Professional Documents
Culture Documents
مصطلح الحديث (٠١)
مصطلح الحديث (٠١)
️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وبعد:
فهذه هي المحاضرة األولى من شرح متن البداية في علم مصطلح الحديث
🔺قال الحافظ بن حجر رحمه هللا " :وأولى تعريف العلم الحديث معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي " .
-أي أن موضوع علم الحديث هو معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال السند والمتن:
-أي الراوي
-والمروي .
️▪وأما غاية علم الحديث ومقصوده وثمرته فمعرفة المقبول من الحديث فيُعمل به والمردود فال يُعمل به .
🔺 يقول العالمة ابن الصالح رحمه هللا" :هذا وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة وأنفع الفنون النافعة ،يحبه ذكور الرجال وفحولتهم .ويعنى به
محققو العلماء وكمالتهم .وال يكرهه من الناس إال رذالتهم وسفلتهم .وهو من أكثر العلوم تول ًجا في فنونها ال سيما الفقه الذي هو لسان عيونها.
-قال :ولذلك كثر غلط العاطلين منهم من مصنفي الفقهاء وظهر الخلل في كالم المخلين به من العلماء" .
🔺يقول الحافظ بن حجر رحمه هللا معلقا على كالم العالمة ابن الصالح قال:
أما حديث فصادق وإما التفسير فإن أولى ما فسر به كالم هللا تعالى ما ثبت عن نبيه صلى هللا عليه وسلم.
-قال :ويحتاج النظر في ذلك إلى معرفة ما ثبت مما لم يثبت.
-وأما الفقه فاحتياج الفقيه إلى االستدالل بما ثبت من الحديث دون ما لم يثبت.
-قال :وال يتبين ذلك إال بعلم الحديث .
🔺وقال الحافظ العراقي رحمه هللا مبينًا أهمية علم الحديث " :علم الحديث خطير وقعه ،كثير نفعه ،عليه مدار أكثر األحكام وبه يعرف الحالل والحرام
ألهله اصطالح ،ال بد للطالب من فهمه فلهذا ندب إلى تقديم العناية بكتاب في علمه.
-ولذلك يا أخي الكريم علم الحديث من األهمية بمكان فيحتاج إليه كل من تكلم في العلوم الشرعية سواء من تكلم في العقيدة أو تكلم في الفقه أو تكلم في
التفسير أو في غيرها من العلوم الشرعية فإنه يحتاج إلى هذا العلم الشريف.
-فإنك قد تجد فقيها يبني مسألة وهذه المسألة مبنية على حديث ضعيف.
🔺 لذلك يقول اإلمام الشافعي رحمه هللا" :مثل الذي يطلب العلم بال إسناد مثل حاطب ليل لعل فيها أفعى تلدغه وهو ال يدري".
🔺 وقال االمام عبد هللا بن المبارك رحمه هللا" :اإلسناد من الدين .ولوال اإلسناد لقال من شاء ما شاء".
🔺 يقول اإلمام أبو حاتم الرازي رحمه هللا" :لم يكن في أمة من األمم منذ خلق هللا آدم أمة يحفظون آثار نبيهم غير هذه األمة".
فقال رجل :يا أبا حاتم أهل الحديث ربما رووا حديثا ال أصل له.
فقال أبو حاتم :علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم .فروايتهم للحديث الواهي للمعرفة يتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا اآلثار وحفظوها .
🔺 وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا" :واإلسناد من خصائص هذه األمة وهو من خصائص اإلسالم .ثم هو في اإلسالم من خصائص أهل السنة.
والرافضة من أقل الناس به عناية" .
🔺قال الحافظ بن حجر رحمه هللا :ولكون اإلسناد يعلم به الموضوع من غيره كانت معرفته من فروض الكفاية .وفرض الكفاية هو ما إذا قام به من يكفي
سقط اإلثم عن الباقين.
وذلك علم الحديث كغيره من العلوم الشرعية ال بد أن يقوم به من يكفي في األمة.
والحقيقة فإن الناظر في واقع األمة اليوم يعلم أنه لم يقم بهذا العلم من يكفي .لذلك وجب على كل من يستطيع أن يطلب هذا العلم ،وجب عليه أن يطلبه
وأن يجتهد فيه.
(باب الصحيح )
● صحيح لغيره:
وهو الحسن لذاته ،إذا روي من طرق أخرى ولو واحدة مثله في القوة أو أقوى منه.
️◾ وهذه الشروط الخمسة اشترط العلماء توافرها في الحديث لكي يحكموا عليه بالصحة:
ً
احترازا من الحديث الذي سقط من إسناده راو أو أكثر ،مما يؤدي إلى عدم العلم بعين الراوي واعلم أخي الكريم أن العلماء اشترطوا شرط (االتصال)
الساقط من اإلسناد ،وبالتالي عدم العلم بحاله ،هل هو ثقة أم غير ثقة؟
فقد يكون هذا الراوي الساقط غير ثقة فينسب إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ما لم يقُله،
-سواء عن قصد لقلة دين
-أو عن غير قصد لسوء حفظ.
(ضبط) الراوي :فال بد أن يكون راوي الحديث الصحيح (ضابطا) .وقد اشترط العلماء هذا الشرط احترازا من أن ينسب الراوي إلى رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم ما لم يقله ،فإنه وإن كان عدال في نفسه ،إال أنه قد ينسب إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ما لم يقله لغفلته وعدم ضبطه.
◇ و(الضبط) عند المحدثين ضبطان :ضبط كتاب وضبط صدر.
-ضبط الصدر :معناه أن يثبت الراوي ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء.
-ضبط الكتاب :هو أن يصون الراوي كتابه عن تطرق الخلل إليه من حين أن يسمع ويكتب في الكتاب إلى حين أن يؤدي.
يحفظ كتابه فال يتركه ألحد يضع فيه ما ليس منه .ألن بعض الرواة كان يكتب في كتاب ثم يترك كتابه فيأتي من يتعمد الكذب على رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم فيقلد خطه ويضع في الكتاب ما ليس منه .فهذا ال يقبل منه ما كتب في كتابه.
-إذن عرفنا بذلك أن من الرواة من رزق قوة الحفظ فهؤالء يعتمد على ما يرونه من حفظهم وهؤالء حفظهم حفظ صدر
-وهناك من لم يرزقوا نعمة حفظ الصدر وإنما كتبوا أحاديثهم في كتب وحفظوا هذه الكتب من التالعب وصانوها من إدخال شيء فيها ،فهؤالء إن
اعتمدوا على كتبهم المصححة المنقحة ورووا منها فحينئذ تكون روايتهم مقبولة.
-وشرط الضبط خرج به غير الضابط فال يصح حديثه.
-إذن العدالة والضبط من شروط الحديث الصحيح فال بد أن يكون راوي الحديث الصحيح عدال ضابطا.
فإذا قيل :هذا راو ثقة ،أي جمع بين الضبط والعدالة.
¤الصحيح لغيره والحسن لذاته :إذا روي من طرق أخرى ولو واحدة مثله في القوة أو أقوى منه.
فالحديث الحسن لذاته كما سيأتي فهو الحديث الذي توفرت فيه كل شروط الصحة ولكن خفضت لراويه فحينئذ ينزل الحديث من رتبة الصحيح إلى رتبة
الحسن لما يخشى من خفة ضبط راويه
فقد يكون أخطأ في روايته للحديث.
5
-فهذا الحديث إذا روي من الطرق األخرى مثله في القوة أو أقوى منه أعطت هذه الطرق قوة للحديث فيرتفع الحديث من درجة الحسن إلى درجة
الصحيح.
وإنما سمي (صحي ًحا لغيره) ألن صحته لم تنبع من ذاته وإنما من انضمام غيره إليه فصارت الصحة وصفًا للمجموع ال لألفراد.
🔺قال العالمة ابن الصالح رحمه هللا :إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة أهل الحفظ واإلتقان ويرى أنه من المشهورين بالصدق والستر وروي مع
ذلك حديثه من غير وجه.
فقد اجتمعت له قوة من جهتين .وذلك يرقي حديثه من درجة الحسن إلى درجة الصحيح.
️♦الباب الثاني:
🔺 قال الحافظ بن حجر رحمه هللا :ومتى تُوبِ َع سيء الحفظ بمعتبر وكذلك المسطور المرسل والمدلس ،صار حديثهم حسنا ال لذاته بل بالمجموع من
المتابع والمتابَع ،ألن مع كل واحد منهم احتمال كون روايته صوابا أو غير صواب على حد سواء .فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة ألحدهم رجح
أحد الجانبين من االحتمالين المذكورين .ودل ذلك على أن الحديث محفوظ فارتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول وهللا أعلم.
️♦الباب الثالث:
■ الضابط األول:
¤الضعيف :هو ما فقد شرطا أو أكثر من شروط الحديث المقبول.
️◾الضابط الثاني:
☆ فهؤالء وضعوا أحاديث على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم متعمدين لذلك .وال بد أن تعلم أن هذا ال يعفيهم من اإلثم بل هم آثمون حتى ولو كانت
هذه نيتهم
س َّر
¤أيضا من أمثلة الحديث الموضوع عمدا ما روي أن عليا بن أبي طالب أقبل فتزحزح له أبو بكر حتى قعد بينه وبين النبي صلى هللا عليه وسلم .ف ُ
النبي صلى هللا عليه وسلم وقال( :يا أبا بكر إنما يعرف الفض َل ألهل الفض ِل ذوي الفضل).
-فهذا الحديث روي عن أنس وعن عائشة رضي هللا عنها وفي إسناده محمد بن زكريا الغالبي وهو كذاب وضَّاع معروف بأنه كذاب وضاع.
● فنحن إذا رأينا في اإلسناد كذابا وضاعا علمنا أن هذا الحديث قد وضع عن عمد.
مغفال أو مخل ً
طا أو ما شابه ذلك من الرواة المعروفين بالصدق ولكنه يؤتون من ً ● ويعرف بكونه وضع عن غير قصد وعن غير عمد إذا كان في إسناده
قبل سوء حفظهم.
🔺 قال حافظ السيوطي رحمه هللا :فإنهم أطبقوا (أي أن علماء الحديث أجمعوا) على أنه موضوع ،وأن واضعه لم يتعمد وضعه .وقصته في ذلك
مشهورة.
قلت :وقصته كما ذكرها المزي رحمه هللا في تهذيب الكمال :أن ثابتا دخل على شريك وكان شريك يقول( :حدثنا األعمش عن أبي سفيان عن جابر عن
النبي صلى هللا عليه وسلم) ..
8
ثم التفت شريك فرأى ثابتا فقال يمازحه :من كثرت صالته بالليل حسن وجهه بالنهار.
فظن ثابت لغفلته أن هذا الكالم الذي قاله شريك هو متن اإلسناد الذي قرأه فأخذ يرويه هكذا :يقول :حدثنا شريك قال :حدثنا األعمش عن أبي سفيان عن
جابر عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال :من كثرت صالته بالليل حسن وجهه بالنهار.
وفي الحقيقة أن هذا الكالم من كالم شريك ال من كالم النبي صلى هللا عليه وسلم.
☆ وقد يقول قائل :لماذا يضع هؤالء الرجال األحاديث على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ أي الذين يتعمدون ذلك لماذا يفعلون ذلك؟
-منها أن من هؤالء من كان عدوا لدين هللا عز وجل وإنما دخل في هذا الدين ليفسده على أهله فكان يتعمد الوضع لذلك.
-ومنهم من حمله تعصبه لمذهب معين أو لشخص معين على أن يضع حديثا في فضل هذا المذهب أو في فضل هذا الشخص أو أن يضع أحاديث في
مثالب من يخالفون هذا المذهب أو من يخالفون هذا الشخص.
إذن هناك أحاديث وضعت على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سواء عن قصد أو عن غير قصد وهللا سبحانه وتعالى قيض ألحاديث نبيه صلى هللا عليه
وسلم علماء كبار جهابذة ينقحون وينقون هذه األحاديث مما ُوضع فيها.
🔺كما قال تعالى { إِنا نَحنُ ن ََّزلنَا الذِك َر َوإِنَّا لَهُ لَ َحافِظُونَ }.
واألحاديث من الذكر.
🔺وقد قيل البن المبارك رحمه هللا :هذه األحاديث المصنوعة كيف تصنعون فيها؟
🔺وقال اإلمام ابن الجوزي رحمه هللا سنة نبينا صلى هللا عليه وسلم مأثورة بنقلها خلف عن سلف ولم يكن هذا ألحد من األمم قبلها.
ولما لم يمكن ألحد أن يدخل في القرآن شيئا ليس منه أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وينقصون ويبدلون ويضعون عليه ما لم
عصرا من العصور.
ً يقل ،فأنشأ هللا عز وجل علماء يذُبُّون عن النقل ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح ،وما يُخلي هللا عز وجل منهم
🔺وقال الحافظ بن رجب رحمه هللا :وأما سنة النبي صلى هللا عليه وسلم فإنها كانت في األمة تُحفظ في الصدور كما يحفظ القرآن .وكان من العلماء من
يكتبها كالمصحف ومنهم من ينهى عن كتابتها.
🔺قال :وال ريب أن الناس يتفاوتون في الحفظ والضبط تفاوتا كثيرا .ثم حدث بعد عصر الصحابة قوم من أهل البدع والضالل أدخلوا في الدين ما ليس
منه وتعمدوا الكذب على النبي صلى هللا عليه وسلم فأقام هللا تعالى لحفظ السنة أقواما ميزوا ما دخل فيها من الكذب والوهم والغلط ،وضبطوا ذلك غاية
الضبط وحفظوه أشد الحفظ.
إذن علم الحديث من األهمية بمكان ،فعلينا أن نجتهد في هذا العلم حتى نستطيع أن نذب الكذب عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم.
🔺وذكره السيوطي رحمه هللا في ألفيته واشترط له شروطا فقال رحمه هللا:
ب ...
وسم بالمتروك فردا تص ِ
ِ
9
راوي له متهم بالكذب
-يتفرد به راو متهم بالكذب في حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
-أو عُرف عنه ذلك في كالم الناس
-أو أن يكون ظاهره الفسق بفعل أو قول
-أو أن يكون كثير الغفلة
-أو أن يكون كثير الوهم.
فقد عرفه الحافظ بن حجر رحمه هللا بأنه :الحديث الذي يرويه راو ضعيف يخالف فيه الثقات.
ومن رأى أن المنكر يُطلق على مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه فقد نأى عن الصواب.
هذا هو معنى كالم الحافظ السيوطي رحمه هللا وهكذا حققه الحافظ بن حجر رحمه هللا في نخبته حيث قال رحمه هللا :وزيادة راويهما (أي راوي الصحيح
والحسن) مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق.
10
-فإذا خولف بأرجح ،فالراجح (المحفوظ) ومقابله (الشاذ).
-ومع األضعف فالراجح (المعروف) ،ومقابله (المنكر).
قلت :فعلى هذا القول فإنه يشترط في الحديث كي يسمى (منكرا) أن يتوفر فيه شرطان:
-الشرط األول :المخالفة
-الشرط الثاني :أن تكون هذه المخالفة من ضعيف لثقة.
وأما مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه فهذه تسمى (شاذة)
فقد رواه حبيب عن أبي إسحاق هكذا مرفوعا فخالف معمر الذي رواه عن أبي إسحاق موقوفا.
وحبيب ضعيف ،ومعمر ثقة.
🔺 قال ابو زرعة الرازي رحمه هللا :هذا حديث منكر .إنما هو عن ابن عباس موقوفا.
️♦️♦️♦️♦️♦
️♦السؤال األول:
️♦السؤال الثاني:
️♦السؤال الثالث:
️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦