You are on page 1of 9

‫‪1‬‬

‫تمهيد‬
‫‪ ‬االستماع مهارة مهمة جدًا من المهارات التحصيلية التي يجب أن يمتلكها الطالب في كافة مراحله الدراسية‪ ،‬وهنا يجب‬
‫أن نفرق بين السماع واالستماع‪:‬‬
‫‪ ‬السماع‪ :‬يعني بكل بساطة عملية فيزيائية قد تكون مقصودة أو غير مقصودة وفي غالب األوقات تسمع دون أن‬
‫تقصد ما تسمعه‪ ،‬وهذا ما يحدث معنا يوميًا في حياتنا العملية الواقعية‬

‫‪ ‬االستماع‪ :‬فهو عملية مقصودة للمسموع‪ ،‬فيستمع النسان لرغبته في االستماع‪ ،‬فأنا أسمع ثم أفهم ثم أجيب‪ ،‬فليست‬
‫األذن قناة عبور لألصوات‪ ،‬وإنما هي نافذة البدء في التعلم ‪ ،‬من هنا فإن كل المناهج التعليمية قدي ًما وحديثًا تهتم بلغة‬
‫السماع‪ ،‬ألنها المنطلق السليم للتعلم‬

‫‪ ‬من هنا فإن كل المناهج التعليمية قدي ًما وحديث ًا تهتم بلغة السماع ‪ ،‬ألنها المنطلق السليم للتعلم‪ ،‬ولقد فطن العرب القدماء‬
‫إلى أهمية السماع والتلقي والمشافهة في تكوين ملكة اللغة واالقتدار عليها ‪ .‬فكان إرسال أبناءهم إلى البادية لسماع اللغة‬
‫برا الكتساب اللغة ‪ ،‬فاالستماع يقصد به االنتباه وحسن الصغاء إلى الشيء المسموع‬ ‫السليمة طريقًا إلى الفصاحة ‪ ،‬و مع ً‬
‫و يشمل إدراك ماهية الرموز اللغوية المنطوقة‪ ،‬وفهم مدلولها‪ ،‬ثم النفاذ إلى تحديد الوظيفة االتصالية المتضمنة في‬
‫الرموز أو الكالم المنطوق‪ ،‬وهنا يدرك المرء أهمية التفاعل بين الخبرات التي تحملها هذه الرموز مع خبرات المستمع‪،‬‬
‫ومن ثم الحكم‪.‬‬

‫‪ ‬أثبتت الكثير من الدراسات أن نصف وقت الطالب تقريبًا ‪ %50‬يكون فيه مستم ًعا‬

‫أهمية االستماع و أهدافه‬


‫‪ ‬عطفا على ما سبق نقول‪:‬‬
‫‪ ‬إن مهارة االستماع هي المهارة التي تمكننا من حل شفرة الرسالة التي يقصدها المرسل (المتكلم) أو المتحدث‪ ،‬فأنا‬
‫بمقدار ما أقصد االستماع بمقدار ما يكون فهمي دقيقا ً وواض ًحا ‪ ،‬وإذا فهمت المغزى تحقق الهدف من التواصل‬
‫وهو التأثير اليجابي ؛ من هنا تبرز أهمية االستماع ‪ ،‬فهو يسهم في زيادة ثقافة النسان ومعرفته في جميع نواحي‬
‫كثيرا من الكفيفين تاريخيا اعتمدوا على االستماع وحده‪ ،‬وقد نجحوا ‪ ،‬فرأينا منهم‬
‫ً‬ ‫الحياة‪ ,‬وما يدلل على هذا أن‬
‫الشاعر واألديب والفقية سواء من أهل اللغة العربية أو من أصحاب اللغات األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬اهتمام القرآن الكريم باالستماع‪:‬‬


‫يرا باالستماع ‪ ،‬ألن االستماع الجيد فيه نجاح المقاصد‪ :‬قال تعالى‪ ":‬و إذا قرأ القرآن فاستمعوا‬ ‫‪ ‬اهتم القرآن اهتما ًما كب ً‬
‫له و أنصتوا لعلكم ترحمون" األعراف ‪ ، 204‬قال تعالى‪ ":‬الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم هللا‬
‫و أولئك هم أولو األلباب" الزمر ‪ ، 18‬فكثيرة هي اآليات التي ورد فيها السمع‬

‫‪ ‬وكذلك في السنة النبوية المطهرة‪:‬‬


‫‪ ‬نجد تركيزا ً واضحا ً على االستماع‪ ،‬فكان الرسول ﷺ يستمع ألصحابه ‪ ،‬ويسمع للصغير والكبير والذكر واألنثى ‪،‬‬
‫حتى إن الطفلة الخادمة تأتي إليه فيقوم عن كبار أصحابه ويستمع لها ويقضي حاجتها ‪ ،‬واستماعه الجميل آليات‬
‫تتلى من عبد هللا بن مسعود ‪ ،‬خير شاهد على حسن االستماع وقصديته حيث قال له النبي ‪ :‬اقرأ علي القرآن ‪ ،‬فقال‬
‫ابن مسعود ‪ :‬أقرأ وعليك أنزل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فإني أحب أن أسمعه من غيري ‪ ،‬فقرأ ابن مسعود من سورة النساء‪.‬‬

‫‪ ‬واستماعه ﷺ ألبي موسى األشعري عندما أتته السيدة عائشة رضي هللا عنها وقد خرجت لحاجة ليا ًل فأبطأت عليه‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬ما حبسك ؟ قالت ‪ :‬قارئ للقرآن السيدة عائشة رضي في المسجد لو استمعت إليه – تقصد أن صوته كان‬
‫‪2‬‬

‫عا إلى المسجد يجر رداءه ‪ ،‬فإذا بأبي موسى األشعري يقرأ ويرتل ‪ ،‬فأخذ النبي‬ ‫حسنًا بالقرآن ‪ ،‬فخرج النبي مسر ً‬
‫يستمع إليه معجبا ً بما أتاه هللا من حسن الصوت حتى قال له ‪ ":‬لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود"‬
‫‪ ‬ومما ال شك فيه أن النظر في أهداف االستماع يجعلنا ندرك أهميته في حياتنا العلمية والعملية ‪ ،‬إذ يمكن حصر أهداف‬
‫االستماع بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬االتصال والتواصل وكسب العالقات واالحترام‬
‫‪ ‬التمكين من اكتساب اللغة وتعلمها‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية الجوانب اللغوية عند النسان‬
‫‪ ‬السعي نحو الفهم والفهام والتعلم الفاعل‬
‫‪ ‬وسيلة للحفظ والتمكن‬
‫‪ ‬السعي نحو بناء الذات‬
‫‪ ‬تزويد النسان بقدرات ومهارات تفاعلية كثيرة‬
‫‪ ‬تعزيز مهارات التفسير والتحليل والتعليل‬
‫‪ ‬تنمية البعد الثقافي عند النسان‬
‫‪ ‬جعل النسان يعبر عن مقاصده بصورة صحيحة‪.‬‬
‫قادرا على‬
‫فلو نظرنا في أهداف االستماع ألدركنا الفوائد الجمة له‪ ،‬وكيف أن النسان الذي يمتلك حسن االستماع يكون ً‬
‫تملك األفكار واالنفعاالت واألحاسيس‬

‫أنواع االستماع‬
‫‪ ‬قسم العلماء االستماع إلى أربعة أقسام رئيسية وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬االستماع الهامشي أو غير المركز ‪ :‬وهذا النوع كثير الدوران ‪ ،‬فنجده في أحاديثنا العامة ‪ ،‬وما نصغي إليه في‬
‫وسائل العالم المرئية والمسموعة ‪ ،‬إنه استماع غير مركز‪ ،‬ال يركز على هدف بعينه‪ ،‬وهو في كثير من جوانبه‬
‫إجباري‬

‫‪ ‬االستماع االستمتاعي ‪ :‬وهو ذو سمة اختيارية قصدية‪ ،‬فيشمل ما يمارسه المرء حين يقصد المتعة الروحية‬
‫والنفسية وذلك كاالستماع الى شاعر في أمسية ‪ ،‬أو نشاط في مهرجان ‪ ،‬أو حديث ذي طبيعة حميمية‬

‫‪ ‬االستماع المحروس أو اليقظ ‪ :‬وهو الذي يمارسه بعض األشخاص ليبدي عناية بالمادة المسموعة كالمحاضرات و‬
‫صأ‬
‫المناقشات التي تتخذ طابعًا خال ً‬

‫‪ ‬االستماع التحليلي النقدي ‪ :‬يقوم هذا النوع من االستماع على ثقافة المستمع ومدى امتالكه لمهارات الفهم والفهام‬
‫واللغة والخطاب ‪ ،‬بمعنى أن المستمع ال بد من أن يمتلك مؤهالت فكرية وثقافية تمكنه من تحليل إبعاد الرسالة التي‬
‫قصدها المرسل‪ ،‬وبيان الروابط فيما بينها وبعد ذلك يستطيع أن يحكم‪.‬‬

‫وسائل تحقق االستماع وشروطه‬


‫‪ ‬يتحقق السماع عن طريق امتالك مجموعة من العناصر المهارية ‪-‬إن صح التعبير‪ -‬وهذه العناصر حصرها العلماء‬
‫والباحثون بما يلي‪:‬‬
‫‪- ‬اختيار المكان المناسب‪ ،‬والمقام المناسب‬
‫‪ ‬التكيف الذهني التكاملي مع المتحدث‬
‫‪. - ‬التعود على جعل االستماع عادة مألوفة لدينا‪ ،‬فهي من ضرورات الحياة‬
‫‪3‬‬

‫‪ ‬التدرب على عملية الضبط للمسموع ‪ ،‬ووضع اختبارات ذاتية‬


‫‪ ‬التحمل الجيد‪ ،‬وعدم تشتيت االنتباه‬
‫‪ ‬القدرة على التمييز بين ما نعرفه وما ال نعرفه في المادة المسموعة‬
‫‪ ‬القصد إلى الفهم وتعويد النفس على ذلك وجعله من األولويات‬
‫‪ ‬القدرة على الربط‬
‫‪ ‬التمييز بين ما هو أساسي و ما هو ثانوي‬
‫‪ ‬حاجات االستماع‪:‬‬
‫أوال ‪ ،‬االختيار الذي يشمل المادة المسموعة و كل ما يحيط بها من ظروف‬ ‫‪ ‬االستماع يحتاج إلى حسن االختيار ً‬
‫أخيرا النقد الهادف ‪ ،‬لذا عمد‬
‫ً‬ ‫ومالبسات‪ ،‬ثم الفهم الدقيق ‪ ،‬واالستيعاب المتكامل ‪ ،‬ومحاولة التذكر والقياس ‪ ،‬ثم‬
‫التربويون إلى تقسيم مهارة االستماع إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫مهارة الفهم ‪ :‬تقوم على الدقة في إدراك األفكار الجزئية والكلية للمادة المسموعة‬ ‫‪-‬‬
‫مهارات االستيعاب ‪ :‬التي تمكن الشخص المستمع من امتالك مفاتيح التلخيص والتنظيم للمادة المسموعة‬ ‫‪-‬‬

‫مهارة التذكر ‪ :‬القائمة على التعرف على كل ما هو جديد بالمادة المسموعة‪ ،‬وربط ما تم اكتسابه بالخبرات‬ ‫‪-‬‬
‫السابقة‪ ،‬وإدراك العالقة بين الجديد والقديم‬

‫مهارة التذوق والنقد ‪ :‬القائمة على تمكين المستمع من التفاعل الحي من جهة ‪ ،‬وجعله قادرا ً على الحكم على‬ ‫‪-‬‬
‫األفكار في ضوء الخبرات السابقة‬

‫تحليل المادة المسموعة‬


‫‪ ‬ثمرة االستماع ‪ :‬بعد العرض السابق ‪ ،‬نلفت نظر الطالب إلى أن االستيعاب هو ثمرة االستماع الجيد الهادف ؛ لذا‬
‫فإن تعاملنا مع المادة المسموعة يقوم على قصد االستماع من أجل تحقيق الفهم المنشود‬

‫‪ ‬تحليل المادة المسموعة يقوم على ما يلي ‪:‬‬


‫‪ ‬رصد أولي للمعاني اللفظية والمعجمية ومقاصدها‬
‫‪ ‬ربط الدالالت والتراكيب بعضها ببعض‬
‫‪ ‬الكشف عن معنى التراكيب والدالالت الخاصة بالمادة المسموعة‬
‫‪ ‬الكشف عن سلسلة العالقات بين المعاني والمضامين بصورة كلية‬
‫‪ ‬الكشف عن الجوانب االنفعالية والعاطفية فيها‬
‫‪ ‬إثبات األثر الذي خلفته المادة المسموعة في نفسية المستمع‬
‫‪ ‬الكشف عن الظواهر اللغوية والنحوية التي رافقت المعنى‬
‫‪ ‬القيام بتدريبات لغوية ونحوية‬
‫‪ ‬القيام بتدريبات بالغية‬

‫مختارات من قصيدة على قدر أهل العزم‬


‫‪ ‬تاليًا ‪ ،‬مختارات من قصيدة "على قدر أهل العزم" للمتنبي ‪ ،‬ويطلب من أحدكم إلقاء القصيدة ‪ ،‬ويستمع لهذه القصيدة‬
‫بقصد االستماع الناقد ‪ ،‬أما نص القصيدة فهو‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬

‫و تأتي على قدر الكرام المكارم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت األول ‪ :‬على قدر أهل العزم تأتي العزائم‬

‫‪ ‬العزيمة ‪ :‬ما يعزم عليه من األمر‬


‫‪ ‬يقول ‪ :‬العزائم إنما تكون على قدر أصحاب العزم ‪ ،‬فمن كان كبير الهمة قوي العزم عظم األمر الذي يعزم عليه ‪،‬‬
‫و كذلك المكارم إنما تكون على قدر أهلها ‪ ،‬فمن كان أكرم كان ما يأتيه من المكرمات أعظم ‪ ،‬و المعنى أن الرجال‬
‫قوالب األحوال فإذا صغروا صغرت ‪ ،‬إذا كبروا كبرت ‪ ،‬و هذا كقولهم‪ :‬إن الفتوح على قدر الملوك و هماة الوالة و‬
‫إقدام المقاديم‬

‫و تصغر في عين العظيم العظائم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الثاني ‪ :‬و تعظم في عين الصغير صغارها‬

‫‪ ‬أي صغار األمور عظيمة في عين صغير القدر ‪ ،‬و عظامها صغيرة في عين عظيم القدر‬

‫و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الثالث ‪ :‬يكلف سيف الدولة الجيش همه‬

‫‪ ‬يكلف جيشه ما في همته من الغارات و الغزوات ‪ ،‬و ال يقوم بتحمل ذلك الجيوش الكثيرة ؛ ألن ما في همته ليش في‬
‫طاقة البشر تحمله‬
‫‪ ‬الخضرم ‪ :‬الكثير العظيم‬

‫و ذلك ما ال تدعيه الضراغم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الرابع ‪ :‬و يطلب عند الناس ما عند نفسه‬

‫‪ ‬الضراغم ‪ :‬األسود‬
‫‪ ‬يطلب عند الناس من عنده من بأس و شجاعة ‪ ،‬و األسود ال تدعي ذلك الذي عنده من الشجاعة‬

‫و تعلم أي الساقيين الغمائم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الخامس ‪ :‬هل الحدث الحمراء تعرف لونها‬

‫‪ ‬الحدث ‪ :‬اسم قلعة معروفة بناها سيف الدولة في بالد الروم ‪ ،‬و قوله الحمراء ألنها احمرت بدماء الروم و ذلك إنهم‬
‫غلبوا عليها و تحصنوا بها فأتاهم سيف الدولة و قتلهم فيها حتى احمرت بدمائهم‬

‫‪ ‬فقال المتنبي ‪ :‬هل تعرف الحدث لونها؟ يعني أنه غير ما كان من لونها بالدم ‪ ،‬و هل تعلم أي الساقيين يسقيها‬
‫الغمائم أم الجمائم؟ و حذف ذكر الجماجم اكتفاء بذكر الغمائم‬

‫فلما دنا منها سقتها الجماجم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت السادس ‪ :‬سقتها الغمام الغر قبل نزوله‬

‫‪ ‬سقاها الغمام قبل نزول سيف الدولة بها ‪ ،‬و جادها قبل حلوله فيها ‪ ،‬فمل احتلها أوقع فيها بالروم الذين حاولوا منعه‬
‫من بنيانها ‪ ،‬فقتلتهم جيوشه و فلقت هامهم سيوفه ‪ ،‬فسفك فيها من دمائهم ما ماثل المطر الذي جاد بها ‪ ،‬و السحاب‬
‫في كثرته ‪ ،‬و قاومه في جملته‬

‫كأنك في جفن الردى و هو نائم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت السابع ‪ :‬وقفت و ما في الموت شك لواقف‬

‫‪ ‬الردى ‪ :‬الهالك‬
‫‪ ‬يقول ‪ :‬وقفت في ساحة القتال حين ال يشك واقف في الموت ‪ ،‬لشدة الموقف و كثرة المصارع فيه ‪ ،‬حتى كأنك في‬
‫جفن الردى و هو نائم ‪ ،‬فلم يبصرك و غفل عنك بالنوم فسلمت‬
‫‪5‬‬

‫و وجهك وضاح و ثغرك باسم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الثامن ‪ :‬تمر بك األبطال كلمى هزيمة‬

‫‪ ‬يصور الشاعر األمير و هو واقف غير متهيب من هول الحرب ‪ ،‬و مقدم غير متوقع الموت ‪ ،‬و متقدم لك شجاعة ‪،‬‬
‫حتى أن الهالك قدر بسالته و إقدامه ‪ ،‬فأعرض عنه و غفل عنه بالنوم ‪ ،‬فسلم و لم يهلك ‪ ،‬و تمر الجرحى من‬
‫مستبشرا و واثقًا من‬
‫ً‬ ‫األبطال منهزمين و مستسلمين ‪ ،‬لكن ذلك ال يثني عزم األمير ‪ ،‬وال يضعف نفسه ‪ ،‬بل يبتسم‬
‫هللا بنصره‬

‫إلى قول قوم أنت بالغيب عالم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت التاسع ‪ :‬تجاوزت مقدار الشجاعة و النهى‬

‫‪ ‬يقول الشاعر ‪ :‬ما فيك من فطانة يتجاوز حد العقل ‪ ،‬ألنه ال يدرك بالعقل ما تدركه أنت ‪ ،‬و ما فيك من الشجاعة قد‬
‫تجاوز الحد إلى ما يقوله الناس فيك من أنك عالم بالغيب ؛ ألنه كأنك تعرف ما تصير إليه من الظفر ؛ فتشجع على‬
‫القتال و ال تحذر الموت لعلمك أن الظفر لك‬

‫تموت الخوافي تحتها و القوادم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت العاشر ‪ :‬ضممت جناحيهم على القلب ضمة‬

‫‪ ‬الجناحين ‪ :‬ميمنة الجيش و ميسرته ‪ ،‬و هما جانبا العسكر‬


‫‪ ‬و لما سماها جناحين ‪ ،‬جعل رجالهما خوافي و قوادم ‪ ،‬و الجناح ‪ :‬يشتمل على القوادم ‪ ،‬و هي من الريش ما فوق‬
‫الخوافي ‪ ،‬قيل أنها عشر ريشات في مقدم جناح الطائر ‪ ،‬و عليها معوله في طيرانه ‪ ،‬و الخوافي ‪ :‬ما تحت القوادم‬

‫‪ ‬يقول ‪ :‬لففت جناحي العسكر ‪ -‬عسكر الروم – على القلب فأهلكت الجميع ‪ ،‬و قوله ‪ :‬تموت الخوافي تحتها ‪ :‬أي‬
‫تموت مثل هذه الضمة ‪ ،‬و ذلك عبر مضارع‬

‫و تفتخر الدنيا بها ال العواصم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الحادي عشر ‪ :‬تشرف عدنان به ال ربيعة‬

‫الضمير في ‪":‬به" ‪ :‬لمليك‬ ‫‪‬‬


‫عدنان ‪ :‬أبو العرب ‪ ،‬ربيعة ‪ :‬بطن من عدنان ‪ ،‬و هي قبيلة سيف الدولة‬ ‫‪‬‬
‫و العواصم ‪ :‬بالد قصبتها أنطاكية‬ ‫‪‬‬
‫يقول ‪ :‬إن جميع العرب يفتخرون بك لرجوعك بالنسب إليهم ‪ ،‬و ليس يفتخر بك رهطك فقط ‪ ،‬و أنت فخر لجميع‬ ‫‪‬‬
‫الدنيا ال لبالد مخصوصة – بالده – ألنك أشرف خلق الدنيا‬

‫وال فيه مرتاب و ال منه عاصم ‪:‬‬ ‫‪ ‬البيت الثاني عشر ‪ :‬أال أيها السيف الذي ليس مغمدًا‬

‫‪ ‬يقول الشاعر ‪ :‬انت السيف الذي ال يتضمنه غمد ؛ إذ هو دائ ًما مجرد على أعدائه ‪ ،‬و ليس يرتاب – يشك – في هذا‬
‫أحد ‪ ،‬و ال يعصم – ال يحمي وال يمنع – منك شيء ‪ ،‬ال حصن و ال حديد‬

‫في المعاني والدالالت‬


‫‪ ‬في المعاني والدالالت المباشرة‪:‬‬
‫‪ ‬من هو المتنبي وما هي أبرز المحطات التي مر بها في حياته العملية؟‬
‫‪ ‬بين مقاصد الشاعر في كل بيت من األبيات المختارة؟‬
‫‪6‬‬

‫‪ ‬وضح معاني المفردات التالية ‪:‬العزائم ‪ ،‬الخضارم ‪ ،‬الضراغم ‪ ،‬القشاعم ‪ ،‬الغمائم ‪ ،‬الخطي ‪ ،‬غوارم ‪ ،‬الجياد ‪،‬‬
‫البيض ‪ ،‬العمائم ‪،‬خميس ‪،‬ضبارم ‪ ،‬القنا ‪ ،‬كلمى ‪ ،‬وضاح ‪ ،‬الخوافي ‪ ،‬القوادم ‪ ،‬اللبات ‪ ،‬الردينيات ‪ ،‬األحيد‬
‫بالدمستق ‪ ،‬الغواشم؟‬

‫‪ ‬في العالقات والتصورات ‪:‬‬


‫‪ ‬يشير الشاعر في بداية قصيدته إلى فلسفة محددة قصدها قص ًدا واض ًحا‪ ،‬ما هي موض ًحا رأيك فيها؟‬
‫‪ ‬عالم تدل مفردات القصيدة ؟ وهل لهذا دور في بناء شبكة العالقات الكلية داخل النص؟‬
‫‪ ‬كيف سارت القصيدة من خالل األبيات المختارة ؟‬
‫‪ ‬ما الذي تولده في نفسك األفكار والمضامين التي تضمنها القصيدة؟‬
‫‪ ‬من استمع إلى القصيدة ممن سبقوك قالوا‪ :‬هذه القصيدة تمثل خير تمثيل قصائد المتنبي في المرحلة الثانية التي‬
‫تتسم بالشاعرية المكتملة ؟ فهل تتفق معهم في القول ؟ بين السبب ؟‬
‫‪ ‬تبدو عاطفة الشاعر في القصيدة قوية تسير على نسق انفعالي واحد‪ ،‬أو دفقة شعورية واحدة‪ ،‬كيف تفسر هذا األمر؟‬
‫‪ ‬عمد الشاعر إلى الموازنة بين قتال السيف والرمح في القصيدة‪ ،‬ما مقصده من وراء ذلك؟ وما عالقة ذلك ببناء‬
‫النص عمو ًما ؟‬

‫‪ ‬في النقد والبناء الفكري ‪:‬‬


‫‪ ‬إلى أي نوع من أنواع االستماع تنتمي هذه األبيات التي استمعت إليها؟‬
‫‪ ‬هل أنت مع الشاعر في تصوراته ؟ بين السبب ؟‬
‫‪ ‬هل هناك اتجاهات فكرية مشابهة التجاه الشاعر كنت استمعت إليها واطلعت عليها؟‬
‫‪ ‬إذا كانت إجابتك على السؤال الثالث بنعم ‪ ،‬فما الفرق بين ما هو موجود عند المتنبي وبين ما هو عند اآلخر؟‬
‫‪ ‬لو طلب منك أن تضع عنوانًا مناس ًبا للنص فما هو؟‬
‫‪ ‬عالم يدل تركيز الشاعر على العملية التصويرية في القصيدة؟‬

‫في الجوانب البالغية واألسلوبية (المستوى البالغي(‬


‫ضا منها مبينًا نوعها ؟‬
‫تكررت في األبيات بعض الصور البالغية اذكر بع ً‬ ‫‪‬‬
‫ما الفائدة المجتباه من هذه الصور في األبيات ؟‬ ‫‪‬‬
‫وضح رأيك في الجانب البالغي لألبيات ؟‬ ‫‪‬‬
‫هل للجوانب البالغية دور في جانب االستعظام والغرور عند الشاعر؟‬ ‫‪‬‬

‫في الجوانب اللغوية والنحوية (المستوى النحوي(‬


‫‪ ‬نتناول في هذا الجزء مبحث المرفوعات بنوع من اليجاز دون الدخول في التفصيالت الخاصة بكل درس منها‪،‬‬
‫فالمرفوعات هي الكلمات المرفوعة على اختالف عالمة الرفع‪ ،‬أسماء وأفعال على حد سواء ‪ ،‬ونشير هنا إلى عالمات‬
‫الرفع في العربية ‪ ،‬فالضّمة هي عالمة الرفع األصلية ‪ ،‬والواو في جمع المذكر السالم واألسماء الستة ‪ ،‬واأللف في‬
‫المثنى‪ ،‬وثبوت النون في األفعال الخمسة‪ ،‬أما المرفوعات فهي ‪:‬‬

‫‪ ‬الفاعل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو اسم صريح أو مؤول بالصريح ‪ ،‬يتقدمه فعل أو شبهه ‪ ،‬على جهة وقوعه منه أو اتّصافه به ‪ ،‬والمقصود‬
‫باالسم الصريح ‪ :‬ذهب محمد ؛ والمؤول بالصريح فهو ‪ :‬الذي يت ّكون من أن المصدرية والفعل‪ ،‬أو ما‬
‫‪7‬‬

‫المصدرية والفعل ؛ فيؤوالن بمصدر مناسب‪ ،‬وذلك مثل‪ :‬يسرني أن تنجح ‪ ،‬أفرحني أنك تدرس بانتظام ‪،‬‬
‫والفاعل يكون صر ًحا نحو‪ :‬جاء محمد‪ :‬جاء ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح الظاهر ‪ ،‬و محمد‪ :‬فاعل مرفوع و‬
‫عالمة رفعه الضمة الظاهرة ‪ ،‬وهو فاعل صريح مفرد‬

‫ً‬
‫مؤوال بالصريح نحو ‪ :‬يسرني أن تنجح ‪" ،‬يسر"‪ :‬فعل مضارع مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة ألنه لم‬ ‫و يكون‬ ‫‪-‬‬
‫يسبقه نصب وال جازم ‪ ،‬و النون ‪ :‬نون الوقاية ال محل لها من العراب ‪ ،‬و الياء ‪ :‬ضمير مبني في محل نصب مفعول‬
‫به و"أن"‪ :‬أداة نصب‪ ،‬وتنجح ‪ :‬فعل مضارع منصوب و عالمة نصبه الفتحة الظاهرة ‪ ،‬و أن و الفعل يؤوالن بمصدر‬
‫تقديره ‪ :‬نجاحك ‪ ،‬و على ذلك يكون تقدير الجملة سرني نجاحك‬

‫‪ ‬نائب الفاعل ‪:‬‬


‫‪ -‬نائب الفاعل هو االسم الذي يقوم مقام الفاعل وينوب عنه‪ ،‬ويأتي قبله الفعل مبنيا للمجهول أو للمفعول‪ ،‬أو لما‬
‫لم يس ّمى فاعله‪ ،‬وهو يأخذ أحكام الفاعل‪ ،‬من حيث التأنيث والتذكير والفراد والتثنية والجمع‪ ،‬وغيرها من‬
‫األحكام التي تطرأ على الفاعل‪ ،‬وقد يكون نائب الفاعل اس ًما ظاه ًرا أو ضمي ًرا متص ًال‬

‫‪ ‬المبتدأ ‪:‬‬
‫‪ -‬هو أحد ركني الجملة السمية ‪ ،‬و هو ما يبتدأ به الكالم أو لنكن أكثر دقة ما تبتدأ به الجملة السمية‪ ،‬ويشترك‬
‫المبتدأ مع الخبر في الفراد والتثنية والجمع‪ ،‬واألصل في المبتدأ والخبر الرفع إال إذا دخل عليهما ما ينسخ‬
‫حكمهما ‪ ،‬و الذي رفع المبتدأ هو االبتداء و هو عامل معنوي ‪ ،‬و الرفع في الخبر لسناده للمبتدأ ‪ ،‬و يختلف‬
‫المبتدأ عن الخبر في التذكير و التأنيث ؛ ؛ إذا كان المبتدأ جمع تكسير‪ ،‬فالمبتدأ يكون مذ ًكرا‪ ،‬والخبر يكون مؤنثًا‬

‫‪ ‬الخبر ‪:‬‬
‫‪ -‬هو المتمم للمعنى في الجملة االسمية‪ ،‬فهو الركن الثاني من أركان الجملة االسمية ‪ ،‬وهو الذي يتمم معنى‬
‫الجملة االسمية فال تصح الجملة بدونه ‪ ،‬وينقسم إلى ثالثة أقسام ‪ :‬خبر مفرد‪ ،‬وهو ما ليس جملةً وال شبه جملة‬
‫‪ ،‬والخبر الجملة وبندرج تحته قسمان‪ :‬خبر الجملة االسميّة‪ ،‬وخبر الجملة الفعلية‪ ،‬ويشترط في هذا الخبر أن‬
‫يحتوي على ضمير يعود على المبتدأ‪ ،‬وخبر شبه جملة الذي يندرج تحته الجار والمجرور و الظرف‬

‫‪ ‬اسم كان و أخواتها ‪:‬‬


‫‪ -‬كان وأخواتها هي أفعال ماضية ناسخة ناقصة تدخل على الجملة االسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها‪ ،‬وتنصب‬
‫الخبر ويسمى خبرها‪ ،‬وسميّت ناسخة ؛ ألنّها تنسخ حكم المبتدأ والخبر‪ ،‬فبعد أن كانا مبتدأ وخب ًرا ؛ صارا اسم‬
‫كان وخبر كان ‪ ،‬وبعد أن كان الخبر مرفوعا ؛ صار منصوبًا‬

‫‪ ‬خبر إن و أخواتها ‪:‬‬


‫‪ -‬إن حرف توكيد ونصب‪ ،‬وأما أخواتها فهي‪ :‬أ ّن‪ ،‬كأ ّن‪ ،‬لك ّن‪ ،‬ليت‪ ،‬لع ّل‪ ،‬وتدخل على الجملة االسمية فتنصب‬
‫المبتدأ ويسمى اسمها ‪ ،‬وترفع الخبر ويسمى خبرها ‪ ،‬وكل حرف من تلك الحروف له معنى‬
‫‪" -‬إ ّن‪ ،‬أ ّن" يفيدان التوكيد‪ ،‬والفرق بينهما أ ّن "إ ّن" تأتي فيأ ول الكالم‪ ،‬أما "أ ّن"؛ فتأتي في منتصفه‪ ،‬وكأ ّن تفيد‬
‫التشبيه‪ ،‬ولك ّن تفيد االستدراك‪ ،‬وليت تفيد التمنّي‪ ،‬ولع ّل تفيد الترجي‪ ،‬والفرق بين التمنّي والترجي‪.‬‬

‫‪ ‬المرفوعات الفعلية ‪:‬‬


‫‪ -‬معلوم لدارس قواعد العربية أن األفعال كلها مبنية ‪ ،‬إال الفعل المضارع فإنه معرب ‪ ،‬إال في حالتين ‪ ،‬فيبنى‬
‫على الفتح إذا باشرته نون التّوكيد الخفيفة أو الثقيلة‪ ،‬ويبنى على السكون إذا اتّصلت به نون النّسوة‪ ،‬والفعل‬
‫الماضي مبني دائ ًما‪ ،‬وأما األمر فيبنى على ما يجزم به مضارعه ‪ ،‬وعلى ذلك ‪ :‬فالفعل المرفوع الوحيد هو‬
‫الفعل المضارع ألنّه معرب فيتغيّر آخره بتغيّر العوامل‪ ،‬وإن لم يسب ْقه ناصب وال جازم يرفع بالضمة إن‬
‫كان مفردًا‪ ،‬ويرفع بثبوت النون إن كان من األفعال الخمسة‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫تطبيقات نحوية وبالغية من قصيدة المتنبي‬


‫‪ ‬المرفوعات ‪:‬‬

‫‪ ‬ذكر بعض األمثلة على النحو اآلتي ‪:‬‬


‫‪ -‬الفاعل‪ :‬تأتي العزائم ‪ ،‬يكلف سيف الدولة ‪ ،‬تمر بك األبطال‪ ،‬ضممت جناحيهم‬

‫البيت ‪ : 9‬أنت بالغيب عالم‬ ‫البيت ‪ : 7‬وهو نائم‬ ‫المبتدأ والخبر‪ :‬البيت ‪ : 8‬ووجهك وضاح‬ ‫‪-‬‬

‫خبر إ ّن و أخواتها‪ :‬البيت ‪ 7‬كأنك في جفن الردى‬ ‫‪-‬‬

‫البيت ‪ :4‬ويطلب عند الناس‬ ‫الفعل المضارع‪ :‬البيت ‪ : 2‬تعظم في عين الصغير صغارها‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬البالغة ‪:‬‬

‫‪ ‬االستعارة ‪:‬‬
‫‪ -‬البيت ‪ : 1‬تأتي العزائم ‪ .......‬تأتي المكارم‬
‫‪ -‬البيت ‪ 4‬تدعيه الضراغم‬
‫‪ -‬البيت ‪ 5‬تعرف لونها‬
‫‪ -‬البيت ‪ 7‬وأنت في جفن الردى وهو نائم‬
‫‪ -‬البيت ‪ 8‬ثغرك باسم‬

‫‪ ‬المقابلة ‪ :‬البيت الثاني‬

‫‪ ‬أسلوب التوكيد ‪:‬‬


‫‪ -‬التحقيق‪ :‬قد عجزت‬

You might also like