Professional Documents
Culture Documents
فؤاد
*
بلمودن
@
تقديم تمتد محاوالت النهوض اإلسالمي إلى ما يقارب الثالثة قرون ،حيث ظهرت جهود متعددة ومتنوعة ،وقد
شهد العالم اإلسالمي خالل هذه الفترة حركة نهضوية متصاعدة ،تتفاوت منحنياتها التاريخية نزوال وصعودا ،تمثلت في
مشروعات إصالحية وتغييرية شملت عدة مجاالت :دينية ،سياسية ،ثقافية ،فكرية ،اجتماعية ظهرت ردا على واقع
التشرذم والتبعية والتغريب التي تعيشها مجتمعاتنا العربية واإلسالمية.
وقد أسهمت هذه الجهود في إنتاج يقظة في الفكر والوعي اإلسالمي ،مازالت تشكل حافزا للمجتمعات اإلسالمية نحو
تلمس ميادين التقدم واالزدهار وإعادة بناء الذات الحضارية وتجديد الحياة اإلسالمية.
وتراوحت هذه املشاريع بين الجهود الفردية والتيارات الفكرية املوسعة ،والحركات الجماعية املنظمة ،فتميزت بالكثير من
التنوع واالختالف ليس على مستوى الشكل فحسب بل حتى على مستوى املضمون واملحتوى ،الذي يعد مرتكزا أساسيا
للنهوض ،وكذلك على مستوى األساليب وآليات االشتغال ،ومن ثم تطرح إشكالية التصنيف في ظل هذا التنوع الذي يطبع
الظاهرة وكذلك بالنظر لهذا االمتداد الزمني الكبير نسبيا.
وقد تعددت التصنيفات ،فمنها ما يستند لعامل الزمن ،أو عامل املكان ،وهما عاملين قاصرين الفتقادهما للدقة
واإلحكام ،واإلحاطة املوضوعية ،إال بانضمام عامل موضوعي آخر ،ولذلك فمن األفضل أن يكون أساس التصنيف هو
االتجاه املشترك ضمن وعاء زمني محدد ،مع عدم إغفال الفروق والتمايزات داخل االتجاه الواحد.
ويسعى الباحث من خال هذه الورقة إلى دراسة موضوع اليقظة العربية األولى وجهودها النهضوية من خالل بحث أهم
املشاريع الفكرية لعصر اليقظة العربية واتجاهاتها الرئيسة ،وعلى رأسها :املشروع السلفي اإلحيائي ،واملشروع التحديثي
التحرري .مع الوقوف على أعالمهما الكبار والخصوصيات املميزة لكال املشروعين ،والتمايزات الحاصلة داخلهما .وسيتم
تناول ذلك ،أوال ،عبر تناول خصائص الفكر النهضوي عند رواد االتجاه السلفي اإلحيائي؛ وثانيا بتناول ،ثانيا ،االتجاه
التحديثي التحرري ومشاريعه النهضوية..
ـ .1خصائص الفكر النهضوي عند رواد االتجاه السلفي اإلحيائي :رغم أنه من املسلم به أن اليقظة العربية
برموزها ومشاريعها الفكرية ظهرت استجابة لحاجة ذاتية ،وردا على التحديات التي تواردت على كيان األمة اإلسالمية ،إال
أنه يتضح من خالل تتبع أهم األفكار واملواقف التي صدرت عن تيارات النهوض حينها ،أن الغرب شكل قطبا جاذبا
ملختلف أطاريح الفكر النهضوي ،وهو ما يمكن استنتاجه من املعجم التداولي ،واملقوالت واملفاهيم التي تشكلت منها
خطابات النهضة ،ومن ثم كان حضور الغرب بمركزيته الحضارية ،إحدى العالمات الفارقة التي يقوم عليها التمايز
الفكري واإليديولوجي ،بين االتجاهات والتيارات النهضوية املختلفة ،والتي من خاللها سيتم بلورة املوقف املعرفي الذي
يؤطر العالقة بالذات والهوية وبالتراث الحضاري اإلسالمي ،وهذا ما حدا بالبعض إلى اتهام خطابات النهضة بأنها "مستلبة
وجوديا ،من حيث كونها عموما ترتد في قراءتها ملسألة النهوض إلى مبدأ قياس ي مفارق ،يتمثل في النازلة الغربية باعتبار
حالتها أصال قياسيا .لقد تحكم هذا املبدأ القياس ي في سائر املقترحات النهضوية بما في ذلك كثير من املقترحات التراثية
i
التي جعلت من اإلسالم والتراث سندا ومنطلقا لها".
غير أنه ال يمكن تعميم هذا الحكم على جميع الجهود النهضوية ،بحيث يظل التمييز قائما ومطلوبا في الرؤى واملواقف
حتى داخل االتجاه الواحد ،واملشروع الواحد ،إذ تبرز مواقف واتجاهات فرعية متمايزة ومتباينة في عالقتها بالغرب من
جهة ،وبالذات والهوية الحضارية من جهة أخرى.
فإذا استحضرنا االتجاه السلفي اإلحيائي باعتباره أول املشاريع النهضوية تبلورا في الفكر اإلسالمي النهضوي الحديث،
والذي يعد األفغاني ومحمد عبده من رواده الكبار ،نجد أن النهوض عندهما يتحدد بمعنى القيام والحركة ،فهو "نهوض
بعد سقطة" ii،والنهوض حسب هذه املدرسة هو فرض عين على كل فرد ،وشعور ينبغي أن يتملك مختلف أفراد املجتمع
على اختالف طبقاتهم ،وإحساس كل فرد بأحوال أمته ،وال تقف فيه األنفس عند جلب املصالح ودرء املفاسد ألوقاتها
الحاضرة فقط ،بل تعمل على اإلعداد ملستقبلها مسترشدة بجهود علمائها وعقالئها ،مع ضرورة األخذ باألسباب ،واإليمان
iii
بأن هللا جعل لكل ش يء سببا ،وعين بحكمته لكل حادث سببا.
ويوضح أحمد أمين سياق بروز رواد النهضة السلفية بقوله" :وكان طابع القرن التاسع عشر ماديا ،بحثا ،فهو ال يؤمن إال
باملادة ،والعلم عنده هو العلم باملادة ،وما ليس ماديا وال يخضع ألساليب البحث العلمي ليس إال وهما ،ونتيجة هذا أن
القيم األخالقية والدينية والفنية في نظرهم ليست إال أمورا اعتبارية ال حقيقة لها .وقدس علم الطبيعة والكمياء ،وحول
علم النفس إلى املادية ،فكل مظهر من مظاهر النفس-من أفكار وبواعث -ليس إال نتيجة ملادة الجسم .وفسر الكون كله
وأحداثه تفسيرا ماديا ،فلما أتت هذه األفكار إلى الشرق –وهو املعتز بدينه الفخور بروحانيته -غضب منها وغضب ممن
اعتنقها ،وجاء بعض املصلحين كالسيد جمال الدين األفغاني والشيخ محمد عبده يبين مزايا الدين ،ويرد على امللحدين،
iv
فكانت من ذلك حركة عنيفة بين املؤمنين والجاحدين".
وتشكل فكرة "وحدة األمة" إحدى القضايا األساسية التي طبعت هذا االتجاه الفكري ،حيث يؤكد األفغاني وعبده على
ضرورة تحقيق وحدة األمة واستعادة سيادتها كمدخل أساس ي لتحقيق نهضة األمة أو نهضة الشرق بتعبير األفغاني ،وهو
ما حدا به لطرح فكرة الجامعة اإلسالمية ،وفي ذلك يقوالن" :إذا تصفحنا تاريخ كل جنس ،واستقرينا أحوال الشعوب في
وجودها وفناها ،وجدنا سنة هللا في الجمعيات البشرية ،حظها من الوجود على قدر حظها من الوحدة ،مبلغها من
العظمة على حسب تطاولها في الغلب v".وال يتحقق في نظرهما ذلك إال بتحصيل كل أسباب القوة ،ال سيما القوة
العسكرية لدفع االعتداء ،ويؤكد األفغاني وعبده على أهمية رابطة الدين في وحدة األمة وفي بعث روح النهضة لدى
األفراد ،ف"الدين هو الشوكة العظمى على األفكار ،مع مالحظة أن لكل خيال أثرا في اإلرادة ،يتبعه حركة في البدن على
حسبه vi".كما "أن للعقائد الراسخة آثارا تظهر في العزائم واألعمال ،وتأثيرا في األفكار واإلرادات ،ال يمكن للمعتقدين أن
vii
يزيحوها عن أنفسهم ما داموا معتقدين".
ويركز املشروع اإلسالمي السلفي بمختلف اتجاهاته ومدارسه ،ومنها الوهابية والسنوسية واملهدية على املضمون العقدي
تركيزا شديدا لكونهم يعتبرون أن "رأس االنحراف الذي أصاب املسلمين وأدى إلى ضعفهم إنما هو االنحراف العقدي،
ولذلك فقد كان إصالح العقيدة هو الهم الكبير في هذا املشروع كما هو عند الحركات الثالث ،وقد كانت البيانات والشروح
في ذلك وافية مفصلة ،وهي تعود في معرض كثرتها إلى عنصرين أساسيين هما :التأصيل والتوحيد viii".وبذلك فقد
اشتركت االتجاهات السلفية -على تباين ملحوظ في مواقفها واختالف آراءها-في الدعوة إلى العودة لألصول الشرعية ،وهي
الكتاب والسنة النبوية الصحيحة ،ونبذ التقليد واجتناب البدع ،مع االلتزام بالتوحيد الخالص واالبتعاد عن كل مظاهر
الشرك واالنحراف العقدي" .وفي نطاق هذين العنصرين األساسيين في املضمون العقدي الذي قام عليه املشروع السلفي:
التأصيل والتوحيد ،تندرج جملة كبيرة من الجزئيات العقدية ترجع على نحو أو آخر إليهما ،وهي على العموم تنحو املنحى
السلفي في الفهم .وإن كانت تصطبغ بالصبغة الصوفية عند املهدي ،وال تخلو من شائبة مخففة من ذلك عند السنوس ي،
ix
بينما هي عند الوهابية نصية ظاهرية إلى حد كبير".
وهذا االرتكاز على املضمون العقدي ال يعني استبعاد االهتمام بباقي الجوانب السياسية واالجتماعية ،فالسلفية وإن
"كانت في األصل حركة إصالح ديني ولكنها اتجهت إلى اإلصالح بطبيعتها ،بحسب مقتضيات ذلك اإلصالح ،لتقيم الدولة
التي تنفذ اإلصالح ،وترعى به املسلمين على اختالف بينها في الكيفية التي سعت بها لتقيم الدولة على أساس الدين ،فبينما
سلكت الوهابية مسلك التناصر بين أهل الدعوة وأهل الشوكة السياسية والعسكرية إلقامة الدولة بطريق الثورة
املسلحة ،سلكت املهدية مسلك الجمع بين األمرين في ذات األشخاص إلقامة الدولة بطريق الثورة أيضا .وأما السنوسية
فإنها كانت تسعى إلى الدولة بطريق اإلعداد التربوي والتنظيمي في تؤدة واصطبار جمع بين الدعوة والشوكة في ذات
األشخاص أيضا ،فالغاية إذن كانت واحدة وهي إقامة الدولة على أساس من الدين ،وإن اختلفت املسالكx".وقد شكل
الوصول إلى استعادة الخالفة اإلسالمية الجامعة لشتات املسلمين ،كبديل عن الخالفة العثمانية التي فقدت قوتها
وشرعيتها ،واستشرى فسادها ،الغاية السياسية ملختلف اتجاهات املشروع السلفي .ومع ذلك فإنه ال يمكن استخالص
رؤى وتصورات ذات بال ،عن القيم السياسية واالجتماعية التي تعتبر هي أساس النهوض ،وذلك لسببين اثنين ،هما:
ضعف االهتمام بالجوانب التنظيرية لدى املدارس السلفية الثالث :الوهابية والسنوسية واملهدية ،وندرة الوثائق
والبيانات التي تتعلق بأدبيات هذه االتجاهات.
وليس الغرض هنا هو تتبع املسارات اإلجرائية لتنفيذ األفكار النهضوية لالتجاهات السلفية املختلفة ،وإنما الهدف هو
إبراز املؤشرات النهضوية ،واألفكار األساسية التي حملها هذا االتجاه ،في ارتباطها بظروفها املجتمعية وإطارها التاريخي،
والتي ستشكل عامل دفع أساس ي لألجيال القادمة نحو النهوض الحضاري ،ولذلك فإن التركيز في دراسة املشروع اإلسالمي
السلفي ينصب غالبا على املفكرين الكبار ،واملنظرين األساسيين لهذا التيار ممن أثروا املكتبة اإلسالمية بإنتاجاتهم
وآثارهم الفكرية ،ومن هؤالء اإلمامان جمال الدين األفغاني ومحمد عبده وتالميذهما.
ومن جملة القيم واألفكار التي نادى بها اإلمامان هو التأكيد على الوحدة العضوية بين الدين واملدنية" ،فالدين يقوم
األخالق ،وينبه إلى طلب املدنية من كل سبيل ،ال يعين لها وجها وال يخصص لها طريقا xi".وال تعارض بين اإلسالم واملدنية
بحيث يستدعى الفصل بينهما على الطريقة األوربية ،ألن "األصول الدينية الحقة املبرأة من محدثات البدع تنش ئ لألمم
xii
قوة االتحاد… وتبعثها على انتقاء الفضائل وتوسيع دائرة املعارف ،وتنتهي بها إلى أقص ى غاية في املدنية".
ويتناول محمد عبده العالقة بين الدين والعلم واملدنية ،كما هو في منهاج األنبياء والرسل ،بقوله" :إن بعثتهم حاجة من
حاجات العقول البشرية ،قضت رحمة املبدع الحكيم سدادها… ولكنها حاجة روحية ،وكل ما المس الحس منها ،فالقصد
فيه إلى الروح وتطهيرها… أما تفصيل طرق املعيشة والحذق في وجوه الكسب ،وتطاول شهوات العقل إلى درك ما أعد
xiii
للوصول إليه من أسرار العلم ،ذلك مما ال دخل للرساالت فيه ،إال من وجه العظة العامة واإلرشاد إلى االعتدال فيه".
ثم يضيف موضحا أنه "ليس من وظائف الرسل ما هو من عمل املدرسين ومعلمي الصناعات ،فليس مما جاؤوا له تعليم
التاريخ ،وال تفصيل ما يحويه عالم الكواكب ،وال بيان ما اختلف من حركاتها ،وال ما استكن من طبقات األرض ،وال
xiv
مقادير الطول فيها والعرض…فإن ذلك كله من وسائل الكسب ،هدى هللا البشر إليه بما أودع فيهم من اإلدراك".
واإلمام محمد عبده بذلك البيان الناصع الجلي ،يجيب عن إحدى أهم اإلشكاالت التي واجهت رواد النهضة األوائل نتيجة
االتصال بالحضارة الغربية ،وهي طبيعة العالقة بين الدين والحياة املدنية من جهة ،وبين الدين والعلم من جهة أخرى،
وقد شكلت هذه املواقف مداخل فكرية ومفاتيح لجيل النهضة ،فأصحاب املشروع التحديثي "الذين ركزوا على دعوة
الدين إلى العلم واملدنية ،تفرعوا عن السلفية ،وأخذوا يمارسون دعوتهم إلى التحديثية بأمر الدين ،وبمعزل عن الدين في
الوقت نفسه ،بأمر من الدين حين يكون األمر أمر تنبيه فحسب ،وبمعزل عن الدين حين يكون تفصيل طرق البرهان
ومتطلبات املدنية في هذا العالم ،وهو مما ال يندرج تحته وظيفة الرسل ،أو وظيفة الدين ،لذلك من الطبيعي أن يتخرج
من هذه املدرسة دعاة التحديثية قاسم أمين ولطفي السيد ،وعلي عبد الرازق ،وطه حسين وغيرهم ،من املفكرين
xv
املحدثين واملعاصرين ممن يطلق عليهم االتجاه التغريبي العلماني".
ورغم القيمة الفكرية لطروحات محمد عبده باعتباره الرجل الذي انتهت إليه ريادة املشروع السلفي بعد أستاذه األفغاني،
إال أن سهام النقد لم تخطئه ،فقد اتهم بأنه ال يتجه إلى املستقبل بل يسعى للعودة إلى املاض ي ،من خالل البحث عن
وسائط مرجعية تتمثل في السلف األقدمون .بينما اعتبره البعض بمثابة الجسر الذي مرت عبره املشاريع التغريبية ،حيث
شكلت أفكاره -عن غير قصد-غطاء دينيا ملشاريع التغريب ،التي برزت جلية مع عدد من تالميذه مثل قاسم أمين ولطفي
السيد .في حين يرى آخرون أن املركب التوفيقي الذي أقامه محمد عبده بين اإلسالم والحضارة الغربية ،وبين اإليمان
القديم والعلم الجديد ،ظل التوتر فيه خفيا إلى أن برز في العلن في صورة تيارين متعارضين ،انشقت عنهما توفيقيته على
أيدي تالمذته ،فسار الشيخ رشيد رضا في اتجاه حنبلي النزعة ،وسار لطفي السيد وقاسم أمين وطه حسين في اتجاه
تغريبي علماني.xvi
غير أن هذا املسلك النقدي رغم وجاهته فيه نوع من املبالغة ،فاالتهام بالعودة إلى الوراء ربما يصدق على بعض
االتجاهات السلفية التي تميزت بضعف التنظير الفكري ،وهو ما ال يمكن إقراره فيما يتعلق بباقي رواد هذا املشروع ،وعلى
رأسهم محمد عبده ،كما أن عدم اكتمال األنساق الفكرية وعدم اتساقها ،بحيث يتم الجنوح نحو النزعة التوفيقية كما
يبدو عند محمد عبده قد يكون سببا في تعثر املشروع ،رغم امتداداته التي لم تتوقف ،أما املسؤولية عن الشروخ الثقافية
والفكرية التي ظهرت في وقت الحق ،والتي توجت ببروز مشروع تحديثي تحرري ،أخذ في بعض اتجاهاته وجهة علمانية
تغريبية ،فهذا ما يعود أساسا لسطوة الثقافة األوربية أمام الضعف الكبير الذي اعترى الفكر اإلسالمي حينها ،فحتى رواد
الفكر التغريبي ممن وصفوا بكونهم من تالمذة اإلمام ،لم يشكل محمد عبده املرجع األساس ي لتيارهم الفكري ،بل كانت
لهم مصادرهم املختلفة التي ينهلون منها ،ولم يشكل اإلمام إال مصدرا ثانويا ،أو مدخال من مداخل إضفاء الشرعية على
مشروعهم ،فمرجعية محمد عبده توظف في إطار التنبيه ،وليس في إطار التفصيل ،كما أشارت إلى ذلك الدكتورة فاطمة
إسماعيل .وهذا ما سيقودنا للحديث عن املشروع التحديثي التحرري ومنطلقاته الفكرية وأعالمه ،وما يحمله من
مؤشرات نهضوية.
.2االتجاه التحديثي التحرري ومشاريعه النهضوية :رغم أن مطلب التحديث والتحرر يعد قاسما
مشتركا بين مختلف اتجاهات رواد اليقظة األولى خالل القرن التاسع عشر ،إال أن فئة منها ،شكل هذا املطلب أهم مالمح
مشروعها في تحقيق النهضة ،وقد تميزت هذه الفئة بأن موقفها من حضارة الغرب "موقف االنبهار مما أدى إلى اندفاع إليها
أشد ،فاحتوى مشروعها على ما يشبه النسخ ألوضاع هذه الحضارة فيما يتعلق بمظاهر الحرية خاصة ،ولكن مع ادعاء
املحافظة على األصول اإلسالمية ،ومحاولة بيان التالؤم بين هذا وذاك ،ولذلك جاء مشروعها أكثر اصطباغا بالصفة
النسخية لطرائق الغرب وأنماط حياته ،ومن أبرز من يمثل هذه الفئة السيد أحمد خان في الهند ،والطهطاوي في مصر،
xvii
وخير الدين التونس ي في تونس".
ويتبلور التصور اإليديولوجي لهذا املشروع من خالل دائرتين ،هما" :الدائرة الوصفية للواقع ،والدائرة املعيارية ملا ينبغي
أن يكون عليه الواقع… ويتفق هذا املنطق مع السلفية في الدائرة األولى ،حيث وصف كل منهما الواقع بأنه واقع متردي
ومتخلف إلى أقص ى حد ،في جميع املجاالت ،غير أن النموذج املطلوب االقتداء به هنا ،هو النموذج الغربي ،من هنا أطلق
على هذا التيار االتجاه التغريبي ،والفكرة املوجهة عنده هي تقليد أوربا ،واصطناع وسائل قوتها ونظمها ،واألخذ بأسباب
xviii
تقدمها ،والهدف مواجهة أوربا نفسها بعين سالحها ،وبنفس منطقها ولغتها".
وقد أحدث أصحاب هذا املشروع ارتباكا فكريا هائال للنخب املثقفة نتيجة توجسهم من التراث ،فكانت النتيجة "تبرم
xix
ساخط بالتراث ،وقول بحداثة تجب ما قبلها ،مع استعادة للتماش ي القياس ي العاجز عن التجاوز فضال عن اإلبداع".
وإذا كان هذا املسلك املفارق ،قد وقع االضطرار إليه كمعالجة استثنائية دفاعية ملواجهة التحدي الغربي ،وليس ميال إلى
تقليده واالنتصار لثقافته ومنظومته الحضارية ،لكن ذلك سيتحول مع مرور الزمن "ليصبح اختيارا ينظر له كما سبق
أن رأينا ،ثم سيفض ي–وهذا هو األهم -إلى ترسيخ املفارقة النهضوية وتعميق الفصام الثقافي .ذلك أن العمل على إحراز
ّ
والحد من التجانس الثقافي الخاص ،وهي قدر من التقدم املادي ،كان مرتبطا بالحرص على االستمرارية التاريخية
xx
اعتبارات ال تتفق بحال مع اختيار الحداثة وحرصها على القطع مع املاض ي".
ومع كل هذه االختالالت التي يسجلها منتقدو هذا االتجاه ،فقد حمل رواده مجموعة من املشاريع ما أثرى الفكر النهضوي
العربي واإلسالمي في جوانب مختلفة ،فنجد رفاعة الطهطاوي قد دشن مشروع االنفتاح الثقافي ،من خالل نشاطه
الدؤوب في مجال الترجمة للمؤلفات الفرنسية "في األدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم على اختالفها ،داعيا إلى تحرير
العقل من الخرافات واألوهام وقيود التقليد ،واالستفادة من التحضر الغربي في وجوهه املختلفة.
وقد وافى الطهطاوي نزوع محمد علي إلى االنفتاح على الغرب ،لألخذ من علومه وصناعاته وخاصة منها العسكرية ،فوجد
في ذلك ما يعينه على مشروعه فتعاون معه وتقلد مناصب في الترجمة ،ثم أنشأ كلية للترجمة ،توسعت فأصبحت شبيهة
xxi
بجامعة أهلية ،ظل يمارس من خاللها تحقيق مراده في االنفتاح على حضارة الغرب".
ويبين الطهطاوي اإلطار العام الذي تحرك فيه مشروعه بقوله" :إن البالد اإلسالمية قد برعت في العلوم الشرعية والعمل
بها ،وفي العلوم العقلية ،وأهملت العلوم الحكمية بجملتها ،فلذلك احتاجت إلى البالد الغربية في كسب ما ال تعرفه،
وجلب ما تجهل صنعه ...فثمرة هذا السفر تحصل إن شاء هللا تعالى بنشر هذه العلوم والفنون اآلتية في الباب الثاني،
ّ
وبكثرة تداولها وترجمة كتبها وطبعها في مطابع ولي النعم ،فينبغي ألهل العلم حث جميع الناس على االشتغال بالعلوم
xxii
والفنون والصنائع النافعة".
وإذا كان رفاعة الطهطاوي قد سلك طريق االنفتاح الثقافي والعلمي ،فإن خير الدين التونس ي قد مكنه االطالع على
األوضاع الحضارية والسياسية بأوربا عن قرب ،من الشروع في اإلصالح اإلداري واملؤسس ي والتشريعي ،ويلخص خير الدين
مشروعه النهضوي بقوله" :والغرض من ذكر الوسائل التي أوصلت املمالك األوربية إلى ما هي عليه من املنعة والسلطة
الدنيوية ،أن نتخير منها ما يكون بحالنا الئقا ،ولنصوص شريعتنا مساعدا وموافقا… وبناء على ذلك يقال هنا هل يمكننا
اليوم الحصول على االستعداد املشار إليه ،دون تقدم في املعارف وأسباب العمران املشاهدة عند غيرنا ،وهل يتيسر ذلك
التقدم دون إجراء تنظيمات سياسية ،تناسب التنظيمات التي نشاهدها عند غيرنا في التأسيس على دعامتي العدل
xxiii
والحرية ،اللذين هما أصالن في شريعتنا ،وال يخفى أنهما مالك القوة واالستقامة في جميع املمالك".
وقد حرص خير الدين على القيام بمجموعة من اإلصالحات ،ساعده في ذلك تقلده ملنصب وزير الحربية ورئيس مجلس
الشورى ،ثم رئيسا ملجلس الوزراء بتونس" ،فقام بإصالحات ذات شأن في جميع نواحي الحياة االقتصادية والتربوية
واإلدارية ،وقاوم الرشوة والفساد واضطهاد الرعية ،فاكتسب بذلك حب الناس ،وسار بالبالد نحو االنتعاش في كل
مجال ،ولكن عوامل املعارضة كانت تتجمع ضده من جهات شتى ،التفت فيها مراكز القوى املستفيدة من الفساد مع
الباي محمد الصادق نفسه ،الذي نقص ريعه بحزم خير الدين وضبطه ،مع الجهات الخارجية الفرنسية واإليطالية
خصوصا لتضييق االستدانة منهم ،وانتهى األمر أخيرا بتقديم استقالته إلى الباي ،قض ى بعدهن في تونس أعواما سودا
من املضايقة والهجران .ثم استدعي إلى األستانة ،وقد َّأمل فيه السلطان عبد الحميد أن يستعين به في إصالح دولته
البالغة السوء .فواله رئاسة الوزراء ،وبعد ثمانية أشهر تبين أن الرجلين ال يلتقيان ،فوقع عزله .وبقي بعد ذلك عشر
xxiv
سنوات ال يشغل فيها شيئا ذا بال حتى توفي سنة ".1890
أما املصلح الهندي الكبير السيد أحمد خان (1898-1817م) فقد ارتكز مشروعه على التربية ،وقد مكنه سفره إلى
بريطانيا من اغتنام الفرصة" ،فاتصل بالكثير من املفكرين والعلماء ،وأخذ يدرس أوضاع التحضر وسببه مع عناية
خاصة بالنظام التربوي محتوى ومنهجا ،وبذلك الدرس استقر في ذهنه ما كان يراه من قبل في اإلصالح ،وارتسم عنده
املشروع اإلصالحي للهند وللمسلمين فيها خاصة .وملا رجع إلى بلده شرع في تنفيذ ما كان سطره في عقله على أرض الواقع،
واتخذ لذلك تأسيس كلية عليكرة املشهورة التي جعل يخرج فيها الرجال الذين يحملون فكره لينشروه في أرجاء الهند .وقد
كان منهجه في ذلك التركيز على التربية واالبتعاد عن السياسة وأحداثها وقضاياها xxv".وتعتبر آراء السيد أحمد خان أكثر
انبهارا بمدنية الغرب وعلومه ،وميال إلى األخذ بأسباب التقدم عن الغرب من سابقيه –الطهطاوي وخير الدين -أما
املحافظة على اإلطار اإلسالمي فهي مجرد دعوى شكلية ،ويدل على ذلك قوله" :إن النور اليوم يأتي من الغرب بعد أن كان
يشرق من الشرق ،فيجب أن نأخذ من أوربا علومهم ومدنيتهم ،ونسير مع الزمان في مضمار الحياة العصرية ،وذلك ال
xxvi
يفقد املسلمين شخصيتهم ودينهم ،وإنما يفقدهم ذلك الجهل ال العلم".
أما مشروع عبد الرحمن الكواكبي (1902-1854م) فقد تمحور حول قيمة الحرية وتخليص األمة من االستبداد ،وكان
لصراعات الكواكبي مع رجال السلطة األتراك بسوريا ،وعلى رأسهم والي حلب عارف باشا ،األثر الكبير في منزعه السياس ي
هذا ،باإلضافة إلى اطالعه على آراء الكاتب اإليطالي ألفييري ( ،)1803-1749الذي درس كتب روسو وفولتير ومونتسكيو
فعشق الحرية وكره االستبداد.
كما أن ترحاله إلى مختلف البلدان اإلسالمية بإفريقية وآسيا حتى بلغ جزيرة جاوة ،مكنه من دراسة أحوال الناس عامة
وأحوال املسلمين منهم خاصة ،ومعرفة أسباب التخلف ،مما أسهم في بلورة مشروعه اإلصالحي في كتابين هما :طبائع
االستبداد ،وأم القرى.
"لقد كانت خالصة مشروع اإلصالح عند الكواكبي ،أن األمة اإلسالمية إنما انحطت بأمراض محورها العام هو االستبداد،
وأن معالجة ذاتها ودفعها إلى النهوض ال يكون إال برفع االستبداد في شتى مظاهره عنها لتكون حرة ،وأن ذلك كله ال يتم إال
بالتربية على نفس متطاول ،تأتي نتائجه بعد حين ،في غير هيجان وثورة ،فإن ذلك ال يثمر شيئا .إنه منهج نظري جميل،
xxvii
ولكن العمر لم يمهل صاحبه طويال ليوضح مشروعه بمزيد من الشرح وش يء من العمل".
ومع ذلك فإن مشروع الكواكبي يعتبر عمال متفردا وغير مسبوق ،لكونه يسلط الضوء على أشد أسباب تخلف الشرق،
وهو االستبداد السياس ي ،ليظهر بذلك بعدا سياسيا ألطاريح النهضة ،ظل مفتقدا أو خافتا لدى مختلف رواد اليقظة
األولى.
خالصة إن هذه املشروعات النهضوية على اختالف أصحابها وتباين تياراتها ،ورغم كل العقبات والصعاب
التي واجهت أصحابها ،واإلخفاقات واالختالالت التي يسجلها النقاد ،إال أنها شكلت مؤشرا قويا للنهوض الحضاري خالل
القرن التاسع عشر امليالدي ،وحققت قدرا من التراكم النهضوي الذي ستستفيد منه األجيال الالحقة ،السيما مع تحول
عمليات النهوض وانتقالها من مشروعات فردية محدودة ،ترتبط مباشرة بأفرادها ،إلى مشروعات جمعية أو مؤسساتية،
تمثل في إنشاء أحزاب وحركات ومنظمات وجمعيات ،شقت طريقها نحو تحمل أعباء تغيير الواقع العربي واإلسالمي،
وإصالحه والنهوض به نحو عاملية جديدة ،تأخذ باألمة إلى مدارج الحضارة ،بحسب متطلبات الظروف الجديدة التي يمر
بها العالم اإلسالمي ،بعد أن تلكأت الجهود الفردية التي بذلها رجال اإلصالح والتغير والنهوض السابقون في العالم
xxviii
اإلسالمي ولم تحقق أهدافها املرجوة.
ورغم التطور الفكري الذي حصل ضمن امتدادات التيار التحديثي ،متساوقا مع املوضات اإليديولوجية التي عرفها القرن
العشرين ،وكثافة الغزو االستعماري الشامل للبلدان اإلسالمية ،مما أحدث انزياحا كبيرا نحو العلمانية والتغريب من
قبل النخب واملؤسسات التي تمثل هذا االتجاه ،وهو ما يعتبر ارتدادا وتنكرا ملبادئ رواد اليقظة األولى ،من أمثال
الطهطاوي والكواكبي وخير الدين وغيرهم ،الذين رفضوا الخروج عن إطار املرجعية اإلسالمية ،وظلوا يؤكدون أن األخذ
عن الغرب مقيد بمجاالت محددة وضوابط معينة ،تتفاوت حسب كل اتجاه .غير أن القرن العشرين لم يكد تنصرم آخر
عقوده ،حتى توج بانبعاث قوي للصحوة إلسالمية التي دشنت رجوعا قويا إلى قيم الدين ومبادئه ،ووقعت حسب البعض
على استمرارية الروح النهضوية واإلصالحية داخل جسم األمة ،وفي ارتباط بثوابتها وحضارتها .وهو ما يشكل بدوره مؤشرا
قويا الستمرار املسار النهضوي ،الذي دشنه رواد اليقظة العربية األولى بمشاريعهم القائمة على التأصيل والتوحيد،
والتوفيق بين القيم الدينية األصيلة ومتطلبات التمدين والتقدم.
الئحة املراع
نكاز ميمون" ،مالحظات حول فكر ومشاريع النهوض أنظار حول الرؤية واملنهج" ،فصلية املنعطف (وجدة :عدد 19-18سنة .1
.)2001/ 1422
األفغاني جمال الدين وعبده محمد (تحقيق وجمع :صالح الدين البستاني) :مجلة العروة الوثقى (القاهرة :دار العرب للبستاني، .2
الطبعة الثالثة ،1993ط.)3
أمين أحمد :زعماء اإلصالح في العصر الحديث ،موسوعة أحمد أمين اإلسالمية (بيروت :دار الكتاب العربي ،ب.ت ،ب.ط). .3
إسماعيل فاطمة" ،دور الفكر اإلسالمي في النهضة الحديثة" ،املؤتمر الدولي السادس للفلسفة اإلسالمية :اإلسالم ومشروعات .4
النهضة الحديثة (مصر :جامعة القاهرة.)2001 ،
عبده محمد (تحقيق وتقديم :الشيخ يوسف الغزال) :رسالة التوحيد (بيروت :دار إحياء العلوم1979 ،م ،ط.)3 .5
األنصاري محمد جابر" ،النهج التوفيقي إشكالية الالحسم في الفكر والواقع" ،عالم الفكر (الكويت :املجلد السادس والعشرون، .6
العددان الثالث والرابع.)1998 ،
النجار عبد املجيد :سلسلة الشهود الحضاري لألمة املسلمة ،مشاري اإلشهاد الحضاري( 3ب.م :دار الغرب اإلسالمي،2006 ، .7
ط.)2
وقيدي محمد واحميدة النيفر :ماذا أخفقت النهضة العربية؟ (بيروت :دار الفكر1422 ،ه2002/م ،ط.)1 .8
غليون برهان :اغتيال العقل ،محنة الثقافة العربية بين التبعية والسلفية (تونس :دار املعرفة للنشر ،1989 ،ط.)1 .9
الطهطاوي رفاعة (تحقيق :محمد فهمي حجازي) :تخليص اإلبريز في تلخيص باريز (القاهرة :طبعة الهيئة املصرية العامة للكتاب، .10
.)1974
التونس ي خير الدين (تحقيق :معن زيادة) :أقوم املسالك في معرفة أحوال املمالك (بيروت :املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر .11
والتوزيع ،1985 ،ط.)2
الكفيش ي عامر :مقومات النهوض بين األصالة والتجديد (بيروت :دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع1427،هـ2006 ،م ،ط.)1 .12
* أستاذ باحث ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية-الجديدة.
iنكاز ميمون" ،مالحظات حول فكر ومشاريع النهوض أنظار حول الرؤية واملنهج" ،فصلية املنعطف (وجدة :عدد 19-18سنة ،2001/ 1422
ص .118
iiاألفغاني جمال الدين وعبده محمد (تحقيق وجمع :صالح الدين البستاني) :مجلة العروة الوثقى (القاهرة :دار العرب للبستاني ،الطبعة
الثالثة ،1993ط ،)3ص .96
iiiاألفغاني جمال الدين وعبده محمد :مجلة العروة الوثقى ،مرجع سابق ،صص .95-75
ivأمين أحمد :زعماء اإلصالح في العصرالحديث ،موسوعة أحمد أمين اإلسالمية (بيروت :دار الكتاب العربي ،ب.ت ،ب.ط) ،ص.348-347
vاألفغاني جمال الدين وعبده محمد :مجلة العروة الوثقى ،مرجع سابق ،ص .74
viاألفغاني جمال الدين وعبده محمد :مجلة العروة الوثقى ،مرجع سابق ،ص .25
viiن األفغاني جمال الدين وعبده محمد :مجلة العروة الوثقى ،مرجع سابق ،ص .112
viiiالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،ص .35
ixالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،ص .40
xالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،ص .42
xiإسماعيل فاطمة" ،دور الفكر اإلسالمي في النهضة الحديثة" ،املؤتمر الدولي السادس للفلسفة اإلسالمية :اإلسالم ومشروعات النهضة
الحديثة (مصر :جامعة القاهرة ،)2001 ،ص .447
xiiاألفغاني جمال الدين وعبده محمد :مجلة العروة الوثقى ،مرجع سابق ،ص .21
xiiiمحمد عبده (تحقيق وتقديم :الشيخ يوسف الغزال) :رسالة التوحيد (بيروت :دار إحياء العلوم1979 ،م ،ط ،)3ص .109
xivعبده محمد ،مرجع سابق ،ص .111
xvاألنصاري محمد جابر" ،النهج التوفيقي إشكالية الالحسم في الفكر والواقع" ،عالم الفكر (الكويت :املجلد السادس والعشرون ،العددان
الثالث والرابع ،1998 ،ص .251
xviاألنصاري محمد جابر" ،النهج التوفيقي إشكالية ،"...مرجع سابق ،ص .488
xviiالنجار عبد املجيد :سلسلة الشهود الحضاري لألمة املسلمة ،مشاري اإلشهاد الحضاري( 3ب.م :دار الغرب اإلسالمي ،2006 ،ط )2ص
.79
xviiiإسماعيل فاطمة" ،دور الفكر التغريبي في النهضة الحديثة" ،مرجع سابق ،ص .453
xixوقيدي محمد واحميدة النيفر :ماذا أخفقت النهضة العربية؟ (بيروت :دار الفكر1422 ،ه2002/م ،ط ،)1ص .21
xxغليون برهان :اغتيال العقل ،محنة الثقافة العربية بين التبعية والسلفية (تونس :دار املعرفة للنشر ،1989 ،ط ،)1ص .185
xxiالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،ص.81
xxiiالطهطاوي رفاعة (تحقيق :محمد فهمي حجازي) :تخليص اإلبريز في تلخيص باريز (القاهرة :طبعة الهيئة املصرية العامة للكتاب،)1974 ،
صص .149-147
xxiiiالتونس ي خير الدين (تحقيق :معن زيادة) :أقوم املسالك في معرفة أحوال املمالك (بيروت :املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
والتوزيع ،1985 ،ط ،)2ص148-147
xxivالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،ص .84
xxvالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،ص .85
xxviأمين أحمد :زعماء اإلصالح في العصرالحديث ،مرجع سابق ،ص .142
xxviiالنجار عبد املجيد عمر :مشاري اإلشهاد الحضاري ،مرجع سابق ،صص .92-91
xxviiiالكفيش ي عامر :مقومات النهوض بين األصالة والتجديد (بيروت :دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع1427،هـ2006 ،م ،ط ،)1ص
.525