You are on page 1of 114

‫جامعة العريب التبسي –تبسة‪-‬‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم احلقوق‬

‫عقد اإلمتياز‬
‫"اإلمتياز الفالحي منوذجا"‬
‫مذكرة مقدمة يف إطار نيل شهادة املاسرت يف احلقوق‬
‫ختصص‪ :‬قانون إداري‬
‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫حمرز مربوكة‬ ‫بولعراس رمزي‬
‫غريب عبد املعز‬
‫جلنة املناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫اإلسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ حماضر –ب‪-‬‬ ‫جنة عبد هللا‬

‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ مساعدة –أ‪-‬‬ ‫حمرز مربوكة‬

‫مناقشا‬ ‫أستاذ حماضر –ب‪-‬‬ ‫قادري طارق‬

‫السنة اجلامعية‪:‬‬
‫‪0202/0202‬‬
‫شكر وعرف ان‬

‫في البداية الشكر والحمد هلل جل في عاله ف إليه ينسب الفضل كله في إكمال‬
‫هذا العمل –والكمال يبقى هلل وحده‪-‬‬

‫نتقدم بالشكر والعرف ان إلى استاذتنا الف اضلة محرز مبروكة التي كانت‬
‫اختا لنا قبل أن تكون معلمة على مجهوداتها التي بذلتها معنا طيلة فترة‬
‫إنجاز هذا البحث‪ ،‬كما أقدر صبرها وتفهمها‪ ،‬أطال هللا عمرها وجازاها عن‬
‫ذلك خيرا‪.‬‬

‫كما نتقدم بعبارات اإلحترام واإلمتنان إلى أعضاء اللجنة الموقرة على رأسها‬
‫األستاذ المحترم جنة عبد هللا ‪ ،‬كما نشكر أيضا األستاذ المحترم ق ادري طارق‬
‫على قبوله مناقش هذه المذكرة‪.‬‬

‫في األخير نشكر كل أساتذة قسم الحقوق بجامعة العربي التبسي على ما‬
‫قدموه لنا طيلة فترة تكويننا‪ ،‬وعلى صبرهم معنا هذه السنوات‪ ،‬ألف شكر‬
‫وتقدير وإحترام اليكم اساتذتنا كل بإسمه وصفته‬

‫كما نشكر السيد مرحباوي عمار رئيس مكتب العقود اإلدارية بمديرية‬
‫أمالك الدولة لوالية تبسة على حسن إستقباله وحف اوة صدره وإعطائنا الوثائق‬
‫الالزمة إلتمام هذه الدراسة‬

‫اإلهداء‬
‫اىل قدويت يف هذه احلياة والدي العظيم "عز الدين"‪ ،‬إىل روح والديت الطاهرة "العالية" رمحها هللا‬
‫وأسكنها فسيح جناته‪ ،‬اىل سندي يف هذه الدنيا إخويت "هدى نزيهة شريفة عمارة بسام نبيل"‬
‫حفظهم هللا‪.‬‬

‫إىل املوح بورزق‬

‫إىل كل أصداقي كل بصفته قبل إمسه‬

‫أهدي عملي هذا لكم مجيعا‬

‫بولعراس رمزي‬
‫اإلهداء‬
‫احلمد هلل ريب والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني أهدي هذا العمل املتواضع إىل‪:‬‬

‫جدي وجديت أمدمها هللا ابلصحة والعمر الطويل‬

‫أمي احلبيبة اليت كانت السند و الرفيق طيلة مسرييت الدراسية‬

‫أيب العزيز الذي يعد صاحب الفضل بعد هللا سبحانه وتعاىل يف وصويل إىل هذه املرتبة‬

‫إخويت وكل أصدقائي والطلبة بال استثناء‬

‫أساتذة احلقوق جبامعة تبسة الذين انتفعت بعلمهم‬

‫ويف األخري أرجو من هللا أن يكون هذا العمل املتواضع نفعا‬

‫يستفاد منه ‪.‬‬

‫غريب عبد املعز‪.‬‬


‫قائمة املختصرات‬

‫أوال‪ /‬ابللةة العربية‪:‬‬

‫جريدة رمسية عدد‪.‬‬ ‫‪ -‬جرع‪:‬‬


‫طبعة‪.‬‬ ‫‪ -‬ط‪:‬‬
‫صفحة‪.‬‬ ‫‪ -‬ص‪:‬‬
‫قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬ ‫‪-‬قأمأ‪:‬‬
‫جزء‬ ‫‪ -‬ج‪:‬‬

‫اثنيا‪ /‬ابللةة الفرنسية‪:‬‬

‫‪-p:‬‬ ‫‪page‬‬

‫‪- art:‬‬ ‫‪Article‬‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫لقد مر العقار الفالحي يف اجلزائر بعدة مراحل فإابن االستعمار الفرنسي مت نزع األراضي من مالكها‬
‫اجلزائريني ومت منحها للمعمرين ليقوموا ابستغالهلا وفق القوانني الفرنسية‪ ،‬ومبوجب ذلك أصبحت األراضي‬
‫اجلزائرية اتبعة للدولة الفرنسية‪ ،‬وبعد احلصول على االستقالل سنة ‪ 2691‬وجدت اجلزائر نفسها أمام قوانني‬
‫فرنسية تنظم وحتكم األراضي اجلزائرية خاصة بعد هجر املعمرين هلا وعودهتم لفرنسا مما جعل املشرع اجلزائري‬
‫جمربا على إصدار قوانني جزائرية وابللغة العربية وقد كان ذلك ابلفعل‪ ،‬حيث مت إصدار املرسوم ‪ 69/96‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 11‬مارس ‪ 2696‬املتضمن تنظيم اإلستغالالت الفالحية الشاغرة ‪،1‬ليكون هو أول نص توىل تنظيم‬
‫العقار الفالحي يف اجلزائر املستقلة‪.‬‬
‫لكنه مل يعمر طويال بسبب أن الدولة كانت تتدخل بشكل مباشر يف كل مايتعلق بتنظيم وتسيري األراضي‬
‫الفالحية ابإلضافة اىل أن هذا املرسوم مل يكن له جناعة على الصعيد اإلجتماعي واإلقتصادي مما أدى إىل‬
‫إلغائه‪ ،‬وإصدار أطار قانوين أخر منظم للعقار الفالحي والذي متثل يف األمر ‪ 996/96‬املؤرخ يف ‪ 63‬ديسمرب‬
‫‪ 2696‬واملتضمن التسيري الذايت للفالحة‪ ،2‬حيث مت مبوجبه منح األراضي دون مقابل جملموعة من العمال‬
‫لكي ينتفعوا هبا وهذا ملدة معينة مما شكل نقلة نوعية حيث أصبح إبمكان هؤالء العمال اإلستفادة جبزء مما‬
‫تنتجه هذه األراضي‪ ،‬ونص هذا األمر أيضا على أنه ال جيوز هلؤالء العمال متلك هذه األراضي والتصرف فيها‬
‫كما ال جيوز هلم استغالهلا إال بشكل مجاعي‪ ،‬وقد مت اعتبار هذا النوع من التسيري تسيريا فاشال وغري مالئم ملا‬
‫كانت تقتضيه تلك الفرتة خاصة وأن األمر ‪ 996/96‬كان يسري أيضا على بعض املعمرين الفرنسيني الذين‬
‫مل يغادروا اجلزائر مما استدعى حتمية إلغاء هذا األمر‪ ،‬حيث قام املشرع اجلزائري ابلغائه سنة ‪.2692‬‬
‫ولقد حاول املشرع معاجلة نقائص األمر ‪ 996/96‬إبصدار األمر ‪ 96/92‬املؤرخ يف ‪ 36‬نوفمرب‬
‫‪ ،2692‬املتعلق ابلثورة الزراعية‪ ،3‬وقد عهدت مبوجبه الدولة مبنح األراضي للفالحني دون مقابل ليقوموا‬
‫إبستغالهلا بشكل مجاعي وقد أطلق عل يه اسم التعاونيات الفالحية وقد كان اهلدف من هذا األمر هو القيام‬
‫بتجميع خمتلف العقارات الفالحية لتصبح ملكا للدولة‪ ،‬لكن وكسابقيه فشل هذا النوع من انواع التسيري‪ ،‬إذ مل‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم ‪ 59/36‬المتضمن تنظيم اإلستغالالت الفالحية الشاغرة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ ، 3536‬ج ر ع ‪،31‬‬
‫الصادرة في سنة ‪.3536‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر ‪ 396/36‬المتضمن التسيير الذاتي للفالحة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 63‬ديسمبر ‪ ،3536‬ج ر ع‪39‬الصادرة في‬
‫سنة‪ ،3535‬ص ‪.391‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر ‪ 16/13‬المتعلق بالثورة الزراعية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 23‬رمضان عام ‪ 3653‬الموافق لـ ـ ‪ 36‬نوفمبر ‪ ،3513‬ج ر ع‬
‫‪ 51‬الصادر في ‪ 32‬شوال ‪ 3653‬الموافق ل ـ ‪ 63‬نوفمبر ‪ ،3513‬ص ‪.3312‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫حيقق النتائج اإلجتماعية واإلقتصادية اليت كانت مرجوة منه وقد استمر العمل به حىت سنة ‪2669‬اليت مت فيها‬
‫إصدار القانون ‪ 26/69‬املؤرخ يف ‪ 36‬ديسمرب ‪ ،2669‬املتعلق بكيفية ضبط األراضي الفالحية التابعة‬
‫لألمالك الوطنية واحملدد حلقوق املنتجني وواجباهتم‪.1‬‬
‫وميكن اعتبار القانون ‪ 26/69‬من أحد أهم القوانني اليت تولت تنظيم العقار الفالحي يف اجلزائر منذ‬
‫اإلستقالل‪ ،‬وق د أطلق عليه أيضا اسم قانون املستثمرات الفالحية وقد كان هدف املشرع اجلزائري من أصدار‬
‫هذا القانون هو ضمان اإلستغالل األفضل لألراضي الفالحية‪ ،‬وكذلك رفع اإلنتاج الفالحي وتلبية خمتلف‬
‫حاجيات السكان وكذا تطوير اإلقتصاد الوطين‪ ،‬وقد مت مبوجب هذا القانون منح حق اإلنتفاع الدائم بكل‬
‫األراضي اليت تتكون منها املستثمرة الفالحية للفالحني‪ ،‬لكن ما مت تسجيله على أرض الواقع كان عكس ذلك‬
‫متاما حيث أن معظم الفالحني قاموا إبمهال األراضي اليت منحت هلم وكذلك اساؤوا استغالهلا‪.‬‬
‫ووهبدف معاجل االوضاع اليت نتجة عن القانون ‪ 26/69‬مت إصدار القانون ‪ 29/36‬املؤرخ يف ‪ 36‬أوت‬
‫‪ ،1336‬املتضمن التوجيه الفالحي‪ ،2‬حيث حاول املشرع من خالله تدارك األخطاء اليت تضمنتها القوانني‬
‫السابقة ولعل أبرز شيء جاء به هذا القانون هو أنه تبىن اإلمتياز ليكون النمط اجلديد الذي يتم وفقه إستغالل‬
‫األراضي الفالحية‪ ،‬وهو ما مل يتم النص عليه سابقا‪ ،‬مث تبعه القانون ‪ 36/23‬املؤرخ يف ‪ 29‬اوت ‪،1323‬‬
‫احملدد لشروط وكيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‪ ،3‬وقد كان مقصد املشرع‬
‫من وراء إصدار هذا القانون هو منح محاية أكثر لألراضي الفالحية وذلك إبقرار اإلمتياز كنمط إلستغالل هذه‬
‫األراضي‪ ،‬هذا القانون االخري الذي سوف تتمحور حول نصوص هذه الدراسة‪.‬‬
‫ويعترب عقد االمتياز واحدا من أهم العقود وقد أزداد التعامل به انطالقا من القرن التاسع عشر حني كانت‬
‫الدول تعمل على إنشاء املرافق وتطوير البنية التحتية من خالل تشييد األنفاق وخطوط السكك احلديدية‬
‫وشبكات توزيع الكهرابء واملاء‪ ،‬ومل يعد مقتصرا على هذه اجملاالت فقط بل تعداها ليصل للمجال الفالحي‬
‫وخاصة املستعمرات اليت كانت حتت السيطرة الفرنسية كاجلزائر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القانون ‪ 35/61‬المتعلق بكيفية ضبط األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية والمحدد لحقوق المنتجين وواجباتهم‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪ 36‬ديسمبر ‪ ،3561‬ج ر ع ‪ 50‬الصادرة بتاريخ‪ 36‬ديسمبر ‪3561‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون ‪ 33/36‬المتضمن التوجيه الفالحي‪ ،‬المؤرخ في ‪ 36‬أوت ‪ ،2336‬ج ر ع ‪ 13‬الصادرة في ‪ 33‬اوت ‪2336‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون ‪ 36/33‬المحدد لشروط وكيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪ ،‬المؤرخ في ‪39‬‬
‫اوت ‪ ،2333‬ج ر ع‪ 13‬الصادر في ‪ 36‬اوت ‪2333‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫وتعد عقود االمتياز أحد األمناط اليت انتهجتها الدولة للعمل على تطوير االستثمار وتشجيعه كونه يعترب‬
‫ركيزة أساسية للنهوض ابالقتصاد الوطين وفتح جمال االستثمار للخواص‪ ،‬خاصة يف اجملال الفالحي والذي ابت‬
‫واحد من أهم اجملاالت احليوية اليت تلعب دورا يف حتريك عجلة التنمية االقتصادية‪ ،‬لذا أولت الدولة عناية‬
‫خاصة ابلعقار الفالحي من خالل إصدار نص خاص يؤاطر عقد االمتياز الفالحي‪ ،‬كل هذا سعيا منها على‬
‫االرتقاء به وتشجيع االستثمار فيه نظرا للطبيعة القانونية اليت يتميز هبا كونه قابل للتملك والتصرف ‪.‬‬
‫أمهيّة الدراسة‪:‬‬
‫تكتسب هذه الدراسة أمهيتها النظرية والعمليّة يف تناوهلا لعقد اإلمتياز وابألخص اإلمتياز الفالحي‪ ،‬يف أن‬
‫عقد اإلمتياز أصبح وسيلة إلستغالل وتسيري األمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬فاإلمتياز الفالحي مينح لتسيري األراضي‬
‫الفالحية اليت ال ميكن اإلستغناء عنها يف وقتنا احلايل‪ ،‬كما أصبح ضمانة يتم من خالهلا محاية خمتلف العقارات‬
‫الفالحية من االعتداء خاصة مبوجب احليازة الغري قانونية‪ ،‬وذلك مبنح هذا العقد للمستثمرين من أجل حتسني‬
‫وتدعيم االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل أن عقد االمتياز هو النمط الذي مت من خالله التخلي عن فكرة اإلنتفاع الدائم وتبين فكرة‬
‫اإلستغالل املؤقت‪ ،‬مع اإلشارة إىل كيفية معاجلة املشرع هلذا العقد‪ ،‬حيث سوف يتم التطرق ملختلق القوانني‬
‫اليت أطارت هذا النوع من العقود اإلدارية املتميزة خاصة يف اجملال الفالحي‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية فأمهية هذه الدراسة تنصب مباشرة على معرفة اإلجراءات والشروط املعتمدة‬
‫لالستفادة من هذا النوع من العقود واالمتيازات الفالحية‪ ،‬واليت اعتمادة يف األساس هبدف توسيع االستثمار‬
‫الفالحي واستغالل اجليد لألراضي الفالحية املهملة‪.‬‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫منها ما هو ذايت ويكمن يف الرغبة يف تقوية املعارف العلمية والرفع منها للتحكم يف أحد جوانب الدراسة‬
‫األكادمييّة‪ ،‬خاصة منها جمال التخصص‪ ،‬ابإلضافة لرغبتنا يف االهتمام بعقد االمتياز الفالحي لكونه اإلمتياز‬
‫األكثر إنتشارا يف واليتنا إبعتبارها منطقة فالحية‪.‬‬
‫موضوع عقد االمتياز الفالحي أقتصر على‬
‫ِ‬ ‫ّأما األسباب املوضوعية‪ ،‬فتعود إىل أ ّن اغلب ما كتب يف‬
‫ِ‬
‫اجلانب التشريعي‪ ،‬دون التطرق للجانب التطبيقي وامليداين‪ ،‬وخاصة أن عقد اإلمتياز يعد حديث نسبيا يف‬
‫اعتماده كنمط إلستغالل وتسيري األمالك اخلاصة التابعة للدولة‪ ،‬هذه احلداثة اليت تثريه نوع من إشكاليات‬
‫قانونية ابعتبار أن اجلزائر قد تبنت منط االمتياز ليكون وسيلة جديدة الستغالل األراضي الفالحية‪ ،‬واليت‬
‫تستوجب الرتكيز على دراسة عقد االمتياز الفالحي كوسيلة تسيري مؤقتة لألراضي الفالحية يف اجلزائر‪ ،‬مع‬

‫ج‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫دراسة أهم القوانني والنصوص التشريعية والتنفيذية املتعلقة هبذا النوع من العقود خاصة القانون ‪36-23‬‬
‫احملدد لشروط وكيفيات إستغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‪.‬‬
‫هذا األمر جيعل املوضوع حيتاج إىل در ٍ‬
‫اسة قانونية‪ ،‬تطبيقية عملية‪ ،‬وأكثر عمقاً‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫اثنية فإ ّن االهتمام بعقد االمتياز الفالحي الذي ابت حمل اهتمام الدولة اجلزائرية على مجي ِع األصعدة‪ ،‬محاية‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬واالقتصادية من خالل التنمية الفالحية وحتقيق االكتفاء‬
‫ني االنتاج الفالحي الوطين‪ ،‬وهذا كله يقود‬ ‫الذايت الغذائي‪ ،‬حنو االجتاه إىل توسيع االستثمار الفالحي وحتس ِ‬
‫إىل ٍ‬
‫نقطة أساسية وجوهرية يف هذا املوضوع‪ ،‬أال وهي‪:‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ماهو دور عقد اإلمتياز يف إستةالل وحتسني االستثمار العقار الفالحي ؟‪.‬‬
‫وإ ّن البحث يف هذه اإلشكالية‪ ،‬يهدف إىل‪:‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫منها ما هي علمية‪ ،‬وذلك ابإلسهام جبهد علمي تراكمي يف إثراء املكتبة القانونية من خالل ما مت التوصل‬
‫بشكل تفصيلي‪ ،‬وفق قوانني صدرت‬‫ٍ‬ ‫إليه‪ ،‬على أساس أ ّن هذا املوضوع سيتم معاجلته من النّ ِ‬
‫احية القانونية‬
‫حديثا من ِ‬
‫خالل الرتكي ِز على القانون ‪36-23‬‬

‫ّأما األهداف العمليّة فتكمن يف الوصول إىل حتديد اجلهود املبذولة من طرف الدولة اجلزائرية‪ ،‬و الوزارة‬
‫املكلفة بقطاع الفالحة حلماية العقار الفالحي‪ ،‬من خالل اإلطار التشريعي الوطين املنظم للعقار الفالحي‬
‫وحتديد دور عقد اإلمتي از يف تسيري وإستغالل األمالك اخلاصة التايعة للدولة ‪ ،‬وذلك إببراز األمهية اليت ابت‬
‫يتمتع هبا العقار الفالحي إبعتباره ركيزة للنهوض ابإلقتصاد الوطين‪ ،‬وكذلك التوصل ملعرفة الوسيلة والنمط‬
‫األفضل واألجنع لتسيري األراضي الفالحية واحلصول على النتائج اإلقتصادية واإلجتماعية اليت كان يهدف هلا‬
‫املشرع اجلزائري من خالل إنتهاجه هلذا النمط من التسيري‪ ،‬كل هذا مع إستظهار العناصر واألركان اخلاصة‬
‫بعقد اإلمتياز وذلك من خالل توظيف منوذج لعقد إمتياز فالحي‪.‬‬
‫إ ّن الوصول إىل هذه األهداف تقتضي اإلحتكام إىل مناهج البحث العلمي‪ ،‬حيث مت االعتماد يف هذه‬
‫الدراسة على‪:‬‬
‫املنهج املتبع‪:‬‬
‫ِ‬
‫تشخيص وحتديد إطار هذه الدراسة‬ ‫هتدف إىل‬
‫ُ‬ ‫تَع ُّد هذه الدراسة من الدر ِ‬
‫اسات الوصفية التحليلية اليت‬ ‫َ‬
‫بكل معطياهتا بداية بتحديد مفهوم عقد االمتياز‪ ،‬وخصائصه ونطاق تطبيقه‪ ،‬ومتييزه عن أساليب التسيري‬
‫األخرى‪ ،‬فقد استخدام يف كل هذا املنهج الوصفي الذي يعد الوسيلة األكثر تعبرياً ووصفاً لتحيد خمتلف‬

‫د‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫املفاهيم والتعريفات والشروط واألركان واخلصائص املرتبطة بعقد االمتياز بشكل عام وكذا اإلمتياز الفالحي‬
‫بشكل خاص‪.‬‬
‫واملنهج التحليلي من خالل حتليل النصوص التشريعية اخلاصة هبذا املوضوع خاصة نص القانون ‪،36-23‬‬
‫وعرض تطبيقاته‪ ،‬وإ ّن اختيار هذه املناهج‪ -‬الوصفي التحليلي‪ ،‬واالستعانة ابملنهج التارخيي‪ -‬كان انبعاً من‬
‫االعتماد على‪:‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫إ ّن الضرورة املوضوعية والعلمية واملنهجية تفرض على الباحثِ يف أي جمال أ ّن حياول التحقيق والتقصي فيما‬
‫كتب خبصوص موضوع البحث‪ ،‬مقاالت‪ ،‬دراسات‪ ،‬رسائل جامعية و كتب‪...‬اخل‪.‬‬
‫بناءاً على ذلك‪ ،‬مت اإلطَالع على ِ‬
‫بعض الدراسات السابقة فمنها ماتناول عقد االمتياز ‪ ،‬والعقار الفالحي‬
‫عموما‪ ،‬وأخرى تناولت جوانب معيّنة من املوضوع‪ ،‬النظام القانوين لعقد االمتياز‪ ،‬كإجراءات استغالل العقار‬
‫الفالحي‪ ،‬منها على سبيل املثال وليس احلصر و بشيء من اإلجياز‪:‬‬
‫‪-2‬أطروحة دكتوراه يف القانون مقدمة يف كلية احلقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو بعنوان "عقد‬
‫اإلمتياز اإلداري يف اجلزائر" من إعداد الطالبة أكلي نعيمة‪ ،1326 -1329 ،‬تطرقت هذه الدراسة اىل‬
‫عقد اإلمتياز اإلداري كإطار ملشاركة القطاع اخلاص للعام يف تسيري األمالك الوطنية والتطرق اىل الطبيعة‬
‫القانونية لعقد اإلمتياز اإلداري‪ ،‬وعقد اإلمتياز اإلداري كنمط قانوين حصري الستغالل األراضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة‪ ،‬كما تطرقت أيضا اىل فعالية اإلمتياز اإلداري كآلية لتسسري وإستغالل أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬حيث مت دراسة السياسات التدعيمية بني الواقع ومتطلبات إصالح عقد اإلمتياز اإلداري كطريقة‬
‫لتسيري املرفق العام‪ ،‬وعقد اإلمتياز كنمط مفروض إلستغالل األراضي التابعة لألمالك اخلاصة للدولة وواقع غري‬
‫مستقر‪.‬‬
‫‪-1‬مذكرة ماسرت يف القانون العقاري‪ ،‬مقدمة يف كلية احلقوق‪ ،‬جامعة زاين عشور اجللفة بعنوان "إستةالل‬
‫العقار الفالحي عن طريق عقد اإلمتياز" من إعداد الطالب جوابلية نور الدين سنة ‪1329-1322‬‬
‫حاولت هذه الدراسة اإلجابة عن اإلشكالية التالية "ما مدى جناعة عقد اإلمتياز كآلية إلستغالل العقار‬
‫الفالحي؟" ‪ ،‬من خالل التطرقت هذه الدراسة اىل العقار الفالحي القابل لإلستغالل بعقد اإلمتياز واهليئات‬
‫املتداخلة يف منح عقد اإلمتياز‪ ،‬مث تطرقت اىل النظام القانونية لعقد اإلمتياز وآاثره‪.‬‬

‫ه‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫‪-6‬مذكرة ماسرت يف القانون اإلداري‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة دمحم خيضر بسكرة بعنوان "النظام القانوين لعقد‬
‫اإلمتياز يف التشريع اجلزائري" من إعداد الطالبة بن حمياوي سارة ‪ 1322-1326،‬حاولت هذه الدراسة‬
‫اإلجابة على اإلشكالية التالية " ما مدى فعالية النصوص القانونية الضابطة لعقد اإلمتياز كأسلوب لتسري‬
‫املرافق العامة يف اجلزائر مبا حيقق املصلحة العامة ألفراد اجملتمع؟"‪ ،‬حيث تطرقت الدراسة اىل ماهية عقد‬
‫اإلمتياز‪ ،‬وتكوين عقد اإلمتياز وااثره وهنايته‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬فإ ّن اعتماد هذه املناهج بعينها –الوصفي التحليلي‪ ، -‬والدراسات السابقة هلذا‬
‫ِ‬
‫الصعوابت‬ ‫املوضوع‪ ،‬كان من ِ‬
‫أجل إحداث تكامل وترابط بني خمتلف أجزاء الدراسة اليت ليست هي مبنأى عن‬
‫اليت متثلت أساس يف‪:‬‬
‫الصعوابت‪:‬‬
‫أمرا طبيعياً أ ْن تواجهنا بعضاً منها‪ ،‬وجتلت هذه‬
‫كون أن إعداد أي حبث ال خيلو من الصعوابت‪ ،‬فكان ً‬
‫العراقيل يف معظمها يف كثرة األطروحات واملذكرات اليت تناولت موضوع عقد اإلمتياز الفالحي‪ ،‬مع عدم‬
‫ال قدرة على االطالع عليها كلها واالستفادة منها على وجه صحيح وذلك لضيق الوقت املمنوح لنا لتحضري‬
‫هذه املذكرة‪ ،‬مع صعوبة احلصول على الواثئق اإلدارية املختلفة اليت تواطر عملية منح عقد االمتياز الفالحي‬
‫على مستوى اإلدارات املكلفة بذلك‪ ،‬الشئ الذي كان سوف يفيدان يف حتديد نسبة استفادة من منح عقود‬
‫االمتياز الفالحي على مستوى والية تبسة لتكون منوذج ميداين لدراستنا‪.‬‬
‫ِ‬
‫البحث‬ ‫ِ‬
‫أساليب‬ ‫وأتسيساً على ماسبق‪ ،‬ويف إطار اإلجابة على اإلشكالية املطروحة‪ ،‬مت االعتماد على‬
‫ِ‬
‫اجملهول‪ ،‬عرب خطة ترسم‬ ‫ِ‬
‫للكشف عن‬ ‫اجلزء‪ ،‬ومن امل ِ‬
‫علوم‬ ‫الكل إىل ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلاص ومن ِ‬ ‫العلمي اليت تنتقل من ِ‬
‫العام إىل‬
‫ِ‬
‫التساؤالت الفرعية‪ :‬فما هو مفهوم عقد االمتياز؟‪ ،‬وما هي شروط منح عقد االمتياز؟‪ ،‬وما‬ ‫معاملها مجلة من‬
‫هي أاثرها وكيفية هنايته؟‪ ،‬وما هو مفهوم عقد االمتياز الفالحي؟‪ ،‬وكيف أطار القانون ‪ 36-23‬ع الظاهر‬
‫موضوع املكانة السياسية للمرأة يف القانون الدويل والتشريع‬
‫ِ‬ ‫من هذه التساؤالت الفرعية أ ّن منهجية البحث يف‬
‫اجلزائري‪ ،‬تستلزم تقسيم حماور املوضوع إىل‪:‬‬

‫و‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫حماور الدراسة‪:‬‬
‫مت تقسيم حماور املوضوع إىل فصلني‪ ،‬تسبقها مقدمة تتضمن اإلطار املنهجي العام‪ ،‬وتعقبها خامتة تتضمن‬
‫أهم نتائج الدراسة واقرتاحاهتا‪ ،‬وذلك على النحو التايل‪:‬‬
‫مقدمــة‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عقد اإلمتياز‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم عقد اإلمتياز‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف عقد اإلمتياز‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عقد اإلمتياز ونطاق تطبيقه‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬متييز عقد اإلمتياز عن اساليب التسيري األخرى‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬منح عقد اإلمتياز‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬موضوع عقد اإلمتياز‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬شروط منح عقد اإلمتياز‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تكوين عقد اإلمتياز اإلداري‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬ااثر عقد االمتياز وهنايته‪.‬‬
‫املطلب االول‪ :‬تنفيذ عقد االمتياز‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اهناء عقد االمتياز‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املنازعات املتعلقة بعقد األمتياز‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‪.‬‬
‫املبحث االول‪ :‬مفهوم عقد االمتياز الفالحي‪.‬‬
‫املطلب االول‪ :‬تعريف حق االمتياز الفالحي‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اركان عقد االمتياز الفالحي‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬خصائص عقد االمتياز الفالحي‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬عقد االمتياز الفالحي يف ظل القانون ‪.20-22‬‬
‫املطلب االول‪ :‬منح عقد االمتياز الفالحي‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬إنتهاء عقد االمتياز الفالحي‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املنازعات املتعلقة بعقد االمتياز الفالحي‪.‬‬

‫ز‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬حتليل منوذج عقد امتياز فالحي‪.‬‬


‫املطلب االول‪ :‬حتديد اطراف واركان‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عقد االمتياز امللحق‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬دفرت شروط العقد‪.‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪.‬‬

‫ح‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫عقد اإلمتياز‬
‫الفصل األول‪ :‬عقد اإلمتياز‬

‫الفصل األول‪ :‬عقد االمتياز‪.‬‬


‫يعنرب عقد االمتياز واحد من أهم العقود احلديثة وذات األمهية البالغة يف خدمة املرفق العمومي واملصلحة‬
‫العامة‪ ،‬وختتلف انواع عقود االمتياز ابختالف املرفق موضوع االمتياز‪ ،‬ويعد عقد االمتياز الصورة االكثر شيوعا‬
‫لتفويض املرفق العام‪.‬‬
‫وتتغري اجلهة املاحنة وكيفية منحها لعقد اإلمتياز بتغري موضوع العقد والشروط املوضوعة حىت مينح هذا‬
‫األخري اذي سيتكون بعد اختيار صاحب اإلمتياز الذي سيربم العقد معه‪ ،‬هذا ما سريتب آاثرا قانونية متمثلة‬
‫يف تنفيذ دفرت شروط العقد وصوال إىل هنايته مبختلف الطرق العادية منها والغري عادية مع احتمالية نشوب‬
‫منازعات بني اإلدرة املاحنة وامللتزم املتعاقد معها او مع ابقي املنتفعني‪.‬‬
‫ومما سبق سنتطرق يف هذا الفصل لدراسة عقد اإلمتياز يف ثالث مباحث منفصلة سوف نتناول فيها‬
‫خملف العناصر اليت مت ذكرانها على التوايل‪ ،‬مفهوم عقد اإلمتياز‪ ،‬وخصائصه ونطاق تطبيقه‪ ،‬ومتييزه عن‬
‫أساليب التسيري األخرى‪ ،‬كما سنتطرق ملوضوع عقد االمتياز وتكوينه‪ ،‬وشروط منحه‪ ،‬وأاثره و كيفية هنايته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عقد اإلمتياز‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم عقد االمتياز‪.‬‬


‫ان عقد االمتياز هو احد العقود االدارية اليت تكون االدارة طرفا فيها‪ ،‬وعند البحث على هذا النوع من‬
‫العقود جند ان له تعريفات عديدة من ها الفقهية ومنها القانونية وهو ما سنتطرق اليه يف املطلب االول من هذا‬
‫املبحث‪ ،‬كما ان هلذا العقد خصائص جتعله عقدا اداراي خمتلفا عن ابقي العقود االخرى وهذه اخلصائص هي‬
‫موضوع دراستنا يف املطلب الثاين من هذا املبحث‪ ،‬وبوجود نقاط تشابه يب عقد اإلمتياز وبني عقود اخرى قد‬
‫جتعل من الصعب التمييز بينه و بينها تطرقنا يف املطلب الثالث من هذا املبحث اىل التمييز بني عقد االمتياز‬
‫والعقود املشاهبة له‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف عقد االمتياز‬
‫لقد تعرض عقد االمتياز اىل مجلة من التعريفات املختلفة‪ ،‬وحىت نستطيع ان نقوم بتحديد تعريف له‬
‫وجب علينا ان نتطرق اىل تعريفات الفقهاء والتعريف القانوين هلذا النوع من العقود‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوين لعقد اإلمتياز‪:‬‬
‫جاء تعريف عقد اإلمتياز يف املرسوم التنفيذي رقم ‪ 266-26‬املتعلق بتفويض املرافق العامة يف املادة‬
‫‪ 30‬منه الفقرة ‪ 32‬على ان "اإلمتياز هو الشكل الذي تعهد من خالله السلطة املفوضة للمفوض له إما أجناز‬
‫منشئات أو إقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة املرفق العام وإستغالله وإما تعهد له فقط إستغالل املرفق العام"‪.1‬‬
‫ويف املادة ‪ 46‬مكرر من القانون ‪ 22/36‬املتضمن قانون األمالك الوطنية جاء تعريف اإلمتياز على‬
‫أنه "ا لعقد الذي تقوم مبوجبه اجلماعة العمومية صاحبة امللك‪ ،‬املسماة السلطة صاحبة حق اإلمتياز مبنح‬
‫شخص معنوي أو طبيعي‪ ،‬يسمى صاحب اإلمتياز حىت استغالل ملحق امللك‪ ،‬العمومي الطبيعي‪ ،‬أو متويل‬
‫أو بناء واستغالل منشأة عمومية لغرض خدمة عمومية ملدة معينة‪ ،‬تعود عن هنايتها املنشأة او التجهيز‪ ،‬حمل‬
‫‪2‬‬
‫منح االمتياز إىل سلطة صاحبة حق االمتياز"‪.‬‬

‫وقد عرفته املادة ‪ 64‬من القانون ‪ 21/39‬املتعلق ابملياه واليت تنص على أنه " يسلم امتياز استعمال‬
‫املوارد املائية التابعة لألمالك العمومية الطبيعية للمياه‪ ،‬الذي يعترب عقدا من عقود القانون العام‪ ،‬لكل شخص‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 96‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،355-36‬المؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ ،2336‬المتعلق بتفويض المرفق العام‪ ،‬ج ر ع‬
‫‪ ،16‬الصادر بتاريخ ‪ 39‬اوت ‪ .2336‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،31/36‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪3‬‬
‫طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام أو القانون اخلاص يقدم طلبا بذلك طبقا للشروط احملددة يف هذا‬
‫القانون والكيفيات اليت حتدد عن طريق التنظيم"‪.1‬‬
‫كما جاء تعريف عقد اإلمتياز يف املادة ‪ 26‬من القانون ‪ 36/23‬على انه "االمتياز هو العقد الذي‬
‫متنح مبوجبه الدول ة شخصا طبيعيا من جنسية جزائرية يدعى يف صلب النص املستثمر "صاحب االمتياز"‪ ،‬حق‬
‫استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة وكذا األمالك السطحية املتصلة هبا‪ ،‬بناء على دفرت‬
‫شروط حيدد عن طريق التنظيم‪ ،‬ملدة أقصاها أربعون (‪ )23‬سنة قابلة للتجديد مقابل دفع إاتوة سنوية‪ ،‬تضبط‬
‫كيفيات حتديدها وحتصيلها وختصيصها مبوجب قانون املالية‪.2".‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التعريف الفقهي لعقد اإلمتياز‪:‬‬
‫عرفه الدكتور ماجد راغب احللو أستاذ القانون العام جبامعة اإلسكندرية أبنه "عقد إداري يتوىل‬
‫مبقتضاه أحد أشخاص القانون اخلاص عادة فرد أو شركة تشغيل أحد املرافق العامة االقتصادية ملدة حمددة على‬
‫مسؤوليته وبواسطة عماله وأمواله مقابل رسوم يتلقاها من املنتفعون"‪.3‬‬
‫ويعرفه الدكتور عمار عوابدي أبنه "عقد إداري يتعهد أحد األفراد او الشركات مبقتضاه ابلقيام على‬
‫نفقته وحتت مسؤوليته املالية بتكليف من الدولة أو أحد وحداهتا اإلدارية وطبقا للشروط اليت توضع له ألداء‬
‫خدمة عامة للجمهور‪ ،‬وذلك مقابل التصريح له الستغالل املشروع ملدة حمددة من الزمن وإستاله على‬
‫األرابح"‪.4‬‬

‫أما تعريف عقد االمتياز عند األستاذ ‪ fouassier christophe‬فهو "ذلك العقد الذي تعهد اإلدارة‬
‫(الدولة واجلماعات احمللية) إىل أحد األفراد أو الشركات بتسيري مرفق عام واستغالله ملدة حمددة من الزمن‬
‫وذلك مقابل تلقي ااتوة من طرف املنتفعني من اخلدمات اليت يقدمها هذا املرفق‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 13‬من القانون ‪ ،32/39‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ ،2339‬المتعلق بالمياه‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون ‪36/36‬‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬يناير ‪.2336‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،36/33‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪3‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص‪.263‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانون األداري(النشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2333‬ص‪.356‬‬
‫‪5‬‬
‫بوسيف علي‪ ،‬النظام القانوني لعقد االمتياز‪ ،‬مذكرة ماستر في القانون اإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ :‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ، 2335-2336 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪4‬‬
‫ابلنسبة لألستاذ أمحد حميو فيعرفه على أنه "إتفاق تكلف اإلدارة مبقتضاه شخصا طبيعيا أو إعتباراي‬
‫لتأمني تشغيل مرفق عام‪ ،‬ورغم أنه عبارة عن صك تعاقدي فإن دراسته ترتبط أيضا ابلنظرية العامة للمرفق العام‬
‫ألن هدفه هو تسيري املرفق العام"‪.1‬‬
‫وجند الدكتور حممود عاطف البنا قد أعطى تعريفا جامعا حيث يعرفه على أنه "عقد إداري يتم بني شخص‬
‫معنوي من أشخاص القانون العام واحد أشخاص القانون اخلاص (الفرد أو الشركة) يتعهد مبقتضاه امللتزم‬
‫(الفرد او الشركة) ابلقيام على نفقته وحتت مسؤوليته أبداء خدمة عامة اجلمهور طبقا للشروط‪ ،‬املوضوعة له‬
‫مقابل التصريح إبستغالل املشروع ملدة حمددة من الزمن و إستالئه على األرابح ويكون االستغالل يف صورة‬
‫التصريح للملتزم بتحميل اجر ورسم من املتفعني‪.2‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عقد االمتياز ونطاق تطبيقه‪.‬‬
‫لعقد اإلمتياز عدة خصائص متيزه عن غريه عن العقود األخرى‪ ،‬كما ان نطاق تطبيق هذا العقد حمدد‬
‫قانوان وخيتلف إبختالف موضوع العقد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خصائص عقد اإلمتياز‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عقد اإلمتياز عقد إداري‪ :‬يعترب عقد اإلمتياز عقدا إداراي وذلك ألنه خيضع للنظام القانوين للعقود‬
‫اإلدارية كما أنه يعترب أهم العقود وخاصة يف الدول اليت ختضع مرافقها يف إدارهتا هلذا األسلوب ابإلضافة إىل‬
‫إمتياز املرافق العامة ينشئ عنه التزامات ابلنسبة للملتزم و كذلك اإلدارة العامة ماحنة االمتياز‪ ،‬كما أن هذه‬
‫األخرية متكنه من أن يتحصل على مقابل مايل من املستفيدين من هذا املرفق‪.3‬‬
‫كما أثبتت هذه اخلاصية املادة ‪ 24‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 26/266‬املتعلق بتفويض املرفق العام بقوهلا‬
‫"اتفاقية تفويض املرفق العام عقد إداري يربم طبقا للتشريع و التنظيم املعمول هبما و أحكام هذا املرسوم"‪.4‬‬
‫اثنيا‪ :‬عقد االمتياز يرتب حقا عينيا عقاراي‪ :‬نص القانون ‪ 23/36‬على أن حق االمتياز حق عيين عقاري‬
‫أصلي خاصة يف املادة ‪ 20‬منه‪ ،‬حيث نصت على أن حق االمتياز خيول حق أتسيس رهن يثقل احلق العيين‬
‫العقاري‪ ،‬هذا احلق الذي خيول للمستثمر صاحب االمتياز االستغالل احلر لألرض واألمالك السطحية ألراض‬

‫‪1‬‬
‫يوسيف علي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود عاطف البنا‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار الفكر العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص‪.93‬‬
‫‪3‬‬
‫بوسيف علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 33‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،355/36‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪5‬‬
‫فالحية‪ ،‬القيام ابلبناء والتهيئة‪ ،‬التنازل عن احلق‪ ،‬تقدمي احلق كحصة يف الشركة‪ ،1‬واحلق العيين العقاري يعرف‬
‫بصفة عامة أبنه سلطة يعطيها القانون لشخص على شيء معني‪ ،‬خبالف احلق الشخصي الذي هو رابطة‬
‫قانونية بني شخصني مبقتضى هذه الرابطة يلتزم احدمها يسمى املدين إجتاه شخص أخر يسمى الدائن القيام أو‬
‫االمتناع عن القيام بعمل أو إعطاء شيء ما‪.‬‬
‫كما ميكن التفرقة بني احلق الشخصي والعيين‪ ،‬ذلك من انحية األطراف حيث أن طريف احلق الشخصي مها‬
‫شخصان أحدمها دائن واآلخر مدين‪ ،‬أما احلق العيين فله طرف إجيايب هو صاحب احلق‪ ،‬أما الطرف السليب‬
‫فهو شيء وليس شخصا‪ .‬من انحية املضمون فالدائن يف احلق الشخصي له سلطة مباشرة أي قدرة حنو‬
‫الشخص اآلخر جيربه على أداء عمل أو امتناعه عن أداء عمل معني أو إعطاء شيء‪ ،‬لكنها غري مباشرة لوال‬
‫تدخل املدين ابلدرجة األوىل ملا حتققت قدرته أو متكنه من الشيء حمل احلق ابلدرجة األوىل والفرق أن الدائن‬
‫يف احلق العيين له سلطة مباشرة على الشيء دون تدخل من الغري‪ ،‬أما من انحية اآلاثر القانونية فمن أهم‬
‫اآلاثر املرتتبة عن احلق العيين أ نه خيول لصاحبه ميزتني يتميز هبما كل حق عيين دون احلقوق الشخصية وهااتن‬
‫امليزاتن‪ ،‬مها حق التتبع وحق التقدم‪ ،‬فحق التتبع هو أن صاحب احلق على الشيء حمل احلق العيين ال يتبعه يف‬
‫يد املالك فحسب بل يف أي يد شخص آخر انتقلت إليه امللكية من املالك‪ ،‬أما حق التقدم معناه أن‬
‫صاحب احلق العيين يتقدم أيضا حبقه على عداه من أصحاب احلقوق العينية ممن هم أنزل منه مرتبة وعلى‬
‫أصحاب احلقوق الشخصية‪.2‬‬
‫إضافة إىل هذا فإن احلقوق العينية تنقسم إىل حقوق عينية عقارية حبيث ترد على العقار وحقوق عينية‬
‫منقولة اليت ترد على املنقول‪ ،‬لذلك تنص املادة ‪ 486‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪" :‬يعترب ماال عقاراي كل حق عيين‬
‫يقع على عقار مبا يف ذلك حق امللكية و كذلك كل دعوى تتعلق حبق عيين على عقار"‪.3‬‬
‫كما صنفت املادة ‪ 00‬من القانون ‪ 63/19‬املؤرخ يف ‪ 26‬نوفمرب ‪ 2663‬املتضمن قانون التوجيه‬
‫العقاري تصنف االمالك العقارية على اختالف انواعها ضمن االصناف القانونية‪ ،‬االمالك الوطنية‪ ،‬أمالك‬

‫‪1‬‬
‫أوكاشبي ناجية‪ ،‬رابية نوال‪"،‬إستغالل العقار الفالحي عن طريق اإلمتياز"‪ ،‬مذكرة ماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم قانون األعمال‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪2‬‬
‫أوكاشبي ناجية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر رقم ‪ ،96/19‬المؤرخ في ‪ 23‬سبتمبر ‪ ،3561‬المتضمن للقانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر عدد ‪،63‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 63‬سبتمبر ‪.3519‬‬

‫‪6‬‬
‫اخلواص او االمالك اخلاصة‪ ،1‬املنصوص عليها ضمن القانون املدين اجلزائري تشمل احلقوق العينية األصلية‬
‫كحق امللكية وهو أوسع حق عيين ميكن تصوره‪ ،‬فحق امللكية يكون حقا عقاراي إذا وقع على عقار بطبيعته أو‬
‫عقار ابلت خصيص واحلقوق األصلية املتفرعة عنه تكون أيضا حقوقا عقارية إذا وقعت على عقار ومن هذه‬
‫احلقوق ماال يقع إال على عقار فيكون حتما من احلقوق العقارية‪ ،‬حيث تشمل كل من حق االرتفاق‪ ،‬حق‬
‫السكين وحق احلكر ومنها ما يقع على عقار أو منقول كما هو األمر يف حق امللكية فإذا وقع على عقار كان‬
‫حقا عقاراي وهذه هي حق االنتفاع وحق األستعمال ما وقع منهما على عقار يكون حقا عقاراي واحلقوق‬
‫العينية التبعية اليت تقع على عقار كذلك يعترب حقا عقاراي كل حق عيين تبعي يقع على عقار بطبيعته أو عقار‬
‫ابلتخصيص كالرهن الرمسي والرهن احليازي على العقار وحقوق االمتياز العامة واخلاصة على عقار‪.‬‬

‫إن االمتياز يرتب حق عيين عقاري كونه يقع على عقار بطبيعته وخيول لصاحبه احلق يف استعمال‬
‫واستغالل العقار لكن دون التصرف فيه‪ ،‬فإذا كان حق االمتياز حقا عينيا فإنه حق عيين يتميز عن حق امللكية‬
‫إبعتبار هذا األخري يتكون من ثال ث عناصر وهي حق االستعمال‪ ،‬حق األستغالل وحق التصرف‪ ،‬غري أن‬
‫حق اإلمتياز يشتمل على حق اإلستعمال واإلستغالل و بنزع هاذين العنصرين من حق امللكية ال يبقى إال حق‬
‫التصرف‪ ،‬ابلتايل تصبح امللكية املثقلة حبق االمتياز ملكية غري كاملة وتسمى مبلكية الرقبة‪ ،‬ويتجمع يف املال‬
‫الواحد حقان عينيان‪ ،‬حق الرقبة للمالك ويسمى مالك الرقبة وحق االنتفاع للمنتفع‪.2‬‬

‫اثلثا‪ :‬عقد االمتياز عقد زمين طويل املدة‪ :‬خيتلف عقد اإلمتياز من حيث املدة الزمنية املمنوحة له وذلك‬
‫عن غريه من الرتاخيص أو العقود األخرى اليت متنح لإلستغالل بعض املرافق بصفة مؤقتة أو لفرتة حمددة‪.‬‬
‫وهذا ما أشارت إليه املادة ‪ 26‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 96-36‬املتضمن املصادقة على دفرت‬
‫الشروط النموذجي للتسيري ابالمتياز للخدمة العمومية للتطهري ونظام اخلدمة املتعلق به و اليت تنص "مينح‬
‫االمتياز ملدة ثالثني ‪ 63‬سنة‪ ،‬ويسري مفعوله ابتداء من نشر قرار املنح يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬قابلة للتجديد"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ ،29/53‬المؤرخ في ‪ 36‬نوفمبر ‪ ،3553‬المتضمن التووجيه العقاري‪ ،‬ج ر عدد ‪،92‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 36‬توفمبر ‪ ،3553‬المعدل والمتمم بموجب األمر ‪ ،23/59‬المؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،3559‬ج ر عدد‬
‫‪ ،99‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪.3559‬‬
‫السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ :‬أسباب كسب الملكية‪ ،‬ج‪ ،5‬ط‪ ،6‬دار إحياء‬ ‫‪2‬‬

‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ .‬دون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.3232‬‬

‫‪7‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬نطاق تطبيق عقد اإلمتياز‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 0‬من القانون ‪ 36-23‬على مايلي‪" :‬يشمل جمال تطبيق هذا القانون األراضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك اخلاصة للدولة اليت كانت خاضعة للقانون رقم ‪ 26-69‬املؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الثاين عام‬
‫‪ 2236‬املوافق ل ‪ 6‬ديسمرب عام واملذكور أعاله ‪.1"2669‬‬
‫حسب نص املادة ‪ 0‬يتبني لنا أن القانون ‪ 36-23‬قد أعاد النظر يف نظام االستغالل دون األراضي‪ ،‬إذ‬
‫يطبق االمتياز على األراضي اليت كانت خاضعة للقانون ‪ 26-69‬املتضمن ضبط كيفية استغالل األراضي‬
‫الفالحية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة وحتديد حقوق املنتجني وواجباهتم‪ ،‬كما أنه ابلرجوع إىل القانون‬
‫السالف الذكر جند أن املادة األوىل منه حتيلنا إىل املادة ‪ 21‬من القانون ‪ 29-62‬املؤرخ يف ‪ 63‬جوان‬
‫‪ 2662‬املتعلق ابألسالك الوطنية اخلاصة‪ ،2‬يف حني أن هذا النص قد مت تعديله ابملادة ‪ 201‬من القانون‬
‫‪ 63-63‬املؤرخ يف ‪ 2‬ديسمرب ‪ 2663‬اخلاص ابألمالك الوطنية‪ ،‬ابلرجوع إىل هذه املادة جندها تطبق على‬
‫األمرين املشتملني على قانون التسيري الذايت وقانون الثورة الزراعية‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬األراضي اليت كانت خاضعة لنظام التسيري الذايت يف الزارعة‪ :‬إن األراضي اليت كانت خاضعة‬
‫للتسيري الذايت أصبحت ختضع للقانون ‪ 26-69‬املتضمن كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك‬
‫الوطنية اخلاصة وحتديد حقوق املنتجني وواجباهتم‪ ،‬ذلك حسب نص املادة ‪ 66‬من القانون ‪36-23‬‬
‫املتضمن شروط وكيفيات إستغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة‪ ،‬يف حني أن القانون‬
‫‪ ،26-69‬مل يلغي املرسوم ‪ 213-96‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 2696‬املعدل واملتمم ابألمر ‪ ،192-92‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 11‬ستمرب ‪ 2692‬املتضمن القانون األساسي للتعاونيات الفالحية لإلنتاج اخلاص بقدماء اجملاهدين‪،‬‬
‫ذلك من خالل املادة ‪ 22‬أو إذ مل يلغي إال ضمنيا هلذا البد من حتديد األراضي اليت كانت خاضعة لقانون‬
‫التسيري الذايت ولتعاونيات قدماء اجملاهدين‪.‬‬
‫أ‪-‬األراضي التابعة للمعمرين‪ :‬إن األراضي التابعة للمعمرين هي تلك األراضي اليت بقيت شاغرة بعد‬
‫رحيل عدد كبري من املعمرين مما أثر سلبا على االقتصاد الوطين‪ ،‬لذلك جند املرسوم ‪ 66/96‬املؤرخ يف ‪26‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 32‬من القانون ‪ ،36/33‬المؤرخ في ‪ 39‬اوت ‪ ،2333‬يحدد شروط وكيفيات إستغالل األراضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،13‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون رقم ‪ ،33/61‬المؤرخ في ‪ 63‬جوان ‪ ،3561‬المتعلق باألمالك الوطنية الخاصة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،21‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر ‪( ،3553‬ملغى)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أوكاشبي ناجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪8‬‬
‫مارس ‪ 2696‬املتضمن تنظيم األموال الشاغرة‪ ،‬هذا األمر كان اعرتافا من السلطة بنظام التسيري الذي بدأ‬
‫بطريقة عفوية إلدارة األمالك الشاغرة‪ ،‬ومحاية هذه األراضي ولكي ال تستغل يف املضاربة صدر املرسوم رقم‬
‫‪ 36-91‬الذي مينع التصرف يف ا ألمالك الشاغرة‪ ،‬لكن التقنني والتنظيم هلذا األسلوب بدأ يف الواقع سنة‬
‫‪ ، 2696‬ذلك إبصدار جمموعة من النصوص تتعلق حبماية هذه املزارع وكيفية استغالهلا‪ ،‬لكن بعد التصحيح‬
‫الثوري مت إدراج هذه املزارع ضمن أمالك الدولة ويف هذا الصدد صدر املرسوم ‪ 231-99‬الذي الغي بذلك‬
‫كل العراقيل القانونية حول الشغور وأعطت هلذه املزارع املسرية ذاتيا يف إطار تسبريی ال مرکزی قائم على فكرة‬
‫الدميقراطية االشرتاكية‪.1‬‬
‫كما منح للمستفيدين حق االنتفاع الدائم املؤبد دون إنتقال احلق إىل غاية صدور القانون ‪،26-69‬‬
‫الذي وحد نظام استغالل األراضي الفالحية وألغي نصوص التسيري الذايت واملواد ‪ 383‬اىل ‪ 844‬من‬
‫القانون املدين اجلزائري وما تبقى من هذه األراضي حيول نظام استغالهلا إىل نظام االمتياز‪.‬‬
‫ب‪-‬األراضي الفالحية التابعة للجزائريني‪ :‬تتمثل األراضي الفالحية التابعة للجزائريني يف تلك األراضي‬
‫اليت كانت ملك ألشخاص هلم مواقف معادية حلرب التحرير الوطين أو من كانت مواقفهم مضادة للنظام‬
‫االشرتاكي‪ ،‬بتاريخ ‪ 19‬أوت ‪ 2692‬صدر األمر ‪ 196/92‬الذي يتضمن مصادرة أراضي األشخاص‬
‫املهتمني ابملساس أبمن البالد واستقالهلا أو أهنم ضد الثورة االشرتاكية‪.2‬‬
‫اثنيا‪ :‬أراضي الصندوق الوطين للثورة الزراعية‪ :‬إن القانون رقم ‪ 26-69‬املتضمن ضبط كيفية إستغالل‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة وحتديد حقوق املنتجني‪ ،‬مل يلغي قانون الثورة الزراعية صراحة‬
‫‪3‬‬
‫يتكون صندوق الثورة الزراعية من‬ ‫بل ألغاه بطريقة ضمنية وطبقا للمادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪،96/92‬‬
‫صنفني اوهلما اراضي فالحية مت إحلاقها عن طريق الضم واثنيها اراضي فالحية مؤممة أو املتربع هبا للصندوق‪.‬‬
‫أ ‪ -‬األراضي الفالحية اليت أحلقت ابلصندوق عن طريق الضم‪ :‬إن عدم متلك بعض الفالحني او‬
‫امتالكهم لعدد قليل من األراضي الفالحية جعل من الضروري استثمار أمالك الدولة والبلدايت واراضي العرش‬
‫اليت ال مالك هلا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوكاشبي ناجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،33‬االمر رقم ‪ ،296/31‬المؤرخ في ‪ ،3531-36-21‬يتضمن انشاء لجنة للمصادرة امالك االشخاص‬
‫الذين يمسون بمصالح الثورة االشتراكية‪ ،‬ج ر ع‪ ،25‬ص‪.113‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ ،35‬االمر رقم‪.16-13‬المؤرخ في ‪ 36‬نوفمبر ‪.3513‬يتضمن الثورة الزراعية‪.‬ج‪.‬ر‪.‬ص‪3316‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-2‬األراضي العمومية‪ :‬تعترب األراضي العمومية تلك األراضي اليت كانت اتبعة للدولة الفرنسية مث انتقلت إىل‬
‫الدولة اجلزائرية بعد االستقالل‪ ،‬حيث تتكون من أراضي البلدايت الزراعية أو املعدة للزراعة وهي تلك األراضي‬
‫اليت مل يثبت ح يازهتا من طرف العرض وابلتايل تصبح أرضا اتبعة للدولة‪ ،‬ابإلضافة إىل األراضي التابعة ألمالك‬
‫الدولة أو الوالية مبا فيها األراضي التابعة للمشروعات العمومية أو املؤسسات العمومية‪.1‬‬
‫‪-0‬أراضي العرش‪ :‬يعود أصل هذه األراضي إىل العهد العثماين وهي تلك األراضي اليت متلكها العائالت‬
‫املمتدة أو القبائل‪ ،‬إذ غالبا ما يكون اجلد األول للعائلة أو شيخ القبيلة له واثئق عرفية هلذه امللكية جزء كبري‬
‫من هذه األراضي‪ ،‬قد وزعت بني أفراد العرش وترك هلم حق انتفاع مؤبد وهناك من منحت هلم سندات ذلك‬
‫منذ سنة ‪ 2692‬عند شروع إدارة املستعمر من أتسيس امللكية الفردية خاصة قانون سيناتورس كونسيلت‪.2‬‬
‫وبتاريخ ‪ 6‬نوفمرب ‪ 2692‬مت إدراج أراضي العرش ضمن الثورة الزراعية مبوجب قرار ختصيص‪ ،‬أي أهنا مل تؤمم‬
‫مثل ابقي األراضي‪ .‬واملساحة املرخص ابستغالهلا يف املساحة املساوية املساحة أرض تكون موضوع حق ملكية‬
‫خاصة ‪ ،‬كما أن املستغل غري جمرب إىل اإلنضمام للتعاونيات‬
‫ويف حالة اإلمهال او عدم االستغالل املباشر والشخصي تطبق عليه أحكام املالكني غري املستغلني أي أن‬
‫حقه يسقط عن طريق القضاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬األراضي الفالحية املؤممة أو املتربع هبا للصندوق الوطين للثورة الزراعية‪ :‬إن قانون الثورة الزراعية مل‬
‫يتم إلغاؤه صراحة إال مبوجب قانون التوجيه العقاري‪ ،‬الذي جاء بفكرة إرجاع األراضي املؤممة اليت حافظت‬
‫على طابعها الفالحي ملالكها األصليني‪ ،‬إال أن األراضي حمل الرد كانت خاضعة للقانون ‪ 26-69‬من سنة‬
‫‪ 2669‬إىل ‪ ،2663‬وعليه فإن األراضي اليت مت ردها ألصحاهبا ال إشكال فيها‪ ،‬أما األراضي اليت مل يتم فيها‬
‫الرد فاهنا تبقى خاضعة للقانون ‪ ،26-69‬أي تبقى خاضعة للقانون ‪ 36-23‬احملدد لشروط وكيفيات‬
‫استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة‪.3‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬متييز عقد اإلمتياز عن اساليب التسيري األخرى‬
‫قد يتشاب ه أسلوب االمتياز مع ابقي اساليب ادارة وتسيري املرافق العمومية كالتسيري غري مباشر‬
‫والتسيري بواسطة مؤسسة عمومية وتفويض خدمة عمومية‪ ،‬مما يستوجب علينا التمييز بينه وبني هذه االساليب‬

‫‪1‬‬
‫أوكاشبي ناجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫زروقي ليلى‪ ،‬حمدي باشا عمر‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص‪.353‬‬
‫‪3‬‬
‫أوكاشبي ناجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪01‬‬
‫ملعرفة التشابه واالختالف‪ ،‬ولذلك سوف منيز بني عقد االمتياز والتسيري غري املباشر للمرفق العمومي مث منيز‬
‫بني عقد االمتياز والتسيري بواسطة مؤسسة عمومية‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬التمييز بني عقد االمتياز و أسلوب التسيري غري املباشر‪.‬‬
‫يقصد ابلتسيري غري املباشر املرفق العمومي النظام الذي تكلف مبوجبه السلطة العامة شخص إبدارة مرفق‬
‫االقتصادي مقابل عوض ي تقاضه منها‪ ،‬ومن خالل هذا التعريف جند ان هناك نقاط تشابه بني عقد االمتياز‬
‫تبينه اسلوب التسيري غري املباشر تكمن يف أن كليهما يتوىل شخص طبيعي او معنوي ادارة وتسري مرفق‬
‫‪1‬‬
‫عمومي‪ ،‬و يف كال االسلوبني خيضع الشخص املستغل لرقابة االدارة لضمان السري احلسن للمرفق العمومي‬
‫لكن هذا ال ينفي وجوده نقاط اختالف بينهم واملتمثلة يف‪:‬‬
‫اوال‪ :‬رقابة االدارة على املتعاقد معها يف عقد االمتياز خمتلفة عن مثيلتها يف اسلوب التسيري غري املباشر‬
‫للمرفق العام‪ ،‬حيث ان الرقابة يف اسلوب االمتياز تكون حمدودة ومقتصرة علي ضمان السري احلسن للمرفق‬
‫ال عام‪ ،‬يف حني ان الرقابة يف اسلوب التسيري غري املباشر تكون اكثر حدة واتساعا ابعتبار ان االدارة هي اليت‬
‫تتحمل خماطر املشروع وان املتعامل معها يسري املرفق العمومي حلساب االدارة وليس حلسابه‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬املقابل الذي يقدمه املنتفعون من املرفق العمومي يف عقد االمتياز يكون من نصيب امللتزم وحده‪ ،‬يف‬
‫حني انه يف اسلوب التسيري غري املباشر فان املقابل الذي يدفعه املنتفعون أتخذه االدارة ابلكامل مع عوض‬
‫تقدمه للمتعاقد معها لتسيري املرفق العمومي‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التمييز بني عقد اإلمتياز واسلوب التسيري بواسطة مؤسسة عمومية‪.‬‬

‫يقصد ابلت سيري بواسطة مؤسسة عمومية‪ ،‬إدارة مرفق عمومي بواسطة مؤسسة او هيئة عامة تتمتع‬
‫ابلشخصية املعنوية واالستقالل االداري واملايل‪ ،‬وهو ما يعرب عنه ابلالمركزية املرفقية‪ .2‬وابلرغم ان كليهما‬
‫ينصب على ادارة مرفق عمومي حتقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬اال ان هذا ال ينفي وجود بعض نقاط االختالف‬
‫بينهما وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اوال ‪ :‬التسيري بواسطة مؤسسة عمومية هو تسيري مباشر للمرفق العمومي‪ ،‬يف حني ان التسيري عن طريق‬
‫عقد االمتياز يعترب تسيري غري مباشر‪.‬‬

‫سعدات نبيل‪" ،‬عقد االمتياز في التشريع الجزائري"‪ ،‬مذكرة ماستر في تخصص الدولة والمؤسسات‪ ،‬الجزائر جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫زيان عشور الجلفة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2339 -2331 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيدات نبيل‪,‬المرجع السابق‪,‬ص‪21‬‬

‫‪00‬‬
‫‪ -‬اثنيا‪ :‬اذا تعرضت مؤسسة العمومية خلسارة مالية فهي ال تتعرض لإلفالس وامنا الدولة تقدم هلا املساعدة‬
‫املالية لتطهريها‪ ،‬على العكس من ذلك يف عقد االمتياز فامللتزم واذا كان من القانون اخلاص فيمكن ان يتعرض‬
‫لالفالس او التسوية القضائية‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬القرارات الصادرة عن ادارة املؤسسة العمومية هي قرارات ادارية وميكن الطعن فيها امام القضاء االداري‪،‬‬
‫على عكس قرارات صاحب االمتياز ليست قرارات ادارية‪ 1‬اال اذا كان صاحب االمتياز احد اشخاص القانون‬
‫العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيدات نبيل‪,‬المرجع السابق‪,‬ص‪26‬‬

‫‪02‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬منح عقد االمتياز‪.‬‬
‫مي نح عقد اإلمتياز لتسيري مرافق عمومية ذات طابع اقتصادي‪ ،‬وفق جمموعة من الشروط اليت تضعها اإلدارة‬
‫ماحنة اإلمتياز إبرادهتا امل نفردة كعادهتا مع ابقي العقود اإلدارية‪ ،‬إضافة اىل جمموعة من الشروط التعاقدية اليت‬
‫يتميز هبا عقد اإلمتياز عن ابقي العقود اإلدارية األخرى‪.‬‬
‫بعد توفر هذه الشروط بنوعيها نصل اىل املرحلة التكوينية لعقد اإلمتياز اليت خيتار فيها املتعاقد اذي‬
‫سيتحصل على اإلمتياز لتتم معه عملية اإلبرام اليت تتنتهي بتقدميه لكل الواثئق املطلوبة‪.‬‬
‫ومن خالل هذا املبحث سوف نتعرف على كيفية منح اإلدارة لعقد اإلمتياز عرب ثالث مطالب يكون اوهلا‬
‫موضوع عقد اإلمتياز و الثاين شروط هذا العقد بني شروط تنظيمة و شروط تعاقدية ‪،‬اما الثالث فسيكون‬
‫املرحلة التكوينية لعقد اإلمتياز اإلداري‪.‬‬
‫املطلب األول‪:‬موضوع عقد االمتياز‪.‬‬
‫ان عقد االمتياز ينصب فقط على استغالل وتسيري املرافق العمومية االقتصادية دون جتاوزه لتسيري وادارة‬
‫املرافق العمومية االدارية الىت تبقى من صالحيات الدولة على املستوى املركزي واحمللي فقط‪ ،‬وفيما يتعلق‬
‫ابملرافق العمومية اليت ميكن ان تكون موضوعا نظام االمتياز فقد وردت هذه املرافق يف عده نصوص قانونية‬
‫وتنظيمية ما بني مرافق عمومية حملية ومراعي يف القومية وطنية وهذا ما سنتطرق اليه يف الفرع االول والثاين من‬
‫هذا املطلب‪.1‬‬

‫الفرع االول‪ :‬املرافق العمومية احمللية‪:‬‬

‫هبدف ضمان اشباع احلاجات العامة للجمهور يف كل مناطق البالد ابنتظام وإضطراد منحت الالمركزية‬
‫االدارية للجامعات احمللية اكرب قدر ممكن من احلرية يف كيفية تسيري واستغالل املرافق العمومية احمللية‪ ،‬ولكن‬
‫عجز هذه االخرية علي ضمان دميومة اخلدمات ونوعيتها استلزم اجلوء الساليب مغايرة للتسيري تكون اكثر‬
‫فعالية كاسلوب االمتياز لتيسري بعض املرافق العمومية‪.2‬‬
‫ويف ما خيص النصوص القانونية اليت اشارت اىل اسلوب االمتياز كوسيلة الستغالل وتسيري املرافق العمومية‬
‫احمللية فهي كثرية ونذكر منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيدات نبيل ‪,‬المرجع السابق‪,‬ص‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيدات نبيل ‪,‬المرجع السابق‪,‬ص‪.26‬‬

‫‪03‬‬
‫أوال‪ :‬قانون البلدية لسنه ‪ 1322‬يف املادة ‪ 233‬منه اليت جاء فيها « ميكن واملصاحل العمومية البلدية‬
‫املذكورة يف املادة ‪ 261‬من نفس القانون‪ ،‬ان تكون حمل امتياز طبقا للتنظيم ساري املفعول‪ ،‬وخيضع االمتياز‬
‫لدفرت شروط منوذجي حيددعن طريق تنظيم»‪.1‬‬

‫اثنيا‪ :‬قانون لوالية لسنة ‪ :1321‬حبسب املادة ‪ 261‬منه اليت جاء فيها‪ :‬اذا تعذر استغالل املصاحل‬
‫العمومية الوالئية املذكوره يف املادة ‪ 229‬اعاله عن طريق االستغالل املباشر او مؤسسة‪ ،‬فإنه ميكن للمجلس‬
‫الشعيب الوالئي الرتخيص ابستغالهلا عن طريق االمتياز طبقا للتنظيم املعمول به‪.2‬‬

‫اثلثا‪ :‬قانون املياه لسنة ‪ :1339‬املادة ‪ 222‬الفقرة ‪ 6‬منه ميكن للبلدية منح امتياز استغالل اخلدمات‬
‫العمومية للمياه الشخاص معنويني خاضعني للقانون العام‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،129- 32‬املؤرخ يف ‪ 9‬سبتمرب ‪ ،1332‬احملدد له شروط االستغالل‬
‫السياحي للشواطئ املفتوحة للسباحة وكيفيات ذلك‪ :‬طبقا للمادتني ‪36‬و‪23‬منه‪ ،‬فإن الوايل املختص اقليميا‬
‫هو من يقرر منح االمتياز وهو املختص أيضا مبباشرة اجراءات املزايدة املفتوحة‪.4‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬املرافق العمومية الوطنية‪.‬‬


‫إن املرافق العمومية الوطنية اليت ميكن ان تكون حمل كثري واستغالل عن طريق اسلوب االمتياز هي االمالك‬
‫الوطنية اخلاصة التابعة للدولة وهي مرافق اقتصادية مهمة واسرتاتيجية وتتمثل يف‪ :‬النقل اجلوي‪ ،‬النقل البحري‪،‬‬
‫النقل ابلسكك احلديدية‪ ،‬نقل احملروقات والغاز‪ ،‬الكهرابء‪ ،‬املواصالت السلكية والالسلكية‪ .‬خيتص مبنح عقد‬
‫االمتياز يف املرافق الوطنيه الوزير املكلف ابلقطاع او السلطة او اهليئة الوطنية املخول هلا ذلك قانوان كما جيدر‬
‫بنا ان نشري اىل ان هناك مرافق عمومية اسرتاتيجية تشرتط قوانني منظمة هلا وسوف نتطرق يف هذا الفرع اىل‬
‫بعض النصوص القانونية والتنظيمية اليت تضمنت منح االمتياز ملرافق عمومية وطنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،399‬من القانون رقم ‪، 33-33‬المؤرخ في ‪ 6‬يوليو ‪ ،2333‬المتعلق بالبلدية‪،‬ج ر ع ‪،2333 ،61‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪،315‬القانون رقم ‪ ،31-32‬المتعلق بالوالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪،2332‬ج ر ع ‪،32‬الصادرة سنه‬
‫‪ ،2332‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ ،333‬القانون رقم ‪ 32-39‬المتعلق بالمياه‪ ،‬المؤرخ في ‪ 1‬اوت ‪، 2339‬ج ر ع ‪ ،33‬سنة ‪ ،2339‬ص‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪35‬و‪ ،33‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 211-31‬المحدد لشروط اإلستغالل السياحي للشواطئ المفتوحة للسباحة‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ، 2331‬ج ر ع ‪ ،93‬الصادرة في ‪ ، 2331‬ص‪.31‬‬

‫‪04‬‬
‫اوال‪ :‬النقل اجلوي‪ :‬حسب القانون رقم ‪ 39- 66‬احملدد القواعد العامة املتعلقة ابلطريان املدين يف املادة‬
‫‪ 224‬و‪ 226‬منه إن منح امتياز النقل اجلوي العمومي من اختصاص السلطة املكلفة ابلطريان املدين ويصادق‬
‫على اتفاقية االمتياز ودفرت الشروط املرافق هلا مبقتضى مرسوم يتخذ يف جملس احلكومة وينشران يف اجلريدة‬
‫الرمسية‪.1‬‬
‫اثنيا‪ :‬اخلدمات العموميه للمياه‪ :‬حسب قانون املياه لسنة ‪ 1339‬تضمنت املادة ‪ 222‬منه الفقرة ‪ 31‬انه‬
‫ميكن للدولة ان متنح امتياز اخلدمات العمومية للمياه الشخاص القانون العام‪ ،‬على اساس دفرت شروط ونظام‬
‫خدمة يصادق عليهما عن طريق التنظيم‪.2‬‬
‫اثلثا‪ :‬الطرق السريعة‪ :‬حبسب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 636 -69‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 2669‬املتعلق مبنح‬
‫امتيازات الطرق السريعة والذي جاء تطبيقا للمادة ‪ 244‬من االمر ‪ 19-69‬املؤرخ يف ‪ 63‬ديسمرب ‪2669‬‬
‫املتضمن لقانون املالية لسنة ‪ 2669‬يف املادة ‪ 20‬منه انه ميكن منح االمتياز الصحاب قانون العام او قانون‬
‫اخلاص لتحصيل رسوم املرور مقابل اخلدمة وهي انشاء طرق السريعة ولواحقها وتسيريها واستغالهلا وصيانتها‬
‫‪3‬‬
‫وهتيئتها وتوسعتها على حساب ومسئولية صاحب االمتياز‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬شروط منح عقد االمتياز‪.‬‬


‫إن الشروط اليت وضعها املشررع ملنح عقد اإلمتياز على األمالك اخلاصة للدولة وضعت لتسهيل‬
‫وتنظيم إستغالل هذه املمتلكات وجذب أكرب عدد ممكن من املستثمرين سعيا لتحقيق التنمية‪ ،‬وهناك نوعني‬
‫من الشروط املتعلقة هبذا النوع من العقود‪ ،‬شروط تنظمية تضعها اإلدارة إبرادهتا املنفردة وشروط تعاقدية توضع‬
‫بتوافق إراديت اإلدارة املاحنة واملستثمر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪art 116et 117, "loi n°98-06 du 3 rabie elbaouel 1419 correspondant au 27juin‬‬
‫‪1998 fixant les règles générales à relatives à l'aviation civile", journal officiel numéro‬‬
‫‪48, page 17‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،333‬قانون رقم ‪ 32-39‬مؤرخ في ‪ 26‬جمادى الثانية عام ‪ 3123‬الموافق ‪ 1‬غشت سنة ‪،2339‬المتعلق‬
‫بالمياه‪ ،‬ج رع‪ ،33‬الصادرة سنة ‪ ،2339‬ص‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ ،2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،636/ 53‬مؤرخ في ‪ 9‬جمادى االولى عام ‪ 3131‬موافق لي ‪ 36‬سبتمبر‬
‫سنة‪ ،3553‬يتعلق منح امتيازات الطرق السريعة ‪،‬ج ر ع ‪ ،99‬ص ‪.35‬‬

‫‪05‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الشروط التنظيمية‬
‫هي شروط تتعلق بتنظيم املرفق العام وكيفيات تسيريه‪ ،‬حتددها االدارة مسبقا يف دفرت شروط و تكون غري‬
‫قابلة للنقاش من طرف املتعاقد معها‪ ،‬كما لإلدارة سلطة التدخل لتعديلها ابلزايدة او النقصان يف اي وقت‬
‫حفاظا على امل صلحة العامة وضمان االستمرارية على أحسن وجة وتتمثل يف شروط االستغالل وحتديد االجر‬
‫ووضعية العمال‪:‬‬
‫اوال‪ :‬شروط االستغالل‪ :‬وهي شروط حمددة بدقة من طرف السلطة ماحنة االمتياز يف دفرت الشروط من‬
‫أجل حسن سري املرفق العمومي ومثال دفرت الشروط اخلاص ابستغالل اخلدمات اجلوية للنقل العمومي املمنوح‬
‫لشركة اخلليفة للطريان "انتينيا للطريان" الذي تضمن شروط االستغالل وإدارته وكيفيات نقل املسافرين والشحن‬
‫حيث نصت املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 23-31‬املؤرخ يف ‪ 22‬يناير ‪ 1331‬املتضمن املصادقة‬
‫على اتفاقية امتياز استغالل خدمات النقل اجلوي املمنوحة لشركة طريان "اخلليفة للطريان" وكذا دفرت شروط‬
‫املرافق هلا على أنه‪ :‬وعلى صاحب االمتياز "اخلليفة للطريان" ان يتوفر على تنظيم دائم من شأنه التكفل‬
‫ابملسافرين والشحن وضمان نقلهم طبقا لقواعد النقل اجلوي وجيب ان توضع العقود اخلاصة ابإلسعاف اليت‬
‫يربمها صاحب االمتياز "اخلليفة للطريان" واليت تسمح بضمان هذا التنظيم لدى السلطات املكلفة ابلطريان‬
‫املدين وجيب ان تبلغ الشروط العامة للنقل اجلوي العمومي حسب برانمج االستغالل املصادق عليه اىل‬
‫االشخاص الذين يتم نقلهم او شحن االشياء إليه‪ ،‬ويف حال الغاء الرحالت اجلوية املربجمة على صاحب‬
‫االمتياز "اخلليفة للطريان" تبليغ املستخدمني بكل وسائل قبل ‪ 12‬ساعة على االقل ويف حال عدم احرتامه‬
‫هذا االلتزام يتعني عليه التكفل ابلزابئن حىت ركوهبم طائرة‪.1‬‬
‫اثنيا‪:‬األجر(الرسم)‪ :‬وهي اإلاتوة اليت يتحصل عليها صاحب االمتياز من مجهور املنتفعني خبدمات املرفق‬
‫العمومي حبيث ال ميكن للملتزم ان يتجاوز سقف هذه اإلاتوة الهنا حمددة سلفا من االدارة ماحنة االمتياز‪،‬‬
‫ومن امثلة ذلك القانون رقم ‪ 63-63‬متعلق ابالمالك وطنية لالجر الذي يتقاضاه امللتزم يف املادة ‪ 46‬مكرر‬
‫منه الفقرة ‪ 2‬اليت نصت على انه "يف حاله استغالل منشأة عمومية لغرض خدمة عمومية حيصل صاحب‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،32‬المرسوم التنفيذي ‪ ،‬يتضمن المصادقة على اتفاقية امتياز استغالل خدمات النقل الجوي الممنوحة‬
‫لشركه طيران الخليفة للطيران وكذا دفتر شروط المرافق لها‪ 13-32 ،‬المؤرخ في ‪ 63‬شوال لعام ‪3122‬ه الموافق ل‬
‫‪ 31‬يناير سنة ‪.2332‬‬

‫‪06‬‬
‫االمتياز من اجل تغطية تكاليف االستثمار والتسيري وكسب اجرته على ااتوة يدفعها مستعملوا املنشأة او‬
‫اخلدمة وفق تعرفات او اسعار قصوى جيب ان تبني يف ملحق دفرت شروط منح االمتياز‪.1‬‬

‫اثلثا‪ :‬وضعية العمال‪ :‬ان العالقة اليت تربط العمال بصاحب االمتياز جتعلهم خاضعني للقانون اخلاص‬
‫ولكن لتحقيق املصلحة العامة والمهية املرفق العمومي اعتربت االدارة ماحنة االمتياز وضعية العمال من بني‬
‫الشروط التنظيمية وقد نصت على بعض القواعد يف دفرت شروط ختص نظام العمال التابعني لصاحب االمتياز‬
‫وجتعله م يتقربون من نظام االعوان العموميني اكثر من نظام العمال العاديني‪ .‬وكمثال على هذه الشروط جند‬
‫نص املادة ‪ 28‬من املرسوم التنفيذي ‪ 22-31‬املتضمن املصادقة على اتفاقية امتياز خدمات النقل اجلوى‬
‫لشركه طريان "أنتينيا للطريان" وكذا دفرت شروط املرافق هلا الذي ينص على انه جيب على صاحب‬
‫االمتياز"انتينيا للطريان" السهر على ما أييت‪:‬‬

‫‪ .2‬ان يتوفر مستخدموه على مجيع الضماانت من حيث الطاقات املهنية واملعنوية‪.‬‬
‫‪ .0‬أن يتوفر املستخدمون املالحون واملستخدمون املكلفون ابلصيانة واالستغالل التقين على‬
‫املتطلبات التنظيمية اليت حتكمهم‪.2‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الشروط التعاقدية‪:‬‬

‫تتعلق هذه الشروط ابجلوانب املالية واملادية لعقد االمتياز وتتمثل هذه الشروط يف االمتيازات املالية ومدة‬
‫االمتياز والتوازن املايل للعقد وهي مبنية أساسا على مبدأ العقد شريعة املتعاقدين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االمتيازات املالية‪ :‬تتمثل االمتيازات املالية يف املساعدات املالية والتسبيقات والضماانت و الوعود اليت‬
‫تقدمها االدارة ماحنة االمتياز للشخص املتعاقد معها يف حالة جناحه يف تسيري املرفق العام كما ميكن لصاحب‬
‫االمتياز احلصول على شرط عدم تعاقد االدارة منحه االمتياز مع ملتزم اخر ينافسه يف استغالله لنفس املرفق‬
‫العمومي ومن امثلة االمتيازات املالية يف اجلزائر ماتضمنه املرسوم التنفيذي رقم ‪ 32-66‬املتضمن دفرت الشروط‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 31‬مكرر القانون رقم ‪ 63- 53‬المؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر سنة ‪ 3553‬المتضمن قانون االمالك الوطنية المعدل‬
‫والمتمم بالقانون برقم ‪ 31-36‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ 2336‬ج ر ع‪ 11‬لسنة ‪ ،2336‬ص ‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 13-32‬المؤرخ في ‪ 31‬يناير ‪ 2332‬المتضمن المصادقة على اتفاقية امتياز‬
‫خدمات النقل الجوي الممنوحة لشركة طيران" انتينيا للطيران" وكذا دفتر شروط المرافق لها‪ ،‬ج ر ع ‪، 1‬سنة‪،2332‬‬
‫ص ‪.32‬‬

‫‪07‬‬
‫املتعلق ابالمتياز يف احتكار الدولة للتجارة اخلارجية حيث نصت املاده ‪ 24‬على انه يستفيد صاحب االمتياز‬
‫‪1‬‬
‫مبقتضى االمتياز خمطط خمصصات ابلعملة االجنبية قصد حتقيق االسترياد موضوع االلتزام‪.‬‬

‫اثنيا ‪/‬مدة االمتياز‪ :‬ان عقد االمتياز هو عقد حمدد املدة وليس عقد أبداي وختتلف هذه املدة من عقد‬
‫الخر حسب أمهية املرفق العمومي حمل االمتياز وتكون املدة حمددة يف دفرت الشروط إبتفاق االطراف و ينتهي‬
‫عقد االمتياز ابنتهائها يف احلاالت العادية اال يف حالة جتديده‪.2‬‬
‫وهناك حاالت استثنائية ينتهي فيها عقل االمتياز قبل هناية املدة املتفق عليها وذلك يف حالة اسرتجاع‬
‫املرفق العمومي من طرف االدارة وتنظيمة مرة اخرى كلما اقتضت املصلحة العامة‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬التوازن املايل للعقد‪ :‬عند تعرض صاحب االمتياز اىل اخلسارة غري متوقعة او بسبب التعديل االنفرادي‬
‫لدفرت الشروط من طرف االدارة تقوم السلطة االدارية ماحنة االمتياز ابلتدخل العادة التوازن املايل للعقد عن‬
‫طريق تقدمي مساعدات او تعويضات مالية للمتعاقد معها‪.3‬‬

‫املطلب الثالث‪:‬تكوين عقد اإلمتياز‪.‬‬


‫سنتطرق يف هذا املطلب اىل جمموعة القواعد اليت حتكم عقد االمتياز ومتيزه و تطبق على مجيع مراحل‬
‫انشائه من بداية اختيار صاحب االمتياز اىل ابرام العقد و الواثئق املطلوبة يف عقد امتياز و ذلك من خالل‬
‫ثالث فروع‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬اختيار صاحب االمتياز‪.‬‬

‫يف السابق وحسب نص املادة ‪ 20‬من االمر رقم ‪ 32-36‬املؤرخ يف اول سبتمرب سنه ‪ 1336‬الذي حيدد‬
‫شروط وكيفيات منح االمتياز عن االراضي التابعة لالمالك اخلاصة للدولة االمتياز مينح بطريقتني وهم املزاد‬

‫‪1‬‬
‫الماده ‪،33‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،33-65‬المؤرخ في ‪ 39‬يناير سنه ‪ ،3565‬الذي يضبط كيفيه تحديد دفاتر‬
‫الشروط المتعلقه باالمتياز في احتكار الدوله للتجاره الخارجيه ج ر ع ‪، 36‬سنه ‪ ،3565‬صفحه ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫حاجي مختارية‪،‬عقد اإلمتياز في القانون االداري الجزائري‪،‬مذكره ماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص اداره جماعات‬
‫محلية‪،‬كليه الحقوق والعلوم السياسيه‪،‬جامعه الدكتور الطاهر موالي‪ ،‬سعيده‪،2336،‬ص‪.63‬‬
‫‪3‬‬
‫حاجي مختارية‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪62‬‬

‫‪08‬‬
‫العلين و الرتاضي‪ ،1‬الذي يكون بتبادل الطرفني التعبري عن ارادهتما املتطابقتني دون االخالل ابلنصوص‬
‫القانونية‪.2‬‬

‫مث جاءت املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 22-22‬اليت عدت املادة السابقة من األمر ‪ 32-36‬ونصت على‬
‫األمتياز مينح على اساس دفرت شروط عن طريق الرتاضي فقط ملغية املنح عن طريق املزاد العلين‪ 3،‬وهذا ما‬
‫يعطي لالدارة احلرية الكبرية يف اختيار املتعاقد معها وهذا مراعات لطبيعة هذا النوع من العقود الذي يستهدف‬
‫النفع العام حيث ختتار االدارة امللتزم الذي تراه قادرا ماليا واداراي واقتصاداي على تسيري املرفق‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬ابرام عقد االمتياز‪.‬‬


‫متر عملية ابرام العقد مبرحلتني ومها إعداد عقد االمتياز واملرحلة الثانية هي املصادقة على العقد‪.‬‬

‫اوال‪ :‬اعداد عقد االمتياز االداري‪ :‬تعترب اجلهة االدارية الطرف االول يف عقد االمتياز االداري ابعتبارها‬

‫املسؤول على انشاء وتيسري املرافق العام وضمان تقدمي اخلدمات العامة للجمهور فضال عن استمراريتها لذا‬

‫فهي من تقرر تفويض التسيري عن طريق عقد االمتياز االداري من عدمه طاملا ان القانون يسمح هلا إبعتماد‬

‫عقد االمتياز‪.‬‬

‫يتم منح العقد من قبل االدارة املختصة ممثلة مبجلس الوزراء او وزير معني اذا تعلق االمر بعقد حملة مرفقا‬

‫عاما وطنيا‪ ،‬او اجلهة االدارية املختصة ابلولتية أو الوايل اذا كان املعارف كتاب عن للوالية واذا كان املرفق‬

‫اتبعا للبلدية فان منح االمتياز تتواله اهليئة التنفيذية للبلدية او رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪، 6‬االمر ‪ ،31-36‬المحدد لشروط وكيفيات منح اإلمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة ‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪3‬سبتمبر ‪، 2336‬ج‪.‬ر ع ‪،2336 ، 15‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،95‬األمر رقم ‪ ، ،96-19‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬المؤرخ في ‪ 23‬سبتمبر ‪ ،3519‬ج ر‬
‫ع ‪ ،61‬ص‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪، 39‬القانون ‪، ،33-33‬المتضمن لقانون المالية التكمياي لسنة ‪ ،2333‬المؤرخ في ‪36‬جويلية ‪ ،2333‬ج ر‬
‫ع ‪،13‬ص‪.1‬‬
‫‪4‬‬
‫اكلي نعيمة‪،‬عقد االمتياز االداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه تخصص قانون ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسبة‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪،2336 -2331‬ص‪.16‬‬

‫‪09‬‬
‫اثنيا‪ :‬املصادقة على العقد‪ :‬يقصد ابملصادقة على العقد التوقيع من طرف السلطة املختصة ويكون ذلك‬
‫حسب امهية العقد فتكون مصادقة من طرف السلطات املركزية اذا كان االمتياز ذو امهية وطنية وذلك حسب‬
‫منصت عليه املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي ‪ 636-69‬املتعلق مبنح امتياز الطرق السريعة اما اذا كانت‬
‫اتفاقية منح االمتياز ذات امهية حملية فان املصادقة عليه تكون من طرف السلطات احمللية وذلك حسب‬
‫منصت عليه املادة ‪ 261‬من قانون رقم ‪ 39-21‬متعلق ابلوالية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬واثئق عقد اإلمتياز اإلداري‪.‬‬

‫يتحدد اإلطار النهائي لعقد االمتياز بوثقتني أساسيتني تشكالن وحدة قانونية واحدة غري قابلة للتجزئة ومها‬
‫إتفاقية عقد االمتياز‪ ،‬دفرت الشروط‬

‫أوال‪ :‬إتفاقية عقد اإلمتياز‪ :‬تعترب هذه الوثيقة املصدر األساسي لشروط التعاقد بني اإلدارة املاحنة للعقد‬
‫وامللتزم‪ ،‬حيث تضم بنود تتعلق لتنظيم وسري املرفق العام وبنود تعاقدية ختص الطرفني وتكون ملزمة هلما‪.‬‬

‫تتعلق إتفاقية اإلمتياز بنصوص عقدية تتضمن األعباء املالية املتبادلة ومدة العقد وكيفية إسرتداد املرفق‪،‬‬
‫وحتديد األطرا ف املتعاقدة بصفة دقيقة وبذلك يتشكل اإلطار العام للتعاقد الذي يعتمد على دفرت الشروط‬
‫لتوضيح شروط االستغالل وتفاصيلها‪ ،‬لذا ختتم هذه الوثيقة غالبا بتوقيع الطرفني‪.2‬‬

‫اثنيا‪ :‬دفرت الشروط‪ :‬يشكل دفرت الشروط املنبع األساسي لشروط عقد إمتياز مرفق عام حمدد بذاته يتضمن‬
‫ش روط تعاقدية وتنظيمية‪ ،‬يتم إعداده قبل إجراء العملية العقدية‪ ،‬تعد اإلدارة املاحنة هذه الشروط ضمانة‬
‫للمنتفعني من عقد اإلمتياز كتحديد الرسوم اليت حيق لصاحب اإلمتياز حتصيلها مقابل ما يقدمه من خدمات‬
‫عامة للمنتفعني‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫بوسيف علي ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.61‬‬
‫‪2‬‬
‫أكلي نعيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪3‬‬
‫أوكال حسين‪" ،‬المرفق العام للمياه في الجزائر"‪ ،‬مذكرة ماجيستير في القانون‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص‪.339‬‬

‫‪21‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬آاثر عقد اإلمتياز وهنايته‬

‫إ عتبار عقد اإلمتياز عقد إداري فإن املصلحة العامة هي أساس إبرام هذا العقد‪ ،‬وكغريه من العقود‬
‫اإلدارية فإن عقد اإلمتياز ينفرد جبملة من املبادئ اخلاصة بتنفيذه واليت ال جندها يف العقود األخرى‪ ،‬تتمثل‬
‫أساسا يف حقوق وإلتزامات األطراف املتعاقدة خالل فرتة تنفيذ موضوع العقد ذلك قبل هنايته اليت تكون‬
‫بطرق طبيعية وأخرى غري طبيعية‪ ،‬وهذا ما سنتطرق اليه من خالل هذا املبحث‪.‬‬

‫املطلب االول ‪:‬تنفيذ عقد االمتياز‬

‫يقوم عقد اإلمتياز على مبادئ أساسية وهامة أثناء تنفيذه‪ ،‬وأساس هذه املبادئ هي حقوق كل من أطراف‬
‫العقد واملنتفعني منه وإلتزاماهتم أيضا‪.‬‬

‫الفــرع األول‪ :‬حقوق السـلطة ماحنة االمتياز‬

‫تتمتع السلطة املاحنة لالمتياز ابحلقوق اليت هي سلطات غري مألوفة واستثنائية تندرج يف إطار القانون العام‬
‫ونص عليها دفرت الشروط‪ .‬أما عن السلطات غري مألوفة فبمقتضى القواعد العامة عمال بنص الفقرة ‪ 31‬من‬
‫املادة ‪ 866‬من القانون املدين اجلزائري على انه "وللمالك أن يعرتض على أي استعمال غري مشروع أو غري‬
‫متفق مع طبيعة الشئ فإذا اثبت أن حقوقه يف خطر جاز له أن يطالب بتقدمي أتمينات فان مل يقدمها املنتفع‬
‫أو استمر على الرغم من ذلك‪ ،‬فللقاضي أن ينزع العني من حتت يده وان يسلمها إىل الغري ليتوىل إدارهتا بل له‬
‫تبعا خلطورة احلال أن يقرر انتهاء حق االنتفاع دون إخالل حبقوق الغري"‪ 1‬يتضح أن للدولة كوهنا املالكة حق‬
‫االعرتاض إذا اخل املنتفع ابلتزاماته العقدية وبقوة القانون‪ ،‬واستعمال وسائل القانون العام املتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫حق الرقابة عل ى إنشاء وإعداد املرفق العام وسريه‪ ،‬وحق توقيع اجلزاءات‪ ،‬وحق تعديل النصوص التنظيمية‬
‫الواردة يف العقد دون توقف على إرادة امللتزم‪ ،‬وحق اسرتداد املرفق قبل هناية املدة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حق الرقابة على إنشاء وإعداد املرفق العام وسريه‪ :‬ابعتبار ان تنفيذ االمتياز شكل من أشكال‬
‫الالمركزية املصلحية فان امللتزم خيضع للرقابة الوصائية‪ ،‬اليت تعترب يف نفس الوقت حق السلطة ماحنة االمتياز يف‬
‫مواجهة امللتزم وواجب عليها يف اجتاه املنتفعني من خدمة املرفق العام‪ ،‬فال جيوز هلا التنازل اجلزئي أو الكلي‬

‫منال صابري‪" ،‬النظام القانوني لعقد االمتياز في التشريع الجزائري"‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬في‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص قانون اداري‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة ‪ ،2333‬ص‪.15‬‬

‫‪20‬‬
‫عنها‪ ،‬كما ال ميكن للملتزم االحتجاج على السلطة املاحنة لالمتياز عند ممارستها للرقابة بعدم النص عليها يف‬
‫العقد الن الرقابة حق اثبت للجهة اإلدارية املختصة ولو مل ينص عليها العقد‪ 1‬وتنقسم الرقابة إىل تقنية ومالية‬

‫‪-2‬الرقابة التقنية‪ :‬عادة ما تتضمن دفاتر الشروط امللحقة بعقد االمتياز إجراء مثل هذه الرقابة‪ ،‬أين ميكن‬
‫ملوظفي اإلدارة ماحنة االمتياز الدخول للمرفق العمومي حمل االمتياز‪ ،‬واالطالع على خمتلف الواثئق واملستندات‬
‫الفنية املستعملة يف التسيري والتأكد من كفاءة معدالت االستغالل ومراقبة آالت وأجهزة استغالل املرفق‬
‫العمومي وهذا مانصت عليه على سبيل املثال‪ :‬املادة ‪ 28‬من دفرت األعباء النموذجي المتياز الطرق السريعة‪:‬‬
‫" يتم ضمان املراقبة يف مرحلة االستغالل مبا فيها املراقبة التقنية للمنشات الكربى من طرف السلطات واملصاحل‬
‫املعنية هلذا الغرض من طرف مانح االمتياز حبيث على صاحب االمتياز أن يقدم هلذه السلطات واملصاحل‬
‫الواثئق والتقارير احملددة بتعليمة من مانح االمتياز‪.2‬‬

‫‪ -1‬الرقابة املالية‪ :‬وتتمثل يف سلطة اجلهة اإلدارية ماحنة االمتياز إجراء التفتيش يف أي وقت على حساابت‬
‫صاحب االمتياز‪ ،‬والتأكد من مطابقتها للقواعد احملاسبية املعمول هبا‪ ،‬وذلك هبدف جتنب أي نتائج سلبية قد‬
‫هتدد السري احلسن للمرفق العمومي‪ ،‬كاالختالس‪ ،‬أو اإلفالس‪.3‬‬
‫اثنيا‪ :‬حق توقيع اجلزاءات هذه السلطة معرتف هبا لإلدارة ماحنة االمتياز‪ :‬كلما كانت املصلحة العامة‬
‫مهددة جراء التنفيذ السيئ لعقد االمتياز من طرف املتعاقد معها‪ ،‬أو لعدم احرتامه للمواعيد‪ ،‬أو تن ازهلم عن‬
‫االمتياز لصاحل الغري خالفا ملا مت االتفاق عليه يف العقد‪ ،‬ومتارس هذه السلطة بصفة انفرادية من اإلدارة بعد‬
‫توجيه اعذارات لصاحب االمتياز لتصحيح أخطائه‪ .‬مع اإلشارة انه الجيوز لصاحب االمتياز يف أي وقت من‬
‫األوقات التذرع خبطأ اإلدارة لتوقيف التزاماته التعاقدية‪ ،‬فهو يبقى ملزم بتنفيذها لغاية البت يف النزاع من طرف‬
‫القاضي اإلداري‪ 4.‬وتكون اجلزاءات إما مالية أو قسرية أو إسقاط االمتياز ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫التعليمة ‪ 612/651‬الصادرة عن و ازرة الداخلية والجماعات المحلية بعنوان امتياز المرافق العمومية المحلية‬
‫وتأجيرها‪ ،‬المؤرخة في ‪.3551/35/31‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،636/53‬المتعلق بمنح امتيازات الطرق السريعة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 36‬سبتمبر ‪ ،3553‬ج ر ع‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،99‬ص‪ ،31‬الصادرة قي ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،3553‬ص‪.36‬‬


‫‪3‬زيتوني بارة‪" ،‬عقد االمتياز في التشريع الجزائري"‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪،2335 ،‬‬
‫ص‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫زيتوني بارة ‪,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪22‬‬
‫‪-2‬اجلزاءات املالية‪ :‬تتمتع اإلدارة املتعاقدة بسلطة فرض غرامات مالية على امللتزم يف حالة عدم وفائه‬
‫اباللتزامات املفروضة عليه يف دفرت الشروط دون اإلخالل بتعويض الضرر جتاه الغري عند االقتضاء‪-1.1‬‬
‫اجلزاءات القسرية‪ :‬تتمثل هذه اإلجراءات يف وضع املرفق العام حتت احلراسة‪ ،‬نتيجة ارتكاب صاحب االمتياز‬
‫خطأ جسيم اثبت‪ ،‬إذ حتل اإلدارة املتعاقدة حمل امللتزم املقصر بصورة مؤقتة لتسيري املرفق العام على حسابه‬
‫ونفقته وحتت مسؤوليته لضمان سري املرفق دون توقف أوانقطاع‪ .‬حبيث تنص املادة ‪ 08‬من القرار الوزاري‬
‫املشرتك املؤرخ يف ‪ 26‬نوفمرب‪ ،2666‬واحملدد لدفرت الشروط النموذجي ملنح امتياز استغالل اخلدمات العمومية‬
‫للتزويد مباء الشرب‪ ،‬حتت عنوان التسيري املباشر املؤقت على انه "يف حالة خطا جسيم اثبت ارتكبه صاحب‬
‫االمتياز السيما إذا تعرضت املياه و الصحة واألمن العمومي للخطر أو عدم أداء اخلدمة إال جزئيا ميكن‬
‫للسلطة املاحنة لالمتياز أن تتخذ كل التدابري الالزمة على نفقة صاحب االمتياز وحتت مسؤوليته"‪.2‬‬
‫‪-1‬إسقاط االمتياز‪ :‬تقوم إدارة أمالك الدولة مببادرة إهناء الرابطة التعاقدية‪ ،‬وهذا إبسقاط حق االمتياز يف حالة‬
‫عدم احرتام املستفيد من االمتياز بنود دفرت الشروط وبعد توجيه اعذارين له برسالة موصى عليها مع إشعار‬
‫ابالستالم ولكن بدون جدوى‪ .‬تباشر إسقاط احلق طبقا ألحكام املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪- 36‬‬
‫‪ 3.291‬هذه املادة جاءت لتنظيم وختضع أحكام االمر رقم ‪ 32-36‬حيث نصت املادة ‪ 20‬فقرة ‪ 32‬منه‬
‫على انه " يرتتب على كل إخالل من املستفيد من االمتياز للتشريع الساري املفعول ولاللتزامات اليت يتضمنها‬
‫دفرت األعباء اختاذ إجراءات من اجل اسقاط حق االمتياز‪ ،‬لدى اجلهات القضائية املختصة مببادرة من مدير‬
‫أمالك الدولة املختص إقليميا‪ ،4‬يتضح من ذلك إن إسقاط حق االمتياز يكون نتيجة لعدم التزام املتعاقد‬
‫ابلتزاماته العقدية وينطق به القاضي اإلداري مببادرة من املدير الوالئي ألمالك الدولة وهو الطرف املتعاقد‬
‫ويكون ذلك بعد اعذار املتعاقد غري امللتزم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 61‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬والمحدد لدفتر الشروط النموذجي لمنح امتياز استغالل الخدمات العمومية‬
‫للتزويد بماء الشرب‪ ،‬المؤرخ في ‪ 36‬نوفمبر ‪ ،3556‬ج ر ع ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر الجريدة الرسمية العدد ‪ 23‬المؤرخة في ‪ 25‬مارس ‪.3555‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التفيذي ‪ ،392/35‬المؤرخ في ‪ 32‬ماي ‪ ،2335‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على االراضي التابعة‬
‫لالمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬ج ر ع‪.21‬‬
‫‪4‬‬
‫االمر رقم‪ ،31/36‬المؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ ،2336‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على االراضي التابعة‬
‫لالنالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬ج ر ع ‪.15‬‬

‫‪23‬‬
‫اثلثا‪:‬حق تعديل النصوص التنظيمية الواردة يف العقد دون توقف على إرادة امللتزم‪ :‬إن سلطة اإلدارة يف‬
‫تعديل عقد االمتياز سلطة استثنائية مستمدة من النظام العام كلما اقتضت ضرورة املرفق العمومي ذلك‪ .‬وكما‬
‫يظهر من العنوان‪ ،‬فان هذا احلق ال يرد اال على النصوص التنظيمية فقط‪ 1.‬ولكن هذا التعديل حمكوم بشروط‪:‬‬

‫‪-2‬ال جيب أن يكون التعديل جذراي‪ ،‬حبيث يغري موضوع االمتياز‪.‬‬


‫‪ -1‬جيب أن تؤخذ التوازانت املالية للعقد بعني االعتبار حىت ال يتحمل امللتزم أعباء كثرية تفوق قدراته املالية‬
‫وحىت التقنية‪.‬‬
‫‪-6‬أن يتم التعديل وفقا ملا حتدده دفاتر الشروط‪ .‬ويقابل هذا احلق (حق اإلدارة يف التعديل) حق امللتزم‬
‫ابللجوء إىل القضاء إما بطلب تعويضات يف اختالل التوازن املايل للعقد‪ ،‬أو الفسخ إن كان التغيري جذري‬
‫للعقد‪ ،‬أو التعديل يفوق وبصفة كبرية قدرات امللتزم‪.2‬‬
‫رابعا‪ :‬حق اسرتداد املرفق قبل هناية املدة‪ :‬قد تفرض مقتضيات املصلحة العامة على جهة اإلدارة اسرتداد‬
‫املرفق قبل انتهاء املدة املتفق عليها يف العقد شريطة أن تعوض امللتزم كل األضرار اليت حلقت به وليس للملتزم‬
‫أن يتمسك بفكرة احلق املكتسب أو القوة امللزمة للعقد وهذا ما أكده الفقه والقضاء‪.3‬‬

‫الفرع الثــانـي‪ :‬حـقوق امللتـزم‪.‬‬


‫إن املتعاقد مع اإلدارة يتمتع ببعض احلقوق تتمثل أساسا ابجلانب املايل‪ ،‬وتتلخص حقوق املتعاقد مع‬
‫اإلدارة يف احلصول على املقابل املايل املتفق عليه من املنتفعني‪ ،‬املزااي املالية املتفق عليها مع اإلدارة ‪ ،‬وكذا حقه‬
‫يف احرتام التوازن املايل للعقد‪.4‬‬
‫أوال‪ :‬قبض املقابل املايل املتفق عليه من املنتفعني‪ :‬يعترب املقابل املايل من أهم حقوق امللتزم يف عقد االمتياز‬
‫ألنه هو الباعث احلقيقي على التعاقد لتسيري املرفق العمومي‪ ،‬خاصة ابلنسبة ألشخاص القانون اخلاص وحيصل‬
‫صاحب االمتياز على املقابل املايل على شكل رسوم (أاتوى) يتقاضاها من املنتفعني خبدمات املرفق العمومي‬
‫حمل االمتياز وهذه الرسوم حتدد مسبقا من طرف السلطة اإلدارية أو حتدد هلا سقفا معينا يتقيد به امللتزم‪ ،‬وال‬
‫ميكن له جتاوزه إال إبذن مانح االمتياز‪ ،‬ألهنا تعترب من قبيل الشروط التنظيمية‪ .‬وفيما خيص التشريع اجلزائري‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫زيتوني بارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫منال صابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬جسور للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.632‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫منال صابري‪,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪24‬‬
‫فان الرسوم أو األاتوى تعترب من قبيل الشروط التنظيمية اليت حتدد من طرف اإلدارة ماحنة االمتياز مباشرة‪ ،‬أو‬
‫بطريقة غري مباشرة عن طريق حتديد السقف الذي ال ميكن لصاحب االمتياز جتاوزه‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬احلصول على املزااي املالية املتفق عليها‪ :‬يف مقابل ما لإلدارة من حقوق وما للملتزم من واجبات فإن‬
‫على اإلدارة جمموعة من الواجبات هي من حق امللتزم‪ ،‬وهي جمموعة من املزااي اليت تلتزم هبا اإلدارة يف مواجهة‬
‫امللتزم واليت تعد من الشروط التعاقدية واليت ال ميكن لإلدارة الرتاجع عنها بصفتها وال تقتصر املزااي على املزااي‬
‫املالية فقط‪ ،‬وإمنا يرد حتت هذا العنوان مزااي تتمثل يف‪:‬‬
‫‪-2‬تعهد اإلدارة بعدم فتح جمال أمام مشاريع أخرى تنافس امللتزم أي ضمان احتكار النشاط املرفقي‪.‬‬

‫‪ -1‬حق امللتزم يف استعمال األمالك املوجهة الستغالل املرفق مباشرة سواءا كانت ضمن األمالك العامة للدولة‬
‫أو اخلاصة‪ ،‬كما لصاحب االمتياز القيام بكل أشغال املرفق وله يف ذلك استعمال امتيازات السلطة العامة‪.‬‬
‫‪-6‬االمتيازات املالية املمنوحة له من قبل السلطة اإلدارية‪ ،‬مثل‪ :‬القروض‪ ،‬الدعم املايل‪.1‬‬
‫اثلثا‪ :‬احلفاظ على التوازن املايل للمشروع‪ :‬إن املقابل املايل احملدد يف العقد مبدئيا ال ميكن تغيريه‪ ،‬فاملتعاقد‬
‫مع اإلدارة شانه شأن اإلدارة‪ ،‬جيب عليه أن ينفذ التزاماته ابلثمن املتفق عليه‪ ،‬إال أن بعض األحداث غري‬
‫املتوقعة ميكن أن يتعرض هلا املتعاقد مع اإلدارة وتؤدي إىل تغيري يف وضع العقد فتجعل تنفيذه ابهظ الكلفة‬
‫للمتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬وقد تنتهي إبفالسه‪ .‬إن هذه الوضعية قد تكون اإلدارة هي مصدرها مبا هلا من سلطة‬
‫التعديل إبرادهتا املنفردة دون حاجة للحصول على موافقة امللتزم املسبقة‪ 2.‬كما ميكن أن يتعلق األمر بظروف‬
‫ال دخل لإلدارة فيها ولكنها تنعكس أيضا على التوازن املايل للعقد‪ .‬هذه الوضعية قد تؤدي إىل عجز املتعاقد‬
‫مع اإلدارة على مواصلة الوفاء ابلتزاماته‪ ،‬وهنا يؤدي بدوره إىل انقطاع عمل املرفق العام العمومي‪ .‬إال أن حرص‬
‫اإلدارة املتعاقدة على تسيري املرفق العمومي‪ 3‬حمل االمتياز ابنتظام وإطراد على امللتزم احلق يف املطالبة إبعادة‬
‫التوازن املايل للعقد من خالل تعويضات من اإلدارة حىت ال يتحمل وحده ما ينتج من أعباء جديدة وهذا طبعا‬
‫محاية له‪ ،‬وكذا نوع من أنواع التشجيع على التعاقد مع اإلدارة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫منال صابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪2‬‬
‫منال صابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪3‬‬
‫احمد محيو‪ ،‬المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1996‬ص‪.661‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬ج‪ ، 2‬الجزائر ‪ ،2333،‬ص‪.11‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪25‬‬
‫الــفرع الثـالـث‪ :‬حقوق املنتفعني‬
‫إن اهلدف من إنشاء املرفق العام وتسيريه هو تقدمي خدمات للمنتفعني وإشباع حاجياهتم واملسؤول املباشر‬
‫على ذلك هو اإلدا رة ماحنة االمتياز‪ ،‬وهلذا يتمتع املنتفعني جبملة من احلقوق يف اجتاهها ‪ ،‬كما انه بسبب قيام‬
‫امللتزم بتسيري املرفق فهذا يؤدي إىل نشوء عالقات مباشرة بينه وبني املنتفعني ينتج عنها جمموعة من احلقوق‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬حقوق املنتفعني يف مواجهة اإلدارة‪ :‬احلق األساسي للمنتفعني هو مطالبة اإلدارة ابستعمال حقوقها ال‬
‫إجبار امللتزم على تنفيذ واجباته املرتتبة على عقد االمتياز وخاصة منها واجب املساواة بني املنتفعني عند تقدمي‬
‫اخلدمات والذي يعترب من مبادئ املرفق العام‪ .‬ونتيجة لذلك فعلى امللتزم أن يقدم خدماته دون تفضيل أو‬
‫إقصاء‪ ،‬كما حيق للمنتفعني اللجوء للقضاء يف حالة إمهال وتقصري اإلدارة يف أداء مهامها‪.2‬‬

‫اثنيا ‪ :‬حقوق املنتفعني يف مواجهة امللتزم‪ :‬العالقة اليت تربط امللتزم ابملنتفعني‪ ،‬ويف إطار االستفادة من‬

‫خدمات املرفق‪ ،‬قد تكون يف شكل تعاقد ويكون هذا خاصة ابلنسبة للمرافق ذات الطابع التجاري والصناعي‬

‫وعلى كل من الطرفني احرتام بنود العقد واالعتماد عليها للمطالبة حبقوقها‪ ،‬وبشكل أخر‪ ،‬حبيث أن كل من‬

‫تتوفر فيه الشروط حيق له االنتفاع خبدمات املرفق ويكون هذا خاصة ابلنسبة للمرافق ذات الطابع اإلداري‪،‬‬

‫وهنا حيتكم الطرفان إىل دفرت الشروط اخلاص بعقد االمتياز‪ ،‬وان أول حق للمنتفعني يف كلتا احلالتني‪ :‬هو حق‬

‫االنتفاع ابخلدمة بصفة متساوية بني كل املنتفعني‪ .‬حاليا أصبحت هناك صفة جديدة للمنتفعني من خدمات‬

‫املرفق العام وهي صفة "الزبون" لذلك تسعى املرافق العامة إىل إشباع خدمات الزابئن‪ ،‬فهي ليست خدمات‬

‫عامة وإمنا خدمات "منتجة ومتخصصة" وحسب هذا املنطق اجلديد جيب على املرافق العامة استعمال تقنيات‬

‫التسويق واإلشهار‪ ،‬كما أصبحت حتكم املرافق العامة مبادئ جديدة كالشفافية ونوعية اخلدمة‪ .‬وشرط النوعية‬

‫جيب أن يتبع ابلتزام تقييم النتائج لضمان إرضاء مستخدمي املرفق العام‪.‬‬

‫‪1‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫عصام حوادق‪ ،‬طرق التسيير المحلية في قانون البلدية الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬شعبة القانون‬ ‫‪2‬‬

‫اإلداري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عنابة‪.2339 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اهناء عقد االمتياز‬

‫إن شرط املدة هو ما مييز عقد االمتياز عن غريه من العقود‪ ،‬فعقد االمتياز يكون ملدة طويلة نسبيا حبيث‬
‫تتناسب مع إمكانية اسرتجاع األموال مؤقتة بطبيعتها ومتنح اآلجال حمددة وقصرية وغري قابلة للتجديد وحيق‬
‫للجهة اإلدارية ماحنة الرتخيص أن تلغيه يف أي وقت وسنتناول يف هذا املطلب كيفية إهناء عقد االمتياز بصورة‬
‫طبيعية وهناية غري طبيعية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النهاية الطبيعية لالمتياز‬

‫ينتمي عقد االمتياز إىل طائفة العقود الزمنية اليت يعترب الزمن عنصرا جوهراي فيها‪ ،‬وابلتايل فإن النهاية‬
‫الطبيعية لعقود االمتياز حتل ابنقضاء الزمن احملدد لنفاذها‪ .‬وملا كان احلال موضوع االمتياز هو االلتزام بتسيري‬
‫مرفق عام والستمراريته يف أداء اخلدمة املنوطة إىل زمن غري حمدد‪ ،‬فال ميكن أن تكون مؤبدة‪ ،‬وهذا ما أشار إليه‬
‫كل من القانون الفرنسي واملصري حيث حرم التأييد لتلك العقود‪ 1‬ويف اجلزائر فإن عقود االمتياز مع التحوالت‬
‫اجلديدة ينص عليها القانون سواء يف العقارات التابعة للدولة ذات الطابع الصناعي أو الفالحي‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬النهاية غري الطبيعية لالمتياز‪:‬‬

‫ينتهي عقد االمتياز هناية غري عادية بثالثة طرق او أسباب وهي اإلسقاط‪ ،‬االسرتداد والفسخ ألسباب‬
‫أخرى‬

‫أوال‪ :‬اسقاط االمتياز‪ :‬وهو فسخ العقد على حساب صاحب االمتياز نتيجة خلطا منه وهو جزاء توقعه‬
‫السلطة ماحنة االلتزام جراء أخطاء جسيمة ارتكبها يف إدارته للمرفق‪ ،‬حبيث يصبح من املتعذر االطمئنان إىل‬
‫استمراره يف املرفق وتسيريه‪ ،‬ويكون إسقاط االمتياز ابحرتام الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون خطأ صاحب االمتياز جسيما‪.2‬‬


‫‪ ‬إعذار امللتزم عند ارتكابه املخالفات املنصوص عليها يف قوانني املنظمة لكيفية استغالل‬
‫املرافق العمومية موضوع عقد االمتياز وهذا االعذار جيب توجيهه قبل توقيع اجلزاء (جزاء الفسخ)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة‪،39‬مرسوم تنفيذي رقم‪ ،96-36‬يتضمن المصادقة على ذفتر شروط نموذجي لتسيير باالمتياز للخدمة‬
‫العمومية للتطهير ونظام الخدمة المتعلق به ‪ ،‬المؤرخ في ‪35‬فبراير‪، 2336‬ج ر ع‪،36‬سنة‪،2336‬ص‪.36‬‬
‫مروان محي الدين قطب‪ ،‬طرق خصخصة المرافق العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2339 ،‬ص ‪.632‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫اثنيا‪:‬االسرتداد‪ :‬هو فسخ العقد إبرادة اإلدارة املنفردة استعماال حلقها يف إهناء العقود اإلدارية ودون خطأ‬

‫من املتعاقد وذلك لدواعي املصلحة العامة ويكون االسرتداد يف احلاالت التالية ‪: 1‬‬

‫‪-2‬االسرتداد املنصوص عليه يف العقد‪ :‬النصوص الواردة بشأنه هي نصوص تعاقدية وتتضمن عقود االمتياز‬

‫عادة حدا أدىن من املدة اليت ال جيوز لإلدارة إن تسرتد املرفق خالهلا يف استعمال حقها‪ ،‬لذا يتعني عليها احرتام‬

‫هذا الشرط أي حبلول التاريخ املنصوص عليه يف العقد‪ ،‬ومهما كان الوقت الذي ختتاره اإلدارة‪ ،‬فال تكون‬

‫متعسفة يف استعمال حقها‪ ،‬لذا يتعني أن ينص صراحة على هذا النوع من االسرتداد يف العقد‪ ،‬لكن إذا كان‬

‫إسرتداد اإلدارة قبل املدة احملددة يف العقد يتعني عليها أن تدفع تعويضا عادال للملتزم أما إذا اسرتجعت اإلدارة‬

‫املرفق وفقا ملا نص عليه العقد ال تعترب متعسفة‪.‬‬

‫‪-1‬اإلسرتداد اإلتفاقي‪ :‬يرتتب على هذا اإلسرتداد انقضاء العقد‪ ،‬وابلتايل فإنه على امللتزم رد األرابح اليت‬

‫حيققها من اتريخ اإلسرتداد واألصل أن ينصب االسرتداد على املرفق بكامله حبيث ال تستطيع اإلدارة إن تسرتد‬

‫جانبا منه فقط‪ ،‬ولكن قد تتحمل كل اإلدارة االلتزامات اليت يتحملها امللتزم يف مواجهة الغري‪ ،‬اما يف حالة‬

‫نصيتها يف العقد فإن العقد هو الذي حيدد مثل هذه التصرفات‪.‬‬

‫‪-6‬االسرتداد الغري منصوص عليه يف العقد‪ :‬حىت ولو خال عقد االمتياز من النص على حق اإلدارة يف إسرتداد‬

‫املرفق دون حاجة النتظار هناية مدته‪ ،‬فإن هذا احلق أصيل ال ميكنها التنازل عنه أو حىت تقيد حريتها يف‬

‫استعماله ألهنا تتدخل لتنظيم املرفق يف كل وقت مبا جيعلها أصلح ألداء اخلدمة املنوط هبا‪ ،‬وابلتايل فإن هلا أن‬

‫تسرتد املرفق فينقضي االلتزام أو تغري من استغالله إىل الطرق األخرى كاالستغالل املباشر‪ ،‬ألنه من الثابت يف‬

‫القضاء اإلداري أن لإلدارة دائما حق إهناء العقود اإلدارية قبل هنايتها الطبيعية‪ ،‬وفقا ملقتضيات املصلحة العامة‬

‫وما اسرتداد املرفق الذي يدار بطريق االمتياز إال من قبيل حق اإلدارة يف إهناء العقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مروان محي الدين قطب‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.65‬‬

‫‪28‬‬
‫اثلثا‪ :‬الفسخ ألسباب أخرى‪:‬‬
‫‪-2‬الفسخ االتفاقي‪ :‬وهو الذي يتم ابتفاق بني اإلدارة وبني امللتزم قبل هناية االلتزام عن تراضي كامل بني‬
‫اإلدارة وامللتزم‪ ،‬ومبقتضاه يتوىل الطرفان تقدير التعويض الذي يناله امللتزم‪ ،‬وكيفية الدفع‪.‬‬

‫‪ -1‬الفسخ بقوة القانون‪ :‬ومن اوضح االمثلة هلذه الطريقة‪ ،‬حالة القوة القاهرة إذا أدت إىل تدمري حمل املرفق‬
‫الذي يدار عن طريق اإلمتياز وهذا ما أشارت إليه املادة ‪ 86‬من قانون املياه اليت نصت على أنه " تلغى‬
‫الرخصة أو امتياز استعمال املوارد املائية بدون تعويض‪ ،‬بعد إعذار يوجه لصاحب الرخصة أو اإلمتياز‪ ،‬يف‬
‫حالة عدم مراعاة الشروط واإللتزامات املرتتبة على أحكام هذا القانون والنصوص التنظيمية املتخذة لتطبيقه‬
‫وكذا الرخصة أو دفرت الشروط"‪ 1‬وميكن الفسخ بقوة القانون يف حالتني‪:‬‬

‫‪ ‬القوة القاهرة‪ :‬وهي ذلك احلدث اخلارجي غري متوقع وال ميكن رده وحيول ذلك دون تنفيذ العقد‬
‫وبذلك ال يستطيع صاحب االمتياز تنفيذ العقد فيزول وتنتهي آاثره‪.‬‬
‫‪ ‬حالة الوفاة (وفاة صاحب االمتياز)‪ :‬شخصية صاحب االمتياز هلا أمهية كبريه فإن وفاة صاحب‬
‫‪2‬‬
‫االمتياز تؤدي إىل انقضاء عقد االمتياز‪.‬‬

‫‪-6‬الفسخ القضائي‪ :‬وله صورتني‪:‬‬

‫‪ ‬الفسخ القضائي بطلب من امللتزم‪ :‬ويكون يف حالة إخالل اإلدارة ماحنة اإلمتياز إبلتزماهتا القانونية‪،‬‬
‫ويف حالة حدوث اضطرار للملتزم بسبب استعمال اإلدارة ماحنة اإلمتياز حقها يف التعديل‪ ،‬فإذا‬
‫‪3‬‬
‫أصاب امللتزم ضرر له احلق يف طلب الفسخ‪.‬‬
‫‪ ‬الفسخ القضائي بطلب اإلدارة ماحنة االمتياز‪ :‬يرتتب على كل تقصري من امللتزم ابإللتزامات اليت‬
‫تضمنها دفرت الشروط‪ ،‬فسخ عقد االمتياز مببادرة من اإلدارة وذلك بعد توجيه اإلعذار لصاحب‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،61‬من القانون رقم ‪ ،32-39‬المتعلق بالمياه‪ ،‬المؤرخ في ‪ 26‬جمادى الثاني ‪ 3123‬الموافق لـ ‪ 31‬اوت‬
‫‪ ، 2339‬ج ر ع ‪ 33‬الصادرة في‬
‫‪ 31‬سبتمبر ‪ ،2339‬ص‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫سليمان دمحم الطماوي‪ ،‬االسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص‪.116‬‬
‫‪3‬‬
‫منال صابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪332‬‬

‫‪29‬‬
‫االمتياز وإخطاره ابملخالفات اليت قام هبا‪ ،‬وبعد هذا الفسخ ال خيول للمتزم طلب التعويض عن‬
‫اخلسائر اليت تكبدها‪.1‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬املنازعات املتعلقة بعقد االمتياز‪:‬‬

‫إن املنازعات الناجتة عن عقد االمتياز هي تلك الواقعة بني مانح االمتياز وامللتزم وأخرى انجتة عن استعمال‬
‫املرفق العام حمل االمتياز وتتمثل يف املنازعات بني امللتزم واملنتفعني واملنازعات بني مانح االمتياز واملنتفعني‬

‫الفــرع األول‪ :‬املنـازعــات الناشئـة بني مانح االمتـياز وامللتزم‬

‫إن حتديد نوع املنازعات القائمة بني اإلدارة ماحنة االمتياز وامللتزم تكمن يف حتديد اجلهة القضائية املختصة‬
‫ابلنظر فيها‪ ،‬وحتديد نوع الدعاوى الناشئة عن عقد االمتياز‪.‬‬

‫أوال‪-‬حتديد اجلهة القضائية املختصة‪ :‬إن حتديد اجلهة القضائية املختصة يف اجلزائر يعتمد على املعيار‬
‫العضوي‪ ،‬وهذا طبقا لنص املادة‪ 822‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اليت جتعل املنازعات اليت تكون‬
‫‪2‬‬
‫الدولة أو الوالية أو البلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري طرفا فيها من اختصاص احملاكم اإلدارية‪.‬‬

‫فبالنسبة للمنازعات اليت تنشا بني اإلدارة ماحنة االمتياز وامللتزم‪ ،‬فإهنا من اختصاص الغرف اإلدارية‪ ،‬وذلك‬
‫لكوهنا تتعلق بعقد إداري‪.‬‬

‫اثنيا‪ -‬حتديد نوع الدعاوي الناشئة‪ :‬حسب املادة ‪ 822‬من القانون اإلجراءات املدنية واإلدارية فإن‬
‫احملاكم اإلدارية تفصل يف دعاوي القضاء الكامل ودعاوى اإللغاء والقضااي املخولة هلا مبوجب نصوص‬
‫خاصة‪ ،3‬ابلرجوع اىل عقد االمتياز فإن إختاذ السلطة ماحنة اإلمتياز لقرارات التعديل أو فسخ العقد ال ميكن‬
‫ان يطعن فيها ابإللغاء ألهنا من األعمال الداخلية لتنفيذ العقد وابلتايل فإن امللتزم ميكنه التوجه فقط إىل‬
‫دعاوى القضاء الكامل اليت تسمح له بطلب التعويض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منال صابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪336‬‬
‫‪2‬‬
‫مادة ‪ ،633‬القانون رقم ‪ ،35-36‬المتضمن اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 29‬فبراير سنة ‪ ،2336‬ج ر‬
‫ع ‪ 23‬الصادرة في ‪2336‬ص‪.52‬‬
‫‪3‬‬
‫مادة ‪ ،633‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.56-52‬‬

‫‪31‬‬
‫الفرع الثـانـي‪ :‬املنازعات الناشئة بني أطراف العقد واملنتفعني‬

‫سوف نتناول يف هذا الفرع املن ازعات الناشئة بني امللتزم واملن تفعني‪ ،‬املنازعات الناشئة بي ن املنتفعني ومانح‬
‫االمتياز‪.‬‬
‫أوال‪-‬املنـازعات الناشئة بني امللتزم واملنـتفعني‪:‬‬

‫إن املنازعات الناشئة بني امللتزم واملنتفعني من خدمات املرفق هي من اختصاص القضاء العادي‪ ،‬ذلك أن‬

‫العقود املربمة بني الطرفني هي عقود خاصة وليست إدارية النتفاء شرط وجود شخص عام كطرف فيها‪.‬وعليه‬

‫طبقا للمعيار العضوي املعتمد‪ ،‬فان املنازعات القائمة خيتص القضاء العادي ابلفصل فيها‪ ،‬حىت وان كانت‬

‫العالقة اليت تربط بني امللتزم واملنتفعني تعتمد مباشرة على دفرت الشروط‪.1‬‬

‫اثنيا‪ -‬املنازعات الناشئة بيــن املنتفعني ومانح االمتياز‪:‬‬

‫إن تقصري اإلدارة يف استعمال سلطتها ضد امللتزم يف حالة إخالله ابلتزاماته مينح احلق للمنتفعني ابللجوء‬

‫إىل القضاء حلثه على إجبار امللتزم على احرتام شروط وقواعد تنظيم وسري املرفق العام موضوع االمتياز‪ ،‬وهذا‬

‫حىت يضمنوا حقوقهم يف االنتفاع من خدمات املرفق العام ويكون ذلك من اختصاص القضاء اإلداري عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق جتاوز السلطة خلرق السلطة ماحنة االمتياز أحكام دفرت الشروط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوسيف علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫منال صابري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.331‬‬

‫‪30‬‬
‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫عقد اإلمتياز هو أحد أساليب تسيري املرافق العامة يف اجلزائر‪ ،‬إذ يعد من أشهر العقود اإلدارية‪،‬‬
‫حيث ينصب دوره على تسيري كل من املرافق العمومية احمللية و الوطنية‪.‬‬

‫تظهر أمهية عقد اإلمتياز من الناحية الواقعية و العملية‪ ،‬كونه يستوجب أن تكون اإلدارة بصفتها‬
‫شخص من أشخاص القانون العام أحد أطرافه وهي إحدى اجلماعات احمللية اليت تتعاقد ابسم وحلساب‬
‫الدولة‪ ،‬من ا لناحية القانونية مل يصدر املشرع اجلزائري أي نص قانوين ينظمه كعقد مسمى و حيدد معامله‬
‫ونظامه القانوين وانواعه ابلتفصيل‪.‬‬

‫وكما رأينا من خالل دراستنا يف هذا الفصل ان هذا النوع من العقود هو عقد غري ابدي بل هو حمدد‬
‫املدة ويرتب حقوقا عينية كما أن خصائصه جتعله خيتلف عن ابقي اساليب التسيري األخرى الغري مباشرة او‬
‫بواسطة مؤسسة عمومية‪ ،‬اما يف هناية هذا الفصل كانت لنا نظرة عن الشروط التنظيمية اليت تضعها االدارة‬
‫إبرادهتا املنفردة يف دفرت شروط مسبق والشروط التعاقدية اليت توضع إبتفاق وتراضي طريف العقد ملنح هذا النوع‬
‫من العق ود وذلك متهيدا لتكوينه بداية إبختيار املتعاقد الذي سيتحصل على اإلمتياز‪ ،‬وكغريه من العقود اإلدارية‬
‫فإن عقد اإلمتياز ينفرد جبملة من املبادئ اخلاصة بتنفيذه واليت ال جندها يف العقود األخرى‪ ،‬تتمثل أساسا يف‬
‫حقوق وإلتزامات األطراف املتعاقدة خالل فرتة تنفيذ موضوع العقد ذلك قبل هنايته اليت تكون بطرق طبيعية‬
‫وأخرى غري طبيعية اليت حيتمل أن ينتج عنها نزاع قضائي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫عقد اإلمتياز في‬
‫مجال العق ار الف الحي‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ان التشريعات اليت تضمنت احكام العالقة بني االرض والفالح يف اجلزائر عديدة ومتعددة ولقد كان اول‬
‫نص يتعلق ابستغالل االراضي الفالحية هو املرسوم رقم ‪ 99/96‬املؤرخ يف ‪ 2696/36/11‬واملتضمن تنظيم‬
‫االستغالالت الفالحية الشاغرة‪ ،‬لكن هذا النوع من التسيري سرعان ماتالشى وذلك لعدم جناعته من الناحية‬
‫االقتصادية واالجتماعية ‪,‬ونتيجة لذلك صدر االمر ‪ 996/96‬املؤرخ يف ‪ 2696/36/63‬اخلاص ابلتسيري الذايت يف‬
‫الفالحة حيث مت منح االراضي للعمال دون مقابل وملدة غري حمدودة دون ان يكون هلم احلق يف متلكها او التصرف‬
‫فيها وال جيوز استغالهلا اال بصفة مجاعية‪.‬‬

‫بعد هذا صدر االمر ‪ 96/92‬املؤرخ يف ‪ 2692/22/36‬املتعلق ابلثورة الزراعية وقد مت مبوجب هذا االمر‬
‫منح االراضي الفالحية بدون مقابل الستغالهلا بصفة مجاعية او فردية يف شكل تعاونيات فالحية وقد تنازلت الدولة‬
‫عن حق االنتفاع للفالحني‪ ،‬لكن كل ذلك مل مينع حدوث اختالالت عديدة يف امليدان الفالحي مما استدعى احداث‬
‫تغيريات جذرية وبدات هذه التغيريات منذ سنة ‪ 2662‬حيث صدرت التعليمة الرائسية رقم ‪ 22‬املؤرخة يف‬
‫‪ 2662/36/29‬واملتعلقة ابعادة اهليكلة وقد مت تكليف وزير الفالحة والثورة الزراعية مبهمة اعادة اهليكلة‪.‬‬

‫وقد جاء القانون ‪ 26-69‬املؤرخ يف ‪ 2669/21/36‬املتضمن ضبط كيفية استغالل االراضي الفالحية‬
‫التابعة لالمالك الوطنية وحتديد حقوق املنتجني وواجباهتم ويعترب هذا القانون مبثابة اعادة نظر يف كيفية استغالل‬
‫االراضي الفالحية التابعة للدولة‪ ،‬مث تاله القانون ‪ 36-23‬املؤرخ يف ‪ 1323/36/29‬ليتوىل حتديد قواعد استغالل‬
‫االراضي الفالحية التابعة لالمالك اخلاصة للدولة وحيدد االطار القانوين الستغالل االراضي الفالحية اليت يقوم‬
‫ابستغالهلا واستثمارها املستثمر صاحب حق االمتياز‪.‬‬

‫ويف هذا السياق سنحاول تبيان مفهوم االمتياز الفالحي يف املبحث االول ‪,‬يف حني خصصنا املبحث الثاين‬
‫لكيفية منح وانتهاء عقد االمتياز الفالحي‪ ،‬اما يف املبحث الثالث والذي يعترب مبحثا تطبيقيا فقمنا فيه بتحليل منوذج‬
‫من مناذج عقود االمتياز الفالحية‪ ،‬يف إطار املنشور الوزاري املشرتك رقم ‪ 236‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ 1322‬املتضمن‬
‫إنشاء مستثمرات جديدة للفالح وتربية احليواانت من سجل العقود اإلدارية من سنة ‪ ،1329‬ممنوح من طرف مدرية‬
‫أمالك الدولة إىل أحد الفالحني‪ ،‬عبارة عن ارض صحراوية من حميط اإلستصالح نفيظة الززار الكائنة ببلدية نقرين‬
‫والية تبسة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم عقد االمتياز الفالحي‬

‫يعترب االمتياز طريقة الدارة املرافق العامة املختلفة وكذا االمالك العمومية كالعقارات الصناعية والفالحية مما‬
‫يساعد على تطوير وتنمية االقتصاد الوطين‪ ،‬واحد انواع هذا االمتياز هو االمتياز الفالحي والذي انتهجته اجلزائر‬
‫لتتيح احلق يف استغالل خمتلف العقارات الفالحية وليتسىن لنا معرفة ما مفهوم عقد االمتياز الفالحي خصصنا‬
‫املطلب االول ملختلف التعاريف الفقهية والقضائية والقانونية هلذا العقد ‪,‬يف حني سنتعرف على االركان اليت يقوم‬
‫عليها هذا العقد يف املطلب الثاين اما املطلب الثالث فخصصناه لتبيان اخلصائص املميزة هلذا النوع من العقود‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف عقد االمتياز الفالحي‬

‫كما غريه من ا لعقود عرف عقد االمتياز الفالحي عدة تعريفات حاولت تقدمي مفهوم شامل وجامع له وذلك‬
‫ابلنظر اىل االمهية الكبرية اليت ابت حيظى هبا هذا العقد لذا سنحاول ابراز اهم التعريفات اليت قدمها الفقه القضاء‬
‫والقانون له يف كل من (الفرع االول) و(الفرع الثاين)و(الفرع الثالث) على التوايل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي لعقد االمتياز الفالحي‬

‫االمتياز عموما هو ذلك الرتخيص القانوين الذي مينح من الدولة إىل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬الستغالل‬
‫أموال عقارية ملدة حمددة ومبقابل معني‪ ،‬حيث جند أن الدكتور عمار بوضياف عرفه على أنه ‪":‬عقد أو اتفاق‬
‫ت كلف اإلدارة املاحنة سواء كانت الدولة أو الوالية والبلدية‪ ،‬مبوجبه شخصا طبيعيا أو معنواي من القانوانلعام أو‬
‫القانون اخلاص يسمى صاحب االمتياز‪ ،‬يقوم بتسيري واستغالل مرفق عمومي ملدة حمددةويقوم صاحب االمتياز‬
‫إبدارة هذا املرفق مستخدما عماله وأمواله متحمال املسؤولية النامجة عن ذلك ويف مقابل القيام هبذه اخلدمة أي‬
‫تسيري املرفق العمومي يتقاضى مقابله صاحب االمتياز مبلغا ماليا حيدد يف العقد ويدفعه املنتفعون خبدمات املرفق‪.1‬‬

‫كما عرفه األستاذ أمحد حميو على أن امتياز املرفق العام‪" :‬هو اتفاق تكلف اإلدارة مبقتضاه شخصا طبيعيا أو‬
‫اعتباراي بتأمني تشغيل املرفق العمومي"‪.2‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008،‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات حول المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1996،‬ص ‪.440‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫مما سبق ذكره نالحظ أن كال التعريفني تطرقا لعقد االمتياز املنصب على مرفق عمومي والذي يتم منح تسيريه‬
‫لشخص معنوي أو شخص طبيعي‪ ،‬وهو ما جاء خمالفا ملا نص عليه القانون ‪ 36-23‬الذي حيدد شروط‬
‫استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة ومنه اذا فاالمتياز الفالحي هو اسلوب الستثمار‬
‫االراضي الفالحية التابعة للدولة يف شكل مستثمرات فالحية مجاعية او فردية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬التعريف القضائي لعقد االمتياز الفالحي‬

‫تطرق قرار جملس الدولة اجلزائري الصادر يف ‪ 09‬مارس ‪ 1332‬قضية رقم ‪ 22693‬فهرس رقم‬
‫‪ 11952‬إىل أن عقد االمتياز التابع ألمالك الدولة هو عقد اداري متنح مبوجبه السلطة االمتياز للمستغل‬
‫ابالستغالل املؤقت التابع لألمالك الوطنية بشكل استثنائي وهبدف حمدد ومتواصل مقابل دفع إاتوة‪ ،‬لكنه مؤقت‬
‫‪1‬‬
‫قابل للرجوع فيه‪.‬‬

‫من هذا التعريف يتض ح لنا أن جملس الدولة اعرتف صراحة ابلطابع اإلداري العام لعقد االمتياز‪ ،‬ملا خيوله من‬
‫سلطات استثنائية جلهة اإلدارة متارسها اجتاه الطرف املتعهد‪ .‬ورغم أن عقد االمتياز يعترب عقدا يتجلى فيه مبدأ‬
‫سلطان اإلدارة‪ ،‬كأي عقد ولو يف جوانب جزئية وحمددة‪ ،‬إال انه مع ذلك يتضمنجوانب عامة وحيتوي على‬
‫‪2‬‬
‫سلطات إدارية معرتف هبا جلهة اإلدارة متارسها اجتاه املتعهد مبا جتعله أكثر اقرتااب من عقود القانون العام‪.‬‬

‫إن هذا التعريف صدر يف الفرتة الليربالية‪ ،‬وهو من عقود امتياز املرفق العام الكالسيكية يف القانون اإلداري‪،‬‬
‫وختتلف عن طبيعة عقود االمتياز املنصوص عليها يف القانون ‪ 36-10‬الذي مل حيدد طبيعة العقدكما تطرقت‬
‫حمكمة القضاء اإلداري املصرية لتعريف عقد االمتياز اإلداري يف حكمها الصادر ‪ 25‬مارس ‪ 2699‬كما يلي‪:‬‬

‫" ليس إال عقدا إداراي‪ ،‬يتعهد احد األفراد أو الشركات مبقتضاه ابلقيام على نفقته وحتت مسؤوليته املالية‬
‫بتكليف من الدولة أو إحدى وحداهتا اإلدارية وطبقا للشروط اليت توضع هلا أبداء خدمة عامة للجمهور‪ ،‬وذلك‬
‫مقابل التصريح له ابستغالل املشروع ملدة حمددة من الزمن وإستالءه على األرابح‪ .‬فااللتزام عقد إداري ذو طبيعة‬

‫‪1‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة العقارية‪ ،‬قرار ‪ 33593‬في ‪ ،2331/36/35‬العدد ‪ ،9/3331‬ص‪.91‬‬


‫‪2‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫خاصة وموضوعه إدارة مرفق عام‪ ،‬وال يكون إال ملدة حمدودة‪ .‬ويتحمل نفقات املشروع ٕوإخطاره املالية ويتقاضى‬
‫عوضا يف شكل رسوم حيصلها من املنتفعني‪.‬‬

‫يالحظ أن هذا التعريف خيتص بعقد امتياز اإلداري على العموم ويتطابق مع عقد امتياز املنصوص عليه‬
‫أبحكام القانون ‪ 03/10‬الذي حيدد شروط استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬مما يعين‬
‫انه أو يف حقه من خالل تعرضه جلميع العناصر املكونة له من حتديد أطرافه حمله مقابل مبلغ مايل الذي يتقاضاه‬
‫امللتزم على شكل رسوم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف القانوين لعقد امتياز االستثمار الفالحي‬

‫من خالل استقراء مجلة من القوانني واملراسيم املتعلقة ابالمتياز عموما واالمتياز الفالحي على وجه اخلصوص‬
‫نستخلص جمموعة من التعاريف كما يلي‪:‬‬

‫القانون ‪ 32-88‬املؤرخ يف ‪ 21‬يناير‪ 1988‬واملتضمن توجيه املؤسسات العمومية االقتصادية أورد تعريفا لعقد‬
‫االمتياز يف املادة ‪ 55‬منه حيث نصت على‪" :‬أن التسيري يتم وفقا لعقد إداري لالمتياز‪ ،‬ومبوجب دفرت األعباء‬
‫‪1‬‬
‫العامة‪ ،‬واملنازعات املتعلقة ابألمالك العامة هي ذات طابع إداري"‪.‬‬

‫عرفته املادة الثانية من دفرت الشروط النموذجي املتعلق مبنح االمتياز لقطع أرضية من األمالك الوطنية اخلاصة‬
‫التابعة للدولة واقعة داخل املساحات االستصالحية واحتمال حتويله إىل تنازل امللحق للمرسوم التنفيذي رقم ‪-97‬‬
‫‪ 483‬حيدد كيفيات منح حق إمتياز قطع أرضية من األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للدولة يف املساحات‬
‫اإلستصالحية‪ ،‬وأعبائه وشروطه‪ .‬واالمتياز يف مفهوم األحكام القانونية املشار إليها أعاله‪ ،‬هو تصرف متنح الدولة‬
‫مبوجبه وملدة معينة‪ ،‬حق االنتفاع أبراضي متوفرة اتبعة ألمالكها الوطنية اخلاصة‪ ،‬لكل شخص طبيعي أو معنوي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫يف إطار االستصالح يف املناطق الصحراوية واجلبلية والسهلية‬

‫‪1‬‬
‫المادة‪،99‬القانون رقم‪،33-66‬المؤرخ في ‪32‬يناير‪،3566‬المتضمن توجيه المؤسسات العمومية االقتصادية ‪،‬ج ر‬
‫ع‪،32‬سنة‪،3566‬ص‪.66‬‬
‫‪2‬المادة ‪32‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 483-97‬مؤرخ في ‪ 51‬ديسمبر ‪ ،1997‬يحدد كيفيات منح حق إمتياز قطع أرضية من‬
‫األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة في المساحات اإلستصالحية‪ ،‬وأعبائه وشروطه‪ ،‬ج ر ع ‪ ،83‬ص‪.33‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫عرفته املادة الثالثة الفقرة الثانية من القانون رقم ‪16 -08‬املؤرخ يف ‪ 30‬أوت ‪ 2008‬املتضمن التوجيه‬
‫الفالحي ابن االمتياز هو عقد متنح مبوجبه السلطة املاحنة لشخص حق استغالل العقارات الفالحية ملدة حمددة‬
‫‪1‬‬
‫مقابل دفع إاتوة سنوية‬

‫يتضح من خالل هذا النص أبنه حيتمل عدة أتويالت وهلذا مت تعريفه مبوجب أحكام القانون رقم ‪36/23-‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬الذي حيدد شروط وكيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة‬
‫‪2‬‬
‫للدولة‪ ،‬السيما املادة الرابعة منه اليت جاءت بتعريف شامل‪.‬‬

‫فمفهوم االمتياز من خالل املادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 36-10‬هو العقد الذي متنح مبوجبه الدولة شخصا‬
‫طبيعيا من جنسية جزائرية يدعى يف صلب النص املستثمر صاحب االمتياز‪ ،‬حق استغالل األارضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬وكذا األمالك السطحية املتصلة‪ ،‬هبا بناءا على دفرت شروط حيدد عن طريق التنظيم‬
‫ملدة أقصاها أربعون سنة قابلة للتجديد‪ ،‬مقابل دفع إاتوة سنوية‪ ،‬تضبط كيفيات حتديدها وحتصيلها وختصيصها‬
‫مبوج ب قانون املالية يالحظ أن هذا التعريف‪ ،‬أعطى عقد االمتياز اإلداري حقه من خالل التعرض جلميع العناصر‬
‫املكونة له‪ ،‬من حتديد األطراف‪،‬حمله‪ ،‬مدته واملقابل املايل الذي يتقاضاه امللتزم يف شكل إاتوات‪ ،‬واجلديد يف هذا‬
‫التعريف الذي جاء به هذا القانون انه حصر امللتزم يف الشخص الطبيعي فقط‪ ،‬وابلتايل استبعاد األشخاص املعنوية‬
‫ال تكون طرفا يف عقد االمتياز فضال عن هذا احلصر حدد امللتزم يف الشخص اجلزائري فقط‪ ،‬وهو ما مل تقم‬
‫القوانني اليت تتعرض للموضوع بذلك‪ ،‬وابلتايل استبعاد إمكانية أن يكون امللتزم يف مفهوم هذا القانون طرفا‬
‫‪3‬‬
‫اجنبيا‬

‫املطلب الثاين‪:‬أركان عقد االمتياز الفالحي ‪:‬‬

‫إن عقد االمتياز الفالحي ينشا من خالل توافق إرادة السلطة املاحنة لالمتياز واملتمثلة يف الدولة واملستثمر‬
‫صاحب االمتياز من خالل تبادل اإلجياب والقبول الذي ينصب على استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك‬

‫‪1‬المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 33/36‬المؤرخ في ‪ 36‬اوت ‪ 2336‬المتضمن التوجيه الفالحي‪,‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪, 31‬ص‪.33‬‬


‫‪2‬أكلي نعيمة‪ ،‬النظام القانوني لعقد االمتياز االداري في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬قانون العقود‪,‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ,‬تيزي وزو ‪ ،2336‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬المادة ‪ ،31‬من القانون رقم ‪،03-10‬المصدر السابق ‪,‬ص‪.39‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫اخلاصة للدولة والذي يقوم ابالفرتاض على أسباب معلومة ومشروعة وغري خمالفة للنظام واآلداب العامة ومبا أن‬
‫عقد االمتياز يستلزم واثئق وإجراءات معينة لقيامه فال خيلو كذلك من ركن الشكلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬الرضا‬

‫يقصد ابلرضا تبادل اإلجياب والقبول بني اجلهة املاحنة لالمتياز واملستثمر صاحب االمتياز على النحو متطابق‬
‫ومنتج لآلاثر القانونية وان يكون صحيح وخال من عيوب اإلرادة وهو ما نصت عليه املادة ‪ 59‬من القانون‬
‫املدين‪ 1‬فالرتاضي ابلنسبة للدولة يعرب عنه الوايل املخول إبصدار املنح‪ ،‬واملستثمر صاحب االمتياز ويعرب عن ‪,‬إرادته‬
‫بقبول املنح‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬احملل‪:‬‬

‫هو حق استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة التابعة للدولة وجمموع األمالك امللحقة ابملستثمرة‬
‫الفالحية‪ ،‬السيما منها املبانی واألغراس ومنشئات الري وذلك مبنح حق االمتياز على هذه األراضي‪ ،‬بدل حق‬
‫االنتفاع الدائم اليت تكون معلومة املوقع واملساحة لفائدة أعضاء املستثمرة الفالحية اجلماعية الفردية الذين استفادوا‬
‫من أحكام القانون رقم ‪ ،26-69‬واحلائزين على عقد رمسي مشهر أو قرار من الوايل‪ ،‬على شرط أن قد وفوا‬
‫ابلتزاماهتم بعد إيداع طلب من طرف األعضاء لدى الديوان الوطين لألراضي الفالحية‪ 2‬كما يكون االمتياز على‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة املتوفرة أبي صفة كانت بعد ترخيص من طرف الوايل عن طريق‬
‫إعالن الرتشح‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬السبب‪ :‬هو احد أركان العقد وختلفه يؤدی إىل بطالنه‪ ،‬ويشرتط أن يكون يف السبب موجود‬
‫وصحيحا مبعىن أن ال يكون ومهيا أو صوراي‪ ،‬كما يشرتط أن يكون مشروعا‪ ،‬ويقصد ابملشروعية هنا عدم خمالفة‬

‫‪1‬المادة ‪ ،95‬من االمر ‪ 96/19‬المؤرخ في ‪ 23‬سبتمبر ‪, 3519‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 39/31‬المؤرخ في ‪ 36‬ماي‬
‫‪ 2331‬المتضمن القانون المدني‪,‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون‪ 35/61‬المؤرخ في ‪ 36‬ديسمبر ‪,3561‬المتضمن كيفية استغالل االراضي الفالحية التابعة لالمالك الوطنية‬
‫وتحديد حقوق المنتجين وواجباتهم‪,‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.93‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫الباعث على التعاقد للنظام العام أو اآلداب العامة‪ ،‬وان يكون مطابقا للقانوحنيث إذ كان االلتزام املتعاقد لسبب‬
‫‪1‬‬
‫غري مشروع أو لسبب خمالف للنظام العام أو اآلداب العامة كان العقد ابطال‬

‫كما أن كل إلتزام مفرتض أن له سبب مشروعا ما مل يقم الدليل على غري ذلك ويف عقد االمتياز الفالحي‬
‫سبب اإللتزام اجلهة املاحنة لالمتياز تربره اعتبارات املصلحة العامة والنفع العام من خالل إشباع احلاجات العامة‬
‫للجمهور‪ ،‬وذلك من خالل إحداث صيغة جديدة لتسيري األارضي الفالحية التابعة للقطاع العمومي واليت دخلت‬
‫حيز التنفيذ مبوجب القانون رقم ‪ 36_23‬واملرسوم التنفيذي املؤرخ يف ‪ 2010/12/23‬واحملددان لشروط‬
‫وكيفيات‪ ،‬وكذا إجراءات حتويل حق االنتفاع الدائم املمنوح لفائدة املستثمرات الفالحية اجلماعية والفردية‪ ،‬إىل‬
‫امتياز طويل املدى‪ ،‬وهذه ا لعملية اليت تكتسي طابع وطين من اجل النهوض ابالقتصاد الفالحي وخلق ثروة‬
‫إضافية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬الشكل‪:‬‬

‫نصت أحكام املادة ‪ 08‬من قانون ‪ 36-23‬الذي حيدد شروط وكيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة‬
‫"‪2‬‬
‫لألمالك اخلاصة للدولة‪" :‬تعفى إجراءات اإلعداد والتسجيل واإلشهار العقاري لعقد االمتياز من مجيع املصاريف‬

‫فعقد االمتياز من العقود املكتوبة اخلاضعة إلجراءات اإلعداد والتسجيل واإلشهار أمام احملافظات العقارية‬
‫‪3‬‬
‫املختصة وهذا ما يضفي الطابع الشكلي لعقد االمتياز‬

‫املطلب الثالث‪ :‬خصائص عقد االمتياز الفالحي‪:‬‬

‫انطالقا من نص املادة ‪ 26‬من القانون ‪ 36- 23‬املذكورة يف التعرف القانوين لعقد االمتياز‪،‬‬

‫نستخلص جمموعة من اخلصائص اليت يتميز هبا عقد االمتياز بوصفه عقدا إداراي خالفا للعقود‬

‫األخرى‪ ،‬نذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،31‬من القانون ‪ ،36/33‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬المادة ‪ ،56‬االمر ‪ ،96-19‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 36‬من القانون ‪،36-33‬اصدر سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد إداري‬

‫على الرغم من عدم النص صراحة يف أحكام هذا القانون على طبيعة العقد إال أنه يقصد بكلمة‬

‫عقد هو العقد اإلداري‪ ،‬حيث من خالل املادة ‪ 26‬والعناصر املذكورة فيها جندها تصب يف مقومات‬

‫العقد اإلداري‪ ،‬واليت مفادها أن‪:‬‬

‫‪ ‬عقد االمتياز يربمه شخص معنوي عام (الدولة)‪.‬‬


‫‪ ‬بقصد إدارة مرفق أو عام تسيريه أو استغالله‬
‫‪ ‬وأن تظهر نيته يف هذا العقد األخذ أبسلوب القانون العام‪.‬‬
‫‪ ‬تضمني العقد شروط استثنائية غري مألوفة يف عقود القانون اخلاص‪.‬‬

‫وذلك من أجل منح حق إىل شخص طبيعي الستغالل أراضي فالحية اتبعةلألمالك الوطنية اخلاصة للدولة‪،‬‬
‫وكذا األمالك السطحية املتصلة ابلعقار‪.1‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬عقد االمتياز ينشيء حق عيين عقاري‬

‫يعد عقد االمتياز مبثابة رخصة من املالك األصلي يهدف إىل حتويل حق عيين عقاري يف حدود عقد االستفادة‬
‫بني السلطة املاحنة واملستثمر صاحب االمتياز وتظهر هذه الرخصة يف شكل حق عيين عقاري مينح للمستثمر من‬
‫خالل جزء من الصالحيات اليت يتوىل مبوجبها استغالل األرض الفالحية نيابة عن السلطة املاحنة اليت حتتفظ‬
‫ابمللكية‪ ،‬حيث يراعى فيها حقوق املنتفع والتزاماته‪ ،‬والذي جيب عليه استعمال حق االمتياز (األرض الفالحية)‬
‫حبالته اليت تسلمه هبا‪ ،‬واملالك األصلي له احلق يف االعرتاض على أي استعمال غري مشروع وجيوز له إسقاط احلق‬
‫من طرف اجلهة القضائية املختصة حسب املادة ‪ 866‬وما يليها من القانون املدين‪ ،2‬كما يتم تسجيل هذا العقد‬
‫وشهره أمام احملافظة العقارية املختصة ويرتتب عليها كل آاثر الشهرولعل أهم خاصية جتعل من حق االمتياز حقا‬

‫‪1‬المادة ‪ 31،‬من القانون ‪ ،36-33‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫‪2‬‬
‫المواد ‪39‬و ‪ 33‬من األمر ‪ 11- 19‬المؤرخ في ‪ 32‬نوفمبر ‪، 3519‬المتضمن إعداد مسح األراضي وتأسيس السجل‬
‫العقاري‪ ،‬ج ر ع‪، 52‬ص‪.3231‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫عينيا عقاراي‪ ،‬هو إمكانية رهنه كضمانة ألي قرض لدى اهليئات املالية يف إطار متويل نشاطاته املتعلقة ابالستثمار‬
‫الفالحي‪ 1‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪20‬من القانون ‪ 36-23‬كما يلي‪" :‬بغض النظر عن أحكام القانون املدين‪،‬‬
‫خيول حق االمتياز‪.‬املنصوص عليه يف هذا القانون‪ ،‬حق أتسيس رهن يثقل احلق العيين العقاري الناتج عن االمتياز‬
‫لفائدةهيئات القرض‪ .‬ميارس الرهن املذكور يف الفقرة أعاله‪ ،‬يف ضل احرتام أحكام هذا القانون‪ ،‬ال سيما منها‬
‫املواد ‪ 0‬و‪ 6‬و‪ 23‬و‪ 24‬و‪ 21‬منه"‪ .‬وكل هذه اخلصائص جتعل من حق االمتياز حقا عينيا عقاراي‬

‫الفرع الثالث‪:‬عقد االمتياز منشأ حلق حمدد املدة وقابل للتجديد‪:‬‬

‫حق االمتياز متنحه السلطة املاحنة ملدة ال تتجاوز أربعني سنة وللمستفيد احلق يف طلب‪ ،‬ويكون ذلك قبل ‪21‬‬
‫شهرا من هناية مدة العقد ويودع الطلب جتديد هذا العقد عند انتهاء املدة القانونية‪ 2‬لدى الديوان الوطين لألراضي‬
‫الفالحية‪ ،‬وهبذا تكون الدولة ختلت عن خاصة الدميومة اليت كانت ممنوحة يف ظل القانون ‪ 26- 69‬املتضمن‬
‫كيفية استغالل األراضي الفالحية‪ ،‬واألمر ‪ 96- 92‬املتعلق ابلثورة الزراعية‪ 3‬ويتم حتديد املدة مبوجب دفرت‬
‫الشروط املعد من طرف الدولة بصفتها السلطة ماحنة االمتياز‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬عقد االمتياز يكون مبقابل‬

‫عكس ما كان عليه احلال يف القانون ‪ 26-69‬وقانون الثورة الزراعية الذي كان مينح احلق‬

‫جماان‪ ،‬فإن حق االمتياز ال مينح دون مقابل بل يكون مبقابل يتمثل يف إاتوة سنوية على صاحباالمتياز‪ ،‬وحتدد‬
‫‪4‬‬
‫كيفية حتديدها وحتصيلها وختصيصها مبوجب قانون املالية‪.‬‬

‫‪1‬بريك الزوبير‪ ،‬النظام القانوني لعقد االمتياز الفالحي في ظل التعديالت‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير‬
‫في القانون‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪,2339 ،‬ص‪.332‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 31‬من القانون ‪,، 36-33‬المصدر السابق‪.‬ص‪.9‬‬

‫‪3‬القانون ‪ 16- 13‬مؤرخ في ‪ 36‬نوفمبر ‪، 3513‬يتضمن الثورة الزراعية – ميثاق الثورة الزراعية‪ ،‬ج ر ع ‪، 51‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 63‬نوفمبر‪.3513 .‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫املبحث الثاين‪:‬عقد االمتياز الفالحي يف ظل القانون‪20-22‬‬

‫يكون استغالل االراضي الفالحية عرب منط االمتياز حيث جاء القانون ‪ 29/36‬املتضمن التوجيه الفالحي‬
‫لينص على ذلك مث تاله القانون ‪ 36/23‬احملدد لشروط وكيفيات استغالل االراضي الفالحية التابعة للدولة ليتبىن‬
‫االمتياز كالنمط الوحيد الذي يسمح ابستغالل االراضي الفالحية التابعة لالمالك اخلاصة للدولة ولكي يتم منح‬
‫االمتياز بطريقة صحيحة وضع املشرع اجلزائري شروط حتكم عملية املنح وكما كل العقود لعقد االمتياز الفالحي‬
‫هناية وكذلك منازعات ميكن ان تثار بشانه‪.‬ولتبيان كل مامت احلديث عنه خصصنا املطلب االول لكيفية منح عقد‬
‫االمتياز‪ .‬اما يف املطلب الثاين تطرقنا للطرق اليت ينتهي هبا هذا العقد واخريا ويف املطلب الثالث ابرزان خمتلف‬
‫املنازعات اليت ميكن له ان يثريها‪.‬‬

‫املطلب األول‪:‬منح عقد االمتياز الفالحي‪:‬‬

‫مبا ان املشرع اجلزائري قد عرف ان عقد االمتياز الفالحي ابنه ذلك العقد الذي متنح مبوجبه الدولة شخص‬
‫طبيعي من جنسية جزائرية يعرف ابسم املستثمر صاحب االمتياز متنحه حق استغالل االراضي الفالحية اليت تتبع‬
‫االمالك اخلاصة للدولة ‪ ,‬فقد وضع املشرع ايضا شروط يتم وفقها منح هذا االمتياز ومنه سنتناول الشروط اليت‬
‫تتعلق ابملستثمر صاحب االمتياز يف (الفرع االول) يف حني تطرقنا للشروط اليت تتعلق ابالراضي الفالحية حمل‬
‫االمتياز يف (الفرع الثاين) ‪,‬اما كيفية منح االمتياز فتحدثنا عنها يف( الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط منح االمتياز املتعلقة ابملستثمر صاحب االمتياز‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬أن يكون املستثمر صاحب االمتياز شخصا طبيعيا ‪:‬‬

‫من خالل القانون ‪ 36/23‬جند أن املشرع اجلزائري اش رتط عل ى املس تثمر ص احب االمتي از أن يك ون شخصا‬
‫طبيعيا‪ ،‬حيث استثىن األشخاص املعنوية من تطبيق هذا القانون مهما كانت طبيع تهم وعلي ه فان ه سار على منهج‬
‫خيتلف عن االمتياز يف جم ال األراض ي االستص الحية وك ذا ف ي جم ال العق ار الص ناعي املنص وص علي ه وفق ا للق انون‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫‪ ،132/36‬ميك ن تربي ر ذل ك لك ون االمتي از امت داد للمس تثمرات الفالحي ة والت ي يش رتط فيه ا االس تغالل املباش ر‬
‫واجلم اعي لألراض ي املمنوح ة‪ ،‬حي ث ال ميك ن تطبي ق ه ذا عل ى األشخاص املعنوية لعدم مالئمته لطبيعة الشخص‬
‫‪2‬‬
‫املعنوي‬

‫اثنيا ‪ -‬أن يكون املستثمر صاحب االمتياز متمتعا ابجلنسية اجلزائرية‪:‬‬

‫م ن خ الل التط رق للق انون ‪ 36/23‬احمل دد لش روط وكيفي ات اس تغالل األراض ي الفالحي ة التابع ة له ع ن‬
‫طري ق االمتي از جن د أن املش رع ل م ي نص لألم الك اخلاص ة للدولة ش رط اجلنس ية اجلزائري ة عن دما نص عليه يف تعريف‬
‫‪3‬‬
‫االمتياز ذلك يف املادة ‪ 6‬منه‪.‬‬

‫مما سبق نتوصل اىل أنه كان على املشرع اجلزائري إدراج شرط اجلنسية اجلزائرية ضمن شروط االمتياز وليس يف‬
‫التعريف اش رتاط اجلنس ية اجلزائري ة ف ي ص احب االمتي از ال عالق ة ل ه م ع التعريف و إمن ا ي دخل ف ي نط اق‬
‫الش روط وابس تقراء النص وص القانوني ة املتعلق ة بتعريف االمتياز واستغالل العقارات الفالحية ‪ ،‬نالح ظ أهن ا دوم ا‬
‫تش رتط أن يك ون املس تثمر ص احب االمتي از م ن جنس ية جزائري ة‪ ،‬رغبة من املشرع يف محاية العقار الفالحي‪.‬‬

‫اثلثا ‪-‬أن يكون صاحب االمتياز تتوفر فيه شروط حتول حق االنتفاع الدائم لإلمتياز‪:‬‬

‫حتول حق االنتفاع الدائم المتياز فيجب أن يك ون املس تثمر ص احب االمتي از من بني‬
‫إذا منح االمتياز مبوجب ّ‬
‫األشخاص الذين كانوا أعضاء املستثمرات الفالحية الفردي ة واجلماعي ة ال ذين اس تفادوا م ن الق انون ‪19-87‬‬
‫املتض من ض بط كيفي ة اس تغالل األراضي الفالحي ة التابع ة لألم الك الوطني ة وحتدي د حق وق املنتجني وواجباهتمد‬

‫كما اشرتط الق انون ‪ 03/10‬مبوج ب امل ادة اخلامس ة من ه عل ى أن يك ون ه ؤالء ح ائزين عل ى عق د رمسي‬
‫مشهر يف احملافظة العقارية وقرار من الوايل املختص إقليميا‪،‬كما جند املادة أن امل ادة ‪ 7‬م ن الق انون‬
‫ّ‬
‫‪ 03/10‬قام ت إبس تثناء بع ض األش خاص م ن تطبي ق ه ذا القانون وهم‪ - :‬الذين حازوا على األ ارض ي الفالحي ة‬

‫‪1‬األمـر رقـم ‪ ،31/36‬المـؤرخ فـي ‪ 3‬سـبتمبر ‪، 2336‬يحـدد شـروط وكيفيـات مـنح االمتيـاز علـى األ ارضـي التابعـة لألمـالك‬
‫الخاصـة‪ ،‬للدولة و الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬ج ر عدد ‪، 15‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬سبتمبر ‪.2336‬‬
‫‪2‬جبوري أحمد‪ ،‬الطبيعة القانونية لالمتياز في مجال االمالك الوطنية الخاصة للدولة‪ ،‬ص ‪ 93‬و‪.91‬‬
‫‪3‬المادة ‪ ،31‬من القانون‪ ،36/33‬المصدر السابق‪.‬ص‪.9‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫امل ذكورة أو ال ذين أج روا مع امالت أو اكتس بوا حق وق انتفاع أو أمالك سطحية خرقا لألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫املعمول هبا‪.‬‬

‫‪ ‬الذين كانوا موضوع إسقاط حق صادر عن القضاء‪.‬‬


‫‪ ‬الذين الغى الوالة قرارات إستفادهتم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ان ال يكون املستثمر صاحب االمتياز قد سلك سلوكا غري مشرف اثناء ثورة التحرير الوطين لقد‬
‫نص املشرع اجلزائري على هذا الشرط يف املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 36-23‬ولعل اهلدف من ذلك هو محاية‬
‫‪1‬‬
‫العقار الفالحي وعدم السماح ألي خائن للدولة ابستغالل اراضيها‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬شروط منح اإلمتياز املتعلقة ابألراضي الفالحية حمل اإلمتياز‪:‬‬

‫ابس تقراء الق انون ‪ 36-23‬احمل دد لش روط وكيفي ات اس تغالل األراض ي الفالحي ة التابع ة لألم الك‬

‫الوطنية اخلاصة‪ ،‬جند أنه مل يش رتط س وى أن تك ون األرض حم ل اإلمتي از م ن األم الك الوطني ة اخلاص ة‬

‫واليت كانت خاضعة قبل صدور الق انون ‪29-36‬املتض من ق انون التوجي ه الفالح ي‪ ،‬إل ى ق انون ‪26-69‬‬

‫املتض من ض بط كيفي ة اس تغالل األراض ي الفالحي ة التابع ة لألم الك الو طني ة وحتدي د حق وق املنتج ني‬

‫وواجباهتم‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬كيفية منح اإلمتياز الفالحي‬

‫أوال ‪ :‬منح االمتياز عن طريق حتويل حق االنتفاع الدائم اىل حق االمتياز‬

‫لتسوية احلقوق اليت كرست يف اطار القانون رقم ‪ ،26- 69‬فقد منح املشرع اجلزائري مبوجب القانون رقم‬
‫‪ 36-23‬حق االمتياز العضاء املستثمرات الفالحية اجلماعية والفردية الذين استفادوا من احكام القانون رقم‪69‬‬
‫‪ 26-‬واحلائزين على عقد رمسي مشهر يف احملافظ العقارية او قرار من الوايل‪ .‬وهذا بشرط ان يكونوا قد وفوا‬

‫‪1‬المادة‪ ،35‬القانون ‪ ،36-33‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ابلتزاماهتم مبفهوم القانون رقم ‪ 126 -69‬ويف هذه احلالة تقوم ادارة االمالك الوطنية ابعداد عقد حتويل حق‬
‫االنتفاع الدائم اىل حق امتياز ابسم كل مستثمر يستويف الشروط املذكورة اعاله‪ 2.‬وقد حدد املشرع اجلزائري‬
‫االجراءات اليت جيب اتباعها لتحويل حق االنتفاع الدائم اىل حق امتياز وسنوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ايداع طلب من طرف اعضاء املستثمرات الفالحية لدى الديوان الوطين لالراضي الفالحية‬
‫‪3‬‬
‫لتحويل حقاالنتفاع الدائم اىل حق امتياز‪.‬‬
‫‪ ‬ان يودع ملف حتويل حق االنتفاع الدائم اىل حق امتياز بصفة فردية‪ ،‬من كل عضو يف مستثمرة‬
‫فالحية‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬مجاعية او فردية‪.‬‬
‫‪ ‬ان يودع طلب التحويل لدى الديوان الوطين لالراضي الفالحية يف اجل ‪ 26‬شهرا ابتداءا من‬
‫اتريخ نشر القانون رقم ‪ 36- 23‬يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬وعند انقضاء هذا االجل و بعد توجيه اعذارين‬
‫متباع دين بفرتة شهر واحد عن طريق احملضر القضائي يعترب املستثمرون و الورثة الذين مل يودعوا طلباهتم‬
‫متخلني عن حقوقهم‪..‬‬
‫‪ ‬يقوم الديوان الوطين لالراضي الفالحية بدراسة ملف طلب حتويل حق االنتفاع الدائم اىل حق‬
‫امتياز و بعد ان يتاكد من توفر كل الشروط و الواثئق يتم امضاء دفرت الشروط مث يرسل امللف اىل ادارة‬
‫‪5‬‬
‫امالك الدولة العداد عقد االمتياز‪.‬‬
‫‪ ‬اشهار عقد االمتياز الذي الذي ينشأ حق عيين عقاري لفائدة املستثمر صاحب االمتياز‬
‫ابحملافظة العقارية ليحتج به على الغري‪.1‬‬

‫‪1‬المادة ‪ ،9‬من القانون رقم ‪, 36-33‬المحدد لشروط وكيفيات استغالل االراضي الفالحية التابعة لالمالك الخاصة للدولة‬
‫‪,‬المصدر السابق‪.‬ص‪.9‬‬
‫‪2‬المادة ‪ ،3‬من القانون رقم ‪,36-33‬المصدر نفسه‪،‬ص‪.39‬‬
‫‪3‬المادة ‪ ،5‬من القانون رقم ‪,36-33‬المصدر نفسه‪،‬ص‪.33‬‬
‫‪4‬المادة ‪ ،2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 623-33‬المؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪,2333‬المحدد لكيفيات تطبيق حق االمتياز‬
‫الستغالل االراضي الفالحية التابعة لالمالك الخاصة للدولة‪,‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪,15‬ص‪.33‬‬
‫‪5‬المادة ‪ ،63‬من القانون رقم ‪,36-33‬المصدر السابق‪.‬ص‪.31‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫اثنيا‪ :‬االمتياز عن طريق الرتشح‪:‬‬

‫ميكن الدارة امالك الدولة ان متنح عقد االمتياز بناءا على طلب من الديوان الوطين لالراضي الفالحية‬
‫وبرتخيص من الوايل على االراضي الفالحية التابعة لالمالك الوطنية اخلاصة وكذا االمالك السطحية املتوفرة ابي‬
‫صفة كانت‪.2‬واملقصود هنا "ابملتوفرة" هو االراضي الفالحية اليت مل يقم اصحاهبا بتقدمي طلب حتويل حق االنتفاع‬
‫الدائم اىل حق االمتياز يف االجال احملددة‪ ،‬او اليت مت اسقاط حق اصحاهبا عليها ابقصائهم‪ ،‬حيث يقوم الديوان‬
‫الوطين لالراضي الفالحية ابعالن الرتشح لالستفادة من عقود االمتياز‪ ،‬ويف هذه احلالة تعطى االولوية اىل‪:3‬‬

‫‪ ‬املستثمرين اصحاب االمتياز املتبقني من املستثمرة الفالحية ذات اصحاب امتياز متعددين‪.‬‬
‫‪ ‬املستثمرين اصحاب االمتياز احملاذين من اجل توسيع مستثمراهتم‪.‬‬
‫‪ ‬االشخاص الذين هلم مؤهالت علمية او تقنية و يقدمون مشاريع لتعزيز املستثمرة الفالحية‬
‫وعصرنتها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد حددت كيفيات اعالن الرتشح و معايري اختيار املرشحني مبوجب قرار وزاري‪.‬‬

‫‪ - 2‬إعالن الرتشح للحصول على امتياز استغالل األراضي املتوفرة‪:‬‬

‫يتب ني م ن خ الل ن ص املـادة ‪ 03‬فق رة‪ 2‬م ن الق انون الس الف ال ذكر ‪ ،‬أن حم ل االمتي از ع ن طري ق الرتشح يتمثل‬
‫يف األراضي الفالحية واألمالك السطحية املتصلة هبا املت وفرة و يقص د هب ا تل ك األراض يالفالحية‪ 5‬اليت مل يقم‬
‫أصحاب حق االنتفاع الدائم عليها بتقدمي طلب حتويله إىل حق امتياز وكذا األراض ي اليت مت إسقاط االنتفاع عليها‬

‫‪1‬المادة ‪ ،9‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪,623-33‬المصدرالسابق‪.‬ص‪.33‬‬


‫‪2‬المادة ‪ ،31‬من القانون رقم ‪ ،36-33‬لمصدر السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪3‬المادة ‪ ،29‬من القانون رقم ‪ ،36-33‬المصدر نفسه‪.‬ص‪36‬‬


‫‪4‬قرار و ازرة الفالحة و التنمية الريفية رقم ‪ ،3611‬المؤرخ في ‪، 2332/33/33‬يحدد كيفيات اعالن الترشح واختيار‬
‫المترشحين المتياز االراضي الفالحية واالمالك السطحية التابعة لالمالك الخاصة للدولة المتوفرة‪ ،‬ج ر ع ‪ 11‬لسنة‬
‫‪.2336‬‬
‫‪5‬جبوري احمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ف ي ه ذا اإلط ار‪ ،‬نص ت املــادة ‪ 26‬م ن الق انون ‪ 36 -23‬عل ى إمكاني ة ال ديوان ال وطين لألراض ي الفالحية‬
‫إلعالن الرتشح ملنح االمتياز على األراضي الفالحية املت وفرة م ع ض رورة احت رام املـادة ‪ 23‬م ن نف س الق انون‪،‬‬
‫ب الرجوع إل ى ه ذه امل ادة جن د أن األم ر يتعل ق بتن ازل املس تثمر الفالح ي ع ن حق ه العين ي العق اري حي ث يت دخل‬
‫أيض ا ال ديوان ال وطين لألراض ي الفالحي ة عن د الض رورة ع ن طري ق ممارس ة ح ق الشفعة‪ ،‬يف هذه احلالة يطبق على‬
‫األراضي املسرتجعة نظاما خاصا ملنح االمتياز عليها ذلك وفقا للمادة ‪ 24‬من املرسوم التنفيذي ‪.619 -23‬‬

‫هبذه الطريقة تكون األراضي الفالحية املتوفرة حمل إع الن الرتش ح‪ ،‬يباش ره ال ديوان لألراض ي الفالحي ة ويتم إدراجها‬
‫مرة واح دة عل ى األق ل ف ي ي وميتني وطنيت ني أح دمها ابللغ ة العربي ة واألخ رى ابللغ ة الفرنس ية ‪.‬بناءا عل ى ه ذا إلص اق‬
‫‪1‬‬
‫نف س اإلع الن عل ى مس توى مق ر والي ة ودوائ ر وبل دايت مك ان تواج د ه ذه األراض ي حمل االمتياز‬

‫‪ -1‬دراسة ملفات الرتشح ‪:‬‬

‫أنش أ الق رار ال وزاري الص ادر بت اريخ‪ 2012/22/22‬جلن ة خاص ة تت وىل دراس ة ملف ات املعني ني ابلرتشح ولقد‬
‫‪2‬‬
‫قامت املادة ‪ 3‬من هذا القرار بتحديد تشكيلتها‪:‬‬

‫تقوم هذه اللجنة اخلاصة بدراسة طلبات احلصول عل ى ح ق االمتي از عل ى األراض ي الفالحي ة املت وفرة مبوجب إعالن‬
‫الرتشح مع مراعاة األولوية اليت منحتها املادة ‪ 26‬من القانون ‪36-23‬حيث تعتمد هذه اللجنة اخلاصة عند‬
‫دراسة طلبات الرتشح املقدمة على مع ايري خمتلف ة حبس ب الفئ ة املقدمة لطلب الرتشح ‪.‬عند االنتهاء من دراسة‬
‫ملفات طلبات منح االمتياز اليت قامت هبا اللجنة اخلاصة‪ ،‬حترر هذه األخرية حمض را أبش غاهلا وفق ا مل ا ج اء ب ه‬
‫الق رار ال وزاري امل ؤرخ يف‪،2012/11/11‬ترس ل نس خة من ه إل ى املديري ة العام ة لل ديوان لألراض ي الفالحي ة‪ ،‬كم ا‬
‫تق وم إبع داد القائم ة االس م ية للمرتش حني املقب ولني الت ي تعرض على الوايل املختص إقليميا للرتخيص مبنحهم حق‬
‫االمتياز‪ 3‬أخي را يق وم م دير ال ديوان ال وطين لألراض ي الفالحي ة للوالي ة بن اءا احملض ر املع د م ن ط رف اللجن ة اخلاص ة‬

‫‪1‬قرار و ازرة الفالحة والتنمية الريفية رقم ‪ 3611‬المؤرخ في ‪، 2332 33/33/‬يحدد كيفيات إعالن الترشح واختيـار‬
‫المترشـحين المتيـاز األراضي الفالحية واألمالك السطحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة المتوفرة‪،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪2‬المادة‪ ، 5‬من قرار و ازرة الفالحة والتنمية الريفية رقم ‪، 3611‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪3‬قبايلي طيب‪ ،‬تحويل حق االنتفاع الدائم الى امتياز في مجال استغالل العقار الفالحي‪ ،‬االكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬المجلد‪ ،6‬العدد‪ ،02‬بجاية‪ ،2336 ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫بتوقي ع دفت ر الش روط م ع املرش ح املقب ول ال ذي تت وفر في ه الش روط امل ذكورة ف ي املـادة ‪ 26‬م ن الق انون ‪36-23‬‬
‫يق وم ه ذا ال ديوان إبرس اله م ع مل ف الرتش ح إل ى م دير أم الك الدول ة للوالي ة بغ رض اعداد عقد االمتياز‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬إنتهاء عقد االمتياز الفالحي‪:‬‬

‫ابعتبار ان عقد االمتياز الفالحي من العقود احملددة املدة فمن الطبيعي ان تكون له طرق ينتهي هبا هذا‬
‫العقد وقد حتدثت عن النهاية املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 36-23‬وقد صنفناها اىل طرق عادية واخرى غري عادية‬
‫سنتحدث عنها يف (الفرع االول) و (الفرع الثاين) على التوايل‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬النهاية العادية لعقد االمتياز الفالحي‪:‬‬

‫القاع دة العام ة ف ي العق ود اإلداري ة أهن ا تنته ي وت زول أبس باب طبيعي ة وذل ك بتحقي ق أه دافها عن طريق تنفيذ‬
‫كل االلتزامات التعاقدية تنفيذا كامال طبقا للمادة ‪ 26‬من القانون ‪ 36-23‬فإنه ينتهي عقد االمتياز ابعتباره من‬
‫العقود اإلدارية هناية طبيعية وعادي ة‪ ،‬ذل ك بتنفي ذ ك ل م ا تض منه العق د وقي ام ص احب االمتي از بتنفي ذ ك ل‬
‫االمتي ازات املرتتب ة ع ن العق د تنفيذا كامال‪ 1‬ابنقضاء مدته احملددة يف العقد‪ ،‬هذا يف حالة عدم جتديد مدة االمتياز‪،‬‬
‫أما إذا أراد املستثمر صاحب االمتياز جتديد املدة فيجب عليه أن يعلن عن إرادته يف ذلك كتابيا عن طريق طلب‬
‫جتدي د ي ودع ‪.‬لدى الديوان الوطين لألراضي الفالحية يف م دة ‪ 21‬ش هرا عل ى األق ل قب ل انته اء امل دة احمل ددة ف ي‬
‫دفت ر الشروط وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من املادة ‪ 26‬من املرسوم التنفيذي ‪ 2.619/23‬لق د نص ت‬
‫املـادة ‪ 23‬م ن األم ر ‪ 36-23‬عل ى أنه يب دأ س راين مفع ول االمتي از م ن ت اريخ ش هر عق د االمتي از ف ي احملافظ ة‬
‫‪3‬‬
‫العقاري ة‪.‬‬

‫‪1‬عامر سامية‪ ،‬عقد االمتياز وفقا للقانون ‪ ،10-01‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص القانون العقـاري و الز ارعـي‪،‬‬
‫جامعـة البليـدة‪،2332 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪,326/10‬المصدر السابق‪,‬ص‪.36‬‬
‫‪3‬عامر سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫الفرع الثاين‪:‬النهاية غري العادية لعقد االمتياز الفالحي‬

‫أوال‪ -‬إبرادة املستثمر صاحب االمتياز ‪:‬‬

‫ق د ينقض ي عق د االمتي از قب ل انقض اء م دة االمتي از املتف ق عليه ا‪ ،‬ذل ك بن اءا عل ى رغب ة املس تثمر صاحب‬
‫االمتياز‪ ،‬هذا ما ال جنده يف انتهاء العقد اإلداري‪ .‬إن كان القانون ‪ 26-69‬املتضمن كيفية ضبط اس تغالل‬
‫األراض ي الفالحي ة التابع ة لألم الك اخلاص ة للدول ة وحتدي د حق وق املنتج ني وواجب اهتم‪ ،‬ق د س مح لك ل عض و ف ي‬
‫املس تثمرة الفالحي ة أن ينس حب م ن املس تثمرة حت ى ال تربط ه أي عالق ة ب التزام م ا يقيد م ن حر يت ه إل ى أج ل غي ر‬
‫‪1‬‬
‫حم دود‪ ،‬لك ن جل واز ذل ك اشرتط أن يعلن هذا العضو عن رغبته يف االنسحاب وأن ينسحب يف وقت الئق‪.‬‬

‫إال أن القانون ‪ 36-23‬مل يقم بوض ع أي ش رط للمس تثمر ص احب االمتي از إلهن اء عق د االمتي از‪ ،‬م ا ع دا‬
‫تق دمي إش عار ابإلنس حاب قب ل م دة ‪ 21‬ش هرا عل ى األق ل وفق ا مل ا ورد ف ي دفت ر ش روط االمتياز على األراضي‬
‫الفالحية لألمالك الوطنية اخلاصة‪.‬‬

‫اثنيا‪:‬بطلب اإلدارة‪:‬‬

‫إبمكان الدولة إهناء عقد االم تياز إبرادهتا املنفردة رغم عدم انقضاء مدة االمتياز املتفق عليها‪ ،‬ذلك عند‬
‫إخالل صاحب االمتياز ابلتزاماته املنصوص عليها يف املادة ‪ 01‬من القانون ‪36-23‬‬

‫ه ذا اإلهن اء يك ون بفس خ عق د االمتي از‪،‬ف ي ه ذه احلال ة فالفس خ ي تم ابلطريق ة اإلداري ة م ن قب ل إدارة أم الك‬
‫الدول ة وتلج أ الدول ة لف رض عقوب ة الفس خ لوض ع ح د لعق د االمتي از وإهنائه هناية غي ر طبيعي ة قب ل األوان‪ ،‬ذل ك‬
‫بع د إخط ار م ن قب ل ال ديوان ال وطين لألراض ي الفالحي ة بع دم امتث ال املس تثمر ص احب االمتياز بعد اعذاره‬
‫وانته اء األج ل احمل دد لإلعذار حسب مانصت عليه املادة ‪ 08‬من القانون ‪2 36-23‬إضافة إىل ذلك فإن إدارة‬
‫أمالك الدولة تقوم بفسخ العقد إبرداهتا املنفردة دون اللجوء للقضاء للحصول على إذن بتوقيعه عكس ماكان‬
‫منصوص عليها يف ظل القانون ‪ 26-69‬حيث وفقا هلذا القانون يف حالة ارتكاب أعض اء املس تثمرة الفالحي ة‬

‫‪1‬بوركي دمحم‪" ،‬المستثمرات الفالحية في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الموثق‪ ،‬العدد ‪، 3556، 36‬الجزائر‪ ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪2‬المادة ‪ ،26‬من القانون ‪ ,36/33‬المصدر السابق‪,‬ص‪.31‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫إح دى املخالف ات كالقي ام إبجي ار األراض ي حيك م بفق دان حق وق املستغلني ‪ ،‬طبق ا للمـادة ‪ 28‬م ن املرس وم‬
‫التنفي ذي ‪1 92-63‬الت ي ت نص عل ى‪ " :‬إذا ل م تك ن األس باب امل ذكورة وجيه ة أو ل م يص ل رد م ن املنتج ني‬
‫الفالح ني املعني ني‪ ،‬يرف ع ال وايل القض ية إل ى القاض ي املختص املكلف ابلنظر يف سقوط احلقوق العقارية و يف‬
‫تع ويض اإلض رار املتس بب فيه ا"‪ ،‬ابإلض افة إىل املنشور الوزاري املشرتك رقم ‪ 616‬املؤرخ يف ‪2663/39/29‬‬
‫‪،‬املتض من كيفي ات إتب اع اإلج راءات القانونية إلسقاط احلقوق‪ ،‬فإن الوايل يقوم برفع الدعوى أمام القاض ي‬
‫املخ تص املكل ف ب النظر ف ي إس قاط احلقوق العينية العقارية‬

‫املطلب الثالث‪:‬املنازعات املتعلقة بعقد االمتياز الفالحي‪:‬‬

‫كغريه من العقود ميكن ان يرتتب عن عقد االمتياز الفالحي منازعات يتم عرضها على القضاء ليتوىل الفصل‬
‫فيها وابلنظ ر اىل طبيعة احلق واملتمثل يف االراضي الفالحية التابعة لالمالك الوطنية اخلاصة فيمكن لذلك ان يثري‬
‫تعدد اجلهات الىت تتوىل النظر والفصل يف هذه املنازعات‪ ،‬فيتخص القضاء العادي ابملنازعات اليت مت النص عنها‬
‫قانونيا وهذا الذي تطرقنا اه يف (الفرع االول)‪ ،‬يف حني خيتص القضاء االداري يف املنازعات ابلنظر اىل اطراف‬
‫النزاع املعروض امامه وهذا ما قمنا بتناوله يف (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬املنازعات اليت خيتص هبا القضاء العادي‪:‬‬

‫تنشأ هذه املنازعات بفعل عدة أسباب مصدرها عدم احرتام النصوص القانونية والتنظيمية املتعلقة بنمط‬
‫االس تغالل أو شكله أو بفعل الضرر الناتج عن احلرمان منه‪ ،‬ومن مث ينشأ للمتضرر احلق يف اللجوء إىل القضاء عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق وسيلة الدعوى القضائية‪ ،‬وذلك من أجل وضع حد لالعتداء على احلق الذي يعرتف به القانون وحيميه‬
‫ويرجع إخضاع هذه املنازعات إىل القضاء العادي إىل مبدأ هامة حيكم األمالك الوطنية اخلاصة وهو مبدأ إخضاع‬
‫املنازعات املتعلقة بتسيري هذه األمالك إىل احملاكم العادية ألن نظامها القانوين مرتبط ابلنظام القانوين الذي خيضع‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي‪ ،‬رقم ‪51/90‬المؤرخ في ‪ 3‬فيفري سنة ‪ ،3553‬يحدد كيفيات تطبيق المـادة ‪ 26‬مـن القـانون رقـم ‪،61/35‬‬
‫المـؤرخ ‪6‬في ديسمبر سنة ‪ ،3561‬الذي يضبط كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمـالك الوطنيـة ويحـدد حقـوق‬
‫المنتجـين وواجبـاتهم‪ ،‬ج ر ع ‪ ،93‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬ديسمبر ‪. 3561‬‬
‫‪2‬اعمر زودة‪ ،‬االجراءات المدنية على ضوء اراء الفقه واحكام القضاء‪،‬الج ازئر‪ ،2336،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫له أشخاص القانون اخلاص بصفة عامة‪ 1‬وهلذا ميكن تصنيف املنازعات اليت خيتص هبا القضاء العادي يف جمال منح‬
‫حق االمتياز عن طريق إجراء التحويل أو عن طريق إجراء إعالن الرتشح إىل ثالثة أصناف ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬املنازعات اليت تنشأ بني املستةلني الفالحني يف إطار اجملموعة الفالحية‪:‬‬

‫نصت املادة ‪ 320‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية على أنه ينظر القسم العقاري على مستوى حمكمة‬
‫أول درج ة يف املنازعات اليت تنشأ بني املستغلني الفالحيني خبصوص استغالل أو شغل األراضي الفالحية التابعة‬
‫لألمالك الوطنية‪ .‬ومن مث يعد هذا النص مرجعا يف حتديد االختصاص النوعي هلذا القسم‪ ،‬حبيث ال ميكن عرض‬
‫هذه املنازعات على احملكمة اإلدارية ابلرغم أن احلق املتنازع بشأنه منح مبوجب طريقة من طرق تسيري املرافق العامة‬
‫وهي عقد االمتياز‪ ،‬كما ال ميكن عرضه على ابقي األقسام املدنية ألنه اختصاص حصري‪ ،‬ويرتتب على خمالفة‬
‫ذلك يف حالة عرض النزاع على احملكمة اإلدارية ابلقضاء بعدم االختصاص على أساس أنه من النظام العام يف‬
‫حني إذا عرض على أ حد األقسام املدنية األخرى وجب إحالته على القسم العقاري بعد أخذ رأي رئيس احملكمة‬
‫وتكون هذه املنازعات مرتتبة أساسا عن تصرفات عضو أو أكثر ضد عضو أو أكثر من أعضاء املستثمرة الفالحية‬
‫اجلماعية‪ ،‬مبعىن أنه ال ميكن تصور هذه املنازعات يف املستثمرة الفالحية الفردية‪ ،‬وهي منازعات غري حمددة على‬
‫سبيل احلصر ومن خصائصها أهنا منازعات متعلقة ابلتسيري‪ 2‬ونذكر منها على اخلصوص‪:‬‬

‫‪ .2‬التعرض املادي يف استغالل األراضي الفالحية وأمالكها السطحية ‪:‬‬

‫حيث ميكن ألحد أعضاء اجملموعة الفالحية أن ينفرد ابستغالل جزء معني دون ابقي األعضاء أو يستقل انتفاعا‬
‫ابألمالك السطحية احملددة يف قائمة جرد أمالك املستثمرة دون ابقي األعضاء مما حيرمهم حق االستغالل الذي‬
‫جيد مصدره يف منح حق االمتياز على الشيوع وحبصص متساويةويف هذه احلالة يستطيع املستثمر الفالحي املتضرر‬
‫إقامة دعوى منع التعرض املادي ضد العضو املتعرض م ن أجل إزالة األعمال اليت متت على أساس املادة ‪626‬‬
‫من القانون املدين ألن حق االستعمال يف الشيوع ال جيب أن يلحق ضررا بسائر الشركاء‪ .‬ومن صور التعرض‬

‫‪1‬‬
‫‪André de laubadére et Yves Gaudemet, traité de droit administratif,droit administratif‬‬
‫‪des biens ,11e ,LGDJ ,Paris ,2002 .P 235.‬‬
‫‪2‬المادة ‪ ،936‬من القانون رقم ‪ ،35-36‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫املادي يف حق االمتياز على الشيوع استغالل جزء مفرز عن طريق االستيالء على مثاره الطبيعية واملدنية أو عن‬
‫طريق منع ع ضو من استخدام آابر املياه أو عتاد املستثمرة الفالحية‪ ،‬وغالبا ما تلجأ احملكمة إىل تعيني خبري من‬
‫أجل معاينة هذا التعرض والتأكد من وجوده وصدوره عن مستثمر فالحي له صفة العضوية مع حتديد طبيعة‬
‫التعرض واترخيه ومدى وقوعه على أرض املستثمرة الفالحية‪ ،‬وجسامة الضرر الالحق ابملستثمر املتعرض له الناتج‬
‫عن واقعة التعرض له‪.‬‬

‫‪ .1‬توزيع واستعمال املداخيل‬

‫وتشكل األرابح جزءا من هذه املداخيل وهي آاثر مالية تنجم عن إدارة وتسيري املال الشائع نتيجة االلتزام مبباشرة‬
‫االستغالل عن طريق تقدمي احلصص املالية واحلصص بعمل يف إطار شركة مدنية‪ 1‬وقد ألزم القانون رقم ‪36- 23‬‬
‫املستثمرين الفالحيني التابعني ملستثمرة فالحية مجاعية أن يعقدوا اتفاقية تكون متضمنة لكل شيء ومن مث تكون‬
‫هذه االتفاقية الفيصل عند قيام منازعة يف هذا الصدد‪ ,‬ومبفهوم املخالفة فإنه ال ميكن املطالبة هبذه املداخيل ما مل‬
‫يكن هناك التزام مبباشرة االستغالل يف إطار اجلماعة‪ ،‬وهو ما قضت به احملكمة العليا يف عدة قرارات قضائية بشأن‬
‫االرتباط الشرطي يف املستثمرات الفالحية اجلماعية بني املشاركة يف األشغال بصفة مباشرة وشخصيا ويف اإلطار‬
‫‪2‬‬
‫اجلماعي وبني احلق يف املطالبة ابلتعويضات النامجة عن نشاط املستثمرة الفالحية‬

‫‪ .6‬ممارسة حق الشفعة ‪:‬‬

‫قد حيدث أن يقوم املتلقي ابلتنازل عن حق االمتياز دون االلتزام إبعالم الديوان الوطين لألراضي الفالحية عن‬
‫الرغبة يف التنازل ألنه ال يوجد أي نص مينع املوثق من إبرام هذا التصرف دون التحقق من إعالم الديوان‪ ،‬ويف هذه‬
‫يكون التصرف ص حيحا ألنه ال يتقرر اإلبطال أو البطالن إال بنص‪ ،‬وما دام هذا النص غري موجود فإن عقد‬
‫التنازل يعترب صحيحا‪ ،‬ويف هذه احلالة جي وز لباقي أعضاء اجملموعة ممارسة ح ق الشفعة أمام القاضي العقاري طبقا‬
‫للمادة ‪ 9 – 320‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية حيث تتأكد احملكمة من إجراء شهر العريضة لدى أمانة‬

‫‪1‬‬
‫‪Le Renouveau Agricole et Rural en Marche ,Ministére de l’agriculture et du‬‬
‫‪développement,mai 2012,p 45.‬‬
‫‪2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬رقم ‪ 353156‬الصادر بتاريخ ‪،3555/32/22‬الغرفة العقارية ‪،‬عدد خاص‪,‬ص‪.363‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ضبط احملكمة والتأكد من صفة الشفيع واحرتام املواعيد القانونية وإرفاق وصل إيداع مثن التنازل واملصاريف لدى‬
‫مكتب موثق من أجل حلول الشفيع حمل املتنازل له يف استحقاق حق االمتياز‪ .‬وما يقال عن أعضاء اجلماعة يف‬
‫ممارسة هذا احلق يقال عن الديوان الوطين لألراضي الفالحية ألنه شخص معنوي عام ذو طابع صناعي وجتاري‬
‫‪1‬‬
‫أتيت مرتبته بعد تقاعس أعضاء اجملموعة عنه‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املنازعات اليت تنشأ بني أعضاء اجملموعة الفالحية والةري‬

‫ويكون مصدر هذه املنازعات التعدي على حق االمتياز أو بسبب خرق االلتزامات القانونية والتعاقدية من طرف‬
‫أعضاء اجملموعة الفالحية‪.‬‬

‫محاية حق االمتياز من التعدي‬ ‫‪-32‬‬

‫يشكل التعدي على حق االمتياز من طرف الغري أهم املنازعات وأكثرها عرضا على األقسام العقارية مقارنة بباقي‬
‫املنازعات‪ ،‬وتعترب هذه املنازعات من قبيل املنازعات املتعلقة ابملسؤولية اليت تتسع زايدة على االلتزام ابالمتناع عن‬
‫عمل إىل املطالبة ابلتعويض‪ .2‬حبيث يهدف عنصر املطالبة القضائية يف هذا النوع من الدعاوى إىل إلزام الغري‬
‫إبخالء حمل االمتياز وكل شاغل إبذنه مع جمال املطالبة ابلتعويض بسبب احلرمان من حق االستغالل الذي يعترب‬
‫حقا عينيا أصلي ا ممنوح مبوجب عقد إداري مشهر ابحملافظة العقارية ابسم املستثمر الفالحي‪ 3‬وميلك املستثمر‬
‫الفالحي الصفة يف إقامة دعوى قضائية منفردا إذا كان ينتمي إىل مستثمرة فالحية مجاعية وذلك على أساسني مها‬
‫محاية املال الشائع واحملافظة عليه دون موافقة ابقي الشركاء طبقا للمادة ‪ 628‬من القانون املدين ابإلضافة إىل أنه‬
‫حيوز عقدا إداراي منفردا‪ ،‬وهي إحدى الغاايت املباشرة اليت قصدها املشرع من تفريد عقد االمتياز يف املستثمرة‬
‫اجلماعية‪ ،‬ألنه يف ظل القانون رقم ‪ 26-69‬كان أعضاء اجملموعة ال يطالبون ابإلخالء إال ابسم املستثمرة‬
‫الفالحية ممثل ة يف شخص رئيسها‪ ،‬وكان القضاء يشرتط يف محاية حق االنتفاع الدائم من التعدي أن ترفع الدعوى‬
‫ابسم املستثمرة الفالحية‪ ،‬فإذا أقيمت ابسم أحد األعضاء كانت ال تُقبل النعدام الصفة‪.‬‬

‫‪1‬ليلى زروقي وحمدي باشا عمر‪ ،‬المنازعات العقارية ‪،‬ط ‪، 2336‬دار هومةـ‪ ،‬الجزائر‪،2336،‬ص‪.365‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jaqueline Morand Devriller , op , cit p 334.‬‬
‫‪3‬كحيل حكيمة‪ ،‬تحويل حق االنتفاع الداىم الى حق امتياز في ظل القانون ‪، 10-01‬دار هومة‪,‬الجزائر‪2336 ،‬‬
‫‪،‬ص‪.323‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ومن مث ال توجد أية دعوى أخرى حلماية اجلزء الذي يشغله العضو املعتدى عليه واقعيا مما يؤثر على حسن‬
‫االستغالل ببقاء أجنيب على أرض املستثمرة‪ .‬ولكن يف ظل القانون رقم ‪ 36-23‬أصبح املستثمر الفالحي‬
‫صاحب حق يف إقامة دعوى مستقلة ابمسه إلزالة التعدي عن حق االمتياز استنادا إىل العقد اإلداري املنفرد‪ .‬كما‬
‫‪1‬‬
‫حيق له أن حيمي حق االمتياز يف إطار اجلماعة إذا مت رفع الدعوى ابسم املستثمرة الفالحية اجلماعية‬

‫خرق االلتزامات القانونية والتعاقدية‬ ‫‪-31‬‬

‫تنشأ هذه املنازعات من التصرفات القانونية اليت يرتبها املستثمر الفالحي على عقد االمتياز ونذكر منها على‬
‫سبيل املثال منازعات عقد الشراكة أو اتفاقية القرض‪ ،‬فيستطيع الشريك يف عقد الشراكة أن يرفع دعوى فسخ‬
‫العقد ضد املستثمر الفالحي نتيجة عدم مسامهة هذا األخري يف الربانمج االستثماري‪ ،‬كما تستطيع اهليئة املقرضة‬
‫يف عقد القرض أن تستصدر أمرا ابحلجز على حق االمتياز تبعا للمادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 36-23‬وملقتضيات‬
‫املرسوم رقم ‪ 261- 39‬املؤرخ يف ‪ 1339/32/36‬املتعلق ابلرهن القانوين املؤسس لفائدة البنوك واملؤسسات‬
‫واملالية وقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية بسبب عدم وفاء املستثمر الفالحي ابألقساط الدورية‪ ،‬أو املنازعات‬
‫‪2‬‬
‫الناشئة بسبب إببرام عقود إجيار من الباطن ملصلحة الغري من أجل االنتفاع ابألراضي املمنوح امتيازها‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬الدعاوى اليت ترفعها املستثمرة الفالحية أو ترفع ضدها‬

‫ابعتبار املستثمرة الفالحية شركة مدنية تتمتع ابلشخصية القانونية فيرتتب هلا حق اللجوء إىل القضاء من أجل‬
‫محاية حقوقها‪ ،‬كما ميكن أن تكون يف مركز املدعى عليه إذا تسببت يف ضرر للغري‪.‬‬

‫الدعاوى اليت ترفعها املستثمرة الفالحية‬ ‫‪-32‬‬

‫إذا وقع نزاع بني املستثمرة الفالحية وأي شخص آخر سواء كان طبيعيا أو معنواي حيكمه القانون اخلاص‪،‬‬
‫وسواء تعلق األمر بتنفيذ التزامات تعاقدية للمستثمرة أو املطالبة بتعويض ضرر تسبب فيه الغري أو أي نزاع آخر‬
‫عدا التشكيك يف ملكية األرض‪ ،‬يكون القضاء العادي هو املختص‪ 3‬فقد تكون هذه املنازعات بفعل إخالل‬

‫‪1‬ليلى زروقي وحمدي باشا عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.366‬‬


‫‪2‬قرار المحكمة العليا ‪ ،296931‬المؤرخ في ‪ ،2336/35/21‬مجلة المحكمة العليا لسنة ‪ 2336‬عدد ‪ 32‬ص ‪.296‬‬
‫‪3‬لنقار بركاهم سمية‪ ،‬منازعات العقار الفالحي التابع للدولة‪ ،‬الديوان الوطني لالشغال التربوية‪ ،‬الجزائر ‪،2004‬ص ‪.51‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ابلتزام تعاقدي نتيجة ألهلية االشرتاط والتعهد وإبرام العقود كعقد الشراكة أو اتفاقية القرض‪ ،1‬أو بفعل واقعة‬
‫مادية مثل التعدي على أرض املستثمرة الفالحية أو تعيني معامل احلدود يف امللكيات املتجاورة‪ ،‬كما ميكن للمستثمرة‬
‫الفالحية ممثلة يف شخص رئيسها رفع دعوى قضائية ضد أحد أعضائها إذا أحلق هذا األخري ضررا هبا ابعتبارها‬
‫شركة مدنية أو تَصرف بعكس الغاية اليت أسست هلا املستثمرة الفالحية‪ ،‬أو أن حيتجز جزءا من مداخيلها حلسابه‬
‫اخلاص فيلحق بذمتها املالية ضرر ماداي‪ 2‬وقد أكدت احملكمة العليا ذلك يف عدة قرارات منها القرار رقم‬
‫‪ 116392‬الصادر يف ‪ 1132/32/12‬ابإلضافة إىل قرار آخر استقر عليع اجتهاد احملكمة العليا عليه حتت‬
‫‪3‬‬
‫رقم ‪ 269123‬بتاريخ ‪.1333/32/19‬‬

‫الدعاوى اليت ترفع ضد املستثمرة الفالحية‬ ‫‪-31‬‬

‫قد تكون املستثمرة الفالحية يف موقع دفاع نتيجة وجودها يف مرك ز مدعى عليه وهلا يف هذه احلالة أن تبدي‬
‫دفوعها القضائية وطلباهتا املقابلة واليت تكون مرتبطة ابلطلب األصلي‪ 4‬ويكون سبب الطلبات القضائية يف هذه‬
‫احلالة متعددا كاإلخالل ابلتزام تعاقدي أو فعل انفع أو فعل ضار أو واقعة مادية مثل دعوى تقرير حق ارتفاق‬
‫‪5‬‬
‫على أرض املستثمرة الفالحية ابعتبارها أمالك وطنية خاصة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬املنازعات اليت خيتص هبا القضاء اإلداري‪:‬‬

‫وهي تلك املنازعات املتعلقة بتصرفات توصف أبهنا منفصلة عن أعمال التسيري مصدرها خصوصية العقد‬
‫اإلداري أو القرارات اإلدارية الصادرة عن اإلدارة املاحنة أو عند املساس حبقوق هذه االخرية كما ميكن للغري أن‬
‫ينازع اإلدارة املاحنة عندما يتعلق األمر ابستحقاق حق ملكية املال املمنوح‪.‬‬

‫اوأل‪ :‬الدعاوى اليت يرفعها املتلقي‬

‫‪1‬قرار المحكمة العليا رقم‪ ،399113‬المؤرخ في ‪ ،2333/33/33‬الغرفة المدنية‪ ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد‪.32‬‬
‫‪2‬المادة ‪ ،162‬من االمر ‪ 96/19‬من القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪3‬قرار المحكمة العليا رقم ‪، 226393‬الصادر بتاريخ ‪ ،2332/31/21‬مجلة القضائية لسنة ‪،2332‬عدد خاص‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪-4‬كحيل حكيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪-5‬كجيل حكيمة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.197‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫ختضع العقوابت اليت توقعها اإلدارة على املتلقي لرقابة القضاء اإلداري وذلك حتقيقا للتوازن بني مصلحة‬
‫الطرفني‪ ،‬وهذه الرقابة متثل ضمانة للمتلقي عند خمالفة اإلدارة للقانون أو إساءة استعمال السلطة أو التعسف يف‬
‫توقيع جزاء ال يتناسب وتقصري املتلقي أو خمالفته لبنود العقد‪ ،‬حيث متلك اإلدارة املاحنة امتياز املبادرة بتوقيع جزاء‬
‫على امل تلقي دون حاجة اللجوء إىل القضاء‪ ،‬وهو ما جيعل املتلقي يف مركز املدعي أمام القضاء اإلداري‪ 1‬كما قد‬
‫جتحف اإلدارة املاحنة يف تقدير التعويض الواجب دفعه للمتلقي عند ممارسة حق اسرتجاع األمالك املمنوحة أو نزع‬
‫امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬كما قد يلحق سلوك اإلدارة املادي ضررا للمتلقي عند التأخر يف تسيري املرفق العام ومن مث‬
‫‪2‬‬
‫ينشأ حقه يف خماصمة اإلدارة من أجل املطالبة ابلتعويض‪.‬‬

‫‪- 32‬دع اوى اإللغاء‬

‫تعرف دعوى اإللغاء أبهنا الدعوى اليت ترفع أمام اجلهة القضائية اإلدارية إللغاء القرار اإلداري لعدم مشروعيته‬
‫فإذا مل يوجد القرار ال تقبل دعوى اإللغاء شكال‪ .‬والقرار اإلداري حمل دعوى اإللغاء يف ظل القانون رقم ‪36- 23‬‬
‫هو القرار الصادر عن الوايل ابعتباره املمثل القانوين للدولة‪ ،‬ويعرف القرار اإلداري أبنه "كل عمل قانوين يصدر‬
‫عن اإلدارة مبا هلا من سلطة عامة حيدث مركزا قانونيا جديدا أو يؤثر يف مركز قانوين سابق"‪ ،‬أما قضاء جملس الدولة‬
‫اجلزائري فقد عرفه أبنه‪ " :‬تعبري اإلدارة عن إرادهتا امللزمة مبا هلا من سلطة بقصد إحداث أثر قانوين معني‪ ،‬هبدف‬
‫حتقيق املصلحة العامة"‪.‬‬

‫أ‪ -‬دعوى إلغاء قرار اإلسقاط الصادر عن الوايل‬

‫ويكون الغرض من هذه الدعوى هو إزالة آاثر القرار اإلداري الصادر عن وايل الوالية اليت يقع بدائرة‬
‫اختصاصها حق االنتفاع الدائم املراد حتويله‪ ،‬وكذا األعمال اإلدارية املتخذة لتنفيذه نتيجة عدم إيداع امللف خالل‬
‫اآلجال القانونية املقدرة ب ‪ 26‬شهرا من اتريخ نشر القانون رقم ‪ 36-23‬وبعد اعذارين متتابعني بشهر واحد من‬

‫‪1‬‬
‫‪Jaqueline Morand-Devriller;cours de droit administratif des biens 4 e‬‬
‫‪edition,Montchrestien,Paris,2005. P 334.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Jean Marie Auby,Pierre Bon et Jean Bernard Auby,Droit administratif des biens, 4e‬‬
‫‪edition, Dalloz, Paris , p186.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫احملضر القضائي وبناءا على طلب من الديوان الوطين لألراضي الفالحية يعترب املستثمر الفالحي أو ورثته الذين مل‬
‫يودعوا ملفاهتم متخلني عن حقوقهم‪ 1‬وتكون احملكمة اإلدارية هي املختصة ابلفصل يف دعوى إلغاء هذا القرار مع‬
‫جمال املطالبة ابلتعويض‪ ،‬ويف هذه احلالة يتعني شهر عريضة إفتتاح الدعوى يف احملافظة العقارية ألن النزاع يتعلق‬
‫إبلغاء وثيقة مت شهرها‪ ،‬ابإلضافة إىل إرفاق نسخة من القرار اإلداري حمل طلب اإللغاء‪ 2‬ومن أمثلة عدم مشروعية‬
‫القرار أن يتم إسقاط حق االنتفاع ابلرغم من وجود نزاع قضائي حول األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية‬
‫‪3‬‬
‫اخلاصة مل يبت فيه حبكم قضائي هنائي‬

‫ب‪ -‬دعوى إلغاء قرار الفسخ اإلداري‬

‫فتح القانون ‪ 36/23‬ابب املنازعة اإلدارية عن طريق دعوى إلغاء قرار الفسخ اإلداري أمام احملكمة اإلدارية‬
‫بسبب عدم مشروعيته وذلك لعدة أسباب كأن يكون هذا القرار قد اختذ ألسباب ترمي إىل حتقيق مصلحة خاصة‬
‫وال تتقيد بضابط املصلحة العامة‪ 4‬وعلى العموم ترفع هذه الدعوى خالل أجل شهرين من اتريخ تبليغ املتلقي‬
‫صاحب االمتياز بقرار الفسخ من طرف الديوان الوطين لألراضي الفالحية إىل املستثمر الفالحي طبقا للمادة ‪16‬‬
‫‪5‬‬
‫فقرة ‪ 6‬من القانون رقم ‪.36- 23‬‬

‫‪-31‬دعاوى التعويض‬

‫هتدف دعوى التعويض إىل احلكم على اإلدارة ابلتعويض جلرب خمتلف األضرار الالحقة برافع الدعوى من جراء‬
‫أعماهلا املادية أو تصرفاهتا القانونية‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ ،63‬من القانون رقم ‪ ،36-33‬مرجع سابق‪،‬ص‪.31‬‬

‫‪2‬المادة‪ ،635‬فقرة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،35-36‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59‬‬

‫‪3‬المادة ‪ ،33‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،623-33‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪4‬‬
‫‪Yves Gaudemet;Traité de droit administratif,droit administratif général, p 704.‬‬

‫‪5‬كحيل حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.231‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫أ‪ -‬دعوى التعويض عن التأخر يف حتويل حق االنتفاع الدائم إىل حق امتياز هناك العديد من املستثمرين‬
‫الفالحيني الذين مل يتحصلوا على عقود االمتياز بسبب التأخر يف دراسة ملفاهتم املودعة أمام الديوان الوطين‬
‫لألراضي الفالحية وذلك بعد مرور أكثر من ‪ 36‬سنوات من صدور القانون رقم ‪، 36-23‬إذ أن الكثري من‬
‫أعضاء املستثمرات الفالحية بغرض محاية األراضي الفالحية اليت حيوزوهنا من التعدي من طرف الغري يرفعون‬
‫دعاوى ويؤسسون طلباهتم اترةعلى عقد االنتفاع الدائم‪ ،‬واترة أخرى على دفرت شروط االمتياز املمضي بينهم وبني‬
‫الديوان الوطين لألراضي الفالحية‪ ،‬غري أن هذه الدعاوى يتم رفضها أمام القضاء العادي على أساس أن عقد‬
‫االنت فاع الدائم مل يعد له أي أثر بسبب استبدال منط االستغالل من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن دفرت الشروط‬
‫االمتياز ال يرقى ملرتبة العقد اإلداري املشهر ابحملافظة العقارية‪.‬‬

‫ب‪ -‬دعوى التعويض عن نزع امللكية للمنفعة العامة‬

‫نزع امللكية من أجل املنفعة العامة من القيود الواردة على حق امللكية واحلقوق املتفرعة عنها وهو مقرر‬
‫للمصلحة العامة‪ 1‬لذلك من املمكن أن ينصب على الوعاء العقاري التابع للمستثمرة الفالحية مما يؤدي إىل نزع‬
‫حق االمتياز‪ ،‬وخيتص ابلنظر يف هذه املنازعات القضاء اإلداري السيما مبلغ التعويض املقرتح كمقابل لنزع هذا‬
‫‪2‬‬
‫احلق‬

‫ج ‪ -‬دعوى التعويض عن اسرتجاع حق االمتياز‬

‫يف هناية عقد االمتياز بسبب انتهاء مدة االنتفاع أو دون انتهاء هذه املدة فإن إدارة أمالك الدولة تعمل على‬
‫اسرتجاع األراضي الفالحية واألمالك السطحية املخصصة حلق االستغالل‪ ،‬وقد ألزمت املادة ‪ 19‬من القانون رقم‬

‫‪ 36-23‬إد ارة أمالك الدولة أبداء تعويض للمستثمر الفالحي عن األمالك السطحية اليت أنشأها على أرض‬
‫املستثمرة الفالحية‪ ،‬غري أن هذا التعويض حتدده اإلدارة بصورة منفردة‪ ،‬وهذا ما قد يؤدي إىل إجحاف يف عملية‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacqueline Morand Devriller,op,cit p349.‬‬
‫‪2‬ليلى زروقي وحمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.313‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫التقومي‪ ،‬ومن مث فتح املشرع ابب املنازعة اإلدارية ملصلحة املستثمر الفالحي عن طريق القضاء الكامل يف إعادة‬
‫‪1‬‬
‫تقومي التعويض الواجب دفعه‬

‫اثنيا‪ :‬الدعاوى اليت ترفعها إدارة أمالك الدولة‬

‫إذا كانت اإلدارة املاحنة متلك حق فسخ العقد ابلطرق اإلدارية فهذا ال مينع من ممارسة حقها يف اللجوء إىل‬
‫القضاء من أجل خماصمة املتلقي مبناسبة إخالله ابلتزام قانوين أو مايل أو إلتزام ابإلعالم‪ ،‬ويف هذا الشأن جيوز‬
‫إلدارة أمالك الدولة على مستوى الوالية أن ترفع الدعاوى اآلتية‪:‬‬

‫‪- 32‬دعوى إسقاط حق االمتياز بسبب خطأ جسيم وبدون تعويض‬

‫جيوز إلدارة أمالك الدولة فضال عن فسخ العقد ابلطرق اإلدارية إقامة دعوى قضائية ضد‬

‫املستثمر الفالحي من أجل فسخ العقد عن طريق إسقاط حق االمتياز عند إرتكابه خطأ جسيما بعد إعذاره‪.‬‬
‫وتلجأ إليه اإلدارة املاحنة حىت تضمن عدم رجوع املتعاقد عليها ابلتعويض بسبب بلوغ املخالفة حدا كبريا من‬
‫اجلسامة كتأجري األرض أو إعارهتا أو عدم استغالهلا أو حتويل وجهتها‪.‬‬

‫‪- 31‬املنازعات املتعلقة بعدم دفع اإلاتوة‬

‫يرتتب على استغالل األراضي الفالحية وأمالكها السطحية إاتوة سنوية يدفعها املستثمر الفالحي على مستوى‬
‫صناديق مفتشية الضرائب على مستوى الوالية مقابل وصل ابلتخليص‪ ،‬ولكن قد يتقاعس املستثمر الفالحي عن‬
‫دفعها‪ ،‬ويف هذه احلالة جيوز إلدارة أمالك الدولة إقامة دعوى قضائية أمام احملكمة اإلدارية من أجل استفاء مبلغ‬
‫اإلاتوة بعد اعذار املتلقي‪ ،‬ألهنا أثر من آاثر عقد االمتياز مقررة قانوان واتفاقا‪2‬وهلا فضال عن ذلك أن تطلب فسخ‬
‫‪3‬‬
‫العقد إذا مل يتم الوفاء هبا لسنتني متتاليتني‬

‫‪1‬كحيل حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.239‬‬


‫‪2‬ليلى زروقي و حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.313‬‬
‫‪3‬القرار الصادر عن مجلس الدولة‪ ،‬بتاريخ‪ 2331/31/33 :‬ملف رقم ‪ ،333156‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ 39‬لسنة‬
‫‪ ،2331‬ص ‪. 221‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫اثلثا‪ :‬الدعاوى اليت يــرفعها الةيـر‬

‫إن أهم دعوى تطرح يف جمال املنازعات اإلدارية من جانب الغري ضد اإلدارة املاحنة تتمثل فياستحقاق حق‬
‫امللكية‪ ،‬وتعرف أبهنا الدعوى اليت يكون حملها املطالبة مبلكية الشيء الذي يكون حتت يد الغري عقارا كان أو‬
‫منقوال‪ ،‬حبيث جيب على اجلهة القضائية الناظرة يف النزاع بعد فحص واثئق األطراف أن تستعمل كافة طرق‬
‫‪1‬‬
‫اإلثبات من أجل حتديد املالك احلقيقي كاخلربة القضائية أو التحقيق القضائي‪.‬‬

‫‪1‬لنقار بركاهم سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫املبحث الثالث‪ :‬حتليل منوذج عقد امتياز فالحي‬

‫سنتطرق يف هذا املبحث اىل حتليل منوذج عقد إمتياز فالحي ملستثمرة فالحية ممنوحة لفالح من جنسية‬
‫جزائرية‪ ،‬يف إطار املنشور الوزاري املشرتك رقم ‪ 236‬املؤرخ يف ‪ ،1322/31/16‬املتضمن إنشاء مستثمرات‬
‫جديدة للفالحية وتربية احليواانت‪ ،‬اذ سنقوم بتطبيق ما تطرقنا اليه يف الدراسة على هذا املنوذج (انظر امللحق‬
‫‪ ،)32‬حيث سنقوم بتحدي د أطراف وأركان العقد يف املطلب األول‪ ،‬اما يف املطلب الثاين سنتطرق اىل خصائص‬
‫العقد وحمل تطبيقه‪ ،‬ويف األخري سنحدد شروط هذا العقد‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حتديد اطراف وأركان العقد‬

‫إن عقد اإلمتياز هو عقد إداري اذ تكون اإلدارة دائما أحد أطرافه‪ ،‬وليكون هذا العقد قائما وجب أن‬
‫تتوفر فيه جمموعة من األركان املتملثة يف الرضا‪ ،‬احملل‪ ،‬السبب‪ ،‬الشكل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حتديد أطراف العقد‬

‫‪ ‬اإلدارة املتعاقدة (ماحنة اإلمتياز)‪ :‬متمثلة يف مديرية أمالك الدولة بتبسة‪ ،‬مصحلة عمليات أمالك الدولة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مكتب العقود اإلدارية واملنازعات‪.‬‬
‫‪ ‬أصل امللكية‪ :‬حسب ماجاء يف الورقة الثانية من عقد إمتياز امللحق‪ ،‬ان قطعة األرض حمل‬
‫االمتياز ملك للدولة مبوجب عقد ايداع رخصة جتزئة حميط فالحي متكون من ‪ 196‬حصة من‬
‫االراضي الفالحيه التابعة لالمالك اخلاصة للدولة الكائنة ب " نفيضة الززار" ببلدية نقرين حمرر من‬
‫‪2‬‬
‫طرف مدير امالك الدولة ابلنيابة لوالية تبسة‪.‬‬
‫‪ ‬املستثمر صاحب اإلمتياز (الطرف املتعاقد مع اإلدارة)‪ :‬حسب ما جاء يف الورقة الثانية من عقد‬
‫االمتياز امللحق حتت عنوان تعيني املستفيد من االمتياز‪ ،‬مينح امتياز على قطعة االرض الفالحية املبينة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق ‪ ،33‬الورقة األولى ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الملحق ‪ ،33‬الورقة الثانية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫لفائدة السيد بولعراس عزالدين بن عمارة‪ ،‬املولود بتبسة بلدية تبسة والية تبسة‪ ،‬مهنته فالح وهو من‬
‫‪1‬‬
‫جنسية جزائرية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬حتديد أركان العقد‬

‫‪ ‬الرضا‪ :‬مبا أن اإلدارة قامت إبصدار منح عقد اإلمتياز حمل الدراسة (امللحق)‪ ،‬ومبا ان الطرف الثاين‬
‫املتمثل يف املستثمر صاحب اإلمتياز تعاقد مع اإلدارة ووافق على املنح وشروطه‪ ،‬فإن ركن الرضا يف هذه‬
‫احلالة حمقق‪.‬‬
‫‪ ‬احملل‪ :‬حبسب ما جاء يف الورقة الثانية من عقد االمتياز حمل الدراسة‪ ،‬حتت عنوان تعيني العقار موضوع‬
‫االمتياز‪ ،‬ارض صحراوية تتكون من من اربع قطع من حميط االستصالح "نفيظة الززار" كائنة ببلدية‬
‫نقرين ابملكان املسمى "جبل املندرة"‪ ،‬مساحة كل قطعة ‪ 19‬هكتار وامجاال ‪ 233‬هكتار تستعمل يف‬
‫النشاط الفالحي حسب دفرت الشروط‪.‬‬
‫‪ ‬السبب‪ :‬انشاء مستثمرات جديدة للفالحة وتربية احليواانت وتوسيع القاعدة االنتاجية الفالحية يف‬
‫االراضي غري املستغلة التابعة لالمالك اخلاصة للدولة هو اهلدف االساسي لسياسة التجديد الفالحي‬
‫‪2‬‬
‫والريفي عن طريق منح هذه األراضي بواسطة عقود إمتياز‪.‬‬
‫‪ ‬الشكل‪ :‬حرر هذا العقد بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ 1329‬من اصل واحد ويف نسختني مطابقتني له توضع‬
‫احدمها لدى احملافظة العقارية وتسلم االخرى املستفيد من االمتياز بعد االطالع والتوقيع على اصلها من‬
‫طرف السيد "مرداسي نور الدين" املدير الوالئي لالمالك الدولة بوالية تبسة كما توجد ابالصل معلومات‬
‫تسجيل مكتوبة على النحو التايل‪:3‬‬
‫‪ ‬مسجل يوم ‪ 63‬ماي ‪.1329‬‬
‫‪ ‬وصل رقم ‪.692‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق ‪ ،33‬الورقة الثانية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية والصيد البحري‪" ،‬العقار الفالحي مجموعة النصوص القانونية والتنظيمية"‪ ،‬الجزائر‪:‬‬
‫المؤسسة الوطنية لإلتصال والنشر واإلشهار‪ .2335 ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر الملحق ‪ ،33‬الورقة الثالثة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫‪ ‬صفحة ‪.69‬‬
‫‪ ‬اما يف ماخيص االشهار العقاري فيشهر هذا العقد ابحملافظة العقارية "ببئر العاتر"‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عقد اإلمتياز امللحق‬

‫يتميز عقد االمتياز مبجموعة من اخلصائص متيزه عن ابقي العقود األخرى‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد إداري منشئ حلق عيين عقاري‬

‫‪ ‬مت إبرام عقد اإلمتياز الفالحي حمل الدراسة من طرف شخص معنوي عام يتمثل يف مديرية أمالك الدولة‬
‫بتبسة‪.‬‬
‫‪ ‬يف هذا العقد مت منح حق استغالل وإستصالح ارض فالحية من طرف اإلدارة‪ ،‬الكائن مقرها يف "نفيضة‬
‫الززار" بلدية نقرين‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء مستثمرة فالحية‪.‬‬
‫‪ ‬تضمن هذا العقد شروط إستثنائية غري مألوفة يف عقود القانون اخلاص‪ ،‬كاملنح مقابل إاتوة سنوية تقدر‬
‫ابلدينار الرمزي‪.‬‬

‫وحسب ما جاء يف الورقة الثانية من عقد االمتياز امللحق وحتت عنوان النظام القانوين للمستثمرة الفالحية‬
‫‪1‬‬
‫اهنا تكتسب االهلية القانونية الكاملة لالشرتاط واملقاضاة والتعهد التعاقد طبقا الحكام القانون املدين‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬عقد االمتياز حمدد املدة ومبقابل‬

‫جاء يف الورقة الثانية من العقد امللحق حتت عنوان مثن ومدة االمتياز ان ‪:‬‬

‫االمتياز مينح مقابل دفع أاتوى سنوية تقدر ابلدينار الرمزي للهكتار الواحد خالل فرته عشر سنوات‬
‫وترفع بعد هذه املدة اىل ‪ ٪93‬من اتوة أمالك الدولة‪.‬‬

‫مينح االمتياز ملدة ‪ 23‬سنة قابلة للتجديد طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 36-23‬املؤرخ يف‬
‫‪.1323/36/29‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق ‪ ،33‬الورقة الثانية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫مت هذا املنح مبقابل يتاوى سنوية مقدرة ب ‪ 233‬دينار جزائري للهكتار الواحد وحصلت هذه االاتوة لدى‬
‫مفتشية امالك الدولة بئر العاتر ملدة ‪ 23‬سنوات ابتداء من سنة ‪.1329‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬دفرت شروط العقد‬

‫يهدف دفرت الشروط امللحق اىل حتديد اعباء وشروط االمتياز على االراضي الفالحية‪ ،‬واالمالك‬
‫السطحية‪ ،‬التابعة لالمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬املنصوص عليها يف احكام املنشور الوزاري املشرتك ‪ 236‬املؤرخ يف ‪16‬‬
‫فرباير ‪.1322‬‬

‫وسنتطرق يف هذا املطلب اىل حقوق مستثمر صاحب االمتياز يف الفرع األول‪ ،‬ويف الفرع الثاين سنتطرق‬
‫اىل التزامات املستثمر صاحب االمتياز‪ ،‬مث اىل احلاالت اليت يفسخ فيها عقد االمتياز يف الفرع الثالث‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق املستثمر صاحب اإلمتياز‬

‫للمستثمر صاحب االمتياز احلق يف‪:1‬‬

‫‪ ‬االستغالل احلر لالراضي واالمالك السطحية املوضوعة حتت تصرفة الغراض فالحية‪.‬‬
‫‪ ‬القيام ب كل هتيئة او بناء ضروريني لالستغالل افضل لالراضي مع مراعاة االجراءات التشريعية والتنظيمية‬
‫املنصوص عليها يف هذا اجملال بعد ترخيص مسبق من الديوان الوطين لالراضي الفالحية الذي يعلم ادارة‬
‫امالك الدولة بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬رهن احلق العقاري الذي مينحه اايه االمتياز كضمان للقروض اليت ميكن ان يتحصل عليها لدى هيئة‬
‫القرض لتمويل نشاطاته يف اطار املستثمر الفالحية‪ ،‬ايضا البياانت املمكن تشييدها‪.‬‬
‫‪ ‬التنازل عن حقه يف االمتياز ضمن االشكال والشروط احملددة‪ ،‬أبحكام قانون ‪ 36-23‬املؤرخ يف ‪29‬‬
‫اوت ‪ 1329‬والنصوص املتخذة لتطبيقة بعد اعالم الديوان الوطين لالراضي الفالحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة الثانية‪" ،‬دفتر شروط لإلمتياز على األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة في إطار إنشاء مستثمرات‬
‫فالحية جديدة وتربية الحيوانات"‪ ،‬رقم ‪ ،2365/onta/17‬الملحق رقم ‪ ،2‬الورقة الثانية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫‪ ‬جتديد االمتياز بناء على طلب يقدم للديوان الوطين لالراضي الفالحية سنة قبل اتريخ انتهائه تبقى للتشريع‬
‫والتنظيم املعمول هبما‪.‬‬
‫‪ ‬طلب الفسخ املسبق لالمتياز بواسطة اشعار مسبق بسنة واحدة على األقل‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إلتزامات املستثمر صاحب اإلمتياز‬

‫زايدة على االلتزامات امللقات على عاتق كل مستثمر فالحي مبوجب التشريع والتنظيم املعمول هبما فان‬
‫صاحب االمتياز‪:1‬‬

‫‪ ‬ملزم ابالحرتام الصارم الحكام القانون ‪ 36-23‬والنصوص املتخذه لتطبيقه السيما‪:‬‬


‫‪ ‬يفرتض فيه ان يكون متطلعا اطالعا كامال على قوام االمالك املمنوحة له‪.‬‬
‫‪ ‬جيب عليه امثار االراضي املمنوحة له‪ ،‬وعالوة على ذلك يتعهد صاحب االمتياز مبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ابدارة مباشرة وشخصية للمستثمرة؛‬
‫‪ ‬ابالعتناء ابالراضي املمنوحة والعمل على امثارها؛‬
‫‪ ‬ابحملافظة على الوجة الفالحية لالراضي؛‬
‫‪ ‬ابن ال يستعمل مباين للمستثمرة اال من اجل اهداف ذات صلة ابلنشاطات الفالحية؛‬
‫‪ ‬بعدم اتجري االراضي واالمالك السطحية املقامة فيها من الباطن؛‬
‫‪ ‬ابلتصريح بكل اتفاقات الشراكة اليت يربمها او يلغيها طبقا للتشريع والتنظيم املعمول هبما؛‬
‫‪ ‬بدفع مبالغ االاتوة السنوية املستحقة لالمتياز عند حلول اجاهلا؛‬
‫‪ ‬بسداد الرسوم واملصاريف االخرى اليت ميكن ان ختضع هلا االمالك طيلة مدة االمتياز؛‬
‫‪ ‬ابعالم الديوان الوطين لالراضي الفالحية يف كل وقت بكل حدث ميكن ان يؤثر على السري العادي‬
‫للمستثمرة؛‬

‫‪1‬‬
‫المادة الثالثة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،،‬الورقة الثانية‪-‬الثالثة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫الفرع الثالث‪ :‬فسخ عقد اإلمتياز‬

‫اييت الفسخ االداري مببادرة من االدارة عندما ال حيرتم املستثمر صاحب االمتياز التزاماته بسبب‬
‫االخالالت االتية‪:1‬‬

‫‪ ‬عدم استغالل االراضي املمنوحة طيله مدة سنة واحدة‬


‫‪ ‬تغيري الوجهة الفالحية لالراضي او االمالك السطحية املمنوحة‬
‫‪ ‬البناء يف االراضي دون رخصة من الديوان الوطين لالراضي الفالحية‬
‫‪ ‬التاجري من الباطن لالراضي واالمالك السطحية‬
‫‪ ‬عدم دفع االتواة بعد اجالني متتاليني وبعد اعذارين غري مثمرين‬
‫‪ ‬التصريح الكاذب وعدم التصريح ابتفاقات الشراكة او التنازل عن حق االمتياز‬
‫‪ ‬غياب االدارة املباشرة والشخصية للمستثمرة‬
‫‪ ‬يرتتب عن فسخ االمتياز ايلولة مجيع االمالك مبا فيها احملالت املستعملة للسكن اىل الدولة‪،‬ويعطي‬
‫احلق‪،‬ابلنسبة لالمالك السطحية‪،‬يف تعويض حتدده ادارة امالك الدولة مع طرح ‪ ٪23‬كتعويض عن االضرار‬
‫يف حالة اخالل املستثمر صاحب االمتياز ابلتزاماته ويقبل مبلغ هذا التعويض الطعن امام اجلهة القضائية‬
‫املختصة وحتسب االمتيازات والرهون احملتملة اليت تثقل املستثمرة يف مبلغ التعويض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة السابعة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬الورقة الثالثة‪-‬الرابعة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫خالصة الفصل الثاين‪:‬‬

‫ان عقد االمتياز الفالحي وفقا الحكام املادة ‪ 26‬من القانون ‪ 36/23‬فهو ذلك العقد الذي متنح مبوجبه‬
‫الدولة شخصا طبيعيا من جنسية جزائرية يدعى يف صلب النص "املستثمر صاحب االمتياز" حق استغالل االراضي‬
‫الفالحية التابعة لالمالك اخلاصة للدولة وكذا االمالك السطحية املتصلة هبا بناءا على دفرت شروط حيدد عن طريق‬
‫التنظيم ملدة اقصاها ‪ 23‬سنة قابلة للتجديد‪ ،‬مقابل دفع ااتوة سنوية‪ .‬ولعقد االمتياز الفالحي اركان وهي الرضا واحملل‬
‫والسبب والشكلية وكذلك خصائص مميزة له فهو عقد اداري‪ ،‬منشا حلق عيين عقاري‪ ،‬حمدد املدة وقابل للتجديد‪.‬‬

‫وقد وضع املشرع اجلزائري شروط يتم وفقها منح االمتياز ومن ابرزها اشرتاط ان تكون اجلنسية جزائرية ومن‬
‫خالل اشرتاطها يتضح لنا ان املشرع اجلزائري كان حريصا على محاية الثروة الوطنية واليت من ضمنها العقار الفالحي‬
‫حيث مينح االمتياز للجزائريني فقط دون االخرين‪.‬‬

‫اما فيما خيص كيفية منح االمتياز الفالحي فقد عمل املشرع اجلزائري على حتويل حق االنتفاع اىل حق‬
‫االمتياز فاالول كان دائما اما الثاين فهو حمدد املدة‪ ،‬كما ميكن ايضا منح االمتياز عن طريق الرتشح اذ ميكن الدارة‬
‫امالك الدولة ان متنح عقد االمتياز بناءا على طلب من الديوان الوطين لالراضي الفالحية وبرتخيص من الوايل ومتنح‬
‫االولوية للمستثمرين اصحاب االمتياز املتبقني من املستثمرة الفالحية‪ ،‬املستثمرين اصحاب االمتياز احملاذين من اجل‬
‫توسيع مستثمراهتم وكذلك االشخاص الذين هلم مؤهالت علمية وتقنية وقدموا مشاريع تعزز املستثمرات الفالحية‪،‬‬
‫وتتوىل جلنة خاصة دراسات ملفات الرتشح‪.‬‬

‫وينتهي عقد االمتياز الفالحي بطريقتني واحدة عادية واخرى غري عادية‪ ،‬فالعادية تكون ابنتهاء املدة القانونية‬
‫احملددة لالمتياز وعدم تقدمي طلب جتديد خالل ‪12‬شهرا على االقل وتكون سابقة النتهاء العقد‪ ،‬واذا اراد املستثمر‬
‫صاحب االمتياز جتديد عقد االمتياز وجب عليه تقدمي طلب جتديد يف اجل ‪ 12‬شهرا واال سقط حقه يف‬
‫التجديد‪ .‬اما النهاية الغري عادية تكون اما بطلب من صاحب االمتياز وقبل انتهاء مدة عقد االمتياز ويكون ذلك عن‬
‫طريق طلب فسخ مسبق لالمتياز‪ ،‬واما عندما خيل صاحب االمتياز ابلتزاماته اليت حددها له القانون حيث تقوم ادارة‬
‫االمالك الوطنية بعد اخطار من الديوان الوطين لالراضي الفالحية بفسخ عقد االمتياز‪ .‬ونظرا لطبيعة عقد االمتياز‬
‫الفالحي كان لزاما ان تنشا عنه منازعات ويف هذا اخلصوص منيز بني نوعني ممن املنازعات احدها خيتص هبا القضاء‬
‫العادي واالخرى خيتص هبا القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الخاتمة‬
‫اخلامتة‪:‬‬

‫اخلامتة‬

‫لقد أصبح العقار من أهم مكتسبات الدول كيف ال وهو يشكل ركن أساسي من أركاهنا‪ ،‬ولقد أصبح مع مرور‬
‫الزمن يشكل مورد من موارد الثروة خاصة الثروة الزراعية‪ ،‬وهبدف حتسني استغالل هذه الثروة العقارية‪ ،‬وحسن‬
‫تسيريها انتهجت الدولة اجلزائرية أسلوب اإلمتياز لرتشيد النفقات العمومية وختصيص املوارد العامة يف خمتلف‬
‫القطاعات مبا فيها اجملال الفالحي‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة توصلنا يف الفصل االول اىل ان اإلمتياز هو عقد إداري حمدد املدة له مميزات جتعله‬
‫خمتلفا عن غريه من العقود اإلدارية االخرى ويتم إبرامه بني الدولة مع شخص طبيعي أو معنوي من أشخاص‬
‫القانون اخلاص أو العام يسمى بصاحب اإلمتياز ويكون موضوع هذا العقد هو إدارة وتسيري مرفق عام مقابل‬
‫رسوم يدفعها كل مستفيد من املرفق لصاحب االمتياز الذي بدوره يدفع ااتوى سنوية للدولة‪.‬‬

‫اما يف الفصل الثاين املتعلق ابستغالل العقار الفالحي يف اجلزائر الذي كان منوذج هذه الدراسة فقد كان‬
‫يتم عن طريق ما يسمى حبق اإلنتفاع الذي كان غري حمدد املدة وذلك يف نصوص كل من قانون التسيري الذايت‬
‫وقانون الثورة الزراعية وقانون املستثمرات الفالحية ليصبح مبوجب القانون ‪ 10 -03‬يتم عن طريق اإلمتياز ليكون‬
‫بذلك اإلمتياز منطا جديدا إلستغالل األراضي الفالحية مل يكن معروفا قبل صدور القانون سابق الذكر‬

‫ومن خالل تعمقنا يف هذا املوضوع تبني لنا أن القانون ‪ 10-03‬يعد أهم القوانني اليت عرفتها اجلزائر‬
‫واالكثر خدمة لالستثمار واالقتصاد الوطين يف اجملال الفالحي عكس التشريعات اليت سبقته اليت تناولت تنظيم‬
‫هذا القطاع وذلك الاتحته إلستغالل األراضي الفالحية بشكل فردي لعد ان أثبت االستغالل اجلماعي فشله على‬
‫أرض الواقع خاصة أن املستثمرات اجلماعية مل يكن هلا املردود اإلقتصادي الكبري الذي كان منتظرا منها وذلك‬
‫راجع لعدة أسباب منها تعدد املستثمرين الذين يقومون إبستغالل تلك املستثمرات مما أدى نشوب مشاكل بينهم‬
‫أحياان وإختالف آرائهم حول الطريقة األفضل إلستغالل تلك األراضي احياان أخرى‪.‬‬

‫وكغريه من العقود يثري عقد اإلمتياز الفالحي منازعات تكون متعلقة ابلعقار الفالحي فبعضها خيتص هبا‬
‫القضاء العادي وأخرى تكون من إختصاص القضاء أإلداري وهذا راجع إلستغالل األراضي الفالحية من قبل‬

‫‪71‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬

‫اخلواص واليت تبقى ملكيتها للدولة مما جيعل قواعد اإلختصاص فيها موزعة بني هرمي القضاء العادي والقضاء‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫ومن ه فعقد اإلمتياز الفالحي جاء ليضمن اإلستغالل األفضل لألراضي الفالحية مما سيسمح بتنمية‬
‫اإلقتصاد وكذا تشجيع اإلستثمار الفالحي كما يعترب أيضا ضمانة حلماية العقار الفالحي واحملافظة عليه من‬
‫التعدايت والتجاوزات اليت قد يتعرض هلا‪،‬‬

‫ويف هناية هذا البحث توصلنا للنتائج التالية‪:‬‬

‫‪ ‬املنظومة املتعلقة ابلعقار الفالحي عرفت عدة تغيريات منذ اإلستقالل حىت يومنا هذا‪.‬‬
‫‪ ‬يعد القانون‪36-23‬من افضل القوانني اليت سنها املشرع اجلزائري بغية دفع اإلقتصاد الوطين وتشجيع‬
‫اإلستثمار وكذا احملافظة على العقار الفالحي‪.‬‬
‫‪ ‬حتويل إستغالل األراضي من حق اإلنتفاع إىل مايعرف بنمط اإلمتياز صب يف مصلحة كل من املستثمر‬
‫واإلدارة ماحنة اإلمتياز‪.‬‬
‫‪ ‬املستثمرات الفالحية كانت ومازالت سببا يف نشوب النزاعات وذلك بسبب تعدد املستثمرين وكذا‬
‫إختالف وجهات نظرهم حول الطريقة األجنح إلستغالل األراضي الفالحية‪،‬و هناية هذه النزاعات كانت‬
‫من خالل سن القانون ‪.36-23‬‬
‫‪ ‬من ضروري ان يتم فتح اإلستثمار لألجانب وذلك من أجل تعزيز الشراكة وتبادل اخلربات للنهوض‬
‫ابلقطاع الفالحي وعصرنته وتنمية اإلقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫المالحق‬
‫المالحق‪:‬‬

‫امللحق رقم ‪22‬‬

‫‪74‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫امللحق رقم ‪0‬‬

‫‪77‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫ق ائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫أوال‪ :‬قائمة املراجع ابلةة العربية‪.‬‬

‫الرمسيّة‪.‬‬
‫‪ -2‬النّصوص ّ‬
‫أ‪ -‬القوانني واألوامر‪.‬‬

‫‪-2‬االمر رقم ‪ ،196/92‬املؤرخ يف ‪،2692-36-19‬يتضمن إنشاء جلنة للمصادرة امالك االشخاص الذين‬
‫ميسون مبصاحل الثورة االشرتاكية‪ ، ،‬ج ر ع‪ ،16‬الصادرة يف ‪2692‬‬
‫‪-1‬االمر رقم‪ ،96-92‬املؤرخ يف ‪ 36‬نوفمرب ‪ ،2692‬يتضمن الثورة الزراعية‪ ،‬ج ر ع‪ ،69‬الصادرة يف‪ 21‬شؤال‬
‫عام ‪ 2662‬املوافق ل ‪ 63‬نوفمرب ‪ ،2692‬ص ‪.2921‬‬
‫‪-6‬االمر ‪ 96/99‬املؤرخ يف ‪ 19‬سبتمرب ‪ ،2699‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪ 39/39‬املتضمن القانون املدين‬
‫‪،‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ ، 1339‬ج ر ع ‪ ،62‬الصادرة يف ‪.2699‬‬
‫‪-2‬األمر ‪، 92- 99‬املؤرخ يف ‪ 21‬نوفمرب ‪ ،2699‬املتضمن إعداد مسح األراضي وأتسيس السجل العقاري‪،‬‬
‫ج ر ع‪ ،61‬الصادرة يف ‪2699‬‬
‫‪-9‬االمر رقم ‪ ،32-36‬املؤرخ يف ‪2‬سبتمرب ‪، 1336‬احملدد لشروط وكيفيات منح اإلمتياز على األراضي التابعة‬
‫لألمالك اخلاصة للدولة ‪،‬ج‪.‬ر‪،1336 ،26‬‬
‫‪ -9‬القانون رقم ‪، 23-22‬املؤرخ يف ‪ 6‬يوليو ‪ ،1322‬املتعلق ابلبلدية‪،‬ج ر ع ‪ ،69‬الصادرة يف ‪ 36‬جويلية‬
‫‪.1322‬‬
‫‪-9‬القانون ‪ 96- 92‬املؤرخ يف ‪ 36‬نوفمرب ‪،2692‬يتضمن الثورة الزراعية – ميثاق الثورة الزراعية‪ ،‬ج ر ع ‪69‬‬
‫‪،‬الصادر بتاريخ ‪ 63‬نوفمرب ‪.2692‬‬
‫‪-6‬القانون رقم ‪ ،29/62‬املؤرخ يف ‪ 63‬جوان ‪ ،2662‬املتعلق ابألمالك الوطنية اخلاصة‪ ،‬ج ر ع‪ ،12‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 1‬ديسمرب ‪.2663‬‬
‫‪-6‬القانون‪ 26/69‬املؤرخ يف ‪ 36‬ديسمرب ‪,2669‬املتضمن كيفية استغالل االراضي الفالحية التابعة لالمالك‬
‫الوطنية وحتديد حقوق املنتجني وواجباهتم‪,‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ ،93‬الصادرة يف ‪ 6‬ديسمرب ‪.2669‬‬

‫‪82‬‬
‫‪-23‬القانون رقم‪،32-66‬املؤرخ يف ‪21‬يناير‪،2666‬املتضمن توجيه املؤسسات العمومية االقتصادية ‪،‬ج ر‬
‫ع‪ ،31‬الصادرة يف سنة‪.2666‬‬
‫‪-22‬القانون رقم ‪ ،19/63‬املؤرخ يف ‪ 26‬نوفمرب ‪ ،2663‬املتضمن التووجيه العقاري‪ ،‬ج ر ع‪ ،91‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 26‬توفمرب ‪ ،2663‬املعدل واملتمم مبوجب األمر ‪ ،19/69‬املؤرخ يف ‪ 19‬سبتمرب ‪ ،2669‬ج ر ع ‪،99‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 19‬سبتمرب ‪2669.‬‬
‫‪-21‬القانون رقم ‪ 63- 63‬املؤرخ يف ‪ 2‬ديسمرب سنة ‪ 2663‬املتضمن قانون االمالك الوطنية املعدل واملتمم‬
‫ابلقانون رقم ‪ 22-36‬املؤرخ يف ‪ 13‬يوليو ‪ 1336‬ج ر ع‪ 22‬لسنة ‪.1336‬‬
‫‪-26‬القانون ‪ ،21/39‬املؤرخ يف ‪ 32‬أوت ‪ ،1339‬املتعلق ابملياه‪ ،‬املعدل واملتمم ابلقانون ‪ 36/36‬املؤرخ يف‬
‫‪ 16‬يناير ‪ ،1336‬ج ر ع ‪ ،93‬الصادرة يف ‪ 32‬سبتمرب ‪1339‬‬
‫‪-22‬القانون رقم ‪، 36-36‬املؤرخ يف ‪25‬فرباير ‪، 2008‬املتضمن قانون االجراءات املدنية واالدارية‪،‬ج رع ‪11‬‬
‫الصادرة يف سنة‪.1336‬‬
‫‪-29‬القانون ‪ 29/36‬املؤرخ يف ‪ 36‬اوت ‪ 1336‬املتضمن التوجيه الفالحي‪،‬ج ر ع ‪ 29‬الصادرة يف ‪ 23‬اوت‬
‫‪1336‬‬
‫‪-29‬القانون ‪ ،36/23‬املؤرخ يف ‪ 29‬اوت ‪ ،1323‬حيدد شروط وكيفيات إستغالل األراضي الفالحية التابعة‬
‫لألمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬ج ر ع ‪ ،29‬الصادرة يف ‪ 26‬اوت ‪.1323‬‬
‫‪-29‬القانون ‪،22-22‬املؤرخ يف ‪26‬يوليو ‪،1322‬املتضمن لقانون املالية التكميلي لسنة ‪،1322‬ج ر ع ‪،23‬‬
‫الصادرة يف ‪ 13‬جويلية ‪.1322‬‬
‫‪-26‬القانون رقم ‪،39-21‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ 1321‬املتعلق ابلوالية‪،‬ج ر ع ‪،21‬الصادرة سنه ‪.1321‬‬
‫‪-26‬القانون رقم ‪ 32/26‬املؤرخ يف ‪ 31‬اوت ‪ ،1326‬يتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،‬ج ر ع ‪ ،26‬الصادرة يف‬
‫‪ 29‬أوت ‪.1326‬‬
‫ب‪-‬املراسيم‪,‬‬
‫‪-2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،32/66‬املؤرخ يف ‪ 29‬يناير سنه ‪ ،2666‬الذي يضبط كيفيه حتديد دفاتر الشروط‬
‫املتعلقه ابالمتياز يف احتكار الدوله للتجاره اخلارجيه ‪،‬ج ر ع ‪ ،36‬الصادرة يف سنه ‪.2666‬‬

‫‪83‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪51/90‬املؤرخ يف ‪ 9‬فيفري سنة ‪، 2663‬حيدد كيفيات تطبيق امل ادة ‪ 16‬م ن الق انون رق م‬
‫‪ ، 26/69‬امل ؤرخ ‪6‬يف ديسمرب سنة ‪، 2669‬الذي يضبط كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألم الك‬
‫الوطني ة وحي دد حق وق املنتج ني وواجب اهتم‪ ،‬ج ر ع ‪، 93‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬ديسمرب ‪. 2669‬‬
‫‪-6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،636/69‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ ،2669‬املتعلق مبنح امتيازات الطرق السريعة‪ ،‬ج ر‬
‫ع ‪ ،99‬الصادرة يف ‪ 19‬سبتمرب ‪.2669‬‬
‫‪-2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 483-97‬مؤرخ يف ‪ 51‬ديسمرب ‪ ،1997‬حيدد كيفيات منح حق إمتياز قطع أرضية من‬
‫األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للدولة يف املساحات اإلستصالحية‪ ،‬وأعبائه وشروطه‪ ،‬ج ر ع ‪ ،83‬الصادرة يف‬
‫‪ 29‬ديسمرب ‪.2669‬‬
‫‪-9‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 22-31‬املؤرخ يف ‪ 22‬يناير ‪ 1331‬املتضمن املصادقة على اتفاقية امتياز خدمات‬
‫النقل اجلوي املمنوحة لشركة طريان" انتينيا للطريان" وكذا دفرت شروط املرافق هلا‪ ،‬ج رع ‪ ،2‬الصادر يف سنة‪.1331‬‬
‫‪-9‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،129-32‬املؤرخ يف ‪ 9‬نوفمرب ‪ ,1332‬احملدد لشروط اإلستغالل السياحي للشواطئ‬
‫املفتوحة للسباحة‪ ،‬ج ر ع‪ ،99‬الصادرة يف سنة‪. 1332‬‬
‫‪-9‬مرسوم تنفيذي رقم‪،96-36‬املؤرخ يف ‪36‬فرباير‪،1336‬يتضمن املصادقة على ذفرت شروط منوذجي لتسيري‬
‫ابالمتياز للخدمة العمومية للتطهري ونظام اخلدمة املتعلق به ‪،‬ج ر ع‪ ،36‬الصادر يف سنة‪.1336‬‬
‫‪-6‬املرسوم التفيذي ‪ ،291/36‬املؤرخ يف ‪ 31‬ماي ‪ ،1336‬حيدد شروط وكيفيات منح االمتياز على االراضي‬
‫التابعة لالمالك اخلاصة للدولة واملوجهة الجناز مشاريع استثمارية‪ ،‬ج ر ع‪ ،19‬الصادرة يف ‪ 39‬ماي ‪.1336‬‬
‫‪-6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 619-23‬املؤرخ يف ‪ 16‬ديسمرب ‪,1323‬احملدد لكيفيات تطبيق حق االمتياز‬
‫الستغالل االراضي الفالحية التابعة لالمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬ج رع ‪ .96‬الصادرة يف ‪ 16‬ديسمرب ‪.1323‬‬
‫‪-23‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،266/26‬املؤرخ يف ‪ 31‬أوت ‪ ،1326‬املتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،‬ج رع ‪،26‬‬
‫الصادرة يف ‪ 39‬اوت ‪1326‬‬
‫ج‪-‬القرارات‪.‬‬
‫‪-2‬القرار الوزاري املشرتك‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 26‬نوفمرب ‪ ،2666‬واحملدد لدفرت الشروط النموذجي ملنح امتياز استغالل‬
‫اخلدمات العمومية للتزويد مباء الشرب‪ ،‬ج ر ع ‪ ،12‬الصادرة يف ‪.2666‬‬

‫‪84‬‬
‫‪-‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 262966‬الصادر بتاريخ ‪,2666/21/11‬الغرفة العقارية ‪,‬عدد خاص‪,‬ص‪,269‬قرار‬
‫احملكمة العليا رقم ‪ 223929‬الصادر بتاريخ ‪,1339/23/23‬الغرفة العقارية ‪،‬عدد ‪ 32‬لسنة ‪.1336‬‬
‫‪-6‬قرار احملكمة العليا رقم ‪، 116392‬الصادر بتاريخ ‪,1331/32/12‬جملة القضائية لسنة ‪ ،1331‬عدد‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪-2‬قرار احملكمة العليا ‪196999‬املؤرخ يف ‪ ،1336/36/12‬جملة احملكمة العليا لسنة ‪ 1336‬عدد ‪.31‬‬
‫‪-9‬قرار جملس الدولة بتاريخ‪ 1332/32/39 :‬ملف رقم ‪، 322966‬جملة جملس الدولة‪ ،‬العدد ‪ 39‬لسنة‬
‫‪.1332‬‬
‫‪-9‬قرار احملكمة العليا رقم‪ 999923‬املؤرخ يف ‪,1322/39/29‬الغرفة املدنية‪,‬جملة احملكمة العليا‪.‬‬
‫‪-9‬قرار وزارة الفالحة و التنمية الريفية رقم ‪ 2622‬املؤرخ يف ‪، 1321/22/22‬حيدد كيفيات اعالن الرتشح‬
‫واختيار املرتشحني المتياز االراضي الفالحية واالمالك السطحية التابعة لالمالك اخلاصة للدولة املتوفرة‪ ،‬ج ر ع‬
‫‪ 22‬لسنة ‪.1326‬‬
‫د‪-‬التعليمات‪.‬‬
‫‪-2‬التعليمة ‪ 621/662‬املؤرخة يف ‪ ،2662/36/39‬الصادرة عن وزارة الداخلية واجلماعات احمللية بعنوان‬
‫امتياز املرافق العمومية احمللية وأتجريها‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الكتب‪.‬‬
‫أ‪ -‬الكتب العامة‪.‬‬
‫‪-2‬امحد حميو‪ ،‬املؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.1996 ،‬‬
‫‪-1‬اعمر زودة‪,‬االجراءات املدنية على ضوء اراء الفقه واحكام القضاء‪،‬اجلزائر‪،1336،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪-6‬السنهوري عبد الرزاق أمحد‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد‪ :‬أسباب كسب امللكية‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪ ،6‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ .‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪-2‬ماجد راغب احللو‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،1322 ،‬‬
‫‪-9‬حممود عاطف البنا‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار الفكر العريب للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،1339 ،‬‬
‫‪-‬مروان حمي الدين قطب‪ ،‬طرق خصحصة املرافق العامة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪.1336 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-9‬انصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬ج‪ ،1‬اجلزائر ‪.1332،‬‬
‫‪-9‬سليمان دمحم الطماوي‪ ،‬االسس العامة للعقود اإلدارية دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬مصر‪.1336 ،‬‬
‫‪-9‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬ط ‪ ،2‬جسور للنشر والتوزيع ‪ ،‬اجلزائر‪.1329 ،‬‬
‫‪-6‬عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬اجلزائر‪.1339،‬‬
‫‪-6‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون األداري(النشاط اإلداري)‪ ،‬ج‪ ،1‬ديوان املطبوعات اجلامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.1333‬‬
‫ب‪-‬الكتب اخلاصة‪.‬‬
‫‪-2‬وزارة الفالحة والتنمية الريفية والصيد البحري‪" ،‬العقار الفالحي جمموعة النصوص القانونية والتنظيمية"‪،‬‬
‫اجلزائر‪ :‬املؤسسة الوطنية لإلتصال والنشر واإلشهار‪.1326 ،‬‬
‫‪-1‬زروقي ليلى‪ ،‬محدي ابشا عمر‪ ،‬املنازعات العقارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪1339. ،‬‬
‫‪-6‬كحيل حكيمة‪ ،‬حتويل حق االنتفاع الداىم اىل حق امتياز يف ظل القانون ‪ ،20-22‬دار هوم‪،‬اجلزاىر‪،‬‬
‫‪1326.‬‬
‫‪-2‬ليلى زروقي ومحدي ابشا عمر‪ ،‬املنازعات العقارية‪،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.1326،‬‬
‫‪-9‬لنقار بركاهم مسية‪,‬منازعات العقار الفالحي التابع للدولة‪ ،‬الديوان الوطين لالشغال الرتبوية‪ ،‬اجلزائر‪.2004 ،‬‬
‫اثلثا‪ -‬األطروحات واملذكرات‪.‬‬
‫أ‪ -‬االطروحات‪.‬‬
‫اكلي نعيمة‪،‬عقد االمتياز االداري يف اجلزائر‪،‬أطروحة الدكتوراه ختصص قانون ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪.1326- 1329‬‬
‫ب‪ -‬املذكرات‪.‬‬
‫‪-2‬وكال حسني‪" ،‬املرفق العام للمياه يف اجلزائر"‪ ،‬رسالة ماجيستري يف القانون‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬اجلزائر‪.1323 ،‬‬
‫‪-1‬أكلي نعيمة‪ ،‬النظام القانوين لعقد االمتياز االداري يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬قانون‬
‫العقود‪,‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ,‬تيزي وزو ‪, 1326‬‬

‫‪86‬‬
‫‪-6‬عامر سامية‪ ،‬عقد االمتياز وفقا للقانون ‪ ،20-22‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري ختصص القانون العق اري و‬
‫الزراع ي‪ ،‬جامع ة البلي دة‪1321. ،‬‬
‫‪-2‬عصام حوادق‪ ،‬طرق التسيري احمللية يف قانون البلدية اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬شعبة القانون‬
‫اإلداري‪ ،‬جامعة عنابة‪1339. ،‬‬
‫‪-9‬أوكاشيب انجية‪ ،‬رابية نوال‪"،‬إستةالل العقار الفالحي عن طريق اإلمتياز"‪ ،‬مذكرة ماسرت يف احلقوق‪( ،‬جامعة‬
‫جباية‪ :‬كلية احلقوق‪ ،‬قسم قانون األعمال‪.)1322 ،‬‬
‫‪-9‬بريك الزوبري‪ ،‬النظام القانوين لعقد االمتياز الفالحي يف ظل التعديالت‪ ،‬مذكرة من أجل احلصول على‬
‫شهادة املاجستري يف القانون‪ ،‬كلية احلقوق بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‪1329. -1322،‬‬
‫‪-9‬بوسيف علي‪ ،‬النظام القانوين لعقد االمتياز‪ ،‬مذكرة ماسرت يف القانون اإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ :‬كلية احلقوق‪،‬‬
‫قسم احلقوق‪.1326 ،‬‬
‫‪-6‬حاجي خمتارية‪،‬عقد اإلمتياز يف القانون االداري اجلزائري‪،‬مذكره ماسرت يف احلقوق ختصص اداره مجاعات‬
‫حملية‪،‬كليه احلقوق والعلوم السياسيه‪،‬جامعه الدكتور الطاهر موالي‪ ،‬سعيده‪1326.،‬‬
‫‪-6‬منال صابري‪" ،‬النظام القانوين لعقد االمتياز يف التشريع اجلزائري"‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬يف‬
‫ختصص قانون اداري‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة ‪،1322‬‬
‫‪-23‬سعدات نبيل‪" ،‬عقد االمتياز يف التشريع اجلزائري"‪ ،‬مذكرة ماسرت يف ختصص الدولة واملؤسسات‪( ،‬اجلزائر‪:‬‬
‫جامعة زاين عشور اجللفة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬قسم احلقوق‪.)1322 ،‬‬
‫‪-22‬زيتوين ابرة‪" ،‬عقد االمتياز يف التشريع اجلزائري"‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة املدرسة العليا للقضاء‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.1336‬‬
‫ربعا‪ :‬املقاالت‪.‬‬
‫‪-2‬وركي دمحم‪" :‬املستثمرات الفالحية يف التشريع اجلزائري"‪ ،‬جملة املوثق‪ ،‬العدد ‪ ، 36‬اجلزائر‪.2666 ،‬‬
‫‪-1‬قبايلي طيب‪ ،‬حتويل حق االنتفاع الدائم اىل امتياز يف جمال استةالل العقار الفالحي‪ ،‬االكادميية للبحث‬
‫القانوين‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية‪ ،‬اجمللد‪ ،6‬العدد‪ ،02‬جباية‪.1326 ،‬‬

‫‪87‬‬
.‫ قائمة املراجع ابلةة الفرنسية‬:‫اثنيا‬
A / Liver :
1- André de laubadére et Yves Gaudemet, traité de droit
administratif,droit administratif des biens ,11e ,LGDJ ,Paris ,2002.
2-Jaqueline Morand-Devriller, Cours de droit administratif des biens, 4
edition,Montchrestien,Paris,2005.

3-Jean Marie Auby, Pierre Bon et Jean Bernard Auby,Droit


administratif des biens, 4 edition, Dalloz, Paris.

B/Lois:

1-loi n°98-06 du 3 rabie elaouel 1419 correspondant au 27juin 1998


fixant les règles générales à relatives à l'aviation civile, journal officiel
numéro 48.

88
‫خالصة الموضوع‬

‫‪89‬‬
‫خالصة املوضوع‬

:‫ملخص‬

‫إن عقد االمتياز هو اآللية اليت يشارك هبا القطاع اخلاص للقطاع العام حيث يقوم اخلواص بتحمل جزء من عبء‬
‫وألمهية هذا النوع من العقود قامت الدولة إبعتماده كأسلوب إلستغالل األراضي التابعة‬.‫التسيري و اإلستغالل‬
‫حيث يكون ذلك بتطبيق قوانني نوعية تعاجل‬، ‫لألمالكها اخلاصة الفالحية منها او املوجهة إلستثمارات اخرى‬
.‫مواضيع متعلقة ابإلستثمار‬

‫ان تكريس عقد اإلمتياز ليكون منطا حصراي إلستغالل األراضي الفالحية يعد ضمانة حلماية هذه األراضي‬
‫وكذلك محاية حلقوق املستثمر صاحب اإلمتياز و اإلدارة املاحنة له عكس حق اإلنتفاع الدائم الذي أوصل إىل‬
.‫إمهال العديد من األراضي وكذا التغيري من طبيعتها‬

Abstract:

The concession contract is the mechanism that the private sector shares
with the public sector, where private individuals carry part of the
management and investment burden. Given the importance of this type
of contract, the country has adopted it as a method of exploiting its
proper lands, peasant or other investments oriented ; this is by
applying specific laws dealing with investment-related topics.
The consecration of the concession contract to be an exclusive method
for the investment of peasant lands is considered a guarantee for the
protection of these lands, as well as protection for the rights of the
investor holding the concession and the administration granting them,
in contrast to the permanent usufruct that led to the neglection of many
lands as well as the change of their nature.

91
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬

‫شكر وعرفان‬

‫اإلهداء‬

‫قائمة املختصرات‬

‫أ‪-‬ح‬ ‫مقدمة‬

‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪:‬عقد اإلمتياز‬

‫‪6‬‬ ‫املبحث األول‪:‬مفهوم عقد اإلمتياز‬

‫‪6‬‬ ‫املطلب األول‪:‬تعريف عقد اإلمتياز‬

‫‪6‬‬ ‫الفرع األول‪:‬التعريف الفقهي لعقد اإلمتياز‬

‫‪2‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬التعريف القانوين لعقد اإلمتياز‬

‫‪9‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عقد اإلمتياز و نطاق تطبيقه‬

‫‪9‬‬ ‫الفرع األول‪:‬خصائص عقد اإلمتياز‬

‫‪6‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬نطاق تطبيق عقد اإلمتياز‬

‫‪10‬‬ ‫املطلب الثالث‪:‬متييز عقد اإلمتياز عن اساليب التسيري األخرى‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬التمييز بني عقد اإلمتياز و أسلوب التسيري غري املباشر‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬التمييز بني عقد اإلمتياز وأسلوب التسيري بواسطة مؤسسة عمومية‬

‫‪13‬‬ ‫املبحث الثاين ‪:‬منح عقد اإلمتياز‬

‫‪13‬‬ ‫املطلب األول ‪:‬موضوع عقد اإلمتياز‬


‫الفهرس‬

‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املرافق العمومية احمللية‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املرافق العمومية الوطنية‬

‫‪15‬‬ ‫املطلب الثاين ‪:‬شروط منح عقد اإلمتياز‬

‫‪16‬‬ ‫الفرع األول‪:‬الشروط التنظيمية‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬الشروط التعاقدية‬

‫‪18‬‬ ‫املطلب الثالث‪:‬تكوين عقد اإلمتياز اإلداري‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختيار صاحب االمتياز اإلداري‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاين ‪:‬ابرام عقد االمتياز اإلداري‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬واثئق عقد االمتياز االداري‬

‫‪21‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬ااثر عقد االمتياز وهنايته‬

‫‪21‬‬ ‫املطلب االول‪ :‬تنفيذ عقد االمتياز‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬حقوق السلطة منحة االمتياز‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاين ‪:‬حقوق امللتزم املتعاقد‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬حقوق املنتفعني من االمتياز‬

‫‪27‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اهناء عقد االمتياز‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬النهاية الطبيعية االمتياز‬

‫‪27‬‬ ‫فرع الثاين‪ :‬النهايةغري طبيعية االمتياز‬

‫‪30‬‬ ‫املطلب الثالث ‪:‬املنازعات املتعلقة بعقد األمتياز‬


‫الفهرس‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع االول ‪:‬املنازعات الناشئةبني مانح االمتياز وامللتزم‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املنازعات الناشئة بني أطراف العقد واملنتفعني‬

‫‪62‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬عقد االمتياز يف جمال العقار الفالحي‬

‫‪69‬‬ ‫املبحث االول ‪:‬مفهوم عقد االمتياز الفالحي‬

‫‪69‬‬ ‫املطلب االول‪ :‬تعريف حق االمتياز الفالحي‬

‫‪69‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬التعريف الفقهي لعقد االمتياز الفالحي‬

‫‪69‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬التعريف القضائي لعقد االمتياز الفالحي‬

‫‪69‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف القانوين لعقد إمتياز االستثمار الفالحي‬

‫‪66‬‬ ‫املطلب الثاين ‪:‬اركان عقد االمتياز الفالحي‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع االول ‪:‬الرضا‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬احملل‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬السبب‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع الرابع‪:‬الشكل‬

‫‪23‬‬ ‫املطلب الثالث ‪:‬خصائص عقد االمتياز الفالحي‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬عقد اإلمتياز عقد اداري‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬عقد االمتياز ينشأ حق عيين عقاري‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عقد االمتياز منشأ حلق حمدد املده وقابل للتجديد‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الرابع ‪:‬عقد االمتياز يكون مبقابل‬


‫الفهرس‬

‫‪26‬‬ ‫املبحث الثاين عقد االمتياز الفالحي يف ظل القانون ‪20-22‬‬

‫‪26‬‬ ‫املطلب االول‪ :‬منح عقد االمتياز الفالحي‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع االول ‪:‬شروط منح االمتياز املتعلقه ابملستثمر صاحب االمتياز‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬شروط منح االمتياز املتعلقة ابالراضي الفالحية حمل االمتياز‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية منح االمتياز الفالحي‬

‫‪26‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬إنتهاء عقد االمتياز الفالحي‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬النهايه العادية لعقد االمتياز الفالحي‬

‫‪93‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬النهاية غري العادية لعقد االمتياز الفالحي‬

‫‪92‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬املنازعات املتعلقة بعقد االمتياز الفالحي‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬املنازعات اليت خيتص هبا القضاء العادي‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املنازعات اليت خيتص هبا القضاء االداري‬

‫‪91‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬حتليل منوذج عقد امتياز فالحي‬

‫‪91‬‬ ‫املطلب االول‪ :‬حتديد اطراف واركان‬

‫‪91‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬حتديد اطراف العقد‬

‫‪96‬‬ ‫الفرع الثاين ‪:‬حتديد اركان العقد‬

‫‪92‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عقد االمتياز امللحق‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬عقد اداري منشأحلق عيين عقاري‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬عقد االمتياز حمدد املدة ومبقابل‬


‫الفهرس‬

‫‪99‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬دفرت شروط العقد‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع االول ‪:‬حقوق املستثمر صاحب االمتياز‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬التزامات املستثمر صاحب االمتياز‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬فسخ عقد االمتياز‬

‫‪93‬‬ ‫اخلامتة‬

‫‪92‬‬ ‫املالحق‬

‫‪61‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪63‬‬ ‫خالصة املوضوع‬

You might also like