You are on page 1of 60

‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫المقدمة‬
‫‪ .‬لم يكن هم اإلنسان البدائي الذي لم يعرف االستقرار بعد إال المحافظة على‬
‫جسده ومنقوالته‪ . 1‬ولكن‪ ،‬مع تطور نسق الحياة وازدهارها وبداية تشكل الحياة‬
‫الحضرية‪ ،‬نشأ مفهوم الحياة الخاصة وبدأ يتطور وأصبحت حماية الحياة الخاصة هدفا‬
‫تسعى جل الدول إلى تأكيد حمايته‪.‬‬
‫‪ .‬وتعتبر الحياة الخاصة اليوم من أهم حقوق اإلنسان وتأتي ضمن إطار حماية‬
‫وتكريس الحريات والتمتع بالحياة الخاصة هي أيضا من الحقوق المعترف بها لإلنسان‬
‫منذ القدم‪ ،‬إذ أن له الحق في أن تكون له دائرة سرية يترك فيها دون تدخل من أي‬
‫شخص‪.‬‬
‫ونفس السياق أكده األس تاذ هنري مازو بقوله "إن الشعور العميق بالتستر‬
‫والحياء المتغلغل في أعماق كل كائن بشري يقتضي حماية سر الحياة الخاصة أي‬
‫الشخصية والعائلية وبدون هذا السر تنعدم الحرية فسر الحياة الخاصة هو من مظاهر‬
‫حرية وجودنا"‪.2‬‬
‫وذلك باعتبار أن لكل شخص حياته الخاصة ودائرته السرية المغلقة بحيث‬
‫يكون هو الشخص الرئيسي المتحكم بهذه الدائرة‪.‬‬
‫والحقيقة أن مفهوم الحياة الخاصة من أشد المفاهيم اتساعا وتعقيدا وغموضا‬
‫وذلك نظرا إلى أن المعايير التي يحملها نسبية ومرتبطة بتقاليد المجتمع وتطوره‪ ،‬كما‬
‫أن فقه القضاء لم يخصه بتعريف جامع واكتفت جملة األحكام المتعلقة بالحياة الخاصة‬
‫بإبراز محتواها‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ 1‬علي كحلون ‪ :‬الجوانب القانونية لقنوات االتصال الحديثة والتجارة االلكترونية‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪2 PERRE (K) : La protection de la vie privée, protection du secret de la vie privée, TI, édition Litec, 1989,‬‬

‫‪préface de MAZEAUD (H), p1.‬‬

‫‪1‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫وفعال تتكون الحياة الخاصة من جملة من العناصر‪ ،‬ولعل أهم هذه العناصر‬
‫المسكن الذي يعتبر أهم إطار للحياة الخاصة‪.1‬‬
‫فما هو مفهوم المسكن ؟‬
‫وتماشيا مع ذلك فإن األستاذ كاربوني‪ 2‬يصرح في قول له أن "قلعة الفرد‬
‫م سكنه وهي عبارة تبرز فكرة أساسية تتمثل في الطمأنينة التي يشعر بها الشخص‬
‫عندما يكون بمنزله‪ ،‬ذلك المكان الذي ينعم فيه بالراحة واألمن والتستر‪ ،‬بعيدا عن‬
‫أعين الرقباء والفضوليين‪.3‬‬
‫إذ أن المسكن في إطار الحياة الخاصة يمثل الفضاء الذي يمكن أن تنمو فيه‬
‫شخصية الفرد وتزدهر وبالتالي يؤثر بصفة مباشرة في اختيارات األفراد وتوجهاتهم‬
‫أيا كان ميدانها‪ ،‬وبذلك وقع االهتمام بالغاية التي يهدف إليها التشريع المهتم بالمسكن‪،‬‬
‫إذ أن هذا األخير يمثل نقطة التقاء بين العالقات المالية والعالقات الشخصية‪.‬‬
‫‪ .‬وفعال يمثل المسكن بالنسبة للشخص قيمة مالية وأخرى غير مالية‪ ،‬إال أنه‬
‫يقع التركيز على األولى نتيجة توظيف حقوق مالية عليه مثل حق الملكية وحق‬
‫التسوغ‪.‬‬
‫إال أنه بالرغم من تجاهل القيمة الوظيفية لهذا المسكن‪ ،‬ألنه ال شك أن المسكن‬
‫بعيدا عن القيمة المالية‪ ،‬يحدد تطور اإلنسان ويبرز من الناحية القانونية وكأنه الوسط‬
‫الذي يضمن حقوق الفرد ونمو شخصيته‪.‬‬
‫كما يمثل من الناحية المادية المكان الذي يحمي السالمة الجسدية للشخص إذ‬
‫يقيه شر العوامل الطبيعية وكذلك أذى اآلدميين‪.‬‬

‫فما هي طبيعة هذا المفهوم ؟‬


‫الجدير بالمالحظة في هذا اإلطار بأن تعريف المسكن يثير الفضول من‬
‫منطلق اإلقرار بأن المشرع التونسي لم يتعرض إلى تعريف قانوني للمسكن لكننا‪،‬‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫‪DE CHAVANNE (A) et FAYARD (M.C) : Violation du domicile, JCP, art 184, 1984 (ancien code français).‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪CARBONNIER (J) : Droit civil, « les personnes », éd. PUF, XVIIème édition, 1984, p58.‬‬
‫عبد هللا األحمدي ‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي‪ ،‬طبعة أوربيس للنشر‪ ،1993 ،‬ص ‪.155‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫نجده صلب الفصل ‪ 267‬م‪.‬ج يعرف المحل المسكون بأنه "كل بناء أو مركب أو‬
‫خيمة أو مكان مسيج معد لسكنى اإلنسان ويعتبر المحل مسكونا بالمعنى المقصود‬
‫بالفصل ‪ 260‬ولو لم يكن أحد نازال به عند وقوع الجريمة"‪.‬‬
‫لكن هذا التعريف يبقى قاصرا عن تعريف المسكن تعريفا واضحا وشامال ذلك‬
‫أنه يرتبط بجريمة السرقة الموصوفة التي نص عليها الفصل ‪ 260‬ولذلك فهو يبقى‬
‫تعريفا ناقصا ومحدودا في نطاق معين ال يمكن تجاوزه للحديث عن االعتداءات‬
‫األخرى التي تتسلط على المسكن‪.‬‬
‫إضافة لذلك نجد أحكام الفصل ‪ 268‬م‪.‬ج تنص على أن "الصحون ومحالت‬
‫تربية الطيور واالسطبالت والمباني المالصقة إلحدى المحالت المبينة بالفصل المتقدم‬
‫ولو كان لها سياج خصوصي في السياج العام للمحل أو بحرمه العام تعتبر من‬
‫المحالت المسكونة"‪.‬‬
‫إذا ما اعتمدنا كذلك أحكام هذا الفصل فإننا لن نتوصل إلى مفهوم حقيقي‬
‫للمسكن باعتبار أن هذا الفصل كذلك يتصل بمفهوم المسكن في جريمة السرقة‬
‫الموصوفة لوقوعها ببعض الوسائل المحددة قانونا وذلك في محاولة منه لحماية‬
‫المسكن من االعتداء المسلط عليه وهو ما أقرته محكمة التعقيب في قرارها الجزائي‬
‫عدد ‪ 1664‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1962‬الذي جاء به‪" :‬وقد أراد المشرع حماية‬
‫المساكن وصيانتها ومعاقبة كل من يتعمد ارتكاب السرقة داخل تلك المساكن بإحدى‬
‫الوسائل التي نص عليها الفصل ‪ 260‬م‪.‬ج‪.1‬‬
‫لذلك فإن هذا التعريف ال يمكن األخذ به لقصوره عن تحديد مفهوم المسكن‬
‫ونظرا لضيقه يتجه البحث في فقه القضاء إليجاد تعريف أوسع أو شامل للمسكن‪.‬‬
‫فقد تبنت محكمة التعقيب تعريفا موسعا للمسكن فاعتبرت بأن‪" :‬المقصود‬
‫بالمحل المسكون هو كل بناء أو مركب أو خيمة أو مكان فسيح معد لسكنى اإلنسان‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 1664‬مؤرخ في ‪ ،1962-12-15‬ن‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬قسم جزائي‪ ،1962 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪3‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ويعتبر المحل مسكونا بالمعنى األتم ولو لم يكن أي أحد نازال به عند وقوع‬
‫الجريمة"‪.1‬‬
‫كما اعتبرت في نفس القرار بأن المسكن يشمل "كل األماكن التي يعدها‬
‫اإلنسان ليأوي إليها كالمنازل والبيوت والخيام"‪.‬‬
‫ونالحظ أنه رغم أهمية هذا المفهوم إال أنه يتجه التوسيع فيه أكثر ليشمل عدة‬
‫أماكن أخرى اعتاد اإلنسان اإلقامة فيها ولذلك يمكننا االلتجاء إلى ما توصل إليه الفقه‬
‫وفقه القضاء الفرنسي بشأن مفهوم المسكن‪.‬‬
‫فقد عرف الفصل ‪ 184‬م‪.‬ج المسكن بأنه‪" :‬المكان الذي يكون مقرا رئيسيا‬
‫للشخص" كما عرفه الفقيه "قارو" على النحو التالي "المسكن حسب الفصل ‪ 184‬م‪.‬ج‬
‫هو المكان المخصص للسكنى واإلقامة الحقيقية للمواطن"‪.2‬‬
‫أما الفقيه "قارسون" فقد عرف المسكن بأنه "المنزل أو اإلقامة الخاصة للفرد‬
‫وهو كل محل سكنى مشغول من الشخص وهو بيت كل إنسان"‪.3‬‬
‫أما محكمة التعقيب الفرنسية فقد عرفته في قرارها المؤرخ في ‪ 24‬جوان‬
‫‪" 1893‬كل مكان يشغله من له الحق في ذلك أو غيره بعد مصادقته بصفة متواصلة‬
‫أو مؤقتة"‪.‬‬

‫لكن وبما أن المسكن ال يقتصر على المقر األصلي للشخص فقط وإنما يشمل‬
‫كذلك كل مكان يتمتع فيه بحق اإلقامة‪ ،‬فقد قامت محكمة التعقيب الفرنسية بتجاوز‬
‫المفهوم الذي اعتمدته لتعتبر في قرارها المؤرخ في ‪ 26‬فيفري ‪ 1963‬بأن "المسكن‬
‫ال يعني فقط المكان الذي يوجد به المقر األصلي للشخص بل هو المكان الذي سواء‬
‫كان يسكن به أوال يخوله بأن يعتبر نفسه في بيته وذلك بقطع النظر عن الصفة‬
‫القانونية لشغوله أو الوصف المعطى للمحالت"‪.4‬‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 13172‬مؤرخ في ‪ ،1986-02-26‬ن‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬قسم جزائي‪ ،‬سنة ‪ ،1987‬عدد ‪ ،1‬ص‪.367‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪GARRAUD : Traité de droit pénal, 3ème édition, TIV, n°1545.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪GARCON (E) : Code pénal annoté, sous art 184.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Cass.crim 26-02-1963, D 1963, somm 68, Bull.crim, n°92.‬‬

‫‪4‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫لقد أرسى هذا القرار مفهوما موسعا للمسكن يشمل صورا جديدة له تشملها‬
‫بالعناية واإلقرار فأصبحت توابع المسكن جزء منه‪ .‬وهذه التوابع تتمثل في الشرفات‬
‫والسطوح والدهاليز والحدائق إذا كانت مغلقة وكذلك العربات المجرورة المستعملة‬
‫كمسكن‪.1‬‬
‫من هذا المنطق نستنتج أن المشرع سوى بين المحل المسكون وبعض األماكن‬
‫التابعة له وذلك بالفصل ‪ 268‬م‪.‬ج الذي أقر أن "الصحون ومحالت تربية الطيور‬
‫واإلسطبالت والمباني المالصقة إلحدى المحالت المبينة بالفصل المتقدم ولو كان لها‬
‫سياج خصوصي في السياج العام للمحل أو بحرمه العام تعتبر من المحالت‬
‫المسكونة"‪.‬‬
‫وبالتالي فإن المشرع اهتم بتوابع المسكن وجعلها خاضعة لنفس أحكام المسكن‬
‫وذلك ألنها مخصصة لمنفعته ومتصلة به ولو كان لها سياج خصوصي داخل السياج‬
‫العام ومثال ذلك "غرفة الغسيل" و"محالت تربية الطيور واالسطبالت"‪ ...‬وبناء‬
‫عليه‪ ،‬فإن التوابع الموجودة داخل السور المحيط بالمسكن والتي تكون جزءا منه‬
‫وامتدادا له تشملها العناية ونتيجة لذلك فإن كل اعتداء عليها هو اعتداء على المسكن‬
‫ذاته يستوجب تسليط العقوبات التي أقرها المشرع لحماية المسكن ومثال ذلك الدهاليز‬
‫أو حديقة المنزل أو الشرفات أو السطوح وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع التونسي لم‬
‫يقتصر على ما أقره صلب أحكام الفصلين ‪ 267‬و ‪ 268‬م‪.‬ج بل واصل اتجاهه‬
‫الموسع في تعريفه للمسكن أو للمحل المسكون أو المكان المسيج المعد لسكنى اإلنسان‬
‫وملحقاته وتوابعه‪.‬‬
‫وتماشيا مع هذا السياق فقد نص الفصل ‪ 269‬م‪.‬ج على أنه "تعد معاطن أو‬
‫مرابض أو غيره أو باللوح أو تخوم من نبات حي أو يابس أو بحائط كيفما كانت مواد‬
‫تركيبه وكيفما كان ارتفاع وعمق وحالة وقدم تلك األنواع من المنتجات ولو لم تكن لها‬
‫أبواب تغلق بمفاتيح أو غيرها أو كانت األبواب ذات فرج أو مفتوحة عادة‪ ،‬والمعاطن‬

‫‪‬‬
‫عبد هللا األحمدي‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫أو المرابض القارة المعدة لوضع الحيوانات باألراضي بأي كيفية كان صنعها تعتبر‬
‫أيضا مسيجات"‪.‬‬
‫تجدر اإلش ارة إلى أنه رغم هذا التوسيع التشريعي الذي اعتمده المشرع في‬
‫تعريفه للمحل المسكون فإن ذلك لم يمنع الفقه وفقه القضاء من تأكيد هذا التوسيع‬
‫وعلى انتهاج نفس المعنى وذلك في محاولة لوضع مفاهيم متعددة للمسكن تنصهر فيها‬
‫مختلف تطبيقاته وتكون مشمولة بالحماية من كل ما يمكنه أن يتسلط عليها‪.‬‬
‫فقد اعتمد األستاذ عبد هللا األحمدي في تعريفه للمسكن مفهوما موسعا فقد‬
‫اعتبر أن المسكن قد يكون "منزال أو شقة أو باخرة أو خيمة أو كوخا وكذلك العربات‬
‫المجرورة المستعملة كمسكن متنقل"‪.‬‬
‫هذا التعريف جاء شامال لحاالت متعددة‪ ،‬والمالحظ أن فقه القضاء توخى هذا‬
‫التوجه كذلك فاعتبرت محكمة التعقيب أن ‪" :‬المراد بالمسكن هو المكان المعد للسكنى‬
‫بطبيعته أي لإلقامة فيه ليال ونهارا لمدة طويلة أو قصيرة ومن تلك المنازل‪ ،‬الفنادق إذ‬
‫يقيم فيها اإلنسان كما لو كان في منزله إذ بها يتناول الطعام ويستريح وينام كما يفعل‬
‫بمنزله الخاص"‪.1‬‬
‫فالمقصود بالمسكن وملحقاته هو كل مكان غير مباح للجمهور الدخول إليه‬
‫بدون سبب وإذن‪ ،‬بل أكثر من ذلك فقد ذهب فقه القضاء التونسي إلى اعتبار أن‬
‫الدكان الذي يباشر فيه صاحبه نشاطه ويستخدمه للسكنى في نفس الوقت يعد محال‬
‫مسكونا وهو ما يستشف من قر ار محكمة التعقيب التي أكدت أن "دكان التجارة إذا‬
‫اتخذه صاحبه مسكنا له زيادة على مباشرته لنشاطه التجاري فيه يعد محال مسكونا"‪.2‬‬
‫واعتبر فقه القضاء الفرنسي من جهته أن المسكن يشمل كذلك غرفة النزل‬
‫المؤجرة لمدة وجيزة ال تتعدى اليوم الواحد‪.3‬‬
‫ولكن المشرع التونسي لم يتعرض إلى حماية مباشرة لغرفة النزيل إذا ما‬
‫استهدفها انتهاك بالرغم من إقراره أن هذه الغرفة معدة للسكنى وتقع اإلقامة بها‪،‬‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 6742‬مؤرخ في ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،1969‬ن‪.‬م‪.‬ت‪.1969 ،‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 7964‬مؤرخ في ‪ ،1971-12-01‬ن‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬قسم جزائي‪ ،‬عدد‪ ،1971 ،1‬ص ‪.200‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Cour d’appel de Paris, 19-11-1952, Gaz Pal, 1993, n°1, p149.‬‬

‫‪6‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ونتيجة لذلك فإن أحكام الفصل ‪ 256‬م‪.‬ج يمكن أن تشملها وال يهم إن يكون كرائها‬
‫لمدة يوم واحد أو أكثر‪.‬‬
‫ومع كل ذلك فقد كان الفقه وفقه القضاء الفرنسي أكثر جرأة في تأويل عبارة‬
‫المحل المسكون فاعتبر الفقيه قارسون‪ 1‬أنه يكفي العتبار المحل مسكونا أن يكون‬
‫مكانا لإلقامة المنتظمة بالليل أو النهار كالمكتب أو المصنع الذي يقضي به العمال‬
‫كامل اليوم وبصفة منتظمة بحيث ال يعودون إلى منازلهم إال ليال‪.‬‬
‫كما اعتبر فقه القضاء الفرنسي كذلك أن المكان يعد مسكونا لمجرد الوجود‬
‫المؤقت فيه‪ ،‬وذلك لقضاء بعض الحاجات أو األعمال أو الواجبات‪ 2‬من ذلك أن‬
‫محكمة التعقيب الفرنسية اعتبرت أن "المكاتب والورشات والمعامل والبنوك وحتى‬
‫مراكز الشرطة بمثابة المساكن ألنها تستجيب لحاجيات المحل المسكون‪.3‬‬
‫وبالرجوع كذلك إلى فقه قضاء محكمة التعقيب الفرنسية في قرارها المؤرخ‬
‫في ‪ 24‬جوان ‪ 1987‬فإن "مكتب رئيس غرفة الحرفيين يعد مسكنا قانونا"‪ .4‬وبذلك‬
‫فإن فقه القضاء الفرنسي ينظر مقر العمل المشغول بصفة فعلية بالمسكن على أساس‬
‫الفصل ‪ 226-4‬جديد من المجلة الجنائية الفرنسية ولكن أحكام الفصل ‪ 256‬م‪.‬ج تبدو‬
‫واضحة فقد حدد أن المحل المعد للسكنى فقط موضوع اهتمام وحماية وذلك على‬
‫خالف ما وصل إليه فقه القضاء الفرنسي‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فقد كان فقه القضاء جريئا لما توخى منهجا موسعا عند‬
‫تأويل عبارة المحل المسكون فقد اعتبرت محكمة التعقيب من بين المحالت المسكونة‬
‫مركز الوالية‪ 5‬وأساس ذلك أن الموظفين يجتمعون به في أوقات طويلة بالليل أو‬
‫النهار إضافة إلى وجود من يحرسه وينام فيه وبذلك اعتبره فقه القضاء كافيا العتبار‬
‫المحل مسكونا‪ .‬وبناء عليه فال يشترط تحقق كل مظاهر اإلقامة والسكنى بالمكان ليعد‬
‫مسكونا بل يكفي أن يأوي إليه الشخص ويبيت فيه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪GARCON (E) : Code pénal annoté tunisien (art 1 à 405), p 1193.‬‬
‫عبد المهيمن بكر ‪ :‬القسم الخاص في قانون العقوبات‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1970 ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي فرنسي مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1955‬ص ‪. 7‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪4‬‬ ‫‪Cass.crim 24-06-1987, JCP, 1987, IV, 302.‬‬
‫قرار جزائي عدد ‪ 6‬مؤرخ في ‪ 24‬جوان ‪ ،1969‬ن‪.‬م‪.‬ت‪ ،19639 ،‬ص ‪.117‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫من هذا المنطق وبالنظر إلى تطور الحياة ومستوى العيش يطرح التساؤل حول‬
‫مدى اعتبار السيارة مسكنا ؟‬
‫إال أن هذه المسألة عرفت تطورا هاما ففي مرحلة أولى اعتبر أن السيارة ال‬
‫تعد مسكنا وذلك ألنها مجعولة لغاية التنقل ال اإلقامة وعالوة على ذلك فإنها شبه‬
‫مفتوحة وال يمكن للشخص أن يخفي فيها أسراره الخاصة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإذا ما‬
‫اعتبرت السيارة امتداد للمسكن تطرح صعوبات عملية تتعلق مثال باحترام أوقات‬
‫التفتيش وإجراءاته وهو ما ال ينطبق بصفة عادية على السيارة‪.1‬‬
‫إال أن جانبا من الرأي الرائج حاليا يعتبر أن السيارة يمكن أن تكون مسكنا‬
‫وليس ثمة ما يمنع ذلك استنادا إلى أن ديمومة اإلقامة ليست شرطا الزما العتبار‬
‫السيارة مسكنا‪.‬‬
‫لكن المالحظ هو أن الرأي المستقر عليه في الغالب هو أن السيارة ال تعد‬
‫مسكنا مع استثناء وحيد وهو ذلك المتعلق بالعربات المجرورة والمستعملة كمسكن‪.2‬‬
‫وبالتالي فإن السيارة ال يمكن اعتبارها مسكنا الفتقارها ألدنى مقومات المسكن‬
‫ولكونها مكشوفة للعموم‪ ،‬وقد أقر فقه القضاء الفرنسي أن المكان الذي ال تتوفر فيه‬
‫التجهيزات األكثر ضرورة والتي تميز المسكن ال يمكن اعتبارها محالت معدة للسكن‪.‬‬
‫لذا تجدر اإلشارة إلى البناء الذي ال يزال تحت اإلنشاء يثير بعض اإلشكاليات‬
‫فإذا كان يسكن به حارس أو أي شخص آخر فإنه يعتبر محال مسكونا‪.‬‬
‫كما يشمل المحل المسكون أيضا المكان المعد لسكن اإلنسان "ولو لم يكن أحد‬
‫نازال فيه"‪ .3‬وال يشترط أن يكون له تركيبة أو نوع معين‪ ،‬كما يمكن أن يكون ثابتا أو‬
‫متنقال كمنزل أو خيمة‪.‬‬
‫تأسيسا على ذلك‪ ،‬فإن المحل المعد للسكنى والمحل المسكون تربط بينهما‬
‫فكرة السكنى التي تفرض إقامة الشخص في المحل سواء كانت إقامة دائمة ويكون‬
‫تبعا لذلك المحل مسكونا وبعض األماكن التابعة له كما أقره الفصل ‪268‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪CHAVANNE (A) et MONTREUIL (J) : Violation de domicile, JCP, 1984, art 184.‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا األحمدي ‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪3 Cass.crim 9-11-1992, Bull.crim, n°6 : la simple hutte de chasse est dépourvue des équipements les plus‬‬

‫‪élémentaires propres à caractériser le domicile.‬‬

‫‪8‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ونخلص القول في هذا السياق بأن المفهوم الواسع للمسكن وما يحتويه من‬
‫مميزات ودالالت يختلف حتما عن المفهوم القانوني المتمثل في المقر‪ ،‬إذ أنه يجب‬
‫التعريج عن الفرق القائم بين كل من المسكن ذو المفهوم الواقعي والمقر‪.‬‬
‫فالمقر هو ركن م ن األركان التي تعتمد للتعريف باألشخاص الطبيعية‬
‫والمعنوية على غرار االسم والجنسية‪ ،‬وهو يفيد الرابطة بين شخص ومكان معين‬
‫مفادها إما موضع االستقرار أو على األقل االنتساب إلى محل من أجل تنظيم العالقات‬
‫القانونية‪ .‬وينقسم المقر إلى حقيقي وآخر اختياري‪.1‬‬
‫فعن األول يمكن أن يكون مقرا حقيقيا عاما أو رئيسيا‪ ،2‬فالمقر العام هو الذي‬
‫يخاطب فيه الشخص قانونا‪ 3‬بصفة يعتد به القانون بالنسبة إلى نشاط الشخص‬
‫وعالقاته أما المقر االختياري أو اإلرادي هو ما صرح به الفصل ‪ 7‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت بأن‬
‫المقر الحقيقي للشخص هو "المكان الذي يقيم فيه عادة" وهو إذن محل إقامته المعتادة‪.‬‬
‫وهكذا يتضح من هذا النص أن اإلقامة الفعلية‪ 4‬هي أساس فكرة المقر الحقيقي العام‬
‫في القانون التونسي‪.5‬‬
‫وتجدر االشارة الى ان المسكن له صدى لدى المحاكم التي اجتهدت في جملة‬
‫من قراراتها معتبرة ان المسكن حقا اساسيا لكل فرد وجب التمتع به واستغالله بشكل‬
‫اليمثل فيه مساسا بغيره ‪ ،‬كما ان المحاكم أبرزت وعززت هذه االهمية على مستوى‬
‫حماية هذا المكان المقدس من كل آنتهاك ومساسا به خاصة من خالل ربط هذه‬
‫التجاوزات بمنطوق أحكام المجلة الجزائية االمر الذي يجعلنا نتساءل عن آليات حماية‬
‫المسكن ومدى نجاعتها في تحقيق ذلك ؟‬

‫‪‬‬
‫‪ 1‬علي الجلولي‪ :‬المقر في القانون التونسي‪ ،‬م‪.‬ق‪.‬ت‪ ،‬عدد ‪ ،1983 ،7‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 2‬وردت لفظة المقر بالفصل ‪ 10‬من الدستور التونسي "لكل مواطن حرية اختيار مقر إقامته في حدود القانون" وبالفصول ‪6‬و‪46‬و‪47‬و‪ 57‬من قانون‬
‫‪ 1‬أوت ‪ 1957‬المتعلق بتنظيم الحالة المدنية وبالفصل ‪ 39‬من مجلة الجنسية والفصول ‪2‬و‪7‬و‪8‬و‪9‬و‪10‬و‪30‬و‪36‬و‪43‬و‪ 46‬وغيرها م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫والفصول‪ 40‬و‪ 86‬و‪129‬و‪ 135‬وغيرها م‪.‬إ‪.‬ج والفصول ‪18‬و‪50‬و‪ 207‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬الباشا البجار ‪ :‬المقر ‪ :‬أهميته‪ ،‬صور تحديده‪ ،‬تأثيراته القانونية خاصة على سالمة االستدعاء واإلعالم‪ ،‬م‪.‬ق‪.‬ت‪ ،‬عدد‪ 1‬لسنة ‪ ،1991‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 4‬بعض األمثلة عن تكريس فكرة المقر في تشريعات بعض دول أمريكا الالتينية‪:‬‬
‫عرف القانون الفرنسي اإلقامة من خالل قانون ‪ 1‬سبتمبر ‪ 1948‬في مادة أكرية المحالت المعدة للسكنى قصد حماية مصالح الشاغلين‬ ‫حول هذا السياق ّ‬
‫للمحالت‪ ،‬جعل من اإلقامة الفعلية والمعتادة شرطا للتمتع بحق البقاء أو حق االسترجاع‪.‬‬
‫يشترط المشرع الفرنسي بالفصل ‪ 1070‬من المجلة المدنية الفرنسية تطبيق معيار محل إقامة العائلة في حاالت من ذلك الطالق واختصاص محكمة‬
‫مكان إقامة الطرفين أو من معه األبناء‪.‬‬
‫‪Art. 1070 du code de procédure civile prévoit que : « la compétence territoriale est déterminée par la‬‬
‫‪résidence au jour où la requête initiale est présentée ».‬‬
‫‪ 5‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بتونس‪ ،‬عدد ‪ 55431‬مؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ ،1962‬م‪.‬ق‪.‬ت‪ ،1966 ،‬عدد ‪ ،10‬ص‪.56‬‬

‫‪9‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫وهو ما سنروم ابرازه من خالل بحثنا معتمدين على مختلف النصوص وما‬
‫طرح على أنظار المحاكم من قضايا وكذلك ما ذهب اليه الفقه حول هذا الموضوع‬
‫ولقد ارتأينا ان يتم ذلك بالتعرض الى‬
‫الحماية الجزائية المسلطة على المسكن ضد اعتداءات عامة االفراد كفصل اول‬
‫الحماية الجزائية المسلطة على المسكن ضد تدخالت أعوان السلطة العامة في فصل‬
‫ثاني‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الفصل االول‬
‫الحماية الجزائية المسلطة على المسكن‬
‫ضد اعتداءات عامة األفراد‬

‫‪11‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫تتعدد االعتداءات المسلطة من االفراد على المسكن وكذلك الشأن بالنسبة‬


‫لشاغله هذه االعتداءات بمختلف أشكالها تتخذ مظهرا ماديا وآخر معنويا‬
‫كما تتدعم مسألة حماية السكن والحق في الراحة واالستقرار بداخله من‬
‫خالل تبرير رد فعل شاغل المسكن تجاه هذه االعتداءات وهو ما سنبينه‬
‫من خالل عرض مختلف االعتداءات المسلطة على المسكن (مبحث‬
‫أول) ثم تبرير الرد على هذه االعتداءات (مبحث ثاني)‬

‫المبحـــث االول ‪ :‬مظاهر االعتداء على المسكن‪:‬‬


‫ان االعتداءات المسلطة على حق السكن تتخذ جملة من المظاهر فيمكن‬
‫ان يتخذ االعتداء شكال ماديا (فقرة أولى) كما يمكن ان يكون ذو صبغة‬
‫معنوية (فقرة ثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬االعتداءات المادية‬


‫ان أبرز اعتداء وقع التعرض اليه صلب المجلة الجزائية التونسية وهو‬
‫ماوقع التنصيص عليه صلب الفصل ‪ 256‬م ‪.‬ج الذي نص على ان‬
‫االنسان الذي يدخل أويستقر بمحل معد للسكنى وذلك بالرغم من ارادة‬
‫صاحبه يعاقب بالسجن مدة ‪ 3‬أشهر والمحاولة موجبة للعقاب‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ونتبين من الفصل المذكور بان المشرع جرم بالفصل ‪ 256‬م‪.‬ج الدخول‬


‫وذلك بقطع النظر عن‬ ‫‪11‬‬ ‫او االستقرار بدون رضاء صاحب المحل‬
‫طريقة الدخول أو مدة االستقرار ‪.‬‬
‫كما ان المشرع التونسي لم يشترط كمثيله الفرنسي استعمال العنف أو‬
‫الخزعبالت أو االكراه ولعل ذلك يحيلنا الى سعي المشرع التونسي‬
‫لالحاطة بجميع أشكال التعدي المسلطة على المسكن ذلك ان عدم اشتراط‬
‫العنف بالنسبة لصورة الفصل ‪ 256‬م‪.‬ج من شأنه أن يشمل العديد من‬
‫االعتداءات ويعمم الصورة ألنه يكفي أن يتعلق األمر بدخول شخص‬
‫معين للمسكن وقيام الركن المادي بدون موافقة شاغل المسكن ‪.‬‬
‫كم عملت محكمة التعقيب تماشيا مع ما سبق ذكره بالتنصيص على ان‬
‫المتهم استغل انعدام رضاء شاغل المسكن وذلك صلب قرار لها عدد‬
‫‪ 9301‬بتاريخ‪ 9‬نوفمبر ‪ 1974‬الذي أقرت فيه ‪":‬ان جريمة الدخول‬
‫لمحل الغير المنصوص عليها بالفصل ‪ 256‬م‪.‬ج التستلزم معارضة‬
‫صاحب المحل بل يكفي أن يقع الدخول الى المحل بالرغم من ادارة‬
‫صاحبه أي عدم رضائه مثال ‪"2‬‬
‫أما المشرع التونسي فقد أقر بالفصل ‪ 260‬م‪.‬ج أن استعمال العنف الشديد‬
‫في السرقة سواء كان مسلطا على الشخص الواقع له السرقة او ألقاربه‬
‫يكون ظرف تشديد مما يدعم القول بأن استعمال العنف الشديد سواء ضد‬
‫شاغل المسكن أو أقاربه يكون ممكنا في جريمة االعتداء على السكن ‪.‬‬
‫كما أن مفهوم العنف يبقى موسعا وهو ماأقرته كذلك محكمة التعقيب‬
‫عندما أكدت أن العنف المقصود بالفقرة االولى من الفصل ‪ 260‬من م‪.‬ج‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 3862‬مؤرخ في ‪ 09‬جانفي ‪ ،2007‬غير منشور انظر ملحق عدد ‪01‬‬
‫‪ 1‬قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 9301‬بتاريخ ‪ 09‬نوفمبر ‪ ،1974‬ن م ت ‪ 1974‬القسم الجزائي صفحة ‪96‬‬

‫‪13‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ليس مقصودا على العنف الوارد بالفصل ‪ 218‬بل يشمل كل وسيلة‬


‫قسرية تقع على المجني عليه لتعطيل قوة المقاومة فيه واعدامه تسهيال‬
‫للسرقة‪.1‬‬
‫كما ذهبت محكمة التعقيب في نفس السياق في قرار لها مؤرخ في ‪23‬‬
‫جانفي ‪ 2002‬على بيان ان عبارة العنف الشديد الواردة بالفصل ‪260‬‬
‫م‪.‬ج جاءت مطلقة كما أن المشرع التونسي لم يعرف ذلك االعتداء‬
‫المعتبر ظرف تشديد للسرقة والمطلق يؤخذ على اطالقه فضال على أن‬
‫مبدأ التأويل الضيق للنص الجزائي ورد بغرض عدم تخصيص ما عمم‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫وكعدم تعميم ما خصص‬
‫كم ان مفهوم العنف في القديم بالنسبة للقانون التونسي متسما بالضيق فقد‬
‫التي‬ ‫جاء هذا المفهوم في حكم صادر عن محكمة تدعى "شمبيري"‬
‫أقرت آنذاك " حيث أنه يجب قانونا لوصف حجة خرق حرمة المسكن‬
‫على أساس الفصل ‪ 184‬م‪.‬ج (قديم) ‪ ،‬أن يكون الدخول الى منزل‬
‫المواطن ‪ ،‬باستعمال التهديدات أو العنف ‪ ....‬وأن التهديدات يقصد بها‬
‫الموجهة اما الى المالك أو الحائز وبصورة عامة تكون موجهة لكل من‬
‫يشغل السكن ‪.‬‬
‫االان هذا التوجه سرعان ماوقع التخلي عنه وعدم اعتماده ‪ ،‬خاصة اذا‬
‫علمنا بأن القانون التونسي كان له بعد ذلك مفهوما موسعا للعنف كان‬
‫مصدره نفس المحكمة التي أصدرت القرار السالف الذكر ‪ ،‬فقد أقرت‬
‫‪3‬‬
‫ان العنف هو " استعمال القوة للتغلب الذي يسهل العنف‬ ‫هذه األخيرة‬

‫‪‬‬
‫‪2 1‬قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 1563‬مؤرخ في ‪13‬أفريل ‪ ،1977‬ن م ت القسم الجزائي عدد ‪ 1977 / 01‬ص ‪177‬‬
‫‪ 2‬قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 12183‬مؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ،2002‬ن م ت ‪ 2002‬ص ‪251‬‬
‫‪Cour de chambéry, 4 novembre 1875-1879, 2 - 393‬‬

‫‪14‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫القيام به ‪ ...‬وحيث أن االقتصار على العنف المسلط على االشخاص‬


‫يجعل غير معاقب عليها االعتداءات التي تمثل أكثر خطورة على المسكن‬
‫"‪.‬‬
‫واضافة لكل ما وقع التعرض اليه فان االعتداءات المسلطة على السكن‬
‫وحق التمتع به التنفرد باالهمية مقارنة باالعتداءات المادية االخرى‪.‬‬

‫‪-1‬االعتداء المادي عن طريق التسور ‪:‬‬


‫عرف المشرع التونسي التسور بالفصل ‪ 272‬م‪.‬ج "يوصف بالتسور كل‬
‫دخول للديار واالماكن و‪ ....‬محالت تربية الطيور وغير ذلك من المباني‬
‫والبساتين والمعاطي والمرابض والمسيجات وقع بتسور الجدران أو‬
‫االبواب أو السقوف أوغير ذلك من األسيجة "‪ .‬وبالتالي ما وجب بيانه‬
‫هو أن التسور تجاوز للحاجز الخارجي للمكان المسور من غير بابه‬
‫العادي‪.‬‬
‫وعموما بالرجوع الى أحكام الفصل ‪ 272‬م‪.‬ج فانه يفهم بأن التسور‬
‫هو الفعل الواقع لتجاوز الحاجز الموجود ليتسنى الدخول الى مسكن‬
‫الغير‪.‬‬

‫‪-2‬االعتداء باستعمال الخلع ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫يعتبر المشرع التونسي الخلع ظرفا مشددا‪ 1‬اذا كان مسلطا على مسكن‬
‫وهو ماأقره صلب الفصل ‪257‬م‪.‬ج في جريمة خرق حرمة المسكن‬
‫وكذلك صلب الفصل ‪ 260‬م‪.‬ج في فقرته الثانية في جريمة السرقة ‪.‬‬
‫هذا وقد نص الفصل ‪ 271‬أنه " يوصف بالخلع كل خلع أوتفكيك‬
‫أوتخريب أوهدم أو ازالة الجدران أو السقوف او القاعات أو االبواب أو‬
‫الشبابيك أو االقفال بأنواعها أوغير ذلك من اآلالت المعدة للقفل أولمنع‬
‫المرور أوغير ذلك من األسيجة كيفما كانت وسواء كانت بخارج أوبداخل‬
‫المساكن ‪ ...‬ويوصف أيضا بالخلع كل خلع بالخزائن والصناديق وغير‬
‫ذلك من الحدود المتعلقة ويدخل في مشموالته ما هو موصوف بالخلع‬
‫مجرد رفع الصناديق والحقق واللفات المغلقة بالقماش مع ربطها بحبل‬
‫وغير ذلك من الحروز المغلقة المحتوية على أشياء من أي نوع كانت‬
‫ولو لم يقع خلع ما ذكر بالمحل ‪.‬‬
‫وتأسيسا لذلك فان غياب الهدم والتفكيك والتخريب ينتج عنه انتفاء الخلع‬
‫فقد اعتبرت محكمة التعقيب في قرار لها عدد ‪ 180‬مؤرخ في ‪23‬‬
‫أكتوبر‪ 1990‬ان دفع ابواب محالت السكن المغلقة وفتحها بالقوة يكفي‬
‫"‪.‬‬ ‫لتوفر ركن الخلع ومن ثم تكون السرقة موصوفة بالخلع‬
‫والمالحظ ان مسألة المفاتيح المفتعلة قد أثارها المشرع التونسي‬
‫واعتبرها عنفا ماديا سواء كان المفتاح المفتعل مدلسا بحكم استعماله أو‬
‫بطبيعته ‪.‬‬
‫كما أشار لذلك الفصل ‪ 273‬م‪.‬ج بعبارة المفاتيح المقلدة أو المفتعلة أو‬
‫المغيرة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ 1‬قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 00468‬مؤرخ في ‪19‬ديسمبر ‪ ،2000‬ن م ت ص‪47‬‬

‫‪16‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ويستدرك المشرع التونسي من خالل نفس الفصل "ويعتبر كمفتاح‬


‫مدلس المفتاح الحقيقي الذي يستحوذ عليه المجرم بدون موجب‪.1‬‬
‫ونشير في هذا السياق بأن االعتداءات المادية المسلطة على السكن‬
‫بصورة عامة والتي هي موضوع تجريم من قبل القانون الجزائي‬
‫التونسي وأيضا الفرنسي التفوق أهمية عن مختلف االعتداءات المعنوية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االعتداءات المعنوية ‪:‬‬


‫ان االعتداء المادي كما سبق بيانه يتمثل في الركن المادي الذي يعمل‬
‫الجاني على استغالله كما وقع بيانه بارتكاب جملة من االعمال المادية‬
‫تعبر عن نيته أو ارادته المتمثلة في انتهاك حرمة المساكن بصورة عامة‬
‫‪ ،‬وهذا االعتداء يختلف على ما هو الشأن بالنسبة لألعتداء المعنوي ‪.‬‬
‫ومايجدر بيانه في هذا االطار ان مختلف أشكال االعتداء المعنوي‬
‫وظاهره أتى عليه المشرع التونسي واعتبر ان هذا الصنف من االعتداء‬
‫يرفع العقوبة ويعتبر أكثر خطورة من سابقه ألنه يتسلط على شخص‬
‫شاغل المسكن بغاية الدخول الى المسكن ويتجه تبعا لذلك التعرض الى‬
‫الحاالت المشكلة لالعتداءات المعنوية والتي تعتبر في نفس الوقت‬
‫ظروف تشديد‪.‬‬

‫‪-1‬ظرف الليل ‪:‬‬

‫‪‬‬
‫‪ 1‬الفصل ‪ 172 / 73‬م ج ف جديد‪ ،‬يعتبر أن الخلع هو الغصب أو اإلتالف أو التمييز ألي جهاز غلق أو ألي نوع من األسوار وينظر للخلع استعمال‬
‫المفاتيح المفتعلة أو المدلسة أو المتحصل عليها بدون موجب أو أي أداة استعملها غشا لتشغيل جهاز غلق دون غصبه أو اتالفه‬

‫‪17‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫نص المشرع التونسي بالفصل ‪ 257‬م‪.‬ج على أنه اذا وقع خرق حرمة‬
‫المسكن ليال فان العقاب يكون بالسجن مدة ستة أشهر ‪.‬كما أقر عقاب‬
‫المحاولة ‪ ،‬ونستنتج بالتالي ردع التعدي على المسكن في الليل واال أدى‬
‫هذا التعدي الى تضعيف العقوبة ألنه اذا كان للمسكن حرمة فال يمكن‬
‫انتهاكها فان هذه القاعدة تتمتع بقوة خاصة أثناء الليل ‪ .‬ألن هذا الظرف‬
‫يبدو مكونا لالعتداء المعنوي على من يشغل المسكن باعتبار ان االنسان‬
‫ينصرف عادة للنوم والسكينة بخالف العمل واليقظة نهارا ‪.‬‬
‫فالليل فترة تؤثر معنويا على ارادة صاحب المسكن فيحتاج تبعا لذلك‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫لحماية أكثر من النهار "‬
‫بمافي ذلك الدستور‬ ‫‪2‬‬ ‫اال ان الملفت لالنتباه هو ان معظم الدساتير‬
‫التونسي كرست حرمة المسكن بصفة عامة ولم تخص حرمة المسكن‬
‫أثناء الليل خاصة ‪.‬‬
‫مع العلم ان الليل صلب المجلة الجزائية ‪ ،‬ليس "الليل" الذي تعرفه مجلة‬
‫االجراءات الجزائية أو مجلة المرافعات المدنية والتجارية بالنسبة للتنفيذ‬
‫بل ان المقصود به صلب المجلة الجزائية أومجلة المرافعات المدنية‬
‫والتجارية بالنسبة للتنفيذ‪ ،‬بل ان المقصود به صلب المجلة الجزائية هي‬
‫الفترة الفاصلة بين الساعات الفلكية لغروب الشمس وشروقها‪.‬‬

‫‪ - 2‬ظرف جمع أفراد وحمل السالح‪:‬‬

‫‪‬‬
‫‪VANHOUDT / CJ :le droit de perquisition et les atteint es à l’inviolabilité du domicile,‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪RDPC ,1959 p243‬‬

‫‪18‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫اعتبر المشرع التونسي ان التعدي على محل معد للسكنى من جمع‬


‫مركب من عدة أفراد أو كان واحد أو أكثر حامال للسالح يكون موجبا‬
‫لرفع عقوبة السجن الى عامين مقررا بهذا الظرف تشديدا في العقوبة‬
‫وهو ما تضمنته أحكام الفصل ‪ 257‬من م‪.‬ج ‪ ،‬كما ان المحاولة موجبة‬
‫لنفس العقاب ‪.‬‬
‫كما تجدر المالحظة ان المشرع اقتصر على ان يكون واحد أو اكثر من‬
‫المجرمين حامال للسالح دون أن يشترط التهديد به او استعماله ‪ ،‬فمجرد‬
‫حمله يوفر ظرف تشديد ‪ ،‬والعبرة بغرض الجاني من حمله اذ يستوي‬
‫ان يكون الجاني قد قصد بحمله تسهيل دخوله لمكان السرقة وان يكون قد‬
‫حمله لتنفيذ جريمته أولبث الرعب في قلب المجني عليه ودعوته‬
‫‪1‬‬
‫‪.1‬‬ ‫لالستسالم و االذعان‬
‫ولعل تعميم المشرع لهذا الظرف وتشديد العقوبة بتوفره كاف لبيان مالهذا‬
‫الظرف وما يمثله من اعتداء معنوي على شاغل المسكن الذي من شأنه‬
‫ان يصبح ضعيف االرادة أو معدوما تماما ‪.‬‬
‫وقد أقر المشرع الفرنسي في المجلة الجنائية الجديدة تعريفا جديدا للسالح‬
‫حيث يكون سالحا بطبيعته كل شيء وقع تصميمه للقتل أو الجرح ‪،‬‬
‫ويكون الشيء سالحا بحكم استعماله كما يعتبر كذلك الشيء الذي اليشكل‬
‫خطر ويكون شبيها بالسالح ويقع استعماله للتهديد بالجرح أو القتل‪.2‬‬
‫كما ان عبارة جميع أفراد يقصد بها اجتماع العديد من االشخاص اي‬
‫شخصين أو أكثر وتشاركهم في القيام باالعمال المادية المكونة للجنحة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫سيد حسن البخال‪ :‬الظروف المشددة والخفية في حق العقوبات فقها وقضاءا ص ‪51‬‬
‫‪MERLE (R ) et VITU (A ) : DPS, voir « Armé » circulaire 14 MAI 1993, cité‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ونخلص القول بأن جنحة التعدي على المسكن وماتمثله هذه االخيرة من‬
‫اعتداء معنوي على شاغل المسكن كان من خالل التهكم بظرف الليل أو‬
‫وجود جمع من االفراد حاملين السالح فان ذلك يتواصل مع االعتداء‬
‫بالتهديد ‪.‬‬
‫‪ 3‬االعتداء على المسكن باللجوء الى التهديد ‪:‬‬
‫رغم ان المشرع التونسي لم يشترط التهديد لقيام جريمة االعتداء‪ ،‬فان‬
‫‪1‬‬
‫الذي‬ ‫التهديد ينجر عنه قيامها بما أنه نوع من أنواع االعتداء المعنوي‬
‫يتسلط على الشخص شاخل المسكن ‪.‬‬
‫كان يفترض التهديد وجود شاغل المسكن في بيته ‪ ،‬لذلك فان دخول‬
‫المعتدي الى المسكن بكيفية تدخل االرتباك في نفس شاغله وتمنعه من‬
‫االعتراض على دخول محله يكون محتما مما يعبر عنه بالتهديد ‪.‬‬
‫وعلى خالف المشرع التونسي فقد أقرنظيره الفرنسي دخول المسكن‬
‫باستعمال التهديدات مؤكدا بذلك الطابع االعتدائي لهذا الدخول‪.‬‬
‫غير أنه يصعب أحيانا ‪ ،‬التمييز بين التهديد واإلكراه الذي يمكن ان يكون‬
‫نتيجة للتهديد‪ ،‬كما يصعب التمييز بين التهديد والعنف الذي يكون ذهنيا‪،2‬‬
‫حيث أنه إذا كان شاغل المسكن يعلم عدم شرعية دخول بيته في حالة‬
‫وجود تهديد ‪ ،‬فانه في حالة وجود "عنف ذهني" يسمح بدخول مسكنه‬
‫دون شعور منه بأن الشخص الذي دخل أو حاول الدخول‪ ،‬هو بصدد‬
‫خرق حرمة المسكن ‪.‬‬
‫كما يعتبر المشرع الفرنسي من جهة أخرى بأن االعتداء على المسكن‬
‫باستعمال الخزعبالت يشكل اعتداء معنويا خاصة إذا اعتبرنا أن‬
‫‪‬‬
‫‪Vermeille (G ) : la violence en droit pénal thèse portiers, 1975 p295 -2991‬‬
‫‪Vermeille (G) : violence intellectuelle, thèse intellectuelle, thèse portiers1975 p 295 2‬‬

‫‪20‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الخزعبالت هي كل طريقة أو وسيلة تؤدي إلى الحصول على موافقة‬


‫عن ذلك أن‬ ‫الخدعة‪ ،‬ويترتب‬ ‫شاغل المسكن بالدخول باستعمال‬
‫الخزعبالت تتسلط على إرادة شاغل المسكن‪ ،‬فيتكون منها االعتداء‪ ،‬اذ‬
‫يمكن ان يكون الدخول خدعة بانتحال صفة (ساعي بريد او عون ‪)...‬‬
‫كما يمكن الدخول باستعمال حجة خاطئة أو كاذبة ‪ ،‬أو عن طريق وسيلة‬
‫غير مشروعة كالحصول على مفاتيح‪.‬‬
‫وعموما فان تجريم اللجوء الى التهديد بغض النظر عن اختالف شروطه‬
‫سوى كان بالنسبة للقانون التونسي أو الفرنسي فان الهدف الذي يصبو‬
‫اليه كال التشريعان هو زجر اى اعتداء من شأنه ان يهدد حرمة المسكن‬
‫ككل ويقلق الفرد في التمتع بسكنه وبحقه بصورة أدق ‪ ،‬مع العلم أن هذه‬
‫الحماية تتعزز أيضا من خالل اباحة بعض الجرائم المرتكبة من قبل‬
‫شاغل المنازل‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬حماية المسكن من خالل إباحة الدفاع عنه‬


‫إن تجريم االعتداءات المسلطة على المسكن وتأطير المشرع الجزائي لها‬
‫كاف لبيان أهمية الحماية والدور الفعال القائم به المشرع لتعزيز وضمان‬
‫هذه الحماية ولعل خير مثال يمكن التعرض اليه في اطار هذه الحماية هو‬
‫مضمون الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج حيث ينص هذا الفصل ‪":‬الجريمة‬
‫أوال‪ :‬ان كان القتل أوالجرح أو الضرب واقعا ليال لدفع تسور أو خلع‬
‫مسيجات أو ثقب جدران أو مدخل مسكن أو محالت تابعة له ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االاذا كان الفعل واقعا لمقاومة مرتكبي سرقة وسلب بالقوة "‬

‫‪21‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ونستنتج من الفصل المذكور بأن حالة الدفاع الشرعي حيث تهدف أساسا‬
‫الى دفع التسور أو الخلع باليل أو الى مقاومة مرتكبي السرقة والسلب‬
‫بالقوة وبذلك فان الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج يكرس حماية جزائية ناجعة ومباشرة‬
‫للمسكن ‪ ،‬حيث يقع استنتاج الدفاع الشرعي بالرجوع الى ظروف‬
‫االعتداء‪.‬‬
‫وأمام صورة الفصل ‪40‬م‪.‬ج فانه يجب االتيان على هذه الصورة لما‬
‫تبرزه من حماية جلية للمسكن ‪ ،‬بحيث يجب في هذا االطار اجراء تحليل‬
‫أسباب الحماية المنصوص عليها ‪.‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬شروط قيام الحماية بالفصل ‪ 40‬م‪.‬ج‬

‫إن المسك كأساس الدفاع الشرعي اليكفي لتبرير الرد حسب منطوق‬
‫الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج اال أنه البد من توفر ظرف الليل ‪ ،‬أوحالته السرقة‬
‫والسلب بالقوة ‪ ،‬وفعال فان الليل يجيز أعماال اجرامية خطرة والمتضرر‬
‫من هذه االفعال يكون ضعيفا والحول له وال قوة لرد انتهاك يمكن ان‬
‫يباغته بالليل‪.1‬‬
‫كما ان الليل الذي يمثل الراحة العامة للناس يثير المجرمين ويحرضهم‬
‫على ارتكاب الجرائم إذ يقول العميد ‪ " CARBONNIER‬في حالة‬
‫العتم القانوني الذي يحتمه الليل ‪ ،‬فان مؤسسات الدولة محمولة على أن‬
‫تسهر على حماية المواطن تنام ‪ ،‬فتخلق في هذه الحالة دولة الال قانون‪.2‬‬
‫بالتالي فان ذلك يبرر كما في القرون السابقة الرد الدفاعي للشاغل الذي‬
‫يكون وحيدا في وضعه ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪JEAN PAUL (J) : la nuit et le droit pénal, définition juridique et représentation sociale, année 1‬‬
‫‪sociologique 1976 , vol 27 p 507 et suivants‬‬
‫‪CARBONNIER (J) : flexible droit, textes pour une sociologie de droit sans rigueur, 2ème Edition,‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪LG DJ, 1971 p 47‬‬

‫‪22‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫وبالرغم من القاعدة التي تنص على أنه اليجب أن يقوم الشخص‬


‫بارتكاب الجرائم بغرض القصاص لنفسه اال أن الرد يصبح شرعيا عندما‬
‫يكون الشخص‪ ،‬شاغل المسكن بصورة خاصة ضحية اعتداء غير عادل‬
‫وغير معلوم من السلطات العامة ‪.‬‬
‫وبالتالي فان المشرع بذلك يعطي لألفراد امكانية حماية أنفسهم والدفاع‬
‫عنها وعن ممتلكاتهم‪ ، 1‬اذ ان الدفاع يتحتم بصورة فعلية اذاكان شخص‬
‫الجاني بصدد تهديد واستعمال العنف أو السالح بالنسبة لشاغل المسكن‪.‬‬
‫فالرد الشرعي المكرس بالفصل ‪ 239‬م‪.‬ج‪.‬ف (الموافق للفصل ‪ 40‬م‪.‬ج)‬
‫يصير الشخص الفقط هدفا للحماية االجتماعية ولكن أيضا لماله ‪ ،‬فتكون‬
‫له المبادرة في الدفاع عن ممتلكاته وعن نفسه بغض النظر عن تدخل‬
‫السلطات التي يمكن في العديد من االحيان ان يكون تدخلها متأخرا ‪.‬‬
‫فالمشرع من خالل هذه الصورة افترض أن يقع ابالغ السلطات اال انه‬
‫في نفس الوقت يجب ان يكون ابالغ الشرطة خالل توقيت عادل ‪ ،‬أي أنه‬
‫اذا كان هناك وقت فاصل بين تهديد الجاني ومحاولة تنفيذ تهديد فان‬
‫الجريمة المفتوحة تخرج من دائرة الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج أي اليمكن ان تتسم‬
‫هذه الفعلة بالدفاع الشرعي اال ان األمر على خالف ذلك فاذا كان تهديد‬
‫الجاني حاتما وحائال لشاغل المسكن واليمكن بأي حال من األحوال‬
‫الهروب من ذلك االعتداء ‪ ،‬فان الجريمة تدخل تحت طائلة الفصل ‪40‬‬
‫م‪.‬ج ‪.‬‬
‫كما أن القول بأن الفصل ‪40‬م‪.‬ج أو ‪ 329‬م‪.‬ج‪.‬ف ينص على قرينة‬
‫قاطعة ‪ ،‬يؤدي الى رفض الحجة التي تثبت العكس فال يكون فقط‬

‫‪‬‬
‫‪PRADEL (G) : droit pénal général T1, n° 258 p 2681‬‬

‫‪23‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الشخص المنتفع بهذه القرينة غير مطالب باثبات حالة الدفاع الشرعي في‬
‫زمن الرد أيضا يصبح مستحيال على النيابة العمومية اثبات العكس‪.‬‬
‫كما يشترط من جهة أخرى لقيام صورة الدفاع الشرعي وأعمال هذه‬
‫القرينة‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة التسور أو الخلع ‪:‬‬
‫اشترط الفصل المذكور التسور أو الخلع ‪ ،‬فمن خالل الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج‬
‫يجب أن يكون التسور او الخلع ونستخلص ذلك من عبارة الفصل‬
‫المذكور " لدفع تسور أو خلع مسيجات ‪ "....‬كما يفهم من العبارة أن‬
‫الدفاع عن المسكن يمكن أن يقع بعد حصول أفعال التسور أو الخلع بعد‬
‫مرور الجاني من الحاجز االول في اتجاهه نحو االشخاص الشاغلين‬
‫للمسكن ‪.‬‬
‫كما اليجب أن نغفل عن أفعال التسور أو الخلع الحاصلة ليال ‪ ،‬ولعل‬
‫الليل حسب الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج هو من تقدير اجتهاد القاضي ‪ ،‬حيث يمكنه‬
‫االعتماد على فترة الظالم مابين غروب الشمس وشروقها ‪ ،‬أما مكان‬
‫وقوع أفعال التسور أو الخلع فهو المحل المعد للسكنى وتوابعه‪.‬‬
‫كذلك الشأن اذا كانت أفعال التسور أو الخلع التشكل خطرا على شاغل‬
‫المسكن ‪ ،‬فانه من الصعب قبول الدفاع بارتكاب قتل ‪.‬‬
‫وحيث أقر المشرع الفرنسي‪ 1‬بالفصل ‪ 5-122‬م‪.‬ج‪.‬ف عدم جواز القتل‬
‫دفاعا على المكاسب واالموال ‪ ،‬فربما يكون مستحسنا أن ينقح المشرع‬
‫الجزائي التونسي الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج نحو اقرار الدفاع الشرعي عن‬
‫المكاسب صراحة مع توضيح صور هذا الدفاع وحذف القتل كصورة من‬

‫‪‬‬
‫‪Crim 16 Février 1967, affaire couzinet, JCP, II 15304, note COMBALDIEUR 1‬‬

‫‪24‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫صورة الدفاع وذلك اذا لم يكن االعتداء مكونا لخطر على حياة من يشغل‬
‫المسكن ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تناسب الرد ‪:‬‬
‫يمكن الرد حسب الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج بارتكاب قتل عمدي أوضرب أو‬
‫يكون الرد عنفا خفيفا أوعجزا مؤقتا أوتهديدات‬
‫جروح ‪ ،‬ولكن يمكن أن ّ‬
‫لردع الجاني ‪.‬‬
‫اال أنه عموما يجب ان يكون الرد متناسبا مع الخطر الذي واجهه شاغل‬
‫المسكن اذ أن فعل الرد يتميز بكونه ضررويا لدفع خطر حقيقي ‪ ،‬كما‬
‫يجب أن يكون متناسبا وهذا التناسب يكون مع خطر االعتداء ‪ ،‬ولكن‬
‫تقدير هذا التناسب يثير صعوبة فيما يخص الدفاع الشرعي عن المسكن‬
‫حيث ان شاغل المسكن خاصة في الليل يمكن ان يرد الفعل بقوة متجاوزا‬
‫حد خطورة االعتداء ودون امكانية تقدير قيمة الخطورة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار صورة الفصل ‪ 40‬م‪.‬ج‬
‫بالرجوع للفصل ‪ 40‬م‪.‬ج فاننا نتبين بأن المشرع أقر صراحة لفظة‬
‫"الجريمة " ‪ .‬ويمكن القول في هذا االطار بأن شاغل المسكن الذي عمد‬
‫الى الدفاع عن ممتلكاته بالشروط السالفة الذكر فان فعله وحتى وان كان‬
‫جريمة قتل فان ذلك اليحتسب كذلك ويصير الفعل المرتكب من جريمة‬
‫الى فعل شرعي غير موجب للعقاب ‪ ،‬وكان الشخص المذكور لم يقم‬
‫بارتكاب أي فعل مكون لجريمة أي كان نوعها‪.1‬‬
‫ولعل هذه اآلثار التي تمحو ذلك الفعل تماما وترفع عنه صفة المجرم‬
‫لتسيره شرعيا خير دليل على أهمية هذه الحماية وما يسعى المشرع‬
‫‪‬‬
‫‪LEVASSEUR (G) STEPHANI (G) et BOULOC (B) : droit pénal général, 1995, 15 ème Edition n°‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪390‬‬

‫‪25‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫لتكريسه وتعزيزه اذ أنه جعل في سبيل حماية المسكن وحق الفرد في‬
‫التمتع بنعيم الحياة داخل جدران هذا المسكن الفعل من فعل اجرامي الى‬
‫آخر شرعي ‪.‬‬
‫وعموما فان تجريم اعتداء كافة االشخاص باختالف الطرق والفاعلين‬
‫وتأطير المشرع لجل هذه االفعال من شأنه ان يحد من وطأة االنتهاكات‬
‫المسلطة خاصة إذا اعتبرنا بأن هذا المسكن اليعد مجرد مكان وإنما إطار‬
‫كامل يعطي للفرد إمكانية ويقومه بذاته وخصوصياته وان قدسية هذا‬
‫المكان معمما التشمل كافة االفراد فقط وانما كذلك تنسحب حتى على‬
‫أعوان السلطة العامة ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫الحماية الجزائية المسلطة على المسكن‬


‫ضد تدخالت أعوان السلطة العامة‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫عمل المشرع التونسي كما وقع بيانه على حماية المسكن من اعتداء‬
‫االشخاص العامين كما شملت عناية اعتداء أعوان السلطة العامة أو‬
‫المكلفين بمهمة مصلحة عامة في نطاق أدائهم أو قيامهم وبالتالي فان اي‬
‫تجاوز من طرف هؤالء األطراف للسلطة الممنوحة إياهم بخرق حرمة‬
‫المسكن في نطاق مباشر وظائفهم توجب مؤاخذتهم بصورة آلية‪.‬‬
‫وبالتالي فان تجريم االعتداء المسلط على المسكن من قبل أعوان السلطة‬
‫العامة يقتضي منا التعريج على هؤالء األفراد وبيان الصور التي تخول‬
‫لهم االحتكاك وإمكانية الدخول للمنازل (المبحث األول) لنتمكن في‬
‫(المبحث الثاني) من إدراك الحماية المقررة للمسكن في ظل اعتداء‬
‫هؤالء األعوان عن طريق مؤاخذتهم ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تدخل أعوان السلطة العامة‬


‫يتجه التعرض في هذا اإلطار إلى مجموع األشخاص أو أعوان السلطة‬
‫العامة بصفتهم تلك التي خول لهم المشرع إمكانية الدخول إلى محالت‬

‫‪27‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫السكن ‪ ،‬وان كان ذلك من قبيل انتهاك حرمة المنازل إال أن ذلك يتسم‬
‫بالطابع النسبي نظرا إلمكانية انتهاكه في حاالت استثنائية ضبطها القانون‬
‫مسبقا وذلك من أجل المصلحة العامة ‪.‬ومن هذا المنطق فان انتهاك‬
‫حرمة المسكن يجب إن تكون مبررة بضرورة حماية مبدأ ذو قيمة معادلة‬
‫إن لم تكن أكبر وهي حماية المصلحة العامة ‪ ،‬ألن احترام الحرية الفردية‬
‫يقتضي احترام مصلحة المجموعة ‪.‬‬
‫وبالتالي وجب في هذا اإلطار التعرض لقائمة أعوان السلطة العامة‬
‫( فقرة أولى) و بيان حدود عدم انتهاك حرمة السكن (فقرة ثانية )‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف أعوان السلطة العامة ‪:‬‬
‫ماتجدر مالحظته في هذا اإلطار هو أن أعوان السلطة العامة هم األعوان‬
‫الذي خولهم المشرع التونسي‪ 1‬خاصة من خالل مجلة اإلجراءات‬
‫الجزائية من ممارسة أعمال التفتيش الكامنة بالمسكن ويتعدد هؤالء‬
‫األعوان باختالف رتبهم‪.‬‬
‫فقد خول الفصل ‪ 94‬م‪ .‬ا‪.‬ج الذي ينص على ان تفتيش محالت السكن‬
‫من خصائص حاكم التحقيق دون سواه ‪.‬‬
‫وبالتالي فان قاضي التحقيق يعتبر من أعوان السلطة العامة الذي يمكن له‬
‫الدخول الى المساكن اال انه في نفس الوقت نظرا الستثناء هذه الصورة‬
‫فقد وقع إقرار عدة شكليات وقيود وجب على هذا األخير احترامها مع‬
‫العلم بأن قاضي التحقيق هو المالك لسلطة اتخاذ قرار إجراء التفتيش في‬

‫‪‬‬
‫‪BACCOUCHE (N) : Répression pénale et disciplinaire dans la fonction publique, école nationale‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪d’administration , centre de recherches et d’études administratives, Tunis 1990 p 240‬‬

‫‪28‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الزمان والمكان الذي يحددهما غير أن هذا القرار يجب أن يتخذ عن‬
‫دراية تتمثل في توفر ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فعل مجرم مشكل لجريمة‬

‫‪ :‬يجب أن ينبني قرار التفتيش على يقين وأدلة تدين مرتكب‬ ‫ثانيا‬
‫الجريمة واليقتصر األمر على مجرد شكوك ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يجب التخاذ قرار التفتيش أن تتوفر قرائن قوية ومتضافرة كما كم‬
‫ينص المشرع على إمكانية توجه قاضي التحقيق صحبة كاتبة كلما‬
‫اقتضت ذلك ضرورة البحث على أن يقوم بأعمال وكيل الجمهورية التابع‬
‫له مكان التوجه ويضمن بمحضر أسباب التوجه‪ ،‬وعموما إذا كان لقاضي‬
‫‪2929‬التحقيق زيادة على ماله من الوظائف ‪ ،‬إمكانية إجراء جميع‬
‫األعمال المخولة لوكالء الجمهورية في صورة الجناية المتلبس بها ‪ ،‬فان‬
‫لوكيل الجمهورية الحق في إجراء أعمال التحقيق زيادة على سلطاته ‪،‬‬
‫فقد أعطى المشرع لهذا األخير من خالل الفصل ‪ 34‬م‪.‬اج إمكانية تفتيش‬
‫المساكن مع العلم أن تدخله يكون في حالة التلبس بالجناية أو الجنحة ‪.‬‬
‫كما تتواصل قائمة أعوان السلطة العامة مع حاكم الناحية حيث ينص‬
‫الفصل ‪ 11‬م‪.‬ا‪.‬ج على أن ‪ ":‬مأموري الضابطة العدلية المشار إليهم‬
‫باألعداد (‪ )2‬و(‪ )3‬و(‪ )4‬من الفصل (‪ )10‬هم مساعدون لوكيل‬
‫الجمهورية ‪ ،‬ولهم في الجنايات والجنح المتلبس بها ماله من السلط‬
‫وعليهم أن يعلموه حاال بما قاموا به من األعمال ‪ ،‬وليس لهم فيها عدا‬
‫ذلك القيام بأي عمل من أعمال التحقيق ما لم يكونوا مأذونين بأجرائه‬
‫بإذن كتابي " ويستنتج من الفصل ‪ 11‬أن قاضي الناحية يمكنه في صورة‬

‫‪29‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫التلبس القيام بتفتيش محالت السكن مع العلم بان التفتيش يجب أن يكون‬
‫في كنف االحترام وخاصة احترام مقتضيات الفصل ‪ 102‬م‪.‬ج حيث‬
‫يكون رضاء شاغل المسكن شرطا هاما للتفتيش ويبقى له الخيار في‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫رفض الدخول إلى مسكنه خاصة في غياب جريمة متلبس بها‬
‫كما نضيف في قائمة هؤالء األعوان أن إطارات الشرطة أو الحرس‬
‫يمكنهم المبادرة بإجراء أعمال تفتيش محالت السكن في جميع صور‬
‫الجنايات أو الجنح المتلبس بها يمكن لهم دخول المساكن ولو بغير طلب‬
‫من أصحابها بقصد إلقاء القبض على ذي الشبهة أو على مسجون فار‬
‫كما انه في نفس السياق أقر المشرع الفرنسي بالفصل ‪ 56‬م‪.‬ا‪.‬ج على أنه‬
‫إذا كانت طبيعة الجريمة تقتضي حجز أوراق أو مستندات أو أشياء‬
‫أخرى بحوزة أشخاص يشتبه في مشاركتهم بالجريمة أو ممسكين ألدوات‬
‫أو أشياء لها عالقة بالفعل اإلجرامي ‪ ،‬فان ضابط الشرطة القضائية ينتقل‬
‫حاال إلى مسكن هؤالء األشخاص ألجراء تفتيش يحرر فيه محضرا‬
‫رسميا "‪.‬‬
‫و يمكن في إطار صالحيات تفتيش المنازل أن يقوم مشائخ التراب من‬
‫خالل الفصل ‪ 15‬م‪.‬ا‪.‬ج أن يقوم بمعاينة الجنح أو المخالفات المتعلقة‬
‫باألمالك الريفية في حدود مناطقهم الترابية كم يقومون بالنظر في‬
‫الظروف التي وقعت فيها الجريمة وجمع أدلتها ويتتبعون األشياء‬
‫المختلسة في األماكن التي نقلت إليها ويقع حجزها‪.‬‬
‫إال انه في إطار إرساء حماية ناجعة ‪ ،‬فقد منع مشائخ التراب من دخول‬
‫محالت السكنى من دون اصطحاب أحد مأموري الضابطة العدلية معه‬
‫‪‬‬
‫‪Encyclopédie dalloz IV, V, perquisition – saisies – visites domiciliaires n°10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫وأيضا دون تجاوز حدود المأمورين من السلط فيما يخص التفتيش‬


‫بالنسبة لموافقة شاغل السكن وتمكينهم من الدخول قصد التفتيش ‪.‬‬
‫وينص أيضا في نفس اإلطار الفصل ‪ 10‬م‪.‬ا‪.‬ج على أنه يباشر وظائف‬
‫الضابطة العدلية تحت إشراف الوكيل العام للجمهورية والمدعين‬
‫العموميين لدى محاكم االستئناف كل في حدود منطقة ‪ )6...‬أعوان‬
‫اإلدارات الذين منحوا بمقتضى قوانين خاصة السلطة الالزمة للبحث عن‬
‫بعض الجرائم أو تحرير التقارير فيها ‪"...‬‬
‫كم ينص الفصل ‪ 94‬م‪.‬ا‪.‬ج على أنه يمكن أن يباشر التفتيش بمحالت‬
‫السكن ‪ ...‬ثالثا موظفو اإلدارة وأعوانها المرخص لهم ذلك بمقتضى نص‬
‫خاص‪.‬‬
‫وينص في هذا السياق القانون المتعلق بحماية المستهلك‪ 1‬بالفصل ‪ 21‬أن‬
‫معاينة المخالفات تقع ‪ ...‬من قبل ‪ ...‬متفقدي المراقبة االقتصادية المعنيين‬
‫طبقا للنظام األساسي الخاص بسلك أعوان التراتيب البلدية كما ينص‬
‫الفصل ‪ 22‬من نفس القانون على أنه يخول لهؤالء األعوان القيام بزيارة‬
‫محالت السكنى ‪ ...‬بعد الحصول على ترخيص مسبق من وكيل‬
‫الجمهورية ذلك طبقا لمقتضيات مجلة اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫كما خول قانون المنافسة واألسعار لمتفقدي المراقبة االقتصادية بزيارة‬
‫محالت السكنى وذلك حسب الشروط القانونية وبعد ترخيص مسبق من‬
‫وكيل الجمهورية ويوجب القانون تحرير محاضرة مستوفاة الشروط في‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫الفصل ‪ 117‬المؤرخ في ‪ 1992/12/07‬المتعلق بحماية المستهلك‬

‫‪31‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫‪1‬‬
‫في الفصول ‪ 24‬و‪25‬‬ ‫كما نصت مجلة الصرف والتجارة الخارجية‬
‫على أن أعوان وزارة المالية وأعوان البنك المركزي التونسي الذين لهم‬
‫صفة تؤهلهم لمعاينة الجرائم في حق تراتيب الصرف بحيث يمكن لهم‬
‫القيام في األماكن بزيارات إلى محالت السكنى حيث الشروط الواردة‬
‫بالفصل ‪ 53‬من مجلة القمارق‪.‬‬
‫كم يمكن الفصل ‪ 59‬من مجلة الديوانة ألعوان حجز السلع الممسكة‬
‫خلسة ‪ ،‬من أداء زيارات لمحالت السكنى ويصطحبون معهم في ذلك‬
‫الضابط البلدي للمكان أو ضابط الشرطة العدلية أو موظفا معينا لهذه‬
‫المهمة إال أنه يمكن ألعوان الديوانة المبادرة بالدخول إلى المسكن رغم‬
‫رفض شاغله وذلك بغرض البحث عن سلع وقعت مراقبتها وتتبعها منذ‬
‫دخولها ‪.‬‬
‫ويجدر التذكير بأن المشرع التونسي في الفصل ‪ 22‬من القانون عدد ‪52‬‬
‫لسنة ‪ 1992‬المؤرخ في ‪ 18‬ماي ‪ 1992‬والمنقح في شهر نوفمبر‬
‫‪ 1998‬والمتعلق بالمخدرات أعطى صالحيات لألعوان المخول لهم‬
‫قانونا بحث ومعاينة جرائم المخدرات من الدخول لمحالت السكنى اذا‬
‫كانت توجد بها مواد مخدرة لالستهالك أو الترويج أو التهريب لكن ذلك‬
‫يكون بمقتضى ترخيص مسبق من وكيل الجمهورية ‪.‬‬
‫وعرجت أيضا بالنسبة إلطار التفتيش من طرف أعوان السلطة العمومية‬
‫مجلة الشغل صلب الفصل ‪ 174‬جديد على أنه " عندما يقع القيام بأشغال‬
‫في محالت مسكونة ‪ ،‬اليجوز ألعوان المكلفين بتفقد الشغل دخول هذه‬
‫المحالت إال أن يأذن لهم بذلك شاغلوها ‪ .‬كما نصت أيضا مجلة حماية‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬القانون عدد ‪18‬لسنة ‪1976‬مؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ 1976‬يتعلق بمراجعة وتدوين التشريع الخاص بالصرف وبالتجارة الخارجية والمنظم للعالقات بين‬
‫البالد التونسية والبلدان األجنبية‪ ،‬والقانون عدد ‪48‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 3‬ماي ‪1993‬يتعلق بتنقيح مجلة الصرف والتجارة الخارجية‬

‫‪32‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الطفولة على أن مندوب حماية الطفولة يتمتع بصالحيات للدخول بمفرده‬


‫أو مصطحبا بمن يرى فيه فائدة في اصطحابه مع وجوب االستظهار‬
‫بوثيقة تثبت وظيفته إلى أي مكان يوجد فيه الطفل مع العلم بأن دخول‬
‫المنازل يقتضي موافقة شاغلي المساكن‪.‬‬
‫كما نختم القول في هذا اإلطار بآخر صنف من أعوان السلطة العمومية‬
‫وهم عدول التنفيذ حيث ينص الفصل ‪ 291‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن إجراء أي عمل‬
‫تنفيذي ليال أو في أيام األعياد الرسمية يكون باطال إال في صورة‬
‫الضرورة وبمقتضى إذن من قاضي األذون على العرائض غير أنه ما‬
‫يثير االهتمام هو أن الفصل ‪ 294‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت يخول للعدل المنفذ الدخول‬
‫إلى المسكن إلجراء عملية التنفيذ مستعينا إن لزم األمر برئيس مركز‬
‫الشرطة أو الحرس الوطني ‪ .‬مع العلم بأنه يقع احترام آجال معينة يعلم‬
‫بمقتضاه المعني باألمر قبل التنفيذ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬حدود عدم انتهاك حرمة المساكن‬


‫خول المشرع إمكانية النيل من حرمة المساكن في سبيل تحقيق مصلحة‬
‫عامة وعمل المشرع أيضا على تحديد نطاق التدخل لهذه األماكن‬
‫ونقتبسها بغرض البحث على أشياء تساعد على كشف الحقيقة وهو مبدأ‬
‫عام أقره الفصل ‪ 93‬م‪.‬ا‪.‬ج ولعل ذلك يحيلنا إلى حرص المشرع على‬
‫ضمان حرمة األماكن التي ال تقتضي ضرورة التحقيق إجراء تفتيشات‬

‫‪33‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫بها إال عند وجود قرائن قوية في األماكن المقصودة التي يمكن أن يعثر‬
‫بها على أشياء تعين على اكتشاف الحقيقة‪. 1‬‬
‫غير أنه ما وجب ذكره أن التفتيش نظرا لصبغته االستثنائية لماله من‬
‫مساس بحرمة المسكن فان اللجوء إليه يكون بصورة مطلقة ومبالغ فيها‬
‫بل ان المشرع ضبط هذه اآللية وقيدها بجملة من الشروط كاالطار‬
‫الزماني (ا) واالطار المكاني واالشخاص موضوع التفتيش (ب) ‪.‬‬

‫أ‪ -‬الشرط الزماني للقيام بعملية التفتيش‬


‫يمنع المشرع في هذا االطار الدخول لمحل السكنى ليال الجراء تفتيش‬
‫ولكنه يمكن تجاوز ذلك في حاالت معينة كالتلبس بالجناية أو الجنحة ‪ ،‬أو‬
‫القاء القبض على ذي الشبهة أو على مسجون فار ‪ .‬كما يحدد أيضا‬
‫الفصل ‪ 95‬م‪.‬ا‪.‬ج أنه اليمكن اجراء التفتيش بمحالت السكنى وتوابعها‬
‫قبل الساعة السادسة صباحا وبعد الساعة الثامنة مساء ويعتبر هذا‬
‫التوقيت السالف الذكر بالفصل ‪ 95‬قيدا يهدف المشرع من خالله الى‬
‫صون حرمة المسكن وضمان الراحة واالستقرار لشاغله ‪ .‬مع العلم بان‬
‫شاغل المسكن يمكن ان يقبل ويتنازل عن حقه ويترك أعوان السلطة‬
‫يقومون بعملية التفتيش خارج االوقات المقررة وذلك لخدمة مصلحة‬
‫عامة كما ان التفتيش الذي بدأ في النهار يمكن ان يتواصل ليال فقد‬
‫انطلق صباحا لكنه لم ينته مع مرور الوقت ‪.‬‬
‫كما يمكن أيضا في االماكن العمومية اجراء التفتيش في كل وقت الن‬
‫الزيارات تكون بغرض مراقبة ادارية اليرجى تحديدها بأوقات معينة بل‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬مراد الشملي‪ :‬الحماية الجزائية للمسكن‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في علوم اإلجرام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ‪- 1997‬‬
‫‪1998‬‬

‫‪34‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫يتحتم بقاؤها فجئية ويجب بيان أنه أثناء الليل اليمكن لسلطة التحقيق‬
‫سوى مراقبة مداخل محالت السكنى وانتظار الصباح للدخول اليها وعدم‬
‫احترام هذه القاعدة يجعل التفتيش غير صحيح وغير شرعي بصورة‬
‫يمكن ان تصيره خارقا لحرمة المسكن على اساس الفصل ‪ 95‬م‪.‬ا‪.‬ج اال‬
‫ان القانون أقر استثناءات من ذلك حالة التلبس بالجناية أو الجنحة اذا‬
‫كانت مباشرة الفعل في الحال أو قريبة من الحال أو مطاردة الجمهور‬
‫لذي الشبهة أو تدل آثار أوعالمات على احتمال ادانة ذي الشبهة ‪ ،‬وكان‬
‫ذلك في زمن قريب من الفعل او استنجاد صاحب محل السكنى بأحد‬
‫مأموري الضابطة العدلية للمعاينة (الفصل ‪ 33‬م‪.‬ا‪.‬ج)‪.‬‬
‫كما يخول القانون لحاكم التحقيق او لحامل بطاقة الجلب ان يقوم‬
‫بتفتيشات في كامل أوقات النهار والليل دون التوقف على موافقة صاحب‬
‫المسكن أو شاغله وذلك بغرض ايقاف ذي الشبهة أو القبض على‬
‫مسجون فار ‪ ،‬كما ان بطاقة الجلب من االعمال القضائية التي تمثل‬
‫اجراءات عاجلة‪.‬‬
‫اال ان المشروع الفرنسي قد نص على ان التفتيش بالمسكن (الفصل ‪59‬‬
‫م‪.‬ا‪.‬ج‪.‬ف) ال يبدا قبل السادسة صباحا وال بعد التاسعة ليال ولكن بعض‬
‫االستثناءات تسمح بالتفتيش خارج هذه االوقات من ذلك معاينة أعمال‬
‫التوسط في الخفاء سواء كان ذلك داخل النزل أو المسكن الموثقة أو‬
‫الفنادق أو المالهي أو النوادي أو أماكن العروض وملحقاتها وفي أي‬
‫مكان مفتوح للعموم أو مستعمل من العموم (الفصل ‪35 -706‬‬
‫م‪.‬ا‪.‬ج‪.‬ف)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ب‪ -‬الشرط المكاني والشخصي‬


‫يجب التنصيص في هذا االطار بأن استنطاق ذي الشبهة بمكان التفتيش‬
‫اليكون اال بحضور الدفاع ‪ ،‬وتتطلب صحة عملية التفتيش وجود‬
‫أشخاص معنيين سواء كان التفتيش بمسكن المتهم أو مسكن الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬حضور المتهم في مسكنه ‪:‬‬


‫يكون حضور المتهم مبدئيا ضروريا حتى يؤكد صحة مطابقة التفتيش‬
‫ومشروعية الحجز غير أن هذا الحضور ليس بالزاميا فقد نص الفصل‬
‫‪ 96‬على أنه ‪":‬اذا ظهر عدم امكان حضور المضنون فيه أوعدم الفائدة‬
‫من حضوره وقت التفتيش ‪ ".‬اال ان االمر كان على خالف ذلك بالنسبة‬
‫للقانون الفرنسي الذي اعتبر ان وجود المتهم في مسكنه شرط صحة‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الجراء التفتيش‬
‫كما يجب تتمة لما سبق ذكره ان يقع احترام جملة من الشكليات تتمثل في‬
‫ضرورة تلقي ذو الشبهة اعالما للحضور ‪.‬‬

‫‪ -2‬حضور الغير في مسكنه‪:‬‬


‫ان حضور الغير الواقع بمنزله التفتيش ضروري الرساء حماية المسكن‬
‫واحترام هذه اآللية من شأنها أن تعزز مبدأ احترام الحياة الخاصة ومبدأ‬
‫الخصوصية بضرورة أدق ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪Encyclopédie Dalloz, procédure pénale, voir perquisitions sasies‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫‪ -3‬حضور امرأة أمينة والشهود‪:‬‬


‫جرت العادة في هذا االطار باصطحاب امرأة أمينة تتسم بالثقة والصدق‬
‫بحيث يمكن لهذه االخيرة بعد اختيارها من قبل قاضي التحقيق أن تبادر‬
‫هي بعملية التفتيش أال انه عموما فان عملية التفتيش اليمنع من اجرائها‬
‫بحضور شاهدين من سكان المحل وان لم يتيسر ذلك يقع اختيارهما من‬
‫االجوار ويلزمان باالمضاء على محضر التفتيش ‪ ،‬ففي حالة حجز بعض‬
‫االشياء فحضور شاهدين يضمن وصف ومعرفة ما وقع حجزه وذلك‬
‫حتى يتسنى حسن حفظه الى تاريخ التصريح بالحكم ‪.‬‬
‫ونستنتج مما سبق بيانه أن عملية التفتيش من قبيل االستثناءات التي‬
‫حصر المشرع نطاقها وذلك من خالل تقييد االشخاص الذين يمكنهم من‬
‫هذه العملية وايضا من خالل التوقيت المناسب الجرائها أومن خالل تقييد‬
‫الحاضرين وأهميتهم بالنسبة الجراء التفتيش اال أنه اذا كان اجراء‬
‫التفتيش بصورة عامة اليقتصر على أماكن محددة ‪ ،‬بل ان المبدأ يتمثل‬
‫في اجراء بجميع األماكن كلما تطلبت الضرورة ذلك‪.‬‬
‫اال ان التفتيش يعترض استثناءات تخص األماكن التي يمكن أن تكون‬
‫موضوع تفتيش ‪ ،‬ونفهم من ذلك بأن التفتيش اليمكن اجراءه بالنسبة‬
‫لبعض األمكنة وبعض األشخاص مثلما هو الشأن بالنسبة لمساكن‬
‫ديبلوماسيين الذين تتمتع بحصانة بمقتضى وظيفة شاغليها الذين يتمتعون‬
‫بدورهم بحصانة تجعلهم في منأى من كل اعتداء ‪ ،‬اذ ينص القانون عدد‬
‫‪ -67-39‬المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1967‬والذي اقر انضمام الجمهورية‬
‫التونسية التفاقية فيانا‪ 1‬الخاصة بالعالقات الديبلوماسية على حصانة‬
‫‪‬‬
‫‪BEL HADJ HAMMOUDA (A) : « ummunité de juridiction, inviolavilité de l’hôtel de l’embassade‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪et autorité de la chose jugée à l’étranger, RTD 1973 p 83‬‬

‫‪37‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫األماكن الديبلوماسية الموجودة بتونس ونتيجة لذلك فانه يقع منع أعمال‬
‫التحقيق الجزائي التي تقوم بها السلطات المختصة في مادة التفتيش االأنه‬
‫اذا اقتضت الضرورة اجراء التفتيش فان ذلك يكون بمقتضى طلب وبعد‬
‫ترخيص الديبلوماسي األجنبي ‪.‬‬
‫وكذلك الشأن بالنسبة ألعضاء مجلس النواب الذين يتمتعون بحصانة من‬
‫كل تفتيش داخل البرلمان وهو ما كرسه الفصل ‪ 26‬و‪ 27‬من الدستور‬
‫مع العلم بأن المؤسسات العسكرية والبحرية تتمتع بحصانة حيث اليمكن‬
‫لقاضي التحقيق التفتيش بها اال بطلب توجه للسلطة المعنية بمراقبة‬
‫المكان ‪.‬‬
‫وأخيرا مايمكن استنتاجه أن المشرع الجزائي أراد من خالل عملية‬
‫التفتيش تحقيق غايتين أساسيتين تمكن األولى في خدمة الصالح العام‬
‫والكشف عن الحقائق وتتبع المجرمين ‪ .‬أما الغاية الثانية فهي ادراك‬
‫االول مع مراعاة ما للسكن من حرمات وقداسة بحيث اليمكن تجاوزها‬
‫وال محاولة االعتداء عليها بدون أن يكون دخولها منظم ومقنن بجملة من‬
‫القوانين االدارية منها واالجرائية بحيث تجعل من طابع التفتيش استثناء‬
‫ضيق عمل المشرع على رسم حدوده ‪ ،‬اذ أن هذا االستثناء من شأنه أن‬
‫يعزز حماية المسكن وحق التمتع بالراحة واالستقرار بداخله ويتدعم من‬
‫خالل حرص المشرع بالقيام به بأحسن وجه وهو ما نستنتجه من خالل‬
‫آثار هذا التفتيش خاصة اذا علمنا أن خرق القواعد االجرائية المنصوص‬
‫عليها قانونا الجراء التفتيش والحجز يترتب عنها البطالن الذي يتسم‬
‫بالنسبية والذي اليمكن اثارته اال من قبل شاغل المسكن الذي له مصلحة‬

‫‪38‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫في احترام الشكليات المنصوص عليها قانونا خالل القيام بالتفتيش وحتى‬
‫الحجز‪.‬‬
‫كما يترتب أيضا عن ابطال أعمال التفتيش والحجز ‪ ،‬سحب الحجج‪ 1‬التي‬
‫وقع الحصول عليها ومن ثمة عدم اعتمادها كأدلة تحقيق مؤدية الى‬
‫كشف الحققيقة ‪.‬‬
‫وعموما فان بطالن التفتيش الخارق لالجراءات القانونية ليس بالضامن‬
‫الوحيد لحرمة السكن بل ان هذه الحرمة التخلو من الضمانات خاصة اذا‬
‫اعتمدنا امكانية زجر أعوان السلطة العامة لتجاوزهم حدود وظائفهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعزيز الحماية من خالل معاقبة أعوان السلطة‬


‫العامة‬
‫عمل المشرع التونسي كما سبق بيانه لتأطير االعتداءات الي يمكن أن‬
‫تسلط على المسكن من قبل أعوان السلطة العامة حماية للحق في السكن‬
‫ولعل هذه الحماية نلمسها من خالل العقاب المستوجب ألعوان السلطة‬
‫العامة عند تجاوزهم لوظائفهم وخرقهم غير المشروع للمساكن وانتهاكها‪.‬‬
‫وينتج عن خرق أعوان السلطة العامة للمساكن بدخولها من دون احترام‬
‫الموجبات القانونية والشكليات االجرائية ‪ ،‬يمكن أن يبرر مؤاخذة هؤالء‬
‫األعوان مدنيا ‪ ،‬وأيضا اصدار بعض العقوبات التأديبية في شأنهم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪LEVASSEUR (G) : mélange PATIN, nullité de l’instruction p 479‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مؤاخذة أعوان السلطة العامة مدنيا‬


‫بنص الفصل ‪ 102‬من م‪.‬ج على أنه" يعاقب بالسجن مدة عام وبخطية‬
‫قدرها اثنان وسبعون دينارا الموظف العمومي أو شبهه الذي يدخل دون‬
‫مراعاة الموجبات القانونية أو دون لزوم ثابت لذلك مسكنا دون رضاء‬
‫صاحبه "‪.‬‬
‫ونستنتج من الفصل المذكور أن الحجة تتكون بدخول مسكن من قبل‬
‫الموظف العمومي في حالة ينص عليها القانون ‪ ،‬ومن دون احترام‬
‫الشكليات المنصوص عليها بمجلة االجراءات الجزائية وخاصة من دون‬
‫رضاء شاغل المسكن المقصود ‪.‬‬
‫وتظهر النية االجرامية للموظف بمجرد تعبير شاغل المسكن عن رفضه‬
‫الدخول محله‪.1‬‬
‫كما ان الحجة تتكون اذا وقع الحصول على رضاء معيب باستعمال‬
‫خزعبالت وخدع أو باستخدام الغش أو االكراه ‪ ،‬والرضاء السليم‬
‫يستوجب وعيا تاما ومعرفة قطعية أن الدخول غير صحيح قانونا ‪.‬‬
‫واذاكان المشرع الفرنسي قد جرم محاولة دخول مسكن الغير من قبل‬
‫عون السلطة العامة أو المكلف بمهمة مصلحة عامة بمناسبة تأديته لعمله‪،‬‬
‫فانه لم يجرم االستقرار بالمسكن من دون موافقة شاغله (الفصل ‪-8‬‬
‫‪ 432‬م‪.‬ج‪.‬ف) ‪.‬‬
‫وتجدر المالحظة ان عبارة نص الفصل ‪ 102‬م‪.‬ج يدخل بالمسكن يمكن‬
‫أن يكون غير ساكن به أو غير مالك له أو فقط ممثال لمالكه أو مكتريه‬
‫اوموجودا به لمدة زمنية معينة فقط‪ ،‬وقد نص المشرع الفرنسي من خالل‬
‫‪‬‬
‫‪VASSOGNET (J) et CAMILLE (B) : « violation du domicile », § 42 – 43, encyclopédie Dalloz, T‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪IV, voir intention délictueuse‬‬

‫‪40‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫عبارة "‪....‬من يدخل الى مسكن الغير بالرغم عن ارادته "‪ . 1‬ويؤدي الى‬
‫مالحظتين ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هو تكريس حماية ناجعة للمسكن من اعتداء أعوان السلطة العامة‬
‫الذي في حالة ارتكابه الجنحة خارج أوقات تأدية مهامه يصبح خاضعا‬
‫ألحكام حماية المسكن من اعتداء األشخاص العاديين‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬يكرس هذا التنصيص حماية مسكن الغير أي دخول عون السلطة‬
‫الينفي تطبيق أحكام‬ ‫العامة مسكنا ولوكان ذلك بموافقة من يشغله‬
‫الفصل ‪ 432 -8‬م‪.‬ج‪.‬ف من حيث أنه ارتكب جنحة خرق حرمة المسكن‬
‫ألن "الغير" يمكن ان يكون غائبا عن مسكنه وغير قادرعن التعبير عن‬
‫رضاه ‪ ،‬ثم أن موافقة الشاغل الموجود بالمسكن دخول شخص يمكن أن‬
‫تكون دون جدوى من حيث أنه ليس مسكنه أوغير ساكن به تماما ‪.‬‬
‫غير أنه بالرغم من صرامةالعبارات المستعملة ضمن الفصل ‪ 102‬م‪.‬ج‬
‫اال أنه يمكن أن يعفي مرتكب جنحة الفصل ‪ 102‬م‪.‬ج من كل تتبع اذا‬
‫برر أن تدخله كان بأمر من رؤسائه ‪ ،‬لموضوع يخص مشموالته وجب‬
‫تنفيذه من قبله ‪ ،‬ويعني هذا الشخص الذي أصدر األمر هو الذي تقع‬
‫مؤاخذته قانونا‪. 2‬‬
‫وتختص المحاكم العدلية بالنظر في دعوى المؤاخذة المدنية ‪ ،‬مع العلم أن‬
‫المؤاخذة المدنية هي دعوى يقوم بها الشخص الذي تضرر من السلوك ‪.‬‬
‫كما أن هذه المؤاخذة تعتبر طريقة طعن غير عادية تمارس ضد القاضي‬
‫الذي تجاوز حدود سلطته ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪Art 432 – 8 du code pénal français : « ….s’introduire dans le domicile d’autrui contre le gré de‬‬ ‫‪1‬‬

‫» ‪celui-ci….‬‬
‫‪VASSOGNE (j) et CAMILLE (B) : « violation du domicile » § 42 – 43, encyclopédie Dalloz, T V 2‬‬

‫‪41‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫كما ان الهدف من المؤاخذة المدنية هو الحصول على تعويضات عن كل‬


‫ضرر مباشر وشخصي لحق المتقاضي‪.‬‬
‫وقد نص القانون التونسي بالفصل ‪ 199‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت على حاالت مؤاخذة‬
‫مدنية وهي االحتيال ‪ ،‬االرتشاء والغرر أو اذا توجهت على حكام‬
‫مسؤولية بمقتضى القانون توجب عليهم غرم الضرر مدنيا ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫الفصل ‪ 199‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت حاالت الخطأ المهني الفاحش أو االمتناع عن‬
‫الحكم كما نص على ذلك المشرع الفرنسي بالفصل ‪ 505‬م‪.‬ا‪.‬م‪.‬ف ولكن‬
‫التنصيص على توجيه المسؤولية بمقتضى القانون يحيل الى القواعد‬
‫العامة لمسؤولية الحكام بصفتهم موظفين عموميين على أساس الفصول‬
‫‪ 58‬و‪ 86‬م‪.‬ا‪.‬ع وينص الفصل ‪ 85‬م‪.‬ا‪.‬ع على أنه اذا تسبب موظف أو‬
‫مستخدم بادارة عمومية في مضرة غيره حسية أومعنوية حال مباشرته‬
‫لما كلف به وكان ذلك عمدا أو خطأ فاحشا منه فهو ملزوم بجبر ذلك اذا‬
‫يثبت ان السبب الموجب لذلك هو تعمد أو خطأه ‪ ،‬لكن اذا كان الخطأ‬
‫غير فاحش فالقيام لمن حصلت له المضرة على الموظف اال اذا لم تكن‬
‫له وسيلة أخرى للتوصل الى حقه ‪ "....‬كما ينص الفصل ‪ 86‬م‪.‬ا‪.‬ع على‬
‫أنه اذا أخل مأمور قضائي بمأموريته فهو مسؤول بالخسارة لمن لحقه‬
‫الضرر من ذلك مهما اقتضت األحكام الجنائية مؤاخذته ‪".‬‬
‫يكون التعدي على المسكن وهتك خصوصيته خطأ فاحش‬
‫ويمكن أن ّ‬
‫موجب لدعوى المؤاخذة والتعويض أما بالنسبة لألشخاص الممكن‬
‫مؤاخدتهم مدنيا ‪ ،‬فان الفصل ‪ 199‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ينص على "الحكام"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ويالحظ ان فقه القضاء الفرنسي قد وسع نطاق هذه المؤاخذة لتشمل‬


‫النيابة العمومية ومساعدهم ومأمور الضابطة العدلية في نطاق اجراء‬
‫‪1‬‬
‫عدلي‬
‫ويالحظ ان القانون وكذلك فقه القضاء التونسي لم يتعرضا الى حالة‬
‫مسؤولية الدولة عن خطأ قام به أحد أعوان السلطة العامة ‪ ،‬لكن األمر‬
‫العلي المؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪ّ 1888‬‬
‫أقر نظريّة مسؤوليّة الدولة عن‬
‫أفعال أعوانها‪.‬‬
‫وتبعا لخطورة دعوى المؤاخذة المدنية ‪ ،‬فان محكمة التعقيب تنفرد‬
‫باالختصاص بالنظر في مطالب مؤاخذة الحكام التي يثيرها كل شخص‬
‫تتوفر فيه شروط الفصل ‪ 71،70،19‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫واذا وقع قبول طلب المؤاخذة المدنية ‪ ،‬فانه يحكم على القاضي‬
‫بالغرامات والمصاريف ‪ ،‬وببطالن االعمال التي قام بها مثل التفتيش‬
‫وحجز بعض االشياء ‪ ،‬كما أن عقاب بعض االعوان اليقف عند المؤاخذة‬
‫المدنية بل يتجاوزه الى العقوبات الجزائية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مؤاخذة أعوان السلطة العامة جزائيا‪:‬‬


‫وجب بيان أن السلطة العامة الى جانب مؤاخذتهم مدنيا فان المشرع عمل‬
‫على تسليط العديد من العقوبات ذات الصبغة التأديبية ولعل تكثيف هذه‬
‫العقوبات من شأنه أن يحيلنا الى مدى حرص المشرع ومدى تعزيز‬
‫حماية الفرد وحقه في التمتع بالراحة واالستقرار داخل سكنه ‪ .‬وقد عمل‬
‫المشرع على معاقبة القضاة الذين ارتكبوا أخطاء فقد عمل قانون ‪1976‬‬

‫‪‬‬
‫‪AMAYOR (c) : « combat pour la justice » , Paris, le seuil, 1968 p 102 - 103‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪43‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫المنقح بقانون ‪ 11‬أوت ‪ 1985‬على جملة العقوبات التي يمكن اتخاذها‬


‫ضد هؤالء القضاة ويترصد االنذار كعقوبة تأديبية مرتبة أولى مع ترسيم‬
‫هذا االنذار بملف ذلك الشخص ‪.‬‬
‫أما العقوبة الثانية فهي تتمثل في الرفت وتصل العقوبات التأديبية الى‬
‫الشطب من جدول الترقية أومن قائمة الكفاءة كما يمكن أن يقع التخفيض‬
‫في سلم القاضي أو الحط من درجة ويمكن أيضا أن يقع التوقيف عن‬
‫العمل لمدة التتجاوز ثالث سنوات ويمكن في آخر المطاف أن يقع عزل‬
‫الشخص موضوع العقوبة ‪ .‬اال أن ما وجب مالحظته أن هذه العقوبة‬
‫تتسم بالصرامة خاصة فيما يتعلق بالثالث العقوبات االخيرة مع العلم ان‬
‫المجلس االعلى للقضاء تبقى له السلطة التقديرية والحرية في اختيار‬
‫القرار او العقوبة والتخضع قرارات المجلس ألي طعن أو تراجع ‪ ،‬كما‬
‫يجب القول أن الموظفين العموميين وشبههم يخضعون الى قانون الوظيفة‬
‫العمومية أو القوانين الخاصة المنظمة لمهنهم ‪.‬‬
‫والى جانب العقوبات التأديبية وأيضا المؤاخذات المدنية التي سبق ذكرها‬
‫لم يمتنع المشرع الجزائي أيضا من التعرض الى بعض العقوبات‬
‫الجزائية علما بأن العقوبات الجزائية ذات صبغة ردعية وملزمة ‪ ،‬فعن‬
‫هذه العقوبات الجزائية وقع التعرض اليها صلب الفصل ‪ 102‬م‪.‬ج‬
‫السالف ذكره ‪ .‬فقد أقر الفصل المذكور عقوبة بالسجن لمدة عام وأيضا‬
‫خطية قدرها ‪ 72‬دينار ‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع بالنسبة لهذه العقوبة لم يقتصر على عقوبة واحدة‬
‫بل تعلق األمر بالسجن وأيضا خطية وهو مايحيلنا الى صرامة المشرع‬
‫وتعامله بقسوة مع أصناف أعوان السلطة العامة ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ونظيف أيضا من خالل الفصل ‪ 115‬الذي وقع تنقيحه بالقانون عدد ‪33‬‬
‫لسنة ‪ 1998‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ 1998‬ان الفصل المذكور أعطى‬
‫للمحكمة السلطة الكاملة والمطلقة العتماد العقوبات الواردة بالفصل ‪5‬‬
‫م‪.‬ج ‪ ،‬ولعل عدم تضييق اطار العقوبات الممكن اللجوء اليها من قبل‬
‫المحكمة خير دليل كاشف عن ارادة المشرع وحرصه على حماية السكن‬
‫وحق التمتع به بمنأى عن كل اعتداء‪.‬‬

‫الـخـاتمـة‬

‫‪45‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫اهتم المشرع التونسي على غرار جل التشريعات المعاصرة االخرى‬


‫بالمسكن باعتباره اطار الحياة الخاصة وذلك بهدف ارساء حماية فعلية له‬
‫ضد كل اعتداء وانتهاك يستهدف هذا المكان‪ .‬وحماية السكن انما تهدف الى‬
‫حماية الشخص وراحته واستقراره داخل مسكنه ‪ .‬وقد كان األهمية الكبرى‬
‫التي تبرز على مستوى القوانين المكرسة لهذا الحق ‪ .‬لموضوع الحماية‬
‫فقد عمل المشرع المدني على حماية الفرد وحقه في السكن من خالل اعتماد‬
‫العديد من اآلليات التي جعلها المشرع رهن اشارة الشخص موضوع الحق‬
‫خاصة اذا علمنا بأن اآلليات الهادفة للحماية تتمثل في جملة من الضمانات‬
‫منحها المشرع لصاحب الحق وهي جملة الدعاوى المدنية التي تمكن‬
‫الشخص من حفظ حقه‪.‬‬

‫كما أن حرص المشرع يتواصل مع القانون الجزائي الذي جرم الدخول‬


‫للمسكن بدون ارادة صاحبه ورضاه وجعل المحاولة موجبة للعقاب وذلك‬
‫صلب الفصل ‪ 256‬م‪.‬ج الذي يشكل اعتداء من عامة الناس بصورة عامة‪،‬‬
‫كما جرم المشرع كذلك من خالل أحكام الفصل ‪ 102‬م‪.‬ج دخول الموظف‬
‫العمومي أو شبهه المسكن خاصة اذا كان ذلك بدون رضاء شاغل المسكن‬
‫وبدون مراعاة الموجبات القانونية أو بدون لزوم ثابت ‪.‬‬

‫وأردف هذا الدخول بعقوبات ومؤاخذات صارمة اليمكن أن تكون االبهدف‬


‫حفظ الحق في التمتع باالستقرار والسالمة داخل المسكن ويتجه القول بأن‬
‫الحماية المكرسة من قبل المشرع الجزائي تبقى نسبية وغير كافية بالنظر‬

‫‪46‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الى تطور األحكام المتصلة بحرمة المسكن والتي أرهقتها االستثناءات ‪،‬‬
‫فالحماية الجزائية الموكولة للسكن ليست مطلقة وانما يجوز كما اقتضى‬
‫األمر للسلطة التشريعية الحد منها ويكون ذلك في أغلب األحيان لخدمة‬
‫الصالح العام الذي تنحنى أمامه المصلحة الخاصة وتترك له المجال مفتوحا‬
‫لخدمة النظام العام وتحقيق االستقرار والعدالة ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫المالحق‬

‫قائمة المالحق‬

‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 6534‬مؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪01‬‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 4609‬مؤرخ في ‪ 9‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪02‬‬

‫‪48‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 9223‬مؤرخ في ‪ 2‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪03‬‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 3911‬مؤرخ في ‪ 5‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪04‬‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 6863‬مؤرخ في ‪ 2‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪05‬‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 5094‬مؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪06‬‬

‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 5098‬مؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪07‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 6613‬مؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪08‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 3862‬مؤرخ في ‪ 9‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪09‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 7703‬مؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪10‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 6084‬مؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪2007‬‬ ‫ملحق عدد ‪11‬‬

‫‪49‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫المراجع‬

‫‪50‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫قائمة المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‬

‫المراجع العامة‬

‫عبد الرزاق السنهوري ‪ :‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬أسباب الملكية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزء التاسع‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬


‫عبد هللا االحمدي‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي‪ ،‬طبعة‬ ‫‪‬‬

‫أوربيس للنشر‪ ،1993 ،‬تونس‪.1993‬‬


‫محمد نور فرحات‪ :‬مبادئ حقوق اإلنسان بين العالمية والخصوصية‪ ،‬المجلة‬ ‫‪‬‬

‫العربية لحقوق اإلنسان عدد‪ ،1‬المعهد العربي لحقوق اإلنسان‪.1994 ،‬‬


‫محمد أنور عاشور ‪ :‬المبادئ األساسية في التحقيق الجزائي العملي‪ ،‬دار الهناء‬ ‫‪‬‬

‫للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.1969 ،‬‬

‫المراجع الخاصة‬

‫نور الدين شيحة‪ :‬الحق في السكن الالئق‪ ،‬دار الطبعة والنشر بتونس‪.1993 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد المهيمن حكر‪ :‬القسم الخاص في قانون العقوبات‪ ،‬جرائم االعتداء على‬ ‫‪‬‬

‫األشخاص واألموال‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1970 ،‬‬


‫نزيه نعيم شالال‪ :‬دعاوى جرائم السرقة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.1989‬‬
‫حسين جميل‪ :‬حقوق اإلنسان والقانون الجنائي‪ ،‬قسم البحوث والدراسات‬ ‫‪‬‬

‫القانونية والشرعية‪ ،‬مطبعة دار النشر للجامعات المصرية‪.1972 ،‬‬


‫عدلي خليل‪ :‬جريمة السرقة والجرائم الملحقة بها‪ ،‬دار عبد الخالق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.1990‬‬

‫‪51‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫ممدوح خليل بحر‪ :‬حماية الحياة الخاصة في القانون العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬

‫النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪.1983‬‬

‫المذكرات والرسائل‬

‫سوسن دربز‪ :‬المسكن في القانون الجزائي‪ ،‬رسالة لنيل شهادة ختم الدروس‬ ‫‪‬‬

‫بالمعهد األعلى للقضاء‪.2004-2003 ،‬‬


‫مراد الشملي‪ :‬الحماية الجزائية للمسكن‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة‬ ‫‪‬‬

‫في علوم اإلجرام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪.1998-1997 ،‬‬


‫محمد علي شوكة‪ :‬التفتيش‪ ،‬رسالة تخرج من المعهد األعلى للقضاء‪،1989 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.1990‬‬
‫نعيمة سعيد‪ :‬الجرائم المقررة لحماية الملكية‪ ،‬رسالة تخرج من المعهد األعلى‬ ‫‪‬‬

‫للقضاء‪.1991-1990 ،‬‬
‫علي درمش ‪ :‬الحماية الجزائية للحرية الذاتية‪ ،‬مذكرة ختم الدروس بالمعهد‬ ‫‪‬‬

‫االعلى للقضاء‪.2001-2000 ،‬‬


‫سامي المهيري‪ :‬الحماية القانونية للحياة الخاصة‪ ،‬مذكرة ختم الدروس بالمعهد‬ ‫‪‬‬

‫األعلى للقضاء‪.1994-1993 ،‬‬


‫رشيد جابلي‪ :‬الحماية الجزائية لحرمة المسكن في مواجهة ممثلي السلطة‬ ‫‪‬‬

‫العامة‪ ،‬أطروحة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪.‬‬

‫مقــاالت‬
‫محمد كمال شرف الدين‪ :‬تطور حماية الحياة الخاصة في التشريع التونسي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫المجلة القانونية التونسية‪ ،1997 ،‬ص ‪.29‬‬


‫علي الجلولي‪ :‬المقر في القانون التونسي‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬عدد‪،7‬‬ ‫‪‬‬

‫أكتوبر ‪ ،1983‬ص ‪.13‬‬

‫‪52‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫كمال دبيش‪ :‬الحماية القانونية للحياة الخاصة في القانون التونسي والقانون‬ ‫‪‬‬

‫المقارن‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1998‬ص ‪.119‬‬


‫الباشا البجار ‪ :‬المقر‪ ،‬أهميته‪ ،‬صوره‪ ،‬تحديده‪ ،‬تأثيراته القانونية خاصة على‬ ‫‪‬‬

‫سالمة االستدعاء واإلعالم‪ ،‬م‪.‬ق‪.‬ت‪ ،‬عدد‪ ،1991 ،1‬ص ‪.35‬‬

‫الـدراسـات‬
‫دراسة جنائية بعنوان ‪ :‬حماية حقوق اإلنسان في اإلجراءات الجنائية في مصر‬ ‫‪‬‬

‫وفرنسا والواليات المتحدة‪ ،‬المؤتمر الثاني للجمعية المصرية للقانون العام‪،‬‬


‫اإلسكندرية‪ 12-9 ،‬أفريل ‪.1988‬‬

‫محاضرات ودروس‬

‫عبد هللا األحمدي‪:‬محاضرات في حقوق اإلنسان والحريات العامة للسنة األولى‬ ‫‪‬‬
‫من المرحلة الثالثة‪ ،‬علوم اإلجرام‪.2006-2005 ،‬‬
‫محمد الهادي لخوة‪ :‬دروس في قانون اإلجراءات الجزائية للسنة األولى من‬ ‫‪‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ ،‬علوم اإلجرام‪.2006-2005 ،‬‬

‫فقـه قضاء‬

‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 3862‬مؤرخ في ‪ 9‬جانفي ‪ ،2007‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قرار تعقيبي مؤرخ في ‪ 7‬أوت ‪ ،1968‬قرار تعقيبي مؤرخ في ‪1975-01-29‬‬ ‫‪‬‬
‫معلق عليها بالمجلة الجنائية لسنة ‪.1992‬‬
‫قرار جزائي عدد ‪ 411‬مؤرخ في ‪ ،1977-04-27‬ن‪.‬م‪.‬ت‪ ،1977 ،‬ص ‪.217‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 00468‬مؤرخ في ‪ ،2000-12-19‬ن‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث نصت المحكمة على أن "النتيجة‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 6613‬مؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪.2007‬‬ ‫‪‬‬

‫‪53‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫قرار تعقيبي عدد ‪ 6084‬مؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪.2007‬‬ ‫‪‬‬


‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 6534‬مؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪.2007‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 7703‬مؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪.2007‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 180‬مؤرخ في ‪ 23‬أكتوبر ‪ ،1990‬م‪.‬ق‪.‬ت‪ ،‬أفريل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،1992‬عدد ‪ ،4‬ص ‪.97‬‬

‫األوامر والقوانين‬

‫قانون عدد ‪ 18‬لسنة ‪ 1976‬مؤرخ في ‪ 1976-01-21‬يتعلق بمراجعة وتدوين‬ ‫‪‬‬


‫التشريع الخاص بالصرف وبالتجارة الخارجية والمنظم للعالقات بين البالد التونسية‬
‫والبلدان األجنبية‪ ،‬والقانون عدد ‪ 48‬لسنة ‪ 1993‬مؤرخ في ‪ 1993-05-03‬يتعلق‬
‫بتنقيح مجلة الصرف والتجارة الخارجية‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 64‬لسنة ‪ 1991‬مؤرخ في ‪ 1991-07-29‬متعلق بالمنافسة واألسعار‬ ‫‪‬‬
‫والمنقح بالقانون عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 1995‬مؤرخ في ‪.1995-04-24‬‬

‫المراجع باللغة الفرنسية‬

‫‪Ouvrages‬‬

‫‪54‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

Ouvrages généraux

 BOSSUYT (M) : Le règlement intérieur du comité des droits de l’homme,

RBDI, 1978-1979.
 BOULOC (B), LEVASSEUR (J) et STEPHANI (Ph) : Droit pénal, 1995, 15ème

édition, paragraphe, n°390.


 GARRAUD (R) : Traité de droit pénal, 3ème édition, TV, n°1545.

 GARCON (E) : Code pénal annoté, sous article, 184.


 MERLE (R) et VITU (A) : Traité de droit criminel, droit pénal spécial, TII,

Cujas, 1982.
 PRADEL (J) : Droit pénal général, T I, n°258.

Ouvrages spéciaux

 BERNARD (C) : La violation du domicile, éd, Dalloz, Recueil, n°1969.


 HERBRAUD (P) : Le logement et la famille, répertoire de notoriat et

Defrénois, 1983, art. n°3320.


 JEAN (JP) : La nuit et le droit pénal, définition juridique et

représentation sociale, année sociologique, 1976, vol. 27.


 VASSAGNE (J) : Violation du domicile, paragraphes 42-43, encyclopédie

Dalloz, T IV, voir intention délictueuse.


 VANHOUDT (CJ) : Le droit de perquisitions et les atteintes à

l’inviolabilité du domicile, RDPG, 1959.

Mémoires et Thèses
 MARTINI (M) : Les enquêtes de polices, thèse, Paris I, 1994.
 VERMEILLE (G) : La violence en droit pénal, violence intellectuelle, Thèse

intellectuelle, Portiers, 1975.

55
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

 BACCOUCHE (N) : Répression pénale et disciplinaire dans la fonction


publique, école nationale d’administration, centre de recherches et des

études administratives, Tunis 1990.

Articles

 CHAVANNE (A) et MONTREUIL (J) : Violation du domicile, JCP, 1984, art

184.
 BELHADJ HAMMOUDA (A) : Immunité de juridiction, inviolabilité de

l’hôtel de l’ambassade et autorité de la chose jugée à l’étranger, RTD,


1973, p 83.

 MONTREUIL (J) : Atteintes à l’inviolabilité du domicile par des personnes


exerçant une fonction publique, art. 432-8, JCP, 1995.

 BADINTER (R) : Le droit au respect de la vie privée, note sous Paris, D I,


1968, n°2136.

 Violation du domicile, chronique de jurisprudence, RSC, et droit pénal


comparé, 1979, Série, Sirey, p 839.

Colloques

 Droit et vie, le 10-11 décembre 1998, n°13, 1999.

Jurisprudence

 Cour d’appel de Paris, 19-11-1952, Gaz Pal, 1993, n°1, p149.

 Crim 26-02-1963, D 1963, somm 68, Bull.crim, n°92.


 Crim 24-06-1987, jurisclasseur pénal, 1987, IV, 302.

 Cour de Chambéry, 4 novembre 1875-1879, 2-39.


 Crim 16 février 1967, affaire Couzinet, JCP, II 15304, note combaldieur.

56
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الفهرس‬

‫‪57‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪1 ..................................................................................‬‬
‫المبحـــث االول ‪ :‬مظاهر االعتداء على المسكن‪12 ............................. :‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬االعتداءات المادية ‪12 ................................................‬‬
‫‪ -1‬اإلعتداء المادي عن طريق التسول‪14..............................‬‬
‫‪ - 2‬اإلعتداء باستعمال الخلع‪14.......................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلعتداءات المعنوية ‪16 ..............................................‬‬


‫‪ -1‬ظرف الليل ‪17....................................................‬‬
‫‪ -2‬ظرف جمع أفراد وحمل السالح‪18.................................‬‬
‫‪ -3‬اإلعتداء على المسكن باللجوء إلى التهديد‪19........................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬حماية المسكن من خالل إباحة الدفاع عنه ‪21 ...................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬شروط قيام الحماية بالفصل ‪ 40‬م ج ‪21 ..........................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬آثار صورة الفصل ‪ 40‬م ج ‪25 ....................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الحماية الجزائية المسلطة على المسكن ضد تدخالت أعوان‬
‫السلطة العامة ‪26...............................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تدخل أعوان السلطة العامة ‪227 ...................................‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف أعوان السلطة العامة ‪28 .................................. :‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬حدود عدم انتهاك حرمة المساكن ‪33 .............................‬‬
‫أ‪ -‬الشرط الزماني للقيام بعملية التفتيش ‪34 .........................................‬‬
‫ب‪ -‬الشرط المكاني والشخصي ‪36 ...................................................‬‬
‫‪-1‬حضور المتهم في مسكنه ‪36 .......................................................‬‬
‫‪-2‬حضور الغير في مسكنه ‪36 ........................................................‬‬

‫‪58‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫‪-3‬حضور امرأة أمينة والشهود‪37 .................................................. :‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬تعزيز الحماية من خالل معاقبة أعوان السلطة العامة ‪39 ....‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مؤاخذة أعوان السلطة العامة مدنيا ‪40 .............................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مؤاخذة أعوان السلطة العامة جزائيا‪43 ......................... :‬‬
‫المالحق ‪48 ...............................................................................‬‬
‫المراجع ‪50 ...............................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪51 ........................................................................‬‬

‫‪59‬‬
‫احلماية اجلزائية للمسكن‬

‫‪‬‬

‫‪60‬‬

You might also like