You are on page 1of 4

‫مهارة االستماع‬

‫المدخل الى مفهوم االستماع‬


‫تعد اللغة من اهم مبتكرات االنسان الحضارية ولوال اللغة لم ا اس تطاع البش ر الحف اظ على‬
‫الحضارة والثقافة والتراث وتقع اللغة في بؤرة االح داث االنس انية فمن خالله ا ت وارثت البش رية‬
‫خبرة االجيال السابقة من معارف واكتشافات واختراعات فانتشرت االداب الرفيع ة ال تي انتجته ا‬
‫الثقافات المختلفة منذ فجر التاريخ على شكل اساطير او قصص او شعر ‪.‬‬
‫ويرى علماء اللغة بان ألي لغة مجموع ة من المه ارات الب د للف رد ان يتقنه ا ح تى يتقن اللغ ة‪،‬‬
‫فالمهارة هي اداء يقوم به الفرد باتقان وفاعلية في مدة زمنية قص يرة‪ ،‬وللغ ة اربع ة مه ارات هي‬
‫(االس تماع والتح دث والق راءة والكتاب ة)‪ ،‬واك د ال تربويون ان لتحدي د المه ارات اللغوي ة اهمي ة‬
‫قصوى اذ يتوقع ان تساعد في كل من‪:‬‬
‫‪ -‬صياغة اهداف تعليم اللغة العربية بصورة اكثر اجرائية وادق صياغة واوضح سلوكا‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي د ال وزن النس بي المناس ب لك ل ه دف من اه داف تعليم اللغ ة العربي ة في ض وء‬
‫المهارات التي يتصدى لتنميتها‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار المحتوى المناسب واعداد المواد التعليمية الجيدة الالزمة لكل فن من فنون اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار اساليب التدريس المناسبة وابتكار استراتيجيات تربوية جديدة تخدم مه ارات تعليم‬
‫اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار اساليب التقويم المناسبة واعداد االختبارات الالزمة لقي اس م دى اكتس اب الطالب‬
‫لكل مهارة من مهارات تعليم اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬تص نيف الطالب على اس س علمي ة وفي ض وء مع ايير دقيق ة تس تند الى تص وير س ليم‬
‫للمهارات اللغوية المناسبة لكل سنة دراسية وهذا يساعد في امرين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬وض ع الكت اب المدرس ي للطالب وص ياغته في ص ورة مالئم ة لنض جهم‪ ،‬وه ذا‬
‫يساعدهم على تقبله واالفادة منه‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان يعرف المعلم من اين يبدأ مع طالبه واين يقف وهو بهذا قد اكتسب مهارات لغوية‬
‫معينة‪ ،‬ويجب ان يبدا في تعزيزها واضافة ما حدده امامه لهذه السنة من مهارات‪.‬‬
‫وفيما يلي توضيح المهارات اللغوية التالية‪:‬‬
‫االستماع هو إنصات وفهم وتفسير ونقد‪ ،‬وتنقسم مه ارة االس تماع إلى مه ارات عام ة يجب‬
‫توفرها في أي عملية استماع ناجح كاالنتباه والفهم وتتابع األفكار ومهارات خاصة يجب اكتسابها‬
‫ألداء مهام الحقة لعملية االس تماع كالحف ظ وتخمين مع اني الكلم ات‪ ،‬ومعرف ة األخط اء اللغوي ة‪،‬‬
‫وذلك تبعًا للهدف الذي تسعى لتحقيقه من االستماع‪ ،‬وللتحدث عن اول المهارات اللغوية االستماع‬
‫المبررات االتية‪:‬‬
‫‪ -‬ان اداة االستماع االذن هي اول وسيلة تعمل عند االنسان بعد والدته‪ ،‬فالس مع يعم ل بع د‬
‫والدة الطفل بثالثة ايام والبصر بعد سبعة ايام‪.‬‬
‫‪ -‬ان اداة االستماع االذن تعمل في جميع االتجاه ات فاالنس ان يس مع من يتكلم وراءه و من‬
‫يتكلم امامه و عن يمينه و عن شماله كما يستطيع ان يسمع البعض وهم في اماكن اخ رى‬
‫و ال يراهم ‪.‬‬
‫‪ -‬ان اداة االستماع االذن تعمل باستمرارية اليقظة و المنام النه ليس لها غط اء يقف ل عليه ا‬
‫بخالف العين فان الجفن يغلق العين عند الن وم فال تعم ل العين ول ذلك ق ال هللا س بحانه و‬
‫تعالى في اصحاب الكهف (( فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا ))‪.‬‬
‫‪ -‬ان االنسان يسمع اكثر مم ا يق را او يتكلم او يكتب ف نراه يس مع بارادت ه و دون ارادت ه و‬
‫يسمع ما يحب و ما ال يحب ‪.‬‬
‫‪ -‬يعد السمع من اهم الحواس عند االنسان فهو يتكلم به و يتقدم به و يتعلم به و به يصل الى‬
‫اعلى الدرجات و الهمية السمع في فهم الكالم قي ل "اس اء س معا فاس اء اجاب ة " وحاس ة‬
‫السمع لدى االنسان ترتبط بتعلم الكالم و هي الحاسة المهم ة لتط ور الم دركات العقلي ة و‬
‫الفكري ونموها فضال عن الحص ول على المعلوم ات‪ ,‬ول ذلك اذا فق د الطف ل الس مع بع د‬
‫والدته مباشرة فقد معه القدرة على نطق الكالم ‪.‬‬

‫وتعد مهارة االستماع من المهارات المهمة ‪ ,‬حيث أن تعلم اللغة ال يمكن أن يتم دون االعتم اد‬
‫على عملية االستماع بالدرجة األولى‪ ،‬وأن كثير من الخبرات الحياتية يكتسبها اإلنسان عن طريق‬
‫االستماع ‪ ,‬وبأنها الوسيلة المثلى للتفاعل واالتصال بين أفراد المجتمع الواحد‪.‬‬
‫االستماع منشأ النشاط اللغوي‪ ،‬وهما أسبق وجودًا من القراءة والكتابة باآلف السنين‪ ،‬وقد‬
‫عاشت أمم ما قدر لها أن تعيش من دون أن تعرف القراءة والكتابة‪ ،‬وقد ذكر المؤرخون أن‬
‫الكتابة ظهرت أوًال في الهند أو في الصين‪ ،‬أو في مصر القديمة‪ ،‬و لكن هذه األمم كلها‪ -‬إن صح‬
‫ما ذكر المؤرخون ‪ -‬لم تكن أول الخليقة‪ ،‬وإنما سبقتها أمم وظهرت حضارات‪ ،‬ثم طوى صفحاتها‬
‫الزمن‪.‬‬
‫إن مهارة االستماع من المهارات البارزة في العملية اللغوية ‪ ،‬وقد اعتمد القدماء على‬
‫سماع الروايات المنطوقة في نقل التراث من الماضي الى الحاضر ‪ ،‬ذلك قبل اكتشاف الطباعة ‪،‬‬
‫وكانت الكتابة بعد عملية سماع المادة الثقافية ‪ ،‬بمعنى نقل المادة ثم كتابتها ‪ ،‬وهذا ما يؤكد أهمية‬
‫االستماع ‪ ،‬إذ إن الذي يسمع الحديث جيداً يستطيع التعبير عنه‪ ،‬ونقله بدقة أكثر من الذي ال يجيد‬
‫هذه المهارة‪.‬‬
‫ويعد االستماع مرحلة الحضانة لسائر المهارات اللغوية‪ ،‬اذ ان المتحدث يعكس في حديثه‬
‫اللغة التي يستمع اليها‪ ،‬كما ان اداء المتحدث وانسيابه وطالقته تؤثر في المستمع وتدفعه الى‬
‫محاكاتها‪ ،‬والدقة في المحادثة تكتسب باالستماع الدقيق الى المتحدث الدقيق‪ ،‬ذلك الن نمو‬
‫مهارات االستماع تساعد على االنطالق في المحادثة‪.‬‬
‫لذا تعُّد أهمية االستماع كبرى المهارات‪ ،‬فهو فن ترتكز عليه كل فنون اللغة العربية ‪ ،‬من‬
‫تحدث ‪ ،‬وقراءة ‪ ،‬وكتابة ‪ ،‬لذا من الضروري العناية واالهتمام بالمهارات ‪ ،‬والخبرات التي‬
‫تؤدي الى تحسين القدرة على االستماع من االختبارات التحصيلية ‪ ،‬أو تمنح درجات مناسبة أسوة‬
‫بالمهارات اللغوية األخرى ‪ ،‬ويتوفر كل ما يساعد على تطبيقها ‪ ،‬وتنفيذها في الميدان التربوي‬
‫من وسائط ‪ ،‬وأجهزة تسجيل وغير ذلك من وساطات تعليمية‪.‬‬
‫يعد االستماع شرط أساسي للنمو اللغوي بصفة عامة ‪ ،‬ويأتي في المرتبة األولى من‬
‫حيث ترتيب المهارات السابقة زمنياً في إطارالنمو اللغوي‪ ،‬فالطفل يبدأ بعد الوالدة بعدة أيام في‬
‫التعرف على األصوات المحيطة به‪ ،‬وفي نهاية عامه األول تقريباً يبدأ بنطق الكلمات‪ ،‬ومع بداية‬
‫التعليم في المدرسة يستعمل حصيلة األصوات المسموعة لديه في التعرف‪ ،‬والتمييز بين أصوات‬
‫الكلمات المكتوبة‪ ،‬فيقرأ ويكتب‪ ،‬لذلك فاالستماع ال غنى عنه لظهور الكالم ‪ ،‬والقراءة ‪،‬‬
‫والكتابة ‪ ،‬والطفل الذي يولد أصم أو يفقد القدرة على االستماع في سن مبكر ‪ ،‬يفقد القدرة على‬
‫الكالم ‪ ،‬فالقدرة على الكالم تتوقف على القدرة واالستماع والفهم‪ ،‬وأن القدرة على القراءة‬
‫والكتابة تتوقف على القدرة على االستماع والكالم ‪.‬‬
‫وقد أثبتت الدراسات المبكرة ضرورة االهتمام بتدريس االستماع ‪ ،‬والتدريب على‬
‫مهاراته المتنوعة‪ ،‬وأصبح االستماع جزءاً رئيساً في معظم برامج تعليم اللغات في الدول المتقدمة‬
‫في هذا المضمار‪ ،‬فقد كشفت بعض هذه الدراسات أن تالميذ المدرسة الثانوية في بعض هذه‬
‫البالد يخصصون (‪ ) % 30‬من برامج تعليم الحديث ‪ ،‬و(‪ )% 16‬للقراءة ‪ ،‬و (‪ )% 9‬للكتابة ‪ ،‬و‬
‫(‪ ) % 45‬لالستماع ‪ .‬وكشفت دراسة حديثة عن أن تالميذ المدرسة االبتدائية يقضون حوالي (‬
‫‪ ) 5,2‬ساعة من كل يوم في االستماع‪.‬‬
‫وأثبتت دراسات كثيرة في أوربا وأمريكا إمكانية تفوق التلميذ في الدراسة كلها تبعا‬
‫لتفوقه في مهارات االستماع ‪ ،‬وأّن التلميذ عندما يتعرف على نمطه االستماعي ‪ ،‬فانه يستطيع أن‬
‫يقّو م نفسه في االستماع ‪ ،‬وفي فنون اللغة األخرى ‪ ،‬بل وفي عملية التعليم والتعلم ككل‪.‬‬
‫إ ذ يجب توفير ما يحتاج إليه المتعلم من نصوص متنوعة مستمدة من مواقف االستماع ‪،‬‬
‫ومواده ‪ ،‬ووظائفه في المدرسة والحياة العلمية‪ ،‬وحاجاته‪ ،‬والسيما في المرحلة األولى من التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬وهو ما يمكن االستئناس به في استعمال نصوص االنطالق ‪ ،‬وقراءة االستماع وتكيفها‬
‫أو تطعيمها بمواقف ومواد أخرى لالستماع ‪ ،‬يمكن أن تحقق األهداف بكيفية أحسن‪ ،‬والسيما إن‬
‫الحظنا الحاجة إلى حسن االستماع‪ ،‬وأثره في التواصل‪ ،‬والتفاهم في تعليم اللغة‪ ،‬ونطقها العفوي‬
‫‪ ،‬والطبيعي ‪ ،‬السيما إذ استعنا باألجهزة السمعية والبصرية ‪ ،‬وغيرها من الوسائل المغنية في‬
‫امتالك هذه المهارة‪.‬‬
‫فالمستمع يمضي في عمليات التفكير المواصلة في اإلبداع عندما يستوعب ما يسمعه في‬
‫حدود المفردات التي تعلمها ‪ ،‬وتوجيهه اللتقاط الفكرة األساسية ‪ ،‬وما يتبعها من أفكار فرعية‪،‬‬
‫وتعليمه كيفية التمييز األساسي والفرعي من األفكار ‪،‬وبين الحقائق واآلراء فيما يقال ‪ ،‬وبتوقعه‬
‫لمعاني الكلمات الجديدة من طريق ربطها بالسياق ‪ ،‬واستنتاجه لغرض المتكلم ‪ ،‬وتخيله لألحداث‬
‫التي ينالها في حديثه‪.‬‬
‫مفهوم االستماع‬
‫االستماع لغة – هو ادراك الصوت بحاسة االذن‬
‫االستماع اصطالحا‪ -‬وقد عرفه كل من‪:‬‬
‫تعريف ماركر ‪1971‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو العمليات االنتقائية لالنتباه ولسمع وفهم وتذكر الرموز الشفهية‪.‬‬
‫تعريف ويفر ‪1971‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو العملية التي تحدث عندما يستقبل جهاز السمع لدى االنسان المعلومات شفهيا‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف كولبون وينبرج ‪1981‬‬
‫هو النشاط االنتقائي للتمييز بين المدخالت الشفهية المتاحة خالل اي معطيات بيئية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف السيد وحافظ ‪2002‬‬
‫هو سلوك االنصات النشط‪ ،‬وحسن استقبال الرسائل اللفظية ‪ ،‬وغير اللفظية‪ ،‬بطريقة‬
‫ودية‪ ،‬مع ابداء االحترام والتقدير‪،‬مما يكفل تحقيق االندماج في العملية التعليمية وبشكل‬
‫ايجابي وفعال‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف الفي ‪2005‬‬
‫هو استقبال االذن للذبذبات الصوتية واالنتباه لها واعمال الذهن فيها لفهم المعنى‪.‬‬
‫استنادا الى ما تقدم ان االستماع هو عملية انتقائية يتم فيها استقبال المعلومات والرسائل‬
‫شفهيا من خالل جهاز السمع‪.‬‬
‫الفرق بين السمع والسماع واالستماع (اإلصغاء) ‪:‬‬
‫ثمة فرق بين السمع السماع واإلصغاء ‪،‬فاإلصغاء هو أن يستمع الى الشي باهتمام وانتباه‬
‫‪ ،‬وذلك يقال‪ ( :‬أصغى فالن لفالن) إذ مال بسمعه نحوه‪ ،‬ومن هنا جاء الفرق بين مجرد السمع‪،‬‬
‫واإلصغاء ؛ ذلك أن السمع يطلق على حاسة السمع وهي االذن ودليلنا قوله تعالى(ختم هللا على‬
‫قلوبهم وعلى سمعهم) البقرة‪ /‬اية ‪ ،7‬فان مجرد السمع حاسة ال يختلف فيها سامع عن آخر ‪ ،‬وال حتى‬
‫إنسان من باقي المخلوقات في حين أن اإلصغاء سمع يضاف إليه ‪ ،‬ويالزمه االنتباه ‪ ،‬واالهتمام ‪،‬‬
‫ولذلك فكُّل مصٍغ سامُع ‪ ،‬وليس العكس‪ .‬وعملية التعليم على وفق ما ُذ كر تعتمد على اإلصغاء‪ ،‬إذ‬
‫ال فائدة من عملية السماع ‪ ،‬والسماع هو عملية استقبال األذن لذبذبات صوتية من مصدر معين‬
‫دون إعارتها انتباهاً مقصوداً ‪ ،‬حيث ال يستوعب السامع ما يقال وانما تصله مقتطفات منه‪ ،‬إذ أنه‬
‫عملية بسيطة تعتمد على فسيولوجية األذن وقدرتها على التقاط الذبذبات الصوتية‪.‬أما االستماع‬
‫فهوهو عملية استقبال الصوت ووصوله الى االذن بقصد مع شد االنتباه والتركيز على ما يسمعه‬
‫من اجل هدف مرسوم او غرض يريد تحقيقه‪ ،‬فاالستماع اذن هو عملية إدراك‪ ،‬وفهم‪ ،‬وتحليل‪،‬‬
‫وتفسير‪ ،‬وتطبيق‪ ،‬ونقد‪ ،‬وتقويم‪ ، ،‬كذلك يعرف القاموس كلمة استماع على أنها ( اإلنصات بانتباه‬
‫لفهم ما يقال )‪ ،‬وأن الكلمة تعني أيضاً الحضور التام بنية استقبال المعنى المقصود من التواصل‪.‬‬

You might also like