Professional Documents
Culture Documents
وتعد مهارة االستماع من المهارات المهمة ,حيث أن تعلم اللغة ال يمكن أن يتم دون االعتم اد
على عملية االستماع بالدرجة األولى ،وأن كثير من الخبرات الحياتية يكتسبها اإلنسان عن طريق
االستماع ,وبأنها الوسيلة المثلى للتفاعل واالتصال بين أفراد المجتمع الواحد.
االستماع منشأ النشاط اللغوي ،وهما أسبق وجودًا من القراءة والكتابة باآلف السنين ،وقد
عاشت أمم ما قدر لها أن تعيش من دون أن تعرف القراءة والكتابة ،وقد ذكر المؤرخون أن
الكتابة ظهرت أوًال في الهند أو في الصين ،أو في مصر القديمة ،و لكن هذه األمم كلها -إن صح
ما ذكر المؤرخون -لم تكن أول الخليقة ،وإنما سبقتها أمم وظهرت حضارات ،ثم طوى صفحاتها
الزمن.
إن مهارة االستماع من المهارات البارزة في العملية اللغوية ،وقد اعتمد القدماء على
سماع الروايات المنطوقة في نقل التراث من الماضي الى الحاضر ،ذلك قبل اكتشاف الطباعة ،
وكانت الكتابة بعد عملية سماع المادة الثقافية ،بمعنى نقل المادة ثم كتابتها ،وهذا ما يؤكد أهمية
االستماع ،إذ إن الذي يسمع الحديث جيداً يستطيع التعبير عنه ،ونقله بدقة أكثر من الذي ال يجيد
هذه المهارة.
ويعد االستماع مرحلة الحضانة لسائر المهارات اللغوية ،اذ ان المتحدث يعكس في حديثه
اللغة التي يستمع اليها ،كما ان اداء المتحدث وانسيابه وطالقته تؤثر في المستمع وتدفعه الى
محاكاتها ،والدقة في المحادثة تكتسب باالستماع الدقيق الى المتحدث الدقيق ،ذلك الن نمو
مهارات االستماع تساعد على االنطالق في المحادثة.
لذا تعُّد أهمية االستماع كبرى المهارات ،فهو فن ترتكز عليه كل فنون اللغة العربية ،من
تحدث ،وقراءة ،وكتابة ،لذا من الضروري العناية واالهتمام بالمهارات ،والخبرات التي
تؤدي الى تحسين القدرة على االستماع من االختبارات التحصيلية ،أو تمنح درجات مناسبة أسوة
بالمهارات اللغوية األخرى ،ويتوفر كل ما يساعد على تطبيقها ،وتنفيذها في الميدان التربوي
من وسائط ،وأجهزة تسجيل وغير ذلك من وساطات تعليمية.
يعد االستماع شرط أساسي للنمو اللغوي بصفة عامة ،ويأتي في المرتبة األولى من
حيث ترتيب المهارات السابقة زمنياً في إطارالنمو اللغوي ،فالطفل يبدأ بعد الوالدة بعدة أيام في
التعرف على األصوات المحيطة به ،وفي نهاية عامه األول تقريباً يبدأ بنطق الكلمات ،ومع بداية
التعليم في المدرسة يستعمل حصيلة األصوات المسموعة لديه في التعرف ،والتمييز بين أصوات
الكلمات المكتوبة ،فيقرأ ويكتب ،لذلك فاالستماع ال غنى عنه لظهور الكالم ،والقراءة ،
والكتابة ،والطفل الذي يولد أصم أو يفقد القدرة على االستماع في سن مبكر ،يفقد القدرة على
الكالم ،فالقدرة على الكالم تتوقف على القدرة واالستماع والفهم ،وأن القدرة على القراءة
والكتابة تتوقف على القدرة على االستماع والكالم .
وقد أثبتت الدراسات المبكرة ضرورة االهتمام بتدريس االستماع ،والتدريب على
مهاراته المتنوعة ،وأصبح االستماع جزءاً رئيساً في معظم برامج تعليم اللغات في الدول المتقدمة
في هذا المضمار ،فقد كشفت بعض هذه الدراسات أن تالميذ المدرسة الثانوية في بعض هذه
البالد يخصصون ( ) % 30من برامج تعليم الحديث ،و( )% 16للقراءة ،و ( )% 9للكتابة ،و
( ) % 45لالستماع .وكشفت دراسة حديثة عن أن تالميذ المدرسة االبتدائية يقضون حوالي (
) 5,2ساعة من كل يوم في االستماع.
وأثبتت دراسات كثيرة في أوربا وأمريكا إمكانية تفوق التلميذ في الدراسة كلها تبعا
لتفوقه في مهارات االستماع ،وأّن التلميذ عندما يتعرف على نمطه االستماعي ،فانه يستطيع أن
يقّو م نفسه في االستماع ،وفي فنون اللغة األخرى ،بل وفي عملية التعليم والتعلم ككل.
إ ذ يجب توفير ما يحتاج إليه المتعلم من نصوص متنوعة مستمدة من مواقف االستماع ،
ومواده ،ووظائفه في المدرسة والحياة العلمية ،وحاجاته ،والسيما في المرحلة األولى من التعليم
االبتدائي ،وهو ما يمكن االستئناس به في استعمال نصوص االنطالق ،وقراءة االستماع وتكيفها
أو تطعيمها بمواقف ومواد أخرى لالستماع ،يمكن أن تحقق األهداف بكيفية أحسن ،والسيما إن
الحظنا الحاجة إلى حسن االستماع ،وأثره في التواصل ،والتفاهم في تعليم اللغة ،ونطقها العفوي
،والطبيعي ،السيما إذ استعنا باألجهزة السمعية والبصرية ،وغيرها من الوسائل المغنية في
امتالك هذه المهارة.
فالمستمع يمضي في عمليات التفكير المواصلة في اإلبداع عندما يستوعب ما يسمعه في
حدود المفردات التي تعلمها ،وتوجيهه اللتقاط الفكرة األساسية ،وما يتبعها من أفكار فرعية،
وتعليمه كيفية التمييز األساسي والفرعي من األفكار ،وبين الحقائق واآلراء فيما يقال ،وبتوقعه
لمعاني الكلمات الجديدة من طريق ربطها بالسياق ،واستنتاجه لغرض المتكلم ،وتخيله لألحداث
التي ينالها في حديثه.
مفهوم االستماع
االستماع لغة – هو ادراك الصوت بحاسة االذن
االستماع اصطالحا -وقد عرفه كل من:
تعريف ماركر 1971 -
هو العمليات االنتقائية لالنتباه ولسمع وفهم وتذكر الرموز الشفهية.
تعريف ويفر 1971 -
هو العملية التي تحدث عندما يستقبل جهاز السمع لدى االنسان المعلومات شفهيا.
-تعريف كولبون وينبرج 1981
هو النشاط االنتقائي للتمييز بين المدخالت الشفهية المتاحة خالل اي معطيات بيئية.
-تعريف السيد وحافظ 2002
هو سلوك االنصات النشط ،وحسن استقبال الرسائل اللفظية ،وغير اللفظية ،بطريقة
ودية ،مع ابداء االحترام والتقدير،مما يكفل تحقيق االندماج في العملية التعليمية وبشكل
ايجابي وفعال.
-تعريف الفي 2005
هو استقبال االذن للذبذبات الصوتية واالنتباه لها واعمال الذهن فيها لفهم المعنى.
استنادا الى ما تقدم ان االستماع هو عملية انتقائية يتم فيها استقبال المعلومات والرسائل
شفهيا من خالل جهاز السمع.
الفرق بين السمع والسماع واالستماع (اإلصغاء) :
ثمة فرق بين السمع السماع واإلصغاء ،فاإلصغاء هو أن يستمع الى الشي باهتمام وانتباه
،وذلك يقال ( :أصغى فالن لفالن) إذ مال بسمعه نحوه ،ومن هنا جاء الفرق بين مجرد السمع،
واإلصغاء ؛ ذلك أن السمع يطلق على حاسة السمع وهي االذن ودليلنا قوله تعالى(ختم هللا على
قلوبهم وعلى سمعهم) البقرة /اية ،7فان مجرد السمع حاسة ال يختلف فيها سامع عن آخر ،وال حتى
إنسان من باقي المخلوقات في حين أن اإلصغاء سمع يضاف إليه ،ويالزمه االنتباه ،واالهتمام ،
ولذلك فكُّل مصٍغ سامُع ،وليس العكس .وعملية التعليم على وفق ما ُذ كر تعتمد على اإلصغاء ،إذ
ال فائدة من عملية السماع ،والسماع هو عملية استقبال األذن لذبذبات صوتية من مصدر معين
دون إعارتها انتباهاً مقصوداً ،حيث ال يستوعب السامع ما يقال وانما تصله مقتطفات منه ،إذ أنه
عملية بسيطة تعتمد على فسيولوجية األذن وقدرتها على التقاط الذبذبات الصوتية.أما االستماع
فهوهو عملية استقبال الصوت ووصوله الى االذن بقصد مع شد االنتباه والتركيز على ما يسمعه
من اجل هدف مرسوم او غرض يريد تحقيقه ،فاالستماع اذن هو عملية إدراك ،وفهم ،وتحليل،
وتفسير ،وتطبيق ،ونقد ،وتقويم ، ،كذلك يعرف القاموس كلمة استماع على أنها ( اإلنصات بانتباه
لفهم ما يقال ) ،وأن الكلمة تعني أيضاً الحضور التام بنية استقبال المعنى المقصود من التواصل.