Professional Documents
Culture Documents
Bes Seddik Zoubida
Bes Seddik Zoubida
الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم على سيدنا محمد الهادي األمين .نشكر هللا
العظيم الذي هدانا إلى طريق العلم و أعاننا على إتمام هذه الدراسة.
يسرنا أن نتقدم بجزيل شكرنا و امتناننا إلى أستاذنا الفاضل الدكتور نويبات قدور الذي
تكرم بالموافقة على اإلشراف على هذه الدراسة و المتابعة و تقديم التوجيهات و المعلومات
القيمة.
و ال يفوتنا أن نوجه جزيل الشكر و العرفان للدكتورة أمال بن عبد الرحمان لما قدته لنا من
مالحظات و توجيهات.
كما ال يفوتنا أن نقدم شكرنا للجنة المناقشة التي شرفتنا بمناقشة هذه الدراسة.
و أخي ار نوجه شكرنا إلى أفراد عينة الدراسة لما أبدوه لنا من تعاون أثناء الدراسة التطبيقية و
الشكر للجميع
زبيــــــدة و فتحيــــة
ملخص الدراسة باللغة العربية
هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب
الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة ،و التعرف على مستوى اضطراب الشخصية التجنبية لدى أفراد
العينة ،و التعرف على الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وفقا لمتغيري الجنس و نوع اإلقامة.
ولتحقيق أهداف هذه الدراسة اعتمدنا على عينة أساسية مكونة من ( )379طالبا و طالبة من مختلف
الكليات التابعة لجامعة قاصدي مرباح ورقلة ،تتراوح أعمارهم بين( )45-18سنة بمتوسط عمري يساوي
( )21,71سنة .و بواقع ( )131طالبا أي بنسبة ( )34,56%و( )248طالبة أي بنسبة ( )65,43%من
عدد أفراد العينة .و من حيث نوع اإلقامة ينقسمون إلى ( )169طالبا ذو اقامة داخلية ،و( )210طالبا ذو
إقامة خارجية .و تم استخدام مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة من إعداد الباحثة خدة فطيمة
الزهرة 2019جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،و الذي يتكون من ( )26بندا ،و مقياس اضطراب الشخصية
التجنبية للباحثة مروة عبد العظيم ياسين الجبوري 2017جامعة كربالء العراق ،الذي يتكون من (.)49
.2ال توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة
الدراسة.
.3توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف
.4ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف
الكلمات المفتاحية :خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة ،اضطراب الشخصية التجنبية ،طلبة الجامعة.
أ
ملخص الدراسة باللغة االنجليزية
Abstract
The present study aimed to uncover the relationship between childhood abuse
experiences and avoidant personality disorder among university students, identify the
level of avoidant personality disorder among respondents, and identify differences in
experiences of childhood abuse according to the variables of sex and type of
residence.
To achieve the objectives of this study, we relied on a basic sample of (379) male
and female students from various colleges of the University of Qasidi Marbah and
Ouargla, whose ages range between (18-45) years with an average age equal to
(21.71) years. And by (131) male students, or (34.56%), and (248) female students, or
(65.43%) of the sample. In terms of the type of residence, they are divided into (169)
students with internal residency, and (210) students with external residence. The
Childhood Abuse Experience Scale was used by the researcher Khadda Ftaymeh Al
Zahra 2019 Qasidi Merbah and Ouargla University, which consists of (26) items, and
the Avoidant Personality Disorder Scale by the researcher Marwa Abdul Azim
Yassin Al-Jubouri 2017 University of Karbala, Iraq, which consists of ( 49). And
after statistical treatment of the data, the results were as follows:
1. The level of avoidant personality disorder among the study sample is low.
2. There was no relationship between childhood experiences of abuse and
avoidant personality disorder in the study sample.
3. There are statistically significant differences in the experiences of abuse in
childhood among the study sample according to the sex (males and females).
4. There were no statistically significant differences in experiences of childhood
abuse among the study sample according to the type of residence (internal,
external).
Key words: childhood experiences of abuse, avoidant personality disorder, university
students.
ب
قائمة المحتويات
قائمة المحتويات
الصفحة المحتوى الرقم
شكر و تقدير
أ ملخص الدراسة باللغة العربية
ب ملخص الدراسة باللغة االنجليزية
ج قائمة المحتويات
د قائمة الجداول
ه قائمة المالحق
01 مقدمة
الجانب النظري
الفصل األول :تقديم الدراسة
05 تحديد إشكالية الدراسة 01
09 فرضيات الدراسة 02
10 أهمية الدراسة 03
11 أهداف الدراسة 04
11 التحديد اإلجرائي لمتغيرات الدراسة 05
12 حدود الدراسة 06
الفصل الثاني :خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة
14 تمهيد
14 مفاهيم حول إساءة معاملة األطفال 01
16 أشكال اإلساءة لألطفال 02
20 إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة 03
22 أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال 04
23 النظريات المفسرة لإلساءة في الطفولة 05
25 آثار اإلساءة في الطفولة 06
27 دراسات سابقة تناولت موضوع خبرات اإلساءة في الطفولة 07
32 موازنة الدراسات السابقة 08
ج
قائمة المحتويات
71 تمهيد
ج
قائمة المحتويات
ج
قائمة الجداول
قائمة الجداول
الصفحة الموضوع الرقم
41 تصنيف االضطرابات النفسية حسب ()5-DSM 01
62 خصائص عينة الدراسة االستطالعية 02
63 خصائص عينة الدراسة األساسية 03
65 نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين 04
66 نتائج معامل ثبات مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة ألفا-كرونباخ 05
66 نتائج معامل ثبات مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة التجزئة النصفية 06
68 نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين لمقياس 07
اضطراب الشخصية التجنبية
69 نتائج معامل ثبات مقياس اضطراب الشخصية التجنبية بطريقة ألفا كرونباخ 08
71 نتائج اختبار "ت" لعينة واحدة الختبار داللة الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجات عينة 09
الدراسة والمتوسط الفرضي لمقياس اضطراب الشخصية التجنبية.
73 معامل االرتباط "بيرسون" بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية 10
التجنبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
75 نتائج اختبار داللة الفروق بين متوسطي درجات الطلبة على مقياس خبرات اإلساءة في 11
مرحلة الطفولة حسب متغير الجنس.
77 نتائج اختبار "ت" لعينتين مستقلتين إليجاد داللة الفروق لمقياس خبرات اإلساءة في 12
مرحلة الطفولة حسب متغير نوع اإلقامة (داخلي خارجي)
د
قائمة المالحق
قائمة المالحق
الصفحة الموضوع الرقم
I مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة 01
III مقياس اضطراب الشخصية التجنبية 02
V مخرجات SPSS 03
هـ
مقدمة
مقدمة:
لقد أجمعت نظريات علم النفس أن سنوات الطفولة هي أساس تكوين الشخصية ،و فيها تتحدد
السمات التي سوف يكون عليها الفرد في كبره ،حيث يقول فرويد( )Freudفي دراسته للشخصية "أن
الشخصية تتحدد تحديدا كبي ار في الطفولة المبكرة ،و تتشكل بشكل يصعب تحويره وفيها يكون ضمير
الفرد و أسلوبه في الحياة و موقفه من المجتمع و من نفسه و نظرته العامة إلى الدنيا و سمات
الشخصية" (عمر .)09 ،2016،و من ثم فإذا كانت هذه المرحلة سوية و مستقرة و متوافقة كان
الشخص في مراهقته ناضجا و منتجا ،و العكس إذا كانت غير سوية و يشوبها عدم االستقرار و
الخبرات السلبية ،فمرحلة الطفولة هي أساس حياتنا في المراهقة و الرشد و يقول فرويد في هذا الشأن
أن الطفولة هي مفتاح الشخصية و أن حياتنا من الميالد إلى ستة أعوام هي قدرنا ،و هذه الفترة هي
التي تشكل اتجاهنا لألمراض السيكوسوماتية و العصابية و النفسية و االنحراف واإلدمان( .نفس المرجع
السابق) ويذكر السيكولوجي جون بولبي( )John Bolbyأن من أهم أسس الصحة النفسية للطفل أن
يكون له عالقة دافئة و مستمرة مع األم ،و تلك العالقة مع األم أو من يقوم مقامها وراء نمو شخصية
و يشير العلماء و الباحثون في مجال علم النفس إلى أهمية التجارب األولى في حياة الطفل و
تأثيرها على سلوكه و شخصيته في المستقبل .و سنركز في دراستنا الحالية على خبرات اإلساءة التي
يتعرض لها الطفل ،و تجعله يصدر رد فعل معين قد يكون استسالما ،انسحابا ،عنادا أو عدوانا.
إن تعرض الطفل خالل عملية التنشئة االجتماعية إلى خبرات مؤلمة تجعله مرشحا لإلصابة بالكثير
من االنحرافات السلوكية واالضطرابات النفسية .ألنه شديد التأثر بهذه الخبرات السلبية.
1
مقدمة
فالطفل لديه حقوق أساسية ينبغي الوفاء بها من قبل األسرة والمجتمع كالحق في الغذاء والعناية
والنظافة وحق اللعب و األمن النفسي كي ال يقع فريسة ألشكال اإلساءة النفسية و الجسمية و
االنفعالية من رفض و إهمال و ضرب و عدم رعاية و تهديد بسحب الحب و معايرة و مقارنة باألقران
و عدم التقدير و االحترام من اآلخرين ،و التي تعتبر كمنبئات لإلصابة باالضطرابات الجسمية و
النفسية مستقبال ،و هذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات ،كدراسة (معمرية )2007،على عينة من
المخدرات و المنحرفين جنسيا كانوا تعساء في طفولتهم و عانوا في صغرهم من مشكالت نفسية
واجتماعية.
وتعتبر خبرات اإلساءة في الطفولة بمختلف أشكالها الجسدية و النفسية و الجنسية و اإلهمال من
أخطر الظواهر التي تصيب المجتمعات حيث تشير اإلحصائيات العالمية معدل انتشارها المخيف في
السنوات األخيرة .و نظ ار لذلك ازداد االهتمام بدراسة هذه الظاهرة و ما ينجم عنها من اضطرابات
خاصة اضطرابات الشخصية التي تزايد االهتمام بها في السنوات األخيرة منذ بداية الثمانينيات من
القرن الماضي ،وظهر هذا االهتمام بعد قيام المنظرين و اإلكلينيكيين بوضع هذه االضطرابات على
محور مستقل في الدليل التشخيصي واإلحصائي الثالث لألمراض العقلية ( )DSM-3فقد تم وضعها
بصورة محددة وأعراض خاصة ومتغيرات إجرائية بعد أن كانت غير موجودة بهذه الصورة في الدليل
التشخيصي األول والثاني .و نظ ار لما يترتب عنها من تبعات خطيرة على شخصية الفرد و عالقته
دريكسن( )Driksonإلى أن اضطرابات الشخصية تعد األساس لمعظم المشاكل التي نعاني منها أو
2
مقدمة
ويعتبر اضطراب الشخصية التجنبية أحد أهم اضطرابات الشخصية الذي يرتبط بالتفاعل بين األفراد
و الذي تساهم خبرات اإلساءة في الطفولة في ظهوره خاصة اإلساءة الصادرة من المقربين .ويتميز
هذا االضطراب في الشخصية بمشاعر مستمرة وواسعة التوتر وعدم االرتياح واالعتياد على الوعي
الذاتي المكثف ،والشعور بعدم األمان واالزدراء ،والسعي الدائم لنيل إعجاب اآلخرين وقبولهم ،
والحساسية المفرطة تجاه الرفض والنقد ،ورفض المشاركة في أي عالقات وروابط شخصية إال بعد
الحصول على ضمانات مؤكدة بالقبول غير المشروط عن طريق النقد ،والصالت الشخصية المحدودة
للغاية ،و االستعداد الدائم للمبالغة في األفكار التي قد يواجهها مما يجعله يتجنب ممارسة العديد من
ونظ ار لما يترتب عن هذا االضطراب من آثار وانعكاساته على الصحة النفسية للمصابين به ،و
ندرة الدراسات المحلية حوله و حول مدى مساهمة خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة في ظهوره،
باإلضافة إلى عدم وجود دراسات استقصائية لحساب معدل انتشاره زادت رغبتنا في البحث في هذا
المجال ،و اتضحت أهمية دراسته لدى طلبة الجامعة ألنهم جزء من المجتمع الذي نعيش فيه و
مستقبله ،جاءت هذه الدراسة وفقا لخطة شملت ( )5فصول كانت على الشكل اآلتي:
تناولنا في الفصل األول إشكالية الدراسة و تساؤالتها ،أهميتها وأهدافها ،وفرضياتها و التحديد اإلجرائي
لمتغيراتها ثم حدودها.
أم ــا الفص ــل الث ــاني فق ــد تعرض ــنا في ــه إل ــى مفه ــوم مفهوم الشخصية؛ مفهوم اضطراب الشخصية و
تصنيف اضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس) ،)DSM-5ثم تعرضنا
إلى مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية و سماته و المعايير التشخيصية له وفق الدليل التشخيصي و
اإلحصائي الخامس) ،)DSM-5ثم التشخيص الفارقي ،و الدراسات السابقة التي تناولت اضطراب
3
مقدمة
الشخصية التجنبية وعالقتها بمتغيرات أخرى وموازنتها ،واستنتاج حول عالقة الشخصية التجنبية
و قد تناولنا في الفصل الثالث مفاهيم حول خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة ،أشكال اإلساءة
التي يتعرض لها األطفال ،إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة ،النظريات المفسرة لإلساءة
في الطفولة ،أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال ،و آثار التعرض لإلساءة في الطفولة ،ثم دراسات سابقة،
أما الفصل الرابع فقد شمل اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية ،و المتمثلة في المنهج و العينة
ثم متغيرات الدراسة و األدوات المستخدمة فيها (مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة ،مقياس
اضطراب الشخصية التجنبية ،و أخي ار األساليب اإلحصائية المستعملة الختبار فرضيات الدراسة.
أما الفصل الخامس فقد خصص لعرض نتائج الدراسة و تحليل البيانات المتعلقة بكل فرضية و
مناقشتها ،و تفسير النتائج التي تم التوصل إليها وفق ما جاء في اإلطار النظري و الدراسات السابقة
وصوال إلى التوصيات و المقترحات ،و أخي ار تم تقديم قائمة المراجع والمالحق.
4
الجانب النظري
تقديم الدراسة الفصل االول
تتعاقب المراحل العمرية في حياة اإلنسان بانتظام ،وفق سنن محكمة منذ بدايتها و حتى
نهايتها ،و أولها مرحلة الطفولة و أكثرها أهمية ألنها القاعدة األساسية لبناء الشخصية.
يعيش الفرد في مرحلة الطفولة في تبعية تامة لمحيطه الذي يعتمد عليه في تلبية حاجاته
األولية و الثانوية و هو المسؤول على تأمين استق ارره و حمايته .و قد يكون هذا المحيط مصد ار
أساسيا في تحقيق درجة من الصفاء و االتزان النفسي ،و قد يشكل خط ار يهدد كيان الطفل ،فيكون
وتشمل هذه الظاهرة جميع أشكال اإلساءة الجسدية والنفسية والجنسية واإلهمال التي يتعرض لها الطفل
في البيت و الشارع و المدرسة ،و هي ظاهرة منتشرة في كل المجتمعات على اختالف معتقداتهم
و حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية( )2009أنه يوجد الماليين من األطفال يكونون
ضحايا لإلساءة و اإلهمال و حسب الدولة فانه ما بين الربع إلى النصف من األطفال تمارس عليهم
اإلساءة الجسدية كنوع من العقاب يكون مقبوال لدى األهل .أما مجموع البالغين فقد أبلغوا عن تعرضهم
العتداء بدني في سن الطفولة ،حيث تبلغ امرأة واحدة من كل ( )5نساء ورجل واحد من كل 13رجالً
أما بخصوص اإلحصائيات في الجزائر فقد تطرقت ممثلة المديرية العامة لألمن الوطني محافظ
الشرطة وهيبة حمايلي في ندوة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل في مداخلتها بخصوص
األطفال ضحايا العنف إلى األرقام المسجلة عبر إقليم األمن الوطني خالل السبعة األشهر من سنة
5
تقديم الدراسة الفصل االول
جرح عمدي ،و ( )461سوء معاملة ،و ( )232حالة إبعاد وتحويل قاصر )05( ،حاالت متعلقة
بالضرب والجرح العمدي المفضي إلى وفاة ،و القتل العمدي ( )07حاالت (عريش.)52 ،2019،
تؤدي إساءة معاملة األطفال إلى وقوع اعتالالت جسدية واضطرابات نفسية للضحية و هذا ما
أكدته عدة دراسات كدراسة (معمرية بشير )2006،على المجتمع الجزائري و التي أجراها على عينة من
المراهقين ووجد أن هناك ارتباط بين التعرض لإلساءة في مرحلة الطفولة و بعض المشكالت النفسية
كاالكتئاب و القلق و إيذاء الذات و العنف ،و اضطراب الهلع تدوم مدى الحياة .و دراسة (Fulya, et
) al, 2015التي أظهرت نتائجها أن المخططات المعرفية الالتكيفية كالرفض و االنفصال وضعف
الحدود كانت سوابق مهمة ألساليب التعامل مع اآلخرين ،و أن هذه المخططات الالتكيفية في الطفولة
تعمل كوسيط بين خبرات اإلساءة و بالتحديد اإلساءة النفسية في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية
التجنبية .إضافة إلى وجود عالقة بين اإلساءة الجسدية و اضطراب الشخصية التجنبية (Fulya,et al,
).2015
فاإلساءة بكل أشكالها الجسدية و النفسية و الجنسية و اإلهمال تشكل في مرحلة الطفولة خط ار
حقيقيا يهدد استقرار األفراد ألن هذه الخبرات المؤلمة تجعلهم مرشحين لإلصابة باالنحرافات السلوكية
و االضطرابات النفسية و اضطرابات الشخصية ،الن هؤالء األطفال الذين تعرضوا لخبرات إساءة
بمختلف أشكالها يكونون عرضة لإلصابة باالضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية ،فهناك أكثر
من ( 500مليون شخص في العالم يعاني من أحد أنواع اضطرابات الشخصية .و هذا ما أكدته
البحوث العلمية و النفسية حديثا حول تأثير خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بكل أشكالها على
فخبرات اإلساءة التي يتعرض لها الطفل من قبل الوالدين والمحيطين به تعتبر مهمة و مؤثرة في نموه
عند البلوغ ،كما بينت دراسة ) (Afifi,et al,2011أن خبرات اإلساءة في الطفولة كانت شائعة جدا لدى
6
تقديم الدراسة الفصل االول
األشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية ،و المعادية للمجتمع ،و البينية و
النرجسية.
ويعد سوء معاملة األطفال و إهمالهم أقوى خبرات اإلساءة في الطفولة المرتبطة باضطرابات
الشخصية في المجموعتين األولى و الثانية .في حين يرتبط اإلهمال العاطفي باضطراب الشخصية
كما ركز واضعو النظريات على دور التجارب التي تشهدها الطفولة المبكرة ،فهناك اعتقاد بان
اضطراب الشخصية التجنبية يحدث عندما تتم معاملة الطفل بقسوة فيبدأ في الخوف من مواجهة
األشخاص و المواقف التي قد ال يراها اآلخرون ضارة (كرينغ ،آن م.)956 ،2014،
و يعتبر اضطراب الشخصية التجنبية من االضطرابات الشخصية التي يتعلق األمر فيها بأشخاص
يتجنبون أية مواجهة بين إنسانية خوفا من الصد أو النقد أو يقومون بالمواجهة إذا كانوا متأكدين أن
اضطراب الشخصية التجنبية في وتعرف الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي )(APA
) (DSM-5بأنه "نمط ثابت من التثبيط االجتماعي مع مشاعر عدم الكفاية و فرط الحساسية للتقييم
السلبي ،و الذي يبتدئ منذ البلوغ الباكر و يبدئ في العديد من السياقات" (الحمادي.)249 ،2013،
و حسب الدليل التشخيصي و اإلحصائي الرابع ،فإن نسبة انتشاره كانت تتراوح بين ()1.5-0.5
من المجتمع العام ،و يتم تشخيص حوالي ( )%10في العيادات الخارجية للصحة النفسية في حين
وصلت هذه النسبة إلى ) (%2,4من المجتمع العام حسب الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس
) .2013(DSM-5أما الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع لالضطرابات النفسية والعقلية فقد وجد
أنه أكثـر شيوعاً بين النساء مقارن ًة بالرجال رغم أنه من المحتمل أن تكون النسبة متكافئة بين الجنسين
7
تقديم الدراسة الفصل االول
و هناك العديد من الدراسات التي ربطت بين خبرات اإلساءة في الطفولة و اضطراب
الشخصية التجنبية ،كدراسة ديفيد و آخرون )2003 (David,et alالتي هدفت إلى معرفة العالقة
بين خبرات الطفولة واضطراب الشخصية التجنبية ،على عينة تكونت من( )146من البالغين ذوي
اضطراب الشخصية التجنبية ( )AVDو( )371من البالغين ذوي اضطرابات أخرى و ( )83من
مرضى االكتئاب وال يعانون من أي اضطراب في الشخصية ،توصلت النتائج إلى أن المجموعة ذوي
اضطراب الشخصية التجنبية لديهم خبرات نفسية سلبية في الطفولة بدرجة أكبر من المجموعات
األخرى.
و بينت دراسة بيورن ماير و كارفر) (Meyer et Carver,2000حول خبرات اإلساءة في
مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية أن األفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية
التجنبية ( )AVDربما يكونون قد تعرضوا للرفض أو العزلة أثناء الطفولة .كما هدفت دراسة تاما ار
وآخرون( )2015 ;Tamara ,et alإلى معرفة العالقة بين سوء المعاملة في مرحلة الطفولة وأعراض
تتراوح أعمارهم بين 65-18سنة ،وقد توصلت النتائج إلى وجود عالقة بين سوء المعاملة في مرحلة
الطفولة وأعراض اضطراب الشخصية التجنبية.كما ساهمت هذه الدراسة في فهم العوامل التي قد تؤثر
فالكثير من المصابين باضطراب الشخصية التجنبية حسب سوليفان لديهم خبرات طفولة صارمة
و منبوذة و مرفوضة ،و عانوا من حرمان عاطفي من قبل الوالدين ،ويعتقد أنهم كانوا في الطفولة
متعطشين و يتوقون للعالقات االجتماعية و الحميمة مع اآلخرين كي يشعرهم باألمن ،لكن تتبدل هذه
الرغبة تدريجيا إلى حصن أو قذفة دفاعية لحمايتهم أمام النقد المتكرر أو السخرية أو الرفض من قبل
8
تقديم الدراسة الفصل االول
الوالدين أو زمالئهم ،و التي تجعلهم ينسحبون و يتجنبون االتصال االجتماعي (غباري و أبو شعيرة،
.)186، 2015
و بما أن الشخصية تميل إلى البناء و التكامل في أواخر المراهقة و بداية الرشد ،وهو السن الذي
تتزايد فيه احتماالت اإلصابة باضطرابات الشخصية و من بينها اضطراب الشخصية التجنبية ،الذي
يرتبط بخبرات اإلساءة في الطفولة حسب الدراسات التي أشرنا إليها سابقا .لذا فان تجنب الطالب
للمواقف التي
تجعله في مواجهة المجتمع يترتب عليه العديد من اآلثار السلبية ،ويزيد من إحجامه على مواصلة
مسيرته العلمية و يعيق حياته المهنية و يحد من انجازه و تقدمه .و نظ ار الهتمام العديد من الدراسات
الغربية بالعالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية .فقد حاولنا من
خالل الدراسة الحالية التعرف على هذه العالقة في المجتمع المحلي و لدى طلبة الجامعة من خالل
.2هل توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة
الدراسة؟
.3هل توجد فروق بين الذكور واإلناث في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة؟
.4هل توجد فروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة باختالف نوع اإلقامة لدى عينة الدراسة؟
-2فرضيات الدراسة:
من خالل نتائج الدراسات السابقة وأهداف الدراسة الحالية تم صياغة الفروض التالية كإجابات مؤقتة
لتساؤالت الدراسة:
9
تقديم الدراسة الفصل االول
.2توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة
الدراسة.
.3توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف
.4توجد فروق ذات داللة احصائية في خبرات االساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف
اإلقامة(داخلي خارجي).
-3أهمية الدراســـــة:
تظهر أهمية هذه الدراسة من خالل الموضوع الذي تناولته و هو خبرات اإلساءة في مرحلة
الطفولة و عالقتها باضطراب الشخصية التجنبية ،و في اهتمامها بمرحلة الطفولة التي تعتبر مرحلة
نمو نفسي هامة جدا لنمو الشخصية و هي األساس الذي تبنى عليه جميع مكوناتها جسميا و نفسيا
في بقية مراحل العمر ،كما يتحدد بها اتجاه الشخصية نحو السواء أو االضطراب في الرشد.
و تسهم هذه الدراسة بشكل فعال في مجال الصحة النفسية و االجتماعية ،وفي فهم العوامل التي
قد تؤثر في تطور اضطراب الشخصية التجنبية في الرشد .فاضطرابات الشخصية تعتبر نموذجا من
السلوك الشامل ،و الثابت نسبيا و الذي يظهر في مرحلة المراهقة و يستمر إلى الرشد ،و يسبب خلال
واضحا في الجوانب االنفعالية و المعرفية و الوجدانية و التفاعلية ،و يؤثر على حياة الفرد من الناحية
و قد يسبب اضطراب الشخصية التجنبية المعاناة للمحيطين بالفرد و زمالئه في العمل أو أطفاله
أو زوجته أكثر مما تسببه للفرد نفسه .كما تبرز أهمية هذه الدراسة من خالل العينة المستهدفة و هم
10
تقديم الدراسة الفصل االول
طلبة الجامعة و هم مستقبل المجتمعات .و يمثلون القاعدة األساسية التي يرتكز عليها المجتمع و
تطوره .وألنهم يشاركون بدور أساسي في حياة المجتمع ،و ستكون لشخصياتهم و أدائهم انعكاس على
من يحيطون بهم وعلى مجتمعهم .األمر الذي يستدعي رعاية وعناية من قبل الباحثين واألخصائيين
.2الكشف على العالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى
عينة الدراسة.
.3التعرف على الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف (الجنس
ذكور ،إناث).
.4التعرف على الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة باختالف نوع
هي كل تجارب الطفولة التي تتضمن الممارسات العنيفة و التعديات المؤذية( جسديا ،نفسيا و
جنسيا و التي تعرض لها الطالب في طفولته سواء من قبل والديه أو أحد المحيطين به (أقران،
مدرسين. )...
11
تقديم الدراسة الفصل االول
و تعرف إجرائيا بأنها الدرجة التي يحصل عليها الطالب من خالل استجاباته على مقياس خبرات
اإلساءة في مرحلة الطفولة من إعداد خدة فطيمة الزهرة جامعة قاصدي مرباح ورقلة . 2019
تعرفه الجمعية األمريكية للطب النفسي ) (2013على أنه״ نمط سائد من الكبت االجتماعي,
ومشاعر عدم الكفاية ,والحساسية المفرطة اتجاه التقييم السلبي يبدأ في سن الرشد المبكر"
(.)APA,2013,672
و يعرف إجرائيا بأنه محصلة استجابات الطالب على مقياس اضطراب الشخصيـة التجنبيـة
المستخـدم في الدراسة ،والذي يعتمد أيضاً على الصورة اإلكلينيكية لالضطراب الواردة في الدليل
التشخيصي و اإلحصائي الخامس لالضطرابات النفسية و العقلية ( )5-DSMمن إعداد مروة عبد
-6حــدود الدراسة:
▪ الحدود الموضوعية:
اقتصرت الدراسة الحالية على موضوع خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و عالقتها باضطراب
▪ الحدود المكانيــــــــــة:
و تمثل جميع الطالب من مختلف كليات جامعة قاصدي مرباح ورقلة للعام الدراسي
.2020/2019
▪ الحدود البشريــــــــة:
12
تقديم الدراسة الفصل االول
و تشير إلى عينة الدراسة و تشمل ( )379طالبا و طالبة من كليات جامعة قاصدي مرباح ورقلة
▪ الحدود الزمانيــــة:
تم تطبيق الدراسة في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2020/2019في الفترة الممتدة بين
( )2020/02/20إلى ( .)2020/03/02و تتحد الدراسة الحالية بالمنهج و األدوات المستخدمة.
13
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
تمهيد
.1مفاهيم حول إساءة معاملة األطفال.
.2أشكال اإلساءة لألطفال.
.3إحصائيات خاصة باألطفال ضحايا اإلساءة.
.4النظريات المفسرة لإلساءة في الطفولة.
.5أسباب ظاهرة اإلساءة لألطفال.
.6آثار اإلساءة في الطفولة.
.7دراسات سابقة تناولت موضوع خبرات اإلساءة في الطفولة.
.8موازنة الدراسات السابقة.
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
تمهيـــــد:
ظاهرة اإلساءة إلى األطفال ليست وليدة هذا العصر ،فهي قديمة و ال يخلو منها أي مجتمع من
تتعدد و تتداخل مفاهيم و المصطلحات المتعلقة بموضوع اإلساءة إلى األطفال وذلك باختالف
التخصصات و المجاالت العلمية فنجد من يطلق عليها العنف ضد األطفال و كذا سوء المعاملة ،
االعتداء على األطفال...الخ لذا نجد أن منظمة األمم المتحدة أكدت على أن العنف يفهم بأنه كافة
أشكال العنف و الضرر أو اإلساءة البدنية أو العقلية ،و اإلهمال أو المعاملة المنطوية على اإلهمال ،و
إساءة المعاملة أو االستغالل ،بما في ذلك اإلساءة الجنسية ،على النحو الوارد في الفقرة ( )1من
االتفاقية ،و قد اختير مصطلح العنف في هذا السياق للتعبير عن جميع أشكال إيذاء األطفال على النحو
الوارد في الفقرة ( )1من المادة (،)19تمشيا مع المصطلحات المستخدمة في دراسة األمم المتحدة لعام
2006بشأن العنف ضد األطفال ،على أن كل العبارات األخرى المستخدمة لوصف أنواع اإليذاء
(الضرر) ،و إساءة المعاملة و االستغالل تحمل الداللة ذاتها(جمعية األمم المتحدة .)04 ،2011 ،من
المصطلحات التي أوردها طه عبد العظيم حسين( )2007مشي ار أنه تم استعمالها للداللة على سوء
المعاملة ،نجد مصطلح ) (Neglected Childبمعنى (الطفل المهمل) ،و مصطلح (Neglected
)Battered Childأي ( الطفل المعذب نفسيا) ،و نجد كذلك مصطلح سوء المعاملة في معاجم و
قواميس الطب النفسي و أدلة التشخيص الطبي تحت اسم"أزمة الطفل المساء إليه" ( (Bettered Child
syndrome.
أما في بعض المراجع فنجد تسميات أخرى "كالعنف ضد األطفال" ( (Violence Agaimst children
و اإلساءة إلى الطفل ،أو الطفل المساء إليه " "(Child Abuseباندو و الزروق .)157 ،2016،يشير
14
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
مصطلح اإلساءة للطفل أو سوء معاملته إلى القسوة أو اإلهمال أو األذى الجسدي أو النفسي أو الجنسي
للطفل .و يعرف مكتب األطفال و األسر في الواليات المتحدة األمريكية القسوة بأي فعل أو سلسلة من
األفعال أو التقصير أو الحرمان من قبل الوالدين أو احدهما أو مقدمي الخدمة التي تلحق األذى أو
احتمالية األذى أو التهديد باألذى للطفل (البتال . )35 ،2017،تحدث اإلساءة في المدارس و الشوارع و
أماكن العمل و دور الرعاية ،و يعاني منها األطفال في البيت داخل أسرهم ،و في اغلب األحيان ال تترك
عالمات ظاهرة ،و مع ذلك فإنها تمثل إحدى اخطر المشكالت المؤثرة على األطفال(حمادة.)237 ،2010 ،
باإلضافة إلى استغاللهم تجاريا أو بأي شكل آخر .و تحدث في ظروف كثيرة و متنوعة.
إن مرتكبو األفعال التي ينجم عنها إساءة معاملة الطفل يمكن أن يكونوا:
-الغرباء. -المعارف.
-اآلخرين ممن هم في موقع السلطة أو المسؤولية كالمعلمين ،و الجنود ،وضباط الشرطة و رجال
الدين.
و قد عرف واالس )(Wallace 200العنف و اإلساءة إلى الطفل بأنها "ردود األفعال المباشرة و
غير المباشرة التي توجه نحو الطفل بهدف إيقاع األذى النفسي أو اللفظي أو الجسدي أو الجنسي عليه "
كما عرفت منظمة الصحة العالمية إساءة معاملة الطفل على أنها :كافة أشكال المعاملة الرديئة القاسية
الجسدية و العاطفية أو كالهما معا ،و االعتداء الجنسي ،و اإلهمال أو المعاملة المنطوي ــة على اإلهمال
15
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
أو االستغالل التجاري أو غيره من أشكال االستغالل ،الذي يؤدي إلى إلحاق ضرر حقيقي أو محتمل
بصحة الطفل ،أو بقائه ،و نموه ،أو كرامته في سياق عالقة من المسؤولية ،أو االئتمان أو السلطة .و
حسب التقرير العالمي بشأن العنف و الصحة و المشاورات التي تمت في سنة 1999بشأن الوقاية من
إساءة معاملة الطفل يميزان بين أربعة أنماط إلساءة معاملة الطفل:
● االنتهاك الجسدي.
● االنتهاك الجنسي.
فقد اتفقت جميع التعاريف السابقة على أن إساءة معاملة األطفال هي مجموعة من السلوكات أو ردود
األفعال العنيفة المؤذية للطفل ،تأخذ عدة أنماط أو أشكال نطرحها في العنصر الموالي.
بإمكاننا التمييز بين أربعة أنواع من اإلساءة و اإلهمال و االعتداء و هي :اإلساءة الجسدية ،اإلساءة
الجنسية ،اإلساءة العاطفية(النفسية) ،و اإلهمال؛ و قد يستخدم واحد من هذه اإلشكال أو أكثر ،أو قد
تمارس جميعها في آن واحد ضد الطفل ( يحي .)13 ، 2006،و قد وردت تصنيفات اإلساءة في( DSM-
) 5على النحو التالي :اإلساءة الجسدية ،االعتداء الجنسي على األطفال ،إهمال الطفل ،و اإليذاء
النفسي للطفل.
اإلساءة الجسدية للطفل هي األذى الجسدي غير الناتج عن حادث ،والتي تتراوح من كدمات طفيفة
لكسور شديدة أو الوفاة ،والتي تحدث كنتيجة للكم والضرب والركل والعض ،والهز ،والرمي ،والطعن،
والخنق ،والضرب بواسطة (اليد ،والعصا ،والحزام ،أو شيء آخر) ،الحرق ،أو أي طريقة أخرى
16
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
والمستعملة من أحد الوالدين ،أو مقدم الرعاية ،أو غيرهم من األشخاص المسئولين عن الطفل .ويعتبر هذا
األذى إساءة معاملة بغض النظر عن نية مقدم الرعاية في أذية الطفل.
العقاب البدني ،مثل الصفع أو الضرب على المؤخرة ،ال يعتبر إساءة طالما أنه معقول وال يسبب أي
و يعرفها" بيرنت" بأنها تعرض الطفل من القائمين على رعايته لألذى أو ضرر جسدي فعلي مقصود
و غير عرضي مثل الركل ،اللكم ،الضرب ،القرص و غيرها ،وينتج عن ذلك جروح للطفل أو تكسير
2-2اإلساءة النفسية:
اختلفت التسميات حول مفهوم هذا النوع من اإلساءة ،فهناك من يطلق عليه إساءة المعاملة النفسية أو
تعد إساءة المعاملة النفسية أو االنفعالية من أخطر أشكال اإلساءة و أكثرها انتشا ار في المجتمع اإلنساني
و من أصعبها تحديدا ،ألنها ال تلقى االهتمام ذاته الذي تجده اإلساءة البدنية و ربما يعزى ذلك إلى
صعوبة إثبات ذلك ،و كذلك صعوبة تحديد تعريف محدد لمفهوم اإلساءة النفسية (بوقري.)29- 28 ،2009،
يعرف جيلبرت 1997اإلساءة االنفعالية بأنها عنف واقعي أو محتمل يسبب تأثي ار خطي ار على النمو
االنفعالي و السلوكي للطفل ،و الناجم عن استمرار التفاعل االنفعالي السيئ أو الرافض.
التوبيخ و الحط من قيمة الطفل ،أو اإلذالل و اإلهانة للطفل ،تهديد الطفل باإليذاء /أو التخلي أو التهديد
بان المتهم المزعوم سوف يؤذي /أو يتخلى عن األشخاص أو األشياء التي تهم الطفل .أو حبس الطفل،
أو تقييد الطفل إلى قطعة من األثاث/تقييد األطفال (عن طريق ربط ذراعي الطفل أو الساقين معا في
منطقة صغيرة (على سبيل المثال خزانة) ،و إلقاء المسؤولية المشينة على الطفل ،إجبار الطفل على
17
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
إلحاق األذى بنفسه أو نفسها ،أو التأديب المفرط للطفل(أي بتواتر مرتفع جدا من حيث المدة و الزمن ،و
حتى إن لم يكن في مستوى االعتداء الجسدي) من خالل الوسائل المادية أو غير المادية (الحمادي،2013،
أ -إساءة انفعالية مباشرة :مثل التهديد و الوعيد و اإلذالل و الشتم ،الحرمان ،اإلهانة ،استخدام األلقاب
ب -إساءة انفعالية غير مباشرة :مثل التمييز في المعاملة بين األطفال ،و المقارنة السلبية مع اآلخرين،
و المعايرات بالشكل أو الحركات أو السلوكات ،و عدم السماح للطفل باالنخراط في اللعب و عمل
الصدقات و استخدام عبارات (ال أحبك – ليتك لم تكن ابني) (سيد .)2019،267،و أوضح شيري
) (Serry1995أن اإلساءة العاطفية هو اتجاه في السلوك يؤثر تأثي ار مباش ار في النمو النفسي و
العاطفي للطفل ،و يعتبر سوء المعاملة العاطفية آخر األنواع اكتشافا و مع ذلك فهو األكثر انتشا ار و
3-2اإلساءة الجنسية:
-هي عملية إشراك و إقحام األطفال و المراهقين (تحت سن )18من غير الناضجين و غير
المستقلين من الناحية النمائية و التطورية في أنشطة جنسية ال يفهمونها بصورة تامة ،و ال
يستطيعون الموافقة عليها أو رفضها بحكم القوة و السلطة التي يتمتع بها المسيء .سواء كان من
كما عرفها مؤتمر خبراء األمم المتحدة بأنها إيقاع الطفل أو إجباره على االنغماس في سلوكات
جنسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بمفرده أو مع شخص آخر من نفس النوع ذاته أو من النوع اآلخر
(العدري.)409 ،2018،
18
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
وتعتبر مخالفة للقوانين و مرفوضة ثقافيا و اجتماعيا ،و تحدث اإلساءة الجنسية من خالل نشاطات
جنسية من البالغ على الطفل أو من طفل آخر أكبر منه سنا أو تطورا ،و الذي يكون مسئوال عنه موضع
ثقة أو بيده السلطة ،و قد يكون من عائلة المساء إليه أو شخص معروف لديهم أو شخص غريب ،هدفها
إشباع حاجات معينة و متعة للمسيء (القبج وعودة. )05 ،2004،و من أمثلة هذه األنشطة مشاهدة األفالم
اإلباحية و العالقات الجنسية أو العبث باألعضاء التناسلية أو التعري أمامه ( الضمور)36 ،2011،
التلصص على الطفل ،و التلذذ بمشاهدته وهو عار ،أو إجباره على خلع مالبسه ،تشجيع األطفال على
االشتراك في األفالم و المجالت و المواقع اإلباحية على االنترنيت ،دعارة األطفال و مداعبة و لمس و
تقبيل األعضاء التناسلية للطفل ،إجبار الطفل على مداعبة األعضاء التناسلية لإلنسان الناضج (العدري
اإلهمال: 4-2
يشير (أحمد أوزي )2014أن إهمال الطفل يقصد به عدم توفير الحاجات األساسية للحياة كالغذاء
و اللباس و السكن المناسب ،فضال عن مستلزمات الضرورية لنمو شخصيته و تفتحها .و إذا كان
المسئول عن الطفل ال يمتلك اإلمكانات المادية التي يصرفها في تحقيق هذه الحاجات بأن تصرفه ال
كما يمكن تعريفه على أنه إخفاق راعي الطفل في توفير االحتياجات النمائية في مجاالت الصحة،
التعليم ،التطور العاطفي ،التغذية ،المسكن ،و الظروف الحياتية اآلمنة ،في سياق قدرتهم على ذلك ،مما
يؤدي فعال أو احتماال إلى حدوث أذى للطفل في صحته أو تطوره الجسدي ،والعقلي و العاطفي و
األخالقي ،و االجتماعي (القبج و عودة .)06 ،2004،و بالتالي فإن إهمال الطفل يدل على الفشل في تأمين
حاجات الطفل األساسية الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية ،و متطلبات الحياة الضرورية له و عدم منح
19
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
إساءة معاملة األطفال قضية عالمية ال يخو منها مجتمع من المجتمعات اإلنسانية ،وعلى الرغم من أن
األطفال يمثلون عنصر الثروة و المستقبل للعالم لكن ال تزال نسب عالية منهم تعاني من الحرمان و
اإلساءة و اإلهمال ،و إساءة معاملة األطفال تشمل الذكور و اإلناث في كافة مراحل أعمارهم ،كما أنها
تحدث في كل المستويات االجتماعية و االقتصادية و الثقافية (جراد. )59 ،2013،ففي كل خمس دقائق
يلقى طفل حتفه نتيجة تعرضه للعنف و في كل عام يقع العنف على بليون طفل على األقل ،أي نصف
أطفال العالم ،فاألطفال يستهدفون عمدا في عمليات ذات دوافع سياسية ،أو يتالعب بهم في أنشطة
الجريمة المنظمة ،و يجبرون على الفرار من وجه العنف في مجتمعاتهم المحلية ،و يباعون و يستغلون
طلبا لمكاسب اقتصادية ،و يغرر بهم على االنترنيت ،و يستخدم وسائل عنيفة في تأديبهم و يتعرضون
لالعتداء جنسي في بيوتهم ،و يهملون في المؤسسات ،و يساء معاملتهم في مراكز االحتجاز ،و
يتعرضون لتسلط األقران في المدارس و للوصم و التعذيب بسبب معتقدات خرافية و ممارسات ضارة
و صرحت منظمة اليونسيف أنه في عام 2019ارتكب ما يزيد 170.000حالة انتهاك جسيم موثقة
ضد األطفال في أوضاع النزعات (اليونسيف ،)24 ،2020،و أنه يعاني ما يقرب 300مليون طفل تترواح
أعمارهم بين 2و 4سنوات في جميع أنحاء العالم (أي 3من كل )4من التأديب العنيف على أيدي
مقدمي الرعاية بشكل منتظم ،و استنادا إلى بيانات من 30بلدا ،يتعرض 6من كل 10أطفال تتراوح
أعمارهن بين 12و 23شه ار ألساليب عنيفة في التأديب ،ومن بين هؤالء األطفال في هذا العمر،
يتعرض نصفهم تقريبا للعقاب البدني و نصفهم لإلساءة اللفظية .أما فيما يخص العنف في المدارس على
الصعيد العالمي ،يعاني أكثر قليال من ثلث الطالب الذين تترواح أعمارهن بين 13و 15سنة (أي نحو
20
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
130مليون) من التنمر .يعيش نصف األطفال في سن الدراسة الذين تترواح أعمارهم من 6إلى 17سنة
كما أوردت اليونسيف فيما يخص العنف الجنسي أن ( )38بلدا من البلدان المنخفضة و المتوسطة
الدخل ،أعلنت عن ما يقرب من 17مليون امرأة بالغة بلغن عن تعرضن لممارسات جنسية باإلكراه في
مرحلة الطفولة ،و في ( )28بلدا في أوروبا ،أبلغت حوالي 2.5مليون شابة عن تعرضهن إلشكال من
العنف الجنسي باالتصال المباشر وغير المباشر قبل بلوغ سن الخامسة عشر (اليونسيف. )6-4 ،2017،
أما بخصوص اإلحصائيات في الجزائر فقد تطرقت ممثل المديرية العامة لألمن الوطني محافظ الشرطة
"وهيبة حمايلي" في ندوة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل في مداخلتها بخصوص األطفال
ضحايا العنف إلى األرقام المسجلة عبر إقليم األمن الوطني خالل السبعة األشهر من سنة ،2019حيث
سوء معاملة 232،حالة إبعاد و تحويل قاصر 05 ،حاالت متعلقة بالضرب والجرح العمدي المفضي إلى
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن إساءة معاملة األطفال من المسائل المعقدة التي تصعب
دراستها ،فهناك تباين واسع بين التقديرات الراهنة و ذلك حسب البلد و أسلوب البحث المنتهج ،و تعتمد
التقديرات على التعاريف المستخدمة فيما يخص إساءة معاملة األطفال ،ونوع إساءة المعاملة المطروحة
للدراسة؛ و نسبة التغطية التي تضمنها اإلحصاءات الرسمية و جودة تلك اإلحصاءات ،و نسبة التغطية
التي تضمنها المسوحات التي تطلب تقارير ذاتية من الضحايا أو اآلباء أو المسئولين عن الرعاية (سعيد
البلوشة و آخرون .)282 ،2019،و بالتالي فاإلحصائيات و األرقام المقدمة من طرف الهيئات و المنظمات
المحلية و العالمية للدول ال تعبر عن األرقام الحقيقية الفعلية لإلساءة التي يتعرض لها األطفال حول
العالم الن هذه األرقام تعتمد فقط على ما تم تسجيله في مراكز األمن و غيرها من المؤسسات التابعة لها.
21
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
تقف وراء اإلساءة ضد األطفال مجموعة من األسباب و العوامل و المتغيرات التي يمكن أن نلخص في
ما يلي:
1-4عوامل تتعلق بالطفل :أشار الشهري( )2011إلى أن األطفال المساء إليهم عادة يتسمون باآلتي:
-الطفل الذي يولد دون رغبة من الوالدين ألسباب مختلفة ،فقد تكون اقتصادية أو قانونية أو حياتية،
-الطفل الذي لديه إعاقة عقلية أو جسدية ،أو يعاني من أمراض معددة.
عوامل تتعلق باألســــرة :كشخصية الوالدين و المسئولين عن رعاية الطفل و خلفيتهم النفسية ،و 2-4
درجة الحرمان االجتماعي الذي يعانونه ،و الخبرات السابقة المرتبطة بإساءة معاملتهم من جانب أهلهم
أو من قام برعايتهم و المشكالت األسرية كالطالق أو االنفصال أو الخالفات الزوجية أو موت أحد
عوامل بيئيـــــــــــة :قد تزيد العوامل البيئية من احتمال حدوث اإلساءة لألطفال مثل :الفقر، 3-4
البطالة ،العزلة االجتماعية و الخصائص المجتمعية ،فالفقر مترافق مع االكتئاب أو اإلدمان أو قد يرتفع
احتمال حدوثها ،كما أن األشخاص الذين يسيئون لألطفال يعانون من العزلة و الوحدة و نقص الدعم
عوامل ثقافيــــة :إن الثقافة و اإلعالم يؤثران تأثي ار كبي ار في الناس ،فثقافة العنف تنمو و تكبر 4-4
مع األطفال ،حيث يقوموا بتقليد السلوك العنيف الذي يشاهدونه في التلفاز ،أو يقرؤونه في القصص و
22
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
العبء االقتصـــــادي :يؤدي العبء االقتصادي و الحاجة إلى المال لتلبية متطلبات الحياة األسرية 5-4
إلى شعور األولياء بالنقص ،فيركزون على تفكيرهم و عملهم في كيفية الخروج من الحاجة المادية رغم
الصعوبات الكبيرة التي تواجههم ،الشيء الذي يشعرهم باإلحباط فيعنفون أطفالهم خاصة عندما يطلبون
توجد العديد من النظريات التي فسرت أسباب العنف و اإلساءة في مختلف المجاالت والتخصصات،
1-5النظرية التحليلية:
تنبع هذه النظرية من فرضية مفادها أن اإلحباط يؤدي إلى العنف ،حيث يرى "فرويد" أن العنف
غريزة فطرية و أن اإلنسان يولد و لديه صراع بين غريزتي الحياة و الموت و هذه الغرائز هي التي تحدد
االتجاه الذي يأخذه السلوك (غزوان .)2160 ،2015،فالسلوك العدواني و العنف و إيذاء الغي و الذات ،و
أشكال العنف الجسدي ،العدوان باللفظ ،الكيد و اإليقاع و التشهير و مختلف السلوكيات المتوقعة حدوثها
تشير هذه النظرية إلى أن السلوك اإلنساني ينمو ويتشكل عن طريق المالحظة و النمذجة و أن معظم
سلوكات الفرد متعلمة و مكتسبة عن طريق المالحظة ،تبين هذه النظرية أن التعلم بالمالحظة و التعزيز
يسهم في حدوث سلوك اإلساءة للطفل ،وذلك أن المعتدي يكون لديه استعداد إلى اإلساءة من خالل
التقليد أو نتيجة تعرض الطفل لإلساءة داخل األسرة ،فاألطفال الذين شاهدوا أو تعرضوا لإلساءة و
العنف في األسرة يميلون إلى اإلساءة في مرحلة الرشد (زرماني .)67 ،2012،و تؤكد الفرضيات األساسية
23
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
-3أن العنف الذي يشاهده الطفل داخل األسرة ينقله معه عندما يصبح يافعا.
-4اإلساءة للطفل و هو صغير يجعله ينقل العنف عندما يكبر و يمارسه مع أصدقائه و والديه
(بركات.)2011،81،
3-5النظرية السلوكية:
يتناول المنظور السلوكي موضوع إساءة معاملة األطفال في ضوء قوانين "سكينر "Skinnerالخاصة
بـ ـ ـ ـ "التدعيم أو التعزيز"،أي أسلوب الثواب و العقاب ،فالطفل تنمو لديه شخصية محددة نتيجة إلتباع
اآلباء ألنماط الثواب و العقاب معه ،بحيث يميل إلى تكرار السلوك الذي عليه اإلثابة الثوابRewarder
و ال يكرر السلوك غير المثاب أو " المعاقب "Nonrewardedفالطفل الذي يأتي بسلوك عدواني تجاه
أقرانه أو أخوته الصغار ،ثم يجد"تعزيز ايجابيا" لهذا السلوك متمثال في تشجيع الوالدين ،و ذلك بإقرارهم
لسلوكه أو بإعجابهم به ،فمن المحتمل أن يصبح هذا الطفل عدوانيا ،يسيء لآلخرين عند الكبر (عبد
الستار و الحاروني .)123 ،2018،كما يرى السلوكيون أن العدوان شأنه شأن أي سلوك يمكن اكتشافه و
تعديله وفقا لقوانين التعلم ،و لذلك ركزت بحوث و دراسات السلوكيين في دراستهم للعدوان على حقيقة
يؤمنون بها و هي أن السلوك برمته متعلم من البيئة و من ثم فان الخبرات المختلفة التي أكسبت شخص
ما السلوك العدواني قد تم تدعيمها بما يعزز لدى الشخص ظهور االستجابة العدوانية كلما تعرض لموقف
اإلساءة ضد الطفل تخلف ورائها العديد من العواقب و اآلثار السلبية ال حصر لها نوجزها في اآلتي:
24
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
تتضمن الكسور ،خاصة األطراف و الجمجمة ،و إصابات العين الدائمة ،و الضرر ألغلفة الدماغ .و
قد يؤدي العنف إلى ما يسمى بالطفل المعذب الذي يحمل عالمات سريريه نتيجة تعرضه لإلصابة أو
العنف.و قد تأخذ بعدا مرضيا بصورة ظاهرة على جسده و نفسية (البشر، )21 ،2010،كما قد تظهر على
شكل صعوبات أو إعاقات في السمع أو النظر أو تخلف عقلي ،كما أن اإلصابات الخطيرة قد تؤدي إلى
ارتعاش لدى الطفل ن وتشمل اآلثار انتقال األمراض المعدية و الخطيرة مثل االيدز في حالة اإلساءة
الجنسية مما يؤدي بحياة هؤالء األطفال (صبطي و تومي ،) 164 .2013.كما ثمة إقرار واسع النطاق
بعواقب الصحية القصيرة و الطويلة األجل الناجمة عن العنف ضد األطفال ،و تشمل هذه العواقب
اإلصابة المميتة و غير المميتة التي يمكن أن تؤدي إلى اإلعاقة ؛ و المشاكل الصحية البدنية ،كتأخر
النمو ،و اإلصابة في مرحلة الحقة بأمراض الرئة و القلب ،و الكبد و األمراض المنقولة جنسيا (جمعية
األمم المتحدة.)2011،06،
2-6اآلثار النمائية:
يتعرض األطفال المساء معاملتهم إلى مشكالت متنوعة في النمو و بعضها قد تكون دائمة ،ومن
أمثلة هذه المشكالت ضعف الذكاء أو التخلف العقلي .و اآلثار العصبية مثل صعوبات النطق و التعلم
يمكن ألي نمط من أنماط اإلساءة و سوء معاملة األطفال و إهمالهم أن يؤثر في التطور العاطفي
والنفسي ،ويتسبب في مشكالت سلوكية ،ويظهر ذلك مباشرة أو بعد سنوات عديدة ،وتظهر هذه العواقب
بعدة أشكال :كاحتقار الذات ،و القلق و االكتئاب ،و متالزمة الكرب التالي للصدمة (حمادة.)247 ،2010،
إن السب و الشتم أي العنف النفسي ،يضرب في صميم صورة الطفل عن ذاته و شخصيته ،مما
25
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
يجعله يكون عنها صورة سلبية عند وصفه بأنه بليد ،أو متسخ ،أو عديم القدرة كما قد يقول عنه اآلخرون
تشير دراسة أوسكار ((AussikarK1993إلى أن األطفال المساء إليهم جنسيا قد أظهروا قد ار كبي ار
من االكتئاب ،و القلق و ضعف العالقات باآلخرين ،األمهات ،األصدقاء و األخوات و كذلك قلة إدراكهم
للسند االجتماعي .كما تضيف دراسة كاشمان) (Cachman1991أن األطفال المساء إليهم جنسيا قد
أظهروا سلوك عدم النضج،و شدة الميول الدفاعية ،و التمركز حول الذات ،والعدوانية الشديدة (موسى و
العايش .)217 ،2009،كما قد تظهر عليهم سلوكات شاذة و غريبة تشمل عادات غريبة في األكل و
الشرب ،و النوم و السلوك االجتماعي و اضطراب في النمو الذهني و العجز عن االستجابة للمنبهات
المؤلمة (تعوينات .)37 ،2010،قد تكون عواقب و انعكاسات إساءة معاملة األطفال آنية مباشرة ،أو
بعيدة المدى تدوم مدى الحياة تؤثر على الطفل من كل الجوانب الجسمية و المعرفية و النمائية و
يعد موضوع اإلساءة للطفل من الموضوعات الحديثة التي لقت اهتماما كبي ار من طرف العلماء و
الباحثين ،و تم تناولها من جوانب عديدة ن و في بيئات و ثقافات مختلفة .لذا سنعرض في هذا العنصر
بعنوان مفهﻮم اإلساءة للطفل و أشﻜالها و مﺆشﺮاتها مﻦ وجهة نظر طلبة كلية العلﻮم التﺮبﻮية و
اآلداب-األنﺮوا -األردن هدفت إلى التعﺮف على مفهوم اإلساءة للطفل و أشﻜالها و مﺆشﺮاتها مﻦ
جهة نظر طلبة كلية العلﻮم التﺮبوية و اآلداب /األنﺰوا .و لتحقيﻖ أهداف الدراسة طور الباحثون
استبانه ضمنت( )64فقرة توزعت على أربعة مجاالت مثلت اإلساءة:الجسمية،الجنسية و العاطفية ،و
26
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
اإلهمال.و طبقت على ( )194طالبا و طالبة من الكلية.كشفت النتائج :أن الترتيب التنازلي لمجاالت
األداة حسب المستجيبين كان :إلهمال ،فالعاطفية ،فالجنسية ،و الجسمية ،و أن المستجيبين يرفضون
اإلساءات بأشكالها و مبرراتها ،و تبين عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مفهوم اإلساءة للطفل لدى
المستجيبين يعني المتغيرات :الجنس ،و فرع الثانوية العامة ،و المعدل التراكمي ،و مكان السكن بينما
ظهرت فروق في مجال اإلساءة العاطفية و على األداة كاملة ،تعزى لمتغير مستوى تعليم األبناء ،لصالح
وسيط في العالقة بين التعرض لخبرات اإلساءة بمرحلة الطفولة بعنوان دعم األصدقاء كمتغير
واضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة من المراهقين .هــدفت الد ارســة إلى تحديد الــدور الوســيط لــدعم
األصــدقاء في العالقــة بــين التعــرض لخــبرات اإلســاءة بمرحلــة الطفولــة واضــطراب الشخصية التجنبيــة
للخــبرات اإلساءة علــى كــل لــدي عينــة من المراهقين و تحديد الفروق بــين األكثر واألقــل تعرضــا
مقياس الدعم التجنبية ،و استخدم مــن الــدعم ا لمــدرك من األصــدقاء واضــطراب الشخصية
الشخصية ومقيـاس اضـطراب ومقياس خبرات اإلساءة المدرك من األصدقاء من إعداد الباحثة
التجنبيـة ،وتكونت العينة من 400مراهق ،بالمرحلة الثانوية بمصر(،تم اختيار 104تعرضوا لإلساءة ،و
105لم يتعرضوا لإلساءة اعتمـاـدا على اإلرباعي األعلى و األدنى على مقياس خبرات اإلساءة) ،وتم
التحقق من فروض الدراسة باستخدام برنامجي .SPSS ،AMOSأشـارت نتـائج الد ارسـة إلى قبول النموذج
المفترض حيث كان الدعم المدرك من األصدقاء يتوسط العالقة بين التعرض لخـبرات اإلسـاءة بمرحلـة
الطفولـة واضـطراب الشخصية التجنبيـة لدى المراهقين ووجــدت فروق دالــة بــين األكثر واألقــل تعرضــا
للخــبرات اإلســاءة علــى مقيــاس اضــطراب الشخصية التجنبيــة وأبعــاده الفرعيــة (أبو بكر. )2018،
27
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
بعنوان ﺇساءة ﺍلمعاملة في مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة كما تﺩﺭكها ﻁالباﺕ ﺍلجامعة ﻭ عالقتها بأعﺭﺍﺽ
االكتئاب .ﺍلﺩﺭﺍسة ﺇلى معﺭفة ﺃنماﻁ ﺇساﺀﺓ المعاملة المدركة ،ﻭﺍلتعـﺭﻑ على العالقة بيﻥ إساءة ﺍلمعاملة
ﺍلمﺩﺭكة ﺍلتي تعﺭضﺕ لهـا ﻁالبـاﺕ ﺍلمﺭحلـة ﺍلجامعية في مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة ﻭﺃعﺭﺍﺽ االكتئاب لﺩيهﻥ،
ﻭمعﺭفـة ﺍلفـﺭﻭﻕ فـي مستﻭﻯ إساءة ﺍلمعاملة ﺍلمﺩﺭكة في ضﻭء متغيﺭ المستوى االجتماعي ﻭ االقتصادي
ﻭ معﺭفة ﺍلفﺭﻭﻕ في مستﻭﻯ ﺇساﺀﺓ ﺍلمعاملة ﺍلمﺩركة في ضوء متغيـﺭ ﺍلمـستﻭﻯ ﺍلتعليمي لألﺏ ﻭ ﺍألﻡ.
.1ﻭجﻭﺩ اختالف في نسﺏ ﺍنتشاﺭ ﺇساءﺓ ﺍلمعاملة ﺍلمﺩﺭكة مﻥ ﻁالباﺕ ﺍلمﺭحلـة ﺍلجامعية في مﺭحلة
ﺍلﻁفﻭلة تبعا الختالف ﺃنماﻁ اإلساءة ،حيث ﺃﻥ ﺃعلى نسبة في االنتشار هي نسبة اإلساءة النفسية
.2هناﻙ ﺍﺭتباﻁ مﻭجﺏ بيﻥ ﺍلتعﺭﺽ إلساءة ﺍلمعاملـة ﺍلمﺩﺭكة مـﻥ ﻁالبـاﺕ ﺍلمﺭحلة ﺍلجامعية في
مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة ﻭ ﺃعﺭﺍﺽ االكتئاب لﺩيهﻥ في مﺭحلة ﺍلﺭشﺩ ،ﻭﺃﻥ ﺃكثر ﺃنماﻁ اإلساءة ﺍﺭتباﻁﹰا
باالكتئاب في مﺭحلة ﺍلﺭشﺩ هـﻭ نمـﻁ اإلساءة ﺍلنفسية يليها اإلهمال ثﻡ نمﻁ اإلساءة ﺍلجسﺩية.
.3ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ في ﺍلتعﺭﺽ لإلهمال تبعـا الختالف ﺍلمـستﻭﻯ االجتماعي لألسرة .فقﺩ ﺃثبتﺕ ﺍلنتائج
ﺃﻥ ﺍلﻁالباﺕ الالتي ينتميﻥ ﺇلى أسﺭ عاﺩية في مﺭحلـة ﺍلﻁفﻭلة (يتﻭﺍجﺩ فيها ﺍلﻭﺍلﺩﺍﻥ معا) ﻭﺍلﻁالباﺕ
الالتي ينتميﻥ ﺇلى ﺃسﺭ تﺯﻭﺝ فيها ﺃحﺩ ﺍلﻭﺍلﺩيﻥ ﺃﻭ كالهما بآخﺭ هﻥ ﺃﻜثﺭ تعﺭضا لإلهمال في مﺭحلة
ﺍلﻁفﻭلة .كما ﺃشاﺭﺕ ﺍلنتائج ﺇلى ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ في ﺍلتعﺭﺽ إلساءة ﺍلمعاملـة ﺍلجـسﺩية تبعـاﹰ الختالف
ﺍلمستﻭﻯ االقتصادي لألسرة ،ﻭبينﺕ أﻥ متﻭسـﻁ تعـﺭﺽ ﺍلﻁالبـاﺕ لإلساءة ﺍلجسﺩية في مﺭحلة ﺍلﻁفﻭلة
يرتفع لﺩﻯ ﺍلﻁالباﺕ الالتي ينتميﻥ ﺇلى ﺍألسﺭ ذات الدخل الشهر 1000ريال فأكثر ،بينما ينخفﺽ
متﻭسﻁ ﺍلتعﺭﺽ لإلساءة الجسدية في مرحلة الطفولة لﺩﻯ ﺍلﻁالباﺕ الالتي ينتميﻥ ﺇلى ﺃسﺭ ﺩخلها
28
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
.4عﺩﻡ ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ في ﺍلتعﺭﺽ إلساءة ﺍلمعاملة في مﺭحلـة ﺍلﻁفﻭلـة تبعـاﹰ الختالﻑ ﺍلمستﻭى ﺍلتعليمي
لألﺏ ﻭ األم ،ﻭهـﺫه ﺍلمـستﻭياﺕ ﺍلتعليمية هي (جـامعي ،،ثـانﻭﻱ ،ﺍبتﺩﺍئي ،متﻭسـﻁ ،ﺃمي ،يجيﺩ
بعنوان اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى طالبات المرحلة األساسية وعالقتها باالكتئاب واألمن النفسي.
هدفت الدارسة إلى التعرف على العالقة بين اإلساءة في مرحلة الطفولة وكل من االكتئاب واألمن النفسي
لدى طالبات المرحلة االبتدائية .و طبقت الدارسة على عينة من طالبات المرحلة االبتدائية في الصف
الخامس والسادس في مدينة غزة ،و تكونت عينة الدراسة من ( )703طالبة ،و استخدمت الباحثة المنهج
الوصفي التحليلي ،و توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى اإلساءة لدى الطالبات منخفض ،و احتلت
اإلساءة النفسية المرتبة األولى ،ثم تليها اإلساءة الجسدية ،ثم اإلهمال ،و المرتبة األخيرة اإلساءة الجنسية.
كما أظهرت وجود فروق في مستوى اإلساءة النفسية و الجنسية تعزى لصالح الصف السادس ،وال توجد
فروق في مستوى اإلساءة الجسدية و اإلهمال تعزى للصف .و توجد فروق في مستوى اإلساءة الجسدية و
النفسية واإلهمال تعزى لمكان السكن لصالح غرب غزة ،و ال توجد فروق في اإلساءة الجنسية تعزى
بعنوان خبرات اإلساءة في الطفولة و عالقتها بالخجل لدى عينة من المراهقين .هدفت الدراسة إلى
الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة و ظاهرة الخجل ،و التعرف على الفروق في مستوى الخجل
طالبة من طالب الصف العاشر بمحافظة غزة .و أسفرت النتائج إلى وجود عالقة ارتباطية دالة بين
خبرات اإلساءة من األب و مستوى الخجل ،و وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين خبرات
29
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
اإلساءة من األم و مستوى الخجل ،ال توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الخجل لدى المراهقين تعزى
لمتغير الجنس .ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوى الخجل لدى المراهقين تعزى لمتغير
بعنوان خبرات اإلساءة في الطفولة و عالقتها بصورة الجسم لدى طالبات قسم علم النفس بجامعة
اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية .هدفت الدراسة إلى التعرف على العالقة بين خبرات اإلساءة في الطفولة
و عالقتها بصورة الجسم لدى طالبات قسم علم النفس و ذلك لدى عينة مكونة من ( )220طالبة.
ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة :استمارة البيانات األولية ،و استبانه صدمة الطفولة ،و مقياس
تقييم المظهر ،و قد أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية سالبة بين الخبرات اإلساءة في الطفولة و صورة
الجسم لدى طالبات قسم علم النفس .كذلك تبين أن اإلساءة في الطفولة لها تأثير على صورة الجسم
بمعنى إمكانية التنبؤ بصورة الجسم من خالل اإلساءة في الطفولة .كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق
دالة إحصائيا في متوسطات درجات صورة الجسم تبعا الختالف مستوى التحصيل الدراسي أو الحالة
االجتماعية ،و أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الطالبات الالتي لم تتجاوز
أعمارهن 20عاما ،ومن عمرهن أكثر من 20عاما في متوسطات درجاتهن على مقياس صورة الجسم
لصالح من عمرهن 20فأقل ،حيث كان متوسط تقيمهن لصورة الجسم ( )3.75أكبر من المجموعة
األخرى (المصري.)2016،
بعنوان تأثير خبرات الطفولة السلبية على الصحة الجسدية في مرحلة البلوغ :نتائج الدراسة أجريت
في مدينة بغداد .أجريت دراسة مقطعية خالل فترة من كانون الثاني 2013إلى كانون الثاني ،2014
استخدمت أساليب أخذ العينات متعدد المراحل في اختيار 13مركز للرعاية الصحية األولية ،و ثمانية
30
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
كليات في ثالث جامعات في بغداد ،باإلضافة إلى معلمين من سبع مدارس ابتدائية و مدرستين ثانويتين،
و تم استخدام استبيان تجارب الطفولة الدولي القياسي المعدل ،مع أسئلة ذات ارتباط باألسرة ،و المراقبة
األبوية ،و قد تم قياس الصحة البدنية باستبيان معدل مستمد من استبيان تقييم الصحة لمراكز السيطرة
على األمراض و الوقاية منها ،و أظهرت النتائج من االنحدار اللوجيستي أن مستوى أعلى من الترابط
األسري (الربع الرابع) يتوقع أن يقلل من مخاطر األمراض الجسدية المزمنة إلى النصف تقريبا (نسبة
االرجحية )0.57 :و أن التعرض لمستوى عال من الضعف األسري و سوء المعاملة (الربع الرابع) من
بعنوان عالقة خبرات الطفولة ( المؤلمة و السارة) بتقدير الذات لدى طلبة كلية التربية الرياضية في
الجامعة المستنصرية ،هدفت الدراسة إلى الكشف بين خبرات الطفولة و تقدير الذات لدى طلبة كلية
التربية الرياضية ،استخدم الباحثون المنهج المسحي و تكون مجتمع البحث من طلبة كلية التربية الرياضية
إذ تم اختيار ( )70طالبا من المرحلة الثالثة و بشكل عشوائي.و استخدم مقياس خبرات الطفولة (المؤلمة
و السارة) لدى الطلبة .و توصلت النتائج إلى وجود فروق بين خبرات الطفولة السارة و تقدير الذات و
كذلك انعدام الفروق بين خبرات الطفولة المؤلمة و تقدير الذات لدى طلبة المرحلة الثالثة (عبد الواحد و
آخرون.)2016،
لقد اتفقت الدراسات السابقة التي تناولت خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة في عدة جوانب و تباينت في
جوانب أخرى.
▪ من حيث المنهج:
31
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
اتفقت جميع الدراسات السابقة التي تم تناولها على استخدام المنهج الوصفي و هو المنهج المتبع في
دراستنا الحالية.
▪ من حيث العينة:
شملت الدراسات السابقة على عينات مختلفة فنجد أن كل من دراسة درويش و آخرون( ،)2015عبد
الواحد( )2016كانت على طلبة الجامعة و هو ما يتفق مع دراستنا الحالية،أما دراسة المسحر(،)2007
و المصري ( )2016شملت طالبات الجامعة ،دراسة أبو كرم( )2018و القطروس( )2013على عينة
من المراهقين ،دراسة أبو لمضي( )2015على طالبات المرحلة االبتدائية ،و أخي ار دراسة الشاوي و لفتة
▪ من حيث الموضوع:
رغم أن كل الدراسات السابقة اتخذت اإلساءة لألطفال موضوعا لها إال أنها اختلفت من حيث
المتغيرات المدروسة في عالقتها مع اإلساءة.فنجد دراسة عبد الواحد و آخرون ( )2016ربطت بين
خبرات الطفولة المؤلمة و السارة و تقدير الذات ،في حين درست أبو كرم( )2018دعم األصدقاء كمتغير
وسيط في العالقة بين خبرات اإلساءة في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية ،و بحثت
القطروس( )2013عالقة خبرات اإلساءة في الطفولة بالخجل،في حين اختارت أبو لمضي()2015
عالقة كل من االكتئاب و األمن النفسي بخبرات اإلساءة في الطفولة ،و ربطت المسحر( )2007اإلساءة
بأعراض االكتئاب،و دراسة المصري( )2016ربطتها بصورة الجسم،و اختار الشاوي و لفتة()2016
دراسة خبرات اإلساءة و تأثيرها على الصحة الجسدية ،من جهة أخرى نالحظ أن دراسة درويش()2015
▪ من حيث النتائج:
تباينت النتائج المتحصل عليها من دراسة إلى أخرى ،و معظمها و جدت عالقة ارتباطية دالة و
32
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
تأثي ار داال لإلساءة التي يتعرض لها الطفل و المتغيرات التالية :الخجل ،االكتئاب ،أعراض االكتئاب.
أشارت لهذه النتائج كل من دراسة القطروس(،)2013و دراسة أبو لمظي( )2015و المسحر(.)2007
وجود ارتباط سالب بين اإلساءة و صورة الجسم و تقدير الذات و األمن النفسي أشارت إليها كل من
دراسة المصري( ،)2016عبد الواحد و آخرون( ،)2016و أبو لمظي( )2015أسفرت دراسة أبو
بكر( ) 2018على قبول النموذج المفترض حيث كان الدعم المدرك من قبل األصدقاء يتوسط العالقة بين
خبرات اإلساءة في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية.أما دراسة درويش و آخرون( )2015أن
الترتيب التنازلي لمجاالت األداة حسب المستجبين :اإلهمال ،فالعاطفة،الجنسية فالجسمية ،وأن المستجيبين
يرفضون اإلساءات بكل أشكالها .أما دراسة الشاوي و لفتة( )2016تنبأت بأن سوء المعاملة من المتوقع
33
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الفصل الثاني
خالصة الفصل:
تطرقنا في هذا الفصل إلى تحديد مفهوم اإلساءة إلى الطفل ،و كذا أنماطها و أشكالها ،ثم
اإلحصائيات المرتبطة بها عالميا و محليا ثم عرجنا إلى النظريات المفسرة لهذه الظاهرة فاألسباب و
اآلثار .و أخي ار الدراسات السابقة التي تناولت موضوع اإلساءة إلى األطفال و التعليق عليها.
34
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
تمهيد:
يتضمن هذا الفصل عرضا ألحد متغيرات الدراسة األساسية و هو اضطراب الشخصية التجنبية ،حيث
تطرقنا في البداية إلى مفهوم الشخصية( )Personalityو هي كلمة مشتقة من لفظة( )Personaاستخدمت
في اللغات األوروبية المنحدرة من أصول يونانية ،و هي مركبة من لفظتين بير-سوناري( ) Per-sonarو
تعني عبر أو عن طريق الصوت ،و كانت تعني في الحضارة اإلغريقية القناع الذي يضعه الممثل على وجهه
لغرض أداء الدور و إيضاح الصفات المميزة التي يتطلبها الدور في الشخصية (األمارة.)14-13 ،2014،
و سنتناول في هذا الفصل إضافة إلى مفهوم الشخصية ،مفهوم اضطراب الشخصية و تصنيف اضطرابات
الشخصية وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس ( )5-DSMو مفهوم اضطراب الشخصية التجنبية
سماته و نسبة انتشاره و المعايير التشخيصية له وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس و التشخيص
الفارقي و الدراسات السابقة التي تناولت اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بمتغيرات أخرى و موازنة هذه
الدراسات ،ثم حوصلة للدراسة النظرية حول اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في الطفولة.
جسده ،و الذي يحدد تكيفه الفريد مع محيطه" .و هناك من علماء النفس من أكدوا على التعلم السابق و
العوامل الظرفية الحالية في تعريفاتهم للشخصية مثل تعريف والتر ميشيل بأنها "األنماط المميزة من السلوك،
ربما في ذلك األفكار و العواطف التي تميز تكيف الفرد للظروف (الحاالت) في حياته "(الرقاد. )2017،15،
و يشير جوردون ألبــرت على أنها ذلك "التنظيم الدينامي داخل الفرد لتلك األجهزة الجسمية و النفسية التي
ويﺮى كيس أنها "البصمة النفسية التي ال يمكن أن يشترك فيها أي شخص مع اآلخرين مهما بلغت
36
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
و حسب ليندادافيـ ــدون فهي" تلك األنماط المستمرة و المتسقة نسبيا من اإلدراك و اإلحساس و
السلوك التي تبدو لتعطي الناس ذاتيتهم المميزة .و الشخصية تكوين اختزالي يتضمن األفكار ،الدوافع،
واالنفعاالت ،و الميول و االتجاهات ،و القدرات و الظواهر المشابهة" (غباري و أبو شعيرة.)2015،16 ،
و يقول كارل يونغ أن الشخصية في األصل هي القناع الذي يحجب به الممثل وجهه ،و القناع هو
النظام الذي يتبعه الفرد في تكيفه مع العالم ،أو هو الطريقة التي يتبعها في تعامله مع العالم (غباري و أبو
و ذه ــب جيمس ريف ــر إلى تع ـ ـريف الشخصية على أنها "التنظيم الدينامي المتكامل لخصائص الفرد
الفيزيقية و العقلية و الخلقية و االجتماعية كما يعبر عن نفسه أمام اآلخرين في مظاهر األخذ والعطاء في
الحياة االجتماعية" .وهي بهذا تشمل الجوانب الطبيعية و المكتسبة عن الدفعات والعادات و الميول و العقد
و العواطف و المثاليات و اآلراء والمعتقدات الخاصة بالفرد و التي تتضح من عالقاته و تفاعالته مع
وسطه االجتماعي (فرج طه و آخرون .)238،و عليه يمكن أن نلخص مما ورد في التعاريف السابقة
للشخصية على أنها التنظيم الدينامي الثابت و المستمر الناتج عن التفاعل و التداخل لمكونات الفرد
البيولوجية و النفسية و البيئية و العقلية ،يظهر في شكل سمات تتضح من خالل عالقاته و تفاعله مع
غيره .هذه السمات التي تتيح لإلنسان في الحالة السوية النمو و النشاط و التالؤم مع الحياة ،و لكنها قد
تنحرف لدى البعض فتصبح جامدة و متحجرة ال تسمح له باالستجابة للمتطلبات الحياتية بمرونة و تسبب
له حياة مليئة بالتعاسة و الشقاء ،و تعيقه عن مواجهة متطلبات الحياة و متغيراتها ،و هذا ما يصطلح عليه
إن ما يميز اضطراب الشخصية هو عدم التوافق بين الشخص وبيئته ،فمضطرب الشخصية يعاني
37
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
مما يحيط به ،فالذي يشكو منه إذا هم المحيطون به ،أي المجتمع ،و تكون هذه االضطرابات متوافقة مع
الذات ،حتى أنه يظل على اتصال بالواقع ،و إن كان هذا االتصال مضطربا يؤدي إلى شكوى البيئة،
ويعوق تكيفه نتيجة لرفض اآلخرين له .وتعتبر اضطرابات الشخصية نتاج لتراكم طويل للخبرات ،و
اندماجها مع الكيانات الشخصية السابقة لها ،و هي ليست محدودة أو حادة أو حديثة بل هي موجودة و
تمثل انتقاال من طريقة معينة للتكيف إلى طريقة أخرى ،و كل الطرق التي تختارها قد ال تكون سوية أو قد
الجذور و دائمة تتجلى في شكل استجابات غير مرنة في كثير من المواقف الشخصية و االجتماعية ،و
تمثل انحرافات متطرفة أو دالة عن طريق إدراك الفرد المتوسط في ثقافة معينة و تفكيره و شعوره ،و يرتبط
بشكل خاص باآلخرين تميل هذه األنماط السلوكية إلى الثبات ،و تشمل مجاالت متعددة من السلوك و
األداء النفسي ،و كثيرا ،لكن ليس دائما ما ترتبط بدرجات متنوعة الكرب الذاتي و المشاكل في األداء
و أوردت الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي ( )A.P.Aفي الدليل التشخيصي و اإلحصائي
الخامس لالضطرابات النفسية و العقلية ( )5-DSMتعريف الضطراب الشخصية على أنه "نمط دائم من
الخبرة الداخلية والسلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عن توقعات ثقافة الفرد ،فهو واسع االنتشار وغير مرن،
وله بداية في مرحلة المراهقة أو في سن الرشد المبكر ،ومستقر بمرور الوقت ،ويؤدي إلى الضيق أو
تسبب اضطراب توافق الفرد مع نفسه أو مع اآلخرين .مع شعوره بالمعاناة و عدم السعادة لوجود مثل هذا
االضطراب و نظ ار لتشابه اضطرابات الشخصية مع العديد من النفسية ،فقد ال يرى الفرد أنه يعاني من
38
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
مشكلة مع خصائص شخصيته و بالتالي ال يمكن تشخيص اضطراب الشخصية إال إذا ما تسبب
االضطراب في شعور الفرد بالتعاسة و المعاناة أكثر من المعتاد ،وقد تسبب اضطرابات الشخصية المعاناة
للمحيطين بالفرد و زمالئه في العمل أو أطفاله أو زوجته و ما إلى ذلك أكثر مما تسببه للفرد نفسه.
إذن يمكن القول أن اضطراب الشخصية هو انحراف سمات الشخصية عن توقعات ثقافة الفرد فتصبح
غير مرنة و ال متوافقة في التعامل مع البيئة و في تصور الفرد لذاته و تسبب له خلال في أداء وظائفه و
و قد تتشابه اضطرابات الشخصية مع العديد من االضطرابات النفسية ،فقد ال يرى الفرد أنه يعاني من
مشكلة مع خصائص شخصيته و بالتالي ال يمكن تشخيص اضطراب الشخصية إال إذا تسبب االضطراب
في شعور الفرد بالتعاسة و المعاناة أكثر من المعتاد ،وقد تسبب اضطرابات الشخصية المعاناة للمحيطين
بالفرد و زمالئه في العمل أو أطفاله أو زوجته و ما إلى ذلك أكثر مما تسببه للفرد نفسه (إبـراهيم
وعسكر.)84 ،2008
و تشير تقديرات االنتشار للمجموعات المختلفة الضطرابات الشخصية إلى ٪5.7لالضطرابات في
اضطراب في الشخصية ،مما يشير إلى تكرار حدوث اضطرابات من مجموعات مختلفة .تشير البيانات
المأخوذة من المسح الوطني لألوبئة 2002-2001حول الكحول والحاالت ذات الصلة إلى أن ما يقرب
من ٪15من البالغين في الواليات المتحدة يعانون من اضطراب شخصية واحد على األقل
) .(APA,2013,646فالكثير من األفراد الذين نتعامل معهم و يديرون شؤوننا قد يكونون مصابين باضطراب
نمط معين من أنماط الشخصية ،و يمارسون اضطرابهم و سلوكهم على اآلخرين ،و يعتقدون أنهم يفعلون
الصواب تجاههم(غانم .)156 ،2000،وقد صنفت هذه االضطرابات في ثالث مجموعات تبعا للسمات
39
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
تم تصنيف اضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس ) (DSM-5الذي لم
يط أر فيه أي تغيير عن الدليل الرابع المعدل ) (DSM-4إلى ثالث مجموعات سميت بالمصفوفات
األفراد المصابين بهذه االضطرابات قلقين أو خائفين .و هذا التصنيف و الجدول رقم( )01يوضح
ذلك .وتجدر اإلشارة إلى أن نظام المجموعات هذا ،على الرغم من أنه مفيد في بعض المواقف
البحثية والتعل يمية ،إال أنه يعاني من قيود خطيرة ولم يتم التحقق من صحته باستمرار .عالوة على
).(APA,2013,646
40
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
وقد حظيت اضطرابات الشخصية في السنوات األخيرة باالهتمام نظ ار لما تسببه للفرد من انهاك
للحياة االجتماعية و مشاكل في األداء المهني و حتى في تعامله مع ذاته و من بينها اضطراب
الشخصية التجنبية المصنف في المجموعة (ج) و هو أحد متغيرات الدراسة الحالية الذي سنعرض
41
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
فيما يلي مفهومه و معدل انتشاره والسمات المميزة له و المعايير التشخيصية التي حددتها الجمعية
ووصف هذه الشخصية على ميلون(Milon) 1969 أول من صاغ مصطلح "الشخصية التجنبية" هم
أنها" تتكون من نمط " النشاط المنفصل ،وتمثل الخوف و عدم الثقة في اآلخرين و المفرط في
الحساسية و المفرط في الجماليات" و حسبه فان الحساسية العالية هي الخاصية األساسية في هذا
النوع من اضطراب الشخصية ،وهذا هو السبب الذي يجعل المصابين باضطراب الشخصية التجنبية
كارهين الدخول في عالقات اجتماعية حتى و إن كانوا سيحصلون على قبول اآلخرين لهم (إبراهيم و
محمد .)285 ،2019،كما أن األلفة و المودة غالبا ما تكون صعبة جدا بالنسبة لهؤالء األفراد ،بالرغم
من أنهم قادرين على إقامة العالقات الحميمة عندما يكون هناك ضمان بقبول غير ناقد (المرجع
السابق.)283 ،2019،
ظهر مصطلح اضطراب الشخصية التجنبية ) (APDألول مرة في اإلصدار الثالث للدليل
التشخيصى واإلحصائي لألمراض العقلية عام ،1980أما أعراضه فقد تم إدراجها في اإلصدار
الشخصية إلى جانب اضطراب الشخصية اضطراب الشخصية المتعلقة و اضطراب الشخصية
القهرية.
و تعرفه الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي ) (APAأنه" نمط منتشر من التثبيط
االجتماعي ،والشعور بعدم المالئمة ،وفرط الحساسية للتقييم السلبي ،يبدأ في مرحلة البلوغ
42
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
)1تجنب األنشطة المهنية التي تنطوي على عالقات شخصية كبيرة االتصال بسبب مخاوف من
)3يظهر ضبط النفس في العالقات الحميمة بسبب الخوف من التعرض للعار أو السخرية.
اآلخرين.
)7يتردد بشكل غير عادي في المخاطرة الشخصية أو االنخراط في أي أنشطة جديدة ألنها قد
و يرى إبراهيم وعسكر( )2008أنه :نمط ثابت من النشاط االجتماعي المكفوف والشعور بنقص
الكفاية الشخصية مع الحساسية الزائدة للتقييمات السلبية ويبدأ في بداية الرشد ويبرز في العديد من
السياقات (إبـ ـ ـ ـ ـراهيم وعسكر. )2008،94،إذن يتميز اضطراب الشخصية التجنبية بأحاسيس مستمرة واسعة
المدى بالتوتر و التوجس ،و اعتياد الوعي الشديد بالذات و أحاسيس بعدم األمان و الدونية ،و السعي
الدائم لحب اآلخرين و قبولهم ،و حساسية مفرطة نحو الرفض و النقد ،و رفض الدخول في أي
عالقات ،إال بعد الحصول على ضمانات شديدة بالقبول غير المشروط بنقد ،و ارتباطات شخصية
محدودة جدا ،و استعداد دائم للمبالغة في األخطار أو المخاطر و لكن ليس لحد التجنب الموجود في
الرهاب ،و أسلوب الحياة محدود بسبب الحاجة الدائمة إلى التأكد من األشياء و الشعور باألمان
(عكاشة.)705 ،2010،
43
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
و تشير اإلحصائيات الواردة في الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع )(DSM-4أن نسبة انتشار
الخاصة يتم تشخيص هذا االضطراب لدى حوالي ( )%10هذا و تشير اإلحصائيات الصادرة عن
المركز القومي للدراسات الوبائية على الكحول ما بين العامين ( )2001-2000إلى ارتفاع هذه
النسبة لتصل إلى( )2,4%حسب ).(DSM-5و يبدو أن اضطراب الشخصية التجنبية متكرر بشكل
ٍ
متساو بين الذكور واإلناث رغم وجود تباين في الدرجة التي تنظر بها المجموعات الثقافية والعرقية
المختلفة إلى الخجل والتجنب حسب االقتضاء .عالوة على ذلك قد يكون السلوك التجنبي نتيجة
مشاكـل في التثاقف بعد الهجرة (APA,2013,674).و غالباً ما يبدأ السلوك التجنبي في سن الرضاعة
أو الطفولة مع الخجل والعزلة والخوف من الغرباء والمواقف الجديدة .على الرغم من أن الخجل في
الطفولة هو نذير شائع الضطراب الشخصية التجنبية ،إال أنه يميل إلى التبدد تدريجياً لدى معظم
األفراد مع تقدمهم في السن .على النقيض من ذلك ،قد يصبح األفراد الذين يعانون من اضطراب
االجتماعية مع أشخاص جدد ذات أهمية خاصة .هناك بعض األدلة على أن اضطراب الشخصية
مناسبا
ً التشخيص بحذر شديد عند األطفال والمراهقين ،الذين قد يكون السلوك الخجول والمتجنب لهم
إن السمة األساسية في اضطراب الشخصية التجنبية هي نمط متعمق من عدم الراحة
االجتماعية و الخجل و الخوف من النقد الذي يسبب ألما كبي ار للمصابين بهذا االضطراب و يحطم
44
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
معنوياتهم ،باإلضافة إلى التوتر في المواقف االجتماعية خوفا من قول الكالم غير المناسب أو عدم
القدرة على اإلجابة عن سؤال ،حيث يصابون باحمرار الوجه و البكاء .يتسم ذوي اضطراب الشخصية
ً .1
غالبا ما يقوم األفراد المصابون باضط ارب الشخصية التجنبية بتقييم حركات وتعبيرات األشخاص
الذين يتعاملون معهم .و سلوكهم المخيف والمتوتر قد يثير السخرية واالستهزاء من اآلخرين ،وهذا
بأنهم "خجولون" و "وحيدون" و "منعزلون" .تحدث المشاكل الرئيسية المرتبطة بهذا االضطراب في
.3يرتبط تدني احترام الذات وفرط الحساسية للرفض باتصاالت شخصية مقيدة .قد يصبح هؤالء
نسبيا وعادة ال يكون لديهم شبكة دعم اجتماعي كبيرة يمكن أن تساعدهم في
ً األفراد منعزلين
مواجهة األزمات .إنهم يرغبون في المودة والقبول وقد يتخيلون العالقات المثالية مع اآلخرين.
سلبا على األداء المهني ألن هؤالء األفراد يحاولون تجنب .4يمكن أن تؤثر السلوكيات التجنبية ً
أيضا ً
أنواع المواقف االجتماعية التي قد تكون مهمة لتلبية المتطلبات األساسية للوظيفة أو للتقدم
).(APA,2013, 674
و لتشخيص هذا االضطراب كان البد من االستناد لمجموعة من المعايير التشخيصية التي تم
لقد وضعت الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي سبعة معايير لتشخيص اضطراب
45
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
الشخصية التجنبية ،حيث إن توفر أربع معايير أو أكثر تصنف األفراد باضطراب الشخصية التجنبية
.1يتجنب األفراد المصابون باضطراب الشخصية التجنبية أنشطة العمل التي تنطوي على اتصال
شخصي كبير بسبب مخاوف من النقد أو الرفض .فقد يتم رفض عروض الترقيات الوظيفية ألن
.2يرفض االنخراط مع الناس ما لم يكن متيقناً أنه سيكون محبوباً .فهو يتجنب تكوين عالقات
جديدة إذ لم يكن متأكد من أنه سيكون محل أعجاب وقبول اآلخرين بدون التعرض للنقد ,يعتقد أن
اآلخرين هم أفراد ناقدون ومستنكرون ،إذ لم يجتازوا اختبارات شديدة تثبت العكس .باإلضافة إلى أن
األفراد المشخصون بهذا االضطراب لن يكونوا جزءا من النشاطات الجماعية إذ لم تكن هنالك عروض
.3يبدي تحفظا في العالقات الحميمة بسبب الخوف من أن يكون موضع سخرية وخزي .فالتآلف
غالبا ما يكون صعب وبشكل كبير بالنسبة لهؤالء األفراد ،إذ وبالرغم من أنهم قادرون على تكوين
عالقات قوية عندما يكون هنالك ضمان بقبول تام غير ناقد .فهم غالبا ما تكون لديهم صعوبة في
الحديث عن أنفسهم ويتصرفون بتحفظ ,إذ يحتفظون بمشاعرهم الخاصة ألنفسهم خوفا من التعرض
للسخرية أو العار.
.4إذا تعرض المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى الرفض أو النقد و لو بدرجة بسيطة،
فانههم يشعرون بأذى شديد .إنهم يميلون إلى أن يكونوا خجولين وهادئين ومثبطين و "غير مرئيين"
46
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
اإلشارات الدقيقة التي توحي بالسخرية أو .على الرغم من توقهم ألن يكونوا مشاركين فاعلين في الحياة
.5متثبط في المواقف الجديدة مع الناس بسبب الخوف من عدم الكفاءة .حيث يظهر عليه الخجل
والهدوء ،فيكون مياال إلى االمتناع والتواري عن أنظار اآلخرين بسبب خوفه من أن أي انتباه إليه
يمكن قد يكون مهينا أو نابذا ساخ ار منه .كما أنه يتوقع بأن أي كالم يقوله فان اآلخرين سيعتبرونه
"خاطئ" ونتيجة لذلك فإنه قد ال يقول شيئا أبدا ،كما أنه يستجيب بشكل كبير للتلميحات غير الواضحة
التي توحي بالتهكم أو السخرية .و بالرغم من رغبته الشديدة بأن يكون فعاال في الحياة عامة والمواقف
االجتماعية خاصة أال انه يخشى وضع مصالحه بين أيدي اآلخرين.
.6ينظر إلى نفسه على أنه غير كفؤ اجتماعياً ،غير جذاب شخصياً ،أو أقل شأناً من اآلخرين .وأنه
أقل شأنا من اآلخرين ,وأن هذه الشكوك فيما يتعلق بالكفاءة االجتماعية والجاذبية الشخصية تصبح
.7يعارض القيام بمخاطرات شخصية ,أو االنخراط في أي أعمال جديدة ,فيتجنب النشاطات نتيجة
الخوف من اإلحراج ,إذ انه يميل إلى المبالغة في المخاطر المحتملة للمواقف المعتادة أو االعتيادية،
وكنتيجة ألسلوب الحياة الضيق الناتج عن حاجتهم إلى الثقة واألمن إذ إنه من الممكن أن يقوم أحد
المشخصين بهذا االضطراب بإلغاء مقابلة عمل بسبب خوفه من اإلح ارج نتيجة لعدم ارتداءه المالبس
على نحو مناسب أو الئق,و غيرها من المشكالت التي يمكن أن تكون السبب في تجنب النشاطات
47
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
قد يتم الخلط بين اضطراب الشخصية التجنبية و اضطرابات الشخصية األخرى ألن لهما سمات
المميزة .و سنرى فيما يلي أهم اضطرابات الشخصية التي تتداخل مع اضطراب الشخصية التجنبية و
االجتماعي(الرهاب االجتماعي )SADلذلك القت العالقة بينهما الكثير من االهتمام .فهما يشتركان في
الضعف الوراثي ،ولكن قد يكون لهما عوامل خطر بيئية مميزة تشكل االختالفات النوعية
( .)2016,64,Lampeكذلك سمة التجنب التي تميز كالهما و غالبا ما يحدثان معا.
االجتماعي يشخصون ضمن مرضى الشخصية التجنبية (بلحسيني .)39،2011،و النتائج التي توصلت
لها دراسة ()2007,Hummelen,et alالتي أجريت على عينة كبيرة تتكون من ( )2192من
المرضى الذين تم تقييمهم بدقة ،و كان معظمهم مصابا باضطرابات الشخصية .أن القلق االجتماعي
أكثر ارتباطا باضطراب الشخصية التجنبية مقارنة باضطرابات الشخصية األخرى ،كذلك سمة القلق
التي تميز اضطراب الشخصية التجنبية و هي على نحو متساو مع الرهاب االجتماعي ,ولكنها اقل من
ذوي الرهاب االجتماعي الذي يكون قلقه قاص ار على مواقف معينة إلى حد كبير ومتميز في ظهوره.
وكالهما منتشر بقدر متساوي بين الذكور واإلناث .كذلك ذوو الشخصية التجنبية لديهم مهارات
اجتماعية اقل من ذوي القلق االجتماعي إال أن اضطراب الشخصية التجنبية )(APDيمثل الشكل
األكثر حدة مقارنة بالقلق االجتماعي فيما يتعلق بمستويات اإلع ارض والخوف من التقييم السلبي
48
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
والقلق والتجنب .ويختلف عن االضطراب اإلجتنابي الهروبي عند األطفال و المراهقين في الشدة و
الشمولية و االستم اررية ،و يمكن لالضطراب االجتنابي الهروبي عند األطفال أن يهيئ لتطور
وقد تكون العالجات التكميلية الموجزة التي تتضمن استراتيجيات سلوكية معرفية فعالة في
الشخصية التجنبية ) .(APDقد يكون العالج المتكيف مع كل من التعلق و القلق ،المرتبط بالحساسية
والضيق المتزايد بين األشخاص ،والتعلق المتجنب ،المرتبط بالتجنب التجريبي ،هو األمثل ،على
رغم كل االهتمام و الدراسات التي أجريت للتفريق بين اضطراب الشخصية التجنبية و القلق
االجتماعي إال أن األمر الزال غامضا وملتبسا ،ألنه ال يوجد دليل علمي قاطع يشير إلى ضرورة أو
إمكانية وضع تصنيف للرهاب االجتماعي منعزال عن اضطراب الشخصية التجنبية (بلحسيني وردة ،
يتميز اضطراب الشخصية الفصامية واضطراب الشخصية التجنبية بالعزلة االجتماعية .ومع ذلك،
فإن األفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية يريدون إقامة عالقات مع اآلخرين والشعور
بالوحدة بعمق ،في حين أن األشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية قد يكونون راضين
عن عزلتهم االجتماعية ويفضلون ذلك ،و ال يهتمون و ال يبالون بآراء اآلخرين و انتقاداتهم
).(APA,2013,674
يتسم كل من اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب الشخصية المعتمدة بمشاعر عدم الكفاءة
وفرط الحساسية للنقد والحاجة إلى الطمأنينة .على الرغم من أن التركيز األساسي في اضطراب
49
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
الشخصية التجنبية هو تجنب اإلذالل والرفض ،وفي اضطراب الشخصية المعتمدة ينصب التركيز
على الرعاية .ومع ذلك ،فمن المرجح بشكل خاص أن يتزامن اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب
يحركه الخوف من الرفض ولكن في اضطراب الشخصية المعتمدة يحركه الخوف من االنفصال
والحاجة إلى األمان واالطمئنان لآلخر ,لهذا يسارع إلى الدخول بعالقات سريعة بمجرد انتهاء العالقة
السابقة ولكن اضطراب الشخصية التجنبية بطيء في الدخول في عالقات جديدة (المالح.)87 ،1995،
يتسم اضطراب الشخصية بجنون العظمة واضطراب الشخصية التجنبية بالتردد في الثقة باآلخرين.
ومع ذلك في اضطراب الشخصية التجنبيةُ ،يعزى هذا اإلحجام إلى الخوف من اإلحراج أو أن يتم
العثور على أنه غير مناسب أكثر من الخوف من نوايا اآلخرين الخبيثة .يظهر العديد من األفراد
سمات شخصية متجنبة فقط عندما تكون هذه السمات غير مرنة وغير قادرة على التكيف ومستمرة
تجنبيا في الشخصية
ً وظيفيا كبي ًار أو ضائقة ذاتية ،فإنها تشكل اضطرًابا
ً ضعفا
ً وتسبب
(APA,2013,675).
يجب التمييز بين اضطراب الشخصية التجنبية وتغير الشخصية بسبب حالة طبية ،حيث تُعزى
السمات التي تظهر من تأثيرات حالة طبية أخرى على الجهاز العصبي المركزي .اضطرابات استخدام
50
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
الشخصية الحدية.رغم ذلك فان الجمعية األمريكية للطب النفسي و العقلي في الدليل التشخيصي و
اإلحصائي حددت المعايير التشخيصية لالضطرابات النفسية و اضطرابات الشخصية والتي يمكن
افترضت الدراسة أن أفراد العينة الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية قد شهدت الرفض
والعزلة خالل
مرحلة الطفولة والتي أيضا بدورها يمكن ان تؤدي إلى الحساسية المزاجية وعقد التشاؤم .تكونت العينة
من ( )127طالبا تم قياس ذكريات الطفولة المؤلمة باستخدام مقاييس الحساس1ية والتشاؤم وتم
تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية وفق معايير الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع((DSM-4
لجمعية علم النفس األمريكية ،((APAو بواسطة التقرير الذاتي للمفحوصين أظهرت النتائج وجود
عالقة ارتباطيه قوية بين اضطراب الشخصية والتشاؤم و أن األفراد الذين يعانون من اضطراب
الشخصية التجنبية ربما يكونون قد تعرضوا للرفض أو العزلة خالل مرحلة الطفولة
)(Meyer,2000,233-248
و التي هدفت إلى معرفة العالقة بين اضطراب الشخصية التجنبية و خبرات اإلساءة في مرحلة
الطفولة ،و تكونت عينة الدراسة من ( )91فردا من البالغين ذوي اضطراب الشخصية التجنبية ،و
أظهرت النتائج وجود عالقة ايجابية بين خبرات اإلهمال في الطفولة و الخبرات السلبية و اضطراب
51
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
التجنبية ،و تكونت عينة الدراسة من ( )411فردا منهم ( )99ذك ار و ( )312أنثى ،تتراوح أعمارهم
بين ( )65 -18سنة بمتوسد عمري ( )29،75سنة ،و انحراف معياري ( .)11،44و توصلت النتائج
إلى وجود عالقة بين سوء المعاملة في مرحلة الطفولة و بين أعراض الشخصية التجنبية . (Tamara et
)al,2015,101-116
هدفت إلى معرفة العالقة بين إساءة المعاملة الوالدية في الطفولة و بين اضطرابات الشخصية في
مرحلة المراهقة و معرفة الفروق بين الجنسين من المراهقين المساء معاملتهم في الطفولة و اضطرابات
الشخصية ،و تكونت عينة الدراسة من ( )136مراهقا من طالب الجامعة منهم ( )68مساء إليهم
و( )68غير مساء إليهم تتراوح أعمارهم بين ( )19-18سنة ،و توصلت النتائج إلى أن إساءة
المعاملة في الطفولة قد تؤدي إلى المعاناة من اضطراب الشخصية و أن اإلناث أكثر تأث ار من الذكور
بخبرات إساءة المعاملة الوالدية في المعاناة من اضطراب الشخصية التجنبية في المراهقة (حنور،2012،
.)81-45
(بعدا الشخصية االنبساط -االنطواء و العصابية و عالقتهما باضطراب الشخصية التجنبية) و هدفت
هذه الدراسة إلى معرفة العالقة بين بعدا الشخصية (االنبساط -االنطواء) و العصابية و اضطراب
الشخصية التجنبية ،و تكونت عينة الدراسة من ( )297طالبا و طالبة ،و تم قياس بعدا الشخصية
بواسطة قائمة أيزنك المعربة .أما اضطراب الشخصية التجنبية فقد تم لقياسه الجمع بين معايير (ICD-
) 10) (DSM-IVوتم تحديد تسعة معايير الضطراب الشخصية التجنبية ،و كان عدد المشخصين بهذا
52
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
االضطراب ( )54طالبا و طالبة يمثلون نسبة( ) %18من العدد الكلي للعينة ،و كشفت نتائج الدراسة
أنه ال توجد عالقة ارتباطيه بين بعد الشخصية (االنبساط-االنطواء) و العصابية و اضطراب
و هدفت الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العالقة بين التوجه نحو الحياة و اضطراب الشخصية
التجنبية .و شملت عينة تتكون ( )70فردا من المطلقين ،منهم ( )37مطلقة و( )33مطلق و متوسط
أعمارهم بين ( )48-24سنة و تم استخدام مقياسي التوجه نحو الحياة و مقياس اضطراب الشخصية
التجنبية من إعداد الباحثة .إذ توصلت النتائج إلى وجود مستوى متوسط من التوجه نحو الحياة ومن
اضطراب الشخصية التجنبية لدى أف ارد العينة ,كذلك وجود عالقة ارتباطيه سالبة بين متوسط درجات
عينة البحث على مقياس التوجه نحو الحياة وبين متوسط درجاتهم على مقياس اضطراب الشخصية
التجنبية كذلك وجود فروق دالة إحصائيا بين المطلقين والمطلقات لصالح المطلقات (أرنـ ــوط،2016،
.)37
و كان الهدف من هذه الدراسة الكشف عن العوامل األولية أو األساسية المسببة الضطراب الشخصية
التجنبية باستخدام استبيان تجارب الطفولة على عينة تكونت من ( )600فرد منهم ( )146بالغ
( )83يعانون من االكتئاب ,و أشارت النتائج إلى إن اإلعراض المبكرة الضطراب الشخصية التجنبية
53
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
موجودة في الطفولة إذ أنه ليست كل اإلشكال المختلفة من سوء المعاملة تكون مسببة الضطراب
حيث توصلت إلى أن االعتداء الجسدي والعاطفي يؤدي إلى االكتئاب أو الشخصية التجنبية
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ,أما الفقر والمراهقة الخالية من الهوايات وقلة االندماج
االجتماعي للمراهق لقلة شعبيته يمكن أن تكون مسببات الضطراب الشخصية التجنبية (David,et
)al,2003,1122-1130
و التي هدفت إلى الكشف عن دور النوع في اضطرابات الشخصية ،و تكونت عينة الدراسة من
( )665طالبا و طالبة من طلبة الجامعة منهم ( )60%إناث ،و أظهرت النتائج إلى أن اضطراب
(اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بدافعية االنجاز الدراسي لدى طلبة الجامعة)
وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة جامعة
صالح الدين/اربيل و الكشف على مستوى دافعية االنجاز الدراسي و داللة الفروق في اضطراب
الشخصية التجنبية و مستوى دافعية االنجاز الدراسي لدى عينة البحث وفقا لمتغير الجنس و طبيعة
العالقة بين اضطراب الشخصية التجنبية و دافعية االنجاز الدراسي وشملت الدراسة عينة من ()544
طالبا وطالبة بواقع ( )250طالبا و( )294طالبة أي بنسبة ))30%من مجتمع البحث .وقامت
الباحثتان ببناء مقياس اضطراب الشخصية التجنبية و اعتماد مقياس (السالم )2000المعدل من قبل
( العنزي )2001لدافعية االنجاز الدراسي .و قد أفضت النتائج إلى أن نسبة انتشار اضطراب
الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة تساوي( )38%و هي نسبة مرتفعة مقارنة بإحصائيات الجمعية
54
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
األمريكية للطب النفسي و العقلي )(APAو أنه ال توجد عالقة بين اضطراب الشخصية التجنبية و
دافعية االنجاز الدراسي .فدافعية االنجاز ال تتأثر باضطراب الشخصية التجنبية ألن سمة القلق التي
تميز اضطراب الشخصية التجنبية تعكس دافع الخوف من الفشل فكلما زاد القلق كان الفرد أكثر
إص ار ار عن العمل و االنجاز لخوفه من الفشل ،كما بينت النتائج وجود تكرار بين الذكور واإلناث
(المخططات المعرفية الالتكيفية كمتغير وسيط بين الخبرات النفسية في الطفولة واضطراب الشخصية
هدف هذا البحث إلى الكشف عن العالقة بين المخططات المعرفية الالتكيفية و الخبرات النفسية في
الطفولة .و الكشف عن العالقة بين المخططات المعرفية الالتكيفية و اضطراب الشخصية التجنبية .و
الكشف عن ما إذا كانت المخططات المعرفية الالتكيفية تعمل كوسيط بين الخبرات النفسية في الطفولة
و اضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة ،و كذلك الكشف عن الفروق في المخططات
المعرفية الالتكيفية و الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية تبعا للجنس،
وتكونت عينة الدراسة من( )405طالبا من طالب الجامعة منهم ( )185طالبا و( )220طالبة ،و تم
استخدام مقياس المخططات المعرفية الالتكيفية الصورة المختصرة إعداد يونج ترجمة عبد الرحمان و
سعفان ( )2015و مقياسي الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية إعداد الباحثة،
و توصلت النتائج إلى وجود عالقة ارتباطية عكسية دالة إحصائيا بين المخططات المعرفية الالتكيفة
و الخبرات النفسية في الطفولة ،ووجود عالقة ارتباطية عكسية بين دالة إحصائيا بين الخبرات النفسية
في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية .كما وجد أن المخططات المعرفية الالتكيفية تعمل كوسيط
55
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
ذات داللة بين الذكور و اإلناث في الخبرات النفسية في الطفولة لصالح الذكور باستثناء الخبرات
(الفراغ الوجودي و عالقته باضطراب الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة النازحين و أقرانهم
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف عن العالقة بين الفراغ الوجودي واضطراب الشخصية التجنبية لدى
الطلبة النازحين وأقرانهم في جامعات الفرات األوسط (كربالء ,الكوفة ,بابل ,القادسية ,السماوة) لكافة
الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة النازحين وأقرانهم العاديين و التعرف على الفراغ الوجودي لدى
طلبة الجامعة النازحين وأقرانهم العاديين .وتكونت عينة الدراسة من ( )404طالبا و طالبة بواقع
( )211طالبا و( )193طالبة ،و انقسموا حسب التخصص إلى ( )256علمي و ( )148إنساني ،و
حسب النزوح بواقع ( )221نازح و ( )183غير نازح و تم استخدام مقياس الفراغ الوجودي و مقياس
اضطراب الشخصية التجنبية من إعداد الباحثة وقد اعتمدت على الدليل التشخيصي و اإلحصائي
الخامس ( )5-DSMفي بناء مقياس اضطراب الشخصية التجنبية.و توصلت نتائج الدراسة إلى وجود
عالقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين الفراغ الوجودي و اضطراب الشخصية التجنبية ،فكلما ازداد الفراغ
الوجودي ازداد اضطراب الشخصية التجنبية ،و أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية لدى
عينة البحث مقدارها ( )63%و هي نسبة عالية مقارنة بإحصائيات الجمعية األمريكية للطب النفسي
و العقلي ) .(APAكما توصلت النتائج إلى أن عينة الدراسة لديهم مستوى منخفض من الفراغ
56
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
لقد اتفقت الدراسات السابقة التي تناولت اضطراب الشخصية التجنبية في عدة جوانب و تباينت في
جوانب أخرى.
▪ من حيث الهدف :تنوعت األهداف من دراسة إلى أخرى تبعا للمشكلة البحثية التي تميز كدراسة،
هناك عدة دراسات اتفقت مع الدراسة الحالية في الهدف و هو التعرف على العالقة بين خبرات
اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضط ارب الشخصية التجنبية كدراسة ) (Ingborg et al,2015و
دراسة ) (Tamara et al,2015و دراسة (حنـور .)2012،و دراسة ( )2003,David,et alو دراسة
( .)2000,Mayer et Carverو هناك دراسات تباينت في أهدافها مع الدراسة الحالية مثل دراسة
(إبراهيم و محمد )2019،و (دراسة محمود ،)2017،و التي هدفت إلى الكشف عن ما إذا كانت
المخططات المعرفية الالتكيفية تعمل كوسيط بين الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية
التجنبية لدى طلبة الجامعة و دراسة (الجبـ ـ ــوري )2017،و التي هدفت إلى التعرف عن العالقة بين
الفراغ الوجودي و اضطراب الشخصية التجنبية ،و دراسة (أرنوط )2016 ،التي هدفت إلى الكشف
عن العالقة بين التوجه نحو الحياة و اضطراب الشخصية التجنبية و دراسة (ناصر )2002،التي
هدفت إلى التعرف عن العالقة بين بعدا الشخصية االنبساط-االنطواء و العصابية و اضطراب
الشخصية التجنبية ،و دراسة ديفيد و سريتا () David et, Serrita,2002و التي هدفت إلى الكشف
▪ من حيث المنهـــــج :اتفقت جميع الدراسات السابقة التي تم تناولها في استخدام المنهج الوصفي
ألنه األنسب لطبيعة الدراسات االرتباطية .و هو المنهج الذي سنستخدمه في دراستنا الحالية.
▪ من حيث العينـــــــة :تنوعت عينات الدراسات السابقة ،منها ما تناولت بالدراسة عينات إكلينيكية
57
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
الطلبة الجامعيين كما في دراسة (ناصر )2002،و دراسة(ابراهيم و محمد )2019،و دراسة
)(David et, Serrita,2002وقد اتفقت مع الدراسة الحالية في اختيار نفس العينة .و هناك دراسات
تناولت عينة من المراهقين كما في دراسة (حنور )2012،أو عينة من البالغين مثل دراسة (Tamara
) et al,2015أو عينة ممن يعانون مشكالت اجتماعية كدراسة (أرنوط )2016 ،على عينة تكونت
من ( ) 70مطلقا و مطلقة و هي أصغر عينة من بين عينات الدراسات السابقة .أما أكبر حجم للعينة
▪ من حيث أدوات الدراسة :اعتمدت جميع الدراسات على بناء أو تبني مقاييس تتالءم مع عينة و
متغيرات الدراسة ،مع مالحظة ان أغلب الدراسات المذكورة اعتمدت على المعايير الواردة في الدليل
▪ من حيث النتائج :بالنسبة للدراسات التي هدفت إلى الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة في
مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية فقد جاءت نتائجها متوافقة و توصلت إلى وجود عالقة
بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية مثل دراسة (حن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور)2012،
أما دراسة ) (David et, Serrita,2002فقد توصلت إلى نتائج تتعارض مع نتائج جمعية علم
النفس األمريكية) (APAو دراسة (إبراهيم و محمد )2019،في دور الجنس في اضطراب الشخصية
التجنبية ،و الذي وجدت أنه ينتشر بين اإلناث بدرجة اكبر من الذكور ،بينما تشير إحصائيات
الجمعية األمريكية لعلم النفس أنه ينتشر بمعدل متساو بين الذكور و اإلناث.
إضافة إلى ذلك دراسة (إبراهيم و محمد )2019 ،التي توصلت إلى إنه ال توجد عالقة ارتباطيه
58
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
بين دافعية االنجاز و اضطراب الشخصية التجنبية فدافعية االنجاز ال تتأثر باضطراب الشخصية
التجنبية ،و أن سمة القلق التي تميز هذا االضطراب تعكس دافع الخوف من الفشل و تجعل الفرد
أكثر إص ار ار عن العمل و االنجاز لخوفه من الفشل و االنتقاد و الرفض ،كما أن المصاب باضطراب
الشخصية التجنبية يحاول إثبات نفسه في مجال االنجاز الدراسي إلخفاء الشعور بالتدني و النقص
الذي يعانيه.
يمثل اضطراب الشخصية التجنبية خطورة كبيرة على حياة الفرد ألنه يؤدي إلى إنهاك الحياة
االجتماعية للفرد و الشعور بعدم الكفاءة و الحساسية المفرطة تجاه التقييم السلبي من اآلخرين و عدم
الشعور باألمان و االستقرار و تجنب المواقف االجتماعية و مشاكل في األداء االجتماعي و المهني.
و نظ ار لما يسببه هذا االضطراب كان البد من البحث عن العوامل المساهمة في تطوره من أجل الحد
و قد تبين من خالل عدة دراسات أن لخبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بأنواعها الجسدية و
النفسية و الجنسية و اإلهمال دور مهم في نشوئه و تطوره .و حسب هذه الدراسات فان اضطراب
الشخصية التجنبية يرتبط ارتباطا وثيقا بخبرات اإلساءة و التي يمكن اعتبارها كمنبئات لهذا االضطراب
في مرحلة الرشد .فاألفراد ذوي اضطراب الشخصية التجنبية يكونوا قد تعرضوا في طفولتهم للرفض و
العزلة و أشكال اإلساءة المختلفة خاصة من الوالدين أو ممن يقوم مقامهما و تكونت لديهم نظرة سلبية
عن الذات و عن اآلخرين و من هنا يبدأ الخوف من الرفض و يسيرون في تفسير ردود فعل اآلخرين
تجاههم في االتجاه السلبي ،و هذا ما يميزهم فهم يريدون االقتراب من اآلخرين و لكن يخافون من
59
اضطراب الشخصية التجنبية الفصل الثالث
خالصة الفصل:
تــم خــالل هذا الفص ــل عرض مفهوم الشخصيــة ،مفهوم اضطرابات الشخصيــة ،انتشارهـ ــا و
تصنيفها وفق الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس ( )5-DSMو تطرقنا بشكل مفصل
الضطراب الشخصية التجنبية ألنه أحد متغيرات الدراسة بداية بمفهومه و سماته و انتشاره والمعايير
التشخيصية الضطراب الشخصية التجنبية كما حددها الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس
( )5-DSMو التشخيص الفارقي .كما تناولنا مجموعة من الدراسات السابقة األجنبية و العربية التي
تناولت اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بمتغيرات أخرى الستنباط ما يمكن االستفادة منه في
الدراسة الحالية.
60
الجانب الميداني
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
تمهيد
.1منهــج الدراســـــة.
.2مجتمع الدراســـــة.
.3عينــــة الدراســـــة.
.4أدوات الدراســــــــة.
.5متغيـرات الدراسة.
.6األساليب اإلحصائيــــــة المستخدمة.
خالصة الفصل
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
تمهيد:
يعتبر اإلطار النظري ألي دراسة هو الخطوة األساسية التي ينطلق منها الباحث في فهم مشكلته
بعمق و تحديد األهداف التي يسعى إلى تحقيقها من خالل دراسته ،غير أن ،حل المشكلة ال يأتي إال
ببلورة المعلومات النظرية ميدانيا بإتباع إجراءات منهجية منظمة و هذا ما سنتطرق إليه في هذا
الفصل و ذلك بعرض منهج الدراسة ،مجتمع الدراسة ،عينة الدراسة ،و الخطوات التي مرت بها
عملية تطبيق أدوات الدراسة و صدقها و ثباتها ،ثم األساليب اإلحصائية التي استخدمت في تحليل
و اإلجابة على تساؤالت الدراسة والتحقق من البيانات بهدف التوصل إلى النتائج و تفسيرها
فرضياتها.
.1منهــــــج الدراســـــــــــــــــــة:
اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي و الذي يعد األنسب لطبيعة هذه الدراسة االرتباطية و
لتحقيق الهدف األساسي المتمثل في الكشف عن العالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و
اضطراب الشخصية التجنبية والذي يعرف بأنه" أحد أشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم لوصف
ظاهرة أو مشكلة محددة وتصويرها كميا عن طريق جمع البيانات ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو
.2مجتمــــع الدراســـــــــــــة:
يتكون مجتمع الدراسة من جميع الطلبة المنتظمين بجامعة قاصدي مرباح ورقلـ ـ ـ ـ ــة للعام الدراسي
61
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
قد اخترنا طلبة الجامعة ألن اضطراب الشخصية التجنبية يبدأ في سن الرشد المبكر و يستمر إلى ما
بعد ذلك ،و لذلك يعتبر طلبة الجامعة أكثر عينة ممثلة يمكن تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية
لديهم.
.3عينــــة الدراســــــــــــة:
إن الهدف من الدراسة االستطالعية هو التحقق من صدق و ثبات أدوات الدراسة الحالية من
خالل معرفة مدى وضوح تعليمات المقياسين و مدى وضوح الفقرات من حيث الصياغة و المعنى و
حساب الوقت المستغرق في اإلجابة على المقياس .لذلك قمنا باختبار عينة استطالعية قوامها ()40
طالبا و طالبة من جامعة قاصدي مرباح ورقلة تتراوح أعمارهم بين( )44-18سنة و المسجلين للعام
الدراسي ، 2020/2019و تكونت العينة من( )28طالبة و( )12طالبا ،منهم( )16طالبا يقيمون
داخليا و( )24طالبا يقيمون إقامة خارجية .و الجدول رقم ( )02يوضح ذلك .
االقامــــــــــــــــــــــة الجنـــــــــس
خارجية داخلية أنثى ذكر
24 16 28 12 المتغيرات
تم اختيار عينة الدراسة األساسية بطريقة المعاينة العشوائية ،وشملت هذه العينة ( )379طالبا و
طالبة من مختلف الكليات التابعة لجامعة قاصدي مرباح ورقلة ،تتراوح أعارهم بين( )45-18سنة
بمتوسط عمري يساوي ( )21,71سنة .و بواقع ( )131طالبا أي بنسبة ( )34,56%من عدد أفراد
62
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
العينة و( )248طالبة أي بنسبة ( .)65,43%أما من حيث نوع اإلقامة فينقسمون إلى ) (169طالبا
ذو اقامة داخلية ،و) (210طالبا ذو اقامة خارجية ،كما هو موضح في الجدول رقم ()03
اإلقامة الجنـس
خارجية داخلية اناث ذكور
210 169 248 131
.4أدوات الدراســــــــــــــــــــة:
حسب ما تقتضيه أهداف الدراسة و متطلبات تحقيقها تم االعتماد على األدوات التالية:
قمنا في هذه الدراسة باستخدام مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة الذي أعدته الباحثة خدة
فطيمة الزهرة في إطار رسالة الدكتوراه الموسومة ب ـ "خبرات اإلساءة في الطفولة و تنظيم االنفعال و
القدرة على حل المشكالت كمنبئات بالسلوك العدواني لدى عينة من المراهقين المعرضين للخطر
وصف المقيــــاس:
يتكون المقياس في صورته النهائية (ملحق )4/من) (26فقرة كلها ذات اتجاه سلبي موزعة على ثالثة
أبعاد كاآلتي:
63
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
حيث تتراوح الدرجة الكلية للمقياس بين ( )130-26درجة .أما طريقة تطبيقه و تصحيحه فتكون
بوضع عالمة (×) أمام العبارة التي يراها الطالب تنطبق عليه ،و التصحيح يكون وفق سلم خماسي
الدرجات
-أحيانا تعطى لها الدرجة (.)3 -دائما تعطى لها الدرجة (.)5
-ناد ار تعطى لها الدرجة (.)2 -غالبا تعطى لها الدرجة (.)4
صدق المقياس:
تم حساب صدق مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة المقارنة الطرفية ،و التي سنعرض
و هي قدرة المقياس على التمييز بين طرفي الخاصية التي يقيسها ،حيث تم تطبيق مقياس
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة على عينة استطالعية مكونة من ) (40طالبا ،وبعد اإلجابة و على
فقرات المقياس و تصحيحها ،قمنا بترتيب الدرجات التي حصلوا عليها تصاعديا ثم سحبنا نسبة
64
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
)(%27من أفراد العينة من طرفي الترتيب ،فأخذنا )(%27من مجموعة األفراد الحاصلين على
الدرجات العليا و) (%27من مجموعة األفراد الحاصلين على الدرجات الدنيا و تم استخراج المتوسط
الحسابي لكل مجموعة و باستخدام اختبار "ت" تم إيجاد الفروق بين متوسطي المجموعتين.
جدول رقم ( )04نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين
يتضح من الجدول رقم( )04أن قيمة"ت" المحسوبة و المقدرة بـ( )7,25للدرجة الكلية لمقياس
خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة دالة عند مستوى الداللة ( ،)0,01و عليه فان المقياس يتمتع بقدرة
تمييزية بين الحاصلين على درجات مرتفعة و الحاصلين على درجات منخفضة ،مما يؤكد صدق
ثبــات المقيــــــــــــــاس:
تم التحقق من ثبات المقياس من خالل حساب معامل الثبات ألفا كرونباخ ،باإلضافة إلى استخدام
للتحقق من ثبات المقياس تم تطبيقه على عينة استطالعية مكونة من ( )40طالبا وطالبة من غير
عينة التحليل اإلحصائي ،وبعد اإلجابة على فقرات المقياس وتصحيح اإلجابات تم حساب معامل
الثبات ألفا-كرونباخ الذي بلغت قيمته ( )0,84وهي قيمة تدل على أن المقياس يتمتع بثبات مرتفع
65
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
جدول رقم ( )05نتائج معامل ثبات مقياس خبرات االساءة في مرحلة الطفولة بطريقة ألفا-كرونباخ
ألفا-كرونباخ
بعد تطبيق المقياس على العينة االستطالعية تم حساب معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية وهي
تجزئة المقياس إلى نصفين متساويين يشمل النصف األول البنود الفردية و النصف الثاني البنود
الزوجية ثم حساب معامل االرتباط بيرسون بين مجموع فقرات النصف األول و مجموع فقرات النصف
الثاني ،و بعد استخدام معادلتي جتمان و سبيرمان -براون المعدلتين أصبحت قيمة معامل الثبات
( .)0,85وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة ثبات جيدة ،كما هو مبين في الجدول رقم (.)06
جدول رقم ( )06نتائج معامل ثبات مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بطريقة التجزئة
النصفية
البنـــــود الفرديـــــــــــة
قمنا في هذه الدراسة باستخدام مقياس اضطراب الشخصية التجنبية الذي أعدته الباحثة مروة عبد
العظيم ياسين الجبوري في إطار رسالة الماجستير في الموسومة بـ"الفراغ الوجودي و عالقته باضطراب
66
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
الشخصية التجنبية لدى طلبة الجامعة النازحين و أقرانهم العاديين دراسة مقارنة "2017جامعة كربالء
العراق.
وصف المقيــــاس:
يتكون مقياس اضطراب الشخصية التجنبية بصيغته النهائية (ملحق )02/من تعليمات اإلجابة
و( )49فقرة موزعة على سبعة معايير أمام كل واحدة منها تدرج إجابة ثنائية هي (نعم,ال) ،ويطلب من
المفحوص اختيار احدها عند اإلجابة ،وعند تصحيح استجابات المفحوصين تعطى الدرجة ()01
لإلجابة (نعم) و الدرجة( )0لإلجابة (ال) .إذ أن أعلى درجة كلية لإلجابة ( )49واقل درجة (.)0
ولغرض تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية فان ذلك يتطلب توافر ( )4من أصل ( )7معايير (
ومن أجل تشخيص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية وفق كل معيار تطلب ذلك توف ــر أكثر
من نصف عدد الفقرات لكل معيار أو مجال ،حيث البد من توافر ( )4فقرات من أصل ( )6فقرات
لكل من المجال األول والثالث و( )5فقرات من أصل ( )8( )7فقرات لكل من المجاالت الثاني والرابع
والسادس والسابع.
صــــــدق المقياس:
تم تطبيق مقياس اضطراب الشخصية التجنبية على عينة استطالعية مكونة من ) (40طالبا ،وبعد
اإلجابة و على فقرات المقياس و تصحيحها ،قمنا بترتيب الدرجات التي حصلوا عليها تصاعديا ثم
سحبنا نسبة )(%27من أفراد العينة من طرفي الترتيب ،فأخذنا )(%27من مجموعة األفراد
67
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
الحاصلين على الدرجات العليا و) (%27من مجموعة األفراد الحاصلين على الدرجات الدنيا و تم
استخراج المتوسط الحسابي لكل مجموعة و باستخدام اختبار "ت" تم إيجاد الفروق بين متوسطي
المجموعتين.
جدول رقم ( )07نتائج اختبار "ت" لداللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين
يتضح من الجدول رقم) (07أن قيمة"ت" المحسوبة و المقدرة بـ) (10,07للدرجة الكلية لمقياس
اضطراب الشخصية التجنبية دالة عند مستوى الداللة ) ،(0,01و عليه فان المقياس يتمتع بقدرة
تمييزية بين الحاصلين على درجات مرتفعة و الحاصلين على درجات منخفضة ،مما يؤكد صدق
ثبــــــات المقيــــاس:
تم التحقق من ثبات المقياس من خالل حساب معامل الثبات ألفا كرونباخ بعد تطبيقه على عينة
استطالعية مكونة من )(40طالبا وطالبة وهي نفس العينة التي طبق عليها مقياس خبرات اإلساءة
في مرحلة الطفولة .وبعد اإلجابة على فقرات المقياس وتصحيح اإلجابات تم حساب معامل الثبات
68
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
ألفا-كرونباخ الذي بلغت قيمته ) (0,71وهي قيمة تدل على أن المقياس يتمتع بثبات مرتفع مما
يجعله صالحا لالستخدام في الخطوات التالية للدراسة ،و هذا ما يوضحه الجدول التالي.
جدول رقم ( )08نتائج معامل ثبات مقياس اضطراب الشخصية التجنبية بطريقة ألفا كرونباخ
.5متغيرات الدراســــــة:
-إليجاد الفرق بين المتوسط الحسابي للعينة و المتوسط الفرضي لمقياس اضطراب الشخصية
التجنبية.
2-6اختبــــــار "ت" لعينتين مستقلتين:
-الختبار داللة الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين لتحليل فقرات المقياس.
-روق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وفق متغير الجنس (ذكور ،إناث).
-إليجاد داللة الفروق في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة وفق متغير نوع اإلقامة (داخلي،
خارجي).
3-6معامل االرتباط بيرسون:
-إليجاد العالقة بين مجموع فقرات نصفي مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة.
69
منهج الدراسة واجراءاتها الفصل الرابع
خالصة الفصل:
تم في هذا الفصل عرض كل ما يتعلق بإجراءات الدراسة ،و ذلك بدءا بالمنهج المتبع ثم تفصيل
في خصائص العينة االستطالعية منها و األساسية و كذلك أدوات الدراسة و خصائصها
السيكومترية التي أثبتت نتائجها صدقها و ثباتها و إمكانية استخدامها في هذه الدراسة و في األخير
تم عرض األساليب اإلحصائية التي استخدمت في معالجة البيانات و التي من خاللها حصلنا على
نتائج الدراسة التي سنقدمها مفصلة و مرتبة حسب الفرضيات في الفصل الموالي.
70
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
تمهيد
تمهيــد:
بعدما تم عرض اإلجراءات المنهجية للدراسة في الفصل السابق .سنتطرق في هذا الفصل لعرض
النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية من اختبار الفرضيات باستخدام األساليب اإلحصائية
المناسبة و ذلك في جداول تم تحليل البيانات الواردة فيها ،و يتم العرض حسب ترتيب الفرضيات و
ونصت الفرضية على :نتوقع أن مستوى انتشار اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة الدراسة
مرتفع .و لغرض التحقق من هذه الفرضية طبق مقياس اضطراب الشخصية التجنبية على عينة البحث
التي قوامها( ،)379حيث بلغ المتوسط الحسابي لدرجات العينة ( )21,50درجة وانحراف معياري قدره
( ،)8,67و عند اختبار معنوية الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجات العينة و المتوسط الفرضي
للمقياس البالغة قيمته ( )21,5باستخدام اختبار "ت" لعينة واحدة تبين أن القيمة التائية المحسوبة
تساوي ( )1,119وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى ( )0،26أي أنه ال توجد فروق ذات داللة
إحصائية بين المتوسط الحسابي لدرجات العينة و المتوسط الفرضي للمقياس .و بالتالي فالفرضية
جدول ( )09نتائج اختبار "ت" لعينة واحدة الختبار داللة الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجات
71
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
يتضح من نتائج الجدول رقم ( )09أن عينة الدراسة من طلبة جامعة قاصدي مرباح ورقلة لديهم
مستوى منخفض في اضطراب الشخصية التجنبية ،و يدعم هذه النتيجة إحصائيات الجمعية األمريكية
للطب النفسي و العقلي( ،)APAو التي أشارت في دليلها التشخيصي و اإلحصائي الخامس (-DSM
)5أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية تساوي ( )%2,4من المجتمع العام و ( )%10في
العيادات الخاصة ،و دراسة (الساعدي )2019،حول الشخصية التجنبية و عالقتها باالعتزاز بالنفس
لدى طلبة الجامعة ،و توصل فيها إلى أن عينة دراسته ليس لديهم اضطراب الشخصية التجنبية.
و لم تتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة (ناصر )2002،التي بلغت فيها نسبة انتشار
اضطراب الشخصية التجنبية إلى( )%18و دراسة (إبراهيم و محمد )2019 ،التي وصلت فيها نسبة
اضطراب الشخصية التجنبية إلى ( )%38و دراسة (الجبوري )2017،التي سجلت نسبة ()%63
وتعد أعلى نسبة انتشار الضطراب الشخصية التجنبية من بين الدراسات العربية و األجنبية.
و يمكن تفسير النتيجة التي توصلنا إليها في دراستنا الحالية إلى أن عينة الدراسة من المجتمع العام
و ليست عينة إكلينيكية ،كذلك الحساسية المفرطة التي تميز اضطراب الشخصية التجنبية و التي
تجعل المصابين به يرفضون الدخول في عالقات اجتماعية خوفا من الرفض و النقد و يتجنبون
المشاركة في النشاطات الجماعية و الشعور بعدم الكفاءة كل هذه السمات من شأنها أن تجعل من
مستوى االضطراب منخفض ألن مجتمع الجامعة يدعو إلى االنفتاح و التفاعل مع اآلخرين و االبتعاد
عن االنغالق و التجنب .كذلك التقدم و التغير االجتماعي و التطور التكنولوجي و انتشار وسائل
التواصل االجتماعي التي أدت بالمجتمع الجزائري إلى االنفتاح على الثقافات األخرى ،كذلك مرونة
الشباب في التعامل مع كل ما هو جديد .و تراجع الكثير من العادات التي كانت تحدد عملية التنميط
الجنسي لكل نوع .فأصبحت الحياة تشاركية و تعاونية بين المرأة و الرجل في كافة مناحي الحياة .و
يمكن أن نعزو هذه النتيجة إلى ما جاء في الدليل التشخيصي و اإلحصائي الخامس ) (DSM-5أن
72
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
هناك بعض األدلة على أن اضطراب الشخصية التجنبية عند البالغين يميل إلى أن يصبح أقل
و نصت الفرضية على :توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية
التجنبية لدى عينة الدراسة .و بهدف التحقق من الفرضية تم استخراج معامل االرتباط بيرسون بين
الدرجات الكلية ألفراد عينة الدراسة على مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و درجاتهم على
مقياس اضطراب الشخصية التجنبية .و قد بلغ معامل االرتباط ( )0,07وهذه القيمة غير دالة
إحصائيا ،أي أنه ال توجد عالقة ارتباطيه بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب
جدول رقم ( )10معامل االرتباط "بيرسون" بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب
الشخصية التجنبيـــــــــــــــة
يتضح من الجدول رقم ( )10أنه ال توجد عالقة ارتباطيه بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و
اضطراب الشخصية التجنبية ،تتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه ( )2011,Afifiفي دراسته حول
أحداث الطفولة السلبية و عالقتها باضطرابات الشخصية فقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أن األحداث
السلبية في مرحلة الطفولة كانت شائعة جدا لدى األشخاص المصابين باضطرابات الشخصية ،و أن
سوء المعاملة و اإلهمال من أقوى الخبرات السلبية التي ترتبط باضطرابات الشخصية في المجموعتين
73
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
األولى و الثانية ،و أن هذه األحداث السلبية لم تكن مرتبطة باضطرابات الشخصية في المجموعة
الثالثة التي تضم (اضطراب الشخصية التجنبية ،اضطراب الشخصية المعتمدة ،اضطراب الشخصية
الوسواسية القهرية).
و لم تتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة التي تم تناولها و التي تؤكد على وجود عالقة
بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية مثل دراسة(حنـور )2012،و
ويمكن تفسير هذه النتيجة على أن خبرات اإلساءة التي تعرض لها أفراد عينة الدراسة يمكن أن
تكون سببا في ظهور اضطرابات نفسية أخرى أو اضطرابات في الشخصية كما توصلت إليه العديد
من الدراسات في عالقة خبرات اإلساءة بمتغي ار ت أخرى .وقد جاءت هذه النتيجة تبعا لنتيجة
الفرضية األولى ألن عينة الدراسة الحالية لديها مستوى منخفض في اضطراب الشخصية التجنبية.
كذلك ترسيخ فكرة العقاب الجسدي عند اآلباء ألبنائهم بأنها وسيلة تأديب و ليس كره ،فقد أصبحت
اإلساءة الجسدية جزء ا من ثقافة المجتمع كطريقة في التربية لذلك يتكيف األطفال مع هذا النوع من
و نصت على :توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى عينة
و لغرض التحقق من هذه الفرضية تم تحليل بيانات خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة حسب
متغير الجنس ،فتبين أن المتوسط الحسابي لدرجات العينة المختارة من الذكور يساوي) (38,10درجة
74
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
وبانحراف معياري ) .(8,13في حين كان المتوسط الحسابي لدرجات العينة المختارة من اإلناث
و عند اختبار معنوية الفروق بين متوسطي درجات الذكور و درجات اإلناث على مقياس خبرات
اإلساءة في مرحلة الطفولة باستخدام االختبار التائي لعينتين مستقلتين وجد بأن القيمة التائية المحسوبة
تساوي) (4,14وهي دالة عند درجة حرية) (377و مستوى داللة) .(0,01أي أن هناك فروقا ذات
داللة معنوية بين متوسطي درجات الذكور و درجات اإلناث في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة
لصالح الذكور و بهذا تحقق الفرضية الثالثة .و الجدول) (11يوضح ذلك.
جدول رقم ( )11نتائج اختبار داللة الفروق بين متوسطي درجات الطلبة على مقياس خبرات
مستوى الداللة درجة الحرية قيمة "ت" االنحراف المعياري المتوسط الحسابي حجــــــــــم الجنس
العينـــة
دالة عند 0,01 377 4,14 8,13 38,10 131 ذكـ ـ ــور
8,26 34,42 248 انـ ـ ــاث
تشير النتيجة إلى أن الفروق في التعرض لخبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة بين الذكور و اإلناث
جاءت لصالح الذكور و يمكن تفسير هذه النتيجة بالرجوع إلى ثقافة المجتمع.
و تتفق هذه النتيجة مع دراسة (معمرية )2007 ،حول خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و
عالقتها باالضطرابات النفسية في مرحلة الرشد المبكر ،فقد بينت هذه الدراسة أن الفروق بين الذكور و
اإلناث في تعرضهم لإلساءة في مرحلة الطفولة جاءت لصالح الذكور حيث يبرر معمرية النتيجة في
قوله"أن الذكور كانوا يتعرضون فعال لهذه اإلساءات في طفولتهم وهم كذلك أكثر حساسية من اإلناث
75
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
إزاء هذه اإلساءات ،إال أن اإلناث ال يبدين حساسية بسبب ميلهن للخضوع و االستسالم و تمثيل
كما اتفقت مع دراسة (عشوي )2003 ،و التي أشارت إلى أن الذكور أكثر تعرضا لإلساءة
الجسدية من اإلناث في المجتمع السعودي ،وأن األنثى أقل إساءة جسدية في الوسط األسري كلما
كبرت .و دراسة (سواقد و الطراونة )2000 ،التي أثبتت أن الذكور يتعرضون ألشكال اإلساءة
(الجسدية ،النفسية ،اإلهمال) بدرجة أكبر من اإلناث .كما اتفقت مع دراسة (الحاتمي )2017 ،التي
أظهرت نتائجها وجود فروق بين الذكور و اإلناث في درجة تعرضهم لإلساءة على بعد اإلهمال
و يمكن تفسير تعرض الذكور لإلساءة خاصة الجسدية منها بدرجة أكبر من اإلناث الى احتمالية
وجود رغبة لدى الوالدين أو القائمين على رعاية الطفل في تربيته بطريقة تختلف عن األنثى بحيث
يكون العقاب الجسدي من نصيب الذكور و ذلك بهدف خلق الرجولة لديهم و إعدادهم لتحمل
المسؤولية و مواجهة ظروف الحياة القاسية ،هذا و قد يستثير الذكور أوليائهم فيستخدمون معهم القوة
الجسدية لضبط و تهذيب سلوكهم .بينما يتميز اإلناث بالهدوء و الطاعة و الخضوع خاصة في
مجتمعاتنا العربية مما يقلل من فرص تعرضهن لإلساءة .كما يمكن أن نعزو هذه النتيجة ألسلوب
التربية في المجتمع الجزائري ،الذي تعتقد فيه أغلب األسر الجزائرية أن الضرب أسلوب في التربية.
نصت الفرضية على :توجد فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة
و لغرض التحقق من هذه الفرضية تم تحليل بيانات خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة حسب
متغير نوع اإلقامة (داخلي ،خارجي) ،فتبين أن المتوسط الحسابي لدرجات العينة المختارة من ذوي
76
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
اإلقامة الداخلية هو ) (35,36درجة وبانحراف معياري ) .(7,81في حين كان المتوسط الحسابي
لدرجات العينة المختارة من ذوي اإلقامة الخارجية يساوي) (35,92درجة و بانحراف معياري).(8,84
و عند اختبار معنوية الفروق بين متوسطي درجات ذوي اإلقامة الداخلية و ذوي اإلقامة الخارجية على
مقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة باستخدام االختبار التائي لعينتين مستقلتين وجد بأن القيمة
التائية المحسوبة تساوي) (0,63وهي غير دالة عند درجة حرية ) (377و مستوى داللة ).(0,01
أي أنه ال يوجد فروق ذات داللة معنوية بين متوسطي درجات الداخليين و الخارجيين على مقياس
جدول رقم ( )12نتائج اختبار "ت" لعينتين مستقلتين إليجاد داللة الفروق لمقياس خبرات
أظهرت النتائج في الجدول السابق عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في خبرات اإلساءة في مرحلة
الطفولة وفقا لمتغير نوع اإلقامة الجامعية (داخلية ،خارجية) ،و تتفق هذه النتيجة جزئيا مع ما توصلت
إليه دراسة (الحاتمي )2017،حول "خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و عالقتها باالكتئاب لدى طلبة
جامعة نزوى" و التي أشارت إلى عدم وجود فروق في خبرات اإلساءة في الطفولة و فقا لمتغير الحالة
التعليمية لآلباء و الحالة التعليمية األمهات .كما رأى (حاجيه )1989أن إساءة معاملة الطفل تمارس
في جميع المجتمعات سواء المتحضرة كانت أو النامية ،كما تمارس أيضا على جميع المستويات
77
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
فاآلباء المتعلمون يستخدمون األساليب الديمقراطية في ضبط و توجيه سلوك أبنائهم و يسود
الحوار في عالقاتهم بأبنائهم ،غير أنهم يستخدمون أساليب العقاب في تهذيب سلوك الطفل رغم
اعتقادهم بعدم فاعليته .كما تتفق مع دراسة (الياس و زمالئه )2001،في (الحاتمي )2017،80،و
التي أثبتت أن األطفال يتعرضون لإلساءة من قبل الوالدين المتعلمين في مختلف مستوياتهم التعليمية
كما تؤكد هذه النتيجة ما توصل إليه فريزلير و رفاقه ) (Freisthler, et al, 2007في دراسته
التي قارن فيها بين مجموعة من األطفال (البيض ،و السود ،و اآلسيويين) و أثر السكن على ممارسة
العنف ضدهم ،و التي أثبتت أن هناك فروقا ذات داللة إحصائية بين اإلساءة و مكان السكن و
الطبقة االجتماعية و العرق .حيث تبين أن األطفال السود هم أكثر األطفال تعرضا لإلساءة ،يليهم
اآلسيويون ،ثم األطفال البيض ،مما يعني أن هناك أثر للمستوى االقتصادي و االجتماعي ألسر هؤالء
لذلك يمكن تفسير هذه النتيجة على أن أفراد عينة الدراسة سواء ذوي اإلقامة الخارجية أو الداخلية
في االقامات الجامعية ينحدرون من نفس المنطقة الجغرافية ،و ليس هناك فروق شاسعة بين أفراد
العينة في المستوى االقتصادي و االجتماعي ،و الثقافي .فظروف التنشئة االجتماعية ألفراد عينة
الدراسة متشابهة ،و ال يوجد اختالف في أساليب التربية و التعامل مع الطفل في أوساطهم .فإساءة
معاملة األطفال تنتشر في معظم المجتمعات ،و تشمل األطفال في كل المراحل ،و ليست مرتبطة
بمستوى ثقافي أو ديني أو عرقي أو زماني ،كما تمارس في جميع المجتمعات المتحضرة أو النامية ،و
على جميع المستويات التعليمية ،إال أن مكان السكن و المستوى االقتصادي و االجتماعي و المستوى
78
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
رغم أنه ال توجد عالقة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية
لدى عينة الدراسة ،إال أن هذه النتيجة ال تلغي دور خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة كمنبئات
باإلصابة باضطرابات نفسية و اضطرابات في الشخصية في سن الرشد ،و كذلك قد يكون اضطراب
الشخصية التجنبية مرتبط بشكل معين من أشكال اإلساءة ،و هذا ما لم نتطرق له في هذه الدراسة كما
أثبتته الدراسات السابقة و التراث النظري لهذا الموضوع ،و بهذا تكون الدراسة الحالية نقطة انطالق
وفي ضوء النتائج المتوصل إليها من خالل الدراسة الحالية و اإلسهامات النظرية لموضوع خبرات
اإلساءة في مرحلة الطفولة وعالقتها باضطراب الشخصية التجنبية ،نوصي بمجموعة من التوصيات
و التي نأمل أن يكون لها صدى في الواقع ،و هذه التوصيات و المقترحات هي كاآلتي:
-إجراء مسح وبائي لمعرفة نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية و اضطرابات الشخصية
-ضرورة إنشاء مراكز اإلرشاد النفسي على مستوى الجامعات لمساعدة الطلبة و حل مشاكلهم.
-إجراء دراسات تهدف للكشف عن العوامل البيئية و االجتماعية المساهمة في انتشار سوء معاملة
األطفال.
79
عرض و تحليل النتائج و مناقشة الفرضيات الفصل الخامس
-تفعيل دور مراكز اإلحصاء في معرفة نسبة انتشار ظاهرة اإلساءة للطفل على الصعيد المحلي
إجراء دراسات للكشف على أشكال اإلساءة المنتشرة في األوساط المحلية. -
-إعداد برامج إرشادية تهدف إلى توعية األسرة و المجتمع ككل بأساليب التربية السوية و مخاطر
اإلساءة للطفل و آثارها على صحته النفسية في سن الرشد و الشيخوخة بكل أنماطها الجسدية و
80
قائمة المراجع
المراجع العربية:
.1إبراهيم ،عبد الستار وعسكر ،عبد هللا .)2008(.علم النفس اإلكلينيكي في ميدان الطب
.2إبراهيم ،ريزان علي و محمد ،ليا حسن .)2019(.اضطراب الشخصية التجنبية و عالقته بدافعية
االنجاز الدراسي لدى طلبة الجامعة .المؤتمر التربوي الثاني لكليات التربية األساسية بإقليم
.3أبو بكر ،نشوة كرم .)2019(.دعم األصدقاء كمتغير وسيط في العالقة بين التعرض لخبرات
اإلساءة في مرحلة الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى عينة من المراهقين ،المجلة
.4أبو جابر ،ماجد و عالء الدين ،جهاد و عكروش ،لبنى و يعقوب ،فرح .)2009(.ادراكات
الوالدين لمشكلة إهمال األطفال و اإلساءة إليهم في المجتمع األردني ،المجلة األردنية في العلوم
التربوية.5،1،
.5أبو لمضي ،هدى عبد الخالق أحمد .)2015(.اإلساءة في مرحلة الطفولة لدى طالبات المرحلة
األساسية و عالقتها باالكتئاب و األمن النفسي .رسالة ماجستير ،منشورة .جامعة غزة.
.6أرنوط ،بشرى اسماعيل أحمد .)2016(.التوجه نحو الحياة و عالقته باضطراب الشخصية
.8البتال ،زيد بن محمد .)2017(.معجم صعوبات التعلم .السعودية :مركز الملك سلمان ألبحاث
اإلعاقة.
82
قائمة المراجع
.9البلوشية ،سعيد خولة و الزبيدي ،سالم عبد القوي و كاظم ،مهدي علي .)2019(.معدالت
انتشار خبرات اإلساءة في الطفولة و قدرتها التنبؤية بمفهوم الذات لدى طلبة الصف الحادي
الحاتمي ،فاطمة بنت ناصر بن خلفان .)2017( .خبرات االساءة في مرحلة الطفولة و .10
عالقتها باالكتئاب لدى طلبة جامعة نزوى في محافظة الداخلية .رسالة ماجستير .كلية اآلداب.
الجبوري ،مروة .)2017(.الفراغ الوجودي و عالقته باضطراب الشخصية التجنبية للمغتربين .11
و المغتربات من طالب الجامعة .رسالة ماجستير ،غير منشورة .كلية التربية .جامعة كربالء.
الجمعية األمريكية للطب النفسي .معايير( .)2013( .)5-DSMترجمة الحمادي أنور. .12
الخطيب ،عبد المنعم سيف الدين عبد القادر .)2017(.سوء معاملة األبناء و عالقته .13
بالتحصيل الدراسي دراسة على عينة من طلبة المرحلة المتوسطة في مدارس السلطة
الضمور ،محمد مسلم .)2011(.اإلساءة للطفل الوقاية و العالج .عمان :دار الجنان. .15
العدري ،صفاء .)2018(.التحرش الجنسي باألطفال بين اإلعالن و الكتمان و آليات .16
المواجهة .المؤتمر الدولي األول لكلية رياض األطفال .جامعة أسيوط .مصر.
العرب ،أسماء .)2010(.العنف ضد األطفال من وجهة نظر أولياء األمور في المجتمع .17
83
قائمة المراجع
العجمي ،فيصل محمد نهار مناحي .)2007(.أبعاد اإلساءة تجاه األطفال المعاقين ذهنيا .18
لدى كل من المعلمين و أولياء األمور في دولة الكويت .رسالة ماجستير في التربية الخاصة غير
القبج ،رباب و عودة ،ميسون .)2004(.إساءة و إهمال األطفال طرق و أنظمة التصدي .19
القطروس ،نسرين .)2013(.خبرات اإلساءة و عالقتها بالخجل لدى عينة من المراهقين. .20
المالح ،حسان .)1995(.الخوف االجتماعي (الخجل) دراسة علمية لالضطراب النفسي .21
المسحر ،ماجدة أحمد حسن .)2007(.إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة كما تدركها .22
طالبات الجامعة و عالقتها بأعراض االكتئاب .رسالة ماجستير.جامعة الملك سعود .السعودية.
المصري ،أناس رمضان .)2016(.خبرات اإلساءة في الطفولة و عالقتها بصورة الجسم .23
لدى طالبات قسم علم النفس بجامعة محمد بن سعود اإلسالمية ،مجلة جامعة األزهر.1 ،18،
آن م ،كرينغ و جون م ،نيال و شيري ل ،جونسون و جرارد س ،دافيسون .)2014(.علم .24
النفس المرضي .ترجمة أمثال هادي الحويلة ،وفاطمة سالمة عباد ،و ملك جاسم الرشيد ،و نادية
أوزي ،أحمد .)2014(.سيكولوجية العنف .منشورات مجلة علوم التربية .الرباط. .25
باندو ،صفية و الزروق ،فاطمة الزهراء .)2016(.مساهمة سوء المعاملة الوالدية في ظهور .26
84
قائمة المراجع
بركات ،علي .)2011(.العوامل المجتمعية للعنف المدرسي دراسة ميدانية في مدينة دمشق. .27
بلحسيني ،وردة .)2011(.أثر برنامج معرفي -سلوكي في عالج الرهاب االجتماعي لدى .28
عينة من طلبة الجامعة دراسة تجريبية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة .رسالة دكتوراه غير
بلقاسمي ،محمد األزهر و لفقير ،علي .)2018(.سوء معاملة األطفال و إهمالهم اآلثار .29
بن سماعيل ،فاطمة .)2016(.أشكال إساءة معاملة األطفال .مجلة تطوير العلوم .30
االجتماعية.14 ،2،
بن شريك ،عمر .بن سالم ،عيسى .)2016(.سوء معاملة األطفال بين األنماط التقليدية و .31
بوطبال ،سعد الدين و معوشة عبد الحفيظ .)2013(.العنف الموجه ضد األطفال .الملتقى .32
الوطني الثاني حول :االتصال و جودة الحياة في األسرة .جامعة قاصدي مرباح ورقلة .الجزائر.
بوقري ،كامل بن محمد .)2009(.إساءة المعاملة الجسدية و اإلهمال الوالدي و الطمأنينة .33
النفسية و االكتئاب لدى عينة من تلميذات المرحلة االبتدائية ( )12 – 11بمكة المكرمة.
تعوينات ،علي .)2010(.سوء المعاملة في األسرة و انعكاساتها على األفراد ،مجلة العلوم .34
اإلنسانية و االجتماعية.1،
جراد ،حكمت ريم .)2013(.الذكاء العاطفي للمعلم و دوره في حماية األطفال المعرضين .35
85
قائمة المراجع
جمعية األمم المتحدة .)2011(.حق الطفل في التحرر من جميع أشكال العنف. .36
جمعية األمم المتحدة .)2018(.التقرير السنوي للممثلة الخاصة ألمين العام المعنية بالعنف .37
حمادة ،وليد .)2010(.سوء معاملة األبناء و إهمالهم و عالقته بالتحصيل الدراسي ،مجلة .38
جامعة دمشق.26،
حنور ،خليل قطب عبده .)2012(.خبرات إساءة المعاملة الوالدية في الطفولة و عالقتها .39
خدة ،فطيمة الزهرة وبلحسيني ،وردة (.مارس . )2018بناء مقياس خبرات اإلساءة في .40
مرحلة الطفولة وتقدير خصائصه السيكومترية عينة من المراهقين المعرضين للخطر .مجلة
درويش ،مها و غانم ،بسام عمر و عشا ،انتصار خليل .)2015(.مفهوم اإلساءة للطفل و .41
أشكالها و مؤشراتها من وجهة نظر طلبة كلية العلوم التربوية .مجلة اتحاد الجامعات العربية
رضوان ،سامر جميل .)2014(.التشخيص النفسي .دمشق .منشورات جامعة دمشق. .42
زردوم ،خديجة .)2018(.الصدمة النفسية لدى األطفال ضحايا العنف الجنسي .رسالة .43
زرماني ،وداد .)2012(.أثر خبرات اإلساءة الوالدية في مرحلة الطفولة على ظهور الضغط .44
النفسي في مرحلة المراهقة .رسالة ماجستير .جامعة فرحات عباس .سطيف .
86
قائمة المراجع
سواقد ،ساري و الطراونة ،فاطمة .)2000(.إساءة معاملة الطفل الوالدية أشكالها و درجة .45
تعرض األطفال لها و عالقة ذلك بجنس الطفل و مستوى تعليم والديه ،و دخل أسرته و درجة
سيد ،فاطمة عبد اللطيف محمد .)2019(.فعالية برنامج إرشادي تكاملي لتخفيف العواقب .46
الناتجة عن اإلساءة في الطفولة في خفض اضطراب الشخصية الحدية لدى عينة من الراشدات،
الشاوي ،أميل و لفتة ،رياض .)2016(.تأثيرات خبرات الطفولة السلبية على الصحة .47
الجسدية في مرحلة البلوغ :نتائج دراسة أجريت في مدينة بغداد .مركز البيان لدراسات و
التخطيط .بغداد.
صبطي ،عبيدة و تومي ،الخنساء .)2013(.سوء معاملة األطفال في المجتمع (بين األسباب .48
طه ،عبد القادر فرج و قنديل ،عطية شاكر وأبو النيل ،السيد محمود و محمد ،عبد القادر .49
حسين و عبد الفتاح ،كامل مصطفى( .ب ت) .معجم علم النفس و التحليل النفسي .بيروت:
طيوب ،محمود و سلمون ،ريم و أحمد ،حكمت صفاء .)2009(.دور األسرة و المدرسة في .50
الحد من ظاهرة العنف ضد األطفال دراسة ميدانية في محافظة الالذقية ،مجلة تشرين للبحوث و
عبد الستار ،رشا محمد و الحاروني ،شيماء مصطفى .)2018(.العالقة بين إدراك التعرض .51
لخبرات اإلساءة في الطفولة و أساليب المواجهة لدى النساء المعنفات و غير المعنفات .مجلة
87
قائمة المراجع
عبد العزيز ،نادية محمود غنيم .)2017(.المخططات المعرفية الالتكيفية كمتغير وسيط بين .52
الخبرات النفسية في الطفولة و اضطراب الشخصية التجنبية لدى طالب الجامعة .مجلة كلية
عريش ،محمد أمين .)2019(.تعزيز ثقافة التبليغ للقضاء على كل أشكال العنف .مجلة .53
عشوي ،مصطفى .)2003(.تأديب األطفال في الوسط العائلي :الواقع و االتجاهات .مجلة .54
عطا ،آمال السيد سيد أحمد .)2007(.سوء المعاملة في الطفولة لدى المصابين باضطراب .55
عكاشة ،أحمد و عكاشة ،طارق .)2010( .الطب النفسي المعاصر .ط .15القاهرة :مكتبة .56
األنجلو المصرية.
عمر ،آيات ناجي .)2016( .الديناميات النفسية ألطفال الشوارع الذين تعرضوا لإلساءة .57
المصرية.
غباري ،ثائر أحمد و أبو شعيرة ،خالد محمد .)2015(.سيكولوجية الشخصية .عمان :دار .59
اإلعصار العلمي.
غزوان ،أنس عباس .)2015(.العنف األسري ضد األطفال و انعكاساته على الشخصية. .60
88
قائمة المراجع
كري ،لينا يوسف .)2015(.اإلساءة االنفعالية في المنزل و عالقتها بالهوية الجنسية لدى .61
ماكموران ،ماري و هوارد ،ريتشارد .)2011(.ترجمة عبد المقصود عبد الكريم .الشخصية و .62
مشاعل ،فاتن ثابت .)2015(.أثر اضطرابات الشخصية المصاحبة لبعض االضطرابات .63
النفسية-االختالطية -على االستجابة العالجية لمرضى نفسيين بعد العالج الطبي النفسي.
رسالة دكتوراه منشورة .قسم اإلرشاد النفسي .كلية التربية .جامعة دمشق.
ملحم ،سامي .)2010(.مناهج البحث في التربية و علم النفس .ط .1عمان :دار المسيرة. .64
منظمة الصحة العالمية .)2009(.الوقاية من إساءة معاملة الطفل دليل التخاذ اإلجراءات .65
منير ،أميرة عبد الواحد و حميد ،نبهان .)2016(.عالقة خبرات الطفولة (المؤلمة و السارة) .66
بتقدير الذات لدى طلبة كلية التربية الرياضية بالجامعة المستنصرية .مجلة كلية التربية
موسى ،رشاد علي عبد العزيز و العايش ،زينب زين محمد .)2009(.سيكولوجية العنف ضد .67
ناصر ،أشواق صبر .)000 2(.بعدا الشخصية (االنبساط -االنطواء و العصابية) و .68
عالقتهما باضطراب الشخصية التجنبية .رسالة ماجستير غير منشورة .كلية اآلداب .جامعة
بغداد.
يحي ،محمد الحاج .)2006(.اتجاهات المرشدين التربويين حول سوء معاملة األطفال .69
89
قائمة المراجع
.شعبة االتصال
90
قائمة المراجع
91
المالحــــــــق
المالحق
I
المالحق
سبق و أن قام أحدهم باستعمال القوة إلرغامي على ممارسة الجنس. 20
تبقى آثار الضرب و العقاب على جسدي لعدة أيام. 21
فرض والداي أو احدهما رأيه علي في أمور تهمني. 22
تعرضت لتصوير أعضائي الجنسية. 23
تعرضت للضرب العمدي من طرف احد زمالئي في المدرسة.
ﹼ 24
سبق و أن عرض علي أحدهم مبلغا ماليا ألقوم بالفعل الجنسي. 25
فرض علي أحد أفراد أسرتي القيام بأعمال تضر جسدي. 26
II
المالحق
فيما يأتي مجموعة من العبارات التي تصف حاالت يمكن ان توجد لدى كل فرد .والمرجو منك قراءتها بتركيز ,واختيار احد البدائل
بوضع عالمة (× ) في أحد الحقول المقابلة للفقرة.والرجاء التأكد من أكمال االجابة على كل الفقرات قبل تسليم االستمارة ,علما
عزيزي الطالب إن اجابتك لن يطلع عليها أحد سوى الباحثة وسوف تستعمل حص ار ألغراض البحث العلمي .والرجاء ملئ البيانات
III
المالحق
IV
المالحق
Test Value = 22
95% Confidence Interval of the
Sig. (2- Mean Difference
t Df tailed) Difference Lower Upper
الشخصية_التجنب
-1,119 378 ,264 -,49868 -1,3746 ,3772
ية
Std.
Mean Deviation N
الشخصية_التجنب
21,5013 8,67227 379
ية
خبرات_اإلساءة 35,6966 8,39786 379
الشخصية_التجنب
ية خبرات_االساءة
V
المالحق
Levene's Test
for Equality
of Variances t-test for Equality of Means
Std. 95% Confidence
Sig. Mean Error Interval of the
(2- Differ Differ Difference
F Sig. T Df tailed) ence ence Lower Upper
خب ار Equal
4,14 3,6834 1,9370 5,4299
variances ,253 ,615 377 ,000 ,88821
ت assumed
7 8 2 5
اإلساء Equal
4,16 268,3 3,6834 1,9431 5,4238
ة variances not
7 55
,000
8
,88393
6 0
assumed
Std. Error
اإلقامة N Mean Std. Déviation Mean
خبﺮات_اإلسا 1,00 168 35,3690 7,81796 ,60317
ءة 2,00 210 35,9238 8,84983 ,61070
Levene's Test
for Equality
of Variances t-test for Equality of Means
95%
Confidence
Sig. Std. Interval of the
(2- Mean Error Difference
tailed Diffe Diffé Lowe Uppe
F Sig. T Df ) rence rence r r
خب ار Equal - -
,8702
-
1,156
variances ,199 ,656 ,63 376 ,524 ,5547 2,265
ت assumed 7 6
3
88
36
اإلسا Equal -
372,
-
,8583
-
1,133
variances ,64 ,518 ,5547 2,242
ءة not assumed 6
283
6
5
58
06
العينة االستطالعية
معامل ألفا كرونباخ لمقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة
معامل ألفا كرونباخ
Cronbach's Alpha N of Items
0,718 49
المقارنة الطرفية لمقياس اضطراب الشخصية التجنبية
"اختبار "ت
VAR00046 N Mean Std. Deviation Std. Error Mean
VI
المالحق
VAR00045 1,00 13 1,11029 4,00320 1,11029
Equal
varian
ces
not
assum
ed
0,84 26
التجزئة النصفية لمقياس خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة
N of Items 13a
N of Items 13b
Total N of Items 26
VII
المالحق
Correlation Between Forms ,745
VAR00028 Equal 5,093 ,033 7,259 24 ,000 19,00000 2,61727 13,59822 24,40178
variances
assumed
VIII