You are on page 1of 26

‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫ت المكانِ في شعرِ عائشة الباعونيّة (ت ‪922‬هـ)‬


‫تجلّيا ُ‬

‫‪‬‬
‫د‪ .‬هناء سبيناتي‬
‫الملخص‬

‫قدم البحث صورة للمكان في شعر عائشة الباعونية الدمشقية بجمالياته وتجلياته‪ ،‬وقدد‬
‫تددوعا المكددان عنددد ا الددم دمدداكن مقدسددة وييبيددة وواقعيددة‪ ،‬ودإ ددر دن األمدداكن وان تعدددد‬
‫مسميات ا فإن ا تن ل من روح صاحب ا‪ ،‬وتفصح عن موقفه من العدالم والمحدي ‪ ،‬فارتب د‬
‫األمدداكن المقدسددة عنددد ا بالريبددة فددي ارتصددال ب ددارة تلددد األمدداكن التددي شد د اتصددال‬
‫األرض بالسماء‪ ،‬كما دن محاولة القرب من ذه األماكن تنفي اريتراب‪ ،‬اذ تعيد اإلنسان‬
‫الم األلفة األولية التي ت دد عند ا الروح وتستقر‪ ،‬ودلقم الضوء علم دذه األمداكن ضدمن‬
‫سددياق الرحلددة‪ ،‬اذ دبددرع ددم الشدداعرة فددي البحددث عددن سددر الددروح والوجددود‪ ،‬والوصددول الددم‬
‫ددذه األم دداكن دور الموج دده لرحلت ددا‪ ،‬ف ددي تمنع ددا م ددن دن‬ ‫الحقيق ددة الم لق ددة‪ ،‬وق ددد دأل ددذ‬
‫تنحرف عن جادت ا دو تتوانم قبل بلوغ مراد ا‪.‬‬
‫ورسم البحث صورة للمكان الغيبي الذي تؤمن به الشاعرة‪ ،‬اذ تبدى من ألالل المعراج‬
‫الذي يشكل رحلة نفسية حثيثة‪ ،‬تن لق من الدذا لتعدود الي دا بعدد دن اكتشدف دن الحقيقدة‬
‫كل ا في ا‪.‬‬
‫كمددا بددين دن عالقددة الشدداعرة بالمكددان الدواقعي عالقددة تفاعددل ومحبددة‪ ،‬ف ددو مكددان يضد‬
‫بالحركة والحياة‪ ،‬ومإا ره تذكي تجارب ا وذكريات ا في حالتي البعد والقرب‪.‬‬
‫ودوضددح البحددث بددالمن الوصددفي واألسددلوب التحليلددي دن ددذه األمدداكن تبددرع التجربددة‬
‫المكانيد ددة الفريد دددة للشد دداعرة‪ ،‬التد ددي تتحد ددول األمد دداكن في د ددا الد ددم حد ددار نفسد ددية‪ ،‬وانفعد ددار‬
‫وجدانية‪ ،‬ومواقف انسانية‪.‬‬

‫جامعة دمشق‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬قسم اللغة العربية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪241‬‬
‫ ناء سبيناتي‬.‫د‬ )‫ه‬922 ( ‫المكان في شعر عائشة الباعونية‬ ‫تجليا‬

Manifestations of Place
in the Poetry of Aisha Al-Ba'ounieh

Dr. Hanaa Sbeinati


Abstract:

This research presents a picture of place as its aesthetic features were


characterized in the poetry of Aisha Al-Ba'ounieh. Place, for her, was
divided into holy, metaphysical and realistic places and other kinds. The
research shows that places, even if of many names, are nourished by the
soul of the concerned human being, and clearly tell about his/her attitude
towards the world around them. For the poet, holy places therefore are
associated with the desire to be in contact with the purity of those places
that have witnessed the connection between Earth and Heaven. Moreover,
the attempt to be near these places prevents alienation by going back with
the human being to the initial intimacy with which the soul calms and
settles down.
It also sheds light on these places within the context of the journey, as
it highlights the poet’s concern about her search for the secret of soul and
existence, and getting to know the ultimate truth. These places acted as
the guide for her journey as they prevented her from deviating from her
planned route or slowing down before reaching her goal.
The research reveals that there are other kinds of places scattered
along the road of the experience of the poet, which, although not of great
importance, are mutually interdependent with the other places to
highlight the unique experience of the poet with place, where places
become psychological cases, emotional reactions, and human attitudes .


Damascus University, College of Arts and Humanities, Department of Arabic Language.

242
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫يغيد ددب الصد ددو النسد ددوي الصد ددوفي مد ددن لد دددن رابعد ددة العدويد ددة(‪ )1‬الد ددم عائشد ددة الباعونيد ددة‬
‫الدمشدقية(‪ ،)2‬وتعدد عائشددة دعلدم نسدداء القدرن الدذي عاشد فيده‪ ،‬بددل ربمدا لدم يقددم فدي اإلسددالم‬
‫بعددد كبددار الصددحابيا والتابعيددا مددن يشددب ا فددي العلددم والفضددل‪ ،‬والتفددنن فددي الددنإم والنثددر‪،‬‬
‫واإلجادة في التصنيف والتأليف‪ ،‬والجمع بين علوم الدين وعلوم األدب وعلوم التصوف (‪.)3‬‬
‫و ددي دم عب ددد الو دداب بند د القاض ددي يوس ددف ب ددن دحم ددد ب ددن ناص ددر ال دددين ب ددن ألليف ددة‬
‫الباعونيددة‪ ،‬المولددودة فددي حددي الصددالحية بدمشددق‪ ،‬نشددأ فددي بيد علددم وفقدده وددب وقضدداء‬
‫ووجا ة‪ ،‬تلق علم الفقه والنحو والعروض والتصوف عدن علمداء عددة‪ ،‬وتلقدم العلدم عن دا‬
‫در مددن العلددوم‪،‬‬ ‫ثلددة مددن العلمدداء األعددالم‪ ،‬دح ذمل د بعدئددذ الددم القددا رة ونال د في ددا حإاددا وافد اا‬
‫وددجيددع باإلفتدداء والتدددريع‪ ،‬ثددم عدداد الددم و ن ددا دمشددق الشددام‪ ،‬تعوج د بنقيددب دش دراف‬
‫دمشددق‪ ،‬وقام د بددرحال علميددة عديدددة‪ ،‬تنقل د ألالل ددا بددين بددالد الشددام ومصددر الحجدداع‪،‬‬
‫وجدداور فددي الحددرمين الش دريفين‪ ،‬وسددافر الددم حلددب للقدداء السددل ان قانصددوه الغددوري (‪،)4‬‬
‫اشدتد ر بأل ددا الجميدل‪ ،‬وتركد مدا يربددو علدم عشدرين مصدنفاا فددي علدوم شددتم‪ ،‬من دا مددا‬
‫و في التصوف والفقه والسيرة النبوية‪ ،‬وعلوم اللغدة العربيدة مدن نحدو ولغدة‪ ،‬بدع بعضد ا‬
‫ور يددعال بعض د ا اآلألددر مأل و اددا قددال عن ددا الغددعي فددي كواكبددهر ددي الشدديألة األريب ددة‬
‫دعر ودياندة‬
‫ددبدا وش اا‬ ‫وعلمدا و ا‬
‫العالمة العاملة الصوفية دحد دفراد الد ر‪ ،‬ونوادر العمان فض ادال ا‬
‫وصديانة ‪ ،‬وقالد عينددب فددواع فددي تاريأل ددا (الددر المنثددور)ر كددان علددم وج ددا مددن الجمددال‬
‫ومني ددة الد درايبين ‪،‬‬ ‫لمح ددة جمل ددا األدب‪ ،‬وحلت ددا بالي ددة الع ددرب‪ ،‬فجعلت ددا دبغي ددة ال ددالبين د‬
‫عالميا ل ا‪.‬‬
‫ا‬ ‫يما‬
‫واألتارت ا (اليونسكو) شألصية العام (‪2006‬م) وكان ذا تكر ا‬
‫يتبين لنا من سيرة الباعونية دن ا متصوفة لم تعتعل الحياة‪ ،‬بل مارسد تفاصديل ا بكدل‬
‫مددا في ددا‪ ،‬فكان د مددن كبددار شددعراء عصددر ا وددبائدده‪ ،‬وكان د مددن ال ارئدددا بددين الشدداع ار ‪،‬‬
‫ف ي دول مدن كتدب المولدد النبدوي مدن النسداء‪ ،‬ودول مدن نإدم قصديدة بديعيدة بدين النسداء‪،‬‬
‫ونثر بين النساء (‪ ،)5‬ولذلد ليع من المستغرب‬ ‫شعر اا‬ ‫كبير من الكتب اا‬ ‫عددا اا‬ ‫ودول من دلف ا‬

‫‪ -1‬شاعرة متصوفة من البصرة‪ ،‬قصر حب ا علم اهلل وحده‪135 ،‬ه دو‪185‬ه ينإرر شذ ار الذ بر صر ‪.193/1‬‬
‫‪ -2‬تنإدر ترجمت ددا فدير الكواكددب السددائرة بأعيدان المئددة العاشدرةر نجدم الدددين الغددعي‪ ،‬صر ‪ ،288/1‬شدذ ار الددذ بر ابددن‬
‫العمدداد الحنبلددي‪ ،‬صر ‪ 111/8‬در الحبددب فددي تدداريل دعيددان حلددبر ربددن الحنبلددي‪ ،‬صر ‪ 456/2‬الدددر المنثددور فددي‬
‫كوكب ددار عب ددد الق ددادر‬
‫ا‬ ‫بق ددا رب ددا الأل دددورر عين ددب فد دواع‪ ،‬صر ‪ 65/2‬األع ددالمر العركل ددي‪ ،‬صر ‪ 241/3‬اثن ددا عش ددر‬
‫المغربي‪ ،‬مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق‪ ،‬م (‪ ،)12‬جد(‪1932 ،)12-11‬م‪ ،‬صر ‪.653-641‬‬
‫‪-3‬‬
‫كوكبا‪ ،‬مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق‪ ،‬م (‪ ،)12‬جد(‪ ،1932 ،)12-11‬صر ‪.647‬‬ ‫عبد القادر المغربير اثنا عشر ا‬
‫‪-4‬‬
‫ينإرر الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرةر الغعي‪ ،‬صر ‪.288/1‬‬
‫‪ -5‬عائشة الباعونية الدمشقية دش ر دعالم دمشق دواألر ع د المماليدر فارع دحمد العالوي‪ ،‬صر ‪.36‬‬

‫‪243‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫دن ي ل ددق علي ددا الش دديل عب ددد الغن ددي النابلس ددي ف ددي كتاب دده (نفح ددا األع ددار م ددن نس ددما‬
‫(‪)1‬‬
‫ديضا دن يفضلو ا بين المولدين‬ ‫األسحار) لقب (فاضلة العمان) ‪ ،‬وليع من المستغرب ا‬
‫علم الألنساء بين الجا ليين (‪.)2‬‬
‫واذا مددا دلفنددا الددم شددعر ا وجدددناه رشدديق األسددلوب‪ ،‬س د ل األلفدداإ‪ ،‬ر يمددوض فيدده ور‬
‫تعقي ددد‪ ،‬ووج دددنا دن دده ي دددور –ف ددي األيل ددب‪ -‬عل ددم يرض ددين رئيس ددين‪ ،‬م ددار الم ددديح النب ددوي‬
‫والشعر الصوفي‪ ،‬فقد نإم في المديح النبوي قصدائد دوارا‪ ،‬استشدفع في دا برسدول اهلل‬
‫‪ ،‬وتش ددوق ال ددم لقي دداه ت ددارة‪ ،‬وتح دددث ع ددن ش ددمائله ومعج اعت دده ت ددارة دأل ددرى‪ ،‬ودم ددا ش ددعر ا‬
‫الصددوفي فكددان يفدديض بالحددب اإلل ددي‪ ،‬ومددا يشددتمل عليدده مددن المناجدداة اإلل يددة والمعدداني‬
‫ديال‬
‫اللدنيددة واألح دوال الو بيددة‪ ،‬والمعاندداة الذوقيددة والشددؤون الشددوقية والمددذا ب العشددقية‪ ،‬تعلد ا‬
‫لمددن دحرقدده الشددوق‪ ،‬وجذبدده التددوق بددال وق‪ ،‬وجفدداه الحبيددب ودمرضدده ال بيددب (‪ ،)3‬ودلفينددا‬
‫ياحددا فددي دررتدده‪ ،‬اذ يصددور حالددة‬ ‫أل اب ددا الصددوفي يرسددم مالمحدده الألاصددة‪ ،‬ويشددكل انع ا‬
‫انسانية دتاح ل ا إروف ذلدد العمدان دن تدتكلم بنفسد ا علدم نفسد ا‪ ،‬مسدتغنية عدن لسدان‬
‫الشاعر الذي الما تحدث بلسان المردة‪ ،‬وعبر عن مشاعر ا ودفكار ا‪.‬‬
‫در ع ددن ذات دده ف ددي‬‫دار عل ددم نفس دده‪ ،‬ومعب د اا‬
‫ألاص ددا ب ددا إ ددل ا‬
‫ا‬ ‫فق ددد دنتجد د عائش ددة أل ااب ددا‬
‫كبير فدي المسدتوى النفسدي والشدعوري والفندي لددي ا‪ ،‬بعدد دن‬ ‫حضور اا‬ ‫اا‬ ‫شعر ا‪ ،‬وحقق المكان‬
‫جعلد مدن نفسد ا اقددة تتفاعدل مدع المكددان ومؤث ارتده‪ ،‬وتحدع بجمالياتدده‪ ،‬مانحدة ايداه دفقددة‬
‫ش ددعرية‪ ،‬تحف ددع ال ددرؤى‪ ،‬وتس ددتثير األحاس دديع بم ددا تمنح دده م ددن قيم ددة جمالي ددة‪ ،‬واذا كاند د‬
‫دامال‬
‫الد ارسددا ارجتماعيددة الوضددعية‪ ،‬قددد وضددع يددد ا علددم (المكددان) (وس د اا) بكوندده عد ا‬
‫دار ف ددي تش ددكيل البني ددا الذ ني ددة‪ ،‬والألص ددائص الجنس ددية‪ ،‬و ارمد د د ارس ددته م ددن منإ ددور‬ ‫فع د ا‬
‫علمددي‪ ،‬فددإن الجماليددة اسددتق ب (المكددان) (حيد ادعا) دو (فضدداء) لتنقددب فيدده عددن مشددكال‬
‫دادا‬
‫الفضد دداء الماديد ددة والمعنويد ددة‪ ،‬ودع د ددم علد ددم الجمد ددال المكد ددان وتشد ددكيالته المألتلفد ددة دبعد د ا‬
‫دوعا‬
‫(است يقية) تضفي علم األثر الفني درر معرفية وفنية‪ ،‬فالمكان حينما يكون موض ا‬
‫دألير (‪.)4‬‬
‫متأليال يكتسب ألاصية األثر المبدا الذي تؤول ملكيته الم القارئ دوار و اا‬ ‫ا‬ ‫جماليا‬
‫ا‬
‫در دساس اديا مدن عناصدر البنداء الفنددي‪،‬‬ ‫ومدع ذلدد فدإن النقدد العربدي لدم يحفدل بالمكدان عنص اا‬
‫سواء في األعمال السدردية والقصدة والمسدرحية‪ ،‬دم فدي األعمدال المشد دية‪ ،‬ار فدي منتصدف‬

‫‪-1‬‬
‫نفحا األع ار علم نسما األسحار في مدح النبي المألتارر صر ‪.2‬‬
‫‪-2‬‬
‫الدر المنثور في بقا ربا الألدورر عينب فواع‪ ،‬صر ‪.65/2‬‬
‫‪-3‬‬
‫ديوان فيض الفضل وجمع الشملر عائشة الباعونية‪ ،‬صر ‪.71‬‬
‫‪-4‬‬
‫ينإرر ف لسفة المكان في الشعر العربير حبيب مونسي‪ ،‬صر ‪ 65‬وما بعد ا‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫القددرن العش درين‪ ،‬وكان د ب دوادر ار تمددام بدده مددع ترجمددة الناقددد يالددب لسددا لكتدداب ياسددتون‬
‫باشالر شعرية الفضاء الذي نقلده الدم (جماليدة المكدان)‪ ،‬وعندد ا بددد الد ارسدا تتوسدع فدي‬
‫ددذا المصد لح سدواء فددي الروايددة دم فددي الشددعر(‪ ،)1‬وان كاند عالقددة المكددان بالعمددل األدبددي‬
‫كبير في حركية األعمال األدبيدة وتشدكيالت ا‪،‬‬ ‫دثر اا‬‫تعود الم دبعد من ذلد بكثير‪ ،‬فإن للمكان اا‬
‫دور رفتاددا فددي ابتددداء القصدديدة بالمقدمددة‬
‫وقددد اتألددذ فددي الشددعر –منددذ العصددر الجددا لي‪ -‬حضد اا‬
‫دويا بالقص دديدة كك ددل‪،‬‬
‫ال للي ددة‪ ،‬اذ ك ددان لك ددل مقدم ددة من ددا ددابع أل دداص مد درتب ارتبا ا ددا عض د ا‬
‫دارع فددي العصددور األدبيددة كل ددا‪،‬‬
‫وم درتب بالددذا الشدداعرة وعالقت ددا بدده‪ ،‬وإددل ار تمددام بدده بد اا‬
‫(‪)2‬‬
‫فالمكان حقيقةٌ دمعيشةٌ يؤثر في البشر بالقدر نفسه الذي يؤثرون فيه ‪.‬‬
‫ودول شعور يلتصق بذ ن الباحث و و يقلب صفحا الشعر العربدي‪ ،‬ذلدد الحضدور‬
‫ال ايي للمكان في المعمار الشعري‪ ،‬وفي صلب المعنم‪ ،‬وكأن الشعر ما كتب ار ليعبر‬
‫عددن المكددان دصددالة مددن ألددالل األيدراض التددي يثير ددا إا رايددا‪ ،‬وكددأن المكددان ددو الم لددب‬
‫األول فدي كددل ابددداا شدعري يتحمددل عددبء التعبيددر عدن ال مددوم األألددرى التدي ل ددا صددلة بدده‬
‫من ناحية دو دألرى (‪ ،)3‬فالشاعر ر يست يع دن يفل من ربقة المكان‪ ،‬وموقفه منده يسد م‬
‫فددي ابدراع موقفدده مددن الوجددود برمتدده‪ ،‬وتبيددين العالقددة بددين الشدداعر والمكددان يعيددد مددن القدددرة‬
‫علم ف م النص وتأويله‪ ،‬ويساعد في استيعاب التجربة الفنية للشاعر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة الم دن األماكن كان متنوعة في شعر عائشدة‪ ،‬ويمكدن تسدلي الضدوء‬
‫علي ا وفقاا للمساقا اآلتيةر‬
‫‪ .1‬المكان المقدع في سياق الرحلة‪.‬‬
‫‪ .2‬المكان الغيبي‪.‬‬
‫‪ .3‬المكان الواقعي‪.‬‬
‫وفيمددا يددأتي بس د القددول فددي ددذه األن دواا الثالثددة لرسددم صددورة عددن دبعدداد المكددان فددي‬
‫تجربة الشاعرة اإلبداعيةر‬
‫أول‪ :‬المكان المقدس في سياق الرحلة‪:‬‬
‫ً‬
‫يشكل المكان المقدع مح درواح البشدر‪ ،‬وم دوى دفئددت م‪ ،‬علدم دعتابده يتألففدون مدن‬
‫آرم ددم‪ ،‬وفيدده تعددرج درواح ددم‪ ،‬ويرتفعددون الددم العددالم العلددوي بعيد اددا عددن الوجددود ال اعئددل‪ ،‬وقددد‬
‫تعلدق ددبداء المتصدوفة باألمدداكن المقدسدة ألن دا تمثدل دقدددع دقداسد م‪ ،‬ف دي شد د البعثددة‬

‫‪-1‬‬
‫ينإرر العمان والمكان في الشعر الجا لير باديع فويالي‪ ،‬صر ‪.176‬‬
‫‪-2‬‬
‫جماليا المكانر مجموعة من المؤلفين‪ ،‬صر ‪.63‬‬
‫‪-3‬‬
‫فلسفة المكان في الشعر العربير حبيب مونسي‪ ،‬صر ‪.140‬‬

‫‪245‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫والوحي‪ ،‬دو اتصال األرض بالسماء‪ ،‬ذلد ارتصال الذي يسعون اليه بكل اقات م (‪.)1‬‬
‫دوع‬
‫ودكثددر الشدداعرة عائشددة الباعونيددة مددن التغنددي بالددديار المقدسددة‪ ،‬متألددذة من ددا رم د اا‬
‫لمن دداعل األحد دوال والمقام ددا العلي ددا‪ ،‬حي ددث التجل ددي اإلل ددي‪ ،‬والفيوض ددا الرباني ددة‪ ،‬محاول ددة‬
‫الوصددول الددم حقيقددة الوجددود مددن ألالل ددا(‪ ،)2‬ويبدددو مشد د الرحلددة الددم الددديار المقدسددة فددي‬
‫شعر ا جليًّا‪ ،‬والرحلة سلود رعم ألي صدوفي‪ ،‬ألن يايتده ت ي ددر نفسده ممدا علدق ب دا مدن‬
‫ددران الدددنيا‪ ،‬والتأمددل فددي الجمددال المقيددد وصددوار الددم الجمددال الم لددق(‪ ،)3‬ور دفضددل مددن‬
‫الرحل ددة عن ددده للتج دداوع واربتع دداد ع ددن الم ددألوف والمعت دداد‪ ،‬وارن ددالق بحري ددة ف ددي المف دداوع‬
‫والمألا ر من دجل ال دف المنشود‪.‬‬
‫ركبددا متج اددا الددم الددديار الحجاعيددة المقدسددة‪ ،‬فددتحع فددي‬ ‫و ددا ددي ذي الشدداعرة تددودا ا‬
‫عجيبا‪ ،‬تن ق به كل ذرة في دا‪ ،‬وكدل ألالجدة مدن‬ ‫ا‬ ‫وحنينا تائ اا‬‫ا‬ ‫يامضا مج وار‪،‬‬ ‫ا‬ ‫نفس ا شوقاا‬
‫(‪)4‬‬
‫ألوالج ا‪ ،‬وتإل حائرة اللب مول ة القلب‪ ،‬بعد دن تعذر علي ا مرافقته‪ ،‬فتقول ر‬
‫ق والت ي د د د د د د ذدام؟‬ ‫دم ذم د د د د د دن شد د د د د د د ذ‬
‫ديد الشد د د د د د دو ذ‬ ‫داد ذسد د د د د د د دقامي‬
‫ق والبذع د د د د د د د ذ‬
‫د ذمد د د د د د د دن التفد د د د د د د در ذ‬
‫ق م جتد د د د د ددي بس د د د د د د ذام!‬ ‫مد د د د د ددا عال ير دش د د د د د د د‬ ‫دال ذمد د د د د دن ال د د د د ددودا ذا ويو ذمد د د د د د ذه‬
‫ي د د د د ددا للرج د د د د د ذ‬
‫ددمع د د د د ددي د د د د ددول ال د د د د دددو ذام دو ذام(‪)5‬؟‬ ‫ذ‬ ‫و ذفقد د د د د د د د دس د د د د د ددألد م يد د د د د د دداة ذ‬
‫وداع ذ د د د د د د دم‬
‫لد د د د د دم د‬
‫ذم د د د د د د د دن ذشدد د د د د د د دد ذة األش د د د د د د د دوا ذ‬
‫ق والت ي د د د د د د د د ذام‬ ‫وسد د د د د د دألتد م تبليد د د د د د د م د د د د د ددا قد د د د د د دد دذقتدد د د د د د دهد‬
‫بعمد د د د د دامي‬ ‫فوجد د د د د دد د شد د د د د دوقي جد د د د د د ذاذبي ذ‬ ‫ودرد د درذجد د د د د د دعد بع د د د د د ددد م د د د د د ددا ودعد د د د د د دتد دم‬
‫استفتح الشاعرة دبيات ا بالسدؤال عدن سدبب سدقام ا‪ ،‬و دو سدؤال ر ينتإدر جو اابدا‪ ،‬انده‬
‫نددوا مددن الح دوار الددداأللي دو (المونولددوج) الددذي يعكددع قلق ددا وحعن ددا الددداأللي علددم رحيددل‬
‫الركب وبقائ ا‪ ،‬ور تلبث الشاعرة دن تتابع دسئلت ا الال ثة (لم ددمعدي دول الددوام دوام؟)‪،‬‬
‫ويأتي التماثل الصوتي بدين كلمتدين (الددو ذام‪-‬دوام) دي الدعمن والبكداء‪ ،‬ليبدرع حالدة الشداعرة‬

‫‪ -1‬المدائح النبوية حتم ن اية العصر المملوكير محمود سالم محمد‪ ،‬صر ‪.174‬‬
‫‪ -2‬ينإرر الرمع الشعري عند الصوفيةر عا ف جودة نصر‪ ،‬صر ‪.177‬‬
‫‪ -3‬الجمال الم لق و الجمال اإلل ي‪ ،‬والمقيد و المتعلق بالمادة‪ ،‬للتوسع في دنواا الجمال ينإرر البنية الجمالية فدي‬
‫الفكر العربي اإلسالمير سعد الدين كليب‪ ،‬صر ‪.181‬‬
‫‪ -4‬ديوان فيض الفضل وجمع الشملر صر ‪ ،99-98‬للشاعرة ديوانانر األول مأل و بعنوان (ديوان عائشة الباعونية)‬
‫محفددوإ فددي مكتبددة األسددد‪ ،‬تح د ال درقم (‪ ،)7335‬واآلألددر م بددوا بعن دوان (دي دوان فدديض الفضددل وجمددع الشددمل) حققدده‬
‫الدكتورر م دي دسعد عرار‪ ،‬ول ا دشعار دألرى في كتب التراجم‪.‬‬
‫‪ -5‬دوام الثانيةر جمع دامية‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫النفسددية المحتدمددة مددا بددين (القددرب والبعددد)‪( ،‬الوصددل والق ددع)‪ ،‬تلددد الثنائيددة التددي دن ك د‬
‫الشدداعرة و ددي تحدداول تجاوع ددا‪ ،‬فأسد م الجندداع فددي اإ ددار حالت ددا التددي تعدداني النفددي فددي‬
‫العددالم القاحددل‪ ،‬و ددو مددا يعكددع روح ددا القلقددة ال ائمددة‪ ،‬والحدداح نددار الشددوق واشددتعال ا فددي‬
‫داألل ددا‪ ،‬فكان د الدددموا ددي رسددائل التنفدديع عددن الددداألل المكلددوم‪ ،‬وكددذلد مددا رجتددهد مددن‬
‫الركب من تبلي وجد ا ويرام ا‪ ،‬وتتابع متحسرة فتقول(‪)1‬ر‬
‫ف ك د د د ددل ت د د د ددامي؟‬ ‫ض د د د ددا الي د د د د دا دع د د د ددر د‬ ‫در ا‬ ‫ب ويممدد د د د دوا‬‫دند د د د ددم وق د د د د دد سد د د د ددار الرك د د د د دا د‬
‫ش د د د دد اوا بذ د د د د ذه ق د د د دد كد د د ددان دص د د د د دل يد د د ددامي‬ ‫وش د د د ددد حد د د د دداةد ني د د د د ذ‬
‫داق ذ م يد د د د دوم السد د د د درى‬ ‫د‬
‫ذ (‪)2‬‬
‫ع اإلإ د د د د د دالم‬ ‫فد د د د د ددي دم د د د د د ددل ذ م حن د د د د د د ذاد ذ‬ ‫ذ‬
‫ويلد د د د ددذ للس د د د د داري بذد د د د د ده د د د د ددو دل السد د د د د درى‬
‫ذ (‪)3‬‬
‫وتدريد د د د د د د ددد ف د د د د د د د در تح د د د د د د د دنن بذلدغ د د د د د د د دام‬ ‫عيس د د د د د د د دم بذ د د د د د د ذه فد د د د د ددي س د د د د د دي ذر ا‬
‫وت ذجد د د د د ددد د‬
‫دحعان د د د ددا وقلد د د د د د ل د د د ددار ارجع د د د ددي بذس د د د د ذ‬
‫دالم‬ ‫لقد د د د د د د د د ي د د د د د د ددوم رح د د د د د د دديلذ ذ م لمس د د د د د د ددرتي‬
‫قفْْْْْْْْر وف د د ددي هجْْْْْْْْل وف د د ددي آكْْْْْْْْا (‪)4‬؟‬ ‫م د دا ل د ددي وم د ددا ل د د ذدد والم د ددي سد د درين ف د ددي‬
‫عج د د د د د دل ولد د د د د ددم تح د د د د د دت لشد د د د د ددد ذعمد د د د د د ذدام؟‬ ‫داق س د در علد ددم‬ ‫م د دا لد ددي وم د دا ل د د ذد والنيد د د‬
‫ذ (‪)5‬‬
‫حتد د د دم يد د د دد ذجلد د د د ادا عل د د ددم دعإدد د ددام‬ ‫ديع ب ار د د د د د د د دا وألد د د د د د د د دد ا وذميلد د د د د د د د دا‬
‫عددددددد ٌ‬
‫كالإد د د د د دل يب د د د د دددو ف د د د د ددي سد د د د د دو ذاد إ د د د د د ذ‬
‫دالم‬ ‫ديع نواح د د د د د دل ر ديد د د د ددرى ذإ د د د د دل ل د د د د ددا‬ ‫عد د د د د ٌ‬
‫ذ (‪)6‬‬
‫واألب د د د د د د د د د درقين ومع د د د د د د د د د د ذدن ذ‬
‫اإلك د د د د د د د د د درام‬ ‫المنحن د د د د د دم‬ ‫تبغد د د د د ددي العقيد د د د د ددق ولعل اعد د د د د ددا و د‬

‫‪ -1‬ديوان فيض الفضلر صر ‪.100‬‬


‫‪ -2‬حند دادعر مفرد ددا ذحن د ذددع‪ ،‬و ددي الإلم ددة والم دددل مر األس ددود‪ ،‬وليل ددة مدل م ددةر س ددوداء مإلم ددة ينإ ددرر لس ددان الع ددرب‬
‫(حندع) و(دل م)‪.‬‬
‫‪ -3‬اللغامر عبد دفواه اإلبل‪ ،‬وقيلر و للبعير‪ ،‬لسان العرب (لغم)‪.‬‬
‫‪ -4‬ال جددلر الم مددئن مددن األرض واآلكددامر مفرد ددا دكمددة‪ ،‬و ددي دون الجبددال‪ ،‬وقيددلر األكمددة الموضددع الددذي ددو دشددد‬
‫تفاعا مما حوله‪ ،‬لسان العرب ( جل) و (دكم)‪.‬‬ ‫ار ا‬
‫‪ -5‬العيعر اإلبل البيض يألال بياض ا شقرة و ي من محاسن اإلبل والوألدر السير باإلسراا للبعير‪ ،‬ودن يرمي في قوائمده‬
‫كمشي النعام والذميلر ضرب من سير اإلبل‪ ،‬وقيلر و السير اللين ما كان‪ ،‬لسان العرب (عيع) و(وألد) و(ذمل)‪.‬‬
‫‪ -6‬العقيدقر يقددال لكددل مسدديل شددقه السدديل فددي األرض فددأن ره ووسددعه عقيددق‪ ،‬وفددي بددالد العددرب دربعددة دعقدده و ددي دوديددة عاليددة‬
‫شددقت ا السدديول‪ ،‬من ددا بناحي دة المدينددة وفيدده عيددون ونألددل‪ ،‬ينإددرر معجددم البلدددانر صر ‪ ،139-138/4‬ووادي العقيددق الددذي‬
‫بالقرب من المدينة و المقصود نا‪ ،‬ولعلعر جبل بمكة دو قرب مكة معجم البلدانر صر ‪ 345/3‬والمنحنمر فدي المعندم‬
‫اللغوي منع ف الوادي‪ ،‬و ي موضدع مدن درض ي فدان فدي إ در أليبدر‪ ،‬فيمدا بين دا وبدين نجدد‪ ،‬ينإدرر معجدم مدا اسدتعجمر‬
‫صر ‪ 981/3‬واألبرق دانر الم دراد ب مددا دبددرق اليمامددة و ددو منددعل بددين رميلددة اللددوى فددي ريددق البص درة الددم مكددة‪ ،‬القدداموع‬
‫المحي (برق)‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫فالرحلة دائمة مستمرة ر تعرف التوقف‪ ،‬وحياة الشاعرة بكليت ا تتمثل في ا‪ ،‬ترجو من دا‬
‫الوصددول الددم الحقيقددة الكليددة الغائبددة الددم حددد بعيددد‪ ،‬ولددذلد تشددكل األمدداكن المددذكورة فددي‬
‫سدياق دذه الرحلددة (العقيدق ولعلددع والمنحندم واألبرقدان) معددالم تضديء درب ددا‪ ،‬وتحث دا علددم‬
‫ديال عل ددم التح ددرر‬ ‫متابع ددة ال ري ددق‪ ،‬و ددي دمكن ددة واس ددعة ومترامي ددة‪ ،‬ول دديع ارتس دداا ار دل د ا‬
‫ايناسددا لوحدددت ا‬ ‫ا‬ ‫وارنعتدداق مددن كددل يددرض ار دددف الرحلددة‪ ،‬ولعددل فددي تثنيددة (األب درقين)‬
‫وتل يفاددا لغربت ددا‪ ،‬لمددا تحملدده التثنيددة مددن وجددود الرفيددق‪ ،‬ان ددذه الرحلددة ددي رحلددة الكينونددة‬
‫الصددوفية التددي تقدداوم المتا ددا والتألددب فددي درب ددا الشدداق ال ويددل درب المحبددة اإلل يددة‪،‬‬
‫لذلد تأبم التوقف قبل دن تبل يايت ا‪ ،‬وتأبم الشاعرة ار المضي مع ا‪.‬‬
‫ان مشد د د الرحي ددل يتعم ددق ن ددا ليص ددف اإلحساس ددا المتض دداربة ف ددي نف ددع الش دداعرة‪،‬‬
‫وليصور الشرخ النفسي العميق الدذي تحدع بده ان القادا مدن ثنائيدة (الغيداب والحضدور) دو‬
‫(القرب والبعد)‪ ،‬فما العيع ار تمثيدل لدذلد الحندين الشدفيف دو الولده الف دري الدذي يألدال‬
‫قلددب الشدداعرة و ددي تعدداني فددي ددذه الرحلددة الددويال والددذوبان‪ ،‬ومددع ذلددد لددم تتوقددف وكددأن‬
‫دافعددا يدددفع ا للمتابعددة‪ ،‬ان ددا إمددأى تريددد اررت دواء‪ ،‬فمددا ددذه الرحلددة فددي المفدداوع ار‬ ‫ندداد ا‬
‫ت ددذيب للددنفع وارتقدداء ب ددا‪ ،‬ونبددذ للمتددع والمل يددا ‪ ،‬للتددعود بددالعاد الروحددي بعددد دن تصددل‬
‫الرحلة الم وج ت ا‪ ،‬الم األماكن المقدسة حيث ال ر األبدي والنقاء األعلي‪.‬‬
‫وتتكرر صورة الرحلة المتتابعة في البيد المترامية األ دراف‪ ،‬ولوامدع البدروق مدن حمدم‬
‫اما يب ر ا ب اؤه ودلقه‪ ،‬والنسيم الع ر من لدنه مدا ينفدد يعبدق‬ ‫ثغر بس ا‬
‫األحبة تبدو للشاعرة اا‬
‫(‪)1‬‬
‫بعبير الرند والألعام‪ ،‬في ي دشجان ا ويبعث في ا األمل في الوصول ر‬
‫وب د د د د د د دد كثغ د د د د د د ددر ضد د د د د د د داحد بسد د د د د د د د ذام؟‬ ‫روق بْْْْْْْْْالحمى‬
‫دند د د ددم وق د د د دد رح د د د د دب د د د د ٌ‬
‫بعبيد د د د د ذدر رن د د د د دد م د د د د دع عبيد د د د د ذدر دأل د د د د دعذام(‪)2‬؟‬
‫ديم مع د د د د د د اار‬
‫دند د د د د ددم وق د د د د د دد د د د د د ددب النسد د د د د د د‬
‫يأتي ارستف ام نا ليعبر عن اصرار الشاعرة علدم الألدالص مدن الجددب الدم الوجدود‬ ‫‪1‬‬

‫العامر‪ ،‬فتتحول البروق الالمعة والنسائم العبقة الم عالما تشحذ شعور ا بما تستحضره‬
‫وتشددف عندده مددن صددفا المحبددوب‪ ،‬وبمددا تحمددل الي ددا مددن شددا ار ذلددد الجمددال والجددالل‪،‬‬
‫لحاح ددا عل ددم‬
‫ويتك ددرر ارس ددتف ام (دن ددم) ليكس ددب األبي ددا يد د اعرة ف ددي الش ددحنة ارنفعالي ددة‪ ،‬وا ا‬
‫وتعبير عن قلق ا الوجودي‪ ،‬اذ ان راحة الصوفي ر‬ ‫اا‬ ‫لعا الم التجاوع واربتعاد‪،‬‬ ‫التوق‪ ،‬وت ا‬

‫‪ -1‬ديوان فيض الفضلر صر ‪.99‬‬


‫‪ -2‬الرنددر شدجر مدن دشدجار الباديددة يدب الرائحدة يسدتاد بدده‪ ،‬والألدعامر دصدل ا الأل اعمدم‪ ،‬و ددي نبتدة يبدة الدريح‪ ،‬اللسددان‬
‫(رند) و(ألعم)‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫تتحقد ددق ار ببقد دداء التجربد ددة واشد ددتعال ا‪ ،‬لد ددذا اسد ددتألدم الشد دداعرة تد ددألق البد ددروق بد ددالحمم‪،‬‬
‫و(الحمددم) مددأألوذ مددن الحمايددة‪ ،‬ففيدده درلددة المنعددة والصدديانة‪ ،‬صدديانة الحيدداة وحمايت ددا‪،‬‬
‫ديدا ألمن ا واستقرار ا (‪ ،)1‬وب دذا تبقدم‬ ‫والمحافإة علي ا من كل ما يتربص ب ا‪ ،‬ويشكل ت ا‬
‫دار علم صور التجلي واألتالف ا كل آن‪.‬‬ ‫تنوعا ا‬‫التجربة دائمة ومتجددة ومتنوعة ا‬
‫ويكدداد يقتددرب الركددب مددن المكددان المحدددد‪ ،‬فددتحع الشدداعرة بالل فددة والشددوق الددم القددا نين‬
‫فدي الدديار المقدسدة‪ ،‬السداكنين فدي سدويداء قلب دا‪ ،‬وتدرف روح دا حدول ثنيدا اللدوى‪ ،‬ويترقدرق‬
‫الوجدد فدي حنايا دا‪ ،‬وتغمدر روح ددا نشدوة عجيبدة‪ ،‬وت لدب الددي م دن يبلغدوا تحيات دا الدم رسددول‬
‫سعدا(‪)2‬ر‬
‫اهلل ‪ ،‬وتسكب في ندائ ا ايا م عصارة مشاعر ا ودنفاس ا الحية‪ ،‬فتقول مألا بة ا‬
‫(‪)3‬‬ ‫حد د د ددي عند د د ددي الحد د د ددي مد د د ددن ذ‬
‫آل لدد د د ددؤي‬ ‫دعد ان جئد د د د د د ثنيْْْْْْْْْْْْا اللُّْْْْْْْْْْْْو‬
‫سددددد د‬
‫(‪)4‬‬
‫ودقد د د دداموا فد د د ددي السد د د ددويدا مد د د ددن دحشد د د ددي‬
‫درب فد د د د د ددي ربْْْْْْْْْْْْْ قلبد د د د د ددي نعل د د د د د دوا‬
‫عد د د د د د ٌ‬
‫تست ل الشداعرة دبيات دا بندداء موجده الدم (سدعد) سدائق األإعدان‪ ،‬وتوجده رحلتده توجي ادا‬
‫دقيقاا (ثنيا اللوى) لعدل رحلتده تصدل الدم يايت دا‪ ،‬الدم (الحدي) مدن آل لدؤي‪ ،‬ولدؤي (دحدد‬
‫دجداد رسول اهلل ‪ ،)‬والرسول ‪ ‬و الحي الذي ر ينق ع ذكدره‪ ،‬ولعدل ل د (سدعد) ارتبا ادا‬
‫بإرض دداا الرس ددول ‪ ‬ف ددي مض ددارب حليم ددة الس ددعدية‪ ،‬فأحي ددا ددذا اررتب ددا لد دواع القل ددب‬
‫العشق عالم ا‪ ،‬وسكن دسعد أللق اهلل فؤاد ا‪،‬‬ ‫د‬ ‫وذكريا الحب لدى الشاعرة‪ ،‬بعد دن صب‬
‫ودقددام فددي السددويداء مددن دحشددائ ا‪ ،‬ودضددح ر تملددد ار دن تكددرر النددداء لسددعد حددين كدداد‬
‫يقتددرب دكثددر مددن مدينددة الحبيددب ‪ ،‬ف ددا ددي ذي كاإمددة‪ ،‬و ددذا جبددل سددلع‪ ،‬فليسددأل عددن‬
‫األحبة الكرام وليألبر ا دألبار م(‪)5‬ر‬
‫وجئد د سْْْل ًعا فسد دل عد دن د لذ د دا القدد د ددم‬
‫ذ (‪)6‬‬
‫دعد اذن دبص د ددر عين د دداد كاظمْْْْْ ًة‬ ‫ي د ددا س د د د‬

‫‪ -1‬العمن األبدير وفيق سلي ين‪ ،‬صر ‪.56‬‬


‫‪ -2‬ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪ ، 72‬و ي تعارض في ذه القصيدة يائية ابن الفارض الش يرة‪ ،‬وم لع ار‬
‫سد د د د د د د د د ددائق األإعد د د د د د د د د د ذ‬
‫دان ي د د د د د د د د د ددوي البيد د د د د د د د د ددد د د د د د د د د د ددي‬ ‫دمن ذع ام د د د د د د د د د د ددا ع د د د د د د د د د د ددرج عل د د د د د د د د د د ددم كثب د د د د د د د د د د ددان د د د د د د د د د د ددي‬
‫ديوانهر صر ‪ 35/1‬وما بعد ا‪.‬‬
‫‪ -3‬اللددوىر و ددو فددي األصددل منق ددع الرملددة‪ ،‬و ددو موضددع بعيندده‪ ،‬واد م دن دوديددة بنددي سددليم‪ ،‬بدده وقعددة للعددرب م ارصددد‬
‫ار الار صر ‪ ،1209/2‬والثنيا ر ال رق في الجبل‪ ،‬والحير القبيلة‪.‬‬
‫‪ -4‬الربعر المنعل‪ ،‬وسويداء القلبر حبته‪.‬‬
‫‪ -5‬ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.27‬‬
‫‪ -6‬كاإم ددةر علد دم س دديف البح ددر ف ددي ري ددق البحد درين م ددن البصد درة بين ددا وب ددين البصد درة مرحلت ددان معج ددم البل دددانر صر‬
‫‪ 431/4‬وسلعر جبل بسوق المدينة معجم البلدانر صر ‪.236/3‬‬

‫‪249‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫شألصا‪ ،‬وتبدد بمحاورتده مدن دجدل معرفدة السدبب الدذي مدأ‬ ‫ا‬ ‫ثم تجرد الشاعرة من ذات ا‬
‫الكون بالنور الوضاء وال داية القدسية‪ ،‬وتحدد األمكنة التي تقدسد وتشدرف بإ دور ندور‬
‫الرسددول ‪ ‬فددي دكناف ددا‪ ،‬ان ددا (العلدم) و(الجرعدداء مددن اضددم)‪ ،‬وتوإدف (ليلددم) وليلددم رمددع‬
‫الوجود الم لق(‪ ،)1‬فتقول(‪)2‬ر‬
‫دم وجهد ليلم علم الجرعْاء ذمدن إضْ ؟‬
‫(‪)3‬‬ ‫دن د د ددور ب د د دددر بد د د ددا ذمد د د دن جان د د د ذ‬
‫دب العلْْْْْْْْ‬ ‫د‬
‫فقد ضمن م لع ذه القصيدة التي سمت ا (نفائع الغرر في مددح سديد البشدر) ذكدر‬
‫الديار‪ ،‬ولكن ا الديار المقدسة ال اعألدرة بدالنور وال دايدة‪ ،‬وليسد ديدار الددمن واألثدافي وندؤي‬
‫األحجار‪ ،‬ولذلد‪ ،‬لم نعد نسمع تردد األماكن التي ذكر دا القددماء السدابقون كعاقدل وحاقدل‬
‫والسند ويير ا‪ ،‬ولكننا دلفنا سماا البان وسدلم‪ ،‬ولعلدع ونعمدان والعقيدق‪ ،‬الدم ييدر ذلدد مدن‬
‫األماكن الحجاعية المقدسة (‪ )4‬واذا ما تتبعنا حضور المكان في يا قصديدت ا‪ ،‬وكشدفنا‬
‫عددن دررتدده وموقددف الشدداعرة مندده‪ ،‬ددركنددا دن ذلددد الحضددور انمددا كددان نتيجددة إلحسدداع‬
‫داء)‬
‫أل دداص يص ددبح مع دده المك ددان حال ددة نفس ددية وليسد د موض ددوعية‪ ،‬ويتجل ددم المك ددان (فض د ا‬
‫تتشدكل فيده المعدداني وتت دور‪ ،‬ف ددو لديع بقعددة جغرافيدة‪ ،‬اندده رحدم نددابض بالحيداة‪ ،‬ومسدداحة‬
‫نفس ددية تتح ددرد عل ددم تضاريسد د ا ارنفع ددار والمش دداعر‪ ،‬فالش دداعرة ر تنف ددد ول ان ددة ائم ددة‬
‫ترقب السماء والنجوم‪ ،‬ودشواق ا تأألذ ا كل مأألذ‪ ،‬فترى وميض البرق علم األبيرق وعلم‬
‫دكندداف ذي سددلم‪ ،‬وت ددب علي ددا نسددما عليلددة مددن تلقدداء ديددار المحبددوب‪ ،‬فتتددو األرجدداء‬
‫ب يب الرائحة‪ ،‬وتشفي ما ب ا من وجد وصبابة‪ ،‬فتقول(‪)5‬ر‬
‫(‪)6‬‬
‫عل ددم األُبيْْْرق م ددن دكن دداف ذ سْْْل‬ ‫وليل د ددة ذش د ددم د في د ددا الب د ددرق ف د ددي سد د د ري‬
‫(‪)7‬‬
‫الد د ددي مد د ددن جاند د ددب الْْْْْْ وراء والعلْْْْْْ‬ ‫دف سد د د ددارية‬
‫الد د د ددروح مند د د ددي لد د د د د د‬ ‫ودنع د د د د‬
‫ودبد د د د در بع د د ددض مد د د ددا فيدد د دده مدد د ددن األلد د د د ذدم‬ ‫بعددض مددا فددي القلددب مددن ذعلددل‬ ‫فأ فددأ‬

‫‪ -1‬األدب في العصر المملوكير محمد عيلول سالم‪ ،‬صر ‪.253‬‬


‫‪ -2‬ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.66‬‬
‫‪ -3‬العل ددمر الجب ددل ال وي ددل‪ ،‬الق دداموع المح ددي (عل ددم)‪ ،‬والجرع دداءر موض ددع في دده سد د ولة ورم ددل ر تنبد د ينإ ددرر م ارص ددد‬
‫ار الا‪ ،‬صر ‪ 326/1‬واضمر مكان بين مكة واليمامة معجم البلدانر صر ‪.214/1‬‬
‫‪ -4‬المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيرير مأليمر صالح‪ ،‬صر ‪.218‬‬
‫‪ -5‬ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.67‬‬
‫‪ -6‬األبيددرقر منددعل بددين رميلددة اللددوى ب ريددق البصدرة الددم مكددة‪ ،‬القدداموع المحددي (بددرق)‪ ،‬ووادي سددلمر بالحجدداع ينإددرر‬
‫معجم البلدانر صر ‪.240/3‬‬
‫‪ -7‬العوراءر مدينة الدعوراء ببغدداء فدي الجاندب الشدرقي‪ ،‬سدمي الدعوراء رعورار فدي قبلت دا‪ ،‬وموضدع عندد سدوق المديندة قدرب‬
‫المسجد ينإرر معجم البلدانر ‪ 156/3‬والمراد نا المعنم األألير ألن المذكور في القصيدة من المواضع يناسبه‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫فقد تحول ضوء البرق السا ع الم باعث للحنين والل فة والوجد القدسي‪ ،‬كما دنه رمع‬
‫لل داية واستبصار ال ريق‪ ،‬يأألذ بلدب الشداعرة ويحلدق بده فدي سدماء الرفعدة والعلدو وصدوار‬
‫الددم حمددم األحبددة‪ ،‬وبعددد اسددتغراق ا فددي مدددح الحبيددب تن ددي قصدديدت ا المكونددة مددن (‪)166‬‬
‫بيتاددا بألاتمددة تدويريددة‪ ،‬تكتمددل مع ددا تفاصدديل البددوح الشددعري‪ ،‬فتألددتم مدددح ا لرسددول اهلل ‪‬‬
‫بالصالة والسالم عليه‪ ،‬لتكون ذه الألاتمة ملتقدم انفعارت دا التدي تتددفق بشدكل محكدم فدي‬
‫دثندداء نإددم القصدديدة وعصددارة مشدداعر ا وألالصددة شددغف ا‪ ،‬فددإذا ب ددا تكددرر تراكيددب بكامل ددا‬
‫ورد في اسدت الل القصديدة لتؤكدد مدا رامتده ورمد اليده‪ ،‬ويقدول ابدن رشديق عدن الألاتمدةر‬
‫حسدن‪ ،‬وان‬ ‫د‬ ‫حسدن‬
‫وألاتمة الكالم دبقم في السدمع ودلصدق بدالنفع لقدرب الع دد ب دا‪ ،‬فدإن د‬
‫دقبح قبح (‪ ،)1‬فاألتتم الشاعرة قصيدت ا بقول ا(‪)2‬ر‬
‫وس د ددمي‬
‫ص د ددلم عل د ددم دح د ددد ممد د دن س د ددما د‬ ‫ص د ددلم علي د ددد ال د دده الع د ددر دفض د ددل م د ددا‬
‫مأليمد د ددين علد د ددم الجرعْْْْْْاء مد د ددن إضْْْْْْ‬ ‫م ددا ف دداح نش ددر الأل اعم ددم م ددن ربْْْا ع ددرب‬
‫ورح بد د د ددرق علد د د ددم دكند د د دداف ذ سْْْْْْْْْل‬ ‫وم د ددا س د ددر نس د ددمة م د ددن نح د ددو كاظمْْْْْْة‬
‫دب العلْْْْْْْ ؟‬ ‫دند د ددور بد د دددر بد د دددا ذمد د ددن جانذد د د ذ‬ ‫ودنش د د د ددد المتف د د د دداني ف د د د ددي الغد د د د درام بك د د د ددمر‬
‫د‬
‫فالمشاعر تتكرر في الألتام‪ ،‬وتدعا ثانية فدي ا دار تكدرار ذكدر الحبيدب وتدذكر األيدام‬
‫السددالفة ضددمن المكددان الددذي دولع د بدده الشدداعرة‪ ،‬فجدداء ذكددر المكددان مددع نشددر الأل اعمددم‬
‫در م ددن ارتص ددال الص ددوتي ب ددين اس ددت الل‬ ‫والنس ددما الل يف ددة والب ددروق الالمع ددة ليق دديم جس د اا‬
‫األبيدا وألتام دا‪ ،‬كمدا دسد م فدي تشدكيل ايقداا ممتدد متناسدب مدع تفصديل جعئيدا المكدان‬
‫ألاصددا‬
‫ا‬ ‫درع التشددبث والتولدده بالمكددان الددذي صددار‬ ‫المقدددع وذكرياتدده والتعلددق بدده وبأ لدده‪ ،‬مبد اا‬
‫بالشدداعرة المتفانيددة فددي الغددرام وحددد ا ول ددذا التكد درار دثددر فددي تك ددوين اإليقدداا مددن ألددالل‬
‫التماثل الصوتي اللفإي الذي يحدثه علم مساحة كبيدرة مدن البيد الشدعري‪ ،‬و دو مدا يشدد‬
‫انتبداه المتلقددي ويرب دده بالموضددوا األسدداع‪ ،‬فتكدرار (دندور بدددر بدددا مددن جانددب العلددم) دبددرع‬
‫التعلق الشديد باألحبدة ودن دم محد اآلمدال‪ ،‬و دذا مدا بدع ألاتمدة القصديدة ب دابع الترجدي‪،‬‬
‫ف دي صدالة علدم الحبيدب وسدالم علدم الدديار‪ ،‬واسدتغاثة مدن يريدق كدواه البعداد‪ ،‬وميد ر‬
‫يحييده ار الوصددال‪ ،‬وكبددد تتفتد مدن حددر الغيدداب‪ ،‬فددالعود علددم بددء فددي ن ايددة األبيددا مددا‬
‫ددو ار دليددل علددم صددبر الشدداعرة وشدددة لوعت ددا‪ ،‬وليؤكددد دن السددعادة وال ندداء لددن يددتم ار‬

‫‪-1‬‬
‫العمدةر صر ‪.217/1‬‬
‫‪-2‬‬
‫ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.71‬‬

‫‪251‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫باللقاء الذي يلتقي فيه المحب بالمحبوب‪ ،‬الذي دألذ من الشاعرة كدل مأألدذ‪ ،‬حتدم تحولد‬
‫المحبة الوحيدة دو العاشقة المتفانية التي تنشد علم الدوامر‬ ‫الم د‬
‫دند د ددور بد د دددر بد د دددا مد د ددن جاند د ددب العلْْْْْْْ ؟‬ ‫ودنش د د د ددد المتف د د د دداني ف د د د ددي الغد د د د درام بك د د د ددمر‬
‫ومددن الجدددير بالددذكر دن دحددد عناصددر المكددان عنددد الشدداعرة ال دريح التددي ت دواتر فددي‬
‫شعر ا ممثلة بريح الصبا‪ ،‬وقد وإفت ا توإيفاا مجاعايا رمعايا‪ ،‬فحدين ت دب دذه الدريح علي دا‬
‫تغددذي قلب ددا باألسد ارر‪ ،‬وتددنفح في ددا شددذا المحبددوب‪ ،‬وتبعددث في ددا الحيدداة‪ ،‬وتجدددد األمددل فددي‬
‫اللقاء‪ ،‬و ي اذ تلتقي بفؤاد الشاعرة تؤثر فيه بفعل مجانست ا له‪ ،‬ومدن ندا تدأتي المجانسدة‬
‫اللفإيددة بددين (الصددبا) الددريح‪ ،‬والفعددل (صددبا) الددذي يثيددر ددرب القلددب وألفقاندده وتحريكدده‬
‫بالشددوق والحنددين‪ ،‬ولددذلد فددإن ددذه اللفإددة تغدددو الممثددل الألددارجي للعشددق الددداأللي الددذي‬
‫يمور في نفع الشاعرة ووجدان ا‪ ،‬وفي ذلد تقول(‪)1‬ر‬
‫(‪)2‬‬
‫ح د ددث ور تد ددنع ذكد ددر البْْْْان والعلْْْْ‬ ‫داء ذمد د دن إضْْْْْ‬ ‫عد د دن مبت د دددا ألب د د ذدر الجرع د د ذ‬
‫د‬
‫من د د د ددا الصد د د د دبا فصد د د د دبا قلب د د د ددي لغي د د د د ذدر مذ‬ ‫ذ‬
‫مند د د د د دداعٌل لبد د د د د دددور الد د د د د ددتم م د د د د د دا نفح د د د د د د‬
‫دوق ذم د دن فرعد ددي الد ددم ق د ددمي‬
‫ترك د دب الشد د د‬ ‫دعد د ب ددي ال ددي م فعجب ددي ذمد دن بق ددائي وق ددد‬
‫ان ددا تحددع بالشددوق الددم الجرعدداء مددن اضددم‪ ،‬والددم البددان والعلددم‪ ،‬وتشددعر بددالحنين الددم‬
‫دحاديددث ددذه الددديار ودألبار ددا التددي كان د ت يددر ب ددا مددن عددالم الددم عددالم‪ ،‬وتتجدداوع ب ددا‬
‫الحدددود والقيددود‪ ،‬وتمددعج ل ددا الواقددع بالأليددال‪ ،‬وتجمددع بددين األرض والسددماء‪ ،‬فتأألددذ ا الل فددة‬
‫الددم مندداعل األحبددة‪ ،‬ويألالج ددا احسدداع يددامض مددن ريددح الصددبا التددي بد علي ددا فنقلت ددا‬
‫الدم عدوالم وآبدداد ر مثيدل ل ددا‪ ،‬ثددم تسددتألدم الشداعرة األمددر المكدداني (عد ) و ددي ت لددب مددن‬
‫الركب البا رفيقاا بأن يع ف علم مناعل األحبة‪ ،‬وكأن ألبر المنداعل وميدل القلدب و بدوب‬
‫الصبا العبق‪ ،‬مسوغ لعشق الديار‪ ،‬فللديار دثر ا في قلوب العاشقين‪.‬‬
‫ذا وان الحنين يل ب معاني المديح النبوي عند ا‪ ،‬ويملؤ ا بالشدوق والوجدد‪ ،‬فالشداعرة‬
‫دعيا لالتصدال‬ ‫تبحث عن ذات دا فدال تجدد ا فدي البعداد‪ ،‬وقدد يادر دا قلب دا الدم مدن يحدب‪ ،‬س ا‬
‫بدداألنوار اإلل يددة‪ ،‬والتجليددا الربانيددة فددي عددالم ال ددر والنقدداء‪ ،‬فبقيد وحيدددة ت لددب العددود‪،‬‬
‫وتستجدي الرحمة اإلل ية لترد ا الم سابق الوصال‪ ،‬وتمتلئ النفع باألسف والحسرة علم‬
‫ذكريا المكان الذي سكن كيان الشاعرة ومأ مكنونا نفس ا(‪)3‬ر‬

‫‪-1‬‬
‫ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.71‬‬
‫‪-2‬‬
‫البانر موضع معجم البلدانر صر ‪.332/1‬‬
‫‪-3‬‬
‫ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.72‬‬

‫‪252‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫(‪)1‬‬
‫بلبل د د د د د د د لدبد د د د د د ددي صد د د د د د ددبابا ٌ لد د د د د د دددي‬ ‫واذا بد د د د د د د د صد د د د د د د دابا ذمد د د د د د د دن نح د د د د د د د ذدوذ م‬
‫(‪)2‬‬
‫ويد د د د ددد تنق د د د د د دل ع د د د د دن ذاد الشد د د د ددذي‬ ‫دحر دم د د د د د د د ددذ يمند د د د د د د د د‬
‫يمتن د د د د د د د ددي س د د د د د د د د اا‬
‫نح د د د د ددو ذاد الح د د د د ددي عن د د د د ددي دن تدح د د د د ددي‬ ‫ي د د د د د د ددا ل د د د د د د د دا اهللد عسد د د د د د د دا ا ان س د د د د د د ددر‬
‫(‪)3‬‬
‫يي د د د د ذدر قدرب د د د ددي م د د د ددن دم مد د د د دا ل د د د ددي ددوي‬ ‫اء ب د د د ددي ف د د د ددي الح د د د ددب ذم د د د ددن‬
‫دود األدو د‬
‫ذ‬
‫ان النسدديم المنبعددث فددي وقد السددحر –الددذي ددو دحددب األوقددا الددم نفددع الصددوفي‪-‬‬
‫مددن عنددد األحبددة حمددل الصددفاء الروحدداني‪ ،‬فنشددر ع ددر النشددوة والفددرح فددي األرجدداء‪ ،‬ودحيددا‬
‫دودا عائفادا ييدر واقعدي‪ ،‬ور‬ ‫المتيم الذي يعاني المدو مدا بدين األحيداء‪ ،‬فلديع الوجدود ار وج ا‬
‫تتحق ددق الحي دداة بحقيقت ددا وحركت ددا ونض ددارت ا ار بشد د ود الحقيق ددة الكلي ددة الت ددي تتجل ددم ف ددي‬
‫دلمددا جاراحددا فددي‬ ‫األمدداكن المقدسددة بأوضددح تجليات ددا‪ ،‬ولددذلد حمددل البعددد عددن ددذه األمدداكن ا‬
‫در حملد فيدده األمكنددة دنات ددا وآ ات ددا‪ ،‬ولددم يددأ الجندداع بددين‬ ‫ديدا مد ًّا‬
‫نفددع الشدداعرة‪ ،‬ينتدده نشد ا‬
‫(بلبل د ولبددي‪ ،‬يمتنددي و يمن د ‪ ،‬الحددي وتحددي‪ ،‬دود واألدواء ودوي) لمجددرد العينددة وانمددا‬
‫ألادما للتعبير الشعري‪ ،‬وكأن النسيم من ج ة المحبوب ما و ار صدورة يإ در في دا‬ ‫ا‬ ‫جاء‬
‫المحبددوب عبددر التماثددل الصددوتي‪ ،‬وان كددان فددي الصددميم لدديع المحبددوب حقيقددة وانمددا ددي‬
‫صد ددور دو تجليد ددا ‪ ،‬فاسد ددتغل الشد دداعرة ال اقد ددا الصد ددوتية فد ددي اسد ددتألراج درر تألد دددم‬
‫السددياقا الشددعرية ور تثقل ددا‪ ،‬و ددو مددا يسددفر عددن ندواحي الجندداع الجماليددة وقيمتدده الفنيددة‪،‬‬
‫وبددذا تكددون الشدداعرة اسددت اع دن تحيددل ريددح الصددبا علددم عنصددر مكدداني تتجدداوب معدده‬
‫دار للددروح البش درية ولكددن ر يكتمددل المش د د ار اذا‬ ‫ويق ددن في ددا‪ ،‬بعددد دن صددار الصددبا اا‬
‫وصل الم (يثرب) مدينة الحبيب وحيث يقديم‪ ،‬ومدن الشدائق دن بريدق يثدرب ودلق دا مدرتب‬
‫تحنانا‪ ،‬ور سيما بعد دن وصل الركب الدم يثدرب‪،‬‬ ‫ا‬ ‫عند ا بلواعج ا المتوقدة‪ ،‬فتذرف الدمع‬
‫ودومض البرق من نحو ا سناء وب اء‪ ،‬والشاعرة مولعدة بومضداته‪ ،‬فدا تع كيان دا‪ ،‬وتدداع‬
‫سألينا بقرب الحبيب‪ ،‬قائلة(‪)4‬ر‬ ‫ا‬ ‫لدي ا معاني الحب والغرام والشوق وال يام‪ ،‬وذرف الدمع‬
‫دع‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫م‬‫ر‬ ‫رب‬ ‫ْْْْْْْْْْْ‬‫ث‬ ‫ي‬ ‫داء‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ق‬‫ل‬‫اذا رح م د د د د ددن تذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫د‬ ‫حائب جفن د د د د د دي بالد د د د د دددموذا وام د د د د د دعد‬
‫سدددددد د‬
‫(‪)5‬‬
‫اء من د د دي ن د د دواعاد‬ ‫ذ‬ ‫باس د د د دذم ذ‬ ‫و ذسد د د در د ذ‬
‫الح د د دب واألحش د د د د‬ ‫م د د دن د‬ ‫اهلل فد د د ددي كد د د ددل مهمْْْْْْْْ‬

‫‪-1‬‬
‫النحور الج ة‪ ،‬وبلبل ر يج‬ ‫وحرك ‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫ال يمنةر الصو الألفي‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫دود ر د لك ‪ ،‬واألدواءر جمع داء‪ ،‬والدوير تصغير دواء‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫ديوان فيض الفضلر صر ‪.94‬‬
‫‪-5‬‬
‫الم مهر المفاعة البعيدة والبلد المقفر‪ ،‬لسان العرب ( مم)‪ ،‬والمرادر سير الم امه فإنه موجب ألنه يذوب الجسم‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫ان حد ددال الوجد ددد الد ددذي تعانيد دده الشد دداعرة قد ددد دند ددت د ددذا ارشد ددتياق المحمد ددوم‪ ،‬فاألتد ددار‬
‫(الم مدده) و ددي المفدداعة البعيدددة والبلددد المقفددر‪ ،‬لتشددير الددم مدددى المعاندداة التددي تكابددد ا مددن‬
‫دادر رمعايدا ل د (دندا) الشداعرة المتألمدة‬ ‫دجل الوصول الدم يثدرب‪ ،‬وكدأن (الم مده) لديع ار مع ا‬
‫وقد صار مل اكا للمحبوب يتصرف ب ا كيف يشاء‪.‬‬
‫ولم ر تععف اآلن دلحان األلفة والسعادة والسكينة واألمان وقد وصل الم يثرب؟ ولم‬
‫ر تدذرف دموع ددا سددألية وقدد رحد علي ددا دنوار دا فالت ددب حب ددا دندا وجددد وجددوى؟ فدددياره‬
‫ووقار(‪)1‬ر‬
‫اا‬ ‫عليه الصالة والسالم تجلل بأنواره م ابة‬
‫اإلعإ د د د د د دامذ‬ ‫ق ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ض د د د د د د ذرب علي د د د د د ده دس د د د د د دراد د‬ ‫اء كأنم د د د د د ددا‬ ‫بلْْْْْْْْْْْْْد ند د د د د د دراه ذمد د د د د د دن الب د د د د د د د ذ‬
‫د‬
‫ع د د د د د دن دن دي د د د د د دداع بم د د د د د دو ذ ئ األق د د د د د د ذ‬
‫دام‬ ‫بلْْْْْْْْْْْْْْْْْْد ن د د د د د د د د دداب ت اربد د د د د د د د دده ونجلد د د د د د د د دده‬
‫ذ (‪)2‬‬
‫بمعاهْْْْْْْْْْْْْْد بذس د د د د د د دنا النبد د د د د د ددي ك د د د د د د درام‬ ‫دروق الع د د د ددين ب جد د د د دةد حس د د د ددنذ ذه‬ ‫بلْْْْْْْْْْد ي د د د د د‬
‫يف مقْْْْْْْْْْْْْا‬ ‫وي د د د د د ددا لد د د د د ددهد فيد د د د د دده ش د د د د د در د‬ ‫درف مرسد د د ددل‬‫بلْْْْْْْْْد بد د د دده قد د د ددد حد د د ددل دشد د د د د‬
‫وجاللد د د د د د د د دةٌ ذمد د د د د د د د دن صد د د د د د د د دف ذوة الع د د د د د د د ددالذم‬ ‫وعليد د د د دده مد د د د ددن ند د د د ددور الرسد د د د ددول م اب د د د د دةٌ‬
‫است ل الشاعرة دبيات ا بكلمة (بلد)‪ ،‬وكررت ا في دربعة دبيا متتالية‪ ،‬فكان ل ذا التكدرار‬
‫دث ددر ف ددي تماس ددد األبي ددا وانس ددجام ا‪ ،‬وف ددي ابد دراع حج ددم ال اق ددا ارنفعالي ددة والنفس ددية ل دددى‬
‫دتعار ر‬
‫الشدداعرة‪ ،‬اذ يعبددر عددن دحاسيس د ا دمددام بلددد الحبيددب‪ ،‬وتحتدددم مشدداعر ا وتشددتعل اشد ا‬
‫ألادما ل ا‪ ،‬يحداول ايصدال ا‪ ،‬ويمدنح األبيدا آفاقادا درليدة تتمثدل‬ ‫يعرف التوقف‪ ،‬فيأتي التكرار ا‬
‫فددي السددمو والرفعددة والتقددديع ل ددذا البلددد‪ ،‬ويبددرع الحالددة ارنفعاليددة الفكريددة المترعددة بالجمددال‬
‫للشدداعرة‪ ،‬و ددو مددا يددوحي بسددي رة ددذا البلددد علددم فكر ددا‪ ،‬ود ميتدده عنددد ا‪ ،‬ف ددو بلددد الحسددن‬
‫دادا جماليددة‬ ‫والب دداء والم ابددة والجاللددة والنقدداء والنددور‪ ،‬كمددا دن ددذا التكدرار دكسددب األبيددا دبعد ا‬
‫جميال يقوي القيمة النفسية للمكان‪.‬‬ ‫ا‬ ‫موسيقيا‬
‫ا‬ ‫جوا‬
‫وقوة تأثيرية في المتلقي‪ ،‬بعد دن أللق ا‬
‫و ددا ددي ذي تدددألل الددم الحضدرة النبويددة‪ ،‬وتصددل الددم عتبددا حجرتدده الشدريفة‪ ،‬فيصددبح‬
‫باب رسول اهلل ‪ ‬مكان ا المفضل ومالذ ا األوحد ومنعل ا األرفع‪ ،‬فتقف عليه بدذل وانكسدار‬
‫تئن من وعر الذنوب وترجو شفاعته يوم الحساب ونإرة منه ترفع ا الم دعلم مقام(‪)3‬ر‬
‫لتك د د د د ددون ل د د د د ددي عن د د د د ددد اإلل د د د د د ذده ش د د د د ددفيعي‬ ‫واآلن ق د د د د د دد وافي د د د د د د د بابْْْْْْْْْْْْْك سد د د د د دديدي‬
‫فد د د د د ددي الص د د د د د دالحين بمنْْْْْْْْْْْْ ل مرفد د د د د ددوذا‬ ‫وانإد د د د د ددر الد د د د د ددي بنإ د د د د د درة ديد د د د د دددو ب د د د د د دا‬

‫‪-1‬‬
‫ديوان فيض الفضلر صر ‪.101‬‬
‫‪-2‬‬
‫المع در المكان الذي يتع ده صاحبه للسكنم‪ ،‬لسان العرب (ع د)‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫ديوان فيض الفضلر صر ‪.108‬‬

‫‪254‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫لدواع حنين دا بوقوف دا علدم دعتداب‬ ‫علدم بابده‪ ،‬فأ فدأ‬ ‫وعار الحبيدب دألي ادرا‪ ،‬ووقفد‬
‫الحضرة النبوية(‪)1‬ر‬
‫وتبلي د د د د د د د ذ دو د د د د د د داري ن اي د د د د د د دةد دمنيتذ د د د د د د دي‬ ‫اص د د د د د د ذدي‬
‫ق آمد د د د د ددالي وني د د د د د د ذل مق ذ‬
‫بتحقي د د د د د د ذ‬
‫اب المحبد د د د ذدة‬ ‫وريد د د ددي ذمد د د ددن صد د د ددافي ش د د د در ذ‬ ‫و جد د د د ددذبي اليد د د د د ذده و ذ‬
‫انتعاشد د د د ددي بقُربْْْْْْْْْْْ‬
‫ذ (‪)2‬‬
‫اب بحجبد د د د د د د دة‬ ‫دوام دشد د د د د د د د ود ر ديشد د د د د د د د د‬ ‫ق تقتض د ددي‬‫وعنديْْْْْة ف د ددي مقعْْْْْد الصد د دد ذ‬
‫وقدد تحققد اآلن دمنيات دا بعدد دن تجشدم عندداء الرحلدة‪ ،‬والترحدال المسدتمر بحثادا عددن‬
‫المكددان‪ ،‬ذلددد المكددان الددذي يمر ددا بنسدديم دنعش د ا‪ ،‬ودعاد ددا الددم الحيدداة فددأع ر الربيددع فددي‬
‫قلب ددا‪ ،‬ونشددر البسدداتين والجنددان فددي دعماق ددا‪ ،‬ودصددبح ألصد ادبا وادي ددا الددذي كددان بددال عرا‪،‬‬
‫در‬
‫ويدا المكان (العندية في مقعد صددق) دو تلدد التجربدة عميقدة الجدذور‪ ،‬التدي تملدد كثي اا‬
‫وكثير من المفاجآ التي دوصلت ا الم قمم لم تتأليل ق دن ا ستبلغ ا‪.‬‬ ‫اا‬ ‫من األسرار‪،‬‬
‫ولكن دذا كلده لدم يكدن ليشدبع مدوح الشداعرة دو ليدروي إمأ دا‪ ،‬فالشداعرة لدم تعدد تعبدأ‬
‫بش دديء ار باللقدداء‪ ،‬نب ددذ ال دددنيا ورفضددت ا‪ ،‬وتما د د فددي المك ددان رافض ددة البعددد والغي دداب‪،‬‬
‫متمسكة بالحضور اإلل ي المتجلي في تلد البقاا‪ ،‬ومقتصرة عليده‪ ،‬فندار شدوق ا الدم مكدة‬
‫المكرمددة حيددث بيد اهلل الح درام ر تن فددئ‪ ،‬ور سدديما بعددد دن دن د عيارت ددا لحبيددب القلددوب‬
‫محمد ‪ ،‬تقول(‪)3‬ر‬
‫(‪)4‬‬
‫وحجْْْْْْْْر وأركْْْْْْْْان وبيْْْْْْْْ ُمبجْْْْْْْْل‬ ‫فق د د دد د د دال ش د د دوقي للمطْْْْْْْا و مْْْْْْْ‬
‫فأفاض الشاعرة في ذكر دماكن الح من مكة وعرفا ومنم وجمدع والمقدام والملتدعم‬
‫وعمددعم والمي دعاب والصددفا والمددروة‪ ،‬وكل ددا دمدداكن ارتب د بمناسددد الح د وال ددارة والتجلددي‬

‫‪ -1‬ديوان فيض الفضلر صر ‪ ، 249‬تعارض الشاعرة في ذه القصيدة ابن الفارض في تائيته الش يرة‪ ،‬وم لع ار‬
‫نع د د د د د د د د د ددم بالص د د د د د د د د د ددبا قلب د د د د د د د د د ددي ص د د د د د د د د د ددبا ألحبت د د د د د د د د د ددي‬ ‫في د د د د د د د د د ددا حب د د د د د د د د د ددذا ذاد الش د د د د د د د د د ددذا ح د د د د د د د د د ددين بد د د د د د د د د د د ذ‬
‫ديوان ددهر صر ‪ ، 208/1‬وق ددد دد المحاك دداة والمعارض ددة ف ددي ش ددعر عائش ددة ال ددم صد د ر الفد دوارق ب ددين الأل دداب ال ددذكوري‬
‫والنسوي اذ تألتفي العالما الفارقة بين ما في شعر ا‪.‬‬
‫ق) مقتبع من قوله تعالم في سورة‬ ‫العن ذديةدر مقام عند المتصوفة‪ ،‬مأألوذ من الإرف (عند)‪ ،‬وقول ا (في مقعد الصد ذ‬ ‫‪ -2‬ذ‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫القمرر‪‬في مقعد صدق عند مليد مقتدر‪ ‬اآليةر ‪.55‬‬ ‫ذ‬
‫‪ -3‬ديوان فيض الفضلر صر ‪.107‬‬
‫‪ -4‬عمدعمر البئدر المباركدة المشد ورة بالمسدجد الحدرام بمكددة معجدم مدا اسددتعجمر صر ‪ ،669/2‬والحجدرر حجدر اسددماعيل‬
‫فددي البيد الحدرام‪ ،‬و ددو مصد بة محو ددة بحددائ الددم مددا دون الصدددر م ارصددد ار ددالار صر ‪ ،139/1‬والددركنر ركددن‬
‫البيد الح درام‪ ،‬ود لددق ليشددمل األركددان األربعددة و ددير الددركن اليمدداني‪ ،‬و ددو مددن ج ددة الدديمن‪ ،‬والددذي فيدده الحجددر‪ ،‬الددركن‬
‫البصري‪ ،‬وبعده العراقي‪ ،‬والرابع الشامي‪ ،‬كل من ا منسوب الم ج ته ينإرر مراصد ار الار صر ‪.629/2‬‬

‫‪255‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫الشدداعرة فددي تصددوير‬ ‫والنقدداء‪ ،‬ف دالح دنسددب ريددق لتنقيددة الددنفع مددن ددران ددا‪ ،‬وقددد برع د‬
‫الح ب ريقة رمعية‪ ،‬ومنح دماكنه اقة نفسية وذوقية‪ ،‬تقول(‪)1‬ر‬
‫ذ (‪)2‬‬
‫اح ذب ذعلد د د د دة‬
‫تد د د د دأألر عند د د د ده ك د د د ددل صد د د د د ذ‬
‫د‬ ‫الح د د دب قدم د د د د بموذق د د دف‬ ‫د‬ ‫و ذم د د دن عرفْْْْْْْا‬
‫(‪)3‬‬
‫بمنيد د د د ذدة دمنيتد د د ددي‬ ‫ذ‬
‫بجمْْْْْْْْْ بدد د د دال فدد د د درق د‬ ‫المن د ددم ب د دده‬‫وواد المنْْْْْى من د د دا بلغد د د د د‬
‫يس د د د ددير ال د د ددم بْْْْْْْاب السْْْْْْْال بذجد د د دذبتي‬ ‫وم د د د د د دا عال ذس د د د د د دري والعناي د د د د د دةد مركبد د د د د ددي‬
‫لع د ددع جد د دالل ال د ددذا ذ ذمد د دن يي د د ذدر حجبدد د ذدة‬ ‫ف د د د د د داف بأل د د د د د ذ‬
‫داف الجمد د د د د د ذ‬
‫ال دمص د د د د ددلايا‬
‫ذ (‪)4‬‬
‫ور بذشد د د درذا المحبد د د دة‬ ‫ومسْْْْْْْعا مش د د ددك اا‬ ‫دع مروتْْْي‬ ‫وكددان صْْْفا ي الل ددف واألند د‬
‫ب د د ددا دعمرتد د ددي تم د د د بجب د د دري ووص د د دلتي‬ ‫فيد د د د د دا دحسد د د د د دن ا ذمد د د د د دن حجد د د د د دة معنوي د د د د ددة‬
‫شد د د دف ب د د ددا ني ذمد د د دن ك د د ددل دس د د ددقم و ذعل د د د ذدة‬ ‫شد د د ذرب د ب د د دا ذمد د دن مْْْْْْ الح د ددب شد د دربةا‬
‫(‪)5‬‬
‫فج د د د داد بف د د د ديض فدد د د دع د فيد د د دده بذ دغنيتد د د ددي‬ ‫وقفد د د د ب د ددا ذمد د دن تحد د د ذ ميْْْْْ اب فضد د دذل ذه‬
‫المصْْْلى ف د دو ف ددي قُْْْدس حضْْْْرة‬ ‫ودمد دا ُ‬ ‫وملت مْْْْْْْْْْْْي تمريد د د د د د ذسد د د د د دري ببابْْْْْْْْْْْْ‬ ‫ُ‬
‫ودع د د دداهد دقص د د ددم دمنت د د ددم ألي د د د ذدر دبغيد د د د ذة‬ ‫فد د د د د د دعار ب د د د د د ددذا الحد د د د د د د ذسد د د د د د دري ذسد د د د د د درده‬
‫انه عشق دبدي ر متناه ل ذه األمكنة المقدسة‪ ،‬ففؤاد الشاعرة اتحدد مدع المكدان وصدار‬
‫جعاءا منه‪ ،‬ففي (عرفا ) عرفد الحدب‪ ،‬وفدي (وادي ذمندم) نالد منا دا‪ ،‬و(بجمدع) يجتمدع‬
‫شددمل الحقيق ددة اإلنس ددانية بالحضد درة الرباني ددة‪ ،‬وتتوص ددل ال ددم المق ددام الروح دداني وص ددوار ال ددم‬
‫الحضدرة اإلل يددة التددي تتددوق الي ددا‪ ،‬وتسددعم الددم ددي المسددافا بوجدددان مل ددوف‪ ،‬فيجددذب ا‬
‫باب السالم للدألول الم البي الحرام‪ ،‬فت وف روح ا حول صاحب البي ر البي ‪ ،‬ان دا‬
‫تريد الوصال‪ ،‬تريد الح البا ني الذي يعرج بالروح الم ال ر والنقداء والجدالل والكمدال‪،‬‬
‫فتصفو دوقات ا في الصفا وتأنع بالمروة‪ ،‬و ناد بئر عمدعم حيدث اررتدواء والشدفاء‪ ،‬وتحد‬
‫ميعاب الرحمة تتنعل علي ا الرحما ‪ ،‬فتلوذ بالملتعم لتمرغ به قلب ا ولب ا وسر ا وحب ا‪.‬‬

‫‪ -1‬ديوان فيض الفضلر صر ‪.239‬‬


‫‪ -2‬عرفا ر حد ا من الجبل المشرف علم ب ن دعرنة الم جبال ا معجم البلدانر صر ‪.104/4‬‬
‫‪ -3‬ذمنمر الوادي الذي ينعله الحاج ويرمي فيه الجمار مدن الحدرم‪ ،‬سدمي بدذلد لمدا يدمندم بده مدن الددماء دي يدراق معجدم‬
‫البلدانر صر ‪ ،95/5‬وجمعر المعدلفة معجم البلدانر صر ‪.163/2‬‬
‫‪ -4‬المروةر جبل بمكة‪ ،‬والصفا جبل بإعائه ينإرر معجم ما استعجم من دسماء البالد والمواضعر صر ‪.1217/4‬‬
‫‪ -5‬الميدعابر ميدعاب الرحمدة فدي البيد الحدرام‪ ،‬والميدعاب فدي دعلدم السد ح الدذي علددم الحجدر و دو مدن الدذ ب‪ ،‬وسددعته‬
‫شبر واحد‪ ،‬و و بارع بمقدار ذراعين رحلة ابن ب و ةر صر ‪.373/1‬‬

‫‪256‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫وتتكرر منإومة الح ودماكنه المقدسة في شعر ا وتتكاثف‪ ،‬و و ما يدل علم حضدور ا‬
‫الكبير في فكر عائشة‪ ،‬ان ا تعاني اآل ا المحرقة في البعداد‪ ،‬فالصدبر قدد نفدد‪ ،‬وندار الوجدد‬
‫دعور ألانقادا بداريتراب‪ ،‬فجسدم ا فدي مكدان وروح دا ت دوف‬ ‫تحرق الفؤاد‪ ،‬و ذا البعد قدد ولدد ش اا‬
‫في مكان آألر‪ ،‬وحري ب ا دن تتلوا لبلوغ ذلد المكان‪ ،‬فمكة ترتب بشعائر الح الدذي يمثدل‬
‫الرقي والتسدامي وال دارة مدن األدران األرضدية‪ ،‬ولدذلد لدن تدتم األفدراح والسدعادة الروحيدة ار‬
‫بالعودة الم المكان الذي دلفته مو انا للتجليا والرياضا ‪ ،‬فتقول(‪)1‬ر‬
‫(‪)2‬‬
‫اح ًّ‬
‫حي د د د د ددا بعد د د د د دد ح د د د د ددي‬ ‫ذ‬
‫حجد د د د د د األرو د‬ ‫دإ د د د د د ددروا كعبْْْْْْْْْْْْْْة دحسد د د د د د ددن نحو د د د د د د دا‬
‫(‪)3‬‬
‫بحمْْْْْْْْْْْْْاه وحطيمْْْْْْْْْْْْْي دعمرت د د د د د ددي‬ ‫دائف‬
‫عمد د د د د د د دعم الحد د د د د د د دادي وقلب د د د د د د ددي د د د د د د د ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫ومقْْْْْْْْْامي ف د د د ددي فض د د د ددا ذاد الفدن د د د ددي‬ ‫والوف د د د د د د د دا فد د د د د د د ددي حد د د د د د د ددب م ُملت مْْْْْْْْْْْْْْْْي‬
‫(‬
‫(‪)5‬‬
‫ولتعريفد د د د د د ددي ب ذ د د د د د د دم نادي د د د د د د د د حد د د د د د ددي‬ ‫والصْْْْْْْْْْْفا حد د د د د دالي ومسْْْْْْْْْْْعا ل د د د د ددم‬
‫(‪)6‬‬
‫ض ددحي‬ ‫دنفع م ددالي م ددن د‬ ‫دذل ال د ذ‬ ‫يي ددر ب د ذ‬ ‫واذا مد د د د د ددا عد د د د د دداد لد د د د د ددي عيد د د د د دددي بذ ذ د د د د د ددم‬
‫اقتدر عائشة دن تحول مناسد الح الم رموع ذوقية توإف ا فدي دلفاإ دا وتراكيب دا‪،‬‬
‫روحيددا للمثددول فددي الحض درة اإلل يددة‪ ،‬و ددم يضدديفون الددم‬
‫ا‬ ‫دفر‬
‫ألن المتصددوفة عدددوا الح د سد اا‬
‫(‪)7‬‬
‫الشعائر والعبادا ما يستنب ونه من ل ائف واشا ار ‪ ،‬ولعل ذكر دماكن الح في مكدة‬
‫وجدانيا في النفوع‪ ،‬بل ان ذه األمداكن المقدسدة تسدتثير‬ ‫ا‬ ‫المكرمة وما حول ا يثير ارتبا اا‬
‫لغددة الشدداعرة‪ ،‬وتسددتدعي عالمددا لغويددة يرب ددا ب ددا تماثددل معنددوي نفسددي‪ ،‬فيكددف المكددان‬
‫ع ددن وج ددوده الموض ددوعي ليتح ددول ال ددم إ ددا رة لغوي ددة نفس ددية‪ ،‬فاستحض ددار الكعب ددة ي ددذكر ا‬
‫بالحسددن والجددالل‪ ،‬واستحضددار الح دديم الددذي تددتح م عنددده النفددوع م درتب بإعمددار القلددب‬
‫وقبددول عمرت ددا‪ ،‬واستحضددار الملتددعم يسددتدعي الوفدداء فددي الحددب والت اعمدده‪ ،‬والحد لددأرواح‪،‬‬
‫وعم ددعم للح ددداء‪ ،‬وال د دواف للفد دؤاد‪ ،‬وحال دددا الص ددفاء‪ ،‬ومسدددعا ا ان دددفاا للفنددداء ب ددالمحبوب‪،‬‬
‫وتنت ددي األبيددا بددروي اليدداء المقيدددة التددي تشددي بالتددأعم والكددرب‪ ،‬و ددي تأمددل انفدراج األعمددة‬

‫‪-1‬‬
‫ديوان عائشة الباعونيةر صر ‪.72‬‬
‫‪-2‬‬
‫الحير القبيلة وفيه تورية بالحي ضد المي ‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫الح يمر بمكة و ما بين المقام الم الباب معجم البلدانر صر ‪ ،273/2‬وعمعمر صو ‪ ،‬والحادير سائق اإلبل‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫الفدنير تصغير الفناء و و ما اتسع دمام الدار‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫حير اسم فعل بمعنم دقبل‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫ضحير تصغير دضحية‪.‬‬ ‫د‬
‫‪-7‬‬
‫ينإرر شعر عمر بن الفارضر عا ف جودة نصر‪ ،‬صر ‪.196-165‬‬

‫‪257‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫بعددد دن تقدددم نفس د ا قربددان حددب لمحبوب ددا ديددة لدده فددي يددوم العيددد‪ ،‬وب ددذا يصددبح المكددان‬
‫شددعرايا مددن ألددالل العالقددا التددي تقيم ددا مددع الكلمددا ‪ ،‬ويتحددول المكددان المقدددع الددم ملجددأ‬
‫نفسددي‪ ،‬تتحقددق فيدده األمنيددا ‪ ،‬ويإللدده الحددب والوفدداء والسددتر والحمايددة‪ ،‬وت يددب فيدده الحيدداة‬
‫بصحبة المحبوب‪.‬‬
‫ان اللوعدة وارشدتياق الدم دمدداكن الحد يألفقدان فدي لددب الشداعرة ويددفعان ا الدم اللقدداء‪،‬‬
‫ول ددن ي ددتم ددذا اللق دداء المنتإدددر ار بالوص ددول الد دم دم دداكن الحد د ‪ ،‬والروحاني ددا والتجلدددي‪،‬‬
‫وان ددالق األشد دواق نح ددو ال ددذا العلي ددا والحضد درة اإلل ي ددة لت ددتأللص الش دداعرة م ددن الش ددعور‬
‫باريتراب الذي تعانيه‪ ،‬وتصل الم األنع والصفاء واإلشراق والجمال(‪)1‬ر‬
‫يومد د د ددا بكعبْْْْْْْْْت ُك‬ ‫وقف د د د د د دس د د د دتفتي دل د د د دداف الجمد د د د ذ‬
‫م د د د دا د د د داف ائفد د د د ددا ا‬ ‫دال اذا‬
‫وق د د د د ددم الد د د د ددنفع نح د د د د د اار فد د د د ددي محب د د د د دتذ دكم‬ ‫داعايا ف د د ددي بابهْْْْْْْْا ولذ ا د د ددا‬ ‫ولد د د دم يد د د دعل س د د د ذ‬
‫(‪)2‬‬
‫و مْْْْْْْْْ ُ الوصد د د د د ذل فيد د د د د ٌ‬
‫اض بمند د د د دت دكم‬ ‫وكإ د د د د دده إمد د د د د دأٌ ذمد د د د د دن حد د د د د در ج د د د د ددردك دم‬
‫بذفض د د دلذ دكم ي د د دروي م د د دن ذش د د دئتدم بذد د درحمت دكم؟‬ ‫ددل يح دسد د دن القتد د دل ذمد دن إم ددأ ومْ ُ‬
‫ْْْورد ُك‬
‫دألما عند ددد الشد دداعرة (ولذ اد ددا‪ ،‬محبد ددتكم‪ ،‬جد ددركم‪،‬‬ ‫ديدا ضد د ا‬ ‫تمثد ددل دلفد دداإ الحد ددب والعشد ددق رصد د ا‬
‫الوصددل‪ )...‬ف ددي المجددال ارنفعددالي الددذي ديبددرع الجمددال البددا ني الددذي تكندده‪ ،‬فالحددب نبددع‬
‫الحيدداة الددذي تنددبض بدده تجربددة الشدداعرة‪ ،‬وصددو الددروح الددذي ر يعددرف ار دسددمم المشدداعر‬
‫ود ر دا‪ ،‬وصدلة ددذه األحدوال بالمكدان واضددحة‪ ،‬فالمكدان مكمدن األسدرار‪ ،‬ومسدرح األشدواق‪،‬‬
‫وبذكره تتأج المشاعر وتشتعل (بكعبتكم‪ ،‬باب ا‪ ،‬عمدعم‪ ،‬مدوردكم) وتألدتم الشداعرة دبيات دا ب دذا‬
‫ارسددتف ام اإلنكدداري المثقددل بدددرر الحددعن والحس درة والشددوق‪ ،‬ان ددا ر تبتغددي لس دؤال ا جو اابددا‪،‬‬
‫ألندده ر يفددي بددالم لوب‪ ،‬واإلجابددة لددن تك دون ار ايالقاددا للتجربددة التددي تريددد الشدداعرة ارمتددداد‬
‫ألير مدن ارسدتف ام‬ ‫ل ا‪ ،‬ف ي تريد لشوق ا دن يبقم ملت ابا‪ ،‬ولنفس ا دن تبقم متل فة‪ ،‬ولم تجد اا‬
‫لتحمله ريبت ا في الوصول الم من تحب‪ ،‬واررتواء من فيض رحمته وحنوه وع فه‪.‬‬
‫ولكن الشاعرة ر تعال تشعر دن ذا الكون الذي يحي ب ا يعاني الألواء‪ ،‬و ي تحاول‬
‫التعويض عدن دذا الدنقص المريدع فدي الكدون مدن ألدالل روب دا مدن الوجدود الموضدوعي‪،‬‬
‫وتمسددك ا بالشددوق والحنددين ليكددون المكددان المقدددع المتمثددل فددي جبددل ال ددور ‪ -‬ددذه المددرة‪-‬‬
‫مح الصبوة‪ ،‬وساحة البحث عن الجميل الغائب دو الراحل(‪)3‬ر‬

‫‪-1‬‬
‫ديوان فيض الفضلر صر ‪.176‬‬
‫‪-2‬‬
‫كإهدر ب إه وكربه وج ده‪ ،‬نقولر كإ الغيإد صدرهر مأه‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫ديوان فيض الفضلر صر ‪.243-242‬‬

‫‪258‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫عل د ددم طْْْْْور ف د دتح ل د ددم ي دجد ددل لد ددي بذفكد د درذة‬ ‫ولد د دم دند د دع ددنس د ددي ح د ددين آنسد د د د نور د د دا‬
‫ذ (‪)1‬‬
‫دريد د د د د جبْْْْْْْْال الك د د ددون مند د د دي ددكد د د د‬ ‫ولمدد د د د د دا تجل د د د د د د مند د د د د د دةا دمدد د د د د دذ س د د د د د ددألتد ا‬
‫وكعبْْْْْْْْْْْْ ُة آمد د د د د ددالي و ين د د د د د دةد بعتذ د د د د د دي‬ ‫ومد د ددن لد د ددي بذ د د ددذا و د د دو دقصد د ددم م د د دآربي‬
‫في د د ددا حب د د ددذا ذمد د د دن جنْْْْْْْْة د د ددي جنتْْْْْْْْي‬ ‫دألل د د د د د حماهْْْْْْْْا واعتصد د د ددم د بحبلذ د د د دا‬
‫(‪)2‬‬
‫علددم نشدوتي ذمدن دشدربذ ا ذ فد دل دجملتددي‬ ‫يد د دذي د ب د ددا ف د ددي عْْْْْال الْْْْْذر وانتشد د دم‬
‫ضد د د د د ددر األس د د د د در ذار يحيذ د د د د دا بذن لد د د د د ذدة‬
‫بذ د د د د د ذه أل ذ‬
‫دبيال ال د د ددم عْْْْْْْْين الحيْْْْْْْْاة ومائذ د د د ددا‬
‫س ددد ا‬
‫(‪)3‬‬
‫الحْْْْب فدددي أليد در ُبقعْْْْة‬
‫ُ‬ ‫بد ذ‬
‫دأيمن واد‬ ‫ل د دد الأليد د ددر ع د درج بد ددي علد ددم طْْْْور دود ذه‬
‫ان ا اذ تتحدث دنا عن جبل ال ور ف ي ر تبتغي ار تديمم القمدم التدي ترتفدع علي دا نحدو‬
‫السماء‪ ،‬مبتعدة عن تفا ا األرض والتعلق بالمدادة‪ ،‬و دي اذ تألتدار دذا الجبدل فإنمدا تقصدد‬
‫دن تبل الملكو الدذي يأللدص روح دا مدن آثام دا‪ ،‬ف دو مدرتب بدالعلو وال دارة والنقداء‪ ،‬و دو‬
‫المإ ددر الجل ددي الددذي يتجل ددم مددن ألالل دده المحب ددوب‪ ،‬و ددو من ل ددق كددل م ددا ددو مرتف ددع رتب ددة‬
‫ومنعلة‪ ،‬لذا فإن الشاعرة تحرص علم ذكره وارستئناع بده‪ ،‬ويبددو دذا مدن البيد األول مدن‬
‫ألددالل اسددتألدام الجندداع بقول ددار (ولددم دنددع ددنسددي حددين آنسدد د نور ددا علددم ددور فددتح) اذ‬
‫دضدداف بنيددة الجنداع دبعد اددا جديد اددا داألددل فضدداء الدرلددة‪ ،‬ر يقتصددر علددم مجددرد اإليقدداا‪ ،‬بددل‬
‫يكشددف عددن وعددي الشدداعرة وعالقت ددا بمددا حول ددا (لددم دنددع)‪ ،‬وعددن اقتراب ددا مددن عددالم األلفددة‬
‫وال مأنينددة (ددنسددي)‪ ،‬وذلددد حددين دبصددر دن دوار التجليددا الربانيددة (حددين آنس د د نور ددا علددم‬
‫ور فتح)‪ ،‬ودحس دن روح ا ت وف حول ذا الجبل وتسكن تفاصيله‪.‬‬
‫ويتجلم ذا الجبل في األبيا من ألدالل معدان روحيدة قدسدية‪ ،‬محمولدة علدم درر‬
‫ايمانية‪ ،‬وما جاء المفردا في البي الثاني (تجل ‪ ،‬جبال‪ ،‬دك ) متتابعدة متالحقدة ار‬

‫‪ -1‬مأألوذ من قوله تعالم في سدورة األعدرافر ‪‬ولمدا جداء دموسدم لذ ذميقاتذندا وكلمدهد ربدهد قدال رب د ذرنذدي دنإددر اذليدد قدال لدن‬
‫ترانذي ول ذك ذن انإدر اذلم الجب ذدل فدذإ ذن اسدتقر مكاندهد فسدوف ترانذدي فلمدا تجلدم ربدهد لذلجب ذدل جعلدهد د ًّكدا وألدر دموسدم ص ذدعقاا فلمدا‬
‫دفاق قال دسبحاند تدب د اذليد ودنا دو دل ال دمؤ ذمنذين‪ ‬اآليةر ‪143‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫‪ -2‬اشددارة الددم قولدده تعددالم فددي سددورة األعدرافر ‪‬وذاذ دألددذ ربددد مددن بنددي آدم مددن إد دددور م دذريددت دم ودشد د دم علددم دنفدسد م‬
‫دافلذين‪ ‬اآليدةر ‪ ،172‬وعدالم الدذر دو عدالم الميثداق‬ ‫دلس د بذرب دكم قالدوا بلم شد ذ دنا دن تقدولددوا يدوم ال ذقيام ذدة اذندا دكندا عدن دذا ي ذ‬
‫و العالم الذي ق ع اإلنسان فيه الع د والميثداق لربده‪ ،‬ففدي دذا العدالم دشد د اهلل اإلنسدان علدم نفسده ودألدذ منده الميثداق‬
‫علم ربوبيته وتوحيده وبذلد تم الحجة عليه يوم القيامة ينإرر تفسير البغوي (معالم التنعيل)‪ ،‬صر ‪.166/2‬‬
‫‪ -3‬الشد ر الثداني مقتدبع مدن قولده تعدالم فدي سدورة القصدصر ‪‬فلمدا دتا دا نددوذدي ذمدن شدا ذ ذئ الدو ذادي األيم ذدن ذفدي البدقع ذدة‬
‫ال دمبارك ذة ذمن الشجرذة دن يا دموسم اذني دنا اللهد رب العال ذمين‪ ،‬اآليةر ‪.30‬‬

‫‪259‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫لتعيد من روعة المش د وجاللده و يبتده‪ ،‬فالجبدل يحمدل معندم اررتفداا‪ ،‬واررتفداا قدد يقدوي‬
‫األمددل بارتصددال والوصددول‪ ،‬فكيددف اذا كددان ددذا الجبددل ( ددور فددتح و ددور ود) ربددد دندده‬
‫سيكشددف متا ددا ال ريددق‪ ،‬ويسدداعد علددم التمدداع الفددتح والددود‪ ،‬اندده الحدداح الحنددين الدددائم‬
‫ديال‬
‫والوجدان المل وف الم حقيقة ل ا صفة العلو الم لق‪ ،‬وليع اررتفاا والعلو دنا ار دل ا‬
‫علم التحرر وارنعتاق من كل يرض ار الوصول الم ال دف و و (عين الحيداة وماؤ دا‪،‬‬
‫ضر األسرار وحياته‪ ،‬وجنة الأللد الباقية)‪.‬‬ ‫وأل ذ‬
‫وذكددر الجنددة نددا يعيددد الددم الددنفع األمددان والثقددة‪ ،‬والشددعور بالنجدداة فددي مقابددل الألددوف‬
‫والقلق الذي يعانيده المددنف البعيدد الوحيدد‪ ،‬كمدا دن ذكدر عدالم الدذر يحمدل درلدة الم دد األول‬
‫وما يرتب به من الشعور باألمن وارنتماء‪ ،‬فالتجليا اإلل ية الفياضة علم دذا الجبدل تعيدد‬
‫وذك ددر كعبدة‬ ‫اإلنسان الم ال ارة األولم‪ ،‬الم ع د الربوبية الذي دألذه تعالم علدم بندي آدم‪ ،‬ذ‬
‫اآلمال و ينة ال بعة ما و ار اشارة الم دولم األماكن التي تشكل قيم األلفدة والمحبدة لددى‬
‫اإلنسان‪ ،‬األلفة األولية في عالم الذر‪ ،‬السدابق للوجدود اإلنسداني‪ ،‬القدائم فدي األعل‪ ،‬وقدد اتألدذ‬
‫ألالصا‪ ،‬يرتب بالراحة الروحية النفسدية التدي تسدعم الشداعرة ر ثدة وراء دا‪ ،‬ر‬ ‫ا‬ ‫منحم صوفيًّا‬ ‫ا‬
‫يقر ل ا قرار الم دن تصل الم ديمن وادي الحب في ألير بقعة‪ ،‬و كذا تحول المكدان عندد ا‬
‫الم بديل روحي ل ذا الكون المأعوم‪ ،‬تتوصل من ألالله الم الوجود الحق في لحإة علوية‪،‬‬
‫ونفحة سماوية تكمن وراء الواقع‪ ،‬يجتمع في ا شمل الشاعرة وتتكشف األسرار‪.‬‬
‫دحا‬
‫وقددد دبدددع الشدداعرة فددي تشددكيل المكددان المقدددع واب د ارعه ليكددون وجددوده رمعايددا مفصد ا‬
‫دجما‪،‬‬
‫جماليدددا منسدد ا‬
‫ا‬ ‫ع ددن الرؤي ددا البا ني ددة المودع ددة ف ددي الصدددور الحس ددية‪ ،‬ووإفت دده توإيفا ددا‬
‫فاألماكن المقدسة ليس مجرد مساحة جغرافية يدأتي ذكر دا لمجدرد اإلشدارة دو ارسدتذكار‪،‬‬
‫در مناسد ادبا للعددالم‬
‫وانمددا ددي فعاليددا لغويددة تنمددو وتتفاعددل وتحفددر ضددمن جسددد الددنص حفد اا‬
‫البا ني الذي ارتضته الشاعرة‪ ،‬وتأتي م مة المتلقي ليفكد ذه الرموع محداوار النفدوذ الدم‬
‫الحالة النفسية الشعورية التي دبددعت ا‪ ،‬ومدن ندا تدأتي جماليدة دشدعار ا ف دي مفتوحدة علدم‬
‫جملة من التأويال ‪ ،‬فإيحاءات ا متعددة متنوعة‪ ،‬ومعاني ا مفتوحة يير مستغلقة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المكان الغيبي‪:‬‬
‫ً‬
‫ربدد دن تددتمألض التجربددة الصددوفية عددن دمكنددة ييبيددة ر تددددرد بالعقددل‪ ،‬وانمددا يقدددم ل ددا‬
‫معلمدا مدن معدالم التصدوف‪ ،‬وتصدور لندا‬ ‫تصوٌر ذ ني محدض كالجندة والندار‪ ،‬و دي تشدكل ا‬
‫آراء المسلمين فيما وراء ال بيعة‪ ،‬كما تعودنا بأنما من وج ا النإر والتفكير في صدلة‬
‫اإلنسان باهلل‪ ،‬واإلنسان باإلنسان‪ ،‬واإلنسان بالكون‪ ،‬وتلقي دضدواء كاشدفة علدم المعتقددا‬
‫الروحية واألنإمة ارجتماعية ور سيما عند المتصوفة‪ ،‬اذ ربد من السدفر الروحدي عندد م‬

‫‪260‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫نحو الحقيقة المنشودة‪ ،‬و و ب ذا بديل رمعي لل ريق الصوفي في مقاماته ودحواله(‪.)1‬‬
‫وقد عبر عائشدة عدن دذه الرحلدة الروحيدة‪ ،‬بأن دا تريدد السدفر الدم حضدرة العدع‪ ،‬الدم‬
‫بحبوحة الحسنم‪ ،‬الم معتقل الحرع‪ ،‬الم جنة العلفم‪ ،‬ف ي تنتقل من دور الدم آألدر مدن‬
‫دجل الوصول الم ال دف‪ ،‬تقول(‪)2‬ر‬
‫وبحبوح د د د ذدة الحس د د ددنم ومعتقْْْْْْْل ذ‬
‫الح د د ددرذع‬ ‫د ددداني الفند ددا فد دديكم الد ددم حضْْْْْرة العْْْْْ‬
‫وس د د ددكري ذس د د ددر ف د د ددوعي ب د د د ذ‬
‫دالكنع‬ ‫س د د ددكر د د‬ ‫برح ذيق د د د ددا‬
‫ال د د د ددم جنْْْْْْْْْة العلف د د د ددم الت د د د ددي ذ‬
‫ينيد د د ع ددن األكْْْوان والك ددل ف ددي ح ددوعي‬ ‫إف د د ددر د بك د د ددم م د د ددنكم لك د د ددم فل د د ددي ال ن د د ددا‬
‫داء حبيبدد ددي قد د ددد دمنحد د د د بدد دده فد د ددوعي‬ ‫ذ‬
‫ي دد د ٌ‬ ‫مشْْْْْهد ُك األعل د ددم ال د ددذي ل د دديع دون د دده‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫د ددداني الفند ددا فد دديكم الدد دم حضْْْْْرة العْْْْْ‬ ‫ف د د ددال ي د د ددرو ان يد د د ددرد د ف د د دديكم دم ذسد د د ددرةار‬
‫لما دعال الشاعرة حجاب نفس ا‪ ،‬تجلم ل ا العالم العلدوي‪ ،‬واتصدل بالسدماء‪ ،‬وتلدذذ‬
‫روح ددا بم ددا يحتوي دده ددذا الع ددالم م ددن مشد د د ب ددي نف دديع‪ ،‬م ددن جن ددة العلف ددم الت ددي س ددكر‬
‫برحيق ددا‪ ،‬ف ددالمعراج الروح ددي ر ي ددتم ار ف ددي ح ددال ذ ددول دو ف ددي ح ددال الكش ددف والح دددع‪،‬‬
‫فأألددذ تنتقددل مرتفعددة بددين األفددالد لتصددل الددم المش د د األعلددم الددذي لدديع دوندده ي دداء‪،‬‬
‫والذا في سفر ا في العدالم دو رحلت دا الدم مدا فدوق‪ ،‬انمدا ترمدي الدم النقداء وال در‪ ،‬الدم‬
‫ارنص د ار بل ددب العددالم والتجربددة‪ ،‬والألددروج مددن ذلددد كلدده دكثددر نقدداء وتجدددد ععيمددة فددي‬
‫مواج ة الحياة (‪.)3‬‬
‫وعندما تبل رحلة المعراج ذه الغاية تكون قد وصل الم يايت ا المنشودة‪ ،‬فال يبقدم‬
‫مقدددع ار الددذا ‪ ،‬ويتجلددم ذلددد بقول ددا (إفددر د ‪ ،‬ينيدد د ‪ ،‬دمنح د د )‪ ،‬و ددذه الحركددة باتجدداه‬
‫الددذا ‪ ،‬وال درفض لكددل مددا عدددا ا (يني د د عددن األك دوان) ل ددي رفددض للتشدديؤ‪ ،‬وتوجدده لحيدداة‬
‫الروح والوجدان‪ ،‬ليعم الكون األمدن الروحدي وال مأنيندة والسدكينة‪ ،‬فالتوجده نحدو الدذا دو‬
‫توجه نحو الحقيقة اإلنسانية جمعاء‪ ،‬الم العنصر الذي يضمن استمرار اإلنسدان بعدد نفدي‬
‫دعماته وصراعاته مع الحياة‪ ،‬الم السعادة الروحية التي تجابه العسف والإلم والكره‪ ،‬ومدن‬
‫نددا تتعددالم الددذا باسددتألدام ضددمير المددتكلم اليدداء ( ددداني‪ ،‬سددكري‪ ،‬فددوعي‪ ،‬لددي‪ ،‬حددوعي‪،‬‬
‫حبيبدي) لدتعلن عددن كينونت دا مدن ألددالل التعدابير ( ددداني الفندا‪ ،‬حضدرة العددع‪ ،‬جندة العلفددم‪،‬‬

‫‪-1‬‬
‫ينإرر المعراج والرمع الصوفير نذير العإمة‪ ،‬صر ‪.50-39‬‬
‫‪-2‬‬
‫ديوان فيض الفضلر صر ‪.354‬‬
‫‪-3‬‬
‫المعراج والرمع الصوفير صر ‪.45‬‬

‫‪261‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫سدكري‪ ،‬سددر فددوعي‪ ،‬مشد دد األعلددم) دي عبددر الكشددف والحدددع والفددتح والتبحددر فددي عددالم‬
‫الددذا ‪ ،‬فددالمعراج الروحددي ان ددو ار تلددد الرؤيددا التددي تصدددا ييا ددب الحددع والمسددافة‬
‫والددعمن‪ ،‬وتنتقددل بالعددارج مددن تقددويم العمددان والددذاكرة الددم تقددويم الكشددف والحدددع الددم الددعمن‬
‫(‪)1‬‬
‫دغير فددي‬
‫عالمددا صد اا‬
‫الصددوفي الددذي يكشددف عددن دن الددذا ددي مركعيددة الكددون‪ ،‬بوصددف ا ا‬
‫الع ددالم الكبي ددر‪ ،‬و ك ددذا آل المك ددان الغيب ددي ال ددم حال ددة تجريدي ددة‪ ،‬ت دددل عل ددم حال ددة معرفي ددة‪،‬‬
‫مرتب ددة ب بيعددة التجربددة الروحيددة‪ ،‬التددي تسددعم وراء البحددث عددن الما يددة‪ ،‬والعددودة بددالروح‬
‫اإلنسانية الم كينونت ا األصلية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المكان الواقعي‪:‬‬
‫يقصد باألماكن الواقعية األماكن التي تحيا في ا الشاعرة وتسكن ا وتتحرد في ا ار دا‪،‬‬
‫وتددؤدي في ددا م ام ددا‪ ،‬و ددي دمدداكن تحضددر بألجددل فددي شددعر عائشددة اذا مددا قيسد بغير ددا‪،‬‬
‫ومددن تلددد األمدداكن مدينددة دمشددق‪ ،‬مسددق درس د ا ومو ن ددا الحبيددب‪ ،‬الددذي تغن د بدده فددي‬
‫حالتي القرب والبعد‪ ،‬ففي القرب قال (‪)2‬ر‬
‫دار‬
‫ك د د د د د ددل م د د د د د ددا تش د د د د د ددت ي وم د د د د د ددا تألت د د د د د د د‬ ‫ن د د د ددعه ال د د د د ددرف ف د د د ددي دمشْْْْْْْْْْق ففي د د د د ددا‬
‫ْْْْْْْار‬
‫كيد د د ددف تجد د د ددري مد د د ددن تحت د د د ددا األنهْ ُ‬ ‫د د د د د ددي فد د د د د ددي األرض جنْْْْْْْْْْْْْة فتأم د د د د د ددل‬
‫دار‬
‫دشد د د د د د ددرق مد د د د د د ددن وجو د د د د د د ددا األقمد د د د د د د د‬ ‫كد د ددم س د د ددما فد د ددي ربوعهْْْْْْْا ك د د ددل قصْْْْْْْر‬
‫دار‬ ‫ذ‬
‫ألرسد د د د د د د د عن د د د د د د ددد ن ق د د د د د د ددا األوت د د د د د د د د‬ ‫وتدنايي د د د د د د د د د د ددد بين د د د د د د د د د د ددا ص د د د د د د د د د د ددادحا ٌ‬
‫ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْار‬
‫ُ‬ ‫وقصْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْور مش د د د د د د د د دديدةٌ وديْ‬ ‫داء عر ٌل‬
‫كل د د د د د د د د د ددا روضْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْة ومدد د د د د د د د د د ٌ‬
‫ان دمشددق مدددينت ا تمددوج بالألصددب والجمددال‪ ،‬تملؤ ددا الب جددة واألنددع‪ ،‬وكأن ددا المكددان‬
‫الفردوسي المنشود‪ ،‬ومكونا ذلد المكان ير األن ار واألقمار والقصور وال يور والمياه‬
‫الرقراقة‪ ،‬ولكن ما ان يادرت ا وبان عن دا حتدم حند الي دا‪ ،‬وبثد لدواع شدوق ا وتبداريح‬
‫وجددد ا فددي شددعر ا‪ ،‬ففي ددا دولددد ‪ ،‬وعلددم سددفح الصددالحية والجسددر األبدديض درجد ‪ ،‬فكاند‬
‫تتألم علم فراق ا و ي في منأى عن ا في القا رة‪ ،‬تقول في ذلد(‪)3‬ر‬

‫‪ -1‬المعراج والرمع الصوفير صر ‪.66‬‬


‫‪ -2‬الكواكب السائرةر صر ‪.292/1‬‬
‫‪ -3‬در الحبب في تاريل دعيدان حلدبر صر ‪ ،456/2‬ولعل دا تدأثر فدي دذه القصديدة بقصديدة (علدي بدن الج دم) فقالد‬
‫قصيدت ا علم الوعن والقافية نفسي مار‬
‫دون الم د د د د د د د د ددا بد د د د د د د د ددين الرصد د د د د د د د ددافة والجسد د د د د د د د د ذدر‬
‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬‫ي‬‫ع‬ ‫ي‬‫ددر‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ي‬‫ددر‬ ‫دث‬‫جلد د د د د د د د ددبن ال د د د د د د د د ددوى مد د د د د د د د ددن حي د د د د د د د د د‬

‫‪262‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫د د د دداج ال د د ددوى بد د ددين الج د د دوان ذح والصد د د ذ‬


‫ددر‬ ‫حنيند د ددي لسْْْْْْفا الصْْْْْْالحية والجسْْْْْْر‬
‫دث ر ددري‬ ‫ديض لددي األشددجان ذمددن حيد د‬ ‫يفد د‬ ‫وش د ددوقي ال د ددم تل د ددد المعاهْْْْْْد ل د ددم يدد ددعل‬
‫ددبلد د د د م د ددا درج د ددوهد قب د ددل انقض د ددا عم د ددري؟‬ ‫در ليد د د د د د ذشدد د د د ددعري واألم د د د د دداني كثي د د د د د درةٌ‬
‫محاسددن ذاد السْْفا والمْْر والقصْْر؟‬ ‫و د د د ددل د ذردن ص د د د ددافي ي يْْْْْْْْْْد ودجتل د د د ددي‬
‫ربيع د د د ددي ومثد د د د دواي ب د د د ددا عب د د د دددةد العم د د د د ذدر‬ ‫ربْْْْْْْْْو ب د د د ددا ددنسد د د ددي وعيشد د د ددي بإل د د د ددا‬
‫وعن د د د ددا حد د د ددديثي والغ د د د در دام ب د د د ددا دعد د د ددذ ذري‬ ‫الي د د د د د ددا ارتياح د د د د د دداتي وفي د د د د د ددا مد د د د د د ددآربي‬
‫ان ددذه األمدداكن التددي ذكرت ددا الشدداعرة (سددفح الصددالحية‪ ،‬الجسددر‪ ،‬المعا ددد‪ ،‬ن ددر يعيددد‪،‬‬
‫المرج‪ ،‬القصر) تمأ األبيا بداللون األألضدر المشدرق‪ ،‬وتفسدح المجدال للميداه العذبدة لتجدري‬
‫رقراقة دفاقة‪ ،‬ف ي ربيع ودلق ونضارة‪ ،‬واذا كدان دذا التفصديل فدي مإدا ر المكدان يسد م فدي‬
‫تأ يره وتتبع تفاصيله‪ ،‬ار دنه يشف في الوق ذاته عن الألوف والقلق علم ذا المكان فدي‬
‫المس ددتقبل‪ ،‬دو مد دا يمك ددن دن ت ددؤول الي دده العالق ددة ب دده ان الش دداعرة قلق ددة عل ددم قض ددية الوج ددود‬
‫ومصير التجربة‪ ،‬لذلد توائم في ذه التجربة بين اإلحساع بالجمال والألوف من ذ ابده مدن‬
‫ألالل ارستف ام الحائر عدن امكدان العدودة (ددبلد مدا درجدوه قبدل انقضدا عمدري؟) (و دل دردن‬
‫صافي يعيدد؟) دو بدين شدعور الغب دة والسدرور بالمكدان‪ ،‬لدذا ن ار دا تلدح فدي السدؤال‪ ،‬تدرى دل‬
‫ستعود تلد األيام الجميلة؟ دو ل ستجد الروح مالذ ا األولي الذي فارقته علم الريم من دا؟‬
‫دو ل ستلتقي بمدن تحدب فدي قابدل األيدام؟ ر شدد دن دذه األسدئلة تبعدث علدم الريبدة‪ ،‬ف دل‬
‫الشاعرة قلقة علدم قضدية وجوديدة تشدغل بال دا؟ دو دن دا تعبيدر عدن دشدواق ودحدعان فداض ب دا‬
‫كتمانا؟ ومثل المكدان دندا (دندا) الشداعرة‪ ،‬وصدوت ا الدذي بدرع مدن‬ ‫ا‬ ‫الوجدان ولم يعد ي يق ل ا‬
‫ألالله‪ ،‬وحيات ا التي تحيا ا اآلن بكل ما في ا من ألوف وقلدق‪ ،‬وتدوجع مدن الق يعدة وريبدة‬
‫في الوصال‪ ،‬ذلد الوصال الذي تبتغيه في ا ار المكان الواقعي‪.‬‬
‫ومن سياق ما تقدم فإنه تبرع جملة من النتائ ر‬
‫ددذه األم دداكن‬ ‫‪ -‬تكاثف د األمكنددة المقدسددة فددي شددعر عائش ددة الباعونيددة‪ ،‬وقددد ارتب دد‬
‫بال ددارة والنقدداء‪ ،‬وسدداعد الشدداعرة فددي ايصددال الدددرر الصددوفية الروحيددة التددي درادت ددا‬
‫من حيث السعي الدم الكمدال الم لدق والحقيقدة الكليدة‪ ،‬ليكدون ارتصدال مدنح معندم للحيداة‬
‫التي تعاني الألواء‪ ،‬وتفتقر الم الروح‪.‬‬
‫‪ -‬قام د األشددعار المكانيددة المرتب ددة باألمدداكن المقدسددة علددم ثنائيددة (البعددد‪ -‬القددرب)‪،‬‬
‫بغية اقصاء األول للوصول الم الثاني‪ ،‬ولذلد اما دن تعتمد الشاعرة آلية التما ي وارسال‬
‫بديال للغياب‪.‬‬
‫القلب‪ ،‬واما حضور الذكرى لتكون ا‬

‫‪263‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫‪ -‬وإف د د الشد دداعرة الرحلد ددة توإيفاد ددا رمعًّيد ددا مرتب اد ددا بمف ومد ددا صد ددوفية‪ ،‬و د ددي تغد ددص‬
‫بالعقبدا والمألدا ر‪ ،‬ومددع ذلدد ر تتوقددف الحركدة في دا‪ ،‬وتلددتمع ل دا معددالم مكانيدة محددددة‬
‫لد ددئال تتيد دده عد ددن وج ت د ددا‪ ،‬وتألتتم د ددا بد ددإبالغ رسد ددالة دو سد ددالم‪ ،‬ف د ددي رحلد ددة الصد ددوفي فد ددي‬
‫المقاما ‪ ،‬وصوار الم ياية القرب وارنعتاق‪.‬‬
‫‪ -‬ارتددب المكددان الغيبددي برؤيددا الشدداعرة التددي تدحددل الددذا محددل الكددون‪ ،‬فصددار المعدراج‬
‫اجدا الددم الدذا ‪ ،‬عبدر رحلدة نفسددية تحدل ال د (دندا) محددل العدالم‪ ،‬و دو مددا‬ ‫المدرتب بالقلدب معر ا‬
‫يبددرع مركعيددة (دنددا) الصددوفي وار تمددام بالفرديددة والحريددة وارن ددالق‪ ،‬اذ ان اإلنسددان لدديع‬
‫قمددا يضدديع فددي عحمددة الحيدداة دو فددي كيددان اآلألددر‪ ،‬بددل ددو كيددان لدده اسددتقالله وقداسددته‬ ‫را‬
‫وروحه التي ترفض التشيؤ‪.‬‬
‫‪ -‬ت غم قيمة الجمال علم األماكن الواقعية في التجربة اإلبداعية لعائشدة‪ ،‬اذ ان في دا‬
‫تلذ اذا بالصور الجعئية للجمال لكون ا توصل الم اللذة بالجمال الم لق‪.‬‬
‫در تع دددد دند دواا المك ددان ف ددي ش ددعر عائش ددة الباعوني ددة‪ ،‬ب ددين مك ددان مق دددع وييب ددي‬ ‫ودألي د اا‬
‫درليددا يألدددم السددياقا التددي ورد في ددا‪ ،‬فلددم تكددن‬ ‫وواقعددي‪ ،‬و ددي دمدداكن قددد وإفد توإيفاددا ًّ‬
‫عبئددا علددم الشدداعرة وبنائ ددا لأبيددا ‪ ،‬بددل كددان اإلحسدداع بددالبراءة والنقدداء ددو مددا اسددتدعم‬ ‫ا‬
‫دديال رمعًّيدا‬
‫األماكن المقدسة‪ ،‬ويد الرحلدة الي دا سدواء كاند واقعيدة دم متأليلدة دم ييبيدة ب ا‬
‫لرحلددة الصددوفي‪ ،‬و ددي اذ تن لددق الددم األمدداكن المقدسددة لتعددرج الددم السددماء انمددا تعددود الددم‬
‫مكددان ان الق ددا‪ ،‬لتكتشددف دن الحقيقددة كل ددا موجددودة فددي الددذا ‪ ،‬ودن الددذا ددي مركعيددة‬
‫دغير فددي العددالم الكبيددر‪ ،‬ولتكددون الرحلددة الددم الد د (دنددا) ددي رحلددة‬ ‫عالمددا صد اا‬‫العددالم بوصددف ا ا‬
‫المع دراج فددي المكددان الغيبددي‪ ،‬بينمددا ت غددم قيمددة الجمددال علددم المكددان ال دواقعي فددي شددعر‬
‫عائشددة الباعونيددة‪ ،‬فكددأن المكددان ددو المكددان الفردوسددي الددذي تت دراءى فيدده صددور الجمددال‬
‫الجعئيددة التددي ت درتب بينبددوا الجمددال الم لددق‪ ،‬وتقددوم األشددعار المكانيددة عامددة علددم ثنائيددة‬
‫(البعددد والقددرب)‪ ،‬ف ددم المسددافة ددم دساسددي فددي انتدداج الشدداعرة اإلبددداعي‪ ،‬ويددأتي المكددان‬
‫محاولة ل ي المسافا ‪ ،‬ووصل ما انق ع مع المحبوب‪ ،‬ومد جسور اللقاء وارتصال‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫المجلد ‪ -37‬العدد األول‪2021 -‬‬ ‫مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫المصادر والمراج ‪:‬‬


‫كوكب ددار عب ددد الق ددادر المغربد دي‪ ،‬مجل ددة المجم ددع العلم ددي العرب ددي بدمش ددق‪،‬‬
‫‪ .1‬اثن ددا عش ددر ا‬
‫م (‪ ،)12‬جد(‪1932 ،)12-11‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬األدب في العصر المملوكير محمد عيلول سالم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬األعالمر ألير الدين العركلي‪ ،12 ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيرو ‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫وعرة الثقافة‪ ،‬دمشدق‪،‬‬ ‫‪ .4‬البنية الجمالية في الفكر العربي اإلسالمير سعد الدين كليب‪ ،‬ا‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬تفس ددير البغ ددوي (مع ددالم التنعي ددل)ر الحس ددين ب ددن مس ددعود البغ ددوي‪ ،‬تحقي ددقر د‪ .‬عثم ددان‬
‫جمعة ضميرية ورفاقه‪ ،2 ،‬دار يبة للنشر والتوعيع‪ ،‬الرياض‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬جماليا المكانر مجموعة مدن المدؤلفين‪ ،2 ،‬دار قر بدة‪ ،‬عيدون المقدار للنشدر‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬در الحبدب فددي تدداريل دعيددان حلددبر ابددن الحنبلددي‪ ،‬تحقيددقر محمددود الفدداألوري ويحيددم‬
‫عبارة‪ ،‬منشو ار و اعرة الثقافة‪ ،‬دمشق‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬الدددر المنثددور فددي بقددا ربددا الألدددورر عينددب ف دواع العامليددة‪ ،‬تعليددقر محمددد دمددين‬
‫ضناوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيرو ‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬ديوان ابن الفارضر شدرح الحسدن بدن محمدد البدوريني وعبدد الغندي النابلسدي‪ ،‬جمعدهر‬
‫رشدديد بددن يالددب اللبندداني‪ ،‬ضددب هر محمددد عبددد الك دريم النمددري‪ ،2 ،‬دار الكتددب العلميددة‪،‬‬
‫بيرو ‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬ديدوان عائشددة الباعونيددةر مأل ددو رقددم (‪ ،)7335‬مكتبددة األسددد‪ ،‬و ددو نسددألة بأل د‬
‫الشاعرة كتبت ا سنة ‪921‬ه‪.‬‬
‫‪ .11‬دي دوان فدديض الفضددل وجمددع الشددملر عائشددة الباعونيددة‪ ،‬تحقيددقر د‪ .‬م دددي دسددعد‬
‫عرار‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيرو ‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬رحلددة ابددن ب و ددة (تحفددة النإددار فددي ي ارئددب األمصددار وعجائددب األسددفار)ر ابددن‬
‫ب و ددة (محم ددد ب ددن عب ددد اهلل اللد دواتي ال نج ددي)‪ ،‬تحقي ددقر عب ددد ال ددادي الت دداعي‪ ،‬دكاديمي ددة‬
‫المملكة المغربية‪ ،‬الربا ‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬الرمددع الشددعري عنددد الصددوفيةر عددا ف جددودة نصددر‪ ،‬دار األندددلع ودار الكندددي‪،‬‬
‫بيرو ‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬الروض المع ار في ألبر األق دارر محمدد بدن عبدد اهلل بدن عبدد المدنعم الحميدري‪،‬‬
‫تحقيقر احسان عباع‪ ،2 ،‬دار السراج‪ ،‬بيرو ‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬العمان والمكان فدي الشدعر الجدا لير بداديع فويدالي‪ ،‬عدالم الكتدب الحدديث‪ ،‬اربدد‪،‬‬

‫‪265‬‬
‫د‪ .‬ناء سبيناتي‬ ‫‪922‬ه)‬ ‫المكان في شعر عائشة الباعونية (‬ ‫تجليا‬

‫األردن‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬العمن األبدي –الشدعر الصدوفي‪( -‬العمدان‪ ،‬الفضداء‪ ،‬الرؤيدا)ر وفيدق سدلي ين‪ ،‬دار‬
‫المركع الثقافي لل باعة والنشر والتوعيع‪ ،‬دمشق‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .17‬ش ددذ ار ال ددذ ب ف ددي دألب ددار م ددن ذ ددبر اب ددن العم دداد الحنبلد ددي‪ ،‬المكت ددب التجددداري‬
‫لل باعة والنشر‪ ،‬بيرو ‪( ،‬د‪.) .‬‬
‫‪ .18‬شعر عمر بن الفارض‪ -‬دراسة في فن الشعر الصوفير عا ف جودة نصر‪ ،‬دار‬
‫األندلع‪ ،‬بيرو ‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬العمدددة فددي صددناعة الشددعر ونقدددهر ابددن رشدديق القيروانددي‪ ،‬عنددي بتصددحيحهر محمددد‬
‫بدر الدين النعساني‪ ،‬م بعة السعادة‪ ،‬مكتبة دمين الألانجي‪ ،‬مصر‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .20‬فلس ددفة المك ددان ف ددي الش ددعر العرب ددي قد دراءة موض ددوعاتية جمالي ددةر حبي ددب مونس ددي‪،‬‬
‫منشو ار اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪2001 ،‬م‬
‫‪ .21‬القاموع المحي ر الفيروع آبادي‪ ،2 ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيرو ‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرةر نجم الدين الغعي‪ ،‬تحقيدقر جبرائيدل سدليمان‬
‫جبور‪ ،2 ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيرو ‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .23‬لسدان العدربر ابدن منإدور‪ ،‬تحقيدقر عبدد اهلل علدي الكبيدر وآألدرين‪ ،‬دار المعدارف‪،‬‬
‫القا رة‪( ،‬د‪.) .‬‬
‫‪ .24‬المدددائح النبويددة بددين الصرصددري والبوصدديرير مأليمددر صددالح‪ ،‬دار مكتبددة ال ددالل‪،‬‬
‫بيرو ‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬المدددائح النبويددة حتددم ن ايددة العصددر المملددوكير محمددود سددالم محمددد‪ ،‬دار الفكددر‪،‬‬
‫دمشق‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬م ارصدد ار ددالا علددم دسددماء األمكندة والبقدداار صددفي الدددين عبدد المددؤمن بددن عبددد‬
‫الحد ددق البغد دددادي‪ ،‬و د ددو مألتصد ددر معجد ددم البلد دددان ليد دداقو ‪ ،‬تحقيد ددق وتعليد ددقر علد ددي محمد ددد‬
‫البجاوي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيرو ‪.1954 ،‬‬
‫‪ .27‬معجم البلدانر ياقو الحموي‪ ،2 ،‬دار صادر‪ ،‬بيرو ‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .28‬معجددم مددا اسددتعجم مددن دسددماء الددبالد والمواض دعر عبددد اهلل بددن عبددد الععيددع البكددري‬
‫األندلسي‪ ،‬تحقيقر مص فم السقا‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيرو ‪( ،‬د‪.) .‬‬
‫‪ .29‬المعراج والرمع الصوفير نذير العإمة‪ ،‬دار الباحث‪ ،‬بيرو ‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .30‬نفح ددا األع ددار عل ددم نس ددما األس ددحار ف ددي م دددح النب ددي المألت ددارر عب ددد الغن ددي‬
‫النابلسي‪ ،‬م بعة ن الصواب‪ ،‬دمشق‪1296 ،‬ه‪.‬‬

‫‪266‬‬

You might also like