You are on page 1of 150

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.

com‬‬
MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:20 PM Page 1

afidni.com ‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‬

‫الُمؤؤنسس‬
»a
ô«Ñ©àdGh á©dÉ£ªdGh , ¢Uƒ°üædGh ÜO’CG

ô°ûY »fÉãdG ∞°üdG


»fÉãdG »°SGQódG π°üØdG

¤h’CG á©Ñ£dG
‫م‬٢٠١٤ - ‫هـ‬١٤٣٥
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:20 PM Page 2‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪¢ùfƒDŸG‬‬ ‫أأُ‪u‬لف هذأ ألكتاب من قبل دأئرة تطوير مناهج ألعلوم أ إ‬


‫لنسسانية‬
‫قسسم تطوير مناهج أللغة ألعربية‬

‫لخرإج‬
‫تمت عمليات إإدخال إلبيانات وإلتدقيق إللغوي وإلتصصميم وإ إ‬

‫للصصف الثا‪ Ê‬عشصر‬ ‫بمركز إأنتاج ألكتاب ألمدرسسي وألوسسائل ألتعليمية‬


‫بالمديرية ألعامة لتطوير ألمناهج‬

‫الفصصل الدراسصي الثا‪Ê‬‬

‫‪١٢‬‬ ‫‪™jRƒàdGh ô°ûædGh ™Ñ£dG ¥ƒ≤M ™«ªL‬‬


‫‪º«∏©àdGh á«HÎdG IQGRƒd áXƒØfi‬‬
MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 3

afidni.com ‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‬


‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 5‬‬

‫المحــتوي ــات‬
‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫م‬ ‫ا‪Ÿ‬وضصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‬ ‫م‬ ‫ا‪Ÿ‬وضصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‬


‫‪٩٥‬‬ ‫لدب إلعالمي إلمترجم‬ ‫إلمحور إلخامسس ‪ :‬من إ أ‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪-‬تقديم‬
‫‪٩٦‬‬ ‫‪-‬األدب ‪ :‬حوار الترجمة األدبّية ومششك‪Ó‬تها ‪ :‬يوسشف بّكار ‪.‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪-‬المقدمة‬
‫النصصوصص األدبيّة ‪:‬‬
‫‪-‬الصشحراء العربّية ‪ :‬نيكوسس كزانتزاكيسس ‪.‬‬
‫‪١١‬‬ ‫لدب وإلنصصوصس‬
‫لول إ أ‬
‫إلباب إ أ‬
‫‪١٠٠‬‬
‫النصصوصص اإلثرائّية ‪:‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫المحور األّول ‪ :‬تطور أاشصكال القصصيدة العربّية الحديثة ‪.‬‬

‫‪١٠٨‬‬ ‫‪ -‬لمحة عن حياة كزانتزاكيسس ‪ :‬ع‪ Ó‬العمر‬ ‫‪١٦‬‬ ‫‪ -‬األدب ‪ :‬قضشية الششعر الجديد ‪:‬د‪.‬داود غطاششة ‪.‬‬
‫النصصوصص األدبيّة ‪:‬‬
‫‪٢٤‬‬ ‫‪ -‬أانششودة المطر ‪ :‬بدر ششاكر السشّياب ‪.‬‬
‫‪٣٠‬‬ ‫ب إالى مطرح ‪ :‬سشيف الرحبي ‪.‬‬ ‫‪ -‬قصشيدة ح ّ‬
‫النصصوصص اإلثرائّية ‪:‬‬
‫‪٣٤‬‬ ‫‪ -‬قصشيدة أانششودة المطر ‪ :‬قاسشم حّداد ‪.‬‬
‫‪٣٧‬‬ ‫‪-‬قراءة في ششعر سشيف الرحبي ‪ :‬قاسشم حّداد ‪.‬‬
‫‪٣٨‬‬ ‫لدب إلعربي إلحديث‬ ‫إلمحور إلثاني ‪ :‬إلمسصرح في إ أ‬
‫‪٤٣‬‬ ‫‪-‬األدب ‪ :‬األدب المسشرحي ‪ :‬د‪ .‬حسشين علي محّمد ‪.‬‬
‫النصصوصص األدبية ‪:‬‬
‫‪٤٩‬‬ ‫‪ -‬كم لبثنا في الكهف ؟ توفيق الحكيم ‪.‬‬
‫‪٥١‬‬
‫النصصوصص اإلثرائيّة ‪:‬‬
‫إلباب إلثاني إلمطالعة‪:‬قضصايا حضصارية وإإنسصانية ‪١١٣‬‬
‫‪٥٢‬‬ ‫‪ -‬المسشرح الذهني عند الحكيم ‪ :‬د‪ .‬سشعيد الورقي ‪.‬‬
‫‪١١٤‬‬ ‫إلدرسس إألول‪ :‬حوار الششعوب ‪:‬محيي الدين صشابر‬
‫إلدرسس إلثا‪ :Ê‬ششجرة التواصشل الحضشاري ‪:‬مسشيرة الخير ‪١١٧ ١٩٩٥‬‬
‫‪١٢١‬‬ ‫إلدرسس إلثالث‪ :‬الششباب ووقت الفراغ‪:‬د‪.‬محمد علي محّمد‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫لدب إلعربي‬ ‫إلمحور إلثالث ‪ :‬إلسصيرة إلذإتية في إ أ‬
‫‪١٢٤‬‬ ‫إلدرسس إلرإبع‪ :‬السشينما واألدب‪:‬فؤواد دوارة‬ ‫‪-‬األدب ‪ :‬أادب السشيرة الذاتّية ‪ :‬المؤولفان ‪.‬‬
‫‪٦٠‬‬
‫النصصوصص األدبّية ‪:‬‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫إلباب إلرإبع تعبير ( فنون إلمشصافهة وإلتحرير)‬
‫‪٦٦‬‬ ‫‪ -‬عهد الطفولة ‪ :‬طه حسشين ‪.‬‬
‫‪١٣٠‬‬ ‫كيف تكتب بحًثا‬ ‫لول ‪:‬‬
‫إلدرسس إ أ‬
‫‪١٣٢‬‬ ‫الحوار ال ّصشحفي‬ ‫إلدرسس إلثاني ‪:‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫‪ -‬مغامر ُعماني في أادغال إافريقيا ‪ :‬حمد المرجبي ‪.‬‬
‫‪١٣٦‬‬ ‫كتابة الق ّصشة‬ ‫إلدرسس إلثالث ‪:‬‬ ‫النصصوصص اإلثرائية ‪:‬‬
‫‪١٣٨‬‬ ‫السشتدلل‬ ‫إلدرسس إلرإبع ‪:‬‬ ‫‪٧١‬‬ ‫‪-‬الكاتب الكبير طه حسشين ‪ :‬جابر عصشفور ‪.‬‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫الحوار حول قضشّية (السشتنسشاخ)‬ ‫إ‪:‬لدرسس إلخامسس‬
‫‪١٤٢‬‬ ‫إلدرسس إلسصادسس ‪:‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫‪ -‬أاسشطورة تيبوتيب ‪ :‬محّمد المحروقي ‪.‬‬
‫التخطيط‬
‫‪١٤٤‬‬ ‫محاضشر الجتماعات‬ ‫إلدرسس إلسصابع ‪:‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫لشصكال إلسصردّية‬ ‫إلمحور إلرإبع ‪ :‬تطّور إ أ‬
‫‪١٤٦‬‬ ‫البرهنة( رهانات المسشتقبل)‬ ‫إلدرسس إلثامن ‪:‬‬ ‫لدب إلعربي إلحديث‬ ‫في إ أ‬
‫‪٨٢‬‬ ‫‪-‬األدب ‪ :‬الق ّصشة ‪.‬‬
‫النصصوصص األدبّية ‪:‬‬
‫‪٧٦‬‬ ‫‪-‬اليوم الجديد ‪ :‬زكريا تامر ‪.‬‬
‫‪٨٢‬‬ ‫‪-‬زمن الفقر غ ّسشان كنفاني ‪.‬‬
‫النصصوصص اإلثرائيّة ‪:‬‬
‫‪٨٨‬‬ ‫‪-‬الق ّصشة القصشيرة ‪ ..‬متعة الكتششاف ‪ :‬مارغريت لوك ‪.‬‬
‫‪٩١‬‬ ‫‪-‬قراءة في الق ّصشة القصشيرة جًدا ‪ :‬د‪ .‬حسشين علي محّمد ‪.‬‬

‫إلفصصل إلدرإسصي إلثا‪Ê‬‬


‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 7‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪Ëó≤J‬‬
‫الحمد لله نحمده تمام الحمد‪ ،‬ونصصلي ونسصلم على خير خلقه سصيدنا محمد وعلى آاله وصصحبه‬
‫أاجمعين‪...‬وبعد‬
‫تحرصص وزارة التربية والتعليم على تجويد العملية التعليمية‪ ،‬من خ‪Ó‬ل إارسصاء قواعد منظومة‬
‫تعليمية متكاملة تلبي احتياجات البيئة العمانية‪ ،‬وتتناسصب مع متطلباتها الحالية‪.‬‬
‫وبعد مراجعة النظام التعليمي للسصلطنة‪ ،‬وقياسص مسصتوى أادائه وتحديد أاهم التحديات التي تواجهه‪،‬‬
‫قامت وزارة التربية والتعليم بإاعادة ترتيب أاولوياتها‪ ،‬وتنظيم جهودها؛ إلحداث التطوير بما يتماشصى مع‬
‫توجهات السصلطنة ورؤويتها المسصتقبلية‪ ،‬حيث جرى تطوير األهداف العامة للتربية‪ ،‬والخطة الدراسصية‬
‫التي أاولت اهتماما أاكبر للمواد العلمية‪ ،‬وتدريسص اللغات‪ ،‬واسصتحدثت مواد دراسصية جديدة لمواكبة‬
‫المسصتجدات على صصعيدي تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬واحتياجات سصوق العمل من المهارات‪ ،‬هذا فضص‪ Ó‬عن‬
‫التطوير الذي أادخل على أاسصاليب‪ ،‬واسصتراتيجيات تدريسص المناهج الدراسصية‪ ،‬التي أاصصبحت تعنى بالمتعلم‬
‫باعتباره محور العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬
‫إان النقلة النوعية التي نشصهدها حاليا في العملية التعليمية‪ ،‬أاحدثت الكثير من التغييرات الجذرية ‪،‬‬
‫فجاءت الكتب الدراسصية متسصمة بالحداثة والمرونة‪ ،‬والتوافق في موضصوعاتها مع مسصتويات أابنائنا‬
‫ال˘ط˘ل˘ب˘ة وال˘ط˘ال˘ب˘ات‪ ،‬وخصص˘ائصص ن˘م˘وه˘م ال˘ع˘ق˘ل˘ي وال˘ن˘فسص˘ي‪ ،‬وث˘ق˘اف˘ت˘ه˘م الجتماعية‪ ،‬واهتمت بالجوانب‬
‫المهارية والفنية والرياضصة البدنية؛ تحقيقا لمبدأا أاصصيل‪ ،‬من مبادئ فلسصفة التربية في السصلطنة‪،‬‬
‫الداعي إالى بناء الشصخصصية المتكاملة للفرد‪ ،‬وعززت دور المتعلم في عملية التعلم‪ ،‬من خ‪Ó‬ل إاكسصابه‬
‫مهارات التعلم الذاتي‪ ،‬والتعلم التعاوني‪ ،‬ولم يعد الكتاب المدرسصي ‪ -‬بما يحويه من معارف ومهارات‬
‫وقيم واتجاهات ‪ -‬إال دلي‪ Ó‬يسصترشصد به الطالب للوصصول إالى ما تختزنه مصصادر المعلومات المختلفة‪،‬‬
‫ك˘ال˘م˘راج˘ع ال˘م˘ك˘ت˘ب˘ي˘ة‪ ،‬ومصص˘ادر ال˘ت˘ع˘ل˘م اإلل˘ك˘ت˘رون˘ي˘ة األخ˘رى م˘ن م˘ع˘ارف‪ ،‬وعلى الطالب القيام بعملية‬
‫البحث‪ ،‬والتقصصي للوصصول إالى ما هو أاعمق وأاشصمل‪ .‬فإاليكم أابنائي وبناتي الط‪Ó‬ب والطالبات نقدم هذا‬
‫الكتاب راجين أان يجد عين الهتمام منكم‪ ،‬ويكون لكم خير معين؛ لتحقيق ما نسصعى إاليه من تقدم‪ ،‬ونماء‬
‫هذا الوطن المعطاء تحت ظل القيادة الحكيمة‪ ،‬لمولنا حضصرة صصاحب الج‪Ó‬لة السصلطان قابوسص بن‬
‫سصعيد المعظم حفظه الله ورعاه‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق ‪،،‬‬
‫د‪ .‬مديحة بنت أاحمد الشصيبانية‬
‫وزيرة التربية والتعليم‬

‫‪7‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 9‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪áeó≤e‬‬
‫بسسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عزيزي إلطالب ‪ /‬عزيزتي إلطالبة‪:‬‬
‫(إلمؤونسس) هو كتابك الجديد في األدب والنصشوصس والمطالعة‪ ،‬وقد انبنى على أاسشاسس المكتسشبات المعرفيّة التي‬
‫ف الحادي عششر‪ ،‬متوّخيا النهج نفسشه وطريقة العرضس ذاتها‪ ،‬مراعيًا ما اكتسشبته من مهاراٍت‪،‬‬ ‫اسشتفدتها من كتاب (إلمؤونسس) للصش ّ‬
‫هادفا إالى تعميقها بما يفي باحتياجاتك المعرفيّة والنفسشيّة وأانت تسشتعّد إلنهاء المرحلة الثانوّية وتحلم بآافاق الّتعليم العالي‬
‫ك‪.‬‬ ‫الّرحبة‪ .‬ولئن كان (إلمؤونسس) ل يّدعي أاّنه َيْحُلُم لك‪ ،‬فإاّنه يحلم معك‪ ،‬ويمنَُح َ‬
‫ك ما به تحّقق ُحلَم َ‬

‫عزيزي إلطالب‪ ،‬عزيزتي إلطّالبة؛‬


‫يششتمل كتابك(إلمؤونسس) على ث‪Ó‬ثة فروع أادبيّة‪ ،‬هي األدب والنصشوصس‪ ،‬والمطالعة‪ ،‬والتعبير‪ ،‬وهي مبّوبة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫لدبّية‬ ‫لدب وإلنصصوصس إ أ‬ ‫أإّول‪ :‬إ أ‬


‫يتكّون هذا الفرع من أاحد عششر محوًرا يقوم كّل منها على بنية ث‪Ó‬ثيّة كما يلي‪:‬‬
‫أا‪ -‬الن ّصص التمهيدي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الن ّصص األدبي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الّنصصوصص اإلثرائّية‪.‬‬

‫أإ‪ -‬إلن ّصس إلتمهيدي‪:‬‬


‫يأاتي الن ّصس التمهيدي ليضشع الّظاهرة األدبيّة المدروسشة ضشمن إاطارها الّنظري والتاريخي العام في سشياق األدب العربي‪،‬‬
‫طالب‪ -‬إالى قراءة هذا الن ّصس في البيت‪ ،‬وفهمه‪ ،‬اسشتعداًدا‬
‫ثّم يقّدم خصشائصشها بطريقة تعليميّة ُمي ّسشرة‪ .‬وأانت مدعّو‪-‬عزيزي ال ّ‬
‫إالى ششرحه وتحليله مع معلّمك مسشتعينا باألسشئلة المصشاحبة‪.‬‬

‫ب‪ -‬النّصصوصص األدبيّة‪:‬‬


‫اختيرت النّصشوصس األدبّية اسشتنادا إالى أاسشُسٍس دقيقة ومدروسشة‪ ،‬من أاهّمها‪:‬‬
‫‪ -‬اسصتجابتها للمقّررات النظرّية الواردة في درسص األدب‪.‬‬
‫‪ -‬أاهمّيتها في سصياق األدب العربي‪.‬‬
‫‪ُ -‬م‪Ó‬ءمتها لمسصتواك واسصتجابتها لنتظاراتك‪.‬‬
‫‪ -‬ثراُء القيم الجمالّية والفنيّة التي تتضصّمنها‪.‬‬

‫تمّثل النّصشوصس األدبّية أا ُسس‪ s‬محور األدب والنّصشوصس‪ .‬دراسشتها وفهمها هما الغاية‪ .‬إالّ أانّ هذه الغاية المنششودة ل تتحّقق‬
‫إالّ متى آامنت أاّن وراء كّل ن ّصس أادبّي جيّد ذا‪s‬تا بششرّية تفاعلت مع محيطها‪ ،‬وعبّرت من خ‪Ó‬ل ذاك الن ّصس عّما اعتراها من‬
‫أاحاسشيسس‪ ،‬وعرضس عليها من أافكار‪ .‬ذاتٌ تعبُّر عّما انتششت به من فرح وسشعادة‪ ،‬أاو عّما اكتوت به من َنَكدٍ وكآابةٍ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 10‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لثرإئّية‪:‬‬ ‫ج‪ -‬إلّنصصوصس إ إ‬


‫ليسشت النّصشوصس اإلثرائّية جزءًا من المقّرر الّرسشمي‪ ،‬غير أاّن ذلك ل يعني أاّنها نصشوصس هامششيّة؛ إاذ أاّن تذييل كلّ‬
‫وحدة بنصشوصس إاثرائيّة يهدف إالى تمكينك من تعميق المعارف التي اكتسشبتها بعد دراسشة النصشوصس األدبّية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إلمطالعة‬
‫أا ُدرجت نصشوصس المطالعة لهذه السشنة ضشمن مجالت كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬المجال األُسصري‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الثقافي الفّني‪.‬‬
‫‪ -‬المجال اإلنسصاني‪.‬‬

‫لقد أا ُريَد لدروسس المطالعة أان تُغّطي أاكبر قدر ممكن من مجالت اهتمامِك الّذاتيّة والجتماعّية‪ ،‬والوطنّية‪،‬‬
‫ك‪ ،‬ومن َث‪s‬م إاتقان مهارات النقاشس والُمحاورة‬ ‫واإلنسشانيّة‪ ،‬حتّى تمّكنك من توسشيع دائرة معارفك وتبادل الّرأاي مع زم‪Ó‬ئِ َ‬
‫والتحليل‪ .‬وتُمثّل النصشوصس الُمدرجة في قسشم المطالعة ُمنطلقا لُمناقششة الّظاهرة المدروسشة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إلّتعبير(فنون إلُمشصافهة وإلتحرير)‬


‫تحقيًقا لرغبتك في اكتسشاب القدرة على الُمششافهة الجيّدة والتحرير ال ّسشليم‪ ،‬رّكزنا في هذا القسشم‬
‫على مجموعة من مهارات المششافهة والتحرير التي من ششأان التّمّكن منها‪ ،‬أان يجعلك مسشتخدًِما جيّدا لّلغة العربّية‪ ،‬ويسشّهل‬
‫تواصشلك مع اآلخرين‪.‬‬
‫ومن أاهّم الّدروسس التي اششتمل عليها قسشم التّعبير‪:‬‬

‫‪ -‬الّتعبير الّتحليلي‪.‬‬ ‫‪ -‬منهجيّة الّتعبير‪.‬‬


‫‪ -‬الّتحقيق ال ّصصُحفي‪.‬‬ ‫‪ -‬التلخيصص‪.‬‬
‫‪ -‬الّتحليل األدبي‪.‬‬ ‫‪ -‬فّن اإللقاء‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة الق ّصصة‪.‬‬ ‫‪ -‬الحوار الصصحفي‪.‬‬

‫طالب‪ ،‬عزيزتي إلطّالبة؛‬


‫عزيزي إل ّ‬
‫إانّ الكتاب المدرسشي أاّيا كانت أاهمّيته‪ -‬ل يعدو أان يكون واحًدا من رواِفَد معرفّية عديدة‪ ،‬ندعوك إالى اإلقبال عليها‪.‬‬
‫فبالمطالعة الن‪ِs‬هَمِة ‪-‬وحدها‪ -‬تتمّكن من اكتسشاب ثقافة واسشعة تؤوّهلك إالى الندماج في المجتمع‪ ،‬انِدَماج الُمواطن الواثق‪،‬‬
‫والُمنتج‪ ،‬والُمتفّوق‪.‬‬

‫والله ولي التوفيق ‪،،،‬‬


‫المؤولفان‬

‫‪10‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 11‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا‪Ù‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور األول‬


‫تطؤر أاشصكال القصصيدة العربّية ا◊ديثة‬
‫قضصية إلشصعر إلجديد ‪ :‬د‪ .‬دإود غطاشصة‬

‫النصصؤصس األدبية‬
‫أإنشصودة إ‪Ÿ‬طر‪ :‬بدر شصاكر إلسصياب‬

‫قصصيدة حبّ إإ‪ ¤‬مطرح‪:‬سصيف إلرحبي‬

‫النصصؤصس اإلثرائية‬
‫أإنشصودة إلمطر ‪ :‬قاسصم حدإد‬
‫قرإءة ‘ شصعر سصيف إلرحبي ‪ :‬قاسصم حدإد‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 12‬‬

‫لول‬
‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬
‫إ‪Ù‬ــــــــــور إ أ‬

‫ا‪Ù‬ور األول‪:‬‬
‫‪ójóédG ô©°ûdG á«°†b‬‬
‫إاّن ظاهرة الششعر الحديث من أانبل الظواهر في حياتنا األدبية المعاصشرة وفي حياتنا القومية ‪ ،‬ألنها دليل‬
‫على يقظة األدب العربي وتجّدده وتطوره‪ ،‬وهي دليل بالتالي على أان األمة العربية قد اسشتيقظت من نومها‬
‫واسشتجابت لنواقيسس العصشر ‪ ،‬إال أاننا يجب أان ل ننظر إالى التراث العربي والتاريخ العربي على أاّنه مقبرة ‪ ،‬بل يجب‬
‫أان نأاخذ باعتبارنا أان أاول التجديد فهم القديم واسشتيعابه وتّمثـله ‪ .‬وهذا ما اتجه إاليه الششعر الجديد ؛ اإذ تعلق بروح‬
‫التراث وإان تمرد على أاششكاله وقوالبه ‪.‬‬
‫إان الحداثة في الششعر الجديد هي مفهوم حضشاري قبل كل ششيء ‪ ،‬وهو يعني أامرين اثنين ‪ :‬أاولهما أان هذا‬
‫‪Ó‬نسشان العربي الحديث ل في همومه العاطفية أاو احتياجاته الجتماعية‬ ‫الششعر هو الصشياغة الجمالية الصشحيحة ل إ‬
‫أاو أازماته النفسشية ‪ ،‬وإانما في ثورته الحضشارية المعاصشرة ‪ .‬وثانيهما ‪ :‬أان هذا الششعر أاحد مقومات الحضشارة العربية‬
‫الحديثة وليسس وجهاً سشياسشياً أاو لفتة ‪ ،‬ولكنه العنصشر الجمالي الذي يتسشق مع مسشار هذه الحضشارة ول يششّذ عنها‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 13‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫خصصائصس إلشصعر إلمعاصصر‬
‫‪١‬ـ التجربة الجمالية للششعر المعاصشر تنبع من صشميم طبيعة العمل الفني ‪ ،‬وليسشت مبادئ خارجية ‪.‬‬
‫‪٢‬ـ ارتباط الششاعر الجديد بأاحداث عصشره وقضشاياه ومعايششته لها ‪.‬‬
‫‪٣‬ـ تكامل ثقافة العصشر في ششتى جوانبها وانعكاسشها في الششعر المعاصشر ‪.‬‬
‫‪٤‬ـ تعبير الششعر المعاصشر عن خبرة ششعورية مبلورة نتيجة للمششاركة فيها ‪.‬‬
‫‪٥‬ـ محاولة الششاعر المعاصشر اسشتيعاب التاريخ كله من منظور عصشره ‪.‬‬
‫‪٦‬ـ بروز الخبرة الفنية وسشيطرتها في العصشر الحاضشر ‪.‬‬
‫‪٧‬ـ ارت˘ب˘اط الشش˘ع˘ر ال˘م˘ع˘اصش˘ر ب˘اإلط˘ار ال˘حضش˘اري ال˘ع˘ام ل˘ل˘عصش˘ر ف˘ي مسش˘ت˘وي˘ات˘ه ال˘ث˘ق˘اف˘ي˘ة والج˘ت˘م˘اع˘ي˘ة والسش˘ي˘اسش˘ي˘ة‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫من هنا يمكن القول ‪ :‬إان الششعر الحّر عبارة عن اندفاعة اجتماعية وراءها العوامل الجتماعية التالية ‪:‬‬
‫‪١‬ـ النزوع إالى الواقع والهروب من األجواء الرومانسشية ‪.‬‬
‫‪٢‬ـ الحنين إالى السشتق‪Ó‬ل ‪.‬‬
‫‪٣‬ـ النفور من النموذج ‪.‬‬
‫‪٤‬ـ الهروب من التناظر ‪.‬‬
‫‪٥‬ـ إايثار المضشمون ‪.‬‬

‫إلشّصعر إلحّر وعروضس إلخليل‬


‫ليسس الشِشعُر الحّر ششعرا ً منثورا ً كما يظن الكثيرون ‪ ،‬وإانما هو ششعر يلتزم بحور الخليل ‪ ،‬ولكنه يكتفي منها‬
‫بالبحور متسشاوية التفاعيل كالرجز والرمل والكامل وغيرها ‪ .‬ال أانه يتحرر من نظام البيت الكامل ؛ فسشطور‬
‫الششاعر تختلف بحسشب انفعال الششاعر وصشدق تعبيره ‪ ،‬وليسس حسشب ما يششترطه البيت من تفعي‪Ó‬ت ‪ ،‬وبذلك يحقق‬
‫الششعر الحّر اإليقاع الذي ينششأا من حركة األصشوات الداخلية ‪.‬‬
‫فالششعر الحّر إاذن يقوم على وحدة التفعيلة بحيث تكون التفعي‪Ó‬ت في األششطر متششابهة تماًما ؛ إاذ قد‬
‫‪:Ó‬‬‫ينظم الششاعر من بحر الرمل ذي التفعيلة الواحدة المكررة أاششطًرا تجري على هذا النسشق مث ً‬
‫فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن‬
‫فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن‬
‫فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن‬
‫فاع‪Ó‬تن‬
‫فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن‬
‫فاع‪Ó‬تن فاع‪Ó‬تن‬

‫‪13‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 14‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ثم يمضشي حرا ً في اختيار عدد التفعي‪Ó‬ت في الششطر الواحد دون الخروج على قانون بحر الرمل‬
‫العروضشي‪.‬‬
‫الششعر الحّر ليسس وزنا معّينا أاو أاوزانا ـ كما يتوّهم الناسس ـ وإاّنما هو أاسشلوب في ترتيب تفاعيل الخليل ‪.‬‬

‫مضصامين إلشصعر إلحّر ‪:‬‬


‫يعتِمُد مضشمون الششعر على الصشورة المركبة التي تششترك فيها األقصشوصشة ‪ ،‬والحوار ‪ ،‬واألسشطورة ‪،‬‬
‫والقتباسس ‪ ،‬وتجسشيد المواقف ‪ ،‬والنتقالت النفسشية المفاجئة ؛ لذلك نراه يتحّرر من القافية ول يعتمد نظام‬
‫البيت‪ ،‬في حين تعتمد الصشورة فيه على عقلية إانسشان العصشر الحديث ذي الثقافة المتنوعة والتجربة الششعرية‬
‫الجديدة المتدفقة ‪ .‬فهي صشورة مركبة تعتمد على أاسشاسس من حقائق الفلسشفة الجمالية النظرية ‪ ،‬وتتأالف من‬
‫تسشلسشل مجموعة من العناصشر لتكون أاداة تعبيرية تتصشف بالحيوية ‪ .‬أاما اللغة فهي في يد الششاعر الموهوب قادرة‬
‫على بث الحرارة والحياة واإلثارة في الكلمات المأالوفة ‪.‬‬
‫تقول نازك الم‪Ó‬ئكة في فيضشان نهر دجلة وإاغراقه بغداد بعنوان (النهر العاششق ) ‪:‬‬
‫أاين نعدو وهو قد لفّ يديْه‬
‫حول أاكناف المدينْة‬
‫إانه يعمل في بطء وحزم وسصكينْة‬
‫سصاكبًا من شصفتيْه‬
‫‪ Ó‬طينية غطت مراعينا الحزينْة‬ ‫قب ً‬

‫وهناك أامر ملفت للنظر في الششعر الحّر وهو اإلكثار من اسشتخدام الرمز واألسشطورة كأاداة للتعبير ‪ ،‬لذلك‬
‫لبد للششاعر المعاصشر حين يسشتخدمهما أان يخلق السشياق الخاصس الذي يناسشبهما مع مراعاة التجربة الششعرية‬
‫الخاصشة ‪ ،‬يقول بدر ششاكر السشّياب ‪:‬‬
‫رحل النهار‬
‫ها إانه انطفأات ذبالته على أافق توهج دون نار‬
‫وجلسصت تنتظرين من ورائك بالعواصصف والرعود‬
‫هو لن يعود‬
‫أاو ما علمت بأانه أاسصرته آالهة البحار‬
‫في قلعة سصوداء في جزر من الدم والمحار‬
‫هو لن يعود‬
‫رحل النهار‬
‫فلترحلي هو لن يعود‬

‫‪14‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 15‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلشصعر إلحّر وإلغموضس ‪:‬‬


‫إاّن الغموضس الذي ينعت به الششعر الحّر خاصشية في طبيعة التفكير الششعري ‪ ،‬وليسس خاصشية في طبيعة‬
‫التعبير الششعري ‪ .‬فالششاعر الغامضس ت‪Ó‬فياً للمعنى المعتاد والمأالوف مقبول غموضشه ‪ ،‬أاما الششاعر الغامضس عامًدا‬
‫إليهام الناسس بأان ما يعطيه هو اإلبداع فغموضشه تعمية ليسشت مقبولة وهناك مزايا مضشللة في الششعر الحّر يمكن‬
‫إاجمالها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪١‬ـ الحرية البراقة التي تمنحها األوزان الحّرة للششاعر ‪.‬‬
‫‪٢‬ـ الموسشيقية التي تمتلكها األوزان الحّرة التي قد تضشلل الششاعر عن مهمته ‪.‬‬
‫‪٣‬ـ التدفق الناتج عن وحدة التفعيلة الذي قد يجعل الششعر الحّر خاليًا من الوقفات مما يؤودي إالى ‪:‬‬
‫أا ـ جنوح العبارة إالى الطول بششكل فادح ‪.‬‬
‫ب ـ أان تبدو القصشائد الحّرة وكأانها ل تريد أان تنتهي فيصشعب اختتامها ‪ ،‬فيلجأا الششاعر إالى الخواتم‬
‫الضشعيفة كتكرار المطلع مث‪. ًÓ‬‬

‫د‪ .‬دإود غ َ‬
‫طاشصة‬
‫مكتبة دإر إلثقافة ‪ ،‬عّمان ‪١٩٩١‬م‬

‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬

‫‪١‬ـ حّدد أاهم خصشائصس الششعر الحّر ‪.‬‬


‫‪٢‬ـ اذكر بعضس عوامل ظهور الششعر الحّر في األدب العربي ‪.‬‬
‫‪٣‬ـ الششعر الحّر يلتزم بحور الخليل من ناحية أاخرى ؛ وضّشح ذلك ‪.‬‬
‫‪٤‬ـ ما أاهمّ المضشامين التي مّيزت تجربة الششعر الحّر عن التجربة الششعرّية القديمة ؟‬
‫‪٥‬ـ عادة ما ينعت الششعر الحّر بالغموضس ‪ ،‬فما الفرق بين الغموضس والتعمية ؟‬

‫‪15‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 16‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس أإدبي‬
‫‪ô£ŸG IoOƒ°ûfGC‬‬
‫بدر شصاكر إلسصّياب‬

‫َكانَ ششْعُر َبْدر شَشاكر ال ّسشّياب نُْقطَة –‪t‬وٍل أاسشاسشي‪ٍs‬ة ‘ الشّشْعِر الَعَرب‪u‬ي ا◊ِدي ِ‬
‫ث ‪َ ،‬وَمَع أان‪ s‬ال ّسشّياب َبَدَأا حياتهُ‬
‫الش‪s‬شعِر‪s‬يَة ششاِعًرا رومنطيقيّاً ‪ ،‬إاِلّ أاّنه اكتششف بِِح ‪u‬سشهِ اُلمْرَهفِ ‪ ،‬و‪Ã‬ا اكت َسشَبُه من ثقاَفةٍ ‪،‬نقدِ‪s‬يةٍ وششعر‪s‬يةٍ من قراَءِتهِ‬
‫ت ‪ ،‬وَأا‪s‬ن األَوانَ قد آان لقفَزٍة كبَ‪ٍÒ‬ة ‘ تطوير الششعِر العرِبّي‪،‬‬ ‫ل‪Ó‬أدب األنكليزِّي ‪ ،‬أاَ‪s‬ن ا‪Ÿ‬رحلَة ال‪t‬رومنطيِق‪s‬يَة قد انَتَه ْ‬
‫ت الث‪s‬وَرُة الشّشعر‪s‬يُة ا◊ديَثُة ‪ ،‬وكان الّتَح‪t‬وُل النوِع‪t‬ي الذي َطَرأاَ على القصشيدِة العربيّةِ ا‪Ÿ‬عاصشرِة ‪...‬‬ ‫َفكاَن ِ‬
‫ريتا ِعَوض َص‬

‫(‪)١‬‬
‫حْر‬
‫ل سساعَة ال ّسس َ‬ ‫عيناكِـ غابتَا نخي ٍ‬
‫اأو شُسرفَتان راح يناأى َعْنُهما الَقَمْر‬
‫عيناكِـ ح‪َ َÚ‬تْب ُسسمان تورقُ الكُروْم‬
‫َوَترُقصص الأَضْسواُء ‪َ ...‬كالأَْقماِر ‘ نََهْر‬
‫حْر‬ ‫جه ا‪ْÛ‬ذاف َوْهًنا سساعَة ال ‪s‬سس َ‬
‫(‪)٢‬‬
‫َيُر ‪t‬‬
‫َكاأَن‪s‬ما َتْنُبضُص ‘ غوَرْيِهما ‪ ،‬الّنجوْم ‪...‬‬
‫ف‬
‫ب من اأسًسى شَسفي ْ‬ ‫َوَتْغرقان ‘ ضَسبا ٍ‬
‫َ‬
‫(‪)٤‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫حر سس‪s‬رَح الَيَدْينِ َفْوَقه ا‪Ÿ‬سساْء ‪،‬‬ ‫َكالَب ْ‬


‫ف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دفُْء الشّستاء فيه واْرتعاشسُة ا‪ÿ‬ري ْ‬
‫ظ‪ُÓ‬م ‪ ،‬وال ّضسياْء ؛‬ ‫ت ‪ ،‬وا‪Ÿ‬ي‪ُÓ‬د ‪ ،‬وال ّ‬ ‫وا‪Ÿ‬و ُ‬
‫ق مِلَء روحي ‪ِ ،‬رْعشَسُة الُبكاْء‬ ‫َفَت َسستفي ُ‬
‫ق ال ّسسماْء‬ ‫ِ‬ ‫ونَشْسوةٌ و ِ‬
‫حشسّيٌة ُتعان ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫طفلِ إاذا خافَ مِن القمْر!‬ ‫َكَنشْسَوِة ال ّ‬
‫ب الغيومْ‬ ‫حاب َتشْسَر ُ‬ ‫َكاأَن‪ s‬اأقواسَص ال ّسس َ‬
‫ب ‘ ا‪Ÿ‬طَْر ‪...‬‬ ‫طَرًة فَقطَرًة تذو ُ‬ ‫َوَق ْ‬
‫ل ‘ َعرائِشِص الكروْم ‪،‬‬
‫(‪)٦‬‬
‫وَكْرَكَر الأطفا ُ‬ ‫(‪)٥‬‬

‫‪16‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 17‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫جْر‬ ‫ت الع َصساف ِ‬


‫‪ Ò‬على الش‪s‬س َ‬ ‫ت صسْم َ‬ ‫وَدْغَدَغ ْ‬
‫اأُنشسوَدُة ا‪Ÿ‬طَْر ‪...‬‬
‫َمطَْر ‪...‬‬
‫َمطَْر ‪...‬‬
‫َمطَْر ‪...‬‬

‫ل‬
‫ب ا‪Ÿ‬سساُء ‪ ،‬والغيوُم ماتزا ْ‬ ‫تثاَء َ‬
‫ح مِن دموِعها الثقالْ‪.‬‬ ‫تسسح‪ t‬ما ت ُسس ‪t‬‬
‫(‪)٧‬‬

‫ت َيْهذي َقبل اأَْن ينامْ‪:‬‬ ‫‪ Ó‬با َ‬ ‫كاأن‪ s‬طف ً‬


‫ق منُذ عاْم‬ ‫باأَ‪s‬ن اأُ‪s‬مه ‪ -‬ا‪s‬لتي اأفا َ‬
‫ِ‬
‫ل‬
‫ج ‘ ال ّسسؤوا ْ‬ ‫فلمْ يجْدها ‪ ،‬ث‪s‬م ح‪َ Ú‬ل ‪s‬‬
‫(‪)٨‬‬

‫قالوا لَُه‪َ :‬بْعَد غدٍ تعوْد ‪...‬‬


‫ل ُب‪s‬د اأن تعوْد‬ ‫َ‬
‫وإانْ تهامَسص الّرفاقُ اأَنّها ُهناْكـ‬
‫حوْد‬ ‫ل تناُم نوَمَة الّل ُ‬ ‫‘ جانب الت‪ّ s‬‬
‫ب اَ‪Ÿ‬طْر ؛‬ ‫ف من ُترابِها َوَتشْسَر ُ‬ ‫َت ُسس ‪t‬‬
‫طْر ‪...‬‬ ‫(‪َ )...‬م َ‬
‫طْر ‪..‬‬ ‫َم َ‬

‫ث ا‪Ÿ‬طْر؟‬‫حزنٍ َيْبَع ُ‬
‫ي ُ‬‫اأََتْعَلم‪ َÚ‬اأَ ‪s‬‬
‫ج ا‪Ÿ‬زاريبُ إاِذا اْنَهَمْر؟‬
‫(‪)١٠‬‬
‫ف َتْنشُس ُ‬
‫(‪)٩‬‬
‫وكي َ‬
‫ف َيشْسُعُر الوحيُد فيه بال ّضسياع؟‬‫َوَكي َ‬
‫ع‪،‬‬ ‫ب‪ Ó‬اْنتهاءٍ ‪ -‬كال‪s‬دِم ا‪ُŸ‬راقِ ‪َ ،‬كاِ÷يا ْ‬
‫ل ‪ ،‬كا‪Ÿ‬وَتى ‪ -‬هو ا‪Ÿ‬طْر!‬ ‫ب ‪ ،‬كالأطفا ِ‬ ‫◊ ‪u‬‬ ‫كا ُ‬
‫(‪ )...‬اأكاُد اأسسَمُع الِعرا َ‬
‫ق يْذَخُر الّرُعوْد‬
‫ل‪،‬‬‫ل وا÷با ْ‬ ‫ق ‘ السسهو ِ‬ ‫خِزنُ الُبرو َ‬ ‫َوَي ْ‬
‫ّ‬
‫ل‬
‫حّتى إاذا َما ف ‪s‬ضص َعْنها َخْتَمها الّرجا ْ‬

‫‪17‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 18‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لَْم ت‪ْÎ‬كـ الّرياُح من ثَمود‬


‫ْ(‪)١١‬‬
‫ْ‬

‫‘ الواِد من اأثْر‪.‬‬
‫ب اَ‪Ÿ‬طْر‬‫اأكاُد اأسسَمُع النخيلَ يشسر ُ‬
‫َواأَسْسمُع الُقرى تئن‪ ، t‬والمهاجرينْ‬
‫ف وبالقلوعْ‬‫ُيصسارعون با‪Û‬اذي ِ‬
‫ف ا‪ÿ‬ليجِ ‪ ،‬والّرعوَد ‪ُ ،‬منشِسدينْ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫عواصس َ‬
‫'َمطَْر ‪...‬‬
‫َمطَْر ‪...‬‬
‫َمطَْر ‪' ...‬‬

‫‘ كلّ قطرٍة من ا‪Ÿ‬طْر‬


‫حمراَء اأو صَسفراَء من اأجنّةِ الّزَهْر ‪،‬‬‫َ‬
‫ٍ‬
‫وكلّ دمعة من ا÷ياع ِوالُعراْة‬
‫وكل‪َ t‬قطرٍة ُتراقُ من َدِم العبيْد‬
‫فهي ابت َسساٌم ‘ انتظارِ مَب َسسم ٍجديْد‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫‘ عالم ِالَغد الَفتي ‪َ ،‬واهب ا◊ياْة‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪u‬‬
‫ل ا‪Ÿ‬طْر ‪..‬‬‫َوَيْهطُ ُ‬
‫‪-‬بدر شصاكر إلسصيّاب‪-‬‬
‫إلديوإن‪ :‬دإر إلعودة ‪ ،‬ب‪Ò‬وت‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 19‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلتعريف بالشصاعر‪:‬‬
‫‪ -‬بدر شصاكر السصّياب‪١٩٦٤-١٩٢٦( :‬م)‪:‬‬
‫ولد السصّياب ‘ قرية جيكور جنوب البصصرة بالعراق ‪ ،‬يعت‪È‬ه النقاد ومؤوّرخو األدب العربي ا◊ديث ‪،‬‬
‫مفصص‪ Ó‬أاسصاسصيا ‘ تطوير القصصيدة العربية ا‪Ÿ‬عاصصرة ‪ ،‬حيث يدش ّصن بتجربته الشصعرّية حدث مي‪Ó‬د‬
‫القصصيدة ا◊ديثة دون التّخلي عن عناصصر اإلبداع ‘ الشصعر العربي القد‪.Ë‬‬
‫درسص ببغداد اللّغة العربية وآادابها ‪ ،‬ولكّنه سصرعان ما انتسصب إا‪ ¤‬شصعبة اإل‚ليزّية بعد أان تعّرف‬
‫الشصعراء الرومانسصي‪ Ú‬اإل‚ليز وقّرر أان يطلع عليهم ‘ لغتهم األصصلّية‪.‬‬
‫شصعر السصّياب صصدى ◊ياته منذ الطفولة وحتى ‪Œ‬ربة ا‪Ÿ‬نفى ومحنة ا‪Ÿ‬رضص ‪ ،‬من قريته جيكور ونهرها ''بويب'' إا‪ ¤‬بغداد‬
‫والكويت ومدن أاخرى غربّية زارها للع‪Ó‬ج‪.‬‬
‫نشصر السصيّاب شصعره ‘ أاهّم ا‪ÓÛ‬ت العربية ‪ ،‬مثل ''اآلداب'' و ''شصعر'' ‪ ،‬وله ديوان شصعر ضصّم كل ›موعاته الشصعرّية التى نشصر‬
‫بعضصها ‘ حياته واألخرى بعد وفاته ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬أازهار ذابلة(‪ ، )١٩٤٧‬أاسصاط‪ ، )١٩٥٠( Ò‬حّفار القبور (‪ ، )١٩٥٢‬أانشصودة ا‪Ÿ‬طر(‪ ..... )١٩٦٠‬شصناشصيل ابنة ا÷لبي(‪)١٩٦٤‬‬
‫‪ -‬تو‘ السصّياب بعد صصراع مرير مع ا‪Ÿ‬رضص الذي راح ينهشص جسصمه يوم ‪٢٤‬ديسصم‪Ã ١٩٦٤È‬سصتشصفى ‘ الكويت‪.‬‬

‫إلشصرح إلّلغوي‪:‬‬

‫(‪ )١‬ال ‪s‬سصـ ـح ـ ـُر‪ :‬آاِخُر الّليل ‪ُ ،‬قبيل الفجر ‪ ،‬ا÷معُ‪ :‬أاسْشَحاٌر‪.‬‬
‫(‪ )٢‬وْهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـًنا‪ :‬من (وَهن) يِهن ‪ ،‬وْهنا‪ :‬دخل ‘ الوْهن من الليل‪ .‬وَوَهن‪ :‬ضشعف ‪ ،‬والوْهن‪ :‬نحو نصشف الليل أاو‬
‫بعد سشاعة منه ‪ ،‬وتعني أايضشا الضشعف‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أاسص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـًى‪ :‬من أاسشيَ ‪ ،‬واألسَشى ا◊زن‪.‬‬
‫(‪ )٤‬شصفـ ـ ـ ـ ـيف‪ :‬صشيغة مبالغة ‪،‬معناها‪ :‬ما ل يحجب ما وراءه‪ .‬والششفيف‪ :‬لذع ال‪È‬د (ج) شِشفاف‪.‬‬
‫(‪َ )٥‬ك ـ ـ ـ ـ ـْرك ـ ََر‪ :‬ضشحك ضشحًكا ششبه القهقهة‪.‬‬
‫(‪ )٦‬عـ ـرائشص الكروم‪ :‬من عّرشس الكْرم‪ :‬رفع أاغصشانه على ا‪ÿ‬ششب ‪ ،‬وعّرشس البيت‪ :‬سَشّقفه‪ .‬والعرشس ‪ :‬السشقف‪.‬‬
‫وا‪Ÿ‬ظّلة‪.‬العريشس‪ :‬ما يسشتظلّ به ‪ ،‬والعريششة‪ :‬الهودج‪ :‬جمعها (عرائشس)‪.‬‬
‫(‪ )٧‬تسص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّح‪ :‬سشحّ ا‪Ÿ‬اء ونحوه سشال من أاعلى إا‪ ¤‬أاسشفل‪.‬‬
‫(‪ )٨‬لَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪s‬ج‪ :‬لزَم األمر وأابى أان ينصشرف عنه ‪ ،‬وهي تعني ُهنا‪ :‬أال‪s‬ح ‘ ال ّسشؤوال‪.‬‬
‫(‪ )٩‬تن ـ ـ ـ ـ ـ ـشصج‪ :‬نششج الباكي ‪ ،‬ينششج أاي ترّدد البكاء ‘ صشدره من غ‪ Ò‬انتحاب‪.‬‬
‫(‪ )١٠‬ا‪Ÿ‬زاريب‪ :‬من (زِرَب) ا‪Ÿ‬اُء ونحوه ‪ ،‬زْربا‪ :‬سشال ‪ ،‬ا‪Ÿ‬فرد‪ :‬مزراب‪ :‬ا‪Ÿ‬يزاب‪ :‬أانبوبة تثبت ‘ جانب البيت‬
‫لينصشرف منها ماء ا‪Ÿ‬طر‪.‬‬
‫(‪ )١١‬ثمـ ـ ـ ـ ـود‪ :‬قبيلة من العرب األوائل ‪ ،‬وهي من بقّية عا'د قوم النبي صشالح‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 20‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لعدإد إ‪Ÿ‬نز‹‪:‬‬
‫أإّول‪ :‬أإسصئلُة إ إ‬

‫‪ )١‬قّدم الن ّصس تقدً‪Á‬ا ماد‪v‬يا ومعَنو‪v‬يا‪.‬‬


‫‪ )٢‬ما الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬تكرار ال‪Ó‬زمة‪ :‬مطر ‪ ..‬مطر ‪ ،‬وعنوان القصشيدة 'أانششودة ا‪Ÿ‬ط'ر؟‬
‫‪ِ )٣‬بَم ششّبه الششاِعُر عيني اُ‪َŸ‬خاطَبةِ ‘ ا‪Ÿ‬قطع األّول؟‬
‫ف ‪ -‬تهام َسس ‪ -‬ا‪َْÿ‬تُم‪.‬‬
‫‪ )٤‬اششرح الكلمات الّتالية ششرًحا معجم‪v‬يا‪ :‬ينأاى ‪ -‬ا‪َÛ‬ذا ُ‬

‫ثانيا‪ :‬أإسصئلُة إلشّصرح وإلّدللة‪:‬‬

‫‪ ‘ )١‬ا‪Ÿ‬قطع األّول عبارات دلّت على الزمن‪:‬‬


‫أا‪ -‬اسشتخرجها مّبينًا الّزمن الذي دّلت عليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما ع‪Ó‬قة ذلكـ الّزمن با‪Ÿ‬عنى الّرئيسس ‘ ا‪Ÿ‬قطع األّول‪.‬‬
‫‪' )٢‬عيناكـ غابتا نخيل سشاعة ال ّسشحر'‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬عيني اُ‪Ÿ‬خاطََبة وغابتي النخيل وقت ال ّسشحر؟‬
‫ب‪ -‬ما الّظاهرة الب‪Ó‬غّية التي تضشّمنها هذا ال ّسشطر الششعرّي؟‬
‫تورق الكروم‬ ‫‪ )٣‬عيناِكـ ح‪ Ú‬تب َسشمان‬
‫ترق ُصس األضشواء‬
‫أا‪ -‬ما الذي يجعل الكروم تورُِق واألضشواء ترقصس؟‬
‫ب‪ -‬إاذا كان َوْرُق الكروم دلي‪ ًÓ‬على بدء ا◊ياة ‪ ،‬فما ال ّصشفة التي أاراد الششاِعُر أان ينسشبها اإ‪ ¤‬عيني‬
‫اُ‪Ÿ‬خاطبة؟‬
‫‪ )٤‬عينان تُرقصشان األضشواء و‪Œ‬ع‪Ó‬ن الكروم توِرُق ‪ ،‬هل هما عينَا امرأاة عادّية؟ توسّشع ‘ إاجابتِكـ مسشتعيًنا‬
‫بتعريف 'عششتا'ر ‘ آاخر الّدرسس‪.‬‬
‫‪ )٥‬اسشتخرج من ا‪Ÿ‬قطع األّول أاضشداد الكلمات التالية‪:‬‬
‫أاسًشى ‪ -‬ا‪Ÿ‬وت ‪ -‬الّظ‪Ó‬م ‪ِ -‬دفء‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما دللة وحدة األضشداد ‘ القصشيدة؟‬

‫‪20‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 21‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ ‘ )٦‬القصشيدة تداخل واضشح ب‪ Ú‬الّذاتّي وا‪Ÿ‬وضشوعي‪.‬‬


‫أا‪ -‬اسشتخرج العناصشر الّذاتّية والعناصشر ا‪Ÿ‬وضشوعّية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما دللة تداخلهما ‘ القصشيدة؟‬
‫‪ )٧‬اسشتخرج األلفاظ الّدالّة على ا‪Ÿ‬وت والتفّجع ‪ ،‬وتلكـ الّداّلة على ا‪ÿ‬صش ِ‬
‫ب والتفاؤول‪.‬‬
‫أا‪ -‬مادللة ا÷مع ب‪ Ú‬هذين ا◊قل‪ Ú‬الّدلليّ‪Ú‬؟‬
‫ب‪ -‬ما الّدور الذي اضشطلع به ا‪Ÿ‬طر إلبرازهما؟‬
‫‪ )٨‬اسشتخرج التششبيهات الواردة ‘ القصشيدة وبّين دللة ÷وء الششاعر إاليها‪.‬‬
‫‪ )٩‬ما الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬عنوان القصشيدة وال‪Ó‬زمة اإليقاعية‪' :‬مطر ‪ ..‬مطر ‪ ..‬مطر ‪..‬؟‬
‫‪ )١٠‬قصشيدة 'أانششودة ا‪Ÿ‬ط'ر ‪‰‬وذج لقصشيدة الششعر ا◊ر ‪ ،‬من حيث وزنها ‪ ،‬وقافيتها وموضشوعها واسشتخدام‬
‫الّرمز‪ .‬بّين ذلك‪.‬‬
‫‪ )١١‬ما دللة انتهاء القصشيدة بعبارة‪' :‬ويهطل ا‪Ÿ‬ط'ر‪.‬‬
‫‪ )١٢‬يقول أاحُد النّقاد ‪' :‬تنبني قصشيدة 'أانششودة ا‪Ÿ‬ط'ر على ع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬صشوت الششاعر والّرمز الذي يسشتدعيه‬
‫عششتار (آالهة ا‪ÿ‬صشب)‪ .‬اسصتدّل على صصّحة هذا الّرأاي بأامثلة دقيقة من القصصيدة‪.‬‬

‫لسصئلة إلتقييميّة‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬إ أ‬

‫‪ )١‬بّين الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬اآللهة 'عششتا'ر وا‪Ÿ‬طر؟‬


‫‪ )٢‬توهُِم القصشيدِة ‘ بدايتها بأاّنها قصشيدة غزليّة ‪ ،‬إال أانّ القراءة ا‪Ÿ‬تمّعنة تكشش ُ‬
‫ف غ‪ Ò‬ذلكـ‪ .‬علّل هذا الرأاي‪.‬‬

‫رإبعًا‪ :‬إلّنشصاط‪:‬‬

‫لثر إلنفسصي إلذي يحدثه إ‪Ÿ‬طر عند نزوله بعد إحتباسس طويل‪.‬‬
‫إكتب فقرة تتحّدث فيها عن إ أ‬

‫خام ًسصا ‪ :‬إ◊فظ‬


‫لسصطر إلشصعرّية من ‪ ١‬إإ‪١٣ ¤‬حف ً‬
‫ظا جيًدإ‪.‬‬ ‫إحفظ إ أ‬

‫‪21‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 22‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪óØà°SG‬‬
‫‪ -‬عشصتار‪( :‬أاو عشش‪Î‬وت)‪ :‬هي آالهة ا‪ÿ‬صشب وا◊رب ‘ بعضس‬
‫الديانات القد‪Á‬ة (‪Ã‬ناطق ما ب‪ Ú‬النهرين وأارمينيا وفارسس‬
‫وسشوريا وا÷زيرة العربيّة)‬
‫‪“ّ -‬وز‪ :‬إاله ا‪ÿ‬صشب ‘ الّديانة البابلية وهو راع ملك تزّوج‬
‫عشش˘ ˘ت˘ ˘ار (أاوعشش‪Î‬وت)‪ .‬ارت˘ ˘ب˘ ˘طت ح˘ ˘ي ˘ات ˘ه وم ˘ع ˘ان ˘ات ˘ه وم ˘وت ˘ه‬
‫بتعاقب الفصشول الّزراعية‪ .‬ويقابله ‘ األسشاط‪ Ò‬الفينيقية‬
‫بوابة عششتار ‘ العراق‬
‫واليونانية 'أادونيس'س ‪.‬‬
‫‪ -‬إلرمز‪ :‬الرمز هو ّكل ما يحلّ محلّ ششيء آاخر ‘ الّدللة عليه ل بطريقة ا‪Ÿ‬طابقة التامّة وإاّنما باإليحاء أاو‬
‫بوجود ع‪Ó‬قة متعارف عليها‪ .‬وعادة ما يكون الّرمز بهذا المعنى ششيئا ملموسشا يحلّ محل المجّرد ‪...‬‬
‫وهناك وجه أاك‪ Ì‬تعقيًدا للّرموز هو الششيء ا‪Ÿ‬لموسس الذي يوحي عن طريق تداعي ا‪Ÿ‬عا‪Ã Ê‬لموسس اأو‬
‫ف‪.‬‬
‫›ّرد ‪ ...‬كتصشوير رجل هرم رمًزا للخري '‬
‫‪ -‬تطلق كلمة 'رم'ز على كّل ما يتضشّمن أاو يوحي ‪Ã‬عنى غ‪ Ò‬معناه الظاهر الواضشح ‪ ...‬كما هو ا◊ال ‘‬
‫اعتبار قطعة القماشس ا◊مراء الّلون ا‪Ÿ‬علّقة ‘ آاخر جّرار مث‪ Ó‬رمًزا إا‪ ¤‬ا‪ÿ‬طر‪.‬‬
‫والع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬اللون األحمر وا‪ÿ‬طر هي ع‪Ó‬قة مّ‪È‬رة ‪ ،‬فاللّون األحمر يسشتدعي إا‪ ¤‬الذهن ‘ الكث‪ Ò‬صشورة‬
‫الّدم‪ ،‬والدّم مق‪Î‬ن عادة با‪ÿ‬طر‪.‬‬

‫لسصطورة ‪ ،‬إ‪ÿ‬رإفة ‪ ،‬إ◊كاية إلشصعبّية‪:‬‬


‫إ أ‬

‫لسصطورة نصس أادبي ‪ ،‬وضشع ‘ أابهى حلة فنية ‡كنة ‪ ،‬وأاوهى صشيغة مؤوثرة ‘ النفوسس ‪ ،‬وهذا ‡ا زاد ‘‬ ‫إ أ‬
‫سشيطرتها وتأاث‪Ò‬ها‪ .‬وكان على األدب والششعر ‪ ،‬أان ينتظرا ف‪Î‬ة طويلة ‪ ،‬قبل أان ينفصش‪ Ó‬عن الأسشطورة‪ .‬لقد وضشعت‬
‫معظم األسشاط‪ Ò‬السشورية والسشومرية والبابلية ‘ أاجمل ششكل ششعري ‡كن‪ .‬وقام هوم‪Ò‬وسس بصشياغة معظم‬
‫أاسشاط‪ Ò‬عصشره ا‪Ÿ‬تداولة ‪ ،‬ششعًرا ‘ األوديسشة واإللياذة‪ .‬وإا‪ ¤‬جانب الششعر واألدب ‪ ،‬خلقت األسشطورة فنوًنا أاخرى‬
‫كا‪Ÿ‬سشرح ‪ ،‬الذي ابتدأا عهده بتمثيل األسشاط‪ Ò‬الرئيسشة ‘ األعياد الدينية‪ .‬كما دفعت فنونا أاخرى كالغناء‬
‫وا‪Ÿ‬وسشيقى وغ‪Ò‬هما إا‪ ¤‬الظهور‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 23‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫هذا و‪Á‬تزج تعب‪ Ò‬األسشطورة ‘ أاذهان الكث‪Ò‬ين بتعب‪' Ò‬ا‪ÿ‬راف'ة و 'ا◊كاية الششعبي'ة رغم البعد الششاسشع ب‪ Ú‬هذه‬
‫النتاجات الفكرية الث‪Ó‬ثة‪.‬‬

‫‪Ó‬ى با‪Ÿ‬بالغات وا‪ÿ‬وارق‪ .‬اّل أان أابطالها الرئيسشي‪ Ú‬هم من البششر أاو ا÷ن ‪ ،‬ول دور‬ ‫إ‪ÿ‬رإفة حكاية بطولية م أ‬
‫‪Ó‬لهة فيها‪ .‬ففي حديث نبوي عن عائششة قالت 'حدث رسشول الّله ‪ -‬صشلى اللّه عليه وسشلم ‪ -‬نسشاءه ذات ليلة حديًثا‪،‬‬ ‫ل آ‬
‫‪ Ó‬من عذرة‬ ‫فقالت امرأاة‪' :‬يارسشول اللّه كأان ا◊ديث حديث خرافة ‪ ،‬فقال‪ :‬أاتدرون ما خرافة؟ إان خرافة كان رج ً‬
‫‪ Ó‬ثم ردوه ا‪ ¤‬اإلنسس ‪ ،‬فكان يحدث الناسس ‪Ã‬ا رأاى من األعاجيب‬ ‫أاسشرته ا÷ن ‘ ا÷اهلية فمكث فيهم دهًرا طوي ً‬
‫فقال الناسس‪ :‬حديث خرافة(@ ') وبصشرف النظر عن صشحة هذا ا◊ديث ا‪Ÿ‬نسشوب إا‪ ¤‬الرسشول ‪ -‬صشلى الله عليه‬
‫وسشلم‪ -‬فإان النصس يظهر لنا معنى ا‪ÿ‬رافة عند العرب‪.‬‬
‫ب ـ ـينما يـ ـ ـثبت لـ ـ ـنا القرآان الكر‪ Ë‬ع ـ ـ‪Ó‬قة كلم ـ ـة 'األسشطور'ة ‘ اللغة الع ـ ـربية بالتصشورات الدينية والعتقادية‬
‫(@@)‬
‫}‪.‬‬ ‫{‬
‫و‘ هذه اآلية إاششارة إا‪ ¤‬قول أاعداء النبي أان ما يأاتي به محمد ‘ القرآان هو أاسشاط‪ Ò‬األقوام السشابقة “لى عليه‬
‫وهو بدوره يسشتكتبها‪.‬‬

‫أاما إ◊كاية إلشصعبية ‪ ،‬فإانها ‪ ،‬كا‪ÿ‬رافة ل –مل طابع القداسشة ‪ ،‬ول‬


‫يلعب اآللهة أادوارها‪ .‬كما أانها ل تتطرق ‪ ،‬كما هو ششأان األسشطورة ‪ ،‬إا‪¤‬‬
‫موضشوعات ا◊ياة الك‪È‬ى ‪ ،‬وقضشايا اإلنسشان ا‪Ÿ‬صش‪Ò‬ية ‪ ،‬بل تقف عند‬
‫حدود ا◊ياة اليومية واألمور الدنيوية العادية ‪ ،‬وذلك كمكر النسشاء‬
‫ومكائد زوجات الرجل الواحد ‪ ،‬وقسشوة زوجة األب على الطفلة ا‪Ÿ‬سشكينة‬
‫التي تتدخل العناية اإللهية إلنقاذها ‪ ،‬وما أاششبه ذلك من موضشوعات‪.‬‬
‫◊ك ˘م‬ ‫ه˘ ˘ذا وق˘ ˘د ت ˘ت ˘داخ ˘ل ا◊دود ب‪ Ú‬ا‪ÿ‬راف ˘ة وا◊ك ˘اي ˘ة الشش ˘ع ˘ب ˘ي ˘ة وا ِ‬
‫واألمثال الششعبية فتلعب دوًرا ثقافًيا ششبيًها بدور األسشطورة إال أانها‬
‫ل“ت ˘لك ق ˘وة ال ˘ت ˘أاي ˘ي ˘د ال ˘ذات ˘ي ال ˘ت ˘ي “ت ˘ل ˘ك˘ه˘ا األسش˘ط˘ورة ‪ ،‬وال˘ن˘اب˘ع˘ة م˘ن‬
‫قداسشتها وطابعها العتقادي اإل‪Á‬ائي ومنششئها وقالبها الفني‪.‬‬

‫فرإسس سصّوإح‬
‫لو‪)¤‬‬ ‫(مغامرة إلعقل إ أ‬
‫دإر إلكلمة للنشصر ‪ ،‬ب‪Ò‬وت ‪ ،‬ط‪.١٩٨٢ ، ٣‬‬
‫@ مسصند إبن حنبل ‪ ،‬إ‪Ÿ‬طبعة إ‪Ÿ‬يمنّية ‪ ،‬مصصر‪ ، ١٣١٣‬ج‪ ٢‬صس‪٢٨١‬‬
‫لية(‪)٥‬‬
‫@@ سصورة إلفرقان إ آ‬

‫‪23‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 24‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫نصس أإدبي‬
‫‪'' ìô£e'' ¤GE Ö‬‬
‫‪q M Ió«°üb‬‬
‫سصيف إلرحبي‬

‫من عمان هذا الصشوت ا‪Ÿ‬كّتظ بالعذاب‪ ،‬سشيف الرحبي يطرح علينا الصشوت ا‪Ÿ‬ر‪Œ‬ف رعبًا‬
‫وا‪Ÿ‬معن ‘ الهجوم وا‪Ÿ‬باغتات منذ أان بدأا مششاغبته مع الكتابة كان متوزًعا ‘ ا‪ÿ‬رائط‪.‬‬
‫قاسسم حداد‬

‫ل مرٍة على شساطئ ِ‬


‫ك‬ ‫ِ‬
‫ت لأّو ّ‬ ‫حين تمّدد ُ‬
‫ا‪s‬لذي ُيشْسِبه قلًبا ‪ ،‬نََبضساُتُه مناراتُ‬
‫َتْرعى ُقطعانُها في ِجِبالكِ الُممتّدِة‬
‫َعْبَر البحِر‬
‫ق بين مقلَتي ِ‬ ‫ِ‬
‫ق ُطفولتي‬ ‫جني َ‬ ‫ك َمن َ‬ ‫ْ‬ ‫اأُْطل ُ َ‬
‫(‪)١‬‬

‫(‪)٢‬‬‫َواأَصسطاُد نَْوَرسًسا تاِئًها في زعيقِ‬


‫ن‬
‫ال ‪t‬سسُف ِ‬
‫غ‬
‫ت الَفرا ِ‬ ‫نُجوُمك اأَميرا ُ‬
‫ك الَغري ِ‬ ‫ل ُعرِي ِ‬ ‫َ‬
‫ب ُتضسيئينَ‬ ‫َوفي لْي ِ ْ‬
‫ع لضسحاياكِ كي ُتنيري‬ ‫الش‪t‬سمو َ‬
‫ْ‬
‫طريَقُهم ِلِْلهاِوَية‬

‫‪24‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 25‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫اأُبع‪ُ Ì‬طيوركِ الب ِ‬


‫حرّية لأَظَ ‪s‬‬
‫ل‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وحيًدا ‪ .‬اأصْسغي إا‪¤‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طفولة نبضسك ا‪Ÿ‬نبثقِ م ْ‬
‫ن‬
‫ف ›هولةٍ ‪،‬‬ ‫ضِسفا ٍ‬
‫ق عواطُفها اأشْسِرَعَة‬ ‫ُتمّز ُ‬
‫ا‪Ÿ‬راكبِ‬
‫كمْ من القراصسنةِ سَسَفحوا اأَْمجاَدُهْم‬
‫على شسواطِئكِ‬
‫ف الِغْربانِ‪.‬‬ ‫ظةِ ِبنزي ِ‬ ‫ا‪Ÿ‬كت ‪s‬‬

‫جاِر والغزاِة‬ ‫َكْم من الُت ّ‬


‫َعَبروكِ ‘ ا ُ‬
‫◊ْلم ِ‬
‫ب‪ِ Ú‬ظ‪Ó‬لها كمو ٍ‬ ‫ِ‬
‫ل‬
‫ت ُمحَتَم ٍ‬ ‫ْ‬ ‫كمْ من الأطفال منحوك جنونَهمْ‬
‫وحيث كنا نرى ع‪ È‬مسسافٍة قصس‪Ò‬ةٍ‬ ‫مِْثل لِيلةٍ بهيجةٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪ ‘ Ó‬مغارةٍ‬ ‫ٍ‬
‫لِعيدِ مي‪Ó‬د غامضصٍ؟‬
‫‪ Ï‬جََب ً‬ ‫خ ُ‬ ‫ُثعَبانًا َي ْ‬
‫ِ‬ ‫الَقروّيوَن اأََتْوكِ من ُقراُهْم‪،‬‬
‫ح‪Ó‬تي ال‪s‬لعينة‬ ‫ل َر َ‬‫َلْم اأْن َسسك َبْعَد ُك ‪u‬‬
‫‪Ú‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حامل‪ َÚ‬مَعهمْ صَسْيًفا من الّذْكرياتْ‬
‫‪ ⁄‬اأنسَص صَسّياديك َوَبْرصساك النائم َ‬
‫ب‪ Ú‬الأشسجار‬ ‫مطْرح الأعياد القزحيةِ البسسيطةِ‬
‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫(‪)٣‬‬

‫ت لأّول مّرٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والأمنيات ا‪ّı‬مرة ‘ ا÷راْر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ح‪ّ“ Ú‬دد ُ‬
‫كانَ البحر ُيشْسِبُه اأيقونًة(‪)٥‬‬ ‫ت بنا بعيًدا‬ ‫الّدنيا ذهب ْ‬
‫َ ُ‬
‫ف عفريت‬ ‫‘ َك ‪u‬‬ ‫واأنتِ ما زِْلتِ تتسسّلق‪ َÚ‬اأَسْسواَركِ القد‪Á‬ة‬
‫ت لأّولِ مّرٍة‬ ‫ب '(‪)٤‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ح‪ّ“ Ú‬دد ُ‬ ‫طاحونة و 'ا‪Ÿ‬ثْعا ْ‬ ‫وما َبْي َ‬
‫ت كاملًة‪،‬‬ ‫طابوَن صسباحا ٍ‬ ‫يتقي‪s‬اأُ ا◊ ّ‬
‫ف شَسْيًئا َعَدا‬ ‫ن اأَْعر ُ‬ ‫َلم اأَُك ْ‬
‫ارِ‪Œ‬افَة ُع ْصسفوٍر‬ ‫ت َيطْويها النسسيانُ سسريًعا‪.‬‬ ‫صسباحا ٍ‬
‫ت هكذا –اوُر‬ ‫ِ‬
‫‘ َخ ْصسِرك‬ ‫هذه الق‪Ó‬عُ بقْي ْ‬
‫ال ‪s‬صسغ‪Ò‬‬ ‫حا في مخيّلةِ ِطف ٍ‬
‫‪ -‬سصيف إلرحبي‪-‬‬ ‫حْيثُ‬
‫ل‪َ ،‬‬ ‫اأشسبا ً‬
‫›موعة ‪ :‬رأإسس إ‪Ÿ‬سصافر‬ ‫ت‬‫بناتُ اآوى يتجوْلن جريحا ٍ‬
‫ّ َ َ‬
‫(إ‪Ÿ‬طبعة إلشصرقية ومكتبتها) مطرح ‪ -‬عمان ‪ ١٩٨٩‬صس صس ‪١٠٢-٩٩‬‬

‫‪25‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 26‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلتعريف بالشصاعر‪:‬‬
‫سصيف إلرحبي‪ :‬شصاعر عما‪ Ê‬معاصصر ولد عام‪ ‘ ١٩٥٦‬قرية سصرور‪-‬سصمائل بسصلطنة‬
‫عمان‪ .‬درسص ‘ القاهرة وتنقل راح‪ Ó‬ب‪ Ú‬أاك‪ Ì‬من بلد عربي وأاوروبي‪ .‬وأابدع ‘ ›ال الصصحافة‬
‫واإلع‪Ó‬م والثقافة‪ .‬ترجمت بعضص أاعماله األدبّية إا‪ ¤‬عّدة لغات عا‪Ÿ‬ية كاإل‚ليزّية والفرنسصّية‬
‫واأل‪Ÿ‬انية ‪ ،‬والهولندية والبولندّية‪ .‬من أاعماله الشصعرّية‪ :‬نورسصة ا÷نون (دمشصق‪ ، )١٩٨٠‬ا÷بل‬
‫األخضصر (دمشصق‪ ، )١٩٨١‬أاجراسص القطيعة (باريسص‪ ، )١٩٨٤‬رأاسص ا‪Ÿ‬سصافر (الدار البيضصاء ‪،)١٩٨٦‬‬
‫ُمْدية واحدة لتكفي لذبح عصصفور(عمان‪ ... )١٩٨٨‬يرأاَسُص سصيف الّرحبي منذ سصنة ‪– ، ١٩٩٥‬رير‬
‫›ّلة ''ِنزوى'' الثقافّية‪.‬‬

‫إلشصرح‪:‬‬
‫آالة قد‪Á‬ة من آالت ا◊صشار كانت ترمى بها حجارة ثقيلة على األسشوار فتهدمها‪.‬‬ ‫(‪ )١‬منجنيق‪:‬‬
‫من الفعل (زَعق)‪ :‬صشاح به صشيحة مفزعة‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬زعيق‪:‬‬
‫نسشبة إا‪ ¤‬قوسس قزح‪ :‬وهو قوسس ينششأا ‘ السشماء أاو على مقربة من مسشقط ا‪Ÿ‬اء من الشش‪Ó‬ل ونحوه‪،‬‬ ‫(‪ )٣‬القزحيّة‪:‬‬
‫ويكون ‘ ناحية األفق ا‪Ÿ‬قابلة للششمسس ‪ ،‬وترى فيه أالوان الطيف متتابعة ‪ ،‬وسشببه انعكاسس أاششعة‬
‫الششمسس من رذاذ ا‪Ÿ‬طر ا‪Ÿ‬تطاير من ماء ا‪Ÿ‬طر أاو من مياه الشش‪Ó‬لت‪.‬‬
‫من فعل (ثعب) ا‪Ÿ‬اء َثْعًبا‪ :‬فّجره فسشال‪ .‬والثْعب‪ :‬مسشيل ا‪Ÿ‬اء من ا◊وضس وغ‪Ò‬ه‪ .‬وا÷مع مثاعب‪،‬‬ ‫(‪ )٤‬اِ‪Ÿ‬ثعاب‪:‬‬
‫وتسشتخدم ‘ اللهجة العمانية بإاضشافة أالف (مثعاب) وياء ‘ ا÷مع (مثاعيب)‪.‬‬
‫‪Œ‬سشيد أاورسشم لششخصشيات دينيّة أاو مقّدسشة ‘ ا‪Ÿ‬سشيحيّة‪.‬‬ ‫(‪ )٥‬أايُقونة‪:‬‬

‫لعدإد إ‪Ÿ‬نز‹‪:‬‬
‫أإّول‪ :‬أإسصئلة إ إ‬

‫‪ -١‬قّدم الن ّصس تقدً‪Á‬ا ماد‪v‬يا ومعنو‪v‬يا‪.‬‬


‫‪ -٢‬من يُخاطب الشّشاعر ‘ هذه القصشيدة؟‬
‫‪ -٣‬ما مفرد 'بنات آاو'ى؟‬

‫‪26‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 27‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ثانيا‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلّدللة‪:‬‬

‫‪ -١‬اقرأا ا‪Ÿ‬قطع الّتا‹ ‪ ،‬ثّم أاجب عن األسشئلة‪:‬‬


‫ح‪ّ“ Ú‬ددت ألّول مّرة على ششاطِئك‬ ‫'‬
‫الذي يُششبه قلبًا ‪ ،‬نبضشاته منارات‬
‫ترعى قطعانُها ‘ جبالك ا‪Ÿ‬متّدِة‬
‫ع‪ È‬البح'ر‬
‫أا‪ -‬حّدد األفعال واألسشماء والصشفات حسشب ا÷دول الّتا‹‪:‬‬
‫إلصصفات‬ ‫لسصماء‬
‫إ أ‬ ‫لفعال‬
‫إ أ‬
‫لنسصان‬
‫إلدإلة على إ إ‬ ‫إلدإلة على إ‪Ÿ‬كان‬ ‫إ‪Ÿ‬ضصارع‬ ‫إ‪Ÿ‬اضصي‬

‫ب‪ -‬ما دللة أان ورد الفع‪Ó‬ن ا‪Ÿ‬نسشوبان إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬كان ‘ ا‪Ÿ‬ضشارع ‪ ،‬فيما ورد الفعل ا‪Ÿ‬نسشوب إا‪ ¤‬اإلنسشان ‘‬
‫ا‪Ÿ‬اضشي؟‬
‫ج‪ -‬اذكر خصشائصس ا‪Ÿ‬كان من خ‪Ó‬ل األسشماء وال ّصشفات الّداّلة عليه‪.‬‬
‫د‪ -‬اششرح ُعنوان القصشيدة ‘ ضشوء ع‪Ó‬قته باألسشماء الّدالة على اإلنسشان تلك الدالّة على ا‪Ÿ‬كان‪.‬‬
‫‪ ‘ -٢‬ا‪Ÿ‬قطع ال ّسشابق صشورة ششعرّية انطلقت من تششبيه تفّرع إا‪ ¤‬عّدة ›ازات‪.‬‬
‫أا‪ -‬اسشتخرج التششبيه وبّين نوعه‪.‬‬
‫ب‪ -‬اسشتخدَم الششاِعُر اِلسشتعارة للكششف عن م‪Ó‬مح ا‪Ÿ‬كان‪ .‬بّ‪ Ú‬ذلك‪.‬‬
‫‪ ‘ -٣‬القصشيدة معجم بحرّي ثريّ‪.‬‬
‫أا‪ -‬احصسِ الكلمات الداّلة على البحر‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما الّدور الذي ا ِضشطلعت به تلك الكلمات لِتكثيفِ حضشور طبيعة ا‪Ÿ‬كان ‘ ذهن القارئ؟‬
‫‪ -٤‬اسشتخدم الشّشاعر ث‪Ó‬ث جمل مبدوءة بِـكْم ا‪Èّÿ‬ية‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 28‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أا‪ -‬عيّن مواضشع تلك ا÷مل واقرأاها‪.‬‬


‫ب‪ -‬تدّل 'َكْم' ا‪ّÈÿ‬ية على الك‪Ì‬ة‪ .‬فما دللة ذلك ‘ النصس؟‬
‫ج‪ -‬اذكر أاصْشناف األششخاصس الذين كانت لهم ع‪Ó‬قة ‪Ã‬طرح ‪ ،‬مبّينا طبيعة ع‪Ó‬قة كلّ منهم بها‪.‬‬
‫‪ ‘ -٥‬القصشيدة محاولة واضشحة لفتح ذاكرة ا‪Ÿ‬كان والششاعر على ما يششهد على ثراء تاريخ مطرح ومينائها‪.‬‬
‫وضّشح ذلك من خ‪Ó‬ل ششواهد مَن القصشيدة‪.‬‬
‫‪' -٦‬وما ب‪ Ú‬الّطاُحونة 'وا‪Ÿ‬ثعا '‬
‫ب‬
‫يتقّيأا ُ ا◊طّابون صَشباحات كاملة‬
‫صَشباحات يطويها النسشيان سشريًعا'‪.‬‬
‫أا‪ -‬اسشتخرج اِلسشتعارة الواردة ‘ ا‪Ÿ‬قطع ال ّسشابق ‪ ،‬وحللّها‪.‬‬
‫ب‪ ‘ -‬ا‪Ÿ‬قطع ال ّسشابق ما يدل‪ t‬على ال ّضشَجِر وعلى قدر اإلنسشان الكاِدِح‪،‬بيّن ذلك‪.‬‬
‫‪ -٧‬حّدد طبيعة ع‪Ó‬قة األطراف الّتالّية ‪Ã‬طرح‪.‬‬
‫◊ّطابون ‪ -‬الصشّيادون‪.‬‬ ‫الشّشاعر ‪ -‬القروّيون ‪ -‬ا َ‬
‫‪ -٨‬كيف عّبر الششاعر عن حُّبه ‪Ÿ‬طرح؟ وهل ‚ح ‘ أان ينقل هذه ا◊الة إا‪ ¤‬القارئ؟ ادعم إاجابتك بششواهد‬
‫نصشّية‪.‬‬
‫‪ -٩‬ح‪ّ“ Ú‬ددت ألول مّرة‬
‫كان البحُر يُششبه أايقونة‬
‫حاول تقطيع ال ّسشطرَين ال ّسشابق‪ Ú‬تقطيعا عروضشيا‪.‬‬
‫أا‪ -‬قارن ما توصشلت إاليه بقصشيدة أانششودة ا‪Ÿ‬طر ‪ ،‬من حيث الوزن العروضشي‪.‬‬
‫ب‪ -‬اسشتدّل من خ‪Ó‬ل إاجابتك ال ّسشابقة على أاّن هذه القصشيدة قصشيدة ن‪.Ì‬‬

‫لسصئلة إلتقييّمية‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬إ أ‬
‫‪ )١‬كيف بدت لك ع‪Ó‬قة الششاعر ‪Ã‬طرح؟‬
‫‪ )٢‬بدا الششاِعُر وكأاّنه يخوضس معركة ضشّد الّنسشيان ‪ ،‬ليخلَّد ذاكرة ا‪Ÿ‬دينة وذاكرة الطفولة‪.‬‬
‫بّين ذلك من خ‪Ó‬ل ششواهد دقيقة من القصشيدة‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 29‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ )٣‬حفلت القصشيدة بصشور ششعرّية ‘ غاية ا÷مال‪.‬‬


‫اذكر بعضس ا‪Ÿ‬واطن التي وردت فيها‪.‬‬

‫رإبعا‪ :‬إلنشصاط‪:‬‬
‫ب‬
‫اكتب موضصوعا عن مدينتك أاو قريتك تضصّمنه وصصفا ألهم معا‪Ÿ‬ها وأانشصطتها مازجا ذلك ‪Ã‬شصاعر ا◊ ّ‬
‫وا◊ن‪Œ Ú‬اههما‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 30‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪ÜÉ«°ùdG ôcÉ°T QóÑd ô£ŸG IOƒ°ûfGC‬‬
‫حزن يبعث ا‪Ÿ‬طْر؟‬ ‫ي ُ‬
‫اأتعلم‪ Ú‬اأ ّ‬
‫ف تنشسج ا‪Ÿ‬زاريب إاذا انهمْر؟‬ ‫وكي َ‬
‫وكيف يشسعر الوحيُد فيه بال ّضسياع؟‬
‫ب‪ Ó‬انتهاء ‪ -‬كال‪s‬دِم ا‪ُŸ‬راقِ ‪ ،‬كا÷ياع ‪،‬‬
‫ب ‪ ،‬كالأطفالِ ‪ ،‬كا‪Ÿ‬وَتى ‪ -‬هو ا‪Ÿ‬طر!‬ ‫◊ ّ‬‫كا ُ‬
‫أاع˘ ˘رف صش˘ ˘دي˘ ˘ق˘ ˘ا‪ ،‬ك˘ ˘ل˘ ˘م˘ ˘ا ه˘ ˘ط˘ ˘ل م˘ ˘ط˘ ˘ر فـي األرضس‪ ،‬جـاء ي ˘دق‬
‫بقبضشتـه جدار غرفتـي صشارخـا‪ ( :‬أا ُخرج‪ ،‬لقد جـاء ا‪Ÿ‬طر وعلينا أان‬
‫نقرأا أانششودة السشيـاب )‪ .‬فأاخرج معه‪ ،‬دائما كنت أاخرج؛ ليأاخذنـي‬
‫بسشيارته ونقف على سشـاحل البحـر وا‪Ÿ‬طر يغسشل كل ششيء‪ ،‬يخـرج ديوان‬
‫(أانششودة ا‪Ÿ‬طر)ويطلب مني أان أاقرأا‪ ،‬فيما هو يحـتـقن‪ .‬هكذا كل‬
‫ششتاء‪ .‬صشديق مثل هذا‪ ،‬يقرأا ا‪Ÿ‬طر بدموع السشياب‪ ،‬لن يغفر ‹ سشهوا‬
‫ول غفلة عن الششعر‪ ،‬مع‪È‬ا عن إاعجابه األو‹ ببدر‪ ،‬و متوغ‪ Ó‬معي فـي‬
‫–ـولت الفصشول منذ الدرسس األول‪ .‬ذلك الدرسس الذي صشاغ اتصشال‬
‫جـيلنا‪ ،‬بالششعر بوصشفه مطر ا◊يـاة على يبـاسس األرضس‪ .‬لكي يوششك‬
‫الرتباط ا‪ÿ‬رافـي ب‪ Ú‬السشيـاب وا‪Ÿ‬طر أان يصشبـح أاحـد معا‪ ⁄‬الثـقافة‬
‫العربية ا‪Ÿ‬عاصشرة‪ .‬ليـسس ألن ( أانششودة ا‪Ÿ‬طر ) خصشوصشا هي واحـدة‬
‫م ˘ن أاه ˘م ال ˘ت ˘جـارب الشش ˘ع ˘ري ˘ة ال ˘ع ˘رب ˘يـة‪ ،‬ا‪Ÿ‬ؤوسشسش ˘ة ف ˘حـسشب‪ ،‬ول ˘ك ˘ن ألن‬
‫الهيـام الوجـودي با‪Ÿ‬طر لدى السشيـاب‪ ،‬يششكل ا‪Ÿ‬فارقة ا◊يـاتية التي‬
‫صشاغت ‪Œ‬ـربـة السشيـاب الرؤويوية‪ .‬فهو الششاعر العربـي‪ ،‬الذي مات‬
‫لفرط ا‪Ÿ‬رضس والعوز بـا‪Ÿ‬عنى ا‪Ÿ‬ادي للكلمة‪ ،‬مات وهو يصشوغ ششعرا فتح‬
‫ألك‪ Ì‬من جـيل األفق الششعري العربـي برحـابة نهر ل ينضشب‪ .‬وهنا‬
‫تكمن طاقة الرؤويا التي سشيصشدر عنها السشياب‪ ،‬ذاهبا نحـو قدره‬
‫المأاسشاوي‪ .‬ذهب غير محسشود على الموت ‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 31‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫( أاتعرف‪ Ú‬أاي حزن يبعث ا‪Ÿ‬طر‪ ) ..‬ويطلق صشديقي تنهيدة ادخـرها طوال الصشيف‪ ،‬لكـي يفصشح عنها –ت‬
‫مطر السشياب‪ .‬أاتسشاءل أاحيانا‪ ،‬لفرط ا◊رائق التـي يلهبني بها صشديق مثل هذا‪ ،‬ما إاذا كان ‪Ã‬قدور اإلنسشان أان‬
‫يحمل هذا القدر من األ‪ ،⁄‬ويكون مسشتعدا ألن يتطوع باسشتـعادتها كمن يسشتحـضشر أاح‪Ó‬مه ا‪Ÿ‬غدورة‪ .‬لكن السشيـاب‬
‫كـان يذهب إا‪ ¤‬أابعد ‡ا يتعثـر به صشديقي بـ‪ Ú‬مطر و آاخـر‪ .‬لقد كـان يختـزل ا◊ـزن اإلنسشا‪ Ê‬كله ‘ كـلمات‪.‬‬
‫وكـان علينا أان ننتظر سشنوات لنحـيط بتـجـربة السشيـاب صشـاعدا بعذابـه ا÷ـسشدي والروحـي وهو يجـابه الواقع‪.‬‬
‫علينـا التـخـبط فـي محـتملين أامام ‪Œ‬ربة السشياب التي ل تزال متاحـة للدرسس و التأامل كـأانها –دث اآلن‬
‫محـتم‪Ó‬ن كـان السشيـاب يقتـرحها على مسشتـقبلنا الششعري العربـي‪ :‬ا‪ÿ‬ـضشوع لوهم الواقع باعتباره التفسش‪Ò‬‬
‫الوحيد للششعر‪ ،‬وبالتالـي المتثـال لكـل ما تطرحه علينا تنظ‪Ò‬ات النقد األدبي الذي ‪ ⁄‬يكن يـرى ‘ األدب اإل‬
‫انعكاسشا للحدث العام‪ .‬وهذا الحـتـمال هو األبرز واألكـثـر ششيـوعا حيث يتـعرضس السشيـاب آللتـه ا÷ـهنميـة‪،‬‬
‫ويصشبح وردة الضشحـايا لتـلك ا‪Ÿ‬رحلة‪ .‬الحتمال اآلخر‪ ،‬هو اإل‪Á‬ان بطاقة ا‪ı‬ـيلة بوصشفها جـوهرة ا‪Ÿ‬راصشد التـي‬
‫تـأاخـذ الششاعر والششعر والقارئ نـحـو أافق يصشدر عن األعماق‪ ،‬حيث ل نكون صشادق‪ Ú‬حقا إال هناك‪ .‬وهو احتمال‬
‫اق‪Î‬حتـه (من ب‪Œ Ú‬ـارب ششعرية نـادرة) ‪Œ‬ـربة السشيـاب فـي ا÷ـانب ا‪Ÿ‬كبـوت فيـها وا‪Ÿ‬سشكوت عنه نقديا أاكثـر‬
‫األوقـات‪ .‬فمعظم النقد الذي احـتـفى بالسشيـاب انحـاز لششائـع الحتمال األول‪ ،‬لكونه يلبي متطلبـات تلك اللحظة‪.‬‬
‫لكن مايبـقى من ‪Œ‬ـربة السشيـاب الرؤويـويـة هو ما سشوف يتصشل دوما الحتمال اآلخر‪ ،‬الذي تتأاكد لنا اآلن قدرته‬
‫على سش‪ È‬الروح واكتششاف ا÷سشد و–رير ا÷مال على ا÷انبـ‪ ،Ú‬حيث يكون الششعر هو ا◊لم باعتباره كششف‬
‫الواقع وفضشيحـته و›ـابهة ا◊ياة فيـه الصشديق يطرق جدار الغرفة صشارخـا بـي‪ ،‬كمن ينـهر جرحـا متـماث‪Ó‬‬
‫للنوم‪( :‬اخـرج‪ .‬ا‪Ÿ‬طر ‘ ا‪ÿ‬ـارج‪ ،‬تعال لنقرأا السشيـاب –ت سشقفه األث‪ ،Ò‬ا‪Ÿ‬طر)‪ .‬هكذا فـي كل مطر‪ ،‬ي‪Î‬ك كل‬
‫مششاغله ويأاتـي لكـي يسشمع الششعر‪ .‬قلت لصشديقي ذات ليلة‪( :‬هل تعرف أان السشيـاب مات بعيدا عن بيته وأاهله‬
‫ووطنه؟ )‪ .‬فـاسشتنفر‪ ،‬كمن يريد أان يغفل عن ا‪Ÿ‬وت‪ ،( :‬ل تصشدق‪ ،‬إان الششاعر ل ‪Á‬وت )‪ .‬وصشرت أاتيقن بخـلود‬
‫الششاعر كلما أاعدت قراءة السشياب‪ ،‬وأانحـاز لعذابه ومعاناته ضشد واقع كان يحـدق به ويسشتهدف مصشادرتـه بششتى‬
‫األششكال‪ .‬ففي مثل هذه ا‪Û‬ـابهة ضشرب من اخـتبـار طاقة الششعـر على اخـتـراق ا◊ـصشـارات كلها‪ ،‬مـبـتكـرا‬
‫الوقت وا‪Ÿ‬كان‪ .‬ويـومـا بعـد يوم تعلمت من السشيـاب‪ ،‬فـي أاجمل ششعره‪ ،‬أان الششعر هو ماتكتبه وليسس ما يكتبك‪.‬‬
‫‪Ã‬عنى أان الششعر هو مايصشدر عن ذاتك (العا‪ )⁄‬وليسس ما يصشدر عن العا‪( ⁄‬ذاتك)‪ .‬فعنـدما اأ“عن فـي‬
‫‪Œ‬ـربـة السشيـاب أاششعر بـأان بؤورة عذاباته الروحـيـة تكمن فـي صشراعه ا‪Ÿ‬أاسشاوي ب‪ Ú‬مـا يحـب (ويحلم) أان يكتبـه‪،‬‬
‫وبـ‪ Ú‬مـا يسشعى (الواقع) إالـى فرضشه لكي يقوله عنه‪ ،‬وهذا مـا أاوقـع السشيـاب (كـإانسشان) فـي ا‪ÓŸ‬بسشات التـي‬
‫جعلته ضشحـيـة ا‪Ÿ‬هانات والعذاب فـي حيـاته‪ .‬ففيما كان يكتـششف تفجـرات الششعر من جـهة‪ ،‬وينغمسس متورطا فـي‬
‫تفجـرات الروح وا÷سشد من جهة أاخـرى‪ ،‬كان الششاعر فيـه ي‪È‬أا من ا◊يـاة متطهرا بالتجـربـة‪ .‬و قـد اأتاح له كل‬
‫ذلك أان يعرف كـيف تضشيـع ا÷موع فـي تيـه الوهم‪ ،‬وكيف يضشرب ا÷فاف روح اإلنسشان ششوقا إالـى أانششودة ا‪Ÿ‬طر‪،‬‬
‫ويعرف ( كيـف يششعر الوحيد فيـه بالضشيـاع )‪ .‬و ها نحـن نتـأاكد‪ ،‬يوما بعد يوم‪ ،‬كم كـان بدر ششاكر السشيـاب‬
‫وحـيدا‪ .‬وكأاننا لسشنا وحدنا فـي هذه الوحدة‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 32‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫( أارسشل إاليـك رفقة هذه الرسشالة قصشيدة ‹ بعنوان ) أانششودة ا‪Ÿ‬طر وأا“نى أان تنال رضشاك وأان تكون صشا◊ـة‬
‫للنششر فـي (اآلداب) وإانني ‪ÿ‬جـول‪ .‬جدا من أان قصشيدتي هذه سشتـششغل فـي ›ـلة (اآلداب) حيزا قد يكون من‬
‫األو‪ ¤‬ملؤوه ‪Ã‬ا هو خ‪ Ò‬من قصشيدتـي و أاجدى (رسشائل السشياب)‪.‬‬
‫‪ -‬أاول‪ ،‬ترى هل كـان السشيـاب يدرك أان قصشيدتـه‪ ،‬التي يقدمها إا‪ ¤‬سشهيل إادريسس بتـوإاضشع ا‪Ÿ‬بـدع ورهافة‬
‫الششاعر‪ ،‬سشوف تكون حجـر أاسشاسس فـي ‪Œ‬ديد ‪Œ‬ربة الششعر العربـي ا‪Ÿ‬عاصشر كله‪ ،‬وع‪Ó‬مة من ع‪Ó‬مات انعطافته‬
‫ا◊اسشمة؟‬
‫‪ -‬وثانيا‪ :‬كيف يتسشنـى لنا العثور اآلن على ششاعر‪ ،‬يقدم قصشيدته ‪Ã‬ثل هذا التواضشع‪ ،‬ونحن نرقب الذين‬
‫يكتبون محـاولتهم األولـى (ليسشوا ششعراء كما كان السشياب‪ ،‬ول أاقل أايضشا) ‪Á‬عنون تيها وغرورا وغطرسشة‪‡ ،‬ا‬
‫يدفعنا إالـى ا‪ÿ‬جـل ‡ا يحـدث؟ ا◊ـقيقة أان الدرسس الذي تق‪Î‬حـه علينا ‪Œ‬ـربة السشياب‪ ،‬هو من الغنـى‪،‬‬
‫وا‪ÿ‬صشوبـة بحـيث ‪Á‬كن أان يتـحـول إالـى ضشوء يكـششف الواقـع الششعري العربـي الواهن‪ ،‬إان كان على صشعيد تواضشع‬
‫ا‪Ÿ‬بدع أاو جدية األديب أاو ضشرورة حرية الششاعر الكـاملة فـي ›ـابهة دوره اإلبداعي‪ .‬و إاذا كـان السشيـاب قد صشودر‬
‫فـي بعضس هذه الششروط‪ ،‬فإانه كـان ‪‰‬وذجـا جمي‪ Ó‬فـي بعضشها اآلخـر‪ ،‬وما علينـا إال أان نتأامل ما حـولنا لكـي ندرك‬
‫مقدار التـضشحـيات التـي نالت من روحه وجـسشده فـي سشبيل أان يحـصشل على أايام إاضشافيـة نادرة من ا◊ياة‪.‬‬
‫أاحسس بأاجـراسس خـافـتـة‪ ،‬أاجـراسس مطر وزهر‪ ،‬تقرع ‘ نفسشي‪ ،‬مـبـششرة ‪Ã‬يـ‪Ó‬د قصشيـدة‪ ..‬هذه الليلة أاو‬
‫غدا‪ .‬سشيكون مي‪Ó‬دها نعمة تنزلها السشماء عليه‪( .‬رسشائل السشياب)‪ ‘ .‬غمرة عذاباتـه كـان الششعر يأاتيه مثل‬
‫البلسشم‪ .‬وفيـما كان جسشده يتـآاكل بفعل ا÷راح (الناغرة الفاغرة) كمـا يصشفها فـي إاحدى رسشائله‪ ،‬كـان انهماكـه‬
‫فـي كـتـابة الششعر هو ا‪ÓŸ‬ذ الرحـيم الذي يخفف عنـه تلك األوجاع‪ .‬والآن‪ ،‬بعد ث‪Ó‬ثـ‪ Ú‬عاما من ذهابه‪Ÿ ،‬اذا ل‬
‫‚ـد مفرا من ششعور ا‪ÿ‬سشارة‪ ،‬ونحـن نسشتعيد ‪Œ‬ـربتـه اإلبداعيـة‪ ،‬و‪Ÿ‬اذا تظل ‪Œ‬ـربـة الروح وا÷سشد عند السشيـاب‪،‬‬
‫‪Ó‬حاطة بتجـربته الششعريـة و كنه العذاب الذي عاششه وتـعدد دللتـه؟ ليسس ثمـة جـواب لدينا‪.‬‬ ‫مدخ‪ Ó‬متـاحـا دوما ل إ‬
‫على العكسس؛ فإان أاسشئلة ل –ـصشى ‪Á‬كن أان نصشادفها ونحـن نتـوغل‪ ،‬مع الوقت‪ ،‬فـي معـا‪ ⁄‬حـيـاة السشيـاب‪ ،‬وم‪Ó‬مح‬
‫إابداعه الششعري‪ .‬وما أان نسشمع أاو نقرأا ششاعرا يذكر ا‪Ÿ‬طر فـي قصشيدته‪ ،‬حتـى يحـضشر السشياب؛ ليضشعنا فـي ارتباك‬
‫ا‪Ÿ‬قاربات‪ ،‬كما لو أان تلك األنششودة‪ ،‬قد وضشعت حـّدا يقاسس عليه كل ما سشيكتب عن ا‪Ÿ‬طر بعد ذلك‪ ..‬ولكأاننا ‪ ⁄‬نكن‬
‫نحـسشن اكتششاف ا‪Ÿ‬طر قبل السشيـاب‪ ،‬وألنّ ال ّسشيـاب قد أاضْشفى على ا‪Ÿ‬طر مسشحة ل عهد لنا بها منذ أان كتب أانششودته‪.‬‬

‫وح‪ Ú‬تنفجـر ا‪Ÿ‬فارقات سشاعة موتـه‪ ،‬مثلما تفجـرت طوال حيـاته‪ ،‬فسشوف يششارك فـي تششييع جـثمانه‪ ،‬ذات‬
‫صشبـاح ‡طر‪ ،‬عدد قليل من أاهله‪ ،‬و أابناء قـريتـه ا÷نوبيـة (جـيكور)‪ ،‬وصشديقـه الششاعـر الكويتي علي السشبـتي‪،‬‬
‫الذي نقل ا÷ـثـمـان من ا‪Ÿ‬سشتـششفى األمـيـري فـي الكويت إا‪ ¤‬جيكور فـي العراق‪ .‬لقد كان الششتاء يبكي على ششاعر‬
‫مات غريبا على ا‪ÿ‬ليج‪ ،‬وغريبا عنـه أايضشا‪ ،‬كما لو أان الطبيعة أارادت أان تـع‪ È‬للششاعر عن محـبة وتقدير ‪ ⁄‬يحصشل‬
‫عليـهما من البششر ‘ حياته‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 33‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫بعد ث‪Ó‬ثـ‪ Ú‬مـوتا‪ ،‬كـيـف لنا أان نقرأا درسس السشيـاب؟ كـيـف نقرأا فيـه الدم والششعـر و ا‪Ÿ‬طر‪ ،‬ونسشتـفيق على صشوته‬
‫الششاحب وهو يفتح األفق لنهر الششعر العربـي ا◊ديث‪ ،‬ونسشمع الصشدى كـأانه النـششيـج‪( :‬يا خليج‪ ،‬يا واهب ا‪Ù‬ـار‬
‫والردى )‪ .‬فإاذا جـاء ذلك الصشديق ثانيـة يطرق جـدار غرفتـي‪ ،‬لكـي نسشتعيد معا ذلك الصشدى‪Á ،‬كن أان أاقـول له‪:‬‬
‫(انظر إا‪ ¤‬الششاعر اآلن‪ ،‬انظر إاليـه‪ ،‬يع‪ È‬موتا بعد موت‪ ،‬دون أان يسشفر كل هذا الليل عن بدر واحد‪ ،‬حيث الظ‪Ó‬م هو‬
‫سشيد الوقت وا‪Ÿ‬كان)‪.‬‬

‫بعد ث‪Ó‬ث‪ Ú‬موتا‪ ،‬منذ أان غاب السشيـاب بعيـدا عن بيـتـه‪ ،‬ل يزال الششاعر العربـي ‪Á‬وت‪ ..‬ول بيت له‪ ،‬غ‪ Ò‬الغربة‬
‫والوحدة واليأاسس‪ ،‬فيما يرقب أاح‪Ó‬مه مهدورة مغدورة وقبضس الريـح‪ .‬بعد ث‪Ó‬ث‪ Ú‬موتا‪ ،‬ماذا ينبغي أان يقال‪ ،‬وأاك‪ Ì‬من‬
‫مبدع يذهبون إالـى ا‪Ÿ‬وت نحـرا أاو انتحـارا‪ .‬سشنقول‪ :‬طوبـى ‪Ÿ‬ن يرى إالـى السشيـاب فـي موته‪ ،‬ويقرؤوه قلي‪ Ó‬من الششعر تحت‬
‫المطر‪ .‬لقد ذهب بدر ششاكر السشياب غير محسشود على الموت‪ ،‬ولسشنا‪ ...‬على الحياة‪.‬‬

‫‪-‬قاسصم حدإد‪-‬‬

‫‪33‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 34‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪ôaÉ°ùŸG ∞«°ùdG ¢SGCQ‬‬
‫‪»ÑMôdG ∞«°S ô©°T ‘ IAGôb‬‬
‫من عمان هذا الصشوت ا‪Ÿ‬كتظ بالعذاب‪ ،‬سشيف الرحبي يطرح علينا الصشوت ا‪Ÿ‬ر‪Œ‬ف رعبا وا‪Ÿ‬معن ‘‬
‫الهجوم وا‪Ÿ‬باغتات‪ ،‬منذ أان بدأا مششاغبته مع الكتابة كان متوزعا ‘ ا‪ÿ‬رائط‪.‬‬
‫أاصشدر كتابه األول'' نورسشة ا÷نون '' ‘ دمششق‪ ،‬والثا‪ Ê‬أايضشا ''ا÷بل األخضشر'' وكتابه الثالث''أاجراسس القطيعة'' ‘‬
‫باريسس‪ ،‬وأاصشدر عذابه الرابع '' رأاسس ا‪Ÿ‬سشافر '' من ا‪Ÿ‬غرب‪ .‬منحته مضشارب العرب وجعا يليق به‪ ،‬و‪ ⁄‬تبخل عليه‬
‫مدن اآلخرين با‪ÿ‬ذلن وا‪Ÿ‬طاردات‪ ،‬طبيعة هذا الرحيل‪ ،‬هذا السشفر الغزير‪ ،‬صشاغت لتجربته الرؤوى ا‪Ÿ‬فاجئات‪.‬‬
‫مبكرا كان يعرف‪'':‬رأاسشي ا‪Ÿ‬ششطور ‘ صشليل ا÷هات '' '' أاجراسس القطيعة '' ولذلك ‪ ⁄‬يكن أاك‪ Ì‬صشدقا لكتابه األخ‪Ò‬‬
‫من عنوان‪'' :‬رأاسس ا‪Ÿ‬سشافر ''‪.‬‬
‫لكن عنصشر ا‪Ÿ‬فاجأاة ليسس ‘ هذا فقط‪ ،‬بل أايضشا ‘ طلوع ‪Œ‬ربة سشيف الرحبي الششعرية من حيث ل‬
‫يتوقع سشدنة 'األدب ا‪ÿ‬ليج'ي فعهدنا بالششعر ‘ عمان 'حديث'ا يتصشل با‪Ÿ‬رحوم عبدالله الطائي‪ ،‬الذي كان آاخر‬
‫العماني‪ Ú‬ا‪Ÿ‬قتحم‪◊ Ú‬دود ا‪ÿ‬ريطة‪' :‬حياة وكتاب'ة ‪ ،‬وفيما عدا ذلك فقد ظل الششعر هناك أاسش‪' Ò‬حداث'ة تعت‪È‬‬
‫أاحمد ششوقي متطرفا ‘ ‪Œ‬ديده للقصشيدة '؟'! وأاخ‪Ò‬ا –ضشر الكوكبة ا÷ديدة من الششباب ا‪Ÿ‬سشكون بششهوة‬
‫التغي‪ ،Ò‬يخرجوننا من موقد 'التجرب'ة ‪ ،‬لهبا يتأاجج ‪Ã‬ا ل يقاسس من التصشال بأافق العا‪⁄‬؛ ليششكلوا انعطافة‬
‫رؤويوية تعلن بششكل جيد عن طموحها‪ ،‬قد تتفاوت ‘ الوعي الفني‪ ،‬لكنها مأاخوذة بالحتمالت‪ ،‬التي تتفجر ‘‬
‫مناطق عديدة من خريطة النصس الششعري‪.‬‬
‫سشيف الرحبي ليسس وحده‪ ،‬ر‪Ã‬ا كان األبرز من بينهم‪ ،‬لكن هناك أاصشواتا جديدة‪ ،‬ينبغي أان تفاجئ‬
‫الكتابة العربية قريبا‪ ،‬وسشوف تفعل ذلك حقا‪ ،‬وسشوف يتاح لنا أان نحاورها ‘ حميمية العناق‪ ،‬والرفقة‪ ،‬فنحن‬
‫نششعر أانها أاحد الهجومات اإلبداعية الواثقة‪ ،‬التي سشوف ترافقنا للتنكيل ُ‪َ Ã‬سشّلمات الواقع األدبي‪ ،‬ومنظوراته‬
‫ورم ˘وزه ال ˘راج ˘ع ˘ة ف ˘ال ˘ت ˘ج ˘رب ˘ة ا÷دي˘دة ل˘ل˘ك˘تّ˘اب الشش˘ب˘اب ال˘ع˘م˘ان˘ي‪ ،Ú‬ت˘ب˘دو '‘ أافضش˘ل نصش˘وصش˘ه˘'ا م˘ث˘ق˘ل˘ة ب˘ال˘ق˘ول‪،‬‬
‫وششكله‪،‬با÷رح ونزيفه‪ ،‬با◊ياة وأاعبائها ‪ ..‬وهذا ما يرششحها لقدر كب‪ Ò‬من ا‪Ù‬تم‪Ó‬ت‪.‬‬
‫مع 'رأاسس ا‪Ÿ‬سشاف'ر ‪ ،‬يدخل سشيف الرحبي مرحلة جديدة ‘ النصس الششعري‪ ،‬ويقينا أان ‪Œ‬ربة هذا الششاعر‬
‫سشتظل بحاجة لتأامل نقدي‪ ،‬يتيح لنا أان نكتششف حركة القصشيدة عنده‪ ،‬منذ الكتاب األول حتى 'رأاسس ا‪Ÿ‬سشاف'ر‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 35‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫عند سشيف ليسشت الكتابة نزهة‪ ،‬إانها 'الطرق التي ل ينام فيها ا‪Ÿ‬سشافر إال ورأاسشه مسشنود إا‪ُ ¤‬مْعضِشل'ة الكتابة‬
‫هنا هي ا◊لم الذي يوازي ا◊ياة‪ ،‬يضشاهيها ول يقلدها أابدا‪.‬‬
‫منذ كتابه األول فتح سشيف الرحبي لنصشوصشه أافقا ‪ ⁄‬تكتششفه ‪Œ‬ارب من سشبقوه‪ ،‬ليسس ‘ عمان فحسشب‪،‬‬
‫ولكن ‘ مناطق كث‪Ò‬ة من هذه ا‪Ÿ‬نطقة‪.‬‬
‫إانه أافق ا◊لم‪ ،‬ا◊لم الذي كانت ج‪Ó‬فة الواقعية –اصشره‪ ،‬و–رم من طاقاته التجارب ا‪Ο‬اكمة‪ ،‬ومن‬
‫ركام يششبه اليأاسس تيسشر لسشيف الرحبي أان يخ‪Î‬ق السشائد‪ ،‬ولنقل هنا أان للخروجيات التي ‪ ⁄‬يتوقف عنها سشيف‬
‫طوال حياته 'بعد خروجه من قريت'ه دورا كب‪Ò‬ا ‘ السشتعداد الذاتي ‪Ÿ‬مارسشة ا◊لم بحرياته‪ ،‬فمن 'ل ‪Á‬كنه النوم ل‬
‫‪Á‬كنه الكتابة‪ ،‬ل ‪Á‬كنه اليقظ'ة‪ ،‬صشارت للكتابة مششاغل أاك‪ Ì‬عمقا وجمال‪ ،‬من مششاغل النصس السشابق عند سشيف‬
‫ليسس أان ير∙ حياة اآلخرين‪ ،‬ولكن أان يسشأال حياته “اما '‪،‬كما يضشيء السشج‪ ‘ Ú‬زنزانت'ه تبادلته الكهوف‬
‫واألرصشفة‪ ،‬القيود وا◊ريات‪' ،‬ث‪Ó‬ثون عاما هذا العمر الذي حوششته من دهاليز األجدا'د‪ ،‬كل هذا العذاب‪ ،‬هذه‬
‫التجربة التي تسشورها الكوابيسس‪ ،‬وعلينا بعد ذلك أان نفهم مفارقة أان يكون الششاعر قد ولد ‘ قرية عمانية تدعى‬
‫سشرور‪.‬‬
‫سصرور!! وبعد ذلك أاُوشِصك ‪ -‬لفرط الوجع ‪ -‬على نسصيان ا‪Ÿ‬عنى‬
‫األصصلي للكلمة‪..‬‬
‫''‪ ⁄‬ترضصعني أام‬
‫‪ ⁄‬تأاويني ب‪Ó‬د‬
‫اسصتيقظت فرأايت القطارات‬
‫تنهب عمري بخجل ا‪Ÿ‬سصافات''‪.‬‬

‫لكنه عرف 'مع‪Î‬ك ا◊ضشارا'ت‪ ،‬وأان الكتابة ليسشت تلك التي كتبها‬
‫السشابقون‪ ،‬وتعّلَم أان 'ل يلتفت كث‪Ò‬ا إا‪ ¤‬ا‪ÿ‬لف‪ .‬وهذا ما أاوقع اآلخرين ‘‬
‫مأازق البغتة‪ ،‬وهم يطالعون النصشوصس التي يبعثها سشيف الرحبي من مدن كث‪Ò‬ة إا‪ ¤‬أاصشدقاء يتكوكبون ‘ مناخ‬
‫يتصشاعد مثل بخار ا÷حيم‪.‬‬
‫ومقاربة مع الكتب السشابقة‪ ،‬يسشتطيع 'رأاسس ا‪Ÿ‬سشاف'ر أان ينقلنا بلغته الزاخرة‪ ،‬إا‪ ¤‬السشيطرة التي اسشتطاع‬
‫سشيف الرحبي أان يحققها على أادواته‪ ،‬ور‪Ã‬ا جاز لنا أان نكتششف الوششائج ا‪Ÿ‬تبلورة‪ ،‬التي تششد ‪Œ‬ربة اللغة الششعرية‬
‫‘ هذه ا‪Û‬موعة بلغة 'نورسشة ا÷نو'ن ‪ ،‬دون أان يكون 'ألجراسس القطيع'ة سشطوة على هذا التطور‪ ،‬أاو هكذا ششعرت‪،‬‬
‫وأانا أاعيد قراءة ا‪Û‬موعات أاك‪ Ì‬من مرة مقارنا ب‪ Ú‬بناء الصشورة‪ ،‬واللغة وطاقاتها‪ .‬هنا وهناك يبدو ‹ أان‬
‫'أاجراسس القطيع'ة سشوف يظل مناخا لغويا محدودا‪ ⁄ .‬يتصشل باحتمالت التطور ‘ 'نورسشة ا÷نو'ن ‪ ،‬و‪ ⁄‬يؤوسشسس‬
‫برزخا لتجربة 'رأاسس ا‪Ÿ‬سشاف'ر‪ ،‬ولعل تأام‪ Ó‬نقديا متخصشصشا سشوف يسشعف هذا النطباع‪ ،‬ويكششف لنا مقاربات‬
‫جديدة‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 36‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫سصلطة إلتقليد إ◊ديث‬


‫‘ سشياق التجربة الششعرية التي برزت ‘ حداثة السشنوات العششرين األخ‪Ò‬ة‪ ،‬سشوف يبدو سشيف الرحبي‬
‫صشوتا حمل قدرا منسشجما من ا÷رأاة مع جرأاته الفكرية تلك ا÷رأاة التي رششحته ل‪Ó‬تصشال ا‪Ÿ‬باششر بعناصشر اللغة‬
‫الششعرية ا÷ديدة‪ .‬ور‪Ã‬ا ‪Á‬كن القول إانه الوحيد‪ ،‬من بيننا‪ -‬الذي ‚ا بتجربته من سشلطة التقليد ا◊ديث‪ ،‬التي‬
‫“ثلت ‘ الوزن‪ ،‬التفعيلة‪ ،‬والتي عرضشت بعضس التجارب ‪Ÿ‬عاناة التأارجح ب‪ Ú‬الوزن‪ ،‬والن‪ ‘ Ì‬النصس الواحد‪ ،‬حينا‬
‫بوعي‪ .‬رغبة ‘ اسشتغ‪Ó‬ل أاقصشى طاقات التفعيلة ‘ ‪Œ‬ارب جديدة‪ ،‬وحينا آاخر بغ‪ Ò‬إادراك ظنا أان هذا الششرط هو‬
‫الذي يرششح القصشيدة ألن تكون سشفرا فحسشب‪.‬‬
‫سشيف الرحبي بدأا منذ الوهلة األو‪ ¤‬يكتب القصشيدة ا÷ديدة‪ .‬جديدة‪ ،‬ليسس زمنيا‪ ،‬لكن رؤويويا‪ ،‬هذا هو‬
‫ما يناسشبها‪ ،‬حيث اسشتمرار ا÷دة تنبع من النصس‪ ،‬وليسس من الرزنامة‪ .‬ينبغي أان نسشمي األششياء بأاسشمائها‪ ⁄ .‬يعد‬
‫‪ Ì‬مناسشبا‪ ،‬فهذا اللتباسس يحمل خل‪ Ó‬ل يجوز السشكوت عليه‪ .‬الششعر فقط هذا ما يجب الحتفاء‬ ‫إاط‪Ó‬ق 'قصشيدة الن '‬
‫به‪.‬‬

‫‪-‬قاسصم حدإد‪-‬‬
‫إلوطن إلثقا‘‪ /‬إلكويت‬
‫(موقع سصيف إلرحبي)‬

‫‪36‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 37‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا‪ Ù‬ـ ـ ـ ـ ـور الثا‪Ê‬‬


‫ا‪Ÿ‬سصرح ‘ األدب العربي ا◊ديث‬
‫لدب إ‪Ÿ‬سصرحي‬
‫لدب ‪:‬إ أ‬
‫إ أ‬

‫النصس األدبي‬

‫كم لبثنا ‘ إلكهف؟د‪.‬أإحمد هيكل‬

‫النصس اإلثرائي‬

‫إ‪Ÿ‬سصرح إلذهني عند إ◊كيم‪:‬د‪.‬إلسصعيد إلورقي‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 38‬‬

‫إ‪Ù‬ــــــور إلثا‪Ê‬‬
‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أإ ‪.‬دب‬
‫’‪»Mô°ùŸG ÜO‬‬
‫‪C G‬‬
‫إ‪Ÿ‬سصرحية ‪:‬‬
‫هي قصشة حوارّية تَُمّثل وتُصشاِحُبها مناظر ومؤوثرات مختلفة ‪،‬‬
‫ولذلك يُراعى فيها جانبان ‪ :‬جانب تأاليف النصس ا‪Ÿ‬سشرحي ‪ ،‬وجانب‬
‫التمثيل الذي يج ّسشم ا‪Ÿ‬سشرحيّة أامام ا‪Ÿ‬ششاهدين ‪Œ‬سشيما حيا ‪ .‬وقد نقرأا‬
‫ا‪Ÿ‬سش ˘رح ˘ي ˘ة م ˘ط ˘ب ˘وع ˘ة ‘ ك ˘ت ˘اب دون أان نشش ˘اه ˘ده ˘ا ‡ث ˘ل ˘ة ع ˘ل ˘ى ا‪Ÿ‬سش˘رح‬
‫فتتحول إا‪ ¤‬ما يششبه القصشة ‪ ،‬ولكنها مع ذلك تظل محتفظة ‪Ã‬قوماتها‬
‫ا‪ÿ‬اصشة ‪.‬‬
‫‪ ⁄‬يعرف األدب العربي القد‪ Ë‬ا‪Ÿ‬سشرح رغم إاّط‪Ó‬عه عليه ‘ األدب‬
‫اليونا‪. Ê‬‬
‫أاّما ‘ العصشر ا◊ديث‪ ،‬فقد مر الفن ا‪Ÿ‬سشرحي ‘ األدب العربي بث‪Ó‬ث مراحل ‪:‬‬

‫أإول ‪ :‬مرحلة إلنشصأاة ‪:‬‬


‫اقتبسس ' مارون نقاش'س (‪ )١‬هذا الفن من الغرب‪ ‘ ،‬مسشرحية ' البخي'ل ‪Ÿ‬ولي‪ )٢(Ò‬سشنة ‪١٨٤٧‬م ‪ ،‬ثم أاتبعها‬
‫‪ )٣(Ê‬باْلفن‬
‫‪Ã‬سشرحيات أاخرى مؤولفة‪ ،‬مثل‪ ' :‬أابو ا◊سشن ا‪Ÿ‬غف'ل ‪،‬أاو ' هارون الرششي'د ‪١٨٤٩‬م ‪ ،‬ثم خطا ' أابو خليل قبا '‬
‫ا‪Ÿ‬سشرحي خطوة إا‪ ¤‬األمام بتطويع ا‪Ÿ‬وروث الششعبي إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬سشرح‪ ،‬مثل‪ «':‬أالف ليلة وليلة '» وجعل الفصشحى لغة للحوار‪،‬‬
‫ثم هاجر من دمششق إا‪ ¤‬مصشر ح‪ Ú‬أاغلق مسشرحه سشنة ‪١٨٨٤‬م ‪.‬‬
‫و‘ عهد ا‪ÿ‬ديوي إاسشماعيل‪ ،‬أانششئت ' دار األوبر'ا‪ ،‬وقدم ' يعقوب صشنو'ع(‪ )٤‬مسشرحياته ا‪Ο‬جمة‪ ،‬أاو ا‪Ÿ‬قتبسشة أاو‬
‫ا‪Ÿ‬كتوبة باللهجة العامية '؛ لنقد األوضشاع السشياسشية‪ ،‬والجتماعية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مرحلة إلنضصج ‪:‬‬


‫‘ سشنة ‪١٩١٠‬م عاد جورج أابيضس(‪ )٥‬إا‪ ¤‬مصشر‪ ،‬من فرنسشا بعد دراسشة أاصشول ا‪Ÿ‬سشرح‪ ،‬وأا ُلّفت له مسشرحيات‬
‫اجتماعية ‪ ،‬وُعّربت له بعضس مسشرحيات (ششكسشب‪ ، )٦( )Ò‬مثل‪ ' :‬تاجر البندقي'ة ‪ ،‬أاو ' عطي'ل ‪. ....‬‬
‫‪، )٨( Ê‬ثم تطور ا‪Ÿ‬سشرح بعد ا◊رب‬ ‫ثم أاسشسس (يوسشف وهبي) (‪ )٧‬فرقة 'رمسشيس'س ‪ ،‬كما ظهرت فرقة ' ‚يب الريحا '‬
‫العا‪Ÿ‬ية األو‪ ¤‬بفضشل جهود األخوين‪ :‬محمد ومحمود تيمور من خ‪Ó‬ل تناول ا‪Ÿ‬ششك‪Ó‬ت الجتماعية وع‪Ó‬جها ع‪Ó‬جا‬

‫‪38‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 39‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ ' ، Ò‬مصشرع‬
‫ع‪Ó‬جا واقعيا ‪ .‬كما كتب أاحمد ششوقي عددا من ا‪Ÿ‬سشرحيات الششعرية‪ ،‬منها ‪ ' :‬البخيل'ة ‪ ' ،‬علي بك الكب '‬
‫كليوباتر'ا ‪› ' ،‬نون ليل'ى ‪' ،‬عن‪'Î‬ة ‪ ....‬ودفع فيها بالفن ا‪Ÿ‬سشرحي دفعة قوية إا‪ ¤‬األمام ‪ ،‬فقد درسس الفن ا‪Ÿ‬سشرحي‬
‫أاثناء إاقامته ‘ فرنسشا ‪ ،‬وكان له فضشل السشبق ‘ تأاسشيسس ا‪Ÿ‬سشرح الششعري العربي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مرحلة إلزدهار ‪:‬‬


‫ف ثم‬
‫منذ بداية الثلث الثا‪ Ê‬من القرن العششرين (‪١٩٣٣‬م) أاصشدر توفيق ا◊كيم مسشرحيته 'أاهل الكه '‬
‫أاتبعها بأاك‪ Ì‬من سشبع‪ Ú‬مسشرحية ‪ ،‬مكتملة ‘ موضشوعاتها ‪ ،‬وبنائها ‪ ،‬وحوارها ‪ ،‬وششخصشياتها ‪ ،‬وهو حريصس على‬
‫أان يسشاير بفنه حركات التطور ا◊ديثة ‘ ا‪Ÿ‬سشرح ‪ ،‬وهو الذي درسس القواعد الرئيسشة للمسشرح ‘ فرنسشا دراسشة‬
‫جادة ‪ ،‬لذا نراه دائم التصشال با‪Ÿ‬سشرح الغربي وا‪Œ‬اهاته ‪ .‬فانتقل من ا‪Ÿ‬سشرح التاريخي إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬سشرح الجتماعي‪ ،‬ثم‬
‫ف من‬‫إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬سشرح الذهني الذي يعالج قضشايا ›ردة‪ ،‬مثل‪ :‬ع‪Ó‬قة اإلنسشان بالزمن‪ ،‬أاو ع‪Ó‬قته بالقدر‪ ' ،‬وأاهل الكه '‬
‫مسشرحيات هذه ا‪Ÿ‬رحلة ‪.‬‬
‫وبعد توفيق ا◊كيم تطور الفن ا‪Ÿ‬سشرحي على يد جملة من الأدباء‪ ،‬ورجال ا‪Ÿ‬سشرح‪ ،‬مثل ‪ :‬علي أاحمد‬
‫باكث‪ )٩(Ò‬وعزيز أاباظة‪ )١٠( ،‬وصش‪Ó‬ح عبد الصشبور‪ )١١( ،‬وسشعدالله وّنوسس‪)١٢( ،‬وغ‪Ò‬هم ‪.‬‬

‫‪ -٢‬عناصصر إ‪Ÿ‬سصرحية ‪:‬‬


‫أا‪ -‬ا◊ادثة ‪ :‬وهي ا‪Ÿ‬واقف والوقائع واألحداث التي تتضشمنها ا‪Ÿ‬سشرحية ‪ ،‬وهي قليلة مقارنة بالقصشة ؛ لأن ا‪Ÿ‬سشرحية‬
‫تقوم على ا◊وار ل على السشرد‪ ،‬ف‪ Ó‬سشبيل لسشتقصشاء التفصشي‪Ó‬ت‪ ،‬اكتفاء بالوقائع ا‪Ÿ‬همة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشصخوصص ‪ :‬وهم ‘ ا‪Ÿ‬سشرحية قسشمان ‪:‬‬

‫‪39‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 40‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ب‪ - ١‬ششخوصس رئيسشية ‪ :‬ومن بينهم ت‪È‬ز ششخصشية 'البط'ل وهي الششخصشية ا‪Ù‬ورية ‪ ،‬وتتعلق بها األحداث منذ‬
‫البداية حتى النهاية ‪ ،‬ويجب أان تكون نامية متطورة ‪.‬‬
‫ب‪ - ٢‬ششخوصس ثانوّية ‪ :‬أادوارهم مكملة للدور الرئيسس‪ ،‬الذي يقوم به األبطال ‪ .‬وكل ششخصشية ‘ ا‪Ÿ‬سشرحية يتم‬
‫اكتششاف أابعادها من خ‪Ó‬ل ك‪Ó‬مها وحركاتها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفكرة ‪ :‬وهي ا◊قيقة‪ ،‬أاو ا◊قائق التي يريد الكاتب أان يؤوكدها‪ ،‬عن طريق ‪Œ‬سشيمها على ا‪Ÿ‬سشرح من خ‪Ó‬ل‬
‫األحداث والششخوصس ‪ .‬وتسشمى ا‪Ÿ‬سشرحية ' واقعي'ة ح‪ Ú‬يعتمد الكاتب على الواقع ‪ ،‬وتسشمى ' تاريخي'ة إاذا اعتمد على‬
‫التاريخ ‪ ' ،‬وأاسشطوري'ة إاذا اعتمد على األسشاط‪ ، Ò‬و ' ذهني'ة إاذا تناولت قضشية من قضشايا الصشراع اإلنسشا‪. Ê‬‬
‫د‪ -‬الزمان وا‪Ÿ‬كان ‪ :‬الزمان ‘ ا‪Ÿ‬سشرحية محدود لذلك لبد من اسشتبعاد التفصشي‪Ó‬ت ‪ ،‬فعدد الفصشول يكون ب‪Ú‬‬
‫واحد إا‪ ¤‬خمسشة فصشول ‪ .‬وأاّما ا‪Ÿ‬كان فهو محدود أايضشا إاْذ يجب التقيد فيه بإامكانات منصشة ا‪Ÿ‬سشرح‪.‬‬
‫هـ‪ -‬البناء ‪ :‬يقوم ششكل البناء على عدد محدود من الفصشول ‪ ،‬أاما أاسشلوب البناء فيقوم على التصشاعد بالصشراع إا‪¤‬‬
‫غايته ‪ ‘ ،‬خط متنام نحو قمة مششحونة بالتوتر ‪ ،‬ثم يتجه ا‪ÿ‬ط نحو القرار ا◊اسشم ‘ النهاية ‪.‬‬
‫و‪ -‬ا◊وار ‪ :‬تقوم ا‪Ÿ‬سشرحية على ا◊وار ‪ ،‬ف‪ Ó‬مسشرح ب‪ Ó‬حوار ‪ ،‬وقد يكون ب‪ Ú‬ششخصش‪ ، Ú‬أاو مناجاة ب‪ Ú‬الششخصس‬
‫ونفسشه ‪ ،‬وبه يكششف الكاتب أاغوار الششخصشية وهمومها ودوافعها ا‪ÿ‬فية ‪.‬‬
‫ز‪ -‬الصصراع ‪ :‬هو عقدة ا‪Ÿ‬سشرحية ‪ ،‬وإاذا كان ا◊وار هو ا÷انب ا‪Ù‬سشوسس للمسشرحية‪ ،‬فإان الصشراع هو جانبها‬
‫ا‪Ÿ‬عنوي ؛ ألنه عنصشر قائم ‘ ا◊ياة ب‪ Ú‬ا‪ Òÿ‬والششر ‪ ،‬سشواء أاكان ب‪ Ú‬أاششخاصس حول مبدأا ‪ ،‬أاو فكرة‪ ،‬أاو نزعة‪ ،‬أاو‬
‫هدف ‪ ،‬أام ب‪ Ú‬الششخصس ونفسشه ‪ .‬ويؤودي الصشراع إا‪ ¤‬تأازم ا‪Ÿ‬وقف ‪ ،‬حتى يكون ا◊ل نهاية لتلك العقدة ‪.‬‬

‫‪ -٣‬أإنوإع إ‪Ÿ‬سصرحية ‪:‬‬


‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬أاسصاة ‪ :‬وهي ' ال‪Î‬اجيدي'ا وتنتهي بفاجعة‪ ،‬ولكنها تؤوكد قيمة إانسشانية ك‪È‬ى ‪ ،‬أابطالها من العظماء ‪ ،‬وتتميز‬
‫با÷دية وحّدة العواطف ‪ ،‬وصشعوبة الختيار ‘ ا‪Ÿ‬واقف ‪ ،‬وسشمو اللغة التي يتكلم بها األبطال ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ا‪Ÿ‬لهاة ‪ :‬وهي ' الكوميدي'ا ‪ ،‬وموضشوعاتها واقعية من ا‪Ÿ‬ششك‪Ó‬ت اليومية ‪ ،‬ويغلب عليها الطابع الجتماعي ‪،‬‬
‫وعنصشر الفكاهة ‪ ،‬ونهايتها غالبا سشعيدة ‪.‬‬
‫‪ ⁄‬يعد هذا التقسشيم قائما ‘ ا‪Ÿ‬سشرح ا‪Ÿ‬عاصشر‪ ،‬فـ 'مسشافر لي'ل مث‪ Ó‬لصش‪Ó‬ح عبد الصشبور‪ ،‬تختلط فيها ا‪Ÿ‬أاسشاة‬
‫با‪Ÿ‬لهاة‪.‬‬

‫عن ‪ :‬د‪ -‬حسص‪ Ú‬علي محمد‪-‬‬


‫لدبي)‬‫(إلتحرير إ أ‬
‫مكتبة إلعبيكان‬
‫ط‪ ، ١‬إلرياضس ‪١٩٩٦‬م‬
‫(صس ‪)٢٨٨-٢٧٩‬‬

‫‪40‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 41‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لع‪Ó‬م‪:‬‬
‫إ أ‬
‫‪ -١‬مارون نقاشس (‪ :)١٨٥٥-١٨١٧‬أاديب لبناني ولد في صشيدا‪ .‬أابو المسشرح العربي‪ .‬مثّل أاّول مسشرحّية‬
‫باللغة العربّية في بيته ببيروت (‪٩‬ششباط ‪ ، )١٨٤٩‬اقتبسشها عن البخيل (لموليير)‪.‬‬
‫‪ -٢‬مولي‪ :)١٦٧٣-١٦٢٢( Ò‬كاتب فرنسشي هز‹ كب‪ Ò‬اششتهر بنقده األخ‪Ó‬قي والجتماعي ‘ أاسشلوب‬
‫ف أاو ا‪Ù‬تال‪.‬‬‫ضشاحك سشاخر من مسشرحّياته 'البخي'ل و 'ال‪Ì‬يّ والنبي'ل و 'الطبيب رغما عن'ه و 'ترتو '‬
‫‪ -٣‬أابو خليل قّبا‪ :)١٩٠٢-١٨٣٦( Ê‬هو أاحمد قبّا‪ ، Ê‬مسشرحّي سشوري أاّول من أاسّشسس فرقة جّوالة للتمثيل‬
‫تنّقل بها ب‪ Ú‬سشورية ومصشر‪.‬‬
‫‪ -٤‬يعقوب صشّنوع ‪ :‬كاتب ومخرج مسشرحي مصشري أانششأا مسشرحه ‘ الهواء الطلق بالقاهرة عام ‪ ١٨٧٠‬أاّول‬
‫من أادخل العنصشر النسشائي للتمثيل بدل قيام الرجل بالدورْين وقد دعاه ا‪ÿ‬ديوي إاسشماعيل لعرضس‬
‫مسشرحياته على مسشرحه ا‪ÿ‬اصس بالقصشر ‪ ،‬من أاعماله‪ :‬البنت العصشرّية ‪ ،‬الضشرت‪ ، Ú‬وغندور مصشر‬
‫لذلك لّقبه ا‪ÿ‬ديوي ‪Ã‬ولي‪ Ò‬مصشر‪.‬‬
‫‪ -٥‬جورج أابيضس (‪ :)١٩٥٩-١٨٨٠‬من رّواد ا‪Ÿ‬سشرح العربي ‪ ،‬ولد ‘ ب‪Ò‬وت وهاجر إا‪ ¤‬مصشر ‪ ، ١٨٩٨‬تعّلم‬
‫‘ فرنسشا ‪ ،‬أاسّشسس فرقة للتمثيل سشنة ‪.١٩١٢‬‬
‫‪ -٦‬ششكسشب‪( Ò‬وليام) (‪ :)١٦١٦-١٥٦٤‬ششاعر مسشرحي إانكيزي ‘ مصشاف رجال األدب العا‪Ÿ‬ي امتاز‬
‫ث 'روميو‬ ‫ت ‪' ،‬عطي'ل ‪ ،‬مكب '‬ ‫ب وبغضس ‪ .‬من مسشرحّياته‪' :‬همل '‬ ‫بتحليله عواطف القلب البششري من ح ّ‬
‫وجوليا'ت ‪...‬‬
‫‪ -٧‬يوسشف وهبي (‪‡ :)١٩٨٢-١٨٩٨‬ثل ومخرج مسشرحي وسشينمائي من مصشر ‪ ،‬يعت‪ È‬كأاحد الّرواد‬
‫األوائل ‘ ›ال ا‪Ÿ‬سشرح العربي ‪ ،‬ولد ‘ مدينة الفيوم ‪ ،‬سشافر إا‪ ¤‬إايطاليا حيث انضشّم إا‪ ¤‬فرقة‬
‫مسشرحية ‪ ،‬بعد عودته إا‪ ¤‬مصشر أاسشسس مسشرح رمسشيسس وبدأا ‪Ã‬سشرحّية (ا‪Û‬نون) اششتغل ‘ ا◊قل‬
‫السشينمائي “ثي‪ Ó‬وانتاجا وإاخراجا‪.‬‬
‫‪‚ -٨‬يب الريحا‪ :)١٩٤٩-١٨٩١( Ê‬فنّان مصشري ‪ ،‬زعيم ا‪Ÿ‬سشرح الفكاهي ‘ الب‪Ó‬د العربيّة أالف فرقة‬
‫للتمثيل لعبت عددا كب‪Ò‬ا من الهزليات‪.‬‬
‫‪ -٩‬علي أاحمد باكث‪ :)١٩٦٩-١٩١٨( Ò‬أاديب مصشري ‪Á‬نيّ األصشل ششاعر وقاصّس ومؤولف مسشرحي اششتهر‬
‫‪Ã‬سشرحّياته التاريخّية ‪ ،‬منها 'إابراهيم باشش'ا ‪' ،‬أاخناتون ونفرتيت'ي ‪' ،‬حرب البسشوس'س ‪...‬‬
‫‪ -١٠‬عزيز أاباضشه (‪ :)١٩٧٣-١٨٩٩‬ششاعر مصشرى ‪ ،‬له ششعر غنائي وجدا‪' :Ê‬أانات حائر'ة ‘ رثاء زوجته ‪،‬‬
‫ومسشرحّيات ششعرّية تاريخيّة ‪ ،‬منها 'قيسس وليل'ى ‪' ،‬العّباسش'ة ‪' ،‬ششجرة الّد'ر ‪' ،‬قافلة النو'ر ‪.‬‬
‫‪ -١١‬صش‪Ó‬ح عبدالصشبور (‪ :)١٩٨١-١٩٣١‬ششاعر مصشري من الششعراء ا‪ّÛ‬ددين ‪ ،‬من ›موعات ششعره‬
‫‪'Ó‬ج و 'ليلى وا‪Û‬نو'ن ‪.‬‬‫‪ Ë‬ومن مسشرحياته 'مأاسشاة ا◊ ّ‬ ‫'الناسس ‘ ب‪Ó‬د'ي ‪ ،‬و 'أاح‪Ó‬م الفارسس القد '‬
‫‪ -١٢‬سشعد الله ونوسس (‪ : )١٩٩٧-١٩٤١‬كاتب مسشرحي سشوري ولد ‘ قرية حصشن البحر على السشاحل‬
‫السشوري محافظة طرسشوسس ‪،‬درسس ‘ القاهرة وحصشل على اإلجازة ‘ الصشحافة ‪ .‬من مسشرحياته‬
‫ا◊ياة ابدأا ‪،‬ميدوزا –دق ‘ ا◊ياة ‪،‬فصشد الدم‪ ،‬جثة على الرصشيف‪.......‬‬

‫‪41‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 42‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬

‫‪ -١‬عّرف ا‪Ÿ‬سشرحية من حيث هي جنسس أادبي ‪.‬‬


‫‪ -٢‬حدد مراحل تطور الفن ا‪Ÿ‬سشرحي ‘ األدب العربي ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما العناصشر األسشاسشية التي تقوم عليها ا‪Ÿ‬سشرحية ؟‬
‫‪ -٤‬تنقسشم ا‪Ÿ‬سشرحية إا‪ ¤‬نوع‪: Ú‬‬
‫أا‪ -‬حددهما ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وضشح الفرق بينهما ‪.‬‬
‫ج‪ -‬لَِم انتفى هذا التقسشيم ‘ ا‪Ÿ‬سشرح ا‪Ÿ‬عاصشر ؟‬
‫‪ -٥‬اذكر بعضس وجوه الخت‪Ó‬ف والتفاق ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬سشرحية والقصشة ‪.‬‬
‫‪ -٦‬من هو رائد ا‪Ÿ‬سشرح الششعري ‘ األدب العربي ؟ اذكر اثنت‪ Ú‬من مسشرحّياته ‪.‬‬
‫‪ -٧‬عّرف ا‪Ÿ‬سشرح الّذهني ‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما القضشايا الّتي يعا÷ها ؟‬
‫ب‪ -‬اذكر أاششهر كتّاب ا‪Ÿ‬سشرح الذهني ‪ ،‬وإاحدى مسشرحّياته ‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 43‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس أإدبي‬
‫‪!? ∞¡µdG ‘ ÉæãÑd ºc‬‬
‫توفيق إ◊كيم‬
‫“هيد‪:‬‬
‫قال تعالى ‪{ :‬‬

‫} صشدق الّله العظيم‬


‫)سصورة الكهف(‬

‫مرنوشص ‪:‬‬
‫ما بك ؟‬
‫مشصلينيا ‪:‬‬
‫لقد دخلني ششكّ‪.‬‬
‫مرنوشص ‪:‬‬
‫في ماذا ؟‬
‫مشصلينيا ‪:‬‬
‫في زمن إاقامتنا بهذا الكهف ‪ .‬أال تذكر أاني أاتيته حليقا ؟ ها أانذا ولحيتي مرسشلة وششعري يتدلّى ‪ .‬ما تنّبهت إالى‬
‫ذلك إالّ ال ّسشاعة ! واأنا أاحكّ رأاسشي بظفري ‪...‬‬
‫يمليخا ‪:‬‬
‫نعم ‪ .‬نعم ‪ .‬أانا كذلك لحظت‪ ،‬وأانا أاخرج قطعة الف ّضشة للّرجل أانّ أاظافري طويلة‪ ،‬على هيئة لم أاعهدها من قبل!‬
‫ومن يدري ؟ لعلّ الّرجل ارتاع من منظر ششعري المبعثر األششعث (‪ . )١‬نحن هنا في الظ‪Ó‬م ل نلحظ ششيئا‪ ،‬ول يرى‬
‫أاحُدنا اآلخر‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 44‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫مشصلينيا ‪:‬‬
‫ترى أالبثنا أاسشبوعا ونحن ل نششعر ؟!‬
‫مرنوشص (يتلّمسس رأاسشه)‪:‬‬
‫صشدقتما ! أانا أايضشا ل أاحسشبني جئت الكهف بهذا الششعر كلّه في رأاسشي ولحيتي‪ .‬هذا عجيب ! انظر يا مششلينيا ‪ .‬لو‬
‫كنت تبصشر في الظ‪Ó‬م ‪ ..‬أاكاد بهذه الّلحية أاششبه القّديسشين‪ ،‬على ما يخّيل إالّي ‪...‬‬

‫يمليخا ‪:‬‬
‫لعّلنا مكثنا ششهرا ‪.‬‬
‫ويحك ! ششهرا ! وأاين كّنا طول هذه المّدة ؟‬
‫يمليخا‬
‫كّنا نياًما ‪.‬‬
‫مرنوشص‪:‬‬
‫أاهذا ك‪Ó‬م عاقٍل ؟‬
‫يمليخا ‪:‬‬
‫ولَِم ل ؟ إاّني سشمعت من جّدتي ووالدتي‪ -‬وأانا صشغير‪ -‬أاّن راعيا اعتصشم (‪ )٢‬بغار من سشيل هائل‪ ،‬وكان مؤومنا باللّه‬
‫والمسشيح فنام ششهرا حّتى انقطع ال ّسشيل فصشحا‪ ،‬وخرج سشالما كما دخل دون أان يششعر بالزمن ‪.‬‬
‫مرنوشص ‪:‬‬
‫تلك أاسشاطير عجائز ‪.‬‬
‫مشصلينيا (ناهضشا فجأاة)‪:‬‬
‫مرنوشس ‪.‬‬
‫مرنوشص‪:‬‬
‫إالى أاين يا مششلينيا ؟‬
‫مشصلينيا‪:‬‬
‫مهما يكن من أامر ف‪ Ó‬ريب أانّ األّيام الث‪Ó‬ثة قد انقضشت ‪.‬‬
‫مرنوشص‪:‬‬
‫تعني أاّنك ذاهب إالى ‪...‬‬
‫مشصلينيا‪:‬‬
‫ولن تمنعني قّوة في األرضس ‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 45‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫(صشوت ضشّجة خارج الكهف)‬


‫يمليخا‪:‬‬
‫صشه ! أاتسشمعان ؟‬
‫مرنوشص‪:‬‬
‫ما هذا أايضشا ؟‬
‫يمليخا (مرهفا األذن)‪:‬‬
‫هذا صشوت اأناسس عديدين !‬
‫مرنوشص (ناهضشا بقّوة)‪:‬‬
‫ويلنا ! هلكنا ‪...‬‬
‫الناسص (تقترب من باب الكهف)‪:‬‬
‫هذا كهف ! هذا باب كهف ! ‪( .‬فئة أاخرى من الناسس) لكنّه مظلم ! ‪...‬‬
‫إاّنه مظلم ‪( !..‬فئة أاخرى) أاحضشروا المششاعل ؟ أاوقدوا المششاعل !‬
‫مشصلينيا (همسشا) ‪:‬‬
‫إاننا محاصشرون !‬
‫يمليخا(همسشا) ‪:‬‬
‫فلنسشلم أانفسشنا !‬
‫(ل تمضشي لحظة حتى يشّشع في داخل الكهف ضشوء ‪ ،‬ثّم يششتّد الّلغط (‪ ) ٣‬ويدخل الناسس هاجمين‪ ،‬وفي أايديهم‬
‫المششاعل ولكن ‪ ..‬ما يكاد أاّول الّداخلين يتبين على ضشوء المششاعل منظر الث‪Ó‬ثة‪ ،‬حتى يمتلئ رعبا‪ ،‬ويتقهقر وخلفه‬
‫بقّية الناسس في هلع‪ ،‬وقد اضشطرب نظامهم‪ ،‬وهم يصشيحون صشيحات مكتومة )‬
‫الناسص (في تقهقر ورعب) ‪:‬‬
‫أاششباح ! ‪ ...‬الموتى ‪ !...‬األششباح ‪!...‬‬
‫(ويخرج الجميع في غير نظام تاركين بعضس مششاعلهم ‪ .‬ويخلو المكان للث‪Ó‬ثة‪ ،‬وكلبهم والضشوء منتششر‪ ،‬ولكّنهم‬
‫سشاهمون‪ ) ٤ ( ،‬جامدون كالتماثيل‪ ،‬كأاّنما أارعبتهم هم أانفسشهم هذه الكلمات ‪« :‬أاششباح وموتى»‪ ،‬أاو كأاّنهم ل يفهمون‬
‫مّما رأاوا وسشمعوا ششيئا) ‪.‬‬

‫ـ توفيق الحكيم ـ‬
‫(أاهل الكهف) ‪ :‬الفصصل األّول‬
‫مكتبة الآداب ‪ ،‬المطبعة النموذجية ‪ ،‬القاهرة (د ‪ ،‬ت)‬
‫صص ‪٣٦-٣١‬‬

‫‪45‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 46‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلتعريف بالكاتب ‪:‬‬


‫توفيق الحكيم (‪١٩٨٧-١٨٩٨‬م)‬
‫ولد بالسشكندرية سشنة ‪١٨٩٨‬م في عائلة ُمْترفة ‪،‬‬
‫ب ˘دأا شش ˘غ ˘ف ˘ه ب ˘ال ˘مسش ˘رح م ˘ن ˘ذ م ˘رح ˘ل ˘ة ال ˘دراسش ˘ة ال ˘ث ˘ان ˘وي ˘ة‬
‫بالقاهرة ‪ ،‬التحق بكلية الحقوق لكن دراسشة القانون لم‬
‫تمنعه من تأاليف بعضس المسشرحيات التي تعالج قضشايا‬
‫وطنية بأاسشلوب رمزي‪ ،‬مثل‪( :‬الضشيف الثقيل) و (المرأاة‬
‫الجديدة) و (العريسس) ‪.‬‬
‫أارسشله والده إالى فرنسشا سشنة ‪١٩٢٤‬م لمواصشلة دراسشة‬
‫القانون بعد حصشوله على اإلجازة ‪ ،‬فوجد نفسشه في بلد‬
‫عريق في المسشرح والفنون عامة ‪ ،‬فدرسس أاصشول المسشرح‬
‫من اإلغريق إالى المحدثين ‪ ،‬وقد أالف من وحي هذه المرحلة كتابين‪ ،‬هما ‪ (:‬زهرة العمر) و ( عصشفور‬
‫من الششرق) ‪.‬‬
‫بعد عودته إالى مصشر سشنة ‪١٩٢٨‬م اششتغل في وظائف لها ع‪Ó‬قة بالقانون واسشتمر في الكتابة المسشرحية‬
‫ف (‪ . )١٩٣٤‬لم يسشتمر طوي‪ Ó‬في الوظيفة ‪ ،‬فتفرغ للكتابة في‬ ‫ف 'ششهرزا'د (‪ )١٩٣٣‬و ' أاهل الكه '‬ ‫فأاّل َ‬
‫جريدة (أاخبار اليوم) وحصشل على عدة جوائز وأاوسشمة تقديرا ألعماله في مجال المسشرح واألدب‬
‫عموما‪.‬‬

‫إلشصرح إلمعجمي ‪:‬‬


‫ث) ششعثا‪ ،‬وششعوثة الششعر‪ :‬اغبر وتغّير وتلبّد واتسشخ ‪.‬‬‫‪ -١‬أاششعث ‪ :‬صشفة مششبهة من (ششِع َ‬
‫‪ -٢‬اعتصشم ‪ :‬فعل ماضس مزيد من ( ع ‪ /‬صس ‪ /‬م) ‪ :‬اعتصشم بغار ‪ :‬امتنع به ولجأا إاليه ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ال‪s‬لغ ـط ‪ :‬مصشدر من (ل ‪ /‬غ ‪ /‬ط) ‪ :‬لغط القوم لغطا وُلغاطا ‪ :‬صشّوتوا أاصشواتا مختلطة مبهمة ل تفهم‪.‬‬
‫‪ -٤‬سشاهمون ‪ :‬جمع ( سَشاهٌِم) صشفة مششبهة من (سَشُهم) سشهوما ‪ :‬تغير لونه لِّهم ٍاأو هزال ‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 47‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لعدإد إلمنزلي ‪:‬‬


‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إ إ‬

‫‪ -١‬قدم النصس تقديًما ماد‪v‬يا ومعنوّيا ‪.‬‬


‫ك مششلينيا ؟‬
‫‪ -٢‬فيم كان شش ّ‬
‫‪ -٣‬ما الذي أاثار ششّكه ؟‬
‫‪ -٤‬ما الذي قطع على الرفاق الث‪Ó‬ثة حوارهم ؟‬
‫‪ -٥‬ما سشبب الرعب الذي اعترى الناسس الذين دخلوا الكهف ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬

‫‪ -١‬اذكر الششخصشيات المتحاورة في هذا النصس ‪.‬‬


‫‪ -٢‬افتتح النصس بالجمل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ما بك ؟‬
‫‪ -‬لقد دخلني ششك ‪.‬‬
‫‪ -‬في ماذا ؟‬
‫أا‪ -‬ما دللة كثافة السشتفهام فيما تقدم ؟‬
‫ب‪ -‬فيم ششك مششلينيا ؟‬
‫‪ -٣‬اسشتدل كل من مرنوشس ومششلينيا ويمليخا على طول إاقامتهم في الكهف بقرينة ‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما القرينة التي اسشتدل بها ك‪w‬ل منهم على صشحة ششّكه ؟‬
‫ب‪ -‬هل انتهى ششّكهم إالى يقين ؟‬
‫‪ -٤‬اقرأا العبارات التالية ‪ ،‬ثم أاجب عما بعدها ‪:‬‬
‫' تَُرى ؟ نحن ل نششعر ‪ -‬هذا عجيب ! ‪ -‬يُخيُّل إاليّ ‪ -‬لعلَّنا ‪ -‬أاين ُك‪s‬نا؟' ‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما الحقل الدللي الذي يجمع بين العبارات السشابقة ؟‬
‫ب‪ -‬ما دور هذه العبارات في تكثيف أاحداث المسشرحية باتجاه العقدة ؟‬

‫‪47‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 48‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ -٥‬هل تمّكن الرفاق الث‪Ó‬ثة من تحديد مدة بقائهم في الكهف بششكل يقيني ؟ اسشتخرج من النصس ما يدعم‬
‫إاجابتك ‪.‬‬
‫‪ِ -٦‬لَم َلْم ينتبه الرفاق الث‪Ó‬ثة إالى طول الزمن الذي قضشوه في الكهف ؟ اسشتخرج من أاقوال يمليخا ما يدعم‬
‫إاجابتك ‪.‬‬
‫‪ ' -٧‬أاهذا ك‪Ó‬م عاقل '؟‬
‫أا‪ -‬ما نوع األسشلوب فيَما تقدم ؟‬
‫ب‪ -‬أاعرب ما تحته خط مبينا صشيغته الصشرفية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ما الذي دعا مرنوشس إالى إابداء هذا الموقف من ك‪Ó‬م يمليخا ؟‬
‫‪ -٨‬دافع يمليخا عن وجاهة ك‪Ó‬مه الذي اسشتغربه مرنوشس ‪ ،‬بحكاية سشمعها في طفولته ‪.‬‬
‫اقرأا هذه الحكاية ثم حدد ما يلي ‪:‬‬
‫أا‪ -‬راوي الحكاية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بطل الحكاية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬سشبب لجوئه إالى الكهف ‪.‬‬
‫د‪ -‬انفراج العقدة ‪.‬‬
‫‪ -٩‬ما الحدث المفاجىء الذي قطع حوار مرنوشس ومششلينيا ؟‬
‫‪َ -١٠‬ما الدور الذي اضشطلع به هذا الحدث في الرتقاء باألحداث اإلى ذروة الصشراع ؟‬
‫‪ -١١‬اسشتخرج من النصس ما يدل على الهلع الذي انتاب الناسس عند رؤوية مرنوشس ويمليخا ومششلينيا ‪.‬‬
‫‪ -١٢‬هل انتهى الّرفاق الث‪Ó‬ثة إالى حالة من الطمأانينة والهدوء ؟ علل إاجابتك ‪.‬‬

‫لسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬


‫ثالثا ‪ :‬إ أ‬
‫‪ -١‬كيف علم الرفاق الث‪Ó‬ثة أانهم ظلوا في الكهف مدة أاطول مما كانوا يعتِقدون ؟‬
‫‪ -٢‬ما وظيفة األسشاليب السشتفهامية في هذا النصس ؟‬
‫‪ -٣‬اسشتخرج من النصس كل ما يدل على الحيرة والششك ؟‬
‫‪ -٤‬ما الذي أاثار فزع الناسس الذين دخلوا إالى الكهف ؟‬
‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط‬
‫اكتب ن ‪v‬صصا حوار‪v‬يا تتخّيل فيه نهاية لهذا الفصصل ‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 49‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪º«µ◊G óæY »ægòdG ìô°ùŸG‬‬
‫ا‪Ÿ‬سشرح الذهني ظاهرة يكاد ينفرد بها توفيق ا◊كيم ‘ سشلسشلة مسشرحياته الذهنية ‪ ،‬التي قال عنها ‘‬
‫مقدمة مسشرحيته 'بيجماليو'ن ‪١٩٤٢‬م ‪ ' :‬ولكنني أاقيم اليوم مسشرحي داخل الذهن وأاجعل ا‪Ÿ‬مثل‪ Ú‬أافكارا تتحرك ‘‬
‫ا‪Ÿ‬طلق من ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬مرتدية أاثواب الرمو'ز ‪.‬‬
‫وا‪Ÿ‬سشرح الذهني عند توفيق ا◊كيم ‪ ‘ -‬أاغلبه‪Á ' -‬تاز بغلبة الناحية العقلية ‪ ،‬وخضشوعه ‪Ÿ‬قتضشيات فكرة‬
‫ذهنية يريد ا‪Ÿ‬ؤولف أان ي‪È‬زها عن طريق ا◊وار ' (د‪ .‬عبد القادر القط) ‪.‬‬
‫بدأا توفيق ا◊كيم مسشرحه الذهني ‪Ã‬سشرحية (أاهل الكهف) التي نششرها عام ‪١٩٣٣‬م ‪ ،‬ثم (ششهرزاد)‬
‫‪١٩٣٤‬م ‪ ،‬و(بيجماليون) ‪١٩٤٢‬م ‪ ،‬ثم (سشليمان ا◊كيم) ‪ ، ١٩٤٣‬و(ا‪Ÿ‬لك أاوديب) ‪١٩٤٩‬م ‪....‬‬
‫و‘ مسشرحية (أاهل الكهف) ينطلق ا◊كم من القصشة الدينية ‘ القرآان الكر‪ Ë‬و‘ اإل‚يل التي تقول إانّ‬
‫أاهل الكهف بعثوا من مرقدهم بعد أان مكثوا ‘ كهفهم ما يزيد عن ث‪Ó‬ثة قرون ‪ ،‬فوجدوا أانفسشهم فجأاة ‘ زمن غ‪Ò‬‬
‫زمنهم ‪.‬‬
‫أاما الف‪Î‬اضس الذي وضشعه ا◊كيم ‪ ،‬فهو كيف تسشتطيع هذه الششخصشيات أان تتعامل مع الزمن ا÷ديد ‪،‬‬
‫باعتبار الزمن سشلسشلة من الع‪Ó‬قات الجتماعية ‪ .‬عند ذلك يبدأا –ول الششخصشيات الرمزية من ‪Œ‬ريدها الذهني ‪،‬‬
‫لتصشبح ششخصشيات إانسشانية “ارسس ا◊ياة وتواجه مششاكلها ا‪ÿ‬اصشة ‪.‬‬
‫اسشتحضشر ا◊كيم ‘ (أاهل الكهف) ث‪Ó‬ث ششخصشيات جاء ذكرها ‘ كتب ا‪Ÿ‬فسشرين وهي ‪ :‬ميششلينيا ومرنوشس وزيرا‬
‫ا‪Ÿ‬لك دقيانوسس ‪ ،‬والراعي ‪Á‬ليخا وكلبه قطم‪ . Ò‬وأاوجد لكل ششخصشية سشببا معقول للحياة ‪ ،‬فلميششلينيا خطيبته‬
‫بريسشكا ‪ ،‬و‪Ÿ‬رنوشس بيته وزوجته وولده ‪ ،‬وليمليخا أاغنامه التي يرعاها ‪.‬‬
‫وعندما تتحقق ا‪Ÿ‬عجزة ويعود أاهل الكهف إا‪ ¤‬ا◊ياة يجد كل واحد أان زمنه ‪Ã‬ا فيه من ع‪Ó‬قات وأاحاسشيسس‬
‫قد انتهى ‪ ،‬وأانه ‘ زمن ليسس له ‪ .‬فميششلينيا ل يجد سشوى حفيدة حبيِتهِ بريسشكا ‘ عامها العششرين ‪ .‬ومرنوشس يجد‬
‫ابنه قد مات منتحرا عن سشت‪ Ú‬عاما ‪ ،‬يرششد مرنوشس إا‪ ¤‬ق‪ È‬ابنه وق‪ È‬أامه ششحاذ 'عجو'ز ‪ ،‬و‪Á‬ليخا ل يجد أاثرا‬
‫ألغنامه التي أابادها الزمن ‪ ،‬حتى قطم‪ ⁄ Ò‬يسشتطع هو اآلخر أان يجد زمنه ب‪ Ú‬الك‪Ó‬ب ‪.‬‬
‫وهكذا حاول أاهل الكهف التحرر من سشلطان الزمن والعودة إا‪ ¤‬ا◊ياة بأارواحهم القد‪Á‬ة وقصشتهم‬
‫القد‪Á‬ة‪ ،‬أان ينكروا حقيقة الزمن فكانوا بذلك حربا على أانفسشهم ‪ .‬فبغ‪ Ò‬الزمان ل ‪Á‬كن أان يتحقق وجود‪ ،‬أاي‬
‫وجود ‘ العا‪. ⁄‬‬

‫‪49‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 50‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لقد فقدت كل ششخصشية أاسشباب ا◊ياة لديها ‪ ،‬لذلك ‪ ⁄‬تلبث أان تختار بإارادتها هذه ا‪Ÿ‬رة ومن خ‪Ó‬ل‬
‫الطريقة التي رسشمها ا‪Ÿ‬ؤولف ‪ ،‬أان تعود إا‪ ¤‬زمنها ا‪Ÿ‬اضشي الذي ذبلت فيه محتويات ا◊ياة ‪.‬‬
‫ومع أان الششخصشية الرمزية ‘ أاهل الكهف قد –ولت عقب بعثها إا‪ ¤‬ششخصشية إانسشانية تتعامل مع وقائع‬
‫ا◊ياة وتفاصشيلها ‪ ،‬إال أانها ظلت تتحرك ‘ إاطار الفكرة الذهنية التي أارادها ا‪Ÿ‬ؤولف ‪ ،‬ولهذا ظلت سشلبية ‘ مواجهة‬
‫وجودها الثا‪ ، Ê‬فكانت ششخصشيات م‪Î‬ددة ب‪ Ú‬واقعها اإلنسشا‪ Ê‬وب‪ Ú‬وجودها الذهني الذي أاوجدها فيه الكاتب ‪.‬‬
‫وقد جعلها هذا الوجود الذهني تقف هذا ا‪Ÿ‬وقف السشلبي من األحداث حولها ‪ ،‬فلم تسشتجب له اسشتجابة طبيعية‬
‫بششرية ‪ .‬وإا‪‰‬ا سشارت ‘ ا‪ÿ‬ط الذي رسشمه لها ا‪Ÿ‬ؤولف ‪ ،‬وقد أاثّر هذا بدوره على طبيعة الصشراع ‘ ا‪Ÿ‬سشرحية ‪ ،‬فظل‬
‫صشراعا محصشورا ‘ نطاق الششخصشيات وحدود ظروفهم ا‪ÿ‬اصشة‪ ،‬وهي ظروف ششاذة ل تقوم إال ‘ الف‪Î‬اضس‬
‫الذهني ‪ ،‬وهذا طبيعي ‘ مسشرح يقوم على الفروضس الذهنية ل على الواقع الجتماعي ‪.‬‬
‫د‪ .‬إلسصعيد إلورقي‬
‫(تطور إلبناء إلفني ‘ أإدب إ‪Ÿ‬سصرح إلعربي إ‪Ÿ‬عاصصر)‬
‫دإر إ‪Ÿ‬عرفة إ÷امعية إلسصكندرية ‪١٩٩٠ ،‬‬
‫صس صس‪١٠٣-٩٩‬‬

‫‪50‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 51‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا‪Ù‬ور الثالث‬
‫السص‪Ò‬ة الذاتية ‘ األدب العربي‬
‫أإدب إلسص‪Ò‬ة إلذإتية ‪:‬إ‪Ÿ‬ؤولفان‬

‫النصصؤصس األدبية‬

‫عهد إلطفولة ‪:‬طه حسص‪Ú‬‬

‫مغامر عماني في أإدغال أإفريقيا‪:‬حمد بن محمد إلمرجبي‬

‫النصصؤصس اإلثرائية‬

‫إلكاتب إلكب‪ Ò‬طه حسص‪:Ú‬جابر عصصفور‬

‫أإسصطورة تيبوتيب‪:‬محمد إلمحروقي‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 52‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫إ‪Ù‬ـــــــور إلثالث‬

‫ا‪Ù‬ور الثالث‪:‬‬
‫‪á«qJGòqdG IÒ°ùq dG ÜoOGC‬‬
‫تعريف إل ّسص‪Ò‬ة إلذإتيّة‪:‬‬
‫لئن أاششارت الكث‪ Ò‬من الّدراسشات النقدّية إا‪ ¤‬صشعوبة تعريف السش‪Ò‬ة الّذاتّية ‪ ،‬باعتبارها جن ًسشا أادبي‪v‬ا‬
‫يتداخل مع غ‪Ò‬ه من األجناسس مثل‪ :‬الّرواية وا‪Ÿ‬ذّكرات ‪ ،‬فإاّن هذا التداُخل ‪ ⁄‬يْحرم ال ّسش‪Ò‬ة الّذاتّية من ّمقومات‬
‫فنيّة خاصّشة هي ‪Ã ،‬ثابة ا◊دود الفاصشلة بينها وب‪ Ú‬غ‪Ò‬ها من األجناسس األدبّية‪.‬‬
‫ورغم ك‪Ì‬ة التعريفات التي أاعطيت لل ّسش‪Ò‬ة الّذاتّية ‪ ،‬فإاّننا سشنكتفي بتعريف‪ Ú‬فقط نظًرا لدّقتهما‪:‬‬
‫‪ Ó‬وهِم‪v‬يا ‪ ،‬بل يعرضس األحْداث‬ ‫‪' -١‬ال ّسش‪Ò‬ة الّذاتّية ن ّصس سشردّي يتمّيز عن الرواية بضشم‪ Ò‬ا‪Ÿ‬تكّلم‪ ،‬وبأاّنه ل يقّدم متخ‪s‬ي ً‬
‫ا◊قيقّية التي دفعت الّراوي‪ /‬الكاتب إا‪ ¤‬كتابة سش‪Ò‬ته‪ .‬وهي تقّدم كششًفا عن حياة مكتملة تقريبًا‪ ،‬أاو نششاط‬
‫ظاهر األهميّة ‘ حياة صشاحبه'ا‪.‬‬
‫معجم مصصطلحات نقد إلّروإية‪.‬‬

‫‪' -٢‬ال ّسش‪Ò‬ة الّذاتّية حكيٌ اسشتعاديّ ن‪ّÌ‬ي‬


‫يقوم به ششخصس واقعيّ عن وجوده‬
‫ا‪ÿ‬اصّس ‪ ،‬وذلك عندما يرّكز على‬
‫ح ˘ي ˘ات ˘ه ال ˘ف ˘ردّي ˘ة وت˘اري˘خ شش˘خصش˘ي˘ت˘ه‬
‫بصشفة خاصش'ة@‬
‫فيليب لوجون‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 53‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫خصصائصس إل ّسص‪Ò‬ة إلّذإتية‪:‬‬

‫تضشّمن التعريفان ال ّسشابقان أاهمّ خصشائصس ال ّسش‪Ò‬ة الّذاتّية ‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫أا‪ -‬ال ّسص‪Ò‬ة الذاتيّة ن ّصص ن‪Ì‬يّ سصرديّ‪:‬‬
‫تقوم ال ّسش‪Ò‬ة الذاتيّة على السشرد ألنه أاك‪ Ì‬األسشاليب ُقدرًة على حكي األحداث ا‪Ÿ‬سشتعادة ‪ ،‬وهو بذلك يسشاعُد‬
‫الكاتب على اسشتعادة أاطوار حياته ا‪Ÿ‬اضشية بششكل تعاُقبي يضشمن ُمتعة الكتابة ومتعة التلقي‪.‬‬
‫وتكون ال ّسش‪Ò‬ة الذاتّية ن‪ّÌ‬ية عدا بعضس السشتثناءات الّنادرة التي يعمُد فيها الكاتب إا‪ ¤‬كتابة سش‪Ò‬ته ششعًرا‪.‬‬

‫ب‪ -‬يتّم ال ّسصرُد ‘ ال ّسص‪Ò‬ة الّذاتّية عن طريق ضصم‪ Ò‬ا‪Ÿ‬تكلم ''أانا''‪.‬‬


‫درج كتّاُب ال ّسش‪ Ò‬الذاتّية على رواية سِشَيرهم عن طريق ضشم‪ Ò‬ا‪Ÿ‬تكّلم ا‪Ÿ‬فرد ؛ ألّن األحداث التي يوردونها‬
‫أاحداث تخ ّصس الذات الكاتبة غ‪ Ò‬أانّ بعضس الكتّاب اختار كتابة سش‪Ò‬ته بضشم‪ Ò‬الغائب ا‪Ÿ‬فرد ‪ ،‬ومن أاششهر‬
‫األمثلة على ذلك كتاب 'األّيا'م لطه حُسش‪.Ú‬‬

‫ج‪ -‬تعرضص ال ّسص‪Ò‬ة الذاتية على ‪-‬عكسص الّرواّية‪ -‬أاحداثًا حقيقّية‪.‬‬


‫رغم التقاطع ب‪ Ú‬ال ّسش‪Ò‬ة الذاتّية والرواية ‘ مسشتويات عّدة ‪ ،‬فإاّن ُهَنالك فرًقا جوهر‪v‬يا بينُهَما وهو أاّن الّرواية‬
‫تروي ‪ -‬غالبًا ‪ -‬أاحداًثا ُمتخّيلة ‪ ،‬فيما تروي السش‪Ò‬ة الذاتّية أاحداثًا حقيقيّة عاششها الكاتبُ أاْو َعايششها‪.‬‬

‫د‪ -‬تقوم السصيّرة الذاتّية على اسصتعادة ماضصي الكاتب ‘ ا◊اضصِر ‪ ،‬أاي حياته الفردّية وتاريخ شصخصصيّة‪.‬‬
‫على النّقيضس من ا‪Ÿ‬ذّكرات التي يهتّم كاتبها ِبَرصْشد أاهّم خصشائصس عصشره ا‪Ÿ‬وضشوعيّة ؛ فإاّن ال ّسش‪Ò‬ة الذاتيّة‬
‫تُعَنى بتاريخ كاتبها الششخصشي من خ‪Ó‬ل اسشتعادة ماضشيه وأاهمّ األحداث التّي عاششها ‘ مختلف أاطوار حياته‪.‬‬
‫و–ظى مرحلة الّطفولة ‪Ã‬كانة خاصّشة عند كاتب ال ّسش‪Ò‬ة الذاتّية لُعلوقِ أاحداثها ‘ ذاكرته أاّول ‪ ،‬وألهمّيتها ‘‬
‫تششكيل ششخصشيته ثانيًا‪.‬‬

‫هـ‪ّ -‬تتميز ال ّسص‪Ò‬ة الّذاتية بالتّطابق ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬ؤولّف والّرواي والشصخصصّية التي هي محور األحداث‪.‬‬
‫إاّن أاهمّ ما ‪Á‬يّز ال ّسش‪Ò‬ة الّذاتيّة عن غ‪Ò‬ها من األجناسس األدبّية ‪ ،‬هو الّتطابق التّاّم ب‪ Ú‬كاتبها ‪ ،‬وراوي‬
‫أاحداثها‪ ،‬والششخصشّية الّرئيسشية ‪ ،‬محور تلك األحداث‪ .‬ويظل هذا التطابق قائًما حتّى ‘ ا◊الت التي‬
‫يسشتخدم فيها الكاتب ضشم‪ Ò‬الغائب ا‪Ÿ‬فرد (هو) بدلً عن ضشم‪ Ò‬ا‪Ÿ‬تكلم ا‪Ÿ‬فرد (أانا)‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 54‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لدب إلعربي‪:‬‬
‫إلسص‪Ò‬ة إلّذإتية ‘ إ أ‬

‫‪ È‬الكث‪ Ò‬من النّقاد أان كتاب 'اع‪Î‬افات' للكاتب الفرنسشي جان جاك روسشو أاّول سش‪Ò‬ة ذاتّية ‘ اآلداب الغربيّة‬
‫َيعَت ُ‬
‫جميعها‪.‬‬
‫أاّما ‘ األدب العربي فقد ظهر هذا ا÷نسس األدبي ‪Ã‬عناه الصشط‪Ó‬حيّ الّدقيق ‘ ث‪Ó‬ثينات القرن العششرين‪.‬‬
‫ومن ب‪ Ú‬ال ّسش‪ Ò‬الّذاتّية العربيّة نذكر‪' :‬ق ّصشة حياة' للماز‪' ، Ê‬واألّيام' لطه حسش‪' ، Ú‬وسشبعون' ‪Ÿ‬يخائيل نعيمة‪' ،‬وا‪Ÿ‬سشتنقع'‬
‫◊ّنا مينا ‪ ،‬و'ششارع األم‪Ò‬ات' ÷‪È‬ا إابراهيم ج‪È‬ا ‪،‬و'رحلة جبلية ‪ ،‬رحلة صشعبة' لفدوى طوقان‪ ،‬و'ا‪ÿ‬بز ا◊ا‘'‬
‫‪ّÙ‬مد ششكري‪...‬إالخ‪.‬‬
‫ويرى بعضس النّقاد أاّن السش‪Ò‬ة الذاتية متأاصشلة فى األدب العربي القد‪ ،Ë‬حّتى وإان ‪ ⁄‬تذكر ‪Ã‬صشطلحها ‪،‬‬
‫ويسشتششهدون على ذلك ببعضس ما كتبه أاسشامة بن منقذ‪ ،‬أاو ابن خلدون وغ‪Ò‬هما ‪ ‘ ،‬ح‪ Ú‬يرى آاخرون أان هذا‬
‫ا÷نسس األدبي قد ارتبط بالغرب ‪ ،‬وأانّ أاول سش‪Ò‬ة ذاتية ظهرت ‘ الأدب العربي كانت ' األيام'‪ ،‬لطه حسش‪ Ú‬منذ‬
‫›لة اله‪Ó‬ل ‪ ،‬ثم سشنة ‪١٩٢٩‬م ‘ كتاب مسشتقّل‪.‬‬ ‫‪١٩٢٦‬م ‘ ّ‬
‫‪-‬إ‪Ÿ‬ؤولفان‪-‬‬

‫أإسصئلة إلنقاشس‪:‬‬

‫‪ -١‬عّرف السشيّرة الّذاتّية‪.‬‬


‫‪ -٢‬ما الفرق ب‪ Ú‬السش‪Ò‬ة الذاتّية وب‪ Ú‬الّرواية وا‪Ÿ‬ذكرات؟‬
‫‪ -٣‬اذكر خصشائصس السش‪Ò‬ة الذاتيّة وحللّها‪.‬‬
‫‪ -٤‬ما نوع الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬ؤولف والراوي والششخصشّية ا‪Ù‬ورّية ‘ ال ّسش‪Ò‬ة الذاتّية؟‬
‫‪ -٥‬اذكر بعضس ال ّسش‪ Ò‬الّذاتّية ‘ األدب العربي‪.‬‬
‫ب الّطفولة أاهمية خاصشة ‘ أادب السش‪Ò‬ة الّذاتّية؟‬ ‫‪Ÿ -٦‬اذا تكتسش ُ‬

‫‪54‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 55‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس أإدبي‬
‫‪ádƒØ£dG ó¡Y‬‬
‫اإلبداع األصصيل ‘ (األيام) ينطوي على معنى األمثولة الذاتية‪ ،‬التي تتحول إا‪¤‬‬ ‫“هيد‪:‬‬
‫مثال حي لقدرة اإلنسصان على صصنع ا‪Ÿ‬عجزة‪ ،‬التي –رره من قيود الضصرورة‪ ،‬والتخلف‬
‫وا÷هل والظلم ‪ ،‬بحثا عن أافق واعد من ا◊رية‪ ،‬والتقدم والعلم والعدل ‪ .‬وهي القيم التي‬
‫‪Œ‬سصدها األيام إابداعا خالصصا ‘ لغة تتميز ب‪Ì‬ائها األسصلوبي النادر‪ ،‬الذي جعل منها‬
‫ع‪Ó‬مة فريدة من ع‪Ó‬مات األدب العربي ا◊ديث ‪.‬‬
‫د‪ .‬جابر عصصفور‬

‫إاّنك يا ابنتي لسشاذجة سشليمٌة طّيبة النفسس ‪ .‬أانت في التاسشعة من‬


‫ع˘ ˘م ˘رك‪ ،‬ف ˘ي ه ˘ذه السش ˘نّ ال ˘ت ˘ي ي ˘ع ˘جب ف ˘ي ˘ه ˘ا األط ˘ف ˘ال ب ˘آاب ˘ائ ˘ه ˘م وأام ˘ه ˘ات ˘ه ˘م‬
‫ويّتخذونهم ُمث‪ Ó‬عليا في الحياة ‪ :‬يتأاثرونهم في القول والعمل ‪ ،‬ويفاخرون‬
‫بهم إاذا تحّدثوا إالى أاقرانهم أاثناء الّلعب ‪.‬‬
‫أاليسس األمر كما أاقول ؟ أالسشت ترين أانّ أاباك خير الّرجال وأاكرمهم ؟ أالسشتِ‬
‫مقتنعة أاّنه كان يعيشس كما تعيششين أاو خيرا مما تعيششين ؟‬
‫أالسشتِ تحبّين أان تعيششي اآلن كما كان يعيشس أابوك حين كان في الثامنة من‬
‫عمره ؟ ومع ذلك فإاّن أاباك يبذل من الجهد ما يملك وما ل يملك ‪ ،‬ويتكّلف‬
‫من المششّقة ما يطيق وما ل يطيق ‪ ،‬ليجّنبك حياته حين كان صشبّيا‪.‬‬
‫لقد عرفته يا ابنتي في هذا الطور من أاطوار حياته ‪ .‬ولو أاّني حّدثتك بما كان‬
‫ت إالى‬‫ت كثيرا من أاملك ‪ ،‬ولفتح ُ‬ ‫ت كثيرا من ظّنك ‪ ،‬ولخّيب ُ‬ ‫عليه حينئذ لكّذب ُ‬
‫قلبك ال ّسشاذج ونفسشك الحلوة باًبا من أابواب الحزن ‪ ،‬حرام أان يُْفَتح إاليهما‬
‫وأانت في هذا الطور اللذيذ من الحياة ‪.‬‬
‫نعم يا ابنتي ! لقد عرفت أاباك في هذا الطور من حياته ‪ .‬وإاّني ألعرف أاّن في‬
‫قلبك رّقة وليًنا ‪ .‬وإاّني ألخششى لو حّدثتك بما عرفتُ من أامر أابيك حينئذ أان‬
‫َيمِلَككِ اإلششفاُق وتأاُخَذكِ الّرأافُة فتُجهششي بالبكاِء ‪ ...‬ومع ذلك فقد عرفت‬
‫أاباك في طور من أاطوار حياته أاسشتطيع أان أاحّدثك به دون أان أاثير في نفسشك‬

‫‪55‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 56‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫حزنا ‪ ،‬ودون أان أاغريك بالضشحك أاو اللّهو ؛ عرفته في الثالثة عششَرَة من عمره حين أا ُرسشل إالى القاهرة ليختلف إالى‬
‫دروسس العلم في األزهر‪ ،‬إانْ كان في ذلك الوقت لصشبّي جّد وعمل ‪ .‬كان نحيفا ششاحب الّلون ُمهَمل الزّي أاقرب إالى‬
‫الفقر منه إالى الغنى ‪ ،‬تقتحمه ( ‪ ) ١‬العين اقتحاما في عباءته القذرة وطاقّيته التي اسشتحال بياضشها إالى سشواد قاتم‪،‬‬
‫وفي نعليه الباليتين المرقعتين ‪ .‬تقتحمه العين في هذا كلّه ‪ ،‬ولكّنها تبتسشم له حين تراه على ما هو عليه من حال‬
‫رّثة وبصشر مكفوف ‪ ،‬واضشح الجبين مبتسشم الثغر مسشرًعا مع قائده إالى األزهر ‪ ،‬ل تختلف خطاه ول يترّدد في‬
‫مششيته ‪ ،‬ول تظهر على وجهه هذه الظلمة التي تغششى ( ‪ ) ٢‬عادة‬
‫وجوه المكفوفين ‪ .‬تقتحمه العين ولكّنها تبتسشم له وتلحظه في‬
‫ششيء من الّرفق ‪ ،‬حين تراه في حلْقة الدرسس مصشغيًا كّله إالى‬
‫الشش ˘ي ˘خ ي ˘ل ˘ت ˘ه ˘م ك ˘‪Ó‬م ˘ه ال ˘ت ˘ه˘ام˘ا ‪ ،‬م˘ب˘تسش˘م˘ا م˘ع ذلك ل م˘ت˘أالّ˘م˘ا ول‬
‫متبّرما ( ‪ ) ٣‬ول مظهًرا مي‪ Ó‬إالى لهو ‪ ،‬على حين يلهو الصشبيان من‬
‫حوله ‪.‬‬
‫عرفته يا ابنتي في هذا الطور ‪ .‬وكم أاحبّ لو تعرفينه كما‬
‫عرفُته ‪ ،‬إاذن تقّدرين ما بينك وبينه من فرق ‪ .‬ولكن اأّنى لك هذا‬
‫وأانت في التاسشعة من عمرك ترين الحياة كلّها نعيما وصشفًوا !‬
‫ع ˘رف ˘ت ˘ه ي ˘ن ˘ف ˘ق ال ˘ي ˘وم واألسش ˘ب ˘وع والشش ˘ه ˘ر وال ّسش ˘ن ˘ة ل ي ˘أاك˘ل إاّل ل˘ون˘ا‬
‫واحدا‪ ،‬يأاخذ منه حظّه في المسشاء ‪ ،‬ل ششاكيا ول متبّرما ول‬
‫متجّلدا ‪ ،‬ول مفّكرا في أاّن حاَلُه خليقٌة بالششكوى ‪.‬‬
‫ولو أاخذِت يا ابنتي من هذا الّلون حظّا قلي‪ Ó‬في يوم واحد‬
‫ت أامّ˘ ˘ك ول˘ ˘ق˘ ˘ّدمت إال˘ ˘يك ق˘ ˘دح˘ ˘ا م˘ ˘ن ال˘ ˘م˘ ˘اء ال˘ ˘م˘ ˘ع˘ ˘دن˘ ˘ي ‪،‬‬
‫ألشش˘ ˘ف˘ ˘ق ْ‬
‫ولنتظرت أان تدعَو الطبيب ‪.‬‬
‫كذلك كان يعيشس أابوك جاّدا مبتسشما للحياة والدرسس ‪ ،‬محروما‬
‫ل يكاد يششعر بالحرمان ‪ .‬حتّى إاذا انقضشت السشنة وعاد إالى أابويه ‪ ،‬وأاقب‪ Ó‬عليه يسشأالنه كيف يأاكل ؟ وكيف يعيشس ؟‬
‫أاخذ ينظم لهما األكاذيب كما تعّود أان ينظم لك القصشصس فيحّدثهما بحياة كلها رغد ونعيم ‪ .‬وما كان يدفعه إالى‬
‫هذا الكذب حبّ الكذب ‪ ،‬إاّنما كان يرفق بهذين الششيخين ويكره أان ينبئهما بما هو فيه من حرمان ‪ .‬وكان يرفق‬
‫بأاخيه األزهري ‪ ،‬ويكره أان يعلم أابواه أاّنه يسشتأاثر دونه بقليل من الّلبن ‪ .‬كذلك كانت حياة أابيك في الثالثة عششرة من‬
‫عمره ‪.‬‬
‫ـ طه حسصين ـ‬
‫لّيام)‬
‫(إ أ‬
‫دإر إلمعارف بمصصر ‪ ،‬ج‪ ١‬صس صس‬
‫‪١٥١ - ١٤٥‬‬

‫‪56‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 57‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلتعريف بالكاتب ‪:‬‬


‫طه حسصين ‪)١٩٧٣-١٨٨٩( :‬‬
‫أاششهر أاع‪Ó‬م األدب العربي الحديث ُلّقب بعميد األدب‬
‫العربي ‪ ،‬تخرج من الجامعة المصشرية ثم من جامعة ال ّسشوربون‬
‫في باريسس ‪ ،‬تولى عمادة كلية اآلداب ثم وزارة التعليم ‪ ،‬كاتب‬
‫وناقد ومحقق ومترجم وروائي ‪.‬‬

‫إلشصرح إلمعجمي ‪:‬‬

‫‪ -‬تقتحمه ‪ :‬من فعل (َقَحَم) ‪ :‬اقتحم ‪ :‬دخل عنوة ‪.‬‬


‫‪ -‬تغشصى ‪ :‬من فعل (غشِشَي) ‪ :‬أاظلم أاو غّطى ‪.‬‬
‫‪ -‬متبّرما ‪ :‬من (بَِرَم وتب‪s‬رم) من الششيء ‪ :‬سشئمه وضشجر به ‪.‬‬

‫لعدإد إلمنزلي ‪:‬‬


‫أإّول ‪ :‬أإسصئلة إ إ‬

‫اقرأا النصص السصابق واشصرحه مسصتعينا باألسصئلة التالية ‪:‬‬


‫‪ّ -١‬قدم النصس تقديما مادّيا ومعنوّيا ‪.‬‬
‫‪Ó‬بناء في سشن الطفولة ؟‬ ‫‪ -٢‬ماذا يمثل اآلباء بالنسشبة ل أ‬
‫‪ -٣‬ما مظاهر المعاناة والحياة الصشعبة التي عاششها الكاتب في طفولته ؟‬
‫‪ -٤‬لماذا يريد الكاتب أان يجنب ابنته أان تعيشس الحياة التي عاششها ؟‬
‫‪ -٥‬اسشتخرج من النصس السشابق أاهّم صشفات الصشبي الجسشدية والمعنوية ‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 58‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬

‫‪ ' -١‬إانك يا ابنتي لسشاذجة سشليمة طيبة النفس'س‪:‬‬


‫أا‪ -‬الجملة السشابقة جملة خبرية ‪ ،‬بّين نوع الخبر معل‪ Ó‬جوابك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حدد أاطراف الخطاب في الجملة السشابقة ‪.‬‬
‫‪ ' -٢‬في سشن التاسشعة ‪ ،‬يعجب األطفال بآابائهم وأامهاتهم ويتخذونهم مث‪ Ó‬علي'ا ‪ .‬اششرح هذه الفكرة ‪ ،‬وبيّن‬
‫أاسشبابها النفسشية ‪.‬‬
‫‪ -٣‬لماذا يبذل الكاتب جهدا ليجنب ابنته أان تعيشس حياته حينما كان صشبيا ؟‬
‫‪ -٤‬وصشف الكاتب لبنته طورا من أاطوار حياته حينما كان صشبيا في الثالثة عششرة من عمره ‪ .‬اسشتخرج هذه‬
‫الصشفات وصشنفها إالى صشفات معنوية وأاخرى متعلقة بالخلقة والهيئة والحركة ‪.‬‬
‫‪ -٥‬حّدث الكاتب ابنته عن نفسشه وهو في سشن الثالثة عششرة بضشمير الغائب ‪:‬‬
‫أا‪ -‬اسشتخرج من النصس ما يدل على ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما دللة أان يتكلم الكاتب في السشيرة الذاتية عن نفسشه بضشمير الغائب ؟‬

‫‪ -٦‬حرصس الكاتب على أان يحّدث ابنته عن حياته دون أان يثير فيها الحزن ‪ ،‬ودون أان يغريها بالضشحك اأو اللهو‪:‬‬
‫أا‪ -‬ما سشبب هذا الحرصس؟‬
‫ب‪ -‬هل تراه من خ‪Ó‬ل حديثه قد نجح في ذلك ؟‬
‫ج‪ -‬ما المششاعر التي أاثارها طه حسشين في نفسشك حينما تحّدث عن طور من أاطوار حياته ؟‬
‫‪ -٧‬ما مظاهر المعاناة والمجاهدة التي عاششها الكاتب في صشباه ؟‬
‫‪ -٨‬رغم كل الظروف الصشعبة التي عاششها الكاتب في صشباه ‪ ،‬فإانه تّخطى كل العوائق والصشعوبات من أاجل‬
‫هدف سشام ‪ .‬اذكر بعضس مظاهر هذا التجاوز ‪.‬‬
‫‪ -٩‬في النصس ما يدل على تعارضس كبير بين طفولة الكاتب وطفولة ابنته ‪:‬‬
‫أا‪ -‬اذكر مظاهر هذا التعارضس ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بّين سشببه ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ما أاهمية ذلك في الدللة على نجاح طه حسشين في حياته ‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 59‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ -١٠‬ل متأاّلما ‪ ،‬ل متبّرما ‪ ،‬ل مظهرا ‪ ،‬ل يأاكل ‪ ،‬ل ششاكيا ‪ ،‬ل متجلّدا ‪ ،‬ل مفّكرا ‪ .‬نفى الكاتب عن نفسشه صشفات‬
‫إانسشانية ‪ ،‬فما دللت ذلك ؟‬
‫‪ ' -١١‬أاخذ ينظم لهما األكاذيب كما تعّود أان ينظم لك القصشصس فيحدثهما بحياة كلها رغد ونعي'م‬
‫أا‪ -‬ما الذي كان يدفع الكاتب إالى الكذِب على أابويه ؟‬
‫ب‪ -‬بم تحكم على الكاتب من خ‪Ó‬ل هذا السشلوك ؟‬
‫‪ -١٢‬اسشتدل من خ‪Ó‬ل النصس على الع‪Ó‬قة المميزة التي تربط الكاتب بابنته ‪.‬‬

‫لسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬


‫ثالثا ‪ :‬إ أ‬

‫‪ -١‬من هو الصشبي الذي يتحدث عنه الكاتب ؟‬


‫‪Ó‬دب العربي ووزيرا للمعارف ؟‬
‫‪ -٢‬ما مظاهر المعاناة التي عاششها الكاتب في صشباه قبل أان يصشبح عميدا ل أ‬
‫‪ -٣‬ما القيم اإلنسشانية التي تسشتخلصشها من حياة طه حسشين ؟‬

‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬

‫تعرضصت في مرحلة من طفولتك إالى بعضص الصصعوبات إلكمال تعليمك ‪ ،‬لكنك قاومت تلك‬
‫الصصعوبات وتجاوزتها ‪ .‬اكتب موضصوعا عن هذه المرحلة معتمدا أاسصلوب الكتابة في السصيرة الذاتية‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 60‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس أإدبي‬
‫‪É«≤jôaGC ∫ÉZOGC ‘ ÊɪY ôeɨe‬‬
‫حمد بن محمد إ‪Ÿ‬رجبي‬
‫كانت ا‪Û‬اعة متفششية ‘ سشاحل (مر‪Á‬ا) ع‪È‬نا طريق‬
‫(أاوروري) باسشتخدام رجال من قبيلة (كينيا مويزي) ‪ ،‬الذين‬
‫رفضش˘ ˘وا ع˘ ˘ب˘ ˘ور ال˘ ˘ط˘ ˘ري˘ ˘ق ‡ا اضش˘ ˘ط˘ ˘ر‪ Ê‬إا‪ ¤‬م ˘ف ˘اوضش ˘ة ق ˘ب ˘ي ˘ل ˘ة‬
‫(وازارامو) ا‪Ÿ‬عروف‪ Ú‬بأانفتهم من السشتخدام لكنهم قبلوا ‪Ÿ‬ا‬
‫عانوه ‘ الف‪Î‬ة األخ‪Ò‬ة من ا÷وع والتعب (‪. ).....‬‬
‫عمل عندي سشبعمائة رجل ‪ ،‬غادرنا بتجارتنا ز‚بار (*) ‪ ...‬كان‬
‫ط ˘ع ˘ام ا◊م ˘ال‪ Ú‬ال ˘ذرة ال ˘ت ˘ي ن ˘ف ˘دت ‘ ال ˘ط ˘ري ˘ق ‡ا ج ˘ع ˘ل ˘ه ˘م‬
‫ي ˘ق ˘اسش ˘ون ضش ˘غ ˘ط األح ˘م ˘ال ع ˘ل ˘ى ب ˘ط ˘ون خ ˘اوي ˘ة ‪ .‬وم ˘ا إان وصش ˘ل ˘ن˘ا‬
‫(مكامبا) حتى اشش‪Î‬يت مؤوونة تضشمن عدم نقصس التغذية على‬
‫ا◊مال‪ Ú‬مرة ثانية ‪ ...‬وزعت ا‪Ÿ‬ؤوونة لكل ششخصس ما يكفيه مدة‬
‫سشتة أايام واحتفظت بالكمية ا‪Ÿ‬تبقية ‪.‬‬

‫(*) ز‚بار‪ :‬يرد ‘ إ أ‬


‫لصصل إلسصوإحلي للكتاب ‪ ،‬إسصم ز‚بار باسصم آإخر وهو إأ‚وجا‪ .‬وهي إلتسصمية إلدقيقة للجزيرة‬
‫إلتي كانت عاصصمة إ◊كم إلعما‪ .Ê‬ويذكر أإن إسصم ز‚بار ‘ إلقد‪ Ë‬كان يطلق على إلسصوإحل إلشصرق أإفريقيّة كلها‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 61‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‘ اليوم ا‪Ÿ‬ضشروب للسشفر ‪ ⁄‬أاجد ا◊مال‪ ،Ú‬فقد تفرقوا ‘ القرى ا‪Û‬اورة ‪ .‬وقد هالني األمر إاذ ‪ ⁄‬أاجد‬
‫أاحدا البتة ‪ .‬بعثت إا‪ ¤‬أاخي محمد بن مسشعود الوردي وأامرته أان يلحقني ببندقيتي وم‪Ó‬بسشي‪ ،‬و‪Ã‬جموعة من‬
‫ا‪ÿ‬دم ‪ ...‬وبعد سشاعات قليلة كان لدي قوة من السش‪Ó‬ح والرجال ‪ ،‬و‘ الصشباح توجهت إا‪ ¤‬قرية ا◊مال‪، Ú‬‬
‫وجمعت كبار السشن بها‪ ،‬وأاقارب ا◊مال‪ Ú‬فبلغوا على ا÷ملة مائتي رجل ‪ .‬ضشرب أاهل القرية طبولهم للتجمع‪،‬‬
‫فجاء ا◊مالون الذين رأاوا ما صشنعت فأاظهروا ‹ الطاعة‪ ،‬وعادوا معي ‪ .‬واصشلت الطريق لتجميع ا◊مال‪،Ú‬‬
‫ت ثما‪‰‬ائة رجل‪ .‬لقد لّقبو‪ Ê‬بعد هذه العملّية بـ(كينجوجوا) أاي‪ :‬الضشبع األرقشس‪ ،‬ذلك الوحشس الذي ينقضس‬ ‫فجمع ُ‬
‫خاطفا هنا وهناك ‪ .‬وأاطلقوا لقب (كومبا كومبا) على أاخي‪ ،‬وهو لقب يطلق على الششخصس‪ ،‬الذي يفتك بكل أاحد ‪..‬‬
‫ذهبنا أانا واألخ محمد بن مسشعود الوردي‪ ،‬وبشش‪ Ò‬وعبدالله ابنا حبيب بن بشش‪ Ò‬الوردي‪ ،‬وعمي والعديد من‬
‫إاخواننا ومن معنا من األتباع‪ ،‬الذين يبلغون ث‪Ó‬ث‪ Ú‬رج‪ . Ó‬كنا مسشلح‪ Ú‬بالبنادق ‪ ....‬لذا قررت مواصشلة ا‪Ÿ‬سش‪ Ò‬إا‪¤‬‬
‫(إايتاوا) خلف بح‪Ò‬ة (تا‚انيقا)‪ ،‬حيث تسشكن قبيلة (السشامو) ‪ ...‬حاول ا◊مالون ثنيي عن الذهاب قائل‪:'Ú‬ل‬
‫تذهب إا‪( ¤‬السشامو) صشحيح أان لديه الكث‪ Ò‬من العاج‪ ،‬ولكنه ل يؤو“ن ‪ ،‬لقد قتل أاعدادا كب‪Ò‬ة من العرب والعبيد‪،‬‬
‫ر‪Ã‬ا كان يخدعهم برؤوية العاج‪ ،‬وبضشائع أاخرى ثم ينقضس عليهم ‪ ...‬إانك –مل نفسشك وبضشاعتك إالي'ه ‪.‬‬

‫وجدنا أاحد ا‪Ÿ‬عّمرين العرب واسشمه عمر بن سشعيد الششقصشي‪ ،‬الذي قال لنا ناصشحا ‪ ' :‬ل تذهبوا إا‪ ¤‬أارضس‬
‫(السشامو) فمنذ أاعوام ذهبت هناك‪ ،‬برفقة محمد بن صشالح النبها‪ ،Ê‬وحبيب بن حمد ا‪Ÿ‬عمري‪ ،‬وآاخرين من‬
‫العرب واألتباع من سشكان السشاحل ‪ ،‬لقد هوجمنا ونُِهَبت بضشاعتنا ‪ ،‬بل إان بعضشنا قد ُقتَِل ‪ ...‬أارى أانه من ا◊كمة أان‬
‫تبقوا هنا حيث ‪Á‬كنكم ا◊صشول على قدر معقول من العاج ' ‪.‬‬
‫‪ ⁄‬نأاخذ بنصشيحته وواصشلنا ا‪Ÿ‬سش‪ Ò‬إا‪ ¤‬أارضس (أارو‚و) حيث ع‪È‬نا نهرا عظيما يششكل حاجزا طبيعيا ‪،‬‬
‫مارين بعدد ل يحصشى من القرى ‪.‬‬
‫بلغنا ‘ صشباح اليوم التا‹ مششارف قرية (السشامو) صشعدنا تّلة (‪ )١‬صشغ‪Ò‬ة فبدت القرية ‘ ا÷انب‬
‫اآلخر عظيمة جدا ‪ .‬اسشتقبلنا بعضس حاششية (السشامو) وأاخذونا للقائه ‪ .‬وجدناه طاعنا ‘ السشن ‪ ،‬أاخذوه على محفة‬
‫فأارانا كميات عظيمة من العاج مخزونة ‘ منزل كب‪ . Ò‬و‘ صشباح اليوم ا‪Ÿ‬وا‹ بعث إالينا خدمه يدعونا إا‪ ¤‬قريته‬
‫فتوقعنا أاننا سشنحصشل على بغيتنا من العاج ‪ ،‬ولكن ا◊قيقة التي ‪ ⁄‬تكن لتفوتنا هي أان (السشامو) جّهز جنوده‬
‫ل‪Ó‬نقضشاضس علينا ‪....‬‬
‫كنت على رأاسس القيادة‪ ،‬وفجأاة أاصشابتني ث‪Ó‬ثة سشهام ‪ ،‬كذلك أاصشيب أاصشغرنا سشعيد بن سشيف ا‪Ÿ‬عمري‪،‬‬
‫واثنان من العبيد فارقا ا◊ياة مباششرة ‪ .‬وعلى الرغم من هذه ا‪Ÿ‬باغتة‪ ،‬إال أاننا اسشتطعنا اسشتغ‪Ó‬ل بنادقنا ا‪Ù‬ششوة‬

‫‪61‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 62‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫بالرصشاصس‪ ،‬وفتحنا النار عليهم ‪ ،‬ومع “ام السشاعة الثامنة كانت القرية خالية‪ ،‬إال من العاجزين الذين عاقبهم‬
‫(السشامو) ‪ .‬إانه رجل ل يعرف الرحمة ‪.‬‬
‫ومع الظ‪Ó‬م جاءت قوة جمع فيها (السشامو) أاتباع أابنائه من القرى القريبة ‪ .‬بالنسشبة ‹ فقد كنت طريح‬
‫الفراشس بإاصشابتي ‪ ...‬فأاعطيت أاوامري ÷نودنا بأان يباغتوا العدو لي‪ ‘ Ó‬أاماكنهم ‪ ،‬فانتصشرنا عليهم‪ ،‬رغم ك‪Ì‬ة‬
‫عددهم‪ ...‬و‘ اليوم الثالث ظهر لنا جيشس عظيم ‪ .‬تقدموا حتى اق‪Î‬بوا من مخازنهم‪ ،‬وهنا هجمنا عليهم هجمة‬
‫واحدة ‪.....‬‬
‫‪ ⁄‬يعودوا ثانية ‪ .‬وبعد هذه ا‪ı‬اطر ‪ ⁄‬يعد أاحد منا يرغب ‘ العاج ‪ ،‬كنا خائف‪Ú‬؛ ألن الب‪Ó‬د ششاسشعة جدا‬
‫ت للششفاء من جروحي جمعت من معي‬ ‫وسشكانها كث‪Ò‬ون‪ ،‬وهم أاصشحاب غدر ‪ .‬أاقمنا بالقرية مدة ششهر ‪ .‬بعد أان “اثل ُ‬
‫عابرين النهر حيث اسشتقبلنا أاحد الزعماء اسشتقبال حارا وحدثني ‪ ' :‬اآلن بعد وصشولك هنا سشوف أاعت‪È‬ك أاخ ّصس‬
‫أاصشدقائي‪ ،‬وإا‪ Ê‬أاسشأالك أان تسشتوطن هذه القرية ‪ .'..‬ومن اآلن سشأاعرف بلقب تيبوتيب (@) الذي أاطلقه علي السشكان‬
‫ا‪Ù‬ليون ‪ .‬كانوا يقولون إان بندقيتي تطلق ‘ كل ال‪Œ‬اهات كبيان ‪Ÿ‬دى ششّدتي ‘ ا◊رب ‪.‬‬

‫حمد بن محمد بن جمعة إ‪Ÿ‬رجبي‬


‫إ‪Ÿ‬عروف بــ(تيبوتيب)‬
‫ترجمه عن إلسصوإحلية‪:‬د‪ .‬محمد إ‪Ù‬روقي‬
‫لع‪Ó‬ن ‪٢٠٠٥‬م صس صس‪٤٤-٣٧‬‬ ‫لنباء وإلنشصر وإ إ‬
‫مؤوسصسصة عمان للصصحافة وإ أ‬

‫‪62‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 63‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫التعريف بالكاتب‪:‬‬
‫هو حمد بن محّمد بن جمعة بن رجب بن محّمد‬
‫ب ˘ن سص ˘ع ˘ي ˘د ال ˘م ˘رج ˘ب ˘ي واح ˘د م˘ن أاشص˘ه˘ر التجار‬
‫العماني‪ ‘ Ú‬شصرق أافرقيا ‘ مطلع القرن التاسصع‬
‫عشصر‪ .‬األرجح أانه ولد ‘ قرية تسصّمى كوارارا ‘‬
‫ز‚ب˘ار ع˘ام(‪١٨٤٠‬م)‪ ،‬نشص ˘أا ب ˘ز‚ب ˘ار وب˘ه˘ا ت˘ل˘ق˘ى‬
‫تعليما دينيا‪ .‬بدأا ‘ التجارة ‘ ف‪Î‬ة مبكرة من‬
‫منزل تيبوتيب‬ ‫حياته ‪ ⁄‬يتعّد فيها الثانية عشصرة من عمره‪ .‬ثم‬
‫مالبثت مهاراته التجارية أان نشصطت وأاخذ يقوم‬
‫ب ˘ت ˘ج ˘ارت ˘ه ال ˘خ ˘اصّص ˘ة م ˘خضص˘ع˘ا ال˘زع˘م˘اء ال˘زن˘وج‬
‫لسصطوته‪ .‬توّفي تيبوتيب ‘ ز‚بار ‘ ‪ ١٣‬يونيو‬
‫عام ‪ ، ١٩٠٥‬بعد أان عاشص حياة مليئة با‪Ÿ‬غامرة‬
‫والتحّدي والر–ال‪ .‬ومهما يكن من أامر فإانّ‬
‫تيبوتيب يعت‪ È‬ب‪Ó‬شصك حلقة مهّمة من حلقات‬
‫الوجود العما‪ ‘ Ê‬شصرق أافريقيا‪. .‬‬

‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي‪:‬‬

‫ما ارتفع من األرضس ّعما حوله ‪ ،‬وهو دون ا÷بل ا÷مع‪ :‬ت‪Ó‬ل وتلول وأات‪Ó‬ل‪.‬‬ ‫‪ -١‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلّة‪:‬‬
‫ف)‬
‫هودج ل قبّة له ‪ ،‬ا÷مع (محا ّ‬ ‫‪ -٢‬مِحـ ـ ـّفة‪:‬‬

‫(@) تيبوتيب‪ :‬هو إللقب إلثاني له وهو محاكاة صصوتيّة لصصوت إإط‪Ó‬ق إلبندقيّة‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 64‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لعدإد إ‪Ÿ‬نز‹‪:‬‬
‫لً‪ :‬أإسصئلة إ إ‬
‫أإو آ‬
‫اقرأا الن ّصص السصابق واشصرحه مسصتعينا باألسصئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -١‬قّدم الن ّصس تقد‪Á‬ا مادًيا ومعنوياً‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما الطريقة التي اعتمدها تيبوتيب لسشتعادة العّمال الذين تفّرقوا ‘ القرى ا‪Û‬اورة؟‬
‫‡ا جعله يسشتحق الّلقب‪ Ú‬اللذين اأطلقتهما‬
‫‪ -٣‬اسشتخرج من الن ّصس بعضس الدلئل على ششجاعة تيبوتيب وقّوته ّ‬
‫عليه القبائل األفريقّية‪.‬‬
‫‪ -٤‬ما الدلئل على أاهّمية الوجود العما‪ ‘ Ê‬ششرق أافريقيا من خ‪Ó‬ل الن ّصس؟‬

‫ثانيًا‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة‪:‬‬


‫‪ -١‬من مبادئ كتابة السش‪Ò‬ة الذاتية التطابق ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬ؤولف والّراوي والششخصشّية ا‪Ÿ‬تحّدث عنها ‪ .‬اسشتخرج ما‬
‫يّدل على هذا التطابق وما يجعل من الن ّصس سش‪Ò‬ة ذاتية‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما الدوافع التي كانت تقف وراء الرح‪Ó‬ت التي كان يقوم بها تيبوتيب ‘ أادغال أافريقيا؟ وهل تسشتوجب‬
‫كل هذا العدد من الرجال؟ ‪Ÿ‬اذا؟‬
‫‪ -٣‬تبدو ششخصشّية تيبوتيب ششخصشّية تتمّتع ‪Ã‬ؤوه‪Ó‬ت قيادّية ‪ .‬اسشتخرج من الن ّصس الصشفات واألفعال ا‪Ÿ‬نسشوبة‬
‫إاليه والدا ّلة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -٤‬حينما أاعاد تيبوتيب ‪Œ‬ميع العّمال أاطلقت القبائل عليه لقبا وعلى أاخيه لقبا آاخر‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما اللقبان اللذان أاطلقا على كليهما؟‬
‫ب‪ -‬ما مدى مطابقة هذين اللقب‪ Ú‬لهما؟‬
‫‪ -٥‬رغم كل التحذيرات ‪ ،‬فإان تيبوتيب قد أاصّشر على الذهاب ا‪ ¤‬أارضس (السشامو)‪.‬‬
‫أا‪ -‬ع‪Ó‬م يّدل ذلك؟‬
‫ب‪ -‬ما ا‪ı‬اطر التي كانت بانتظار تيبوتيب؟‬
‫ج‪ ⁄ -‬أاصشّر تيبوتيب على الذهاب ‪Ÿ‬واجهة السشامو رغم كل ا‪ı‬اطر؟‬
‫‪ -٦‬ا◊ملة على السشامو كانت حملة ألسشباب ‪Œ‬ارية ‘ ظاهرها ‪ ،‬لكنها حملة فيها من ا‪Ÿ‬غامرة ومن الدوافع‬
‫اإلنسشانية الكث‪ . Ò‬وضّشح ذلك من خ‪Ó‬ل أاّدلة من النصس‪.‬‬
‫‪ -٧‬أابدى السشامو حنكة ‘ ا◊رب ‪ ،‬لكن تيبوتيب كان له من الدهاء ما جعل ا◊رب –سشم لصشا◊ه‪:‬‬
‫أا‪ -‬ما ا◊يلة التي توخاها السشامو؟‬

‫‪64‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 65‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ب‪ -‬كيف اسشتعد تيبوتيب ‪Ÿ‬واجهة مكر السشامو؟‬


‫ج‪ -‬ما النتائج التي آالت إاليها ا◊رب ب‪ Ú‬السشامو وتيبوتيب؟‬
‫‪ -٨‬رغم إاصشابته ‘ ا◊رب ‪ ،‬فإاّن تيبوتيب ‪ ⁄‬يسشتسشلم بل واصشل ا‪Ÿ‬واجهة ‪ ،‬فع‪Ó‬م يدّل ذلك؟‬
‫‪ -٩‬بعد انتصشاره على السشامو اسشتقبل تيبوتيب اسشتقبال حارا من ِقبل القبائل ا‪Û‬اورة فما دللة ذلك؟‬
‫‪' -١٠‬ومن اآلن سشأاعرف بلقب تيبوتيب ‪.'..‬‬
‫أا‪ -‬من أاطلق عليه هذا اللقب؟‬
‫ب‪ -‬لَِم أاطلق عليه هذا اللقب؟‬
‫ج‪ -‬ما النتائج العسشكرّية والتجارّية ل‪Ó‬نتصشار على السشامو؟‬
‫‪ -١١‬يقول فيليب لوجون ‪-‬أاك‪ È‬منظّري السش‪Ò‬ة الذاتية‪' :-‬إانّ كتابة السش‪Ò‬ة الذاتّية هي أاّول ‡ارسشة فردّية‬
‫واجتماعيّة ل تقتصشر على الكتاب وحده'م ‪ .‬هل ترى أانّ هذه الفكرة تنطبق على سش‪Ò‬ة تيبو تيب؟ وضّشح‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬إ أ‬
‫لسصئلةإلتقييميّة‪:‬‬
‫‪ -١‬ما هي الصشفات التي تسشتخلصشها من الن ّصس للمغامر العما‪ Ê‬حمد بن محّمد ا‪Ÿ‬رجبي؟‬
‫‪Ÿ -٢‬اذا ّلقب ا‪Ÿ‬رجبي بـ(كينجوجوا) وبـ(تيبوتيب) أاثناء مغامراته ‘ أادغال أافريقيا؟‬

‫رإبعًا‪ :‬إلنشصاط‪:‬‬
‫اكتب بحثا عن أاثر الوجود العما‪ ‘ Ê‬شصرق أافريقيا‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 66‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪Ú°ùM ¬W : ÒѵdG ÖJɵdG‬‬
‫طه حسش‪ )١٩٧٣-١٨٨٩( Ú‬واحد من أاهم‬
‫‪-‬إان ‪ ⁄‬ي˘ ˘ك˘ ˘ن أاه˘ ˘م‪ -‬ا‪Ÿ‬ف˘ ˘ك˘ ˘ري˘ ˘ن ال˘ ˘ع˘ ˘رب ‘ ال˘ ˘ق˘ ˘رن‬
‫العششرين‪.‬‬
‫وت˘ ˘ ˘رج˘ ˘ ˘ع أاه˘ ˘ ˘م˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘ت˘ ˘ ˘ه إا‪ ¤‬األدوار ا÷ذري ˘ ˘ة‬
‫ا‪Ÿ‬تعددة التي قام بها ‘ ›الت متعددة‪ ،‬أاسشهمت‬
‫‘ النتقال باإلنسشان العربي من مسشتوى الضشرورة‬
‫إا‪ ¤‬مسشتوى ا◊رية‪ ،‬ومن الظلم إا‪ ¤‬العدل‪ ،‬ومن‬
‫التخلف إا‪ ¤‬التقدم‪ ،‬ومن ثقافة اإلظ‪Ó‬م إا‪ ¤‬ثقافة‬
‫السشتنارة‪ ،‬فهو أاجسشر دعاة العق‪Ó‬نية ‘ الفكر‪،‬‬
‫والسشتق‪Ó‬ل ‘ الرأاى‪ ،‬والبتكار ‘ اإلبداع‪ ،‬والتحرر‬
‫‘ البحث األدبي‪ ،‬والتمرد على التقاليد ا÷امدة‪.‬‬
‫وهو أاول من كتب عن (مسشتقبل الثقافة) با◊ماسشة‪ ،‬التي كتب بها عن (ا‪Ÿ‬عذب‪ ‘ Ú‬األرضس)‪ ،‬وبالششجاعة‬
‫التي –رر بها من ثوابت النقل البالية‪ ،‬فاسشتبدل الجتهاد بالتقليد‪ ،‬والبتداع بالتباع‪ ،‬وأاقام الدنيا و‪ ⁄‬يقعدها‬
‫ح‪ Ú‬أاصشدر كتابه (‘ الششعر ا÷اهلي)‪ ،‬الذي كان ‪Ã‬ثابة السشته‪Ó‬ل ا÷ذري للعقل العربي ا‪Ù‬دث‪ ،‬وا◊ديث ‘‬
‫آان‪.‬‬
‫ولد طه حسش‪ ‘ Ú‬الرابع عششر من نوفم‪ È‬سشنة ‪ ‘ ١٨٨٩‬عزبة (الكيلو)‪ ،‬التي تقع على مسشافة كيلوم‪ Î‬من‬
‫(مغاغة) ‪Ã‬حافظة ا‪Ÿ‬نيا بالصشعيد األوسشط‪ .‬وكان والده حسش‪ Ú‬علّي موظًفا صشغً‪Ò‬ا‪ ،‬رقيق ا◊ال‪ ‘ ،‬ششركة السشكر‪،‬‬
‫يعول ث‪Ó‬ثة عششر ولًدا‪ ،‬سشابعهم طه حسش‪.Ú‬‬
‫ضشاع بصشره ‘ السشادسشة من عمره نتيجة الفقر وا÷هل‪ ،‬وحفظ القرآان الكر‪ Ë‬قبل أان يغادر قريته إا‪¤‬‬
‫األزهر طلًبا للعلم‪ .‬وتتلمذ على اإلمام محمد عبده‪ ،‬وآاخرين‪ .‬وعندما ُطِرَد من األزهر َلجاأَ إا‪ ¤‬ا÷امعة ا‪Ÿ‬صشرية‬
‫الوليدة‪ ،‬التي حصشل منها على درجة الدكتوراه األو‪ ‘ ¤‬اآلداب سشنة ‪ ١٩١٤‬عن أاديبه األث‪ :Ò‬أابي الع‪Ó‬ء ا‪Ÿ‬عري‪.‬‬
‫و‪“ ⁄‬ر أاطروحته من غ‪ Ò‬ضشجة‪ ،‬واتهام من ا‪Û‬موعات التقليدية‪ ،‬حتى بعد أان سشافر إا‪ ¤‬فرنسشا للحصشول على‬
‫درجة الدكتوراه الفرنسشية‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 67‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫والروما‪ Ê‬إا‪ ¤‬سشنة ‪ ،١٩٢٥‬حيث ” تعيينه أاسشتاًذا ‘ قسشم اللغة العربية‪ ،‬مع –ول ا÷امعة األهلية إا‪ ¤‬جامعة‬
‫حكومية‪ .‬وما لبث أان أاصشدر كتابه (‘ الششعر ا÷اهلي)‪ ،‬الذي أاحدث عواصشف من ردود الفعل ا‪Ÿ‬عارضشة‪ ،‬وأاسشهم‬
‫‘ النتقال ‪Ã‬ناهج البحث األدبي والتاريخي نقلة كب‪Ò‬ة فيما يتصشل بتأاكيد حرية العقل ا÷امعي ‘ الجتهاد‪.‬‬
‫وظل طه حسش‪ Ú‬يث‪ Ò‬عواصشف التجديد حوله‪ ‘ ،‬مؤولفاته ا‪Ÿ‬تتابعة ومقالته ا‪Ÿ‬ت‪Ó‬حقة وإابداعاته ا‪Ÿ‬تدافعة‪،‬‬
‫طوال مسش‪Ò‬ته التنويرية‪ ،‬التي ‪ ⁄‬تفقد توهج جذوتها العق‪Ó‬نية قط‪ ،‬سشواء ح‪ Ú‬أاصشبح عميًدا لكلية اآلداب سشنة‬
‫‪ ،١٩٣٠‬وح‪ Ú‬رفضس ا‪Ÿ‬وافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السشياسشي‪ Ú‬سشنة ‪ ،١٩٣٢‬وح‪ Ú‬واجه هجوم أانصشار‬
‫ا◊كم السشتبدادي ‘ ال‪ŸÈ‬ان‪ ،‬األمر الذي أادى إا‪ ¤‬طرده من ا÷امعة‪ ،‬التي ‪ ⁄‬يعد إاليها إال بعد سشقوط حكومة‬
‫صشدقي باششا‪ .‬و‪ ⁄‬يكف عن حلمه ‪Ã‬سشتقبل الثقافة‪ ،‬أاو انحيازه إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬عذب‪ ‘ Ú‬األرضس ‘ األربعينات‪ ،‬التي انتهت‬
‫بتعيينه وزيًرا للمعارف ‘ الوزارة الوفدية سشنة ‪ ،١٩٥٠‬فوجد الفرصشة سشانحة لتطبيق ششعاره األث‪( Ò‬التعليم كا‪Ÿ‬اء‬
‫والهواء حق لكل مواطن)‪.‬‬
‫وظل طه حسش‪ Ú‬على جذريته بعد أان انصشرف إا‪ ¤‬اإلنتاج الفكري‪ ،‬وظل يكتب ‘ عهد الثورة ا‪Ÿ‬صشرية‪ ،‬إا‪¤‬‬
‫أان تو‘ عبد الناصشر‪ ،‬وقامت حرب أاكتوبر التي تو‘ بعد قيامها ‘ الششهر نفسشه سشنة ‪.١٩٧٣‬‬
‫و–فته (األيام) أاثر إابداعي من آاثار العواصشف‪ ،‬التي أاثارها كتابه (‘ الششعر ا÷اهلي)‪ ،‬فقد بدأا ‘ كتابتها بعد‬
‫حوا‹ عام من بداية العاصشفة‪ ،‬كما لو كان يسشتع‪ Ú‬على ا◊اضشر با‪Ÿ‬اضشي‪ ،‬الذي يدفع إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬سشتقبل‪ .‬ويبدو أان حدة‬
‫الهجوم عليه دفعته إا‪ ¤‬اسشتبطان حياة الصشبا القاسشية‪ ،‬ووضشعها موضشع ا‪Ÿ‬سشاءلة؛ ليسشتمد من معجزته ا‪ÿ‬اصشة‬
‫التي قاوم بها العمى‪ ،‬وا÷هل ‘ ا‪Ÿ‬اضشي القدرة على مواجهة عواصشف ا◊اضشر‪.‬‬
‫ولذلك كانت (األيام) طراًزا فريًدا من السش‪Ò‬ة‪ ،‬التي تسشتجلي بها األنا حياتها ‘ ا‪Ÿ‬اضشي؛ لتسشتقطر منها‬
‫ما تقاوم به –ديات ا◊اضشر‪ ،‬حا‪Ÿ‬ة با‪Ÿ‬سشتقبل الواعد‪ ،‬الذي يخلو من عقبات ا‪Ÿ‬اضشي و–ديات ا◊اضشر على‬
‫السشواء‪ .‬والع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬اضشي ا‪Ÿ‬سشتعاد ‘ هذه السش‪Ò‬ة الذاتية‪ ،‬وا◊اضشر‪ ،‬الذي يحدد ا‪Œ‬اه فعل السشتعادة أاششبه‬
‫بالع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬األصشل وا‪Ÿ‬رآاة‪ ،‬األصشل الذي هو حاضشر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضشيه‪ ،‬فيسشتدعيه إا‪ ¤‬وعي‬
‫الكتابة؛ كي يتطلع فيه كما تتطلع الذات إا‪ ¤‬نفسشها ‘ مرآاة‪ ،‬باحثة عن ◊ظة من ◊ظات اكتمال ا‪Ÿ‬عرفة الذاتية‪،‬‬
‫التي تسشتعيد بها توازنها ‘ ا◊اضشر الذي أاضشّر بها‪.‬‬
‫ونتيجة ذلك الغوصس عميًقا ‘ ماضشي الذات‪Ã ،‬ا يجعل ا‪ÿ‬اصس سشبي‪ Ó‬إا‪ ¤‬العام‪ ،‬والذاتي طريًقا إا‪¤‬‬
‫الإنسشا‪ ،Ê‬وا‪Ù‬لي وجًها آاخر من العا‪Ÿ‬ي‪ ،‬فاإلبداع األصشيل ‘ (األيام) ينطوي على معنى األمثولة الذاتية‪ ،‬التي‬
‫تتحول إا‪ ¤‬مثال حي لقدرة اإلنسشان على صشنع ا‪Ÿ‬عجزة‪ ،‬التي –رره من قيود الضشرورة ‪ ،‬والتخلف‪ ،‬وا÷هل‬
‫‪،‬والظلم‪ ،‬بحًثا عن أافق واعد من ا◊رية‪ ،‬والتقدم‪ ،‬والعلم‪ ،‬والعدل‪ .‬وهي القيم التي ‪ّ Œ‬سشدها (األيام) إابداًعا‬
‫خال ًصشا ‘ لغة تتميز ب‪Ì‬ائها األسشلوبي النادر‪ ،‬الذي جعل منها ع‪Ó‬مة فريدة من ع‪Ó‬مات األدب العربي ا◊ديث‪.‬‬
‫د‪.‬جابر عصصفور‬
‫مقدمة‪ :‬كتاب ''إلأيام''‬

‫‪67‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 68‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪Ö«JƒÑ«J IQƒ£°SGC‬‬

‫حقق تيبوتيب ششهرة تق‪Î‬ب من األسشطورة التي‬


‫سشارت وسشرت خارقة حدود القارات واللّغات والثقافات‪.‬‬
‫توفرت لهذه الششخصشية األسشطورّية عوامل معينة صشنعت‬
‫رواجها وانتششارها‪.‬‬
‫ولعل أاهّم هذه العوامل هو العامل التاريخي ‪،‬‬
‫فقد جاء حمد بن محمد بن جمعة ا‪Ÿ‬رجبي ‪ ،‬وهذا هو‬
‫السشم ا◊قيقي لتلك الششخصشّية ‪ ‘ ،‬عصشر الكششوفات‬
‫ا÷غرافية‪ .‬وكما هو معروف توجهت العقول ‘ تلك‬
‫الف‪Î‬ة إا‪ ¤‬محاولة فهم جغرافية العا‪ ،⁄‬وتاريخه‪ .‬وكان‬
‫من أابرز األسشئلة‪ ،‬التي طرحت نفسشها بقّوة هو التسشاؤول‬
‫عن مصشادر نهر النيل وعن كنه القارة ال ّسشمراء ‪ ...‬وقد‬
‫أاسش ˘ه ˘م ت ˘ي ˘ب ˘وت ˘يب بشش ˘ك ˘ل ف ˘ّع ˘ال ‘ إارشش ˘اد ا‪Ÿ‬سش ˘ت ˘كشش ˘ف‪Ú‬‬
‫ال ˘ ˘غ ˘ ˘رب ˘ ˘ي‪ Ú‬م ˘ ˘ن أام ˘ ˘ث ˘ ˘ال (سش ˘ ˘ب˘ ˘يك) و(ال˘ ˘ف˘ ˘ن˘ ˘جسش˘ ˘ت˘ ˘ون)‬
‫و(كام‪Ò‬ون) و(ويسشمان) و(سشتانلي) ‪...‬‬
‫ويشش‪ Ò‬ا‪Ÿ‬ؤورخ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ون إا‪ ¤‬أانّ ت˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘لك ا◊رك˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ة‬
‫السشتكششافّية النششطة‪ ،‬ما كان لها أان تتم لول جهود‬
‫ا÷نود ا‪Û‬هول‪ Ú‬من العرب‪ ،‬الذين ‪Á‬ثل تيبوتيب واسشطة العقد بينهم‪.‬‬
‫ومن العوامل التي ششحذت بريق هذا األسشطورة‪ ،‬هي ا‪Ÿ‬ؤوه‪Ó‬ت القيادّية ‘ ششخصشّية تيبوتيب ‪ ،‬فقد برزت‬
‫سشمات القيادة لديه منذ بداية حياته العملية‪ ،‬التي بدأات وهو ل يزال صشبيا ‪ ⁄‬يجاوز الثانية عششرة‪ .‬ومن ذلك أاّنه‬
‫عندما وجد أاباه بعد اف‪Î‬اق طويل بينهما ‪ ،‬أاراد الوالد أان يرسشل الولد ‘ أاّول مهّمة ‪Œ‬ارّية ‘ أادغال إافريقيا ‪ ،‬وأان‬
‫تكون البضشاعة –ت إامرة أاحد التجّار ا‪Èÿ‬اء من سشاحل مر‪Á‬ا‪ .‬فما كان من الولد تيبوتيب إال أان رفضس ذلك‬
‫بششّدة‪ .‬و‘ ذلك ما يدل على نزعة القيادة عنده ‪ ،‬وإا‪ ¤‬روحه ا‪Ÿ‬غامرة‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 69‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫و‘ ف‪Î‬ة لحقة ترسشخ نفوذ تيبوتيب‬
‫‘ الّ‪ È‬األفريقي ‪ ،‬وبدأا بتوطيد ‪Œ‬ارته‬
‫ب˘السش˘ي˘ط˘رة ا‪Ÿ‬ط˘ل˘ق˘ة ع˘ل˘ى مصش˘ادر ال˘ع˘اج‪،‬‬
‫خاصّشة ‪ ،‬وتأام‪ Ú‬طرق تلك التجارة‪.‬‬

‫وروح التحّدي والقّوة هذه هي التي جعلت‬


‫الزنوج يطلقون على ا‪Ÿ‬رجبي عّدة أالقاب‬
‫وأاولها هو (كينجوجوا)‪ ،‬ومعناه الضشبع‬
‫األرقشس و(ت ˘ ˘ ˘ي ˘ ˘ ˘ب ˘ ˘ ˘وت˘ ˘ ˘يب) ‪ ،‬وه˘ ˘ ˘و محاكاة‬
‫صشوتية لصشوت إاط‪Ó‬ق البندقيّة‪.‬‬
‫أاما األوربيون ‪-‬وهم ا‪Ÿ‬سشتفيد األّول من تيبوتيب ‘ التعّرف على ›اهل أافريقيا‪ ،‬ودراسشتها دراسشة علميّة‬
‫أاوًل ‪ ،‬ثم تثبيت وجودهم السشياسشي ثانيا ‪ -‬فقد كانوا مأاسشورين بششخصشّيتة وقيادتة‪ .‬فقد كان مث‪‡ Ó‬تازا للنبيل‬
‫العربي‪ ،‬الذي يُظهر رقيا ‡ّيزا ‘ حديثه ومظهره‪ .‬ومن ذلك الوصشف الذي أاثبته (سشتانلي) إاذ يقول عنه‪' :‬م‪Ó‬بسشه‬
‫ناصشعة البياضس‪ ،‬وعمامته جديدة‪ ،‬وحول وسشطهِ حزام مرصشع‪ ،‬وفيه خنجر من ف ّضشة ‪ ،‬ومظهره العام دلّ على أاّنه‬
‫السشّيد العربي‪ ،‬الذي يعيشس ‘ رغد من العيش'س‪.‬‬
‫وقال عنه (وايتلي) أاحد أابرز ا‪Ÿ‬هتم‪ Ú‬باللغة السشواحليّة ‪ ‘ ،‬مقّدمته لل‪Î‬جمة األ‚ليزّية لسش‪Ò‬ته‪' :‬كان‬
‫تيبوتيب رج‪ Ó‬مششهورا وله دور بارز ‘ توسشيع التجارة العربيّة ‪ ،‬كما “ثل سش‪Ò‬ته أاهّم سش‪Ò‬ة ذاتيّة عرفت ‘ اللغة‬
‫السشواحليّ'ة‪.‬‬
‫وت˘ ˘ق˘ ˘ّدم سش‪Ò‬ة ه˘ ˘ذا ال˘ ˘رج˘ ˘ل شش˘ ˘خصش˘ ˘يّ ˘ة ط ˘م ˘وح ˘ة ح ˘ف ˘رت ط ˘ري ˘ق ˘ه ˘ا‬
‫بأاظافرها وبدأات من مرحلة الصشفر‪ ،‬وعاششت حياة مليئة باألحداث‬
‫وم ˘ل ˘ي ˘ئ ˘ة ب ˘ت ˘ح ˘ّدي ا‪Û‬ه ˘ول ‪ ،‬ه ˘ي أاسش ˘ط ˘ورة إلنسش ˘ان ع ˘ادي م ˘ن أاسش ˘رة‬
‫ضشعيفة غاب معيلها‪ ،‬وتكالبت عليها الظروف‪.‬‬
‫غ‪ Ò‬أان تيبوتيب يتحّدى كل ذلك‪ ،‬وينجح بششكل كب‪ Ò‬لدرجة ‪Œ‬عله‬
‫قادرا على التعامل‪ ،‬وأاحيانا التفاوضس مع حكومات عربيّة‪ ،‬وغربّية‬
‫ت ˘ق ˘ّدر ح ˘ج ˘م ال ˘ن ˘ف ˘وذ‪ ،‬ال ˘ذي ي ˘ت ˘م ˘ت ˘ع ب ˘ه ه ˘ذا ال ˘رجّ ˘ل ‘ داخ ˘ل الّ‪È‬‬
‫األفريقي‪.‬‬
‫‪-‬د‪.‬محّمد إلمحروقي‪-‬‬
‫مقّدمة كتاب‪ :‬مغامر عماني في أإدغال أإفريقيا‪.‬‬
‫مؤوسصسصة عمان للصصحافة واألنباء والنشصر واإلع‪Ó‬ن مسصقط ‪٢٠٠٥‬م‬

‫‪69‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 71‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا‪ Ù‬ـ ـور الرابع‬


‫تطؤر األشصكال السصردية ‘ األدب العربي ا◊ديث‪ ،‬القصصة القصص‪Ò‬ة ‪‰‬ؤذجًا‬

‫إلقصصة ‪:‬شصبكة إ‪Ÿ‬علومات إلدولية‬

‫النصصؤصس األدبية‬

‫إليوم إ÷ديد ‪ :‬زكريا تامر‬

‫زمن إلفقر‪:‬غسصان كنفا‪Ê‬‬

‫النصصؤصس اإلثرائية‬

‫إلقصصة إلقصص‪Ò‬ة ‪..‬متعة إلكتشصاف ‪:‬مارغريت لوك‬

‫قرإءة في إلقصصة إلقصصيرة ج‪v‬دإ ‪ :‬د‪ .‬حسصين علي محّمد‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 72‬‬

‫‪Ùafidni.com‬ـــــــور إلرإبع‬
‫إ‬ ‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‬

‫ا‪Ù‬ور الرابع‪:‬‬
‫‪á°üq ≤dG‬‬
‫تعريف إلق ّصصة‪:‬‬
‫‹ ألفعال قد يكون ن‪Ì‬ا‪ ،‬أاو ششعرا يقصشد به إاثارة الهتمام‪ ،‬واإلمتاع‪ ،‬أاو تثقيف السشامع‪Ú‬‬
‫سشرد واقعّي أاو خيا ّ‬
‫أاو القّراء‪ .‬ويقول (روبرت لويسس سشتيفنسشون) ‪ -‬وهو من رّواد القصشة ا‪Ÿ‬رموق‪' :Ú‬ليسس هناك إال ث‪Ó‬ثة طرق لكتابة‬
‫القصشة ؛ فقد يأاخذ الكاتب حبكة‪ ،‬ثم يجعل الششخصشيات م‪Ó‬ئمة لها ‪ ،‬أاو يأاخذ ششخصشيّة‪ ،‬ويختار األحداث‪ ،‬وا‪Ÿ‬واقف‬
‫التي تنّمي تلك الششخصشّية ‪ ،‬أاو قد يأاخذ جّوا معّينا‪ ،‬ويجعل الفعل واألششخاصس تعّبر عنه أاو ‪ّ Œ‬سشده‪.‬‬

‫تعريفات حول إلق ّصصة وإ◊كاية‪:‬‬

‫أا‪ -‬الق ّصصة القصص‪Ò‬ة‪:‬‬


‫سشرد قصشصشي قصش‪ Ò‬نسشبيّا (قد يّقل عن عششرة آالف كلمة)‪ ،‬يهدف إا‪ ¤‬إاحدا ِث تأاث‪ Ò‬مفرد مهيمن‪ ،‬و‪Á‬تلك عناصشر‬
‫الدراما‪ .‬و‘ أاغلب األحوال ترّكز الق ّصشة القصش‪Ò‬ة‪ ،‬على ششخصشّية واحدة‪ ‘ ،‬موقف واحد ‘ ◊ظة واحدة‪ .‬وحّتى‬
‫إاذا ‪ ⁄‬تتحّقق هذه الششروط‪ ،‬ف‪ Ó‬بّد أان تكون الوحدة هي ا‪Ÿ‬بدأا ا‪Ÿ‬وّجه لها ‪.‬‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 73‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫والكث‪ Ò‬من القصشصس القصش‪Ò‬ة يتكّون من ششخصشّية (أاو ›موعة من الششخصشيّات)‪ ،‬تقّدم ‘ مواجهة خلفّية أاو‬
‫وضشع ‪ ،‬وتنغمسس خ‪Ó‬ل ا◊دث الذهني أاو ا‪Ÿ‬ادي ‘ موقف ‪ ،‬وهذا الصشراع الدرامي‪ ،‬أاي اصشطدام قوى متضشادة‬
‫ماثل ‘ قلب الكث‪ Ò‬من القصشصس القصش‪Ò‬ة ا‪Ÿ‬متازة‪ .‬فالتوّتر من العناصشر البنائّية للق ّصشة باإلضشافة إا‪ ¤‬أاّنها كث‪Ò‬ا‬
‫ما تعبّر عن صشوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة‪.‬‬
‫ويذهب بعضس الباحث‪ Ú‬إا‪ ¤‬الزعم بأان الق ّصشة القصش‪Ò‬ة‪ ،‬قد وجدت طوال التاريخ بأاششكال مختلفة ؛ مثل قصشصس‬
‫العهد القد‪ Ë‬عن ا‪Ÿ‬لك داود ‪ ،‬وسشيدنا يوسشف وَراعوث ‪ ،‬وكانت األحدوثة‪ ،‬وقصشصس القدوة األخ‪Ó‬قية ‘ زعمهم‪،‬‬
‫هي أاششكال العصشر الوسشيط للق ّصشة القصش‪Ò‬ة‪ .‬ولكن الكث‪ Ò‬من الباحث‪ Ú‬يعت‪È‬ون أان ا‪Ÿ‬سشأالة أاك‪ È‬من أاششكال‬
‫مختلفة للقصشة القصش‪Ò‬ة ‪ ،‬فذلك ا÷نسس األدبي يف‪Î‬ضس –ّرر الفرد العادي من بقية التبعّيات القد‪Á‬ة‪ ،‬وظهوره‬
‫كذات فردّية تعي حرياتها الباطنة ‘ الششعور والتفك‪ ، Ò‬ولها خصشائصشها ا‪Ÿ‬ميّزة لفردّيتها‪ ،‬على العكسس من‬
‫األ‪‰‬اط النموذجيّة ا÷اهزة‪ ،‬التي لعبت دور البطولة ‘ السشرد القصشصشي القد‪.Ë‬‬
‫ويعت‪( È‬إادجار أالن بو) من رّواد الق ّصشة القصش‪Ò‬ة ا◊ديثة ‘ الغرب ‪ ،‬وقد ازدهر هذا اللون من األدب ‪ ‘ ،‬أارجاء‬
‫العا‪ ⁄‬ا‪ı‬تلفة ‪ ،‬طوال قرن مضشى على أايدي (موبسشان وزول وتششيخوف وهاردي وسشتيفنسس) ‪ ،‬ومئات من فنا‪Ê‬‬
‫الق ّصشة القصش‪Ò‬ة‪ .‬و‘ العا‪ ⁄‬العربي بلغت القصشة القصش‪Ò‬ة درجة عالية من النضشج‪ ،‬على أايدي يوسشف إادريسس ‘‬
‫مصشر ‪ ،‬وزكريا تامر ‘ سشوريا ‪ ،‬ومحّمد ا‪Ÿ‬ر ‘ دولة اإلمارات ‪...‬‬

‫ب‪ -‬ا◊كاية‪:‬‬
‫سشرد قصشصشي يروي تفصشي‪Ó‬ت حدث واقعي أاو متخّيل ‪ ،‬وهو ينطبق عادة على القصشصس البسشيطة‪ ،‬ذات ا◊بكة‬
‫ا‪Ο‬اخية ال‪Î‬ابط‪.‬‬

‫ج‪ -‬ا◊كاية الشصعبّية‪:‬‬


‫خرافة (أاوسشرد قصشصشي) تضشرب جذورها ‘ أاوسشاط ششعب‪ ،‬وتُعّد من مأاثوراته التقليدّية‪ ،‬وخاصّشة ‘ ال‪Î‬اث‬
‫الششفاهي‪ ،‬ويغّطي ا‪Ÿ‬صشطلح مدى واسشعا من ا‪Ÿ‬واد‪ ،‬ابتداء من األسشاط‪ Ò‬السشافرة إا‪ ¤‬حكايات ا÷ان ‪ .‬وتعّد أالف‬
‫ليلة وليلة ›موعة ذائعة الششهرة من ا◊كايات الششعبّية‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 74‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫عناصصر إلق ّصصة‪:‬‬

‫أإ‪ -‬إلفكرة وإ‪Ÿ‬غزى‪:‬‬


‫وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضشه ‘ الق ّصشة ‪ ،‬أاو هو الدرسس والع‪È‬ة ا‪Ÿ‬راد مّنا تعلّمهما ؛ لذلك‬
‫يفضشل قراءة الق ّصشة أاك‪ Ì‬من مّرة واسشتبعاد األحكام ا‪Ÿ‬سشبقة ‪ ،‬وال‪Î‬كيز على الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬األششخاصس‪ ،‬واألحداث‬
‫واألفكار ا‪Ÿ‬طروحة ‪ ،‬وربط كل ذلك بعنوان الق ّصشة‪ ،‬وأاسشماء الششخوصس‪ ،‬وطبقاتهم الجتماعّية ‪...‬‬
‫ب‪ -‬إ◊دث‪:‬‬
‫وهو ›موعة األفعال‪ ،‬والوقائع مرتبة ترتيبا سشببيّا ‪ ،‬تدور حول موضشوع عام ‪ ،‬وتصشور الششخصشّية‪ ،‬وتكششف‬
‫عن صشراعها مع الششخصشيات األخرى ‪ ...‬وتتحّقق وحدة ا◊دث عندما يجيب الكاتب على أاربعة أاسشئلة هي‪:‬‬

‫كيف وأاين ومتى و‪Ÿ‬اذا وقع ا◊دث؟‬


‫ويعرضس الكاتب ا◊دث بوجهة نظر الّراوي‪ ،‬الذي يقّدم لنا معلومات كلّية أاو جزئّية ‪ ،‬فالّراوي قد يكون‬
‫كّلي العلم‪ ،‬أاو محدوده ‪ ،‬وقد يكون بصشيغة األنا (السشردي) ‪ ،‬وقد ل يكون ‘ الق ّصشة راو ‪ ،‬وإا‪‰‬ا يعتمد ا◊دث حينئذ‬
‫على حوار الششخصشيات والزمان وا‪Ÿ‬كان وما ينتج عن ذلك من صشراع يطور ا◊دث‪ ،‬ويدفعه إا‪ ¤‬األمام‪ ،‬أاو يعتمد‬
‫على ا◊ديث الّداخلي ‪...‬‬

‫ج‪ -‬العقدة أاو ا◊بكة‪:‬‬


‫وهي ›موعة من ا◊وادث مرتبطة زمنيا ‪ ،‬ومعيار ا◊بكة ا‪Ÿ‬متازة هو وحدتها ‪ ،‬ولفهم ا◊بكة ‪Á‬كن‬
‫للقارئ أان يسشأال نفسشه األسشئلة الّتالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما الصشراع الذي تدور حوله ا◊بكة؟ أاهو داخلي أام خارجيّ؟‬
‫‪ -‬ما أاهمّ ا◊وادث التي تششّكل ا◊بكة؟ وهل ا◊وادث مرتبة على نسشق تاريخي أام نفسشي؟‬
‫‪ -‬ما التغيّرات ا◊اصشلة ب‪ Ú‬بداية ا◊بكة ونهايتها؟ وهل هي مقنعة أام مفتعلة؟‬
‫‪ -‬هل ا◊بكة متماسشكة؟‬
‫‪ -‬هل ‪Á‬كن ششرح ا◊بكة بالعتماد على عناصشرها من عرضس‪ ،‬وحدث صشاعد‪ ،‬وأازمة‪ ،‬وحدث نازل وخا“ة؟‬

‫د‪ -‬الق ّصصة والشصخوصص‪:‬‬


‫يختار الكاتب شصخوصصه من ا◊ياة عادة ‪ ،‬ويحرصص على عرضصها واضصحة األبعاد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أاّول‪ :‬البعد ا÷سشمي‪ :‬صشفات ا÷سشم من طول‪ ،‬وقصشر ونحافة وبدانة وعيوبها وسشّنها ‪...‬‬

‫‪74‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 75‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬البعد الجتماعي‪ :‬انتماء الششخصشّية إا‪ ¤‬ششريحة اجتماعّية ‪ ،‬ونوع العمل الذي تقوم به وثقافتها‬
‫ونششاطها وكل ظروفها ا‪Ÿ‬ؤوثرة ‘ حياتها ‪ ،‬ودينها وجنسشّيتها وهوياتها ‪...‬‬
‫‪-‬ثالثا‪ :‬البعد النفسشي‪ :‬ويتمثل ‘ السشتعداد‪ ،‬والسشلوك من رغبات‪ ،‬وآامال وعز‪Á‬ة وفكر ‪ ،‬ومزاج الششخصشيّة‬
‫من انفعال وهدوء وانطواء أاو انبسشاط‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إلقصصة وإلبيئة‪:‬‬


‫تعد البيئة الوسشط الطبيعي‪ ،‬الذي ‪Œ‬ري ضشمنه األحداث‪ ،‬وتتحّرك فيه الششخوصس ضشمن بيئة مكانيّة‪،‬‬
‫وزمانيّة “ارسس فيها وجودها ‪.‬‬

‫إ‪Ÿ‬وسصوعة إ◊ّرة‬
‫‪www.wikipedia.org‬‬

‫أإسصئلة إلنقاشس‪:‬‬

‫‪ -١‬ما الطرق الث‪Ó‬ثة لكتابة الق ّصشة؟‬


‫‪ -٢‬اذكر أاهمّ اأششكال السشرد ‘ األدب العربي قد‪Á‬ه وحديثه‪.‬‬
‫‪ Õ -٣‬تتمّيز الق ّصشة القصش‪Ò‬ة عن سشائر أاششكال السشرد؟‬
‫‪ -٤‬ما العناصشر األسشاسشّية التي يقوم عليها السشرد ‘ الق ّصشة؟‬
‫‪ -٥‬ما ششروط –ّقق وحدة ا◊دث ‘ الق ّصشة؟‬
‫‪ -٦‬حّدد عناصشر البنية ‘ ا◊بكة القصشصشّية‪.‬‬
‫‪ -٧‬حّدد الأبعاد األسشاسشّية لرسشم م‪Ó‬مح الششخصشّية ‘ القصشة‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 76‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس أإدبي‬
‫‪ójó÷G Ωƒ«dG‬‬
‫“هيد‪:‬‬
‫ترى من أاين تأاتي ا‪Ÿ‬اّدة ا‪ÿ‬ام للق ّصشة ؟ هل تراك سشأالت نفسشك هذا السشؤوال ؟ ا÷واب ببسشاطة هو أاّنك‬
‫عندما تكتب ق ّصشة ّما فإاّنك تسشتخدم ماّدة أاّولّية من خيالك‪ ،‬و‪Œ‬ربتك ومراقبتك لهذه ا◊ياة‪ ،‬وكيف تسش‪،Ò‬‬
‫وتتجه لبناء عا‪ ⁄‬هو القصشة ‪ ،‬رغم أاّنه صشغ‪ Ò‬إالّ أاّنه مكتمل ‪.‬‬
‫‪ -‬مارغريت لوك‪-‬‬
‫كان البسشتان كث‪ Ò‬العششب والششجر وا‪Ÿ‬اء ‪ .‬وفجأاة انبعث صشوت رجل من مكان ما يصشيح بلهجة‬
‫‡طوطة(‪ ' :)١‬يا محمد ‪. .'..‬‬
‫فلم أاجاوب أاو أاك‪Î‬ث ‪ ،‬فاسشمي هو أاحمد ‪ ،‬وبقيت قاعدا على العششب‬
‫األخضشر مسشتندا بظهري إا‪ ¤‬جذع ششجرة ‪.‬‬
‫وفجأاة انتصشب أامامي رجل ضشخم ا÷ثة ‪ ،‬غاضشب الوجه ‪ ،‬رث‬
‫الثياب ‪ ،‬وقال ‹ متسشائ‪ Ó‬بنزق(‪ ' : )٢‬أاأانت أاطرشس'؟‪.‬‬
‫و‪ ⁄‬أاكن أاعا‪ Ê‬أاية علّة ‘ أاذ‪ Ê‬فقلت له ‪ ' :‬أانا ولله ا◊مد‬
‫سشليم السشمع'‪.‬‬
‫قال ‪ ' :‬ما دمت تسشمع ‪ ،‬فلماذا ‪Œ ⁄‬اوب ؟ بُّح صشوتي وأانا‬
‫ك‪.‬‬ ‫أانادي علي '‬
‫قلت ‪ ' :‬اسشمي أاحمد وليسس محمدا ' ‪.‬‬
‫قال ‪' :‬ما الفرق ب‪ Ú‬محمد وأاحمد وعبد الله؟ كلها أاسشماء‪.‬‬
‫قلت ‪ ' :‬و‪Ÿ‬اذا تريد مني أان أالّبي نداءك وأانا ل أاعرفك ؟ ' ‪.‬‬
‫قال ‪ ' :‬أاأانت ل تعرفني ؟ صشرت اآلن ل تعرفني ؟ ' ‪.‬‬
‫قلت ‪ ' :‬أانا ولله ا◊مد قوي الذاكرة ل أانسشى وجًها رأايته ‘‬
‫حياتي‪ ،‬ول أاذكر أا‪ Ê‬رأايتك من قب'ل ‪.‬‬
‫فقال الرجل وقد تزايد حنقه ‪ ' :‬وتزعم أايضشا أانك ‪ ⁄‬تر‪ Ê‬؟ ‪ ⁄‬أاكن‬
‫أاصشّدق من كان يقول إاّن الدم يتحول أاحيانا إا‪ ¤‬ماء وينكر األخ أاخاه ' ‪.‬‬
‫قلت ‪ ' :‬أاأانت أاخي ؟ ' ‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 77‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫قال ‪ ' :‬ل بد من أانك جننت ‪ ،‬أانا بالطبع أاخوك ‪ ،‬وكنا قبل قليل نششذب (‪ )٣‬األششجار‪ ،‬معا وتركت العمل؛ لتسش‪Î‬يح‬
‫دقائق ألنك مزكوم ' ‪.‬‬
‫قلت ‪ ' :‬انظر اإ‹ّ ‪ .‬أانا لسشت أاخاك ‪ ،‬ولسشت مصشابا بأاي زكام ' ‪.‬‬
‫فأاششار الرجل بسشبابته إا‪ ¤‬بيت من ط‪ Ú‬ليسس بالبعيد عنا ‪ ،‬وقال ‹ ‪ ' :‬هل أانادي أامّنا لتششهد ؟' ‪.‬‬
‫قلت ‪ ' :‬ر‪Ã‬ا كان أاخوك يششبهني ‪ .‬أانا اسشمي أاحمد ‪ ،‬وأاششتغل معلّما ‘ مدرسشة‪ ،‬وجئت إا‪ ¤‬البسشات‪ ‘ Ú‬نزهة وأاّمي‬
‫ّميتة ول إاخوة ‹‪ ،‬وأاعيشس وحدي ‘ غرفة اسشتأاجرتها قبل أاربعة أاششهر‪ ،‬وث‪Ó‬ثة أايام ' ‪.‬‬
‫‹ جاحظ العين‪ Ú‬وسشأالني ‪ ' :‬من أاين لك هذه الثياب ؟ ومن هو ا‪Ÿ‬سشك‪ ،Ú‬الذي سشرقت ثيابه؟ أانت‬ ‫فحملق الرجل إا ّ‬
‫كالعادة ل تسشمع النصشيحة‪ ،‬ول تتخلى عن هوايتك بالسشرقة ' ‪.‬‬
‫قلت ‪ ' :‬هذه هي ثيابي ‪ ،‬واشش‪Î‬يتها من راتبي‪ ،‬و‪ ⁄‬أاسشرق أاحدا طول حياتي ' ‪.‬‬
‫فضشحك الرجل بهزء وقال ‹ ‪ ' :‬أاتريد أان تعّرفني بك ؟ أانا أاعرفك كما أاعرف يدي ' ‪.‬‬
‫وأاردف قائ‪ Ó‬عابسس الوجه ‪ ' :‬هيّا قم إا‪ ¤‬العمل ‪ .‬ل وقت لدي أاضشّيعه ‘ ا‪Ÿ‬زاح‪ ،‬وسشماع ثرثرة ›ان‪. ' Ú‬‬
‫وأامسشك الرجل بي من كتفي‪ ،‬وششّد‪ Ê‬إا‪ ¤‬أاعلى‪ ،‬وأارغمني على الوقوف‪ ،‬والسش‪ Ò‬معه ‪.‬‬
‫وهكذا صشار ‹ أاخ وأام وبيت وعمل جديد‪ ،‬و‪ ⁄‬أاعد أاذهب كل صشباح إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬درسشة؛ ألعّلم ت‪Ó‬ميذي الذين اششتقت‬
‫إاليهم وإا‪ ¤‬كتبي ا‪Ÿ‬تكدسشة ‘ غرفتي ‪ ،‬ولكنّي ‘ أاحد األيام ع‪Ì‬ت على جريدة ملقاة على األرضس‪ ،‬فاكتششفت أا‪Ê‬‬
‫صشرت أايضشا اأجهل القراءة ‪.‬‬

‫زكريا تامر‪ّ›-‬لة إلناقد ‪ -‬إلعدد إلسصتون ‪ -‬يونيه ‪١٩٩٣‬‬


‫من إ‪Û‬موعة إلقصصصصية ‪ '' :‬إ‪ÿ‬ارجون من إلكهف''‬

‫إلتعريف بالكاتب‬
‫زكريا تامر‬
‫كاتب سصوري معاصصر من أابرز كتاب القصصة القصص‪Ò‬ة وقصصصص األطفال ‘‬
‫وقتنا ا◊اضصر ‪ ،‬ولد بحماة سصنة ‪ ، ١٩٢٧‬ونال الشصهادة البتدائية و‪ ⁄‬يتابع الدراسصة‬
‫بعدها ‪ ،‬وإا‪‰‬ا عمل حدادا وصصانع أاقفال ‪ .‬بدأا بالنشصر ‘ ›لة '' النقاد'' السصورية‬
‫عام ‪ ، ١٩٥٥‬وطبع ›موعته القصصصصية األو‪ '' ¤‬صصهيل ا÷واد األبيضص'' ب‪Ò‬وت‬
‫سصنة ‪ . ١٩٦٠‬عمل ‘ وزارة الثقافة السصورية منذ ‪ ، ١٩٥٩‬وتنقل بعدها ‘ مختلف‬
‫ا◊قول اإلع‪Ó‬مية ‪ .‬وهو عضصو مؤوسصسص ‘ ا–اد الكتاب العرب ‘ سصوريا ‪ ،‬و‘ عام‬
‫‪ ١٩٦٨‬ك˘ان عضص˘وا ‘ ا‪Ÿ‬ك˘تب ال˘ت˘ن˘ف˘ي˘ذي ل˘‪–Ó‬اد ون˘ائ˘ب˘ا ل˘رئ˘يسص˘ه م˘ت˘ف˘رغ˘ا لشص˘ؤوون‬
‫ال–اد حتى عام ‪ ، ١٩٧٦‬كذلك عمل ‘ هيئة –رير ›لة '' ا‪Ÿ‬وقف األدبي'' ثم‬
‫أاصصبح رئيسصا لتحريرها ‪ .‬وقد تسصلم عام ‪ ١٩٧٨‬رئاسصة –رير ›لة '' ا‪Ÿ‬عرفة ''‬
‫السصورية ‪ .‬ومن ›موعاته القصصصصية األخرى '' ربيع ‘ رماد'' (‪ )١٩٦٣‬و ''‬
‫الرعد'' (‪ )١٩٧٠‬و '' دمشصق ا◊رائق'' (‪. )١٩٧٢‬‬

‫‪77‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 78‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬


‫‪‡ -١‬طوطة ‪ :‬اسشم مفعول من (مطّ) الششيء مَ‪v‬طا ‪ :‬مّده ‪ .‬يقال مطّ خطوه أاو خطّه وم ّ‬
‫ط ا◊ْرف ‪ ،‬و“طّط‬
‫‘ الك‪Ó‬م ‪ :‬مّده ولّون فيه ‪.‬‬
‫‪َ -٢‬ن َزق ‪ :‬من فعل (َنِزَق) وال‪s‬نَزُق ‪ :‬ا‪ّÿ‬فة والطيشس ‘ كل أامر ‪ ،‬يقال ‪ ‘ :‬ك‪Ó‬مه َنَزق ‪.‬‬
‫‪ -٣‬نشصّذب ‪ :‬من فعل (ششذب) ‪ :‬ششذب العود ‪ :‬أازال ما عليه من األغصشان حتى يبدو ◊اؤوه ‪.‬‬

‫لعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬


‫أإّول ‪ :‬أإسصئلة إ إ‬
‫اقرأا الن ّصص السصابق‪ ،‬واشصرحه مسصتعينا باألسصئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قّدم النصس تقد‪Á‬ا مادّيا ومعنوّيا ‪.‬‬
‫‪ ‘ -٢‬النصس ششخصشيتان محوريتان ‪ ،‬حددهما ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما ا◊دث الرئيسس ‘ القصشة السشابقة ؟‬
‫‪ -٤‬يدّل ا◊وار ‘ القصشة على سشوء تفاهم ب‪ Ú‬الششخصشيت‪ ، Ú‬فيم “ثل ؟‬
‫‪ -٥‬لَِم تقّبل أاحمد هوّيته ا÷ديدة دون ششديد اع‪Î‬اضس ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬


‫‪ -١‬تقوم القصشة على البنية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬هدوء‬
‫‪ -‬اضشطراب‬
‫‪ -‬عودة الهدوء‬
‫ق ّسشم النصس وفق هذا ا‪Ÿ‬عيار ‪.‬‬

‫‪ -٢‬حدد ا◊دث القادح ‘ القصشة ‪.‬‬

‫‪78‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 79‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ ' -٣‬أاحم'د هو الششخصشية الرئيسشة ‘ القصشة ‪ ،‬تعّرضشت ششخصشيته إا‪ ¤‬تغّير مفاجئ ‪ ،‬اذكر من خ‪Ó‬ل ا÷دول‬
‫التا‹ جملة التغ‪Ò‬ات التي طرأات على ششخصشيته ‪:‬‬
‫ا‪Ÿ‬كتسسب‬ ‫األصسل‬
‫‪ -‬محمد‬ ‫‪ -‬أاحمد‬
‫‪ -‬أاأانت أاطرشس ؟‬ ‫‪............................. -‬‬
‫‪............................ -‬‬ ‫‪ -‬أانا ولله ا◊مد قوي الذاكرة‬
‫‪ -‬نششذب األششجار وتركت العمل لتسش‪Î‬يح‬ ‫‪............................. -‬‬
‫‪.............................-‬‬ ‫‪ -‬أاششتغل معلما‬
‫‪............................ -‬‬ ‫‪ -‬أامي ميتة‬
‫‪........................... -‬‬ ‫‪ -‬ل إاخوة ‹‬
‫‪ -‬ل تتخلى عن هوايتك بالسشرقة‬ ‫‪............................ -‬‬
‫‪ -‬أاجهل القراءة‬ ‫‪......................... -‬‬

‫‪ -٤‬ما األسشلوب الذي انتهجه الرجل إلقناع الراوي بأانه أاخوه محمد وليسس أاحمد ا‪Ÿ‬درسس ؟ وهل ‚ح ‘ ذلك؟‬

‫القرينة النصسية‬ ‫األسسلوب‬


‫‪.................... -‬‬ ‫‪ -‬النداء‬
‫‪.................... -‬‬ ‫‪ -‬ا‪Ÿ‬واجهة‬
‫‪ -‬أاأانت أاطرشس؟‬ ‫‪........................ -‬‬
‫‪................... -‬‬ ‫‪ -‬السشتفهام الدال على النفي‬
‫‪-‬أاأانت ل تعرفني؟‬ ‫‪...................... -‬‬
‫‪ -‬أانت كالعادة ‪.....‬‬ ‫‪...................... -‬‬
‫‪..................... -‬‬ ‫‪ -‬السشخرية والسشتهزاء‬
‫‪ -‬هيا قم إا‪ ¤‬العمل‬ ‫‪............................ -‬‬
‫‪.....................-‬‬ ‫‪ -‬القوة‬

‫‪ -٥‬كيف واجه أاحمد موقف تغي‪ Ò‬ششخصشيته من مدّرسس بدون عائلة‪ ،‬ول بيت إا‪ ¤‬ف‪ّÓ‬ح له أاّم وأاخ وبيت جديد؟‬
‫‪ -٦‬تعيشس الششخصشية ا‪Ù‬ورية ‪ ،‬ششخصشية أاحمد ‪ ،‬صشراعا محتدما ب‪ Ú‬عا‪ ÚŸ‬متناقضش‪: Ú‬‬

‫‪79‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 80‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أا‪ -‬ما األسشلوب الذي اختاره الكاتب ليعّبر من خ‪Ó‬له عن هذا الصشراع ؟‬
‫‪ -‬السشرد‬
‫‪ -‬الوصشف‬
‫‪ -‬ا◊وار‬
‫(تخ‪ Ò‬الصصواب)‬
‫ب‪ -‬كيف عبّر هذا األسشلوب عن التعارضس ب‪ Ú‬العا‪ ÚŸ‬؟‬
‫ج‪ -‬ضشع جدول من عمودين –دد ‘ األول م‪Ó‬مح عا‪ ⁄‬أاحمد و‘ الثا‪ Ê‬ما يقابلها ‘ العا‪ ⁄‬ا÷ديد‪.‬‬
‫‪ -٧‬هل ترى أان مواجهة ' أاحم'د ‪Ÿ‬وقف تغي‪ Ò‬ششخصشيته كانت حازمة ومقنعة ؟ أام ترى فيها اسشتسش‪Ó‬ما ‪Ÿ‬ششيئة‬
‫الرجل ' الضشخم ا÷ث'ة ؟ علل جوابك ‪.‬‬
‫‪ -٨‬قرأات ‘ درسس األدب أان القصشة القصش‪Ò‬ة تقوم على جملة من العناصشر ‪ ،‬وهي ‪ :‬ا◊دث ‪ ،‬العقدة أاو‬
‫ا◊بكة ‪ ،‬الششخوصس ‪ ،‬اإلطاران‪ :‬الزما‪ ،Ê‬وا‪Ÿ‬كا‪ ،Ê‬والفكرة ‪ ،‬أاو ا‪Ÿ‬غزى ‪ .‬وضّشح هذه العناصشر انط‪Ó‬قا من‬
‫قصشة ' اليوم ا÷دي'د ‪:‬‬
‫اليوم ا÷ديد‬ ‫عناصسر القصسة‬
‫‪.........................................‬‬ ‫‪ -‬ا◊دث‬
‫‪.........................................‬‬ ‫‪ -‬العقدة أاو ا◊بكة‬
‫‪.........................................‬‬ ‫‪ -‬الششخوصس‬
‫‪.........................................‬‬ ‫‪ -‬الزمان وا‪Ÿ‬كان‬
‫‪.........................................‬‬ ‫‪ -‬الفكرة أاو ا‪Ÿ‬غزى‬

‫‪ -٩‬ل تعدو القصشة أان تكون حلما أاو ' هلوسش'ة * عاششها الراوي أاثناء نزهته ‪:‬‬
‫أا‪ -‬وضشح ذلك انط‪Ó‬قا من أاحداث النصس ‪.‬‬

‫* ' الهلوسصة مدركات حسصية ل وجود لها ‘ الواقع ا‪ÿ‬ارجي ‪ ،‬ففي هذه ا◊الة يحسص الفرد أاحاسصيسص ليسص لها مقابل حقيقي ‘ العا‪، ⁄‬‬
‫كأان يحسص ا‪Ÿ‬ريضص بأان شصخصصا يناديه أاو يحادثه ‪ ،‬وهو ‘ هذه ا◊الة يراه ويسصمع صصوته ‪ ،‬ويتلقى عنه ‪ ،‬وينقل إاليه ‪ ،‬ويكون ا‪Ÿ‬ريضص‬
‫مصصدقا لكل ما يحسص به كالنائم الذي يرى حلما يحلم به لكن ا‪Ÿ‬ريضص بالهلوسصة يكون ‘ حالة يقظة '' (معجم علم النفسص والتحليل‬
‫النفسصي ‪ ،‬دار النهضصة العربية صص‪)٤٧٧‬‬

‫‪80‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 81‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ب‪ -‬ما نوع القصشة ‘ ضشوء الفكرة السشابقة ؟ ( اسشتعن بالنصس اإلثرائي ‪ :‬القصشة القصش‪Ò‬ة ‪ ....‬متعة‬
‫الكتششاف) ‘ إاجابتك ‪.‬‬

‫‪ ... ' -١٠‬ولكني ‘ أاحد األيام ع‪Ì‬ت على جريدة ملقاة على األرضس‪ ،‬فاكتششقت أا‪ Ê‬صشرت أايضشا أاجهل‬
‫القراءة '‪ .‬تقوم القصشة القصش‪Ò‬ة على النهاية ا‪Ÿ‬فاجئة‪ ،‬التي تتضشمن ا‪Ÿ‬غزى ؛‬
‫أا‪ -‬ما النهاية التي آال إاليها مصش‪ Ò‬الراوي ؟‬
‫ب‪ -‬ماذا تفهم ‘ هذه النهاية من دللت ؟‬

‫لسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬


‫ثالثا ‪ :‬إ أ‬
‫‪ ' -١‬اليوم ا÷دي'د عنوان يحيل على عا‪ ⁄‬جديد للششخصشية الرئيسشة ‘ القصشة ؛ قارن ب‪ Ú‬العا‪ ÚŸ‬القد‪Ë‬‬
‫وا÷ديد انط‪Ó‬قا من أاحداث القصشة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما ا‪Ÿ‬غزى الذي تفهمه من قصشة ' اليوم ا÷دي'د ؟‬

‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬


‫‪ÿ‬صص أاحداث القصصة فيما ل يتجاوز العشصرة أاسصطر ‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 82‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس أإدبي‬
‫(@)‬
‫‪ô≤ØdG øeR‬‬
‫“هيد‪:‬‬
‫‘ هذه الق ّصصة يبلغ الوجع اإلنسصا‪ - Ê‬وجع الفقر ‪ -‬ح‪v‬دا تتنازُع ‘ القارئ رغبتان متعارضصتان؛‬
‫الّرغبة ‘ البكاء والّرغبة ‘ الضّصحكـ‪ .‬فقد اسصتطاع غ ّسصان كنفا‪ Ê‬أان يعّمق ا‪Ÿ‬أاسصاة إا‪ ¤‬حّدٍ غدْت معه‬
‫ف عن كونها مأاسصاةً‪.‬‬
‫مضصحكة ‪ ،‬دون أان تك ّ‬
‫ا‪Ÿ‬ؤولفان‬

‫ب زوجته رّبما ألّنها أانجبت له زمن‬ ‫كنت أاسشكن مع سشبعة إاخوة كلّهم ذكور ششديدو المراسس وأاب ل يح ّ‬
‫الششتباك ثمانية أاطفال ‪.‬‬
‫وكانت عّمتنا وزوجها وأاولدها الخمسشة يسشكنون معنا أايضشا ‪ ،‬وجّدنا العجوز الذي كان إاذا ما عثر على خمسشة قروشس‬
‫على الطاولة مضشى دون ترّدد واششترى جريدة ‪ ،‬ولم يكن يعرف ‪ ،‬كما تعلم ‪ ،‬القراءة ‪ .‬وهكذا كان مضشطّرا‬
‫ل‪Ó‬عتراف دائما بما اقترف كي يقرأا أاحدنا على مسشمعيه الثقيلين آاخر الأخبار ‪.‬‬
‫في ذلك الزمن ـ دعني أاّول أاقول لك إاّنه لم يكن زمن اششتباك بالمعنى الذي يخّيل إاليك ‪ ،‬ك ّ‬
‫‪ Ó‬لم تكن ثّمة‬
‫حرب حقيقّية ‪ .‬لم تكن ثّمة أاي حرب على اإلط‪Ó‬ق ‪ .‬كّل ما في األمر أاننا كّنا ثمانية عششر ششخ ًصشا في بيت واحد من‬
‫جميع األجيال ‪ .‬لم يكن أاي واحد مّنا قد نجح بعد في الحصشول على عمل ‪ ،‬وكان الجوع ـ الذي تسشمع عنه ـ هّمنا‬
‫اليومي‪ .‬ذلك أاسشّميه زمن الششتباك ‪ .‬أانت تعلم ‪ .‬ل فرق على اإلط‪Ó‬ق ‪ .‬كّنا نقاتل من أاجل األكل ‪ ،‬ثم نتقاتل لنوّزعه‬
‫فيما بيننا‪ .‬وكنتُ مع عصشام في العاششرة ـ نحمل السشلّة الكبيرة مًعا ونسشير حوالي سشاعة وربع‪ ،‬حّتى نصشل إالى سشوق‬
‫الخضشار بعد العصشر بقليل ‪ .‬وكانت مهّمتنا ـ عصشام وأانا ـ هّينة وصشعبة في آان واحد ‪ ،‬فقد كان يتعّين علينا أان نجد‬
‫ما نعبّئ به سشلّتنا ‪ :‬أامام الدكاكين ووراء السشيارات‪.‬‬
‫أاقول لك إاّنه كان زمن الششتباك ‪ :‬أانت ل تعرف كيف يمّر المقاتل بين طلقتين طوال نهاره ‪ .‬كان عصشام‬
‫يندفع كالسشهم ليخطف رأاسس ملفوف ممّزق أاو حزمة بصشل ‪ ،‬ورّبما تّفاحة من بين عج‪Ó‬ت الششاحنة وهي تتأاّهب‬
‫للتحّرك ‪ ،‬وكنت أانا بدوري أاتصشّدى للششياطين ـ أاي بقيّة األطفال ‪ -‬وكّنا نعمل طوال العصشر ‪ :‬نتششاجر عصشام وأانا‬
‫من جهة مع بقيّة األطفال أاو أاصشحاب الدكاكين أاو السشائقين ‪ ،‬ثم أاتششاجر مع عصشام فيما تبّقى من الوقت‪...‬‬

‫لصصلي‪'' :‬إل ّصصغير يذهب إإلى إلمخيّم''‪.‬‬


‫(@) عنوإن إلق ّصصة إ أ‬

‫‪82‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 83‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫وكان يتعّين علينا أان نحمل السشّلة مًعا حين تمتلئ ‪ ،‬ونمضشي‬
‫عائدْين إالى البيت ‪ :‬ذلك كان طعامنا جميعا لليوم التالي‬
‫‪...‬‬
‫وكان الششتاء ششديد القسشوة ذلك العام ‪ ،‬وكنّا نحمل‬
‫سشلّة ثقيلة حّقا ‪ ( ،‬هذا الششيء ل أانسشاه ‪ ،‬كأاّنك‬
‫وق ˘عت أاث ˘ن ˘اء ال ˘م ˘ع ˘رك ˘ة ف ˘ي خ ˘ن ˘دق‪ ،‬ف ˘إاذا ب ˘ه ي ˘ح ˘وي‬
‫سشريرا ) ‪ ..‬وفجأاة ‪ ..‬ل ‪ ،‬هذا ششيء ل يوصشف ‪ .‬ل يمكن‬
‫وصشفه‪ :‬كأانك على بعد َن ْصشل سشكين من عّدوك‪ ،‬وأانت‬
‫دون سش‪Ó‬ح‪ ،‬وإاذا بك في اللحظة ذاتها تجلسس في حضشن‬
‫أامّك‪..‬‬

‫دعني أاقول لك ما حدث ‪ :‬كّنا نحمل السشلّة ‪ ،‬كما قلت لك‪ ،‬وكان‬
‫ششرطّي يقف في منتصشف الطريق ‪ ،‬وكان الششارع‬
‫‪ ، Ó‬وكّنا تقريبا دون أاحذية ‪ .‬ربّما كنت أانظر‬ ‫مبت ّ‬
‫إال˘ ˘ى ح˘ ˘ذاء الشش˘ ˘رط˘ ˘ّي ال˘ ˘ث˘ ˘ق˘ ˘ي˘ ˘ل‪ ،‬والسش˘ ˘م˘ ˘يك ح˘ ˘ي ˘ن‬
‫ششهدتها فجأاة هناك ‪ :‬كان طرفها تحت حذائه‪ ،‬أاي‬
‫كنت بعيدا حوالي سشّتة أامتار ولكنّني عرفت ‪ ،‬رّبما‬
‫من لونها ‪ ،‬أاّنها أاكثر من ليرة واحدة‪ .‬نحن في مثل‬
‫هذه الحالت ل نفّكر ‪ ..‬ولكن ما أاعرفه هو اأنّ المرء في‬
‫زمن الششتباك ل ينبغي له أان يفّكر حين يرى ورقة ماليّة‬
‫ت˘ ˘حت ح˘ ˘ذاء الشش˘ ˘رط˘ ˘ي‪ ،‬وه˘ ˘و ي ˘ح ˘م ˘ل سش ˘لّ ˘ة م ˘ن ال ˘خضش ˘ار‬
‫الفاسشد على بعد سشّتة أامتار‪ .‬وهذا ما فعلته ‪ :‬أالقيت ببقايا‬
‫ت سشاقْي الششرطي بكتفي‪ ،‬فتراجع مذعورا ‪ .‬وكان توازني أانا اآلخر‬ ‫التفاحة‪ ،‬وتركت السشّلة في اللحظة ذاتها ‪ .‬ونطح ُ‬
‫قد اختّل ‪ .‬ولكّنني لم أاقع على األرضس ـ وفي تلك الّلحظة ششاهدتها ‪ :‬كانت خمسس ليرات ‪ .‬لم أاششاهدها فقط بل‬
‫التقتطها‪ ،‬واسشتكملت سشقوطي ‪ .‬إالّ أاّنني وقفت بأاسشرع مّما سشقطت‪ ،‬وبدأات أاركضس بأاسشرع مّما وقفت ‪.‬‬
‫ومضشى العالم بأاجمعه يركضس ورائي ‪ .‬لقد عدوُت متأاّكدا حّتى صشميمي أان ل أاحد في كّل الكواكب السشيّارة يسشتطيع‬
‫أان يمسشكني ‪.‬‬
‫وبعقل طفل العششر سشنوات سشلكت طريقا آاخر ‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 84‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ووصشلت البيت بعد الغروب ‪ ،‬وحين ُفِتح لي الباب‪ ،‬ششهدُت ما كنت أاششعر في أاعماقي أاّنني سشأاششهده ‪ :‬كان‬
‫ت في حلق الباب أابادلهم‬ ‫السشبعة عششر مخلوقا في البيت ينتظرونني ‪ .‬وقد درسشوني بسشرعة ‪ ،‬ولكن بدّقة ‪ ،‬حين وقف ُ‬
‫النظر ‪ :‬كّفي مطبقة على الخمسس ليرات في جيبي‪ ،‬وقدماي ثابتتان في األرضس ‪.‬‬
‫كان ج‪s‬دي جاِل ًسشا في الّركن ينظُُر إالّي بإاعجاب‪ .‬كان رج‪ ًÓ‬حكيًما ‪ ،‬رُج‪ ًÓ‬حقيّقًيا يعرف كيف ينبغي له أان ينُظَر إالى‬
‫الّدنيا‪ .‬وكان كّل ما يُريد من الخمسس ليرات جريدة كبيرة هذه الّمرة‪ .‬كان عصشام باّلطبع قد كذب‪ .‬قال لهم إاّنه هو‬
‫الذي وجد الخمسس ليرات‪ ،‬وإانني أاخذتها منه بالقّوة‪ .‬ليسس ذلك فقط ‪ ،‬بل إاّنه ارتضشى أان يّذل نفسشه ويُعلن للمّرة‬
‫األولى أانني ضشربته‪ ،‬وأانني أاقوى منه ‪ ،‬لم يكن أايّ واحد منهم مهتّما بصشدق عصشام أاو كذبه‪.‬‬
‫ولكَنهم لم يكونوا يعرفون حّقا ما معنى أان يكون الطفل ممسشكا بخمسس ليرات في جيبه زمن الششتباك ‪ ..‬وقد قلتُ‬
‫لهم جميعا بلهجة حملت ألّول مّرة في حياتي‪ ،‬طابع التهديد بترك البيت وإالى األبد ‪ :‬إاّن الخمسس ليرات لي وحدي‪.‬‬
‫كنت أاعرف أانّ مهّمتي لم تنته ‪ .‬فعلّي أان أاحمي اللّيرات الخمسس كل لحظات الليل والّنهار ‪ ..‬ولم أاكن أاعرف‬
‫بالضشبط ما كنت أانوي أان أافعل‪ ،‬وحين مّرت عششرة أاّيام اعتقد الجميع أانني صشرفت الليرات الخمسس‪ ،‬وأانّ يدي في‬
‫جيبي تقبضس على فراغ ‪ ،‬على خديعة ‪.‬‬
‫أادرك جّدي أانني لن أاششتري له الجريدة ‪ ،‬وأاّنه فقد فرصَشته ‪ ،‬وألّنه كان يعلم أاّن الخمسس ليرات ما تزال في‬
‫جيبي‪ ،‬فقد قام ذات ليلة بُمحاولة لسشحبها من جيبي‪ ،‬وأانا مسشتغرق في النّوم (كنت أانام بم‪Ó‬بسشي) إالّ أانني‬
‫صشحوت فتراجع إالى فراششه ونام دونما كلمة‪.‬‬
‫أاذكر أاّنني احتفظت بالخمسس ليرات في جيبي طوال الخمسشة أاسشابيع ‪ ..‬ذات يوم مضشيت مع عصشام إالى‬
‫ال ّسشوق ‪ ،‬وقد اندفعت؛ ألخطف حزمة من السشلق‪ ،‬كانت أامام عج‪Ó‬ت ششاحنة تتحّرك ببطء ‪ ..‬وعلى أاية حال‬
‫صشحوت من إاغمائي في المسشتششفى ‪ .‬وكان أاّول ما فعلته ـ كما ل ششك تخّمن ـ أان تفّقدُت الخمسس ليرات‪ .‬إالّ أاّنها لم‬
‫تكن هناك ‪..‬‬
‫كنت حزينا فقط ألنني فقدتها ‪.‬‬
‫وأانت لن تفهم ‪ .‬ذلك كان في زمن الششتباك ‪.‬‬
‫عن ‪ :‬غ ّسصان كنفاني‬
‫لثار إلكاملة (إلمجلّد إلثاني ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫إ آ‬
‫‪ )١٩٧٣‬صصصس ‪٧٢٦ - ٧١٥‬‬

‫‪84‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 85‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلّتعريف بالكاتب‪:‬‬
‫غ ّسصان كنفاني‪)١٩٧٢-١٩٣٦( :‬‬
‫أاديب ف ˘ ˘لسش ˘ ˘ط˘ ˘ي˘ ˘ن˘ ˘ي م˘ ˘ن˘ ˘اضش˘ ˘ل ‪ ،‬ول˘ ˘د ف˘ ˘ي ع˘ ˘ّك˘ ˘ا‬
‫بفلسشطين مع بدء الثورة الكبرى بها(‪، )١٩٣٩-١٩٣٦‬‬
‫وفي سشنة ‪ُ ١٩٤٨‬هّجَر مع أاسشرته من عكا إالى دمششق ‪.‬‬
‫وفي دمششق كان على غسشان أان يعمل مع اإخوته ليعيل‬
‫أاسشرته ويكمل في الوقت نفسشه تعليمه‪ ،‬وقد عمل في‬
‫‪Ó‬طفال بمدارسس وكالة ال‪Ó‬جئين‬ ‫سشن مبكرة مدرسشا ل أ‬
‫ف ˘ي ال ˘م ˘خ˘يّ˘م˘ات ال˘ف˘لسش˘ط˘ي˘ن˘ّي˘ة‪ .‬ف˘ي ع˘ام(‪ )١٩٥٦‬نشش ˘ ˘ر‬
‫ق ّصشته األولى 'ششمسس جديد'ة سشافر إالى الكويت للعمل بالتدريسس ‪ ،‬وعاد إالى بيروت‬
‫سشنة‪١٩٦٠‬؛ ليعمل بالصشحافة إالى أان ت ّسشلم رئاسشة تحرير مجّلة الهدف األسشبوعّية‬
‫عام‪ .١٩٦٩‬اسشتششهد في لبنان يوم ‪ ٨‬تموز‪ ،١٩٧٢‬على إاثر انفجار لغم بسشّيارته ‪،‬‬
‫من أاششهر قصشصشه 'رجال تحت الششمس'س‪ ،‬و 'ما تبقى لك'م و 'عائد إالى حيف'ا‪ ،‬و 'أام‬
‫سشع'د و 'برقوق نيسشان'‪ ،‬و 'األعم'ى و 'األطرشس'‪ ،‬ومن قصشصشه القصشيرة 'موت سشرير‬
‫رقم‪ ١'٢‬و 'أارضس البرتقال الحزي'ن وغير ذلك‪ .‬جمعت آاثاره في أاربعة مجلّدات‪.‬‬

‫لعدإد إلمنزلي‪:‬‬
‫أإّول‪ :‬أإسصئلة إ إ‬
‫اقزأا الن ّصص السصابق واشصرحه في ضصوء األسصئلة التالية‪:‬‬

‫‪ -١‬قّدم الن ّصس تقديًما مادّيا ومعنو‪v‬يا‪.‬‬


‫‪ -٢‬ما عدد األششخاصس الذين كانوا يعيششون في بيت الراوي؟‬
‫‪ -٣‬ما المششكلة التي يششتركـ فيها جميع سشّكان البيت؟‬
‫‪ -٤‬أاّي ششخصشيَات الق ّصشة لفتت ا ِنتباهكـ؟ ولماذا؟‬

‫‪85‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 86‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ثانيا‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلّدللة‪.‬‬

‫‪ -١‬بم وصشف الكاتب إاخوته؟‬


‫ب األب زوجته؟‬ ‫‪ -٢‬بم ف ّسشر الّراوي عدم ُح ّ‬
‫‪ -٣‬ما الّزمن الذي وقعت فيه اأحداث الق ّصشة؟ اسشتدّل على ذلك بعبارة من الن ّصس‪.‬‬
‫‪ -٤‬ما المهّمة التي كانت موكولة إالى الّراوي‪ ،‬وعصشام؟ وما الذي يبّررها؟‬
‫‪ -٥‬وصشف الكاتب معاناة الّراوي‪ ،‬وعصشام بدَقة ششديدة؟‬
‫أا‪ -‬اذكر بعضس مظاهر تلك المعاناة؟‬
‫ب‪ -‬اسشتخرج من الق ّصشة ما يدلّ على دّقة اسشتخدام هذه العبارة‪.‬‬
‫‪ -٧‬بدت ششخ ّصشية الجّد ‪ ،‬ششخ ّصشية غريبة‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما مظاهر غرابتها؟‬
‫ب‪ -‬ما األسشاليب التي اسشتخدمها الكاتب إلبراز غرابتها؟‬
‫ج‪ -‬ج ّسشد الجّد قيمة أاصشيلة رغم كل المظاهر السشلبيّة‪ .‬بيّن ذلك‪.‬‬
‫‪ -٨‬اذكر الحدث القاِدح في هذه القصشة‪.‬‬
‫‪ -٩‬ا ُدرسس مظاهر تطّور ع‪Ó‬قة الّراوي بعصشام وبّين سشببه‪.‬‬
‫‪' -١٠‬وكانت مهّمتنا هّينة وصصعبًة في آان واح'د‪.‬‬
‫أا‪ -‬أاعرب ما تحته خ ّ‬
‫ط في الجملة ال ّسشابقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيف كانت مهّمة الّراوي وعصشام َهّينة وصشعبة في اآلن نفسشه؟‬
‫‪ -١١‬بدا المال في هذه القصشة قيمًة قادرة على التغّلب على الكثير من القيم األصشيلة في مجتمعاتنا؟‬
‫أا‪ -‬اسشخرج من الن ّصس ما يدلّ على ذلك؟‬
‫ب‪ -‬اذكر أاسشباب هذا النق‪Ó‬ب القيمي الذي حدث‪.‬‬
‫ك‪.‬‬‫‪ -١٢‬اششرح قول الّراوي في آاخر القصشة‪' :‬وأانت لن تفهم‪ .‬ذلكـ كان في زمن الششتبا '‬
‫‪ -١٣‬جاء في درسس األدب أان 'الحدث هو مجموعة األفعال‪ ،‬والوقائع مرّتبة ترتيبًا سشبب‪v‬يا ‪ ...‬وتصشّور‬
‫الششخصشّية وتكششف عن صِشراعها مع الششخصشّيات األخرى'‪.‬‬
‫اششرح ما تقّدم في ضشوء ما قرأات في ق ّصشة 'زمن الفق'ر‪.‬‬

‫‪86‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 87‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لسصئلة إلتقييمّية‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬إ أ‬
‫‪ -١‬ما الع‪Ó‬قة بين عنوان الن ّصس 'زمن الفق'ر وعبارة 'زمن الششتباك'ـ ؟‬
‫‪ -٢‬اذكر بعضس مظاهر معاناة الّراوي بسشبب الفقر‪.‬‬
‫‪ -٣‬بم تف ّسشر سشلوكـ الجّد الغريب ؟‬

‫إلنشصاط‪:‬‬
‫ج ً‬
‫‪ Ó‬لقتلته''‪.‬‬ ‫قال علي بن أإبي طالب كّرم إل‪s‬له َوجهه‪'' :‬لو كان إلفقر َر ُ‬
‫إكتب تعبيًرإ تحّلل فيه هذإ إلقول ‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 88‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪±É°ûàc’G á©àe ...IÒ°ü≤dG á°üq ≤dG‬‬
‫ع‪ È‬تاريخ قريب وبعيد هو كل تاريخ القصشة القصش‪Ò‬ة‪ ,‬بقي هذا النوع اإلبداعي ‪Á‬تلك عوامل اجتذاب‬
‫‪Ó‬جيال‬ ‫أاجيال من كتّاب الق ّصشة القصش‪Ò‬ة ‘ أارجاء العا‪ ، ⁄‬وكان ومازال ا‪Ÿ‬نجز القصشصشي‪Ã ،‬ثابة ذاكرة ل أ‬
‫وحصشيلة للثقافات‪ .‬من هنا بقي تراث اإلنسشانّية القصشصشي تراثا مشش‪Î‬كا‪ ،‬ج ّسشد أافكار اإلنسشان‪ ،‬و‪Œ‬لياته‬
‫وصشراعاته وصشلته بالكون‪ ،‬والناسس والطبيعة ‪ ،‬وابتداء من التجارب الواقعيـّة ‘ الق ّصشة‪ ،‬وانتهاء بتجارب‬
‫ال ˘ط ˘ل ˘ي ˘ع ˘ي‪ Ú‬ب ˘ق ˘ي ال˘ب˘ن˘اء ال˘قصشصش˘ي ه˘و محور ه ˘ذا ال ˘ف ˘نّ ‪ ...‬ف ˘ال ˘ن ˘ت ˘اج ال ˘قصشصش ˘ي ل ˘دى تشش ˘ي ˘خ ˘وف وغ ˘وغ ˘ول‬
‫ودسشتوفسشكي‪ ،‬وعند فلوب‪ Ò‬وبلزاك وعند فولك‪ ، Ô‬وهمنغواي وه‪Ò‬مان ه ّسشه وميششيما‪ ،‬و‚يب محفوظ‬
‫وماركيز كلّ هؤولء وحششد آاخر يختصشرون هذا التاريخ ال‪ّÌ‬ي‪ ،‬الذي مازال مفتوحا على أاجيال جديدة من‬
‫كّتاب الق ّصشة ‘ أارجاء العا‪ ⁄‬الفسشيح‪.‬‬
‫(إ‪Ο‬جم)‬

‫ما إلق ّصصة إلقصص‪Ò‬ة؟ ‪..‬لنبدأإ بالتعّرف ‪:‬‬

‫(حدث ذات مّرة) ‪ ،‬يالها من جملة سشحرّية أالِْفنا سشماعها وما هي إاّل دعوة تتكّرر وتتأاّكد ‪ ،‬إاذ يقول‬
‫أاحدهم‪' :‬اجلسس وأاصشغ ‪ ،‬سشأاخ‪È‬ك هذه الق ّصش'ة ‪...‬‬
‫رّبما كانت متعة محّددة ‪ ،‬لكّنها كافية أان تسشتمتع بق ّصشة ّما جّيدة ‪ ،‬تقابلها متعة كتابة ق ّصشة جيّدة كذلك‪.‬‬
‫هنا ل بّد من القول إاّن مبدأا القصس كفعل إابداعي‪ ،‬يجب أان يُكتششف حا‪Ÿ‬ا يلج اإلنسشان ميدان الّلغة‪.‬‬
‫فالق ّصس موجود واقعّيا ومكتوب بششكل أاو بآاخر منذ آالف السشن‪ ... Ú‬ولعل الرغبة ‘ الق ّصس اليوم ليسشت أاقّل قوة‬
‫‡ا كانت عليه باألمسس‪.‬‬
‫والسشؤوال اآلن هو‪Ÿ :‬اذا نكتب القصشصس؟ و‪Ÿ‬اذا يكتب الكّتاب قصشصشهم؟ وا÷واب هو أان هناك سشبب‪:Ú‬‬
‫‪ -‬السصبب األول‪ :‬هو أان لدينا أاولديهم ما نريد أاو يريدون قوله‪.‬‬
‫‪ -‬السصبب الثا‪ :Ê‬وهو الدافع ا‪Ÿ‬وازي للسصبب األّول ‪ ،‬هو الرغبة ‘ الكتشصاف‪.‬‬
‫إاذن سشتكون الكتابة ‘ أاحد أاهمّ محّركاتها‪ ،‬هي الرغبة ‘ الكتششاف‪ ،‬فع‪ È‬القصشصس بإامكاننا أان نخت‪ È‬األششياء‬
‫واألفعال ‪ ،‬أان نحّمل ا÷مل بأافكارنا و‪Œ‬اربنا ‪ ،‬و‘ عملّية الكتابة القصشصشيّة نبلغ مرحلة فهم أاعمق للعا‪ ⁄‬وللناسس‬
‫وألنفسشنا‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 89‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫فعندما يقرأا ششخصس مّا ماكتبناه فسشيكون قد ششاركنا وششاركناه ولو قلي‪ Ó‬هذا ا‪Ÿ‬فهوم وفوق ذلك فإانّ الكتابة‬
‫القصشصشّية ‪Á‬كن أان تكون متعة عظيمة‪.‬‬
‫اذن اْبِر قلمك ‪ ...‬أاو ششّغل حاسشوبك ‪ ..‬ولنبدأا ‪.‬‬

‫ما هي إلق ّصصة إلقصص‪Ò‬ة؟ ‪ ..‬لنشصرع ‘ إلتعريف‪:‬‬

‫يقودنا هذا السشؤوال إا‪ ¤‬اسش‪Î‬جاع (ا‪Ÿ‬فهوم)‪ :‬وما ا‪Ÿ‬قصشود بالق ّصشة؟‬
‫لهذا سشتحضشر معاجم الّلغة لتحديد ا‪Ÿ‬عنى وا‪Ÿ‬صشطلح ‪ ،‬وي‪È‬ز أامامنا التحديد األّول للق ّصشة بأاّنها‪:‬‬
‫‪ -‬عملّية ق ّصس ‪Û‬ريات أاو هي سشلسشلة مّتصشلة من األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬و‘ تعريف آاخر ‪ ،‬إانّ القصشة هي نسشق مرويّ يهدف إلمتاع وجذب اأو إاع‪Ó‬م ا‪Ÿ‬سشتمع أاو القارئ‪.‬‬
‫وما هذه إالّ –ديدات أاو‪ ¤‬تواجهنا ‘ التعريف ‪ ،‬إاذ كل –ديد يحتوي اسشتخداماته ‪ ،‬رغم أاّنه ل يششّكل إاحاطة‬
‫كاملة ‪Ÿ‬ششهد الق ّصشة القصش‪Ò‬ة ‪ ،‬لكننا عندما نوّحد ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬فإاّنها سشتسشاهم جميعا ‘ جعل ق ّصشة ّما مقنعة للقّراء‬
‫بينما أاخرى أاقلّ من ذلك ‪ ...‬إان أافضشل طريقة للوصشول إا‪ ¤‬إاحسشاسس قوي بالق ّصشة القصش‪Ò‬ة كششكل أادبي هو تعّلمها‬
‫من خ‪Ó‬ل القصشصس ذاتها ويجب أان يكون من يرغب ‘ التعّلم قارئا متمّيزا ‪ ،‬حريصشا ودقيقا‪.‬‬
‫إاذن ‪ ..‬اقرأا القصشصس على اخت‪Ó‬فها ‪ ،‬اقرأا القصشصس األدبية ومن مختلف األنواع ‪ ،‬ا‪ÿ‬يال العلمي ‪ ،‬الرعب ‪،‬‬
‫القصشصس الرومانسشيّة ‪ ،‬الواقعّية ‪ ،‬وغ‪Ò‬ها ‪ ،‬اقرأا القصشصس الك‪Ó‬سشيكية ‪ ،‬واقرأا القصشصس التقليدّية واقرأا القصشصس‬
‫التجريبّية ‪ ،‬سشوف تبلغ معرفة بالكيفّية التي يعمل بها معمار الق ّصشة القصش‪Ò‬ة ‪ ،‬وبعد هذا ‪ ،‬عليك القيام بث‪Ó‬ثة‬
‫أافعال قد تسشاعدك ‪ ،‬باإلضشافة إا‪ ¤‬مهارات أاخرى ‪ ،‬أان تصشبح يوما مّا كاتبا للقصشة القصش‪Ò‬ة على درجة ما من‬
‫التميّز‪:‬‬
‫أا‪ -‬اكتب ‪....‬‬
‫ب‪ -‬اكتب أاك‪.... Ì‬‬
‫ج‪ -‬واصصل الكتابة ‪....‬‬

‫ماّدة إلق ّصصة‪:‬‬

‫ترى من أاين تأاتي ا‪Ÿ‬اّدة ا‪ÿ‬ام للق ّصشة؟ هل تراك سشأالت نفسشك هذا السشؤوال؟‬
‫ا÷واب ببسشاطة هو أاّنك عندما تكتب ق ّصشة ّما‪ ،‬فإاّنك تسشتخدم ماّدة أاولّية من خيالك‪ ،‬و‪Œ‬ربتك ومراقبتك لهذه‬
‫ا◊ياة وكيف تسش‪ ، Ò‬وتتجه لبناء عا‪ ، ⁄‬هو الق ّصشة ‪ ،‬رغم أاّنه صشغ‪ Ò‬إالّ أاّنه مكتمل‪.‬‬
‫إاّنك بذلك تقوم ببناء نوع من العا‪ ⁄‬ا‪Ÿ‬وازي‪ ،‬الذي يضشاهي العا‪ ⁄‬ا◊قيقي‪ ،‬لكّنه يختلف عنه بششكل ‡يّز‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 90‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫وباعتبارك كاتبا‪ ،‬فإانّ جهدك ي‪ّÎ‬كز على صشنع عا‪Ÿ‬ك القصشصشي حّيا نابضشا با◊ياة ‪ ،‬وحقيقيّا لدرجة أاّن القّراء‬
‫يصشدقونه ‪ ،‬ليسشت بقضشيّة كم هو مختلف عن الواقع عندما نقارن عقلّيا ب‪ Ú‬العا‪.. ÚŸ‬‬
‫وهنا تقول إان هناك ششيئ‪Á Ú‬يُزان عا‪ ⁄‬الق ّصشة القصش‪Ò‬ة‪ ‘ ،‬إاطارها الواقعي هما‪:‬‬
‫أا‪ -‬األول‪ ‘ :‬ا◊ياة الواقعية تقع األحداث با‪Ÿ‬صشادفة أاّما ‘ الق ّصشة فإانّ لكل حدث سشببًا ما‪.‬‬
‫ب‪ -‬الثا‪ :Ê‬مبني على هذه النقطة ‪ ،‬اذ أان على كاتب الق ّصشة القصش‪Ò‬ة‪ ،‬أان ل ي‪Î‬كنا تائه‪ Ú‬متسشائل‪ Ú‬حول‬
‫فكرة هذه الق ّصشة ‪ ،‬وكيف تسش‪ Ò‬ا◊ياة داخل البناء القصشصشي ‪ ،،‬إاذ أاّن لدينا قناعة ‘ الوصشول إا‪ ¤‬حل‪x‬‬
‫وإاحسشاسس بالق‪Î‬اب من غاية الق ّصشة‪.‬‬

‫‪ -‬مارغريت لوك‪ -‬إلق ّصصة إلقصص‪Ò‬ة‪Œ :‬ارب وإ‪Œ‬اهات‬


‫ترجمة‪ :‬طاهر عبدإ‪Ÿ‬سصلم جريدة ‪.‬إلزمان ‪ ،‬إلعدد ‪٢٠٠٣-٦-٧ ، ١٥٢٤‬م‬

‫‪90‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 91‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫نصس إإثرإئي‬
‫‪GóqL IÒ°ü≤dG á°üq ≤dG ‘ IAGôb‬‬
‫’‪(á°Uƒ°üb‬‬
‫)‪C G‬‬
‫يقول األديب والعا‪ ⁄‬الفيزيائي الدكتور أاحمد زكي 'ليسس أالذ ‘ أاحاديث الناسس من قصشة‪ ،‬وليسس أامتع‬
‫فيما يقرأا الناسس من قصشة‪ ،‬والعقول قد تخمد من تعب‪ ،‬ويكاد يغلبها النوم‪ ،‬حتى إاذا قلت قصشة ذهب النوم‪،‬‬
‫واسشتيقظت العقول‪ ،‬وأارهفت اآلذان ‪. .'..‬‬
‫وإاذا كان 'فن القصشة القصش‪'Ò‬ة ـ كما يرى جابر عصشفور ـ فنا صشعًبا 'ل ي‪È‬ع فيه سشوى األكفاء من الكتاب‬
‫القادرين علي اقتناصس اللحظات العابرة قبل انزلقها على أاسشطح الذاكرة‪ ،‬وتثبيتها للتأامل الذي يكششف عن‬
‫كثافتها الششاعرية بقدر ما يكششف عن دللتها ا‪Ÿ‬ششعة ‘ أاك‪ Ì‬من ا‪Œ‬ا'ه ‪.‬‬
‫إاذا كانت القصشة القصش‪Ò‬ة كذلك‪ ،‬فإان فن القصشة القصش‪Ò‬ة ج‪v‬دا أاك‪ Ì‬صشعوبة؛ ألنه مطلوب من القاصّس‬
‫أان يُحقق ذلك ‘ أاقل عدد من الكلمات‪ .‬وهو فن ظهر ‘ السشنوات األخ‪Ò‬ة‪،‬‬
‫ينتمي إا‪ ¤‬الفنون السشردية‪ ،‬ويُحاول مبدعه من خ‪Ó‬له أان يقدم نصشا‬
‫سشرديا مكتنًزا ‘ عدد قليل من الكلمات‪ ،‬ل يتجاوز مائة كلمة ‘‬
‫غالبية األحوال‪.‬‬
‫إاننا نراه تطويًرا لفّن ا‪ ‘ Èÿ‬تراثنا‪ ،‬وبخاصشة تلك األخبار‬
‫التي كانت ‪Œ‬مع ب‪ Ú‬السشخرية وا‪ُŸ‬فارقة‪ ،‬ومنها هذه األخبار‬
‫األرب ˘ ˘ع ˘ ˘ة ال ˘ ˘ت ˘ ˘ي وردت ‘ ك ˘ ˘ت ˘ ˘اب 'ا‪Ÿ‬سش ˘ ˘ت ˘ ˘ط ˘ ˘رف ‘ ك ˘ ˘ل ف ˘ ˘ن‬
‫‪Ó‬بششيهي‪:‬‬ ‫فل أ‬ ‫مسشتظر '‬
‫وقد وضشعنا للخ‪ È‬األول عنوان «أاحمقان‪ ،‬وثالثهما»‪ ،‬وهذا‬
‫نصشه‪:‬‬
‫ُح ˘ك ˘ي أان أاح ˘م ˘ق ˘يْ ˘ِن اصش ˘ط ˘ح ˘ب ˘ا ‘ ط ˘ري ˘ق‪ ،‬ف ˘ق ˘ال أاح ˘ده ˘م ˘ا‬
‫‪Ó‬خر‪ :‬تعالَ نتم‪s‬نى على الله‪ ،‬فإا‪s‬ن الطريَق تُقطُع با◊ديث‪.‬‬ ‫ل آ‬
‫فقال أاحُدهما‪ :‬أانا أا“نّى قطائع غنم أانتفعُ بلبنِها و◊مها‬
‫وصشوِفها‪.‬‬
‫ك؛ حتى ل‬ ‫وقال اآلخر‪ :‬أانا أا“ّنى قطائعَ ذئاٍب أارسشلُها على َغنِم َ‬
‫ك منها ششيئاً‪.‬‬ ‫ت‪َ Î‬‬

‫‪91‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 92‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ك! أاهذا من ح‪u‬ق الصشحبةِ وُحرمة العششرِة؟!‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ويح َ‬


‫ف ˘تصش˘اَي˘ح˘ا‪ ،‬وَت˘خَ˘اصَش˘م˘ا‪ ،‬واشش˘ت˘ّدت ا‪ÿ‬صش˘وم˘ُة ب˘ي˘ن˘ه˘م˘ا‬
‫حتى “اسشكا باألطواق‪ ،‬ث‪s‬م تراضَشَيا أان‪ s‬أاوَل مْن يطلعُ‬
‫عليهما يكونُ حَكمًا بْينهما‪ ،‬فطلع عليهما ششيخٌ بحمارٍ‬
‫ع ˘ل ˘ي ˘هِ ز‪s‬ق ˘انِ م ˘ْن عسش ˘ل‪ ،‬ف ˘ح ˘ّدث˘اه ب˘ح˘دي˘ِث˘ه˘م˘ا‪ ،‬ف˘ن˘زل‬
‫بالّزّق‪ ،Ú‬وفتحهما حتى سشال العسشل على ال‪Î‬اب‪،‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ ⁄‬تكونا أاحمق‪.!'Ú‬‬ ‫ب اللُه دمي مثلَ هذا العسشلِ إانْ ْ‬ ‫صَش ‪s‬‬
‫وأاما ا‪ Èÿ‬الثا‪ ،Ê‬فقد وضشعنا له عنوان «›نون‬
‫بني عجل»‪ ،‬وهذا نصشه‪:‬‬
‫ُحِكي أان ا◊جاج خرج يوما متنزها‪ ،‬فلما فرغ‬
‫من نزهته صشرف عنه أاصشحابه‪ ،‬وانفرد بنفسشه‪ ،‬فإاذا‬
‫هو بششيخ من بني عجل‪ ،‬فقال له‪ :‬من أاين أاّيها الششيخ؟‬
‫قال‪ :‬من هذه القرية‪ .‬قال‪ :‬كيف ترون عّمالكم؟ قال‪:‬‬
‫ششّر عّمال؛ يظلمون الناسس‪ ،‬ويسشتحّلون أاموالهم‪ .‬قال‪:‬‬
‫فكيف قولك ‘ ا◊جاج؟ قال‪ :‬ذاك‪ ،‬ما و‹ العراق‬
‫ششّر منه‪ ،‬قبّحه الله‪ ،‬وقبّح من اسشتعمله! قال‪ :‬أاتعرف من أانا؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أانا ا◊جاج! قال‪ُ :‬جعلت فداك! أاو تعرف من أانا؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ف‪Ó‬ن بن ف‪Ó‬ن‪› ،‬نون بني عجل‪ ،‬أاصشرع ‘ كل يوم مرت‪ .Ú‬قال‪ :‬فضشحك‬
‫ا◊جاج منه‪ ،‬وأامر له بصِشلة '‪.‬‬

‫وأاما ا‪ Èÿ‬الثالث فقد وضشعنا له عنوان «فجعله عذابي!»‪ ،‬وهذا ن ّصشه‪:‬‬


‫ت‪ :‬يا هذه! أاترضش‪ َÚ‬أان تكو‪Ê‬‬ ‫ت بدوّيًة من أاحسشِن الناسِس وجهًا‪ ،‬ولها زْوٌج قبيح‪ ،‬فقل ُ‬ ‫قال األصشمعي‪ :‬رأاي ُ‬
‫ت‪ :‬يا هذا! لعل‪ُs‬ه أاحسشَن إا‪ ¤‬اللهِ فيما بينه وبْيَن ر‪u‬به‪ ،‬فجعلني ثَواَبه‪ ،‬وأاسشأاتُ فيما بيني وب‪ Ú‬ر‪u‬بي‬ ‫زوجَة هذا؟ فقال ْ‬
‫فجعله عذابي‪ ،‬أاف‪ Ó‬أارضشى ‪Ã‬ا رضشي اللُه به'؟‪.‬‬
‫وا‪ Èÿ‬الرابع وقد وضشعنا له عنوان 'مثل هذا'! يقول‪:‬‬
‫ت مبْهوتًا‪ ،‬ثم‬ ‫قال ا÷احظ‪ :‬ما أاخجلتْني إاّل امرأاة مرتْ بي إا‪ ¤‬صشائغ‪ ،‬فقالت له‪ :‬اعمْل مثَل هذا‪ ،‬فبقي ُ‬ ‫'‬
‫‹ ألصش‪u‬وَرُه‬
‫ك اإ ‪s‬‬ ‫ف أا ُصش‪u‬وُرُه‪ ،‬فأاَت ْ‬
‫تب َ‬ ‫ت‪ :‬ل أادري كي َ‬ ‫سشأاْل ُ‬
‫ت ال ‪s‬صشائَغ‪ ،‬فقاَل‪ :‬أارادْت هذه ا‪Ÿ‬رأاُة أاْن أاعملَ صشورةَ ششيْطان‪ ،‬فقل ُ‬
‫ك‪.‬‬
‫على صشورت 'َ‬

‫‪92‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 93‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫@@@@‬
‫والقصشة القصش‪Ò‬ة جدا مع اعتمادها على عناصشر القصس من ششخصشيات وأاحداث وزمان ومكان وحبكة‬
‫ون ˘ه ˘اي ˘ة ن ˘راه˘ا “ت˘از ب˘ق˘درت˘ه˘ا ع˘ل˘ى ال˘ت˘ك˘ث˘ي˘ف ال˘دل‹‪ ،‬وإاث˘ارة ال˘ت˘أاوي˘‪Ó‬ت ا‪ı‬ت˘ل˘ف˘ة‪ ،‬وع˘نصش˘ر ا‪Ÿ‬ف˘ارق˘ة ف˘ي˘ه˘ا ي˘ح˘ك˘م‬
‫اسش‪Î‬اتيجية النصس التي يبغي الكاتب أان يُ‪È‬زها بوعي‪ ،‬وتسشتطيع فاعلية القراءة لحقًا أان تُششارك الكاتب ‘ تفعيل‬
‫النصس واإثراء دللته‪ ،‬اعتمادا ً على تقاطع ا‪Ÿ‬قروء مع مخزون الذاكرة‪ ،‬وما يُث‪Ò‬ه من غنى دل‹‪ ‘ ،‬ضشوء النصس ‪/‬‬
‫الزمان‪ /‬ا‪Ÿ‬كان ‪ /‬القارئ ‪.‬‬
‫وقد ظهر هذا الفن ؛ ليع‪ È‬عن اإلنسشان العادي (الذي كان يع‪ È‬عنه ا‪ ‘ Èÿ‬ال‪Î‬اث)‪ ،‬ويؤوكد على القيم‬
‫اإلنسشانية التي تنطوي عليها الكتابة الصشادقة‪.‬‬
‫يقول أاحد ا‪Ÿ‬بدع‪ Ú‬ا‪Û‬يدين هذا اللون‪ ،‬وهو غسشان كنفا‪:Ê‬‬
‫و‘ سشبيل الوصشول إا‪ ¤‬ذلك ل بد أان نقرر أان الصشعوبة تكون مضشاعفة‪ ،‬فالكاتب ا‪Ÿ‬بدع عليه أان يحّمل ن ّصشه‬ ‫'‬
‫كل تلك الششروط‪' ..‬الفكرة‪ ،‬وا◊دث من خ‪Ó‬ل التقاط ◊ظة الومضشة‪ ،‬والششخوصس‪ ،‬وا‪Ÿ‬كان‪ ،‬والزمان‪ ،‬والعقدة‬
‫الدرامية‪ ،‬ثم تصشاعدها للوصشول بها إا‪ ¤‬ا◊ّل‪ ..‬ويقدح ششرارة ا‪Ÿ‬فاجأاة‪ ،‬واإلبهار‪ ،‬والدهششة ‘ مخيّلة ا‪Ÿ‬تلّقي‪،‬‬
‫إاضشافة إا‪ ¤‬ا÷مل الوصشفية‪ ،‬والكلمات الرششيقة‪ ،‬واختيار ا‪Ÿ‬واضشيع‪ ،‬التي تهمّ ا‪Ÿ‬تلقي‪ .. ،‬إالخ ما هنالك من ششروط‬
‫إاضشافية محببة ومشش‪u‬وقة ‪ ،‬كل ذلك ‘ جمل قليلة‪ ،‬ومضشغوطة ل تسشمح باسشتئصشال كلمة واحدة‪ ،‬وإال تفكك النصس‪..‬‬
‫هي ق ّصشة قصش‪Ò‬ة إاذن‪ ،‬تنطبق على فنّيتها ذات الششروط‪ ،‬التي تنطبق على أايّ قصشة قصش‪Ò‬ة عادّية أاخرى‪ ،‬وما‬
‫جاءت كلمة 'جّدا' ً إال زيادًة ‘ التعريف‪.‬‬
‫إان أاهمية القصشة القصش‪Ò‬ة جدا‪ ،‬تكمن ‘ أان نصشوصشها ا÷يدة‪ ،‬تكششف عن تعّدد حقولها الدللية‪ ،‬وتُسشاعد‬
‫القارئ على إاعادة إانتاج الرمز الذي ينهضس به وعليه‪ ،‬أاي فيما يتصشل بحال الرسشالة التي يُريد ا‪Ÿ‬بدع إايصشالها إا‪¤‬‬
‫ا‪Ÿ‬تلقي (أاو ا‪Ÿ‬تلق‪ )Ú‬سشواء أاكانوا أافراًدا‪ ،‬أام ›تمعات‪ ،‬ويُغني النصس ـ ‘ حالته هذه ـ عن نصشوصس سشردية طويلة‪،‬‬
‫وإان كان بالطبع ل ‪Á‬ثل إاششباًعا فنًيا كالقصشة الطويلة‪ ،‬أاو الرواية‪ ،‬إا‪‰‬ا حسشبه أان يُمتعنا فنيا‪ ،‬وجماليا ـ ‘ ◊ظات ـ‬
‫باإلضشافة إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬سشتوى ا‪Ÿ‬عر‘ اليسش‪.Ò‬‬
‫فقد يبتعد اإلنسشان قلي‪ ًÓ‬أاو كثً‪Ò‬ا عن النصس السشردي الطويل فهما ‪Ÿ‬راميه‪ ،‬أاو تذوًقا ÷مالياته؛ ألنه يحتاج‬
‫إا‪ ¤‬سشاعات طوال‪ ،‬قد ل يكون تركيزه أاثناء القراءة على الدرجة نفسشها من النتباه والتيقظ من بداية النصس إا‪¤‬‬
‫منتهاه‪ ،‬لكن قصشر نصس القصشة القصش‪Ò‬ة جدا‪ ،‬الذي يجعل القارئ يطالعه ‘ دقيقة واحدة ـ أاو بضشع دقائق ـ إاذا‬
‫أاعاد تأاملها أاو قراءتها‪ ،‬يُتيح لـه التعايشس مع النصس‪ ،‬وتذوقه تذوقًا أاقرب إا‪ ¤‬الكتمال‪.‬‬
‫يقول غسشان كنفا‪:Ê‬‬
‫لنتفق أاوًل على أان مصشطلح القصشة القصش‪Ò‬ة جدا ً وما يندرج –ت هذا العنوان ل يعني أا'ن من طرحو'ه‬ ‫'‬
‫يبتدعون لوناً أاو منهجًا أاو جنسشًا أادبيًا جديدا ً‪ .‬ولو عدنا إا‪ ¤‬كث‪ Ò‬من النصشوصس القد‪Á‬ة بدءا ً ‡ا جاء ‘ (القرآان‬
‫الكر‪ ،)Ë‬وكتب السشلف‪ ،‬ومواقف الظرفاء‪ ،‬والششعراء‪ ،‬وأاصشحاب ا◊اجات ‘ ب‪Ó‬طات األمراء‪ ،‬وما “خّضس عنها‬

‫‪93‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 94‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫من حكايات ‪ ⁄‬تكن تتجاوز ا÷مل القليلة‪ ،‬ولعل كتاب 'ا‪Ÿ‬سشتطرف ‘ كل فن‬
‫ف ‪Ÿ‬ؤولّفه األبششيهي خ‪ Ò‬مثال‪ ..‬وكذلك بعضس النصشوصس التي جاءت ‘‬ ‫مسشتظر '‬
‫كتب ا‪ÿ‬لف ‪ -‬وأاك‪Ì‬هم من الكّتاب الكبار محلي‪v‬ا وعا‪vŸ‬يا ‪ -‬لوجدنا عششرات من‬
‫ال ˘نصش ˘وصس أام ˘ث ˘ل ˘ة تصش ˘ل ˘ح ل˘ت˘ك˘ون قصش ًصش˘ا قصش‪Ò‬ة ج˘‪v‬دا‪ ،‬سش˘م˘ع˘ن˘اه˘ا أاو ق˘رأان˘اه˘ا‪،‬‬
‫وقبلناها‪ ،‬ألنها ببسشاطة حملت إالينا متعة الق ّصشة مسشتوفية الششروط الفنّية‪،‬‬
‫ووصشلتنا سشهلة ‪ ...‬دون أان يفرضشها علينا أاحد –ت عنوان 'ق ّصشة قصش‪Ò‬ة جّدا' ً‬
‫وكأانه مصشطلح يوحي بابتداع جنسس أادبيّ جديد‪ ..‬ولعل الكلمة الوحيدة ا‪Ÿ‬بتدعة‪،‬‬
‫والتي أاثارت جدلً بدأا و‪ ⁄‬ينته هي كلمة ' جًدا '‪.‬‬

‫‪-‬د‪ -‬حسصين علي محّمد‬


‫(محاضصرة أإلقيت بكلّية إللغة إلعربية‬
‫بالرياضس في ‪٢٠٠٣/٤/٢٦‬م‬

‫‪94‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 95‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا‪Ù‬ور ا‪ÿ‬امسص‬
‫من األدب العا‪Ÿ‬ي ا‪Ο‬جم‬
‫لدبية ومشصك‪Ó‬تها‪:‬يوسصف بّكار‬
‫حوإر حول إل‪Î‬جمة إ أ‬

‫النصس األدبي‬

‫إلصصحرإء إلعربية ‪:‬نيكوسس كازإنتزإكيسس‬

‫النصس اإلثرائي‬

‫لمحة عن حياة كازإنتزإكيسس‪:‬ع‪ Ó‬إلعمر‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 96‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫إ‪Ù‬ـــــور إ‪ÿ‬امسس‬

‫ا‪Ù‬ور ا‪ÿ‬امسس‪:‬‬
‫(@)‬
‫’‪É¡JÓµ°ûeh á«HO‬‬
‫‪C GáªLÎdG ∫ƒM QGƒM‬‬
‫“هيد‪:‬‬
‫ال‪Î‬جمة فن له أاصشوله وتقنياته ا‪ÿ‬اصّشة ‪ ،‬يفتح ›ال ا◊وار ب‪ Ú‬ا◊ضشارات وي‪Ì‬ي اآلداب ا‪ı‬تلفة بعناصشر‬
‫‪Ó‬دباء وا‪Ÿ‬فّكرين حتّى يطلّعوا على ثقافات الششعوب‬ ‫ا◊داثة والتجديد ‪ ،‬وفتح اآلفاق الثقافّية على مصشراعيها ل أ‬
‫وعبقريات األ∙ ‪.‬‬
‫و‪Ÿ‬عرفة أاحوال ال‪Î‬جمة ومششاكلها ا‪Ÿ‬سشتعصشية ‘ األدب العربي ا‪Ÿ‬عاصشر حاورنا أاربع ششخصشيّات أادبّية لها وزنها‬
‫ا‪ÿ‬اصس ‘ ›ال ال‪Î‬جمة واآلداب العا‪Ÿ‬يّة ‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪ -‬أانطون مقدسشي ‪ ،‬يوسشف بّكار ‪ ،‬أابو العيد دودو ‪ ،‬محّمد مواعدة‪.‬‬

‫إلسصؤوإل‬
‫لكل لغة خصشائصشها الذاتّية التي تفصشل بينها وب‪ Ú‬غ‪Ò‬ها من الّلغات‪ .‬فما هي ا‪Ÿ‬ششاكل التي تواجه األديب العربي‬
‫‪ ،‬وهو ي‪Î‬جم من األدب العا‪Ÿ‬ي إا‪ ¤‬الّلغة العربيّة؟‬
‫‪ -‬أانطون مقدسصي‪:‬‬
‫كل ن ّصس ‘ أاّية لغة مكتوبة كانت يتميّز بالتسشاع والششمول من ناحية ‪ ،‬وله خصشائصشه ا‪Ù‬ليّة والقومّية من‬
‫ناحية أاخرى‪ .‬فصشعوبات ال‪Î‬جمة ل تكمن ‘ نقل ما هو مشش‪Î‬ك ب‪ Ú‬كل الناسس وا◊ضشارات ‪ ،‬وإا‪‰‬ا ‘ نقل الششيء‬
‫الفريد من نوعه ‪ ،‬لذلك قلت عن ال‪Î‬جمة إاّنها حوار‪ ،‬وصشراع إلقحام حضشارة ‘ حضشارة أاخرى‪.‬‬
‫‪ -‬يوسصف بّكار‪:‬‬
‫اإلششكال األّول ‪ ‘ ،‬نظري ‪ ،‬هو ليسس ‘ ا‪Ÿ‬ضشمون أاو ‘ ا‪Ÿ‬وضشوع‪.‬إاّنما هو ‘ ال‪Î‬كيب اللغوي ‪ ،‬خاصّشة عندما‬
‫ننقل ا‪Ÿ‬وضشوعات لل‪Î‬جمة من اللغة األجنبّية إا‪ ¤‬اللغة العربية‪ .‬ل أاقول ثّمة جهل ب‪Î‬اكيب اللغة العربية ‪ ،‬لكنني‬
‫أاقول ثّمة عدم اهتمام بال‪Î‬كيز على ال‪Î‬اكيب اللغوّية السشليمة ‪ ،‬ل من الناحية األسشلوبّية فقط ‪ ،‬ولكن من الناحية‬
‫ا‪Ÿ‬عنوّية ‪ .‬أانا أاهتم دائما بأان ل يُحدث ال‪Î‬كيب لبسشا ‘ ا‪Ÿ‬عنى‪ ،‬وأاعلم أان هناك عددا كب‪Ò‬ا من ا‪Ο‬جم‪ Ú‬ضشليعون‬
‫‘ اللّغة األجنبّية ‪ ،‬وأانّ “ّكنهم من الّلغة العربيّة أاقل بكث‪ Ò‬من “ّكنهم من اللّغة األجنبيّة‪ .‬وهذا تقريبا من‬
‫@ ندوة عقدت على هامشس مؤو“ر إ أ‬
‫لدباء إلرإبع عشصر با÷زإئر (مارسس ‪ .)١٩٨٤‬أإدإرها وسصجّلها عّياشس يحياوي مندوب جريدة ''إلشصعب''‬
‫إ÷زإئرّية إلتي نشصرتها يوم إلسصبت ‪١٩٨٤/٣/١٧‬م‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 97‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا‪Ÿ‬ششك‪Ó‬ت التي نعا‪ Ê‬منها كث‪Ò‬ا ‪ ،‬ونحن نقرأا كتبا م‪Î‬جمة عن لغات مختلفة هذه األّيام ‪.‬‬
‫‪ -‬أابو العيد دودو‪:‬‬
‫ل أاعتقد أان أاول مششكل يواجه ا‪Ο‬جم هو نقل خصشائصس اللّغة األجنبيّة إا‪ ¤‬الّلغة العربّية ‪ ،‬طبعا لكل لغة طريقتها‬
‫‘ التعب‪ ، Ò‬ولكل لغة ‡ّيزات تتمّيز بها ؛ والصشعوبة تكمن ‘ نقل ا‪ÿ‬صشوصشيات ‪ ،‬وطبيعة النقل تتوّقف ‪ -‬بطبيعة‬
‫ا◊ال ‪ -‬على مدى معرفة ا‪Ο‬جم للغت‪ Ú‬مًعا‪ .‬ومن ا‪Ÿ‬ؤوسشف أاننا كث‪Ò‬ا ما ن‪Ó‬حظ ‘ ال‪Î‬جمات ‪ ،‬أانّ كث‪Ò‬ا من‬
‫ا‪Ο‬جم‪ Ú‬يعمدون إا‪ ¤‬ال‪Î‬جمة القاموسشّية ‪ ،‬أاو أاّنهم ل يعرفون مث‪ Ó‬أاّن ا÷ملة ‘ لغتها األصشلية‪ ،‬تعني ششيئا آاخر‬
‫غ‪Ò‬ما تدل عليه ‘ اللغة ا‪Ο‬جم إاليها‪ .‬فمعرفة الدللة‪ ،‬أاي‪ :‬دللة العبارات‪ ،‬واأللفاظ هي التي “ّكن ا‪Ο‬جم من‬
‫أان يكون أامينا ‘ ترجمته‪.‬‬
‫‪ -‬محّمد مواعدة‪:‬‬
‫مثلما قال األسشتاذ أانطون مقدسشي ‪ ،‬إان قضشيّة ال‪Î‬جمة بصشورة عاّمة‪ ‘ ،‬كل العصشور تث‪ Ò‬مششاكل ‪ ،‬بحيث أان هناك‬
‫صشعوبات تع‪Î‬ضس جميع ا‪Ο‬جم‪ Ú‬مهما كانت الّلغة‪ ،‬التي ينقلون منها أاو إاليها ‪.‬‬
‫وا‪ÓŸ‬حظة الثانية ‪ ،‬هي أاّنه ‪ ‘ ،‬اعتقادي ‪ ،‬توجد مششاكل تع‪Î‬ضس ا‪Ο‬جم ‘ نطاق اإلبداع األدبي ‪ ،‬و‘‬
‫السشنوات األخ‪Ò‬ة ظهرت ‪ ،‬ومازالت تظهر مششاكل تتعلّق حّتى ‪Ã‬يدان البحث األدبي‪ ،‬خاصّشة ما يتّعلق ب‪Î‬جمة‬
‫ا‪Ÿ‬صشطلحات النقدّية ا◊ديثة‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 98‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫إلسصؤوإل‪:‬‬
‫لوحظ أان ا‪Ο‬جم العربي اهتمّ ‘ النصشف األّول من القرن ا◊ا‹ بالأدب الغربي ‪ ،‬خاصّشة الفرنسشي واإل‚ليزي‬
‫ومنذ بداية ا‪ÿ‬مسشينات ظهرت موجة جديدة تدعو إا‪ ¤‬ترجمة األدب من مختلف أانحاء العا‪ ، ⁄‬فما هي مدى‬
‫حاجاتنا إا‪ ¤‬ذلك؟‬
‫‪ -‬أانطون مقدسصي‪:‬‬
‫األدب العربي ‘ حاجة إا‪ ¤‬كل األفكار العا‪Ÿ‬يّة الهامّة‪ .‬لكن ا‪ّŸ‬هم أان ‚د ا‪Ο‬جم من الط‪Ó‬ب ‪ ،‬و‪Ã‬ا أان العلوم‬
‫‪Œ‬زي أاك‪ ، Ì‬فالذين ‪Á‬يلون إا‪ ¤‬دراسشة العلوم ‘ أا‪Ÿ‬انيا‪ ،‬أاو روسشيا‪ ،‬أاو إاسشبانيا أاك‪‡ Ì‬ن يدرسشون اآلداب ‪،‬‬
‫وا‪Ο‬جم عادة يكون أاقرب إا‪ ¤‬األديب منه إا‪ ¤‬العا‪.⁄‬‬
‫كما لحظنا أان الط‪Ó‬ب ‘ العلوم اإلنسشانيّة ‘ تناقصس مسشتمّر ؛ ألن الط‪Ó‬ب يتجهون نحو العلوم التجريبيّة أاك‪.Ì‬‬
‫أاعود فأاقول إاّننا ‘ حاجة إا‪ ¤‬ترجمة كل ششيء عا‪Ÿ‬ي من الصشينّية أاو الفارسشّية أاو أاّية لغة كانت ‪...‬‬
‫‪ -‬يوسصف بكار‪:‬‬
‫ال‪Î‬جمة ‪ -‬كما تفضشل األسشتاذ أانطون مقدسشي ‪ -‬ل تقتصشر على اآلداب؛ ألننا ‘ حاجة ألن ن‪Î‬جم من مختلف‬
‫العلوم وا‪Ÿ‬عارف‪ .‬لكن السشؤوال الذي تفضشلت به سشؤوال له قيمته ‪ ،‬فمعروف أان ا‪Ÿ‬تحّدث‪ Ú‬باإل‚ليزّية والفرنسشّية ‘‬
‫الوطن العربي أاك‪‡ Ì‬ن يحسشنون لغات أاخرى ‪ ،‬أاعني أان لنا آادابا ششرقية رائعة ‘ اللغة الفارسشية‪ ،‬وال‪Î‬كيّة‪،‬‬
‫واألوردّية ‪ ،‬لكن ال‪Î‬جمات منها قليلة رغم صشلتها‬
‫ال˘ ˘ع ˘م ˘ي ˘ق ˘ة ب‪Î‬اث ˘ن ˘ا ‪ ،‬لسش ˘بب واح ˘د ه ˘و ق ˘لّ ˘ة‬
‫ا‪Ÿ‬تقن‪ Ú‬لهذه اللغات‪ .‬ونضشطّر ‘ أاحيان‬
‫كث‪Ò‬ة إا‪ ¤‬ترجمتها من اللّغة الفرنسشية‬
‫أاو اإل‚ليزّية وهنا يضشيع الكث‪ Ò‬من‬
‫ا‪Ÿ‬علومات وعناصشر ا÷مال الفنّي ‘‬
‫متاهات النقل من لغة إا‪ ¤‬أاخرى‪.‬‬

‫‪ -‬أابو العيد دودو‪:‬‬


‫ل أاريد أان أاضشيف كث‪Ò‬ا ‪،‬‬
‫وإا‪‰‬ا أاق ˘ ˘ول إان ا‪Ÿ‬سش˘ ˘أال˘ ˘ة‬
‫مسشأالة لغة أاك‪‡ Ì‬ا‬
‫هي مسشأالة ا‪Œ‬اه ‪،‬‬

‫‪98‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 99‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ألن ال‪Î‬جمات كانت ‪ ،‬وما زالت إا‪ ¤‬حّد كب‪ ، Ò‬تتمّ إا‪ ¤‬اللغة العربية عن طريق اللغة اإل‚ليزّية والفرنسشيّة ؛ ألنه‬
‫ل يوجد عدد كاف من العرب يعرف غ‪ Ò‬هات‪ Ú‬اللغت‪ ، Ú‬وما زلنا نششكو من قّلة ا‪Ο‬جم‪ Ú‬من اللغات األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬محّمد مواعدة‪:‬‬
‫‘ ا◊قيقة اأنا أاختلف مع األسشتاذ دودو ‪ ،‬وأارى أان القضشية ليسشت فقط قضشية لغة ‪ ،‬مع علمي بأان مسشأالة اللغة مسشأالة‬
‫أاسشاسشّية ومن الضشروري أان نقوم ‪Ã‬جهود كب‪ Ò‬لنششر مختلف اللغات فى الوطن العربي‪ .‬ونعتقد أان الهتمام باللّغات‬
‫ظاهرة أاسشاسشيّة‪.‬‬
‫ولكن هناك جانب آاخر ‪ ،‬وهو أان ال‪Î‬جمة ليسشت اعتباطّية ‪ ،‬فلكي يقوم إانسشان بجهد لنقل ن ّصس ‪ ،‬ولو كان هذا‬
‫ا÷هد بسشيطا ‪ ،‬ل بّد من وجود وازع ‪ ،‬أاو بعبارة أاخرى ‪ ،‬إان ا‪Ο‬جم يجد نفسشه‪ ،‬أاو ششيئا منه ‘ الن ّصس الذي ينقله ‪،‬‬
‫أاي أان ال‪Î‬جمة مرتبطة با÷انب الفكري أاسشاسشا‪.‬‬
‫‚د أان هناك ظروفا تؤوّدي حتما لختيار هذه النصشوصس دون غ‪Ò‬ها ‪ ،‬والسشؤوال الذي طرحته أايها األخ أارى أانه‬
‫مهّم‪ ،‬وحتّى نوسّشع الفكرة نقول‪ :‬إان هناك أاّول اكتششاف األدب اإلسشبا‪ ‘ Ê‬أامريكا ال‪Ó‬تينيّة ‪ ،‬وهذا ظاهر ‘‬
‫السشنوات األخ‪Ò‬ة ‪ ،‬فما سشبب هذا الكتششاف؟ السشبب هو أان أادب أامريكا ال‪Ó‬تينيّة ل يختلف عن واقع ا◊ياة التي‬
‫يعيششها اإلنسشان العربي‪.‬‬
‫د‪.‬يوسصف حسص‪ Ú‬بّكار‬
‫لدبيّة ‪:‬إإشصكاليات ومزإلق‬
‫إل‪Î‬جمة إ أ‬
‫إ‪Ÿ‬ؤوسصسصة إلعربّية للدرإسصات وإلنشصر ب‪Ò‬وت‪٢٠٠١ ،‬م صس‪٢١ - ١١‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس‪:‬‬

‫‪ -١‬ما الآفاق التي تفتحها ال‪Î‬جمة ‘ حياة الششعوب وا◊ضشارات؟‬


‫‪ -٢‬من خ‪Ó‬ل حوار ا‪Ο‬جم‪ ، Ú‬ما هي ا‪Ÿ‬ششاكل التي تواجه األديب العربي‪ ،‬وهو ي‪Î‬جم من األدب العا‪Ÿ‬ي‬
‫إا‪ ¤‬الّلغة العربّية؟‬
‫‪Ÿ -٣‬اذا اقتصشـرت ال‪Î‬جمة إا‪ ¤‬الّلغة العربّية من الّلغت‪ Ú‬الفرنسشّية واإل‚ليزّية؟ وما النتائج ا‪ّΟ‬تبة عن‬
‫ذلك حسشب رأايك؟‬
‫‪ -٤‬ما حاجة اآلداب العربّية لل‪Î‬جمة من مختلف لغات العا‪⁄‬؟‬
‫‪ -٥‬ما اللغات أاو ا◊ضشارات األْوَلى بالّترجمة منها إا‪ ¤‬اللّغة العربية؟ و‪Ÿ‬اذا؟‬

‫‪99‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 100‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫لدبي‬
‫إلنصس إ أ‬
‫‪á«Hô©dG AGôë°üdG‬‬
‫نيكوسس كازإنتزإكيسس‬
‫“هيد‪:‬‬
‫'لقد كانت لكزانتزاكيسس روح مؤومنة ‪ ،‬مبدعة وخ ّ‬
‫‪Ó‬قة ‪ ،‬منفتحة وفياضشة غنية ببذور األفكار الكب‪Ò‬ة التي آامن‬
‫بها ‪ ،‬وبالّرجال العظماء الذين كانوا منارات أانارت طريقه ‪ ،‬وكان قد حمل رسشالته اإلنسشانية على كتفيه‪ ،‬وجاب العا‪⁄‬‬
‫بها ‪ ،‬بحثا عن ا◊قيقة‪ ،‬وعن أاجوبة لتسشاؤولته الكب‪Ò‬ة‪ ،‬واألزلية ‪‡ ،‬تششقا قلمه سش‪Ó‬حا‪ ،‬وبرهانا ‪ ،‬مؤومنا باإلنسشان‬
‫ومنتميا إاليه ‪ ،‬هدفه هوششقّ طريق محفوفة باأل‪ ،⁄‬واألمل يرتقي بها اإلنسشان نحو القيم‪ ،‬وا‪Ÿ‬ثل العليا ويسش‪ Ò‬فيها‬
‫صشاعدا نحو الله'‪.‬‬
‫ع‪ Ó‬إلعمر‬

‫لسشنوات عديدة كان جبل سشيناء يلمع ‘ ذهني‬


‫كقّمة ل ترتقى ‪ ،‬كان هناك البحر األحمر والب‪Î‬اء‬
‫(‪ )١‬العربية والرحلة الطويلة على اإلبل ع‪È‬‬
‫الصشحراء ‪...‬‬
‫ج˘ ˘اء ط˘ ˘ع˘ ˘م˘ ˘ة وم˘ ˘نصش˘ ˘ور وع˘ ˘ّواد‪ ،‬ك˘ ˘ان˘ ˘وا‬
‫ي˘ ˘رت˘ ˘دون ا÷‪Ó‬ب ˘يب م ˘ت ˘ع ˘ددة األل ˘وان ‪،‬‬
‫وعلى رؤووسشهم عمائم مصشنوعة من‬
‫وبر ا÷مال‪ ،‬هم رعاة اإلبل الث‪Ó‬ثة ‪-‬‬
‫ث‪Ó‬ثة بداة بأارجل نحيلة لّينة وعيون‬
‫صش ˘ق ˘ري ˘ة صش ˘غ‪Ò‬ة ‪ -‬سش‪Ò‬اف ˘ق ˘ون ˘ن ˘ي ‘‬
‫رح˘ ˘ ˘ل˘ ˘ ˘ة ث˘ ˘ ˘‪Ó‬ث˘ ˘ ˘ة أاي ˘ ˘ام وث ˘ ˘‪Ó‬ث ل ˘ ˘ي ˘ ˘ال ‪.‬‬
‫وسشيحمونني ‘ سشاعات ا‪ÿ‬طر ‪ .‬يقول‬
‫تاريخ قد‪ Ë‬إان البدو يرون ضشعف ا‪Ÿ‬سشافة‬
‫التي تراها عيوننا ‪ ،‬ويششّمون رائحة الدخان‬
‫عن بعد ث‪Ó‬ثة أاميال ‪ ،‬و‪ّÁ‬يزون نوع ا‪ÿ‬ششب‬

‫‪100‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 101‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫ا‪Ù‬روق ‪ ،‬كما ‪Á‬يزون ب‪ Ú‬اآلثار التي يخلفها الرجال على الرمل ‪ ،‬وب‪ Ú‬تلك التي تخفلها النسشاء ‪ .‬ويعرفون ما إاذا‬
‫كانت النسشاء متزوجات أام عازبات أام حوامل‪.‬‬
‫حيّونا دون ك‪Ó‬م ‪ ،‬وهم يضشعون راحاتهم على صشدورهم فأافواههم وجباههم ‪ .‬ووراءهم ظهرت ث‪Ó‬ثة جمال ‘ باحة‬
‫الدار محّملة بأاحمال عالية من لوازم الرحلة ‪ :‬مؤون وبطانيات وخيمة ‪ .‬كنت قد تعلمت حتى اآلن بعضس الكلمات‬
‫العربية األسشاسشية التي تلزمني ‘ األيام الث‪Ó‬ثة التي‬
‫سشأاعيششها مع البدو ‪.‬‬
‫بركت ا÷مال ‪ .‬كانت عيونها ال‪Ó‬معة جميلة ‪ .‬لكنها‬
‫خالية من اللطف ‪ .‬وكانت أاعنّتها مزينة بششرابات‬
‫سشوداء وبرتقالية مصشنوعة من الششعر ‪....‬‬
‫إاي ˘ق ˘اع اإلب ˘ل ال ˘واث ˘ق ا‪Ÿ‬ت ˘م ˘وج ي ˘ن ˘ق ˘ل جسش ˘دك ‪.‬‬
‫ودُمك يتعّود على إايقاع هذا التمّوج ‪ .‬ومع دمك تتعّود‬
‫روحك ‪ .‬يحّرر الزمنُ نف َسشه من التقسشيمات ا◊سشابية‬
‫التي حششره فيها ‪ ،‬بإاذلل العقل الوقور الصشا‘ ‘‬
‫ال ˘غ ˘رب ‪ .‬أامّ ˘ا ه ˘ن ˘ا وم ˘ع اه ˘ت ˘زاز ' سش ˘ف ˘ي ˘ن ˘ة الصش ˘ح ˘راء '‬
‫فيتحّرر الزمن من حدوده الثابتة ‪ ،‬يصشبح الزمن‬
‫مادة سشائلة غ‪ Ò‬قابلة للتقسشيم‪ ،‬ودوامة خفيفة –ول‬
‫األفكار إا‪ ¤‬موسشيقى و◊ن حا‪ ٠٠⁄‬على مرمى النظر‬
‫كان ‪Á‬تد أامام عيوننا اتسشاع مغوٍ زهري اللون ظننت‬
‫أان˘ ˘ه ال˘ ˘ب˘ ˘ح˘ ˘ر ‪Œ ،‬م ˘ع ال ˘ب ˘داة ال ˘ث ˘‪Ó‬ث ˘ة وت ˘ه ˘امسش ˘وا ث ˘م‬
‫اف‪Î‬قوا‪ ،‬وتابعنا السش‪ ⁄ .Ò‬يكن ذلك بحرا‪ .‬المتداد‬
‫ال ˘زه ˘ري ك ˘ل ˘ه ك ˘ان صش ˘ح ˘راء أاث ˘ارت ˘ه ˘ا ع ˘اصش ˘ف ˘ة مخيفة‬
‫أاعطت لغيوم الرمل ا‪ÎÙ‬ق لونها الزهري ‪ ...‬ارتفع‬
‫الرمل؛ ليضشرب وجوهنا وأايدينا ويجرحها ‪ .‬وبدأات‬
‫ا÷مال تدور على نفسشها عاجزة عن حفظ توازنها ‪ ،‬ومع أان الطريق ا‪Ÿ‬تعرج اسشتمر ث‪Ó‬ث سشاعات ‪ ،‬فقد فرحت سشّرا؛‬
‫ألنني اسشتطعت أان أاضشيف هذه العاصشفة الصشحراوية الرهيبة إا‪Œ ¤‬اربي ‪ .‬بدأات الششمسس تغرب ‪ .‬كنا قد خّلفنا‬

‫‪101‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 102‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫العاصشفة وراءنا‪ ،‬ورحنا أاخ‪Ò‬ا ‪ ،‬نق‪Î‬ب من ا÷بال ‪ ..‬ووقف طعمة الذي كان يسش‪ ‘ Ò‬ا‪Ÿ‬قدمة ‪ ،‬وأاعطى إاششارة التخييم ‪.‬‬
‫أانزلنا األحمال ونصشبنا ا‪ÿ‬يمة‪ ،‬ونحن نعمل معا ‪ .‬وكّوم عّواد حزمة من العيدان‪ ،‬التي جمعها بعناية فائقة ‘‬
‫الطريق ‪ ،‬ثم أاششعل النار ‪ .‬وأاخرج منصشور األوا‪ ،Ê‬وبدأا يطبخ ‪ .‬بينما كان طعمة ‪Á‬زج الطح‪ Ú‬با‪Ÿ‬اء ‪ ،‬ثم راح يرششق‬
‫العج‪ ‘ Ú‬ا‪Ÿ‬ق‪Ó‬ة بأاصشابعه الدقيقة ‪ ،‬و‘ أاثناء ذلك كله كان (ا‪Ÿ‬نسشف) (‪ )٢‬قد بدأا يطلق روائحه الششهية‪ .‬جلسشنا معا حول‬
‫النار وأاكلنا ثم أاعددنا الششاي ورحنا نحّدق حينًا إا‪ ¤‬ا÷مر ا‪Ÿ‬ت‪Ó‬ششي‪ ،‬وحينا إا‪ ¤‬النجوم العديدة ا‪Ÿ‬تأاججة وا‪Ÿ‬علقة فوق‬
‫رؤووسشنا‪.‬‬
‫عّم جسشدي وروحي إاحسشاسس غريب بالرتياح ‪ .‬لكنني حاولت أان أاخضشع هذه الرومانسشية كلها ‪ -‬األرضس العربية‬
‫والصشحراء والبدو فسشخرت من قلبي الذي كان يخفق مسشتثارا ‪...‬‬
‫‘ فجر اليوم التا‹ كان ال‪È‬د لذعا ‪ .‬وقد غّطى الثلج خيمتنا‪ .‬مّد البدو بسشاطا على الثلج‪ ،‬وركعوا وراحوا يصشلون‪،‬‬
‫ووجوههم النحيلة التي لّوحتها الششمسس متوجهة صشوب مكة ‪.‬‬
‫ت باح‪Î‬ام كب‪ ، Ò‬أارقب هذه األجسشاد الث‪Ó‬ثة الصشبورة ا÷ائعة ا‪Ÿ‬متلئة‬ ‫التمعت وجوههم وهم غارقون ‘ النششوة ‪ .‬ورح ُ‬
‫بششكل مقبول ‪ .‬لقد مارسس منصشور وطعمة‪ ،‬وعّواد نوعا من الصشعود ‪ ،‬فتحت ا÷نة أابوابها لهم ودخلوها ‪ ...‬انتهت الصش‪Ó‬ة‬
‫‪ ...‬ونزل البدو واق‪Î‬بوا من النار صشامت‪ ، Ú‬وعادوا إا‪ ¤‬أاعمالهم األرضشية ا‪Ÿ‬تواضشعة مرح‪ . Ú‬ا‪Ÿ‬همّ كم سشتطول هذه ا◊ياة‬
‫؟ا÷نة سشتكون ا‪ÿ‬تام ‪ .‬ولذا فالصش‪ È‬جميل ‪.‬‬
‫مددت يدي إا‪ ¤‬طعمة الذي كان يجلسس إا‪Á ¤‬يني‪ ،‬ورّددت له بالعربية النداء اإلسش‪Ó‬مي ا‪Ÿ‬قدسس '‪:‬ل إاله إال الله‬
‫محمد رسشول الله ' اهتز مندهششا‪ ،‬وششعّ وجهه بالفرح ونظر إا‹‪ ،‬ثم ضشغط على يدي ‪.‬‬
‫وظهرْت ‘ الطرف اآلخر من الطريق قافلة من ا÷مال ‪ .‬أاطلق البدو صشرخات الفرح وتوقفنا '‪ :‬السش‪Ó‬م عليكم '‬
‫(*) هتف قائدا ا◊مل‪ ، Ú‬تصشافحا باأليدي مع أادلّئنا وبدأا ا◊ديث بأاصشوات هامسشة هادئة؛ ليطول به السش‪Ó‬م ‪ .‬وبدأات‬
‫أاسشئلة التحية البسشيطة القد‪Á‬ة ‪ ' :‬كيف حالكم ؟كيف حال أاهلكم ؟ وجمالكم ؟ من أاين تأاتون ؟ وإا‪ ¤‬أاين تذهبون ؟ ' وراحت‬
‫كلمتا ' سش‪Ó‬م ' 'و الله ' ت‪ّÎ‬دد على ششفاههم ‪ .‬وأاخذ هذا اللقاء ‘ الصشحراء ا‪Ÿ‬عنى ا‪Ÿ‬قدسس السشامي‪ ،‬الذي يجب أان ‪Á‬يز دائما‬
‫لقاء اإلنسشان باإلنسشان ‪.‬‬
‫إان لدي إاعجابا قلبيا عميقا بأابناء الصشحراء هؤولء ‪ .‬انظر كيف يعيششون ؟ على “رات قليلة ‪ ،‬وكمششة من القمح وقدح من‬
‫القهوة ‪ .‬أاجسشادهم رششيقة‪ ،‬وسشيقانهم دقيقة ‪ ،‬وعيونهم كعيون الصشقور ‪ .‬إانهم أافقر أاهل الدنيا ‪ .‬لكنهم أاك‪ Ì‬أاهل الدنيا‬
‫كرما ‪ .‬مهما جاعوا ل يأاكلون حتى الششبع أاو التخمة ‪ .‬يحتفظون ببعضس السشكر‪ ،‬وبعضس القهوة وكمششة من التمر ليقدموها‬
‫للغريب ‪...‬‬

‫(*) موضصوعة باللفظ العربي ‪ ،‬وباألحرف ال‪Ó‬تينية ‪ ،‬ومشصروح معناها أايضصا ‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 103‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ا◊ب األول للبدوي هو جمله ‪ .‬ولقد اعتدُت أان أارى آاذان طعمة‪ ،‬ومنصشور‪ ،‬وعّواد تهتّز قلقا كّلما سشمعوا‬
‫أاحد ا÷مال يطلق أاضشعف تنهيدة ‪.‬يقومون ويوازنون السشرج‪ ،‬ثم يفحصشون البطن‪ ،‬وا‪ÿ‬فّ‪ ،‬ويجمعون ما ‪Á‬كن‬
‫جمعه من عششب جاف ويطعمونه ‪ ‘ .‬ا‪Ÿ‬سشاء يفّكون ا◊مولة‪ ،‬ثم يغطون ا÷مال ببطانيات من الصشوف‪ ،‬ثم ‪Á‬دون‬
‫على األرضس قطعة من القماشس‪ ،‬وبعناية ينتقون األقذار من طعامها ‪.‬‬
‫هناك قصشيدة عربية قد‪Á‬ة “تدح رفيق البدوي ا‪Ù‬بوب ‪:‬‬
‫“ششي الناقة ‘ الصشحراء وتتقدم‬
‫قوية كأاخششاب التابوت‬
‫فخذاها ششبيهان ببوابة برج‬
‫وآاثار ا◊زام على خاصشرتها‬
‫كالبح‪Ò‬ات ا÷افة ا‪Ÿ‬ليئة با◊صشى‬
‫إان ‪Ÿ‬سشتها ‘ هذا ا‪Ÿ‬كان‬
‫تظن أانك “سشك م‪È‬دا‬
‫وهي ششبيهة بقنطرة بناها إاغريقي‬
‫وغطاها بالقرميد (**)‬

‫نيكوسس كازنتزإكيسس‬
‫تقرير إإ‪ ¤‬غريكو ‪( .‬ترجمة ‪‡ :‬دوح عدوإن)‬
‫دإر إ÷ندي ‪ -‬دمشصق ‪٢٠٠٤‬م‬
‫صس‪٣٢٥-٣١٢‬‬

‫(**) لنا أإن نتصصور من هذه إل‪Î‬جمة ما يصصيب إلشصعر عند نقله ع‪ È‬لغت‪ . Ú‬وإلك‪Ó‬م إ‪Ÿ‬ثبت ‘ إلنصس هو أإبيات طرفة بن إلعبد‬
‫‘ وصصف إلناقة وهي ‪:‬‬
‫ب˘ ˘عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـَْوج˘ ˘اء مِ˘ ˘رقـ ـ ـ ـ ـال ت ـ ـ ـروح وت˘ ˘غـ ـ ـ ـ ـت˘ ˘دي‬ ‫وإا‪ Ê‬ألمضش ـ ـ ـي ال ˘ ˘ ˘ه ـ ـ ـ ـمّ ع ˘ ˘ ˘نـ ـ ـ ـد اح ˘ ˘ ˘تضش ـ ـاره‬
‫ب كـ ـ ـ ـ ـأاّن˘ ˘ه ظ˘ ˘ه ـر ُب˘ ˘ـ ـرُج˘ ˘ِد‬ ‫ع˘ ˘لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى لح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬ ‫أاَُم ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ـ ـ ـ ـ ـ ـون كـ ـ ـ ـ ـ ـأال ˘ ˘ ˘ ˘ ˘واح األران نصشـ ـ ـأاْتُ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ه ـ ـا‬
‫ف ‡ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّرِد‬ ‫كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأاّن ˘ه ˘م ˘ا بـ ـ ـ ـ ـ ـاب ˘ا ُم ˘ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ˘ ٍ‬ ‫ل ˘ه ˘ا ف ˘خ ـ ـ ـ ـ ـ ـذان أا ُك ˘م ـ ـ ـ ـ ـَِل ال ˘ّن ˘ح ـ ـ ـْ ُضس ف ˘ي ـه ˘م ˘ا‬
‫َت ˘ ˘ ˘م ـ ـ ـ ـ ـ‪t‬ر ِب ˘ ˘ ˘سشـ ـ ـ ـ ـَْل ˘ ˘ ˘َم˘ ˘ ˘ْي دالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج م˘ ˘ ˘تششـ ـ ـ ـ ـّدد‬ ‫ل ˘ ˘ه ـ ـ ـ ـ ـ ـا م ˘ ˘رف ˘ ˘قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان أاف ˘ ˘تـ ـ ـ ـ ـ‪Ó‬ن كـ ـ ـ ـ ـأاّن˘ ˘ه˘ ˘ا‬
‫َلُتْكَتنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـَفْن حّت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى تُششـ ـ ـ ـاَد بقـ ـ ـْرَمدِ‬ ‫ك˘ ˘قـ ـ ـ ـ ـ ـن˘ ˘ط˘ ˘رة الـ ـ ـ ـ ـرومـ ـ ـ ـ ـّي أاقـ ـسش˘ ˘م ربّ˘ ˘ ـ ـ ـه˘ ˘ا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪103‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 104‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫إلتعريف بالكاتب ‪:‬‬


‫نيكوسس كازانتزاكيسس ‪ :‬ولد ‘ ‪ ١٨‬ششباط ‪ /‬ف‪È‬اير ‪١٨٨٣‬م ‘ جزيرة كريت اليونانية ‪ ،‬يعت‪ È‬من‬
‫أابرز الكّتاب والششعراء ‘ القرن العششرين ‪ ،‬ترجمت أاعماله إا‪ ¤‬أاك‪ Ì‬من ‪ ٤٠‬لغة من بينها العربيّة ‪ ،‬درسس‬
‫ا◊قوق ‘ اليونان ثم الفلسشفة ‘ باريسس ‪ ،‬تقلد مناصشب عديدة ‘ الدولة‪ ،‬لكنه اسشتقال؛ ليعمل مديرا ‘‬
‫اليونسشكو يششرف على ترجمة أاهم األعمال الك‪Ó‬سشيكية العا‪Ÿ‬ية؛ لتعزيز جسشور التواصشل ب‪ Ú‬ا◊ضشارت ‪.‬‬
‫من أاهم أاعماله ‪ :‬الثعبان‪ ،‬والزنبقة‪ ،‬ا◊رية ‪ ،‬أاو ا‪Ÿ‬وت ‪ ،‬اإلخوة األعداء ‪ ،‬زوربا اليونا‪ ، Ê‬الهوى اليونا‪Ê‬‬
‫‪ ...‬وتقرير إا‪ ¤‬غريكو وهو آاخر كتبه‬
‫دون ف ˘ ˘ ˘ ˘ي ˘ ˘ ˘ ˘ه سش‪Ò‬ة ح ˘ ˘ ˘ ˘ي ˘ ˘ ˘ ˘ات ˘ ˘ ˘ ˘ه ‪ .‬ت ˘ ˘ ˘ ˘و‘‬
‫كازنتزاكيسس ‘ ‪ ٢٦‬تششرين األول سشنة‬
‫‪ ١٩٥٧‬عن عمر ‪ ٧٤‬عاما ‪.‬‬

‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬

‫الب‪Î‬اء ‪ :‬مدينة أاثرية ‘ األردن وهي سَشَلع القد‪Á‬ة أاو‬


‫الصشخرة ‪ .‬دعاها اليونان ' بي‪'Î‬ا وجعلوها مركزا لتخزين ا‪Ÿ‬ؤون‬
‫وا◊ب˘ ˘وب ‪ .‬اسش˘ ˘ت˘ ˘ق˘ ˘ل ب˘ ˘ه˘ ˘ا ا◊ارث ال˘ ˘ث˘ ˘ا‪٩٦-١١٠( Ê‬ق م) ‪.‬‬
‫وانتصشر ملكها ا◊ارث الثالث على الرومان (‪٦٢-٨٧‬ق م) ‪.‬‬
‫احتلها األنباط ‪ .‬ثم احتلها ترايانسس فأاصشبحت على الطريق‬
‫التجارية ب‪ Ú‬الششرق والغرب وازدهرت ‪ .‬بدأات بالنحطاط ‘‬
‫القرن الثالث مي‪Ó‬دي ح‪– Ú‬ولت هذه الطريق إا‪ ¤‬الفرات ‪.‬‬
‫أاهم آاثارها ‪ :‬قصشر فرعون والبوابة األثرية وا‪Ÿ‬سشرح الكب‪Ò‬‬
‫وقبور بي‪Î‬ا وهيجرا ‪.‬‬

‫‪104‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 105‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬


‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إ إ‬
‫اقرأا النصص السصابق واشصرحه مسصتعينا باألسصئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قدم النصس تقد‪Á‬ا ماديا ومعنويا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما أاهم سشمات البدو كما تسشتخلصشها من النصس ؟‬
‫‪ -٣‬ما ا‪Ÿ‬ششاعر التي يكنها الكاتب ‪Œ‬اه البدو ؟‬
‫‪ -٤‬كيف بدت لك ع‪Ó‬قة البدوي بناقته ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬


‫‪ ' -١‬كان جبل سشيناء يلمع ‘ ذهني كقمة ل ُترتَقى ' ‪.‬‬
‫أا‪ -‬أاعرب ما –ته خط ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما مكانة جبل سشيناء من خ‪Ó‬ل ما تقدم ؟‬
‫‪ -٢‬اسشتخرج ما يدل على أان زيارة جبل سشيناء ششكلت حلما صشعب التحقق بالنسشبة إا‪ ¤‬الكاتب ‪.‬‬
‫‪ -٣‬صشف ا‪Ÿ‬ظهر ا‪ÿ‬ارجي للبدو الث‪Ó‬ثة ‪ ،‬كما ورد ‘ النصس ‪.‬‬
‫‪ -٤‬بدا الكاتب مبهورا با‪Ÿ‬هارات التي يتميز بها البدو ‪.‬‬
‫أا‪ -‬عّدد تلك ا‪Ÿ‬هارات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما أاك‪ Ì‬ا‪Ÿ‬هارات غرابة ؟ علل رأايك ‪.‬‬
‫‪ -٥‬قدم الكاتب وصشفا دقيقا لتفاعل الروح وا÷سشد مع إايقاع خطو ا÷مل الذي كان يركبه ‪.‬‬
‫اقراأ هذا الوصشف ‪ ،‬مبينا دوره ‘ التعب‪ Ò‬عن اندماج الكاتب ‘ التجربة التي كان يعيششها ‪.‬‬
‫‪ -٦‬عقد الكاتب مقارنة ب‪ Ú‬الزمن ‘ الغرب ‪ ،‬والزمن ‘ الصشحراء ‪.‬‬
‫أا‪ -‬اقرأا العبارة الدالة على كل من الزمن‪. Ú‬‬
‫ب‪ -‬ما الفرق ا÷وهري بينهما ؟‬
‫ج‪ -‬أاي الزمن‪ Ú‬ف ّضشل الكاتب ؟ عّلل إاجابتك ‪.‬‬

‫‪105‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 106‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ -٧‬عاشس الكاتب ‪Œ‬ربة عاصشفة صشحراوية وصشفها بأانها '' مخيفة ''‪ ،‬غ‪ Ò‬أانه ششعر بالفرح خ‪Ó‬لها ‪.‬‬
‫أا‪ -‬اقرأا ا÷ملة الدالة على ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ Õ -‬علل الكاتب فرحه رغم خطورة التجربة ؟‬
‫ج‪ -‬ماذا تسشتنتج من ذلك ؟‬
‫‪ -٨‬ما سشبب إاعجاب الكاتب بحياة البدو الروحية ‪ /‬الدينية ؟‬
‫‪''-٩‬أاخ˘ ˘ذ ه˘ ˘ذا ال˘ ˘ل˘ ˘ق˘ ˘اء ‘ الصش˘ ˘ح˘ ˘راء ا‪Ÿ‬ع˘ ˘ن˘ ˘ى ا‪Ÿ‬ق˘ ˘دسس السش˘ ˘ام˘ ˘ي ال˘ ˘ذي ي˘ ˘جب أان ‪Á‬ي˘ ˘ز دائ˘ ˘م˘ ˘ا ل˘ ˘ق˘ ˘اء اإلنسش˘ ˘ان‬
‫باإلنسشان''‪.‬حلل ا÷ملة السشابقة مبينا ا÷وانب التالية ‪:‬‬
‫أا‪ -‬الع‪Ó‬قات البششرية ع‪Ó‬قات سشامية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الع‪Ó‬قات البششرية قيمة مطلقة ل تؤوثر فيها الخت‪Ó‬فات الثقافية والعرقية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إاعجاب الكاتب بقيم البدو األخ‪Ó‬قية ‪ ،‬واعتبارها قيما كونية ‪.‬‬
‫÷مل أاهمية اسشتثنائية ‘ حياة البدو ‪ .‬اسشتدل على ذلك بُجمل من النصس ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬يكتسشب ا َ‬
‫‪Á -١١‬ثل هذا النصس “جيدا للخصشال والقيم البدوية األصشيلة‪.‬‬
‫اسشتخرج العبارات الدالة على ذلك والقيمة التي “جدها كما ‘ ا‪Ÿ‬ثال التا‹ ‪:‬‬

‫القيــــــــــــمة‬ ‫العبـــــــــارة‬
‫‪ِ -‬حماية الغريب‬ ‫‪-‬سشيحمونني ‘ سشاعات ا‪ÿ‬طر ‪.‬‬
‫‪ -‬حّدة الَبصشر‬ ‫‪ -‬عيون صَشْقرّية‬
‫‪ -‬الفراسشة‬ ‫‪.......................... -‬‬
‫‪................. -‬‬ ‫‪.......................... -‬‬
‫‪................ -‬‬ ‫‪............................ -‬‬

‫‪ -١٢‬قارن ب‪ Ú‬أابيات طرفة بن العبد ‘ الهامشس وترجمتها ‘ آاخر النصس ‪ .‬ماذا تسشتنتج ؟‬

‫‪106‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 107‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬


‫ثالثا ‪ :‬إ أ‬
‫‪ -١‬ما الذي أافسشد مفهوم الزمن عند الغربي‪ ، Ú‬حسشب رأاي الكاتب ؟‬
‫‪ ⁄ -٢‬فرح الكاتب أاثناء هبوب العاصشفة الصشحراوية ا‪ÿ‬ط‪Ò‬ة ؟‬
‫‪-٣‬اذكر بعضس مظاهر إاعجاب الكاتب بالبدو ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اسشتخرج ما يدل على ورع بدو الصشحراء وكرمهم ‪.‬‬

‫إلنشصاط ‪:‬‬
‫‪ -‬عد إإ‪ ¤‬كتاب '' إلرمال إلعربية '' للرحالة تيسصيجر ‪ ،‬وإسصتخرج منه بعضس إ÷مل إلدإلة على إإعجاب إلكاتب‬
‫بالبدو‪.‬‬

‫إ◊فظ ‪:‬‬
‫‪ -‬إحفظ إلفقرة من ‪ '' :‬إإن لدي إإعجابا قلبيا عميقا ‪ ''...‬إإ‪ '' ¤‬ليقدموها للغريب '' ‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 108‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫نصس إإثرإئي‬
‫‪¢ù«cGõàfRÉc IÉ«M øY áÙ‬‬

‫يُعتَبر الكاتب اليونا‪ Ê‬الكب‪ Ò‬نيكوسس كازنتزاكيسس من أابرز الكت‪s‬اب والششعراء‪ ،‬والف‪Ó‬سشفة ‘ القرن‬
‫العششرين‪ .‬فقد أال‪s‬ف العديد من األعمال ا‪Ÿ‬هّمة‪ ،‬وا‪ÿ‬الدة ‘ مكتبة الأدب العا‪Ÿ‬ي‪ ،‬تضش‪s‬منت ا‪Ÿ‬قالت‪ ،‬والروايات‬
‫ت كتُبه إا‪ ¤‬أاك‪ Ì‬من ‪ ٤٠‬لغة‪،‬‬‫واألششعار وكتب األسشفار‪ ،‬وال‪Î‬اجيديات‪ ،‬باإلضشافة إا‪ ¤‬بعضس ال‪Î‬جمات‪ .‬وقد تُرِجَم ْ‬
‫من بينها العربية‪.‬‬
‫ولد نيكوسس كازنتزاكيسس ‘ ‪ ١٨‬ششباط من العام ‪ ‘ ١٨٨٣‬جزيرة كريت‪ ،‬أاك‪ È‬ا÷زر اليونانية‪ ،‬وأامضشى‬
‫طفولته ‘ هذه ا÷زيرة‪ ،‬التي خاضشت حربًا ششرسشة ضشد األتراك؛ لنيل حريتها واسشتق‪Ó‬لها‪ .‬وكان والده (الكاب‪Ï‬‬
‫ميخائيل) اأحد وجوه هذا النضشال‪ .‬وعلى الرغم من أان الوالد ‪ ⁄‬يكن متعلًما أاو مثقًفا‪ ،‬فقد أاراد لبنه أان يكمل‬
‫تعليمه؛ ألنه كان يؤومن بأان النضشال ل يقتصشر على السشيف‪ ،‬أاو البندقية‪ ،‬بل يكون أاي ًضشا من خ‪Ó‬ل العلم‪ ،‬والفكر‬
‫واإلقناع‪ .‬لذلك فقد أارسشل ولده لدراسشة ا◊قوق ‘ مدرسشة القانون ‘ أاثينا‪.‬‬
‫حصشل كازنتزاكيسس على ششهادة الدكتوراه ‘ ا◊قوق ‘ العام ‪ ،١٩٠٦‬ثم سشافر لدراسشة الفلسشفة ‘‬
‫باريسس‪ ،‬حيث تابع دروسس ه‪Ô‬ي برغسشون حتى العام ‪.١٩٠٩‬‬
‫‪ ‘ Ó‬جبل آاثوسس‪ ،‬وزار‬‫أامضشى كازنتزاكيسس معظم ف‪Î‬ة ششبابه ‘ رح‪Ó‬ته التأاملية‪ ،‬حيث اعتكف زمنًا طوي ً‬
‫العديد من أاديرة اليونان وكنائسشها‪ ،‬كما زار القدسس وسشيناء مصشر‪.‬‬

‫‪108‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 109‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫تطوع ‘ العام ‪ ‘ ١٩١٢‬ا÷يشس اليونا‪ ‘ Ê‬حرب البلقان‪ ،‬ثم ُع‪u‬يَن ‘ العام ‪ ١٩١٩‬مديًرا عا‪v‬ما ‘ وزارة‬
‫الششؤوون الجتماعية ‘ اليونان‪ ،‬وكان مسشؤووًل عن تأام‪ Ú‬الغذاء ◊وا‪ ١٥ ¤‬أالف يونا‪ ،Ê‬وعن إاعادتهم من القوقاز‬
‫إا‪ ¤‬اليونان‪ .‬وقد ‚ح ‘ ا‪Ÿ‬همة ا‪Ÿ‬وَكلة إاليه‪ ،‬لكنه اسشتقال بُعيد ذلك من منصشبه‪.‬‬
‫سشافر إا‪ ¤‬العديد من دول العا‪ ،⁄‬األوروبية منها واآلسشيوية‪ ،‬مثل إاسشبانيا‪ ،‬الصش‪ ،Ú‬اليابان‪ ،‬روسشيا‪ ،‬فرنسشا‪ ،‬الهند‪،‬‬
‫ب الكث‪ Ò‬من ا‪Ÿ‬قالت‬ ‫إايطاليا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وعمل إابان ذلك ‘ الصشحافة‪ ،‬وال‪Î‬جمة‪ ،‬وكتابة ا‪Ÿ‬ناهج ا‪Ÿ‬درسشية‪ ،‬وَكَت َ‬
‫وا‪Ÿ‬سشرحيات وُكُتب األسشفار التي سشج‪s‬ل فيها انطباعاته عن البلدان التي زارها‪.‬‬
‫عمل ‘ السشياسشة لف‪Î‬ة قصش‪Ò‬ة‪ ،‬ثم ُع‪u‬ين وزيًرا ‘ ا◊كومة اليونانية ‘ العام ‪ ،١٩٤٥‬ثم مديًرا ‘‬
‫اليونسشكو ‘ العام ‪ .١٩٤٦‬وكانت وظيفته العمل على ترجمة ك‪Ó‬سشيكيات العا‪ ⁄‬؛ لتعزيز جسشور التواصشل ب‪Ú‬‬
‫ا◊ضشارات‪ ،‬خاصشة ب‪ Ú‬الششرق والغرب‪ .‬اسشتقال بعد ذلك ليتفرغ للكتابة‪.‬‬
‫كتب األوديسشة ‘ ملحمة مؤو‪s‬لفة من ‪ ٣٣,٣٣٣‬بيًتا‪ ،‬وقد بدأاها من حيث انتهت أاوديسشة هوم‪Ò‬وسس‪ .‬وقد‬
‫اعُتِبَر هذا العمُل ثورًة ‘ ›ال ا‪Ÿ‬فردات اللغوية واألسشلوب‪ ،‬كما أاظهر مدى عمق معرفة كازنتزاكيسس بعلم اآلثار‬
‫واألن‪Ì‬وبولوجيا‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 110‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫كما كتب وترجم العديد من األعمال األدبية الهامة‪ ،‬نذكر منها‪ :‬رياضشات روحية ‪ ،‬الثعبان‬
‫والزنبقة‪ ،‬ا◊رية أاو ا‪Ÿ‬وت‪ ،‬فق‪ Ò‬أاسشيزي‪ ،‬األخوة األعداء‪ ،‬زوربا اليونا‪،Ê‬اإلسشكندر األك‪È‬‬
‫‪Ó‬طفال)‪ ،‬الهوى اليونا‪( Ê‬أاو ا‪Ÿ‬سشيح يصشلب من جديد)‪ ،‬تقرير إا‪ ¤‬غريكو‪ .‬وقد‬ ‫(كتاب ل أ‬
‫نششرْت زوجتُه هذا الكتاب بعد وفاته ‘ العام ‪ ١٩٦١‬من خ‪Ó‬ل جمع رسشائل كازنتزاكيسس‬
‫ومذكراته (إالغريكو هو رسشام إاسشبا‪ Ê‬من أاصشل كريتي)‪.‬‬
‫ُمنَِح كازنتزاكيسس ‘ ‪ ٢٨‬حزيران من العام ‪ ١٩٥٧‬جائزة لين‪ Ú‬للسش‪Ó‬م ‘ مدينة‬
‫فيينا‪ .‬وكان قد ترششح ‘ العام ‪÷ ١٩٥٦‬ائزة نوبل‪ ،‬لكنه خسشرها بفارق صشوت واحد ‘‬
‫التصشويت‪ ،‬وحصشل عليها أالب‪ Ò‬كامو‪.‬‬
‫تزوج ‘ عمر متأاخر من صشحفية وكاتبة يونانية تدعى إايليني‪ .‬وألنه كان يفضشل العزلة‪⁄ ،‬‬
‫تكن زوجته تلتقي به إال عششرة أايام فقط ‘ السشنة‪ ،‬وذلك ‘ عقد عائلي سشُ‪u‬مَي عقد 'األيام‬
‫العششر'ة؛ إال أان هذه العزلة كانت السشبب من وراء إانتاجه لك‪u‬ل تلك الروائع ا‪ÿ‬الدة‪.‬‬
‫كان ‘ آاخر أايامه يطلب من ر‪u‬به أان ‪sÁ‬د ‘ عمره عششر سشنوات أا َُخر؛ ليكمل أاعماله 'ويفرغ‬
‫نفسش'ه ‪ ،‬كما كان يقول‪ .‬وكان يتمنى لو كان ‘ إامكانه أان يتسشول من ك‪u‬ل عابر سشبيل ربع‬
‫سشاعة ‪Ã‬ا يكفي إلنهاء عمله‪.‬‬

‫‪110‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 111‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫تو‘ ‘ ‪ ٢٦‬تششرين األول سشنة ‪ ‘ ١٩٥٧‬أا‪Ÿ‬انيا عن عمر ‪ ٧٤‬عاًما‪ ،‬ونُِقَل جثمانُه إا‪ ¤‬أاثينا‪ .‬ولكن الكنيسشة‬
‫األرثوذكسشية منعت تششييعه هناك‪ ،‬فُنِقَل إا‪ ¤‬كريت‪.‬‬
‫تقول عنه زوجته إانه كان نق‪v‬يا وبريًئا وعذًبا ب‪ Ó‬حدود مع اآلخرين؛ أاما مع نفسشه فقد كان ششديد القسشوة‪،‬‬
‫ر‪Ã‬ا إلحسشاسشه بثقل ا‪Ÿ‬سشؤوولية ا‪Ÿ‬لقاة على عاتقه وحجم العمل ا‪Ÿ‬طلوب منه‪ ،‬وألن سشاعاته ‘ ا◊ياة محدودة‪.‬‬

‫كازنتزإكيسس وإ◊ضصارة إلعربية‬


‫لقد تأاثر كازنتزاكيسس با‪Ÿ‬تصشوفة ا‪Ÿ‬سشلم‪ ،Ú‬وكان يفتخر بأان أاسش‪Ó‬فه (من جهة والده) كانوا من أاصشول‬
‫عربية‪ .‬وهذا سشبب ميله إا‪ ¤‬الششرق وإاعجابه باألخ‪Ó‬ق والطباع العربية‪ ،‬كالكرم والششهامة وعزة النفسس‪ .‬كتب عند‬
‫زيارته لسشيناء مصشر‪:‬‬
‫إان لدي‪ s‬إاعجاًبا قلب‪v‬يا عميًقا بأابناء الصشحراء هؤولء‪ .‬إانهم أافقر أاهل الدنيا‪ ،‬لكنهم أاكرم أاهل الدنيا أاي ًضشا‪.‬‬
‫مهما جاعوا‪ ،‬ل يأاكلون حتى الششبع أاو التخمة‪ ،‬ويحتفظون ببعضس السشكر والقهوة والتمر ليقدموه للغريب‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 112‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ويقول ‘ مكان آاخر‪:‬‬


‫روحي‪ ،‬مثل روح ا‪Ÿ‬سصلم عندما يصص‪u‬لي‪ ،‬تقتبل الشصرق‪ ،‬تشصتعل مثل دمشصق ‘ منتصصف النهار‪ ،‬و‪Œ‬ر‪ Ê‬رقصصة‬
‫ز‚ية ‘ أاصصابعي بينما أانا جالسص بهدوء ‘ مسصارحهم‪ .‬آاه‪ ،‬يا لروائع ا‪Ÿ‬يناء الشصرقي‪ ،‬ب‪È‬تقاله وبطيخه‬
‫ا‪Ÿ‬ت ˘ع ˘˘‪u‬ف ˘ن‪ ،‬وزوارق ''ال ˘ق ˘اي ˘ق'' ا‪Ÿ‬ت˘أارج˘ح˘ة‪ ،‬واألق˘دام ا◊اف˘ي˘ة ا‪Ÿ‬ل˘ط˘خ˘ة ب˘ال˘وح˘ل‪ .‬ه˘ذا م˘ا أاع˘ط˘تْ˘ن˘ي إاي˘اه أاوروب˘ا‪:‬‬
‫الشصمئزاز من كل‪ u‬ما ليسص شصرقي‪v‬ا ينتمي إا‪ ¤‬جنسصي‪ .‬لقد وجدت نفسصي‪ ،‬أانا ا‪Ÿ‬نحدر من سص‪Ó‬لة العرب‪ ،‬على‬
‫جزيرة كريت األفريقية‪.‬‬

‫خا“ة‬
‫‪Ó‬قة‪ ،‬منفتحة وفياضشة‪ ،‬غنية ببذور كل‪ u‬األفكار الكب‪Ò‬ة‬ ‫لقد كانت لكازنتزاكيسس روٌح مؤومنة‪ ،‬مبدعة‪ ،‬وخ ‪s‬‬
‫التي آامن بها‪ ،‬وبالرجال العظماء‪ ،‬الذين كانوا منارات أانارت طريقه‪ ،‬وكان كازنتزاكيسس قدحََمَل رسشالَته اإلنسشانية‬
‫على كتفيه وجاب العا‪ ⁄‬بها‪ ،‬بحثًا عن ا◊قيقة وعن أاجوبة‪ ،‬لتسشاؤولته الكب‪Ò‬ة‪ ،‬واألزلية‪‡ ،‬تششًقا قلمه سش‪Ó‬حًا‬
‫وبرهاًنا‪ ،‬مؤومنًا باإلنسشان‪ ،‬ومنتمًيا إاليه‪ ،‬هدفه هو شش‪t‬ق طريق محفوفة بالأ‪ ،⁄‬واألمل يرتقي بها اإلنسشان نحو القيم‬
‫وا‪Ÿ‬ثل العليا ويسش‪ Ò‬فيها صشاعًدا نحو الله‪.‬‬

‫أإقوإل لكازنتزإكيسس‬
‫‪ -‬أانت ل تسصتطيع أان تقهر ا‪Ÿ‬وت‪ ،‬ولكنك تسصتطيع أان تقهر خوفك منه‪.‬‬
‫‪ -‬إان روحي كل‪s‬ها صصرخة‪ ،‬وأاعما‹ كل‪s‬ها تعقيب على هذه الصصرخة‪.‬‬
‫‪ -‬أاينما ذهبتُ‪ ،‬وحيثما حللُت‪ ،‬فإانني أامسصك باليونان ب‪ Ú‬أاسصنا‪ Ê‬كورقة غار‪.‬‬
‫‪ - Ó‬ول تسصتمع ‪Ÿ‬ا يقوله‬‫‪– -‬ياتي‪ ،‬أايها اإلنسصان‪ ،‬أايها الديك الصصغ‪ Ò‬ا‪Ÿ‬نتوف ذو السصاق‪ !Ú‬إانه صصحيح فع ً‬
‫اآلخرون ‪ -‬إانك إاْن ‪َ ⁄‬تصِصْح ‘ الصصباح فإان الشصمسص ل تشصرق‪.‬‬
‫‪ -‬أاجمع أادواتي‪ :‬النظر والشصم واللمسص والذوق والسصمع والعقل‪ .‬خ‪s‬يم الظ‪Ó‬م‪ ،‬وقد انتهى عمل النهار‪ .‬أاعود‬
‫كا‪ÿ‬لد إا‪ ¤‬بيتي األرضص‪ .‬ليسص ألنني عجزت ‪ ،‬وتعبت من العمل‪ ،‬بل ألن الشصمسص قد غربت‪.‬‬

‫ع‪ Ó‬إلعمر‬
‫(معابر)‪ :‬جريدة إإلك‪Î‬ونية‬

‫‪112‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 113‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫قضصايا حضصارية وإانسصانية‬


‫لول‪ :‬حوإر إلشصعوب ‪:‬محيي إلدين صصابر‬
‫إلدرسس إ أ‬
‫إلدرسس إلثا‪ :Ê‬شصجرة إلتوإصصل إلحضصاري ‪:‬مسصيرة إلخير ‪١٩٩٥‬م‬

‫إلدرسس إلثالث‪ :‬إلشصباب ووقت إلفرإغ‪:‬د‪.‬محمد علي‬

‫إلدرسس إلرإبع‪ :‬إلسصينما وإ أ‬


‫لدب‪:‬فؤوإد دوإرة‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:21 PM Page 114‬‬

‫لول‬
‫إ‪Û‬ــــــال إ أ‬
‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس األول‪:‬‬
‫‪Üpƒ©t °ûdG QoGƒnMp‬‬

‫ب كانت عششراُت األنواِع من ا◊واِجز ا‪Ÿ‬ا‪s‬ديِة َتْفصِشُل ب‪ Ú‬البششِر ‪ :‬حواجُز ا‪Ÿ‬كاِن والثقافةِ‬ ‫ِفي ا‪Ÿ‬اضِشي القري ِ‬
‫÷نسِس وال‪u‬دين وغُ‪Ò‬ها كثٌ‪ ، Ò‬و‘ العصشِر الذي نعيشُس فيه بدَأاْت هذه‬ ‫وال‪t‬لغةِ والعاَدات ‪ ،‬والِغنى والَفقرِ ‪ ،‬وال‪s‬لوِن وا ِ‬
‫ك طائراٌت ِتجاريٌة أاسشرُع من الصشوِت تنُقلك بعَد اإلفطارِ ‘ لندنَ لُِتْنجَر عمَلك ‘ الّدوحة ‪،‬‬ ‫ا◊واجُز تزولُ ‪ ،‬فهنا َ‬
‫أاو لتزور اآلثار ‘ القاهرة ‪ ،‬ثم تعود بك ‘ ا‪Ÿ‬سشاء لتقضشي الليلة ‘ فراشِش َ‬
‫ك الذي غادرَتُة مع مطَلِع الفِجِر‪.‬‬
‫ت مباراة ‘ كرة القَدم ‪ ،‬أاْم حدًثا‬ ‫وهناك أاقماٌر صشناعيٌة تنقُل األحداث الُك‪È‬ى‪ .‬سشاعة حُدوِثها سشواٌء َأاكاَن ْ‬
‫سِشَياسش‪v‬يا هاما ‪ ،‬أاَْم مسشرحيًة عاَلميًة ‪ ،‬أام خً‪È‬ا ِعلم‪v‬يا ُمثً‪Ò‬ا‪ .‬فيجلسس عششرات ا‪ِÓŸ‬ي‪ Ú‬من كل جنسٍس ‪ ،‬وِمّلةٍ ‪ ،‬ولونٍ ‪،‬‬
‫ولغةٍ ‪ ،‬وطبقٍة اجتماعيةٍ ‘ جميِع َأانحاءِ الُكرِة األرضشيِة يُششاهدون مًعا ‪ ،‬وَينفعلُون مًعا ‪ ،‬ويَُع‪u‬لُقون على ما َيَرْوَنه مًعا‪،‬‬

‫‪114‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 115‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ويُناقِششون حولَه معا ‪ِ ،‬ليصشلوا ‘ النهاية إا‪ ¤‬اقتناعاٍت تدوُر ‘ َفَلكٍ ُمتششاِبهٍ وتتحولُ إا‪ ¤‬أاَ‪‰‬اطٍ متششابهةٍ من‬
‫السشلوك‪..‬‬
‫‪ Ò‬من ›الِت ا◊ياِة السشياسشيِة ‪،‬‬ ‫لقد تقاَرَبتِ األفكاُر واُ‪َŸ‬مارسشاتُ ‪ ،‬والتَط‪t‬لعاُت ب‪ Ú‬ششعوِب األرضسِ ‘ كث ٍ‬
‫ث وعًيا عاَلِم‪v‬يا باَ‪Ÿ‬صش‪ Ò‬ا‪Ÿ‬ششتََركِ للبششرِية‪ .‬ومع هذا الَْوْعِي نششَأا الششعوُر‬ ‫والقتصشاديِة والثقاِفية ‪ ،‬وخل‪s‬ف الِعلُم ا◊دي ُ‬
‫با‪Ÿ‬سشؤووليةِ عن هذا ا‪Ÿ‬صش‪ ، ِÒ‬فأاصشبحَ البششُر جميعاً مسشؤوول‪ Ú‬مسشؤووليًة مشش‪Î‬كًة عن ِحماية ا◊َياة‪ ،‬واألْحَياِء من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الكرَة األرضشيَة‪ ،‬وتُصشيبُ اإلنسشاَن ‪ ،‬وا◊يواَن‬ ‫التدم‪ Ò‬التا‪u‬م الناتج عن التفج‪Ò‬ات ‪ ،‬والتجاِرِب ال‪s‬ذرية التي َتُل ‪t‬‬
‫ط اإلنسشاِن‪s‬ي من تعليم ٍ‪ ،‬وتصشنيعٍ وغ‪ِِÒ‬هما‪.‬‬ ‫‪ Ò‬الطعاِم‪ ،‬وتنظيم ِالنششا ِ‬ ‫والنباَت ‪ ،‬ومسشؤوول‪ Ú‬عن توف ِ‬
‫ب التفاُهَم بينَُهْم ‪ ،‬ولَِكْي‬ ‫وهذه ا‪Ÿ‬سشؤووليُة ا‪Ÿ‬ششَ‪Î‬كة َت ْسشَتْدِعي التعاوَن ب‪ Ú‬الَبششر ‪ .‬والتعاوُن ب‪ Ú‬الَبشَشر َيتط‪s‬ل ُ‬
‫ف اُ‪َŸ‬تحاوَرة والقائم ِعلى األْخذِ والعطاِء والح‪Î‬اِم‬ ‫◊َواِر ا‪Ÿ‬بنيّ على ا‪Ÿ‬سشاَواِة بْين األطرا ِ‬ ‫يتفاهَم البششُر ل ُب‪s‬د من ا ِ‬
‫ف إا‪ ¤‬آاخر هذه‬ ‫ف ‪ ،‬وغن‪w‬ي وفقٌ‪ ، Ò‬ومتق‪u‬دٌم ومتخل ٌ‬ ‫اُ‪Ÿ‬تباَدِل ‪ ،‬ل ا◊وارِ الذي يُطّبُق التصش‪t‬وَراِت القد‪َÁ‬ة (قو‪t‬ي وضشعي ٌ‬
‫ف الوصشوَل إا‪ ¤‬صشورٍة عاِدَلةٍ من صشَُوٍر التكاُمل ‘‬ ‫القائمةِ ا‪Ÿ‬عروفةِ) ‪ ،‬بل ينبغي أان يقوَم حواٌر إايجابي‪َ ، t‬يسشتَْهدِ ُ‬
‫ا‪Ÿ‬واِرد واإلنتاِج ‪ ،‬ولي َسس إا‪ُ ¤‬مَحاَوَلةِ إابقاِء الوضشِع ال‪s‬راهِِن (جنوٌب وششماٌل) على ما هو عليه ‪ ،‬حواٌر يكون فيه‬
‫للعنصشِر األخ‪Ó‬ق‪u‬ي ‪ ،‬وال‪Œ‬اهِ النسشا‪ ، uÊ‬والقيَمةِ الثقافية مكاٌن كبٌ‪.Ò‬‬
‫والعن ُصشُر الثقا‘‪ ، t‬واألخ‪Ó‬ق‪t‬ي ‪ ،‬واإلنسشا‪ ‘ tÊ‬ا◊وار مطلوٌب مَن ا÷نوِب كما هو مطلوٌب من الششَماِل ‪،‬‬
‫◊اضِشِر ‪ ،‬وا‪Ÿ‬سشتقبِل ‘ أا ُُفقٍ جديدٍ ‪ ،‬وعليِهما أان َيُك‪s‬فا‬‫فعليِهما أاَْن يٌ‪َÎ‬كا أاَثقاَل التاريخِ ‪ ،‬وعليِهما أان يتع‪s‬مَقا ‘ ِدَراسشةِ ا َ‬
‫ب الغاِلب ‪ ،‬هذا‬ ‫ب اَ‪Ÿ‬غُلوِب ‪ ،‬والتع‪t‬لَق باألْوَهاِم من جان ِ‬ ‫عن اسْش‪Î‬جاِع َمآاسِشي ا‪Ÿ‬اضِشي ‪ ،‬الذي ل يُشْشِعُل إا‪s‬ل ا◊قَد من جان ِ‬
‫النوعُ من التعاونِ ‪ -‬القائُم على التكاُمل ب‪ Ú‬إامكاَنات الطرف‪ُ - Ú‬هَو وحَده الذى َتَتح‪s‬قُق بِه األهدافُ ا‪Ÿ‬باشِشَرُة‬
‫وا◊قيق‪s‬يُة لِلطَرَفْين الـُمَتحاوَرين‪ِ ،‬حفًظا لِلحياِة البششريِة مَِن ال‪s‬دمارِ ‪ ،‬وترسشيخًا لل ‪s‬سش‪ِÓ‬م ‪ ،‬وتوزيعاً عاِدلً لِل‪s‬رَخاء ‪،‬‬
‫‪Ó‬نسشانِ ‪ ،‬كل اإلنسشانِ‪.‬‬‫وإاط‪Ó‬قًا لطاقاِت اإلبداِع اإليجابي‪s‬ةِ ل إ‬

‫ولي َسس الهدف من ا◊وار إالغاَء الفوارق القائمةِ بْيَن ا÷انب‪ ، Ú‬بل الهدفُ معا÷ُة طبيعةِ تلك الفَواِرِق ‪،‬‬
‫ب الفِتراق ؛ مثُل‬‫و–ويُلها إا‪ ¤‬تعاون بدًل من َأان تسشتِم‪s‬ر ‘ ال ‪u‬صشراِع وذلك بتقِوَيِة جواِنب اِلْلتقاِء ‪ ،‬وَتْحييدِ جوان ِ‬
‫◊وارِ ‪ ،‬هَو وحَده القاِدُر على إاعطاءِ ثمرٍة جديدٍة ‪ ،‬وخلِق‬ ‫هذا ا◊واِر ‪ ،‬الذي ل يُلِغي ا‪ÿ‬صشائ َصس الفرديَة لِطَرَفْي ا ِ‬
‫ك ا‪ÿ‬صشائِصس ‘ الوقتِ نفسِشه‪.‬‬ ‫موقفٍ جديدٍ ‪ ،‬وهو إاغناٌء حقيق‪w‬ي لتل َ‬

‫ُمحيي إلدين صصابر‬


‫لسصاسصي لتعليم إللغة إلعربية‬
‫إلكتاب إ أ‬
‫صس‪١٨٥ :‬‬
‫(إ‪Ÿ‬نظمة إلعربية لل‪Î‬بية وإلثقافة وإلعلوم)‬

‫‪115‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 116‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أإسصئلة إلنقاشس‪:‬‬

‫‪ -١‬ما ا◊واجز التي كانت تفصشل ب‪ Ú‬البششر ‘ ا‪Ÿ‬اضشي؟‬


‫‪ -٢‬ما الوسشائل التي أالغت ا◊واجز ب‪ Ú‬الششعوب ومّدت جسشور التواصشل بينها؟‬
‫‪ -٣‬اذكر بعضس الششروط الواجب توّفرها لقيام حوار إايجابّي ب‪ Ú‬الششعوب‪.‬‬
‫‪' -٤‬ليسس الهدف من ا◊وار إالغاء الفوارق ب‪ Ú‬ا÷انب‪ ، Ú‬بل الهدف معا÷ة طبيعة تلك الفوار'ق ‪.‬‬
‫حلل هذه القولة ‘ ضشوء رؤويتك للحوار ب‪ Ú‬ششعوب العا‪.⁄‬‬
‫‪ -٥‬ما سشبل –قيق حوار إايجابّي وبّناء ب‪ Ú‬الششعوب بحسشب رأايك؟‬
‫‪ -٦‬كيف ترى ا‪Û‬تمع البششرّي بعد –ّقق ا◊وار ا‪Ÿ‬نششود؟‬

‫إلنشصاط؟‬

‫ف حول قضصّية‪'' :‬ا◊وار ب‪Ú‬‬


‫‪ÿ‬صص ‪ ،‬بأاسصلوبك ‪ ،‬أاهم ›ريات النقاشص الذي دار ‘ الصص ّ‬
‫ّ‬
‫الشصعوب''‪.‬‬

‫‪116‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 117‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس الثا‪Ê‬‬
‫‪…QÉ°†◊G π°UGƒàdG Iôé°T‬‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫كان باإلمكان أان تكون شصجرة مهملة ‘ ال‪È‬اري ا◊صصباوّية خلف جبال ظفار ‪ ،‬لو ‪ ⁄‬يكتشصف اإلنسصان‬
‫منذ ‪ ٧٠٠٠‬سصنة فضصائلها العديدة ‪ .‬إاّنها شصجرة الّلبان الذي اسصتهوى عَبُقه أاباطرة األرضص وملوكها ‪ ،‬من الصص‪Ú‬‬
‫ا‪Ÿ‬ؤولفان‬ ‫إا‪ ¤‬روَما القيصصرية ‪.‬‬

‫جسصر إ◊ضصارإت ‪:‬‬


‫عرف سشكان ظفار ششجرة اللّبان منذ أاقدم العصشور ‪ ،‬فمنذ العصشر ا◊جري ا◊ديث اإ‪ ¤‬العصشر‬
‫اإلسش‪Ó‬مي ‪ ،‬ظلت القوافل ا‪ّÙ‬ملة باللّبان الظفاري تسشلك نفسس الطريق ‪ ،‬التي أانششأاها العرب والرومان ‪.‬‬
‫ويذكر (ياقوت ا◊موي) أاّن العرب كانوا يع‪È‬ون الربع ا‪ÿ‬ا‹ بصشورة دائمة ‪ ‘ -‬رحلة “تد خمسشة وأاربع‪ Ú‬يوما‪،‬‬
‫وقد ظل العرب يذكرون الطريق من ريسشوت ‘ ظفار إا‪ ¤‬بغداد ع‪ È‬الربع ا‪ÿ‬ا‹ ‪ -‬حتى ث‪Ó‬ثينيات القرن ا‪Ÿ‬اضشي‪.‬‬
‫وكان للبخور الظفاري دور بارز ‘ النششاط التجاري‪ ،‬ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬ناطق العربية القد‪Á‬ة من جانب‪ ،‬وا◊ضشارات ا‪ı‬تلفة‬
‫ا‪Ù‬يطة بها من جانب آاخر ‪.‬‬

‫‪117‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 118‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫وخ‪Ó‬صشة القول ‪ ‘ -‬هذا السشياق ‪ -‬إانه منذ حوا‹ خمسشة آالف سشنة قبل ا‪Ÿ‬ي‪Ó‬د ‪ ،‬كانت طلبات ب‪Ó‬د العراق القد‪Ë‬‬
‫تتزايد على العطور القادمة من ششرقي ششبه ا÷زيرة‪ ،‬ومناطق الربع ا‪ÿ‬ا‹ وظفار ‪ .‬إال أانه من ا‪Ÿ‬ؤوكد أان ظفار‬
‫عرفت ‪Œ‬ارة البخور منذ العصشر ا◊جري ا◊ديث ‪.‬‬

‫قصصة إلشصجرة إلعجيبة ‪:‬‬


‫وإاذا كانت ششجرة الّلبان قد حظيت ‪ -‬ع‪ È‬ثمارها ‪ -‬بهذا ا◊ضشور التاريخي الهائل ‪ ،‬الذي جعل منها‬
‫جسشرا للتواصشل ب‪ Ú‬حضشارات العا‪ ⁄‬القد‪ Ë‬قبل أاك‪ Ì‬من سشبعة آالف سشنة‪ ،‬عندما جعلت القوافل التجارية تتحّرك‬
‫‘ مسشارات ششاقة‪ ،‬من ظفار إا‪ ¤‬ششواطئ جنوب العراق‪ ،‬وإا‪ ¤‬الششام‪ ،‬ومصشر القد‪Á‬ة‪ ،‬وحتى غزة الفلسشطينية‬
‫السشاحلية التي حملت منها السشفن ثمار الششجرة الظفارية إا‪ ¤‬البلدان الأوروبية ‪ ،‬وخاصشة روما القد‪Á‬ة ؛ إاذا كان‬
‫هذا هو ششأان الششجرة النابتة دائما ‘ صشحراء ظفار وجبالها ‪ ،‬فما قصشتها ؟‬
‫‘ أاوائل ششهر أابريل من كل عام ‪ ،‬يبدأا جمع الثمار ب ـ (‪Œ‬ريح)‬
‫الشش ˘ج ˘رة ‘ م ˘واضش ˘ع م ˘ت ˘ع ˘ددة وذلك ب ˘واسش ˘ط ˘ة أاداة صش ˘غ‪Ò‬ة تُ ˘سش ˘‪s‬م ˘ى‬
‫(ا‪Ÿ‬نقف) ‪.‬‬
‫الضشربة األو‪ ¤‬للششجرة يسشمونها (التوقيع) ‪ ،‬ويتلوها نضشوح‬
‫سشائل لزج حليبي ‪ ،‬سشرعان ما يتجمد في‪Î‬ك ألسشبوع‪ Ú‬تقريبا ‪.‬‬

‫‪118‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 119‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫وبعدها تبدأا ا‪Ÿ‬رحلة الثانية حيث تكون الثمار ‘ هذه ا‪Ÿ‬رة أاقل جودة من ا‪Ÿ‬رة األو‪ ، ¤‬أاما ا÷مع ا◊قيقي فيبداأ‬
‫‪ ، Ê‬حيث ينقرون الششجرة للمرة الثالثة ‪ ،‬و‘ هذه ا◊ال ينضشح السشائل اللبني ذو‬‫بعد أاسشبوع‪ Ú‬من التجريح ' الثا '‬
‫النوعية ا÷يدة والذي يعّد ‪Œ‬اريا من مختلف ا÷وانب ويكون لونه مائ‪ Ó‬للصشفرة ‪ ...‬وإاذا كانت الضشربة األو‪¤‬‬
‫تسشمى (التوقيع) فإان الضشربات التالية تسشمى (السشعف) ‪.‬‬
‫عششرة كيلوجرامات هو متوسشط إانتاج ششجرة الّلبان ‪ ،‬ويصشل ما تنتجه محافظة ظفار ‪ ‘ -‬العام الواحد ‪ -‬إا‪¤‬‬
‫سشبعة آالف طن تقريبا ‪ ،‬وهو ما ‪Á‬كن تقدير قيمته ا‪Ÿ‬بدئية بحوا‹ ث‪Ó‬ث‪ Ú‬مليون ريال عما‪. Ê‬‬
‫إسصتخدإمات إلّلبان‪:‬‬
‫يسشتخدم سشكان محافظة ظفار اللّبان ‘ ماء الششرب ‪ ،‬لعتقادهم أانها تسشاعد على (اإلدرار) كما أانها‬
‫‪Œ‬عل ا‪Ÿ‬اء باردا ونقيا ‪.‬‬
‫أاّما أاهل ‚د ‪ -‬بدو الصشحراء الظفارية ‪ -‬فإاّنهم يسشتخدمون الّلبان َبُخوًرا ‘ أاماكن ‪ّŒ‬مع ا‪Ÿ‬اششية ‪ .‬ومن ب‪Ú‬‬
‫›الت اسشتخدام اللّبان ‘ ظفار احتفالت الزواج وحف‪Ó‬ت الرقصس مثل رقصشة (الهبوت)‪ ،‬التي تكون على ششكل‬
‫دائرة كب‪Ò‬ة‪ ،‬توضشع ‘ وسشطها ا‪Ÿ‬باخر ا‪Ÿ‬توهجة من بعد صش‪Ó‬ة العصشر‪ ،‬وحتى الغروب ‪ .‬و‘ حالت الولدة؛ لتعط‪Ò‬‬
‫الغرفة‪ ،‬وطرد الروائح الكريهة ‪ .‬وعلى أابواب ا‪Ÿ‬نازل ‘ الصشباح الباكر ‪.‬‬
‫وي ˘كشش ˘ف ا‪Ÿ‬ؤورخ (ب ˘رسش ˘ت˘ي˘د) ‘ ك˘ت˘اب˘ه‬
‫(ت˘ ˘اري˘ ˘خ مصش˘ ˘ر) أان ال˘ ˘لّ˘ ˘ب˘ ˘ان وج˘ ˘د ‘‬
‫مق‪È‬ة الفراعنة وأان قوافل برية كانت‬
‫ت˘ ˘رسش˘ ˘ل إا‪ ¤‬ظ˘ ˘ف˘ ˘ار ال˘ ˘ع ˘م ˘ان ˘ي ˘ة ÷ل ˘ب ˘ه‬
‫واسشتخدامه ‘ (التحنيط) ‪.‬‬
‫وقد اسشتخدم أايضشا ‘ بخور عرشس‬
‫ا‪Ÿ‬لك (سشليمان بن داود) حيث ورد‬
‫ذكر الّلبان ‘ أانششودة سشليمان ‪ -‬و‘‬
‫إا‚يل (مّتى) يقولون بأان هذه الثمرة‬
‫ُقّدمت ‪ -‬مع الذهب ‪ -‬هدايا للمسشيح‬
‫عليه السش‪Ó‬م ‪.‬‬
‫وإا‪ ¤‬اليوم ما زال الّلبان العما‪ Ê‬مطلوبا ‘ (الفاتيكان) والكنائسس الرومانية أاثناء التجمعات الك‪È‬ى‬
‫لصشلواتهم‪ .‬وكان ابن سشينا قد أاششار إا‪ ¤‬أانّ ثمرة الّلبان مادة ع‪Ó‬جية فعالة ضشد العديد من األمراضس ‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 120‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫يبقى أان نضشيف بأان دول صشناعية ل زالت تطلب الّلبان الظفاري ل‪Ó‬نتفاع به ‘ صشناعة األدوية والزيوت وا‪Ÿ‬سشاحيق‬
‫والعطور والششموع ا‪ÿ‬اصشة ‪.‬‬
‫ومهما كان غرضس السشتخدام فإان ذلك يدعونا إا‪ ¤‬تنمية هذه الششجرة العجيبة و–ويلها إا‪ ¤‬مصشدر من مصشادر‬
‫الدخل القومي للب‪Ó‬د ‪.‬‬

‫مسص‪Ò‬ة إ‪( Òÿ‬ظفار)‬


‫لع‪Ó‬م‬‫إإصصدإر ‪ :‬وزإرة إ إ‬
‫‪١٤١٦‬هـ ‪١٩٩٥ -‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬كيف مثلت ششجرة الّلبان جسشرا للتواصشل ا◊ضشاري ب‪ Ú‬ظفار ومختلف حضشارات العا‪ ⁄‬القد‪ Ë‬؟‬
‫‪ -٢‬طريق الّلبان هو أاحد ث‪Ó‬ثة مواقع وضشعتها منظمة األ∙ ا‪Ÿ‬تحدة لل‪Î‬بية والثقافة والعلوم (اليونسشكو)‬
‫ضشمن قائمة ال‪Î‬اث اإلنسشا‪ Ê‬الثقا‘ ؛ فماذا يعني ذلك ؟‬
‫‪ -٣‬ما ا‪Ÿ‬راحل التي ‪Á‬ر بها اسشتخراج الّلبان من الششجرة ؟‬
‫‪ -٤‬لّلبان اسشتخدامات متنوعة وعديدة ‪ ،‬اذكرها ‪.‬‬
‫‪“ -٥‬ثل ششجرة الّلبان مصشدر دخل قومي هام ‘ القتصشاد العما‪ . Ê‬وضّشح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ما قيمة ششجرة الّلبان من الناحية ا◊ضشارية والقتصشادية والجتماعية والعلمية ؟‬

‫نشصاط ‪:‬‬

‫اكتب بحثا موجزا عن السصتخدامات‬


‫ا‪ı‬تلفة لّلبان وا‪Ÿ‬عتقدات ا‪Ÿ‬رتبطة‬
‫به ‘ منطقتك ‪.‬‬

‫‪120‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 121‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس الثالث‪:‬‬
‫‪ÆGôØdG âbhh ÜÉÑ°ûdG‬‬
‫يبدو واضشًحا أانه من الضشرورّي فهم طبيعة مرحلة ا‪Ÿ‬راهقة‬
‫والششباب ‪ ،‬وما تنطوي عليه هذه ا‪Ÿ‬رحلة من سشمات نفسشّية وخصشائصس‬
‫اج˘ ˘ت˘ ˘م˘ ˘اع ˘يّ ˘ة ت ˘ت ˘م ˘ثّ ˘ل ‘ ن ˘زع ˘ة الشش ˘ب ˘اب ن ˘ح ˘و ال ˘ت ˘ج ˘دي ˘د وال ˘ت ˘غ ˘ي‪،Ò‬‬
‫والسش ˘ ˘ت ˘ ˘ق ˘ ˘‪Ó‬ل ‪ ،‬واإلحسش ˘ ˘اسس ال ˘ ˘ع ˘ ˘م ˘ ˘ي ˘ ˘ق ب ˘ ˘ال ˘ ˘ذات ‪ ،‬و‘ ضش ˘ ˘وء ه˘ ˘ذه‬
‫ا‪ÿ‬صشائصس ‪Á‬ثل وقت الفراغ بالنسشبة للششباب‪ ،‬وا‪Ÿ‬راهق‪ Ú‬ششيئا‬
‫بالغ األهمية ‪ ،‬فهو ا‪Û‬ال ا‪Ÿ‬فتوح الذي ‪Á‬كن التعب‪ Ò‬فيه عن كل‬
‫هذه السشمات ‪.‬‬
‫ومن ا÷دير بالذكر أاّن أاسشاليب الششباب‪ ،‬وا‪Ÿ‬راهق‪Ú‬‬
‫‘ “ضشية هذا الوقت تتأاثر بعدد من العوامل التي هي ‘ حقيقة‬
‫األمر القنوات‪ ،‬التي “ر خ‪Ó‬لها عملية التنششئة الجتماعية‪ ،‬ويششمل‬
‫ذلك التأاث‪ Ò‬األسشرة ‪ ،‬وا‪Ÿ‬درسشة وا‪Û‬تمع ككل ‪.‬‬
‫ف ˘ال ˘ع ˘‪Ó‬ق ˘ة ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬راه˘ق‪ Ú‬وع˘ائ˘‪Ó‬ت˘ه˘م ع˘‪Ó‬ق˘ة ت˘ت˘م˘ي˘ز‬
‫ب ˘ال ˘ت ˘ع ˘ق ˘ي ˘د‪ ،‬وا◊سش ˘اسش ˘ي ˘ة الشش ˘دي ˘دة ‪ ،‬خ ˘اصش ˘ة ف ˘ي ˘م ˘ا ي ˘ت ˘ع ˘ل˘ق‬
‫بأاسشلوب اآلباء ‘ معاملة أابنائهم ا‪Ÿ‬راهق‪ Ú‬أاو الششباب‪،‬‬
‫وموقف األبناء من القيم األسشرية ‪ ،‬وا‪Ÿ‬ششك‪Ó‬ت التي قد‬
‫تنششأا عن صشراع القيم ب‪ Ú‬جيل األبناء وجيل اآلباء ‪،‬‬
‫ومن ثم تكون األسشرة هي نقطة البدء دائما ‘ تنمية‬
‫ال˘ت˘ج˘ارب‪ ،‬واله˘ت˘م˘ام˘ات ال˘ت˘ي تشش˘غ˘ل ف˘راغ الشش˘ب˘اب‬
‫وا‪Ÿ‬راه ˘ق‪Ã Ú‬ا ي ˘ح ˘ّق ˘ق ال ˘ت ˘ك ˘ام ˘ل األسش ˘ري‪ ،‬وي ˘دع ˘م‬
‫“ ّسشك ا‪Ÿ‬راهق بقيم أاسشرته ‪ ،‬إاذن فإاتاحة فرصس‬
‫“ضشية وقت الفراغ بطريقة مشش‪Î‬كة ب‪ Ú‬جميع‬
‫أافراد العائلة سشواء داخل ا‪Ÿ‬نزل‪ ،‬أاو خارجه‪ ،‬أاو‬
‫‘ رح‪Ó‬ت جماعية أاو غ‪Ò‬ها من األسشاليب‪،‬‬
‫م ˘ن شش ˘أان ˘ه أان –ق ˘ق ه ˘ذه األه ˘داف ال‪Î‬ب ˘وي ˘ة‬
‫‪121‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 122‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫البالغة األهمية ‘ هذه ا‪Ÿ‬رحلة من مراحل العمر ‪.‬‬


‫وتعت‪ È‬ا‪Ÿ‬درسشة من أاهم ا‪Ÿ‬ؤوسشسشات ‪ ،‬التي ‪Á‬كن أان توفر إاطاًرا غنيا بالفرصس ‪ ،‬من خ‪Ó‬له ‪Á‬كن خلق‬
‫الهتمامات وتطويرها ‪ ،‬وقد كانت ا‪Ÿ‬دارسس قد‪Á‬ا تهتم فقط بالنواحي العلمية‪.‬أامّا اليوم فإانها تهتمّ وأايضشا‬
‫ب ˘اك ˘تشش˘اف اه˘ت˘م˘ام˘ات ال˘ت˘‪Ó‬م˘ي˘ذ‪ ،‬واألنشش˘ط˘ة ال‪Î‬وي˘ح˘ي˘ة ك˘ا‪Ÿ‬وسش˘ي˘ق˘ى ‪ ،‬وال‪Î‬ب˘ي˘ة ال˘ري˘اضش˘ي˘ة ‪ ،‬وال˘رسش˘م وال˘تصش˘وي˘ر ‪،‬‬
‫والرح‪Ó‬ت ‪ ،‬وا◊ف‪Ó‬ت التمثيلية‪ ،‬والغنائية‪ ،‬وغ‪Ò‬ها من أالوان النششاط الهادف إا‪ ¤‬تنمية الششخصشيّة و–قيق‬
‫توازن ب‪ Ú‬العمل والسشتمتاع بأاوقات الفراغ ‪ .‬وعموما فإان التخطيط لششغل فراغ ا‪Ÿ‬راهق‪ Ú‬بطرق إايجابية يسشاعدهم‬
‫على اكتششاف ذواتهم‪ ،‬وموقعهم من ا‪Û‬تمع ‪ ،‬ودورهم فيه يُعّد مطلبا أاسشاسشيّا لبناء ا‪Û‬تمع وتنميته ‪ ،‬وينبغي أان‬
‫يرتكز هذا التخطيط على إادراك صشحيح ل‪Ó‬هتمامات األسشاسشية للمراهق‪ ، Ú‬وقد كششفت دراسشات وقت الفراغ عن‬

‫‪122‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 123‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أان العناصشر األسشاسشية لسشياسشة الفراغ وال‪Î‬ويح بالنسشبة لهذه ا‪Ÿ‬رحلة العمرية تششمل ا‪Û‬الت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الهتمام بالتغ‪. Ò‬‬
‫‪ -‬الهتمام با÷ديد ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة ‘ النفراد بالذات ‪.‬‬
‫‪ -‬الهتمام بإاقامة ع‪Ó‬قات وثيقة خارج نطاق العائلة ‪.‬‬
‫‪ -‬الهتمام باكتشصاف البيئة وا‪Û‬تمع ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة ‘ إاقامة ع‪Ó‬قة أاسصرية على أاسصسص جديدة ‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد علي محمد‬


‫(وقت إلفرإغ ‘ إ‪Û‬تمع إ◊ديث)‬
‫دإر إلنهضصة إلعربية ‪ ،‬ب‪Ò‬وت ‪١٩٨٥‬م ‪.‬‬
‫صس صس ‪١٥٢-١٤٩‬‬

‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬

‫‪ -١‬ما أاهم السشمات وا‪ÿ‬صشائصس النفسشية والجتماعية التي تتميز بها مرحلة ا‪Ÿ‬راهقة ؟‬
‫‪Ó‬سشرة أان توّجه األبناء نحو اسشتغ‪Ó‬ل إايجابي لوقت الفراغ ؟‬
‫‪ -٢‬كيف ‪Á‬كن ل أ‬
‫‪ -٣‬كيف ‪Á‬كن للمدرسشة أان تسشاهم ‘ ششغل وقت الفراغ عند الط‪Ó‬ب على نحو إايجابي ؟‬
‫‪ -٤‬ما النتائج ا‪Ÿ‬رجّوة من التخطيط لششغل فراغ ا‪Ÿ‬راهق‪ Ú‬بطرق اإيجابية ؟‬
‫‪ -٥‬اذكر العناصشر األسشاسشية التي يجب أان تقوم عليها سشياسشة الفراغ وال‪Î‬ويح عند فئة الششباب وا‪Ÿ‬راهق‪.Ú‬‬

‫نشصاط ‪:‬‬
‫قدم تقريرا يتضصمن مق‪Î‬حات لشصغل وقت فراغ زم‪Ó‬ئك م‪È‬زا النتائج اإليجابية ا‪Ÿ‬رجوة‬
‫من هذه األنشصطة ‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 124‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس الرابع‪:‬‬
‫’‪ÜO‬‬‫‪C Gh ɪ櫰ùdG‬‬
‫السشينما أاحدث الفنون جميًعا ‪ ‘ ،‬ح‪ Ú‬أان األدب من أاقدم الفنون ‪ ،‬إان ‪ ⁄‬يكن أاقدمها ‪ ،‬فلدينا نصشوصس‬
‫أادبية يزيد عمرها على األربع‪ Ú‬قرنا ‪ ،‬فضش‪ Ó‬عن ا‪Ù‬اولت الششفاهية‪ ،‬التي سشبقتها و‪ ⁄‬تصشل إالينا ؛ لذلك كانت‬
‫‪Ó‬دب تقاليده الفنية الراسشخة ‪ ،‬ومقاييسشه ا÷مالية ا‪Ÿ‬صشطلح عليها ‪ ‘ ،‬ح‪ Ú‬أان السشينما ما زالت تفتقر إا‪ ¤‬مثل‬‫ل أ‬
‫هذه التقاليد وا‪Ÿ‬قاييسس‪.‬‬
‫ولعل غلبة العنصشر الصشناعي على السشينما وما ي‪Î‬تب عليه من قيم ‪Œ‬ارية سشوقية‪ ،‬هو السشبب الرئيسشي ‪،‬‬
‫لتخلفها الفني‪ ،‬والفكري ‪ ،‬ونفور عدد غ‪ Ò‬قليل من كبار األدباء‪ ،‬وا‪Ÿ‬فكرين عنها ‪ ،‬فا‪Ÿ‬نتج الذي ‪Á‬لك وسشائل‬
‫اإلنتاج السشينمائي ويقوم بتمويله ‪ ،‬ل يسشتهدف عادةً غ‪ Ò‬الربح ‪ ،‬ومن ثم يضشع ‘ اعتباره أاّول وقبل كل ششيء‬
‫متطلبات السشوق ‪،‬ورغبات ا÷ماه‪ Ò‬الضشخمة ومسشتوى فهمها ‪،‬الذي اصشطلح على أانه ل يزيد على مسشتوى صشبي‬
‫مراهق ‘ الرابعة عششرة من عمره !‬
‫ومن هنا كان نفور معظم منتجي السشينما ‪،‬عن كل ما يتصشل بالثقافة‪ ،‬والفن األصشيل‪ ،‬وحرصشهم على حششد‬
‫أاف‪Ó‬مهم بكل أانواع التسشليات‪ ،‬وا‪Ÿ‬ث‪Ò‬ات التي ترضشي فضشول الناسس‪ ،‬و–رك غرائزهم‪ ،‬ول تتطلب منهم جهدا‬
‫فكريا من أاي نوع ‪ ،‬بل على العكسس تخدرهم‪ ،‬وتقتل فيهم عادة التفك‪ Ò‬ا◊ر األصشيل ‪،‬وتلهيهم عن مششاكل حياتهم‬
‫الواقعية‪.‬‬

‫‪124‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 125‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫لذلك ل نندهشس ح‪ Ú‬نرى طائفة من كبار ا‪Ÿ‬فكرين ‪،‬ليكتفون باإلعراضس عن السشينما الهابطة ‪،‬بل ويوجهون‬
‫إاليها أاقسشى النقد ‪،‬ويحذرون من أاخطارها على الثقافة وا◊ضشارة بعد أان لحظوا عزوف الناسس عن القراءة‬
‫ا÷ادة النافعة ‪ ،‬وإاقبالهم الششديد على مششاهدة السشينما والتلفاز والسشتماع إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬ذياع ‪ ،‬وكلها لتتطلب‬
‫جهدا كب‪Ò‬ا ‘ متابعتها ‪ ،‬وقّل أان تقدم زادا ثقافيا حقيقيا ‪.‬‬
‫ويرى هؤولء ا‪Ÿ‬فكرون أان البششرية مهددة بكارثة‬
‫ك‪È‬ى‪ ،‬تتمثل ‘ إاعراضس الناسس عن الكتاب‪ ،‬بعد أان أاخذت تششبع‬
‫حاجتها إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬عرفة ‪ ،‬والتسشلية عن طريق السشينما‪ ،‬وا‪Ÿ‬ذياع‪ ،‬والتلفاز‬
‫وغ‪Ò‬ها ‪...‬‬
‫ويرون أان اإلنسشان ‘ عصشرنا ‪ ⁄‬يعد يجد متسشعا من الوقت ‪ ،‬ول مال‬
‫ك ˘اف ˘ي ˘ا ‪،‬ب ˘ل ول ع ˘زم ˘ا م ˘ث ˘اب ˘را ؛ ل‪Ò‬ضش ˘ي ح ˘اج ˘ات ˘ه ال ˘روح ˘ي ˘ة‪ ،‬ف ˘ق ˘درت ˘ه ع ˘ل ˘ى الن ˘ت ˘ب˘اه‬
‫والسش ˘ت ˘ط ˘‪Ó‬ع‪ ،‬وال ˘ف ˘راغ تسش ˘ت ˘غ ˘رق ˘ه ˘ا ال ˘ي ˘وم اآللت ق ˘وي ˘ة األث˘ر ه˘ي ‪ :‬ال˘ت˘ل˘ف˘از‪ ،‬وا‪Ÿ‬ذي˘اع‬
‫والسشينما وغ‪Ò‬ها ‪ ،‬حيث تختلط األخبار با‪Ÿ‬عارف‪ ،‬والتسشلية بالعلم ‪،‬فتسشهم ‘‬
‫تكوين ششخصشية اإلنسشان ا‪Ÿ‬عاصشر ‘ نفسس الوقت الذي تسشلّيه فيه ‪ .‬وعندهم أاّن‬

‫‪125‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 126‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫هذه اآللت ل ‪Á‬كن أان تقدم ثقافة حقيقية خصشبة لسشبب‪: Ú‬‬
‫أاّولهما ‪ :‬أان كل ثقافة حقيقية هي 'اختيا'ر ‪ ،‬و '›هو'د ‪ ،‬وأانت ل تختار ما تسشمعه ‪،‬ول ما تراه ‘ ا‪Ÿ‬ذياع أاو‘ السشينما‬
‫أاو ‘ التلفاز ‪،‬كما أانك ‪ ⁄‬تبذل ›هودا فتصش‪ È‬على قراءة كتاب عميق األفكار ‪،‬لتكتششف معانيه الدفينة‪ ،‬وتسشتوحي‬
‫منه آاراء جديدة تخصشب نفسشك ‪،‬وتوسشع آافاق ا‪Ÿ‬عرفة أامامك ‪ .‬وكل هذا مسشتحيل وأانت تسشتمع إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬ذياع الذي‬
‫يتدّفق كالسشيل حام‪ Ó‬إاليك أاخ‪Ó‬طا من كّل ششيء‪ ،‬أاو أانت تششاهد ششريطا سشينمائيا ‪ ،‬أاو تلفزيونا بصشوره ا‪ÿ‬اطفة‬
‫ا‪Ÿ‬ت‪Ó‬حقة التي ل تتوقف أابدا ‪.‬‬
‫أاما ثا‪ Ê‬األسشباب ‪ :‬فهو أان هذه الوسشائل اآللية العامة ‪ ،‬سشتنتهي إا‪ ¤‬قتل الروح الفردية ‘ البششر ؛ ألن كل‬
‫الناسس يسشمعون األحاديث نفسشها با‪Ÿ‬ذياع‪ ،‬ويششاهدون األششرطة السشينمائية‪ ،‬أاو التلفزيونية نفسشها ‪ ،‬فينتهي بهم‬
‫األمر إا‪ ¤‬أان يصشبحوا نسشخا متششابهة ل أاصشالة فيها ‪ ،‬حتى لتصشبح عقليتهم أاقرب لعقلية القطيع ‪.‬‬
‫عن ‪ :‬فؤوإد دوإرة‬
‫'' إلسصينما وإلأدب'' ›لة‬
‫عا‪ ⁄‬إلفكر‪،‬إ‪Û‬لد إلسصابع إلعدد إلثا‪١٩٧٦Ê‬م‬

‫‪126‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 127‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫أإسصئلة إ‪Ÿ‬ناقشصة ‪:‬‬

‫‪ -١‬ما ا‪Ÿ‬آاخذ التي أاخذها كبار األدباء وا‪Ÿ‬فكرين على وسشائل اإلع‪Ó‬م ا‪Ÿ‬رئية وا‪Ÿ‬سشموعة ؟‬
‫‪ -٢‬هل ترى أان ‘ ذلك –ام‪ Ó‬على هذه الوسشائل ؟ وضشح رأايك وادعمه بحجج وبراه‪. Ú‬‬
‫‪ -٣‬هل ‪Œ‬د أان ميولك تتجه نحو الكتاب‪ ،‬أام نحو وسشائل اإلع‪Ó‬م ا‪Ÿ‬رئية‪ ،‬وا‪Ÿ‬سشموعة ؟ دافع عن موقفك ‪Ã‬ا‬
‫تراه مقنعا‪.‬‬
‫‪Ÿ -٤‬اذا اعت‪ È‬كبار ا‪Ÿ‬فكرين أان السشينما‪ ،‬والتلفاز وا‪Ÿ‬ذياع ل‪Á‬كن أان تقدم ثقافة حقيقية ل‪Ó‬إنسشان ؟ هل‬
‫تششاطره الرأاى ‘ ذلك ؟‬
‫‪ -٥‬كيف تقتل وسشائل اإلع‪Ó‬م ا‪Ÿ‬رئية‪ ،‬وا‪Ÿ‬سشموعة الروح الفردية ‘ البششر ؟هل بإامكانك أان تنظر للمسشأالة من‬
‫زاوية ثانية إايجابية ؟‬

‫نشصاط ‪:‬‬

‫يرى بعضصهم أان الكتاب يظل أاهم مصصادر ا‪Ÿ‬عرفة على اإلط‪Ó‬ق ‪ ،‬فيما يرى آاخرون أان مصصادر ا‪Ÿ‬عرفة‬
‫ال ˘ي ˘وم أاصص ˘ب ˘حت م ˘ت ˘ع ˘ددة‪ .‬ق ˘ارن ان ˘ط ˘‪Ó‬ق ˘ا م˘ن ه˘ذا ال˘رأاي ب‪ Ú‬ال˘ك˘ت˘اب‪ ،‬ووسص˘ائ˘ل اإلع˘‪Ó‬م ا‪Ÿ‬رئ˘ي˘ة‪،‬‬
‫وا‪Ÿ‬سصموعة ا◊ديثة‪.‬‬

‫‪127‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 129‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫كيف تكتب بحثاً‬


‫إ◊وإر إل ّصصحفي‬
‫كتابة إلق ّصصة‬
‫إلسصتدلل‬
‫إ◊وإر حول قضصّية (إلسصتنسصاخ)‬
‫إلتخطيط‬
‫محاضصر إلجتماعات‬
‫إل‪È‬هنة( رهانات إ‪Ÿ‬سصتقبل)‬
‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 130‬‬

‫‪afidni.com‬لدرسس إ أ‬
‫لول‬ ‫إ‬ ‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‬

‫الدرسس األول‬
‫‪kÉãëH ÖàµJ ∞«c‬‬
‫أإول ‪ :‬إلقسصم إلنظري ‪:‬‬

‫‪ -١‬أإهمية إلبحوث ‪:‬‬


‫تكششف البحوث األدبية عن مناطق ›هولة ‘ حياتنا األدبية ‪ ،‬كما تناقشس قضشايا ‪ ⁄‬يتوقف عندها‬
‫السشابقون ‪ ،‬اإذ يف‪Î‬ضس فيها أان تكون جديدة ‪ ‘ ،‬مواضشيع ‪ ⁄‬تطرق من قبل ‪ ،‬ويف‪Î‬ضس ‘ الباحث أان تكون له قدرة‬
‫على السشتنباط ‪ ،‬والربط واإلضشافة ‪ .‬وأان تكون له ششخصشية مسشتقلة ؛ حتى ل يقع ‘ ›اراة اآلخرين وتكرار آارائهم‬
‫‪ ،‬أاو ترديد ما سشبق قوله ‘ أابحاث أاخرى ‪.‬‬
‫‪ -٢‬طريقة جمع إ‪Ÿ‬ادة إلعلمية ‪:‬‬
‫‘ جمع ا‪Ÿ‬ادة العلمية يجب العودة إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬كتبة ‪ ،‬ومحاولة اسشتخدام ا‪Ÿ‬صشادر‪ ،‬وا‪Ÿ‬راجع بكفاءة عالية بقصشد‬
‫السشتفادة منها وتنمية معرفتنا وخ‪È‬تنا ‪.‬‬
‫و‪Á‬كن تقسشيم ا‪Ÿ‬ادة وا‪Ÿ‬راجع كاآلتي ‪:‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬صصادر الأو‪ ¤‬للبحث ‪ :‬أاي ا‪Ÿ‬ؤولفات وا‪Ÿ‬صشنفات‪ ،‬والدواوين‪ ،‬التي كتبها الششاعر‪ ،‬أاو األديب ‪ ،‬موضشوع البحث‪.‬‬
‫فإاذا كان البحث موضشوعه ‪'':‬مسشرح ششوقي الششعري'' مث‪ ، Ó‬فإان مسشرحياته الششعرية ‪ '':‬علي بك الكب‪ ، ''Ò‬و'' مصشرع‬
‫كليوباترا'' ‪ ،‬و''›نون ليلى''‪ ،‬و' ' عن‪Î‬ة''‪ ،‬و'' قمبيز'' و'' البخيلة'' ‪ ،‬و''السشت هدى'' هي مصشادر البحث األو‪. ¤‬‬
‫ب‪-‬الكتب التي عا÷ت ا‪Ÿ‬وضصوع معا÷ة كلية ‪ :‬أاي الكتب التي تتصشل جميع جزئياتها با‪Ÿ‬وضشوع ؛ فمث‪ Ó‬إاذا كنت‬
‫أادرسس ا‪Ÿ‬تنبي ‪ :‬حياته وششعره مث‪ ، Ó‬ف‪ Ó‬بّد من قراءة'' مع ا‪Ÿ‬تنبي'' لطه حسش‪ ، Ú‬و'' ا‪Ÿ‬تنبي'' ‪Ù‬مود محمد ششاكر ‪ ،‬و''‬
‫ا‪Ÿ‬تنبي'' لرجيسس ب‪Ó‬شش‪ Ò‬و'' ا‪Ÿ‬تنبي '' لششفيق ج‪È‬ي ‪ ،‬وغ‪Ò‬ها من الدراسشات ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الكتب التي عا÷ت ا‪Ÿ‬وضصوع معا÷ة جزئية ‪ :‬أاي اإذا كان موضشوع البحث ل يششمل الكتاب كله‪ ،‬بل جزءا منه؛‬
‫مثال ذلك كتاب'' األغا‪ ''Ê‬ألبي الفرج األصشبها‪ ،Ê‬أاو كتاب ' تطور الغز'ل لششكري الفيصشل‪Ÿ ،‬ن أاراد أان يدرسس ششعر‬
‫عمر بن أابي ربيعة ‪.‬‬

‫(*) د‪ .‬حسص‪ Ú‬علي محمد ‪ :‬إلتحرير إ أ‬


‫لدبي ‪ ،‬مكتبة إلعبيكان ‪ ،‬إلرياضس ‪ ، ١٩٩٦‬صس‪١٢٧-١٢١‬‬

‫‪130‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 131‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫‪ -٣‬كتابة إلبحث ‪:‬‬
‫قبل البدء ‘ كتابة البحث ‪ ،‬وبعد جمع ا‪Ÿ‬ادة العلمية ا‪Ÿ‬تصشلة به ‪ ،‬يجب وضشع مخطط عام يلتزم بحدوده‬
‫عند الكتابة ‪ ،‬ويششتمل كل مخطط على الخطوات التالية ‪:‬‬
‫أإ‪ -‬إ‪Ÿ‬قدمة ‪:‬‬
‫وهي ‘ العادة آاخر ما يكتب ‘ البحث ‪ ،‬ويحسشن أان تضشم ا‪Ÿ‬قدمة ا‪Ÿ‬علومات اآلتية ‪:‬‬
‫‪– -‬ديد ا◊افز الذي دعا إا‪ ¤‬اختيار موضصوع البحث ‪.‬‬
‫‪ -‬وصصف ا÷هود ا‪Ÿ‬بذولة و–ديد صصعوبات البحث ‪.‬‬
‫‪ -‬عرضص للخطوط الك‪È‬ى للبحث ‪.‬‬
‫ب‪ -‬هيكل إلبحث ‪:‬‬
‫يقسشم البحث عادة إا‪ ¤‬أابواب وفصشول ‪ ،‬وقد تقسشم الفصشول إا‪ ¤‬فقرات معنونة أاو مرقمة ‪.‬‬
‫ويراعى عادة ‘ ترتيب الفصشول واألبواب عدة اعتبارات ؛ منها التسشلسشل التاريخي ‪ ،‬أاو ا‪Ÿ‬وضشوعي ‪ ،‬أاو درجة‬
‫األهمية ‪ .‬و‘ هذا القسشم تتم مناقششة قضشايا البحث ودراسشتها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إ‪ÿ‬ا“ة ‪:‬‬
‫وهي تعطينا النتائج ا‪Ÿ‬سشتخلصشة من البحث ‪ ،‬ويششار فيها عادة إا‪ ¤‬أاهم النتائج‪ ،‬وا‪Óÿ‬صشات‪ ،‬التي خرج‬
‫بها البحث‪.‬‬
‫د‪ -‬إلفهارسس ‪:‬‬
‫وهي ضشرورية جدا بالنسشبة إا‪ ¤‬الباحث ‪ ،‬ومن أاهّمها فهرسس ا‪Ÿ‬وضشوعات‪ ،‬الذي يي ّسشر للقارئ معرفة‬
‫م‪Ó‬مح البحث‪ ،‬وهذا الفهرسس يجب أان يلحق بكل بحث ‪ ،‬سشواء أاكان مطبوعا أام ‘ حيز الكتابة ا‪ı‬طوطة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إلقسصم إلتطبيقي ‪:‬‬


‫اخ‪ Î‬موضصوعا أادبيا ‪ ،‬أاو شصخصصية أادبية من كتابك '' ا‪Ÿ‬ؤونسص'' ‪ ،‬وأا‚ز بحثا مهتديا با‪ÿ‬طوات التي‬
‫عرفتها ‘ القسصم األول من الدرسص ‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 132‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس الثا‪Ê‬‬
‫‪»Øë°üdG QGƒëdG‬‬
‫أإول ‪ :‬إلقسصم إلنظري ‪:‬‬
‫يعّد ا◊وار الصشحفي أاحد أاهم األسشسس ‘ الكتابة الصشحفية‪ ،‬ول تخلو منه ›لة أاو جريدة‪ ،‬أاو أاي مطبوع‬
‫صشحفي ‪.‬‬
‫كل حوار يتم ب‪ Ú‬طرف‪ Ú‬هما ‪ :‬إلضصيف وإلصصحفي‬

‫ويسشعى ا◊وار الصشحفي إا‪ ¤‬توضشيح آاراء الضشيف وأافكاره أاو الكششف عن جوانب أاخرى من حياته ل يعلمها‬
‫ا÷مهور‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 133‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫شصروط ‚اح إ◊وإر إلصصحفي ‪:‬‬


‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬عرفة ا÷يدة بضصيف ا◊وار ‪ :‬حيث يجب على الصشحفي ا‪Ù‬اور أان يبحث ‘ أاعماله‪ ،‬وإا‚ازاته وبعضس‬
‫ا÷وانب من تاريخه الششخصشي ‪ ،‬وا◊وارات السشابقة‪ ،‬التي أاجريت معه ‪ ،‬حتى يتسشنّى له إاقامة حوار بنّاء‪ ،‬وا‪ÿ‬روج‬
‫منه بأاك‪ È‬قدر ‡كن من ا‪Ÿ‬علومات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوة شصخصصية ا‪Ù‬اور ‪ :‬يجب أان يتمتع الصشحفي با÷رأاة‪ ،‬والششجاعة أامام ضشيفه ‪ ،‬وأان ل ي‪Î‬ك ا‪Ÿ‬وضشوع يفلت‬
‫منه ‪ ،‬فهو ا‪Ÿ‬تصشّرف ‘ ا◊وار وا‪Ÿ‬وّجه له ‪ ،‬لكن دون تسشلط أاو مقاطعة فجة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬حسصن اختيار األسصئلة وترتيبها ‪ :‬على الصشحفي ا‪Ù‬اور أان تكون أاسشئلته منظمة‪ ،‬ومتدرجة ‪ ،‬ف‪ Ó‬يبدأا ا◊وار‬
‫مث‪ Ó‬بسشؤوال حول قضشية معينة ‪ ،‬وا◊ال أان القارئ ‪ ⁄‬يتعّرف بعد على الضشيف ‪ ،‬كما أان األسشئلة ل بّد أان تكون‬
‫مختصشرة وموجهة لي‪Î‬ك أاك‪ È‬قدر ‡كن من الوقت للضشيف ‪.‬‬
‫د‪ -‬السصيطرة على الوقت وعلى مادة ا◊وار ‪:‬‬
‫ا‪Ù‬اور الناجح يختار الوقت ا‪Ÿ‬ناسشب للسشؤوال ‪ ،‬والسشؤوال ا‪Ÿ‬ناسشب للوقت ا‪Ÿ‬تاح للضشيف ‪ ،‬فيجب أان يكون مسشيطرا‬
‫على الوقت من ناحية ‪ ،‬وعلى مادة ا◊وار من ناحية أاخرى؛ كي ل يتفّرع إا‪ ¤‬موضشوعات جانبية‪ ،‬ل ع‪Ó‬قة لها‬
‫‪Ã‬وضشوع ا◊وار ‪.‬‬

‫أإدوإت إ◊وإر إلصصحفي ‪:‬‬


‫يحتاج الصشحفي إلجراء حوار إا‪ ¤‬بعضس األدوات؛ لتسشهيل عمله‪ ،‬وضشمان ششروط ‚احه ‪ ،‬وهذه األدوات هي ‪:‬‬
‫أا‪ -‬آالة تسصجيل ‪:‬‬
‫هذه اآللة مهمة ‘ إاجراء ا◊وارات خاصشة إاذا كانت ح ّسشاسشة أاو طويلة نسشبّيا ‪ ،‬وهذه اآللة ‪Œ‬عل الصشحفي يوجّه‬
‫اهتمامه ‪Ù‬اورة ضشيفه‪ ،‬ول ينكبّ على التدوين طوال الوقت ‪ ،‬إاضشافة إا‪ ¤‬أان بعضس ا‪Ÿ‬علومات قد تسشقط أاثناء‬
‫الكتابة‪.‬‬
‫ب‪ -‬آالة تصصوير ‪:‬‬
‫عادة ما يُدعم ا◊وار الصشحفي ببعضس الصشور ا‪ÿ‬اصّشة بالضشيف ‪ ،‬أاو بالصشحفي‪ ،‬والضشيف معا ‪ ،‬وذلك إلعطاء‬
‫ا◊وار صشبغة جمالية وواقعية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الورقة والقلم ‪:‬‬
‫ل يسشتغني الصشحفي ا÷يد عن الورقة‪ ،‬والقلم لتدوين بعضس ا‪ÓŸ‬حظات ‪ ،‬أاو األسشئلة النابعة من ›رى ا◊وار‬
‫والتي ‪ ⁄‬يقع إاعدادها مسشبقا ‪.‬‬
‫بعد إا“ام ا◊وار ‪ ،‬يتفّرغ الصشحفي إا‪ ¤‬عمل آاخر‪ ،‬وهو تنقيح ا◊وار وتبييضشه على الورق ‪ ،‬حيث يجلسس ‪Ã‬فرده‬

‫‪133‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 134‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫وينصشت جيدا للششريط مدّونا ما جاء به ‪ ،‬ثم يختار منه ما يناسشب النششر ‪ ،‬ويقوم ب‪Î‬تيبه وتنظيمه ودعمه بالصشور‬
‫ا‪Ÿ‬ناسشبة قبل نششره ‪.‬‬

‫صصورة إ◊وإر إلصصحفي ‪:‬‬


‫يتخذ ا◊وار الصشحفي صشورة مختلفة عن بقية أانوع الكتابة كا‪Ÿ‬قالة‪ ،‬أاو القصشة‪ ،‬أاو القصشيدة ‪ ...‬من حيث إاخراجه‬
‫وكتابته‬
‫فا◊وار الصصحفي يكتب بالطريقة التالية ‪:‬‬
‫أا‪ -‬عنوان يكون مسشتوحى من مادة ا◊وار ومتضشمنا لسشم الضشيف ‪.‬‬
‫ب‪ -‬كتابة مقدمة “هيدية قبل الششروع ‘ األسشئلة تتضشمن جملة من ا‪Ÿ‬علومات حول الضشيف‪ ،‬وموضشوع ا◊وار ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التمييز ب‪ Ú‬األسشئلة‪ ،‬واألجوبة من خ‪Ó‬ل تغي‪ Ò‬نوع ا‪ÿ‬ط‪ ،‬أاو حجمه‪ ،‬أاو لونه ‪.‬‬
‫د‪ -‬إابراز بعضس ا‪Ÿ‬قاطع الهامة من ا◊وار وتوزيعها على مواقع محددة من ا‪Ÿ‬ادة ا‪Ÿ‬كتوبة؛ حتى يتسشنى للقارئ‬
‫معرفة أاهم ما جاء ‘ ا◊وار من النظرة األو‪. ¤‬‬
‫هـ‪ -‬دعم ا◊وار ببعضس الصشور ا‪Ÿ‬ناسشبة‪ ،‬وإادراجها ‘ مواقع معينة من ا‪Ÿ‬ادة ا◊وارية؛ لتكون جذابة لع‪ Ú‬القارئ‬
‫ولهتمامه‪.‬‬
‫و‪ -‬بإامكان الصشحفي ‪ ،‬للتخفيف من حدة أاسشلوب ‪ :‬سشؤوال ‪ /‬جواب أان يضشمن ‘ ا◊وار بعضس اإلششارات السشردية‬
‫تصشف ›ريات ا◊ديث ب‪ Ú‬الصشحفي والضشيف ‪.‬‬

‫‪134‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 135‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إلقسصم إلتطبيقي ‪:‬‬

‫طلبت منك صشحيفتك إاجراء حوار مع إاحدى الششخصشيات (مسشؤوول أاو صشاحب قرار أاو أاحد البارزين ‘‬
‫›ال العلم أاو الفن أاو الرياضشة‪ ،‬أاو أاي ششخصشية عامة لها خ‪È‬ات‪ ،‬و‪Œ‬ارب ‪Á‬كن أان يسشتفاد منها ) فأاعددت جملة‬
‫من األسشئلة لتطرحها على ضشيفك ‪.‬‬
‫اكتب هذه األسصئلة مراعيا ترتيبها‪ ،‬ومسصتخدما لغة ا◊وار ا‪Ÿ‬ناسصبة للضصيف ا‪Ÿ‬ف‪Î‬ضص ‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 136‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫تعب‪ Ò‬إإبدإعي‬

‫الدرسس الثالث‬
‫‪áq°üq b áHÉàc‬‬
‫‪(@)á«qdÉãe ΩqGC‬‬
‫إ‪Ÿ‬وضصوع‪ :‬أإكمل كتابة إلعناصصر إلناقصصة ‘ إلق ّصصة إلتالية‪:‬‬

‫كانت (فاطمة) سشعيدة بزواجها من (عبدالله) ‪ ،‬فقد كانت ترى فيه عوضشا عن أابيها‪ ،‬الذي وافاه األجل‬
‫‘ األششهر األو‪ ¤‬لزواجها ‪ ،‬على الرغم أان (عبدالله) ل يفوقها عمًرا بأاك‪ Ì‬من ث‪Ó‬ث سشنوات ‪ ،‬ولكّنه اسشتطاع أان‬
‫يعّوضشها ا◊نان الذي كانت تلقاه من أابيها ‪ ،‬وهو حنان يجمع ب‪ Ú‬عاطفة األبّوة ‪ ،‬وب‪ Ú‬الششفقة على ابنته‪ ،‬التي‬
‫فقدت أاّمها وهي ‘ عمر الطفولة ‪ ،‬لقد أاحّبت (عبدالله) ‪ ،‬ووجدت نفسشها سشعيدة به ‪ ،‬قريرة الع‪ Ú‬بالرزق ا◊‪Ó‬ل‪،‬‬
‫ف ◊ياة هي فوق حياة الكفاف ‪ ،‬وا◊قيقة أان وليدها (يوسشف) قد‬ ‫الذي يناله من وظيفته ا‪Ÿ‬تواضشعة ‪ ،‬وهو رزق كا ٍ‬
‫‪ Ó‬عليها حياتها ‪ ،‬وجعلها ‘ فرحة غامرة ‪ ،‬دونها كل فرحة ‪ ،‬وجعلها ‘ قناعة عظيمة دونها كل ثروة‪ ،‬وكل غنى‪،‬‬ ‫م أ‬
‫لقد زادت محّبتها لـ(عبدالله) وهي ترى صشلة أاخرى تربطها به ‪ ،‬فابنها قد وّثق ما بينهما من عرى وأاواصشر ‪،‬‬
‫ويكفي التفك‪Ã Ò‬سشتقبله ‪ ،‬وا‪ÿ‬طط التي يرسشمانها له ‘ ششبابه ؛ ليكون أاسشعد حال منهما‪ ،‬وليكون من ذوي العلم‬
‫وال‪Ì‬وة مًعا ‪ ،‬فيبلغ ا◊ياة‪ ،‬التي ‪ ⁄‬يصشلها (عبدالله) وق ّصشر دونها ‪ ،‬ليسس لقصشور ‘ هّمته‪ ،‬ولكن ألّن ظروف‬
‫حياته جعلته يعمل لكسشب الرزق قبل أان يبلغ الششباب ‪ ،‬وقبل أان ينهي دراسشته الثانوية ‪ ،‬واألمل ‘ ا‪Ÿ‬سشتقبل الزاهر‬
‫بدأا ينمو ويك‪ ،È‬كلما ‪‰‬ا وك‪( È‬يوسشف) ‪ ،‬وهو اآلن على أابواب سشّن السشادسشة ‪ ،‬وبعد ششهور يدخل ا‪Ÿ‬درسشة‬
‫البتدائية‪ ،‬ويرقى أا ُو‪ ¤‬درجات سشلم ا‪Ÿ‬سشتقبل ا‪Ÿ‬ششرق‪.‬‬

‫أاكمل العناصصر التالية ‘ الق ّصصة‪:‬‬


‫‪ -١‬وفاة الزوج‪.‬‬
‫‪ -٢‬كفاح األّم ‘ سصبيل تربية ابنها ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما وصصلت إاليه بكفاحها‪.‬‬
‫(@) زهدي أابو خليل ود‪.‬نبيل خليل أابو حا” (ا‪Ÿ‬رشصد ‘ كتابة اإلنشصاء)دار أاسصامة للنشصر ‪ ،‬األردن ‪،٢ ،‬ط ‪.١٩٩٥‬م‬

‫‪136‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 137‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫(‪)...‬‬
‫إانّ كفاح (فاطمة) ا‪Ÿ‬رير ‪ ،‬قد أاثمر‬
‫‘ حياة ابنها ‪ ،‬ونحن طا‪Ÿ‬ا رأاينا الوردة تنبت‬
‫من ب‪ Ú‬األششواك ‪ ،‬وطا‪Ÿ‬ا رأاينا نبع ا◊ياة‬
‫ي˘ ˘ع˘ ˘ط˘ ˘ي˘ ˘ن˘ ˘ا ا‪Ÿ‬اء م˘ ˘ن ب‪ Ú‬الصش˘ ˘خ ˘ور ‪ ،‬إان ام ˘رأاة‬
‫اسشتطاعت أان تضشحي ‘ سشبيل ابنها ‪ ،‬فتمنح‬
‫ا‪Û‬ت˘ ˘م˘ ˘ع عضش˘ ˘وا صش˘ ˘ا◊ا ن˘ ˘اف˘ ˘ع˘ ˘ا ‪ ،‬ف˘ ˘ي ˘ه ا‪Òÿ‬‬
‫لنفسشه وألمّه ولوطنه ‪ ،‬لنعم ا‪Ÿ‬رأاة هي ‪ ،‬وحّبذا‬
‫لو علمت األمهات أان مششقة اليوم تثمر راحة‬
‫‘ الغد ‪ ،‬وأان التضشحية هي ا‪Ÿ‬اء‪ ،‬الذي تنمو‬
‫به ششجرة األمل ‪ ،‬وهي الضشوء‪ ،‬الذي يبّدد‬
‫ظ‪Ó‬م اليأاسس ‪ ،‬لقد أاثبتت (فاطمة) أان اإلرادة‬
‫‪Ó‬بة ‪ ،‬وأان ا‪Ÿ‬رأاة ‪Á‬كن أان –قق ما يعجز‬ ‫غ ّ‬
‫ع ˘ ˘ن˘ ˘ه ال˘ ˘ّرج˘ ˘ال ‪ ،‬وأان (ف˘ ˘اط˘ ˘م˘ ˘ة) ‪‰‬وذج م˘ ˘ن‬
‫النسشاء جدير بالح‪Î‬ام والعتزاز‪.‬‬

‫‪137‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 138‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس الرابع‬
‫‪∫’óà°S’G‬‬
‫’‪(ΩÓ°S‬‬
‫) ‪E G ‘ π≤©dG‬‬
‫إ‪Ÿ‬وضصوع‪:‬‬

‫لقد أاعلى اإلسش‪Ó‬م ‪ ،‬ن ّصشا وتاريخا ‪ ،‬من قيمة العقل حّتى جعل من العلماء ورثة األنبياء ومن ا◊ضشارة‬
‫العربّية اإلسش‪Ó‬ميّة رافدا مهّما ‘ إاثراء ا◊ضشارة اإلنسشانية ‘ ششتى فروع ا‪Ÿ‬عرفة‪.‬‬
‫لسص‪Ó‬مي‪.‬‬‫حة هذإ إلرأإي بأادلة من إلقرآإن ومن إلتاريخ إ إ‬ ‫إسصتدل على صص ّ‬

‫‪ -١‬فهم إ‪Ÿ‬وضصوع‪:‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬عطى‪:‬‬
‫‪ -‬قيمة العقل ‘ اإلسش‪Ó‬م ن ّصشا وتاريخا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ا‪Ÿ‬طلوب‪:‬‬
‫‪ -‬السشتدلل على صشّحة هذا الرأاي بأادلّة من القرآان والتاريخ اإلسش‪Ó‬مي‪.‬‬

‫‪ -٢‬إلتخطيط‪:‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬قّدمة‪:‬‬
‫‪-‬مقّدمة عاّمة‪:‬‬
‫بالعقل كّرم اللّه اإلنسشان ومّيزه عن سشائر ا‪ı‬لوقات ‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة خاصّشة‪:‬‬
‫‘ القرآان الكر‪ Ë‬و‘ التاريخ اإلسش‪Ó‬مي ما يششهد بأاّن اإلسش‪Ó‬م قد أاعلى من قيمة العقل ومن مكانة العلماء‪.‬‬
‫‪ -‬طرح اإلششكاليّة‪:‬‬
‫‪ -‬ما ا‪Ÿ‬كانة التي أاعطاها القرآان الكر‪ Ë‬للعقل وللعلماء؟‬
‫‪ -‬ما الششواهد الّدالة ‘ التاريخ العربي اإلسش‪Ó‬مي على إاسشهام ا‪Ÿ‬سشلم‪ ‘ Ú‬إاثراء ا◊ضشارة اإلنسشانية ‘‬
‫ششتّى فروع ا‪Ÿ‬عرفة؟‬

‫‪138‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 139‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫ب‪ -‬ا÷وهر‪:‬‬
‫‪ -‬مكانة العقل ‘ القرآان الكر‪.Ë‬‬
‫(ششواهد من القرآان “جّد العقل والعلماء)‬
‫‪ -‬ع‪Ó‬مات ‘ التاريخ العربي اإلسش‪Ó‬مي تثبت مسشاهمة ا‪Ÿ‬سشلم‪ ‘ Ú‬إاثراء ا◊ضشارة اإلنسشانية ‪Ã‬نجزات‬
‫علمّية مازالت آاثارها قائمة إا‪ ¤‬اليوم‪.‬‬

‫ج‪ -‬خا“ة‪( :‬خ‪Ó‬صشة النتائج التي توصشلت إاليها)‪:‬‬


‫‪ -‬ك‪Ì‬ة اآليات التي “ّجد العقل وتعلي من ششأان العلماء ‪.‬‬
‫‪ -‬التاريخ اإلسش‪Ó‬مي حافل بإاسشهامات قّيمة ‘ إاثراء ال‪Î‬اث ا‪Ÿ‬عر‘ اإلنسشا‪.Ê‬‬

‫‪139‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 140‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس ا‪ÿ‬امسس‬
‫‪á«q°†b ∫ƒM QGƒ◊G‬‬
‫‪ñÉ°ùæà°S’G‬‬
‫إ‪Ÿ‬وضصوع‪:‬‬

‫السشتنسشاخ ‪ ،‬بجميع أاششكاله ‪ ،‬مرفوضس ألّنه ضشّد الششرائع السشماوية‪ ،‬واألخ‪Ó‬ق‪ ،‬والضشم‪ Ò‬اإلنسشا‪ Ê‬ف‪ Ó‬بّد من‬
‫مقاومته ومنعه ‘ كل دول العا‪.⁄‬‬
‫حلل هذا الرأاي وأاْبد موقفك من خ‪Ó‬ل محاورة زم‪Ó‬ئك ومناقششتهم‪.‬‬

‫فهم إ‪Ÿ‬وضصوع‪:‬‬

‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬عطى‪:‬‬
‫‪ -‬السشتنسشاخ بجميع أاششكاله مرفوضس دينيا‪ ،‬وأاخ‪Ó‬قيا‪ ،‬وإانسشانيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ا‪Ÿ‬طلوب‪:‬‬
‫‪– -‬ليل ومناقششة ششفوية داخل الصشفّ‪.‬‬

‫قوإعد إ◊وإر وآإدإبه‪:‬‬


‫للمششاركة الفاعلة واإليجابيّة ‘ ا◊وار يجب اللتزام بجملة من القواعد واآلداب ‪Œ‬عل من ا◊وار بنّاء‬
‫ومنظّما و‪Á‬كن إاجمال هذه القواعد واآلداب ‘ اآلتي‪:‬‬
‫أا‪ -‬كيف تتدّخل؟‬
‫‪Á‬كن أان تششارك ‘ ا◊وار وفق إاحدى الصشور التالية‪:‬‬
‫‪ .١‬التعقيب على فكرة ‪ ،‬وفيه تبدي وجهة نظرك إازاء رأاي أاو فكرة أاد‪ ¤‬بها أاحد زم‪Ó‬ئك أاو تضشّمنها نصس ا‪Ÿ‬وضشوع‪.‬‬
‫‪ .٢‬اإلجابة عن سشؤوال أاو اسشتفسشار أاو طلب توضشيح وّجهه لك أاحد زم‪Ó‬ئك أاثناء ا‪Ÿ‬ناقششة‪.‬‬

‫‪140‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 141‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ .٣‬السشتفسشار أاو طلب التوضشيح توجهه إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬ششارك‪ ‘ Ú‬ا◊وار‪.‬‬


‫‪ .٤‬تنظيم ا◊وار إاذا لحظت أانه خرج عن ا‪Ÿ‬وضشوع ا‪Ÿ‬طروح ‪ ،‬أاو –ّول إا‪ ¤‬سشجال ثنائي أاو وقع اإلخ‪Ó‬ل‬
‫بآادابه‪(.‬نقطة نظام)‬

‫ماذإ تفعل أإثناء إ◊وإر؟‬


‫أاثناء ا◊وار يجب اح‪Î‬ام بعضس القواعد التي سشتجعل من تدّخلك إايجابيا وفاع‪ ، Ó‬وهذه القواعد هي‪:‬‬
‫‪-‬حسشن اإلصشغاء والنتباه لكل اآلراء مهما كانت مخالفة لرأايك‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مقاطعة اآلخرين والسشتئذان عند الرغبة ‘ التدّخل‪.‬‬
‫‪ -‬تسشجيل م‪Ó‬حظاتك ومضشمون مداخلتك على ششكل رؤووسس أاق‪Ó‬م ‪ ،‬ضشمانا ل‪Ó‬ختصشار وال‪Î‬كيز والوضشوح‪.‬‬
‫‪ -‬عند اإلدلء برأاي جديد أاو تأاكيد رأاي سشابق أاو الرّد عليه يجب اللتزام ‪Ã‬ا يلي‪:‬‬
‫‪ -١‬التمهيد لعرضس الفكرة أاو الرأاي‪.‬‬
‫‪ -٢‬ششرحها‪.‬‬
‫‪ -٣‬دعمها بأادلة وبراه‪ Ú‬مختلفة‪.‬‬
‫‪ -٤‬الوصشول إا‪ ¤‬نتيجة أاو خ‪Ó‬صشة‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 142‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس السسادسس‬
‫‪§«£îàdG‬‬
‫‪ÆGôØdG äÉbhGC‬‬
‫إ‪Ÿ‬وضصوع ‪:‬‬
‫الوقت هو ا‪Ÿ‬ادة ا‪ÿ‬ام للحياة ‪ ،‬وأاوقات الفراغ جزء من حياتنا ‪ ،‬ينبغي أال نضشّيعها ‪ ،‬إال فيما يعود بالنفع‬
‫علينا وعلى أاوطاننا ‪.‬‬
‫قم بتصصميم تخطيط مفصصل للتعب‪ Ò‬التا‹ ‪.‬‬

‫إلتحرير ‪:‬‬
‫ننظر إا‪ ¤‬األششياء حولنا ‪ ،‬ف‪Ô‬ى فيها فئة جامدة ل حياة فيها ‪ ،‬وفئة فيها حياة ‪ ،‬تضشم النبات وا◊يوان‬
‫واإلنسشان‪ .‬فالفئة األو‪ ¤‬يظهر وجودها فيما –تله من حيز ‪ ،‬له أابعاد ث‪Ó‬ثة ‪ :‬هي الطول والعرضس والرتفاع ‪ ،‬أاما‬
‫الفئة الثانية‪ ،‬فيظهر وجودها بتلك األبعاد الث‪Ó‬ثة مضشافا إاليها بعد رابع هو الزمن ‪ ،‬فهي لها أاعمار ‪ ،‬لكل نبتة عمر‪،‬‬
‫ولكل حيوان عمر ‪ ،‬ولكل إانسشان عمر ‪ ،‬والعمر هو الزمن ‪ ،‬هو الوقت ‪ ،‬وإاذا انتهى وقت اإلنسشان ا‪Ÿ‬تمثل ‘ عمره زال‪،‬‬
‫وزالت معه األبعاد األخرى جميعها ‪ ،‬لذلك كان الوقت ا‪Ÿ‬ادة ا‪ÿ‬ام للحياة ‪ ،‬به تبدأا ا◊ياة ‪ ،‬وبه تنمو وتنششأا ‪ ،‬وبه‬
‫تنتهي ‪ ،‬وهو أاششبه ما يكون بتلك ا‪Ÿ‬ادة التي تصشنع منها األششياء ‪ ،‬يكيّفها الصشانع بيديه ا‪Ÿ‬اهرت‪ ، Ú‬فتتكون منها‬
‫‪Ó‬نسشان حاجاته ا◊يوية ‪.‬‬ ‫أاجسشام متعددة األششكال ‪ ،‬تلبّي ل إ‬
‫وا◊اجة ماسّشة إا‪ ¤‬العمل الدائب ما اسشتطاع اإلنسشان إا‪ ¤‬ذلك سشبي‪ Ó‬؛ ألن العمل الذي يحتلّ جزءا من‬
‫عمر اإلنسشان‪ ،‬هو الذي يكّون ا◊ياة بأاششكال مختلفة ‪ ،‬بحيث تكون هانئة سشعيدة ‪ ،‬وأاحيانا تعيسشة بائسشة ‪ ،‬وأاك‪Ì‬‬
‫هؤولء الذين يعيششون التعاسشة والبؤوسس ‪ ،‬هم من الذين اعتادوا هدر الوقت ‪ ،‬فيمّر بهم دون أان يسشعوا إا‪ ¤‬اسشتغ‪Ó‬له‪،‬‬
‫ب ا‪Ÿ‬اء بعيدا عن الزرع ‪ ،‬يصشّبه على الرمل الذي ل ‪Á‬سشك ماء ول‬ ‫وملئه بالعمل النافع ‪ ،‬وما أاششبههم بالذي يصش ّ‬

‫‪142‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 143‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫‪ ، Ó‬وما دام العمر ف‪Î‬ة محدودة ÷ميع الكائنات ا◊ية ‪ ،‬فوقت الفراغ هو جزء من ا◊ياة ‪ ،‬هو جزء من‬ ‫ينبت ك أ‬
‫حياتنا‪.‬‬
‫والذين اعتادوا ا‪ÿ‬مول والكسشل وال‪Ó‬مبالة ‪ ،‬ي‪Î‬كون أاوقات الفراغ “ّر هدرا ‪ ،‬دون اسشتغ‪Ó‬لها واإلفادة منها ‪ ،‬أاو‬
‫هم ‪Á‬لؤوونها بالتافه من العمل والتسشلية ‪ ،‬ول يح ّسشون بأانهم ينحرون أانفسشهم بهدرهم مادة ا◊ياة ‪ ،‬و‪Ÿ‬ا كان‬
‫ا‪Û‬تمع ‪ -‬راقيا كان أاو بدائيا ‪ ، -‬يقوم على أافراده ونششاطهم وعملهم ‪ ،‬فإان الذي يهدر الوقت يق‪Î‬ف خطأا بحق‬
‫›تمعه ‪ ،‬وبحق وطنه ‪ ،‬وبحق أامته ‪ ،‬وليسشت هذه دعوة إا‪ ¤‬ملء حياة الإنسشان با÷د ‪ ،‬بحيث ل يكون فيها فسشحة‬
‫للتسشلية وال‪Î‬ويح عن النفسس ‪ ،‬ل هي ليسشت كذلك ؛ ألن أاسشبق األ∙ ‘ مضشمار ا◊ضشارة والتقّدم ‪ ،‬تقيم وزنا للهو‬
‫والتسشلية ‪ ،‬ولكن با‪Ÿ‬قدار الذي يبعث النششاط ‘ ا÷سشد ا‪Ÿ‬تعب ‪ ،‬ول يضشّر باإلنتاج والعمل ‪ ،‬بل يح ّسشنه ويزيد فيه ‪،‬‬
‫ت ‪ ،‬وبذلك تكون ا◊ياة‬ ‫و‘ ذلك يقول رسشول الله ﷺ ‪ ' :‬رّوحوا القلوب سشاعة فسشاعة ‪ ،‬فإان القلوب إاذا كّلت عمي '‬
‫متوازنة ‪ ،‬ل يطغى فيها جانب على حسشاب جانب آاخر ‪ ،‬ول يأاخذ فيها الهزل حصشة العمل ا÷اد ‪.‬‬
‫‪ Ó‬وقت الفراغ بنافع ‪ ،‬وكل عمل ‪Á‬كن أان يكون نافعا ‪ ،‬ولكن‬ ‫واإلنسشان بعقله وتدب‪Ò‬ه ‪ ،‬يسشتطيع أان ‪ Á‬أ‬
‫‪Ó‬عمال ‪،‬‬ ‫األعمال تتفاوت ‘ مقادير نفعها ‪ ،‬ور‪Ã‬ا كان العمل ضشّره أاك‪ Ì‬من نفعه ‪ ،‬وهذا هو ا‪Ÿ‬قياسس الصشحيح ل أ‬
‫وألن ضشرر وقت الفراغ ‪Á‬كن أان يفسشد على اإلنسشان عمله ا÷ّيد ‪ ،‬ونفسشه وعقله ‪ ،‬ولذلك نرى الدول ا‪Ÿ‬تقدمة تسشعى‬
‫جاهدة ‪Ÿ‬لء أاوقات فراغ الششباب ‪Ã ،‬ا يعود عليهم بالنفع وعلى أاوطانهم ‪ ،‬حتى التسشلية ‪Á‬كن أان تكون ‪Ã‬مارسشة‬
‫‪Ó‬نسشان و›تمعه ‪ ،‬وحتى الرياضشة ‪Á‬كن أان تنّظم لتكون مظهرا من مظاهر‬ ‫هواية ‪ ،‬فتتحول حينئذ إا‪ ¤‬عمل نافع ل إ‬
‫‪ Ó‬بها الششباب وقت الفراغ ‪ ،‬ول يخفى علينا ما‬ ‫النششاط ‘ ا‪Û‬تمع ‪ ،‬ور‪Ã‬ا كانت القراءة أايسشر تلك الوسشائل التي ‪ Á‬أ‬
‫للقراءة من فوائد ‪ ،‬تعود على الفرد ‪ ،‬وتنعكسس على ا‪Û‬تمع ؛ ألن الششعب القارئ ششعب مثقف متعلم ‪ ،‬وهو أاقدر من‬
‫غ‪Ò‬ه على –قيق السشعادة ألفراده ‪ ،‬وأاقدر من غ‪Ò‬ه على –قيق السشعادة ألفراده ‪ ،‬وأاقدر من غ‪Ò‬ه على فهم‬
‫ا◊ياة‪ ،‬و–قيق الهدف منها ‪ ،‬ومن م‪Ó‬حظاتنا نرى أان أاك‪ Ì‬الناسس جه‪ Ó‬هم أاك‪Ì‬هم فراغا ‪ ‘ ،‬ح‪ Ú‬أان أاك‪Ì‬هم‬
‫علما هم أاك‪Ì‬هم عم‪ Ó‬وانششغال ‪.‬‬
‫إان العاقل إاذن أاقدر على ملء وقت الفراغ بنافع ‪ ،‬وأاجدر الناسس بأان يُصشنّف ‘ فئة العق‪Ó‬ء هم الششباب‬
‫ا‪Ÿ‬تعلّمون ؛ ألن اللوم يقع عليهم ‪ ،‬ول يقع على ا÷ه‪Ó‬ء ‪ ،‬فحاول ‪ -‬أايها الششاّب ‪ -‬أان ‪Œ‬عل من وقت الفراغ ثروة‬
‫تضشيف بها قوة إا‪ ¤‬قوتك ‪ ،‬ألنك لو أاهملتها كانت سشوسشا ينخر ‘ نفسشك وعقلك وسشعادتك ‪ .‬أاضشف إا‪ ¤‬قوتك قوة‬
‫باسشتغ‪Ó‬ل وقت الفراغ بنافع ‪ ،‬ولششك ينعكسس با‪ Òÿ‬على نفسشك أاول ‪ ،‬وعلى ›تمعك ثانيا ‪.‬‬
‫زهدي أإبو خليل ‪ /‬د‪ .‬نبيل خليل‬
‫لنشصاء‬
‫إ‪Ÿ‬رشصد ‘ كتابة إ إ‬
‫دإر أإسصامة للنشصر ‪ -‬عمان‬
‫ط‪١٩٩٥ ، ٢‬‬
‫صس‪١١٨-١١٥‬‬

‫‪143‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 144‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫الدرسس السسابع‬
‫‪äÉYɪàL’G ô°VÉfi‬‬
‫قسصم نظري‪:‬‬

‫الجتماعات من األنششطة ا‪Ÿ‬هّمة التي –تاجها ا‪Ÿ‬ؤوسشسشات والششركات والهيئات ا‪ı‬تلفة ‪ ،‬ولغنى عنها‬
‫إل‚از األعمال واتخاذ القرارات‪.‬‬
‫و‘ كل اجتماع من الجتماعات الرسشمّية لبّد من رئيسس ل‪Ó‬جتماع ‪ ،‬وأام‪ Ú‬للسشّر يدّون مادار ‘ الجتماع من‬
‫مداولت ‪ ،‬وما اتخذ فيه من قرارت‪ .‬ويسشّمى العمل الذي أا‚زه أام‪ Ú‬ال ّسشر 'محضشر اجتما'ع‪.‬‬

‫وينبغي أان يششتمل محضشر الجتماع على ما يلي‬


‫‪ -١‬بيان زمان عقد الجتماع ومكانه‪.‬‬
‫‪ -٢‬اسشم رئيسس الجتماع‪.‬‬
‫‪ -٣‬أاسشماء ا◊اضشرين وا÷هات التي ‪ّÁ‬ثلونها‪.‬‬
‫‪ -٤‬أاسشماء ا‪Ÿ‬عتذرين والغائب‪.Ú‬‬
‫‪ -٥‬جدول األعمال‪.‬‬
‫‪ -٦‬مختصشر للمداولت وما قّدم من اق‪Î‬حات‪.‬‬
‫‪ -٧‬نصس مششاريع القرارات‪.‬‬
‫‪ -٨‬وقت انتهاء الجتماع ‪ ،‬وموعد الجتماع التا‹‪.‬‬

‫قسصم تطبيقي‪:‬‬

‫على فرضس أاّنك أام‪ Ú‬سشّر إاحدى جماعات النششاط با‪Ÿ‬درسشة ‪ ،‬قم بكتابة محضشر أاحد اجتماعاتها متّبعا ا‪ÿ‬طوات‬
‫السشابقة ووفق النموذج التا‹‪:‬‬

‫‪144‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 145‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

‫بسصم الله الرحمن الرحيم‬

‫عقدت ÷نة ‪ .................‬اجتماعها (األّول ‪ ‘ )........‬السصاعة ‪ ................................‬من‬


‫يوم‪ ...................‬ا‪Ÿ‬وافق ‪ ، ................................... ‘ ...................‬وقد ترأاسص‬
‫الجتماع(اسصم رئيسص الجتماع)‪.............................................................‬‬
‫‪ ................................................‬واعتذر عن الجتماع‪:‬‬
‫‪ ...........................................................................‬وغاب عن الجتماع‪:‬‬
‫‪..........................................................................................‬وقد‬
‫ناقشص ا‪Û‬تمعون موضصوعات جدول األعمال التالية‪:‬‬
‫‪..............................................................................................١‬‬
‫‪............................................................................................. ٢‬‬
‫‪..............................................................................................٣‬‬
‫واتخذوا بشصأانها القرارات التالية‪:‬‬
‫‪............................................................................................. ١‬‬
‫‪..............................................................................................٢‬‬
‫‪..............................................................................................٣‬‬
‫وانتهى الجتماع السصاعة ‪ ......................‬على أان يعقد الجتماع (الثا‪ ‘ ).... Ê‬السصاعة‬
‫‪ ........................‬من يوم ‪ ...................‬ا‪Ÿ‬وافق ‪‘ ......................................‬‬
‫‪................................‬‬

‫‪145‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 146‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫الدرسس الثامن‬
‫‪áæ`gÈdG‬‬
‫‪¿ÉªY ‘ πÑ≤à°ùŸG äÉfÉgQ‬‬
‫إ‪Ÿ‬وضصوع‪:‬‬

‫''إإننا نؤؤمن بأاّن إ‪Ÿ‬سستقبل أإمام إألجيال يـكمن ‘ إلرتباط بهذه إألرضض إلطيبة ‪ ،‬وإلعتزإز‬
‫بتقاليد إآلباء وإألجدإد ‘ تقديسض إلعمل ‪ ،‬وبذل إ÷هد وإلعرق لسستغ‪Ó‬ل إ‪Ÿ‬ؤإرد إلطبيعية‬
‫‘ ب‪Ó‬دنا'' (@)‬

‫برهن على صصحّة هذا الرأاي بأادّلة مقنعة من الواقع العما‪Ê‬‬

‫@ من خطاب ÷‪Ó‬لة السصلطان قابوسص بن سصعيد ‪Ã‬ناسصبة العيد التاسصع عشصر ا‪Û‬يد‪١٩٨٩/١١/١٨ :‬م‪.‬‬

‫‪146‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


‫‪MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 147‬‬

‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬


‫فهم إ‪Ÿ‬وضصوع‪:‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬عطى‪ - :‬مسصتقبل األجيال يكمن ‘‪:‬‬
‫‪ -‬الرتباط بالوطن‪.‬‬
‫‪ -‬تقديسس العمل‪.‬‬
‫‪ -‬بذل ا÷هد لسشتغ‪Ó‬ل ا‪Ÿ‬وارد الطبيعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ا‪Ÿ‬طلوب‪:‬‬
‫‪ -‬ال‪È‬هنة على صشّحة الرأاي السشابق بأادلّة من الواقع‪.‬‬

‫إلتخطيط‪:‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬قدمة‪:‬‬
‫‪ -١‬مقّدمة عامة‪ :‬نهضشة األ∙ مرتبطة بالعمل باعتباره قيمة إانسشانية تضشمن مسشتقبل الششعوب‪.‬‬
‫‪ -٢‬مقّدمة خاصشة‪ :‬مسشتقبل أامّتنا يكمن ‘ ارتباطنا بوطننا واعتزازنا بالتقاليد ‘ تقديسس العمل‪ ،‬وبذل‬
‫جهودنا لسشتغ‪Ó‬ل ا‪Ÿ‬وارد الطبيعية ‘ ب‪Ó‬دنا‪.‬‬
‫‪-٣‬طرح اإلششكاليّة‪:‬‬
‫‪ -‬كيف ‪Á‬ثل الرتباط باألرضس‪ ،‬وتقديسس العمل‪ ،‬واسشتغ‪Ó‬ل ا‪Ÿ‬وارد الطبيعية ضشمانا للمسشتقبل أامام األجيال؟‬
‫‪ -‬ما األدلّة التي تؤوّيد هذا التوجّه؟‬
‫ب‪ -‬ا÷وهر‪:‬‬
‫‪ -١‬الرتباط باألرضس‪:‬‬
‫‪ -٢‬الششعور بالنتماء إا‪ ¤‬عمان والعمل من أاجل نهضشتها‪.‬‬
‫‪ -٣‬العتزاز بتقاليد اآلباء واألجداد ‘ تقديسس العمل (صشناعة السشفن ‪ ،‬الغوصس ‪ ،‬الصشيد ‪ .‬الزراعة ‪)....‬‬
‫ب العما‪ Ê‬للعمل‪.‬‬‫تقاليد عريقة ونهضشة ع‪ È‬العصشور سشببها ح ّ‬
‫‪ -٤‬اسشتغ‪Ó‬ل ا‪Ÿ‬وارد الطبيعية‪( :‬ا‪Ÿ‬عادن ‪ ،‬النفط ‪ ،‬ال‪Ì‬وات البحرية ‪ ،‬السشياحة ‪).....‬‬
‫ج‪ -‬ا‪ÿ‬ا“ة‪:‬‬
‫‪ -‬مسشتقبل األجيال ‘ عمان مرتبط بحبّهم لوطنهم وتقديسس قيمة العمل‪.‬‬

‫إلتكليف‪:‬‬
‫حّرر ‪ ،‬بالسشتناد إا‪ ¤‬التخطيط ا‪Ÿ‬ق‪Î‬ح ‪،‬‬
‫تعب‪Ò‬ا ت‪È‬هن فيه على صشّحة الرأاي ا‪Ÿ‬ذكور ‪،‬‬
‫بلغة سشليمة وأادّلة من الواقع‪.‬‬

‫‪147‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤونـ ـ ـسص‬


MONES 12 P2:Layout 1 11/2/14 1:22 PM Page 148

afidni.com ‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‬


‫ﻣوﻗﻊ أﻓدﻧﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ‪afidni.com‬‬

You might also like