Professional Documents
Culture Documents
التحيز والحياد في الفلسفة الأفريقية دراسة في فلسفة الأخلاق
التحيز والحياد في الفلسفة الأفريقية دراسة في فلسفة الأخلاق
المستخلص
تعتبر فلسفة األخالق أحد أهم الفروع التي تناولتها الفلسفة األفريقية بالدراسة والبحث.
إن فكرة األخالق تتأرجح بشكل غير متسق في المعنى واالستخدام والتط##بيق ،اعتم##اداً على
المجتمع أو الناس .تتعلق األخالق بمسألة األفعال الصحيحة والخاطئة .يعرف مجال الفلسفة
الذي يدرس األخالق باسم األخالق أو المبدأ أو السلوك األخالقي .تتف##ق فك##رة األخالق م##ع
األفع##ال الجي##دة والس##يئة ،والص##واب والخط##أ م##ع الخ##ير والش##ر .األخالق هي في األس##اس
محاولة للتمييز بين مجموعة السلوكيات المقبول وتلك غير المقبولة من الناس .إنها محاول##ة
لتنظيم السلوك بين األشخاص ،يمكن أن تكون األخالق فردية أو اجتماعية .وتدور األخالق
األفريقية حول "مبدأ القاعدة الذهبية" كمبدأ أخالقي مطلق .ينص ه#ذا المب#دأ على أن "أفع#ل
لآلخرين ما تريد منهم أن يفعلوه لك".
الكلم##ات المفتاحي##ة :األخالق األفريقي##ة ،العقالني##ة ،اإلنس##انية ،القاع##دة الذهبي##ة ،التح##يز،
النزاهة.
Abstract
The philosophy of ethics is one of the most important branches that African
philosophy has dealt with through study and research. The idea of ethics
fluctuates inconsistently in meaning, use, and application depending on society
or people. Ethics is about the question of right and wrong actions. The field of
philosophy that studies ethics is known as ethics, principle, or ethical
behaviour." The idea of morality is consistent with good and bad actions, right
and wrong, and good and evil. Ethics is essentially an attempt to distinguish
between acceptable behaviours and those that are unacceptable to people. It is
an attempt to regulate interpersonal behaviour. Morality can be individual or
social. African morality revolves around the "golden rule principle" as an
)( 1
-باحثة دكتوراه في الفلسفة األفريقية الحديثة والمعاصرة ،كلية اآلداب جامعة القاهرة.
absolute moral principle. This principle states, "Do for others what you want
them to do for you".
مقدمة
إن األخالق خاصية تميز اإلنسان دون غ##يرة من الكائن##ات فاإلنس##ان ،ه##و وح##ده ال##ذي
يصدر أحكاما ً أخالقية وهو الذي يم##يز بين فع##ل الخ##ير وفع##ل الش##ر .يحت##ل مبحث األخالق
مكانة مرموقة في حقل الفلسفة وقد تطور المبحث األخالقي مع تطور الفك##ر الفلس##في حيث
ظهرت مجموعة من المذاهب األخالقي##ة كم##ذهب الل##ذة وم#ذهب المنفع##ة وم#ذهب ال##واجب.
واألخالق باعتبارها فرعا ً من فروع الفلسفة نجد أنها تتخ##ذ ه##دفا ً لبحث مس##ائل عدي##دة منه##ا
الخير والشر ،ما هما وما الفرق بينهم##ا؟ وم##ا هي ماهي##ة الض##مير األخالقي ال##ذي ب##ه نق##ف
علي الخ#ير والش#ر؟ وم##ا ه##و الح##ق وم#ا ه##و ال#واجب ومن هن#ا يت#بين أن موض#وع فلس##فة
األخالق هو األعمال اإلنسانية اإلرادي##ة الص##ادرة عن تفك##ير وإرادة .وق##د اهتمت الم##دارس
الفلسفية عبر العصور بدراسة الظاهرة األخالقية ووضع تعري##ف وتفس##ير له##ا ،كم##ا ح##اول
الفالسفة وضع ضوابط وأسس للقيم األخالقية عبر العصور#.
إن الفك#ر األخالقي المم#يز ألفريقي#ا جن#وب الص#حراء كم#ا تم تفس#يره فلس#فيا ً يؤك#د أن
تحقيق الذات يتم من خالل األشخاص اآلخرين ،أي من خالل المجتمع وحده ،وفقا ً لمنظري
األخالق األفارقة؛ أن االحترام الشامل الوحيد الذي يمكن للمرء أن يعيش في##ه أس##لوب حي##اة
إنساني حقيقي هو من خالل التواصل أو االنسجام مع اآلخرين" ،الش##خص ه##و ش#خص من
خالل أشخاص آخرين"" ،فأنا إنسان ألنني أنتمي" وليس كما قال ديكارت "أنا أفكر إذن أن##ا
()2
موج#ود" ،التن#اغم االجتم#اعي بالنس#بة ألفريقي#ا ه#و الخ#ير األعظم .يق#دم كواس#ي وري#دو
- )*(2باحثة دكتوراه في الفلسفة األفريقية الحديثة #والمعاصرة ،كلية اآلداب جامعة القاهرة.
() -فيلسوف أمريكي من أصل غاني ،ولد وريدو في كوماسي ،Kumasiغانا في ( 3أكتوبر 6 #- 1931يناير .)2022تلقي
تعليمة الجامعي في كل من جامعة غانا وليجون وجامعة أوكسفورد .درس وريدو الفلس##فة في البداي##ة ع##ام 1952في غانا لم##دة
23عاماً ،أصبح خاللها أول رئيس قسم الفلسفة ثم أستاذاً .ذهب وريدو إلى جامعة اوكسفورد للحصول على درج##ة الماجس##تير.
في أكسفورد ،كتب اطروحة بعنوان المعرفة ،الحقيقة والعقل تحت اشراف جيلبرت رايل ،الفيلس##وف التحليلي المش##هور عالمي#اً.
في ذلك الوقت ،كان العديد #من العلماء مشغولين بفلسفة اللغة .كان وريدو تحت ض##غط ليتبعهم ،لكن##ه رفض أن يص##نف ببس##اطة
على أنه فيلسوف تحليلي واعتبر نفسه باألحرى مدين (لمنهجية وراثية) كم##ا طوره##ا ج##ون دي##وي البراغم##اتي االم##ريكي .ك##ان
حتى وفاته 2022م##ؤخراً أس##تاذاً للفلس#فة في جامع##ة جن#وب فلوري##دا ،تامب##ا ،فلوري##دا ،الوالي##ات المتح##دة األمريكي##ة ،حيث ق#ام
بالتدريس منذ عام .1987وقد نشر مقاالت في الفلسفة والمنطق ونظرية المعرفة األفريقية .وهو أيض#ا ً مؤل##ف ومح##رر للعدي#د#
من الكتب .وقد شغل منصب أستاذ زائر في جامعة كاليفورنيا ل##وس أنجل##وس ( ،)1980 #– 1979جامع##ة أب##ادان ،نيجيري##ا (
،)1984جامعة ريشموند ،فرجينيا ( ،)1985كلية ك#ارلتون ،مينيس#وتا ( ،)1986جامع#ة دي#وك ن#ورث كارولين#ا (– 1994
)1995و ( .)2001 # -1999وقد حصل على زمالة في مركز وودرو ويلسون الدولي للب##احثين ( )9851والمرك##ز الوط##ني
للعلوم اإلنسانية في نورث كارولينا ( .)1986كان عضو في لجنة م##ديري االتح##اد ال##دولي للجمعي##ات الفلس##فية من 1983إلى
نظرية في اإلجماع األخالقي كوسيلة للخ##روج من م##أزق الص##راع ح##ول األخالق ،ويش##ير
إلى ضرورة إنهاء االستعمار الفكري أو العقلي كأساس لنظريته االخالقية .ويحاول صياغة
نظريته األخالقية للسكان األصليين من شعب أكان والتي ستكون كافية لمعالجة الص##راعات
األخالقية في المجتمعات األفريقية ،والتي نشأت ألن األفارقة تبنوا نظام القيم الغ##ربي ،دون
تفكير نقدي ودون وضع هذه القيم ضمن نموذج اجتماعي ثقافي أفريقي.
وفق #ا ً لوري##دو ال ينبغي بالض##رورة وض##ع الفلس##فة األفريقي##ة على النقيض من الفلس##فة
الغربي##ة ،ويجب أن تفهم الفلس##فة األفريقي##ة في س##ياق ظهوره##ا م##ع محيطه##ا االجتم##اعي
والثقافي والسياسي .يؤكد وريد أن هناك أسئلة إنسانية أساسية تتعلق بشعب ال يمكن اإلجابة
عليها إال من خالل المعرفة المتضمنة في أنظمة التفكير األصلية الخاصة بهم ،كما يؤكد أنه
من االختزال تصور الفلس##فة األفريقي#ة على أنه#ا مج#رد فلس#فة اثني#ة .وفيم##ا يتعل##ق ب#الحكم
األخالقي ،فإن الفكرة المهيمنة عند وريدو هي القاع##دة الذهبي##ة؛ معي##ار إج##رائي للحكم على
ما هو صواب أو خطأ من الفعل ،هي دعوة إلى التع##اطف ال##ذاتيEze, M.O. and Metz,( .
)T.2016. P. 73
ويتحدث وري##دو عن األخالق الص##ارمة ويقارنه##ا بالع##ادات ،وأحيان##ا يش##ير إلى التم##يز من
حيث األخالق والفلس##فة األخالقي##ة الص##حيحة واألخالق والع##رف ،الع##رف يهتم بمس##ائل
التفاعل البشري على مستوى طارئ ،وهو ليس عالميا ً ويمكن أن يتغير بمرور الوقت .تهتم
األخالق أو العادات بأسئلة حول كيفي##ة تربي##ة األطف##ال والقواع##د المتعلق##ة ب##الزواج والحي##اة
الزوجي##ة والتحي##ات وم##ا إلى ذل##ك ،ومن ج##انب آخ##ر؛ تق##دم األخالق الص##ارمة مب##ادئ تعلم
التفاع#ل البش##ري وهي مب##ادئ أساس#ية وعالمي#ة وال##ذي ب#دونها يك#ون الوج##ود البش#ري في
خطر ،هذه القواعد واجبة في جوهرها .لذلك توصي األخالق والعرف بع##دم تن##اول الطع##ام
باأليد بينما تتطلب األخالق الصارمة قول الص##دق ،ف##األولى ال ته##دد اس##تمرارية الحي##اة في
حين الثانية إذا تخلى الناس عن الص##دق والحقيق##ة كمس##ألة معي##ار مقب##ول فيك##ون المش##روع
البشري بأكمله مهدد)Molefe, Motsamai. 2017. P. 472( .
إذن اهتمامه المعلن والعام هو رفاهية الجميع ،فكون الفرد ملتزما ً أخالقي #ا ً تج##اه األش##خاص
والمجتمع بشكل عام ومحدد الهدف يخلق سياقا ً اجتماعيا ً يك##ون في##ه ك##ل من اآلخ##ر وال##ذات
متساو ومتبادل.
ٍ بارزين ومعتمدين على بعضهم بشكل
إن أخالقيات الشعوب األصلية األفريقية تدور حول مبدأ "القاع##دة الذهبي##ة" باعتب##اره المب##دأ
األخالقي النهائي .يؤكد Bolaji Idowuفي كتابه Olodumare: God in Yoruba Religion
أن اليوربا لديهم مبدأ أخالقي أساسي وقد حدد هذا على أنه مبدأ القاعدة الذهبية .وينص ه##ذا
المبدأ على ما يلي" :افعل لآلخرين م##ا تري##د أن يفعل##وه ل##ك" .يع##ود ه##ذا المب##دأ إلى الكت##اب
المقدس .حيث يقال إن المس#يح في بداي#ة العص##ر الميالدي ق#د نص#ح؛ "ك##ل م##ا تري#دون أن
يفعله الناس بكم ،افعلوه لهم" .يشبه أيضا ً الوصية التوراتية في الكتاب المقدس "أحب جارك
كما تحب نفسك" وأيضا ً عام 500قبل الميالد ،ينسب إلى كونفوشيوس وجهة النظر القائل##ة
بأن "افعلوا لآلخرين ما تريدون أن يفعلوه لكم ،وال تفعلون لآلخرين ما ال تري##دون منهم أن
يفعلوه بكم .أنت بحاجة لهذا القانون وحده وهو أساس البقية").P. 232) Azenabor .2008 .
يؤكده وريدو أن مصدر األخالق اإلنسان ،حيث أتخذ اتجاه##ا إنس##انياً ،ل##ذلك ينك##ر أن فك##رة
األخالق في ثقافة أك##ان التقليدي##ة يمكن وص##فها بأنه##ا خارق##ة للطبيع##ة على غ##رار الثقاف##ات
األفريقية األخرى ،تحدد المبادئ األخالقية في ثقافة أكان الواجب الذي ال يرتك##ز فق##ط على
إمالء اآلله##ة ،وفق##ا ً لوري##دو أخالق أك##ان هي أخالقي##ات إنس##انية بمع##نى أنه##ا تق##وم على
اعتب##ارات تتعل##ق برفاهي##ة اإلنس##ان ،خ##ارج ال##دين .األخالق وس##يلة إنس##انية ألنه##ا مرتبط##ة
برفاهية البشر كأعضاء في المجتمع ،لذلك تعتمد األخالق العملية العقالنية التي نكتسب به##ا
المعتق##دات ونجعله##ا ت##ؤثر على ت##برير أفعالن##ا ومبادئن##ا األخالقي##ة ،تنص المب##ادئ على
اإلجراءات التي تتطلب مراع##اة مص##الح اآلخ##رين ،لمالءمته##ا م##ع مص##الح الف##رد الخاص##ة
ومصلحة المجتمع .نتيجة لخاصية التعاطف مع مصالح اآلخرين ،فإن المبادئ األخالقية لها
فائدة في تحسين حياة اإلنسان من خالل تشجيعهم على العيش في مجتمع ،ويقص##د بالمنفع##ة
هن##ا أن##ه يجب على الن##اس أن يأخ##ذوا في االعتب##ار بش##كل معق##ول في تفك##يرهم األخالقي
العواقب المترتبة على أفع##الهم على االحتياج##ات والمص##الح البش##رية .وعلى أس##اس مفه##وم
الشخص واحتياجات اإلنسان والمجتم##ع يمكنن#ا أن ن#رى لم#اذا مفه##وم األخالق في الثقاف##ات
األفريقية هو مفهوم مجتمعي وطبيعي وإنساني في األساس)Ikuenobe, p. 1998.p. 30, 31( .
يعتق##د وري##دو أن أفض##ل طريق##ة لفهم األخالق في التقالي##د األفريقي##ة هي من حيث بعض
الممتلكات المادية ،وينكر أن األخالق يمكن أن ترتكز على أس##اس روحي ،وبالت##الي يج##ادل
بأن إرادة هللا وعدم الحديث عن إرادة أي كائن آخر غ##ير بش##ري ،غ##ير ق##ادرة منطقي#ا ً على
تحديد الخير .ويذهب وريدو إلى أن القول ب##أن األخالق ال يمكن أن ترتك##ز على اعتب##ارات
روحية ،ال يعنى أن هللا واألسالف ال يلعبون أي دور على اإلطالق ،بل أنه ينك##ر أن يك##ون
هذا الدور أساسياً ،إن الكيان##ات غ##ير البش##رية يمكن اعتباره##ا تلعب دوراً مكمالًWiredu.( .
)1992. P.194, Wiredu. 1996. P.239
دور الدين في األخالق األفريقية هو أن اآللهة هم فقط ف##اعلين للعقوب##ات األخالقي##ة وليس##وا
مصادر لألخالق .اآللهة هي آخر محاكمة استئناف في مسائل العدال##ة األخالقي##ة ،العقوب##ات
الدينية تعزز فق##ط نظ##ام القيم األف##ريقي ،وليس أن##ه ق##ائم على ال##دين ،اآلله##ة هم فق##ط وكالء
للعقوبات األخالقية وليسوا سلطات يجب أن يطي#ع اإلنس#ان معطياته##ا األخالقي#ة .إن اآلله#ة
في أفريقي##ا التقليدي##ة هي مج##رد ض##مانات لألخالق ،كم##ا ه##و وض##ع الش##رطة في المجتم##ع
الحديث .لذلك هناك فص##ل مف##اهيمي بين ال##دين واألخالق .النقط##ة ال##تي نش##ير إليه##ا هي أن
األخالق / ethicsاألخالق moralityفي نظام الفك##ر األف##ريقي هي مب##دأ مش##تق بعقالني##ة.
).P. 235) Azenabor .2008
يعبر وريدو عن إنسانيته من خالل لغته األم لغة أكان (( Onipa na ohiaوالتي تع##ني "أن
اإلنسان له قيمة" ،وفقا ً لوريدو ك##ل القيم األخالقي##ة ت##دل على الطبيع##ة البش##رية وعلى وج##ه
التحديد المصالح اإلنسانية ،فال يمكن اشتقاق األخالق إال من خالل بعض الحق##ائق المتعلق##ة
بالبشر أو بمصالحهم ،وباختصار "اإلنسانية" هي العقيدة القائلة بأن بعض ج##وانب الطبيع##ة
البشرية هي مصدر وأساس كل قيمة أخالقية ،ودون اإلنسان لن تك##ون هن##اك أخالق ،ل##ذلك
فإن موقف وريدو موقف إنساني ليس خارقا ً للطبيعة))Molefe, M. 2016. P. 94 .
وفق#ا ً لوري##دو إذن أن اإلنس##ان ال يس##تطيع تش##كيل شخص##يته األخالقي##ة بالكام##ل إال من
خالل خيارت##ه العقلي##ة ،لكن منكي##تي #ل##ه رأى آخ##ر؛ فاإلنس##ان ال يس##تطيع تش##كيل شخص##يته
األخالقية من خالل خيارته الخاصة وحدها ألن في ذل##ك تش##جيع على االنح##راف والفردي##ة
وهي س#مات تتع##ارض م##ع المث##ل األعلى األف#ريقي لم#ا ه#و علي#ه اإلنس##انIkuenobe, p.( .
)1998.p. 37
إن الفك##ر األخالقي األف##ريقي يمكن تفس##يره على أفض##ل وج##ه من حيث التح##يز ،وأح##د أهم
المف#اهيم المركزي#ة في األخالق األفريقي#ة ه#و مفه#وم "الشخص##ية" .ه#ذا المفه#وم في ه#ذه
الحالة معياري بقدر ما هو ادعاء حول من هو الشخص الجيد أو نم##وذج أخالقي ،أي ك##ائن
بش#ري يتم#يز بالفض#يلة األخالقي#ة .يهتم مفه#وم الشخص#ية بكيفي#ة تص#رف الف#رد وفق#ا ً إلى
القواعد والمعايير األخالقية ذات الصلة؛ يقيم الم##رء باعتب##اره ف##اعالً أخالقي#اًMolefe, M.( .
)2016. P. 104
الشخصية األخالقية هي نوع من المكانة التي يجب بلوغها ويمكن بلوغها بالتناسب المباشر
مع مشاركة الفرد أو الحياة المجتمعية واالجتماعية من خالل الوفاء بالتزام##ات الف##رد ،ال##تي
يح##ددها س##ن الف##رد ومكانت##ه .في النظ##ام األخالقي للس##كان األفارق##ة األص##ليين ،يق##ال إن
للشخص ثالثة مستويات من الوجود ،اوال كفرد ،وثانيا كعض##و في جماع##ة ،وثالث##ا كعض##و
في مجتمع ،وكلها تتفاعل وتتداخل باس##تمرار .ول##ذلك ف#إن المجتم##ع األف##ريقي يعطي أهمي##ة
كبيرة للقيم المجتمعية ،تلك القيم التي تدعم العالقات االجتماعية والسلوك وتوجههما .مفهوم
الشخص في نظام الفكر األخالقي األف##ريقي يجس##د أيض#ا ً االفتراض##ات األخالقي##ة المس##بقة،
ويقال إن اإلنسان الشرير والقاسي واألناني وغير المتعاطف ليس إنساناً؛ ففي ثقاف##ة اليورب##ا
يسمي "إينيان" “ ”eniyan k’eyanوثقافة أكان يس#مي "أوني اونيب#ا" “”onnye onipa؛ كال
المفه##ومين يؤك##دان على فك##رة االفتق##ار إلى الشخص##ية األخالقي##ة .فهي تم##يز بين مفه##وم
الشخص واإلنسان .ويمكن للمرء أن يكون إنس##انا ً دون أن يك##ون إنس##اناً ،ال س##يما أن هن##اك
مث##ل علي##ا ومع##ايير أخالقي##ة معين##ه أو س##لوكا شخص##يا يمنح##ه أو تمنح##ه "اومول##وابي" "
"Omolúàbíفي ثقافة اليوربا ،وهو يعني "شخص حس##ن الس##لوك" ل##ه قيم أخالقي##ة أساس##ية
مثل الغفران وروح المصالحة وحسن الجوار والمساعدة والتسامح والتعايش الس#لمي وكله#ا
فض##ائل أخالقي##ة .ل##ذلك ق##د نفس##ر االختالف##ات في ك##ل من القيم والنظم األخالقي##ة األفريقي##ة
واألوروبية كتلك الخاصة باالختالفات األنطولوجية الموجودة في مفهوم وطبيعة اإلنسان أو
الوجود .في حين أن األفارق##ة جم##اعيين وعض##ويين ف##إن األوروب##يين لي##براليون وفردي##ون.
على الرغم من تعددية النظام االجتماعي والتعقيد وعدم التجانس في أفريقيا ،ال ي#زال هن#اك
وحدة في الفكر والترابط)Azenabor. 2018. P. 165( .
إن المبدأ القائل بأن الشخص هو شخص من خالل أشخاص آخرين مفه##وم جي##د من الش##كل
الفلسفي ،فهو ادعاء بأنه يجب على الم##رء أن يتط##ور إلى ش##خص حقيقي أو يعيش أس##لوب
حياة إنساني حقيقي ،من خالل مشاركة أسلوب حياة وتحسين نوعية حياة اآلخرين وه##ذا م##ا
يقصده معظم األفارقة بكلم##ة الص##داقة أو الش##عور ب##الحب .يالح##ظ ك##وامي جيكي Kwame
Gyekyeأنه بالنسبة لشعب أكان يمكن القول بأن الفضائل المثالية واألخالقي##ة تش##مل الك##رم
واللطف والرحمة واإلحس##ان واالح##ترام واالهتم##ام ب##اآلخرين ،ويش##ير بي##تر ب##اريس Peter
Parisأنه ال توجد فضيلة تحظى بالثناء الكبير بين األفارقة واألمريكيين األفارقة من فضيلة
اإلحسان ألنها تجسد هدف المجتمع ،ومن الجدير بالذكر أن فضيلة اإلحسان تتضمن الكث##ير
من المعاني اإلنسانية الرائعة مثل الود والعطف والحب والتراحم والتسامح...إلخ .أيضا ً دي
ماسلو D. Masoloي##ري في أفريقي##ا جن##وب الص##حراء أن األعم##ال الخيري##ة وغيره##ا من
الفضائل مثل التأدب واإلحس##ان لآلخ##رين هي أك##ثر ج##وانب الممارس##ات والمث##ل الجماعي##ة
شهرة ،إذن يظهر الشخص التميز البشري فقط بق##در م##ا يتمت##ع بس##مات شخص##ية تع##بر عن
تقدير العالقات المجتمعية أو الودية تل##ك ال##تي تتعل##ق بمش##اركة أس##لوب حي##اة م##ع اآلخ##رين
واالهتمام بنوعية حياتهم).p. 104 Metz, Thaddeus. 2012 ( .
يخبرنا وريدو أن هناك طريقة مؤكدة واحدة لفهم القيم التي تميز أخالقيات المجتمع
األفريقي يمكن الحصول عليها من مفه##وم الشخص##ية .األخالق ب##المعنى ال##دقيق للكلم##ة هي
مجرد جانب واحد من جوانب حياتنا ،من بين العديد من الج##وانب األخ##رى .وبالت##الي؛ ف##إن
حديث وريدو عن األخالق األفريقية باعتبارها مجتمعيه وليس##ت فردي##ة كم##ا ه##و معت##اد في
السياق الغربي يوضح كي##ف تح##اول المجتمع##ات المختلف##ة معالج##ة بعض األس##ئلة الحاس##مة
المتعلق##ة بالحي##اة البش##رية وال##تي تتج##اوز نط##اق األخالق ب##المعنى ال##دقيق للكلم##ة يع##رّ ف
ً
أساس#ا يُفهم على أنه##ا إح##دى "المجتمعي##ة" على أنه##ا مجتم##ع تك##ون في##ه الهوي##ة الشخص##ية
وظائف عالقاتنا في المجتم##ع؛ وه##ذه العالق##ات ب##دورها ،تول##د واجب##ات والتزام##ات لتعزي##ز
رفاهية المجتمع ككل .في حين أن الفردية تعمل إلى حد كبير ضمن إطار يركز بش##كل ع##ام
على الخصوصية والحريات والحق##وق الفردي##ة ،تؤك##د الجماعي##ة على واجباتن##ا ومس##ؤوليتنا
تج##اه اآلخ##رين باعتباره##ا األثق##ل ،دون التخلي بالض##رورة عن حقوقنا .إن ه##ذه التش##اركية
المجتمعية هي جوهر كيفية تنظيم األفارقة التقليديين لمجتمعاتهم ،يفهم األفراد أنفس##هم أك##ثر
على أنهم يتحملون واجبات تجاه ع##ائالتهم وقب##ائلهم ومجتمع##اتهم .إن الفش##ل في إتق##ان ه##ذه
القواعد العرضية التي تستلزم واجباتنا تجاه اآلخرين له آثارا خط##يرة على س##معة الم##رء أو
مكانته االجتماعية .المفهوم المستخدم اللتقاط هذه الفك##رة من المكان##ة االجتماعي##ة المرتبط##ة
بكيفية نجاح أو فشل المرء في الوفاء بالتزاماته االجتماعية في السياق المجتمعي هو مفه##وم
الشخصية)Wiredu. 2008. P.333, 342( .
إن تحقيق الفضائل األخالقية المرتبطة بأخالقيات مجتمعية تؤهل الم##رء كش##خص ،والفش##ل
في أداء هذه الواجبات المجتمعية تقلل منه إلى منزلة غير شخص .يخبرنا وريدو ب##ذلك "إن
التقصير المطلق في الواجبات والمسؤوليات يمكن أن ي##ؤدي إلى التقلي##ل من مكان##ة الف##رد
كشخص في عيون المجتم##ع " .ويخبرنا ك##ذلك "أن األفارق##ة يجعل##ون مهمتهم في الحي##اة
حتى ال يفقدوا مكانتهم االجتماعية في المجتمع" .إذن مفهوم أكان المث##الي للشخص##ية ،من
منظور اجتماعي ،إنه تصور للفرد الذي من خالل التفكير الناضج والدافع الثابت قادر على
إيجاد سبل عيش كافية بشكل معق##ول لل##ذات واألس##رة ومجموع##ة واس##عة من األق##ارب ،إلى
جانب تقديم مساهمات كبيرة لرفاهية المجتمع ككل .التوجه المجتمعي للمجتمع المعنى يعنى
أن صورة الفرد سيعتمد بشكل حاسم على مدى فائدة أفعاله لآلخرين أك##ثر من نفس##ه ،ليس،
بالطبع ،عن طريق الصدفة أو بالصدفة ولكن عن قصد .ومع ذلك ف#إن النص##يحة الض#منية،
ال تعبر عن إنكار الذات ،ألن شعبا أكان يدركون جي ًدا أن األعمال الخيري##ة في أم##اكن أبع##د
يجب أن تبدأ من المنزل)Wiredu. 1992. P.200( .
ينتقل وريدو إذن من ال##ذات ،إلى األس##رة ،إلى "مجموع##ة واس##عة من األق##ارب الت##ابعين "،
وأخيراً للمجتمع ككل .ومن المعقول قراءة وريدو على أنها تشير إلى أن قوة التزاماتن##ا تق##ل
كلما خرجنا من محيط واجبنا األول وهو تجاه أحبائنا القريبين منا مباشرة ،وبعد ذلك يمكننا
االنتقال إلى األقارب وأخيرً ا إلى المجتمع ككل .هذا التفسير لوري##دو يوض##ح فك##رة التح##يز.
والتحيز يمكن معرفته من خالل الترتيب السابق ،علمًا بتأكي##ده أن القاع##دة ال##تي ترش##دنا في
أداء واجباتنا هي ذلك "الخيري##ة" وال#تي تب#دأ من الم#نزل .إن مفه#وم األخالق إذن يتض#من
ترتيب#ا ً مجتمعي#ا ً يؤك##د على بعض االلتزام##ات والواجب##ات المنبثق##ة عن األخالق العام##ة .إن
الواجبات االجتماعية حاسمة في اكتساب المرء بعض المكانة االجتماعية في المجتمع ،وهو
ع##ادة م##ا يع##بر عنه##ا من خالل مفه##وم الشخص##يةً .
أيض #ا أن أح##د اآلث##ار الض##منية لفك##رة
الشخصية هي فكرة التحيز تجاه المقربين منا ،ولكنها ال تحد من نطاقنا الواجبات األخ##رى.
إنه ببساطة يضع تسلساًل هرميًا أو أولويات بينهم.
إذن يميزاألفارقة الفرد الذي ال يتعامل بشكل إيجابي مع اآلخرين بأن##ه يفتق##ر إلى اإلنس##انية.
من المهم أن نالح##ظ أن مي22تز ي##ذكر أن ه##ذه الحال##ة الشخص##ية تتك##ون بالكام##ل من خالل
االرتب##اط اإليج##ابي المتعل##ق ب##اآلخرين .تش##ير ه##ذه العالق##ة "اإليجابي##ة" م##ع اآلخ##رين إلى
واجباتنا المتعلقة باآلخر وبعبارة أخرى ،ال يمكنني تحقي##ق ه##دفي في أن أص##بح شخص#ا ً إال
من خالل تعزيز الخير أو مصلحة اآلخر .والقيام بهذه المسؤوليات والواجبات يشكل ب##دوره
هويتي األخالقية بصفتي شخصا .وهكذا؛ فإن فكرة الشخصية تستدعي إلى األذه##ان أخالق #ا ً
أخرى ،فيما يتعلق بهذا اآلخر تقودني األخالق في النهاي##ة إلى تحقي##ق منزل##ة الشخص##ية(( .
.Molefe. 2017. P
هناك نوعان من التحيز الذي يتبعه المفه##وم المجتمعي األف##ريقي للشخص##ية .وفق #ا ً لوري##دو
يجب أن تبدأ األعمال الخيرية في المنزل ،أنه تحيز متمركز حول اآلخر .الن##وع الث##اني من
التحيز يستلزم التوجه واإلدراك الذاتي لمفهوم الشخصية ،والذي يتض##من التح##يز المتمرك##ز
حول الفاعل ،الذي يحققه المرء من خالل الوفاء بواجباته تجاه اآلخرين.
أما فيم##ا يتعل##ق بفك##رة األخالق والحي##اد أو النزاه##ة وال##تي تهتم ب##األخالق ب##المعنى ال##دقيق
للكلمة.
من األفضل تفسير نظرية وريدو األخالقية من منظور الرفاهية واالدعاء بأن الرفاهي##ة هي
القيمة الوحيدة التي يجب أن تأخذها النظري##ة األخالقي##ة على محم##ل الج##د ،في النهاي##ة ومن
أجل مصلحته ،الرفاهية هي افتراض مسبق غير قابل لالخ##تزال لك##ل األخالق ،ك##ل مس##عى
أخالقي هو نوع معين من السعي وراء رفاهية اإلنسان ،فحكمة أكان حول اآلراء األخالقي#ة
تفترض مواءمة المصالح كوسيلة ،وضمان رفاهية اإلنسان كغاي##ة لك##ل المس##اعي األخالقية
ه##ذه الق##راءة لـ وري##دو ي##دعمها بعض مالحظات##ه؛ في البداي##ة ،يف##ترض وري##دو أن رفاهي##ة
اإلنسان هي افتراض غير قابل لالختزال لكل األخالق #...كل مسعى أخالقي هو نوع معين
من الس#عي خل#ف رفاهي#ة اإلنس#ان ،ويس#تمر في اإلش#ارة إلى أن "مب##دأ حكم##ة أك##ان ح##ول
وجهات النظر األخالقية على وجه التحديد التي يعرفها ...تفترض التوفي##ق بين المص##الح
كوسيلة ،وضمان رفاهية اإلنسان كغاية ،لكل مسعى أخالقي"Wiredu. 1996a. P. 65(( .
من هذين االقتباسين ،ال شك في أن وريدو يفترض الرفاهية على أنها القاعدة األساسية التي
تستند إليها نظريته األخالقية .هذا التفسير مدعوم بإشارته إلى الرفاهية باعتباره غ##ير قابل##ة
لالختزال لجميع األخالق .إن اإلشارة إلى الرفاهية على أنها "غ##ير قابل##ة لالخ##تزال" يع##ني
ضمنا ً أنها كذلك حقيقة أخالقية أساسية ،وأن جميع الحق##ائق (األخالقي##ة) األخ##رى تختزله##ا.
ثانيًا ،لغة وريدو للتعبير عن الرفاهية كغاية وتنسيق بين المص##الح كوس##يلة تجس##د الرفاهي##ة
ضا كالخير النهائي ،الهدف الصحيح لجمي##ع األعم##ال األخالقي##ة .بعب##ارة أخ##رى ،األفع##الأي ً
الصحيحة والخاطئة هي وظيفة لتأمين رفاهية اإلنس##ان ،أو أن األفع##ال ص##حيحة أو خاطئ##ة
بالنسبة إلى ما إذا كانت أنها في نهاية المطاف تحقق أو تحبط رفاهية اإلنسان .يعتقد وري##دو
أن القاعدة الذهبية أو مبدأ الحياد التعاطفي يؤدي إلى رفاهية جميع البشر.
الرفاهية إذن قاعدة أساس##ية ترتك##ز عليه#ا جمي#ع األخالق ،هي خاص##ية أخالقي#ة يمكنن#ا من
خالله##ا تق##ييم األفع##ال أو الشخص##يات األخالقي##ة ،فجمي##ع القيم األخالقي##ة األخ##رى يمكن أن
تختزل إلى الرفاهية ،بمعنى آخر؛ الحرية أو المس##اواة جي##دة ألنه##ا ت##ؤدى إلى الرفاهي##ة ،إن
اإلشارة إلى الرفاهية كغاية يعني االدعاء بأنها خير مطلق ،جوهر وه##دف األخالق ،بمع##نى
أن األفعال بتكون صحيحة أو خاطئة بقد ما تنتج أو تؤدي إلى الرفاهية .يمكننا اعتب##ار مب##دأ
وريدو أشبه بمذهب السعادة بمعنى أن الغاية من األخالق هو الوصول إلى مرحلة الرفاهي##ة
والسعادة ،ومن جانب أخر يشبه مذهب المنفعة العامة كما صورها جيرمي بنتام.
ومن الجدير باالهتمام مالحظة أن هذه النظرية األخالقي##ة له##ا جانب##ان .من ناحي##ة ،األخالق
هي وظيف##ة من بعض علم النفس األخالقي المع##بر عن##ه من خالل فض##ائل التع##اطف ،ومن
ناحية أخرى ،هناك عنصر الحياد .فيما يتعلق بالتعاطف ،يخبرن##ا وري##دو أن##ه ك##ذلك "أص##ل
جميع الفضائل األخالقية" .الجانب الثاني يتعلق إلى حد كبير بمدى إظهار التع##اطف .وه##و
متساو لجميع الن##اس،
ٍ ليس تعاطفا مخصصا لمجموعة فرعية من الناس بل أنه يتجلى بشكل
ينص مبدأ وريدو على أن فضيلة التعاطف يجب أن تظهر على قدم المساواة مع كل إنسان،
ومن هنا يسمي نظريته بالحي##اد التع##اطفي .بعب##ارة أخ##رى ،نحن بحاج##ة إلى االهتم##ام بنفس
القدر برفاهية كل إنسان أو أن تعاطفنا يجب أال يميز بين البشر)Wiredu.1996. p. 71( .
لكن كي##ف يمكنن##ا التوفي##ق بين ه##اتين الس##متين المتف##اوتتين لفلس##فة وري##دو األخالقي##ة،
التش##اركية اإلفريقي##ة باعتباره##ا أخالقي##ة ،والحي##اد التع##اطفي ال##ذي يعت##بره بمثاب##ة أص##ل
األخالق؟
إن طرح هذا السؤال يتطلب سد الفج#وة بين التح#يز والحي#اد ،على األق#ل في ض#وء فلس#فة
وري##دو األخالقي##ة ،ال##تي له##ا آثاره##ا على لغ##ز التح##يز والحي##اد بش##كل أوس##ع في الفلس##فة
األخالقية .يتضمن حل وريدو تقدير حقيق##ة أن ه##ذين األم##رين ال يختلف##ان أو ال يتعارض##ان
بالضرورة مع بعض##ها البعض .في الواق##ع ،الفك##رة هي أن اعتب##ارات الحي##اد هي األساس##ية
وان التحيز تكميلية .ه##ذا يع##ني أن األخالق ب#المعنى ال##دقيق للكلم##ة تس##تجيب لوق##ائع البش##ر
كجزء من األسرة البشرية بأكملها ،واألخالق في نطاقه##ا الواس##ع تس##تجيب لوق##ائع اإلنس##ان
كجزء من بعض المجموعات الفرعية .هذان الجانبان من الوجود البش##ري ض##روري لحي##اة
بشرية قوية أو حتى كاملة .تعد االعتبارات المتعلقة بكونك جزءًا من الجنس البشري بأسره
أساسا ً بقدر ما تعمل كأساس لت##أمين أو ض##مان اس##تمرارية المش##روع البش##ري .إنه##ا بمثاب##ة
القواعد األخالقية التي تنطبق على جميع الثقافات البشرية والتي تعتمد عليها جميع الثقاف##ات
البشرية .تنطلق هذه القواعد من حقيقة المساواة في مصالح جميع البشر .وله##ذا الس##بب من
األفضل تفسير هذه القواعد على أس#اس ع#دم التح#يز .وله#ذا الس#بب بال#ذات يص#ف وري#دو
نظريته األخالقية ،كما ذكر سابقاً ،بالحياد الوجداني ،مما يشير إلى أنن##ا يجب أن ينظ##ر إلى
رفاهية جميع البش##ر على ق##دم المس##اواة ،ومن هن##ا ف#إن اإلص##رار على الحي##اد ه##و الج##انب
التنظيمي لمبدأ العمل الصحيح))Molefe. 2017. P. 478 .
لكن ،وريدو يدرك أيضا ً أن اإلنسان ال يوجد فقط كعض##و في ك##ل المجتم##ع البش##ري ،ولكن
ضا كعضو في بعض المجموعات الفرعية مثل العائلة واألصدقاء وم##ا إلى ذل##ك .ال##ذي – أي ً
التي هو ،أن يولد اإلنسان ألم وأب معينين ،في عائلة معينة ،في أسرة معينة في ثقافة معينة
وما إلى ذلك .تمامًا مثل الحياة البشرية في بعدها العالمي لديها أخالقيات تنظمه##ا ،ح##تى في
بعد المجموعة الفرعية فإنها تتطلب أنظم##ة تس##تجيب لخصوص##ية ه##ذا الج##انب من الوج##ود
اإلنساني .ق#د يتس#اءل البعض هن#ا لم#اذا ال يتم التس#لح ب##األخالق لتنظيم الحي#اة البش##رية في
حياتها في المجموعة الفرعية .تسعى النزاهة الوجدانية بش##كل أساس##ي إلى مراع##اة رفاهي##ة
الجميع على قدم المساواة ألن كل إنسان يتساوى في مصلحته مع اآلخرين .والقيمة إلعطاء
األولوية لوظائف األسرة أو األصدقاء في إطار التحيز ،حيث يضع الم##رء األولوي##ة لعائلت##ه
بسبب حقائق االنتماء إلى ه##ذه المجموع##ة الفرعي##ة .لكن وري##دو على علم بـحدود األخالق
بالمعنى الدقيق للكلمة .في هذا التفكير ينشأ الحياد والتحيز على وجه التحدي##د بس##بب طبيع##ة
ووظيفة ما يعنيه أن تكون إنسا ًنا :عضو في كل ومجموعة فرعي##ة في نفس ال##وقت .الجس##ر
الذي يقترحه وريدو يرقى إلى مجرد تقدير ازدواجية الوجود البشري .في وجودها ،إذا كان
لها أن تكون قوية وصادقة لما يعنيه أن تكون انسانا ،فيجب أن يتح##دث عن وجوده##ا داخ##ل
كل وداخل مجموعة فرعية .وبالت##الي ،الحي##اد والتح##يز هم##ا من الس##مات الحاس##مة للوج##ود
البشري نفسه))Ibid, p.479 .
لكن م##اذا يح##دث عن##دما يتع##ارض الحي##اد والتح##يز؟ يمكن ح##ل الم##أزق بينهم##ا من منظ##ور
أخالقي أفريقي لم يتم استكشافه جي ًدا .يتعامل الحياد مع القضايا األخالقية المناسبة التي له##ا
عالقة ببقاء البشر على هذا النحو ،ويتعامل التحيز م##ع قض##ايا معين##ة من الوج##ود اإلنس##اني
ليست أخالقية بحتة .المجاالت العالمية تتميز بالحياد ،ويتميز مي##دان الخصوص##ية ب##التحيز.
كالً من التحيز وعدم التحيز سمتان مميزتان للوجود اإلنساني؛ واحداً يهتم برفاهية البش##رية
جمع##اء ،وآخ##ر يهتم بتس##هيل الرفاهي##ة على مس##توى المجموع##ات الفرعي##ة .إذن يمكن س##د
الفج#وة بين االث#نين ب##القول إن كليهم##ا س##مات أساس#ية للوج#ود البش##ري .يتم تنظيم اإلنس#ان
كعض##و في األس##رة البش##رية بم##وجب قواع##د المس##اواة ،وكعض##و في مجموع##ة فرعي##ة يتم
تنظيمها من خالل القواعد التي تسبب التحيز))Molefe. 2017. P. 480 .
يف##ترض وري##دو أن##ه في حال##ة وج##ود تض##ارب في المص##الح ،هن##اك تواف##ق بين المص##الح
المتعارضة ،الن مصلحتنا المشتركة في البقاء هي التي تجبرن##ا على التوفي##ق بين المص##الح
المختلفة .يمكن فهم نظرية وريدو أيضا ً على خلفية التوجه األخالقي األف##ريقي وه##و مش##تق
من األنطولوجيا األفريقي##ة .يس##عى الوج##ود األنطول##وجي إلى تعزي##ز فض##ائل مث##ل التع##اون
والتفاهم والتضامن والمسؤولية الجماعية واالنسجام والمعاملة بالمث##ل واالل##تزام والمس##اعدة
المتبادلة والقيم المجتمعية وحب األخرين وتع##ديل المص##الح الفردي##ة م##ع مص##الح المجتم##ع.
لذلك توفر األنطولوجيا خلفية مشتركة للتفاهم والعالق##ات .يجب جم##ع مص##الح ك##ل ف##رد من
أفراد المجتمع ومن ثم سيتم النظر في مصلحة األغلبية أو ترجيح المصلحة وسيتم التضحية
بمصالح األقليات من أجل المص##لحة األك##بر .ه#ذا ه##و أس#اس الحري##ة والعدال#ة والتض##امن.
نقطة أخرى مثمرة في نظرية وريدو األخالقية هي فكرته عن المص##الحة .مح##ور نظريت##ه.
تم النظر إلى هذه الفكرة على أنه##ا عالمي##ة وله##ا آث##ار بعي##دة الم##دى على األخالق العالمي##ة.
باإلضافة إلى ذلك ،يمكن تقدير موقف وريدو بش##كل أفض##ل على خلفي##ة إدراك إن##ه ال يمكن
بسهولة وضع قاعدة أخالقية صالحة عالمياً ،وذلك تحديداً بسبب المجتمع المتعدد األع##راق.
وهذا هو السبب في الحاجة إلى توافق اآلراء بين جميع المعنيين أو المتض##ررين .غ##ير أن##ه
من وجهة نظرغارنيس Granessفإن نظرية التوافق في اآلراء التي وضعها وري##دو يمكن
أن تصبح عالمية ،خاص#ة وأنه#ا "تق#وم على المص#الحة ال#تي ت#وفر أساس#ا ً علمي#ا ً للوس#طية
السلمية ذات المصلحة المختلفة").P. 162,167) Azenabor .2018 .
إن مب##دأ القاع##دة الذهبي##ة وعالمي##ة وري##دو يمكن مقارنته##ا بش##كل إيج##ابي م##ع مب##دأ عالمي##ة
إيمانويل كانط في كتابه تأسيس ميتافيزيقا األخالق ومحاضرات حول األخالق ،حيث يقترح
نهجا ً جديداً لألخالق Ethicsواألخالق Moralityمن خالل محاولة تأس##يس المب##دأ االس##مي
أو األس##اس األخالقي وتص##بح الحتمي##ة القاطع##ة بالنس##بة لكان##ط ،مب##دأ الش##مولية .وتتلخص
عالمية كانط فيما يلي:
القاعدة األولى ،قاعدة (التعميم) ومضمنها "أفعل طبقا للقاع##دة ال##تي يمكن##ك في نفس ال##وقت
أن تريدها قانونا عاما" (كانط ،2020 ،ص .)93والغاية من التعميم هو اإلنسان ،وهو مض##مون
القاعدة الثانية ،قاعدة (الغائية) والتي تقول "أفع#ل بحيث تعام##ل اإلنس#ان دائم##ا في شخص##ك
وفي غيرك من األشخاص باعتبارها غاية في ذاتها ال باعتبارها مجرد وسيله" (كانط،2020 ،
ص .)109وفقا ً لكانط ،علينا أن نعامل أنفس##نا وأن نعام##ل اآلخ##رين دائم##ا باعتب##ارهم غاي##ات
وليس باعتبارهم مجرد وسائل .ومن خالل اإلرادة باعتبارها تعبيرا عن العق##ل مص##در ك##ل
قانون ،ال يصبح القانون مفروضا ً عليها من أي س##لطة خارجي##ة ألنه##ا هي ال##تي تض##ع ه##ذا
الق##انون وتفرض##ه على نفس##ها وعلى ه##ذا النح##و نص##ل الي القاع##دة الثالث##ة وهي (الحري##ة)
ومضمونها "أفعل بحيث تستطيع إرادتك في نفس الوقت أن تعتبر نفسها مشرعا لقانون ع##ام
من خالل قاعدتها")Kant, 1994, p.259( .
إن الحتمية األخالقية للتعميم ،وفقا ً لكانط قاطعة؛ يجب أن تكون ملزمة للجميع بنفس القدر.
بالنسبة إلى كانط فإن كل المفاهيم األخالقية لها مكانها واص##لها بالكام##ل في العق##ل البش##ري
الخالص .وهكذا بالنسبة لكانط ال يوجد معطي للق##انون أو مؤل##ف لألخالق خ##ارج اإلنس##ان.
بما أن العقل يمنح اإلنسان القدرة على أن يك##ون أخالقي #ا ً وأن يل##تزم بالق##انون ،ي##ترتب على
ذلك أن األخالق بالنسبة لإلنسان هي واجب ذاتي وهذا هو المقصود ب "الحتمية" .الحتمي##ة
هي قاعدة تنص على مبدأ ع##المي لألخالق ،يه##دف الي تحقي##ق العدال##ة ،أو م##ا أطل##ق علي##ه
كانط "مملكة الغايات العالمية" ،إن موقف كانط القائل بعدم وجود معطي للقانون أو واض##ع
لألخالق خارج اإلنسان له صلة وجودية .ي##دفع كان##ط عن عقالني##ة اإلنس##ان كامل##ة ويط##ور
فكرة االستقاللية األخالقية ،التي تهدف إلى فضح نظرية مذهب القانون الطبيعي القائلة ب##أن
هللا أو اإلنسان الخارق أو الروحاني هو منشأ األخالق).P. 236) Azenabor .2008 .
يتفق كل من القاع##دة الذهبي##ة وقاع##دة كان##ط للتعميم في أنهم##ا قواع##د عقالني##ة واجتماعي##ة؛
كالهما مبادئ العقل .القاعدة الذهبية هي أكثر إنسانية وتصف األخالق بش##كل أفض##ل .وم##ع
ذلك ،ف#إن القاع##دة الذهبي##ة ،علي عكس مب##دأ التعميم الك##انطي ،هي ليس##ت قاع##دة للتعميم أو
التطبيق الشامل ،بل إنها تتعامل مع مواقف معي##ه بحيث تح##دد ك##ل قاع##دة التط##بيق الخ##اص
بها .فهناك اختالف بين مبدأ القاعدة الذهبية ومبدأ القابلية للتعميم عند كانط .الفرق الرئيس##ي
بينهما هو أنه في حين أن القاعدة الذهبية تبدأ من الذات وتأخذ بعين االعتبار عواقب ال##ذات
أوالً ،فإن مبدأ الشمولية من ناحية أخرى ،يبدأ من اآلخر ويأخ#ذ في االعتب#ار الع#واقب على
اآلخر أوالً وقبل الذات .عالوة على ذلك ،فإن مبدأ القاعدة الذهبية يتجاوز ال##ذات ويمت##د إلى
مص##لحة اآلخ##رين – األص##دقاء والعائل##ة والمجتم##ع من أج##ل التع##اون والتض##امن #.بالنس##بة
للقاعدة الذهبية ،كما هو الحال بالنسبة لكانط ،فإن استخدام إنس##ان لإلنس##ان كوس##يلة لتحقي##ق
غاية هو أمر غير أخالقي .كانط يدعونا إلى معامل##ة اآلخ##رين على أنهم غاي##ات وليس أب##داً
وسيلة ،وهو تعزيز المصلحة الذاتية للفرد).P. 238) Azenabor .2008 .
كما يناقش ثاد ميتز Thad Metzبشكل نقدي نظرية وريدو األخالقي##ة للحي##اد الع##اطفي
كمثال مفيد في الخطاب األخالقي األفريقي ،لكنه ال يقدم وصفا ً تفصيليا ً لطبيع##ة "المنفع##ة"
المقصودة والتي يفترض ببساطة أنها شبيهة ،بمذهب المنفعة الغربي ،كما انتقد مي##تز أيض #ا ً
حيادية وريدو ورفض القاعدة الذهبية باعتبارها غير محددة كمبدأ للعمل الصحيح Molefe,( .
)M. 2016. P. 92
ومن وجهة نظر موليفي Molefeينتقد النزعة اإلنسانية والحيادية ل##دي وري##دو إليمان##ه
بأن أفضل طريقة للمعرفة األخالقية األفريقية هي مناشدة بعض االعتبارات الديني##ة المتبع##ة
في فكر جون مبيتي ،ينتقد موليفي وريدو نظراً ألنه لم يقدم سببا ً فلس##فيا ً جي##داً لالعتق##اد ب##أن
األخالق ال يمكن أن تستند إلى اعتبارات دينية أو أنه يجب أن تق##وم على اعتب##ارات مادي##ة.
فيما يتعلق بالحي##اد يعتق##د م##وليفي أن الب##ديهيات األخالقي##ة األفريقي##ة مث##ل الص##دقة تب##دأ من
المنزل وأنها توحي بأن األخالق في الفكر األفريقي تم أخذها بشكل أفضل من حيث التح##يز
وه##و اعتب##ار أخالقي يتع##ارض م##ع مب##دأ وري##دو األخالقي والمتمث##ل في الحي##اد التع##اطفي.
))Molefe, M. 2016. P. 93
إن إنسانية وريدو تنبع من بعض األقوال المأثورة من أك##ان وال##تي تق##ول ب##أن جمي##ع البش##ر
يحملون كل القيم األخالقية بمعنى يمكن اشتقاق كل القيم األخالقية من البشر ،ذلك ص##حيحا ً
من الناحية األنثروبولوجي##ة ،فالن##اس بالفع##ل في أك##ان يعتق##دون ذل##ك ،وبالتأكي##د ق##د يؤس##س
الفيلسوف فلسفته في مثل هذه البيانات األخالقية األنثروبولوجي##ا .لكن كفالس##فة ف##إن مهمتن##ا
ليست مجرد تحليل ما يتضمنه بعض البيانات األنثروبولوجية األخالقية فيم##ا يتعل##ق بمس##ألة
األخالق ،يتطلب المعيار الفلسفي إثبات صحة االدعاء المعنى بأن "البشر يحملون ك##ل القيم
األخالقية"؛ ال يكفي تحليل معناه بل نحن بحاجة إلى أس##باب وأدل##ة على م##ا إذا ك##ان اعتق##اد
أكان في الواقع صحيح من الناحية الفلسفية))Molefe, M. 2016. P. 100 .
أيضا ً على الرغم من روعة وعظمة نظرية وريدو إال أن هناك نقاط مش##كوك فيه##ا حيث تم
مهاجمة عالمية وريدو؛ أن االدع##اء بص##حة اإلجم##اع ال##ذي تم التوص##ل إلي##ه في المناقش#ات
األخالقية ومحاولة وضع معايير عالمية للمعايير األخالقية موضع شك عندما يتعل##ق األم##ر
بادع##اء الحقيق##ة .اإلجم##اع ال يمكن أب##دا أن ي##دعي الص##الحية العالمي##ة أو ص##حة الحكم
األخالقي .إن تعددية وجهات النظر العالمي##ة وأنظم##ة القيم واألفك##ار ح##ول "الحي##اة الطيب##ة"
تجعل من المستحيل إيجاد توافق آراء صحيحة فيما بين المواضيع في الخطاب##ات األخالقي##ة
العملية .ولذلك فإن حقيقة التوافق العالمي في اآلراء مس##ألة إش##كالية وذل##ك تحدي##داً ألن القيم
األخالقية ثقافي##ة .ال يوج##د معي##ار أخالقي مس##تقل يمكن تطبيق##ه على جمي##ع الثقاف##ات جمي##ع
األماكن وجميع الش#عوب في جمي#ع األوق#ات .ه#ذا أم#ر مس#تحيل من الناحي#ة الموض#وعية.
وعلى ال##رغم من ط##رح النظري##ات واألفك##ار ذات الط##ابع الع##المي في األخالقي##ات فإنه##ا ال
تختل##ف عن عص##رها وتح##ديات زمنه##ا وتاريخه##ا وتقالي##دها وحض##ارتهاP. 167) ::.2108 .
).Azenabor
خاتمة
قدمت الفلسفة األفريقية وجهة نظر ج##ديرة ب##االحترام في مج##ال فلس##فة األخالق ،نظ##راً لم##ا
تتض##منها من أه##داف وغاي##ات تتعل##ق بمص##الح الف##رد والمجتم##ع .ن##اقش وري##دو األخالق
األفريقية من خالل ثقافته األم ،ثقافة أكان في غان##ا مت#أثر بال ش#ك بتل#ك الثقاف##ة المجتمعي##ة.
أهتم وريدو بالتفرقة الحاسمة بين اتجاه األخالق من حيز التحيز والحياد ووضع استراتيجية
لكيفية التوفيق بينهما لما فيه الصالح العالم والذي ال يتعارض م##ع ص##الح األف##راد من خالل
مبدأ الحي##اد التع##اطفي ،أس##اس األخالق األفريقي##ة إذن؛ مب##دأ القاع##دة الذهبي##ة األفريقي##ة ه##و
التع##اطف .س##لك وري##دو مس##لك إنس##اني في نظريت##ه األخالقي##ة ،وعلى ال##رغم من أن لل##دين
واآللهة أدوارهم ومكانهم في األخالق بصفة عامة واألخالق األفريقي##ة بص##فة خاص##ة ،ف##إن
اإلنسان ككائن عقالني له أيضا ً دور يلعب##ه في ص##ياغة أنم##اط الس##لوك والمب##ادئ األخالقي##ة
لتنظيم حياة اإلنس#ان وس#لوكه ،حيث يجب أن يرتب#ط أس##اس األخالق بالمص#لحة اإلنس##انية.
لذلك ،مصلحة اإلنسان كما تفترضها القاعدة الذهبية ،وليس فقط العقل البش##ري .أخ##يراً ق##دم
وريدو نظرية أخالقية تشير إلى االتجاه الوجودي في الفلسفة األفريقية الحديثة والمعاصرة#،
حيث االهتمام باإلنسان سواء على مستوى الفرد أو مستوى الجماعة.
:References
- Azenabor, Godwin. (2008). "The Golden Rule principle in an African ethics,
and Kant’s Categorical Imperative". An African Journal of Philosophy.
http://www.quest-journal.net
- Azenabor, Godwin. (2018). " An African Theory of Moral Conflict Resolution:
A Kwesi Wiredu’s Paradigmatic Approach". Journal of Contemporary
Research, 15(4). Pp. 151-171.
- Eze, M.O. and Metz, T. (2016). "Emergent Issues in African philosophy: A
Dialogue with Kwasi Wiredu". Philosophia Africana. Vol. 17. No.2. Pp. 73- 86.
- Hallen, Barry. (2015). "Personhood in a Communitarian Context". Thought and
Practice: A Journal of the philosophy Association of Kenya (P A K). Vol. 7
NO. 2. PP.1-10. http://dx.doi.org/10.4314/tp.v7i2.2
- Ikuenobe, P. (1998). "Moral Education and Moral Reasoning in Traditional
African Cultures". The Journal of Value Inquiry32. Pp.25- 42.
- Kant, E. (1994). "Fundamental Principles of the Metaphysic of Morals".
translated by Thomas kingsmill Abbott in Great Books of the Western World
United States of America.
- Metz, Thaddeus. (2012). "Ethics in Africa and Aristotle some points of
contrast". Phronimon vol. 13. No. 2. Pp.99- 117.
- Molefe, Motsamai. (2016). "A Critique of Kwasi Wiredu's humanism and
impartiality". Acta Academica 48 (1): 91- 110.
http://dx.doi.org/10.18820/24150479/aa48i1.5
- Molefe, Motsamai. (2017). An African perspective on the partiality and
impartiality debate: Insights from Kwasi Wiredu's moral philosophy". South
African Journal of Philosophy, 36:4, 470-482.
https://doi.org/10.1080/02580136.2017.1342465
- Wiredu, Kwasi. (1992). "Moral Foundations of an African Culture". Capter 9 in
person and community: Ghanaian philosophical studies.
- Wiredu, Kwasi. (1996). "Cultural universals and particulars: an African
perspective". Indiana University press.
- Wiredu, Kwasi. (1996)."Reply to English / Hamme. Journal of Social
philosophy 27: pp.234- 243. http://dx.doi.org/10.1111/j.1467-
9833.1996.tb00248.x
. عبد الغفار مكاوي: ترجمة." "تأسيس ميتافيزيقا االخالق.)2020( . إيمانويل،كانط -
. الناشر مؤسسة هنداوي.مراجعة عبد الرحمن بدوي