You are on page 1of 8

‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬

‫أهمية التعبير الشفهي و تقنيات تدريسه‬


‫كبير نصيرة‬
‫كلية آلاداب واللغات والفنون‬
‫جامعة سيدي بلعباس‪ -‬الجزائر‬

‫تعتمد األمم عرب مر األزمنة والعصور على لغات تعرب هبا عن واقعها املعيش بكل حرية‬
‫وطالقة‪ ،‬وعما يصادفها من مواقف خمتلفة يف حياهتا اليومية‪ ،‬ويتضح أن هذا إمنا يتم عن طريق‬
‫التعبري إما شفهيا وإما كتابيا‪.‬‬
‫وملا كان التعبري الشفهي أسبق من التعبري الكتايب‪ ،‬فإن ما يالحظ هو أنه يتوجب على أفراد‬
‫اجملتمع الواحد استعمال التعبري الشفهي كوسيلة للتعبري عما خيتلج بكياهنم‪ ،‬وما جيول خبواطرهم‪،‬‬
‫وما يدور بأذهاهنم من أحاسيس ومشاعر وأفكار وغريها‪ ،‬وعليه فما املقصود بالتعبري الشفهي؟‬
‫وأين تكمن أمهيته؟ وما هي التقنيات املعتمدة إلجناح تدريسه؟‬
‫‪1‬ـ ماهية التعبير الشفهي‪ :‬طرح العديد من الباحثني والدارسني مسألة التعبري الشفهي متناولني‬
‫مفهومه بوجهات نظر متفاوتة نوعا ما ميكن رصدها كاآليت‪:‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وعرب عبارة فسرها وأخرب‬
‫ر‬ ‫التعبير لغة‪ :‬عرب الرؤيا تعبريا‪ .‬لقوله تعاىل‪ ":‬إن كنتم للرؤيا تعربون"‬
‫عرب عما يف نفسه أي أغرب مما جيول‬ ‫مبا يتوصل إليه‪ .‬وأستعربه إياه أي سأله تعبريها‪ .‬ويقال ر‬
‫يعرب عما‬
‫وعرب عن فالن أي تكلم وحتدث عنه‪ .‬واللسان ر‬
‫خباطره وبينه‪ .‬واالسم العربة والعبارة‪ .‬ر‬
‫(‪)2‬‬
‫يف الضمري من الكالم‬
‫أما اصطالحا فقد أعطاه الكثري من الدارسني عدة تعريفات ال تكاد خترج عن بعضها‬
‫البعض‪ ،‬فقد عرفه ابراهيم عبد العليم بأنه‪":‬أداة اتصال سريع بني الفرد وغريه من األفراد والنجاح‬
‫(‪)3‬‬
‫حيقق كثريا من األغراض احليوية يف امليادين املختلفة"‪.‬‬
‫ويرى جماور حممد صاحل بأنه يقصد به‪ ":‬ذلك الكالم املنطوق الذي يعرب به املتكلم عما يف‬
‫نفسه من ه اجس أو خاطرة‪ ،‬وما جيول خباطره من مشاعر وأحاسيس‪ ،‬وما يزخر به عقله من‬
‫رأي أو فكر وما يريد أن يزود به غريه من معلومات‪ ،‬أو حنو ذلك يف طالقة وانسياب مع صحة‬
‫(‪)4‬‬
‫يف التعبري وسالمة يف األداء"‪.‬‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 67‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫كما قد عرفه معروف نايف على أنه‪":‬اإلبانة واإلفصاح عما جيول يف خاطر االنسان من‬
‫(‪) 5‬‬
‫أفكار ومشاعر حبيث يفهمه اآلخرون"‪.‬‬
‫يف حني يرى يونس فتحي علي بأنه‪":‬ميثل الكالم وهو يسبق التعبري الكتايب وأداته الرئيسية‬
‫(‪)6‬‬
‫هي النطق‪ ،‬فيتم تلقيه بواسطة األذن‪ ،‬فهو إفصاح اإلنسان بلسانه عن أفكاره ومشاعره"‪.‬‬
‫أما عمر أسعد وفاطمة السعدي فقد عرفاه بأنه "هو نقل األفكار للناس عن طريق التحدث‬
‫(‪)7‬‬
‫أو الكتابة"‪.‬‬
‫وقد عرفه أيضا زقوت حممد شحادة بأنه "التعبري الذي يتم عن طريق املشافهة واحلديث‪،‬‬
‫(‪) 8‬‬
‫حيث ينقل املتكلم آراءه وأفكاره وأحاسيسه ومشاعره إىل اآلخرين"‪.‬‬
‫كما جند أمحد وليد جابر يعرفه على أنه "الطريق اليت يصوغ هبا الفرد أفكاره وأحاسيسه‪،‬‬
‫(‪)9‬‬
‫وحاجاته وما يطلب إليه صياغته بأسلوب صحيح يف الشكل واملضمون"‪.‬‬
‫وهي تعريفات يالحظ أهنا تصب يف مفهوم واحد‪ ،‬وهو أن التعبري الشفهي هو أن ينقل‬
‫الباحث أو الدارس أو الطالب أو أي شخص من عامة أو خاصة الناس ما يدور يف ذهنه‪ ،‬وما‬
‫خيتلج بكيانه‪ ،‬وما جيول يف حسه إىل الناس اآلخرين‪ ،‬وذلك عن طريق املشافهة بواسطة وسيلة‬
‫تسمى اللغة تسهم مبا تتضمنه من انطباعات ترتسم على الوجه ومن احياءات واشارات‬
‫وإمياءات تستعملها اليدين وغريها من أعضاء اجلسم األخرى‪.‬‬
‫وعليه ميكن القول أن التعبري عموما هو أن ميتلك املعرب شفاهة القدرة الكافية على نقل ما‬
‫خيتلج به من أفكار‪ ،‬وما يشعر به من أحاسيس جتول بذهنه وصدره‪ ،‬إىل الشخص املتلقي إما‬
‫مشافهة وإما كتابة‪ ،‬ومن هذا يتضح أن املشافهة أسبق من الكتابة إذ أن التعبري الشفهي يعد‬
‫مبثابة األساس الذي يبين عليه التعبري الكتايب‪ ،‬إذ ال يتمثل النجاح يف التعبري الكتايب وال يتم وال‬
‫ميكن أن يتوفر إال إذا توفرت العناية الكافية بالتعبري الشفهي‪ ،‬حيث أن أي شخص كان إذا بدأ‬
‫احلوار و التواصل مع غريه البد وأن يكون أوال حمادثة شفهية قبل أن يتمرس ويتعلم الكتابة بفرتة‬
‫(‪)11‬‬
‫زمنية معتربة‪.‬‬
‫أهمية التعبير الشفهي‪:‬‬
‫كأي نشاط ممارس له أمهيته اليت تثبته وتوجده‪ ،‬فللتعبري الشفهي أيضا أمهيته اليت تعطيه‬
‫قيمته بني باقي األنشطة التعليمية‪ ،‬مما جيعل الطالب ميتلك القدرة الكافية لصب قمة ما وصل‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 68‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫إليه ذهنه من تفكري وإحساس يف وسطه الذي يعيش فيه‪ ،‬وبه تتوثق أواصر وعالئق التعامل مع‬
‫جمتمعه الذي ينتمي إليه‪ .‬ومن هنا يستطيع الطالب التغلب على ما يعيق فكره وتصوره من‬
‫صعوبات ومشاكل خاصة به (فردية) أو ذات عالقة مبجتمعه (مجاعية) ورمبا ما يسهم يف حتقيق‬
‫ذلك هو تلك اآلراء واألفكار اليت ميتلكها الطالب بقوة التصور وح ردة ادراكه لواقعه املعيش‪،‬‬
‫ومن مثة إثارهتا داخل وسطه وطرحها ومناقشتها مع اآلخرين مما ميكنه من تبادهلا واكتساب‬
‫وتفهم أفكار وآراء جديدة عليه‪.‬‬
‫وملا كان التعبري الشفهي ميثل الدرس النابع من عمق وصميم احلياة اليومية للطالب مادة‬
‫ووسيلة‪ )11(.‬فإنه يعد من أهم األنشطة اللغوية ذات املكانة املرموقة داخل اجملتمع قدميه وحديثه‪،‬‬
‫وداخل العامل شرقه وغربه‪ ،‬حيث أن جودة اللغة وكماهلا املتجسدة لدى الطالب تكون الفاعلة‬
‫والقادرة على تأدية الدور املهم يف تواصله مع أبناء جمتمعه‪ ،‬وتبادل مشاعره وأفكاره معهم ونقل‬
‫ما جيول خباطره من انفعاالت وعواطف وأحاسيس وغريها‪ ،‬واليت ال ميكن التعبري عنها رإال‬
‫مشافهة كتحقيق العدالة بني أفراد اجملتمع الواحد ومنح احلريات الفردية واجلماعية هلم بالتساوي‪.‬‬
‫املعرب‬
‫ومن هنا ميكننا أن نعد التعبري الشفهي العنصر األساسي الذي البد من توفره لدى ر‬
‫الشفهي يف تواصله مع غريه‪ ،‬واجلزء ذا األمهية القصوى يف ممارسة نشاطه اللغوي‪ ،‬واستعماله‬
‫(‪)12‬‬
‫للحوار واجلدال والنقاش مع اآلخرين‪.‬‬
‫مث إن اهل دف من وراء تعلم أي لغة يف العامل كله‪ ،‬هي امتال متعلميها القدرة الفاعلة على‬
‫ابالغهم غاياهتم‪ ،‬بتعابري مركبة صحيحة سليمة متقنة مشافهة‪ ،‬وحية بعيدة عن كل غموض‬
‫يشوب اللفظ واملعىن معا أثناء ممارستها‪ ،‬ومن مثة ترمجتهم ملشاعرهم وأفكارهم وخواطرهم‬
‫وخرباهتم وحىت جتارهبم االجتماعية عرب خمتلف مراحل حياهتم وأعمارهم‪ ،‬ال يكون رإال عن طريق‬
‫(‪)13‬‬
‫تلك اللغة املكتسبة إما شفاهة وإما تدوينا‪.‬‬
‫عما خيتلجه من‬‫وملا كان التعبري الشفهي األساس الذي يرتكز عليه الطالب يف افصاحه ر‬
‫خواطر وانفعاالت؛ فإننا ميكن أن نعده مبثابة األسلوب احلواري الناجح بني خمتلف أبناء البيئة‬
‫الواحدة‪ ،‬حيث أن جودته والتفنن يف إتقانه ميكنها أن تتوقف على عناصر أساسية كمرتكزات‬
‫للمشافهة‪ ،‬كتبادر األفكار واملعاين ـ مثالـ مرتبة منطقيا يف الذهن‪ ،‬مث تسلسل اللفظ وفق املعىن‬
‫املناسب له والدال عليه‪ ،‬مما ميكن اللسان من النطق به بطالقة وسالمة يف الرتكيب‪.‬‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 69‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫ومن خالل هذه األمهية اليت متنح للتعبري الشفهي مكانة ومنزلة بني خمتلف األنشطة اللغوية‪،‬‬
‫كوهنا ضرورة حتمية ال ميكن ألي شخص كان االستغناء عنها يف خمتلف مراحل حياته‪ ،‬فإننا‬
‫(‪)14‬‬
‫نرى أنه ميكن هلذه األمهية أن حتقق املطالب اآلتية‪:‬‬
‫ـ هتيئة الطالب واكسابه سرعة يف التفكري‪ ،‬وقدرته على كشف األخطاء اللغوية‪ ،‬ومواجهة‬
‫املواقف الكالمية الطارئة ومساعدته يف اخلروج منها بنجاح‪ .‬وهذا كله يتم متاشيا مع ما ميلكه‬
‫من شجاعة متكنه من االرجتال مع خمتلف املواقف احملتاجة إىل حلها مشافهة‪.‬‬
‫ـ ممارسة التعبري الش فهي للتواصل بني أفراد اجملتمع هلا أمهية كربى يف الكشف عما ميلكه هؤالء‬
‫األفراد من مواهب‪ ،‬متكنهم من بلوغ أرفع درجات احملادثة واحلوار يف نشاطهم اللغوي االنساين‬
‫الفعال‪.‬‬
‫ـ ميثل التعبري الشفهي األداة الفعالة واألساسية يف العملية التعيلمية التعلمية (املشافهة أساس‬
‫املناقشة بني املعلم واملعلم)‪.‬‬
‫ـ جناح املناقشة الشفاهية يف العملية التعليمية التعلمية خيرج املتعلم من التقوقع واالنطواء على‬
‫نفسه‪ ،‬ويغلبه على املعاناة من اللكننة والتأتأة‪ ،‬وعلى خوفه من اإلخفاق يف ممارسة نشاطه‬
‫اللغوي الشفهي‪.‬‬
‫ـ بعد متكن املتعلم من االبتعاد عن املعوقات الشفهية من خوف وتأتأة‪ ،‬تصبح له القدرة الكافية‬
‫على قيادة وتوجيه حواره وحمادثته الشفاهية‪ .‬ومن هنا التغلب على ما يعيقه من مواقف كالمية‬
‫جتعله يدر بأنه قادر على اثبات كيانه االجتماعي ووجوده الذايت‪ ،‬وهذا بعد شعوره بامتالكه‬
‫حريته الفردية واستقالله االجتماعي‪.‬‬
‫غري أنه ورغم أن للتعبري الشفهي أمهية كربى ترفع املتعلم إىل أقصى درجات املشافهة‪ ،‬وأنه‬
‫ميثل اهلدف األمسى لألنشطة اللغوية األدبية لدى خمتلف اجملتمعات مهما كانت نوعية اللغة‬
‫املمارسة بني أفرادها‪ ،‬رإال أن ما ميكن أن نلمسه ونالحظه هو ذلك الضعف املتواجد عموما‬
‫لدى خمتلف املتعلمني أثناء ممارستهم لنشاط التعبري الشفهي اللغوي‪ ،‬والذي أصبح يشوبه يف‬
‫خمتلف املراحل التعليمة الثالث األوىل‪ ،‬وحىت املرحلة اجلامعية إن صح القول(‪ )15‬وإن كان هذا‬
‫حقيقة غري قابلة للنقاش‪.‬‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 70‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫تقنياته (طرائق تدريس التعبير الشفهي)‪:‬‬
‫لكل نشاط لغوي أديب مهما كان نوعه تقنيات إلجناح تدريسه‪ ،‬وللتعبري الشفهي بطبيعة‬
‫احلال تقنيات البد وأن تتوفر إلجناحه كنشاط شفهي يعتمد على احلوار واحملادثة‪ ،‬والتواصل‬
‫املباشر بني املدرسني والدارسني حتديدا‪ ،‬ومن بني هذه التقنيات نرصد ما يلي‪:‬‬
‫ـ قبل اخلوض يف نشاط التعبري الشفهي البد من مراعاة توافق املوضوع مع رغبات وميوالت‬
‫املتعلمني‪ ،‬مما يربز ما للموضوع املختار من أمهية لديهم‪ ،‬وهو ما يشعرهم بالسعادة واملرح‬
‫الختيارهم له‪ ،‬ويبعدهم عن النفور والضجر منه‪ .‬وهذا يوجب على املعلم أن يسري وفق‬
‫(‪)16‬‬
‫اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫البد من التشاور حول عنوان املوضوع املختار من طرف املعلم واملتعلم‪ ،‬للوصول إىل عنوان‬
‫واضح حمدد‪ ،‬يتناسب واملوضوع الذي مت اختياره من قبل‪.‬‬
‫وضع خطة مضبوطة حمددة العناصر وواضحة املرامي واألهداف‪ ،‬مفصلة متسلسلة تتضمن‬
‫ملم بكل جوانبه مع شرح‬
‫مقدمة تعتمد عنصر التشويق ملفتة االنتباه‪ ،‬وعرض لصلب املوضوع ر‬
‫مفصل ملا حيتويه من أفكار تعتمد اجلمل السليمة‪ ،‬واألسلوب املناسب واأللفاظ الفصحى‪.‬‬
‫اعتماد املتعلم على الشواهد كاآليات القرآنية‪ ،‬واألحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬واألشعار واحلكم‬
‫واألمثال الفصحى وغريها‪.‬‬
‫وهذا كله إمنا يتم مشافهة مع تدوين بعض العناصر األساسية إن اقتضت الضرورة‪ ،‬إضافة إىل‬
‫استعمال لغة االشارة كالتعبري باجلسم والوجه والعينني‪ ،‬والتنويع يف نربة الصوت وتغيريها من‬
‫حني آلخر‪.‬‬
‫البد من مراعاة األهداف األساسية واحملددة للتعبري الشفهي‪ ،‬مع ربطها ارتباطا حتميا بواقعه‬
‫أثناء تلقينه للمتعلمني‪ ،‬حيث يت وجب على املعلمني احلديث عن واقع املعلمني وما ميرون به من‬
‫مغامرات يومية‪ ،‬تسمح هلم بتفعيل النشاط احلواري مشافهة‪ ،‬وذلك ما يسهم بكسر حاجز‬
‫اخلوف واالرتبا واخلجل لديهم‪ .‬وهذا كله إمنا يتم عن طريق القيام حبلقة دائرية تواصلية شفاهية‬
‫فيما بينهم‪ ،‬ومن هنا يكونون قادرين على تنمية اجلرأة األدبية الشفاهية لديهم‪.‬‬
‫توفري الوسائل التعليمية الواجب استعماهلا أثناء ممارسة التعبري الشفهي‪ ،‬ومنها مثال‪ :‬اجياد منهج‬
‫حمدد يسمح بإجناح نشاط التعبري مشافهة‪ ،‬واعتماد معيار املوضوعية للقيام بتقومي نشاط التعبري‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 71‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫الشفهي لدى املتعلمني‪ ،‬ورمبا هذا ما يدفعهم إىل اإلقبال على ممارسته‪ ،‬كما يتوجب امتال‬
‫املتعلمني للكفاءة أثناء تلقيهم للمتعلمني النشاط الشفهي‪ ،‬مما ميكنهم من التحكم فيه وتفعيله‬
‫كنشاط ساري بينهم‪.‬‬
‫إ ضافة إىل هذه الوسائل البد من توفر املكتبات الدراسية على زخم متنوع من املوضوعات‬
‫املختارة من قبل الدارسني‪ ،‬واليت يكونون قد اطلعوا عليها مسبقا‪ ،‬وطالعوها برتوي‪ ،‬مما ميكنهم‬
‫من اكتساب القدرات اللغوية واللفظية‪ ،‬الستعماهلا للحوار واحملادثة أثناء ممارستهم نشاطهم‬
‫الشفهي‪.‬‬
‫والواضح من كل ما سبق أن املتلقي إذا أراد أن يكتسب مهارة وقدرة كالمية على احلديث‬
‫ا لشفهي‪ ،‬البد وأن تتوفر فيه مقومات أساسية يرتكز عليها أثناء ممارسته للنشاط الشفهي‪،‬‬
‫(‪)17‬‬
‫ميكننا أن نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫ـ عرض صور تستدعي اإلثارة‪ ،‬وذات عالقة بالتعبري الشفهي على املتعلمني‪ ،‬ومن مث دفعهم‬
‫للتعبري عما حتتويه بطالقة وحرية‪ ،‬و اإلجابة عن التساؤالت اليت تدور يف خميالهتم اجتاهها‪.‬‬
‫ـ قيام املعلم بإلقاء قصص مشافهة على مسامع املتعلمني‪ ،‬مث تكليفهم بعد ذلك بتلخيصها‪،‬‬
‫وإن أمكن حماكاهتم هلا بكل عفوية وطالقة واسرتسال‪.‬‬
‫‪ -‬احلديث مشافهة بني املعلم واملتعلم عما هو معروف من مناسبات دينية ووطنية‪ ،‬يفتح باب‬
‫احلر فيما بينهم‪ .‬وهذا باعتماد اسلوب التساؤل املتدرج من األسهل إىل السهل‬ ‫احلوار والنقاش ر‬
‫مث إىل الصعب ومنه إىل األصعب‪ ،‬وذلك ما يسهم يف االنتقال من املفرد إىل اجلمل املركبة تركيبا‬
‫منطقيا سليما‪.‬‬
‫واملالحظ أن توفر هذه املقومات لدى املتلقني؛ إمنا قوامه األساسي هو تعويدهم على حسن‬
‫اإلصغاء‪ ،‬وقدرهتم على امتالكها كحاسة أساسية تدعم ممارستهم لنشاطهم اللغوي الشفهي‪.‬‬
‫جو االستمتاع باحلديث بني املتعلم واملعلم‪ ،‬والتشوق لفهمه وفهم املقصود من‬
‫ورمبا هو ما يهيئ ر‬
‫ورائه‪ ،‬ويفتح باب احلوار بينهم باعتماد عنصري السؤال واجلواب‪ ،‬ومن مثة االنتقال من النشاط‬
‫الالمنهجي إىل النشاط املنهجي احملكم‪.‬‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 72‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫املعرب من‬
‫والواضح أن ما يرتاءى من خالل ما تقدم أن التعبري الشفهي نشاط لغوي يقوم ر‬
‫عما يدور بذهنه من أفكار‬
‫خالله برتمجة ما جيول خباطره من أحاسيس ومشاعر‪ ،‬وبالتعبري ر‬
‫ومعاين‪ ،‬ومن مثة نقلها بعد ذلك إىل أبناء بيئته االجتماعية مشافهة‪.‬‬
‫كما أن أمهيته تكمن يف‪ :‬أنه ميثل األساس الذي يبين عليه التعبري الكتايب‪ ،‬كما أنه كونه‬
‫القالب الذي يصب فيه املتعلم أغلى ما لديه من أفكار ومعاين‪ ،‬وعبارات ومشاعر وأحاسيس‬
‫ينقلها لآلخرين ‪،‬هي القيمة اليت متيزه عن باقي األنشطة اللغوية واألدبية األخرى‪.‬‬
‫أما عن التقنيات اليت البد من توفرها أثناء ممارسة نشاط التعبري الشفهي‪ ،‬وإلجناحه لدى‬
‫خمتلف املمارسني له‪ ،‬وخصوصا املتعاملني به معا كمقياس حيقق هدفه املنشود فيما بني الدارسني‬
‫حتديدا‪ .‬فإن أساسها الذي البد وأن ترتكز عليه هو املعلم وكفاءته‪ ،‬وحتكمه يف مقياس التعبري‬
‫الشفهي باعتماده اللغة الفصحى‪ ،‬واحرتام ميول الطالب يف اختياره املوضوع الذي يريد‬
‫التحدث عنه‪ ،‬وأيضا حسن اإلصغاء وقدرة فهم املقصود من وراء نوايا املتحدث مشافهة‪،‬‬
‫إضافة إىل اعتماد العديد من الوسائل التعليمية كاملكتبات واملناهج واملعايري املوضوعية‪ ،‬لتقوميه‬
‫كنشاط شفهي مميز عن باقي األنشطة اللغوية األخرى‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ )1‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية ‪.43‬‬
‫‪ )2‬ابن منظور أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مج‪ 3‬ـ ‪ ،5‬دار احلديث للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪2113 ،‬م‪ ،‬ص ‪.531 -529‬‬
‫‪ )3‬ابراهيم عبد العليم‪ ،‬املوجه الفين ملدرسي اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،7‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪1973 ،‬م‪ ،‬ص ‪.152 -151‬‬
‫‪ )4‬جماور حممد صالح الدين علي‪ ،‬تدريس اللغة العربية مبرحلة االبتدائية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪1397 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪1977‬م‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪ )5‬معروف نايف‪ ،‬خصائص اللغة العربية وطرائق تدريسها‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفائس‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ )6‬يونس فتحي علي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬أساسيات تعلم اللغة العربية والرتبية الدينية‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ )7‬عمر األسعد‪،‬و فاطمة السعدي‪ ،‬اللغة العربية بني املنهج والتطبيق‪ ،‬دط‪ ،‬دار العطاء‪ ،‬عمان‪1419 ،‬هـ‪1989 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.211‬‬
‫‪ )8‬زقوت حممد شحادة‪ ،‬املرشد يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة األمل‪ ،‬غزة فلسطني‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪195‬ـ ‪.196‬‬
‫‪ )9‬امحد وليد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪1423 ،‬هـ‪2112 /‬م‪ ،‬ص‪.233‬‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 73‬‬


‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 9‬جنفي ‪ 0271‬ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫التعليمية‬
‫‪ )11‬ينظر‪ :‬سعاد عبد الكرمي الوائلي‪ ،‬طرائق تدريس األدب والبالغة والتعبري‪،‬ط‪ ،1‬دار املشرق‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬فلسطني‪،‬‬
‫‪2114‬م‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ )11‬ينظر‪ :‬علي جواد الطاهر‪ ،‬تدريس اللغة العربية يف املدارس املتوسطة والثانوية‪ ،‬مطبعة النعمان‪ ،‬النجف األشرف‪،‬‬
‫العراق‪1968 ،‬م‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ )12‬ينظر‪ :‬يونس فتحي علي‪ ،‬وحممود كامل ناقة‪ ،‬أساسيات تعليم اللغة العربية‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪1988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ )13‬ينظر‪ :‬عبد املنعم حسن‪ ،‬واقع تدريس التعبري يف املدارس الثانوية يف البصرة‪ ،‬جملة املعلم اجلديدة‪ ،‬ع‪1‬ـ‪ ،2‬بغداد‪،‬‬
‫العراق‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ )14‬ينظر‪ :‬جماور حممد صاحل الدين‪ ،‬تدريس اللغة العربية مرحلة االبتدائية‪ ،‬ص‪ .237-236‬وينظر‪ :‬مجال مصطفى‬
‫العيسوي وزمالؤه‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية مبرحلة التعلم األساسي‪ ،‬ط‪،1‬الكتاب اجلامعي‪ ،‬العني‪ ،‬االمارات‪1426 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪ ،2115‬ص ‪.136 -134‬‬
‫‪ )15‬ينظر‪ :‬زقوت حممد شحادة‪ ،‬املرشد يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪ )16‬ينظر‪ :‬جماور حممد صالح علي‪ ،‬تدريس اللغة العربية مبرحلة االبتدائية‪ ،‬ص ‪ .311-311‬وسعاد عبد الكرمي‬
‫الوائلي‪ ،‬طرائق تدريس األدب والبالغة والتعبري‪ ،‬ص‪ .95‬ومجال مصطفى العيسوى وزمالؤه‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‬
‫مبرحلة التعليم االبتدائي‪ ،‬ص‪.151 -149‬‬
‫‪ )17‬ينظر‪ :‬زكريا إمساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪188‬ـ ‪ .189‬ـ‬
‫خليل عبد الفتاح محاد‪ ،‬وخليل نصار‪ ،‬فن التعبري الوظيفي‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة منصورة‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطني‪1423 ،‬هـ‪2113 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.18‬‬

‫نصيرة كبير‬ ‫‪Page 74‬‬

You might also like