You are on page 1of 114

‫جامعـــــــة قاصدي مـــــــرباح ورقلـــــــــــة‬

‫كليـــة العلــوم اإلنسانيـــة واالجتماعية‬


‫قســم علــــــم النفـــــــــــس‬
‫مذكـــرة مكملـــة لنيــل شهادة الماستــــــــر‬
‫أكاديـــمي في علــــم النفـــــس‬
‫تخصص علم النفس العيادي‬

‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وعالقتها‬

‫باضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة‬


‫دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة قاصدي مرباح ورقلـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتان‪:‬‬

‫د‪/‬نويبات قدور‬ ‫‪ -‬بن الصديق زوبيدة‬


‫‪ -‬بن حنيش فتحية‬
‫اللجنــة المناقشـــــــة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫اللقب و االسم‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫أ‪/‬د زكور محمد مفيدة‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫د‪ /‬نويبات قدور‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫د‪ /‬بوعافية خالد‬

‫الموسـم الجـامعـي‪2020/2019 :‬‬


‫شكـ ـ ـ ــر و تقديـ ـ ـ ـ ــر‬

‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم على سيدنا محمد الهادي األمين‪ .‬نشكر هللا‬

‫العظيم الذي هدانا إلى طريق العلم و أعاننا على إتمام هذه الدراسة‪.‬‬

‫يسرنا أن نتقدم بجزيل شكرنا و امتناننا إلى أستاذنا الفاضل الدكتور نويبات قدور الذي‬

‫تكرم بالموافقة على اإلشراف على هذه الدراسة و المتابعة و تقديم التوجيهات و المعلومات‬

‫القيمة‪.‬‬

‫كما نقدم شكرنا و تقديرنا للدكتورة بلحسيني وردة على المالحظات‬

‫القيمة التي ساهمت بشكل كبير في إثراء هذه الدراسة‬

‫و ال يفوتنا أن نوجه جزيل الشكر و العرفان للدكتورة أمال بن عبد الرحمان لما قدته لنا من‬

‫مالحظات و توجيهات‪.‬‬

‫كما ال يفوتنا أن نقدم شكرنا للجنة المناقشة التي شرفتنا بمناقشة هذه الدراسة‪.‬‬

‫و أخي ار نوجه شكرنا إلى أفراد عينة الدراسة لما أبدوه لنا من تعاون أثناء الدراسة التطبيقية و‬

‫لكل من ساهم و ساعدنا في انجازها و لو بكلمة تشجيعية‪.‬‬

‫الشكر للجميع‬

‫زبيــــــدة و فتحيــــة‬
‫ملخص الدراسة باللغة العربية‬

‫هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة‪ ،‬و التعرف على مستوى اضطراب الشخصية التجنبية لدى أفراد‬

‫العينة‪ ،‬و التعرف على الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وفقا لمتغيري الجنس و نوع اإلقامة‪.‬‬

‫ولتحقيق أهداف هذه الدراسة اعتمدنا على عينة أساسية مكونة من (‪ )379‬طالبا و طالبة من مختلف‬

‫الكليات التابعة لجامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين(‪ )45-18‬سنة بمتوسط عمري يساوي‬

‫(‪ )21,71‬سنة‪ .‬و بواقع (‪ )131‬طالبا أي بنسبة (‪ )34,56%‬و(‪ )248‬طالبة أي بنسبة (‪ )65,43%‬من‬

‫عدد أفراد العينة‪ .‬و من حيث نوع اإلقامة ينقسمون إلى (‪ )169‬طالبا ذو اقامة داخلية‪ ،‬و(‪ )210‬طالبا ذو‬

‫إقامة خارجية‪ .‬و تم استخدام مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة من إعداد الباحثة خدة فطيمة‬

‫الزهرة ‪ 2019‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬و الذي يتكون من (‪ )26‬بندا‪ ،‬و مقياس اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية للباحثة مروة عبد العظيم ياسين الجبوري ‪ 2017‬جامعة كربالء العراق‪ ،‬الذي يتكون من (‪.)49‬‬

‫و بعد المعالجة اإلحصائية للبيانات كانت النتائج كاألتي‪:‬‬

‫‪ .1‬مستوى اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة منخفض‪.‬‬

‫‪ .2‬ال توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ .3‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف‬

‫الجنس (ذكور‪ ،‬إناث)‪.‬‬

‫‪ .4‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف‬

‫نوع اإلقامة (داخلية‪ ،‬خارجية)‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪ ،‬اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬طلبة الجامعة‪.‬‬

‫أ‬
‫ملخص الدراسة باللغة االنجليزية‬

Abstract
The present study aimed to uncover the relationship between childhood abuse
experiences and avoidant personality disorder among university students, identify the
level of avoidant personality disorder among respondents, and identify differences in
experiences of childhood abuse according to the variables of sex and type of
residence.
To achieve the objectives of this study, we relied on a basic sample of (379) male
and female students from various colleges of the University of Qasidi Marbah and
Ouargla, whose ages range between (18-45) years with an average age equal to
(21.71) years. And by (131) male students, or (34.56%), and (248) female students, or
(65.43%) of the sample. In terms of the type of residence, they are divided into (169)
students with internal residency, and (210) students with external residence. The
Childhood Abuse Experience Scale was used by the researcher Khadda Ftaymeh Al
Zahra 2019 Qasidi Merbah and Ouargla University, which consists of (26) items, and
the Avoidant Personality Disorder Scale by the researcher Marwa Abdul Azim
Yassin Al-Jubouri 2017 University of Karbala, Iraq, which consists of ( 49). And
after statistical treatment of the data, the results were as follows:
1. The level of avoidant personality disorder among the study sample is low.
2. There was no relationship between childhood experiences of abuse and
avoidant personality disorder in the study sample.
3. There are statistically significant differences in the experiences of abuse in
childhood among the study sample according to the sex (males and females).
4. There were no statistically significant differences in experiences of childhood
abuse among the study sample according to the type of residence (internal,
external).
Key words: childhood experiences of abuse, avoidant personality disorder, university
students.

‫ب‬
‫قائمة المحتويات‬

‫قائمة المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الرقم‬
‫شكر و تقدير‬
‫أ‬ ‫ملخص الدراسة باللغة العربية‬
‫ب‬ ‫ملخص الدراسة باللغة االنجليزية‬
‫ج‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫د‬ ‫قائمة الجداول‬
‫ه‬ ‫قائمة المالحق‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬تقديم الدراسة‬
‫‪05‬‬ ‫تحديد إشكالية الدراسة‬ ‫‪01‬‬
‫‪09‬‬ ‫فرضيات الدراسة‬ ‫‪02‬‬
‫‪10‬‬ ‫أهمية الدراسة‬ ‫‪03‬‬
‫‪11‬‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫‪04‬‬
‫‪11‬‬ ‫التحديد اإلجرائي لمتغيرات الدراسة‬ ‫‪05‬‬
‫‪12‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫‪06‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬
‫‪14‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪14‬‬ ‫مفاهيم حول إساءة معاملة األطفال‬ ‫‪01‬‬
‫‪16‬‬ ‫أشكال اإلساءة لألطفال‬ ‫‪02‬‬
‫‪20‬‬ ‫إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة‬ ‫‪03‬‬
‫‪22‬‬ ‫أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال‬ ‫‪04‬‬
‫‪23‬‬ ‫النظريات المفسرة لإلساءة في الطفولة‬ ‫‪05‬‬
‫‪25‬‬ ‫آثار اإلساءة في الطفولة‬ ‫‪06‬‬
‫‪27‬‬ ‫دراسات سابقة تناولت موضوع خبرات اإلساءة في الطفولة‬ ‫‪07‬‬
‫‪32‬‬ ‫موازنة الدراسات السابقة‬ ‫‪08‬‬

‫ج‬
‫قائمة المحتويات‬

‫‪35‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫الفصل الثالث‪ :‬اضطراب الشخصية التجنبية‬
‫‪36‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪36‬‬ ‫مفهوم الشخصية‬ ‫‪01‬‬
‫‪37‬‬ ‫مفه ـ ــوم اضطراب الشخصية‬ ‫‪02‬‬
‫‪40‬‬ ‫تصنيف اضطرابات الشخصية‬ ‫‪03‬‬
‫‪42‬‬ ‫مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪04‬‬
‫‪44‬‬ ‫سمات اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪05‬‬
‫‪45‬‬ ‫المعايير التشخيصية الضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪06‬‬
‫‪48‬‬ ‫التشخيص الفارقي الضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪07‬‬
‫‪51‬‬ ‫دراسات سابقة تناولت اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪08‬‬
‫‪57‬‬ ‫موازنة الدراسات السابقة‬ ‫‪09‬‬
‫‪59‬‬ ‫اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫‪10‬‬
‫‪60‬‬ ‫خالصـة الفصل‬
‫الجانب الميداني‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬
‫‪61‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪61‬‬ ‫منهـ ـ ـ ــج الد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪01‬‬
‫‪61‬‬ ‫مجتمـ ــع الد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪02‬‬
‫‪62‬‬ ‫عين ـ ـ ـ ــة الد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪03‬‬
‫‪63‬‬ ‫أدوات الد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪04‬‬
‫‪69‬‬ ‫متغي ـ ـرات الد ارس ـ ــة‬ ‫‪05‬‬
‫‪69‬‬ ‫أساليب المعالجـ ــة اإلحصائيــة‬ ‫‪06‬‬
‫‪70‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض و تحليل النتائج ومناقشة الفرضيات‬

‫‪71‬‬ ‫تمهيد‬

‫ج‬
‫قائمة المحتويات‬

‫‪17‬‬ ‫عرض و تحليل نتائج الفرضية األولى ومناقشتها‬ ‫‪01‬‬


‫‪73‬‬ ‫عرض و تحليل نتائج الفرضية الثانية ومناقشتها‬ ‫‪02‬‬
‫‪74‬‬ ‫عرض و تحليل نتائج الفرضية الثالثة ومناقشتها‬ ‫‪03‬‬
‫‪76‬‬ ‫عرض و تحليل نتائج الفرضية الرابعة ومناقشتها‬ ‫‪04‬‬
‫‪79‬‬ ‫خالصة الدراسة واالقتراحات‬ ‫‪05‬‬
‫‪82‬‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫‪06‬‬
‫‪I‬‬ ‫المالحق‬ ‫‪07‬‬

‫ج‬
‫قائمة الجداول‬

‫قائمة الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬
‫‪41‬‬ ‫تصنيف االضطرابات النفسية حسب (‪)5-DSM‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪62‬‬ ‫خصائص عينة الدراسة االستطالعية‬ ‫‪02‬‬
‫‪63‬‬ ‫خصائص عينة الدراسة األساسية‬ ‫‪03‬‬
‫‪65‬‬ ‫نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين‬ ‫‪04‬‬
‫‪66‬‬ ‫نتائج معامل ثبات مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة ألفا‪-‬كرونباخ‬ ‫‪05‬‬
‫‪66‬‬ ‫نتائج معامل ثبات مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة التجزئة النصفية‬ ‫‪06‬‬
‫‪68‬‬ ‫نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين لمقياس‬ ‫‪07‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬
‫‪69‬‬ ‫نتائج معامل ثبات مقياس اضطراب الشخصية التجنبية بطريقة ألفا كرونباخ‬ ‫‪08‬‬
‫‪71‬‬ ‫نتائج اختبار "ت" لعينة واحدة الختبار داللة الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجات عينة‬ ‫‪09‬‬
‫الدراسة والمتوسط الفرضي لمقياس اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫معامل االرتباط "بيرسون" بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية‬ ‫‪10‬‬
‫التجنبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪75‬‬ ‫نتائج اختبار داللة الفروق بين متوسطي درجات الطلبة على مقياس خبرات اإلساءة في‬ ‫‪11‬‬
‫مرحلة الطفولة حسب متغير الجنس‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫نتائج اختبار "ت" لعينتين مستقلتين إليجاد داللة الفروق لمقياس خبرات اإلساءة في‬ ‫‪12‬‬
‫مرحلة الطفولة حسب متغير نوع اإلقامة (داخلي خارجي)‬

‫د‬
‫قائمة المالحق‬

‫قائمة المالحق‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬
‫‪I‬‬ ‫مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫‪01‬‬
‫‪III‬‬ ‫مقياس اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪02‬‬
‫‪V‬‬ ‫مخرجات ‪SPSS‬‬ ‫‪03‬‬

‫هـ‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫لقد أجمعت نظريات علم النفس أن سنوات الطفولة هي أساس تكوين الشخصية‪ ،‬و فيها تتحدد‬

‫السمات التي سوف يكون عليها الفرد في كبره‪ ،‬حيث يقول فرويد(‪ )Freud‬في دراسته للشخصية "أن‬

‫الشخصية تتحدد تحديدا كبي ار في الطفولة المبكرة‪ ،‬و تتشكل بشكل يصعب تحويره وفيها يكون ضمير‬

‫الفرد و أسلوبه في الحياة و موقفه من المجتمع و من نفسه و نظرته العامة إلى الدنيا و سمات‬

‫الشخصية" (عمر‪ .)09 ،2016،‬و من ثم فإذا كانت هذه المرحلة سوية و مستقرة و متوافقة كان‬

‫الشخص في مراهقته ناضجا و منتجا‪ ،‬و العكس إذا كانت غير سوية و يشوبها عدم االستقرار و‬

‫الخبرات السلبية‪ ،‬فمرحلة الطفولة هي أساس حياتنا في المراهقة و الرشد و يقول فرويد في هذا الشأن‬

‫أن الطفولة هي مفتاح الشخصية و أن حياتنا من الميالد إلى ستة أعوام هي قدرنا‪ ،‬و هذه الفترة هي‬

‫التي تشكل اتجاهنا لألمراض السيكوسوماتية و العصابية و النفسية و االنحراف واإلدمان‪( .‬نفس المرجع‬

‫السابق) ويذكر السيكولوجي جون بولبي(‪ )John Bolby‬أن من أهم أسس الصحة النفسية للطفل أن‬

‫يكون له عالقة دافئة و مستمرة مع األم‪ ،‬و تلك العالقة مع األم أو من يقوم مقامها وراء نمو شخصية‬

‫الطفل و صحته النفسية (معمرية‪.)12 ،2007،‬‬

‫و يشير العلماء و الباحثون في مجال علم النفس إلى أهمية التجارب األولى في حياة الطفل و‬

‫تأثيرها على سلوكه و شخصيته في المستقبل‪ .‬و سنركز في دراستنا الحالية على خبرات اإلساءة التي‬

‫يتعرض لها الطفل‪ ،‬و تجعله يصدر رد فعل معين قد يكون استسالما‪ ،‬انسحابا‪ ،‬عنادا أو عدوانا‪.‬‬

‫إن تعرض الطفل خالل عملية التنشئة االجتماعية إلى خبرات مؤلمة تجعله مرشحا لإلصابة بالكثير‬

‫من االنحرافات السلوكية واالضطرابات النفسية‪ .‬ألنه شديد التأثر بهذه الخبرات السلبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫فالطفل لديه حقوق أساسية ينبغي الوفاء بها من قبل األسرة والمجتمع كالحق في الغذاء والعناية‬

‫والنظافة وحق اللعب و األمن النفسي كي ال يقع فريسة ألشكال اإلساءة النفسية و الجسمية و‬

‫االنفعالية من رفض و إهمال و ضرب و عدم رعاية و تهديد بسحب الحب و معايرة و مقارنة باألقران‬

‫و عدم التقدير و االحترام من اآلخرين‪ ،‬و التي تعتبر كمنبئات لإلصابة باالضطرابات الجسمية و‬

‫النفسية مستقبال ‪ ،‬و هذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات‪ ،‬كدراسة (معمرية‪ )2007،‬على عينة من‬

‫المراهقين في المجتمع الجزائري و أن نسبة كبيرة من الذهانيين والعصابيين و المجرمين و مدمني‬

‫المخدرات و المنحرفين جنسيا كانوا تعساء في طفولتهم و عانوا في صغرهم من مشكالت نفسية‬

‫واجتماعية‪.‬‬

‫وتعتبر خبرات اإلساءة في الطفولة بمختلف أشكالها الجسدية و النفسية و الجنسية و اإلهمال من‬

‫أخطر الظواهر التي تصيب المجتمعات حيث تشير اإلحصائيات العالمية معدل انتشارها المخيف في‬

‫السنوات األخيرة‪ .‬و نظ ار لذلك ازداد االهتمام بدراسة هذه الظاهرة و ما ينجم عنها من اضطرابات‬

‫خاصة اضطرابات الشخصية التي تزايد االهتمام بها في السنوات األخيرة منذ بداية الثمانينيات من‬

‫القرن الماضي‪ ،‬وظهر هذا االهتمام بعد قيام المنظرين و اإلكلينيكيين بوضع هذه االضطرابات على‬

‫محور مستقل في الدليل التشخيصي واإلحصائي الثالث لألمراض العقلية (‪ )DSM-3‬فقد تم وضعها‬

‫بصورة محددة وأعراض خاصة ومتغيرات إجرائية بعد أن كانت غير موجودة بهذه الصورة في الدليل‬

‫التشخيصي األول والثاني‪ .‬و نظ ار لما يترتب عنها من تبعات خطيرة على شخصية الفرد و عالقته‬

‫بالمحيطين به و على أدائه المدرسي أو المهني و على عالقاته االجتماعية‪ ،‬يشير‬

‫دريكسن(‪ )Drikson‬إلى أن اضطرابات الشخصية تعد األساس لمعظم المشاكل التي نعاني منها أو‬

‫نسمع بها في حياتنا اليومية (إبراهيم و محمد‪.)281 ،2019،‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫ويعتبر اضطراب الشخصية التجنبية أحد أهم اضطرابات الشخصية الذي يرتبط بالتفاعل بين األفراد‬

‫و الذي تساهم خبرات اإلساءة في الطفولة في ظهوره خاصة اإلساءة الصادرة من المقربين‪ .‬ويتميز‬

‫هذا االضطراب في الشخصية بمشاعر مستمرة وواسعة التوتر وعدم االرتياح واالعتياد على الوعي‬

‫الذاتي المكثف‪ ،‬والشعور بعدم األمان واالزدراء‪ ،‬والسعي الدائم لنيل إعجاب اآلخرين وقبولهم ‪،‬‬

‫والحساسية المفرطة تجاه الرفض والنقد‪ ،‬ورفض المشاركة في أي عالقات وروابط شخصية إال بعد‬

‫الحصول على ضمانات مؤكدة بالقبول غير المشروط عن طريق النقد‪ ،‬والصالت الشخصية المحدودة‬

‫للغاية‪ ،‬و االستعداد الدائم للمبالغة في األفكار التي قد يواجهها مما يجعله يتجنب ممارسة العديد من‬

‫األنشطة (غانم‪.)259 ،2006،‬‬

‫ونظ ار لما يترتب عن هذا االضطراب من آثار وانعكاساته على الصحة النفسية للمصابين به‪ ،‬و‬

‫ندرة الدراسات المحلية حوله و حول مدى مساهمة خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة في ظهوره‪،‬‬

‫باإلضافة إلى عدم وجود دراسات استقصائية لحساب معدل انتشاره زادت رغبتنا في البحث في هذا‬

‫المجال‪ ،‬و اتضحت أهمية دراسته لدى طلبة الجامعة ألنهم جزء من المجتمع الذي نعيش فيه و‬

‫مستقبله‪ ،‬جاءت هذه الدراسة وفقا لخطة شملت (‪ )5‬فصول كانت على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫تناولنا في الفصل األول إشكالية الدراسة و تساؤالتها‪ ،‬أهميتها وأهدافها‪ ،‬وفرضياتها و التحديد اإلجرائي‬

‫لمتغيراتها ثم حدودها‪.‬‬

‫أم ــا الفص ــل الث ــاني فق ــد تعرض ــنا في ــه إل ــى مفه ــوم مفهوم الشخصية؛ مفهوم اضطراب الشخصية و‬

‫تصنيف اضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس)‪ ،)DSM-5‬ثم تعرضنا‬

‫إلى مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية و سماته و المعايير التشخيصية له وفق الدليل التشخيصي و‬

‫اإلحصائي الخامس)‪ ،)DSM-5‬ثم التشخيص الفارقي ‪ ،‬و الدراسات السابقة التي تناولت اضطراب‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫الشخصية التجنبية وعالقتها بمتغيرات أخرى وموازنتها ‪،‬واستنتاج حول عالقة الشخصية التجنبية‬

‫وعالقتها بخبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫و قد تناولنا في الفصل الثالث مفاهيم حول خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪ ،‬أشكال اإلساءة‬

‫التي يتعرض لها األطفال‪ ،‬إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة‪ ،‬النظريات المفسرة لإلساءة‬

‫في الطفولة‪ ،‬أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال‪ ،‬و آثار التعرض لإلساءة في الطفولة‪ ،‬ثم دراسات سابقة‪،‬‬

‫و أخي ار تعليق على الدراسات السابقة‪.‬‬

‫أما الفصل الرابع فقد شمل اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‪ ،‬و المتمثلة في المنهج و العينة‬

‫ثم متغيرات الدراسة و األدوات المستخدمة فيها (مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪ ،‬مقياس‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و أخي ار األساليب اإلحصائية المستعملة الختبار فرضيات الدراسة‪.‬‬

‫أما الفصل الخامس فقد خصص لعرض نتائج الدراسة و تحليل البيانات المتعلقة بكل فرضية و‬

‫مناقشتها‪ ،‬و تفسير النتائج التي تم التوصل إليها وفق ما جاء في اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬

‫وصوال إلى التوصيات و المقترحات‪ ،‬و أخي ار تم تقديم قائمة المراجع والمالحق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الجانب النظري‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫الفصل األول ‪ :‬تقديم الدراسة‬

‫‪.1‬تحديد اشكالية الدراســـــة‪.‬‬


‫‪.2‬فرضيات الدراســــة‪.‬‬
‫‪.3‬أهميـــــة الدراســـــة‪.‬‬
‫‪.4‬أهــــداف الدراســـة‪.‬‬
‫‪.5‬التحديد اإلجرائي لمتغيرات الدراسة‪.‬‬
‫‪.6‬حـــدود الدراســــــة‪.‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -1‬تحديد إشكالية الدراســــة‪:‬‬

‫تتعاقب المراحل العمرية في حياة اإلنسان بانتظام‪ ،‬وفق سنن محكمة منذ بدايتها و حتى‬

‫نهايتها‪ ،‬و أولها مرحلة الطفولة و أكثرها أهمية ألنها القاعدة األساسية لبناء الشخصية‪.‬‬

‫يعيش الفرد في مرحلة الطفولة في تبعية تامة لمحيطه الذي يعتمد عليه في تلبية حاجاته‬

‫األولية و الثانوية و هو المسؤول على تأمين استق ارره و حمايته‪ .‬و قد يكون هذا المحيط مصد ار‬

‫أساسيا في تحقيق درجة من الصفاء و االتزان النفسي‪ ،‬و قد يشكل خط ار يهدد كيان الطفل‪ ،‬فيكون‬

‫مصد ار لإلساءة و الخبرات المؤلمة‪.‬‬

‫يتعرض لها األطفال دون سن ‪ 18‬سنة‪،‬‬


‫و تتمثّل هذه اإلساءة في مظاهر اإليذاء واإلهمال التي ّ‬

‫وتشمل هذه الظاهرة جميع أشكال اإلساءة الجسدية والنفسية والجنسية واإلهمال التي يتعرض لها الطفل‬

‫في البيت و الشارع و المدرسة‪ ،‬و هي ظاهرة منتشرة في كل المجتمعات على اختالف معتقداتهم‬

‫الدينية و العرقية وعاداتهم و تقاليدهم و مستوياتهم االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬

‫و حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية(‪ )2009‬أنه يوجد الماليين من األطفال يكونون‬

‫ضحايا لإلساءة و اإلهمال و حسب الدولة فانه ما بين الربع إلى النصف من األطفال تمارس عليهم‬

‫اإلساءة الجسدية كنوع من العقاب يكون مقبوال لدى األهل‪ .‬أما مجموع البالغين فقد أبلغوا عن تعرضهم‬

‫العتداء بدني في سن الطفولة‪ ،‬حيث تبلغ امرأة واحدة من كل (‪ )5‬نساء ورجل واحد من كل ‪ 13‬رجالً‬

‫عن تعرضهم العتداء جنسي في سن الطفولة (منظمة الصحة العالمية‪.)2009،‬‬

‫أما بخصوص اإلحصائيات في الجزائر فقد تطرقت ممثلة المديرية العامة لألمن الوطني محافظ‬

‫الشرطة وهيبة حمايلي في ندوة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل في مداخلتها بخصوص‬

‫األطفال ضحايا العنف إلى األرقام المسجلة عبر إقليم األمن الوطني خالل السبعة األشهر من سنة‬

‫‪،2019‬حيث تم تسجيل (‪ )4592‬حالة (‪ )2798‬ذكور و(‪ )1794‬إناث‪ ،‬منها ‪ 2499‬قضية ضرب و‬

‫‪5‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫جرح عمدي‪ ،‬و (‪ )461‬سوء معاملة‪ ،‬و (‪ )232‬حالة إبعاد وتحويل قاصر‪ )05( ،‬حاالت متعلقة‬

‫بالضرب والجرح العمدي المفضي إلى وفاة‪ ،‬و القتل العمدي (‪ )07‬حاالت (عريش‪.)52 ،2019،‬‬

‫تؤدي إساءة معاملة األطفال إلى وقوع اعتالالت جسدية واضطرابات نفسية للضحية و هذا ما‬

‫أكدته عدة دراسات كدراسة (معمرية بشير‪ )2006،‬على المجتمع الجزائري و التي أجراها على عينة من‬

‫المراهقين ووجد أن هناك ارتباط بين التعرض لإلساءة في مرحلة الطفولة و بعض المشكالت النفسية‬

‫كاالكتئاب و القلق و إيذاء الذات و العنف‪ ،‬و اضطراب الهلع تدوم مدى الحياة‪ .‬و دراسة ‪(Fulya, et‬‬

‫)‪ al, 2015‬التي أظهرت نتائجها أن المخططات المعرفية الالتكيفية كالرفض و االنفصال وضعف‬

‫الحدود كانت سوابق مهمة ألساليب التعامل مع اآلخرين‪ ،‬و أن هذه المخططات الالتكيفية في الطفولة‬

‫تعمل كوسيط بين خبرات اإلساءة و بالتحديد اإلساءة النفسية في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية ‪ .‬إضافة إلى وجود عالقة بين اإلساءة الجسدية و اضطراب الشخصية التجنبية ‪(Fulya,et al,‬‬

‫)‪.2015‬‬

‫فاإلساءة بكل أشكالها الجسدية و النفسية و الجنسية و اإلهمال تشكل في مرحلة الطفولة خط ار‬

‫حقيقيا يهدد استقرار األفراد ألن هذه الخبرات المؤلمة تجعلهم مرشحين لإلصابة باالنحرافات السلوكية‬

‫و االضطرابات النفسية و اضطرابات الشخصية ‪ ،‬الن هؤالء األطفال الذين تعرضوا لخبرات إساءة‬

‫بمختلف أشكالها يكونون عرضة لإلصابة باالضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية‪ ،‬فهناك أكثر‬

‫من (‪ 500‬مليون شخص في العالم يعاني من أحد أنواع اضطرابات الشخصية‪ .‬و هذا ما أكدته‬

‫البحوث العلمية و النفسية حديثا حول تأثير خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بكل أشكالها على‬

‫الصحة النفسية للفرد ونمو شخصيته‪.‬‬

‫فخبرات اإلساءة التي يتعرض لها الطفل من قبل الوالدين والمحيطين به تعتبر مهمة و مؤثرة في نموه‬

‫عند البلوغ‪ ،‬كما بينت دراسة )‪ (Afifi,et al,2011‬أن خبرات اإلساءة في الطفولة كانت شائعة جدا لدى‬

‫‪6‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫األشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية‪ ،‬و المعادية للمجتمع‪ ،‬و البينية و‬

‫النرجسية‪.‬‬

‫ويعد سوء معاملة األطفال و إهمالهم أقوى خبرات اإلساءة في الطفولة المرتبطة باضطرابات‬

‫الشخصية في المجموعتين األولى و الثانية‪ .‬في حين يرتبط اإلهمال العاطفي باضطراب الشخصية‬

‫التجنبية( ‪)Afifi et al,2011‬‬

‫كما ركز واضعو النظريات على دور التجارب التي تشهدها الطفولة المبكرة‪ ،‬فهناك اعتقاد بان‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية يحدث عندما تتم معاملة الطفل بقسوة فيبدأ في الخوف من مواجهة‬

‫األشخاص و المواقف التي قد ال يراها اآلخرون ضارة (كرينغ ‪ ،‬آن م‪.)956 ،2014،‬‬

‫و يعتبر اضطراب الشخصية التجنبية من االضطرابات الشخصية التي يتعلق األمر فيها بأشخاص‬

‫يتجنبون أية مواجهة بين إنسانية خوفا من الصد أو النقد أو يقومون بالمواجهة إذا كانوا متأكدين أن‬

‫النجاح حليفهم أو انه سيتم تقبلهم على األقل (رضوان‪.)504 ،2014،‬‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية في‬ ‫وتعرف الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي )‪(APA‬‬

‫)‪ (DSM-5‬بأنه "نمط ثابت من التثبيط االجتماعي مع مشاعر عدم الكفاية و فرط الحساسية للتقييم‬

‫السلبي‪ ،‬و الذي يبتدئ منذ البلوغ الباكر و يبدئ في العديد من السياقات" (الحمادي‪.)249 ،2013،‬‬

‫و حسب الدليل التشخيصي و اإلحصائي الرابع‪ ،‬فإن نسبة انتشاره كانت تتراوح بين (‪)1.5-0.5‬‬

‫من المجتمع العام‪ ،‬و يتم تشخيص حوالي (‪ )%10‬في العيادات الخارجية للصحة النفسية في حين‬

‫وصلت هذه النسبة إلى )‪ (%2,4‬من المجتمع العام حسب الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس‬

‫)‪ .2013(DSM-5‬أما الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع لالضطرابات النفسية والعقلية فقد وجد‬

‫أنه أكثـر شيوعاً بين النساء مقارن ًة بالرجال رغم أنه من المحتمل أن تكون النسبة متكافئة بين الجنسين‬

‫(عبد العزيز‪.)232 ،2017،‬‬

‫‪7‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫و هناك العديد من الدراسات التي ربطت بين خبرات اإلساءة في الطفولة و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية‪ ،‬كدراسة ديفيد و آخرون ‪)2003 (David,et al‬التي هدفت إلى معرفة العالقة‬

‫بين خبرات الطفولة واضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬على عينة تكونت من(‪ )146‬من البالغين ذوي‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية (‪ )AVD‬و(‪ )371‬من البالغين ذوي اضطرابات أخرى و (‪ )83‬من‬

‫مرضى االكتئاب وال يعانون من أي اضطراب في الشخصية‪ ،‬توصلت النتائج إلى أن المجموعة ذوي‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية لديهم خبرات نفسية سلبية في الطفولة بدرجة أكبر من المجموعات‬

‫األخرى‪.‬‬

‫و بينت دراسة بيورن ماير و كارفر)‪ (Meyer et Carver,2000‬حول خبرات اإلساءة في‬

‫مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية أن األفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية (‪ )AVD‬ربما يكونون قد تعرضوا للرفض أو العزلة أثناء الطفولة‪ .‬كما هدفت دراسة تاما ار‬

‫وآخرون(‪ )2015 ;Tamara ,et al‬إلى معرفة العالقة بين سوء المعاملة في مرحلة الطفولة وأعراض‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬وتكونت العينة من (‪ )411‬فردا‪ ،‬منهم (‪ )99‬ذك ار و (‪ )312‬أنثى‪،‬‬

‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 65-18‬سنة‪ ،‬وقد توصلت النتائج إلى وجود عالقة بين سوء المعاملة في مرحلة‬

‫الطفولة وأعراض اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬كما ساهمت هذه الدراسة في فهم العوامل التي قد تؤثر‬

‫في تطور الشخصية التجنبية (‪.)APD‬‬

‫فالكثير من المصابين باضطراب الشخصية التجنبية حسب سوليفان لديهم خبرات طفولة صارمة‬

‫و منبوذة و مرفوضة‪ ،‬و عانوا من حرمان عاطفي من قبل الوالدين‪ ،‬ويعتقد أنهم كانوا في الطفولة‬

‫متعطشين و يتوقون للعالقات االجتماعية و الحميمة مع اآلخرين كي يشعرهم باألمن‪ ،‬لكن تتبدل هذه‬

‫الرغبة تدريجيا إلى حصن أو قذفة دفاعية لحمايتهم أمام النقد المتكرر أو السخرية أو الرفض من قبل‬

‫‪8‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫الوالدين أو زمالئهم‪ ،‬و التي تجعلهم ينسحبون و يتجنبون االتصال االجتماعي (غباري و أبو شعيرة‪،‬‬

‫‪.)186، 2015‬‬

‫و بما أن الشخصية تميل إلى البناء و التكامل في أواخر المراهقة و بداية الرشد‪ ،‬وهو السن الذي‬

‫تتزايد فيه احتماالت اإلصابة باضطرابات الشخصية و من بينها اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬الذي‬

‫يرتبط بخبرات اإلساءة في الطفولة حسب الدراسات التي أشرنا إليها سابقا‪ .‬لذا فان تجنب الطالب‬

‫للمواقف التي‬

‫تجعله في مواجهة المجتمع يترتب عليه العديد من اآلثار السلبية‪ ،‬ويزيد من إحجامه على مواصلة‬

‫مسيرته العلمية و يعيق حياته المهنية و يحد من انجازه و تقدمه‪ .‬و نظ ار الهتمام العديد من الدراسات‬

‫الغربية بالعالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية ‪.‬فقد حاولنا من‬

‫خالل الدراسة الحالية التعرف على هذه العالقة في المجتمع المحلي و لدى طلبة الجامعة من خالل‬

‫طرح التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬ما مستوى اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة؟‬

‫‪ .2‬هل توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة‬

‫الدراسة؟‬

‫‪ .3‬هل توجد فروق بين الذكور واإلناث في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة؟‬

‫‪ .4‬هل توجد فروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة باختالف نوع اإلقامة لدى عينة الدراسة؟‬

‫‪ -2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫من خالل نتائج الدراسات السابقة وأهداف الدراسة الحالية تم صياغة الفروض التالية كإجابات مؤقتة‬

‫لتساؤالت الدراسة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ .1‬نتوقع أن مستوى اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة مرتفع‪.‬‬

‫‪ .2‬توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ .3‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف‬

‫الجنس (ذكور‪ ،‬إناث)‪.‬‬

‫‪ .4‬توجد فروق ذات داللة احصائية في خبرات االساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف‬
‫اإلقامة(داخلي خارجي)‪.‬‬

‫‪ -3‬أهمية الدراســـــة‪:‬‬

‫تظهر أهمية هذه الدراسة من خالل الموضوع الذي تناولته و هو خبرات اإلساءة في مرحلة‬

‫الطفولة و عالقتها باضطراب الشخصية التجنبية ‪ ،‬و في اهتمامها بمرحلة الطفولة التي تعتبر مرحلة‬

‫نمو نفسي هامة جدا لنمو الشخصية و هي األساس الذي تبنى عليه جميع مكوناتها جسميا و نفسيا‬

‫في بقية مراحل العمر ‪ ،‬كما يتحدد بها اتجاه الشخصية نحو السواء أو االضطراب في الرشد‪.‬‬

‫و تسهم هذه الدراسة بشكل فعال في مجال الصحة النفسية و االجتماعية‪ ،‬وفي فهم العوامل التي‬

‫قد تؤثر في تطور اضطراب الشخصية التجنبية في الرشد‪ .‬فاضطرابات الشخصية تعتبر نموذجا من‬

‫السلوك الشامل‪ ،‬و الثابت نسبيا و الذي يظهر في مرحلة المراهقة و يستمر إلى الرشد‪ ،‬و يسبب خلال‬

‫واضحا في الجوانب االنفعالية و المعرفية و الوجدانية و التفاعلية‪ ،‬و يؤثر على حياة الفرد من الناحية‬

‫الوظيفية‪ ،‬و االجتماعية‪ ،‬و المهنية و يالزم الفرد طوال الوقت‪.‬‬

‫و قد يسبب اضطراب الشخصية التجنبية المعاناة للمحيطين بالفرد و زمالئه في العمل أو أطفاله‬

‫أو زوجته أكثر مما تسببه للفرد نفسه‪ .‬كما تبرز أهمية هذه الدراسة من خالل العينة المستهدفة و هم‬

‫‪10‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫طلبة الجامعة و هم مستقبل المجتمعات‪ .‬و يمثلون القاعدة األساسية التي يرتكز عليها المجتمع و‬

‫تطوره‪ .‬وألنهم يشاركون بدور أساسي في حياة المجتمع‪ ،‬و ستكون لشخصياتهم و أدائهم انعكاس على‬

‫من يحيطون بهم وعلى مجتمعهم‪ .‬األمر الذي يستدعي رعاية وعناية من قبل الباحثين واألخصائيين‬

‫للتكفل بدراسة مشكالتهم‪ ،‬وأساليب عالجها‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف الدراســـة ‪:‬‬

‫تهدف الدراسة الحالية إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف مستوى اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪ .2‬الكشف على العالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى‬

‫عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪ .3‬التعرف على الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف (الجنس‬

‫ذكور‪ ،‬إناث)‪.‬‬

‫‪ .4‬التعرف على الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف نوع‬

‫اإلقامة (داخلية‪ ،‬خارجية)‪.‬‬

‫‪ -5‬التحديد اإلجرائي لمتغيرات الدراسة‪:‬‬

‫▪ التعريف اإلجرائي لخبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪:‬‬

‫هي كل تجارب الطفولة التي تتضمن الممارسات العنيفة و التعديات المؤذية( جسديا‪ ،‬نفسيا و‬

‫جنسيا و التي تعرض لها الطالب في طفولته سواء من قبل والديه أو أحد المحيطين به (أقران‪،‬‬

‫مدرسين‪. )...‬‬

‫‪11‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫و تعرف إجرائيا بأنها الدرجة التي يحصل عليها الطالب من خالل استجاباته على مقياس خبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة من إعداد خدة فطيمة الزهرة جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪. 2019‬‬

‫▪ التعريف اإلجرائي الضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫تعرفه الجمعية األمريكية للطب النفسي )‪ (2013‬على أنه״ نمط سائد من الكبت االجتماعي‪,‬‬

‫ومشاعر عدم الكفاية‪ ,‬والحساسية المفرطة اتجاه التقييم السلبي يبدأ في سن الرشد المبكر"‬

‫(‪.)APA,2013,672‬‬

‫و يعرف إجرائيا بأنه محصلة استجابات الطالب على مقياس اضطراب الشخصيـة التجنبيـة‬

‫المستخـدم في الدراسة‪ ،‬والذي يعتمد أيضاً على الصورة اإلكلينيكية لالضطراب الواردة في الدليل‬

‫التشخيصي و اإلحصائي الخامس لالضطرابات النفسية و العقلية (‪ )5-DSM‬من إعداد مروة عبد‬

‫العظيم الجبوري جامعة كربالء‪.2017‬‬

‫‪ -6‬حــدود الدراسة‪:‬‬

‫تمثلت حدود الدراسة الحالية فيما يلي‪:‬‬

‫▪ الحدود الموضوعية‪:‬‬

‫اقتصرت الدراسة الحالية على موضوع خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و عالقتها باضطراب‬

‫الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة‪.‬‬

‫▪ الحدود المكانيــــــــــة‪:‬‬

‫و تمثل جميع الطالب من مختلف كليات جامعة قاصدي مرباح ورقلة للعام الدراسي‬

‫‪.2020/2019‬‬

‫▪ الحدود البشريــــــــة‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫تقديم الدراسة‬ ‫الفصل االول‬

‫و تشير إلى عينة الدراسة و تشمل (‪ )379‬طالبا و طالبة من كليات جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫للعام الدراسي ‪.2020/2019‬‬

‫▪ الحدود الزمانيــــة‪:‬‬

‫تم تطبيق الدراسة في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي ‪ 2020/2019‬في الفترة الممتدة بين‬
‫(‪ )2020/02/20‬إلى (‪ .)2020/03/02‬و تتحد الدراسة الحالية بالمنهج و األدوات المستخدمة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬

‫تمهيد‬
‫‪.1‬مفاهيم حول إساءة معاملة األطفال‪.‬‬
‫‪.2‬أشكال اإلساءة لألطفال‪.‬‬
‫‪.3‬إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة‪.‬‬
‫‪.4‬النظريات المفسرة لإلساءة في الطفولة‪.‬‬
‫‪.5‬أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال‪.‬‬
‫‪.6‬آثار اإلساءة في الطفولة‪.‬‬
‫‪.7‬دراسات سابقة تناولت موضوع خبرات اإلساءة في الطفولة‪.‬‬
‫‪.8‬موازنة الدراسات السابقة‪.‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيـــــد‪:‬‬

‫ظاهرة اإلساءة إلى األطفال ليست وليدة هذا العصر‪ ،‬فهي قديمة و ال يخلو منها أي مجتمع من‬

‫المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬جلبت اهتمام العديد من العلماء و الباحثين في كل المجاالت و االختصاصات‪.‬‬

‫‪ .1‬مفاهيم حول اإلساءة لألطفال‪:‬‬

‫تتعدد و تتداخل مفاهيم و المصطلحات المتعلقة بموضوع اإلساءة إلى األطفال وذلك باختالف‬

‫التخصصات و المجاالت العلمية فنجد من يطلق عليها العنف ضد األطفال و كذا سوء المعاملة ‪،‬‬

‫االعتداء على األطفال‪...‬الخ لذا نجد أن منظمة األمم المتحدة أكدت على أن العنف يفهم بأنه كافة‬

‫أشكال العنف و الضرر أو اإلساءة البدنية أو العقلية‪ ،‬و اإلهمال أو المعاملة المنطوية على اإلهمال‪ ،‬و‬

‫إساءة المعاملة أو االستغالل‪ ،‬بما في ذلك اإلساءة الجنسية‪ ،‬على النحو الوارد في الفقرة (‪ )1‬من‬

‫االتفاقية‪ ،‬و قد اختير مصطلح العنف في هذا السياق للتعبير عن جميع أشكال إيذاء األطفال على النحو‬

‫الوارد في الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪،)19‬تمشيا مع المصطلحات المستخدمة في دراسة األمم المتحدة لعام‬

‫‪ 2006‬بشأن العنف ضد األطفال‪ ،‬على أن كل العبارات األخرى المستخدمة لوصف أنواع اإليذاء‬

‫(الضرر)‪ ،‬و إساءة المعاملة و االستغالل تحمل الداللة ذاتها(جمعية األمم المتحدة‪ .)04 ،2011 ،‬من‬

‫المصطلحات التي أوردها طه عبد العظيم حسين(‪ )2007‬مشي ار أنه تم استعمالها للداللة على سوء‬

‫المعاملة‪ ،‬نجد مصطلح )‪ (Neglected Child‬بمعنى (الطفل المهمل)‪ ،‬و مصطلح ‪(Neglected‬‬

‫)‪Battered Child‬أي ( الطفل المعذب نفسيا)‪ ،‬و نجد كذلك مصطلح سوء المعاملة في معاجم و‬

‫قواميس الطب النفسي و أدلة التشخيص الطبي تحت اسم"أزمة الطفل المساء إليه" ‪( (Bettered Child‬‬

‫‪syndrome.‬‬

‫أما في بعض المراجع فنجد تسميات أخرى "كالعنف ضد األطفال" ‪( (Violence Agaimst children‬‬

‫و اإلساءة إلى الطفل‪ ،‬أو الطفل المساء إليه " "‪(Child Abuse‬باندو و الزروق‪ .)157 ،2016،‬يشير‬

‫‪14‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصطلح اإلساءة للطفل أو سوء معاملته إلى القسوة أو اإلهمال أو األذى الجسدي أو النفسي أو الجنسي‬

‫للطفل‪ .‬و يعرف مكتب األطفال و األسر في الواليات المتحدة األمريكية القسوة بأي فعل أو سلسلة من‬

‫األفعال أو التقصير أو الحرمان من قبل الوالدين أو احدهما أو مقدمي الخدمة التي تلحق األذى أو‬

‫احتمالية األذى أو التهديد باألذى للطفل (البتال‪ . )35 ،2017،‬تحدث اإلساءة في المدارس و الشوارع و‬

‫أماكن العمل و دور الرعاية‪ ،‬و يعاني منها األطفال في البيت داخل أسرهم‪ ،‬و في اغلب األحيان ال تترك‬

‫عالمات ظاهرة‪ ،‬و مع ذلك فإنها تمثل إحدى اخطر المشكالت المؤثرة على األطفال(حمادة‪.)237 ،2010 ،‬‬

‫باإلضافة إلى استغاللهم تجاريا أو بأي شكل آخر‪ .‬و تحدث في ظروف كثيرة و متنوعة‪.‬‬

‫إن مرتكبو األفعال التي ينجم عنها إساءة معاملة الطفل يمكن أن يكونوا‪:‬‬

‫‪ -‬األصدقاء‪.‬‬ ‫‪ -‬الوالدين و أفراد آخرين من األسرة‪.‬‬

‫‪ -‬األصدقاء‪.‬‬ ‫‪ -‬مقدمي الرعاية‪.‬‬

‫‪ -‬الغرباء‪.‬‬ ‫‪ -‬المعارف‪.‬‬

‫‪ -‬العاملين بالرعاية الصحية‪.‬‬ ‫‪ -‬أرباب العمل‪.‬‬

‫‪ -‬اآلخرين ممن هم في موقع السلطة أو المسؤولية كالمعلمين‪ ،‬و الجنود‪ ،‬وضباط الشرطة و رجال‬

‫الدين‪.‬‬

‫‪ -‬األطفال اآلخرين (منظمة الصحة العالمية‪. )2009،07،‬‬

‫و قد عرف واالس )‪(Wallace 200‬العنف و اإلساءة إلى الطفل بأنها "ردود األفعال المباشرة و‬

‫غير المباشرة التي توجه نحو الطفل بهدف إيقاع األذى النفسي أو اللفظي أو الجسدي أو الجنسي عليه "‬

‫(أبو جابر و آخرون‪.)17 ،2009،‬‬

‫كما عرفت منظمة الصحة العالمية إساءة معاملة الطفل على أنها‪ :‬كافة أشكال المعاملة الرديئة القاسية‬

‫الجسدية و العاطفية أو كالهما معا‪ ،‬و االعتداء الجنسي‪ ،‬و اإلهمال أو المعاملة المنطوي ــة على اإلهمال‬

‫‪15‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو االستغالل التجاري أو غيره من أشكال االستغالل‪ ،‬الذي يؤدي إلى إلحاق ضرر حقيقي أو محتمل‬

‫بصحة الطفل‪ ،‬أو بقائه‪ ،‬و نموه‪ ،‬أو كرامته في سياق عالقة من المسؤولية‪ ،‬أو االئتمان أو السلطة‪ .‬و‬

‫حسب التقرير العالمي بشأن العنف و الصحة و المشاورات التي تمت في سنة ‪ 1999‬بشأن الوقاية من‬

‫إساءة معاملة الطفل يميزان بين أربعة أنماط إلساءة معاملة الطفل‪:‬‬

‫● االنتهاك الجسدي‪.‬‬

‫● االنتهاك الجنسي‪.‬‬

‫● االنتهاك العاطفي النفسي‪.‬‬

‫● اإلهمال (منظمة الصحة العالمية‪.)10-9 ،2009،‬‬

‫فقد اتفقت جميع التعاريف السابقة على أن إساءة معاملة األطفال هي مجموعة من السلوكات أو ردود‬

‫األفعال العنيفة المؤذية للطفل‪ ،‬تأخذ عدة أنماط أو أشكال نطرحها في العنصر الموالي‪.‬‬

‫‪ .2‬أشكال اإلساءة لألطفال ‪:‬‬

‫بإمكاننا التمييز بين أربعة أنواع من اإلساءة و اإلهمال و االعتداء و هي‪ :‬اإلساءة الجسدية‪ ،‬اإلساءة‬

‫الجنسية‪ ،‬اإلساءة العاطفية(النفسية)‪ ،‬و اإلهمال؛ و قد يستخدم واحد من هذه اإلشكال أو أكثر‪ ،‬أو قد‬

‫تمارس جميعها في آن واحد ضد الطفل ( يحي‪ .)13 ، 2006،‬و قد وردت تصنيفات اإلساءة في( ‪DSM-‬‬

‫)‪ 5‬على النحو التالي‪ :‬اإلساءة الجسدية‪ ،‬االعتداء الجنسي على األطفال ‪ ،‬إهمال الطفل‪ ،‬و اإليذاء‬

‫النفسي للطفل‪.‬‬

‫اإلساءة الجسدية‪:‬‬ ‫‪1-2‬‬

‫اإلساءة الجسدية للطفل هي األذى الجسدي غير الناتج عن حادث‪ ،‬والتي تتراوح من كدمات طفيفة‬

‫لكسور شديدة أو الوفاة‪ ،‬والتي تحدث كنتيجة للكم والضرب والركل والعض‪ ،‬والهز‪ ،‬والرمي‪ ،‬والطعن‪،‬‬

‫والخنق‪ ،‬والضرب بواسطة (اليد‪ ،‬والعصا‪ ،‬والحزام‪ ،‬أو شيء آخر)‪ ،‬الحرق‪ ،‬أو أي طريقة أخرى‬

‫‪16‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والمستعملة من أحد الوالدين‪ ،‬أو مقدم الرعاية‪ ،‬أو غيرهم من األشخاص المسئولين عن الطفل‪ .‬ويعتبر هذا‬

‫األذى إساءة معاملة بغض النظر عن نية مقدم الرعاية في أذية الطفل‪.‬‬

‫العقاب البدني‪ ،‬مثل الصفع أو الضرب على المؤخرة‪ ،‬ال يعتبر إساءة طالما أنه معقول وال يسبب أي‬

‫إصابات جسدية للطفل (الحمادي‪.)268 ،2013،‬‬

‫و يعرفها" بيرنت" بأنها تعرض الطفل من القائمين على رعايته لألذى أو ضرر جسدي فعلي مقصود‬

‫و غير عرضي مثل الركل‪ ،‬اللكم‪ ،‬الضرب‪ ،‬القرص و غيرها‪ ،‬وينتج عن ذلك جروح للطفل أو تكسير‬

‫عظامه أو نزيف داخلي أو حروق أو تسمم ( أبو لمضي‪.)20 ،2015،‬‬

‫‪ 2-2‬اإلساءة النفسية‪:‬‬

‫اختلفت التسميات حول مفهوم هذا النوع من اإلساءة‪ ،‬فهناك من يطلق عليه إساءة المعاملة النفسية أو‬

‫(بن سماعيل‪.)2016،112،‬‬ ‫اإليذاء النفسي أو اإليذاء العاطفي أو إساءة المعاملة العاطفية‬

‫تعد إساءة المعاملة النفسية أو االنفعالية من أخطر أشكال اإلساءة و أكثرها انتشا ار في المجتمع اإلنساني‬

‫و من أصعبها تحديدا‪ ،‬ألنها ال تلقى االهتمام ذاته الذي تجده اإلساءة البدنية و ربما يعزى ذلك إلى‬

‫صعوبة إثبات ذلك‪ ،‬و كذلك صعوبة تحديد تعريف محدد لمفهوم اإلساءة النفسية (بوقري‪.)29- 28 ،2009،‬‬

‫يعرف جيلبرت‪ 1997‬اإلساءة االنفعالية بأنها عنف واقعي أو محتمل يسبب تأثي ار خطي ار على النمو‬

‫االنفعالي و السلوكي للطفل‪ ،‬و الناجم عن استمرار التفاعل االنفعالي السيئ أو الرافض‪.‬‬

‫(كري ‪ .)31 ،2015،‬و ورد في )‪(DSM-5‬أمثلة عن اإلساءة النفسية و هي‪:‬‬

‫التوبيخ و الحط من قيمة الطفل‪ ،‬أو اإلذالل و اإلهانة للطفل‪ ،‬تهديد الطفل باإليذاء‪ /‬أو التخلي أو التهديد‬

‫بان المتهم المزعوم سوف يؤذي ‪/‬أو يتخلى عن األشخاص أو األشياء التي تهم الطفل‪ .‬أو حبس الطفل‪،‬‬

‫أو تقييد الطفل إلى قطعة من األثاث‪/‬تقييد األطفال (عن طريق ربط ذراعي الطفل أو الساقين معا في‬

‫منطقة صغيرة (على سبيل المثال خزانة)‪ ،‬و إلقاء المسؤولية المشينة على الطفل‪ ،‬إجبار الطفل على‬

‫‪17‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إلحاق األذى بنفسه أو نفسها‪ ،‬أو التأديب المفرط للطفل(أي بتواتر مرتفع جدا من حيث المدة و الزمن‪ ،‬و‬

‫حتى إن لم يكن في مستوى االعتداء الجسدي) من خالل الوسائل المادية أو غير المادية (الحمادي‪،2013،‬‬

‫‪ .)270‬و تنقسم اإلساءة النفسية إلى قسمين‪:‬‬

‫أ‪ -‬إساءة انفعالية مباشرة‪ :‬مثل التهديد و الوعيد و اإلذالل و الشتم‪ ،‬الحرمان‪ ،‬اإلهانة‪ ،‬استخدام األلقاب‬

‫و وضع الطفل في غرفة مظلمة و اإلقفال عليه‪.‬‬

‫ب‪ -‬إساءة انفعالية غير مباشرة‪ :‬مثل التمييز في المعاملة بين األطفال‪ ،‬و المقارنة السلبية مع اآلخرين‪،‬‬

‫و المعايرات بالشكل أو الحركات أو السلوكات‪ ،‬و عدم السماح للطفل باالنخراط في اللعب و عمل‬

‫الصدقات و استخدام عبارات (ال أحبك – ليتك لم تكن ابني) (سيد‪ .)2019،267،‬و أوضح شيري‬

‫)‪ (Serry1995‬أن اإلساءة العاطفية هو اتجاه في السلوك يؤثر تأثي ار مباش ار في النمو النفسي و‬

‫العاطفي للطفل‪ ،‬و يعتبر سوء المعاملة العاطفية آخر األنواع اكتشافا و مع ذلك فهو األكثر انتشا ار و‬

‫ر (عطا ‪.)27 ،2007،‬‬


‫تدمي ا‬

‫‪ 3-2‬اإلساءة الجنسية‪:‬‬

‫‪ -‬هي عملية إشراك و إقحام األطفال و المراهقين (تحت سن‪ )18‬من غير الناضجين و غير‬

‫المستقلين من الناحية النمائية و التطورية في أنشطة جنسية ال يفهمونها بصورة تامة‪ ،‬و ال‬

‫يستطيعون الموافقة عليها أو رفضها بحكم القوة و السلطة التي يتمتع بها المسيء‪ .‬سواء كان من‬

‫داخل األسرة أو خارجها (بن شريك و بن سالم‪.)46 ،2016،‬‬

‫كما عرفها مؤتمر خبراء األمم المتحدة بأنها إيقاع الطفل أو إجباره على االنغماس في سلوكات‬

‫جنسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بمفرده أو مع شخص آخر من نفس النوع ذاته أو من النوع اآلخر‬

‫(العدري‪.)409 ،2018،‬‬

‫‪18‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتعتبر مخالفة للقوانين و مرفوضة ثقافيا و اجتماعيا‪ ،‬و تحدث اإلساءة الجنسية من خالل نشاطات‬

‫جنسية من البالغ على الطفل أو من طفل آخر أكبر منه سنا أو تطورا‪ ،‬و الذي يكون مسئوال عنه موضع‬

‫ثقة أو بيده السلطة‪ ،‬و قد يكون من عائلة المساء إليه أو شخص معروف لديهم أو شخص غريب‪ ،‬هدفها‬

‫إشباع حاجات معينة و متعة للمسيء (القبج وعودة‪. )05 ،2004،‬و من أمثلة هذه األنشطة مشاهدة األفالم‬

‫اإلباحية و العالقات الجنسية أو العبث باألعضاء التناسلية أو التعري أمامه ( الضمور‪)36 ،2011،‬‬

‫التلصص على الطفل‪ ،‬و التلذذ بمشاهدته وهو عار‪ ،‬أو إجباره على خلع مالبسه‪ ،‬تشجيع األطفال على‬

‫االشتراك في األفالم و المجالت و المواقع اإلباحية على االنترنيت‪ ،‬دعارة األطفال و مداعبة و لمس و‬

‫تقبيل األعضاء التناسلية للطفل‪ ،‬إجبار الطفل على مداعبة األعضاء التناسلية لإلنسان الناضج (العدري‬

‫‪. )409 ،2018،‬‬

‫اإلهمال‪:‬‬ ‫‪4-2‬‬

‫يشير (أحمد أوزي ‪ )2014‬أن إهمال الطفل يقصد به عدم توفير الحاجات األساسية للحياة كالغذاء‬

‫و اللباس و السكن المناسب‪ ،‬فضال عن مستلزمات الضرورية لنمو شخصيته و تفتحها‪ .‬و إذا كان‬

‫المسئول عن الطفل ال يمتلك اإلمكانات المادية التي يصرفها في تحقيق هذه الحاجات بأن تصرفه ال‬

‫يعتبر إهمال أو تقصير(أوزي‪.)48 ،2014،‬‬

‫كما يمكن تعريفه على أنه إخفاق راعي الطفل في توفير االحتياجات النمائية في مجاالت الصحة‪،‬‬

‫التعليم‪ ،‬التطور العاطفي‪ ،‬التغذية‪ ،‬المسكن‪ ،‬و الظروف الحياتية اآلمنة‪ ،‬في سياق قدرتهم على ذلك‪ ،‬مما‬

‫يؤدي فعال أو احتماال إلى حدوث أذى للطفل في صحته أو تطوره الجسدي‪ ،‬والعقلي و العاطفي و‬

‫األخالقي‪ ،‬و االجتماعي (القبج و عودة‪ .)06 ،2004،‬و بالتالي فإن إهمال الطفل يدل على الفشل في تأمين‬

‫حاجات الطفل األساسية الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية‪ ،‬و متطلبات الحياة الضرورية له و عدم منح‬

‫الحب و الدفء و التدعيم االيجابي (زردوم‪.)69 ،2018،‬‬

‫‪19‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .3‬إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة‪:‬‬

‫إساءة معاملة األطفال قضية عالمية ال يخو منها مجتمع من المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬

‫األطفال يمثلون عنصر الثروة و المستقبل للعالم لكن ال تزال نسب عالية منهم تعاني من الحرمان و‬

‫اإلساءة و اإلهمال‪ ،‬و إساءة معاملة األطفال تشمل الذكور و اإلناث في كافة مراحل أعمارهم‪ ،‬كما أنها‬

‫تحدث في كل المستويات االجتماعية و االقتصادية و الثقافية (جراد‪. )59 ،2013،‬ففي كل خمس دقائق‬

‫يلقى طفل حتفه نتيجة تعرضه للعنف و في كل عام يقع العنف على بليون طفل على األقل‪ ،‬أي نصف‬

‫أطفال العالم‪ ،‬فاألطفال يستهدفون عمدا في عمليات ذات دوافع سياسية‪ ،‬أو يتالعب بهم في أنشطة‬

‫الجريمة المنظمة‪ ،‬و يجبرون على الفرار من وجه العنف في مجتمعاتهم المحلية‪ ،‬و يباعون و يستغلون‬

‫طلبا لمكاسب اقتصادية‪ ،‬و يغرر بهم على االنترنيت‪ ،‬و يستخدم وسائل عنيفة في تأديبهم و يتعرضون‬

‫لالعتداء جنسي في بيوتهم‪ ،‬و يهملون في المؤسسات‪ ،‬و يساء معاملتهم في مراكز االحتجاز‪ ،‬و‬

‫يتعرضون لتسلط األقران في المدارس و للوصم و التعذيب بسبب معتقدات خرافية و ممارسات ضارة‬

‫(جمعية األمم المتحدة‪.)05 ،2018،‬‬

‫و صرحت منظمة اليونسيف أنه في عام ‪ 2019‬ارتكب ما يزيد ‪ 170.000‬حالة انتهاك جسيم موثقة‬

‫ضد األطفال في أوضاع النزعات (اليونسيف‪ ،)24 ،2020،‬و أنه يعاني ما يقرب ‪ 300‬مليون طفل تترواح‬

‫أعمارهم بين ‪ 2‬و ‪ 4‬سنوات في جميع أنحاء العالم (أي ‪ 3‬من كل ‪ )4‬من التأديب العنيف على أيدي‬

‫مقدمي الرعاية بشكل منتظم‪ ،‬و استنادا إلى بيانات من ‪ 30‬بلدا‪ ،‬يتعرض ‪ 6‬من كل ‪ 10‬أطفال تتراوح‬

‫أعمارهن بين ‪ 12‬و ‪ 23‬شه ار ألساليب عنيفة في التأديب‪ ،‬ومن بين هؤالء األطفال في هذا العمر‪،‬‬

‫يتعرض نصفهم تقريبا للعقاب البدني و نصفهم لإلساءة اللفظية‪ .‬أما فيما يخص العنف في المدارس على‬

‫الصعيد العالمي‪ ،‬يعاني أكثر قليال من ثلث الطالب الذين تترواح أعمارهن بين ‪ 13‬و ‪ 15‬سنة (أي نحو‬

‫‪20‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 130‬مليون) من التنمر‪ .‬يعيش نصف األطفال في سن الدراسة الذين تترواح أعمارهم من ‪ 6‬إلى ‪ 17‬سنة‬

‫(أي ‪ 732‬مليون) في بلدان ال يحظر فيها العقاب البدني في المدارس‪.‬‬

‫كما أوردت اليونسيف فيما يخص العنف الجنسي أن (‪ )38‬بلدا من البلدان المنخفضة و المتوسطة‬

‫الدخل‪ ،‬أعلنت عن ما يقرب من ‪ 17‬مليون امرأة بالغة بلغن عن تعرضن لممارسات جنسية باإلكراه في‬

‫مرحلة الطفولة‪ ،‬و في (‪ )28‬بلدا في أوروبا‪ ،‬أبلغت حوالي ‪ 2.5‬مليون شابة عن تعرضهن إلشكال من‬

‫العنف الجنسي باالتصال المباشر وغير المباشر قبل بلوغ سن الخامسة عشر (اليونسيف‪. )6-4 ،2017،‬‬

‫أما بخصوص اإلحصائيات في الجزائر فقد تطرقت ممثل المديرية العامة لألمن الوطني محافظ الشرطة‬

‫"وهيبة حمايلي" في ندوة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل في مداخلتها بخصوص األطفال‬

‫ضحايا العنف إلى األرقام المسجلة عبر إقليم األمن الوطني خالل السبعة األشهر من سنة ‪ ،2019‬حيث‬

‫تم تسجيل ‪ 4592‬حالة (‪ 2798‬ذكور و ‪ 1794‬إناث)‪،‬منها ‪ 2499‬قضية ضرب و الجرح العمدي‪461،‬‬

‫سوء معاملة‪ 232،‬حالة إبعاد و تحويل قاصر‪ 05 ،‬حاالت متعلقة بالضرب والجرح العمدي المفضي إلى‬

‫الوفاة‪ ،‬القتل العمدي ‪ 07‬حاالت (عريش‪.)52 ،2019،‬‬

‫تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن إساءة معاملة األطفال من المسائل المعقدة التي تصعب‬

‫دراستها‪ ،‬فهناك تباين واسع بين التقديرات الراهنة و ذلك حسب البلد و أسلوب البحث المنتهج‪ ،‬و تعتمد‬

‫التقديرات على التعاريف المستخدمة فيما يخص إساءة معاملة األطفال‪ ،‬ونوع إساءة المعاملة المطروحة‬

‫للدراسة؛ و نسبة التغطية التي تضمنها اإلحصاءات الرسمية و جودة تلك اإلحصاءات‪ ،‬و نسبة التغطية‬

‫التي تضمنها المسوحات التي تطلب تقارير ذاتية من الضحايا أو اآلباء أو المسئولين عن الرعاية (سعيد‬

‫البلوشة و آخرون‪ .)282 ،2019،‬و بالتالي فاإلحصائيات و األرقام المقدمة من طرف الهيئات و المنظمات‬

‫المحلية و العالمية للدول ال تعبر عن األرقام الحقيقية الفعلية لإلساءة التي يتعرض لها األطفال حول‬

‫العالم الن هذه األرقام تعتمد فقط على ما تم تسجيله في مراكز األمن و غيرها من المؤسسات التابعة لها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .4‬أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال‪:‬‬

‫تقف وراء اإلساءة ضد األطفال مجموعة من األسباب و العوامل و المتغيرات التي يمكن أن نلخص في‬

‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1-4‬عوامل تتعلق بالطفل‪ :‬أشار الشهري(‪ )2011‬إلى أن األطفال المساء إليهم عادة يتسمون باآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الطفل الذي يولد دون رغبة من الوالدين ألسباب مختلفة‪ ،‬فقد تكون اقتصادية أو قانونية أو حياتية‪،‬‬

‫فهم ال يتوقعون قدومه‪،‬و بالتالي فهم ال يتقبلون وجوده‪.‬‬

‫‪ -‬الطفل الذي لديه إعاقة عقلية أو جسدية‪ ،‬أو يعاني من أمراض معددة‪.‬‬

‫‪ -‬سلوكات الطفل قد تعرضه لإلساءة (الخطيب‪)20 ،2017،‬‬

‫عوامل تتعلق باألســــرة‪ :‬كشخصية الوالدين و المسئولين عن رعاية الطفل و خلفيتهم النفسية‪ ،‬و‬ ‫‪2-4‬‬

‫درجة الحرمان االجتماعي الذي يعانونه‪ ،‬و الخبرات السابقة المرتبطة بإساءة معاملتهم من جانب أهلهم‬

‫أو من قام برعايتهم و المشكالت األسرية كالطالق أو االنفصال أو الخالفات الزوجية أو موت أحد‬

‫أفراد األسرة (طيوب و آخرون‪.)200 ،2009،‬‬

‫عوامل بيئيـــــــــــة‪ :‬قد تزيد العوامل البيئية من احتمال حدوث اإلساءة لألطفال مثل‪ :‬الفقر‪،‬‬ ‫‪3-4‬‬

‫البطالة‪ ،‬العزلة االجتماعية و الخصائص المجتمعية‪ ،‬فالفقر مترافق مع االكتئاب أو اإلدمان أو قد يرتفع‬

‫احتمال حدوثها‪ ،‬كما أن األشخاص الذين يسيئون لألطفال يعانون من العزلة و الوحدة و نقص الدعم‬

‫االجتماعي (أبو لمضي‪.)40 ،2015،‬‬

‫عوامل ثقافيــــة‪ :‬إن الثقافة و اإلعالم يؤثران تأثي ار كبي ار في الناس‪ ،‬فثقافة العنف تنمو و تكبر‬ ‫‪4-4‬‬

‫مع األطفال‪ ،‬حيث يقوموا بتقليد السلوك العنيف الذي يشاهدونه في التلفاز‪ ،‬أو يقرؤونه في القصص و‬

‫المجالت (بلقاسمي و لفقير‪.)21 ،2018،‬‬

‫‪22‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العبء االقتصـــــادي‪ :‬يؤدي العبء االقتصادي و الحاجة إلى المال لتلبية متطلبات الحياة األسرية‬ ‫‪5-4‬‬

‫إلى شعور األولياء بالنقص‪ ،‬فيركزون على تفكيرهم و عملهم في كيفية الخروج من الحاجة المادية رغم‬

‫الصعوبات الكبيرة التي تواجههم‪ ،‬الشيء الذي يشعرهم باإلحباط فيعنفون أطفالهم خاصة عندما يطلبون‬

‫تلبية حاجاتهم (بوطبال و معوشة‪.)11 ،2013،‬‬

‫‪ .5‬النظريات المفســرة لإلساءة في الطفولة‪:‬‬

‫توجد العديد من النظريات التي فسرت أسباب العنف و اإلساءة في مختلف المجاالت والتخصصات‪،‬‬

‫اقتصرنا في بحثنا على بعض النظريات النفسية و التي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ 1-5‬النظرية التحليلية‪:‬‬

‫تنبع هذه النظرية من فرضية مفادها أن اإلحباط يؤدي إلى العنف‪ ،‬حيث يرى "فرويد" أن العنف‬

‫غريزة فطرية و أن اإلنسان يولد و لديه صراع بين غريزتي الحياة و الموت و هذه الغرائز هي التي تحدد‬

‫االتجاه الذي يأخذه السلوك (غزوان ‪ .)2160 ،2015،‬فالسلوك العدواني و العنف و إيذاء الغي و الذات‪ ،‬و‬

‫أشكال العنف الجسدي ‪،‬العدوان باللفظ‪ ،‬الكيد و اإليقاع و التشهير و مختلف السلوكيات المتوقعة حدوثها‬

‫تحت هذا المفهوم ناتجة عن غريزتي التدمير و الموت (زردوم‪.)96 ،2018،‬‬

‫‪ 2-5‬نظرية التعلم االجتماعي‪:‬‬

‫تشير هذه النظرية إلى أن السلوك اإلنساني ينمو ويتشكل عن طريق المالحظة و النمذجة و أن معظم‬

‫سلوكات الفرد متعلمة و مكتسبة عن طريق المالحظة‪ ،‬تبين هذه النظرية أن التعلم بالمالحظة و التعزيز‬

‫يسهم في حدوث سلوك اإلساءة للطفل‪ ،‬وذلك أن المعتدي يكون لديه استعداد إلى اإلساءة من خالل‬

‫التقليد أو نتيجة تعرض الطفل لإلساءة داخل األسرة‪ ،‬فاألطفال الذين شاهدوا أو تعرضوا لإلساءة و‬

‫العنف في األسرة يميلون إلى اإلساءة في مرحلة الرشد (زرماني‪ .)67 ،2012،‬و تؤكد الفرضيات األساسية‬

‫للنظرية التعلم في دراستها للعنف األسري على عدد من األمور من أهمها‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬يتعلم الفرد العنف من األسرة و المجتمع و وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -2‬األفعال األبوية العنيفة تبدأ كمحاولة لتأديب و التهذيب‪.‬‬

‫‪ -3‬أن العنف الذي يشاهده الطفل داخل األسرة ينقله معه عندما يصبح يافعا‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلساءة للطفل و هو صغير يجعله ينقل العنف عندما يكبر و يمارسه مع أصدقائه و والديه‬

‫(بركات‪.)2011،81،‬‬

‫‪ 3-5‬النظرية السلوكية‪:‬‬

‫يتناول المنظور السلوكي موضوع إساءة معاملة األطفال في ضوء قوانين "سكينر‪ "Skinner‬الخاصة‬

‫بـ ـ ـ ـ "التدعيم أو التعزيز"‪،‬أي أسلوب الثواب و العقاب‪ ،‬فالطفل تنمو لديه شخصية محددة نتيجة إلتباع‬

‫اآلباء ألنماط الثواب و العقاب معه‪ ،‬بحيث يميل إلى تكرار السلوك الذي عليه اإلثابة الثواب‪Rewarder‬‬

‫و ال يكرر السلوك غير المثاب أو " المعاقب ‪ "Nonrewarded‬فالطفل الذي يأتي بسلوك عدواني تجاه‬

‫أقرانه أو أخوته الصغار‪ ،‬ثم يجد"تعزيز ايجابيا" لهذا السلوك متمثال في تشجيع الوالدين‪ ،‬و ذلك بإقرارهم‬

‫لسلوكه أو بإعجابهم به‪ ،‬فمن المحتمل أن يصبح هذا الطفل عدوانيا‪ ،‬يسيء لآلخرين عند الكبر (عبد‬

‫الستار و الحاروني ‪ .)123 ،2018،‬كما يرى السلوكيون أن العدوان شأنه شأن أي سلوك يمكن اكتشافه و‬

‫تعديله وفقا لقوانين التعلم‪ ،‬و لذلك ركزت بحوث و دراسات السلوكيين في دراستهم للعدوان على حقيقة‬

‫يؤمنون بها و هي أن السلوك برمته متعلم من البيئة و من ثم فان الخبرات المختلفة التي أكسبت شخص‬

‫ما السلوك العدواني قد تم تدعيمها بما يعزز لدى الشخص ظهور االستجابة العدوانية كلما تعرض لموقف‬

‫‪.‬‬ ‫محبط (العرب‪)176 ،2010،‬‬

‫‪ .6‬آثار اإلساءة في الطفولة‪:‬‬

‫اإلساءة ضد الطفل تخلف ورائها العديد من العواقب و اآلثار السلبية ال حصر لها نوجزها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ 1-6‬اآلثار الطبية الصحية‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تتضمن الكسور‪ ،‬خاصة األطراف و الجمجمة‪ ،‬و إصابات العين الدائمة‪ ،‬و الضرر ألغلفة الدماغ‪ .‬و‬

‫قد يؤدي العنف إلى ما يسمى بالطفل المعذب الذي يحمل عالمات سريريه نتيجة تعرضه لإلصابة أو‬

‫العنف‪.‬و قد تأخذ بعدا مرضيا بصورة ظاهرة على جسده و نفسية (البشر‪، )21 ،2010،‬كما قد تظهر على‬

‫شكل صعوبات أو إعاقات في السمع أو النظر أو تخلف عقلي‪ ،‬كما أن اإلصابات الخطيرة قد تؤدي إلى‬

‫ارتعاش لدى الطفل ن وتشمل اآلثار انتقال األمراض المعدية و الخطيرة مثل االيدز في حالة اإلساءة‬

‫الجنسية مما يؤدي بحياة هؤالء األطفال (صبطي و تومي‪ ،) 164 .2013.‬كما ثمة إقرار واسع النطاق‬

‫بعواقب الصحية القصيرة و الطويلة األجل الناجمة عن العنف ضد األطفال‪ ،‬و تشمل هذه العواقب‬

‫اإلصابة المميتة و غير المميتة التي يمكن أن تؤدي إلى اإلعاقة ؛ و المشاكل الصحية البدنية‪ ،‬كتأخر‬

‫النمو‪ ،‬و اإلصابة في مرحلة الحقة بأمراض الرئة و القلب‪ ،‬و الكبد و األمراض المنقولة جنسيا (جمعية‬

‫األمم المتحدة‪.)2011،06،‬‬

‫‪ 2-6‬اآلثار النمائية‪:‬‬

‫يتعرض األطفال المساء معاملتهم إلى مشكالت متنوعة في النمو و بعضها قد تكون دائمة‪ ،‬ومن‬

‫أمثلة هذه المشكالت ضعف الذكاء أو التخلف العقلي‪ .‬و اآلثار العصبية مثل صعوبات النطق و التعلم‬

‫وتأخر اكتساب المهارات اللغوية (صبطي و تومي‪.)2013،164،‬‬

‫‪ 3-6‬اآلثار العاطفية النفسية السلوكية‪:‬‬

‫يمكن ألي نمط من أنماط اإلساءة و سوء معاملة األطفال و إهمالهم أن يؤثر في التطور العاطفي‬

‫والنفسي‪ ،‬ويتسبب في مشكالت سلوكية‪ ،‬ويظهر ذلك مباشرة أو بعد سنوات عديدة‪ ،‬وتظهر هذه العواقب‬

‫بعدة أشكال‪ :‬كاحتقار الذات‪ ،‬و القلق و االكتئاب‪ ،‬و متالزمة الكرب التالي للصدمة (حمادة‪.)247 ،2010،‬‬

‫إن السب و الشتم أي العنف النفسي‪ ،‬يضرب في صميم صورة الطفل عن ذاته و شخصيته‪ ،‬مما‬

‫‪25‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يجعله يكون عنها صورة سلبية عند وصفه بأنه بليد‪ ،‬أو متسخ‪ ،‬أو عديم القدرة كما قد يقول عنه اآلخرون‬

‫الذين يشكلون مرآته (أوزي‪.)118 ،2014،‬‬

‫تشير دراسة أوسكار‪ ((AussikarK1993‬إلى أن األطفال المساء إليهم جنسيا قد أظهروا قد ار كبي ار‬

‫من االكتئاب‪ ،‬و القلق و ضعف العالقات باآلخرين‪ ،‬األمهات‪ ،‬األصدقاء و األخوات و كذلك قلة إدراكهم‬

‫للسند االجتماعي‪ .‬كما تضيف دراسة كاشمان)‪ (Cachman1991‬أن األطفال المساء إليهم جنسيا قد‬

‫أظهروا سلوك عدم النضج‪،‬و شدة الميول الدفاعية‪ ،‬و التمركز حول الذات‪ ،‬والعدوانية الشديدة (موسى و‬

‫العايش ‪ .)217 ،2009،‬كما قد تظهر عليهم سلوكات شاذة و غريبة تشمل عادات غريبة في األكل و‬

‫الشرب‪ ،‬و النوم و السلوك االجتماعي و اضطراب في النمو الذهني و العجز عن االستجابة للمنبهات‬

‫المؤلمة (تعوينات‪ .)37 ،2010،‬قد تكون عواقب و انعكاسات إساءة معاملة األطفال آنية مباشرة‪ ،‬أو‬

‫بعيدة المدى تدوم مدى الحياة تؤثر على الطفل من كل الجوانب الجسمية و المعرفية و النمائية و‬

‫العاطفية و السلوكية‪ ،‬تعيق نموه وتطوره بشكل سليم‪.‬‬

‫‪ .7‬دراسات سابقة تناولت موضوع خبرات اإلساءة في الطفولة‪:‬‬

‫يعد موضوع اإلساءة للطفل من الموضوعات الحديثة التي لقت اهتماما كبي ار من طرف العلماء و‬

‫الباحثين‪ ،‬و تم تناولها من جوانب عديدة ن و في بيئات و ثقافات مختلفة‪ .‬لذا سنعرض في هذا العنصر‬

‫بعض من هذه البحوث و الدراسات‪:‬‬

‫دراسة درويش مها ‪ ،‬عشا انتصار خليل‪ ،‬غانم بسام عمر(‪)2015‬‬

‫بعنوان مفهﻮم اإلساءة للطفل و أشﻜالها و مﺆشﺮاتها مﻦ وجهة نظر طلبة كلية العلﻮم التﺮبﻮية و‬

‫اآلداب‪-‬األنﺮوا ‪ -‬األردن هدفت إلى التعﺮف على مفهوم اإلساءة للطفل و أشﻜالها و مﺆشﺮاتها مﻦ‬

‫جهة نظر طلبة كلية العلﻮم التﺮبوية و اآلداب ‪ /‬األنﺰوا ‪.‬و لتحقيﻖ أهداف الدراسة طور الباحثون‬

‫استبانه ضمنت(‪ )64‬فقرة توزعت على أربعة مجاالت مثلت اإلساءة‪:‬الجسمية‪،‬الجنسية و العاطفية‪ ،‬و‬

‫‪26‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلهمال‪.‬و طبقت على (‪ )194‬طالبا و طالبة من الكلية‪.‬كشفت النتائج‪ :‬أن الترتيب التنازلي لمجاالت‬

‫األداة حسب المستجيبين كان‪ :‬إلهمال‪ ،‬فالعاطفية‪ ،‬فالجنسية‪ ،‬و الجسمية‪ ،‬و أن المستجيبين يرفضون‬

‫اإلساءات بأشكالها و مبرراتها‪ ،‬و تبين عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مفهوم اإلساءة للطفل لدى‬

‫المستجيبين يعني المتغيرات‪ :‬الجنس‪ ،‬و فرع الثانوية العامة‪ ،‬و المعدل التراكمي‪ ،‬و مكان السكن بينما‬

‫ظهرت فروق في مجال اإلساءة العاطفية و على األداة كاملة‪ ،‬تعزى لمتغير مستوى تعليم األبناء‪ ،‬لصالح‬

‫ذوي التعليم األقل (درويش و آخرون‪.)2015،‬‬

‫دراسة نشوة كرم أبو بكر(‪)2018‬‬

‫وسيط في العالقة بين التعرض لخبرات اإلساءة بمرحلة الطفولة‬ ‫بعنوان دعم األصدقاء كمتغير‬

‫واضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة من المراهقين‪ .‬هــدفت الد ارســة إلى تحديد الــدور الوســيط لــدعم‬

‫األصــدقاء في العالقــة بــين التعــرض لخــبرات اإلســاءة بمرحلــة الطفولــة واضــطراب الشخصية التجنبيــة‬

‫للخــبرات اإلساءة علــى كــل‬ ‫لــدي عينــة من المراهقين و تحديد الفروق بــين األكثر واألقــل تعرضــا‬

‫مقياس الدعم‬ ‫التجنبية‪ ،‬و استخدم‬ ‫مــن الــدعم ا لمــدرك من األصــدقاء واضــطراب الشخصية‬

‫الشخصية‬ ‫ومقيـاس اضـطراب‬ ‫ومقياس خبرات اإلساءة‬ ‫المدرك من األصدقاء من إعداد الباحثة‬

‫التجنبيـة‪ ،‬وتكونت العينة من ‪ 400‬مراهق‪ ،‬بالمرحلة الثانوية بمصر‪(،‬تم اختيار ‪ 104‬تعرضوا لإلساءة‪ ،‬و‬

‫‪ 105‬لم يتعرضوا لإلساءة اعتمـاـدا على اإلرباعي األعلى و األدنى على مقياس خبرات اإلساءة)‪ ،‬وتم‬

‫التحقق من فروض الدراسة باستخدام برنامجي ‪ .SPSS ،AMOS‬أشـارت نتـائج الد ارسـة إلى قبول النموذج‬

‫المفترض حيث كان الدعم المدرك من األصدقاء يتوسط العالقة بين التعرض لخـبرات اإلسـاءة بمرحلـة‬

‫الطفولـة واضـطراب الشخصية التجنبيـة لدى المراهقين ووجــدت فروق دالــة بــين األكثر واألقــل تعرضــا‬

‫للخــبرات اإلســاءة علــى مقيــاس اضــطراب الشخصية التجنبيــة وأبعــاده الفرعيــة (أبو بكر‪. )2018،‬‬

‫دراسة ماجﺩﺓ ﺃحمﺩ حسﻥ ﺍلمسحﺭ (‪)2007‬‬

‫‪27‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعنوان ﺇساءة ﺍلمعاملة في مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة كما تﺩﺭكها ﻁالباﺕ ﺍلجامعة ﻭ عالقتها بأعﺭﺍﺽ‬

‫االكتئاب‪ .‬ﺍلﺩﺭﺍسة ﺇلى معﺭفة ﺃنماﻁ ﺇساﺀﺓ المعاملة المدركة‪ ،‬ﻭﺍلتعـﺭﻑ على العالقة بيﻥ إساءة ﺍلمعاملة‬

‫ﺍلمﺩﺭكة ﺍلتي تعﺭضﺕ لهـا ﻁالبـاﺕ ﺍلمﺭحلـة ﺍلجامعية في مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة ﻭﺃعﺭﺍﺽ االكتئاب لﺩيهﻥ‪،‬‬

‫ﻭمعﺭفـة ﺍلفـﺭﻭﻕ فـي مستﻭﻯ إساءة ﺍلمعاملة ﺍلمﺩﺭكة في ضﻭء متغيﺭ المستوى االجتماعي ﻭ االقتصادي‬

‫ﻭ معﺭفة ﺍلفﺭﻭﻕ في مستﻭﻯ ﺇساﺀﺓ ﺍلمعاملة ﺍلمﺩركة في ضوء متغيـﺭ ﺍلمـستﻭﻯ ﺍلتعليمي لألﺏ ﻭ ﺍألﻡ‪.‬‬

‫ﻭقﺩ تﻭصلﺕ ﺍلﺩﺭﺍسة ﺇلى ﺍلنتائج ﺍلتالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ﻭجﻭﺩ اختالف في نسﺏ ﺍنتشاﺭ ﺇساءﺓ ﺍلمعاملة ﺍلمﺩﺭكة مﻥ ﻁالباﺕ ﺍلمﺭحلـة ﺍلجامعية في مﺭحلة‬

‫ﺍلﻁفﻭلة تبعا الختالف ﺃنماﻁ اإلساءة ‪ ،‬حيث ﺃﻥ ﺃعلى نسبة في االنتشار هي نسبة اإلساءة النفسية‬

‫بنسبة(‪ )58%‬يليها اإلساءة ﺍلجسﺩية بنـسبة(‪.)%58‬ثم اإلهمال بنسبة (‪.)16%‬‬

‫‪ .2‬هناﻙ ﺍﺭتباﻁ مﻭجﺏ بيﻥ ﺍلتعﺭﺽ إلساءة ﺍلمعاملـة ﺍلمﺩﺭكة مـﻥ ﻁالبـاﺕ ﺍلمﺭحلة ﺍلجامعية في‬

‫مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة ﻭ ﺃعﺭﺍﺽ االكتئاب لﺩيهﻥ في مﺭحلة ﺍلﺭشﺩ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺃكثر ﺃنماﻁ اإلساءة ﺍﺭتباﻁﹰا‬

‫باالكتئاب في مﺭحلة ﺍلﺭشﺩ هـﻭ نمـﻁ اإلساءة ﺍلنفسية يليها اإلهمال ثﻡ نمﻁ اإلساءة ﺍلجسﺩية‪.‬‬

‫‪ .3‬ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ في ﺍلتعﺭﺽ لإلهمال تبعـا الختالف ﺍلمـستﻭﻯ االجتماعي لألسرة‪ .‬فقﺩ ﺃثبتﺕ ﺍلنتائج‬

‫ﺃﻥ ﺍلﻁالباﺕ الالتي ينتميﻥ ﺇلى أسﺭ عاﺩية في مﺭحلـة ﺍلﻁفﻭلة (يتﻭﺍجﺩ فيها ﺍلﻭﺍلﺩﺍﻥ معا) ﻭﺍلﻁالباﺕ‬

‫الالتي ينتميﻥ ﺇلى ﺃسﺭ تﺯﻭﺝ فيها ﺃحﺩ ﺍلﻭﺍلﺩيﻥ ﺃﻭ كالهما بآخﺭ هﻥ ﺃﻜثﺭ تعﺭضا لإلهمال في مﺭحلة‬

‫ﺍلﻁفﻭلة‪ .‬كما ﺃشاﺭﺕ ﺍلنتائج ﺇلى ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ في ﺍلتعﺭﺽ إلساءة ﺍلمعاملـة ﺍلجـسﺩية تبعـاﹰ الختالف‬

‫ﺍلمستﻭﻯ االقتصادي لألسرة‪ ،‬ﻭبينﺕ أﻥ متﻭسـﻁ تعـﺭﺽ ﺍلﻁالبـاﺕ لإلساءة ﺍلجسﺩية في مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة‬

‫يرتفع لﺩﻯ ﺍلﻁالباﺕ الالتي ينتميﻥ ﺇلى ﺍألسﺭ ذات الدخل الشهر‪ 1000‬ريال فأكثر‪ ،‬بينما ينخفﺽ‬

‫متﻭسﻁ ﺍلتعﺭﺽ لإلساءة الجسدية في مرحلة الطفولة لﺩﻯ ﺍلﻁالباﺕ الالتي ينتميﻥ ﺇلى ﺃسﺭ ﺩخلها‬

‫ﺍلـشهﺭﻱ ‪ 4000‬ﺭيال فأكثر و‪ 10.000‬فأكثر‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .4‬عﺩﻡ ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ في ﺍلتعﺭﺽ إلساءة ﺍلمعاملة في مﺭحلـة ﺍلﻁفﻭلـة تبعـاﹰ الختالﻑ ﺍلمستﻭى ﺍلتعليمي‬

‫لألﺏ ﻭ األم‪ ،‬ﻭهـﺫه ﺍلمـستﻭياﺕ ﺍلتعليمية هي (جـامعي‪ ،،‬ثـانﻭﻱ ‪ ،‬ﺍبتﺩﺍئي‪ ،‬متﻭسـﻁ ‪ ،‬ﺃمي‪ ،‬يجيﺩ‬

‫ﺍلقﺭﺍءﺓ ﻭﺍلﻜتابة)‪ ،‬مؤهالﺕ عليا (ﺩﻜتﻭﺭﺍه‪ ،‬ﺩبلﻭﻡ عالي‪ ،‬ماجستيﺭ) (المسحر‪)2007،‬‬

‫دراسة هــــدى عبــد الخالـــق أبـــو لمضـــي (‪)2015‬‬

‫بعنوان اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى طالبات المرحلة األساسية وعالقتها باالكتئاب واألمن النفسي‪.‬‬

‫هدفت الدارسة إلى التعرف على العالقة بين اإلساءة في مرحلة الطفولة وكل من االكتئاب واألمن النفسي‬

‫لدى طالبات المرحلة االبتدائية‪ .‬و طبقت الدارسة على عينة من طالبات المرحلة االبتدائية في الصف‬

‫الخامس والسادس في مدينة غزة‪ ،‬و تكونت عينة الدراسة من (‪ )703‬طالبة‪ ،‬و استخدمت الباحثة المنهج‬

‫الوصفي التحليلي‪ ،‬و توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى اإلساءة لدى الطالبات منخفض‪ ،‬و احتلت‬

‫اإلساءة النفسية المرتبة األولى‪ ،‬ثم تليها اإلساءة الجسدية‪ ،‬ثم اإلهمال‪ ،‬و المرتبة األخيرة اإلساءة الجنسية‪.‬‬

‫كما أظهرت وجود فروق في مستوى اإلساءة النفسية و الجنسية تعزى لصالح الصف السادس‪ ،‬وال توجد‬

‫فروق في مستوى اإلساءة الجسدية و اإلهمال تعزى للصف‪ .‬و توجد فروق في مستوى اإلساءة الجسدية و‬

‫النفسية واإلهمال تعزى لمكان السكن لصالح غرب غزة‪ ،‬و ال توجد فروق في اإلساءة الجنسية تعزى‬

‫لمكان السكن (أبو لمضي‪.)2015،‬‬

‫دراسة نسرين أحمد محمد القطروس (‪)2013‬‬

‫بعنوان خبرات اإلساءة في الطفولة و عالقتها بالخجل لدى عينة من المراهقين‪ .‬هدفت الدراسة إلى‬

‫الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة و ظاهرة الخجل‪ ،‬و التعرف على الفروق في مستوى الخجل‬

‫نتيجة الختالف(الجنس‪،‬المستوى االقتصادي‪،‬المستوى التعليمي)‪،‬شملت عينة الد ارسة (‪ )657‬طالبا و‬

‫طالبة من طالب الصف العاشر بمحافظة غزة‪ .‬و أسفرت النتائج إلى وجود عالقة ارتباطية دالة بين‬

‫خبرات اإلساءة من األب و مستوى الخجل‪ ،‬و وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين خبرات‬

‫‪29‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلساءة من األم و مستوى الخجل‪ ،‬ال توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الخجل لدى المراهقين تعزى‬

‫لمتغير الجنس‪ .‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوى الخجل لدى المراهقين تعزى لمتغير‬

‫المستوى االقتصادي و االجتماعي(القطروس‪.)2013،‬‬

‫دراسة أناس رمضان المصري (‪)2016‬‬

‫بعنوان خبرات اإلساءة في الطفولة و عالقتها بصورة الجسم لدى طالبات قسم علم النفس بجامعة‬

‫اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ .‬هدفت الدراسة إلى التعرف على العالقة بين خبرات اإلساءة في الطفولة‬

‫و عالقتها بصورة الجسم لدى طالبات قسم علم النفس و ذلك لدى عينة مكونة من (‪ )220‬طالبة‪.‬‬

‫ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة‪ :‬استمارة البيانات األولية‪ ،‬و استبانه صدمة الطفولة‪ ،‬و مقياس‬

‫تقييم المظهر‪ ،‬و قد أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية سالبة بين الخبرات اإلساءة في الطفولة و صورة‬

‫الجسم لدى طالبات قسم علم النفس‪ .‬كذلك تبين أن اإلساءة في الطفولة لها تأثير على صورة الجسم‬

‫بمعنى إمكانية التنبؤ بصورة الجسم من خالل اإلساءة في الطفولة‪ .‬كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق‬

‫دالة إحصائيا في متوسطات درجات صورة الجسم تبعا الختالف مستوى التحصيل الدراسي أو الحالة‬

‫االجتماعية‪ ،‬و أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الطالبات الالتي لم تتجاوز‬

‫أعمارهن ‪ 20‬عاما‪ ،‬ومن عمرهن أكثر من ‪ 20‬عاما في متوسطات درجاتهن على مقياس صورة الجسم‬

‫لصالح من عمرهن ‪ 20‬فأقل‪ ،‬حيث كان متوسط تقيمهن لصورة الجسم (‪ )3.75‬أكبر من المجموعة‬

‫األخرى (المصري‪.)2016،‬‬

‫دراسة أميل الشاوي‪ ،‬رياض لفتة(‪)2016‬‬

‫بعنوان تأثير خبرات الطفولة السلبية على الصحة الجسدية في مرحلة البلوغ‪ :‬نتائج الدراسة أجريت‬

‫في مدينة بغداد‪ .‬أجريت دراسة مقطعية خالل فترة من كانون الثاني ‪ 2013‬إلى كانون الثاني ‪،2014‬‬

‫استخدمت أساليب أخذ العينات متعدد المراحل في اختيار ‪ 13‬مركز للرعاية الصحية األولية‪ ،‬و ثمانية‬

‫‪30‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كليات في ثالث جامعات في بغداد‪ ،‬باإلضافة إلى معلمين من سبع مدارس ابتدائية و مدرستين ثانويتين‪،‬‬

‫و تم استخدام استبيان تجارب الطفولة الدولي القياسي المعدل‪ ،‬مع أسئلة ذات ارتباط باألسرة‪ ،‬و المراقبة‬

‫األبوية‪ ،‬و قد تم قياس الصحة البدنية باستبيان معدل مستمد من استبيان تقييم الصحة لمراكز السيطرة‬

‫على األمراض و الوقاية منها‪ ،‬و أظهرت النتائج من االنحدار اللوجيستي أن مستوى أعلى من الترابط‬

‫األسري (الربع الرابع) يتوقع أن يقلل من مخاطر األمراض الجسدية المزمنة إلى النصف تقريبا (نسبة‬

‫االرجحية‪ )0.57 :‬و أن التعرض لمستوى عال من الضعف األسري و سوء المعاملة (الربع الرابع) من‬

‫المتوقع أن يزيد من خطر األمراض الجسدية المزمنة بنسبة ‪( %81‬الشاوي و لفتة‪.)2016،‬‬

‫دراسة أميرة عبد الواحد و آخرون(‪)2016‬‬

‫بعنوان عالقة خبرات الطفولة ( المؤلمة و السارة) بتقدير الذات لدى طلبة كلية التربية الرياضية في‬

‫الجامعة المستنصرية‪ ،‬هدفت الدراسة إلى الكشف بين خبرات الطفولة و تقدير الذات لدى طلبة كلية‬

‫التربية الرياضية ‪،‬استخدم الباحثون المنهج المسحي و تكون مجتمع البحث من طلبة كلية التربية الرياضية‬

‫إذ تم اختيار (‪ )70‬طالبا من المرحلة الثالثة و بشكل عشوائي‪.‬و استخدم مقياس خبرات الطفولة (المؤلمة‬

‫و السارة) لدى الطلبة‪ .‬و توصلت النتائج إلى وجود فروق بين خبرات الطفولة السارة و تقدير الذات و‬

‫كذلك انعدام الفروق بين خبرات الطفولة المؤلمة و تقدير الذات لدى طلبة المرحلة الثالثة (عبد الواحد و‬

‫آخرون‪.)2016،‬‬

‫‪ .8‬موازنة الدراسات السابقة‪:‬‬

‫لقد اتفقت الدراسات السابقة التي تناولت خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة في عدة جوانب و تباينت في‬

‫جوانب أخرى‪.‬‬

‫▪ من حيث المنهج‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اتفقت جميع الدراسات السابقة التي تم تناولها على استخدام المنهج الوصفي و هو المنهج المتبع في‬

‫دراستنا الحالية‪.‬‬

‫▪ من حيث العينة‪:‬‬

‫شملت الدراسات السابقة على عينات مختلفة فنجد أن كل من دراسة درويش و آخرون(‪ ،)2015‬عبد‬

‫الواحد(‪ )2016‬كانت على طلبة الجامعة و هو ما يتفق مع دراستنا الحالية‪،‬أما دراسة المسحر(‪،)2007‬‬

‫و المصري (‪ )2016‬شملت طالبات الجامعة‪ ،‬دراسة أبو كرم(‪ )2018‬و القطروس(‪ )2013‬على عينة‬

‫من المراهقين‪ ،‬دراسة أبو لمضي(‪ )2015‬على طالبات المرحلة االبتدائية‪ ،‬و أخي ار دراسة الشاوي و لفتة‬

‫(‪ )2016‬كانت على البالغين‪.‬‬

‫▪ من حيث الموضوع‪:‬‬

‫رغم أن كل الدراسات السابقة اتخذت اإلساءة لألطفال موضوعا لها إال أنها اختلفت من حيث‬

‫المتغيرات المدروسة في عالقتها مع اإلساءة‪.‬فنجد دراسة عبد الواحد و آخرون (‪ )2016‬ربطت بين‬

‫خبرات الطفولة المؤلمة و السارة و تقدير الذات‪ ،‬في حين درست أبو كرم(‪ )2018‬دعم األصدقاء كمتغير‬

‫وسيط في العالقة بين خبرات اإلساءة في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و بحثت‬

‫القطروس(‪ )2013‬عالقة خبرات اإلساءة في الطفولة بالخجل‪،‬في حين اختارت أبو لمضي(‪)2015‬‬

‫عالقة كل من االكتئاب و األمن النفسي بخبرات اإلساءة في الطفولة‪ ،‬و ربطت المسحر(‪ )2007‬اإلساءة‬

‫بأعراض االكتئاب‪،‬و دراسة المصري(‪ )2016‬ربطتها بصورة الجسم‪،‬و اختار الشاوي و لفتة(‪)2016‬‬

‫دراسة خبرات اإلساءة و تأثيرها على الصحة الجسدية‪ ،‬من جهة أخرى نالحظ أن دراسة درويش(‪)2015‬‬

‫درست مفهوم و أشكال اإلساءة بإضافة إلى مؤشراتها‪.‬‬

‫▪ من حيث النتائج‪:‬‬

‫تباينت النتائج المتحصل عليها من دراسة إلى أخرى‪ ،‬و معظمها و جدت عالقة ارتباطية دالة و‬

‫‪32‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تأثي ار داال لإلساءة التي يتعرض لها الطفل و المتغيرات التالية‪ :‬الخجل‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬أعراض االكتئاب‪.‬‬

‫أشارت لهذه النتائج كل من دراسة القطروس(‪،)2013‬و دراسة أبو لمظي(‪ )2015‬و المسحر(‪.)2007‬‬

‫وجود ارتباط سالب بين اإلساءة و صورة الجسم و تقدير الذات و األمن النفسي أشارت إليها كل من‬

‫دراسة المصري(‪ ،)2016‬عبد الواحد و آخرون(‪ ،)2016‬و أبو لمظي(‪ )2015‬أسفرت دراسة أبو‬

‫بكر(‪ ) 2018‬على قبول النموذج المفترض حيث كان الدعم المدرك من قبل األصدقاء يتوسط العالقة بين‬

‫خبرات اإلساءة في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬أما دراسة درويش و آخرون(‪ )2015‬أن‬

‫الترتيب التنازلي لمجاالت األداة حسب المستجبين‪ :‬اإلهمال‪ ،‬فالعاطفة‪،‬الجنسية فالجسمية‪ ،‬وأن المستجيبين‬

‫يرفضون اإلساءات بكل أشكالها‪ .‬أما دراسة الشاوي و لفتة(‪ )2016‬تنبأت بأن سوء المعاملة من المتوقع‬

‫أن يزيد من خطر األمراض الجسدية المزمنة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تطرقنا في هذا الفصل إلى تحديد مفهوم اإلساءة إلى الطفل‪ ،‬و كذا أنماطها و أشكالها‪ ،‬ثم‬

‫اإلحصائيات المرتبطة بها عالميا و محليا ثم عرجنا إلى النظريات المفسرة لهذه الظاهرة فاألسباب و‬

‫اآلثار‪ .‬و أخي ار الدراسات السابقة التي تناولت موضوع اإلساءة إلى األطفال و التعليق عليها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصـــل الثالــــث‪ :‬اضطراب الشخصية التجنبيـة‬


‫تمهيــــد‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الشخصية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهـوم اضطراب الشخصية‪.‬‬
‫‪ -3‬تصنيف اضطرابات الشخصية‬
‫‪ -4‬مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬
‫‪ -5‬سمات اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬
‫‪ -6‬المعايير التشخيصية الضطراب الشخصية التجنبية‬
‫‪ -7‬التشخيص الفارقي الضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬
‫‪ -8‬دراسات سابقة تناولت اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬
‫‪ -9‬موازنة الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -10‬اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪.‬‬
‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يتضمن هذا الفصل عرضا ألحد متغيرات الدراسة األساسية و هو اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬حيث‬

‫تطرقنا في البداية إلى مفهوم الشخصية(‪ )Personality‬و هي كلمة مشتقة من لفظة(‪ )Persona‬استخدمت‬

‫في اللغات األوروبية المنحدرة من أصول يونانية‪ ،‬و هي مركبة من لفظتين بير‪-‬سوناري(‪ ) Per-sonar‬و‬

‫تعني عبر أو عن طريق الصوت‪ ،‬و كانت تعني في الحضارة اإلغريقية القناع الذي يضعه الممثل على وجهه‬

‫لغرض أداء الدور و إيضاح الصفات المميزة التي يتطلبها الدور في الشخصية (األمارة‪.)14-13 ،2014،‬‬

‫و سنتناول في هذا الفصل إضافة إلى مفهوم الشخصية‪ ،‬مفهوم اضطراب الشخصية و تصنيف اضطرابات‬

‫الشخصية وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس (‪ )5-DSM‬و مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫سماته و نسبة انتشاره و المعايير التشخيصية له وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس و التشخيص‬

‫الفارقي و الدراسات السابقة التي تناولت اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بمتغيرات أخرى و موازنة هذه‬

‫الدراسات‪ ،‬ثم حوصلة للدراسة النظرية حول اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في الطفولة‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم الشخصية ‪:‬‬


‫يعرف أي ـزنك الشخصية على أنها" التنظيم الثابت المستمر نسبيا لخلق الشخص و مزاجه و ذكائه و‬

‫جسده‪ ،‬و الذي يحدد تكيفه الفريد مع محيطه"‪ .‬و هناك من علماء النفس من أكدوا على التعلم السابق و‬

‫العوامل الظرفية الحالية في تعريفاتهم للشخصية مثل تعريف والتر ميشيل بأنها "األنماط المميزة من السلوك‪،‬‬

‫ربما في ذلك األفكار و العواطف التي تميز تكيف الفرد للظروف (الحاالت) في حياته "(الرقاد‪. )2017،15،‬‬

‫و يشير جوردون ألبــرت على أنها ذلك "التنظيم الدينامي داخل الفرد لتلك األجهزة الجسمية و النفسية التي‬

‫تحدد سلوكه و فكره المميزين" (األمارة‪.)16 ،2014 ،‬‬

‫ويﺮى كيس أنها "البصمة النفسية التي ال يمكن أن يشترك فيها أي شخص مع اآلخرين مهما بلغت‬

‫‪36‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫درجة التشابه الظاهري" (مشاعل‪.)2005،41،‬‬

‫و حسب ليندادافيـ ــدون فهي" تلك األنماط المستمرة و المتسقة نسبيا من اإلدراك و اإلحساس و‬

‫السلوك التي تبدو لتعطي الناس ذاتيتهم المميزة‪ .‬و الشخصية تكوين اختزالي يتضمن األفكار‪ ،‬الدوافع‪،‬‬

‫واالنفعاالت‪ ،‬و الميول و االتجاهات‪ ،‬و القدرات و الظواهر المشابهة" (غباري و أبو شعيرة‪.)2015،16 ،‬‬

‫و يقول كارل يونغ أن الشخصية في األصل هي القناع الذي يحجب به الممثل وجهه‪ ،‬و القناع هو‬

‫النظام الذي يتبعه الفرد في تكيفه مع العالم‪ ،‬أو هو الطريقة التي يتبعها في تعامله مع العالم (غباري و أبو‬

‫شعيرة‪.)307 ،2015 ،‬‬

‫و ذه ــب جيمس ريف ــر إلى تع ـ ـريف الشخصية على أنها "التنظيم الدينامي المتكامل لخصائص الفرد‬

‫الفيزيقية و العقلية و الخلقية و االجتماعية كما يعبر عن نفسه أمام اآلخرين في مظاهر األخذ والعطاء في‬

‫الحياة االجتماعية"‪ .‬وهي بهذا تشمل الجوانب الطبيعية و المكتسبة عن الدفعات والعادات و الميول و العقد‬

‫و العواطف و المثاليات و اآلراء والمعتقدات الخاصة بالفرد و التي تتضح من عالقاته و تفاعالته مع‬

‫وسطه االجتماعي (فرج طه و آخرون‪ .)238،‬و عليه يمكن أن نلخص مما ورد في التعاريف السابقة‬

‫للشخصية على أنها التنظيم الدينامي الثابت و المستمر الناتج عن التفاعل و التداخل لمكونات الفرد‬

‫البيولوجية و النفسية و البيئية و العقلية‪ ،‬يظهر في شكل سمات تتضح من خالل عالقاته و تفاعله مع‬

‫غيره‪ .‬هذه السمات التي تتيح لإلنسان في الحالة السوية النمو و النشاط و التالؤم مع الحياة‪ ،‬و لكنها قد‬

‫تنحرف لدى البعض فتصبح جامدة و متحجرة ال تسمح له باالستجابة للمتطلبات الحياتية بمرونة و تسبب‬

‫له حياة مليئة بالتعاسة و الشقاء‪ ،‬و تعيقه عن مواجهة متطلبات الحياة و متغيراتها‪ ،‬و هذا ما يصطلح عليه‬

‫باضطراب الشخصية (غانم‪.)160 ،2006،‬‬

‫‪ .2‬مفهوم اضطراب الشخصية‪:‬‬

‫إن ما يميز اضطراب الشخصية هو عدم التوافق بين الشخص وبيئته ‪ ،‬فمضطرب الشخصية يعاني‬

‫‪37‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مما يحيط به‪ ،‬فالذي يشكو منه إذا هم المحيطون به‪ ،‬أي المجتمع‪ ،‬و تكون هذه االضطرابات متوافقة مع‬

‫الذات‪ ،‬حتى أنه يظل على اتصال بالواقع‪ ،‬و إن كان هذا االتصال مضطربا يؤدي إلى شكوى البيئة‪،‬‬

‫ويعوق تكيفه نتيجة لرفض اآلخرين له‪ .‬وتعتبر اضطرابات الشخصية نتاج لتراكم طويل للخبرات‪ ،‬و‬

‫اندماجها مع الكيانات الشخصية السابقة لها‪ ،‬و هي ليست محدودة أو حادة أو حديثة بل هي موجودة و‬

‫تمثل انتقاال من طريقة معينة للتكيف إلى طريقة أخرى‪ ،‬و كل الطرق التي تختارها قد ال تكون سوية أو قد‬

‫رب العالقة مع اآلخر(غباري و أبو شعيرة‪.)312 ،2015 ،‬‬


‫تحمل سمات اضط ا‬

‫يعرف اضطراب الشخصية في التصنيف الدولي العاشر(‪ )10-ICD‬أنه"‪...‬أنماط سلوكية عميقة‬

‫الجذور و دائمة تتجلى في شكل استجابات غير مرنة في كثير من المواقف الشخصية و االجتماعية‪ ،‬و‬

‫تمثل انحرافات متطرفة أو دالة عن طريق إدراك الفرد المتوسط في ثقافة معينة و تفكيره و شعوره‪ ،‬و يرتبط‬

‫بشكل خاص باآلخرين تميل هذه األنماط السلوكية إلى الثبات‪ ،‬و تشمل مجاالت متعددة من السلوك و‬

‫األداء النفسي‪ ،‬و كثيرا‪ ،‬لكن ليس دائما ما ترتبط بدرجات متنوعة الكرب الذاتي و المشاكل في األداء‬

‫االجتماعي و االنجاز(ماكموران و هوارد‪.)24 ،2011،‬‬

‫و أوردت الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي (‪ )A.P.A‬في الدليل التشخيصي و اإلحصائي‬

‫الخامس لالضطرابات النفسية و العقلية (‪ )5-DSM‬تعريف الضطراب الشخصية على أنه "نمط دائم من‬

‫الخبرة الداخلية والسلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عن توقعات ثقافة الفرد‪ ،‬فهو واسع االنتشار وغير مرن‪،‬‬

‫وله بداية في مرحلة المراهقة أو في سن الرشد المبكر‪ ،‬ومستقر بمرور الوقت‪ ،‬ويؤدي إلى الضيق أو‬

‫الضعف" )‪ .(APA,2013,645‬فالشخصية المضطربة هي الشخصية التي تنطوي على خصائص معينة‬

‫تسبب اضطراب توافق الفرد مع نفسه أو مع اآلخرين‪ .‬مع شعوره بالمعاناة و عدم السعادة لوجود مثل هذا‬

‫االضطراب و نظ ار لتشابه اضطرابات الشخصية مع العديد من النفسية‪ ،‬فقد ال يرى الفرد أنه يعاني من‬

‫‪38‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مشكلة مع خصائص شخصيته و بالتالي ال يمكن تشخيص اضطراب الشخصية إال إذا ما تسبب‬

‫االضطراب في شعور الفرد بالتعاسة و المعاناة أكثر من المعتاد‪ ،‬وقد تسبب اضطرابات الشخصية المعاناة‬

‫للمحيطين بالفرد و زمالئه في العمل أو أطفاله أو زوجته و ما إلى ذلك أكثر مما تسببه للفرد نفسه‪.‬‬

‫إذن يمكن القول أن اضطراب الشخصية هو انحراف سمات الشخصية عن توقعات ثقافة الفرد فتصبح‬

‫غير مرنة و ال متوافقة في التعامل مع البيئة و في تصور الفرد لذاته و تسبب له خلال في أداء وظائفه و‬

‫الشعور بالمعاناة (غانم‪.)2006،160،‬‬

‫و قد تتشابه اضطرابات الشخصية مع العديد من االضطرابات النفسية‪ ،‬فقد ال يرى الفرد أنه يعاني من‬

‫مشكلة مع خصائص شخصيته و بالتالي ال يمكن تشخيص اضطراب الشخصية إال إذا تسبب االضطراب‬

‫في شعور الفرد بالتعاسة و المعاناة أكثر من المعتاد‪ ،‬وقد تسبب اضطرابات الشخصية المعاناة للمحيطين‬

‫بالفرد و زمالئه في العمل أو أطفاله أو زوجته و ما إلى ذلك أكثر مما تسببه للفرد نفسه (إبـراهيم‬

‫وعسكر‪.)84 ،2008‬‬

‫و تشير تقديرات االنتشار للمجموعات المختلفة الضطرابات الشخصية إلى ‪ ٪5.7‬لالضطرابات في‬

‫المجموعة أ‪ ،‬و ‪ ٪1.5‬الضطرابات المجموعة ب‪ ،‬و ‪ ٪6.0‬الضطرابات المجموعة ج‪ ،‬و ‪ ٪9.1‬ألي‬

‫اضطراب في الشخصية‪ ،‬مما يشير إلى تكرار حدوث اضطرابات من مجموعات مختلفة‪ .‬تشير البيانات‬

‫المأخوذة من المسح الوطني لألوبئة ‪ 2002-2001‬حول الكحول والحاالت ذات الصلة إلى أن ما يقرب‬

‫من ‪ ٪15‬من البالغين في الواليات المتحدة يعانون من اضطراب شخصية واحد على األقل‬

‫)‪ .(APA,2013,646‬فالكثير من األفراد الذين نتعامل معهم و يديرون شؤوننا قد يكونون مصابين باضطراب‬

‫نمط معين من أنماط الشخصية‪ ،‬و يمارسون اضطرابهم و سلوكهم على اآلخرين‪ ،‬و يعتقدون أنهم يفعلون‬

‫الصواب تجاههم(غانم‪ .)156 ،2000،‬وقد صنفت هذه االضطرابات في ثالث مجموعات تبعا للسمات‬

‫المشتركة بينها ‪ ،‬نعرضها في العنصر الموالي‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .3‬تصنيف اضطرابات الشخصية‪:‬‬

‫تم تصنيف اضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس )‪ (DSM-5‬الذي لم‬

‫يط أر فيه أي تغيير عن الدليل الرابع المعدل )‪ (DSM-4‬إلى ثالث مجموعات سميت بالمصفوفات‬

‫)‪ (CLUSTERS‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬المجموعـــــــــــــة أ)‪ :(STRANGE‬و تشمل اضطرابات الشخصية بجنون العظمة والفصام‬

‫غالبا ما يبدو األفراد المصابين بهذه االضطرابات غريبين أو غريبي األطوار و‬


‫والشيزوتيبال‪ .‬و ً‬

‫لذلك سميت بالمجموعة الغريبة‪.‬‬

‫‪ .2‬المجموعــــــــــة ب )‪ :(DRAMATIC‬وتشمل اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع‪،‬‬

‫غالبا ما يظهر األفراد المصابون بهذه االضطرابات بشكل‬


‫والحدودية‪،‬والهيستريونية‪ ،‬والنرجسية‪ً .‬‬

‫درامي أو عاطفي أو غير منتظم و لذلك سميت بالمأساوية‪.‬‬

‫‪ .3‬المجموعـــــــــة ج‪ :‬و تتضمن اضطرابات الشخصية التجنبية والمعتمدة و القهرية‪ .‬و ً‬


‫غالبا ما يبدو‬

‫األفراد المصابين بهذه االضطرابات قلقين أو خائفين‪ .‬و هذا التصنيف و الجدول رقم(‪ )01‬يوضح‬

‫ذلك‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن نظام المجموعات هذا‪ ،‬على الرغم من أنه مفيد في بعض المواقف‬

‫البحثية والتعل يمية‪ ،‬إال أنه يعاني من قيود خطيرة ولم يتم التحقق من صحته باستمرار‪ .‬عالوة على‬

‫كثير ما يعاني األفراد من اضطرابات شخصية متزامنة من مجموعات مختلفة‬


‫ًا‬ ‫ذلك ‪،‬‬

‫)‪.(APA,2013,646‬‬

‫‪40‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

(DSM-5) ‫) تصنيف االضطرابات النفسية حسب‬01(‫جدول رقم‬

Tableau(01) DSM-5 Classification (APA,2013,645)


Personality Disorders

Cluster A Personality Disorders

301.0 (F60.0) Paranoid Personality Disorder (649)

301.20 (F60.1) Schizoid Personality Disorder (652)

301.22 (F21) Schizotypal Personality Disorder (655)

Cluster B Personality Disorders

301.7 (F60.2) Antisocial Personality Disorder (659)

301.83 (F60.3) Borderline Personality Disorder (663)

301.50 (F60.4) Histrionic Personality Disorder (667)

301.81 (F60.81) Narcissistic Personality Disorder (669)

Cluster C Personality Disorders

301.82 (F60.6) Avoidant Personality Disorder (672)

301.6 (F60.7) Dependent Personality Disorder (675)

301.4 (F60.5) Obsessive-Compulsive Personality Disorder (678)

Other Personality Disorders

310.1 (F07.0) Personality Change Due to Another Medical Condition (682)


Specify whether: Labile type, Disinhibited type. Aggressive type,
Apathetic type. Paranoid type. Other type. Combined type.
Unspecified type
301.89 (F60.89) Other Specified Personality Disorder (684)

301.9 (F60.9) Unspecified Personality Disorder (684)

‫وقد حظيت اضطرابات الشخصية في السنوات األخيرة باالهتمام نظ ار لما تسببه للفرد من انهاك‬

‫للحياة االجتماعية و مشاكل في األداء المهني و حتى في تعامله مع ذاته و من بينها اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية المصنف في المجموعة (ج) و هو أحد متغيرات الدراسة الحالية الذي سنعرض‬

41
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فيما يلي مفهومه و معدل انتشاره والسمات المميزة له و المعايير التشخيصية التي حددتها الجمعية‬

‫األمريكية للطب النفسي و العقلي (‪.)APA‬‬

‫‪ .4‬مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫ووصف هذه الشخصية على‬ ‫ميلون‪(Milon) 1969‬‬ ‫أول من صاغ مصطلح "الشخصية التجنبية" هم‬

‫أنها" تتكون من نمط " النشاط المنفصل‪ ،‬وتمثل الخوف و عدم الثقة في اآلخرين و المفرط في‬

‫الحساسية و المفرط في الجماليات" و حسبه فان الحساسية العالية هي الخاصية األساسية في هذا‬

‫النوع من اضطراب الشخصية‪ ،‬وهذا هو السبب الذي يجعل المصابين باضطراب الشخصية التجنبية‬

‫كارهين الدخول في عالقات اجتماعية حتى و إن كانوا سيحصلون على قبول اآلخرين لهم (إبراهيم و‬

‫محمد ‪ .)285 ،2019،‬كما أن األلفة و المودة غالبا ما تكون صعبة جدا بالنسبة لهؤالء األفراد‪ ،‬بالرغم‬

‫من أنهم قادرين على إقامة العالقات الحميمة عندما يكون هناك ضمان بقبول غير ناقد (المرجع‬

‫السابق‪.)283 ،2019،‬‬

‫ظهر مصطلح اضطراب الشخصية التجنبية )‪ (APD‬ألول مرة في اإلصدار الثالث للدليل‬

‫التشخيصى واإلحصائي لألمراض العقلية عام ‪ ،1980‬أما أعراضه فقد تم إدراجها في اإلصدار‬

‫الرابع)‪ ،(DSM-4‬ويصنف اضطراب الشخصية التجنبية ضمن المجموعة الثالثة من اضطرابات‬

‫الشخصية إلى جانب اضطراب الشخصية اضطراب الشخصية المتعلقة و اضطراب الشخصية‬

‫القهرية‪.‬‬

‫و تعرفه الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي )‪ (APA‬أنه" نمط منتشر من التثبيط‬

‫االجتماعي‪ ،‬والشعور بعدم المالئمة ‪ ،‬وفرط الحساسية للتقييم السلبي‪ ،‬يبدأ في مرحلة البلوغ‬

‫المبكر)‪ ".(APA,2013,672‬و يظهر في(أربعة أو أكثر) من السياقات التاليـة‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ )1‬تجنب األنشطة المهنية التي تنطوي على عالقات شخصية كبيرة االتصال بسبب مخاوف من‬

‫النقد أو الرفض أو الرفض‪.‬‬

‫‪ )2‬غير راغب في االنخراط مع الناس ما لم يكن على يقين من أنه محبوب‪.‬‬

‫‪ )3‬يظهر ضبط النفس في العالقات الحميمة بسبب الخوف من التعرض للعار أو السخرية‪.‬‬

‫‪ )4‬يكون منشغالً بالتعرض للنقد أو الرفض في المواقف االجتماعية‪.‬‬

‫‪ )5‬يتم تثبيطه في المواقف الشخصية الجديدة بسبب مشاعر عدم الكفاية‪.‬‬

‫شخصيا ‪ ،‬أو أدنى من‬


‫ً‬ ‫اجتماعيا ‪ ،‬أو غير جذابة‬
‫ً‬ ‫‪ )6‬ينظر إلى الذات على أنها غير كفؤة‬

‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪ )7‬يتردد بشكل غير عادي في المخاطرة الشخصية أو االنخراط في أي أنشطة جديدة ألنها قد‬

‫تكون محرجة ‪(APA,2013,673).‬‬

‫و يرى إبراهيم وعسكر(‪ )2008‬أنه ‪ :‬نمط ثابت من النشاط االجتماعي المكفوف والشعور بنقص‬

‫الكفاية الشخصية مع الحساسية الزائدة للتقييمات السلبية ويبدأ في بداية الرشد ويبرز في العديد من‬

‫السياقات (إبـ ـ ـ ـ ـراهيم وعسكر‪. )2008،94،‬إذن يتميز اضطراب الشخصية التجنبية بأحاسيس مستمرة واسعة‬

‫المدى بالتوتر و التوجس‪ ،‬و اعتياد الوعي الشديد بالذات و أحاسيس بعدم األمان و الدونية‪ ،‬و السعي‬

‫الدائم لحب اآلخرين و قبولهم‪ ،‬و حساسية مفرطة نحو الرفض و النقد‪ ،‬و رفض الدخول في أي‬

‫عالقات‪ ،‬إال بعد الحصول على ضمانات شديدة بالقبول غير المشروط بنقد‪ ،‬و ارتباطات شخصية‬

‫محدودة جدا‪ ،‬و استعداد دائم للمبالغة في األخطار أو المخاطر و لكن ليس لحد التجنب الموجود في‬

‫الرهاب‪ ،‬و أسلوب الحياة محدود بسبب الحاجة الدائمة إلى التأكد من األشياء و الشعور باألمان‬

‫(عكاشة‪.)705 ،2010،‬‬

‫‪43‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و تشير اإلحصائيات الواردة في الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع )‪(DSM-4‬أن نسبة انتشار‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية في المجتمع العام تتراوح عموما من (‪ .)%1.5-0.5‬وفي العيادات‬

‫الخاصة يتم تشخيص هذا االضطراب لدى حوالي (‪ )%10‬هذا و تشير اإلحصائيات الصادرة عن‬

‫المركز القومي للدراسات الوبائية على الكحول ما بين العامين (‪ )2001-2000‬إلى ارتفاع هذه‬

‫النسبة لتصل إلى(‪ )2,4%‬حسب )‪.(DSM-5‬و يبدو أن اضطراب الشخصية التجنبية متكرر بشكل‬

‫ٍ‬
‫متساو بين الذكور واإلناث رغم وجود تباين في الدرجة التي تنظر بها المجموعات الثقافية والعرقية‬

‫المختلفة إلى الخجل والتجنب حسب االقتضاء‪ .‬عالوة على ذلك قد يكون السلوك التجنبي نتيجة‬

‫مشاكـل في التثاقف بعد الهجرة ‪ (APA,2013,674).‬و غالباً ما يبدأ السلوك التجنبي في سن الرضاعة‬

‫أو الطفولة مع الخجل والعزلة والخوف من الغرباء والمواقف الجديدة‪ .‬على الرغم من أن الخجل في‬

‫الطفولة هو نذير شائع الضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬إال أنه يميل إلى التبدد تدريجياً لدى معظم‬

‫األفراد مع تقدمهم في السن‪ .‬على النقيض من ذلك ‪ ،‬قد يصبح األفراد الذين يعانون من اضطراب‬

‫وتجنبا خالل فترة المراهقة والبلوغ المبكر‪ ،‬عندما تصبح العالقات‬


‫ً‬ ‫خجال‬
‫ً‬ ‫الشخصية التجنبية أكثر‬

‫االجتماعية مع أشخاص جدد ذات أهمية خاصة‪ .‬هناك بعض األدلة على أن اضطراب الشخصية‬

‫وضوحا أو يتحول مع تقدم العمر‪ .‬يجب استخدام هذا‬


‫ً‬ ‫التجنبية عند البالغين يميل إلى أن يصبح أقل‬

‫مناسبا‬
‫ً‬ ‫التشخيص بحذر شديد عند األطفال والمراهقين ‪ ،‬الذين قد يكون السلوك الخجول والمتجنب لهم‬

‫من الناحية التنموية )‪.(APA,2013,674‬‬

‫‪ .5‬سمات اضطراب الشخصية التجنبيــــــة‪:‬‬

‫إن السمة األساسية في اضطراب الشخصية التجنبية هي نمط متعمق من عدم الراحة‬

‫االجتماعية و الخجل و الخوف من النقد الذي يسبب ألما كبي ار للمصابين بهذا االضطراب و يحطم‬

‫‪44‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫معنوياتهم‪ ،‬باإلضافة إلى التوتر في المواقف االجتماعية خوفا من قول الكالم غير المناسب أو عدم‬

‫القدرة على اإلجابة عن سؤال‪ ،‬حيث يصابون باحمرار الوجه و البكاء‪ .‬يتسم ذوي اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية بسمات عديدة يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪ً .1‬‬
‫غالبا ما يقوم األفراد المصابون باضط ارب الشخصية التجنبية بتقييم حركات وتعبيرات األشخاص‬

‫الذين يتعاملون معهم‪ .‬و سلوكهم المخيف والمتوتر قد يثير السخرية واالستهزاء من اآلخرين ‪ ،‬وهذا‬

‫بدوره يؤكد شكوكهم الذاتية‪.‬‬

‫‪ .2‬هؤالء األفراد قلقون ً‬


‫جدا بشأن احتمال أن يتفاعلوا مع النقد بالحمرة أو البكاء‪ .‬ويصفهم اآلخرون‬

‫بأنهم "خجولون" و "وحيدون" و "منعزلون"‪ .‬تحدث المشاكل الرئيسية المرتبطة بهذا االضطراب في‬

‫األداء االجتماعي والمهني‪.‬‬

‫‪ .3‬يرتبط تدني احترام الذات وفرط الحساسية للرفض باتصاالت شخصية مقيدة‪ .‬قد يصبح هؤالء‬

‫نسبيا وعادة ال يكون لديهم شبكة دعم اجتماعي كبيرة يمكن أن تساعدهم في‬
‫ً‬ ‫األفراد منعزلين‬

‫مواجهة األزمات‪ .‬إنهم يرغبون في المودة والقبول وقد يتخيلون العالقات المثالية مع اآلخرين‪.‬‬

‫سلبا على األداء المهني ألن هؤالء األفراد يحاولون تجنب‬ ‫‪ .4‬يمكن أن تؤثر السلوكيات التجنبية ً‬
‫أيضا ً‬

‫أنواع المواقف االجتماعية التي قد تكون مهمة لتلبية المتطلبات األساسية للوظيفة أو للتقدم‬

‫)‪.(APA,2013, 674‬‬

‫و لتشخيص هذا االضطراب كان البد من االستناد لمجموعة من المعايير التشخيصية التي تم‬

‫تحديدها في الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس و التي سنعرضها الحقا‪.‬‬

‫‪ .6‬المعايير التشخيصية الضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫لقد وضعت الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي سبعة معايير لتشخيص اضطراب‬

‫‪45‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشخصية التجنبية‪ ،‬حيث إن توفر أربع معايير أو أكثر تصنف األفراد باضطراب الشخصية التجنبية‬

‫من عدمه نوردها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬يتجنب األفراد المصابون باضطراب الشخصية التجنبية أنشطة العمل التي تنطوي على اتصال‬

‫شخصي كبير بسبب مخاوف من النقد أو الرفض‪ .‬فقد يتم رفض عروض الترقيات الوظيفية ألن‬

‫المسؤوليات الجديدة قد تؤدي إلى انتقادات من زمالء العمل‪.‬‬

‫‪ .2‬يرفض االنخراط مع الناس ما لم يكن متيقناً أنه سيكون محبوباً‪ .‬فهو يتجنب تكوين عالقات‬

‫جديدة إذ لم يكن متأكد من أنه سيكون محل أعجاب وقبول اآلخرين بدون التعرض للنقد‪ ,‬يعتقد أن‬

‫اآلخرين هم أفراد ناقدون ومستنكرون‪ ،‬إذ لم يجتازوا اختبارات شديدة تثبت العكس‪ .‬باإلضافة إلى أن‬

‫األفراد المشخصون بهذا االضطراب لن يكونوا جزءا من النشاطات الجماعية إذ لم تكن هنالك عروض‬

‫متكررة ومستمرة من الدعم والرعاية (المرجع السابق‪.)2013،‬‬

‫‪ .3‬يبدي تحفظا في العالقات الحميمة بسبب الخوف من أن يكون موضع سخرية وخزي‪ .‬فالتآلف‬

‫غالبا ما يكون صعب وبشكل كبير بالنسبة لهؤالء األفراد‪ ،‬إذ وبالرغم من أنهم قادرون على تكوين‬

‫عالقات قوية عندما يكون هنالك ضمان بقبول تام غير ناقد‪ .‬فهم غالبا ما تكون لديهم صعوبة في‬

‫الحديث عن أنفسهم ويتصرفون بتحفظ ‪ ,‬إذ يحتفظون بمشاعرهم الخاصة ألنفسهم خوفا من التعرض‬

‫للسخرية أو العار‪.‬‬

‫‪ .4‬إذا تعرض المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى الرفض أو النقد و لو بدرجة بسيطة‪،‬‬

‫فانههم يشعرون بأذى شديد‪ .‬إنهم يميلون إلى أن يكونوا خجولين وهادئين ومثبطين و "غير مرئيين"‬

‫فوضا‪ .‬إنهم يتوقعون أنه بغض النظر عما‬


‫مهينا أو مر ً‬
‫ً‬ ‫بسبب الخوف من أن أي اهتمام قد يكون‬

‫شيئا على اإلطالق‪ .‬يتفاعلون بقوة مع‬


‫يقولونه ‪ ،‬سيرى اآلخرون أنه "خطأ"‪ ،‬وبالتالي قد ال يقولون ً‬

‫‪46‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اإلشارات الدقيقة التي توحي بالسخرية أو‪ .‬على الرغم من توقهم ألن يكونوا مشاركين فاعلين في الحياة‬

‫االجتماعية‪ ،‬فإنهم يخشون وضع رفاهيتهم في أيدي اآلخرين (المرجع السابق‪.)2013،‬‬

‫‪ .5‬متثبط في المواقف الجديدة مع الناس بسبب الخوف من عدم الكفاءة‪ .‬حيث يظهر عليه الخجل‬

‫والهدوء‪ ،‬فيكون مياال إلى االمتناع والتواري عن أنظار اآلخرين بسبب خوفه من أن أي انتباه إليه‬

‫يمكن قد يكون مهينا أو نابذا ساخ ار منه‪ .‬كما أنه يتوقع بأن أي كالم يقوله فان اآلخرين سيعتبرونه‬

‫"خاطئ" ونتيجة لذلك فإنه قد ال يقول شيئا أبدا‪ ،‬كما أنه يستجيب بشكل كبير للتلميحات غير الواضحة‬

‫التي توحي بالتهكم أو السخرية‪ .‬و بالرغم من رغبته الشديدة بأن يكون فعاال في الحياة عامة والمواقف‬

‫االجتماعية خاصة أال انه يخشى وضع مصالحه بين أيدي اآلخرين‪.‬‬

‫‪ .6‬ينظر إلى نفسه على أنه غير كفؤ اجتماعياً‪ ،‬غير جذاب شخصياً‪ ،‬أو أقل شأناً من اآلخرين‪ .‬وأنه‬

‫أقل شأنا من اآلخرين ‪,‬وأن هذه الشكوك فيما يتعلق بالكفاءة االجتماعية والجاذبية الشخصية تصبح‬

‫واضحة بشكل كبير في المواقف التي تشمل تفاعالت مع الغرباء(المرجع السابق‪.)2013،‬‬

‫‪ .7‬يعارض القيام بمخاطرات شخصية‪ ,‬أو االنخراط في أي أعمال جديدة‪ ,‬فيتجنب النشاطات نتيجة‬

‫الخوف من اإلحراج‪ ,‬إذ انه يميل إلى المبالغة في المخاطر المحتملة للمواقف المعتادة أو االعتيادية‪،‬‬

‫وكنتيجة ألسلوب الحياة الضيق الناتج عن حاجتهم إلى الثقة واألمن إذ إنه من الممكن أن يقوم أحد‬

‫المشخصين بهذا االضطراب بإلغاء مقابلة عمل بسبب خوفه من اإلح ارج نتيجة لعدم ارتداءه المالبس‬

‫على نحو مناسب أو الئق‪,‬و غيرها من المشكالت التي يمكن أن تكون السبب في تجنب النشاطات‬

‫الجديدة (المرجع السابق‪.)2013،‬‬

‫‪47‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .7‬التشخيص الفـارقي الضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫قد يتم الخلط بين اضطراب الشخصية التجنبية و اضطرابات الشخصية األخرى ألن لهما سمات‬

‫بناء على االختالفات في سماتها‬


‫مشتركة معينة‪ .‬لذلك‪ ،‬من المهم التمييز بين هذه االضطرابات ً‬

‫المميزة‪ .‬و سنرى فيما يلي أهم اضطرابات الشخصية التي تتداخل مع اضطراب الشخصية التجنبية و‬

‫كيف يتم التفريق بينهما‪.‬‬

‫‪ 1-7‬اضطراب الشخصية التجنبية و اضطراب القلق االجتماعي‪:‬‬

‫كبير من التداخل بين اضطراب الشخصية التجنبية (‪ )APD‬واضطراب القلق‬


‫قدر ًا‬
‫يبدو أن هناك ًا‬

‫االجتماعي(الرهاب االجتماعي‪ )SAD‬لذلك القت العالقة بينهما الكثير من االهتمام‪ .‬فهما يشتركان في‬

‫الضعف الوراثي ‪ ،‬ولكن قد يكون لهما عوامل خطر بيئية مميزة تشكل االختالفات النوعية‬

‫(‪ .)2016,64,Lampe‬كذلك سمة التجنب التي تميز كالهما و غالبا ما يحدثان معا‪.‬‬

‫و حسب دراسة شاينر (‪ )1991.Schneier‬أن من(‪ )%1،22‬إلى (‪ )%70‬من مرضى القلق‬

‫االجتماعي يشخصون ضمن مرضى الشخصية التجنبية (بلحسيني‪ .)39،2011،‬و النتائج التي توصلت‬

‫لها دراسة (‪)2007,Hummelen,et al‬التي أجريت على عينة كبيرة تتكون من (‪ )2192‬من‬

‫المرضى الذين تم تقييمهم بدقة‪ ،‬و كان معظمهم مصابا باضطرابات الشخصية‪ .‬أن القلق االجتماعي‬

‫أكثر ارتباطا باضطراب الشخصية التجنبية مقارنة باضطرابات الشخصية األخرى‪ ،‬كذلك سمة القلق‬

‫التي تميز اضطراب الشخصية التجنبية و هي على نحو متساو مع الرهاب االجتماعي‪ ,‬ولكنها اقل من‬

‫ذوي الرهاب االجتماعي الذي يكون قلقه قاص ار على مواقف معينة إلى حد كبير ومتميز في ظهوره‪.‬‬

‫وكالهما منتشر بقدر متساوي بين الذكور واإلناث‪ .‬كذلك ذوو الشخصية التجنبية لديهم مهارات‬

‫اجتماعية اقل من ذوي القلق االجتماعي إال أن اضطراب الشخصية التجنبية )‪(APD‬يمثل الشكل‬

‫األكثر حدة مقارنة بالقلق االجتماعي فيما يتعلق بمستويات اإلع ارض والخوف من التقييم السلبي‬

‫‪48‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والقلق والتجنب‪ .‬ويختلف عن االضطراب اإلجتنابي الهروبي عند األطفال و المراهقين في الشدة و‬

‫الشمولية و االستم اررية‪ ،‬و يمكن لالضطراب االجتنابي الهروبي عند األطفال أن يهيئ لتطور‬

‫الشخصية التجنبية (المالح‪. )85 ،1995،‬‬

‫وقد تكون العالجات التكميلية الموجزة التي تتضمن استراتيجيات سلوكية معرفية فعالة في‬

‫و التجنب الذي يميز اضطراب‬ ‫أيضا النفور و الرفض‪،‬‬


‫اضطراب القلق االجتماعي‪ ،‬تستهدف ً‬

‫الشخصية التجنبية )‪ .(APD‬قد يكون العالج المتكيف مع كل من التعلق و القلق ‪ ،‬المرتبط بالحساسية‬

‫والضيق المتزايد بين األشخاص ‪ ،‬والتعلق المتجنب‪ ،‬المرتبط بالتجنب التجريبي‪ ،‬هو األمثل‪ ،‬على‬

‫الرغم من أن هذا لم يتم اختباره بعد‪(Lampe Lisa,2016,64-69) .‬‬

‫رغم كل االهتمام و الدراسات التي أجريت للتفريق بين اضطراب الشخصية التجنبية و القلق‬

‫االجتماعي إال أن األمر الزال غامضا وملتبسا‪ ،‬ألنه ال يوجد دليل علمي قاطع يشير إلى ضرورة أو‬

‫إمكانية وضع تصنيف للرهاب االجتماعي منعزال عن اضطراب الشخصية التجنبية (بلحسيني وردة ‪،‬‬

‫‪ -2-7 .)39 ،2001‬اضطراب الشخصية التجنبية و اضطراب الشخصية الفصامية‪:‬‬

‫يتميز اضطراب الشخصية الفصامية واضطراب الشخصية التجنبية بالعزلة االجتماعية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬

‫فإن األفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية يريدون إقامة عالقات مع اآلخرين والشعور‬

‫بالوحدة بعمق ‪ ،‬في حين أن األشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية قد يكونون راضين‬

‫عن عزلتهم االجتماعية ويفضلون ذلك‪ ،‬و ال يهتمون و ال يبالون بآراء اآلخرين و انتقاداتهم‬

‫)‪.(APA,2013,674‬‬

‫‪ 2-7‬اضطراب الشخصية التجنبية و اضطراب الشخصية المعتمدة‪:‬‬

‫يتسم كل من اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب الشخصية المعتمدة بمشاعر عدم الكفاءة‬

‫وفرط الحساسية للنقد والحاجة إلى الطمأنينة‪ .‬على الرغم من أن التركيز األساسي في اضطراب‬

‫‪49‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشخصية التجنبية هو تجنب اإلذالل والرفض‪ ،‬وفي اضطراب الشخصية المعتمدة ينصب التركيز‬

‫على الرعاية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن المرجح بشكل خاص أن يتزامن اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب‬

‫الشخصية المعتمدة ‪(APA,2013,675).‬و الفرق األساسي بينهما هو أن القلق في اضطراب التجنبية‬

‫يحركه الخوف من الرفض ولكن في اضطراب الشخصية المعتمدة يحركه الخوف من االنفصال‬

‫والحاجة إلى األمان واالطمئنان لآلخر ‪,‬لهذا يسارع إلى الدخول بعالقات سريعة بمجرد انتهاء العالقة‬

‫السابقة ولكن اضطراب الشخصية التجنبية بطيء في الدخول في عالقات جديدة (المالح‪.)87 ،1995،‬‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية و اضطراب الشخصية بجنون العظمة‪:‬‬ ‫‪3-7‬‬

‫يتسم اضطراب الشخصية بجنون العظمة واضطراب الشخصية التجنبية بالتردد في الثقة باآلخرين‪.‬‬

‫ومع ذلك في اضطراب الشخصية التجنبية‪ُ ،‬يعزى هذا اإلحجام إلى الخوف من اإلحراج أو أن يتم‬

‫العثور على أنه غير مناسب أكثر من الخوف من نوايا اآلخرين الخبيثة‪ .‬يظهر العديد من األفراد‬

‫سمات شخصية متجنبة فقط عندما تكون هذه السمات غير مرنة وغير قادرة على التكيف ومستمرة‬

‫تجنبيا في الشخصية‬
‫ً‬ ‫وظيفيا كبي ًار أو ضائقة ذاتية‪ ،‬فإنها تشكل اضطرًابا‬
‫ً‬ ‫ضعفا‬
‫ً‬ ‫وتسبب‬

‫‪(APA,2013,675).‬‬

‫‪ 4-7‬اضطراب الشخصية التجنبية و تغير الشخصية بسبب حالة طبية‬

‫يجب التمييز بين اضطراب الشخصية التجنبية وتغير الشخصية بسبب حالة طبية‪ ،‬حيث تُعزى‬

‫السمات التي تظهر من تأثيرات حالة طبية أخرى على الجهاز العصبي المركزي‪ .‬اضطرابات استخدام‬

‫أيضا التمييز بين اضطراب الشخصية التجنبية واألعراض التي قد تتطور‬


‫المواد المخدرة‪ .‬يجب ً‬

‫باالقتران (‪.)APA,2013, 674‬‬

‫عادة باضطراب الشخصية التجنبية كاضطرابات االكتئاب‬


‫ً‬ ‫وهناك اضطرابات أخرى يتم تشخيصها‬

‫أيضا إلى التشخيص باضطراب‬


‫واالضطراب ثنائي القطب‪ ،‬و يميل اضطراب الشخصية التجنبية ً‬

‫‪50‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشخصية الحدية‪.‬رغم ذلك فان الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي في الدليل التشخيصي و‬

‫اإلحصائي حددت المعايير التشخيصية لالضطرابات النفسية و اضطرابات الشخصية والتي يمكن‬

‫االعتماد عليها و تفادي الوقوع في خطأ التشخيص‪.‬‬

‫‪ .8‬دراسات سابقة التي تناولت اضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫دراســــة مايــــر و كارفـــــر )‪:)Meyer,et Carver,2000‬‬


‫(خبرات الطفولة المؤلمة‪ ،‬الحساسية والتشاؤم‪ :‬دراسة بوادر اضطراب الشخصية التجنبية)‬

‫افترضت الدراسة أن أفراد العينة الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية قد شهدت الرفض‬

‫والعزلة خالل‬

‫مرحلة الطفولة والتي أيضا بدورها يمكن ان تؤدي إلى الحساسية المزاجية وعقد التشاؤم‪ .‬تكونت العينة‬

‫من (‪ )127‬طالبا تم قياس ذكريات الطفولة المؤلمة باستخدام مقاييس الحساس‪1‬ية والتشاؤم وتم‬

‫تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية وفق معايير الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع‪((DSM-4‬‬

‫لجمعية علم النفس األمريكية‪ ،((APA‬و بواسطة التقرير الذاتي للمفحوصين أظهرت النتائج وجود‬

‫عالقة ارتباطيه قوية بين اضطراب الشخصية والتشاؤم و أن األفراد الذين يعانون من اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية ربما يكونون قد تعرضوا للرفض أو العزلة خالل مرحلة الطفولة‬

‫)‪(Meyer,2000,233-248‬‬

‫دراســـــــــة انجبــورج و آخــــرون )‪:(Ingeborg ,et al, 2015‬‬

‫و التي هدفت إلى معرفة العالقة بين اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في مرحلة‬

‫الطفولة‪ ،‬و تكونت عينة الدراسة من (‪ )91‬فردا من البالغين ذوي اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و‬

‫أظهرت النتائج وجود عالقة ايجابية بين خبرات اإلهمال في الطفولة و الخبرات السلبية و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية(‪(Ingeborg et al,2015,30.‬‬

‫‪51‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫دراسة تمـــــــارا و آخرون )‪:(Tamara, et al, 2015‬‬


‫هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين إساءة المعاملة في الطفولة و أعراض الشخصية‬

‫التجنبية‪ ،‬و تكونت عينة الدراسة من (‪ )411‬فردا منهم (‪ )99‬ذك ار و (‪ )312‬أنثى‪ ،‬تتراوح أعمارهم‬

‫بين (‪ )65 -18‬سنة بمتوسد عمري (‪ )29،75‬سنة‪ ،‬و انحراف معياري (‪ .)11،44‬و توصلت النتائج‬

‫إلى وجود عالقة بين سوء المعاملة في مرحلة الطفولة و بين أعراض الشخصية التجنبية ‪. (Tamara et‬‬

‫)‪al,2015,101-116‬‬

‫دراســـــة (حنـــــــــــــور‪)2012 :‬‬

‫(خبرات إساءة المعاملة الوالدية في الطفولة و عالقتها باضطرابات الشخصية)‬

‫هدفت إلى معرفة العالقة بين إساءة المعاملة الوالدية في الطفولة و بين اضطرابات الشخصية في‬

‫مرحلة المراهقة و معرفة الفروق بين الجنسين من المراهقين المساء معاملتهم في الطفولة و اضطرابات‬

‫الشخصية‪ ،‬و تكونت عينة الدراسة من (‪ )136‬مراهقا من طالب الجامعة منهم (‪ )68‬مساء إليهم‬

‫و(‪ )68‬غير مساء إليهم تتراوح أعمارهم بين (‪ )19-18‬سنة‪ ،‬و توصلت النتائج إلى أن إساءة‬

‫المعاملة في الطفولة قد تؤدي إلى المعاناة من اضطراب الشخصية و أن اإلناث أكثر تأث ار من الذكور‬

‫بخبرات إساءة المعاملة الوالدية في المعاناة من اضطراب الشخصية التجنبية في المراهقة (حنور‪،2012،‬‬

‫‪.)81-45‬‬

‫دراســـــــة (ناصـــــــــر‪)2002 :‬‬

‫(بعدا الشخصية االنبساط‪ -‬االنطواء و العصابية و عالقتهما باضطراب الشخصية التجنبية) و هدفت‬

‫هذه الدراسة إلى معرفة العالقة بين بعدا الشخصية (االنبساط‪ -‬االنطواء) و العصابية و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية‪ ،‬و تكونت عينة الدراسة من (‪ )297‬طالبا و طالبة‪ ،‬و تم قياس بعدا الشخصية‬

‫بواسطة قائمة أيزنك المعربة‪ .‬أما اضطراب الشخصية التجنبية فقد تم لقياسه الجمع بين معايير ‪(ICD-‬‬

‫)‪ 10) (DSM-IV‬وتم تحديد تسعة معايير الضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و كان عدد المشخصين بهذا‬

‫‪52‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االضطراب (‪ )54‬طالبا و طالبة يمثلون نسبة(‪ ) %18‬من العدد الكلي للعينة‪ ،‬و كشفت نتائج الدراسة‬

‫أنه ال توجد عالقة ارتباطيه بين بعد الشخصية (االنبساط‪-‬االنطواء) و العصابية و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية (ناصـ ــر‪.)194-178 ،2002،‬‬

‫دراســــــة (أرنــــــــوط‪:)2016 :‬‬

‫(التوجه نحو الحياة و عالقته باضطراب الشخصية التجنبية لدى المطلقين)‬

‫و هدفت الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العالقة بين التوجه نحو الحياة و اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية‪ .‬و شملت عينة تتكون (‪ )70‬فردا من المطلقين‪ ،‬منهم (‪ )37‬مطلقة و(‪ )33‬مطلق و متوسط‬

‫أعمارهم بين (‪ )48-24‬سنة و تم استخدام مقياسي التوجه نحو الحياة و مقياس اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية من إعداد الباحثة‪ .‬إذ توصلت النتائج إلى وجود مستوى متوسط من التوجه نحو الحياة ومن‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية لدى أف ارد العينة‪ ,‬كذلك وجود عالقة ارتباطيه سالبة بين متوسط درجات‬

‫عينة البحث على مقياس التوجه نحو الحياة وبين متوسط درجاتهم على مقياس اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية كذلك وجود فروق دالة إحصائيا بين المطلقين والمطلقات لصالح المطلقات (أرنـ ــوط‪،2016،‬‬

‫‪.)37‬‬

‫دراســـــــة ديفيـــــد وآخــــــــرون )‪:(David et al, 2003‬‬

‫(أحداث الطفولة وعالقتها باضطراب الشخصية التجنبية ‪:‬دراسة رجعية)‬

‫و كان الهدف من هذه الدراسة الكشف عن العوامل األولية أو األساسية المسببة الضطراب الشخصية‬

‫التجنبية باستخدام استبيان تجارب الطفولة على عينة تكونت من (‪ )600‬فرد منهم (‪ )146‬بالغ‬

‫مشخص باضطراب الشخصية التجنبية مع مجموعة من (‪ )371‬مشخصين باضطرابات أخرى و‬

‫(‪ )83‬يعانون من االكتئاب‪ ,‬و أشارت النتائج إلى إن اإلعراض المبكرة الضطراب الشخصية التجنبية‬

‫‪53‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫موجودة في الطفولة إذ أنه ليست كل اإلشكال المختلفة من سوء المعاملة تكون مسببة الضطراب‬

‫حيث توصلت إلى أن االعتداء الجسدي والعاطفي يؤدي إلى االكتئاب أو‬ ‫الشخصية التجنبية‬

‫اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع‪ ,‬أما الفقر والمراهقة الخالية من الهوايات وقلة االندماج‬

‫االجتماعي للمراهق لقلة شعبيته يمكن أن تكون مسببات الضطراب الشخصية التجنبية ‪(David,et‬‬

‫)‪al,2003,1122-1130‬‬

‫دراسة ديفيد و سريتا )‪: (David et Serrita,2002‬‬

‫(دور الجنس في اضطراب الشخصية)‬

‫و التي هدفت إلى الكشف عن دور النوع في اضطرابات الشخصية‪ ،‬و تكونت عينة الدراسة من‬

‫(‪ )665‬طالبا و طالبة من طلبة الجامعة منهم (‪ )60%‬إناث‪ ،‬و أظهرت النتائج إلى أن اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية ينتشر بين اإلناث بدرجة أكبر من الذكور‪.‬‬

‫دراســــــــــــة (إبراهيــــــــم و محمـــد‪:)2019 :‬‬

‫(اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بدافعية االنجاز الدراسي لدى طلبة الجامعة)‬

‫وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة جامعة‬

‫صالح الدين‪/‬اربيل و الكشف على مستوى دافعية االنجاز الدراسي و داللة الفروق في اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية و مستوى دافعية االنجاز الدراسي لدى عينة البحث وفقا لمتغير الجنس و طبيعة‬

‫العالقة بين اضطراب الشخصية التجنبية و دافعية االنجاز الدراسي وشملت الدراسة عينة من (‪)544‬‬

‫طالبا وطالبة بواقع (‪ )250‬طالبا و(‪ )294‬طالبة أي بنسبة ‪ ))30%‬من مجتمع البحث‪ .‬وقامت‬

‫الباحثتان ببناء مقياس اضطراب الشخصية التجنبية و اعتماد مقياس (السالم ‪ )2000‬المعدل من قبل‬

‫( العنزي ‪ )2001‬لدافعية االنجاز الدراسي‪ .‬و قد أفضت النتائج إلى أن نسبة انتشار اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة تساوي(‪ )38%‬و هي نسبة مرتفعة مقارنة بإحصائيات الجمعية‬

‫‪54‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األمريكية للطب النفسي و العقلي )‪(APA‬و أنه ال توجد عالقة بين اضطراب الشخصية التجنبية و‬

‫دافعية االنجاز الدراسي‪ .‬فدافعية االنجاز ال تتأثر باضطراب الشخصية التجنبية ألن سمة القلق التي‬

‫تميز اضطراب الشخصية التجنبية تعكس دافع الخوف من الفشل فكلما زاد القلق كان الفرد أكثر‬

‫إص ار ار عن العمل و االنجاز لخوفه من الفشل ‪ ،‬كما بينت النتائج وجود تكرار بين الذكور واإلناث‬

‫متساو في اضطراب الشخصية التجنبية (إبراهيم ومحمد‪. )281 ،2019 ،‬‬

‫‪ .1‬دراســـــــــــــة (عبد العزيز‪:)2017 :‬‬

‫(المخططات المعرفية الالتكيفية كمتغير وسيط بين الخبرات النفسية في الطفولة واضطراب الشخصية‬

‫التجنبية لدى طالب الجامعة )‬

‫هدف هذا البحث إلى الكشف عن العالقة بين المخططات المعرفية الالتكيفية و الخبرات النفسية في‬

‫الطفولة‪ .‬و الكشف عن العالقة بين المخططات المعرفية الالتكيفية و اضطراب الشخصية التجنبية‪ .‬و‬

‫الكشف عن ما إذا كانت المخططات المعرفية الالتكيفية تعمل كوسيط بين الخبرات النفسية في الطفولة‬

‫و اضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة‪ ،‬و كذلك الكشف عن الفروق في المخططات‬

‫المعرفية الالتكيفية و الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية تبعا للجنس‪،‬‬

‫وتكونت عينة الدراسة من(‪ )405‬طالبا من طالب الجامعة منهم (‪ )185‬طالبا و(‪ )220‬طالبة‪ ،‬و تم‬

‫استخدام مقياس المخططات المعرفية الالتكيفية الصورة المختصرة إعداد يونج ترجمة عبد الرحمان و‬

‫سعفان (‪ )2015‬و مقياسي الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية إعداد الباحثة‪،‬‬

‫و توصلت النتائج إلى وجود عالقة ارتباطية عكسية دالة إحصائيا بين المخططات المعرفية الالتكيفة‬

‫و الخبرات النفسية في الطفولة‪ ،‬ووجود عالقة ارتباطية عكسية بين دالة إحصائيا بين الخبرات النفسية‬

‫في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية‪ .‬كما وجد أن المخططات المعرفية الالتكيفية تعمل كوسيط‬

‫بين الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬ووجود فروق‬

‫‪55‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ذات داللة بين الذكور و اإلناث في الخبرات النفسية في الطفولة لصالح الذكور باستثناء الخبرات‬

‫المدرسية فكانت لصالح الذكور‪.‬‬

‫دراسة (الجبــــــــــوري‪:)2017 :‬‬

‫(الفراغ الوجودي و عالقته باضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة النازحين و أقرانهم‬

‫العاديين‪ ،‬دراسة مقارنة)‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف عن العالقة بين الفراغ الوجودي واضطراب الشخصية التجنبية لدى‬

‫الطلبة النازحين وأقرانهم في جامعات الفرات األوسط (كربالء‪ ,‬الكوفة ‪ ,‬بابل‪ ,‬القادسية‪ ,‬السماوة) لكافة‬

‫المراحل من الدراسات الصباحية وللعام الدراسي (‪ ،)2016-2015‬و نسبة انتشار اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة النازحين وأقرانهم العاديين و التعرف على الفراغ الوجودي لدى‬

‫طلبة الجامعة النازحين وأقرانهم العاديين‪ .‬وتكونت عينة الدراسة من (‪ )404‬طالبا و طالبة بواقع‬

‫(‪ )211‬طالبا و(‪ )193‬طالبة ‪ ،‬و انقسموا حسب التخصص إلى (‪ )256‬علمي و (‪ )148‬إنساني‪ ،‬و‬

‫حسب النزوح بواقع (‪ )221‬نازح و (‪ )183‬غير نازح و تم استخدام مقياس الفراغ الوجودي و مقياس‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية من إعداد الباحثة وقد اعتمدت على الدليل التشخيصي و اإلحصائي‬

‫الخامس (‪ )5-DSM‬في بناء مقياس اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬و توصلت نتائج الدراسة إلى وجود‬

‫عالقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين الفراغ الوجودي و اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬فكلما ازداد الفراغ‬

‫الوجودي ازداد اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية لدى‬

‫عينة البحث مقدارها (‪ )63%‬و هي نسبة عالية مقارنة بإحصائيات الجمعية األمريكية للطب النفسي‬

‫و العقلي )‪ .(APA‬كما توصلت النتائج إلى أن عينة الدراسة لديهم مستوى منخفض من الفراغ‬

‫الوجودي (الجب ـ ـ ـ ــوري‪. )2017 ،‬‬

‫‪56‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .9‬موازنــــــة الدراسات السابقة‪:‬‬

‫لقد اتفقت الدراسات السابقة التي تناولت اضطراب الشخصية التجنبية في عدة جوانب و تباينت في‬

‫جوانب أخرى‪.‬‬

‫▪ من حيث الهدف‪ :‬تنوعت األهداف من دراسة إلى أخرى تبعا للمشكلة البحثية التي تميز كدراسة‪،‬‬

‫هناك عدة دراسات اتفقت مع الدراسة الحالية في الهدف و هو التعرف على العالقة بين خبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضط ارب الشخصية التجنبية كدراسة )‪ (Ingborg et al,2015‬و‬

‫دراسة )‪ (Tamara et al,2015‬و دراسة (حنـور‪ .)2012،‬و دراسة (‪ )2003,David,et al‬و دراسة‬

‫(‪ .)2000,Mayer et Carver‬و هناك دراسات تباينت في أهدافها مع الدراسة الحالية مثل دراسة‬

‫(إبراهيم و محمد‪ )2019،‬و (دراسة محمود‪ ،)2017،‬و التي هدفت إلى الكشف عن ما إذا كانت‬

‫المخططات المعرفية الالتكيفية تعمل كوسيط بين الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية لدى طلبة الجامعة و دراسة (الجبـ ـ ــوري‪ )2017،‬و التي هدفت إلى التعرف عن العالقة بين‬

‫الفراغ الوجودي و اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و دراسة (أرنوط‪ )2016 ،‬التي هدفت إلى الكشف‬

‫عن العالقة بين التوجه نحو الحياة و اضطراب الشخصية التجنبية و دراسة (ناصر‪ )2002،‬التي‬

‫هدفت إلى التعرف عن العالقة بين بعدا الشخصية االنبساط‪-‬االنطواء و العصابية و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية‪ ،‬و دراسة ديفيد و سريتا ()‪ David et, Serrita,2002‬و التي هدفت إلى الكشف‬

‫عن دور النوع في اضطرابات الشخصية ‪.‬‬

‫▪ من حيث المنهـــــج‪ :‬اتفقت جميع الدراسات السابقة التي تم تناولها في استخدام المنهج الوصفي‬

‫ألنه األنسب لطبيعة الدراسات االرتباطية‪ .‬و هو المنهج الذي سنستخدمه في دراستنا الحالية‪.‬‬

‫▪ من حيث العينـــــــة‪ :‬تنوعت عينات الدراسات السابقة‪ ،‬منها ما تناولت بالدراسة عينات إكلينيكية‬

‫‪57‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كدراسة )‪ (Ingborg et al,2015‬ودراسة )‪ .(David et al.2003‬و منها ما تناولت عينة من‬

‫الطلبة الجامعيين كما في دراسة (ناصر‪ )2002،‬و دراسة(ابراهيم و محمد‪ )2019،‬و دراسة‬

‫(الجبــوري‪ )2017،‬و دراسة (محمود‪ )2017،‬ودراسة )‪ (Mayer et Carver,2000‬و دراسة‬

‫)‪(David et, Serrita,2002‬وقد اتفقت مع الدراسة الحالية في اختيار نفس العينة‪ .‬و هناك دراسات‬

‫تناولت عينة من المراهقين كما في دراسة (حنور‪ )2012،‬أو عينة من البالغين مثل دراسة ‪(Tamara‬‬

‫)‪ et al,2015‬أو عينة ممن يعانون مشكالت اجتماعية كدراسة (أرنوط‪ )2016 ،‬على عينة تكونت‬

‫من (‪ ) 70‬مطلقا و مطلقة و هي أصغر عينة من بين عينات الدراسات السابقة‪ .‬أما أكبر حجم للعينة‬

‫فكان في دراسة ديفيد و سريتا )‪ (David et, Serrita,2002‬بواقع (‪ )665‬طالبا جامعيا‪.‬‬

‫▪ من حيث أدوات الدراسة‪ :‬اعتمدت جميع الدراسات على بناء أو تبني مقاييس تتالءم مع عينة و‬

‫متغيرات الدراسة ‪ ،‬مع مالحظة ان أغلب الدراسات المذكورة اعتمدت على المعايير الواردة في الدليل‬

‫التشخيصي و اإلحصائي الخامس ‪(DSM-5).‬‬

‫▪ من حيث النتائج‪ :‬بالنسبة للدراسات التي هدفت إلى الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة في‬

‫مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية فقد جاءت نتائجها متوافقة و توصلت إلى وجود عالقة‬

‫بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية مثل دراسة (حن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‪)2012،‬‬

‫و دراسة )‪،,David et,al(2003‬‬ ‫و دراسة )‪ (Meyer,2000‬و دراسة)‪(Ingborg et al,2015‬‬

‫أما دراسة )‪ (David et, Serrita,2002‬فقد توصلت إلى نتائج تتعارض مع نتائج جمعية علم‬

‫النفس األمريكية)‪ (APA‬و دراسة (إبراهيم و محمد‪ )2019،‬في دور الجنس في اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية‪ ،‬و الذي وجدت أنه ينتشر بين اإلناث بدرجة اكبر من الذكور‪ ،‬بينما تشير إحصائيات‬

‫الجمعية األمريكية لعلم النفس أنه ينتشر بمعدل متساو بين الذكور و اإلناث‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك دراسة (إبراهيم و محمد‪ )2019 ،‬التي توصلت إلى إنه ال توجد عالقة ارتباطيه‬

‫‪58‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بين دافعية االنجاز و اضطراب الشخصية التجنبية فدافعية االنجاز ال تتأثر باضطراب الشخصية‬

‫التجنبية‪ ،‬و أن سمة القلق التي تميز هذا االضطراب تعكس دافع الخوف من الفشل و تجعل الفرد‬

‫أكثر إص ار ار عن العمل و االنجاز لخوفه من الفشل و االنتقاد و الرفض‪ ،‬كما أن المصاب باضطراب‬

‫الشخصية التجنبية يحاول إثبات نفسه في مجال االنجاز الدراسي إلخفاء الشعور بالتدني و النقص‬

‫الذي يعانيه‪.‬‬

‫‪ .10‬اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪:‬‬

‫يمثل اضطراب الشخصية التجنبية خطورة كبيرة على حياة الفرد ألنه يؤدي إلى إنهاك الحياة‬

‫االجتماعية للفرد و الشعور بعدم الكفاءة و الحساسية المفرطة تجاه التقييم السلبي من اآلخرين و عدم‬

‫الشعور باألمان و االستقرار و تجنب المواقف االجتماعية و مشاكل في األداء االجتماعي و المهني‪.‬‬

‫و نظ ار لما يسببه هذا االضطراب كان البد من البحث عن العوامل المساهمة في تطوره من أجل الحد‬

‫من انتشاره ‪.‬‬

‫و قد تبين من خالل عدة دراسات أن لخبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بأنواعها الجسدية و‬

‫النفسية و الجنسية و اإلهمال دور مهم في نشوئه و تطوره ‪ .‬و حسب هذه الدراسات فان اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية يرتبط ارتباطا وثيقا بخبرات اإلساءة و التي يمكن اعتبارها كمنبئات لهذا االضطراب‬

‫في مرحلة الرشد‪ .‬فاألفراد ذوي اضطراب الشخصية التجنبية يكونوا قد تعرضوا في طفولتهم للرفض و‬

‫العزلة و أشكال اإلساءة المختلفة خاصة من الوالدين أو ممن يقوم مقامهما و تكونت لديهم نظرة سلبية‬

‫عن الذات و عن اآلخرين و من هنا يبدأ الخوف من الرفض و يسيرون في تفسير ردود فعل اآلخرين‬

‫تجاههم في االتجاه السلبي‪ ،‬و هذا ما يميزهم فهم يريدون االقتراب من اآلخرين و لكن يخافون من‬

‫الرفض و االنتقاد ألنهم في نظرهم ناقدين و غير مهتمين‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تــم خــالل هذا الفص ــل عرض مفهوم الشخصيــة‪ ،‬مفهوم اضطرابات الشخصيــة‪ ،‬انتشارهـ ــا و‬

‫تصنيفها وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس (‪ )5-DSM‬و تطرقنا بشكل مفصل‬

‫الضطراب الشخصية التجنبية ألنه أحد متغيرات الدراسة بداية بمفهومه و سماته و انتشاره والمعايير‬

‫التشخيصية الضطراب الشخصية التجنبية كما حددها الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس‬

‫(‪ )5-DSM‬و التشخيص الفارقي‪ .‬كما تناولنا مجموعة من الدراسات السابقة األجنبية و العربية التي‬

‫تناولت اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بمتغيرات أخرى الستنباط ما يمكن االستفادة منه في‬

‫الدراسة الحالية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الجانب الميداني‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفصـــــل الرابـــــــــــع‪ :‬منهج الدراسة و إجراءاتها‬

‫تمهيد‬
‫‪ .1‬منهــج الدراســـــة‪.‬‬
‫‪ .2‬مجتمع الدراســـــة‪.‬‬
‫‪ .3‬عينــــة الدراســـــة‪.‬‬
‫‪ .4‬أدوات الدراســــــــة‪.‬‬
‫‪ .5‬متغيـرات الدراسة‪.‬‬
‫‪ .6‬األساليب اإلحصائيــــــة المستخدمة‪.‬‬
‫خالصة الفصل‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر اإلطار النظري ألي دراسة هو الخطوة األساسية التي ينطلق منها الباحث في فهم مشكلته‬

‫بعمق و تحديد األهداف التي يسعى إلى تحقيقها من خالل دراسته‪ ،‬غير أن‪ ،‬حل المشكلة ال يأتي إال‬

‫ببلورة المعلومات النظرية ميدانيا بإتباع إجراءات منهجية منظمة و هذا ما سنتطرق إليه في هذا‬

‫الفصل و ذلك بعرض منهج الدراسة‪ ،‬مجتمع الدراسة‪ ،‬عينة الدراسة‪ ،‬و الخطوات التي مرت بها‬

‫عملية تطبيق أدوات الدراسة و صدقها و ثباتها‪ ،‬ثم األساليب اإلحصائية التي استخدمت في تحليل‬

‫و اإلجابة على تساؤالت الدراسة والتحقق من‬ ‫البيانات بهدف التوصل إلى النتائج و تفسيرها‬

‫فرضياتها‪.‬‬

‫‪ .1‬منهــــــج الدراســـــــــــــــــــة‪:‬‬

‫اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي و الذي يعد األنسب لطبيعة هذه الدراسة االرتباطية و‬

‫لتحقيق الهدف األساسي المتمثل في الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية والذي يعرف بأنه" أحد أشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم لوصف‬

‫ظاهرة أو مشكلة محددة وتصويرها كميا عن طريق جمع البيانات ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو‬

‫المشكلة وتصنيفها وتحليلها واخضاعها للدراسة الدقيقة"(سامي ملحم‪)324 ،2000،‬‬

‫‪ .2‬مجتمــــع الدراســـــــــــــة‪:‬‬

‫يتكون مجتمع الدراسة من جميع الطلبة المنتظمين بجامعة قاصدي مرباح ورقلـ ـ ـ ـ ــة للعام الدراسي‬

‫‪ ،2020/2019‬و البالغ عددهم (‪ )30539‬طالبا و طالبة بواقع (‪ )13017‬طالبا و(‪ )17522‬طالبة‬

‫حسب إحصائيات جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2020/2019‬‬

‫‪61‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫قد اخترنا طلبة الجامعة ألن اضطراب الشخصية التجنبية يبدأ في سن الرشد المبكر و يستمر إلى ما‬

‫بعد ذلك‪ ،‬و لذلك يعتبر طلبة الجامعة أكثر عينة ممثلة يمكن تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫لديهم‪.‬‬

‫‪ .3‬عينــــة الدراســــــــــــة‪:‬‬

‫‪ 1-3‬عينة الدراسة االستطالعية‪:‬‬

‫إن الهدف من الدراسة االستطالعية هو التحقق من صدق و ثبات أدوات الدراسة الحالية من‬

‫خالل معرفة مدى وضوح تعليمات المقياسين و مدى وضوح الفقرات من حيث الصياغة و المعنى و‬

‫حساب الوقت المستغرق في اإلجابة على المقياس‪ .‬لذلك قمنا باختبار عينة استطالعية قوامها (‪)40‬‬

‫طالبا و طالبة من جامعة قاصدي مرباح ورقلة تتراوح أعمارهم بين(‪ )44-18‬سنة و المسجلين للعام‬

‫الدراسي ‪ ، 2020/2019‬و تكونت العينة من(‪ )28‬طالبة و(‪ )12‬طالبا‪ ،‬منهم(‪ )16‬طالبا يقيمون‬

‫داخليا و(‪ )24‬طالبا يقيمون إقامة خارجية‪ .‬و الجدول رقم (‪ )02‬يوضح ذلك ‪.‬‬

‫جدول(‪ )02‬خصائص عينة الدراسة االستطالعية‬

‫االقامــــــــــــــــــــــة‬ ‫الجنـــــــــس‬
‫خارجية‬ ‫داخلية‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬
‫‪24‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المتغيرات‬

‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫المجمــــــــوع‬

‫‪ 2-3‬عينة الدراسة األساسية‪:‬‬

‫تم اختيار عينة الدراسة األساسية بطريقة المعاينة العشوائية‪ ،‬وشملت هذه العينة (‪ )379‬طالبا و‬

‫طالبة من مختلف الكليات التابعة لجامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬تتراوح أعارهم بين(‪ )45-18‬سنة‬

‫بمتوسط عمري يساوي (‪ )21,71‬سنة‪ .‬و بواقع (‪ )131‬طالبا أي بنسبة (‪ )34,56%‬من عدد أفراد‬

‫‪62‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫العينة و(‪ )248‬طالبة أي بنسبة (‪ .)65,43%‬أما من حيث نوع اإلقامة فينقسمون إلى )‪ (169‬طالبا‬

‫ذو اقامة داخلية‪ ،‬و)‪ (210‬طالبا ذو اقامة خارجية‪ ،‬كما هو موضح في الجدول رقم (‪)03‬‬

‫جدول(‪ )03‬خصائص عينة الدراسة األساسية‬

‫اإلقامة‬ ‫الجنـس‬
‫خارجية‬ ‫داخلية‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬
‫‪210‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪379‬‬ ‫‪379‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ .4‬أدوات الدراســــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫حسب ما تقتضيه أهداف الدراسة و متطلبات تحقيقها تم االعتماد على األدوات التالية‪:‬‬

‫‪ 1-4‬مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولــــــــة‪:‬‬

‫قمنا في هذه الدراسة باستخدام مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الذي أعدته الباحثة خدة‬

‫فطيمة الزهرة في إطار رسالة الدكتوراه الموسومة ب ـ "خبرات اإلساءة في الطفولة و تنظيم االنفعال و‬

‫القدرة على حل المشكالت كمنبئات بالسلوك العدواني لدى عينة من المراهقين المعرضين للخطر‬

‫‪ " 2019/2018‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.‬‬

‫‪ ‬وصف المقيــــاس‪:‬‬

‫يتكون المقياس في صورته النهائية (ملحق‪ )4/‬من)‪ (26‬فقرة كلها ذات اتجاه سلبي موزعة على ثالثة‬

‫أبعاد كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلساءة الجسدية و أرقام بنودها‪.)24-21-18-13-10-7-4-1(:‬‬

‫‪ -‬اإلساءة النفسية وأرقام بنودها‪.)26-22-19-16-14-11-8-5-2(:‬‬

‫‪63‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬اإلساءة الجنسية و أرقام بنودها ‪)25-23-20-17-15-12-9-6-3(:‬‬

‫حيث تتراوح الدرجة الكلية للمقياس بين (‪ )130-26‬درجة‪ .‬أما طريقة تطبيقه و تصحيحه فتكون‬

‫بوضع عالمة (×) أمام العبارة التي يراها الطالب تنطبق عليه‪ ،‬و التصحيح يكون وفق سلم خماسي‬

‫الدرجات‬

‫‪ -‬أحيانا تعطى لها الدرجة (‪.)3‬‬ ‫‪ -‬دائما تعطى لها الدرجة (‪.)5‬‬

‫‪ -‬ناد ار تعطى لها الدرجة (‪.)2‬‬ ‫‪ -‬غالبا تعطى لها الدرجة (‪.)4‬‬

‫‪ -‬أبدا تعطى لها الدرجة (‪)1‬‬

‫و للمقياس ثالثة مستويات‪:‬‬

‫‪ -‬من ‪ 26‬إلى ‪ 60‬درجة مستوى منخفض‪.‬‬

‫‪ -‬من ‪ 61‬إلى ‪ 95‬درجة‪ :‬مستوى متوسط‪.‬‬

‫‪ -‬من ‪ 96‬إلى ‪ 130‬درجة ‪ :‬مستوى مرتفع‪.‬‬

‫‪ ‬الخصائص السيكومترية للمقياس‪:‬‬

‫‪ ‬صدق المقياس‪:‬‬

‫تم حساب صدق مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة المقارنة الطرفية‪ ،‬و التي سنعرض‬

‫نتائجها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬صدق المقارنة الطرفية‪:‬‬

‫و هي قدرة المقياس على التمييز بين طرفي الخاصية التي يقيسها ‪ ،‬حيث تم تطبيق مقياس‬

‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة على عينة استطالعية مكونة من )‪ (40‬طالبا‪ ،‬وبعد اإلجابة و على‬

‫فقرات المقياس و تصحيحها‪ ،‬قمنا بترتيب الدرجات التي حصلوا عليها تصاعديا ثم سحبنا نسبة‬

‫‪64‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫)‪(%27‬من أفراد العينة من طرفي الترتيب ‪ ،‬فأخذنا )‪(%27‬من مجموعة األفراد الحاصلين على‬

‫الدرجات العليا و)‪ (%27‬من مجموعة األفراد الحاصلين على الدرجات الدنيا و تم استخراج المتوسط‬

‫الحسابي لكل مجموعة و باستخدام اختبار "ت" تم إيجاد الفروق بين متوسطي المجموعتين‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )04‬نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين‬

‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة "ت"‬ ‫المجموعـــة العليـــــــــــــا‬ ‫المجموعــة الدنيـــــا‬ ‫المجمـــــــــــــــــــوعات‬

‫دالة عند مستوى‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬

‫‪0,01‬‬ ‫‪7,25‬‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫البيانات اإلحصائية‬

‫‪9,27‬‬ ‫‪47,23‬‬ ‫‪1,73‬‬ ‫‪28,23‬‬

‫يتضح من الجدول رقم(‪ )04‬أن قيمة"ت" المحسوبة و المقدرة بـ(‪ )7,25‬للدرجة الكلية لمقياس‬

‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة دالة عند مستوى الداللة (‪ ،)0,01‬و عليه فان المقياس يتمتع بقدرة‬

‫تمييزية بين الحاصلين على درجات مرتفعة و الحاصلين على درجات منخفضة‪ ،‬مما يؤكد صدق‬

‫المقياس و يجعله صالحا لالستخدام في الخطوات التالية للدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬ثبــات المقيــــــــــــــاس‪:‬‬

‫تم التحقق من ثبات المقياس من خالل حساب معامل الثبات ألفا كرونباخ‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام‬

‫طريقة التجزئة النصفية من خالل معامل جتمان (‪ )Guttman Split-Half Coefficient‬للتجزئة‬

‫النصفية ومعامل سبيرمان براون )‪(Spearman-Brown Coefficient‬‬

‫‪ .1‬معامل الثبات ألفا‪-‬كرونباخ‪:‬‬

‫للتحقق من ثبات المقياس تم تطبيقه على عينة استطالعية مكونة من (‪ )40‬طالبا وطالبة من غير‬

‫عينة التحليل اإلحصائي‪ ،‬وبعد اإلجابة على فقرات المقياس وتصحيح اإلجابات تم حساب معامل‬

‫الثبات ألفا‪-‬كرونباخ الذي بلغت قيمته (‪ )0,84‬وهي قيمة تدل على أن المقياس يتمتع بثبات مرتفع‬

‫‪65‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مما يجعله صالحا لالستخدام في الخطوات التالية للدراسة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )05‬نتائج معامل ثبات مقياس خبرات االساءة في مرحلة الطفولة بطريقة ألفا‪-‬كرونباخ‬

‫مستـوى الداللـــــة‬ ‫معامل‬ ‫عـــدد الفقــــــرات‬ ‫األداة‬

‫ألفا‪-‬كرونباخ‬

‫‪0,01‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬

‫‪ .2‬الثبات بطريقة التجزئة النصفية‪:‬‬

‫بعد تطبيق المقياس على العينة االستطالعية تم حساب معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية وهي‬

‫تجزئة المقياس إلى نصفين متساويين يشمل النصف األول البنود الفردية و النصف الثاني البنود‬

‫الزوجية ثم حساب معامل االرتباط بيرسون بين مجموع فقرات النصف األول و مجموع فقرات النصف‬

‫الثاني‪ ،‬و بعد استخدام معادلتي جتمان و سبيرمان‪ -‬براون المعدلتين أصبحت قيمة معامل الثبات‬

‫(‪ .)0,85‬وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة ثبات جيدة‪ ،‬كما هو مبين في الجدول رقم (‪.)06‬‬

‫جدول رقم (‪ )06‬نتائج معامل ثبات مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة التجزئة‬

‫النصفية‬

‫مستوى الداللــة‬ ‫درجـة الحريـــــة‬ ‫معامــل االرتبــــــــــــــــــــــاط "ر"‬ ‫مؤشــــرات إحصائية‬

‫بعد التعديل‬ ‫قبل التعديل‬ ‫الفقــــــــــــــــرات‬

‫‪0,01‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0,85‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫البنود الزوجيـــــــــــــة‬

‫البنـــــود الفرديـــــــــــة‬

‫‪ 2-4‬مقياس اضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫قمنا في هذه الدراسة باستخدام مقياس اضطراب الشخصية التجنبية الذي أعدته الباحثة مروة عبد‬

‫العظيم ياسين الجبوري في إطار رسالة الماجستير في الموسومة بـ"الفراغ الوجودي و عالقته باضطراب‬

‫‪66‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة النازحين و أقرانهم العاديين دراسة مقارنة ‪ "2017‬جامعة كربالء‬

‫العراق‪.‬‬

‫‪ ‬وصف المقيــــاس‪:‬‬

‫يتكون مقياس اضطراب الشخصية التجنبية بصيغته النهائية (ملحق‪ )02/‬من تعليمات اإلجابة‬

‫و(‪ )49‬فقرة موزعة على سبعة معايير أمام كل واحدة منها تدرج إجابة ثنائية هي (نعم‪,‬ال)‪ ،‬ويطلب من‬

‫المفحوص اختيار احدها عند اإلجابة‪ ،‬وعند تصحيح استجابات المفحوصين تعطى الدرجة (‪)01‬‬

‫لإلجابة (نعم) و الدرجة(‪ )0‬لإلجابة (ال)‪ .‬إذ أن أعلى درجة كلية لإلجابة (‪ )49‬واقل درجة (‪.)0‬‬

‫ولغرض تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية فان ذلك يتطلب توافر (‪ )4‬من أصل (‪ )7‬معايير (‬

‫تمثل مجاالت المقياس الحالي)‪.‬‬

‫ومن أجل تشخيص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية وفق كل معيار تطلب ذلك توف ــر أكثر‬

‫من نصف عدد الفقرات لكل معيار أو مجال‪ ،‬حيث البد من توافر (‪ )4‬فقرات من أصل (‪ )6‬فقرات‬

‫لكل من المجال األول والثالث و(‪ )5‬فقرات من أصل (‪ )8( )7‬فقرات لكل من المجاالت الثاني والرابع‬

‫والسادس والسابع‪.‬‬

‫‪ ‬الخصائص السيكومترية للمقياس‪:‬‬

‫‪ ‬صــــــدق المقياس‪:‬‬

‫‪ .1‬صدق المقارنة الطرفية‪:‬‬

‫تم تطبيق مقياس اضطراب الشخصية التجنبية على عينة استطالعية مكونة من )‪ (40‬طالبا‪ ،‬وبعد‬

‫اإلجابة و على فقرات المقياس و تصحيحها‪ ،‬قمنا بترتيب الدرجات التي حصلوا عليها تصاعديا ثم‬

‫سحبنا نسبة )‪(%27‬من أفراد العينة من طرفي الترتيب ‪ ،‬فأخذنا )‪(%27‬من مجموعة األفراد‬

‫‪67‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الحاصلين على الدرجات العليا و)‪ (%27‬من مجموعة األفراد الحاصلين على الدرجات الدنيا و تم‬

‫استخراج المتوسط الحسابي لكل مجموعة و باستخدام اختبار "ت" تم إيجاد الفروق بين متوسطي‬

‫المجموعتين‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )07‬نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين‬

‫لمقياس اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة "ت"‬ ‫المجموعـــة العليـــــــــــــا‬ ‫المجموعــة الدنيـــــا‬ ‫المجمـــــــــــــــــــــــــوعات‬

‫دالة عند مستوى‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫البيانات االحصائية‬

‫‪0,01‬‬ ‫‪10,07‬‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬

‫‪3,61‬‬ ‫‪27,76‬‬ ‫‪4,00‬‬ ‫‪12,69‬‬

‫يتضح من الجدول رقم)‪ (07‬أن قيمة"ت" المحسوبة و المقدرة بـ)‪ (10,07‬للدرجة الكلية لمقياس‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية دالة عند مستوى الداللة )‪ ،(0,01‬و عليه فان المقياس يتمتع بقدرة‬

‫تمييزية بين الحاصلين على درجات مرتفعة و الحاصلين على درجات منخفضة‪ ،‬مما يؤكد صدق‬

‫المقياس و يجعله صالحا لالستخدام في الخطوات التالية للدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬ثبــــــات المقيــــاس‪:‬‬

‫‪ .1‬معامل الثبات ألفا‪-‬كرونباخ‪:‬‬

‫تم التحقق من ثبات المقياس من خالل حساب معامل الثبات ألفا كرونباخ بعد تطبيقه على عينة‬
‫استطالعية مكونة من )‪(40‬طالبا وطالبة وهي نفس العينة التي طبق عليها مقياس خبرات اإلساءة‬
‫في مرحلة الطفولة‪ .‬وبعد اإلجابة على فقرات المقياس وتصحيح اإلجابات تم حساب معامل الثبات‬

‫‪68‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ألفا‪-‬كرونباخ الذي بلغت قيمته )‪ (0,71‬وهي قيمة تدل على أن المقياس يتمتع بثبات مرتفع مما‬
‫يجعله صالحا لالستخدام في الخطوات التالية للدراسة‪ ،‬و هذا ما يوضحه الجدول التالي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )08‬نتائج معامل ثبات مقياس اضطراب الشخصية التجنبية بطريقة ألفا كرونباخ‬

‫مستـوى الداللـــــة‬ ‫معامل ألفا‪-‬كرونباخ‬ ‫عـــدد الفقــــــرات‬ ‫األداة‬

‫‪0,01‬‬ ‫‪0,71‬‬ ‫‪49‬‬ ‫مقياس اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫‪ .5‬متغيرات الدراســــــة‪:‬‬

‫‪ -‬المتغيــــــــر المستقـــل‪ :‬يتمثل في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫‪ -‬المتغيــــــــر التابـــــع‪ :‬و المتمثل في اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬

‫‪ .6‬أساليب المعالجة اإلحصائية‪:‬‬

‫‪ 1-6‬اختبـ ـ ــار "ت" ‪ T.Test‬لعينـة واحــدة‪:‬‬

‫‪ -‬إليجاد الفرق بين المتوسط الحسابي للعينة و المتوسط الفرضي لمقياس اضطراب الشخصية‬
‫التجنبية‪.‬‬
‫‪ 2-6‬اختبــــــار "ت" لعينتين مستقلتين‪:‬‬

‫‪ -‬الختبار داللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين لتحليل فقرات المقياس‪.‬‬

‫‪ -‬إليجاد داللة الف‬

‫‪ -‬روق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وفق متغير الجنس (ذكور‪ ،‬إناث)‪.‬‬

‫‪ -‬إليجاد داللة الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وفق متغير نوع اإلقامة (داخلي‪،‬‬
‫خارجي)‪.‬‬
‫‪ 3-6‬معامل االرتباط بيرسون‪:‬‬

‫‪ -‬إليجاد العالقة بين متغيري الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬إليجاد العالقة بين مجموع فقرات نصفي مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تم في هذا الفصل عرض كل ما يتعلق بإجراءات الدراسة‪ ،‬و ذلك بدءا بالمنهج المتبع ثم تفصيل‬

‫في خصائص العينة االستطالعية منها و األساسية و كذلك أدوات الدراسة و خصائصها‬

‫السيكومترية التي أثبتت نتائجها صدقها و ثباتها و إمكانية استخدامها في هذه الدراسة و في األخير‬

‫تم عرض األساليب اإلحصائية التي استخدمت في معالجة البيانات و التي من خاللها حصلنا على‬

‫نتائج الدراسة التي سنقدمها مفصلة و مرتبة حسب الفرضيات في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الفصـــــل الخامس‪ :‬عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬

‫تمهيد‬

‫‪.1‬عرض و تحليل نتائج الفرضية األولى و مناقشتها‪.‬‬

‫‪.2‬عرض و تحليل نتائج الفرضية الثانية و مناقشتها‪.‬‬

‫‪.3‬عرض و تحليل نتائج الفرضية الثالثة و مناقشتها‪.‬‬

‫‪.4‬عرض و تحليل نتائج الفرضية الرابعة و مناقشتها‪.‬‬

‫خالصة الدراسة و االقتراحات‪.‬‬


‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تمهيــد‪:‬‬

‫بعدما تم عرض اإلجراءات المنهجية للدراسة في الفصل السابق‪ .‬سنتطرق في هذا الفصل لعرض‬

‫النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية من اختبار الفرضيات باستخدام األساليب اإلحصائية‬

‫المناسبة و ذلك في جداول تم تحليل البيانات الواردة فيها‪ ،‬و يتم العرض حسب ترتيب الفرضيات و‬

‫قراءة النتائج المتحصل عليها و تفسيرها في ضوء الفرضيات‪.‬‬

‫‪ .1‬عرض و تحليل نتائج الفرضية األولى ومناقشتها‪:‬‬

‫ونصت الفرضية على‪ :‬نتوقع أن مستوى انتشار اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة‬

‫مرتفع‪ .‬و لغرض التحقق من هذه الفرضية طبق مقياس اضطراب الشخصية التجنبية على عينة البحث‬

‫التي قوامها(‪ ،)379‬حيث بلغ المتوسط الحسابي لدرجات العينة (‪ )21,50‬درجة وانحراف معياري قدره‬

‫(‪ ،)8,67‬و عند اختبار معنوية الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجات العينة و المتوسط الفرضي‬

‫للمقياس البالغة قيمته (‪ )21,5‬باستخدام اختبار "ت" لعينة واحدة تبين أن القيمة التائية المحسوبة‬

‫تساوي (‪ )1,119‬وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى (‪ )0،26‬أي أنه ال توجد فروق ذات داللة‬

‫إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات العينة و المتوسط الفرضي للمقياس‪ .‬و بالتالي فالفرضية‬

‫األولى لم تتحقق كما هو موضح في الجدول (‪.)01‬‬

‫جدول (‪ )09‬نتائج اختبار "ت" لعينة واحدة الختبار داللة الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجات‬

‫عينة الدراسة والمتوسط الفرضي لمقياس اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬

‫مستــــــــوى‬ ‫قيمــــــــــة‬ ‫االنحـــــــــراف‬ ‫المتوســــــط‬ ‫المتوســـــط‬ ‫حجــــــــــم‬


‫الداللـــــة‬ ‫"ت"‬ ‫المعيــــــاري‬ ‫الفـــــرضي‬ ‫الحسابي‬ ‫العينـــة‬

‫‪,2640‬‬ ‫‪1,119‬‬ ‫‪8,67‬‬ ‫‪21,5‬‬ ‫‪21,50‬‬ ‫‪379‬‬ ‫اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫‪71‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يتضح من نتائج الجدول رقم (‪ )09‬أن عينة الدراسة من طلبة جامعة قاصدي مرباح ورقلة لديهم‬

‫مستوى منخفض في اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬و يدعم هذه النتيجة إحصائيات الجمعية األمريكية‬

‫للطب النفسي و العقلي(‪ ،)APA‬و التي أشارت في دليلها التشخيصي و اإلحصائي الخامس (‪-DSM‬‬

‫‪ )5‬أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية تساوي (‪ )%2,4‬من المجتمع العام و (‪ )%10‬في‬

‫العيادات الخاصة‪ ،‬و دراسة (الساعدي‪ )2019،‬حول الشخصية التجنبية و عالقتها باالعتزاز بالنفس‬

‫لدى طلبة الجامعة‪ ،‬و توصل فيها إلى أن عينة دراسته ليس لديهم اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬

‫و لم تتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة (ناصر‪ )2002،‬التي بلغت فيها نسبة انتشار‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية إلى(‪ )%18‬و دراسة (إبراهيم و محمد‪ )2019 ،‬التي وصلت فيها نسبة‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية إلى (‪ )%38‬و دراسة (الجبوري‪ )2017،‬التي سجلت نسبة (‪)%63‬‬

‫وتعد أعلى نسبة انتشار الضطراب الشخصية التجنبية من بين الدراسات العربية و األجنبية‪.‬‬

‫و يمكن تفسير النتيجة التي توصلنا إليها في دراستنا الحالية إلى أن عينة الدراسة من المجتمع العام‬

‫و ليست عينة إكلينيكية‪ ،‬كذلك الحساسية المفرطة التي تميز اضطراب الشخصية التجنبية و التي‬

‫تجعل المصابين به يرفضون الدخول في عالقات اجتماعية خوفا من الرفض و النقد و يتجنبون‬

‫المشاركة في النشاطات الجماعية و الشعور بعدم الكفاءة كل هذه السمات من شأنها أن تجعل من‬

‫مستوى االضطراب منخفض ألن مجتمع الجامعة يدعو إلى االنفتاح و التفاعل مع اآلخرين و االبتعاد‬

‫عن االنغالق و التجنب‪ .‬كذلك التقدم و التغير االجتماعي و التطور التكنولوجي و انتشار وسائل‬

‫التواصل االجتماعي التي أدت بالمجتمع الجزائري إلى االنفتاح على الثقافات األخرى‪ ،‬كذلك مرونة‬

‫الشباب في التعامل مع كل ما هو جديد‪ .‬و تراجع الكثير من العادات التي كانت تحدد عملية التنميط‬

‫الجنسي لكل نوع‪ .‬فأصبحت الحياة تشاركية و تعاونية بين المرأة و الرجل في كافة مناحي الحياة‪ .‬و‬

‫يمكن أن نعزو هذه النتيجة إلى ما جاء في الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس )‪ (DSM-5‬أن‬

‫‪72‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫هناك بعض األدلة على أن اضطراب الشخصية التجنبية عند البالغين يميل إلى أن يصبح أقل‬

‫وضوحا أو يتحول مع تقدم العمر‪.‬‬


‫ً‬

‫‪ .2‬عرض و تحليل نتائج الفرضية الثانية ومناقشتها‪:‬‬

‫و نصت الفرضية على‪ :‬توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية‬

‫التجنبية لدى عينة الدراسة‪ .‬و بهدف التحقق من الفرضية تم استخراج معامل االرتباط بيرسون بين‬

‫الدرجات الكلية ألفراد عينة الدراسة على مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و درجاتهم على‬

‫مقياس اضطراب الشخصية التجنبية‪ .‬و قد بلغ معامل االرتباط (‪ )0,07‬وهذه القيمة غير دالة‬

‫إحصائيا‪ ،‬أي أنه ال توجد عالقة ارتباطيه بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية‪ .‬و بالتالي لم تتحقق الفرضية‪ ،‬والجدول(‪ )10‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )10‬معامل االرتباط "بيرسون" بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب‬

‫الشخصية التجنبيـــــــــــــــة‬

‫مستـــوى‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫االنحـــــــــراف‬ ‫المتـــــــــــوسط‬ ‫العالقـــــــــــــــــــــة‬


‫الداللــــــة‬ ‫بيرسون‬ ‫المعيــــاري‬ ‫الحسابـــي‬
‫‪0,169‬‬ ‫‪0,071‬‬ ‫‪8,67‬‬ ‫‪21,50‬‬ ‫اضطراب الشخصية التجنبية‬
‫غير دال‬ ‫‪8,39‬‬ ‫‪35,69‬‬ ‫مقياس خبرات اإلساءة‬

‫يتضح من الجدول رقم (‪ )10‬أنه ال توجد عالقة ارتباطيه بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و‬

‫اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬تتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه (‪ )2011,Afifi‬في دراسته حول‬

‫أحداث الطفولة السلبية و عالقتها باضطرابات الشخصية فقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أن األحداث‬

‫السلبية في مرحلة الطفولة كانت شائعة جدا لدى األشخاص المصابين باضطرابات الشخصية‪ ،‬و أن‬

‫سوء المعاملة و اإلهمال من أقوى الخبرات السلبية التي ترتبط باضطرابات الشخصية في المجموعتين‬

‫‪73‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫األولى و الثانية‪ ،‬و أن هذه األحداث السلبية لم تكن مرتبطة باضطرابات الشخصية في المجموعة‬

‫الثالثة التي تضم (اضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬اضطراب الشخصية المعتمدة‪ ،‬اضطراب الشخصية‬

‫الوسواسية القهرية)‪.‬‬

‫و لم تتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة التي تم تناولها و التي تؤكد على وجود عالقة‬

‫بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية مثل دراسة(حنـور‪ )2012،‬و‬

‫د ارسـة (‪ )248-2000,233,Meyer‬و دراسة (‪ )2015,Ingborg et al‬و دراسة )‪David (2003‬‬

‫‪ ،,et,al‬و دراسة (‪.)2002,David et, Serrita‬‬

‫ويمكن تفسير هذه النتيجة على أن خبرات اإلساءة التي تعرض لها أفراد عينة الدراسة يمكن أن‬

‫تكون سببا في ظهور اضطرابات نفسية أخرى أو اضطرابات في الشخصية كما توصلت إليه العديد‬

‫من الدراسات في عالقة خبرات اإلساءة بمتغي ار ت أخرى‪ .‬وقد جاءت هذه النتيجة تبعا لنتيجة‬

‫الفرضية األولى ألن عينة الدراسة الحالية لديها مستوى منخفض في اضطراب الشخصية التجنبية‪.‬‬

‫كذلك ترسيخ فكرة العقاب الجسدي عند اآلباء ألبنائهم بأنها وسيلة تأديب و ليس كره‪ ،‬فقد أصبحت‬

‫اإلساءة الجسدية جزء ا من ثقافة المجتمع كطريقة في التربية لذلك يتكيف األطفال مع هذا النوع من‬

‫العقاب فال يسبب لهم اضطرابات نفسية أو اضطرابات شخصية‪.‬‬

‫‪ .3‬عرض و تحليل نتائج الفرضية الثالثة ومناقشتها‪:‬‬

‫و نصت على‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة‬

‫الدراسة باختالف الجنس‪.‬‬

‫و لغرض التحقق من هذه الفرضية تم تحليل بيانات خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة حسب‬

‫متغير الجنس‪ ،‬فتبين أن المتوسط الحسابي لدرجات العينة المختارة من الذكور يساوي)‪ (38,10‬درجة‬

‫‪74‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وبانحراف معياري )‪ .(8,13‬في حين كان المتوسط الحسابي لدرجات العينة المختارة من اإلناث‬

‫يساوي)‪ (34,42‬درجة و بانحراف معياري)‪.(8,26‬‬

‫و عند اختبار معنوية الفروق بين متوسطي درجات الذكور و درجات اإلناث على مقياس خبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة باستخدام االختبار التائي لعينتين مستقلتين وجد بأن القيمة التائية المحسوبة‬

‫تساوي)‪ (4,14‬وهي دالة عند درجة حرية)‪ (377‬و مستوى داللة)‪ .(0,01‬أي أن هناك فروقا ذات‬

‫داللة معنوية بين متوسطي درجات الذكور و درجات اإلناث في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬

‫لصالح الذكور و بهذا تحقق الفرضية الثالثة‪ .‬و الجدول)‪ (11‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )11‬نتائج اختبار داللة الفروق بين متوسطي درجات الطلبة على مقياس خبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة حسب متغير الجنس‪.‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫درجة الحرية‬ ‫قيمة "ت"‬ ‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫حجــــــــــم‬ ‫الجنس‬
‫العينـــة‬
‫دالة عند ‪0,01‬‬ ‫‪377‬‬ ‫‪4,14‬‬ ‫‪8,13‬‬ ‫‪38,10‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ذكـ ـ ــور‬
‫‪8,26‬‬ ‫‪34,42‬‬ ‫‪248‬‬ ‫انـ ـ ــاث‬

‫تشير النتيجة إلى أن الفروق في التعرض لخبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بين الذكور و اإلناث‬

‫جاءت لصالح الذكور و يمكن تفسير هذه النتيجة بالرجوع إلى ثقافة المجتمع‪.‬‬

‫و تتفق هذه النتيجة مع دراسة (معمرية‪ )2007 ،‬حول خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و‬

‫عالقتها باالضطرابات النفسية في مرحلة الرشد المبكر‪ ،‬فقد بينت هذه الدراسة أن الفروق بين الذكور و‬

‫اإلناث في تعرضهم لإلساءة في مرحلة الطفولة جاءت لصالح الذكور حيث يبرر معمرية النتيجة في‬

‫قوله"أن الذكور كانوا يتعرضون فعال لهذه اإلساءات في طفولتهم وهم كذلك أكثر حساسية من اإلناث‬

‫‪75‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫إزاء هذه اإلساءات‪ ،‬إال أن اإلناث ال يبدين حساسية بسبب ميلهن للخضوع و االستسالم و تمثيل‬

‫سلوك المازوخي " (معمرية‪. )45 ،2007،‬‬

‫كما اتفقت مع دراسة (عشوي‪ )2003 ،‬و التي أشارت إلى أن الذكور أكثر تعرضا لإلساءة‬

‫الجسدية من اإلناث في المجتمع السعودي‪ ،‬وأن األنثى أقل إساءة جسدية في الوسط األسري كلما‬

‫كبرت‪ .‬و دراسة (سواقد و الطراونة‪ )2000 ،‬التي أثبتت أن الذكور يتعرضون ألشكال اإلساءة‬

‫(الجسدية‪ ،‬النفسية‪ ،‬اإلهمال) بدرجة أكبر من اإلناث‪ .‬كما اتفقت مع دراسة (الحاتمي‪ )2017 ،‬التي‬

‫أظهرت نتائجها وجود فروق بين الذكور و اإلناث في درجة تعرضهم لإلساءة على بعد اإلهمال‬

‫الجسدي لصالح الذكور‪.‬‬

‫و يمكن تفسير تعرض الذكور لإلساءة خاصة الجسدية منها بدرجة أكبر من اإلناث الى احتمالية‬

‫وجود رغبة لدى الوالدين أو القائمين على رعاية الطفل في تربيته بطريقة تختلف عن األنثى بحيث‬

‫يكون العقاب الجسدي من نصيب الذكور و ذلك بهدف خلق الرجولة لديهم و إعدادهم لتحمل‬

‫المسؤولية و مواجهة ظروف الحياة القاسية‪ ،‬هذا و قد يستثير الذكور أوليائهم فيستخدمون معهم القوة‬

‫الجسدية لضبط و تهذيب سلوكهم‪ .‬بينما يتميز اإلناث بالهدوء و الطاعة و الخضوع خاصة في‬

‫مجتمعاتنا العربية مما يقلل من فرص تعرضهن لإلساءة‪ .‬كما يمكن أن نعزو هذه النتيجة ألسلوب‬

‫التربية في المجتمع الجزائري‪ ،‬الذي تعتقد فيه أغلب األسر الجزائرية أن الضرب أسلوب في التربية‪.‬‬

‫‪ .4‬عرض و تحليل نتائج الفرضية الرابعة ومناقشتها‪:‬‬

‫نصت الفرضية على‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬

‫باختالف نوع اإلقامة‪.‬‬

‫و لغرض التحقق من هذه الفرضية تم تحليل بيانات خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة حسب‬

‫متغير نوع اإلقامة (داخلي‪ ،‬خارجي)‪ ،‬فتبين أن المتوسط الحسابي لدرجات العينة المختارة من ذوي‬

‫‪76‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫اإلقامة الداخلية هو )‪ (35,36‬درجة وبانحراف معياري )‪ .(7,81‬في حين كان المتوسط الحسابي‬

‫لدرجات العينة المختارة من ذوي اإلقامة الخارجية يساوي)‪ (35,92‬درجة و بانحراف معياري)‪.(8,84‬‬

‫و عند اختبار معنوية الفروق بين متوسطي درجات ذوي اإلقامة الداخلية و ذوي اإلقامة الخارجية على‬

‫مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة باستخدام االختبار التائي لعينتين مستقلتين وجد بأن القيمة‬

‫التائية المحسوبة تساوي)‪ (0,63‬وهي غير دالة عند درجة حرية )‪ (377‬و مستوى داللة )‪.(0,01‬‬

‫أي أنه ال يوجد فروق ذات داللة معنوية بين متوسطي درجات الداخليين و الخارجيين على مقياس‬

‫خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )12‬نتائج اختبار "ت" لعينتين مستقلتين إليجاد داللة الفروق لمقياس خبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة حسب متغير نوع اإلقامة (داخلي خارجي)‬

‫مستـــوى الداللــــــة‬ ‫درجــــــــــــــة‬ ‫قيمـــــــــــة‬ ‫االنحـــــــــراف‬ ‫المتـــــــــــوسط‬ ‫حجــــــــــم‬ ‫نوع اإلقامة‬


‫الحريــــة‬ ‫"ت"‬ ‫المعيــــاري‬ ‫الحسابـــي‬ ‫العينـــة‬
‫‪0,524‬‬ ‫‪376‬‬ ‫‪0,637‬‬ ‫‪7,81‬‬ ‫‪35,36‬‬ ‫‪169‬‬ ‫داخليــــــــــة‬
‫‪8,84‬‬ ‫‪35,92‬‬ ‫‪210‬‬ ‫خارجيـــــــة‬

‫أظهرت النتائج في الجدول السابق عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة‬

‫الطفولة وفقا لمتغير نوع اإلقامة الجامعية (داخلية‪ ،‬خارجية)‪ ،‬و تتفق هذه النتيجة جزئيا مع ما توصلت‬

‫إليه دراسة (الحاتمي‪ )2017،‬حول "خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و عالقتها باالكتئاب لدى طلبة‬

‫جامعة نزوى" و التي أشارت إلى عدم وجود فروق في خبرات اإلساءة في الطفولة و فقا لمتغير الحالة‬

‫التعليمية لآلباء و الحالة التعليمية األمهات‪ .‬كما رأى (حاجيه ‪ )1989‬أن إساءة معاملة الطفل تمارس‬

‫في جميع المجتمعات سواء المتحضرة كانت أو النامية‪ ،‬كما تمارس أيضا على جميع المستويات‬

‫التعليمية (الحاتمي‪.)79 ،2017 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫فاآلباء المتعلمون يستخدمون األساليب الديمقراطية في ضبط و توجيه سلوك أبنائهم و يسود‬

‫الحوار في عالقاتهم بأبنائهم‪ ،‬غير أنهم يستخدمون أساليب العقاب في تهذيب سلوك الطفل رغم‬

‫اعتقادهم بعدم فاعليته‪ .‬كما تتفق مع دراسة (الياس و زمالئه‪ )2001،‬في (الحاتمي‪ )2017،80،‬و‬

‫التي أثبتت أن األطفال يتعرضون لإلساءة من قبل الوالدين المتعلمين في مختلف مستوياتهم التعليمية‬

‫مع اختالف النسب‪.‬‬

‫كما تؤكد هذه النتيجة ما توصل إليه فريزلير و رفاقه )‪ (Freisthler, et al, 2007‬في دراسته‬

‫التي قارن فيها بين مجموعة من األطفال (البيض‪ ،‬و السود‪ ،‬و اآلسيويين) و أثر السكن على ممارسة‬

‫العنف ضدهم‪ ،‬و التي أثبتت أن هناك فروقا ذات داللة إحصائية بين اإلساءة و مكان السكن و‬

‫الطبقة االجتماعية و العرق‪ .‬حيث تبين أن األطفال السود هم أكثر األطفال تعرضا لإلساءة‪ ،‬يليهم‬

‫اآلسيويون‪ ،‬ثم األطفال البيض‪ ،‬مما يعني أن هناك أثر للمستوى االقتصادي و االجتماعي ألسر هؤالء‬

‫األطفال في التعرض لإلساءة (العجمي‪.)34 ،2007،‬‬

‫لذلك يمكن تفسير هذه النتيجة على أن أفراد عينة الدراسة سواء ذوي اإلقامة الخارجية أو الداخلية‬

‫في االقامات الجامعية ينحدرون من نفس المنطقة الجغرافية‪ ،‬و ليس هناك فروق شاسعة بين أفراد‬

‫العينة في المستوى االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬و الثقافي‪ .‬فظروف التنشئة االجتماعية ألفراد عينة‬

‫الدراسة متشابهة‪ ،‬و ال يوجد اختالف في أساليب التربية و التعامل مع الطفل في أوساطهم‪ .‬فإساءة‬

‫معاملة األطفال تنتشر في معظم المجتمعات‪ ،‬و تشمل األطفال في كل المراحل‪ ،‬و ليست مرتبطة‬

‫بمستوى ثقافي أو ديني أو عرقي أو زماني‪ ،‬كما تمارس في جميع المجتمعات المتحضرة أو النامية‪ ،‬و‬

‫على جميع المستويات التعليمية‪ ،‬إال أن مكان السكن و المستوى االقتصادي و االجتماعي و المستوى‬

‫الثقافي لهم أثر في تباين درجات التعرض لإلساءة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫خالصة الدراسة و االقتراحات‪:‬‬

‫رغم أنه ال توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫لدى عينة الدراسة‪ ،‬إال أن هذه النتيجة ال تلغي دور خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة كمنبئات‬

‫باإلصابة باضطرابات نفسية و اضطرابات في الشخصية في سن الرشد‪ ،‬و كذلك قد يكون اضطراب‬

‫الشخصية التجنبية مرتبط بشكل معين من أشكال اإلساءة‪ ،‬و هذا ما لم نتطرق له في هذه الدراسة كما‬

‫أثبتته الدراسات السابقة و التراث النظري لهذا الموضوع‪ ،‬و بهذا تكون الدراسة الحالية نقطة انطالق‬

‫لدراسات أخرى في مجال الصحة النفسية‪.‬‬

‫وفي ضوء النتائج المتوصل إليها من خالل الدراسة الحالية و اإلسهامات النظرية لموضوع خبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة وعالقتها باضطراب الشخصية التجنبية‪ ،‬نوصي بمجموعة من التوصيات‬

‫و التي نأمل أن يكون لها صدى في الواقع‪ ،‬و هذه التوصيات و المقترحات هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬االهتمام بتنمية الصحة النفسية للطلبة‪.‬‬

‫‪ -‬اعتماد مقياس اضطراب الشخصية التجنبية في التشخيص‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء دراسات حول اضطرابات الشخصية على عينات إكلينيكية‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء دراسات حول اضطرابات الشخصية األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء مسح وبائي لمعرفة نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية و اضطرابات الشخصية‬

‫األخرى و االضطرابات النفسية في المجتمع العام المحلي‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة إنشاء مراكز اإلرشاد النفسي على مستوى الجامعات لمساعدة الطلبة و حل مشاكلهم‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء دراسات تهدف للكشف عن العوامل البيئية و االجتماعية المساهمة في انتشار سوء معاملة‬

‫األطفال‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -‬تفعيل دور مراكز اإلحصاء في معرفة نسبة انتشار ظاهرة اإلساءة للطفل على الصعيد المحلي‬

‫لمحاولة تطويقها و الحد من انتشارها‪.‬‬

‫إجراء دراسات للكشف على أشكال اإلساءة المنتشرة في األوساط المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬إعداد برامج إرشادية تهدف إلى توعية األسرة و المجتمع ككل بأساليب التربية السوية و مخاطر‬

‫اإلساءة للطفل و آثارها على صحته النفسية في سن الرشد و الشيخوخة بكل أنماطها الجسدية و‬

‫النفسية و اإلهمال للحد من انتشارها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬المراجع العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم ‪ ،‬عبد الستار وعسكر‪ ،‬عبد هللا‪ .)2008(.‬علم النفس اإلكلينيكي في ميدان الطب‬

‫النفسي‪ .‬ط‪ .4‬القاهرة‪ :‬مكتبة ألنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪ .2‬إبراهيم‪ ،‬ريزان علي و محمد‪ ،‬ليا حسن‪ .)2019(.‬اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بدافعية‬

‫االنجاز الدراسي لدى طلبة الجامعة‪ .‬المؤتمر التربوي الثاني لكليات التربية األساسية بإقليم‬

‫كردستان‪ .‬جامعة صالح الدين‪/‬أربيل‪.304-23،03،281 .‬‬

‫‪ .3‬أبو بكر‪ ،‬نشوة كرم‪ .)2019(.‬دعم األصدقاء كمتغير وسيط في العالقة بين التعرض لخبرات‬

‫اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة من المراهقين‪ ،‬المجلة‬

‫السعودية للعلوم النفسية‪.63،‬‬

‫‪ .4‬أبو جابر‪ ،‬ماجد و عالء الدين‪ ،‬جهاد و عكروش‪ ،‬لبنى و يعقوب‪ ،‬فرح‪ .)2009(.‬ادراكات‬

‫الوالدين لمشكلة إهمال األطفال و اإلساءة إليهم في المجتمع األردني‪ ،‬المجلة األردنية في العلوم‬

‫التربوية‪.5،1،‬‬

‫‪ .5‬أبو لمضي‪ ،‬هدى عبد الخالق أحمد‪ .)2015(.‬اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى طالبات المرحلة‬

‫األساسية و عالقتها باالكتئاب و األمن النفسي‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ .‬جامعة غزة‪.‬‬

‫‪ .6‬أرنوط‪ ،‬بشرى اسماعيل أحمد‪ .)2016(.‬التوجه نحو الحياة و عالقته باضطراب الشخصية‬

‫التجنبية لدى المطلقين‪ ،‬مجلة اإلرشاد النفسي‪.82-37 ،45 ،‬‬

‫‪ .7‬األمارة‪ ،‬أسعد شريف‪ .)2014(.‬سيكولوجية الشخصية‪ .‬عمان‪ :‬مكتبة العالمة الحلي‪.‬‬

‫‪ .8‬البتال‪ ،‬زيد بن محمد‪ .)2017(.‬معجم صعوبات التعلم‪ .‬السعودية‪ :‬مركز الملك سلمان ألبحاث‬

‫اإلعاقة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .9‬البلوشية‪ ،‬سعيد خولة و الزبيدي ‪ ،‬سالم عبد القوي و كاظم‪ ،‬مهدي علي‪ .)2019(.‬معدالت‬

‫انتشار خبرات اإلساءة في الطفولة و قدرتها التنبؤية بمفهوم الذات لدى طلبة الصف الحادي‬

‫عشر في سلطنة عمان‪ ،‬مجلة العلوم التربوية و النفسية‪.3،‬‬

‫الحاتمي‪ ،‬فاطمة بنت ناصر بن خلفان‪ .)2017( .‬خبرات االساءة في مرحلة الطفولة و‬ ‫‪.10‬‬

‫عالقتها باالكتئاب لدى طلبة جامعة نزوى في محافظة الداخلية‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬كلية اآلداب‪.‬‬

‫جامعة نزوى‪ .‬عمان‪.‬‬

‫الجبوري‪ ،‬مروة‪ .)2017(.‬الفراغ الوجودي و عالقته باضطراب الشخصية التجنبية للمغتربين‬ ‫‪.11‬‬

‫و المغتربات من طالب الجامعة‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ .‬كلية التربية ‪ .‬جامعة كربالء‪.‬‬

‫الجمعية األمريكية للطب النفسي‪ .‬معايير(‪ .)2013( .)5-DSM‬ترجمة الحمادي أنور‪.‬‬ ‫‪.12‬‬

‫الخطيب‪ ،‬عبد المنعم سيف الدين عبد القادر‪ .)2017(.‬سوء معاملة األبناء و عالقته‬ ‫‪.13‬‬

‫بالتحصيل الدراسي دراسة على عينة من طلبة المرحلة المتوسطة في مدارس السلطة‬

‫الفلسطينية و وكالة غوث‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة القدس‪.‬‬

‫الرقاد‪ ،‬هناء‪ .)2017(.‬اضطرابات الشخصية و قياسها‪ .‬عمان‪ :‬دار المأمون‪.‬‬ ‫‪.14‬‬

‫الضمور‪ ،‬محمد مسلم‪ .)2011(.‬اإلساءة للطفل الوقاية و العالج‪ .‬عمان‪ :‬دار الجنان‪.‬‬ ‫‪.15‬‬

‫العدري‪ ،‬صفاء‪ .)2018(.‬التحرش الجنسي باألطفال بين اإلعالن و الكتمان و آليات‬ ‫‪.16‬‬

‫المواجهة‪ .‬المؤتمر الدولي األول لكلية رياض األطفال‪ .‬جامعة أسيوط ‪ .‬مصر‪.‬‬

‫العرب‪ ،‬أسماء‪ .)2010(.‬العنف ضد األطفال من وجهة نظر أولياء األمور في المجتمع‬ ‫‪.17‬‬

‫الريفي‪ .‬سلسلة العلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ .‬اليرموك‪ .‬األردن‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫العجمي‪ ،‬فيصل محمد نهار مناحي ‪ .)2007(.‬أبعاد اإلساءة تجاه األطفال المعاقين ذهنيا‬ ‫‪.18‬‬

‫لدى كل من المعلمين و أولياء األمور في دولة الكويت‪ .‬رسالة ماجستير في التربية الخاصة غير‬

‫منشورة‪ .‬كلية الدراسات العليا‪ .‬جامعة الخليج العربي‪ .‬البحرين‪.‬‬

‫القبج‪ ،‬رباب و عودة‪ ،‬ميسون‪ .)2004(.‬إساءة و إهمال األطفال طرق و أنظمة التصدي‬ ‫‪.19‬‬

‫لها‪ .‬ورقة مقدمة في ندوة الطفولة المبكرة‪ .‬خصائصها احتياجاتها‪ .‬الرياض‪.‬‬

‫القطروس‪ ،‬نسرين‪ .)2013(.‬خبرات اإلساءة و عالقتها بالخجل لدى عينة من المراهقين‪.‬‬ ‫‪.20‬‬

‫رسالة ماجستير‪ .‬كلية التربية جامعة األزهر‪ .‬غزة‪.‬‬

‫المالح‪ ،‬حسان‪ .)1995(.‬الخوف االجتماعي (الخجل) دراسة علمية لالضطراب النفسي‬ ‫‪.21‬‬

‫مظاهره‪ ،‬أسبابه‪ ،‬و طرق العالج‪ .‬ط‪ .2‬دمشق‪ :‬دار االشراقات‪.‬‬

‫المسحر‪ ،‬ماجدة أحمد حسن‪ .)2007(.‬إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة كما تدركها‬ ‫‪.22‬‬

‫طالبات الجامعة و عالقتها بأعراض االكتئاب‪ .‬رسالة ماجستير‪.‬جامعة الملك سعود‪ .‬السعودية‪.‬‬

‫المصري‪ ،‬أناس رمضان‪ .)2016(.‬خبرات اإلساءة في الطفولة و عالقتها بصورة الجسم‬ ‫‪.23‬‬

‫لدى طالبات قسم علم النفس بجامعة محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مجلة جامعة األزهر‪.1 ،18،‬‬

‫آن م‪ ،‬كرينغ و جون م‪ ،‬نيال و شيري ل‪ ،‬جونسون و جرارد س‪ ،‬دافيسون ‪ .)2014(.‬علم‬ ‫‪.24‬‬

‫النفس المرضي ‪ .‬ترجمة أمثال هادي الحويلة‪ ،‬وفاطمة سالمة عباد‪ ،‬و ملك جاسم الرشيد‪ ،‬و نادية‬

‫عبد هللا الحمدان‪ .‬ط‪ .2‬القاهرة‪ :‬مكتبة االنجلو المصرية‪.‬‬

‫أوزي‪ ،‬أحمد‪ .)2014(.‬سيكولوجية العنف‪ .‬منشورات مجلة علوم التربية‪ .‬الرباط‪.‬‬ ‫‪.25‬‬

‫باندو‪ ،‬صفية و الزروق‪ ،‬فاطمة الزهراء‪ .)2016(.‬مساهمة سوء المعاملة الوالدية في ظهور‬ ‫‪.26‬‬

‫السلوك العدواني عند الطفل‪ ،‬المجلة الجزائرية للطفولة و التربية‪.178-153، 11،‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫بركات‪ ،‬علي‪ .)2011(.‬العوامل المجتمعية للعنف المدرسي دراسة ميدانية في مدينة دمشق‪.‬‬ ‫‪.27‬‬

‫سوريا‪ :‬منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب‪.‬‬

‫بلحسيني‪ ،‬وردة‪ .)2011(.‬أثر برنامج معرفي‪ -‬سلوكي في عالج الرهاب االجتماعي لدى‬ ‫‪.28‬‬

‫عينة من طلبة الجامعة دراسة تجريبية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة‪ .‬رسالة دكتوراه غير‬

‫منشورة‪ .‬كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ .‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.‬‬

‫بلقاسمي‪ ،‬محمد األزهر و لفقير‪ ،‬علي‪ .)2018(.‬سوء معاملة األطفال و إهمالهم اآلثار‬ ‫‪.29‬‬

‫الناجمة عنها و كيفية الوقاية منها‪ ،‬مجلة اإلبراهيمي للعلوم االجتماعية‪.2،‬‬

‫بن سماعيل‪ ،‬فاطمة‪ .)2016(.‬أشكال إساءة معاملة األطفال‪ .‬مجلة تطوير العلوم‬ ‫‪.30‬‬

‫االجتماعية‪.14 ،2،‬‬

‫بن شريك‪ ،‬عمر‪ .‬بن سالم‪ ،‬عيسى‪ .)2016(.‬سوء معاملة األطفال بين األنماط التقليدية و‬ ‫‪.31‬‬

‫تطور الحياة‪ ،‬مجلة تطوير العلوم االجتماعية‪.14 ،‬‬

‫بوطبال‪ ،‬سعد الدين و معوشة عبد الحفيظ‪ .)2013(.‬العنف الموجه ضد األطفال‪ .‬الملتقى‬ ‫‪.32‬‬

‫الوطني الثاني حول‪ :‬االتصال و جودة الحياة في األسرة‪ .‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ .‬الجزائر‪.‬‬

‫بوقري‪ ،‬كامل بن محمد‪ .)2009(.‬إساءة المعاملة الجسدية و اإلهمال الوالدي و الطمأنينة‬ ‫‪.33‬‬

‫النفسية و االكتئاب لدى عينة من تلميذات المرحلة االبتدائية (‪ )12 – 11‬بمكة المكرمة‪.‬‬

‫رسالة ماجستير‪ .‬جامعة أم القرى‪ .‬كلية التربية‪ .‬السعودية‪.‬‬

‫تعوينات‪ ،‬علي‪ .)2010(.‬سوء المعاملة في األسرة و انعكاساتها على األفراد‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪.34‬‬

‫اإلنسانية و االجتماعية‪.1،‬‬

‫جراد‪ ،‬حكمت ريم‪ .)2013(.‬الذكاء العاطفي للمعلم و دوره في حماية األطفال المعرضين‬ ‫‪.35‬‬

‫للخطر‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة تشرين‪ .‬كلية التربية‪ .‬سوريا‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫جمعية األمم المتحدة‪ .)2011(.‬حق الطفل في التحرر من جميع أشكال العنف‪.‬‬ ‫‪.36‬‬

‫جمعية األمم المتحدة‪ .)2018(.‬التقرير السنوي للممثلة الخاصة ألمين العام المعنية بالعنف‬ ‫‪.37‬‬

‫ضد األطفال‪ .‬الدورة السابعة و الثالثون‪.‬‬

‫حمادة‪ ،‬وليد‪ .)2010(.‬سوء معاملة األبناء و إهمالهم و عالقته بالتحصيل الدراسي‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.38‬‬

‫جامعة دمشق‪.26،‬‬

‫حنور‪ ،‬خليل قطب عبده‪ .)2012(.‬خبرات إساءة المعاملة الوالدية في الطفولة و عالقتها‬ ‫‪.39‬‬

‫باضطرابات الشخصية‪ ،‬مجلة الدراسات التربوية و اإلنسانية‪.81-1،45 ،4 ،‬‬

‫خدة‪ ،‬فطيمة الزهرة وبلحسيني‪ ،‬وردة ‪(.‬مارس ‪ . )2018‬بناء مقياس خبرات اإلساءة في‬ ‫‪.40‬‬

‫مرحلة الطفولة وتقدير خصائصه السيكومترية عينة من المراهقين المعرضين للخطر‪ .‬مجلة‬

‫الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪.33،975،982،‬‬

‫درويش‪ ،‬مها و غانم‪ ،‬بسام عمر و عشا‪ ،‬انتصار خليل‪ .)2015(.‬مفهوم اإلساءة للطفل و‬ ‫‪.41‬‬

‫أشكالها و مؤشراتها من وجهة نظر طلبة كلية العلوم التربوية‪ .‬مجلة اتحاد الجامعات العربية‬

‫للبحوث و التعليم العالي‪.‬‬

‫رضوان‪ ،‬سامر جميل‪ .)2014(.‬التشخيص النفسي‪ .‬دمشق‪ .‬منشورات جامعة دمشق‪.‬‬ ‫‪.42‬‬

‫زردوم‪ ،‬خديجة‪ .)2018(.‬الصدمة النفسية لدى األطفال ضحايا العنف الجنسي‪ .‬رسالة‬ ‫‪.43‬‬

‫دكتوراه منشورة‪ .‬جامعة باتنة‪.1‬‬

‫زرماني‪ ،‬وداد‪ .)2012(.‬أثر خبرات اإلساءة الوالدية في مرحلة الطفولة على ظهور الضغط‬ ‫‪.44‬‬

‫النفسي في مرحلة المراهقة‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة فرحات عباس‪ .‬سطيف ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫سواقد‪ ،‬ساري و الطراونة‪ ،‬فاطمة‪ .)2000(.‬إساءة معاملة الطفل الوالدية أشكالها و درجة‬ ‫‪.45‬‬

‫تعرض األطفال لها و عالقة ذلك بجنس الطفل و مستوى تعليم والديه‪ ،‬و دخل أسرته و درجة‬

‫التوتر النفسي لديه‪ ،‬مجلة دراسات العلوم التربوية‪.27،2 ،‬‬

‫سيد‪ ،‬فاطمة عبد اللطيف محمد‪ .)2019(.‬فعالية برنامج إرشادي تكاملي لتخفيف العواقب‬ ‫‪.46‬‬

‫الناتجة عن اإلساءة في الطفولة في خفض اضطراب الشخصية الحدية لدى عينة من الراشدات‪،‬‬

‫مجلة اإلرشاد النفسي‪.57 ،1،‬‬

‫الشاوي‪ ،‬أميل و لفتة‪ ،‬رياض‪ .)2016(.‬تأثيرات خبرات الطفولة السلبية على الصحة‬ ‫‪.47‬‬

‫الجسدية في مرحلة البلوغ‪ :‬نتائج دراسة أجريت في مدينة بغداد‪ .‬مركز البيان لدراسات و‬

‫التخطيط‪ .‬بغداد‪.‬‬

‫صبطي‪ ،‬عبيدة و تومي‪ ،‬الخنساء‪ .)2013(.‬سوء معاملة األطفال في المجتمع (بين األسباب‬ ‫‪.48‬‬

‫و اآلثار)‪ .‬جامعة الوادي‪ ،‬مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية‪.2 ،‬‬

‫طه‪ ،‬عبد القادر فرج و قنديل‪ ،‬عطية شاكر وأبو النيل‪ ،‬السيد محمود و محمد‪ ،‬عبد القادر‬ ‫‪.49‬‬

‫حسين و عبد الفتاح‪ ،‬كامل مصطفى‪( .‬ب ت)‪ .‬معجم علم النفس و التحليل النفسي‪ .‬بيروت‪:‬‬

‫دار النهضة العربية‪.‬‬

‫طيوب‪ ،‬محمود و سلمون‪ ،‬ريم و أحمد‪ ،‬حكمت صفاء‪ .)2009(.‬دور األسرة و المدرسة في‬ ‫‪.50‬‬

‫الحد من ظاهرة العنف ضد األطفال دراسة ميدانية في محافظة الالذقية‪ ،‬مجلة تشرين للبحوث و‬

‫الدراسات العلمي‪.31،2 ،‬‬

‫عبد الستار‪ ،‬رشا محمد و الحاروني‪ ،‬شيماء مصطفى‪ .)2018(.‬العالقة بين إدراك التعرض‬ ‫‪.51‬‬

‫لخبرات اإلساءة في الطفولة و أساليب المواجهة لدى النساء المعنفات و غير المعنفات‪ .‬مجلة‬

‫اإلرشاد النفسي‪.56 ،1،‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫عبد العزيز‪ ،‬نادية محمود غنيم‪ .)2017(.‬المخططات المعرفية الالتكيفية كمتغير وسيط بين‬ ‫‪.52‬‬

‫الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى طالب الجامعة‪ .‬مجلة كلية‬

‫التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪.157-175،105 ،36 ،‬‬

‫عريش‪ ،‬محمد أمين‪ .)2019(.‬تعزيز ثقافة التبليغ للقضاء على كل أشكال العنف‪ .‬مجلة‬ ‫‪.53‬‬

‫الشرطة الجزائرية‪ .‬الجزائر‪.145 ،‬‬

‫عشوي‪ ،‬مصطفى‪ .)2003(.‬تأديب األطفال في الوسط العائلي‪ :‬الواقع و االتجاهات‪ .‬مجلة‬ ‫‪.54‬‬

‫الطفولة العربية‪ ،‬الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية‪.38-9 ،6 ،‬‬

‫عطا‪ ،‬آمال السيد سيد أحمد‪ .)2007(.‬سوء المعاملة في الطفولة لدى المصابين باضطراب‬ ‫‪.55‬‬

‫الهلع‪ .‬رسالة دكتوراه‪ .‬جامعة الخرطوم‪ .‬السودان‪.‬‬

‫عكاشة‪ ،‬أحمد و عكاشة‪ ،‬طارق‪ .)2010( .‬الطب النفسي المعاصر‪ .‬ط‪ .15‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬ ‫‪.56‬‬

‫األنجلو المصرية‪.‬‬

‫عمر‪ ،‬آيات ناجي‪ .)2016( .‬الديناميات النفسية ألطفال الشوارع الذين تعرضوا لإلساءة‬ ‫‪.57‬‬

‫الجنسية‪ .‬القاهرة‪ :‬المكتب العربي للمعارف‪.‬‬

‫غانم‪ ،‬محمد حسن‪ .)2006(.‬االضطرابات النفسية و العقلية و السلوكية(الوبائيات‪-‬‬ ‫‪.58‬‬

‫التعريف‪-‬محكات التشخيص‪-‬األسباب‪-‬العالج‪-‬المآل و المسار)‪ .‬ط‪ .1‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو‬

‫المصرية‪.‬‬

‫غباري‪ ،‬ثائر أحمد و أبو شعيرة‪ ،‬خالد محمد‪ .)2015(.‬سيكولوجية الشخصية‪ .‬عمان‪ :‬دار‬ ‫‪.59‬‬

‫اإلعصار العلمي‪.‬‬

‫غزوان‪ ،‬أنس عباس‪ .)2015(.‬العنف األسري ضد األطفال و انعكاساته على الشخصية‪.‬‬ ‫‪.60‬‬

‫مجلة‪ ،‬جامعة بابل‪.4 ،23،‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫كري‪ ،‬لينا يوسف‪ .)2015(.‬اإلساءة االنفعالية في المنزل و عالقتها بالهوية الجنسية لدى‬ ‫‪.61‬‬

‫الطفل‪ .‬رسالة ماجستير منشورة‪ .‬جامعة دمشق‪.‬‬

‫ماكموران‪ ،‬ماري و هوارد‪ ،‬ريتشارد‪ .)2011(.‬ترجمة عبد المقصود عبد الكريم‪ .‬الشخصية و‬ ‫‪.62‬‬

‫اضطراباتها و العنف‪ .‬القاهرة‪ :‬المركز القومي للترجمة‪.‬‬

‫مشاعل‪ ،‬فاتن ثابت‪ .)2015(.‬أثر اضطرابات الشخصية المصاحبة لبعض االضطرابات‬ ‫‪.63‬‬

‫النفسية‪-‬االختالطية‪ -‬على االستجابة العالجية لمرضى نفسيين بعد العالج الطبي النفسي‪.‬‬

‫رسالة دكتوراه منشورة‪ .‬قسم اإلرشاد النفسي‪ .‬كلية التربية‪ .‬جامعة دمشق‪.‬‬

‫ملحم‪ ،‬سامي‪ .)2010(.‬مناهج البحث في التربية و علم النفس‪ .‬ط‪ .1‬عمان‪ :‬دار المسيرة‪.‬‬ ‫‪.64‬‬

‫منظمة الصحة العالمية‪ .)2009(.‬الوقاية من إساءة معاملة الطفل دليل التخاذ اإلجراءات‬ ‫‪.65‬‬

‫العملية و توليد البيانات‪ .‬المكتب اإلقليمي للشرق األوسط ‪.‬‬

‫منير‪ ،‬أميرة عبد الواحد و حميد‪ ،‬نبهان‪ .)2016(.‬عالقة خبرات الطفولة (المؤلمة و السارة)‬ ‫‪.66‬‬

‫بتقدير الذات لدى طلبة كلية التربية الرياضية بالجامعة المستنصرية‪ .‬مجلة كلية التربية‬

‫الرياضية‪ ،‬جامعة بغداد‪.28،2،‬‬

‫موسى‪ ،‬رشاد علي عبد العزيز و العايش‪ ،‬زينب زين محمد‪ .)2009(.‬سيكولوجية العنف ضد‬ ‫‪.67‬‬

‫األطفال‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬

‫ناصر‪ ،‬أشواق صبر‪ .)000 2(.‬بعدا الشخصية (االنبساط‪ -‬االنطواء و العصابية) و‬ ‫‪.68‬‬

‫عالقتهما باضطراب الشخصية التجنبية‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .‬كلية اآلداب‪ .‬جامعة‬

‫بغداد‪.‬‬

‫يحي‪ ،‬محمد الحاج‪ .)2006(.‬اتجاهات المرشدين التربويين حول سوء معاملة األطفال‬ ‫‪.69‬‬

‫دراسة ميدانية بمدارس السلطة الوطنية الفلسطينية‪ .‬فلسطين‪ .‬شركة بيلسان‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ منشورات‬.2019 ‫ لكل طفل رؤية جديدة التقرير السنوي لليونسيف‬.)2020(.‫يونسيف‬ .70

.‫شعبة االتصال‬

:‫● المراجع األجنبية‬

71. A.P.A. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders.


5th
ed. Washington DC: American Psychiatric Association.
72.Afifi, T,O., Mather, A., Boman, J., Fleisher, W, Enns, M. W., MacMillan,
H., Jitender, S.(June,2011). Childhood adversity and personality
disorders: Results from a representative population-based study.
Journal of Psychiatric Research. V45, 6. P 814-822.
73.Benjamine, H., Theresa, Wilberg., Geir Pederson., Sigmund,
Karterud.(2007). The relationship between avoidant personality
disorder and social phobia. Comprehensive Psychiatry. V, 48. P, 348–
356.
https://doi.org/10.1016/j.comppsych.2007.03.004.
74.Björn Meyer, (2002). Personality and Mood Correlates of Avoidant
Personality Disorder. Journal of Personality Disorders: Vol. 16, No. 2,
pp. 174-188.
https://doi.org/10.1521/pedi.16.2.174.22546.
75.David , C., Rettew, M., Zanarini, D., Shirley,Y., Carlos ,G., Andrew,E.,
Skodol, M., Tracie ,S., Thomoas, H., Mcglashan, D., Leslie, C., Morey,
D., Melissa ,A., Culhane, B., John ,G.(Septembre, 2003). Childhood
Antecedents of Avoidant Personality Disorder. Acad Child Adolescent.
Psychiatry. V,42.9. P,1122-1130.
https://doi.org/10.1097/01.CHI.0000070250.24125.5F.
76.Fulya ,Kaya Tezel., Şennur, Tutare Kislak., Murat, Boysan. (2015).
Relationships between Childhood Traumatic Experiences, Early

90
‫قائمة المراجع‬

Maladaptive Schemas and Interpersonal Styles. Journal List,Noro


Psikiyatr Ars.V, 52(3). P,226-232.
77.Ingeborg, E., Egelandm, J., Hummelen ,B., Wilberg ,T (March2015).
Avoidant Personality Disorder versus Social Phobia. The: Significance
of Childhood Neglect. 10(3).
https://doi.org/10.1371/journal.pone.0122846.
78.Tamara, K., Hageman, Andrew., JP Francis., Ashlee ,M Field., Steven, N
Carr. (2015). Links between Childhood Experiences and Avoidant
Personality Disorder Symptomatology. International Journal of
Psychology and Psychological Therapy.V,15.P,101-116.

91
‫المالحــــــــق‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)01‬مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬


‫عزيزي الطالب‪,‬عزيزتي الطالبة‪:‬‬
‫فيما يلي مجموعة من العبارات التي تتعلق ببعض مواقف اإلساءة التي يمكن أن تكون مررت بها في مرحلة الطفولة سواء كانت‬
‫من طرف األسرة (األب‪ ،‬األم‪ ،‬األقارب) أو من خارج األسرة (معلمون‪ ،‬أصدقاء أو أفراد آخرين) أرجو منك اإلجابة على كل‬
‫العبارات بصدق و بدقة بعد قراءتها جيدا ‪.‬مع العلم أن كل ما ستذكره من معلومات سيكون ألغراض علمية‬
‫مع الشكر الجزيل لكم على تعاونكم معنا‬
‫أنثى‬ ‫الجنــــــــــــس ‪ :‬ذكر‬
‫الســــــــــــــــــــــن‪:‬‬
‫خارجي ـ ــة‬ ‫اإلقامـــــــــــــــــــــــــــــــــة‪ :‬داخليـ ـ ــة (في الحي الجامعي)‬
‫خالل طفولتي تعرضت لــــــــــ‪:‬‬

‫دائما‬ ‫غالبا‬ ‫أحيانا‬ ‫نادرا‬ ‫أبدا‬ ‫الفقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة‬ ‫الرقم‬

‫تعرضت للضرب من طرف أحد أفراد أسرتي‪.‬‬ ‫‪01‬‬


‫لم يوفر لي والداي أو أحدهما الرﹼعاية التي أحتاجها رغم قدرته على‬ ‫‪02‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أجبرت على مشاهدة أفالم جنسية أو صور إباحية‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫ضربني والداي أو أحدهما بأدوات خطيرة‪.‬‬ ‫‪04‬‬
‫تعرضت لإلهانة و الشتم من طرف أحد أفراد أسرتي‪.‬‬ ‫‪05‬‬
‫تعرضت لمحاولة اعتداء جنسي من قبل أصدقائي‪.‬‬
‫ﹼ‬ ‫‪06‬‬
‫تعرضت للضرب بعنف في الشارع‪.‬‬
‫ﹼ‬ ‫‪07‬‬
‫تعرضت لالنتقاد بشدة من طرف أحد معلمي‪.‬‬ ‫‪08‬‬
‫طلب مني القيام بأفعال جنسية من طرف احد أفراد أسرتي‪.‬‬ ‫‪09‬‬
‫استخدم المعلم أساليب قاسية في معاقبتي‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫أرغمني والداي أو أحدهما على التوقف عن الدراسة‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫أجبرني رفاقي على مشاركتهم في عملية تحرش جنسي‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫تعرضت للحرق العمدي بأداة ساخنة على أجزاء من جسمي‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫تعرضت للتهديد بالضرب أو الطرد من المنزل‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫تعرضت لمالمسات جنسية من طرف أشخاص يكبرونني سنا‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫تعرضت للسخرية و االهانة في المدرسة‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫سبق و أن قام أحدهم بالتعري أمامي بغرض ممارسة الفعل الجنسي‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫حدث و أن نزفت نتيجة ضربي بقسوة‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫فرق والداي أو أحدهما بيني و بين إخوتي في المعاملة‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪I‬‬
‫المالحق‬

‫سبق و أن قام أحدهم باستعمال القوة إلرغامي على ممارسة الجنس‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫تبقى آثار الضرب و العقاب على جسدي لعدة أيام‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫فرض والداي أو احدهما رأيه علي في أمور تهمني‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫تعرضت لتصوير أعضائي الجنسية‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫تعرضت للضرب العمدي من طرف احد زمالئي في المدرسة‪.‬‬
‫ﹼ‬ ‫‪24‬‬
‫سبق و أن عرض علي أحدهم مبلغا ماليا ألقوم بالفعل الجنسي‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫فرض علي أحد أفراد أسرتي القيام بأعمال تضر جسدي‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪II‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)02‬مقياس اضطراب الشخصية التجنبية‬

‫عزيزي الطالب‪,‬عزيزتي الطالبة‪:‬‬

‫فيما يأتي مجموعة من العبارات التي تصف حاالت يمكن ان توجد لدى كل فرد ‪.‬والمرجو منك قراءتها بتركيز ‪,‬واختيار احد البدائل‬

‫بوضع عالمة (× ) في أحد الحقول المقابلة للفقرة‪.‬والرجاء التأكد من أكمال االجابة على كل الفقرات قبل تسليم االستمارة‪ ,‬علما‬

‫عزيزي الطالب إن اجابتك لن يطلع عليها أحد سوى الباحثة وسوف تستعمل حص ار ألغراض البحث العلمي ‪.‬والرجاء ملئ البيانات‬

‫مع الشكر الجزيل لكم‬ ‫أدناه‪.‬‬

‫أنثى‬ ‫الجنــــــــــــس ‪ :‬ذكر‬


‫الســــــــــــــــــــــن‪:‬‬
‫خارجي ـ ــة‬ ‫اإلقامـــــــــــــــــــــــــــــــــة‪ :‬داخليـ ـ ــة‪( :‬في الحي الجامعي)‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الفقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬ ‫الرقم‬


‫أتجنب المشاركة في النشاطات الجامعية‬ ‫‪01‬‬
‫لو أعجبت بأحدهم ال أظهر ذلك حتى يبادر هو إلى إظهاره أوال‬ ‫‪02‬‬
‫أخشى التعرض للنقد من الجنس اآلخر‬ ‫‪03‬‬
‫المجتمع برأيي مجتمع انتقادي للفرد‬ ‫‪04‬‬
‫يصفني أصدقائي بأني شخصية هادئة وخجولة‬ ‫‪05‬‬
‫كثير في اختيار مالبسي‬
‫أتردد ًا‬
‫ّ‬ ‫‪06‬‬
‫أعارض الخوض في تجارب جديدة علي‬ ‫‪07‬‬
‫ّ‬
‫أرغب في االندماج مع اآلخرين ولكن نقدهم لي يبعدني عنهم‬ ‫‪08‬‬
‫أقلق من االختالط مع الناس الذين لم يسبق أن أظهروا مودتهم لي‬ ‫‪09‬‬
‫يتقبلني كما أنا بدون نقد أو اعتراض‬
‫في عالقاتي‪ ،‬على الطرف اآلخر أن ّ‬ ‫‪10‬‬
‫حساس‬
‫يصفني أصدقائي بأني شخص ّ‬ ‫‪11‬‬
‫أعارض الدخول بعالقات شخصية جديدة فقد ال أنال إعجابهم‬ ‫‪12‬‬
‫التحدث مع الجنس اآلخر‬
‫ّ‬ ‫أجد صعوبة كبيرة في‬ ‫‪13‬‬
‫اعتدت عليه‬
‫ُ‬ ‫أحب تغيير ما‬
‫أنا تقليدي ال ُّ‬ ‫‪14‬‬
‫أبتعد عن المشاركة في الندوات أو المؤتمرات ألنها تعرضني للنقد‬ ‫‪15‬‬
‫صديقا‬
‫ً‬ ‫برأيي على الشخص أن يجتاز اختبارات الوفاء حتى يسمى‬ ‫‪16‬‬
‫إن الحديث عن المشاعر الخاصة هو فتح الباب إلثارة سخرية اآلخرين‬ ‫‪17‬‬
‫تلميحا فقط‬
‫ً‬ ‫نقد اآلخرين لي يجرحني حتى إن كان‬ ‫‪18‬‬
‫احا‬
‫أتأذى من سخرية اآلخرين معي حتى وان كان مز ً‬ ‫‪19‬‬
‫أشعر باإلهانة واأللم الشديد لو تجاهلني أحد‬ ‫‪20‬‬

‫‪III‬‬
‫المالحق‬

‫أشعر بالحرج الشديد إذا ما تناولت الطعام في األماكن العامة‬ ‫‪21‬‬


‫أخشى الوقوف أمام الناس والقاء كلمة أو وجهة نظر‬ ‫‪22‬‬
‫جدا في اختيار أصدقاء يحبوني بدون شرط أو نقد‬
‫أنا حريص ودقيق ً‬ ‫‪23‬‬
‫أحذر من الحديث عن مشاعري أمام اآلخرين‬ ‫‪24‬‬
‫أهتم بشدة النطباعات اآلخرين عني‬ ‫‪25‬‬
‫أفضل الصمت‬
‫لذلك ّ‬ ‫خاطئا‬
‫ً‬ ‫سيعده اآلخرون‬
‫ّ‬ ‫إن ما يمكن أن أقوله‬ ‫‪26‬‬
‫لوجه في أي مكان‬ ‫وجها‬
‫جلست أمام شخص ما ً‬ ‫ُ‬ ‫أشعر بتوتر لو‬ ‫‪27‬‬
‫أشعر بالخوف والتوتر الشديد في المواقف الجديدة‬ ‫‪28‬‬
‫أتالفى الذهاب في السفرات الجماعية للكلية‬ ‫‪29‬‬
‫أحذر من إبداء رأيي ما لم أتأكد من أنه سيالقي استحسان اآلخرين‬ ‫‪30‬‬
‫أحتفظ بمشاعري الخاصة لنفسي‬ ‫‪31‬‬
‫أخشى أن تظهر الجوانب السلبية في شخصيتي أمام اآلخرين‬ ‫‪32‬‬
‫نادر ما أتحدث في المناسبات أو المواقف االجتماعية‬
‫ًا‬ ‫‪33‬‬
‫كثير من وجودي في جمع كبير من الناس‬‫أتوتر ًا‬ ‫‪34‬‬
‫مهما إذا لم أقتنع بمظهري‬
‫موعدا ً‬
‫ً‬ ‫أحيانا أن ألغي‬
‫ً‬ ‫يحدث‬ ‫‪3536‬‬
‫لو عرض علي أن أكون ممثل الشعبة سأرفض‬ ‫‪37‬‬
‫ّ‬
‫أتجنب المشاركة في مناسبات الجامعة إال بعد إصرار والحاح من أصدقائي‬
‫ّ‬ ‫‪38‬‬
‫أكون عالقة ألفة ومودة مع اآلخرين‬
‫من الصعب أن ّ‬ ‫‪39‬‬
‫أنا دائم التفكير بشأن أوجه النقص التي أعانيها‬ ‫‪40‬‬
‫أتردد في الحديث مع أي شخص ال أعرفه‬
‫ّ‬ ‫‪41‬‬
‫مالئما‬
‫ً‬ ‫دائما فيما إذا كان مظهري‬
‫اسأل أصدقائي ً‬ ‫‪42‬‬
‫أرفض الخوض في مخاطرات شخصية وان كانت بسيطة‬ ‫‪43‬‬
‫أعتقد أن اآلخرين منتقدون ومستنكرون لسلوك بعضهم البعض‬ ‫‪44‬‬
‫كثير بما سأقوله أمام اآلخرين‬
‫أف ّكر ًا‬ ‫‪45‬‬
‫انتبه بشدة للتلميحات التي توحي بنقد اآلخرين لي‬ ‫‪46‬‬
‫كفاءة مما أنا عليه‬
‫ً‬ ‫كنت أكثر‬
‫أتمنى لو ُ‬ ‫‪47‬‬
‫أعارض القيام بنشاطات جديدة ألنه قد تنتهي بموقف محرج لي‬ ‫‪48‬‬
‫أتجنب قول ما أعتقد خوًفا من رفض اآلخرين لي‬
‫ّ‬ ‫‪49‬‬

‫‪IV‬‬
‫المالحق‬

SPSS ‫) مخرجات برنامج‬03( ‫الملحق رقم‬


‫العينة األساسية‬
‫اضطراب الشخصية_التجنبية‬
N Valid 379
Missing 0
Mean 21,5013
Std. Déviation 8,67227
Minimum ,00
Maximum 49,00

Test Value = 22
95% Confidence Interval of the
Sig. (2- Mean Difference
t Df tailed) Difference Lower Upper
‫الشخصية_التجنب‬
-1,119 378 ,264 -,49868 -1,3746 ,3772
‫ية‬

Std.
Mean Deviation N
‫الشخصية_التجنب‬
21,5013 8,67227 379
‫ية‬
‫خبرات_اإلساءة‬ 35,6966 8,39786 379

‫الشخصية_التجنب‬
‫ية‬ ‫خبرات_االساءة‬

‫الشخصية_التجنب‬ Pearson Correlation 1 ,071


Sig. (2-tailed) ,169
‫ية‬
N 379 379
‫خبرات_اإلساءة‬ Pearson Correlation ,071 1
Sig. (2-tailed) ,169
N 379 379

Std. Std. Error


‫الجنس‬ N Mean Deviation Mean
‫خبرات_االسا‬ 1,00 131 38,1069 8,13941 ,71114
‫ءة‬ 2,00 248 34,4234 8,26743 ,52498

V
‫المالحق‬

Levene's Test
for Equality
of Variances t-test for Equality of Means
Std. 95% Confidence
Sig. Mean Error Interval of the
(2- Differ Differ Difference
F Sig. T Df tailed) ence ence Lower Upper
‫خب ار‬ Equal
4,14 3,6834 1,9370 5,4299
variances ,253 ,615 377 ,000 ,88821
‫ت‬ assumed
7 8 2 5
‫اإلساء‬ Equal
4,16 268,3 3,6834 1,9431 5,4238
‫ة‬ variances not
7 55
,000
8
,88393
6 0
assumed

Std. Error
‫اإلقامة‬ N Mean Std. Déviation Mean
‫خبﺮات_اإلسا‬ 1,00 168 35,3690 7,81796 ,60317
‫ءة‬ 2,00 210 35,9238 8,84983 ,61070

Levene's Test
for Equality
of Variances t-test for Equality of Means
95%
Confidence
Sig. Std. Interval of the
(2- Mean Error Difference
tailed Diffe Diffé Lowe Uppe
F Sig. T Df ) rence rence r r
‫خب ار‬ Equal - -
,8702
-
1,156
variances ,199 ,656 ,63 376 ,524 ,5547 2,265
‫ت‬ assumed 7 6
3
88
36

‫اإلسا‬ Equal -
372,
-
,8583
-
1,133
variances ,64 ,518 ,5547 2,242
‫ءة‬ not assumed 6
283
6
5
58
06

‫العينة االستطالعية‬
‫معامل ألفا كرونباخ لمقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬
‫معامل ألفا كرونباخ‬
Cronbach's Alpha N of Items

0,718 49
‫المقارنة الطرفية لمقياس اضطراب الشخصية التجنبية‬
"‫اختبار "ت‬
VAR00046 N Mean Std. Deviation Std. Error Mean

VI
‫المالحق‬
VAR00045 1,00 13 1,11029 4,00320 1,11029

2,00 13 12,6923 3,61443 1,00246

Levene's Test t-test for Equality of Means


for Equality of
Variances

Std. 95% Confidence Interval


Error of the Difference
Sig. (2- Mean Differenc
F Sig. t Df tailed) Difference e Lower Upper

,114 ,738 10,079 24 ,000 15,07692 1,49589 11,98957 18,16428


VAR00 Equal
045 varian
ces
assum 10,079 23,754 ,000 15,07692 1,49589 11,98787 18,16597
ed

Equal
varian
ces
not
assum
ed

‫معامل ألفا كرونباخ لمقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬

Cronbach's Alpha N of Items

0,84 26
‫التجزئة النصفية لمقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة‬

Cronbach's Alpha Part 1 Value ,721

N of Items 13a

Part 1 Value ,755

N of Items 13b

Total N of Items 26

VII
‫المالحق‬
Correlation Between Forms ,745

Spearman-Brown Coefficient ,854

Unequal Length ,854

Guttman Split-Half Coefficient ,853

‫المقارنة الطرفية لمقياس خبرات االساءة في مرحلة الطفولة‬

Std. Std. Error


VAR00029 N Mean Deviation Mean

VAR00028 1,00 13 47,2308 9,27500 2,57242

2,00 13 28,2308 1,73944 ,48243

Levene's Test for Equality


of Variances t-test for Equality of Means

95% Confidence Interval


of the Difference
Std. Error
F Sig. T df Sig. (2-tailed) Mean Difference Difference Lower Upper

VAR00028 Equal 5,093 ,033 7,259 24 ,000 19,00000 2,61727 13,59822 24,40178
variances
assumed

Equal 7,259 12,843 ,000 19,00000 2,61727 13,33870 24,66130


variances
not
assumed

VIII

You might also like