Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
.لم يكن هم اإلنسان البدائي الذي لم يعرف االستقرار بعد إال المحافظة على
جسده ومنقوالته . 1ولكن ،مع تطور نسق الحياة وازدهارها وبداية تشكل الحياة
الحضرية ،نشأ مفهوم الحياة الخاصة وبدأ يتطور وأصبحت حماية الحياة الخاصة هدفا
تسعى جل الدول إلى تأكيد حمايته.
.وتعتبر الحياة الخاصة اليوم من أهم حقوق اإلنسان وتأتي ضمن إطار حماية
وتكريس الحريات والتمتع بالحياة الخاصة هي أيضا من الحقوق المعترف بها لإلنسان
منذ القدم ،إذ أن له الحق في أن تكون له دائرة سرية يترك فيها دون تدخل من أي
شخص.
ونفس السياق أكده األس تاذ هنري مازو بقوله "إن الشعور العميق بالتستر
والحياء المتغلغل في أعماق كل كائن بشري يقتضي حماية سر الحياة الخاصة أي
الشخصية والعائلية وبدون هذا السر تنعدم الحرية فسر الحياة الخاصة هو من مظاهر
حرية وجودنا".2
وذلك باعتبار أن لكل شخص حياته الخاصة ودائرته السرية المغلقة بحيث
يكون هو الشخص الرئيسي المتحكم بهذه الدائرة.
والحقيقة أن مفهوم الحياة الخاصة من أشد المفاهيم اتساعا وتعقيدا وغموضا
وذلك نظرا إلى أن المعايير التي يحملها نسبية ومرتبطة بتقاليد المجتمع وتطوره ،كما
أن فقه القضاء لم يخصه بتعريف جامع واكتفت جملة األحكام المتعلقة بالحياة الخاصة
بإبراز محتواها.
1علي كحلون :الجوانب القانونية لقنوات االتصال الحديثة والتجارة االلكترونية ،ص .349
2 PERRE (K) : La protection de la vie privée, protection du secret de la vie privée, TI, édition Litec, 1989,
1
احلماية اجلزائية للمسكن
وفعال تتكون الحياة الخاصة من جملة من العناصر ،ولعل أهم هذه العناصر
المسكن الذي يعتبر أهم إطار للحياة الخاصة.1
فما هو مفهوم المسكن ؟
وتماشيا مع ذلك فإن األستاذ كاربوني 2يصرح في قول له أن "قلعة الفرد
م سكنه وهي عبارة تبرز فكرة أساسية تتمثل في الطمأنينة التي يشعر بها الشخص
عندما يكون بمنزله ،ذلك المكان الذي ينعم فيه بالراحة واألمن والتستر ،بعيدا عن
أعين الرقباء والفضوليين.3
إذ أن المسكن في إطار الحياة الخاصة يمثل الفضاء الذي يمكن أن تنمو فيه
شخصية الفرد وتزدهر وبالتالي يؤثر بصفة مباشرة في اختيارات األفراد وتوجهاتهم
أيا كان ميدانها ،وبذلك وقع االهتمام بالغاية التي يهدف إليها التشريع المهتم بالمسكن،
إذ أن هذا األخير يمثل نقطة التقاء بين العالقات المالية والعالقات الشخصية.
.وفعال يمثل المسكن بالنسبة للشخص قيمة مالية وأخرى غير مالية ،إال أنه
يقع التركيز على األولى نتيجة توظيف حقوق مالية عليه مثل حق الملكية وحق
التسوغ.
إال أنه بالرغم من تجاهل القيمة الوظيفية لهذا المسكن ،ألنه ال شك أن المسكن
بعيدا عن القيمة المالية ،يحدد تطور اإلنسان ويبرز من الناحية القانونية وكأنه الوسط
الذي يضمن حقوق الفرد ونمو شخصيته.
كما يمثل من الناحية المادية المكان الذي يحمي السالمة الجسدية للشخص إذ
يقيه شر العوامل الطبيعية وكذلك أذى اآلدميين.
1
DE CHAVANNE (A) et FAYARD (M.C) : Violation du domicile, JCP, art 184, 1984 (ancien code français).
2 CARBONNIER (J) : Droit civil, « les personnes », éd. PUF, XVIIème édition, 1984, p58.
عبد هللا األحمدي :حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي ،طبعة أوربيس للنشر ،1993 ،ص .155 3
2
احلماية اجلزائية للمسكن
نجده صلب الفصل 267م.ج يعرف المحل المسكون بأنه "كل بناء أو مركب أو
خيمة أو مكان مسيج معد لسكنى اإلنسان ويعتبر المحل مسكونا بالمعنى المقصود
بالفصل 260ولو لم يكن أحد نازال به عند وقوع الجريمة".
لكن هذا التعريف يبقى قاصرا عن تعريف المسكن تعريفا واضحا وشامال ذلك
أنه يرتبط بجريمة السرقة الموصوفة التي نص عليها الفصل 260ولذلك فهو يبقى
تعريفا ناقصا ومحدودا في نطاق معين ال يمكن تجاوزه للحديث عن االعتداءات
األخرى التي تتسلط على المسكن.
إضافة لذلك نجد أحكام الفصل 268م.ج تنص على أن "الصحون ومحالت
تربية الطيور واالسطبالت والمباني المالصقة إلحدى المحالت المبينة بالفصل المتقدم
ولو كان لها سياج خصوصي في السياج العام للمحل أو بحرمه العام تعتبر من
المحالت المسكونة".
إذا ما اعتمدنا كذلك أحكام هذا الفصل فإننا لن نتوصل إلى مفهوم حقيقي
للمسكن باعتبار أن هذا الفصل كذلك يتصل بمفهوم المسكن في جريمة السرقة
الموصوفة لوقوعها ببعض الوسائل المحددة قانونا وذلك في محاولة منه لحماية
المسكن من االعتداء المسلط عليه وهو ما أقرته محكمة التعقيب في قرارها الجزائي
عدد 1664المؤرخ في 15ديسمبر 1962الذي جاء به" :وقد أراد المشرع حماية
المساكن وصيانتها ومعاقبة كل من يتعمد ارتكاب السرقة داخل تلك المساكن بإحدى
الوسائل التي نص عليها الفصل 260م.ج.1
لذلك فإن هذا التعريف ال يمكن األخذ به لقصوره عن تحديد مفهوم المسكن
ونظرا لضيقه يتجه البحث في فقه القضاء إليجاد تعريف أوسع أو شامل للمسكن.
فقد تبنت محكمة التعقيب تعريفا موسعا للمسكن فاعتبرت بأن" :المقصود
بالمحل المسكون هو كل بناء أو مركب أو خيمة أو مكان فسيح معد لسكنى اإلنسان
1
قرار تعقيبي جزائي عدد 1664مؤرخ في ،1962-12-15ن.م.ت ،قسم جزائي ،1962 ،ص .80
3
احلماية اجلزائية للمسكن
ويعتبر المحل مسكونا بالمعنى األتم ولو لم يكن أي أحد نازال به عند وقوع
الجريمة".1
كما اعتبرت في نفس القرار بأن المسكن يشمل "كل األماكن التي يعدها
اإلنسان ليأوي إليها كالمنازل والبيوت والخيام".
ونالحظ أنه رغم أهمية هذا المفهوم إال أنه يتجه التوسيع فيه أكثر ليشمل عدة
أماكن أخرى اعتاد اإلنسان اإلقامة فيها ولذلك يمكننا االلتجاء إلى ما توصل إليه الفقه
وفقه القضاء الفرنسي بشأن مفهوم المسكن.
فقد عرف الفصل 184م.ج المسكن بأنه" :المكان الذي يكون مقرا رئيسيا
للشخص" كما عرفه الفقيه "قارو" على النحو التالي "المسكن حسب الفصل 184م.ج
هو المكان المخصص للسكنى واإلقامة الحقيقية للمواطن".2
أما الفقيه "قارسون" فقد عرف المسكن بأنه "المنزل أو اإلقامة الخاصة للفرد
وهو كل محل سكنى مشغول من الشخص وهو بيت كل إنسان".3
أما محكمة التعقيب الفرنسية فقد عرفته في قرارها المؤرخ في 24جوان
" 1893كل مكان يشغله من له الحق في ذلك أو غيره بعد مصادقته بصفة متواصلة
أو مؤقتة".
لكن وبما أن المسكن ال يقتصر على المقر األصلي للشخص فقط وإنما يشمل
كذلك كل مكان يتمتع فيه بحق اإلقامة ،فقد قامت محكمة التعقيب الفرنسية بتجاوز
المفهوم الذي اعتمدته لتعتبر في قرارها المؤرخ في 26فيفري 1963بأن "المسكن
ال يعني فقط المكان الذي يوجد به المقر األصلي للشخص بل هو المكان الذي سواء
كان يسكن به أوال يخوله بأن يعتبر نفسه في بيته وذلك بقطع النظر عن الصفة
القانونية لشغوله أو الوصف المعطى للمحالت".4
1
قرار تعقيبي جزائي عدد 13172مؤرخ في ،1986-02-26ن.م.ت ،قسم جزائي ،سنة ،1987عدد ،1ص.367
2 GARRAUD : Traité de droit pénal, 3ème édition, TIV, n°1545.
3 GARCON (E) : Code pénal annoté, sous art 184.
4 Cass.crim 26-02-1963, D 1963, somm 68, Bull.crim, n°92.
4
احلماية اجلزائية للمسكن
لقد أرسى هذا القرار مفهوما موسعا للمسكن يشمل صورا جديدة له تشملها
بالعناية واإلقرار فأصبحت توابع المسكن جزء منه .وهذه التوابع تتمثل في الشرفات
والسطوح والدهاليز والحدائق إذا كانت مغلقة وكذلك العربات المجرورة المستعملة
كمسكن.1
من هذا المنطق نستنتج أن المشرع سوى بين المحل المسكون وبعض األماكن
التابعة له وذلك بالفصل 268م.ج الذي أقر أن "الصحون ومحالت تربية الطيور
واإلسطبالت والمباني المالصقة إلحدى المحالت المبينة بالفصل المتقدم ولو كان لها
سياج خصوصي في السياج العام للمحل أو بحرمه العام تعتبر من المحالت
المسكونة".
وبالتالي فإن المشرع اهتم بتوابع المسكن وجعلها خاضعة لنفس أحكام المسكن
وذلك ألنها مخصصة لمنفعته ومتصلة به ولو كان لها سياج خصوصي داخل السياج
العام ومثال ذلك "غرفة الغسيل" و"محالت تربية الطيور واالسطبالت" ...وبناء
عليه ،فإن التوابع الموجودة داخل السور المحيط بالمسكن والتي تكون جزءا منه
وامتدادا له تشملها العناية ونتيجة لذلك فإن كل اعتداء عليها هو اعتداء على المسكن
ذاته يستوجب تسليط العقوبات التي أقرها المشرع لحماية المسكن ومثال ذلك الدهاليز
أو حديقة المنزل أو الشرفات أو السطوح وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع التونسي لم
يقتصر على ما أقره صلب أحكام الفصلين 267و 268م.ج بل واصل اتجاهه
الموسع في تعريفه للمسكن أو للمحل المسكون أو المكان المسيج المعد لسكنى اإلنسان
وملحقاته وتوابعه.
وتماشيا مع هذا السياق فقد نص الفصل 269م.ج على أنه "تعد معاطن أو
مرابض أو غيره أو باللوح أو تخوم من نبات حي أو يابس أو بحائط كيفما كانت مواد
تركيبه وكيفما كان ارتفاع وعمق وحالة وقدم تلك األنواع من المنتجات ولو لم تكن لها
أبواب تغلق بمفاتيح أو غيرها أو كانت األبواب ذات فرج أو مفتوحة عادة ،والمعاطن
عبد هللا األحمدي :حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي ،ص .165 1
5
احلماية اجلزائية للمسكن
أو المرابض القارة المعدة لوضع الحيوانات باألراضي بأي كيفية كان صنعها تعتبر
أيضا مسيجات".
تجدر اإلش ارة إلى أنه رغم هذا التوسيع التشريعي الذي اعتمده المشرع في
تعريفه للمحل المسكون فإن ذلك لم يمنع الفقه وفقه القضاء من تأكيد هذا التوسيع
وعلى انتهاج نفس المعنى وذلك في محاولة لوضع مفاهيم متعددة للمسكن تنصهر فيها
مختلف تطبيقاته وتكون مشمولة بالحماية من كل ما يمكنه أن يتسلط عليها.
فقد اعتمد األستاذ عبد هللا األحمدي في تعريفه للمسكن مفهوما موسعا فقد
اعتبر أن المسكن قد يكون "منزال أو شقة أو باخرة أو خيمة أو كوخا وكذلك العربات
المجرورة المستعملة كمسكن متنقل".
هذا التعريف جاء شامال لحاالت متعددة ،والمالحظ أن فقه القضاء توخى هذا
التوجه كذلك فاعتبرت محكمة التعقيب أن " :المراد بالمسكن هو المكان المعد للسكنى
بطبيعته أي لإلقامة فيه ليال ونهارا لمدة طويلة أو قصيرة ومن تلك المنازل ،الفنادق إذ
يقيم فيها اإلنسان كما لو كان في منزله إذ بها يتناول الطعام ويستريح وينام كما يفعل
بمنزله الخاص".1
فالمقصود بالمسكن وملحقاته هو كل مكان غير مباح للجمهور الدخول إليه
بدون سبب وإذن ،بل أكثر من ذلك فقد ذهب فقه القضاء التونسي إلى اعتبار أن
الدكان الذي يباشر فيه صاحبه نشاطه ويستخدمه للسكنى في نفس الوقت يعد محال
مسكونا وهو ما يستشف من قر ار محكمة التعقيب التي أكدت أن "دكان التجارة إذا
اتخذه صاحبه مسكنا له زيادة على مباشرته لنشاطه التجاري فيه يعد محال مسكونا".2
واعتبر فقه القضاء الفرنسي من جهته أن المسكن يشمل كذلك غرفة النزل
المؤجرة لمدة وجيزة ال تتعدى اليوم الواحد.3
ولكن المشرع التونسي لم يتعرض إلى حماية مباشرة لغرفة النزيل إذا ما
استهدفها انتهاك بالرغم من إقراره أن هذه الغرفة معدة للسكنى وتقع اإلقامة بها،
1
قرار تعقيبي جزائي عدد 6742مؤرخ في 19نوفمبر ،1969ن.م.ت.1969 ،
قرار تعقيبي جزائي عدد 7964مؤرخ في ،1971-12-01ن.م.ت ،قسم جزائي ،عدد ،1971 ،1ص .200 2
3 Cour d’appel de Paris, 19-11-1952, Gaz Pal, 1993, n°1, p149.
6
احلماية اجلزائية للمسكن
ونتيجة لذلك فإن أحكام الفصل 256م.ج يمكن أن تشملها وال يهم إن يكون كرائها
لمدة يوم واحد أو أكثر.
ومع كل ذلك فقد كان الفقه وفقه القضاء الفرنسي أكثر جرأة في تأويل عبارة
المحل المسكون فاعتبر الفقيه قارسون 1أنه يكفي العتبار المحل مسكونا أن يكون
مكانا لإلقامة المنتظمة بالليل أو النهار كالمكتب أو المصنع الذي يقضي به العمال
كامل اليوم وبصفة منتظمة بحيث ال يعودون إلى منازلهم إال ليال.
كما اعتبر فقه القضاء الفرنسي كذلك أن المكان يعد مسكونا لمجرد الوجود
المؤقت فيه ،وذلك لقضاء بعض الحاجات أو األعمال أو الواجبات 2من ذلك أن
محكمة التعقيب الفرنسية اعتبرت أن "المكاتب والورشات والمعامل والبنوك وحتى
مراكز الشرطة بمثابة المساكن ألنها تستجيب لحاجيات المحل المسكون.3
وبالرجوع كذلك إلى فقه قضاء محكمة التعقيب الفرنسية في قرارها المؤرخ
في 24جوان 1987فإن "مكتب رئيس غرفة الحرفيين يعد مسكنا قانونا" .4وبذلك
فإن فقه القضاء الفرنسي ينظر مقر العمل المشغول بصفة فعلية بالمسكن على أساس
الفصل 226-4جديد من المجلة الجنائية الفرنسية ولكن أحكام الفصل 256م.ج تبدو
واضحة فقد حدد أن المحل المعد للسكنى فقط موضوع اهتمام وحماية وذلك على
خالف ما وصل إليه فقه القضاء الفرنسي.
وعلى الرغم من ذلك فقد كان فقه القضاء جريئا لما توخى منهجا موسعا عند
تأويل عبارة المحل المسكون فقد اعتبرت محكمة التعقيب من بين المحالت المسكونة
مركز الوالية 5وأساس ذلك أن الموظفين يجتمعون به في أوقات طويلة بالليل أو
النهار إضافة إلى وجود من يحرسه وينام فيه وبذلك اعتبره فقه القضاء كافيا العتبار
المحل مسكونا .وبناء عليه فال يشترط تحقق كل مظاهر اإلقامة والسكنى بالمكان ليعد
مسكونا بل يكفي أن يأوي إليه الشخص ويبيت فيه.
1 GARCON (E) : Code pénal annoté tunisien (art 1 à 405), p 1193.
عبد المهيمن بكر :القسم الخاص في قانون العقوبات ،جرائم االعتداء على األشخاص واألموال ،دار النهضة العربية ،1970 ،ص .83 2
7
احلماية اجلزائية للمسكن
من هذا المنطق وبالنظر إلى تطور الحياة ومستوى العيش يطرح التساؤل حول
مدى اعتبار السيارة مسكنا ؟
إال أن هذه المسألة عرفت تطورا هاما ففي مرحلة أولى اعتبر أن السيارة ال
تعد مسكنا وذلك ألنها مجعولة لغاية التنقل ال اإلقامة وعالوة على ذلك فإنها شبه
مفتوحة وال يمكن للشخص أن يخفي فيها أسراره الخاصة ،باإلضافة إلى ذلك فإذا ما
اعتبرت السيارة امتداد للمسكن تطرح صعوبات عملية تتعلق مثال باحترام أوقات
التفتيش وإجراءاته وهو ما ال ينطبق بصفة عادية على السيارة.1
إال أن جانبا من الرأي الرائج حاليا يعتبر أن السيارة يمكن أن تكون مسكنا
وليس ثمة ما يمنع ذلك استنادا إلى أن ديمومة اإلقامة ليست شرطا الزما العتبار
السيارة مسكنا.
لكن المالحظ هو أن الرأي المستقر عليه في الغالب هو أن السيارة ال تعد
مسكنا مع استثناء وحيد وهو ذلك المتعلق بالعربات المجرورة والمستعملة كمسكن.2
وبالتالي فإن السيارة ال يمكن اعتبارها مسكنا الفتقارها ألدنى مقومات المسكن
ولكونها مكشوفة للعموم ،وقد أقر فقه القضاء الفرنسي أن المكان الذي ال تتوفر فيه
التجهيزات األكثر ضرورة والتي تميز المسكن ال يمكن اعتبارها محالت معدة للسكن.
لذا تجدر اإلشارة إلى البناء الذي ال يزال تحت اإلنشاء يثير بعض اإلشكاليات
فإذا كان يسكن به حارس أو أي شخص آخر فإنه يعتبر محال مسكونا.
كما يشمل المحل المسكون أيضا المكان المعد لسكن اإلنسان "ولو لم يكن أحد
نازال فيه" .3وال يشترط أن يكون له تركيبة أو نوع معين ،كما يمكن أن يكون ثابتا أو
متنقال كمنزل أو خيمة.
تأسيسا على ذلك ،فإن المحل المعد للسكنى والمحل المسكون تربط بينهما
فكرة السكنى التي تفرض إقامة الشخص في المحل سواء كانت إقامة دائمة ويكون
تبعا لذلك المحل مسكونا وبعض األماكن التابعة له كما أقره الفصل 268م.ج.
1 CHAVANNE (A) et MONTREUIL (J) : Violation de domicile, JCP, 1984, art 184.
2عبد هللا األحمدي :حقوق اإلنسان والحريات العامة في القانون التونسي ،ص .156
3 Cass.crim 9-11-1992, Bull.crim, n°6 : la simple hutte de chasse est dépourvue des équipements les plus
8
احلماية اجلزائية للمسكن
ونخلص القول في هذا السياق بأن المفهوم الواسع للمسكن وما يحتويه من
مميزات ودالالت يختلف حتما عن المفهوم القانوني المتمثل في المقر ،إذ أنه يجب
التعريج عن الفرق القائم بين كل من المسكن ذو المفهوم الواقعي والمقر.
فالمقر هو ركن م ن األركان التي تعتمد للتعريف باألشخاص الطبيعية
والمعنوية على غرار االسم والجنسية ،وهو يفيد الرابطة بين شخص ومكان معين
مفادها إما موضع االستقرار أو على األقل االنتساب إلى محل من أجل تنظيم العالقات
القانونية .وينقسم المقر إلى حقيقي وآخر اختياري.1
فعن األول يمكن أن يكون مقرا حقيقيا عاما أو رئيسيا ،2فالمقر العام هو الذي
يخاطب فيه الشخص قانونا 3بصفة يعتد به القانون بالنسبة إلى نشاط الشخص
وعالقاته أما المقر االختياري أو اإلرادي هو ما صرح به الفصل 7م.م.م.ت بأن
المقر الحقيقي للشخص هو "المكان الذي يقيم فيه عادة" وهو إذن محل إقامته المعتادة.
وهكذا يتضح من هذا النص أن اإلقامة الفعلية 4هي أساس فكرة المقر الحقيقي العام
في القانون التونسي.5
وتجدر االشارة الى ان المسكن له صدى لدى المحاكم التي اجتهدت في جملة
من قراراتها معتبرة ان المسكن حقا اساسيا لكل فرد وجب التمتع به واستغالله بشكل
اليمثل فيه مساسا بغيره ،كما ان المحاكم أبرزت وعززت هذه االهمية على مستوى
حماية هذا المكان المقدس من كل آنتهاك ومساسا به خاصة من خالل ربط هذه
التجاوزات بمنطوق أحكام المجلة الجزائية االمر الذي يجعلنا نتساءل عن آليات حماية
المسكن ومدى نجاعتها في تحقيق ذلك ؟
1علي الجلولي :المقر في القانون التونسي ،م.ق.ت ،عدد ،1983 ،7ص .19
2وردت لفظة المقر بالفصل 10من الدستور التونسي "لكل مواطن حرية اختيار مقر إقامته في حدود القانون" وبالفصول 6و46و47و 57من قانون
1أوت 1957المتعلق بتنظيم الحالة المدنية وبالفصل 39من مجلة الجنسية والفصول 2و7و8و9و10و30و36و43و 46وغيرها م.م.م.ت
والفصول 40و 86و129و 135وغيرها م.إ.ج والفصول 18و50و 207م.ج.
3الباشا البجار :المقر :أهميته ،صور تحديده ،تأثيراته القانونية خاصة على سالمة االستدعاء واإلعالم ،م.ق.ت ،عدد 1لسنة ،1991ص .35
4بعض األمثلة عن تكريس فكرة المقر في تشريعات بعض دول أمريكا الالتينية:
عرف القانون الفرنسي اإلقامة من خالل قانون 1سبتمبر 1948في مادة أكرية المحالت المعدة للسكنى قصد حماية مصالح الشاغلين حول هذا السياق ّ
للمحالت ،جعل من اإلقامة الفعلية والمعتادة شرطا للتمتع بحق البقاء أو حق االسترجاع.
يشترط المشرع الفرنسي بالفصل 1070من المجلة المدنية الفرنسية تطبيق معيار محل إقامة العائلة في حاالت من ذلك الطالق واختصاص محكمة
مكان إقامة الطرفين أو من معه األبناء.
Art. 1070 du code de procédure civile prévoit que : « la compétence territoriale est déterminée par la
résidence au jour où la requête initiale est présentée ».
5قرار صادر عن محكمة االستئناف بتونس ،عدد 55431مؤرخ في 31جويلية ،1962م.ق.ت ،1966 ،عدد ،10ص.56
9
احلماية اجلزائية للمسكن
وهو ما سنروم ابرازه من خالل بحثنا معتمدين على مختلف النصوص وما
طرح على أنظار المحاكم من قضايا وكذلك ما ذهب اليه الفقه حول هذا الموضوع
ولقد ارتأينا ان يتم ذلك بالتعرض الى
الحماية الجزائية المسلطة على المسكن ضد اعتداءات عامة االفراد كفصل اول
الحماية الجزائية المسلطة على المسكن ضد تدخالت أعوان السلطة العامة في فصل
ثاني.
10
احلماية اجلزائية للمسكن
الفصل االول
الحماية الجزائية المسلطة على المسكن
ضد اعتداءات عامة األفراد
11
احلماية اجلزائية للمسكن
12
احلماية اجلزائية للمسكن
13
احلماية اجلزائية للمسكن
2 1قرار تعقيبي جزائي عدد 1563مؤرخ في 13أفريل ،1977ن م ت القسم الجزائي عدد 1977 / 01ص 177
2قرار تعقيبي جزائي عدد 12183مؤرخ في 23جانفي ،2002ن م ت 2002ص 251
Cour de chambéry, 4 novembre 1875-1879, 2 - 393
14
احلماية اجلزائية للمسكن
15
احلماية اجلزائية للمسكن
يعتبر المشرع التونسي الخلع ظرفا مشددا 1اذا كان مسلطا على مسكن
وهو ماأقره صلب الفصل 257م.ج في جريمة خرق حرمة المسكن
وكذلك صلب الفصل 260م.ج في فقرته الثانية في جريمة السرقة .
هذا وقد نص الفصل 271أنه " يوصف بالخلع كل خلع أوتفكيك
أوتخريب أوهدم أو ازالة الجدران أو السقوف او القاعات أو االبواب أو
الشبابيك أو االقفال بأنواعها أوغير ذلك من اآلالت المعدة للقفل أولمنع
المرور أوغير ذلك من األسيجة كيفما كانت وسواء كانت بخارج أوبداخل
المساكن ...ويوصف أيضا بالخلع كل خلع بالخزائن والصناديق وغير
ذلك من الحدود المتعلقة ويدخل في مشموالته ما هو موصوف بالخلع
مجرد رفع الصناديق والحقق واللفات المغلقة بالقماش مع ربطها بحبل
وغير ذلك من الحروز المغلقة المحتوية على أشياء من أي نوع كانت
ولو لم يقع خلع ما ذكر بالمحل .
وتأسيسا لذلك فان غياب الهدم والتفكيك والتخريب ينتج عنه انتفاء الخلع
فقد اعتبرت محكمة التعقيب في قرار لها عدد 180مؤرخ في 23
أكتوبر 1990ان دفع ابواب محالت السكن المغلقة وفتحها بالقوة يكفي
". لتوفر ركن الخلع ومن ثم تكون السرقة موصوفة بالخلع
والمالحظ ان مسألة المفاتيح المفتعلة قد أثارها المشرع التونسي
واعتبرها عنفا ماديا سواء كان المفتاح المفتعل مدلسا بحكم استعماله أو
بطبيعته .
كما أشار لذلك الفصل 273م.ج بعبارة المفاتيح المقلدة أو المفتعلة أو
المغيرة .
1قرار تعقيبي جزائي عدد 00468مؤرخ في 19ديسمبر ،2000ن م ت ص47
16
احلماية اجلزائية للمسكن
1الفصل 172 / 73م ج ف جديد ،يعتبر أن الخلع هو الغصب أو اإلتالف أو التمييز ألي جهاز غلق أو ألي نوع من األسوار وينظر للخلع استعمال
المفاتيح المفتعلة أو المدلسة أو المتحصل عليها بدون موجب أو أي أداة استعملها غشا لتشغيل جهاز غلق دون غصبه أو اتالفه
17
احلماية اجلزائية للمسكن
نص المشرع التونسي بالفصل 257م.ج على أنه اذا وقع خرق حرمة
المسكن ليال فان العقاب يكون بالسجن مدة ستة أشهر .كما أقر عقاب
المحاولة ،ونستنتج بالتالي ردع التعدي على المسكن في الليل واال أدى
هذا التعدي الى تضعيف العقوبة ألنه اذا كان للمسكن حرمة فال يمكن
انتهاكها فان هذه القاعدة تتمتع بقوة خاصة أثناء الليل .ألن هذا الظرف
يبدو مكونا لالعتداء المعنوي على من يشغل المسكن باعتبار ان االنسان
ينصرف عادة للنوم والسكينة بخالف العمل واليقظة نهارا .
فالليل فترة تؤثر معنويا على ارادة صاحب المسكن فيحتاج تبعا لذلك
1
. لحماية أكثر من النهار "
بمافي ذلك الدستور 2 اال ان الملفت لالنتباه هو ان معظم الدساتير
التونسي كرست حرمة المسكن بصفة عامة ولم تخص حرمة المسكن
أثناء الليل خاصة .
مع العلم ان الليل صلب المجلة الجزائية ،ليس "الليل" الذي تعرفه مجلة
االجراءات الجزائية أو مجلة المرافعات المدنية والتجارية بالنسبة للتنفيذ
بل ان المقصود به صلب المجلة الجزائية أومجلة المرافعات المدنية
والتجارية بالنسبة للتنفيذ ،بل ان المقصود به صلب المجلة الجزائية هي
الفترة الفاصلة بين الساعات الفلكية لغروب الشمس وشروقها.
VANHOUDT / CJ :le droit de perquisition et les atteint es à l’inviolabilité du domicile, 1
18
احلماية اجلزائية للمسكن
1
سيد حسن البخال :الظروف المشددة والخفية في حق العقوبات فقها وقضاءا ص 51
MERLE (R ) et VITU (A ) : DPS, voir « Armé » circulaire 14 MAI 1993, cité 2
19
احلماية اجلزائية للمسكن
ونخلص القول بأن جنحة التعدي على المسكن وماتمثله هذه االخيرة من
اعتداء معنوي على شاغل المسكن كان من خالل التهكم بظرف الليل أو
وجود جمع من االفراد حاملين السالح فان ذلك يتواصل مع االعتداء
بالتهديد .
3االعتداء على المسكن باللجوء الى التهديد :
رغم ان المشرع التونسي لم يشترط التهديد لقيام جريمة االعتداء ،فان
1
الذي التهديد ينجر عنه قيامها بما أنه نوع من أنواع االعتداء المعنوي
يتسلط على الشخص شاخل المسكن .
كان يفترض التهديد وجود شاغل المسكن في بيته ،لذلك فان دخول
المعتدي الى المسكن بكيفية تدخل االرتباك في نفس شاغله وتمنعه من
االعتراض على دخول محله يكون محتما مما يعبر عنه بالتهديد .
وعلى خالف المشرع التونسي فقد أقرنظيره الفرنسي دخول المسكن
باستعمال التهديدات مؤكدا بذلك الطابع االعتدائي لهذا الدخول.
غير أنه يصعب أحيانا ،التمييز بين التهديد واإلكراه الذي يمكن ان يكون
نتيجة للتهديد ،كما يصعب التمييز بين التهديد والعنف الذي يكون ذهنيا،2
حيث أنه إذا كان شاغل المسكن يعلم عدم شرعية دخول بيته في حالة
وجود تهديد ،فانه في حالة وجود "عنف ذهني" يسمح بدخول مسكنه
دون شعور منه بأن الشخص الذي دخل أو حاول الدخول ،هو بصدد
خرق حرمة المسكن .
كما يعتبر المشرع الفرنسي من جهة أخرى بأن االعتداء على المسكن
باستعمال الخزعبالت يشكل اعتداء معنويا خاصة إذا اعتبرنا أن
Vermeille (G ) : la violence en droit pénal thèse portiers, 1975 p295 -2991
Vermeille (G) : violence intellectuelle, thèse intellectuelle, thèse portiers1975 p 295 2
20
احلماية اجلزائية للمسكن
21
احلماية اجلزائية للمسكن
ونستنتج من الفصل المذكور بأن حالة الدفاع الشرعي حيث تهدف أساسا
الى دفع التسور أو الخلع باليل أو الى مقاومة مرتكبي السرقة والسلب
بالقوة وبذلك فان الفصل 40م.ج يكرس حماية جزائية ناجعة ومباشرة
للمسكن ،حيث يقع استنتاج الدفاع الشرعي بالرجوع الى ظروف
االعتداء.
وأمام صورة الفصل 40م.ج فانه يجب االتيان على هذه الصورة لما
تبرزه من حماية جلية للمسكن ،بحيث يجب في هذا االطار اجراء تحليل
أسباب الحماية المنصوص عليها .
إن المسك كأساس الدفاع الشرعي اليكفي لتبرير الرد حسب منطوق
الفصل 40م.ج اال أنه البد من توفر ظرف الليل ،أوحالته السرقة
والسلب بالقوة ،وفعال فان الليل يجيز أعماال اجرامية خطرة والمتضرر
من هذه االفعال يكون ضعيفا والحول له وال قوة لرد انتهاك يمكن ان
يباغته بالليل.1
كما ان الليل الذي يمثل الراحة العامة للناس يثير المجرمين ويحرضهم
على ارتكاب الجرائم إذ يقول العميد " CARBONNIERفي حالة
العتم القانوني الذي يحتمه الليل ،فان مؤسسات الدولة محمولة على أن
تسهر على حماية المواطن تنام ،فتخلق في هذه الحالة دولة الال قانون.2
بالتالي فان ذلك يبرر كما في القرون السابقة الرد الدفاعي للشاغل الذي
يكون وحيدا في وضعه .
JEAN PAUL (J) : la nuit et le droit pénal, définition juridique et représentation sociale, année 1
sociologique 1976 , vol 27 p 507 et suivants
CARBONNIER (J) : flexible droit, textes pour une sociologie de droit sans rigueur, 2ème Edition, 2
22
احلماية اجلزائية للمسكن
PRADEL (G) : droit pénal général T1, n° 258 p 2681
23
احلماية اجلزائية للمسكن
الشخص المنتفع بهذه القرينة غير مطالب باثبات حالة الدفاع الشرعي في
زمن الرد أيضا يصبح مستحيال على النيابة العمومية اثبات العكس.
كما يشترط من جهة أخرى لقيام صورة الدفاع الشرعي وأعمال هذه
القرينة.
-ضرورة التسور أو الخلع :
اشترط الفصل المذكور التسور أو الخلع ،فمن خالل الفصل 40م.ج
يجب أن يكون التسور او الخلع ونستخلص ذلك من عبارة الفصل
المذكور " لدفع تسور أو خلع مسيجات "....كما يفهم من العبارة أن
الدفاع عن المسكن يمكن أن يقع بعد حصول أفعال التسور أو الخلع بعد
مرور الجاني من الحاجز االول في اتجاهه نحو االشخاص الشاغلين
للمسكن .
كما اليجب أن نغفل عن أفعال التسور أو الخلع الحاصلة ليال ،ولعل
الليل حسب الفصل 40م.ج هو من تقدير اجتهاد القاضي ،حيث يمكنه
االعتماد على فترة الظالم مابين غروب الشمس وشروقها ،أما مكان
وقوع أفعال التسور أو الخلع فهو المحل المعد للسكنى وتوابعه.
كذلك الشأن اذا كانت أفعال التسور أو الخلع التشكل خطرا على شاغل
المسكن ،فانه من الصعب قبول الدفاع بارتكاب قتل .
وحيث أقر المشرع الفرنسي 1بالفصل 5-122م.ج.ف عدم جواز القتل
دفاعا على المكاسب واالموال ،فربما يكون مستحسنا أن ينقح المشرع
الجزائي التونسي الفصل 40م.ج نحو اقرار الدفاع الشرعي عن
المكاسب صراحة مع توضيح صور هذا الدفاع وحذف القتل كصورة من
Crim 16 Février 1967, affaire couzinet, JCP, II 15304, note COMBALDIEUR 1
24
احلماية اجلزائية للمسكن
صورة الدفاع وذلك اذا لم يكن االعتداء مكونا لخطر على حياة من يشغل
المسكن .
-ضرورة تناسب الرد :
يمكن الرد حسب الفصل 40م.ج بارتكاب قتل عمدي أوضرب أو
يكون الرد عنفا خفيفا أوعجزا مؤقتا أوتهديدات
جروح ،ولكن يمكن أن ّ
لردع الجاني .
اال أنه عموما يجب ان يكون الرد متناسبا مع الخطر الذي واجهه شاغل
المسكن اذ أن فعل الرد يتميز بكونه ضررويا لدفع خطر حقيقي ،كما
يجب أن يكون متناسبا وهذا التناسب يكون مع خطر االعتداء ،ولكن
تقدير هذا التناسب يثير صعوبة فيما يخص الدفاع الشرعي عن المسكن
حيث ان شاغل المسكن خاصة في الليل يمكن ان يرد الفعل بقوة متجاوزا
حد خطورة االعتداء ودون امكانية تقدير قيمة الخطورة .
الفقرة الثانية :آثار صورة الفصل 40م.ج
بالرجوع للفصل 40م.ج فاننا نتبين بأن المشرع أقر صراحة لفظة
"الجريمة " .ويمكن القول في هذا االطار بأن شاغل المسكن الذي عمد
الى الدفاع عن ممتلكاته بالشروط السالفة الذكر فان فعله وحتى وان كان
جريمة قتل فان ذلك اليحتسب كذلك ويصير الفعل المرتكب من جريمة
الى فعل شرعي غير موجب للعقاب ،وكان الشخص المذكور لم يقم
بارتكاب أي فعل مكون لجريمة أي كان نوعها.1
ولعل هذه اآلثار التي تمحو ذلك الفعل تماما وترفع عنه صفة المجرم
لتسيره شرعيا خير دليل على أهمية هذه الحماية وما يسعى المشرع
LEVASSEUR (G) STEPHANI (G) et BOULOC (B) : droit pénal général, 1995, 15 ème Edition n° 1
390
25
احلماية اجلزائية للمسكن
لتكريسه وتعزيزه اذ أنه جعل في سبيل حماية المسكن وحق الفرد في
التمتع بنعيم الحياة داخل جدران هذا المسكن الفعل من فعل اجرامي الى
آخر شرعي .
وعموما فان تجريم اعتداء كافة االشخاص باختالف الطرق والفاعلين
وتأطير المشرع لجل هذه االفعال من شأنه ان يحد من وطأة االنتهاكات
المسلطة خاصة إذا اعتبرنا بأن هذا المسكن اليعد مجرد مكان وإنما إطار
كامل يعطي للفرد إمكانية ويقومه بذاته وخصوصياته وان قدسية هذا
المكان معمما التشمل كافة االفراد فقط وانما كذلك تنسحب حتى على
أعوان السلطة العامة .
الفصل الثاني
26
احلماية اجلزائية للمسكن
عمل المشرع التونسي كما وقع بيانه على حماية المسكن من اعتداء
االشخاص العامين كما شملت عناية اعتداء أعوان السلطة العامة أو
المكلفين بمهمة مصلحة عامة في نطاق أدائهم أو قيامهم وبالتالي فان اي
تجاوز من طرف هؤالء األطراف للسلطة الممنوحة إياهم بخرق حرمة
المسكن في نطاق مباشر وظائفهم توجب مؤاخذتهم بصورة آلية.
وبالتالي فان تجريم االعتداء المسلط على المسكن من قبل أعوان السلطة
العامة يقتضي منا التعريج على هؤالء األفراد وبيان الصور التي تخول
لهم االحتكاك وإمكانية الدخول للمنازل (المبحث األول) لنتمكن في
(المبحث الثاني) من إدراك الحماية المقررة للمسكن في ظل اعتداء
هؤالء األعوان عن طريق مؤاخذتهم .
27
احلماية اجلزائية للمسكن
السكن ،وان كان ذلك من قبيل انتهاك حرمة المنازل إال أن ذلك يتسم
بالطابع النسبي نظرا إلمكانية انتهاكه في حاالت استثنائية ضبطها القانون
مسبقا وذلك من أجل المصلحة العامة .ومن هذا المنطق فان انتهاك
حرمة المسكن يجب إن تكون مبررة بضرورة حماية مبدأ ذو قيمة معادلة
إن لم تكن أكبر وهي حماية المصلحة العامة ،ألن احترام الحرية الفردية
يقتضي احترام مصلحة المجموعة .
وبالتالي وجب في هذا اإلطار التعرض لقائمة أعوان السلطة العامة
( فقرة أولى) و بيان حدود عدم انتهاك حرمة السكن (فقرة ثانية ).
الفقرة األولى :تعريف أعوان السلطة العامة :
ماتجدر مالحظته في هذا اإلطار هو أن أعوان السلطة العامة هم األعوان
الذي خولهم المشرع التونسي 1خاصة من خالل مجلة اإلجراءات
الجزائية من ممارسة أعمال التفتيش الكامنة بالمسكن ويتعدد هؤالء
األعوان باختالف رتبهم.
فقد خول الفصل 94م .ا.ج الذي ينص على ان تفتيش محالت السكن
من خصائص حاكم التحقيق دون سواه .
وبالتالي فان قاضي التحقيق يعتبر من أعوان السلطة العامة الذي يمكن له
الدخول الى المساكن اال انه في نفس الوقت نظرا الستثناء هذه الصورة
فقد وقع إقرار عدة شكليات وقيود وجب على هذا األخير احترامها مع
العلم بأن قاضي التحقيق هو المالك لسلطة اتخاذ قرار إجراء التفتيش في
BACCOUCHE (N) : Répression pénale et disciplinaire dans la fonction publique, école nationale 1
28
احلماية اجلزائية للمسكن
الزمان والمكان الذي يحددهما غير أن هذا القرار يجب أن يتخذ عن
دراية تتمثل في توفر :
:يجب أن ينبني قرار التفتيش على يقين وأدلة تدين مرتكب ثانيا
الجريمة واليقتصر األمر على مجرد شكوك .
ثالثا :يجب التخاذ قرار التفتيش أن تتوفر قرائن قوية ومتضافرة كما كم
ينص المشرع على إمكانية توجه قاضي التحقيق صحبة كاتبة كلما
اقتضت ذلك ضرورة البحث على أن يقوم بأعمال وكيل الجمهورية التابع
له مكان التوجه ويضمن بمحضر أسباب التوجه ،وعموما إذا كان لقاضي
2929التحقيق زيادة على ماله من الوظائف ،إمكانية إجراء جميع
األعمال المخولة لوكالء الجمهورية في صورة الجناية المتلبس بها ،فان
لوكيل الجمهورية الحق في إجراء أعمال التحقيق زيادة على سلطاته ،
فقد أعطى المشرع لهذا األخير من خالل الفصل 34م.اج إمكانية تفتيش
المساكن مع العلم أن تدخله يكون في حالة التلبس بالجناية أو الجنحة .
كما تتواصل قائمة أعوان السلطة العامة مع حاكم الناحية حيث ينص
الفصل 11م.ا.ج على أن ":مأموري الضابطة العدلية المشار إليهم
باألعداد ( )2و( )3و( )4من الفصل ( )10هم مساعدون لوكيل
الجمهورية ،ولهم في الجنايات والجنح المتلبس بها ماله من السلط
وعليهم أن يعلموه حاال بما قاموا به من األعمال ،وليس لهم فيها عدا
ذلك القيام بأي عمل من أعمال التحقيق ما لم يكونوا مأذونين بأجرائه
بإذن كتابي " ويستنتج من الفصل 11أن قاضي الناحية يمكنه في صورة
29
احلماية اجلزائية للمسكن
التلبس القيام بتفتيش محالت السكن مع العلم بان التفتيش يجب أن يكون
في كنف االحترام وخاصة احترام مقتضيات الفصل 102م.ج حيث
يكون رضاء شاغل المسكن شرطا هاما للتفتيش ويبقى له الخيار في
1
. رفض الدخول إلى مسكنه خاصة في غياب جريمة متلبس بها
كما نضيف في قائمة هؤالء األعوان أن إطارات الشرطة أو الحرس
يمكنهم المبادرة بإجراء أعمال تفتيش محالت السكن في جميع صور
الجنايات أو الجنح المتلبس بها يمكن لهم دخول المساكن ولو بغير طلب
من أصحابها بقصد إلقاء القبض على ذي الشبهة أو على مسجون فار
كما انه في نفس السياق أقر المشرع الفرنسي بالفصل 56م.ا.ج على أنه
إذا كانت طبيعة الجريمة تقتضي حجز أوراق أو مستندات أو أشياء
أخرى بحوزة أشخاص يشتبه في مشاركتهم بالجريمة أو ممسكين ألدوات
أو أشياء لها عالقة بالفعل اإلجرامي ،فان ضابط الشرطة القضائية ينتقل
حاال إلى مسكن هؤالء األشخاص ألجراء تفتيش يحرر فيه محضرا
رسميا ".
و يمكن في إطار صالحيات تفتيش المنازل أن يقوم مشائخ التراب من
خالل الفصل 15م.ا.ج أن يقوم بمعاينة الجنح أو المخالفات المتعلقة
باألمالك الريفية في حدود مناطقهم الترابية كم يقومون بالنظر في
الظروف التي وقعت فيها الجريمة وجمع أدلتها ويتتبعون األشياء
المختلسة في األماكن التي نقلت إليها ويقع حجزها.
إال انه في إطار إرساء حماية ناجعة ،فقد منع مشائخ التراب من دخول
محالت السكنى من دون اصطحاب أحد مأموري الضابطة العدلية معه
Encyclopédie dalloz IV, V, perquisition – saisies – visites domiciliaires n°10 1
30
احلماية اجلزائية للمسكن
1
الفصل 117المؤرخ في 1992/12/07المتعلق بحماية المستهلك
31
احلماية اجلزائية للمسكن
1
في الفصول 24و25 كما نصت مجلة الصرف والتجارة الخارجية
على أن أعوان وزارة المالية وأعوان البنك المركزي التونسي الذين لهم
صفة تؤهلهم لمعاينة الجرائم في حق تراتيب الصرف بحيث يمكن لهم
القيام في األماكن بزيارات إلى محالت السكنى حيث الشروط الواردة
بالفصل 53من مجلة القمارق.
كم يمكن الفصل 59من مجلة الديوانة ألعوان حجز السلع الممسكة
خلسة ،من أداء زيارات لمحالت السكنى ويصطحبون معهم في ذلك
الضابط البلدي للمكان أو ضابط الشرطة العدلية أو موظفا معينا لهذه
المهمة إال أنه يمكن ألعوان الديوانة المبادرة بالدخول إلى المسكن رغم
رفض شاغله وذلك بغرض البحث عن سلع وقعت مراقبتها وتتبعها منذ
دخولها .
ويجدر التذكير بأن المشرع التونسي في الفصل 22من القانون عدد 52
لسنة 1992المؤرخ في 18ماي 1992والمنقح في شهر نوفمبر
1998والمتعلق بالمخدرات أعطى صالحيات لألعوان المخول لهم
قانونا بحث ومعاينة جرائم المخدرات من الدخول لمحالت السكنى اذا
كانت توجد بها مواد مخدرة لالستهالك أو الترويج أو التهريب لكن ذلك
يكون بمقتضى ترخيص مسبق من وكيل الجمهورية .
وعرجت أيضا بالنسبة إلطار التفتيش من طرف أعوان السلطة العمومية
مجلة الشغل صلب الفصل 174جديد على أنه " عندما يقع القيام بأشغال
في محالت مسكونة ،اليجوز ألعوان المكلفين بتفقد الشغل دخول هذه
المحالت إال أن يأذن لهم بذلك شاغلوها .كما نصت أيضا مجلة حماية
1القانون عدد 18لسنة 1976مؤرخ في 21جانفي 1976يتعلق بمراجعة وتدوين التشريع الخاص بالصرف وبالتجارة الخارجية والمنظم للعالقات بين
البالد التونسية والبلدان األجنبية ،والقانون عدد 48لسنة 1993المؤرخ في 3ماي 1993يتعلق بتنقيح مجلة الصرف والتجارة الخارجية
32
احلماية اجلزائية للمسكن
33
احلماية اجلزائية للمسكن
بها إال عند وجود قرائن قوية في األماكن المقصودة التي يمكن أن يعثر
بها على أشياء تعين على اكتشاف الحقيقة. 1
غير أنه ما وجب ذكره أن التفتيش نظرا لصبغته االستثنائية لماله من
مساس بحرمة المسكن فان اللجوء إليه يكون بصورة مطلقة ومبالغ فيها
بل ان المشرع ضبط هذه اآللية وقيدها بجملة من الشروط كاالطار
الزماني (ا) واالطار المكاني واالشخاص موضوع التفتيش (ب) .
34
احلماية اجلزائية للمسكن
يتحتم بقاؤها فجئية ويجب بيان أنه أثناء الليل اليمكن لسلطة التحقيق
سوى مراقبة مداخل محالت السكنى وانتظار الصباح للدخول اليها وعدم
احترام هذه القاعدة يجعل التفتيش غير صحيح وغير شرعي بصورة
يمكن ان تصيره خارقا لحرمة المسكن على اساس الفصل 95م.ا.ج اال
ان القانون أقر استثناءات من ذلك حالة التلبس بالجناية أو الجنحة اذا
كانت مباشرة الفعل في الحال أو قريبة من الحال أو مطاردة الجمهور
لذي الشبهة أو تدل آثار أوعالمات على احتمال ادانة ذي الشبهة ،وكان
ذلك في زمن قريب من الفعل او استنجاد صاحب محل السكنى بأحد
مأموري الضابطة العدلية للمعاينة (الفصل 33م.ا.ج).
كما يخول القانون لحاكم التحقيق او لحامل بطاقة الجلب ان يقوم
بتفتيشات في كامل أوقات النهار والليل دون التوقف على موافقة صاحب
المسكن أو شاغله وذلك بغرض ايقاف ذي الشبهة أو القبض على
مسجون فار ،كما ان بطاقة الجلب من االعمال القضائية التي تمثل
اجراءات عاجلة.
اال ان المشروع الفرنسي قد نص على ان التفتيش بالمسكن (الفصل 59
م.ا.ج.ف) ال يبدا قبل السادسة صباحا وال بعد التاسعة ليال ولكن بعض
االستثناءات تسمح بالتفتيش خارج هذه االوقات من ذلك معاينة أعمال
التوسط في الخفاء سواء كان ذلك داخل النزل أو المسكن الموثقة أو
الفنادق أو المالهي أو النوادي أو أماكن العروض وملحقاتها وفي أي
مكان مفتوح للعموم أو مستعمل من العموم (الفصل 35 -706
م.ا.ج.ف).
35
احلماية اجلزائية للمسكن
Encyclopédie Dalloz, procédure pénale, voir perquisitions sasies 1
36
احلماية اجلزائية للمسكن
37
احلماية اجلزائية للمسكن
األماكن الديبلوماسية الموجودة بتونس ونتيجة لذلك فانه يقع منع أعمال
التحقيق الجزائي التي تقوم بها السلطات المختصة في مادة التفتيش االأنه
اذا اقتضت الضرورة اجراء التفتيش فان ذلك يكون بمقتضى طلب وبعد
ترخيص الديبلوماسي األجنبي .
وكذلك الشأن بالنسبة ألعضاء مجلس النواب الذين يتمتعون بحصانة من
كل تفتيش داخل البرلمان وهو ما كرسه الفصل 26و 27من الدستور
مع العلم بأن المؤسسات العسكرية والبحرية تتمتع بحصانة حيث اليمكن
لقاضي التحقيق التفتيش بها اال بطلب توجه للسلطة المعنية بمراقبة
المكان .
وأخيرا مايمكن استنتاجه أن المشرع الجزائي أراد من خالل عملية
التفتيش تحقيق غايتين أساسيتين تمكن األولى في خدمة الصالح العام
والكشف عن الحقائق وتتبع المجرمين .أما الغاية الثانية فهي ادراك
االول مع مراعاة ما للسكن من حرمات وقداسة بحيث اليمكن تجاوزها
وال محاولة االعتداء عليها بدون أن يكون دخولها منظم ومقنن بجملة من
القوانين االدارية منها واالجرائية بحيث تجعل من طابع التفتيش استثناء
ضيق عمل المشرع على رسم حدوده ،اذ أن هذا االستثناء من شأنه أن
يعزز حماية المسكن وحق التمتع بالراحة واالستقرار بداخله ويتدعم من
خالل حرص المشرع بالقيام به بأحسن وجه وهو ما نستنتجه من خالل
آثار هذا التفتيش خاصة اذا علمنا أن خرق القواعد االجرائية المنصوص
عليها قانونا الجراء التفتيش والحجز يترتب عنها البطالن الذي يتسم
بالنسبية والذي اليمكن اثارته اال من قبل شاغل المسكن الذي له مصلحة
38
احلماية اجلزائية للمسكن
في احترام الشكليات المنصوص عليها قانونا خالل القيام بالتفتيش وحتى
الحجز.
كما يترتب أيضا عن ابطال أعمال التفتيش والحجز ،سحب الحجج 1التي
وقع الحصول عليها ومن ثمة عدم اعتمادها كأدلة تحقيق مؤدية الى
كشف الحققيقة .
وعموما فان بطالن التفتيش الخارق لالجراءات القانونية ليس بالضامن
الوحيد لحرمة السكن بل ان هذه الحرمة التخلو من الضمانات خاصة اذا
اعتمدنا امكانية زجر أعوان السلطة العامة لتجاوزهم حدود وظائفهم.
LEVASSEUR (G) : mélange PATIN, nullité de l’instruction p 479 1
39
احلماية اجلزائية للمسكن
40
احلماية اجلزائية للمسكن
عبارة "....من يدخل الى مسكن الغير بالرغم عن ارادته " . 1ويؤدي الى
مالحظتين :
أوال :هو تكريس حماية ناجعة للمسكن من اعتداء أعوان السلطة العامة
الذي في حالة ارتكابه الجنحة خارج أوقات تأدية مهامه يصبح خاضعا
ألحكام حماية المسكن من اعتداء األشخاص العاديين.
ثانيا:يكرس هذا التنصيص حماية مسكن الغير أي دخول عون السلطة
الينفي تطبيق أحكام العامة مسكنا ولوكان ذلك بموافقة من يشغله
الفصل 432 -8م.ج.ف من حيث أنه ارتكب جنحة خرق حرمة المسكن
ألن "الغير" يمكن ان يكون غائبا عن مسكنه وغير قادرعن التعبير عن
رضاه ،ثم أن موافقة الشاغل الموجود بالمسكن دخول شخص يمكن أن
تكون دون جدوى من حيث أنه ليس مسكنه أوغير ساكن به تماما .
غير أنه بالرغم من صرامةالعبارات المستعملة ضمن الفصل 102م.ج
اال أنه يمكن أن يعفي مرتكب جنحة الفصل 102م.ج من كل تتبع اذا
برر أن تدخله كان بأمر من رؤسائه ،لموضوع يخص مشموالته وجب
تنفيذه من قبله ،ويعني هذا الشخص الذي أصدر األمر هو الذي تقع
مؤاخذته قانونا. 2
وتختص المحاكم العدلية بالنظر في دعوى المؤاخذة المدنية ،مع العلم أن
المؤاخذة المدنية هي دعوى يقوم بها الشخص الذي تضرر من السلوك .
كما أن هذه المؤاخذة تعتبر طريقة طعن غير عادية تمارس ضد القاضي
الذي تجاوز حدود سلطته .
Art 432 – 8 du code pénal français : « ….s’introduire dans le domicile d’autrui contre le gré de 1
» celui-ci….
VASSOGNE (j) et CAMILLE (B) : « violation du domicile » § 42 – 43, encyclopédie Dalloz, T V 2
41
احلماية اجلزائية للمسكن
42
احلماية اجلزائية للمسكن
AMAYOR (c) : « combat pour la justice » , Paris, le seuil, 1968 p 102 - 103 1
43
احلماية اجلزائية للمسكن
44
احلماية اجلزائية للمسكن
ونظيف أيضا من خالل الفصل 115الذي وقع تنقيحه بالقانون عدد 33
لسنة 1998المؤرخ في 23ماي 1998ان الفصل المذكور أعطى
للمحكمة السلطة الكاملة والمطلقة العتماد العقوبات الواردة بالفصل 5
م.ج ،ولعل عدم تضييق اطار العقوبات الممكن اللجوء اليها من قبل
المحكمة خير دليل كاشف عن ارادة المشرع وحرصه على حماية السكن
وحق التمتع به بمنأى عن كل اعتداء.
الـخـاتمـة
45
احلماية اجلزائية للمسكن
46
احلماية اجلزائية للمسكن
الى تطور األحكام المتصلة بحرمة المسكن والتي أرهقتها االستثناءات ،
فالحماية الجزائية الموكولة للسكن ليست مطلقة وانما يجوز كما اقتضى
األمر للسلطة التشريعية الحد منها ويكون ذلك في أغلب األحيان لخدمة
الصالح العام الذي تنحنى أمامه المصلحة الخاصة وتترك له المجال مفتوحا
لخدمة النظام العام وتحقيق االستقرار والعدالة .
47
احلماية اجلزائية للمسكن
المالحق
قائمة المالحق
قرار تعقيبي جزائي عدد 6534مؤرخ في 3جانفي 2007 ملحق عدد 01
قرار تعقيبي مدني عدد 4609مؤرخ في 9جانفي 2007 ملحق عدد 02
48
احلماية اجلزائية للمسكن
قرار تعقيبي مدني عدد 9223مؤرخ في 2جانفي 2007 ملحق عدد 03
قرار تعقيبي مدني عدد 3911مؤرخ في 5جانفي 2007 ملحق عدد 04
قرار تعقيبي مدني عدد 6863مؤرخ في 2جانفي 2007 ملحق عدد 05
قرار تعقيبي مدني عدد 5094مؤرخ في 3جانفي 2007 ملحق عدد 06
قرار تعقيبي مدني عدد 5098مؤرخ في 3جانفي 2007 ملحق عدد 07
قرار تعقيبي جزائي عدد 6613مؤرخ في 3جانفي 2007 ملحق عدد 08
قرار تعقيبي جزائي عدد 3862مؤرخ في 9جانفي 2007 ملحق عدد 09
قرار تعقيبي جزائي عدد 7703مؤرخ في 10جانفي 2007 ملحق عدد 10
قرار تعقيبي جزائي عدد 6084مؤرخ في 10جانفي 2007 ملحق عدد 11
49
احلماية اجلزائية للمسكن
المراجع
50
احلماية اجلزائية للمسكن
قائمة المراجع
المراجع العامة
عبد الرزاق السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني ،أسباب الملكية،
المراجع الخاصة
نور الدين شيحة :الحق في السكن الالئق ،دار الطبعة والنشر بتونس.1993 ،
عبد المهيمن حكر :القسم الخاص في قانون العقوبات ،جرائم االعتداء على
.1989
حسين جميل :حقوق اإلنسان والقانون الجنائي ،قسم البحوث والدراسات
.1990
51
احلماية اجلزائية للمسكن
ممدوح خليل بحر :حماية الحياة الخاصة في القانون العام ،دراسة مقارنة ،دار
المذكرات والرسائل
سوسن دربز :المسكن في القانون الجزائي ،رسالة لنيل شهادة ختم الدروس
.1990
نعيمة سعيد :الجرائم المقررة لحماية الملكية ،رسالة تخرج من المعهد األعلى
للقضاء.1991-1990 ،
علي درمش :الحماية الجزائية للحرية الذاتية ،مذكرة ختم الدروس بالمعهد
مقــاالت
محمد كمال شرف الدين :تطور حماية الحياة الخاصة في التشريع التونسي،
52
احلماية اجلزائية للمسكن
كمال دبيش :الحماية القانونية للحياة الخاصة في القانون التونسي والقانون
الـدراسـات
دراسة جنائية بعنوان :حماية حقوق اإلنسان في اإلجراءات الجنائية في مصر
محاضرات ودروس
عبد هللا األحمدي:محاضرات في حقوق اإلنسان والحريات العامة للسنة األولى
من المرحلة الثالثة ،علوم اإلجرام.2006-2005 ،
محمد الهادي لخوة :دروس في قانون اإلجراءات الجزائية للسنة األولى من
المرحلة الثالثة ،علوم اإلجرام.2006-2005 ،
فقـه قضاء
53
احلماية اجلزائية للمسكن
األوامر والقوانين
Ouvrages
54
احلماية اجلزائية للمسكن
Ouvrages généraux
RBDI, 1978-1979.
BOULOC (B), LEVASSEUR (J) et STEPHANI (Ph) : Droit pénal, 1995, 15ème
Cujas, 1982.
PRADEL (J) : Droit pénal général, T I, n°258.
Ouvrages spéciaux
Mémoires et Thèses
MARTINI (M) : Les enquêtes de polices, thèse, Paris I, 1994.
VERMEILLE (G) : La violence en droit pénal, violence intellectuelle, Thèse
55
احلماية اجلزائية للمسكن
Articles
184.
BELHADJ HAMMOUDA (A) : Immunité de juridiction, inviolabilité de
Colloques
Jurisprudence
56
احلماية اجلزائية للمسكن
الفهرس
57
احلماية اجلزائية للمسكن
الفهرس
المقدمة 1 ..................................................................................
المبحـــث االول :مظاهر االعتداء على المسكن12 ............................. :
الفقرة االولى :االعتداءات المادية 12 ................................................
-1اإلعتداء المادي عن طريق التسول14..............................
- 2اإلعتداء باستعمال الخلع14.......................................
المبحث الثاني :حماية المسكن من خالل إباحة الدفاع عنه 21 ...................
الفقرة األولى :شروط قيام الحماية بالفصل 40م ج 21 ..........................
الفقرة الثانية :آثار صورة الفصل 40م ج 25 ....................................
الفصل الثاني :الحماية الجزائية المسلطة على المسكن ضد تدخالت أعوان
السلطة العامة 26...............................................
58
احلماية اجلزائية للمسكن
59
احلماية اجلزائية للمسكن
60