهنم ال يرون اي خطر حقيقي‬

‫أ‬
‫مقدمة‬
‫فيما يفعلونه واحياان يقوم املراهقون أبشياء حيتمل أن تكون حمفوفة ابملخاطر ليشعروا ابالنتماء إىل‬
‫جمموعة أي أهنم يريدون أداء إاثرة أو إعجاب أو القيام مبا يعتقدون أنه طبيعي جملموعتهم‪.‬‬
‫(‪)rasing children network, 2022‬‬

‫ولعل أهم الفئات اليت تتخذ هاته السلوكيات اخلطرة فئة املراهقني املتمدرسني وهذا غالبا ما‬
‫يرجع إىل عدة عوامل نفسية‪ ،‬إجتماعية انجتة عن ختلي بعض األسر عن دورها األساسي يف التنشئة‬
‫وعدم اهتمامهم هلذه الفئة‪ ،‬وإشباع حاجاهتم‪ ،‬إضافة إىل بعض املؤسسات اليت ختلو من املناهج اليت‬
‫تعزز املبادئ الدينية والقيم األخالقية‪ ،‬مما تساهم يف ارتفاع سلوك املخاطرة مبختلف أشكاله‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق تطرقنا غلى دراسة معىن احلياة وعالقته بسلوك املخاطرة لدى املراهق املتمدرس‬
‫ابعتبار أن مرحلة املراهقة مرحلة صعبة مصاحبة ملشكالت سلوكية ونفسية‪ ،‬وعليه تناولنا يف دراستنا‬
‫احلالية جانبني أحدمها نظري واآلخر تطبيقي‪:‬‬

‫حيث تطرقنا يف اجلانب النظري إىل فصلني‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬التعريف مبوضوع الدراسة‪ ،‬اإلشكالية‪ ،‬األمهية واألهداف‪ ،‬الدراسات السابقة‪،‬‬
‫الفرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاين‪ :‬متغري معىن احلياة‪ ،‬ومتغري سلوك املخاطرة‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬اإلجراءات املنهجية للدراسة‪ ،‬وتناولنا فيه‪ :‬املنهج املتبع‪ ،‬العينة‪ ،‬حدود الدراسة‬
‫األساليب اإلحصائية املستعملة يف الدراسة ‪،‬أدوات الدراسة ‪ ،‬وعرض نتائج الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الرابع‪ :‬ويتمثل يف مناقشة وتفسري نتائج الدراسة‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل الدراسة‬

‫إشكالية الدراسة‬ ‫‪.1‬‬

‫أمهية وأهداف الدراسة‬ ‫‪.2‬‬

‫املفاهيم اإلجرائية‬ ‫‪.3‬‬

‫الدراسات السابقة‬ ‫‪.4‬‬

‫فرضيات الدراسة‬ ‫‪.5‬‬


‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مما ال شك فيه أن اإلنسان ال يستطيع أن يعيش إال إذا عرف أن حلياته معىن‪ ،‬فنحن ال نتعامل مع‬
‫األشياء املختلفة ابعتبار ماهي عليه لكننا نتعامل معها من خالل ما تعنيه ابلنسبة إلينا؛ أي أننا ال‬
‫نتعامل مع أشياء جمردة‪ ،‬بل نعرفها ونتعامل معها من خالل ذواتنا‪( .‬آدلر‪)19 :2005 ،‬‬

‫فمعىن احلياة يتضمن تفسري حلياة اإلنسان‪ ،‬دوافعها‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬وخرباهتا‪ ،‬وأحداثها‪ ،‬وقيمها‪ .‬كما أنه‬
‫هو إحساس الفرد ابلسعادة والرضا يف ضوء ظروف احلياة احلالية‪ ،‬وكل ما جيعل احلياة ممتعة وجديرة أبن‬
‫تعاش‪( .‬هبلول‪)08 :2016 ،‬‬

‫فالبحث عن معىن احلياة هو ظاهرة وجودية تصاحب وتالزم اإلنسان طوال مراحل احلياة بغض‬
‫النظر عن العمر واجلنس واملستوى الثقايف‪ ،‬واالقتصادي؛ هذا املعىن فريد ونوعي خيتلف من فرد آلخر‬
‫حيث يؤدي حتقيق االنسان ملعىن احلياة إىل حتقيق وجوده أما عجزه عن حتقيق هذا املعىن فقد يؤدي‬
‫إىل العديد من املشكالت واالضطراابت اليت ميكن أن تؤثر على اتزان الفرد وعالقاته مع الغري‪ .‬وخنص‬
‫ابلذكر سلوك املخاطرة ابعتباره االندماج يف سلوكيات تبتعد ابألفراد عن املعايري املقبولة اجتماعيا يف‬
‫ثقافتهم بدرجة واضحة ‪،‬وهو أمر له أتثريات بعيدة املدى يف النواحي الصحية والنفسية واالجتماعية‬
‫للفرد‪ ،‬وهو وسيلة للتعامل مع املتغريات واملهام النمائية يف املراهقة لغرض االستقالل واالستكشاف أو‬
‫إثبات الوجود ولفت األنظار‪ .‬وتظهر املخاطرة عرب املواقف الصعبة أو اليت تتضمن مهارة معينة يف‬
‫التصرف‪ ،‬فاملخاطرة سلوك دافعي يؤدي إىل اختاذ قرار بني اختيارين أو أكثر ‪،‬فهي فكرة غامضة حتتوي‬
‫على طريف النقيض يف آن واحد وهي حتتوي على إمكانية الفشل واخلسارة والفقدان من انحية ‪ ،‬وعلى‬
‫إمكانية النجاح واالجناز من انحية أخرى؛ وهي هبذا تشكل حاجز للتقدم يف احلياة أو دافعا للنجاح‬
‫واالستمرار أما سلوك املخاطرة فهو السلوك الذي يعرب عن هذه الفكرة‪( .‬مسعود‪)146 :2021 ،‬‬

‫وعليه فإن الفئة األكثر ميال هلذا السلوك هي املراهقني حيث تتعرض صحتهم ورفاههم للتهديد‬
‫بسبب ميلهم إىل االخنراط يف سلوك متهور وحمفوف ابملخاطر‪ ،‬فهو من العوامل اليت تؤثر على املراهقة‬

‫‪4‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫مبا يف ذلك التغريات اهلرمونية والتنموية السريعة والنمو اجلسدي‪ ،‬والسياقات األسرية واالجتماعية‪ ،‬وعليه‬
‫فإن السلوك احملفوف ابملخاطر يف هذه املرحلة خيتلف بشكل كبري عن سلوك البالغني حيث ينخرط‬
‫املراهقون يف سلوك أكثر خطورة من البالغني ابلرغم من اختالف حجم الفروق العمرية يف املخاطرة‬
‫وكقاعدة عامة يكون املراهقون والشباب أكثر عرضة من البالغني للشرب وتدخني السجائر والدخول‬
‫يف عالقات جنسية غري مشروعة واالخنراط يف السلوك العنيف والتعرض حلوادث خطرية ومميتة‪.‬‬
‫)‪(Balocchini et al, 2013: 191‬‬

‫فالغرض األساسي من الدراسة احلالية هي استكشاف تشكيل فهم ابملعىن يف احلياة‪ ،‬وكيف‬
‫ميكن هلذا املفهوم أن يرتبط ابملراهق ويفيده‪ ،‬عالوة على ذلك قد أشارت جمموعة من األحباث إىل أن‬
‫املعىن يف احلياة يلعب دورا يف محاية املراهقني من السلوكيات احملفوفة ابملخاطر الصحية ابعتباره مؤشرا‬
‫قواي على الصحة الذاتية اجليدة والرفاهية النفسية يف مرحلة املراهقة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من االهتمام الواسع مبعىن احلياة وتطوير األحباث حوهلا عند املراهقني إال أنه مل يتم ربط‬
‫العالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهق املتمدرس بشكل كامل حىت اآلن يف حدود علم‬
‫الباحثتني‪ .‬والدراسة احلالية تستهدف التعرف على العالقة بني مفهومي معىن احلياة وسلوك املخاطرة‬
‫لدى املراهق املتمدرس‪ ،‬وذلك من خالل حماولة االجابة عن التساؤالت التالية‪:‬‬

‫• هل توجد عالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني؟‬

‫• ما مستوى معىن احلياة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني؟‬

‫• ما مستوى سلوك املخاطرة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني؟‬

‫• هل توجد فروق يف استجابة أفراد عينة الدراسة على مقياسي معىن احلياة وسلوك املخاطرة تعزى‬
‫ملتغري اجلنس؟‬

‫‪5‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫أمهية الدراسة وأهدافها‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تكمن أمهية الدراسة يف أمهية املوضوع الذي تتناوله‪ ،‬حيث إن الدراسة تسعى إىل التعرف على العالقة‬
‫بني متغري معىن احلياة وسلوك املخاطرة عند املراهق املتمدرس وال شك أن هذا اجلانب ينطوي على‬
‫أمهية كبرية‪ ،‬حبيث يهتم هذا البحث ملعرفة مدى مستوى سلوك املخاطرة ومعىن احلياة لدى املراهق‬
‫املتمدرس‪ ،‬ابإلضافة إىل إفادة الباحثني النفسيني يف معرفة مدى دافعية املخاطرة والنتائج املرتتبة عليها‬
‫لدى املراهق املتمدرس‪.‬‬

‫وأتيت أمهية الدراسة أيضا من قلة الدراسات احمللية اليت تناولت موضوع سلوك املخاطرة عامة‪ ،‬وربطه‬
‫مبعىن احلياة خاصة وذلك يف حدود علم الباحثتني‪.‬‬

‫قد تساعد على تصميم برامج قائمة على العالج ابملعىن للطلبة وتسمح بتوجيه طاقاهتم وإمكانياهتم‬
‫فيما يساعد على حل مشكالهتم وتنمية معىن احلياة لديهم ابعتبارها دافع إىل حتقيق مستوى من األداء‬
‫والتحصيل اجليدين‪.‬‬

‫كما تكمن األمهية التطبيقية يف االستفادة من نتائج هذه الدراسة يف جمال الدراسات النفسية والرتبوية‬
‫كما أهنا تضيف أمهية للبحوث اجلديدة اليت جترى على عينات مشاهبة‪.‬‬

‫كما تسعى الباحثتني إىل حتقيق األهداف الرئيسية من هذه الدراسة واملتمثلة يف‪:‬‬
‫‪.1‬‬
‫دراسة العالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫‪.2‬‬
‫التعرف على مستوى معىن احلياة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫‪.3‬‬
‫التعرف على مستوى معىن احلياة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫‪.4‬‬
‫الكشف عن الفروق يف استجابة أفراد العينة على مقياسي معىن احلياة وسلوك املخاطرة اليت‬
‫تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫التعريف اإلجرائي ملتغريات الدراسة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫أ‪ .‬معىن احلياة‪:‬‬

‫وهي الدرجة اليت يتحصل عليها املستجيب أو الطالب بعد إخضاعها ملقياس معىن احلياة‪ ،‬حبيث تكون‬
‫استجاابته تعكس اجتاهاته اإلجيابية والسلبية حنو احلياة واألهداف واآلمال اليت يسعى لتحقيقها ومدى‬
‫تقبله لذاته ورضاه عن حياته‪.‬‬

‫ب‪.‬سلوك املخاطرة‪:‬‬

‫وميثل الدرجة الكلية اليت حيصل عليها املستجيب من خالل إجاابته على بنود مقياس سلوك املخاطرة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫أ‪ .‬الدراسات العربية‪:‬‬

‫دراسة كرمية مريوح وموسى هاروين‪ :2021 ،‬جودة احلياة وعالقتها مبعىن احلياة عند املراهق‬ ‫‪.1‬‬

‫املتمدرس ابلثانوية‪.‬‬

‫هدفت هذه الدراسة للتعرف على مستوى كل من جودة احلياة ومعىن احلياة والكشف عن طبيعة‬
‫العالقة بينهما عند املراهق املتمدرس‪ ،‬حيث تكونت عينة الدراسة من ‪ 557‬تلميذ من مستوى السنة‬
‫الثالثة اثنوي أخذت من ‪ 10‬اثنوايت من والية قسنطينة‪ ،‬وقد مت استخدام مقياس معىن احلياة الذي‬
‫أعده هارون توفيق الرشيدي (‪ ،)1996‬ومقياس جودة احلياة الذي كيفه بشري معمرية على البيئة‬
‫اجلزائرية‪ .‬توصلت النتائج إىل أن تالميذ السنة الثالثة اثنوي لديهم مستوى متوسط إىل ضعيف يف كل‬
‫من جودة احلياة ومعىن احلياة عند املراهق املتمدرس عند مستوى الداللة املعتمد ‪0,05‬؛ أي أنه كلما‬
‫ارتفع مستوى جودة احلياة قابله ارتفاع يف مستوى معىن احلياة والعكس الصحيح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫دراسة مرسوت مارية هبة الرمحان‪ :2020 ،‬سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني‬ ‫‪.2‬‬

‫ببعض املتوسطات والثانوايت مبدينة ورقلة‪.‬‬

‫هدفت الدراسة غلى التعرف على درجة سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني ببعض‬
‫املتوسطات والثانوايت مبدينة ورقلة‪ .‬للتعرف على الفروق يف سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام‬
‫املتمدرسني ببعض املتوسطات والثانوايت مبدينة ورقلة‪ ،‬مت استخدام املنهج الوصفي االستكشايف‪،‬‬
‫وطبقت الدراسة على عينة عددها ‪65‬مراهق ومراهقة‪ ،‬واألداة املستخدمة يف البحث كانت مقياس‬
‫سلوك املخاطرة لنب خرية سارة‪ .‬النتائج املتوصل إليها كانت كالتايل‪:‬‬

‫‪ -‬درجة سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني ببعض متوسطات واثنوايت مدينة ورقلة‬
‫منخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد فروق يف سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني ببعض املتوسطات والثانوايت‬
‫مبدينة ورقلة ابختالف نوع اليتم(األب واألم)‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق يف سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني ابملتوسطات والثانوايت بني‬
‫الذكور واإلانث مبدينة ورقلة‪.‬‬

‫دراسة سارة بن خرية ومنصور بن زاهي‪ :2016 ،‬سلوك املخاطرة لدى تالميذ مرحلة التعليم‬ ‫‪.3‬‬

‫الثانوي مبدينة ورقلة يف ظل بعض املتغريات الشخصية والرتبوية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إىل البحث يف وجود سلوك املخاطرة لدى تالميذ مرحلة التعليم الثانوي مبدينة ورقلة‬
‫وذلك حسب بعض متغريات وسيطية مثل اجلنس والتخصص‪ ،‬وابتباع خطوات املنهج الوصفي املالئم‬
‫للدراسة ‪،‬حيث خلصت الورقة بنتائج متثلت يف ارتفاع متوسط وجود سلوك املخاطرة لدى التالميذ‬
‫واليت تشري إىل ارتباط أبعاد املقياس ابلدرجة الكلية ‪،‬ووجود فروق ذات داللة إحصائية بني اجلنسني يف‬
‫االقدام على املخاطرة السلوكية وليس هناك تباين بني التخصص الدراسي للتالميذ ‪،‬ومتت مناقشة النتائج‬

‫‪8‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫يف ضوء الدراسات املماثلة عامليا اليت أثبتت وجود سلوك املخاطرة يف املؤسسات الرتبوية وخاصة الثانوية‬
‫ووضع حد هلذه السلوكيات يف اجملتمع‪.‬‬

‫دراسة إسالم أسامة حممود العصار‪ :2015 ،‬التشوهات املعرفية وعالقتها مبعىن احلياة لدى‬ ‫‪.4‬‬

‫املراهقني يف قطاع غزة‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إىل التعرف على مستوى التشوهات املعرفية ومعىن احلياة لديهم يف قطاع غزة‪ ،‬ودراسة‬
‫العالقة بني التشوهات املعرفية اليت تعزى لعدة متغريات وهي اجلنس ومرحلة املراهقة‪ ،‬واعتمدت الدراسة‬
‫على املنهج املقارن وأجريت هذه الدراسة على عينة مكونة من ‪ 662‬طالب وطالبة من املرحلة الثانوية‬
‫واجلامعية وتراوحت أعمارهم ما بني ‪15‬و‪22‬سنة‪ ،‬ومت اختيار العينة ابلطريقة الطبقية املنتظمة يف مدارس‬
‫املرحلة الثانوية احلكومية والطريقة العشوائية البسيطة يف اجلامعات الفلسطينية‪ .‬واستخدمت الباحثة‬
‫أداتني مها‪ :‬استبانة التشوهات املعرفية واستبانة معىن احلياة‪ .‬وقد أسفرت نتائج الدراسة عن التايل‪:‬‬

‫مستوى التشوهات املعرفية منخفض بشكل عام‪ .‬مستوى معىن احلياة مرتفع بشكل عام‪ ،‬كما بينت‬
‫وجود عالقة عكسية ذات داللة إحصائية بني التشوهات املعرفية ومعىن احلياة لدى املراهقني يف قطاع‬
‫غزة كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية يف التشوهات املعرفية لدى املراهقني‬
‫تعزى إىل اجلنس ومرحلة املراهقة‪ ،‬وبينت عدم وجود ذات داللة إحصائية يف معىن احلياة لدى املراهقني‬
‫يف قطاع غزة تعزى إىل اجلنس ومرحلة املراهقة‪.‬‬

‫دراسة جوامري جوان خسرو‪ :2011 ،‬أثر برانمج إرشادي معريف يف تعديل سلوك املخاطرة‬ ‫‪.5‬‬

‫لدى طالبات املرحلة اإلعدادية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إىل التعرف على سلوك املخاطرة لدى طالبات املرحلة اإلعدادية‪ ،‬والتعرف على أثر‬
‫الربانمج اإلرشادي املعريف يف تعديل سلوك املخاطرة لدى طالبات املرحلة الرابعة إعدادي لعينة بلغت‬
‫‪ 60‬طالبة‪ ،‬وقد قامت الباحثة ببناء مقياس مكون من ثالث جماالت‪ :‬جمال تقليد األمنوذج واجملازفة‬
‫تكون املقياس من ‪ 34‬فقرة بصورته النهائية بعد حساب الصدق والتمييز والثبات‬
‫واخلربة السابقة‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪9‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫بطريقيت االختبار وإعادة االختبار وبلغت ‪ 0،83‬وطريقة ألفا كرونباخ وبلغت ‪ 0،80‬وأظهرت النتائج‬
‫أن طالبات املرحلة اإلعدادية لديهن سلوك املخاطرة‪.‬‬

‫دراسة املشلب فرات حسني عجيل‪ :2006 ،‬سلوك املخاطرة وعالقته بدافع اإلجناز الدراسي‬ ‫‪.6‬‬

‫لدى طالب املرحلة اإلعدادية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة لقياس سلوك املخاطرة لدى طالب املرحلة اإلعدادية (الرابع واخلامس)‪ ،‬وقياس‬
‫دافع اإلجناز الدراسي والتعرف على العالقة بني سلوك املخاطرة ودافع االجناز الدراسي لدى طالب‬
‫املرحلة اإلعدادية (الرابع واخلامس)‪ ،‬وبلغت عينة التطبيق ‪ 828‬طالبا من الصفني وقد استخدمت‬
‫الوسائل اإلحصائية املناسبة للبحث وهي االختيار الثنائي لعينتني مستقلتني ومعامل ارتباط بريسون‬
‫وحتليل التبيان الثنائي ومعادلة هوايت‪ ،‬وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة ارتباطية موجبة بني‬
‫سلوك املخاطرة وكان أعلى من املتوسط الفرضي للمقياس ومتوسط درجات الطلبة على مقياس دافع‬
‫اإلجناز الدراسي كان أكرب من املتوسط الفرضي‪( .‬مصطفى‪)314 :2022 ،‬‬

‫ب‪.‬الدراسات األجنبية‪:‬‬

‫دراسة جوليانو ‪ :2002 ،Giuliano‬العالقة بني فقدان معىن احلياة والشعور ابمللل والضجر‬ ‫‪.1‬‬

‫والسأم والعنف لدى املراهقني‪.‬‬

‫هدفت الدراسة للكشف عن العالقة بني فقدان معىن احلياة والشعور ابمللل والضجر والسأم والعنف‬
‫لدى املراهقني‪ ،‬متثلت عينة الدراسة يف ‪ 113‬مراهقا وتراوحت أعمارهم الزمنية بني ‪14‬و‪18‬سنة‪ .‬مت‬
‫االستعانة بربوفيل االجتاه حنو احلياة املعدل من طرف ريكر ومقياس امليل إىل السأم من إعداد فارمر‬
‫وتوصلت النتائج إىل وجود عالقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيا بني خواء املعىن وكل من امليل إىل‬
‫الشعور ابلضجر والسأم وسلوك العنف لدى املراهقني‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫دراسة فريازي ‪ :2001 ،Verazee‬اإلحساس مبعىن احلياة والدافع إلجياد املعىن ووجه الضبط‬ ‫‪.2‬‬

‫هدفت الدراسة للكشف عن اإلحساس مبعىن احلياة والدافع إلجياد املعىن ووجهة الضبط لدى عينة من‬
‫املراهقني الذكور‪ .‬متثلت عينة الدراسة يف ‪ 120‬مراهق ترتاوح أعمارهم الزمنية بني ‪15‬و‪18‬سنة اختريوا‬
‫من أربع مؤسسات‪ :‬إصالحية‪ ،‬مدرسة خاصة‪ ،‬مدرسة عامة ريفية ومدرسة عامة حضرية‪ .‬مت استخدام‬
‫مقياس اهلدف من احلياة ومقياس البحث عن األهداف املعنوية وأيضا مقياس "نويكي سرتيكالند"‬
‫لوجهة الضبط‪ .‬توصلت النتائج إىل وجود عالقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيا لدى هؤالء املراهقني‬
‫بني معىن احلياة والدافع إلجياد معىن احلياة والضبط اخلارجي‪ .‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية يف‬
‫متغريات الدراسة ترجع إىل نوع املؤسسة‪) .‬بلخامسة‪ ،‬بن نوح‪)2020 ،‬‬

‫دراسة إيرنشو ‪ :2000 ،Eranchaw‬العالقة بني اجتاهات احلياة أو املعىن يف احلياة والتوجيهات‬ ‫‪.3‬‬

‫الدينية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إىل فحص العالقة بني اجتاهات احلياة أو معىن احلياة والتوجيهات الدينية‪ .‬أتلفت‬
‫عينة الدراسة من ‪ 42‬طالب جامعي يف و‪.‬م‪.‬أ بواقع ‪ 35‬طالبة و‪ 7‬طالب ترتاوح أعمارهم بني‬
‫‪18‬و‪28‬سنة‪ .‬وقد مت استخدام استبيان لقياس التوجه حنو احلياة الذي طوره ريكر وبيكوك ويتكون من‬
‫‪ 44‬فقرة يقيس ‪ 7‬جماالت خمتلفة يف معىن احلياة وأمامها ‪ 7‬بدائل‪ ،‬واهلامشي استبيان لقياس التوجه‬
‫الديين اجلوهر‪ .‬وتوصلت النتائج إىل أن هناك عالقة بني املستوايت العالية من التوجهات الدينية اجلوهرية‬
‫واهلدف يف احلياة وإرادة املعىن‪ .‬مل تظهر عالقة بني املوت والتوجه الديين اجلوهري‪.‬‬

‫مناقشة الدراسات السابقة‪:‬‬

‫لقد تناولت معظم الدراسات السابقة املوضوعات ذات العالقة ابملعىن يف احلياة ‪،‬وكذلك‬
‫املوضوعات ذات الصلة بسلوك املخاطرة لفئة املراهقني املتمدرسني مما ساهم يف إثراء موضوع الدراسة‬
‫احلالية من الدراسات السابقة بصورة كبرية ومن كل النواحي سواء كان ذلك من انحية التعاريف املتعلقة‬

‫‪11‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫ابملتغريات أو غريها‪ .....‬إخل‪ ،‬إال أن هناك اختالف واضح بني الدراسة احلالية والدراسات السابقة ومن‬
‫بني أهم هذه االختالفات نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬اختلفت الدراسات السابقة اليت مت عرضها من حيث املناهج املتبعة‪ :‬املنهج الوصفي‬
‫االستكشايف يف دراسة مرسوت ‪ 2020‬و املنهج الوصفي يف دراسة بن خرية وبن زاهي ‪2016‬‬
‫واملنهج املقارن يف دراسة العصار ‪.2015‬‬
‫‪ -‬أما من حيث العينة تناولت الدراسات السابقة عينات خمتلفة من ذكور وإانث كدراسة إيرنشو‬
‫‪ ،2000‬ودراسة العصار ‪ ،2015‬ودراسة بن خرية وبن زاهي‪ .2016‬أما دراسة جوامري‬
‫‪ 2011‬فقد تناولت عينة من الطالبات اإلانث فقط‪.‬‬
‫‪ -‬وجود اختالف يف هذه الدراسات من حيث األهداف والنتائج‪ .‬حبيث توصلت النتائج إىل‬
‫ارتفاع يف مستوى معىن احلياة بشكل عام يف دراسة العصار ‪ ،2015‬ومستوى ضعيف يف‬
‫دراسة مريوح وهاروين ‪ .2021‬أما نتائج سلوك املخاطرة كانت كالتايل‪ :‬ارتفاع متوسط يف‬
‫سلوك املخاطرة لدى التالميذ يف دراسة بن خرية وبن زاهي ‪ ،2016‬ودرجات منخفضة يف‬
‫سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام يف دراسة مرسوت ‪.2020‬‬
‫‪ -‬تناولت الدراسات السابقة متغري معىن احلياة وعالقته بعدة متغريات أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬متغري‬
‫التشوهات املعرفية العصار ‪ ،2015‬ومتغري الدافع إلجياد املعىن والضبط اخلارجي فريازي‬
‫‪ ،2001‬وأيضا متغري الشعور ابمللل والضجر والسأم والعنف لدى املراهقني جوليانو ‪2001‬‬
‫وهذا عكس الدراسة احلالية اليت تناولت متغري معىن احلياة وعالقته بسلوك املخاطرة لدى‬
‫املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫أما األمر املشرتك بني الدراسات السابقة والدراسة احلالية هو‪:‬‬

‫‪ -‬أن أغلبها طبق على فئة املراهقني املتمدرسني‪.‬‬


‫‪ -‬التعرف على مستوى معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهق املتمدرس‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫بعد عرض الدراسات السابقة ونتائجها اقرتحنا الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة ارتباطية بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى معىن احلياة مرتفع لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى سلوك املخاطرة منخفض لدى عينة من املراهقني املتمدرسني‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد فروق يف استجابة أفراد عينة الدراسة على مقياس معىن احلياة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق يف استجابة أفراد عينة الدراسة على مقياس سلوك املخاطرة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬

‫‪ -‬متهيد‬

‫أوال‪ :‬معنى احلياة‬

‫ثانيا‪ :‬سلوك املخاطرة‬

‫‪ -‬خالصة الفصل‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫متهيد‪:‬‬

‫إن مرحلة املراهقة فرتة منائية يبدأ فيها الشباب يف تكوين شعور دائم ابهلوية الشخصية والكفاءة‪ ،‬حيث‬
‫يعد معىن احلياة يف هذه الفرتة من أهم املواضيع اليت هلا أتثري كبري وواضح على خمتلف جوانب احلياة‬
‫عند املراهق سواء ابإلجياب أو السلب عندما تفقد حياته ملعناها وال يبدو عنده أي هدف واضح يسعى‬
‫لتحقيقه‪ ،‬مما يدفعه إىل تبين جمموعة من السلوكيات احملفوفة ابملخاطر كالتدخني‪ ،‬العنف‪ ،‬اهلروب من‬
‫املدرسة؛ ابعتبار أن املخاطرة سلوك يدفع ابلفرد لالستجابة الالعقالنية يف خمتلف املواقف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معىن احلياة‬

‫مفهوم معىن احلياة‬ ‫‪.1‬‬

‫يعترب معىن احلياة من املفاهيم اليت عنيت هبا الدراسات النفسية واالجتماعية وابألخص الدراسات‬
‫الفلسفية‪ ،‬ويعترب أول ظهور للمفهوم عام ‪ 1964‬وذلك على يد فرانكل فيكتور (‪)1997-1905‬‬
‫واعتربه سببا للعيش وحماولة فهم احلياة خالل التجربة أو الشعور هبا أو أن احلياة ال تفقد معناها جراء‬
‫الظروف اليت متر هبا‪ ،‬فاملعىن ال يشمل التجارب السعيدة واملرضية فقط بل حىت املعاانة واحلرمان‪ ،‬وبذلك‬
‫فمعىن احلياة هو‪ :‬حالة يسعى اإلنسان للوصول إليها لتضفي على حياته قيمة ومعىن يستحق العيش‬
‫من أجله وحتدث نتيجة إلشباع دافعه األساسي املتمثل إبرادة املعىن‪( .‬زقاوة‪) 587 :2020 ،‬‬

‫وقد ظهر أن مفهوم معىن احلياة له أتثري عريض وواسع يف األفراد حيث يتناول اإلنسان كخربة روحية‬
‫إىل جانب أنه تركيب بيولوجي وعقلي معريف قابل للتغري والنمو والتسامي‪( .‬غندور‪)03 :2016 ،‬‬

‫ويعرف أبنه‪ :‬اجتاهات الفرد حنو حياته كما يعرف أبنه مدى وعي الفرد حبياته‪ ،‬واملفهوم الشامل ألهدافها‬
‫املختلفة وكيفية حتقيقها ابألساليب املناسبة وعرف أيضا أبنه‪ :‬جمموعة من املفاهيم اإلجيابية أو السلبية‬
‫يكوهنا الفرد من خالل مصادر خمتلفة خلرباته الشخصية يف مواقف تفاعله مع ذاته ومع اآلخرين يف ظل‬
‫ثقافة اجملتمع ومتغرياته‪ ،‬وتعكس هذه املفاهيم توجه الفرد حنو احلياة‪ ،‬وأسلوب حياته املعاش‪ ،‬كما أهنا‬

‫‪15‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تظهر يف صورة أساليب وأهداف يف جماالت شىت يعمل الفرد على حتقيقها؛ أي حافز يدفع اإلنسان‬
‫لالستمرار يف احلياة حىت يف أسوأ الظروف وأصعبها‪.‬‬

‫(السيد الفضايل‪ ،‬السيد أمحد‪)149-148 :2016 ،‬‬

‫ومن خالل ما سبق ترى الباحثتني أن موضوع معىن احلياة من أهم املواضيع اليت هلا أمهية ابلغة يف حياة‬
‫الفرد بغية إبراز قدراته وإمكاانته اليت يتمتع هبا حىت يضفي على حياته معىن وقيمة ومغزى يسعى‬
‫لتحقيقه‪ ،‬ولتحقيق ذلك البد أن يسطر أهدافه وغاايته اليت يطمح ويسعى لتحقيقها يف حياته سواء‬
‫حاضره أو مستقبله مما يولد الدافعية واحلافز لبلوغ اآلمال واألهداف‪.‬‬

‫• تعريف معىن احلياة‪:‬‬

‫يعرفه حممد عبد التواب معوض أبنه‪ :‬شعور الفرد بتحمل املسؤولية ورضاه عن احلياة وإدراكه لنوعية‬
‫احلياة اليت يعيشها من خالل إدراكه لنوعية ومقدار اخلدمات املقدمة له يف اجملتمع‪.‬‬

‫(االبيض‪)802 : 2010 ،‬‬

‫كما تعرفه أبو غزالة ويتضمن معنيان األول‪ :‬أنه تفسري أحداث احلياة واحلياة بشكل عام واليت تتمثل‬
‫يف االفكار اليت تتعلق بشيء ما أو حدث ما أو خربة ما ؛أي أنه يشري إىل كل ذي داللة وأمهية‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬تفسري حلياة الفرد ودوافعه وأهدافه‪( .‬أبو غزالة‪)265 :2007 ،‬‬

‫وتشري أسعد خوج إىل ديبتس يف تعريفه ملعىن احلياة‪ :‬أبنه شعور عميق مبغزى احلياة مع قدرة فائقة على‬
‫التماسك واإلدراك للهدف من وجود اإلنسان يف احلياة وما يؤدي إليه من دوافع إىل حتقيق ذات القيمة‬
‫يف احلياة مع الشعور ابحليوية والسعادة‪( .‬أسعد خوج‪)20 :2011 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ولإلجابة عن سؤال معىن احلياة يرى آدلر‪ :‬أن كل فرد قد قام بتشكيل معادلة خاصة به وخمتلفة عن‬
‫معادلة األفراد اآلخرين‪ ،‬وأن كل معىن حيمل بعض اخلطأ يف طياته وعلى هذا فال يوجد شخص أاي كان‬
‫يعرف املعىن احلقيقي املطلق للحياة وأن أي معىن ال ميكن أن يكون سليما متاما أو خطأ متاما‪.‬‬

‫(آدلر‪)20 :2005 ،‬‬

‫ويرتبط معىن احلياة أيضا ابألحداث املاضية خالل التفكري بشكل إجيايب عن املاضي واحلنني إليه والذي‬
‫خيفف من التهديدات الوجودية ملعىن احلياة‪ ،‬ويكون أكثر إجيابية للتفكري ابملستقبل‪.‬‬

‫(عارف السعدي‪ ،‬د‪.‬س‪)68 :‬‬

‫معىن احلياة هو‪ :‬إدراك األمر والتماسك وإدراك األهداف من وجود اإلنسان ومتابعة وحتقيق األهداف‬
‫ذات القيمة ومصاحبة ذلك مبشاعر االمتالء واحليوية‪( .‬متويل خضر‪)337 : 1997 ،‬‬

‫ويشري حممد عبد احلليم إىل مسرية شند يف تعريفها ملعىن احلياة على أنه‪ :‬إدراك الفرد أن حلياته قيمة‬
‫ومغزى وأن له أهدافا يسعى إىل حتقيقها مهما حتمل من مشقة‪ ،‬وأن معىن احلياة موجود يف قيم اإلنسان‬
‫وخرباته واملهام اليت يؤديها واجتاهاته املتكونة لديه‪( .‬حممد عبد احلليم‪)337 :2010 ،‬‬

‫تشري كل من سامل وسعيد إىل جيم حيث يرى أن معىن احلياة يتكون من أربعة أبعاد أساسية البعد األول‬
‫هو السالم الداخلي‪ ،‬ويتضمن مشاعر الرضا والقناعة والتواؤم وتسمح هذه املشاعر بتذوق الفرد الظروف‬
‫احلياتية احمليطة به والسيما جناحاته وخرباته اإلجيابية يف احلياة‪ ،‬وينبع الشعور ابلرضا والقناعة من االلتزام‬
‫والسعي واملواصلة وحتقيق األهداف‪( .‬عبد اخلالق‪ ،‬النيال‪ ،‬سامل‪ ،‬وسعيد‪)294 :2007،‬‬

‫وتعرفه جاب هللا ميينة ابإلشارة هلا من قبل ذكري وبوعيشة أبنه عملية تفسري ملا يعنيه وجود اإلنسان‬
‫على قيد احلياة وما مير به من أحداث ومواقف وما ميتلكه من أهداف وآمال يسعى إىل حتقيقها‪.‬‬

‫(زكري وبوعيشة‪)379 :2020 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وذكر عيد اجلهين تعريف حسن وعالم ملعىن احلياة وأنه‪ :‬مدى الوعي املناسب لدى الفرد مبعىن احلياة‬
‫واملفهوم الشامل ألهدافها وكيفية حتقيق هذه األهداف ابألساليب املناسبة‪.‬‬

‫(عيد اجلهين‪)674 :2014 ،‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة تستخلص الباحثتني أن معىن احلياة يربز من خالل تساؤالت يطرحها‬
‫اإلنسان على نفسه ملاذا أعيش؟ وما معىن احلياة؟ وهل تستحق أن تعاش؟ أي أنه من خالل هذه‬
‫التساؤالت تظهر لدى كل فرد تصورات شخصية فردية عنه فيسعى من خالهلا لتحقيق الغاية أو الرسالة‬
‫او املغزى من حياته فيسعى إىل حتقيقها بوضع جمموعة من األهداف الواضحة لديه ولتحقيقها البد من‬
‫السعي واجلد واجلهد وجتاوز املصاعب واملتاعب وحتديها وبذل كل إمكاانته بغية حتقيق اآلمال واألهداف‬
‫والطموحات املرجوة مصاحبة مبشاعر التحفيز والتفاؤل واإلجيابية واحليوية وكذا الدافعية‪.‬‬

‫مكوانت معىن احلياة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ترى أبو غزالة أن معىن احلياة يشتمل على ثالث مكوانت هي‪:‬‬

‫‪ -‬املكون املعريف‪ :‬يتعلق بفهم الفرد وإدراكه هلدف وأمهية حياته‪ ،‬فضال عن جتاربه الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬املكون السلوكي‪ :‬والذي يشتمل على اإلجراءات والسلوكيات اليت يعرضها الفرد‪ ،‬مما يعكس‬
‫املظهر امللموس هلدف حياته بطريقة عملية وواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬املكون الوجداين‪ :‬يتضمن إحساس الفرد ابلقيمة والرضا املستمدين من حتقيق أهدافهم‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إىل الرضا عن حياهتم‪( .‬أبو غزالة‪)267 :2007 ،‬‬

‫أبعاد معىن احلياة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫حممود عصار يف إشارة إىل يوسف الذي صنف أبعاد معىن احلياة إىل مخسة أبعاد وهي‪:‬‬

‫‪ -‬دافعية اإلجناز‪ :‬ويتضمن القدرة على حتديد أهداف قيمة‪ ،‬والسعي لتحقيقها‪ ،‬واالستفادة‬
‫الكاملة من قدرات الفرد واحلفاظ على احلماس دون االستسالم يف مواجهة العقبات‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬التسامي ابلذات‪ :‬يتعلق ابلقدرة على متابعة القيم واألهداف السامية اليت تتجاوز املصاحل‬
‫واالهتمامات الشخصية فهو ينطوي على االعرتاف بدور الفرد يف العامل‪ ،‬وفهم أتثريه على هذا‬
‫العامل وأمهية املسامهة فيه‪.‬‬
‫‪ -‬تقبل الذات‪ :‬هو الشعور ابلسالم الداخلي مع النفس وتقبل أوجه القصور يف اإلمكاانت‬
‫الشخصية والقدرة على تقبل كل ما ال ميكن لإلنسان تغيريه‪ ،‬وأن يتعايش مع املعاانة ويتعلم‬
‫أفضل ما فيها وأهنا جزء حتمي من احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬املسؤولية‪ :‬هي عدم التخلي عن االلتزامات والواجبات اليت يلزم اإلنسان هبا نفسه أو يفرضها‬
‫عليه دوره يف احلياة والتفكري يف عواقب األمور والقدرة على بذل اجلهد وجماهدة النفس إلجناز‬
‫األشياء اهلامة يف احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬القبول والرضا‪ :‬يشري إىل القدرة على تقبل ظروف احلياة ‪،‬وجتربة الرضا واالمتنان‪ ،‬ويتضمن‬
‫هذا البعد حتويل منظور سليب ألحداث احلياة إىل منظور إجيايب ‪،‬والبحث عن اجلوانب االجيابية‬
‫بداخلها‪ .‬واحلفاظ على االعتقاد أبن احلياة حتمل معىن بغض النظر عن الظروف‪.‬‬
‫(العصار‪)29 :2015،‬‬

‫ويشري البشر واحلميدي إىل أبو غزالة اليت ذكرت أبعاد معىن احلياة كالتايل‪:‬‬

‫‪ -‬أهداف احلياة‪ :‬وهذا يتعلق بفهم الفرد هلدف حياته اليت يسعى وراءها ويقدم التضحيات من‬
‫أجل حتقيقها‪ ،‬فهو يتعلق مبدى إدراك أمهية وقيمة وجود املرء من خالل فهم معىن احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬الدافعية يف احلياة‪ :‬وتعين مدى سعي الفرد يف احلياة إبجيابية وكفاحه لتحقيق أهداف ومعاين‬
‫حياته‪ ،‬ورغبته يف التمسك ابحلياة واالستمرار فيها واالستمتاع هبا مما يؤدي إىل تفاؤله يف احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬حتمل املسؤولية‪ :‬ويقصد هبا مدى حتمل الفرد للمسؤولية جتاه نفسه واهتمامه ابجلماعة اليت‬
‫ينتمي إليها والتسامي بذاته حنو اآلخرين كي يكون له دور مؤثر يف احلياة االجتماعية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬الرضا والتقبل‪ :‬ويقصد هبا مدى رضا الفرد عن وجوده يف احلياة وتقبله لذاته واقتناعه بقدراته‬
‫وتفاؤله جتاه املستقبل‪ ،‬وتوافقه مع أسرته وجمتمعه وشعوره أبنه فرد له قيمة جتاه اآلخرين والرضا‬
‫عن عالقاته االجتماعية بشكل عام‪( .‬البشر واحلميدي‪)356-355 :2019 ،‬‬

‫ويرى استيجار وآخرون إىل أن هناك أربعة أبعاد رئيسية ملعىن احلياة هي‪ :‬التدين‪ ،‬الرضا عن احلياة والثقة‬
‫ابلنفس والتفاؤل‪( .‬خضري‪)399 :2016 ،‬‬

‫يف حني يرى األبيض أن هناك أربعة أبعاد ملعىن احلياة وهي‪ :‬القبول والرضا‪ ،‬اهلدف من احلياة املسؤولية‪،‬‬
‫التسامي ابلذات‪( .‬األبيض‪)805-804 :2010 ،‬‬

‫النظرايت املفسرة ملعىن احلياة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫هناك العديد من النظرايت اليت تناولت معىن احلياة ضمن مفاهيم خمتلفة‪:‬‬

‫‪ -‬النظرية اإلنسانية‪:‬‬

‫ظهرت النظرايت اإلنسانية يف علم النفس لرتكز على اإلنسان وعلى اجلوانب املشرقة واإلجيابية فيه‬
‫ويقول "ماسلو" إن علم النفس قد ركز يف فرتة من الفرتات على اجلوانب املظلمة والسلبية واملرضية‬
‫واحليوانية من االنسان دون االلتفات إىل اجلوانب املشرقة واملضيئة واإلجيابية فيه وهذا يؤدي إىل علم‬
‫نفس غري مكتمل‪ ،‬وأيمل "ماسلو" أن يلتفت علم النفس اإلنساين إىل اجلوانب اإلجيابية يف اإلنسان‬
‫وأن يوفر املعلومات اليت ميكن أن تستخدم لصياغة نظرية متكاملة عن الدافعية اإلنسانية تشمل على‬
‫اجلوانب املوجبة والسالبة من الطبيعة اإلنسانية‪ .‬ويعترب "ماسلو" من ضمن العلماء الذين أقروا بعلم نفس‬
‫سامي‪ ،‬والذي يرتكز على فرضية أن التسامي ابلذات يتجلى يف حضور الفرد مع نفسه ومع موقعه‬
‫أمانيه ومراميه‪ ،‬ويف حضوره مع اآلخرين ومع العمل والنشاط حضورا خالقا إبداعيا ليس حقيقة اإلنسان‪.‬‬
‫وقد قرر "ماسلو" أن اخلاصية العامة اليت يشرتك فيها األشخاص الذين درسهم هي اإلبداع واالبتكار‬
‫وهي خاصية مميزة للطبيعة اإلنسانية بصفة عامة وتعطى للكائنات اإلنسانية عند امليالد إال أن هذه‬

‫‪20‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اخلاصية تفقد بفعل املؤثرات الثقافية إال أن بعض األفراد يضلون حيتفظون هبذه الوجهة الصافية أو أن‬
‫يستعبدوهنا فيما بعد إذ كان قد فقدوها‪ ،‬ويعترب "ماسلو" ممن اعتنقوا نظرية حتقيق الذات كهدف منائي‬
‫لإلنسان يف مقابل مفهوم االتزان عند أصحاب الوجهة التحليلية ابعتبار أن إعادة االتزان تكون يف‬
‫حالة املرض فحسب أما حتقيق الذات فهو تلك العملية النمائية اليت تصري فيها إمكانيات الفرد حقيقة‬
‫واقعية‪( .‬جاب هللا‪)127 :2016 ،‬‬

‫‪ -‬النظرية الوجودية‪:‬‬

‫لقد اهتم الوجوديون مبعىن احلياة بدرجة كبرية ‪،‬أمثال ايلوم ‪ ،Yalom‬وبوبر ‪ ،Bober‬وفاندورزن‪-‬مسيث‬
‫‪ ،Van Deurzen-Smith‬وعلى رأسهم فرانكل ‪.Frankel‬‬

‫فرانكل‪Victor Frankel :‬‬ ‫فيكتور‬ ‫‪.1‬‬

‫يعترب فرانكل من أوائل علماء النفس الذين اهتموا هبذا املوضوع‪ ،‬وأسردوا له العديد من‬
‫الدراسات‪ ،‬فإن كتابه الشهري "اإلنسان يبحث عن املعىن"‪،"Man’s Search For Meaning‬يعترب‬
‫خري دليل للباحثني يف موضوع معىن احلياة النفسي‪ .‬يعد فيكتور فرانكل أول من أشار إىل هذا املفهوم‬
‫ابعتباره الدافع األساسي واجلوهري لدى اإلنسان حىت عده املفهوم احملوري يف نظريته عن الشخصية‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وقد تبلورت أفكاره عن هذا املفهوم إىل ابتكار أسلوب فعال وجديد يف العالج النفسي أمساه‬
‫العالج ابملعىن‪.‬‬

‫وفقا لفرانكل‪ ،‬ختتلف أمهية احلياة بني األفراد وحىت ضمن جتارب الفرد اخلاصة‪ ،‬حيث تتغري من‬
‫يوم آلخر وحىت من ساعة إىل أخرى‪ .‬وابلتايل؛ من العبث السعي وراء هدف شامل وجمرد للحياة‪.‬‬
‫حيث ميتلك كل شخص شخصية ال ميكن تعويضها‪ ،‬وال ميكن تكرار حياته‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬لكل فرد‬
‫مهمة مميزة يف احلياة مصحوبة بفرصة فريدة إلجنازها‪( .‬فرانكل‪)145 :1982 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وتتلخص نظرية املعىن يف احلياة لدى فرانكل يف ثالث ركائز أساسية هي‪:‬‬

‫أ‪ .‬حرية اإلرادة‪ :‬وتعين أن اإلنسان على الرغم من احلدود اليت حتكمه مثل الوراثة والبيئة‪ ،‬إال‬
‫أنه ميتلك حرية اختاذ قراراته اليت واجه هبا املواقف املختلفة اليت يتعرض هلا‪ ،‬ومن مث فإن‬
‫احلرية هنا تعين القدرة على االختيار‪ ،‬وهي متغرية من فرد آلخر ومن موقف آلخر‪.‬‬
‫ب‪ .‬إرادة املعىن‪ :‬وهي الركيزة الثانية للعالج ابملعىن عند فرانكل‪ ،‬وتعين سعي الفرد للتوصل إىل‬
‫معىن حمسوس وملموس يف الوجود الشخصي ‪-‬أي إرادة املعىن‪ -‬ولذا فإن على اإلنسان أن‬
‫يسعى وجيتهد يف سبيل هدف يستحق أن يعيش من أجله؛ ألن هذا يساعده على البقاء‬
‫بفاعلية حىت يف أسوأ الظروف‪.‬‬
‫ج‪ .‬معىن احلياة‪ :‬وهي الركيزة الثالثة للعالج ابملعىن ‪،‬وتنص على أن احلياة ذات معىن اتم وغري‬
‫مشروط يف كافة األحوال والشروط‪ ،‬ويتحقق معىن احلياة لدى األفراد من خالل ابتكاراهتم‬
‫أو ما يكتسبونه من خربات من العامل احمليط‪ ،‬أو من خالل مرورهم مبواقف مصريية متت‬
‫مواجهته‪( .‬هبلول‪)17 :2016 ،‬‬

‫تعترب النظرية اليت قدمها فرانكل عن معىن احلياة من أهم اإلسهامات اليت قدمها هذا العامل الوجودي‬
‫لعلم النفس احلديث‪ ،‬ووفقا لفرانكل ال ميكن للبشر أن يزدهروا حقا إال عندما يثبتون أنفسهم على‬
‫وجود املعىن مدركني حاجتهم املستمرة ملصدر يستمدون منه هذا الغرض‪.‬‬

‫(عبد اخلالق عثمان يوسف‪)20 :2008 ،‬‬

‫‪ .2‬ايلوم‪Yalom :‬‬

‫تناولت ايلوم معىن احلياة ابعتباره ظاهرة وجودية ‪،‬فهي نقطة أساسية يف حتدي اإلنسان ومواجهته‬
‫لقضااي وعناصر وجودية هي‪ :‬احلرية‪ ،‬واالغرتاب واملوت‪ ،‬وخواء املعىن‪ ،‬ويعد العالج النفسي ملعىن احلياة‬
‫مبنزلة وسيلة دفاعية ضد العجز وخواء املعىن‪ ،‬ويعد استجابة إبداعية يف مواجهة الضغوط؛ فهو اختيار‬

‫‪22‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫عاما و ليس فرداي وخاصة معىن يرتبط بقوة املعتقدات وقيم التسامي كاإلخالص‬
‫إنساين حر ويعد ّ‬
‫والسعادة‪( .‬زعل اخلتاتنة‪)14-13 :2015 ،‬‬

‫دورزن‪-‬مسيث‪Van Deurzen-Smith :‬‬ ‫فان‬ ‫‪.3‬‬

‫ترى فان دورزن مسيث أن الطبيعة ظاهرية التناقض للوجود اإلنساين‪ ،‬حيث يكون على اإلنسان أن‬
‫يكتشف معىن وجوده على أربع مستوايت للخربة‪ ،‬األول يتعلق ابخلربة احلسية يف العامل الطبيعي والثاين‬
‫يتعلق ابخلربة ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬أو ما نسميه العامل العام‪ ،‬والثالث يرتبط ابخلربة الشخصية الذي‬
‫تسميه العامل اخلاص‪ ،‬أما الرابع فيختص ابلعامل املثايل‪ ،‬واإلنسان يف سعيه لتحقيق املعىن على هذه‬
‫املستوايت األربعة جيد نفسه مضطر إىل االصطدام ملهددات املعىن‪ ،‬ويتوقف معىن حياة اإلنسان على‬
‫مدى جناحه يف مواجهة تلك املهددات وتقسم فان دروزن املعىن يف احلياة وفقا للمستوايت األربعة‬
‫للخربة إىل أغراض أساسية تتحقق من خالل أهداف وسيطة مث تعرض ملا تسميه ابالهتمام النهائي‬
‫الذي يشكل هتديدا لتحقيق اإلنسان املثايل بذلك يصبح حتقيق املعىن هو النجاح يف التحدي والتغلب‬
‫على مهددات املعىن املتمثلة يف االهتمامات النهائية‪ .‬وفيما يلي تصور فان دورزن مسيث لتحقيق معىن‬
‫احلياة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫االهتمام النهائي‬ ‫األهداف الوسيطة‬ ‫الغرض األساسي‬ ‫أبعاد اخلربة‬
‫املرض ‪ -‬الضعف‬ ‫الصحة ‪ -‬الراحة‬
‫اللذة – احليوية ‪ -‬القوة‬ ‫العامل الطبيعي‬
‫البؤس ‪ -‬املوت‬ ‫الثروة ‪ -‬احلظ‬
‫الفشل ‪ -‬اهلزمية‬ ‫التقدير ‪ -‬الشهرة‬
‫النجاح – النفوذ ‪ -‬اجملد‬ ‫العامل العام‬
‫العجز ‪ -‬العزلة‬ ‫التأثري ‪ -‬االحرتام‬
‫التفردية ‪ -‬احلرية‬
‫التفسخ ‪ -‬اخللط‬
‫اخلصوصية ‪ -‬القرابة‬ ‫التمامية – الذاتية ‪ -‬األصالة‬ ‫العامل اخلاص‬
‫حتلل الذات‬
‫أو التماثل‬
‫الالمعقولية ‪ -‬اخلواء‬ ‫املعىن ‪ -‬الفهم‬ ‫احلق ‪ -‬احلقيقة املطلقة‬
‫العامل املثايل‬
‫الالتربيرية‬ ‫املعرفة ‪ -‬اإلميان‬ ‫احلكمة‬
‫جدول رقم(‪ :)1‬تصور فان دورزن مسيث لتحقيق معىن احلياة‪( .‬معمرية‪)92 :2012 ،‬‬

‫من هذا النموذج يتبني أنه على املستوى احلسي يف العامل الطبيعي يكون الغرض األساسي هو اللذة‬
‫واحليوية والقوة‪ ،‬وهو ما ميكن حتقيقه من خالل الصحة والراحة والثروة واحلظ‪ ،‬ولكن البد لتحقيق املعىن‬
‫على هذا املستوى من مواجهة مهددات هذا املعىن وهي املرض والضعف والبؤس واملوت‪ ،‬وهكذا يكون‬
‫األمر على ابقي مستوايت اخلربة اإلنسانية‪ .‬وابلتايل؛ ميكن التأكيد على أنه عندما يواجه األفراد بنجاح‬
‫حتدايت املعىن وحيافظون على الشعور ابهلدف‪ ،‬فإن ذلك يولد طاقة عميقة ودافعا حلياة ذات معىن على‬
‫املستوى االنساين العميق‪ .‬هذه نقطة حمورية أكد عليه فان دورزن مسيث‪ ،‬الذي يستكشف الدافع‬
‫املشتق من املعىن‪ .‬إن العيش وفقا إلحساس اهلدف ينمي الدافع الذي يتجاوز جمرد االلتزام فهو يثري‬
‫إحساسا حقيقيا ابحليوية واحلماس ويضفي على احلياة أمهية أكرب‪ .‬يف هناية املطاف‪ ،‬حتتفظ احلياة دائما‬
‫مبعناها اجلوهري‪ ،‬بغض النظر عما إذا كان الفرد يؤمن بوجودها املسبق‪ ،‬أو يوجه اجلهود حنو اكتشاف‬
‫املعىن الشخصي‪ ،‬أو ينظر إىل معىن احلياة على أنه نتاج ملساعيهم اخلاصة‪ ،‬ويكرسون حياهتم خللقها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يف اخلتام؛ ترتفع قيمة احلياة عندما يعتنق املرء هذا املعىن الفريد واخلاص‪ ،‬والذي يصبح أقوى قوة دافعة‬
‫لوجود إنساين إجيايب وفعال‪( .‬معمرية‪)92 :2012 ،‬‬

‫‪ -‬نظرية ألفرد الجنل‪:‬‬

‫لقد حاول العامل النمساوي الجنل العمل على تكامل نظرييت فرانكل وايلوم ليصوغ نظريته اليت وصف‬
‫فيها األوجه األربعة األساسية للوجود‪ ،‬واليت تكون املنظومة األساسية اليت تساعد يف فهم املعىن الشخصي‬
‫وفهم األمراض النفسية‪ ،‬وتصيغ منوذجا حديثا للعالج الوجودي التحليلي‪ .‬وقد حذا الجنل حذو فرانكل‬
‫يف نظرايته النفسية‪ ،‬حيث اتفق معه يف أن البحث عن املعىن هو القوة الدافعية األوىل واألساسية لدى‬
‫اإلنسان‪ ،‬ألن اإلنسان يف حاجة دائمة إىل وجود غاايت معنوية وحماولة حتقيقها‪ ،‬مثل البحث عن معىن‬
‫للحياة‪ ،‬وللعدالة‪ ،‬وللحرية‪ ،‬وللمسؤولية‪ ،‬وللقيم‪ ،‬وللحقيقة‪ .‬وعندما يفشل اإلنسان يف حتقيق هذه الغاية‬
‫املعنوية‪ ،‬ونتيجة لوجود الدوافع أو الرغبات املادية‪ ،‬يصاب اإلنسان ابإلحباط الوجودي والذي بدوره‬
‫يؤدي إىل اإلصابة أبعراض الفراغ الوجودي‪ .‬كما يرى الجنل أن الوجود يعين امتالك اإلنسان الفرصة‬
‫لتغيري األشياء حنو األفضل وجتربة كل ما له قيمة وجتنب كل ما له قيمة وجتنب كل ما ميكن أن يسبب‬
‫له األمل أو الدمار‪ ،‬كما يرى أن وجود اإلنسان يف هذا العامل ينحصر بني املمكن والغري املمكن‪ ،‬أما‬
‫املمكن فهو ذلك اإلشباع الذي حيققه اإلنسان يف كل موقف من املواقف اليت تنتظره يف احلياة واليت‬
‫تتفق مع جوهر وجوده الروحي‪ ،‬تلك الروح اليت تتطلع إىل املشاركة واحلوار واإلبداع وحتقيق املمكن‪.‬‬
‫وميكن تعريف املعىن من وجهة نظر الجنل على أنه‪" :‬تلك التبعات اليت تنجم عن موقف ما‪ ،‬والدرجة‬
‫اليت يصل فيها اإلنسان إىل فهم نفسه وفهم كل األشياء اليت تطرأ على ابله‪ ،‬وكل األشياء اليت يشعر‬
‫هبا يف ضوء كينونته اخلاصة أثناء ذلك املوقف"‪ .‬كما يصف الجنل يف نظريته التحليلية الوجودية ما أمساه‬
‫ابلوجود املشبع وهو القدرة على أن حنيا حياة مصحوبة حبالة من الرضا الداخلي‪ ،‬وهذا ما يتعلق بكل‬
‫ما نفعله يف حياتنا من أشياء وكل ما نلزم به أنفسنا من مسؤوليات والتزامات وما خنتاره من أشياء ال‬
‫نريد القيام هبا وإلزام أنفسنا هبا‪ ،‬وبصيغة أخرى فإن الرضا الداخلي يعين نوعا من النشاط املستمر‬

‫‪25‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الذي يصاحب أي حالة من حاالت الوجود املشبع ويصاحب مرحلة حتقيق املعىن‪ .‬ويقوم تصور الجنل‬
‫على رؤية جديدة للوجود البشري تنفي عنه احلتميات البيولوجية والبيئية اليت قامت عليها النظرايت‬
‫األخرى‪ ،‬واليت تنظر لإلنسان على أنه وحدة كلية تتكون من ائتالف ثالثة أبعاد هي‪ :‬البعد البدين‬
‫والبعد الفين‪ ،‬والبعد املعنوي‪ ،‬وأن هذه األبعاد غري منفصلة عن بعضها البعض‪ ،‬بل متفاعلة مع بعضها‬
‫ألن الفرد ليس جمرد أجزاء منفصلة‪ ،‬وإمنا هو كل يستجيب إىل اجملال الظاهري وفق هذه اخلاصية الكلية‬
‫للشخص‪( .‬عبد الرمحن سليمان‪ ،‬إميان فوزي‪)1037- 1991:1036 ،‬‬

‫‪ -‬معىن احلياة عند آدلر‪:‬‬

‫يرى ألفرد آدلر أن اإلنسان ال يستطيع أن يعيش إال إذا عرف أن حلياته معىن‪ ،‬فنحن ال نتعامل مع‬
‫األشياء املختلفة ابعتبار ما هي عليه‪ ،‬لكننا نتعامل معها من خالل ما تعنيه ابلنسبة إلينا‪ ،‬أي أننا ال‬
‫نتعامل مع أشياء جمردة‪ ،‬بل نعرفها ونتعامل معها من خالل ذواتنا‪ .‬حىت إذا نظران إىل جوهر أي خربة‬
‫من خرباتنا اليومية فإن هذا اجلوهر سيكون متأثرا بوجهة نظران اإلنسانية‪ ،‬فاخلشب مثال له معىن مرتبط‬
‫بنا كبشر كما أن كلمة حجر هلا معىن فقط كعامل من العوامل املؤثرة يف احلياة البشرية‪ .‬وكل شخص‬
‫حياول أن أيخذ يف االعتبار الظروف احمليطة ابستبعاد املعاين املرتبطة هبا‪ ،‬فإنه سيواجه بسوء احلظ ألنه‬
‫سيعزل نفسه عن اآلخرين‪ ،‬وأفعاله ستصبح عدمية الفائدة لنفسه وألي شخص آخر أي أن هذا‬
‫الشخص سيصبح عدمي املعىن‪ .‬لكن جيب التذكر دائما أنه ال يوجد إنسان بشري واحد يستطيع أن‬
‫يهرب من املعاين‪ ،‬فالتعرف على احلقائق احمليطة بنا يتم من خالل املعىن الذي نلصقه هبذه احلقائق‬
‫وليس مبا هي عليه فعال‪ ،‬ولكن مبا فهمناه منها‪ .‬وهلذا فمن الطبيعي االستنتاج أن املعىن ما هو إال شيء‬
‫انقص وغري منته‪ ،‬وهناك العديد من املعاين يف حياتنا وكل معىن حيمل بعض اخلطأ يف طياته وعلى هذا‬
‫فال يوجد شخص أاي كان يعرف املعىن احلقيقي املطلق للحياة‪ ،‬وهلذا فإن أي معىن ال ميكن أن يكون‬
‫سليما متاما أو خطأ متاما‪( .‬بن شويخ‪ ،‬ساسي‪)33 :2021 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫مصادر املعىن يف احلياة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫إن البحث عن املعىن من وجهة نظر نفسية تركز على ما هو ذو معىن ذايت يف احلياة‪ ،‬فمن املنطقي‬
‫أن هذه املعاين املشتقة سوف ختتلف من شخص آلخر‪ ،‬وابلتايل بدأ البحث والنظر يف املصادر اليت‬
‫تزود األفراد حبس املعىن‪ ،‬نظرا لتأثره ابلثقافة واجملتمع‪ .‬حيث يُعتقد أن ما يعترب ذا مغزى خيتلف عرب‬
‫الفرتات الزمنية التارخيية‪ ،‬وعلى سبيل املثال يف أوقات سابقة كان اهلدف يف احلياة مرتبطا ارتباطا وثيقا‬
‫ابلدين‪ ،‬ولكن يف اآلونة األخرية مت ذكر جوانب احلياة اليومية على أهنا ذات مغزى؛ كاألسرة والعمل‪،‬‬
‫سواء كان الفرد يعتقد أن املصادر املختلفة مهمة أو غري مهمة ستشكل له نوع املعىن الذي خيتربه يف‬
‫احلياة‪ .‬وقد أظهرت األحباث التجريبية املصادر اليت من خالهلا يكتسب األفراد إحساسا بتنوع املعىن‬
‫‪،‬مبا يف ذلك العالقات مع اآلخرين ‪،‬والنمو الشخصي من خالل حتسني الذات‪ ،‬وحياة العمل‪ ،‬والصحة‬
‫واألنشطة املمتعة‪ ،‬حيث ال مييل الناس إىل اشتقاق معناهم يف احلياة من مصدر واحد فقط‪ ،‬بل يستخرج‬
‫املعىن عادة من جمموعة متنوعة من اجملاالت‪ .‬ويعتقد أن هذا النهج تكيفي حبيث إذا تعرض أحد مصادر‬
‫املعىن للتهديد وكان الشخص مطالبا إبعادة تقييم نظام املعىن اخلاص به‪ ،‬فيمكن تعزيز املصادر األخرى‬
‫(‪)Grouden ,2014 :14-15‬‬ ‫لتجنب جتربة الالمعىن‪.‬‬

‫ويقول فرانكل أن املعاين متفردة مثل تفرد املواقف اليت ختلقها وأن املعىن الكامل للحياة معىن فريد‬
‫مثلما أن احلياة هي سلسلة متفردة من املواقف وقد أكد ايلوم أن مصادر املعىن لدى األفراد تتغري عرب‬
‫مراحل حياهتم املختلفة وأن املعىن ميكن أن يستمد من العديد من املصادر يف احلياة ويقول أن األفراد‬
‫خيربون املعىن من خالل ما يعتقدونه من معتقدات وما يتخذونه من مواقف وما ينتج عنها من مشاعر‬
‫وقد تشمل مصادر املعىن العديد من األشياء مثل العالقات بني األشخاص‪ ،‬النماء الشخصي‪ ،‬القدرات‬
‫اإلبداعية‪ ،‬املعتقدات‪ ،‬واألنشطة الدينية والسياسية‪ .‬ولقد اختلف العلماء فيما بينهم يف حتديد مصادر‬
‫بتحديد املصادر األساسية للمعىن يف سبعة مصادر هي‪ :‬اإلجناز‬ ‫‪Wong‬‬ ‫املعىن وتصنيفها‪ ،‬حيث قام‬
‫العالقات‪ ،‬الدين‪ ،‬التسامي ابلذات‪ ،‬قبول الذات‪ ،‬العالقات احلميمية‪ ،‬املعاملة العادلة‪ ،‬فاإلنسان من‬

‫‪27‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وجهة نظره يفسر خرباته احلياتية ويقيمها وفقا هلذه املصادر السبعة حماوال استخدامها يف تكوين مفهومه‬
‫‪ 1969‬فقد حددا املصادر األساسية للمعىن لدى‬ ‫‪Maholic Crumbaugh‬‬ ‫عن ذاته‪ .‬أما العاملان‬
‫اإلنسان يف أربعة حماور مشلت‪ :‬االلتزام‪ ،‬الرضا عن احلياة‪ ،‬القدرة على التحكم يف أحداث احلياة‬
‫احلماس‪ ،‬اإلقبال على احلياة‪( .‬عبد اخلالق عثمان يوسف‪)33 :2008 ،‬‬

‫رأاي آخر‪ ،‬حيث حددا مصادر املعىن يف األبعاد التالية‪:‬‬ ‫‪Chamberlain& O’Conner‬‬ ‫وكان ل ـ‬
‫العالقات‪ ،‬القدرة على اإلبداع‪ ،‬النمو الشخصي‪ ،‬العالقة ابلطبيعة‪ ،‬الدين‪ ،‬واحلياة الروحية والسياسية‪.‬‬
‫وقد تتنوع مصادر املعىن أيضا وفقا للخلفية االجتماعية والثقافية للفرد‪ ،‬وكذلك وفقا لالختالفات‬
‫الدميغرافية واملرحلة النمائية العمرية‪( .‬عبد اخلالق عثمان يوسف‪)34 :2008 ،‬‬

‫املصادر السلبية للمعىن‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫عندما مير األفراد أبحداث معينة لديها القدرة على إحداث تغيريات كبرية يف حياهتم؛ وتعرف هذه‬
‫األحداث يف علم النفس ابألحداث الفارقة‪ .‬واليت يقول عنها هاكر أبهنا أحداث تؤدي إىل تغيريات‬
‫كبرية يف احلياة‪ ،‬مما يؤثر بشكل كبري على معىن احلياة ومفهوم الذات‪ .‬وعندا خيترب الشخص األحداث‬
‫الفارقة؛ فإنه غالبا ما يواجه خوفا أو رعبا شديدا‪ ،‬مثل اخلوف الذي ينشأ من التعامل مع املرض‪ ،‬أو‬
‫حادث مؤمل‪ ،‬أو عدم القدرة على اختاذ قرارات حامسة‪ ،‬أو الشعور ابليأس‪ ،‬أو انعدام املعىن‪ ،‬أو العزلة‬
‫االجتماعية‪ ،‬حيث ختلق هذه اهلموم أو املخاوف الوجودية إحساسا ابلقلق أو الصراع يف املعىن لألفراد‬
‫وميكن أن تؤدي إىل تغيريات أخرى يف خصائصهم الشخصية‪ .‬ويقول ايلوم أن اللحظة اليت تبدأ فيها‬
‫أحداث احلياة الفارقة ميكن أن تكون حلظات يكتنفها الغموض والقتامة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ابلقيم‬
‫واملعاين الشخصية لدى الفرد‪ ،‬ميكن أن تثري حبثا جديدا عن معاين جديدة وجوانب أكثر أمهية يف‬
‫احلياة‪ .‬وتدعم هذه الفكرة وجهة النظر اخلاصة مباسلو ‪ 1979‬أبن سعي اإلنسان لتحقيق ملا يفتقر‬
‫أن املعىن الشخصي ميكن أن خيضع للتغيري‬ ‫‪Wong‬‬ ‫إليه خيلق إحساسا أبن احلياة ذات معىن‪ .‬ويرى‬
‫مبجرد أن مير الفرد حبدث مهم يف احلياة‪ .‬وميكن للحدث أن يصبح حداث فارقا عندما يتحدى املعىن‬

‫‪28‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الذي ينسبه الفرد إىل حياته‪ ،‬ويتم حتديد نوع احلدث من خالل املصادر اليت متثل املعىن لذلك الفرد‬
‫سواء كان ذلك يف جمال العالقات االجتماعية أو العمل أو الدور الذي يرغب اإلنسان يف حتقيقه يف‬
‫احلياة‪( .‬عائشي‪)33-32 :2017 ،‬‬

‫حالة الالمعىن أو الفراغ الوجودي‪:‬‬ ‫‪.7‬‬

‫يعرف بعض الباحثني حالة الالمعىن لدى اإلنسان أبهنا حالة ذاتية من السأم والالمباالة والفراغ‪ ،‬حيث‬
‫يشعر الفرد فيها ابلتشاؤم‪ ،‬والشك يف الدوافع البشرية‪ ،‬والتساؤل عن قيمة معظم أنشطة احلياة‬
‫واإلحساس بعدم القيمة يف احلياة‪ .‬ويؤكد فرانكل على أن ظاهرة خواء احلياة من املعىن تتزايد وتنتشر‬
‫بصورة كثيفة‪ ،‬وأن أعداد املرضى ‪-‬الذين يعانون من نقص املعىن والغرض يف احلياة‪ -‬تتزايد يوما بعد‬
‫يوم‪ ،‬إىل احلد الذي ميكن معه أن نعترب أن شكوى الالمعىن هي األكثر إحلاحا واألعلى يف معدالهتا‬
‫بني املرضى املرتددين على العيادات النفسية‪ .‬إن الشكاوى التقليدية من نقص القدرة على بلوغ اإلشباع‬
‫أو االفتقار إىل األداء االجتماعي املاهر أو حىت شكاوى األعراض التقليدية من وساوس أو خماوف‪.‬‬

‫كما وكيفا‪ -‬أمام تعاظم الشكوى من اإلحساس‬


‫وما إىل ذلك من شكاوى نفسية تقليدية تتضاءل – ًّ‬
‫املؤمل ابالفتقار إىل اهلدف يف احلياة أو اإلحساس أبن احلياة جمرد عبث ال طائل من ورائه‪ ،‬إهنا شكوى‬
‫االفتقار على معىن احلياة‪ .‬ومع ذلك فإن هذا النوع األخري من املعاانة عندما ننظر إليه من حيث هو‬
‫دافع يدفع اإلنسان للبحث عن معىن حياته‪ ،‬فلن جند فيه عالمة على املرض أو الالسوية‪ ،‬وإمنا –على‬
‫العكس من ذلك‪ -‬ميكن اعتباره دليال على الصحة النفسية‪ ،‬فهو دليل متَسك اإلنسان أبن تكون حلياته‬
‫قيمة تتجاوز جمرد التواجد املشبع إىل احلضور اإلنساين الفعال‪ .‬ويف هذا يقول فرانكل‪" :‬أن البحث عن‬
‫معىن احلياة ال ميكن أن يؤخذ على أنه عالمة مرضية أو دليل على الالسوية‪ ،‬وإمنا هو أصدق تعبري عن‬
‫الوجود اإلنساين‪ ،‬هو العالمة األكثر جوهرية يف الطبيعة اإلنسانية‪ .‬إن اإلنسان يف حياته اليومية‪ ،‬يتحرك‬
‫عادة يف بعد يكون قطبه املوجب هو النجاح وقطبه السالب هو الفشل‪ .‬هذا البعد هو بعد اإلنسان‬
‫الكفء‪ ،‬أو اإلنسان احلق‪ ،‬ولكن هذا اإلنسان ذلك الذي يعاين‪ ،‬وبفضل إنسانيته استطاع أن يرتفع‬

‫‪29‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫فوق معاانته ويتخذ منها موقفا‪ ،‬هذا اإلنسان يتحرك يف بعد متعامد على البعد السابق وهو بعد يكون‬
‫قطبه املوجب التحقق التام ‪،‬وقطبه السالب اليأس‪ .‬والكائن اإلنساين يسعى إىل النجاح‪ ،‬ولكن إذا ما‬
‫احتاج األمر ال يعتمد على قدره الذي قد يسمح له أوال يسمح له ابلنجاح‪ .‬واإلنسان يستطيع ابالجتاه‬
‫الذي خيتاره أن يعثر على املعىن وحيققه‪ ،‬حىت يف موقف ينعدم فيه األمل‪.‬‬

‫(جاب هللا‪)124-123 :2015 ،‬‬

‫معىن احلياة واملراهقة‪:‬‬ ‫‪.8‬‬

‫أكدت العديد من الدراسات أمهية معىن احلياة كقضية حامسة يف مرحلة املراهقة املتأخرة وبداايت مرحلة‬
‫‪Adamon & Lyxell 1994 ,Kinnier, Newcomb & Harlow ,1986‬‬ ‫الشباب مثل دراسات‬
‫وذلك ألن مرحلة املراهقة هي بداية مرحلة تكوين اهلوية واليت تتزامن تكوين اهتمامات والتزامات وتكوين‬
‫أيديولوجية شخصية خاصة ابلفرد‪ ،‬وكلما حاول الفرد حتديد االلتزامات اليت ينبغي عليه أن يلتزم هبا يف‬
‫حياته ظهرت قضية املعىن‪ .‬وقد وجد أدمسون أن أكثر األسئلة شيوعا يف مرحلة املراهقة كانت تتعلق‬
‫ابملستقبل‪ .‬وعلى الرغم من عدم حدوث عملية البحث عن املعىن يف املستوى الشعوري لدى هؤالء‬
‫املراهقني‪ ،‬إال أن اإلحساس مبعىن احلياة كان ذو أمهية كربى ابلنسبة هلم ‪،‬حيث ظهرت هذه األمهية‬
‫بصورة غري مباشرة من خالل احتياج هؤالء املراهقون لشيء ما يؤمنون به يف مستوايت وجودية أكثر‬
‫مسوا‪ .‬كما وجد ديباتس ‪ Debats‬أن أكثر اخلربات إمتالءً ابملعىن حدثت أثناء فرتة املراهقة‪.‬‬

‫أن مرحلة املراهقة املتأخرة ‪ Late adolescence‬تصاحبها تغريات جسدية‬ ‫‪Gullota‬‬ ‫ويقول جالوت‬
‫ونفسية مستمرة مصحوبة بتكوين جديد للهوية وإحساس جديد ابلنفس حيث يتحول التفكري املادي‬
‫امللموس الذي مييز مرحلة الطفولة إىل أنواع أخرى من التفكري اجملرد وإىل عمليات عقلية أكثر تعقيدا‬
‫أو أكثر قدرة على استقراء ابملستقبل والتخطيط له‪ ،‬ويكون ذلك مصحواب بعملية حبث وجودية عن‬
‫الذات‪ .‬وعملية البحث الوجودي عن الذات هي عملية تكامل للخربات ودجمها يف وحدة كلية للوجود‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫فكل شخص خيرب شروط الوجود للماضي واحلاضر واملستقبل ويعمل على إستدماجهم يف مفهومه عن‬
‫ذاته وعن معىن احلياة اخلاصة به‪( .‬عبد اخلالق عثمان يوسف‪)46 :2008 ،‬‬

‫العالج ابملعىن الوجودي‪:‬‬ ‫‪.9‬‬

‫يرى فرانكل أن دالالت العالج النفسي تشري أساسا إىل مفهومه عن اإلنسان وفلسفة احلياة وال يوجد‬
‫عالج نفسي بدون نظرية عن اإلنسان يف العالج ابملعىن الوجودي يقوم على ثالث دعائم‪ :‬حرية اإلرادة‬
‫وإرادة املعىن ومعىن احلياة‪ .‬فحرية اإلرادة تعين حرية اإلرادة اإلنسانية واإلرادة اإلنسانية هي إرادة كائن‬
‫حمدود فحرية اإلنسان ليست حرية وحترر من الظروف وإمنا هي ابألحرى حرية يف اختاذ موقف بعينه‬
‫إزاء الظروف اليت قد تواجهه‪ .‬إن العالج ابملعىن ليس عالجا كامل لكل األمراض فهو يصلح لبعض‬
‫احلاالت ويتعارض مع البعض اآلخر‪ ،‬فالعالج ابملعىن الوجودي هنج تفاؤيل إزاء احلياة ألن من تعاليمه‬
‫أنه ال توجد جوانب مأساوية أو سالبة ال ميكن بفضل املوقف الذي يتخذه حياهلا أن تتحول إىل‬
‫إجنازات إجيابية‪ ،‬ولكن يوجد اختالف بني االجتاهات اليت خيتارها الفرد جتاه األمل والذنب ففي حالة‬
‫األمل فإن املرء ابلفعل يتخذ موقفا حيال مصريه وإال فإن املعاانة لن تسفر عن أي معىن أما يف حالة‬
‫الذنب فإن املوقف الذي يتخذه الفرد هو موقف جتاه ذاته واألمر الذي هو أكثر أمهية فعال هو أن‬
‫القدر ال ميكن تغيريه‪ ،‬وإال فإنه ال يكون قدرا ومع ذلك فإن اإلنسان مبقدوره أن يغري من نفسه‪ ،‬وإال‬
‫فإنه لن يكون إنساان‪ .‬إن ميزة أن يكون اإلنسان إنساان وإحدى مقومات الوجود اإلنساين أن يكون‬
‫الفرد قادرا على تشكيل ‪،‬وإعادة تشكيل نفسه‪ ،‬ويرى فيكتور فرانكل صاحب مدرسة العالج ابملعىن‬
‫أن صميم مشكلة اإلنسان هو الفراغ الوجودي الذي يظهر من خالل‬ ‫‪Logotherapy‬‬ ‫الوجودي‬
‫إحساس املريض ابخلواء النفسي وعدم وجود معىن حلياته ووجوده‪ .‬ويعزي فرانكل هذه املشكلة إىل أن‬
‫اإلنسان ‪-‬على العكس من احليوان‪ -‬ال حتدد له غرائزه ما جيب أن يفعله‪ ،‬هذا من انحية ومن انحية‬
‫أخرى فإنه على العكس من اإلنسان يف األزمنة املاضية‪ ،‬فإن التقاليد مل تعد الواعظ الذي يرشده إىل‬
‫ما ينبغي أن يفعله‪ ،‬ولذلك فإنه غالبا ما ال يعرف ما الذي يرغب يف عمله بصورة أساسية‪ ،‬ومهمة‬

‫‪31‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫املعاجل –بتحقيق الوجودي‪ -‬هي أن يوضح للمريض وأن يقنعه أبن احلياة هلا معىن‪ ،‬وهلا داللة ابلنسبة‬
‫له‪ ،‬وأهنا لن تتوقف عن أن تكون كذلك إىل آخر حلظات حياته‪ .‬ويُعلم املعاجل ابملعىن الوجودي املريض‬
‫أنه حىت اجلوانب املأساوية‪ ،‬والسالبة يف حياته –من قبيل أية معاانة يعيشها وال ميكن حتاشيها‪ -‬ميكن‬
‫حتويلها إىل إجناز إنساين‪ ،‬بفعل اجتاه نفسي تفاؤيل يتبناه اإلنسان ويعتنقه إزاء حمنته‪ .‬وعليه فمهمة املعاجل‬
‫هي مساعدة املريض على حتويل أيسه إىل أمل‪ ،‬وحمنته إىل إجناز إنساين‪ .‬كما يساعد املعاجل املريض‬
‫أيضا حل مشكالته النفسية عن طريق تبصريه هبا‪ ،‬ومساعدته على اكتساب فهم ذاته واملزيد من الوعي‬
‫ابلذات لفض أثر الكبت‪ .‬حيث يستخدم املعاجل ابملعىن الوجودي فنية املقصد املتناقض ظاهراي‪ ،‬واليت‬
‫حبسبها يلح املعاجل على ضرورة ابتعاد املريض عن كل ما يثري قلقه حىت تتحسن األمور‪ ،‬الشيء الذي‬
‫غالبا ما حيفز املريض إىل إتيان هذا الفعل‪ ،‬إما إلثبات قدرته على ذلك‪ ،‬أو جملرد رغبته يف حتدي املعاجل‬
‫كرمز للسلطة‪ ،‬وهكذا جيد املريض أنه يفعل كل ما كان يتجنبه وهو يعتقد أنه خيالف أمر املعاجل بسبب‬
‫أي دوافع شعورية أو ال شعورية لديه‪( .‬جاب هللا‪)138-137 : 2016 ،‬‬

‫وأضاف حممد أن هناك العديد من التقنيات اليت ميكن أن يستخدمها األخصائي النفسي خالل عملية‬
‫العالج واليت ميكن إمجاهلا على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬إيقاف املعىن الفكري‪ :‬يستخدم هذا األسلوب مع حاالت االضطراب اليت ترتتب على‬
‫مالحظة الذات بصورة مفرطة‪ ،‬فقد تتسبب عمليات اإلمعان الفكري املفرطة ابإلضافة إىل‬
‫املبالغة يف األهداف يف ظهور املشاكل النفسية واسعة النطاق ويتم توعية العميل بتجاهل‬
‫األعراض ويوجه إمكانياته إىل املوضوعات اإلجيابية‪.‬‬
‫‪ -‬تعديل االجتاهات‪ :‬يستهدف هذا األسلوب إىل التخفيف من حدة الشعور ابحلزن واليأس‬
‫مؤداي إىل توسيع نطاق املعاين وتعزيزها واملساعدة على اكتشاف إمكانيات جديدة وتوجيه‬
‫العمالء ليصبحوا ابلغني يتسمون ابلنضج واإلحساس ابملسؤولية يف إطار بيئتهم االجتماعية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬احلوار السقراطي‪ :‬يعد منهج سقراط اخلاص إبظهار احلقائق يكون مبثابة أسلوب الكتشاف‬
‫الذات كما أنه أسلوب حيقق العديد من األغراض واألهداف‪ ،‬فهو يساعد الفرد ليصبح أكثر‬
‫وعيا ابلقوة الداخلية لديه ويوجه الفرد حنو إجياد املعىن اخلاص ابحلياة‪ ،‬كما ميكنه من استعراض‬
‫اخلربات املاضية والرؤى املستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني الذات التعويضي‪ :‬أسلوب عالجي يهدف إىل حتسني شعور الفرد بقدراته املتاحة لديه‬
‫يف جوانب أخرى من حياته غري اليت شعر أهنا قدرات سلبية أو معطلة أو مبعىن آخر هو أسلوب‬
‫عالجي يساعد الفرد من خالله على االستفادة من قدراته للتخفيف من شعور األمل‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل املعىن‪ :‬وهو أسلوب عالجي يساعد على توضيح معىن احلياة لدى العميل من خالل‬
‫اتساع الوعي الشعوري للعميل ‪،‬واالستفادة من قدراته االبتكارية أثناء ممارسة األنشطة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة البناء املوقفي‪ :‬وهو أسلوب يهدف على مساعدة العميل على استفادة السيطرة على‬
‫املوقف اإلشكايل خاصة املواقف وأحداث احلياة الضاغطة من خالل مساعدة العميل على‬
‫ختيل سناريوهات ويقوم العميل ابملقارنة بني املواقف وتدريبه على اختاذ القرار‪.‬‬
‫(العصار‪)39-38 :2015 ،‬‬

‫ومن وجهة نظر الباحثتني العالج ابملعىن هو وسيلة هذا العجز فهو يهتم حبل مشكلة الفراغ الوجودي‬
‫واخلواء الذي يتعرض له اإلنسان يف حياته؛ فالعالج ابملعىن له أمهية ابلغة من خالله يتمكن اإلنسان‬
‫من حتديد أهدافه والسعي لبلوغ اآلمال والطموحات وإضفاء معىن ومغزى حلياته‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اثنيا‪ :‬سلوك املخـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطرة‪:‬‬

‫تعريف املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تنوعت التعريفات والتصنيفات اليت تناولت مفهوم املخاطرة حبيث‪:‬‬

‫إن املخاطرة خاصية موقفية للنشاط االنساين تتضمن نتيجة غري حمددة واحتمال آاثر غري مالئمة يف‬
‫حال الفشل‪ ،‬ويف علم النفس تتطابق التعريفات الثالثة األساسية املرتابطة التالية مع مفهوم املخاطرة‪:‬‬

‫‪ -‬تقدير الفشل املتوقع مبوازنة احتمال الفشل وشدة اآلاثر املمكنة غري املالئمة‪.‬‬
‫‪ -‬فعل يهدد الفرد ابلفشل بطريقة ما (اخلسارة‪ ،‬االصابة‪ ،‬الضرر)‪.‬‬

‫ومييز علماء النفس من الناحية التجريبية بني املخاطرة ذات الدافع احملسوب على أساس مزااي املوقف يف‬
‫جمال ما من النشاط (موقف املهارة)‪ ،‬واملخاطرة اليت بال دافع (موقف املصادفة) وإضافة إىل ذلك ينبغي‬
‫التمييز بني الكسب املتوقع واخلسارة احملتملة عند تنفيذ القيام بسلوك معني‪ ،‬أو رفض القيام بسلوك ما‪.‬‬

‫‪ -‬االختيار بني طريقتني ممكنتني للعمل إحدامها أقل جاذبية‪ ،‬ولكنها مأمونة بدرجة أقل‪ ،‬ومييز‬
‫علماء النفس تقليداي يف هذه احلالة بني نوعني من املواقف‪:‬‬
‫أ‪ .‬املواقف اليت يقدر النجاح والفشل فيها ابستعمال مقياس إجناز خاص‬
‫ب‪ .‬املواقف اليت يستلزم الفشل فيها العقاب (التهديد اجلسدي أو األمل أو العقوابت االجتماعية)‬

‫وهناك متييز هام بني املواقف اليت تعتمد النتيجة فيها على املصادفة واملواقف اليت تعتمد فيها على قدرات‬
‫الشخص‪ ،‬وتبني أنه بصرف النظر عن الظروف األخرى‪ ،‬يبدي الناس مستوى خماطرة أعلى بكثري يف‬
‫املواقف اليت تتضمن املهارة أكثر من املصادفة‪ ،‬أي عندما يفتقد الشخص أن شيئا ما يعتمد على‬
‫شخصه هو أساسا‪ .‬وتفصح فكرة املخاطرة عن نفسها أساسا يف علم النفس يف قبول املخاطرة أي‬
‫عندما يفضل الفرد اختيارا حمفوفا ابملخاطر عن اختيار مأمون من املخاطر‪( .‬معمرية‪ ،‬د‪.‬س‪)06 :‬‬

‫‪34‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تعريف سلوك املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يعرفه السحار أبنه قرار يتخذه الفرد على عوامل نفسية واجتماعية حيقق به املكاسب املادية واالجتماعية‬
‫ماال ميكن لقرار آخر أن حيققه‪ ،‬وإذا كانت املكاسب اجتماعية مسيت خماطرة اجتماعية‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫مادية مسيت خماطرة اقتصادية‪.‬‬

‫وأيضا يعرف أبنه ميل لدى الفرد حنو توريط نفسه يف أحداث أو ظروف خطرة قد تصيبه ابلضرر‬
‫وكأنه يقامر حبياته أو مبكانته أو مباله ‪،‬وقد يكون سبب هذا االجتاه حنو املخاطرة عامال ال شعوراي أو‬
‫عناصر أو دوافع الشعورية كالرغبة امللحة يف أتكيد الذات وإثباهتا‪ ،‬أو إيذائها‪ ،‬أو عامال شعوراي‬
‫كالظهور‪ ،‬أو الفخر‪ ،‬وغالبا ما يكون احلالتني معا‪( .‬السحار‪)44 :2002 ،‬‬

‫يف حني عرفه نيهارت‪ ،‬على أنه إتيان الفرد سلوكا جتاه شيئا ما‪ ،‬يف وقت ال تتضح فيه نتائج هذا‬
‫السلوك أو الشيء‪ .‬حيث حياول بعض األفراد فعل أداء سلوكيات مندفعة حنو بعض األشياء‪ ،‬واليت‬
‫يطلق عليها "السلوكيات اخلطرة"‪( .‬حممود غريب‪)313 :2015 ،‬‬

‫يعرف سلوك املخاطرة يف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي أبنه‪ :‬سلوك أو تصرف يعرض الفرد‬
‫ّ‬
‫لكثري من األخطار اليت قد تصل إىل حد املوت أحياان كما يف سباق السيارات‪ .‬ويقصد به أنه مسة‬
‫ترتفع لدى بعض األفراد فالسلوك اخلطر الذي هو ال يكون الفرد جمربا عليه‪ ،‬وإمنا خيتاره مبحض إرادته‬
‫وكأنه يفضل أن يضع نفسه يف موضع اخلطر‪( .‬هناد عبد الوهاب حممود‪)44 : 2019 ،‬‬

‫ويعرف أيضا أبنه السلوك الذي ينخرط فيه األفراد وميكن أن يكون له عواقب وخيمة‪ .‬تتضمن بعض‬
‫العواقب اإلصابة الشديدة أو اخلسارة املتعلقة ابلذات واآلخرين‪ ،‬أو العواقب القانونية‪ ،‬أو اآلاثر السلبية‬
‫طويلة املدى‪ .‬ميكن أن يكون لسلوك اجملازفة نتائج غري مرغوب فيها على التطور العام للفرد ورفاهيته‪.‬‬
‫أو قد يعيق األفراد عن حتقيق النجاحات والتطور األمثل هلم‪ ،‬حيث يشمل سلوك املخاطرة السلوك‬
‫الذي من شأنه أن يتسبب يف إصابة جسدية (مثل القتال) والسلوك الذي له آاثر ضارة طويلة األجل‬
‫(‪)Marizé,2015 : 16‬‬ ‫أو غري مباشرة (مثل تعاطي املخدرات والتدخني)‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وأيضا هو‪ :‬عبارة عن سلوك إرادي نتائجه السلبية حمددة ومعروفة مسبقا من حيث ارتباطه ابلفناء‬
‫والعدمية‪ ،‬ولكن النتائج اإلجيابية هلذا السلوك غري حمددة أو معروفة وقد يشرتك كثري من األفراد يف أفعال‬
‫تتسم ابملخاطرة لعدم خربهتم بعواقب األمور‪( .‬علي عمر بن اخلطاب علي حسن‪ ،‬د س‪)421 :‬‬

‫ويعرفه ابندورا‪ :‬سلوك متعلم من خالل تقليد األمنوذج يف مواجهة الصعوابت واملخاطر واجملازفة يف‬
‫اختيار القيمة املتوقعة املبنية على أساس اخلربات السابقة والعمليات املعرفية احلاضرة واملثريات الالحقة‬
‫يف اختيار البديل األكثر جاذبية‪.‬‬

‫أما تريي وآخرون ‪ :1993‬هو اختيار الفرد لسلوك معني حبسب املتغريات املعرفية وأن حمددات الفرد‬
‫من املفرتض أن تكون دالة على التفضيل الذي يضعه الجتاهه حنو السلوك ومدى الدعم املعياري املدرك‬
‫إلجناز السلوك‪( .‬أسيل مهدي جنم‪ ،‬د‪.‬س‪)7-6 :‬‬

‫وتعرف كل من بن خرية سارة ‪،‬ومنصور بن زاهي‪ :‬سلوك املخاطرة أبنه سلوك يقوم به التلميذ املراهق‬
‫انتج عن عوامل نفسية و أسرية هبدف املخاطرة بنفسه سواءً كان لفظي أو بدين‪.‬‬

‫(بن خرية‪ ،‬وبن زاهي‪)411 :2016 ،‬‬

‫ويشري عماد إبراهيم فزع إىل ابركاليلي ‪ Barcalely ،1980‬يف تعريفه للمخاطرة‪ :‬أنه احتمال عواقب‬
‫سيئة‪ ،‬وخسارة‪ ،‬وسوء حظ واحتمال التعرض لألذى اجلسمي‪ ،‬واخلسارة واملغامرة‪ ،‬واغتنام الفرص نتيجة‬
‫اختيار أو القيام بعمل معني‪( .‬عماد إبراهيم فزع‪)120 :2020 ،‬‬

‫كما يشري مصطلح سلوك املخاطرة إىل جمموعة من السلوكيات واملمارسات املتكررة غالبا واليت من‬
‫احملتمل أن تعرض األفراد للخطر جسداي أو نفسيا أو اجتماعيا‪.‬‬

‫املخاطرة كما مت تعريفها يف األدبيات‪ ،‬هي املشاركة يف السلوكيات املرتبطة ببعض احتمالية النتائج غري‬
‫(‪)hillary,2019 :1‬‬ ‫املرغوب فيها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ومن خالل التعاريف السابقة تستنتج الباحثتني أن سلوك املخاطرة ميل أو قرار يتخذه الفرد لتحقيق‬
‫مكاسبه ورغباته من خالل ممارسة جمموعة من السلوكيات اليت غالبا ما تعرض الفرد للخطر جسداي أو‬
‫نفسيا‪ ،‬أو اجتماعيا‪ ،‬وغالبا ما يعود سبب االجتاه حنو املخاطرة إىل عوامل شعورية أو ال شعورية‬
‫كالرغبة امللحة يف أتكيد الذات وإثباهتا‪ ،‬أو إيذائها‪ ،‬أو شعورية كالظهور‪ ،‬أو الفخر‪.‬‬

‫بعض املفاهيم املرتبطة بسلوك املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫هناك بعض املصطلحات املتداخلة مع مصطلح املخاطرة (التحدي‪ ،‬املقامرة‪ ،‬املغامرة‪ ،‬اجملازفة‪ ،‬التهور)‬
‫إالّ أن هناك فروق فيما بينها تتضح من خالل عرضنا املفاهيم التالية والتعرف على الفروق فيما بينها‪:‬‬

‫‪ -‬التحدي‪ :‬يعرف (أبو هني) التحدي‪ :‬هو شعور الفرد ابلقوة وإحساسه ابلطاقة والعزمية على‬
‫مواجهة أو مقاومة خطر يتعرض له الفرد‪ ،‬وذلك ابلوقوف أمامه بشكل مادي أو بشكل رمزي‬
‫يهدد إحداث تغيري لدى اآلخر إما مبستوى مادي أو معنوي‪.‬‬
‫‪ -‬املقامرة‪ :‬يقال قمر فالان قمرا؛ أي غلبه يف القمار‪ ،‬تقامرا‪ ،‬أي لعبوا القمار‪ ،‬املقامرة كل لعبة‬
‫فيها مراهنة‪.‬‬
‫‪ -‬املغامرة ‪ :‬يقال املغمور من الرجال؛ أي الذي ليس ابملشهور‪ ،‬غمرات احلرب؛ أي شدائدها‬
‫املغامرة من يلقي بنفسه يف األمور املهلكة‪ ،‬اغتمر يف الشيء؛ أي اغتمس االغتمار‪ :‬االغتماس‬
‫‪ -‬اجملازفة‪ :‬يقال جزف‪ :‬أي أسرع‪ .‬جزف اإلنسان يف مشيته‪ :‬أي أسرع فيها‪.‬‬
‫(عال أسعد الديري‪)53 :2011 ،‬‬
‫‪ -‬التهور‪ :‬الوقوع يف الشيء بقلة مباالة‪ ،‬يقال فالن متهور‪ ،‬واهتور الشيء هلك‪ ،‬قال ابن األعرايب‬
‫اهلائر الساقط واهلورة اهللكة‪ ،‬وهور هتويرا‪ :‬أوقعه يف هلكة وخطر‪( .‬القطراوي‪)28 :2012 ،‬‬

‫‪37‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫جماالت االجتاه حنو املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ -‬االندفاعية ‪ :Impulsive‬هي أسلوب معريف مييل فيه األشخاص إىل سرعة االستجابة مع‬
‫التعرض للمخاطرة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقدام ‪ :Approach‬وفيه يكون الشخص يف موقف وسط بني هدفني موجبني متساويي‬
‫القوة تقريبا وينشأ الصراع حىت خيتار الشخص بني املوقفني اللذين لكل منهما جاذبية موجبة‬
‫فكل منها يوجه الشخص يف نفس الوقت من االقرتاب من هدف معني وهذا الصراع ال يستمر‬
‫وسرعان ما ينتهي الشخص من اختيار هدفه‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ القرار ‪ :Décision Taking‬هو القدرة اليت يصل الشخص إىل حل ينبغي الوصول إليه‬
‫يف مشكلة تعرتضه ابالختيار بني بدائل احلل املوجودة أو املبتكرة‪ ،‬وهذا االختيار يعتمد على‬
‫املعلومات املوجودة لدى الشخص أو اليت جيمعها‪.‬‬
‫‪ -‬حب االستطالع ‪ :Curiosity‬هو ميل أو رغبة الشخص الذاتية يف البحث واالستكشاف‬
‫والتعرف على كل ما هو جديد ومثري من خالل الفضول العقلي عن طريق مجع املعلومات‬
‫والبياانت من جماالت متعددة ومتنوعة‪( .‬أمينة عبد الفتاح حممد مصطفى‪ ،‬حممد أمحد إبراهيم‬
‫سعفان‪ ،‬وإكرام عبد الستار دايب‪)311 :2022 ،‬‬

‫مسات الشخصية املميزة للمخاطر‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫يعد اإلقدام على املخاطرة واحدا من صيغ السلوك اإلنساين الالفتة لالنتباه فكان موضوعا لبحوث‬
‫عديدة وحتليالت علمية‪ ،‬ويذهب علماء النفس إىل ضرورة دراسته لصلته بقضااي هتم الباحثني يف جماالت‬
‫الصحة النفسية‪ ،‬وعلم النفس املعريف والشخصية ومن هذه القضااي وتوافقية السلوك اإلنساين‪ ،‬ومنطقية‬
‫التفكري اإلنساين‪ ،‬واألمهية النسبية للوراثة والبيئة يف التعبري الظاهري عن السمات‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ويذكر جيلفورد ‪ 1980‬من خالل دراسته للشخصية أهنا مسة معرفية يف الشخصية ذات الوجهة‬
‫االجتماعية فهي حتدد نشاط وتفاعل الفرد يف املواقف االجتماعية املختلفة لذلك فهم يتسمون ابجلرأة‬
‫والسيطرة‪ ،‬والذكاء‪ ،‬والنضج االنفعايل‪ ،‬وان اختاذ املخاطرة ينحدر مع زايدة العمر وأن املتقدمني يف‬
‫السن يكونون أقل طواعية للمخاطرة من غريهم من صغار السن‪.‬‬

‫لذلك يسعى الفرد على مدى حياته إىل كسب خربات جديدة لذلك يقدم على أنواع شىت من املخاطرة‬
‫واملغامرة البدنية والذهنية واالجتماعية‪ ،‬فنحن النتقن مهارة ما أو نكتسب خربة جديدة دون أن نقبل‬
‫يف سبيل ذلك ‪،‬والشخص حني يواجه موقف املخاطرة فإن عليه أن يدرك اجلوانب اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬املوقف السابق على اختاذ قرار خماطرة ‪.‬‬


‫‪ -‬بيئته مبا فيها من قيم وعادات وآخرون يتأثرون بقراره‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج املرتتبة على قراره‪ ،‬سواء يف حالة النجاح أو الفشل‪.‬‬

‫ترى عال أسعد الديري ‪ :2011‬أبن معرفة اخلصائص والسمات النفسية املميزة للذين يتصفون ابالجتاه‬
‫حنو املخاطرة والذين ال يتصفون ابالجتاه حنو املخاطرة أمرا ضروراي ألن ذلك يلقي الضوء على العوامل‬
‫النفسية املرتبطة ابالجتاه حنو املخاطرة عليه‪ ،‬فإن املخاطر يتمتع مبجموعة من السمات اليت متيزه عن‬
‫غريه‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع ابجلرأة والقوة على اإلقدام‪ ،‬فهو شخص يضع نفسه يف مواقف صعبة ابلرغم من أنه‬
‫يعرف أن احتماالت جناحات بسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع بشخصية مثابرة ونضالية‪.‬‬
‫‪ -‬يتميز ببناء نفسي منفرد‪.‬‬
‫‪ -‬إدراكه ملواقف املخاطرة يتأثر بعدة عوامل منها‪ :‬اإلحساس بنتائج املواقف‪ ،‬االنتباه للموقف‬
‫ذاته‪ ،‬االستعدادات للقيام ابملوقف اخلطر بكل شجاعة‪ ،‬وكذلك القيم األخالقية املرتتبة على‬
‫نتائج املوقف اخلطر‪( .‬عال أسعد الديري‪)58 :2011 ،‬‬

‫‪39‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وميكن احلكم على الشخص ابملخاطر أو عدمه وفق ثالث حمكات هي (حمك العمل وحمك التحليل‬
‫وحمك املكسب) فوفقا حملك العمل فان املخاطر يتميز ابلعمل الدؤوب والكثري‪ ،‬ووفقا حملك التحليل‬
‫فان املخاطر يقوم بتحليل املوقف حتليال عميقا‪ ،‬أما حمك املكسب يسعى املخاطر للمكاسب الكبرية‬
‫ماداي ومعنواي كما أن األفراد مرتفعي املخاطرة يفضلون الوظائف اليت تتصف أبهنا خاصة هبم‪ ،‬وتتيح‬
‫هلم اختاذ قرارات أبنفسهم كما ميكن أن توفر هلم النجاح بدرجة كبرية‪ ،‬أو الفشل التام كما أهنم يتميزون‬
‫ابلقدرة على تغيري إدراكهم ملواجهة املتطلبات اليت ترفضها الظروف املتغرية كما أهنم على درجة عالية‬
‫من الثقة ابلنفس والذكاء املرتفع وداخلي التوجه فال يعتمدون على عوامل الضبط اخلارجي‪ ،‬كما أن‬
‫املخاطرين غالبا ذوي خربة ويتمتعون ابلنضج االنفعايل‪( .‬مصطفى حفيظة سليمان‪)28 :1996 ،‬‬

‫دوافع سلوك املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫تتحدد دوافع سلوك املخاطرة عامليا من خالل العوامل التالية‪:‬‬

‫• العامل األول‪ :‬البحث عن اإلاثرة‪ ،‬ويشري إىل حب املغامرة والتعرف على خربات جديدة والبعد‬
‫عن امللل واالستمتاع ابألشياء اجلديدة‪.‬‬

‫• العامل الثاين‪ :‬الطموح‪ ،‬ويشري إىل امليل لتحقيق األهداف وعدم الرتدد يف اختاذ القرارات وامليل‬
‫لتحسني ظروف احلياة‪.‬‬

‫• العامل الثالث‪ :‬االندفاع‪ ،‬ويشري إىل الرغبة يف التحرر من القيود واألعراف االجتماعية وعدم‬
‫احلذر‪ ،‬وعدم االهتمام مبا يرتتب على السلوك من عواقب وعدم االستسالم للسائد واملألوف‪.‬‬

‫• العامل الرابع‪ :‬نيل اإلعجاب‪ ،‬ويشري إىل امليل لنيل اإلعجاب واالهتمام جلذب اآلخرين وامليل‬
‫لالستعراض‪( .‬حممود سامي حممود أمحد‪)13 :2016 ،‬‬

‫‪40‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫النظرايت املفسرة لسلوك املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.7‬‬

‫حاولت النماذج النظرية املفسرة لسلوك املخاطرة وضع إطار لفهم ميكانيزمات التفاعل بني سلوك‬
‫املخاطرة‪ ،‬واملتغريات األخرى وذلك بتقدمي مداخل متعددة لفهم هذا السلوك ومتثلت يف‪:‬‬

‫‪Theory Traits and Factor:‬‬ ‫أ‪ .‬نظرية السمات والعوامل‬

‫ترجع أصول نظرية السمات والعوامل إىل علم النفس الفارق‪ ،‬ودراسة الفروق الفردية وقياسها ومن‬
‫أهم علماء هذه النظرية ألبورت‪ ،‬وكاتل‪ ،‬ووليامسون‪ .‬وينظر أصحاب هذه النظرية للشخصية اإلنسانية‬
‫على أهنا نظام من العوامل والسمات واالهتمامات والقدرات‪ ،‬واالجتاهات‪ ،‬واالنفعاالت‪ ،‬ويؤكد ألبورت‬
‫على أن السمات هي اليت من خالهلا يتم التعبري عن سلوك الفرد ‪،‬فالسمة تصف الفرد خبيال‪ ،‬أو كرميا‬
‫أو قلقا أو شجاعا أو مغامرا‪ ،‬أو خماطرا‪ ،‬لكن ليس ابلضرورة أن يكون كذلك دائما‪ ،‬ولكي يكون لدية‬
‫االستعداد لالستجابة يف موقف معني وهنا ميكن اإلشارة إىل أن ذلك املوقف ميكن أن يكون موقفا فيه‬
‫شيء من املخاطرة أو املغامرة ويصنف ألبورت السمات إىل‪:‬‬

‫‪ -‬السمات العامة (‪ :)Common Traits‬وهي السمات اليت يشرتك فيها عدد كبري من األفراد‬
‫يشرتكون بثقافة واحدة تنتج بتأثري قيم اجتماعية موحدة‪.‬‬
‫‪ -‬السمات الفردية (‪ :)Personal Traits‬وهي السمات اليت متيز الفرد عن غريه واليت تعرب عن‬
‫تفرده وحتدد طريقته يف السلوك‪ ،‬وهنا ميكن اإلشارة على أن املخاطرة واحدة من تلك السمات‬
‫الفردية اليت يتمتع هبا الفرد‪.‬‬

‫وأكد كاتل أن السمة لبنة أساسية يف بناء شخصية الفرد‪ ،‬وأهنا متثل جانبا من خصائص الشخصية‬
‫وهلا ثبات نسيب وهذه السمة ميكن أن تكون مسة معرفية أو جسمية أو انفعالية ووضع كاتل السمات‬
‫بقائمة تضم أربعة آالف اسم من أمساء السمات‪ ،‬ومن مث اختزهلا بقائمة تضم ‪ 171‬امسا مث اختزهلا‬
‫بقائمة تضم ‪ 35‬امسا مث وضعها يف ‪ 16‬عامال‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وتتمثل هذه السمات يف (االجتماعية ضد االنعزال‪ ،‬والذكاء ضد الضعف العقلي‪ ،‬والثبات االنفعايل‬
‫ضد ضعف الثبات االنفعايل ‪،‬والسيطرة ضد اخلضوع‪ ،‬واالنبساط ضد االنطواء‪ ،‬وقوة األان ضد ضعف‬
‫األان‪ ،‬واملخاطرة واإلقدام ضد احلرص واخلجل‪ ،‬والواقعية ضد الروماتيكية‪ ،‬والبساطة ضد نقد الذات‬
‫الثقة الكاملة ابلنفس ضد امليل للشعور ابألمل ‪ ،‬واالكتفاء الذايت ضد االعتماد على اآلخرين‪ ،‬ومسة‬
‫التحرر ضد احملافظة‪ ،‬وقوة اعتبار الذات ضد ضعف اعتبار الذات‪ ،‬قوة التوتر الدافعي ضد ضعف‬
‫التوتر الدافعي‪ ،‬التبصر ضد السذاجة‪ ،‬والواقعية ضد التخيل)‪.‬‬

‫وميكن أن نستنتج أن املخاطرة من وجهة نظر كاتل أحد السمات الرئيسية‪ ،‬بل هي السمة السابعة من‬
‫السمات الستة عشر اليت ذكرها‪ .‬وإن صفات السمات السابعة (املخاطرة واإلقدام ضد احلرص) هي‬
‫أن يتصف الشخص ابملغامرة واجملازفة والنشاط وامليل للقوة والثقة ابلنفس‪ ،‬كما أنه ال يهتم أبخطار‬
‫املستقبل وحيظى بقبول اجلماعة‪ ،‬يف حني أن الدرجة املنخفضة تشري إىل أن الشخص يتصف ابخلجل‬
‫واجلنب واجلمود‪ ،‬والرتدد واالنسحاب‪ ،‬وأن الشخص مقتنع مبا هو عليه ويشعر ابإلعاقة يف التعبري عن‬
‫نفسه‪( .‬زهراء ايسر حسني‪)19-18-17 :2018 ،‬‬

‫ب‪.‬نظرية السلوك املخطط‪:‬‬

‫تعترب نظرية السلوك املخطط امتدادا لنظرية الفعل العقالين‪ )Ajzen et Fishbein1980( ،‬يف منوذج‬
‫الفعل العقالين ‪ ،ART‬تتولد النية السلوكية مباشرة من موقف الذات واملعايري الذاتية‪ .‬يتم حتديد املوقف‬
‫من خالل توافق املعتقدات حول العواقب املتوقعة لسلوك معني والقيم الشخصية املوضوعية على‬
‫العواقب‪ ،‬وينشأ املعيار الذايت من تلقاء املعتقدات حول معايري العمل السارية يف جمموعة مرجعية والقيم‬
‫الشخصية املمنوحة هلذه املعايري (الدافع لالمتثال)‪ ،‬أما يف منوذج الفعل املخطط ظهر متغري إضايف‬
‫ضروري إىل النية السلوكية‪ ،‬وهو شعور ابلكفاءة الذاتية الذي أبرزه ‪ .Bandura 1977‬الفكرة هي أن‬
‫الفرد يطور نية السلوك إذا اعتقد أنه قادر –عن صواب أو خطأ‪ -‬على تنفيذ الفعل ضمنيا‪ ،‬حيث‬
‫تستند هذه النظرية إىل أمهية املعايري االجتماعية الذاتية املوجودة يف بيئة معينة‪ ،‬بني األشخاص الذين‬

‫‪42‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يرتبطون ببعضهم البعض خبصائص مهمة خمتلفة‪ .‬يوضح ‪ Ajzen‬و ‪ 1980 Fishbein‬هبذه النظرية أن‬
‫احملدد املباشر للسلوك هو نية الفرد لتبنيه‪ .‬يتم توقع النية من خالل املواقف جتاه السلوك وكذلك املعايري‬
‫الذاتية‪ ،‬هذه األخرية تعرف أبنه تصور الفرد للضغط االجتماعي الذي يدفعه إىل تبين السلوك‪ .‬أما‬
‫الركيزة الثالثة اليت حتدد النية هي التحكم السلوكي املدرك (‪ . )PCC‬وهو تقدير يعتمد على التجارب‬
‫السابقة وتوقع للعقبات اليت ميكن أن تتداخل مع السلوك‪ .‬بشكل عام‪ ،‬كلما كانت هذه الركائز أكثر‬
‫إجيابية (املواقف واملعايري الذاتية والتحكم يف السلوك)‪ ،‬زادت النية يف إنتاج السلوك وزاد احتمال حدوث‬
‫السلوك‪.‬‬

‫االتجاه‬ ‫المعتقدات‬
‫نحو‬ ‫السلوكية‬
‫السلوك‬

‫المعايير‬ ‫المعتقدات‬
‫الذاتية‬ ‫المعايرية‬
‫السلوك‬ ‫الــنية‬

‫التحكم‬
‫معتقدات‬
‫السلوكي‬
‫التحكم‬
‫المدرك‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬نظرية الفعل املخطط (بوعالق‪)100-99 ،2021 ،‬‬

‫ج‪ .‬نظرية السلوك املشكل‪:‬‬

‫رمبا تكون نظرية السلوك املشكل(‪ ،)PBT‬اليت اقرتحها ريتشارد جيسور ألول مرة هي النموذج النظري‬
‫يعرف "السلوك املشكل" على أنه تلك السلوكيات‬
‫األكثر تطبيقا لسلوك املراهقني احملفوف ابملخاطر‪ّ .‬‬
‫‪43‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اليت ينظر إليها اجملتمع الراشد على أهنا إشكالية أو غري مرغوب فيها خالل فرتة املراهقة؛ وابلتايل ميكن‬
‫اعتبار أي سلوك ''سلوكا مشكلة'' اعتمادا على السياق الذي حيدث فيه والعواقب الشخصية‬
‫واالجتماعية املرتبطة به‪ .‬بعض السلوكيات املشكلة مثل النشاط اجلنسي مصنفة حسب العمر؛ أي أهنا‬
‫متوقعة وينظر إليها على أهنا معيارية خالل مرحلة البلوغ‪ ،‬ولكنها حمظورة خالل فرتة املراهقة‪ .‬جيادل‬
‫جيسور و زمالؤه أبن االخنراط يف مثل هذه السلوكيات يشري ‪-‬لكل من الذات واآلخرين‪ -‬إىل االنتقال‬
‫من حالة املراهق إىل حالة البالغني‪ .‬عند النظر إليه من هذا املنظور‪ ،‬يكون سلوك املراهقني اخلطري هادفا‬
‫وحىت وظيفيا‪ .‬حتدد هذه النظرية أيضا أن هناك تباينا كبريا بني سلوكيات املراهقني احملفوفة ابملخاطر‬
‫وهذا يعين أن املراهقني الذين ينخرطون يف سلوك مشكل واحد مثل النشاط اجلنسي املبكر من احملتمل‬
‫أن ينخرطوا يف سلوكيات مشكلة أخرى مثل تعاطي املخدرات أو إساءة استخدامها‪ .‬وتدعم األحباث‬
‫التجريبية فكرة أن السلوكيات احملفوفة ابملخاطر يف مرحلة املراهقة تتفاوت‪ ،‬على األقل إىل حد معني‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فمن غري الواضح ما إذا كانت هذه السلوكيات املتغايرة تشكل مسة أو متالزمة أساسية اثبتة‬
‫يف الشخصية‪ .‬وبدال من ذلك تشري األحباث املتاحة إىل أن مدى التباين بني السلوكيات احملفوفة‬
‫ابملخاطر يعتمد على أنواع السلوكيات املدروسة واألشخاص الذين يتم قياس هذه السلوكيات فيها‪ ،‬وما‬
‫إذا كانت املتغريات األخرى اليت قد تفسر االرتباط بني املخاطر أم ال‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬قد يبدو أن‬
‫السلوكيات احملفوفة ابملخاطر تتجمع معا ألهنا تشرتك يف سبب بيئي مشرتك (على سبيل املثال‪ ،‬قد‬
‫يكون الفقر واحلرمان االجتماعي واالقتصادي سببا شائعا للسلوكيات احملفوفة ابملخاطر املتعددة)‪ ،‬وليس‬
‫ألهنا تعكس ابلضرورة اجتاهات فردية مستقرة حنو املخاطرة‪.‬‬

‫تستند نظرية السلوك املشكل على افرتاض أن السلوك ينتج عن تفاعالت ديناميكية ومستمرة بني‬
‫الشخص والبيئة‪ .‬هذه العالقة حتدد ثالثة أنظمة وتتنبأ ابملشاركة يف السلوك املشكل‪ ،‬نظام الشخصية‬
‫والذي يتضمن توقعات اإلجناز‪ ،‬وموقع التحكم‪ ،‬وعدم حتمل االحنراف‪ ،‬والكفاءة الذاتية‪ ،‬والتدين‪.‬‬
‫نظام البيئة املتصور‪ ،‬والذي يتضمن الدعم املتصور والسيطرة والتوقعات من اآلابء واألقران‪ .‬ونظام‬
‫السلوك والذي يتضمن السلوكيات التقليدية وغري التقليدية (مثل تعاطي املخدرات وإساء استخدامها)‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫التوازن بني التحريضات (العوامل اليت تزيد من احتمالية سلوك املخاطرة) والضوابط (العوامل اليت تقلل‬
‫من االحتمالية من سلوك املخاطرة)‪ .‬حتدد هذه األنظمة الثالثة قابلية الفرد لالخنراط يف السلوكيات اليت‬
‫(‪)Haydon et al ,2011‬‬ ‫تنتهك األعراف االجتماعية واليت يعتربها اجملتمع إشكالية‪.‬‬

‫د‪ .‬النظرية املعرفية أو نظرية اختاذ القرار‪:‬‬

‫اخترب الباحثون يف هذه النظرية العمليات الكاملة حول أسباب وكيفية اختاذ قرار االشرتاك يف سلوكيات‬
‫‪Furbu & Beyth-Maron‬‬ ‫املخاطرة لدى مجيع األفراد بشكل عام‪ ،‬ووفقا لفورابي وبيث مارون‬
‫‪ ،1992‬تنطوي كل القرارات على درجة من املخاطرة‪ ،‬وعلى ذلك فال يعترب املراهقون وحدهم هم الذين‬
‫يشرتكون يف سلوكيات املخاطرة‪ ،‬وتكمن الفروق بني املراهقني والراشدين يف نوعية االختيارات اليت‬
‫يقومون هبا‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ :‬قد يقيم املراهق عواقب السلوك بشكل خمتلف عن الراشد أو يقيس‬
‫احتمالية هذه العواقب بشكل خمتلف‪.‬‬

‫كذلك ركز جوستانزوا ‪ ،1991 Gostanzo‬جزئيا على حمتوى موقف اختاذ القرار‪ ،‬وافرتض أن هناك‬
‫نظامني خمتلفني للمعارف االجتماعية‪ ،‬مها ‪ :‬النظام التوالدي‪ ،‬والنظام احلافظ‪ .‬وحيتوي النظام التوالدي‬
‫على األسلوب العقالين يف اختاذ القرار‪ ،‬ويعمل هذا النظام عندما يكون هناك بعض املسافة االنفعالية‬
‫بني الفرد والقرار وعلى ذلك قد حيتوي اختاذ القرار يف املستوى العقالين على حتديد التكاليف واخلسائر‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬ويستخدم هذا النظام عندما يكون الفعل حديث أو مل خيتربه الفرد من قبل‪ .‬ومن‬
‫انحية أخرى يعد النظام احملافظ أكثر اعتمادا على االنفعال وحتركه احلاجات امللحة‪ ،‬وعلى ذلك تنشأ‬
‫معظم سلوكيات املخاطرة لدى املراهقني يف املواقف الذي يستخدم فيه النظام احملافظ‪.‬‬

‫(هناد عبد الوهاب حممود‪)46 :2019 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ه‪ .‬نظرية التعلم االجتماعي‪:‬‬

‫افرتض ‪ Catalan1996‬أن األطفال واملراهقني يتعلمون مناذج السلوك االجتماعي‪ :‬املقبول أو املرفوض‬
‫من‪ :‬األسرة‪ ،‬واألصدقاء‪ ،‬وتعاليم األداين‪ ،‬ومن مؤسسات اجملتمع األخرى‪ ،‬وأن املعايري االجتماعية أو‬
‫الضد اجتماعية تتطور لدى األفراد من خالل‪:‬‬

‫– درجة االندماج والتفاعل‪.‬‬ ‫‪ -‬فرص االندماج‪.‬‬

‫– إدراك وجود تدعيم نتيجة لالندماج‪.‬‬ ‫‪ -‬مهارات تسهيل املشاركة‪.‬‬

‫فاملعايري االجتماعية هي عملية مصممة لكف السلوك املضاد للمجتمع‪ ،‬وعوامل احلماية تشكل وقود‬
‫املعايري االجتماعية من خالل تدعيم مرونة األفراد الذين يتأثرون بصورة مباشرة مبخاطر عديدة مثل‪:‬‬
‫استخدام وتعاطي املواد املختلفة‪ ،‬أو اإلمهال‪ ،‬أما عوامل احلماية فتتوسط أتثر عوامل املخاطرة‪ ،‬ولكنها‬
‫ال تلغى أتثريها‪ .‬واجلدول التايل يوضح عوامل احلماية‪ ،‬وعوامل املخاطرة اليت تؤثر على املعايري‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫جدول رقم (‪ :)2‬عوامل احلماية وعوامل املخاطرة املؤثرة على الفرد طبقا لنموذج التعلم االجتماعي‬

‫عوامل املخاطرة‬ ‫عوامل احلماية‬ ‫العنصر‬


‫الفشل األكادميي‪ -‬االغرتاب ‪ -‬التمرد‬ ‫املرونة املزاجية ‪ -‬الذكاء‬
‫الفرد‬
‫االستخدام املبكر للعقاقري واملخدرات‬ ‫التوجهات االجتماعية اإلجيابية‬
‫اخنفاض املعايري األسرية‬
‫الصراعات األسرية ‪ -‬ضعف مهارات‬ ‫التماسك العائلي ‪ -‬الدفء يف‬
‫األسرة‬
‫إدارة األسرة ‪ -‬اتريخ أسري لتعاطي‬ ‫مرحلة الطفولة املبكرة‬
‫املخدرات‬
‫املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاندة‬
‫فوضوية اجلريان ‪ -‬احلرمان االقتصادي‬
‫االجتماعية‬
‫استخدام األصدقاء للمخدرات ‪ -‬والعقاقري‬ ‫تدعيم مسات الفرد‬
‫اخلارجية‬
‫رفض األصدقاء للفرد يف املدرسة ‪ -‬وجود‬ ‫االلتـ ـ ـ ـ ـ ـزام بتطبيق نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬
‫(املدرسة‬
‫معيار اجتماعي قد يربر استخدام‬ ‫املعتقدات االجتماعية‬
‫األصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدقاء‬
‫العقاقري أو للسلوك االجرامي‬
‫اجملتمع)‬
‫أوضح النموذج السابق أن سلوك املخاطرة ينتج عن اخنفاض مستوى املعايري االجتماعية‪ ،‬وفشل التدعيم‬
‫البيئي للسلوك االجتماعي‪ ،‬وحىت مع وجود معايري اجتماعية فإن سلوك املخاطرة يتم اختياره عندما‬
‫تكون تكلفته االجتماعية قليلة يف مقابل إدراك فوائده احملتملة‪(.‬الشافعي واحلسيين‪)6-5 :2013 ،‬‬

‫العصيب‪Neurodevlopmental Model of Risk-taking :‬‬ ‫منوذج االرتقاء‬

‫يعد منوذج األنظمة املزدوجة ‪ A Dual system model‬ملخاطرة املراهقني لستينربج ‪Steinberg‬‬

‫من أبرز النماذج اليت طرحت اآللية العصبية املسؤولة عن تزايد معدل سلوك املخاطرة يف مرحلة املراهقة‬
‫بصفة خاصة‪ .‬وفقا هلذا النموذج‪ ،‬يعد سلوك املخاطرة نتاج للفروق يف االرتقاء بني نظامني عصبيني‬

‫‪47‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ ،Socio-emotional‬ونظام التحكم املعريف‬ ‫‪system‬‬ ‫متمايزين مها نظام االنفعال االجتماعي‬
‫‪ .Cognitive‬فيما يتصل بنظام األفعال االجتماعي يوجد يف املناطق احلافية‬ ‫‪control system‬‬

‫‪ Limbic areas‬واجملاورة هلا ‪ ،Para limbic‬ويتضمن‪ :‬اللوزة ‪ ،Amygdala‬والقشرة قبل األمامية‬


‫الوسطى ‪ ،Medial Prefrontal cortex‬والقشرة األمامية املدارية ‪ ،Orbitofrontal cortex‬ومنطقة‬
‫املخطط البطين ‪ ،Ventral striatum‬واألخدود الصدغي العلوي ‪ .Superior temoral sulcus‬أما‬
‫نظام التحكم املعريف يتكون من املنطقة قبل األمامية اجلانبية ‪ ،Lateral prefrontal‬والقشرة اجلدارية‬
‫‪ ،Temporal cortices‬وأجزاء من القشرة احلزامية األمامية ‪.Anterior cingulate‬‬

‫وبناءً على هذا النموذج يثار سلوك املخاطرة لدى املراهق بسبب سرعة ارتقاء نظام األفعال‬
‫االجتماعي يف وقت البلوغ الذي يؤدي إىل زايدة البحث عن املكافأة ‪ Reward seeking‬أو البحث‬
‫عن اجلديد ويف املقابل يرتقي نظام التحكم املعريف –املرتبط ابلقدرة على التنظيم الذايت والتحكم يف‬
‫االندفاعات‪-‬مبعدل تدرجيي عرب مرحلة املراهقة حىت بداية البلوغ‪ ،‬حيث ال يكتمل حىت منتصف‬
‫العشرينات‪ ،‬ومن مالمح ارتقائه استمرار الزايدة يف حجم املادة البيضاء يف مناطق هذا النظام خاصة‬
‫مناطق الوظائف عالية املستوى حىت أواسط العشرينات‪ .‬تؤدي هذه الفروق الزمنية يف معدالت االرتقاء‬
‫بني النظامني إىل أن تكون املراهقة الوسطى مرحلة استهداف مرتفع للسلوكيات املتهورة وسلوكيات‬
‫املخاطرة‪ .‬ويواكب سلوك املخاطرة لدى املراهقني تغريات يف نشاط الدوابمني‪ .‬ويفرتض خالل املرحلة‬
‫خاصة‬ ‫‪Remdeling‬‬ ‫املمتدة من أواسط املراهقة إىل هنايتها أن يتم إعادة تشكيل نظام الدوابمني‬
‫االمتداد بني اجلهاز احلايف واملنطقة قبل األمامية‪ ،‬حيث تزداد قوة هذا االمتداد يف هذه الفرتة مث تتناقص‬
‫مع بداية البلوغ‪ .‬واستنادا إىل الدور اجلوهري للدوابمني يف دوائر املكافأة يف املخ‪ ،‬يتنبأ النموذج أبن‬
‫يؤدي هذا االمتداد إىل زايدة سلوك البحث عن املكافأة‪ .‬وقد توصل ستينربج ‪ 2010‬من دراسته على‬
‫عينة بلغ مداها العمري من ‪ 10‬إىل ‪ 30‬سنة عالقة منحنية بني البحث عن املكافأة والعمر؛ حيث‬
‫ازداد هذا السلوك يف مرحلة ما قبل املراهقة إىل منتصفها مث تناقص يف املرحلة التالية‪ .‬وقد دعم بعض‬
‫‪Harden‬‬ ‫الباحثني العالقة بني البحث عن املكافأة وسلوك املخاطرة‪ ،‬وعلى سبيل املثال أشار هاردين‬

‫‪48‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وزمالؤه ‪ 2017‬إىل ارتفاع استجابة منطقة املخطط البطين عند التعرض للمكافآت لدى املراهقني‬
‫مقارنة ابألطفال والبالغني‪ ،‬فضال عن ارتباط استجابة هذه املنطقة بسلوكيات املخاطرة يف احلياة الواقعية‪.‬‬

‫من انحية أخرى‪ ،‬أشار دو ‪ Do‬وزمالؤه ‪ 2017‬إىل اخنفاض نشاط منطقة اللوزة لدى املراهقني‪ .‬ونظرا‬
‫ألمهية هذه املنطقة يف معاجلة التهديد والنفور من املخاطر‪ ،‬فإن املزج بني النشاط املنخفض للوزة مع‬
‫عدم اكتمال نضج التحكم املعريف للمناطق قبل األمامية ‪-‬من منظور ستينربج‪ -‬من شأنه أن جيعل‬
‫املراهق أقل نفورا من املخاطر وأكثر استعدادا للقيام بسلوكيات املخاطرة‪ .‬وفقا لنموذج ستينربج خماطرة‬
‫املراهق هي انعكاس للفجوة يف النضج العصيب‪ ،‬حيث ارتفاع احلساسية للمكافأة دون زايدة مصاحبة‬
‫يف القدرة على التحكم يف السلوك‪( .‬مي إدريس‪)339 :2020 ،‬‬

‫أنواع سلوك املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.8‬‬

‫هناك عدة أنواع من سلوكيات املخاطرة ذات أمهية خاصة للمهنني والباحثني ‪،‬وقد متت دراستها‬
‫على نطاق واسع نظرا النتشارها املرتفع خالل فرتة املراهقة وأتثريها السليب على اجملتمع‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من عدم وجود فئات مقبولة عامليا لسلوك املخاطرة‪ ،‬فقد حاول العديد من الباحثني هيكلة أو تصنيف‬
‫أنواع خمتلفة من سلوك املخاطرة‪ ،‬حبيث مت تصنيف نوعني من السلوكيات احملفوفة ابملخاطر يف مخس‬
‫فئات‪ ،‬وهي غري قانونية (على سبيل املثال‪ ،‬السرقة‪ ،‬القيادة يف حالة سكر‪ ،‬التخريب) السيارة (مثل‪:‬‬
‫القيادة مع الغرابء‪ ،‬عدم ارتداء حزام األمان‪ ،‬السفر مع سائق خممور) والصحة (ممارسة اجلنس غري‬
‫احملمي‪ ،‬واتباع نظام غذائي قاسي)‪ ،‬واحلالة (مثال‪ :‬اهلروب من املنزل‪ ،‬والغش أثناء االختبارات‪ ،‬والقتال‬
‫مع أصدقائه أو أقرانه‪ ،‬وختطي املدرسة)‪ ،‬وتعاطي املخدرات (شرب الكحول‪ ،‬استخدام مواد قانونية أو‬
‫غري قانونية)‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫من خالل االطالع على سلوك املخاطرة لدى الشباب مت النظر يف ست فئات من سلوكيات املخاطرة‪:‬‬

‫أ‪ .‬السلوك الذي يساهم يف االصاابت غري املقصودة والعنف‪.‬‬


‫ب‪.‬تعاطي التبغ‪.‬‬
‫ج‪ .‬تعاطي الكحول واملخدرات األخرى‪.‬‬
‫د‪ .‬السلوك اجلنسي الذي يساهم يف احلمل غري املقصود واألمراض املنقولة جنسيا‪.‬‬
‫ه‪ .‬السلوك الغذائي غري الصحي‪.‬‬
‫(‪)Marizé,2015 :17‬‬ ‫و‪ .‬اخلمول البدين‪ :‬مبا يف ذلك السمنة والربو‪.‬‬
‫العوامل املؤثرة يف املخاطرة‪:‬‬ ‫‪.9‬‬

‫يتناول هذا اجلزء العمليات الداخلة يف صياغة وحتديد شكل اختاذ املخاطرة والديناميات املؤثرة فيها ومن‬
‫خالل حتليل عوامل اختاذ املخاطرة جند أن العناصر الداخلة يف تكوين عوامل اختاذ املخاطرة هي‪:‬‬

‫ز‪ .‬املوقف‪:‬‬

‫يعترب املوقف الذي يواجهه متخذ القرار من املكوانت اهلامة اليت تقوم عليها ديناميات اختاذ املخاطرة‬
‫وذلك ملا حيتوي على معلومات تكشف عن العواقب من جراء القرار‪ ،‬سواء كانت مكاسب أو خسائر‬
‫كما حيدد املوقف أيضا نوعية هذه املكاسب أو اخلسائر؛ أي من حيث كوهنا مادية أو معنوية‪ .‬واملخاطر‬
‫يتميز أبنه قادر على حتليل املوقف حتليال عميقا ويسعى للمكاسب الكبرية سواء كانت مادية أو معنوية‬
‫لذلك اتضح أن العالقة طردية بني جتنب املخاطرة وبني املوقف اليت تربز خسائر حمتملة‪ ،‬فموقف‬
‫املخاطرة الذي يربز خسائر أكثر احتماال يؤدي إىل جتنب اختاذ قرار املخاطرة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ح‪ .‬العواقب‪:‬‬

‫تعترب العواقب من العوامل املؤثرة يف املخاطرة وهلا عالقة ابملوقف‪ ،‬الذي سيتعرض له املخاطر‪ ،‬فهي‬
‫تعترب أساسا للحكم على القرار أبنه جمازفة أو خماطرة حمسوبة أو إحجام عن اختاذ املخاطرة بغض النظر‬
‫عن الوضع املميز الذي يتيحه قرار املخاطرة‪.‬‬

‫فالعواقب هي النتائج املرتتبة على اختاذ القرار فإن نتائج املخاطرة تصنف على أساس نتائج اختاذ القرار‬
‫للمخاطرة‪ ،‬وهي املكاسب اليت حيصل عليها إذا جنح قرار املخاطرة‪ ،‬أو اخلسائر إذا فشل القرار‪.‬‬

‫ط‪ .‬الشخص‪:‬‬

‫يعترب الشخص هو متخذ القرار وهو من أهم عوامل اختاذ املخاطرة‪ ،‬فعلى الشخص تقع مسؤولية اختاذ‬
‫املخاطرة من مجيع اجلوانب احمليطة ابلشخص وبذلك فإنه تقع على الشخص املوقف حبد ذاته وكذلك‬
‫عواقب القرار (مكاسب أو خسائر) من خالل عملية الدراسة والتحليل لطبيعة املخاطرة‪.‬‬

‫(عال أسعد الديري‪)59 :2011 ،‬‬

‫‪ .10‬الثقة الزائدة وسلوك املخاطرة‪:‬‬

‫إىل ميل األفراد إىل املبالغة يف تقدير جناحهم يف صنع القرار‬ ‫‪Over confidence‬‬ ‫تشري الثقة املفرطة‬
‫واالعتقاد أبن أحكامهم أكثر دقة وفعالية مما هي عليه حقا‪ .‬ويقدم ‪ Daws,1967‬تفسريا للثقة املفرطة‬
‫مما يشري إىل أن الناس جيدون أنه من السهل تذكر حاالت القرارات الناجحة بدال من تلك غري‬
‫الناجحة‪ ،‬وللحفاظ على احلوافز االجيابية مييل األفراد إىل املبالغة يف تقدير جناحهم يف مثل هذه املهام‪.‬‬
‫وتساهم املعتقدات غري املنطقية حول احلظ السعيد والتفاؤل غري الواقعي يف عملية التقييم الذايت‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إىل زايدة ثقة الناس‪ .‬ويذهب دارك وفريدمان إىل تفسري الثقة الزائدة أبهنا انشئة عن اعتقاد البعض‬
‫يف احلظ اجليد بوصفه صفة شخصية اثبتة وأنه قابل للضبط‪ .‬فالنجاح يف مهمة مألوفة فيما يرى‬
‫‪ Langer1975‬يزيد الثقة يف األداءات الالحقة مما يعين انتقال من النجاح يف أداء املهام املعتمدة على‬

‫‪51‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫املهارة على املهام املرتبطة ابلصدفة وكأنه ميل لتعميم اخلربة‪ ،‬مما يدفعهم لإلقدام على املخاطرة‪ .‬ولقد‬
‫كشفت دراسة لسالجنلر ورودستام عن أن الثقة ابلنفس تعد العامل احلاسم يف إقدام الفرد على املخاطرة‪.‬‬

‫(بن الشيخ‪)73 :2008 ،‬‬

‫‪ .11‬عواقب سلوك املخاطرة‪:‬‬

‫السلوك اخلطر يكون أكثر خطورة عندما حيدث يف وقت مبكر جدا من احلياة أو مع سلوكيات خطرة‬
‫أخرى‪ .‬وعندما يصبح عادة عقلية تؤدي إىل احلد املبكر من األمناط السلوكية الالزمة للتعامل مع مشاكل‬
‫النمو‪ ،‬هنا يتم التهرب من املطالب البيئية مبساعدة السلوك اجملازف‪ ،‬مما يؤدي إىل وهم احلرية‬
‫واالستقالل‪ .‬اظهرت العديد من الدراسات أن السوك اخلطر املنتظم يرتبط مبجموعة متنوعة من النتائج‬
‫الصحية غري املرغوب فيها‪.‬‬

‫تساهم السلوكيات احملفوفة ابملخاطر اليت ميكن جتنبها (مثل‪ :‬تعاطي املخدرات‪ ،‬والتغذية غري الصحية‬
‫واخنفاض مستوايت النشاط البدين‪ ،‬واالستعداد الستخدام العنف والسلوك احملفوف ابملخاطر يف حركة‬
‫املرور) بشكل كبري يف أمراض املراهقني على سبيل املثال‪ :‬ميكن أن يساهم االستخدام املنتظم واملفرط‬
‫للكحول والتبغ‪ .‬خاصة يف مرحلة املراهقة‪ ،‬يف اضطراابت النمو الشديدة حبيث حتدث التأثريات‬
‫الفسيولوجية‪ ،‬وكذلك األضرار العضوية بشكل أسرع بكثري مما حيدث بني البالغني‪ .‬كما أن الفرتة الزمنية‬
‫من سوء املعاملة إىل اإلدمان تكون أقصر بكثري يف فرتة املراهقة فيما يتعلق ابملراهقني‪ .‬مع ذلك فإن‬
‫حقيقة أن معظم احملددات املعروفة للصحة يف مرحلة البلوغ مل يكن لديها سوى القليل من الوقت لتطوير‬
‫أتثريها الضار ابلصحة يف مرحلة املراهقة ميثل حتداي‪ ،‬لكن هذا التحدي يتعلق يف الغالب ابجلوانب‬
‫(‪)Richter,2010 :43‬‬ ‫اجلسدية‪ ،‬وليس ابجلوانب النفسية واالجتماعية للصحة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫معنى احلياة وسلوك املخاطرة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يعترب مفهوم معىن احلياة مفهوما شائعا ومتعدد االستجاابت‪ ،‬يصف خربات حياة هلا مغزى‬
‫وقيمة وهدف‪ ،‬ويتفق العلماء على أمهية وجود معىن حلياة اإلنسان؛ فباملعىن يشعر الفرد بقيمته وإنسانيته‬
‫ويقبل على احلياة ويتفاعل معها ويتجاوب وحيقق التميز والتفرد والسعي حنو حتقيق أهدافه‪ ،‬ويعد فيكتور‬
‫فرانكل أول من أطلق مصطلح املعىن الوجودي للحياة‪ .‬وقد ساهم العلماء الوجوديون ممن ينتمون إىل‬
‫االجتاه اإلنساين يف علم النفس أمثال‪ :‬ماسلو ‪ ،‬ايلوم ‪ ،‬ووونج إسهاما أساسيا لتطوير أساس نظري‬
‫حول مفهوم معىن احلياة‪ ،‬وهناك العديد من النظرايت اليت فسرت املعىن واملصادر اليت ينتج منها‪ ،‬وعند‬
‫فشل الفرد يف جتربة إدراك معىن وهدف احلياة فإنه حيدث ما يسمى الفراغ الوجودي‪ ،‬أو فقدان املعىن‬
‫الذي يؤدي للعديد من النتائج السلبية‪ ،‬واليت من بينها سلوك املخاطرة الذي يظهر بسبب ما يواجهه‬
‫اإلنسان من موقف يتطلب منه أن خيتار بديال من بني بدائل متفاوتة ومتباينة يف نسبة حدوثها‪ ،‬وهي‬
‫ختتلف من شخص آلخر ومن موقف آلخر ويتحدد امليل لسلوك املخاطرة بقيمة األهداف وجاذبيتها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬

‫‪ -‬متهيد‬

‫منهج الدراسة‬ ‫‪.1‬‬

‫عينة الدراسة‬ ‫‪.2‬‬

‫حدود الدراسة‬ ‫‪.3‬‬

‫أدوات الدراسة‬ ‫‪.4‬‬

‫األساليب اإلحصائية املستخدمة‬ ‫‪.5‬‬

‫عرض وحتليل النتائج‬ ‫‪.6‬‬


‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫متهيد‪:‬‬

‫بعد أن عرضت الباحثتني يف الفصل السابق اجلانب النظري لكال من متغريي الدراسة احلالية وأهم‬
‫العناصر املرتبطة هبا‪ ،‬سنتناول يف هذا الفصل خطوات واإلجراءات اليت اعتمدت عليها يف الدراسة‬
‫احلالية وذلك حتقيقا لألهداف املذكورة سابقا‪:‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫انطالقا من طبيعة الدراسة احلالية اليت تسعى ملعرفة العالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة‪ ،‬فإن‬
‫املنهج الوصفي االرتباطي هو املنهج املالئم للدراسة احلالية‪ ،‬ألنه ينطلق من وصف الظاهرة ومجع احلقائق‬
‫وحتليلها وتفسريها إىل اإلحاطة ابلظاهرة وخصائصها من خالل وصفها وصفا دقيقا كما توجد عليه يف‬
‫الواقع‪ ،‬ليمتد ويصل إىل دراسة العالقة االرتباطية بني متغرياهتا‪.‬‬

‫ويذكر الشربيين وآخرون (‪" :)2013‬أن املنهج الوصفي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما هي‬
‫يف الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعرب عنها تعبريا كيفيا أو تعبريا كميا‪ ،‬فالتعبري الكيفي يصف لنا‬
‫الظاهرة ويوضح خصائصها‪ .‬أما التعبري الكمي فيعطينا وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو‬
‫حجمها ودرجات تعلقها أو ارتباطها مع ظواهر خمتلفة غريها‪.‬‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫العينة هي أي جمموعة جزئية من جمتمع له خصائص مشرتكة‪( .‬حممود أبو عالم‪)156 :2006 ،‬‬

‫تتمثل عينة الدراسة يف تالميذ مرحلة التعليم الثانوي من اثنويتني بوالية ابتنة‪ ،‬مت اختيارهم بطريقة عشوائية‬
‫ابلتعاون مع أساتذة املؤسستني‪ ،‬حيث مت توزيع ‪ 90‬استمارة‪ ،‬اسرتجعت منها ‪ 85‬استمارة فقط‪ ،‬وبعد‬
‫الفرز والتصحيح مت إلغاء ‪ 7‬استمارات مل يتم االجابة عنها‪ ،‬حيث خلصت الباحثتني إىل ‪ 78‬استمارة‬
‫صحيحة واليت متت الدراسة عليهم‪ .‬واجلدول التايل يوضح أفراد العينة حسب اجلنس‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫اجلنس‬
‫‪50‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ذكور‬
‫‪50‬‬ ‫‪39‬‬ ‫إانث‬
‫‪100‬‬ ‫‪78‬‬ ‫اجملموع‬
‫جدول رقم (‪ :)3‬ميثل توزيع أفراد العينة حسب اجلنس‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫أ‪ .‬احلدود املكانية‪:‬‬

‫مت اإلجراء يف والية ابتنة والقانطني يف (بلدية اتخلمت وبلدية القصبات)‬

‫ب‪ .‬احلدود الزمانية ‪:‬‬

‫منذ بداية تسجيل املوضوع واملوافقة عليه من طرف إدارة القسم‪ ،‬بدئنا يف مجع املادة العلمية‪ ،‬خالل‬
‫العام الدراسي (‪ )2023-2022‬ومت توزيع االستمارات وإجراء الدراسة امليدانية على بعض املراهقني‬
‫يف (بلدية اتخلمت‪ ،‬وبلدية القصبات) يف الفرتة املمتدة من هناية شهر أفريل إىل بداية شهر ماي‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك مت تصحيح وتفريغ البياانت ومعاجلتها إحصائيا بواسطة برانمج ‪ SPSS‬وبعد ذلك عرض وتفسري‬
‫النتائج‪.‬‬

‫ج‪ .‬احلدود البشرية‪:‬‬

‫وهو جمتمع الدراسة الذي متثل يف املراهقني القانطني يف والية ابتنة (بلدية اتخلمت‪ ،‬وبلدية القصبات)‬
‫والذي بلغ عددهم ‪ 78‬مراهق ‪ 39‬ذكور و ‪ 39‬إانث وقد مت اختيارهم من ‪ 15‬إىل ‪ 19‬سنة‪ ،‬ومن‬
‫خصائصهم هم تالميذ املرحلة الثانوية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫د‪ .‬احلدود املفاهيمية‪:‬‬

‫معىن احلياة‪ ،‬سلوك املخاطرة‪ ،‬املراهقني املتمدرسني‪.‬‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫أ‪ .‬مقياس معىن احلياة‪:‬‬

‫حيث أعد هذا املقياس "هارون توفيق الرشيدي ‪ "1996‬يتكون هذا املقياس من ‪ 39‬بندا‪ ،‬يقيس‬
‫معىن احلياة وجيتاب عليه أبسلوب تقريري ضمن ‪ 4‬بدائل‪ :‬ال‪ ،‬قليال‪ ،‬متوسط‪ ،‬كثريا‪ ،‬وتنص تعليمات‬
‫املقياس على أنه عند اإلجابة عن املقياس يطلب من املفحوص أن يضع عالمة (‪ )x‬حتت واحد من‬
‫أحد االختيارات األربعة السابقة وذلك حسب انطباق مضمون العبارة عليه؛ أما ابلنسبة لطريقة تصحيح‬
‫املقياس فقد سبقت اإلشارة إىل أنه يتكون من ‪ 39‬بندا‪ ،‬جياب عليها ضمن ‪ 4‬بدائل أو اختيارات‬
‫وهي‪ :‬ال وتنال صفرا‪ ،‬قليال وتنال درجة واحدة‪ ،‬متوسطا وتنال درجتني‪ ،‬كثريا وتنال ‪3‬درجات‪ ،‬وابلتايل‬
‫ترتاوح درجة كل مفحوص نظراي بني ‪( 0‬الوجود ملعىن احلياة) و‪( 117‬ارتفاع معىن احلياة)‪.‬‬

‫‪ -‬وصف سيكومرتية مقياس معىن احلياة‪:‬‬


‫الصدق‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫طبق على هذا املقياس أنواع من الصدق منها‪ :‬الصدق التميزي على عينتني إحداها عادية من‬
‫طالب اجلامعة (ن=‪ )30‬وعينة من طالب اجلامعة الذين أودعوا يف مستشفى لألمراض النفسية‬
‫(ن=‪ )30‬فبلغت قيمة "ت ‪ " 1.81‬وهي دالة إحصائيا عند مستوى (‪ )a=0.01‬واستخرجت كذلك‬
‫معامالت االرتباط بني الدرجة الكلية لالستبيان والدرجة عن كل بند (صدق البنود) فرتاوحت معامالت‬
‫االرتباط بني ‪.0.998 – 0.996 :‬‬

‫وقد قام بتقنينه على البيئة اجلزائرية بشري معمرية (‪ ،)2010‬وتكونت عينة التقنني من ‪414‬فردا‬
‫منهم ‪ 203‬ذكر و‪ 2011‬أنثى تراوحت أعمار عينة الذكور بني ‪ 50-15‬سنة مبتوسط حسايب قدره‬

‫‪57‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪ 20.59‬واحنراف معياري قدره ‪ ،4.84‬وتراوحت أعمار اإلانث بني ‪ 42-15‬سنة مبتوسط حسايب‬
‫قدره ‪ 19.52‬واحنراف معياري قدره ‪ 3.53‬ومت سحب العينتني (الذكور‪ ،‬واإلانث) من تالميذ‬
‫وتلميذات مؤسسات التعليم الثانوي بوالية ابتنة‪ ،‬ومن كليات جامعة احلاج خلضر ابتنة‪ ،‬ومشلت الطلبة‬
‫واملوظفني واألساتذة‪ ،‬ومن مراكز التكوين املهين والتكوين الشبه الطيب مبدينة ابتنة‪.‬‬

‫وطبق على املقياس الصدق التميزي بطريقة املقارنة الطرفية على عينة من الذكور وعينة من اإلانث‬
‫فكانت للمقياس القدرة على التمييز بني الفئتني العليا والدنيا للدرجات لكل من اجلنسني‪ ،‬ابلنسبة‬
‫للذكور‪ :‬قيمة "ت" املقدرة بـ ـ ـ (‪ )17.88‬والدالة عند مستوى الداللة (‪ ،)a=0.01‬أما ابلنسبة لإلانث‬
‫فكانت قيمة "ت" املقدرة بـ ـ ـ (‪ )17.1‬والدالة عند مستوى الداللة (‪ )a=0.01‬ويتبني من قيمة "ت"‬
‫أن املقياس يتميز بقدرة كبرية على التمييز بني املرتفعني واملنخفضني يف معىن احلياة مما جيعله يتصف‬
‫مبستوى عال من الصدق لدى عينة الذكور وعينة اإلانث‪.‬‬

‫الثبات‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫مت حساب الثبات بطريقة إعادة تطبيق االختبار ومعامل ألفا كرونباخ‪ ،‬وكانت املدة بني التطبيقني‬
‫‪ 18‬يوم وقدر معامل االرتباط بني درجات التطبيقني عند الذكور ب ـ ـ‪ ،)0.741 (:‬وعند اإلانث‬
‫(‪ )0.762‬وعند الذكور واإلانث (‪ )0.764‬وهي دالة إحصائيا عند مستوى (‪ ،)a= 0.01‬وقدر‬
‫معامل اتساق البنود أللفا كرونباخ عند الذكور بـ ـ ـ‪ ،)0.952( :‬وعند اإلانث (‪ ،)0.912‬وعند الذكور‬
‫واإلانث (‪ .)0.923‬وهذه النتيجة تؤكد أن املقياس على قدر كبري من الثبات‪.‬‬

‫ويتبني من معامالت الصدق والثبات اليت مت احلصول عليها‪ ،‬أن مقياس معىن احلياة يتميز بشروط‬
‫سيكومرتية مرتفعة على عينات من البيئة اجلزائرية مما جيعلها صاحلة لالستعمال بكل اطمئنان‪ ،‬سواء يف‬
‫جمال البحث النفسي أو جمال التشخيص العيادي‪( .‬معمرية‪)101-100-99 :2012 ،‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫ب‪.‬مقياس سلوك املخاطرة‪:‬‬

‫حيث أعد هذا املقياس بن خرية سارة (‪ )2016‬يتكون هذا املقياس من ‪ 43‬بند‪ ،‬وأعطت لكل عبارة‬
‫"‪ "2‬من البدائل وهي‪" :‬نعم" و"ال" حتت البند املناسب لسلوك املخاطرة‪ .‬يستجيب املفحوص هلا بوضع‬
‫وقد مت صياغة البنود وروعي فيها البساطة والوضوع وعدم الغموض وعدم التعقيد‪ ،‬حبيث‬ ‫(‪)x‬‬ ‫عالمة‬
‫تتناسب مع مستوى التالميذ العمري واالجتماعي والثقايف وتنوعهم‪ ،‬كما روعي فيها االجياز؛ حىت ال‬
‫يستغرق املبحوث وقتا طويال لإلجابة عليها‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬يوضح توزيع األبعاد الثالثة‬

‫الفقرات‬ ‫األبعاد‬
‫‪15-14-13-12-11-10-9-8-7-6-5-4-3-2 -1‬‬ ‫املخاطرة حنو الذات‬
‫‪-29-28-27-26-25-24-23-22-21-20-19-18-17-16‬‬ ‫املخاطرة حنو اآلخرين‬
‫‪32-31-30‬‬
‫‪43-42-41-40-39-38-37-36-35-34-33‬‬ ‫املخاطرة حنو الثانوية‬
‫وهذه الفقرات موزعة على التوايل يف االستبيان‬

‫‪ -‬وصف سيكومرتية مقياس سلوك املخاطرة‪:‬‬


‫الصدق‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أ‪ .‬صدق احملكمني‪:‬‬

‫مت عرض املقياس إحدى عشر (‪ )11‬من أساتذة الرتبية وعلم النفس واملتخصصني ابجملال داخل وخارج‬
‫الوطن‪ ،‬وذلك لتعديل ما يرونه مناسبا على بنود املقياس‪ ،‬إما ابحلذف‪ ،‬أو االضافة‪ ،‬أو التعديل وتقدمي‬
‫مالحظاهتم ومقرتحاهتم حول الصياغة اللغوية للعبارات وحتديد ما إذا كانت العبارات ال متس أو ال‬
‫تقيس ما وضعت لقياسه وقد كانت نسبة موافقة احملكمني على فقرات املقياس ال تقل عن (‪)% 95‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫مما يعين أن املقياس صاحل للتطبيق على عينة الدراسة‪ .‬وكانت نتائج التحكيم كالتايل‪ :‬وجود اتفاق بني‬
‫احملكمني على غالبية عبارات األداة‪ ،‬وتعديل بعض الفقرات‪.‬‬

‫ب‪ .‬صدق املقارنة الطرفية‪:‬‬

‫للتأكد أكثر من مالئمة مقياس سلوك املخاطرة مت االعتماد على طريقة صدق املقارنة الطرفية واليت‬
‫أظهرت النتائج التالية‪ :‬قيمة "ت" احملسوبة (‪ )12.14‬أكرب من قيمة "ت" اجملدولة اليت قدرت‬
‫ب(‪ )2.78‬عند مستوى الداللة (‪ )0.01‬ودرجة احلرية (‪ ،)26‬وانطالقا من هذا ميكن القول إن‬
‫املقياس يتمتع بدرجة عالية من الصدق جتعله صاحل للتطبيق يف الدراسة األساسية‪.‬‬

‫الثبات‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫مت حساب الثبات الكلي للمقياس بطريقتني األوىل‪ :‬طريقة جومتان‪ :‬حيث بلغ املعامل ب ـ ـ (‪)0.81‬‬
‫والثانية بطريقة التجزئة النصفية‪ :‬حيث يتكون النصف األول من البنود اليت حتمل األرقام الفردية بينما‬
‫النصف الثاين يتكون من البنود الزوجية‪ ،‬ومت حساب معامل االرتباط بني جزئي االستبيان وحتصل على‬
‫ثبات قدره (‪ )0.80‬وبعد إجراء عملية التعديل ابستعمال معادلة سبريمان براون حتصل على ثبات‬
‫قدره (‪ )0.66‬مبستوى داللة (‪ )0.01‬يف احلالتني‪( .‬بن خرية‪)413-412 :2016 ،‬‬

‫األساليب اإلحصائية‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫ي‪ .‬النسب املئوية لقياس نسب املراهقني‪.‬‬


‫ك‪ .‬معامل ارتباط بريسون‪.‬‬
‫ل‪ .‬اختبار "ت" لعينة واحدة‪.‬‬
‫م‪ .‬اختبار" ت" لعينتني مستقلتني‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫عرض وحتليل النتائج‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫أ‪ .‬عرض نتائج الفرضية األوىل‪:‬‬


‫‪ -‬توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهق‬
‫املتمدرس‪.‬‬

‫لتأكيد أو نفي هذه الفرضية استعملت الباحثتني معامل ارتباط بريسون بني درجات مقياس معىن احلياة‬
‫ودرجات يف مقياس سلوك املخاطرة لعينة األفراد املكونة من ‪ 78‬واجلدول رقم (‪ )5‬يوضح ذلك بنوع‬
‫من التفسري‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5‬يوضح حساب معامل ارتباط بريسون بني متغري معىن احلياة وسلوك املخاطرة‬

‫‪SIG‬‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫معامل ارتباط بريسون‬


‫معىن احلياة‬
‫‪0,714‬‬ ‫‪-0.042‬‬
‫سلوك املخاطرة‬
‫‪78‬‬ ‫العينة‬
‫من خالل اجلدول نالحظ أن قيمة معامل ارتباط بريسون كانت مساوية لـ ـ ‪ -0.042‬ومستوى الداللة‬
‫لل ـ ‪ SIG‬مساوي ل ‪ 0.714‬وهو أكرب من مستوى الداللة أللفا ‪ 0.05‬وعليه عدم حتقق الفرضية‬
‫أي ال توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهقني‬
‫املتمدرسني‪.‬‬

‫ب‪.‬عرض نتائج الفرضية الثانية‪:‬‬


‫‪ -‬مستوى معىن احلياة مرتفع لدى عينة املراهقني املتمدرسني‬

‫لتأكيد أو نفي هذه الفرضية استعملت الباحثتني اختبار "ت" لعينة واحدة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)6‬يوضح نتائج اختبار "ت" لعينة واحدة‬


‫‪61‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫اختبار ‪ T‬لعينة الواحدة القيمة االفرتاضية = ‪62.5‬‬
‫مستوى‬ ‫‪T‬‬ ‫اختبار‬ ‫املتوسط‬ ‫املتوسط‬
‫املالحظة‬ ‫العدد‬
‫‪SIG‬‬ ‫احلسايب احلسايب للعينة لعينة واحدة الداللة‬
‫الفئة أقل‬
‫‪60,00‬‬ ‫‪11‬‬ ‫من‬
‫املتوسط‬
‫دال‬ ‫‪-‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪74,92‬‬ ‫الفئة‬
‫احصائيا‬ ‫‪518,051‬‬
‫األكرب‬
‫‪77,37‬‬ ‫‪67‬‬
‫من‬
‫املتوسط‬
‫من خالل اجلدول نالحظ أن قيمة "ت" لعينة واحدة كانت بقيمة ‪ -518.051‬وأن مستوى الداللة‬
‫‪ SIG‬كان مساوي لـ ـ ‪ 0.000‬وهو أصغر من ألفا ‪ .0.05‬وحسب النتائج نالحظ أن املتوسط احلسايب‬
‫للعينة كان مساواي ل ـ ـ ‪ 74.92‬وهو أكرب من املتوسط احلسايب االفرتاضي املقدر بـ ـ ـ ‪ 62.5‬وكان ‪11‬‬
‫مراهق متمدرس أقل من املتوسط احلسايب االفرتاضي املقدر بـ ـ ـ ‪ 62.5‬ومبتوسط حسايب ‪.60.00‬‬
‫وكان ‪ 67‬مراهق متمدرس أكرب من املتوسط احلسايب االفرتاضي املقدر بـ ـ ـ ‪ 62.5‬ومبتوسط حسايب‬
‫‪ 77.37‬وكنتيجة معىن احلياة مرتفع لدى أفراد العينة وعليه حتقق الفرضية‪.‬‬

‫ج‪ .‬عرض نتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬


‫‪ -‬مستوى سلوك املخاطرة منخفض لدى عينة املراهقني املتمدرسني؟‬

‫لتأكيد أو نفي هذه الفرضية استعملت الباحثتني اختبار "ت" لعينة واحدة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬يوضح نتائج اختبار "ت" لعينة واحدة‬

‫‪62‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫اختبار ‪ T‬لعينة الواحدة القيمة االفرتاضية = ‪37.5‬‬
‫مستوى‬ ‫‪T‬‬ ‫اختبار‬ ‫املتوسط‬ ‫املتوسط‬
‫املالحظة‬ ‫العدد‬
‫‪SIG‬‬ ‫احلسايب احلسايب للعينة لعينة واحدة الداللة‬
‫الفئة أقل‬
‫‪28,80‬‬ ‫‪49‬‬ ‫من‬
‫املتوسط‬
‫دال‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪3,639-‬‬ ‫‪33,90‬‬ ‫الفئة‬
‫احصائيا‬
‫األكرب‬
‫‪42,52‬‬ ‫‪29‬‬
‫من‬
‫املتوسط‬
‫من خالل اجلدول نالحظ أن قيمة "ت" لعينة واحدة كانت بقيمة ‪ -3.639‬وأن مستوى الداللة لـ ـ‬
‫كان مساوي ‪ 0.000‬وهو أصغر من ألفا ‪ 0.05‬وحسب النتائج نالحظ أن املتوسط احلسايب‬ ‫‪SIG‬‬

‫للعينة كان مساواي ‪ 33.90‬وهو أقل من املتوسط احلسايب االفرتاضي املقدر بـ ـ ـ ‪ 37.5‬وكان ‪49‬‬
‫مراهق متمدرس أقل من املتوسط احلسايب االفرتاضي املقدر ب ـ ـ ‪ 37.5‬ومبتوسط حسايب ‪ 28.80‬وكان‬
‫‪ 29‬مراهق أكرب من املتوسط احلسايب االفرتاضي املقدر بـ ـ ـ ‪ 37.5‬ومبتوسط حسايب ‪ 42.52‬وكنتيجة‬
‫متوسط سلوك املخاطرة منخفض لدى أفراد العينة وعلية حتقق الفرضية‪.‬‬

‫د‪ .‬عرض نتائج الفرضية الرابعة‪:‬‬


‫‪ -‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية يف مقياس معىن احلياة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫للتأكد من صحة هذه الفرضية قامت الباحثتني ابملقارنة بني متوسطات درجات الذكور (ن=‪)39‬‬
‫ومتوسطات درجات اإلانث (ن=‪ )39‬يف درجاهتم على متغري معىن احلياة ابستخدام اختبار "ت"‬
‫للفروق لعينتني مستقلتني واجلدول اآليت يوضح ذلك بنوع من التفصيل‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلجراءات املنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫جدول رقم (‪ :)8‬يوضح نتائج اختبار "ت" لعينتني مستقلتني للداللة على الفرق حسب اجلنس‬
‫ملتغري معىن احلياة‬

‫املالحظة‬ ‫‪SIG‬‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫‪T‬‬ ‫اختبار‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫العدد‬


‫‪74,69‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ذكور‬
‫غري دال احصائيا‬ ‫‪0,830‬‬ ‫‪-0,216‬‬
‫‪75,15‬‬ ‫‪39‬‬ ‫إانث‬
‫خالل اجلدول نالحظ أن قيمة "ت" كانت بقيمة ‪ -0.216‬وأن مستوى الداللة لـ ـ ‪ SIG‬كان مساوي‬
‫ل ـ ـ ‪ 0,830‬وهو أكرب من ألفا ‪ 0.05‬وعليه حتقق الفرضية‪.‬‬

‫ه‪ .‬عرض نتائج الفرضية اخلامسة‪:‬‬


‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية يف مقياس سلوك املخاطر تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫للتأكد من صحة هذه الفرضية قامت الباحثتني ابملقارنة بني متوسطات درجات الذكور (ن=‪)39‬‬
‫ومتوسطات درجات اإلانث (ن=‪ )39‬يف درجاهتم على متغري سلوك املخاطرة ابستخدام اختبار "ت"‬
‫للفروق لعينتني مستقلتني‪ .‬واجلدول اآليت يوضح ذلك بنوع من التفصيل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)9‬يوضح نتائج اختبار "ت" لعينتني مستقلتني للداللة على الفرق حسب اجلنس‬
‫ملتغري سلوك املخاطرة‬

‫املالحظة‬ ‫‪SIG‬‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫‪T‬‬ ‫العدد املتوسط احلسايب اختبار‬


‫‪37,46‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ذكور‬
‫دال احصائيا‬ ‫‪0,000‬‬ ‫‪4,724‬‬
‫‪30,33‬‬ ‫‪39‬‬ ‫إانث‬
‫من خالل اجلدول نالحظ أن قيمة "ت" كانت بقيمة ‪ 4.724‬وأن مستوى الداللة ل ـ ‪ SIG‬كان‬
‫مساوي ل ـ ـ ‪ 0.000‬وهو أصغر من ألفا ‪ 0.05‬وكان متوسط احلسايب للذكور بقيمة ‪ 37.46‬أكرب‬
‫من املتوسط احلسايب لإلانث املقدر ب ‪ 30.33‬وعليه حتقق الفرضية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬
‫‪ -‬متهيد‬

‫‪ .1‬مناقشة وتفسري الفرضية األول‬

‫‪ .2‬مناقشة وتفسري الفرضية الثانية‬

‫‪ .3‬مناقشة وتفسري الفرضية الثالثة‬

‫‪ .4‬مناقشة وتفسري الفرضية الرابعة‬

‫مناقشة وتفسري الفرضية اخلامسة‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ -‬خالصة نتائج الدراسة‬

‫‪ -‬التوصيات واملقرتحات‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬ ‫الفصل الرابع‬
‫متهيد‪:‬‬

‫نتطرق يف هذا الفصل لعرض النتائج املتوصل إليها ومناقشتها وفق تسلسل األهداف اليت نسعى‬
‫للتوصل إليها من خالل هذه الدراسة وهي معرفة وجود عالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى‬
‫املراهقني املتمدرسني ‪،‬ومعرفة مستوى كل من معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهق املتمدرس‬
‫والفروق حسب اجلنس ‪،‬وهذا استنادا على الدراسات السابقة واإلطار النظري للدراسة‪.‬‬

‫مناقشة وتفسري النتائج‪:‬‬

‫مناقشة وتفسري الفرضية األوىل‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ -‬تنص الفرضية األوىل على ما يلي‪ :‬توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بني معىن احلياة‬
‫وسلوك املخاطرة لدى املراهق املتمدرس‪.‬‬

‫أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة‬
‫وهو عكس ما كانت تتوقعه الباحثتني ؛حيث جاءت هذه النتائج منافية للواقع النظري الذي يقر حقيقة‬
‫الدور الفعال الذي يلعبه معىن احلياة لدى املراهق ومدى أتثريه اإلجيايب يف التقليل واحلد من السلوكيات‬
‫اخلطرة اليت يتبناها‪ ،‬كما أن معىن احلياة وظيفة إجيابية متكن من حتديد وتفسري اخلربات ذات الصلة‬
‫ابملعىن يف أحكام احلياة ودمج جتارهبم احلياتية‪ ،‬مما يشري إىل أن األفراد الذين جيدون املزيد من املعىن يف‬
‫احلياة قد يظهرون مستوايت خمتلفة من سلوك املخاطرة مقارنة أبولئك الذين يرون أن احلياة أقل أمهية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن النتائج ال تدعم هذه الفرضية‪ .‬كما أنه من املعلوم أن معىن احلياة هو مفهوم ذايت ومتعدد‬
‫األوجه يتأثر بعوامل خمتلفة مثل املعتقدات الشخصية والقيم والتجارب‪ ،‬وابملثل فإن سلوك املخاطرة‬
‫أيضا سلوك معقد يتأثر مبجموعة من العوامل مبا يف ذلك مسات الشخصية والتأثريات البيئية والدوافع‬
‫الفردية ؛ومن احملتمل أن تكون هناك جمموعة معينة من املراهقني املتمدرسني يف هذه الدراسة تفاعلت‬
‫مع هذه العوامل بطرق مل تؤد إىل ارتباط بني املتغريين‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬ ‫الفصل الرابع‬
‫ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ميكن أن يكون لعوامل مثل حجم العينة وأدوات القياس املستخدمة والسياق‬
‫الذي أجري فيه البحث أثرت يف النتائج‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬من املهم إدراك أن عدم وجود ارتباط ذات‬
‫داللة إحصائية ال يشري ابلضرورة إىل عدم وجود أي عالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة‪ .‬من املمكن‬
‫أن تكون العالقة موجودة‪ ،‬ولكن مل يتم رصدها من خالل األساليب املستخدمة يف هذه الدراسة‬
‫ابلذات‪ .‬بشكل عام ؛فإن اكتشاف عدم وجود عالقة ذات داللة إحصائية بني معىن احلياة وسلوك‬
‫املخاطرة لدى املراهقني املتمدرسني يتحدى الفرضية األولية ويسلط الضوء على تعقيد وتنوع هذه‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث هناك حاجة إىل مزيد من التحقيق واالستكشاف لتعميق فهمنا للعالقة بني معىن احلياة‬
‫وسلوك املخاطرة يف هذه الفئة من السكان؛ أي املراهقني‪.‬‬

‫مناقشة وتفسري الفرضية الثانية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ -‬تنص الفرضية الثانية على ما يلي‪ :‬مستوى معىن احلياة مرتفع لدى املراهق املتمدرس‪.‬‬

‫حيث جاءت نتائج هذا الفرض أن املراهقني املتمدرسني لديهم مستوى مرتفع يف معىن احلياة‬
‫وتتفق هذه النتيجة مع دراسة العصار (‪ )2015‬اليت خلصت نتائجه إىل مستوى مرتفع بشكل عام يف‬
‫معىن احلياة‪ ،‬يف حني ختتلف هذه النتائج مع دراسة كل من مريوح وهاروين (‪ )2021‬اليت توصلت‬
‫نتائجهما إىل مستوى ضعيف يف معىن احلياة‪ .‬وميكن تفسري هاته النتائج إىل دور التعليم يف تشكيل‬
‫وجهات نظر األفراد وتزويدهم ابلشعور ابلغاية واهلدف؛ حيث غالبا ما يتضمن التعليم التعرض جملموعة‬
‫متنوعة من املوضوعات واخلربات وفرص النمو الشخصي‪ .‬كما أنه من خالل التعليم ميكن للمراهقني‬
‫تطوير فهم أوسع للعامل وقيمهم ومكاهنم يف اجملتمع؛ حبيث ميكن أن تساهم هذه املعرفة والوعي الذايت‬
‫يف زايدة اإلحساس ابملعىن واهلدف يف احلياة‪ .‬إضافة إىل ما جاء به ديننا احلنيف الذي يدعو إىل قيم‬
‫التعاطف والتسامي ابلذات إىل تعزيز الشعور ابملعىن‪ ،‬كما ميكن للدعم والتوجيه املقدمني من املعلمني‬
‫وأولياء األمور واألقران داخل البيئة املدرسية أن يساهم يف إحساس املراهقني ابملعىن‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬ ‫الفصل الرابع‬
‫مناقشة وتفسري الفرضية الثالثة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ -‬تنص الفرضية الثالثة على ما يلي‪ :‬مستوى سلوك املخاطرة منخفض لدى املراهق املتمدرس‪.‬‬

‫حيث جاءت نتائج هذا الفرض أن املراهقني املتمدرسني لديهم مستوى منخفض يف سلوك املخاطرة‬
‫وهو ما افرتضتاه الباحثتني يف بداية البحث‪ ،‬وتتفق نتائج هاته الدراسة مع دراسة مرسوت (‪)2020‬‬
‫اليت خلصت نتائجها إىل اخنفاض يف درجة سلوك املخاطرة‪ ،‬أما دراسة بن زاهي (‪ )2016‬جاءت‬
‫عكس الدراسة احلالية حيث توصلت نتائجها إىل مستوى مرتفع يف سلوك املخاطرة‪ .‬وميكن تفسري‬
‫النتائج اليت نص عليها هذا الفرض إىل الدور املهم الذي تلعبه التنشئة االجتماعية السوية يف تقليل‬
‫واحلد من سلوكيات املخاطرة‪ ،‬وابألخص مسامهة وأتثري الوالدين واألقران واألعراف اجملتمعية يف اخنفاض‬
‫امليل لالخنراط يف السلوكيات احملفوفة ابملخاطر‪ .‬إضافة إىل أن املراقبة األبوية والتوجيه والتنشئة على‬
‫الرتبية الدينية الصحيحة ميكن أن تغرس الشعور ابملسؤولية واحلذر لدى املراهقني‪ .‬أما من وجهة نظر‬
‫"كاتل" حول الدرجة املنخفضة لسلوك املخاطرة تشري إىل أن الشخص يتصف ابخلجل‪ ،‬وأن الشخص‬
‫مقتنع مبا هو عليه ويشعر ابإلعاقة يف التعيري عن نفسه‪( .‬زهراء ايسر حسني‪)19 :2018 ،‬‬

‫وأيضا فإن أحد التفسريات احملتملة الخنفاض سلوك املخاطرة هو أتثري التطور املعريف والعصيب‬
‫خالل مرحلة املراهقة فهي تتميز بتغيريات كبرية يف منو الدماغ‪ ،‬مبا يف ذلك قشرة الفص اجلبهي املسؤولة‬
‫عن اختاذ القرار والتحكم يف االنفعاالت‪ ،‬وعند نضج املراهقني تتحسن قدراهتم املعرفية كالتفكري واحلكم‬
‫مما يؤدي إىل اتباع هنج أكثر حذرا جتاه السلوكيات احملفوفة ابملخاطر‪.‬‬

‫مناقشة وتفسري الفرضية الرابعة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ -‬تنص الفرضية الرابعة على ما يلي‪ :‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية يف استجابة أفراد العينة‬
‫على مقياس معىن احلياة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬ ‫الفصل الرابع‬
‫جاءت نتائج هذه الفرضية مع ما افرتضتاه الباحثتني يف بداية البحث‪ ،‬حيث لوحظ أنه ال توجد فروق‬
‫دالة إحصائيا يف استجابة أفراد العينة على مقياس معىن احلياة تعزى ملتغري اجلنس‪ .‬وتتفق نتائج هذه‬
‫الفرضية مع ما جاء به العصار (‪ )2015‬وأسفرت نتائجه إىل عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية‬
‫يف معىن احلياة لدى املراهقني يف قطاع غزة تعزى ملتغري اجلنس‪ ،‬ومن املرجح أن يكون سبب هاته النتيجة‬
‫إىل ما أشار إليه فرانكل يف اإلطار النظري أبن البحث عن معىن احلياة دافع أساسي وجوهري لدى‬
‫اإلنسان ومالزمته له طوال حياته بغض النظر عن العمر واجلنس؛ وأن املعىن خيتلف من فرد آلخر‪ ،‬وهذا‬
‫عاما وليس فرداي وخاصة معىن‬‫عكس ما جاءت به ايلوم فهي تعترب املعىن اختيار إنساين حر ويعد ّ‬
‫يرتبط بقوة املعتقدات وقيم التسامي كاإلخالص والسعادة‪ .‬كما تشري هذه النتيجة إىل أن بناء معىن‬
‫احلياة ال يتأثر ابلعوامل املتعلقة ابجلنس‪ ،‬وهذا يعين أن كال من الذكور واإلانث يدركون معىن احلياة‬
‫بطريقة مماثلة‪ ،‬بغض النظر عن جنسهم‪ .‬ومن املهم أن نالحظ أن غياب الفروق بني اجلنسني يف مقياس‬
‫معىن احلياة ال يعين أن اجلنس ال عالقة له بتجارب األفراد أو تفسريات املعىن‪ .‬من املمكن أنه يف حني‬
‫أن اجلنس قد ال يؤثر بشكل مباشر على االستجاابت على معىن احلياة لكن قد تلعب املتغريات أو‬
‫العوامل األخرى دورا يف ذلك‪.‬‬

‫مناقشة وتفسري الفرضية اخلامسة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ -‬تنص الفرضية اخلامسة على ما يلي‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية يف استجابة أفراد العينة‬
‫على مقياس سلوك املخاطرة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫جاءت نتائج هذا الفرض مع ما افرتضتاه الباحثتني يف بداية البحث حيث خلصت النتائج إىل‬
‫وجود فروق ذات داللة إحصائية يف استجابة أفراد العينة على مقياس سلوك املخاطرة تعزى ملتغري‬
‫اجلنس‪ .‬واتفقت نتائج هذا الفرض مع ما جاءت به مرسوت (‪ ،)2020‬حيث توصلت نتائج دراستها‬
‫إىل وجود فروق يف سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني‪ ،‬وكذا دراسة بن خرية (‪)2016‬‬
‫وتوصلت نتائجها إىل وجود فروق ذات داللة إحصائية بني اجلنسني يف اإلقدام على املخاطرة السلوكية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬ ‫الفصل الرابع‬
‫ميكن تفسري هذه النتائج من وجهة نظر أن السلوك ينتج عن تفاعالت ديناميكية ومستمرة بني‬
‫الشخص والبيئة؛ حبكم القوانني اليت تسود اجملتمع‪ ،‬حيث تكون شخصية الفرد اندفاعية ومغامرة وحمب‬
‫الستكشاف كل ما هو جمهول؛ فكل هذا يتطلب شخصية تتسم ابملخاطرة؛ إال أن سلوك املخاطرة‬
‫خيتلف بني الذكور واإلانث وهذا راجع للطبيعة البيولوجية لكل منهما‪ ،‬وحسب السمات الشخصية‬
‫لكل منهما والفروق الفردية بينهم‪ .‬كما أشار ألبورت يف نظرية السمات والعوامل يف تصنيفه للسمات‬
‫أن السمات الفردية هي السمات اليت متيز الفرد عن غريه واليت تعرب عن تفرده وحتدد طريقته يف السلوك‬
‫واملخاطرة واحدة من تلك السمات‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن الذكور مييلون للمخاطرة واملغامرة وذلك‬
‫حسب ثقافة اجملتمع اليت متنحه احلرية والصالحية على عكس اإلانث لذلك لديهن سلوك املخاطرة‬
‫منخفض ‪،‬وهذا عائد لطبيعة التنشئة والقيم اليت تتلقاها وكذا عدم إعطاءها احلرية‪.‬‬

‫خالصة نتائج الدراسة‪:‬‬

‫انطلقنا يف دراستنا هذه من عدة تساؤالت مفادها‪ :‬هل توجد عالقة بني معىن احلياة وسلوك‬
‫املخاطرة؟ ما مستوى معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى عينة املراهقني املتمدرسني؟ وهل توجد فروق‬
‫يف استجابة أفراد العينة على مقياسي معىن احلياة وسلوك املخاطرة تعزى ملتغري اجلنس؟ وحاولنا االجابة‬
‫عن هذه التساؤالت بصياغة فرضيات جتيب مؤقتا عن هذه التساؤالت‪.‬‬

‫ومن هنا حاولنا يف دراستنا إبراز العالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة‪ ،‬وكذلك مستوى معىن‬
‫احلياة وسلوك املخاطرة والكشف عن الفروق اليت تعزى ملتغري اجلنس‪ ،‬واستنادا على الدراسة التطبيقية‬
‫اليت قمنا هبا مستخدمني يف ذلك مقياس معىن احلياة ومقياس سلوك املخاطرة‪ ،‬وبعد حتليلنا للنتائج‬
‫توصلنا إىل أن‪:‬‬

‫‪ -‬ال توجد عالقة ارتباطية بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة‪.‬‬


‫‪ -‬مستوى معىن احلياة مرتفع لدى أفراد العينة‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى سلوك املخاطرة منخفض لدى أفراد العينة‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫مناقشة وتفسري النتائج‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪ -‬ال توجد فروق يف استجابة أفراد العينة على مقياس معىن احلياة تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق يف استجابة أفراد العينة على مقياس سلوك املخاطرة تعزى ملتغري اجلنس‬

‫التوصيات واملقرتحات‪:‬‬

‫بناء على النتائج املتوصل إليها من خالل هذه الدراسة نقدم االقرتاحات التالية‪:‬‬

‫• تعاون األسرة مع املدرسة حلماية املراهق من اللجوء إىل االحنراف والسلوكيات اخلطرة‪.‬‬

‫• العمل على توضيح املواقف اليت حتتوي عناصر املخاطرة وتعليمهم كيفية جتنبها‪.‬‬

‫• احلرص على االختيار السليم جلماعة الرفاق ملا هلا من أتثري قوي يف شخصية املراهق وتوجهاته‪.‬‬

‫• إجراء دراسات طولية الستكشاف معىن احلياة وسلوك املخاطرة مبرور الوقت‪.‬‬

‫• إجراء دراسات عرب الثقافات للتحقيق يف كيفية أتثري العوامل الثقافية على معىن احلياة وسلوك‬
‫املخاطرة‪.‬‬

‫• اكتشاف التفاعل بني العوامل النفسية املختلفة اليت قد تؤثر على معىن احلياة وسلوك املخاطرة‪.‬‬

‫• مقارنة معىن احلياة بني املراهقني املتعلمني والفئات العمرية األخرى(مثل البالغني)‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫خـ ــامتـة‬
‫خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫استنادا إىل ما سبق‪ ،‬وبناءً على نتائج الدراسة‪ ،‬اليت توصلت إىل عدم وجود عالقة ارتباطية ذات‬
‫داللة إحصائية بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى عينة املراهقني املتمدرسني‪ .‬مت العثور على مستوى‬
‫معىن احلياة مرتفعا بني أفراد العينة ؛مما يشري إىل إحساس قوي ابهلدف‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك كان مستوى‬
‫سلوك املخاطرة منخفضا لدى افراد العينة؛ مما يشري إىل إتباع طريق حذر ومسؤول يف اختاذ القرار‬
‫وعالوة على ذلك مل جتد الدراسة أي فروق يف استجاابت املراهقني على مقياس معىن احلياة حسب‬
‫اجلنس‪ ،‬ومع ذلك لوحظت اختالفات يف سلوك املخاطرة لدى املراهقني‪ ،‬مما يدل على أن اجلنس قد‬
‫يلعب دورا يف التأثري على ميلهم لالخنراط يف السلوكيات احملفوفة ابملخاطر‪ ،‬يف حني تسلط هذه النتائج‬
‫الضوء على مدى تعقيد العالقة بني معىن احلياة وسلوك املخاطرة لدى املراهقني املتمدرسني بينما مل يتم‬
‫العثور على ارتباط مباشر بينهما‪ ،‬وعليه من املهم النظر يف العوامل اليت قد تساهم يف توليد املخاطرة‬
‫كالسمات الشخصية الفردية‪ ،‬وأتثري األصدقاء‪ ،‬والعوامل البيئية‪ ،‬فمن خالل معاجلة هذه العوامل وتقدمي‬
‫الدعم والتوجيه املناسبني‪ ،‬ميكن للمعلمني وأولياء األمور مساعدة املراهقني على التنقل يف مرحلة منوهم‬
‫مع الرتكيز على النمو الشخصي والرفاهية واختاذ القرارات اإلجيابية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة املراجع واملصادر‪:‬‬

‫أ‪ .‬ابللغة العربية‪:‬‬


‫‪.1‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬ش‪ .‬إ‪ .‬واحلسيين‪ ،‬أ‪.‬م‪ .)2013( .‬سلوك املخاطرة واالندفاعية لدى عينة من املراهقني‬
‫يف بيئات تعليمية خمتلفة‪ .‬جملة كلية الرتبية جامعة طنطا‪ .‬العدد األول (‪.632-595 ،)49‬‬
‫‪.2‬‬
‫أبو عالم‪ ،‬ر‪.‬م‪ .)2006( .‬مناهج البحث يف العلوم النفسية والرتبوية‪ .‬ط‪ .5‬دار النشر‬
‫للجامعات‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪.3‬‬
‫أبو غزالة‪ ،‬ع‪ .‬س‪ 12-11( .‬جويلية ‪ .)2007‬أزمة اهلوية ومعىن احلياة كمؤشرات للحاجة إىل‬
‫االرشاد النفسي "دراسة على طالب اجلامعة"‪ .‬حبث مقدم يف مؤمتر الدويل اخلامس‪ :‬التعليم‬
‫اجلامعي يف جمتمع املعرفة‪ :‬الفرص والتحدايت‪ .‬معهد الدراسات الرتبوية‪ .‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫‪.4‬‬
‫إدريس‪ ،‬م‪ .)2020( .‬دور احلياة الضاغطة واالجتاه حنو املخاطرة الصحية يف التنبؤ ابلتقييم‬
‫اجلوهري للذات لدى طلبة اجلامعة‪ .‬اجمللة املصرية للدراسات النفسية‪.)109( .30 .‬‬
‫‪.5‬‬
‫آدلر‪ ،‬أ‪ .)2005( .‬معىن احلياة‪( .‬ترمجة ع‪ .‬ن‪ .‬بشرى)‪ .‬ط‪ .1‬القاهرة‪.‬‬

‫األبيض‪ ،‬م‪ .‬ح‪ .)2010( .‬مقياس معىن احلياة لدى الشباب‪ .‬جملة كلية الرتبية (‪،34‬ج‪)3‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪.820-799‬‬
‫‪.7‬‬
‫البشر‪ ،‬س‪ .‬ع‪ .‬احلميدي‪ ،‬ح‪ .‬ع‪ .)2019(.‬معىن احلياة وعالقته ببعض أبعاد التفكري اإلجيايب‬
‫يف ضوى الرضا عن احلياة لدى طلبة اجلامعة بدولة الكويت‪ .‬جملة الشارقة للعلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪.)2( .16 .‬‬

‫اخلتاتنة‪،‬ب‪.‬ز‪.)2015(.‬معىن احلياة لدى العاملني يف وزارة الصحة وأسلوب احلياة لديهم يف‬ ‫‪.8‬‬

‫حمافظة الكرك‪(.‬رسالة ماجسرت)‪.‬كلية الدراسات العليا‪.‬جامعة مؤتة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
‫الديري‪ ،‬ع‪ .‬أ‪ .)2011( .‬االستقالل االدراكي وعالقته ابالجتاه حنو املخاطرة لدى ضباط‬ ‫‪.9‬‬

‫االسعاف يف قطاع غزة‪(.‬رسالة ماجستري)‪ .‬اجلامعة االسالمية‪.‬غزة‪.‬‬

‫‪ .10‬السحار‪،‬خ‪.‬إ‪.)2002(.‬االجتاه حنو املخاطرة وعالقته ببعض املتغريات النفسية والدميغرافية لدى‬


‫شباب االنتفاضة مبحافظة غزة‪(.‬رسالة ماجسرت)‪ .‬كلية الرتبية‪ ،‬اجلامعة االسالمية‪،‬غزة‪.‬‬

‫‪ .11‬السعدي‪ ،‬ر‪.‬ع‪(.‬د‪.‬س)‪.‬معىن احلياة لدى زوجات األسرى الفلسطينيني‪:‬دراسة ميدانية يف حمافظة‬


‫حنني‪ .‬جامعة اإلستقالل‪.‬‬

‫‪ .12‬السيد الفضايل‪،‬ع‪ .‬السيد أمحد‪ ،‬م‪ .)2016(.‬البناء العاملي للعوامل الستة الكربى للشخصية‬
‫يف ضوء منوذج(‪ )HEXACO‬وعالقته مبعىن احلياة لدى طلبة جامعة الزقازيق‪ .‬جملة كلية الرتبية‬
‫ببنها‪،108(.‬ج‪.)1‬‬

‫‪ .13‬الشرييين‪،‬ز‪.‬أ‪.‬وآخرون‪ .)2013(.‬مناهج البحث يف العلوم الرتبوية والنفسية واالجتماعية‪.‬مكتبة‬


‫الشقري‪.‬‬

‫‪ .14‬العصار‪،‬إ‪.‬أ‪ .)2015(.‬التشوهات املعرفية وعالقتها مبعىن احلياة لدى املراهقني يف قطاع‬


‫غزة‪(.‬رسالة ماجستري)‪.‬كلية الرتبية‪،‬اجلامعة االسالمية‪،‬غزة‪.‬‬

‫‪ .15‬القطراوي‪ ،‬ر‪.‬ع‪ .)2012(.‬سلوك املخاطرة وعالقته ابلرضا الوظيفي لدى العاملني يف برانمج‬
‫الطوارئ يف وكالة الغوث الدولية (األونرا) يف حمافظات غزة‪(.‬رسالة ماجستري)‪.‬جامعة‬
‫األزهر‪،‬غزة‪.‬فلسطني‪.‬‬

‫‪ .16‬بلخامسة‪،‬خ‪ .‬بن نوح‪،‬ح‪ .)2020(.‬معىن احلياة وعالقته بدافعية االجناز لدى الطلبة‬
‫اجلامعيني‪:‬دراسة مقارنة يف ضوء اجلنس والتخصص‪(.‬مذكرة ماسرت غري منشورة)‪.‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية‪،‬جامعة ابتنة‪.1‬‬

‫‪76‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
‫‪ .17‬بن الشيخ‪،‬ع‪ .)2008(.‬املسؤولية االجتماعية وعالقتها بسلوك املخاطرة لدى السائقني‪(.‬رسالة‬
‫ماجستري)‪.‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪،‬جامعة اجلزائر‪.‬‬

‫‪ .18‬بن خرية‪،‬س‪.‬بن زاهي‪،‬م‪.)2016(.‬سلوك املخاطرة لدى تالميذ مرحلة التعليم الثانوي مبدينة ورقلة‬
‫يف ظل بعض املتغريات الشخصية والرتبوية‪.‬جملة العلو اإلنسانية واإلجتماعية‪_409،)24(.‬‬
‫‪.416‬‬

‫‪ .19‬بن شويخ‪،‬ش‪.‬ساسي‪،‬س‪.)2021(.‬معىن احلياة لدى عينة من املعانني من فريوس كوروان‪(.‬مذكرة‬


‫ماسرت)‪.‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‪ .‬املسيلة‪.‬‬

‫‪ .20‬هبلول‪ ،‬ن‪.‬ع‪.)2016( .‬معىن احلياة كمتغري وسيط بني األسى النفسي والوحد النفسية لدى‬
‫األرامل الفلسطينيات‪(.‬رسالة ماجستري)‪.‬قسم علم النفس‪.‬جامعة األقصى‪.‬فلسطني‪.‬‬

‫‪ .21‬بوعالق‪،‬س‪ .)2021(.‬العوامل البيئية وسلوك املخاطرة لدى السائق يف اجملال العمراين‬


‫احمللي(أطروحة دكتوراه)‪ .‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪.‬ابتنة‪.‬‬

‫‪ .22‬جاب هللا‪،‬ي‪.)2016(.‬معىن احلياة وعالقته ببعض املتغريات النفسية(الشعور ابلوحدة‬


‫النفسية‪،‬والرضا عن احلياة) لدى املرأة العانس‪(.‬أطروحة دكتوراه)‪.‬كلية العلوم االجتماعية‬
‫واالنسانية‪،‬جامعة حممد ملني دابغني‪،‬سطيف‪.‬‬

‫‪ .23‬جوامري‪،‬ج‪.‬خ‪.)2011( .‬أثر برانمج إرشادي معريف يف تعديل سلوك املخاطرة لدى طالبات‬
‫املرحلة اإلعدادية‪(.‬رسالة ماجستري)‪.‬كلية الرتبية ابن رشد للعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪ .24‬حسن‪،‬ع‪.‬ع‪.)2020(.‬سلوك املخاطرة وعالقته ابختاذ القرار للغواصني‪.‬اجمللة العلمية للبحوث‬


‫والدراسات يف الرتبية الرايضية‪،40(.2020.‬ج‪.503_416،)2‬‬

‫‪77‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
‫‪ .25‬حسني‪،‬ز‪.‬ي‪ .)2018(.‬سلوك املخاطرة وعالقته ابحلدود العقلية والبينية لدى طلبة اجلامعة‬
‫‪(.‬رسالة ماجستري)‪.‬كلية الرتبية ‪،‬جامعة القادسية‪.‬‬

‫‪ .26‬خضر‪،‬ع‪ ،‬م‪4_2(.‬سبتمرب‪.)1997‬معىن احلياة لدى عينة من الشباب اجلامعي وعالقته ببعض‬


‫املتغريات‪.‬املؤمتر الدويل الرابع‪،‬مركز اإلرشاد النفسي‪،‬جامعة عني مشس‪.350_327،‬‬

‫‪ .27‬خضري‪،‬ع ‪.‬ع‪ .)2016( .‬املعىن يف احلياة عند طلبة كلية الرتبية للعلوم اإلنسانية‪.‬جملة أحباث‬
‫البصرة‪.)2(.41.‬‬

‫‪ .28‬خوج‪،‬أ‪.‬ح‪ .)2011(.‬معىن احلياة وعالقته ابلرضا عنها لدى طالبات اجلامعة ابململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬جملة جامعة أم القرى للعلوم الرتبوية والنفسية‪.44_11،)2(.3.‬‬

‫‪ .29‬زقاوة‪،‬أ‪.)2020(.‬معىن احلياة كمؤشر على الصحة النفسية لدى عينة من الشباب اجلامعي‪.‬جملة‬
‫الباحث يف العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪.598_585.)2(.12.‬‬

‫‪ .30‬زكري‪،‬ن‪ .‬بوعيشة‪،‬أ ‪ .)2020(.‬معىن احلياة عند مستخدمي الفيسبوك "دراسة ميدانية على بعض‬
‫الطلبة جبامعة حممد خيضر بسكرة‪ .‬جملة العلوم النفسية والرتبوية‪.388_374،)2(.6.‬‬

‫‪ .31‬سامل‪،‬س‪ .‬سعيد‪،‬ح‪ 20_18( .‬نوفمرب ‪.)2007‬املؤمتر اإلقليمي لعلم النفس‪.‬رابطة األخصائيني‬


‫النفسيني املصرية‪.318_291،‬‬

‫‪ .32‬سيد سليمان‪،‬ع ‪.‬فوزي‪،‬إ ‪ 12_10 (.‬نوفمرب ‪ .)1991‬معىن احلياة وعالقته ابإلكتئاب النفسي‬
‫لدى عينة من املسنني العاملني وغري العاملني‪ .‬املؤمتر الدويل السادس‪.‬مركز االرشاد النفسي‪،‬جامعة‬
‫عني مشس‪.1095_1031.‬‬

‫‪ .33‬عائشي‪،‬س‪.)2017(.‬مستوى االكتئاب لدى طلبة اجلامعة ذوي االدراك االجيايب مبعىن‬


‫احلياة‪(.‬مذكرة ماسرت)‪.‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪،‬جامعة قاصدي مرابح‪،‬ورقلة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
‫‪ .34‬عبد اجلهين‪،‬ع‪ .)2014( .‬معىن احلياة وعالقته ابالكتئاب ومبستوى الطموح لدى عينة من‬
‫طالب اجلامعة‪.‬جملة حبوث الرتبية النوعية‪.)35(.‬‬

‫‪ .35‬عبد احلليم‪،‬أ‪ .‬م‪.)2010(.‬قلق املستقبل وعالقته مبعىن احلياة والضغوط النفسية لدى عينة من‬
‫الشباب‪ .‬املؤمتر السنوي اخلامس‪،‬مركز االرشاد النفسي‪،‬جامعة عني مشس‪.‬‬

‫‪ .36‬غريب‪،‬م‪.)2015(.‬التدفق النفسي وعالقته بتحمل الغموض واملخاطرة لدى طالبات جامعة‬


‫القصيم‪.‬جملة كلية الرتبية‪،165(.‬ج‪.)3‬‬

‫‪ .37‬فرانكل‪،‬ف‪ .)1982( .‬اإلنسان يبحث عن املعىن‪:‬مقدمة يف العالج ابملعىن والتسامي‬


‫ابلنفس)‪(.‬ترمجت م‪،‬طلعت)‪.‬الكويت‪:‬دار القلم‪.‬‬

‫‪ .38‬فزع‪،‬ع‪،‬إ‪.)2020(.‬التوجهات الدافعية الداخلية‪/‬اخلارجية وعالقتها بسلوك املخاطرة لدى طلبة‬


‫املرحلة اإلعدادية‪ .‬مركز البحوث النفسية‪.)2(.13.‬‬

‫‪ .39‬حممود‪ ،‬ن‪.‬ع‪ .)2019( .‬سلوك املخاطرة وعالقته بكل من الثالوث الكئيب للشخصية والصالبة‬
‫العقلية لدى األحداث اجلاحنني وغري اجلاحنني من اجلنسني‪.‬اجمللة املصرية لعلم النفس اإلكلينيكي‬
‫واإلرشادي‪.92_31 ،)1(.7.‬‬

‫‪ .40‬حممود‪،‬أ‪ .‬م‪.‬س‪ .)2016(.‬سلوك املخاطرة وعالقته بتوكيد الذات واختاذ القرار لدى الصحافيني‬
‫يف حمافظات غزة‪ (.‬رسالة ماجسرت)‪ .‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة األقصى‪.‬‬

‫‪ .41‬مرسوت‪ ،‬م‪ .)2020(.‬سلوك املخاطرة لدى املراهقني األيتام املتمدرسني ببعض املتوسطات‬
‫والثانوايت مبدينة ورقلة‪(.‬مذكرة ماسرت)‪ .‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪،‬جامعة قاصدي‬
‫مرابح‪،‬ورقلة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
‫‪ .42‬مسعود‪،‬س‪ .)2021( .‬سلوك املخاطرة وعالقته بتوقعات الكفاءة الذاتية لدى املراهقني‪.‬جملة‬
‫جامعة دمشق للعلوم الرتبوية والنفسية‪.)2(.37.‬‬

‫‪ .43‬مصطفى‪ ،‬م‪.‬أ‪.‬وآخرون‪.)2022(.‬الفروق بني اجلنسني يف سلوك املخاطرة من طالب الرتبية‬


‫النوعية‪.‬اجمللة العلمية احملكمة لدراسات وحبوث الرتبية النوعية‪.)18(.8.‬‬

‫‪ .44‬مصطفى‪،‬ح‪.‬س‪ .)1996(.‬سلوك املخاطرة وعالقته ببعض متغريات الشخصية لدى طالب‬


‫اجلامعة‪(.‬أطروحة دكتوراه)‪ .‬كلية الرتبية ابلغيوم‪،‬جامعة القاهرة‪.‬‬

‫‪ .45‬معمرية‪،‬ب‪ (.‬ربيع&صيف‪ .) 2012‬معىن احلياة‪:‬مفهوم أساسي يف علم النفس اإلجيايب‪ .‬اجمللة‬


‫العربية للعلوم النفسية‪.)35_34(.‬‬

‫‪ .46‬معمرية‪،‬ب‪(.‬د‪.‬س)‪.‬اإلنسان وسلوك املخاطرة أو سيكولوجية املخاطرة‪.‬شبكة العلوم النفسية‬


‫الرابط‪http://www.arabpsynet.com :‬‬ ‫العربية‪.‬متاح على‬

‫‪ .47‬مريوح‪،‬ك‪ .‬هاروين‪ ،‬م‪ .)2021(.‬جودة احلياة وعالقتها مبعىن احلياة عند املراهق املتمدرس‬
‫ابلثانوية‪.‬جملة العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪.430_413،)1(.7.‬‬

‫‪ .48‬جنم‪،‬أ‪ .‬م‪(.‬د‪.‬س)‪ .‬تطور سلوك املخاطرة لدى املراهقني ‪ .‬كلية اآلداب‪،‬اجلامعة املستنصرية‪.‬‬

‫‪ .49‬يوسف‪ ،‬د‪.‬ع‪.)2008(.‬معىن احلياة وعالقته بدافعية االجناز األكادميي والرضا عن الدراسة لدى‬
‫طالب اجلامعة‪.‬كلية الرتبية‪،‬جامعة الزقازيق‪.‬‬

‫ب_ ابللغة األجنبية‪:‬‬


‫‪1.‬‬
‫‪Balocchini E, Chiament G, Lomborghini.(2013).Adolesents :Which risks for‬‬
‫‪their life and health ?.journal of preventive Medcine and Hygiene.2013‬‬
‫‪Dec,54(4) :191_194.‬‬
‫‪2.‬‬
‫‪Earnshaw, E.L.A.(2000).Religious Orientation and Meaning in Life :an‬‬
‫‪Exploratory Study. National Undergraduate ResearchClearinghouse,3.‬‬

‫‪80‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املصادر واملراجع‬
Available online at http://www.webclearinghouse.net/volume/. Retrieved
May 30,2023
3.
Giuliano,D.(2002).The relationships among boredom,lack of life meaning
and adolescent violence.Dissertation Abstracts International section A :
Humanities and Social Sciences,62(11-A),3689.
4.
Haydon A,Mcree A-L,Halpern C.T.(2011).Risk-Taking Behaviou.
Encyclopedia of Adolescence,University of North carolina at chapel
Hill,NC,USA.Available online 3 october 2011.p
255_263.https://doi.org/10.1016/B978-0-12-373951-0.
5.
Hillary S.(2019).Risk-Taking Behaviour as Predicted by (MAL) Adaptive
functioning in college students :A Look into emotional Adjustment.theses
and Disserations. 2866. https://commons.und.edu/theses/2866.
6.
Liu Y,Di S, Shi Y and Ma C.(2022).Meaning in life and adolescent self-
cintrol :Effect of perceived social support and its gender differences.front
Psychol.13 :1087668.doi :10.3389/fpsyg.2022.1087668.
7.
Marizé D.(2015).The factor affecting risk-taking behaviour among middle
and late adolescent :An ecological system perspective.(Theses
Magister).Faculty of The Humanities,Departement of psychology,University
of The Free State.
8.
Richter M.(2010).Risk Behaviour in Adolescence Patterns, Determinats,and
Consequences,1st ed.Primted in Germany.
9.
Risky behaviour :Why pre-teens and teenagers do it.(2022).Raisingchildren
Network. Australian Goverment,Departement of social services.27_05_2022.
https://raisingchildren.net.au

81
‫قائمة املالحق‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫امللحق رقم ‪ :01‬نظرية الفعل املخطط‬

‫االتجاه‬ ‫المعتقدات‬
‫نحو‬ ‫السلوكية‬
‫السلوك‬

‫المعايير‬ ‫المعتقدات‬
‫الذاتية‬ ‫المعيارية‬
‫السلوك‬ ‫الــنية‬

‫التحكم‬
‫معتقدات‬
‫السلوكي‬
‫التحكم‬
‫المدرك‬

‫‪83‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫امللحق رقم ‪ :02‬مقياس سلوك املخاطرة‬

‫البياانت الشخصية‪:‬‬

‫‪ -‬السن‪:‬‬
‫‪ -‬اجلنس‪:‬‬

‫عزيزي التلميذ ‪ /‬عزيزيت التلميذة‪ ،‬بعد التحية والسالم‬

‫فيما يلي جمموعة من العبارات ‪،‬اقرأ كل عبارة بعناية‪ ،‬وضع عالمة)‪ (x‬أمام االختيار الذي يالئمك‬

‫متوسطا كثريا‬ ‫قليال‬ ‫ال‬ ‫العبارة‬


‫أفكر يف معىن احلياة ابستمرار‬ ‫‪.1‬‬

‫أستطيع حتقيق األمور اهلامة يف حيايت‬ ‫‪.2‬‬

‫أحبث عن النشاطات واالهتمامات اجلديدة وأجد فيها متعة‬ ‫‪.3‬‬

‫أستطيع حتديد األمور اليت أفتقدها يف حيايت حتديدا دقيقا‬ ‫‪.4‬‬

‫أان شخص مستقر ابستمرار‬ ‫‪.5‬‬

‫أتوقع أن حيايت اخلصبة اجلميلة سوف أتيت يف املستقبل‬ ‫‪.6‬‬

‫عندي أمل أبن املستقبل سوف أيتيين أبشياء مهمة وسارة‬ ‫‪.7‬‬

‫أحلم أبن أجد نفسي يف مكان جديد وبشخصية جديدة‬ ‫‪.8‬‬

‫أفكر يف أن أحقق شيئا جديدا وخمتلفا عما هو مألوف‬ ‫‪.9‬‬

‫‪ .10‬أسعى لتغيري اهلدف الرئيسي حليايت‬


‫‪ .11‬أفكر ابستمرار يف سر احلياة‬
‫‪ .12‬أفكر أن أجد فرصا جديدة للحياة‬

‫‪84‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫‪ .13‬قبل أن أحقق هدفا حددته من قبل‪ ،‬أبدأ يف التفكري يف‬
‫هدف آخر‬
‫‪ .14‬أشعر أبين يف حاجة إىل مغامرة واكتشاف عامل جديد‬
‫‪ .15‬يالزمين الشعور أبن أحقق ذايت‬
‫‪ .16‬أشعر أين قد وجدت ما افتقدته وقررت أن أحبث عنه طيلة‬
‫حيايت‬
‫‪ .17‬أدرك أين استنفذت كل قويت يف اهلدف الذي وجهت إليه‬
‫حيايت‬
‫‪ .18‬يوجد لدي اعتقاد أبنه ينقصين أن أفعل شيئا له قيمة يف‬
‫حيايت‬
‫‪ .19‬بوجد لدي شعور أبنه جيب أن أعمل شيء غري عادي‬
‫ويكون له هدف‬
‫‪ .20‬أان أشعر عادة ابحليوية واحلماس‬
‫‪ .21‬تبدو احلياة ابلنسبة يل ممتعة ومشوقة ومثرية لالهتمام‬
‫‪ .22‬أعيش حيايت أبهداف واضحة متاما‬
‫‪ .23‬طبيعة شخصييت مليئة ابملعاين واملثل‬
‫‪ .24‬كل يوم ابلنسبة يل هو جديد متاما‬
‫‪ .25‬إذا استطعت أن أختار فغين أفضل أن أعيش هذه احلياة‬
‫أكثر من مرة‬
‫‪ .26‬بعد وصويل إىل سن التقاعد أعمل أعماال مهمة كنت‬
‫أرغب فيها‬

‫‪85‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫‪ .27‬يف حالة حتقيق اهداف حيايت فإين أتقدم مبنتهى احليوية‬
‫حىت أمتها‬
‫‪ .28‬أشعر أن حيايت مليئة ابألشياء اجلميلة واملثرية لالهتمام‬
‫‪ .29‬إذا قدر يل أن أموت اليوم أشعر أن حيايت أستحق أن‬
‫أعيشها‬
‫‪ .30‬أثناء التفكري يف حيايت أكتشف اهلدف والعربة من وجودي‬
‫‪ .31‬عندما أأتمل عالقيت ابلعامل احمليط يب أكتشف أهنا تتناسب‬
‫مع معىن احلياة ابلنسبة يل‬
‫‪ .32‬أان إنسان أحتمل مسؤولييت يف احلياة متاما‬
‫‪ .33‬فيما يتعلق حبرية اإلنسان يف االختيار أرى له احلرية الكاملة‬
‫يف االختيار‬
‫‪ .34‬فيما يتعلق ابملوت أكون مستعدا وغري خائف‬
‫‪ .35‬فيما يتعلق ابالنتحار أجتنب التفكري فيه هنائيا‬
‫‪ .36‬لدي قدرة قوية على إجياد معىن أو هدف أو رسالة للحياة‬
‫‪ .37‬حيايت يف يدي وأحتكم فيها متاما‬
‫‪ .38‬إن القيام ابألعمال اليومية يكون مصدر سروري وراحيت‬
‫‪ .39‬اكتشفت أن للحياة أهداف واضحة ومفيدة‬

‫‪86‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫امللحق رقم ‪ :03‬مقياس سلوك املخاطرة‬

‫البياانت الشخصية‪:‬‬

‫‪ -‬السن‪:‬‬
‫‪ -‬اجلنس‪:‬‬

‫عزيزي التلميذ ‪ /‬عزيزيت التلميذة‪ ،‬بعد التحية والسالم‬

‫فيما يلي جمموعة من العبارات ‪،‬اقرأ كل عبارة بعناية‪،‬وضع عالمة)‪ (x‬أمام االختيار الذي يالئم‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الـ ـ ـ ـعبـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬

‫اجتول مع عائليت يف احلديقة العامة‬ ‫‪.1‬‬

‫اتغيب عن املدرسة دون مربر‬ ‫‪.2‬‬

‫أفقد السيطرة على اعصايب عند الغضب‬ ‫‪.3‬‬

‫اخرج مع زمالئي من املرسة وقت الدوام‬ ‫‪.4‬‬

‫أقوم ابلتشويش اثناء الدرس‬ ‫‪.5‬‬

‫أقلد املشاهد العنيفة والعدوانية يف املدرسة‬ ‫‪.6‬‬

‫أحاول الوصول اىل كل ما اريد داخل املدرسة‬ ‫‪.7‬‬

‫اهرب من حائط املدرسة‬ ‫‪.8‬‬

‫اغش يف املتحان بكل ارحيية‬ ‫‪.9‬‬

‫‪ .10‬أدخن داخل القسم‬

‫‪87‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫‪ .11‬جربت أنواع املخدرات داخل املدرسة‬

‫‪ .12‬اصطحب معي أشياء حادة للمدرسة (سكني‪ ،‬أسلحة ‪)....‬‬

‫‪ .13‬أزور دفرت املراسلة للسماح يل ابلدخول‬

‫‪ .14‬استخدم أسلوب املواجهة مع املعلم‬

‫‪ .15‬اشتم مستشاري عند السماح يل ابخلروج او الدخول‬

‫‪ .16‬اسرق أشياء زمالئي‬

‫‪ .17‬اصرخ واشتم زمالئي‬

‫‪ .18‬استفز الزمالء للمشاجرة يف املدرسة‬

‫‪ .19‬اسخر واهتكم من الزمالء االخرين‬

‫‪ .20‬أتعدى على ممتلكات الزمالء‬

‫‪ .21‬أقوم ابملعاكسات عرب االنرتنت او اهلاتف‬

‫‪ .22‬أقوم ابملعاكسات يف املدرسة‬

‫‪ .23‬مارست اتصال جنسي غري مشروع (زان) يف املدرسة‬

‫‪ .24‬حاولت ان تؤذي نفسك مثل جرح او حرق‬

‫‪ .25‬اشعر ابليأس من املستقبل‬

‫‪ .26‬فكرت ابالنتحار من قبل‬

‫‪ .27‬أدخن مع زمالئي يف االسرتاحة‬

‫‪ .28‬اكذب على املعلم عند عدم قيامي بواجيب‬

‫‪88‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
‫‪ .29‬اهدد الزمالء االخرين ابلضرب‬

‫‪ .30‬اشوه مسعة الزمالء الذين أكن هلم الكره‬

‫‪ .31‬العب مع الزمالء بعنف لالنتقام منهم‬

‫‪ .32‬امزح مع الزمالء بطريقة مؤذية‬

‫‪ .33‬احرض الزمالء للقيام ابلفوضى داخل الفصل الدراسي‬

‫‪ .34‬أتكلم مع زمالئي اثناء اجراء االمتحان‬

‫‪ .35‬اثري الفتنة بني األصدقاء‬

‫‪ .36‬اشتم املعلمني امام زمالئي‬

‫‪ .37‬اكذب على الزمالء عما يقال عنهم من األخرين‬

‫‪ .38‬اكسر ممتلكات املدرسة‬

‫‪ .39‬أخرب دورة املياه‬

‫‪ .40‬أخرب واكسر ابب الفصل الدراسي‬

‫‪ .41‬أمزق وأخرب الكتب املدرسية‬

‫‪ .42‬اقذف األشياء بقدمي مع الصراخ‬

‫‪ .43‬ألقي القاذورات يف الساحة املدرسية‬

‫‪ .44‬اكسر وأخرب كل ما هو يف املدرسة‬

‫‪89‬‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
SPSS ‫ خمرجات‬:04 ‫امللحق رقم‬

:‫ للفرضية األوىل‬SPSS ‫خمرجات‬ .1

Corrélations
‫سلوك املخاطرة‬ ‫معىن احلياة‬
Corrélation de Pearson 1 -,042
‫سلوك املخاطرة‬ Sig. (bilatérale) ,714
N 78 78
Corrélation de Pearson -,042 1
‫معىن احلياة‬ Sig. (bilatérale) ,714
N 78 78
:‫ للفرضية الثانية‬SPSS ‫خمرجات‬ .2

Statistiques sur échantillon unique


N Moyenne Ecart-type Erreur standard moyenne

‫مقياس معىن‬
78 74,92 9,378 1,062
‫احلياة‬

Test sur échantillon unique


Valeur du test = 625
Intervalle de confiance
Sig. Différence
t ddl 95% de la différence
(bilatérale) moyenne
Inférieure Supérieure
‫مقياس معىن‬
-518,051 77 ,000 -550,077 -552,19 -547,96
‫احلياة‬

90
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
Statistiques de groupe
Moyen Ecart- Erreur standard
‫فئات احلياة‬ N
ne type moyenne
‫حتت املتوسط يف مقياس‬
11 60,00 2,933 ,884
‫معىن‬ ‫معىن احلياة‬
‫فوق املتوسط يف مقياس احلياة‬
67 77,37 7,621 ,931
‫معىن احلياة‬
:‫ للفرضية الثالثة‬SPSS ‫خمرجات‬ .3

Statistiques de groupe
Erreur standard Ecart- Moyen
N ‫فئات املخاطرة‬
moyenne type ne
‫حتت املتوسط‬
,497 3,476 28,80 49
‫املخاطرة‬ ‫سلوك‬
‫فوق املتوسط‬ ‫املخاطرة‬
,661 3,562 42,52 29
‫املخاطرة‬

Statistiques sur échantillon unique


Erreur standard moyenne Ecart-type Moyenne N

,853 7,529 33,90 78 ‫سلوك املخاطرة‬

91
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
Test sur échantillon unique
Valeur du test = 37
Intervalle de confiance
Différence Sig.
95% de la différence ddl t
moyenne (bilatérale)
Supérieure Inférieure
‫سلوك‬
-1,40 -4,80 -3,103 ,000 77 -3,639
‫املخاطرة‬
:‫ للفرضية الرابعة‬SPSS ‫خمرجات‬ .4

Test d'échantillons indépendants


Test de Levene sur Test-t pour égalité des
l'égalité des variances moyennes

Sig.
F Sig. t ddl
(bilatérale)

Hypothèse
de
2,964 ,089 -,216 76 ,830
variances
‫معىن‬ égales
‫احلياة‬ Hypothèse
de
-,216 72,800 ,830
variances
inégales

Statistiques de groupe
‫اجلنس‬ N Moyenne Ecart-type Erreur standard moyenne

‫معىن‬ ‫ذكر‬ 39 74,69 8,389 1,343

‫إانث احلياة‬ 39 75,15 10,378 1,662

92
‫ق ـ ـ ـ ـ ــائمة املالحق‬
:‫ للفرضية اخلامسة‬SPSS ‫خمرجات‬ .5

Statistiques de groupe
‫اجلنس‬ N Moyenne Ecart-type Erreur standard moyenne

‫سلوك‬ ‫ذكر‬ 39 37,46 7,258 1,162

‫إانث املخاطرة‬ 39 30,33 6,010 ,962

Test d'échantillons indépendants


Test de Levene sur
l'égalité des Test-t pour égalité des moyennes
variances

Sig.
F Sig. t ddl
(bilatérale)

Hypothèse
de
3,525 ,064 4,724 76 ,000
variances
‫سلوك‬ égales
‫املخاطرة‬ Hypothèse
de
4,724 73,448 ,000
variances
inégales

93

You might also like