You are on page 1of 2

‫التقريب بين المذاهب في اإلسالم‬

‫‪ :‬خلفية البحث‬

‫لقد تطورت الشريعة اإلسالمية على نطاق واسع من خالل اجتهاد اجملتهدين‪.‬بشكل عام ‪ ،‬استمروا يف حماولة‬
‫مواءمة الشريعة اإلسالمية مع الضرورةحقبة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬بسبب اختالف األوقات واألوضاع ‪ ،‬تفكري اجملتهدين‬
‫ولدت جمموعة متنوعة من األفكار املختلفة وبعضها تطور تصبح مدرسة ‪ /‬تيار ‪ ،‬وكلها تثري كنوز الفكر‬
‫الشرعي اإلسالمي‪.‬بسبب النتائج املختلفة ألفكار اجملتهد السابقة ‪ ،‬وعملية االختيار وتظل املقارنة ذات صلة‪ .‬فيما‬
‫موجودا يف العصور الكالسيكية والعصور الوسطى واحلديثة‪.‬‬
‫ً‬ ‫يلي وصف لنموذج املقارنة وذلك الفلرت الذي كان‬

‫تعريف ‪:‬‬
‫مذهب (عريب‪ :‬مذهب ؛ مهاب) هو تصنيف لقانون أو قاعدة حتت الفركة ‪ ،‬وهو مصطلح يستخدم غالبًا‬
‫الستبدال كلمة "طائفة" يف اإلسالم‪ .‬تأيت كلمة "مذهب" من اللغة العربية ‪ ،‬وتعين املسار الذي يتم اجتيازه ومتريره‬
‫ملموسا وجتريديًا‪ .‬يقال أن شيًئا ما يكون مدرسة لشخص ما إذا أصبحت هذه الطريقة أو‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬وهو هدف املرء ‪،‬‬
‫املسار من مساته‪ .‬إن ما يسمى باملذهب عند علماء املسلمني وخرباءه هو منهج يتشكل بعد خوضه يف الفكر‬
‫واضحا ‪ ،‬وحدوده وأجزائه مبنية على أصول وقواعد‪ .‬قاعدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫والبحث ‪ ،‬فيجعله أهله دلياًل‬

‫ميكن تضمني مصطلح املذهب يف أي نطاق أو جمال للمعرفة ‪ ،‬فيما يتعلق بأي شيء توجد به اختالفات‪ .‬هناك ما‬
‫ال يقل عن ثالثة جماالت يستخدم فيها مصطلح املذهب ‪ ،‬وهي مدرسة اإلميان أو علم الالهوت (مذهب االعتقاد)‬
‫‪ ،‬واملدرسة السياسية (مذهاب السياسة) ‪ ،‬واملدرسة الفقهية أو كلية احلقوق (مذهب الفقهية)‪.‬‬

‫النقاش ‪:‬‬

‫التقريب باعتباره‪ ‬أحد‪  ‬أشكال التحاور بني املذاهب قدميا‪ ،‬عمره من عمر قيام املذاهب اإلسالمية‪ ،‬حيث كان لكل‬
‫عصر مذاهبه وبالتايل فإن حماوالت التقريب كان هلا أطرافها حبسب الزمان واملكان‪ ،‬ومنذ قيام الدولة احلديثة وحىت‬
‫اليوم أخذت صورة التنوع املذهيب تستقر على مذاهب أساسية تؤكد أهنا إحدى‪ ‬قراءات اإلسالم‪ ،‬وهي املقصودة‬
‫مبلف التقريب هذا‪.‬‬

‫وهذا ال ينفي وجود مذاهب أخرى تنتسب لإلسالم بشكل عام‪ ،‬ولكنها ليست معنية مبوضوع التقارب وغري‬
‫حريصة على إثبات انتمائها اخلاص لإلسالم وأهنا إحدى القراءات له‪ ،‬مث إن‪ ‬املسافة اليت تفصلها عن املذاهب‬
‫األساسية ال تزال كبرية جدا‪.‬‬

‫وهبذا‪ ،‬ميكن القول إن امللف التزم يف حتديده املذاهب ‪-‬موضوع التقارب‪ -‬على الواقع العملي والتارخيي‪ ،‬وعلى‬
‫أساس أهنا تلك اليت تتشارك يف التفاعل اإلجيايب عرب مؤمترات يف العامل اإلسالمي‪ ،‬إضافة إىل أن هلا وجودا فاعال‬
‫على املستوى العريب واإلسالمي ال ميكن جتاوزه‪ ،‬وهذه‪ ‬املذاهب هي‪ :‬السنة‪ ،‬الزيدية‪ ،‬اإلباضية‪ ،‬الشيعة االثين‬
‫عشرية‪.‬‬

‫مع اإلشارة إىل تعمد امللف تسليط الضوء على وسائل التقريب عند الزيدية واإلباضية دون السنة واالثين عشرية‬
‫بسبب كثرة ما كتب عن األخريين وقلة ما كتب عن األولني‪ ،‬وألن هدف امللف ليس االستقصاء بل إكمال‬
‫الصورة باملسامهة يف عرض بعض‪ ‬اجلوانب اليت مل تأخذ حظها من النقاش‪.‬‬

You might also like