You are on page 1of 129

‫وزارة التعليـم العالـي والبحث العلمي‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم‪ :‬الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر‬


‫التخصص‪ :‬قـانون عقـاري‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫النظام القانوني للطرقات في الجزائر‬

‫إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫‪ -‬حاجي نعيمة‬ ‫‪ -‬مجور أميرة‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيســــــــــا‬ ‫أستاذ محاضر قسم أ‬ ‫بن طيبة صنية‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ محاضر قسم ب‬ ‫حاجي نعيمة‬
‫ممتحننا‬ ‫أستاذ محاضر قسم ب‬ ‫مخلوف طارق‬

‫السن ـة الجامعيـ ـ ـة‪:‬‬


‫‪7102 / 7102‬‬
‫الكلية ال تتــــــحمــــل أي مســــــــؤولية علــــــى‬
‫مـــــا يـــــــرد فـــــــي هــــــــــذه المـــــــذكرة مــــــن‬
‫آراء‪.‬‬
‫قـال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫{إياكم والجلوس على الطرقات‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما لنا بد إنما مجالسنا نتحدث فيها‪،‬‬

‫قال فإذا أبيتم إال المجالس فأعطوا الطريق حقها‪ ،‬فقالوا‪ :‬وما حق الطريق؟‬

‫قال‪ :‬غض البصر‪ ،‬وكف األذى‪ ،‬ورد السالم‬

‫واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وارشاد الضال}‪.‬‬

‫‪ -‬متفق عليه‪-‬‬
‫الحمد هلل ربي العالمين‬

‫والصالة والسالم على أشرف المرسلين سيد نا وحبيبنا محمد‬

‫_ صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا_‬

‫الحمد هلل الذي تتم بنعمته الصالحات وبعونه تتحقق المقاصد والغايات‬

‫إليه عز وج ل أوال وآخ ار ودائما وأبدا أقول‪ :‬ربي رجوتك توفيقي ونذرت أن أبذل قصارى‬
‫جهدي لترفعني في صف طالبي العلم والباحثين‪ ،‬واجت هدت وأنت خير شهيد وها أنا اليوم أقدم‬
‫ثمرة جهدي وتوفيقي وأنحني إليك إجالل وتعظيما‪ ،‬الحمد هلل عدد نعمك التي ال تحصى‪.‬‬

‫أما بعد‪ /‬لي الشرف العظيم أن أهدي عملي المت واضع هذا إلى كل من أعلى اهلل‬
‫منزلتهما وربط طاعتهما بعبادته‪ ،‬إلى من لهما الفضل بعد اهلل عز وجل فيما وصلت إليه‬

‫والداي الكريمين حفظهما اهلل‬

‫إلى إخوتي أنور ومروان وأختي العزيزة رحمة‬

‫إلى بنات خالتي دنيا‪ ..‬أحالم‪..‬أمال‬

‫إلى جميع أفراد عائلتي‬

‫كما ال أنسى أساتذتي الكرام أساتذة كلية الحقوق والعلوم السياسية بتبسة الذين لم يبخل وا‬
‫عليَ بعلمهم خالل هذا المش وار الد راسي‬
‫إلى زمالئي وزميالتي‪ :‬سارة‪ ،‬ليلى‪ ،‬سلسبيله‪ ،‬إيمان‪ ،‬بثينة‪ ،‬إيناس‪ ،‬جيهان‪...‬‬
‫إلى كل هؤالء وأولئك‪...‬أهدي ثمرة جهدي‬
‫إلى كل من ساعدني في إنجازي هذا العمل من قريب ومن بعيد‪.‬‬
‫شكر وعرفـان‬
‫يسعدين مع إهناء هذه املذكرة ومن دواعي االعرتاف باجلميل أن‬

‫أتقدم بالشكر اجلزيل وفائق االحرتام والتقدير‬

‫إىل أستاذيت املشرفة األستاذة الدكتورة حاجي نعيمة‬

‫علي بنصائحها القيمة وتوجيهاهتا ملا هو أفضل وأجنح‬


‫اليت مل تبخل َ‬
‫فشكرا لكي أستاذيت الفاضلة‬

‫وال يفوتين أن أتوجه باالمتنان والعرفان إىل أسرة جامعة الشيخ العريب التبسي‬

‫بصفة عامة وكلية احلقوق بصفة خاصة‬

‫جزيل الشكر لكل من ساعدين ولو بالكلمة الطيبة‬


‫شكرا لكم مجيعا‬
‫مقدمــــــــــــــــــــة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمــــــــــــــــــــة‬

‫تزداد الملكية أهمية كلما كانت محل عقار ذو قيمة عالية‪ ،‬وكما هو متعارف عليه وثابت بين‬
‫المجتمعات أن العقار يصنف ضمن أرفع األموال قيمة‪ ،‬التي تشكل محال للملكية‪ ،‬وان للعقار مكانة‬
‫مرموقة ما بين الشعوب مما جعل من الكثير يتهافت عليه بالطرق المشروعة والغير مشروعة‪ ،‬حيث تم‬
‫التوصل إلى أن العقار وخاصة األرض تعد مصدر صافيا للثروة‪ ،‬وعليه فلقد أضحى من المحتوم‬
‫زيادة على االهتمام بحق الملكية العقارية التابعة للدولة أن يتم تنظيمها وصياغتها في إطار قانوني‬
‫ثابت ومستقر‪ ،‬األمر الذي أدى بأغلب المشرعين وبالخصوص المشرع الجزائري إلى سن ترسانة‬
‫تشريعية وارساء منظومة قانونية الغرض منها ضبط حق الملكية العقارية وتنظيم المعامالت المتعلقة‬
‫والعمل على استقرارها‪ ،‬من خالل وضع نظام قانوني يتماشى مع االختيارات السياسية للبالد من أجل‬
‫التكفل باإلرث العقاري الموروث عن الحقبة االستعمارية‪ ،‬هذا من جهة والتكييف مع المعطيات‬
‫والتغيرات االقتصادية الدولية بوضع آليات ووسائل قانونية وهيكلة كفيلة بتسيير وتثمين حماية الملكية‬
‫العقارية‪.‬‬

‫فجميع الدول لديها مجموعة من األمالك واألموال التي تستعملها لتلبية حاجاتها ومتطلبات‬
‫الجمهور‪ ،‬والتي تسهر على توفيرها له ألن رقي أي دولة يعتمد بصفة خاصة على مدى التحكم‬
‫العقالني والعلمي الممنهج‪ ،‬على أن تضع هذه األمالك تحت تصرف الجمهور بصفة مباشرة أو‬
‫تستعين في ذلك بالمرافق العمومية‪ ،‬حيث يعطى لألفراد الحق في الممارسة واالستعمال‪ ،‬وال تملك‬
‫اإلدارة حيال ذلك إال بعض السلطات التنظيمية والضبطية التي تسهل لهم ممارسة هذا الحق‪.‬‬

‫فالملك العمومي بصفة عامة نوعين من األمالك‪ ،‬األولى تتمثل في نتاج الحوادث الطبيعية‬
‫والتي نعني بها الملك العمومي الطبيعي‪ ،‬والثانية بالمقابل عمل تدخل إنساني تضم الملك العمومي‬
‫االصطناعي‪ ،‬فهذا األخير من محتوياته حسب القانون ‪ 09-09‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‬
‫المعدل والمتمم بالقانون ‪ 41-90‬في المادة ‪ 41‬منه‪ ،‬وبخالف الملك العمومي الطبيعي يعود تواجده‬
‫لتدخل اإلنسان أين تعيينه يكون بالصفة االصطناعية‪ ،‬حيث يضم أمالك ذات طبيعة مختلفة يمكن أن‬
‫يكون لها عدة اتجاهات‪ ،‬منها الطرق العادية و السريعة وتوابعها والتي يتمحور موضوع الدراسة حولها‪.‬‬

‫فاإلنسان عرف الطريق منذ القديم وذلك بالمرور المتكرر على نفس المسلك‪ ،‬باستعمال عرباته‬
‫وحيواناته مما استدعى تهيئة هذا المسلك وتسطيحه ورصه‪ ،‬حتى يسهل استعماله حيث ظهر في‬
‫العصر الروماني الطريق المعبد بالحجارة الطبيعية المكسرة والمرصوفة بدقة واحكام‪ ،‬وظلت هذه‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫الطريقة هي المعتمدة حتى القرن التاسع عشر‪ ،‬أين أدخل الفرنسي (‪ )FOLANCEAU‬واالنجليزي‬
‫(‪ )Mac ADAM‬الرص والحجارة المكسرة بمقاسات صغيرة ومنتظمة على انجاز الطرقات‪ ،‬ومع‬
‫ظهور السيارات السريعة والشاحنات الثقيلة والكبيرة أصبح من الضروري تغيير هيكل وشكل الطريق‬
‫كما نراه اليوم‪.‬‬

‫حيث أنه أثناء الحقبة االستعمارية الفرنسية التي مرت بها الجزائر‪ ،‬عملت فرنسا على تطوير‬
‫شبكة الطرق‪ ،‬وذلك بغرض إنشاء العديد من الطرقات منها القومية وطرق المحافظات والطرق البلدية‪،‬‬
‫وكان الهدف من هذا االنجاز ربط األقاليم الجزائرية الزراعية بالموانئ الساحلية ونهب الثروات‬
‫الجزائرية‪ ،‬أما بعد االستقالل انتقلت شبكة الطرق إلى الدومين العام للجزائر‪ ،‬التي حاولت دفع عجلة‬
‫هذا القطاع من خالل العديد من المخططات التنموية‪ ،‬إال أنها باءت بالفشل بسبب الظروف السائدة‬
‫في تلك الفترة‪.‬‬

‫ونظ ار ألهمية الطرقات دفعت المشرع الجزائري إلى التدخل من خالل سنه لترسانة من‬
‫النصوص القانونية لمعالجة هذا الموضوع‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة سيتم التطرق إلى اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات والنظام‬
‫القانوني الستغالله‪.‬‬

‫‪ -94‬أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تبرز األهمية من خالل تسليط الضوء على دراسة النظام القانوني للملك العمومي للطرقات في‬
‫الجزائر إلى األهمية الكبرى التي تلعبها األمالك العمومية ومساهمتها في تحقيق النفع العام وخاصة ما‬
‫نراه من انتهاكات يومية على المال العام والملك العمومي للطرقات خصوصا‪ ،‬وهذا الموضوع من أهم‬
‫المواضيع التي طرحت في المجال العقاري‪ ،‬وذلك للمكانة التي تحتلها األمالك العمومية بصفة عامة‪،‬‬
‫حيث تعتبر شبكة الطرق من أهم األسس العملية الشاملة ألية تنمية يراد أن تدوم‪ ،‬فمشاريع الطرق‬
‫أصبحت من المشاريع الهامة في مجتمعنا الحاضر‪ ،‬ال تنقص أهميتها عن كثير من المشاريع الحيوية‬
‫األخرى‪ ،‬فهي تلعب دو ار رائد في دفع حركة االقتصاد وتقديم الخدمات للقطاعات اإلنتاجية والخدمية‬
‫األخرى‪ ،‬كما يوفر هذا القطاع فرص لالستثمار وايجاد فرص للعمل‪ ،‬فبواسطة الطرق يمكن نقل‬
‫الحاصالت الزراعية من مراكز إنتاجها إلى موانئ التصدير‪ ،‬وبواسطتها يمكن نقل البضائع والسلع‬
‫المصنعة والمستوردة من البالد األجنبية إلى مراكز االستهالك في داخل البالد‪ ،‬وبواسطتها يمكن نقل‬
‫البضائع والسلع المصنعة والمستوردة من البالد األجنبية إلى مراكز االستهالك في داخل البالد‪ ،‬كذلك‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫بواسطتها ينقل األشخاص من أي مكان في العالم إلى مكان آخر‪ ،‬وبالتالي تعتبر شبكة الطرق من أهم‬
‫المقومات التي تعنى بها الدول في العصر الحديث‪.‬‬

‫‪-90‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ ‬من الناحية الموضوعية‪ :‬تكمن أسباب اختيار هذا الموضوع إلى أن الملك العمومي للطرقات‬
‫هو من المواضيع العامة من الناحية القانونية‪ ،‬وكذلك من الناحية الشرعية‪ ،‬باإلضافة إلى الرغبة‬
‫األكيدة في الحفاظ على الثروة القومية من كل عبث أو تخريب‪ ،‬كذلك نظ ار لألهمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية لألمالك الوطنية عامة والملك العمومي للطرقات خاصة‪ ،‬وأيضا المكانة التي يحتلها‬
‫الملك العمومي للطرق بمكوناته في معظم الدول باعتباره ركيزة اقتصادية وادارية‪.‬‬
‫‪ ‬األسباب الذاتية‪ :‬الدافع إلى اختيار هذا الموضوع هو‪:‬‬

‫‪ -‬موضوع الدراسة الذي يندرج ضمن مسار تخصصي "القانون العقاري"‬

‫‪ -‬قلة الدراسات والبحوث المتطرقة لهذا الموضوع لذا كان حتما المساهمة في إثراء الكتبة‬
‫الوطنية بهذا النوع من الدراسات‪.‬‬

‫‪ -‬إضافة إلى الفضول العلمي باعتباره من أهم وأبرز المواضيع الجديدة التي لم يتم التطرق‬
‫إليها من قبل‪.‬‬

‫‪ -‬توضيح األحكام التي تهيمن على سير وادارة هذا الملك من الناحية القانونية‪.‬‬

‫‪-90‬اإلشكالية‪:‬‬

‫رغم ما توفره الدولة الجزائرية لتنمية قطاع الطرق لكونه من المحاور اإلستراتيجية‪ ،‬إال أن‬
‫وضعية الملك العمومي للطرق ال ترقى إلى المستوى المطلوب‪ ،‬وذلك نتيجة اإلهمال النعدام الصيانة‬
‫وكثرة االعتداءات‪ ،‬ولعل أبرز ما يثره الملك العمومي للطرق من إشكال هو‪:‬‬

‫‪ -‬إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في بسط نظامه القانوني على الملك العمومي للطرقات؟‬
‫‪-91‬المنهج المتبع‪:‬‬

‫لبلورة اإلشكالية وحصر جوانب الموضوع‪ ،‬وكذلك بغرض توضيح الموضوع تم اعتماد المنهج‬
‫الوصفي باستعراض جملة من المفاهيم والتعريفات األساسية‪ ،‬كما تم االستعانة بالمنهج التحليلي الذي‬
‫خدم عدة محاور في هذه الدراسة‪ ،‬حيث سمح بتحليل بعض المعلومات واستخالص في األخير أهم‬
‫المالحظات والنتائج‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ -90‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫من أبرز األهداف التي استدعت لدراسة هذا الموضوع هو محاولة تسليط الضوء على مختلف‬
‫الجوانب أو النقاط التي يثيرها‪ ،‬حيث يسعى أي باحث مهما كانت طبيعة البحث ونوع الموضوع إلى‬
‫تحقيق والوصول إلى نتائج قريبة من الموضوعية‪.‬‬

‫ودراسة موضوع النظام القانوني للطرقات في الجزائر سيكون غايته الوقوف على حقيقة الملك‬
‫العمومي للطرق ومحاولة اإلجابة على اإلشكالية المطروحة مسبقا‪.‬‬

‫‪-91‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫نظ ار للفترة القصيرة إلنجاز البحث كان من الصعب الحصول عل األبحاث التي تدعم الموضوع‬
‫حيث أن صعوبة العثور على دراسات قانونية معالجة للموضوع وحتى ولو تم التعرض إليه فإنه تم‬
‫التعرض إليه بصفة عرضية ولذلك فقد اعتمدت الدستور الجزائري والقانون المدني وقانون األمالك‬
‫الوطنية العمومية باإلضافة إلى قوانين تتعلق بالملك العمومي للطرق‪ ،‬و اعتمدت على رسائل‬
‫ماجستير ودكتو ار منها‪ :‬حنان ميساوي ( آليات حماية األمالك الوطنية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان‪ ،) 0940-0941 -‬جميلة دوار (النظام القانوني‬
‫للطرقات في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير –سوق أهراس‪.) 0990-0992 -‬‬

‫‪-92‬صعوبات البحث‪:‬‬

‫من بين الصعوبات التي تعيق وتواجه إعداد هذا البحث هي‪:‬‬

‫‪ -‬قلة المراجع المتخصصة في هذا الموضوع‪.‬‬


‫‪ -‬صعوبة الحصول على المراجع وذلك لصعوبة الموضوع في حد ذاته نظ ار ألنه من المواضيع‬
‫الدائمة التطور والمستجدة‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت أثناء إعداد هذا البحث‪.‬‬
‫‪-90‬خطة البحث‪:‬‬

‫تم االعتماد في هذا البحث على خطة من فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول بعنوان اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات والمتضمن ثالث مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين وتصنيف الملك العمومي للطرقات‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية القانونية للملك العمومي للطرقات‬

‫أما الفصل الثاني تضمن النظام القانوني الستغالل الملك العمومي للطرقات والذي يتكون من‬
‫ثالث مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تسيير الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استعمال الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬القيود واالرتفاقات الواردة على الملك العمومي للطرقات‬

‫‪5‬‬
‫الفصــــل األول‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين وتصنيف الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية القانونية للملك العمومي للطرقات‬


‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات‬

‫تعتبر الطرقات أحد شرايين التنمية في أي مجتمع إن لم تكن أهمها‪ ،‬فال يمكن ألي مجتمع‬
‫يريد التقدم والرخاء إال من خالل شبكة الطرق‪ ،‬التي توفر انتقال أمن األشخاص والبضائع بما ينعكس‬
‫باإليجاب على المستوى االقتصادي في المجتمع‪ ،‬وهذا ما أدركته مختلف الحضارات القديمة منها‬
‫والحديثة‪ ،‬وبتطور البشرية ازدادت الحاجة إلى استعمال الطرق العمومية مواكبة لهذا التطور‪ ،‬حيث‬
‫كان أول إنشاء للطريق عن طريق المرور المتكرر لألشخاص والحيوانات وكذا العربات المجرورة على‬
‫نفس الملك‪ ،‬حيث يتحتم رص سطح هذا األخير‪ ،‬وعندما من الصعب اجتيازه في الشتاء أصبح من‬
‫الضروري التفكير في طريق ناجعة لحل هذه المشكلة فكانت الطريق الحجرية هي البديل إال أنها لم‬
‫تكن مريحة فاستبدلت بالخرسانة الزفتية‪.‬‬

‫حيث تطورت فكرة الطريق وتغيرت بتغير مفاهيم البناء‪ ،‬فقد أصبح مفهوم الطريق حديث وهو‬
‫باختصار الحديث عن التنمية في أفضل أحوالها‪ ،‬فالطرقات من أهم مكونات البنية األساسية‪ .‬ومما‬
‫سبق فقد خصصنا هذا الفصل لدراسة اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات والذي تضمن‬
‫ثالث مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين وتصنيف الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية القانونية للملك العمومي للطرقات‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملك العمومي للطرقات‬

‫تمتد الطرق لتربط جميع المدن والقرى بعضها بالدول المجاورة لتخدم المواطنين اجتماعيا‬
‫واقتصاديا‪ ،‬فشبكة الطرق هي الشرايين الرئيسية والفرعية الحاملة لحركة النقليات المختلفة سواء كانت‬
‫نوعية الحركة‪ ،‬متمثلة في نقل األفراد أو نقل المنتجات والبضائع حيث يعتبر إنشاء شبكة الطرق ألي‬
‫دولة ذات أهمية خاصة‪ ،‬حيث تتوفر الجزائر على شبكة طرقات ذات أهمية متميزة تربط مختلف‬
‫مناطق البالد ومراكز المواد األولية وغيرها من المناطق‪ ،‬ومن هنا فإنه البد من توضيح مفهوم الطريق‬
‫في التشريع الجزائري‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه في هذا المبحث المتكون من‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الملك العمومي للطرقات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الملك العمومي للطرقات‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية الملك العمومي للطرقات في إطار التنمية‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الملك العمومي للطرقات‬

‫تعتبر الطرقات العمومية من األمالك الوطنية االصطناعية التي أقامها اإلنسان وتدرج في هذا‬
‫النوع بعد اتخاذ جملة من اإلجراءات والتدابير لضمان تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬حيث تطرقنا في هذا‬
‫المطلب إلى فرعين‪ ،‬أولها تعريف الملك العمومي للطرقات وثانيها طبيعته القانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الملك العمومي للطرقات لغة واصطالحا‬

‫أوال‪ :‬لغة‪ :‬الطريق في اللغة هو السبيل وهو الممر الواسع الممتد أوسع من الشارع " إياكم‬
‫والجلوس على الطرقات" (حديث)‪ ،‬أيضا يعرف بأنه هو المسلك والسبيل والممر الواسع والممتد الذي‬
‫يسلكه الناس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اصطالحا‪ :‬الطريق هو شريط أرضي به مسارات معدة لحركة السيارات وغيرها من‬
‫مركبات تتحرك على عجالت‪ ،‬والطرق تصل المناطق الحضرية بعضها ببعض كما تصلها بالمناطق‬
‫الريفية‪ ،‬وتعرف الطرق التي تخترق المدن باسم الشوارع والطرق ذات أهمية حيوية‪ ،‬إذ يستخدمها‬
‫المزارعون في نقل محاصيلهم إلى األسواق‪ ،‬وتسير عليها الشاحنات الكبيرة لتوزيع اإلنتاج الصناعي‬
‫من منطقة إلى أخرى‪ ،‬كما تقطعها السيارات والحافالت والدراجات وغيرها من وسائل النقل لألغراض‬
‫النفعية والترفيهية‪ ،‬كذلك يعرف الطريق بأنه عبارة عن مسلك بري للمواصالت يضمن الربط واالتصال‬
‫بين مختلف نقاط األرض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الملك العمومي للطرقات قانونا‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 90‬من القانون ‪ 41-94‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪ 0994‬المتعلق بتنظيم حركة‬
‫المرور عبر الطرق وسالمتها‪ ،‬المعدل والمتمم بمقتضى القانون ‪ 90-90‬المؤرخ في ‪ 90‬يوليو ‪0990‬‬
‫فإن الطريق هو ذلك المسلك العمومي المفتوح لحركة المرور‪.1‬‬

‫ومن خالل التعريف نستنتج أن هذا التعريف يشمل عنصران‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ -‬إضفاء الصفة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬التخصيص لحركة المرور‪.‬‬

‫‪ -1‬سمير بوعجناق‪ ،‬التطور المركزي القانوني لألمالك الوطنية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة الجزائر‪ ،0990-0994 ،‬ص‪41‬و‪.40‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫أما المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102-40‬المؤرخ في ‪ 41‬ديسمبر ‪ 0940‬يحدد شروط‬


‫وكيفيات وتسيير األمالك العمومية والخاصة التابعة للدولة‪ ،‬فقد اقتصر التعريف على تعداد الطرق‬
‫العامة التابعة للدولة فنصت على ما يلي‪:‬‬

‫يعتبر جزءا ال يتج أز من األمالك العمومية االصطناعية في مجال الطرق التابعة للدولة ومرافقها ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الطرق الوطنية كما حددها قانون المرور‪ ،‬وبنيتها المادة ‪ 90‬من المرسوم ‪ 100-00‬المؤرخ‬
‫‪1‬‬
‫في ‪ 01‬نوفمبر ‪.4000‬‬

‫‪ -‬الطرق السريعة حسب مفهوم المادة ‪ 90‬من األمر ‪ 90-90‬المؤرخ في ‪ 00‬يوليو ‪0990‬‬
‫المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 41-94‬المؤرخ في ‪ 40‬غشت ‪ 0994‬والمتعلق بتنظيم حركة المرور عبر‬
‫الطرق وسالمتها وأمنها‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الملك العمومي للطرقات‬

‫للطرقات العمومية عدة خصائص تطرق إليها المشرع الجزائري ضمن نص المادة ‪ 41‬في‬
‫القانون ‪ 09-90‬المتعلق باألمالك الوطنية المعدل والمتمم بالقانون ‪ 41/ 90‬المؤرخ في ‪0990‬‬
‫المتضمن األمالك الوطنية‪ ،‬وهذا ما سنبنيه خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطرقات العمومية من األمالك الوطنية االصطناعية‪:‬‬

‫الملك العمومي للطرقات ذو طبيعة اصطناعية‪ ،‬فإنه ناشئ نتيجة عمل بشري وتهيئة خاصة‬
‫تتالءم مع الهدف المسطر له وبالتالي اإلنسان هو العامل الرئيسي في تكوينها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ اإلقليمية‪:‬‬

‫ال تدخل ضمن األمالك الوطنية العمومية للطرقات سواء األمالك التابعة إلقليم الدولة‪ ،‬الوالية‬
‫‪3‬‬
‫البلدية وبالتالي استبعدت من ممارسة حق الملكية اإلدارية للمؤسسات ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000- 91‬المؤرخ في أول ديسمبر ‪ 0991‬المتعلق برخصة شبكات الطرق ج‬
‫ر ع ‪ 20‬ص‪.0‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 0‬تعدل وتتمم المادة ‪ 90‬من القانون ‪ 41-94‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت سنة ‪ ،0994‬حيث تنص المادة ‪90‬‬
‫يتضمن الملك العمومي للطرق والطرق السيارة‪ ...‬الملك العمومي االصطناعي لشبكات الطرق‪ ...‬جميع أجزاء الملك‬
‫العمومي الطبيعي المندمجة ضمن الملك العمومي لشبكات الطرق‪."...‬‬
‫‪-3‬حمدي باشا و زروقي ليلى‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‪ ،0991‬ص‪.09‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫وهو ما تؤكد المادة ‪ 90‬من قانون األمالك الوطنية تشمل األمالك الوطنية على مجموع‬
‫األمالك والحقوق المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة وجماعتها اإلقليمية في شكل ملكية عمومية‬
‫وتتكون هذه األمالك الوطنية من‪:‬‬

‫‪-‬األمالك العمومية التابعة للدولة‪.‬‬

‫‪-‬األمالك العمومية التابعة للوالية‪.‬‬

‫‪-‬األمالك العمومية التابعة للبلدية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مخصصة للنفع العام وقابلة التغيير‬

‫الملك العمومي للطريق شأنه شأن األمالك الوطنية العمومية المخصصة للنفع العام‪ ،‬ويستمد‬
‫هذا المبدأ أساسه القانوني من نص المادة ‪ 100‬من القانون المدني‪ " :‬تعتبر أمواال للدولة العقارات‬
‫والمنقوالت التي تخصص بالفعل أو بالفعل أو بمقتضى نص قانوني لمصلحة عامة‪ ،‬كما إن الملك‬
‫العمومي للطريق يقبل أن يكون حل لتصرفات القانون العام ومن هذا القليل المبادالت بين األشخاص‬
‫اإلدارية"‪ ،‬فهذه المبادالت تعد من أعمال اإلدارة التي تبقي المال العام في طائفة األعمال العامة فهو‬
‫إذا كان يؤدي وظيفة معينة فإنه يمكن أن يحول لتحقيق عناية أخرى لكن دائما في إطار تحقيق‬
‫أهداف النفع العام‪ ،1‬ومن أمثلة ذلك تحويل طريق والئي إلى طريق بلدي‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إمكانية إلغاء تصنيفها‪:‬‬

‫الطرقات العمومية من األمالك التي يستعملها الجمهور مباشرة دون المرور على المرافق‬
‫العامة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 40‬من قانون األمالك الوطنية السالف الذكر على ذلك بقولها‪ :‬تتكون‬
‫األمالك الوطنية العمومية من الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي يستعملها الجميع استعماال‬
‫مباش ار وبواسطة المرافق‪ ،‬وقد يمكن للجمهور استعمال الملك العمومي للطريق استعماال مباشر المدة‬
‫معينة ثم يقل هذا االستعمال شيئا فشيئا حتى العدول النهائي‪ ،2‬عن هذا االستعمال ففي هذه الحالة ال‬
‫فائدة من إخفاء صفة العمومية على هذا المال مادام وجه المنفعة العامة قد انتهى في الواقع العملي‪،‬‬
‫كما يمكن أن يتم إلغاء تصنيف الملك العمومي للطرقات بمقتضى إجراء قانوني الذي منحه هذه‬

‫‪1‬‬
‫‪-Gustave peiser ,droit administratif des biens ,18 eme, édition Dalloz , paris2005.‬‬
‫‪-2‬عب ددد الحمي ددد محم ددد ف دداروق‪ ،‬التط ددور المعاص ددر للنظري ددة األمد دوال العام ددة ف ددي الق ددانون الج ازئ ددري‪ ،‬ديد دوان المطبوع ددات‬
‫الجامعية‪ ،‬الج ازئر‪ ،‬طبعة‪ ،4000‬ص‪.002‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫الصفة في أول األمر احتراما لقاعدة توازي األشكال‪ ،‬لذا فإن تجريد الطرق الوطنية من طابعها العام‬
‫يكون بمرسوم تنفيذي‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن أن نستنتج أن منازعات األمالك الوطنية الطرقية العمومية معهودة‬
‫للقضاء اإلداري طبقا للمعيار العضوي‪ ،‬إال ما استثنى بنص كما هو مبين في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية المادة‪ ":‬يكون من اختصاص المحاكم المادية المنازعات المتعلقة بمخالفات الطرق"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية الملك العمومي للطرقات في إطار التنمية‪:‬‬

‫تمثل الطرقات العمود الفقري للبالد والذي تتمحور حوله وحدة البالد ونموها وتطورها ‪ ،‬ومثل‬
‫الطرقات بالنسبة للدول كمثل الشرايين لإلنسان‪ ،‬فعبر الشرايين يتدفق الدم حامال الغذاء للجسم في حين‬
‫أن الطرقات تتدفق عبرها المنتوجات الوطنية والسلع المستوردة والمصدرة والمسافرين وكل مقدمات‬
‫التطوير والنمو‪ ،‬وكل ما من شأنه أن يجلب للبالد التقدم والرقي والترابط بين السكان‪ ،‬والشك بأن وجود‬
‫شبكة متطورة من الطرق في الدولة يمكنها في تحقيق أهدافها وسياساتها األمنية و اإلستراتيجية‬
‫والعسكرية واالقتصادية والثقافية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫فالطرق تلعب دو ار مهما في حركة البضائع والسلع‪ ،‬فالبضاعة تعتبر عديمة القيمة‪ ،‬ما لم يكن‬
‫لها منفعة بمعنى قدرتها على تلبية حاجات المستهلك‪ ،‬ونقلها في هذه الحالة يضفي نوعين من المنفعة‪،‬‬
‫تكون إما منفعة مكانية أو منفعة زمنية‪ ،‬وهذان المصطلحان االقتصاديان يعنيان أن السلعة ليس لها‬
‫قيمة اقتصادية‪ ،‬حية إال إذا كانت متوفرة في المكان والزمان المطلوبين‪.‬‬

‫ولتقدير الدور الذي تلعبه الطرق في تطور التنمية من الالزم تخيل الحياة قبل اختراع الطريق‬
‫والعجلة‪ ،‬أو بمعنى آخر قبل ردم الفجوة بين المنتخبين والمستهلكين‪ ،‬وبالتالي تبادل السلع المختلفة‬
‫وفي المجال الصناعي يلعب النقل على الطرق دو ار حيويا بربط موارد الخام ومراكز اإلنتاج واألسواق‪.‬‬

‫أما داخل المدن على وجه الخصوص‪ ،‬فإن الطرقات توفر حلقة الوصل بين المنزل ومقر العمل‬
‫والواقع أن أكثر من ‪ % 09‬من الرحالت داخل المدن هي رحالت تتعلق بالعمل‪ ،‬كما تلعب الطرقات‬
‫دو ار هاما في الدفاع عن البالد وحدتها السياسية‪ ،‬وعادة ما تنشئ الدول شبكة متكاملة من الطرق‬
‫اإلستراتيجية التي تربط أجزاء البالد‪ ،‬والتي أنشئت ألغراض دفاعية و إستراتيجية وليس بناء على‬
‫احتياجات النقل للمجتمع فقط‪ ،1‬وتعد الطرق من الخدمات التي تقدمها الحكومة بالضرورة والتي ال‬

‫‪ -1‬يوسف مصطفى الصيام عبد اهلل بن محمد القرني‪ ،‬سعد بن عبد الرحمن القاضي‪ ،‬تغطية مساحية للطرق‪ ،‬دار‬
‫المجدالوي للنشر‪ ،‬عمان األردن ط‪ ،4‬سنة ‪ ،4000‬ص‪. 00‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫يستطيع القطاع الخاص تقديمها‪ ،‬ومن أهم أغراض إنشاء الطرق رفع مستوى اقتصاديات الدولة كلها‬
‫عن طريق النقل المباشر للبضائع والمساعدة في المشكالت المتعلقة بالدفاع المدني والرعاية الطبية‬
‫والتعليم وخدمات البريد‪ ،‬ولفتح مجاالت إضافية للسفر كلها والترفيه‪ ،‬وهذا من الطبيعي أن يستفيد‬
‫مالك األراضي من الطرق ألن تسهيل الوصول إلى األراضي سيزيد من قيمتها بال شك‪.‬‬

‫لذا فالطرق عنصر ضروري للمجتمع في جميع مجاالت التنمية الحيوية فهي تؤثر على مواقع‬
‫األنشطة اإلنتاجية والترفيهية وانتشارها وتؤثر على مواقع المساكن‪ ،‬وعلى انتشار البضائع والخدمات‬
‫المتوفرة لالستهالك‪ ،‬فالتقدم في الطرق عمل على تغيير نمط الحياة ورفع مستوى المعيشة وساهم في‬
‫تطور ونمو المجتمعات‪.1‬‬

‫‪ -1‬يوسف مصطفى الصيام عبد اهلل بن محمد القرني‪ ،‬سعد بن عبد الرحمن القاضي‪ ،‬نفس المرجع السابق ص‪.00‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين وتصنيف الملك العمومي للطرقات‬

‫تنص المادة ‪ 100‬من القانون المدني على ما يلي‪ " :‬تعتبر أمواال للدولة العقارات والمنقوالت‬
‫التي تخصص بالفعل أو بمقتضى نص قانوني لمصلحة عمومية‪"...‬‬

‫و تنص المادة ‪ 01‬من قانون األمالك الوطنية على ما يلي‪ " :‬تقام األمالك الوطنية بالوسائل‬
‫القانونية أو بفضل الطبيعة‪ ،‬ومن خالل هاتين المادتين نستنتج أن المال العام سواء كان منقوال أو‬
‫عقا ار يدخل ضمن قائمة األمالك العمومية المخصصة للمنفعة العامة وهذا ما يقتضي باإلدارة إلى‬
‫اتخاذ سلسلة من اإلجراءات القانونية الهادفة إلى تكوين األمالك العمومية‪ ،1‬كذلك تتوقف األنواع‬
‫واألصناف المختلفة للطرقات على عوامل كثيرة منها أحجام الحركة المرورية والسرعات واألنواع‬
‫المختلفة للعربات‪....‬الخ‪.‬‬

‫حيث تصنف الطرق حسب انتمائها إلى هياكل الدولة أو حسب التصنيف التقني‪ ،‬حيث يجب‬
‫تصنيف الطرقات من حيث كونها طرقا رئيسية أو فرعية أو محلية‪ ،‬حتى يمكن تحديد السرعة‬
‫التصميمية واالنحدار الحاكم بعد موازنة بعض العوامل‪ ،‬مثل أهمية الطريق وتقدير حجم وخصائص‬
‫المرور والتضاريس واألموال المتاحة‪ ،‬وتعتبر السرعة التصميمية واالنحدار الحاكم هما بدورهما القاعدة‬
‫األساسية لوضع الحدود إلى حين التصميم اإلنشائي للطريق‪ ،‬إذ تتوفر الجزائر على شبكة من الطرقات‬
‫متعددة األصناف‪ ،‬وعلى هذا األساس سواء بالنسبة للتصنيف أو التكوين فقد اعتمدنا في هذا المبحث‬
‫على مطلبين هما‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تكوين الملك العمومي للطرقات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف الملك العمومي للطرقات‬

‫‪ -1‬ميلود بوخال‪ ،‬قصور التشريع في مجال تخصيص األمالك العامة‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 90‬المغرب‪ ،‬سنة‪ ،4001‬ص‪.09‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬تكوين الملك العمومي للطرقات‬

‫الفرع األول‪ :‬عملية االقتناء‬

‫يقصد بعملية االقتناء الفعل أو الحدث المعني الذي يترتب عليه التملك القبلي للملك الذي يجب‬
‫أن يدرج في األمالك الوطنية العمومية أيا كان نوعها‪ ،1‬فإن كان الملك العمومي مملوك لألشخاص‬
‫الخاصة‪ ،‬فإن الشخص المعنوي العام يكتسب المال إما بالطرق المنصوص عليها في القانون المدني‬
‫أو بماله من امتيازات السلطة العامة‪ ،‬تنص المادة ‪ 01‬من قانون األمالك الوطنية فقرة ‪" 90‬يتم اقتناء‬
‫األمالك التي يجب أن تدرج بعقد قانوني طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها حسب التقسيم التالي‪:‬‬

‫‪ -‬طرق االقتناء التي تخضع للقانون الخاص‪ :‬العقد‪ ،‬التبرع‪ ،‬التقادم‪ ،‬الحيازة‪.‬‬

‫‪ -‬طريقتان يخضعان للقانون نزع الملكية وحق الشفعة‪.‬‬

‫ومن هنا ندرس كل من وسائل القانون الخاص والعام على حدى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬وسائل القانون الخاص‪:‬‬

‫قد تلجأ الدولة أو إحدى األشخاص اإلقليمية في سبيل اكتسابها لألمالك الوطنية إلى طرق‬
‫مستقاة من القانون الخاص‪ ،‬والمتمثلة في‪ :‬العقد ‪ ،‬التبرع‪ ،‬التبادل‪ ،‬الحيازة‪ ،‬كما أن المادة ‪ 10‬من‬
‫قانون األمالك الوطنية تضيف حالة األمالك الشاغرة‪ ،‬وهذا ما سنتناوله بالتفصيل على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -4‬العقد‪ :‬هو الشراء في نية قصد المشرع الجزائري‪ ،‬وحيث تتعامل اإلدارة مع أحد األشخاص‬
‫‪2‬‬
‫الخاصة على أساس التراضي ووفق قاعدة العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬

‫وبالتالي ال تبرز اإلدارة في هذه الحالة بمظهر السيادة والسلطان‪ ،‬لكن ينبغي أن ال يضر‬
‫التصرف بالمصالح العمومية التابعة للدولة‪ ،‬وتحقيقا لذلك تتدخل إدارة األمالك الوطنية في تحقيق‬
‫عملية االقتناء‪ ،‬أما عملية شراء العقارات والحقوق العقارية من المصالح والهيئات المحلية فيكون في‬
‫إطار القواعد المحددة في قانون األمالك الوطنية وقانون الوالية‪ ،‬وقانون البلدية‪ ،‬فإن كان هذا العقار‬
‫واقعا في المحيط العمراني‪ ،‬فإن عملية اقتناءه تكون عن طريق الوكالة المحلية للتسيير والتنظيم‬

‫‪-1‬محمد السعيد‪ ،‬النظام القانوني لألمالك العامة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد ‪ 90‬سنة‪ ،4000‬ص‪.009‬‬
‫‪ -2‬عمددر يحيدداوي الددوجيز فددي األم دوال الخاصددة التابعددة للدولددة والجماعددات المحليددة‪ ،‬دار هومددة‪ ،‬الج ازئددر‪ ،‬طبعددة‪،0991‬‬
‫ص‪.14‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫العقاري الحضري‪ ،‬أما إذا كان واقعا خارج اإلقليم فإن عملية االقتناء تكون بواسطة أجهزة الهيئة‬
‫المحلية المعنية‪.‬‬

‫‪ -0‬التبرعات‪ :‬حتى يتم التبرع بالشكل الصحيح‪ ،‬اشترط المشرع الجزائري أن يصب التصرف‬
‫في شكل رسمي وذلك تحت طائلة البطالن‪ ،¹‬إذ يتوجب على من أراد التبرع للدولة ممثلة في الوالي‬
‫المختص أن يصرح بذلك أمام الموثق‪ ،‬ويقوم هذا األخير بتحويل الملف إلى الوزير المكلف بالمالية‬
‫بصفته ممثال للدولة‪ ،‬الذي يأمر إدارة أمالك الدولة المختصة بدراسة الملف وتحديد أهمية موضوع‬
‫التبرع‪ ،‬وأن تتخذ ق ارره في أجل ‪ 90‬أشهر ابتداء من تاريخ اإلرسال‪ ،1‬وفي حال ما إذا كان التبرع‬
‫غايته اإلضرار بالورثة أو كان المتبرع فاقد األهلية‪ ،‬فيتعين على الوزير رفض التبرع‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للتبرعات التي تقدم للجماعات المحلية فيختص المجلس الشعبي المعني بقبولها أو رفضها‪.‬‬

‫‪ -0‬التبادل‪ :‬التبادل أو المقايضة كما أصطلح عليه المشرع في القانون المدني‪ ،‬والذي عرفها‬
‫كما يلي‪ " :‬المقايضة عقد يلتزم به كل من المتعاقدين‪ ،‬أن ينقل إلى اآلخر على سبيل التبادل ملكية‬
‫مال غير النقود "‪ ،2‬بينما نجد قانون األمالك الوطنية قد حصر عملية التبادل بين األشخاص العامة‬
‫والخواص في العقارات فقط‪.‬‬

‫غير أن التبادل المنصوص عليه في قانون األمالك الوطنية يقتصر فقط على العقارات سواء‬
‫بالنسبة لألمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة أو إلى الجماعات المحلية‪ ،‬وقد يكون التبادل بمبادرة‬
‫من المصلحة العامة‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم الجهاز المختص بتقديم طلب تبادل‪ ،‬مصحوبا باألوراق‬
‫الثبوتية المتعلقة به إلى السلطة الوصية‪ ،‬والتي بدورها ترسل الملف إلى الوزير المتكلف بالمالية‪ ،‬مرفقا‬
‫بمذكرة توضيحية تبرر عملية المبادلة كما يجب شهر عقد التبادل وتسجيله لدى المحافظة العقارية‬
‫حتى يكتسب العقار محل التبادل‪.‬‬

‫‪ -1‬الحيازة‪ :‬المشرع الجزائري لم يتعرض لتعريف الحيازة ‪ ،‬وال حتى القانون المدني الذي اكتفى‬
‫بذكر أحكامها وأثارها وعلى الرغم من اعتبار قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الحيازة كطريقة من طرق اقتناء‬
‫األمالك الوطنية العمومية الواردة في المادة ‪ 01‬منه إال أننا نجد أن هذا القانون يخلو من أحكام‬
‫الحيازة‪ ،‬والذي اعتبر الحيازة من القواعد الطرق التي تخضع للقواعد العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ فارة‪ ،‬تسيير وادارة األمالك المحلية‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة الدراسات العليا المتخصصة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬سنة ‪ ،0990-0992‬ص‪10،10‬‬
‫‪ -2‬محمد حسنين‪ ،‬عقد البيع في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪ ،0‬سنة ‪ ،0991‬ص‪.001‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث تعرف الحيازة على أنها‪ :‬وضع اليد على الشيء أو على الحق والسيطرة عليه سيطرة‬
‫فعلية واالنتفاع به واستغالله بكافة الوجوه المادية على أن تكون السيطرة بنية الظهور مظهر الملك أو‬
‫‪1‬‬
‫صاحب الحق‪.‬‬

‫‪ -0‬الشغور‪ :‬تعتبر التركة شاغرة كليا أو جزئيا في حالة‪:‬‬

‫انعدام المالك أو الوارث أو إهمال التركة‪ ،‬أو حالة تخلي أحد الورثة على حصته‪ ،‬أو أمالك‬
‫‪2‬‬
‫المفقودين‪.‬‬

‫وعليه يحق للدولة مباشرة إجراءات الشغور المقررة قانونا‪ ،‬كما يتعين على الوالي المختص‬
‫إقليميا في حالة تخلي أحد الورثة عن حصته في التركة‪ ،‬أن يودع عريضة لدى الجهة القضائية‬
‫المختصة ويطلب فيها إثبات التخلي‪ ،‬وال يكون تسليم الملك إال بعد صدور حكم قضائي كما يمكن‬
‫للوالي أن يرفع دعوى إلى القضاء لطلب النطق بالفقد أو الستصدار حكم بموت المفقود‪ ،‬وبعد أن‬
‫‪3‬‬
‫يصير الحك نهائيا تؤول التركة إلى الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وسائل القانون العام‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 01‬من قانون األمالك الوطنية طرق اقتناء األمالك الوطنية وذكرت طريقان‬
‫استثنائيان هما‪:‬‬

‫‪ -4‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ :‬عنى المشرع الجزائري بنزع الملكية للمنفعة العامة‪،‬‬
‫بحيث خصها بقانون يحدد قواعدها‪،4‬وعمل على تعديله تفاديا ألي عيب وقد عرف المشرع الجزائري‬
‫نزع الملكية في نص المادة ‪ 90‬من قانون األمالك الوطنية بأنها‪ " :‬طريقة استثنائية الكتساب أمالك‬
‫أو حقوق عقارية وال يتم إال إذا أدى إلى انتهاج كل الوسائل األخرى إلى نتيجة سلبية "‬

‫ويعرفه الفقه بأنه‪ " :‬حرمان مالك العقار من ملكه جب ار للمنفعة العمومية‪ ،‬نظير تعويض مما‬
‫يناله من ضرر"‪ .‬ومن هذين التعريفين نستنتج ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أمير خالد عدلي اكتساب الملكية العقارية بالحيازة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬حمدي باشا عمر و زروقي ليلى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫‪ -3‬أعمر يحياوي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.11‬‬
‫‪ -4‬القانون ‪ 44-04‬المؤرخ في ‪ 02‬أبريل ‪ 4004‬المحدد للقواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة العمومية ج ر‬
‫عدد ‪.04‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪-‬نزع الملكية إجراء إداري‪ :‬بمعنى أنه إجراء تقوم به السلطة اإلدارية المختصة وان كان من‬
‫الجائز أن يكون المستفيد من قرار نزع الملكية أحد أشخاص القانون الخاص وذلك لما يحققه نشاطه‬
‫من مصلحة عامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬نزع الملكية إجراء استثنائي‪ :‬أي أن اإلدارة ملزمة قبل اللجوء إلى إجراء نزع الملكية باللجوء‬
‫إلى الطرق الرضائية‪ ،‬كالشراء بالتفاوض مع أصحاب العقارات محل نزع الملكية‪.1‬‬

‫ج‪ -‬أن ال يرد نزع الملكية إال على عقار‪ :‬اشترط المشرع الجزائري على غرار المشرع الفرنسي‬
‫أن يرد نزع الملكية للمنفعة العمومية على العقارات فقط دون المنقوالت‪ ،‬كما يمكن أن يكون محل نزع‬
‫‪2‬‬
‫الملكية العمومية حقوق عينية عقارية‪.‬‬

‫أما عن إجراءات عملية نزع الملكية للمنفعة العامة فتتمثل حسب نص المادتين ‪ 90‬و‪ 00‬ومن‬
‫القانون المتعلق بنزع الملكية للمنفعة العامة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التصريح بالمنفعة العامة‪ :‬هو إجراء يتأكد بمقتضاه من مدى توفر ركن المنفعة العامة‬
‫للمشروع المراد تحقيقه ويفتح التحقيق بقرار من الوالي المختص إقليميا‪ ،‬الذي يعين في الوقت نفسه‬
‫لجنة تحقيق‪ ،‬وبعد تأكيد لجنة التحقيق على المنفعة العامة يعلن عن ذلك إما بقرار وزاري مشترك‪ ،‬في‬
‫حالة كون الملكية تقع في إقليم أكثر من والية واما بقرار الوالي إذا كان الملك واقع في إقليم والية‬
‫‪3‬‬
‫واحدة ويلصق القرار في مقر البلدية‪ ،‬وينشر في الجريدة الرسمية ويبلغ المخاطبين به‪.‬‬

‫أم بالنسبة لعمليات إنجاز البنى التحتية ذات المنفعة العامة والبعد الوطني‪ ،‬يصرح بالمنفعة‬
‫العمومية بموجب مرسوم تنفيذي الذي يبين أهداف العملية‪ ،‬ومثال ذلك الطريق السيار شرق‪-‬غرب‪،‬‬
‫حيث تم التصريح بالمنفعة العمومية للعملية بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 024-90‬المؤرخ في ‪00‬‬
‫جويلية ‪ ،0990‬فحددت المادة ‪ 90‬من األمالك العقارية الحقوق العينية العقارية المستعملة مسلكا‬
‫للطريق‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد قائمة األمالك المعنية‪ :‬يعين الوالي خبي ار عقاريا معتمدا خالل ‪ 40‬يوما الثانية لنشر‬
‫قرار اإلعالن عن المنفعة العامة للقيام بالتحقيق حول األمالك الم ارد نزعها وبيان مالكها‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ فارة‪ ،‬مذكرة سابقة ص‪.00‬‬


‫‪ -2‬حنان ميساوي‪ ،‬آليات حماية األمالك الوطنية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،0940-0941‬ص‪.420‬‬
‫‪ -3‬محمد بوذريعات‪ ،‬نزع الملكية للمنفعة العمومية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،0990-0994 ،‬‬
‫ص‪.91‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تقرير تقويم العقارات‪ :‬بعد إعداد الخبير العقاري مخطط القطع المزمع نزع ملكيتها يحيل‬
‫الوالي ملف نزع الملكية إلى إدارة أمالك الدولة قصد تقويم األمالك موضوع النزع وفقا لقانون العرض‬
‫والطلب‪.‬‬

‫‪ -‬قرار التنازل عن األمالك والحقوق موضوع نزع الملكية بناءا على التقرير التقويمي الذي تعده‬
‫‪1‬‬
‫إدارة أمالك الدولة يصدر الوالي المختص إقليميا قرار التنازل الذي يتضمن البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬قائمة العقارات‪.‬‬

‫‪ -‬هوية المالك أو أصحاب الحقوق‪.‬‬

‫‪ -‬مقدار التعويض وطريقة حسابه‪.‬‬

‫ويبلغ القرار لكل مخاطب به‪ ،‬مع دعوته ألخذ المبلغ المودع في خزينة واليته‪ ،‬وعند عدم‬
‫اقتناعه سواء بقرار التنازل أو بمقدار التعويض له مدة شهر لتقديم طعنه أمام القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬قرار نزع الملكية‪ :‬يمكن للوالي اتخاذ هذا القرار في األحوال التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إذا أنقص ميعاد الطعن‪.‬‬


‫‪ ‬إذا لم يتعرض المخاطب‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صدر قرار قضائي نهائي لصالح الهيئة القائمة بالنزع‪.‬‬

‫وبعد إصدار القرار يتعين على اإلدارة تبليغه للمخاطبين به والمستفيدين منه‪ ،‬مع نشره وتسجيله‪،‬‬
‫ويشهر العقد مجانا‪.‬‬

‫‪-0‬حق الشفعة‪ :‬تعتبر الشفعة طريقة من طرق اكتساب الملكية‪ ،‬التي نص عليها القانون المدني‬
‫الجزائري‪ ،‬وعرفها في المادة ‪ 201‬منه‪ ،‬كما يلي‪ " :‬الشفعة رخصة تجيز الحالل محل المشتري في بيع‬
‫العقار"‬

‫‪ -‬وينشأ حق الدولة والجماعات المحلية في الشفعة بغية الحاجات ذات المصلحة العامة‬
‫والمنفعة العمومية‪ ،2‬فإذا باع أحد أفراد عقار لفرد آخر‪ ،‬حق للدولة أو إحدى الجماعات المحلية أنتحل‬

‫‪ -1‬سماعين شامة‪ ،‬النظام القانوني للتوجيه العقاري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ‪ ،0‬ص‪.001‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 00-09‬المؤرخ في أول جمادى األولى عام ‪ 4144‬الموافق ل ‪ 40‬نوفمبر‬
‫‪ ،4009‬يتضمن التوجيه العقاري ج ر ع ‪.10‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫محل المشتري لقاء دفع ثمن هذا العقار‪ ،‬وتعتبر هذه األشخاص العامة شفعاء ممتازين إذ يأتون في‬
‫‪1‬‬
‫المرتبة األولى بالمقارنة مع الشفعاء اآلخرين الذين يخضعون للقانون الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عملية التهيئة‪:‬‬

‫إن نزع ملكية عقار ما أو اقتناءه بالتراضي قصد جعله طريقا يطلب قلع أشجاره وأحجاره إجراء‬
‫‪2‬‬
‫أعمال تسوية التربة والقيام بالبناء‪ ،‬والتزود بكل ما هو الزم عادة‪.‬‬

‫إن إحداث منشآت جديدة في مثل هذه الحاالت وغيرها تعهد اإلدارة بتنفيذها بأجهزة خارجية‬
‫بسبب عدم القدرة أجهزة اإلدارة الفنية على القيام بها‪ ،‬مما يدفعها إلى التعاقد مع المختصين من أفراد‬
‫القانون الخاص بمسؤوليات التنفيذ لحسابها وهو ما يطلق عليه عقد األشغال العامة‪.3‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف عقد األشغال‬

‫يعرف أنه " اتفاق بين اإلدارة واحدى األفراد أو الشركات يقصد القيام ببناء أو ترميم أو صيانة‬
‫عقار لحساب شخص معنوي عام ويقصد تحقيق منفعة عامة في نظير المقابل المتفق عليه ووفقا‬
‫‪4‬‬
‫للشروط الواردة في العقد"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظام القانوني لعقد األشغال العامة‪:‬‬

‫يستمد النظام القانوني لعقد األشغال العامة مصدره من النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬حيث‬
‫تتضمن هذه النصوص جزء كبير من النظام القانوني لعقد األشغال‬

‫العامة والجدير بالذكر أن هذه النصوص ال تقتصر على عقود األشغال العامة فقط بل تنطبق‬
‫عل عقود التوريد والخدمات‪ ،‬وكذلك دفاتر الشروط التي تتضمن قواعد وأحكام تضعها اإلدارة مسبقا‬
‫وبإرادتها المنفردة‪ ،‬بما لها من امتيازات السلطة العامة حتى تطبق على عقودها مراعاة للمقتضيات‬
‫‪5‬‬
‫المصلحة العامة وتنفذ األشكال التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬صنية عيسو‪ ،‬االقتناء كوسيلة لتكوين أمالك الدولة الخاصة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬تبسة‪ 0940‬ص‪00‬و‪.01‬‬
‫‪ -2‬عبد الرسول عبد الرضا‪ ،‬أموال الدولة العامة والخاصة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة‪ ،00‬العدد‪ 90‬يونيو‪4000‬ص‪.001‬‬
‫‪ -3‬أنيسة سعاد قريشي‪ ،‬النظام القانوني العام لعقد األشغال العامة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ 0990-0994‬ص‪.91‬‬
‫‪ -4‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬طبعة‪4020‬ص‪.100‬‬
‫‪ -5‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‪ ،0991‬ص‪.40،40‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬البنود اإلدارية العامة‪ :‬وهي الدفاتر المطبقة على كل أنواع الصفقات الموافق عليها بموجب‬
‫قرار‪.‬‬

‫‪ -‬دفاتر التعليمات المشتركة‪ :‬تحدد الترتيبات التقنية المطبقة على كل الصفقات المتعلقة بنوع‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪ -‬دفاتر التعليمات الخاصة‪ :‬وهي التي تحدد الشروط الخاصة لكل صفقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عناصر عقد األشغال العامة‪:‬‬

‫إن القاسم المشترك بين التعريفات السابقة هو توفر العناصر التالية في عقد األشغال العامة‪:‬‬

‫‪ .94‬موضوع العقد يجب أن يكون عقارا‪ :‬أي يجب أن ينصب عقد األشغال العامة على إنشاء‬
‫أو ترميم أو صيانة أحد العقارات العامة‪ ،‬فإذا انصب العقد على المنقول حتى ولو كان من األموال‬
‫العامة‪ ،‬لم يكن ثمة أشغال عامة وال يؤثر في ذلك مطلقا ضخامة المنقول‪.‬‬

‫‪ .90‬أن تتم األعمال لحساب شخص معنوي عام‪ :‬ويقصد بهذا العنصر أن العمل يكون لحساب‬
‫شخص معنوي عام‪ ،‬وال يشترط أن يكون العقار محل التعاقد مملوكا لشخص معنوي عام بل يكفي أن‬
‫يتم العمل لحسابه فإذا كان العمل قد تم في عقار خاص ولكن لحساب شخص عام كان العقد عقد‬
‫أشغال عامة‪.‬‬

‫‪ .90‬القصد منه تحقيق منفعة عامة‪ :‬إذ لم يستلزم أن تتم هذه األشغال على عقار يدخل في‬
‫نطاق الدومين العام‪ ،‬وال أن يكون مخصص لمرفق عام بل يكفي أن يرد العمل على عقار مخصص‬
‫لنشاط ذو طابع عام‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إجراءات إبرام عقد األشغال العامة‪ :‬في مجال تهيئة الطريق وجعله مالئما للهدف‬
‫المسطر له تتبع اإلدارة أسلوبين‪:‬‬

‫‪/94‬أسلوب الصفقات العمومية‪ :‬لبناء وتجهيز طريق وطني‪ ،‬والئي‪ ،‬وبلدي تعمد السلطات‬
‫المختصة ‪ 1‬إلى إبرام صفقة عمومية وتبرم وفقا إلجراء المناقصة التي تعتبر القاعدة العامة أو اإلجراء‬
‫بالتراضي كحالة استثنائية وقد ألزم المشرع الجزائري اإلدارة باحترام مبدأ الحرية والمنافسة والمساواة‪،‬‬
‫سرية العطاءات والشفافية‪ ،‬وذلك حماية للمتعاقد والمصلحة المتعاقدة وغني عن البيان أن المناقصة‬

‫‪ -1‬السلطات المختصة هي الوزير بالنسبة للطريق الوطني‪ ،‬الوالي بالنسبة للطريق الوالئي‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي بالنسبة للطريق البلدي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫إجراء يستهدف الحصول على عروض من عدة متعهدين متنافسين مع تخصيص الصفقة للعارض‬
‫الذي يقدم أفضل عرض‪ ،‬ويمكن أن تكون دولية ووطنية‪ ،‬مفتوحة أو محدودة‪ ،‬أما فيما يخص أشغال‬
‫الطرق العمومية تكون محدودة ويمر إبرام الصفقة عن طريق المناقصة بعدة إجراءات والتي تتمثل في‬
‫التدابير التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬اإلعالن‪ :‬إعالم المعنيين بالموضوع مما يفسخ المجال للمنافسة بينهم ويحرر باللغة الوطنية‬
‫وبلغة أجنبية واحدة على األقل وينشر في الجريدة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقدم بالعطاءات‪ :‬بعد اإلعالن عن الصفقة يتقدم المتعهدون بعطاءاتهم وعروضهم إلى‬
‫الجهة المختصة وتتخذ أجالها تبعا لعناصر معينة‪ ،1‬كما ال أستوجب المشرع أن تشمل التعهدات‬
‫المقدمة للمصلحة المتعاقدة على رسالة التعهد والتصريح باالكتساب محر ار طبقا لدفتر الشروط‪ ،‬على‬
‫أن ترفق بوثائق تتعلق بوضعية المتعهد بمختلف النواحي اإلدارية والمالية والقضائية‪.‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة فحص العروض و العطاءات‪ :‬في هذه المرحلة تفرز العروض وترتب من قبل لجان‬
‫مختصة مستحدثة في إطار الرقابة الداخلية‪ ،‬وهي لجنة فتح األظرفة‪ 2‬وتقويم العروض‪ ،‬تتمثل مهمة‬
‫لجنة فتح األظرفة في إثبات تسجيل العروض في‬

‫سجل خاص واعداد قائمة حسب ترتيب وصولها‪ ،‬مع توضيح المبالغ المقترحة ثم إعداد وصف‬
‫مختصر للوثائق التي تتكون منها التعهد وأخي ار تحرير محضر الجلسة موقع عليه من جميع‬
‫األعضاء‪ ،‬وعند انتهاء لجنة فتح األظرفة من مهامها تحال العروض إلى لجنة تقويم العروض التي‬
‫يعين أعضاءها مسئول المصلحة المتعاقدة وتتكون من أعضاء مؤهلين يختارون لكفاءتهم وتتلخص‬
‫مهامها في إقصاء العروض الغير المطابقة لموضوع الصفقة‪ ،‬وتحليل البقية على أساس المعايير‬
‫المحددة في دفتر الشروط‪.‬‬

‫د‪ -‬إرساء المناقصة‪ :‬بعد عملية التقويم ترسى الصفقة على المتقدم بأفضل عرض حسب‬
‫المعايير التي يتم االستناد إليها عند اختيار المتعاقد‪.‬‬

‫ه‪ -‬اعتماد الصفقة‪ :‬حتى يكون قرار إرساء المناقصة منتجا ومولد آلثارها القانونية فال بد من‬
‫اعتماده والمصادقة عليه من الجهات المسئولة أو الجهات الوصية بالنسبة للجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق ص‪ 14‬و‪.10‬‬


‫‪ -2‬جميلة دوار‪ ،‬النظام القانوني للطرقات في التشريع الج ازئدري‪ ،‬مدذكرة لنيدل شدهادة الماجسدتير‪ ،‬المركدز الجدامعي‪ ،‬سدوق‬
‫أهراس‪ 0990-0992‬ص‪.19‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫ولقد أخضع المشرع الجزائري صفقات المصلحة المتعاقدة قبل تنفيذها ألنواع من الرقابة نظ ار‬
‫لألهمية البالغة التي تكتسيها هذه العقود من الناحية المالية من جهة ومن جهة أخرى ما تحمله‬
‫مصلحة عامة‪ ،‬وبعد إبرام الصفقة من طرف السلطات المختصة ووفقا للطرق المنصوص عليها في‬
‫التشريع المعمول به‪.‬‬

‫تدخل الصفقة حيز التنفيذ والتطبيق منتجة آلثارها ونتائجها القانونية فيما يتولد عنها من حقوق‬
‫والتزامات تسري حال الطرفين‪.‬‬

‫فيلتزم المتعاقد ببناء وتهيئة الطريق العمومي وفقا لما ورد في بنود العقد ويحق له مطالبة اإلدارة‬
‫بالوفاء بالتزاماتها التعاقدية ولعل أبرز ها الحق في الحصول على المقابل المالي‪.1‬‬

‫أما بالنسبة إلجراء التراضي فهو إجراء استثنائي‪ ،‬حيث يتم منح الصفقة للمتعامل المتعاقد واحد‬
‫دون الدعوى الشكلية إلى المنافسة‪.‬‬

‫إذا كان تشييد الطرق الوطنية والوالئية والبلدية يخضع لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬فإن إنجاز‬
‫‪2‬‬
‫وتهيئة الطريق السيار خضع ألسلوب أخر في األشغال ويعرف هذا األسلوب بالبوت‪.‬‬

‫‪/90‬أسلوب البوت‪:‬‬

‫عرف هذا النظام أول مرة في بريطانيا‪ ،‬حيث تع السلطة الملكية آنذاك عملية إنجاز القنوات‬
‫للخواص مقابل رسوم تقتطع من المنتفعين‪ ،‬ثم التنازل عن ملكيتها في مرحلة الحقة للخواص اللذين‬
‫التزموا بشروط االنجاز‪ ،‬ومع مطلع القرن العشرين تغيرت النظرة إلى هذا األسلوب وأصبح يصب‬
‫اهتمامه على المرافق العامة ما أدى إلى ظهور طابع اإلدارة والتسيير‪ ،‬فأصبح الشخص الملتزم يتكفل‬
‫بإدارة وتشغيل أحد المرافق العامة لمدة معينة مقابل رسوم يتقاضاها من المنتفعين‪ ،‬بعد ذلك تغيرت‬
‫النظرة إلى هذا األسلوب وأصبحت النظرة الجديدة لعقود البوت ترتكز على البناء واالستغالل معا‬
‫وعرف هذا االنجاز العديد من التطبيقات خاصة في مجال الطرق بما فيها الطريق السيار‪.‬‬

‫أ‪ .‬تعريف أسلوب البوت‪ :‬هو عقد يكلف بمقتضاه شخص كن أشخاص القانون العام شخص‬
‫معنوي أخر خاضع للقانون الخاص بتنفيذ أشغال عامة مقابل أن يكون للملتزم الحق في استغالل‬
‫المنشأة المنجزة فترة من الزمن‪ ،‬واقتضاء رسوم من المنتفعين‪.‬‬

‫‪-1‬جميلة دوار‪ ،‬المرجع السابق ص‪.11‬‬


‫‪-‬نصار جابر جاد‪ ،‬عقود البوت والتطور الحديث لعقد االلتزام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪0990‬ص‪.09‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ .‬خصائص أسلوب البوت‪ :‬اعتمدت معظم الدول على آليات جديدة من أجل تطوير وتمويل‬
‫مشاريعها الكبرى وذلك باشتراك القطاع الخاص في االستثمار ومن بين هذه اآلليات يحتل أسلوب‬
‫‪1‬‬
‫البوت مكانة مهمة في هذا الميدان وذلك للمزايا التي يتحلى بها ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬يساعد على تحديد سعر الرسوم على الخدمة المقدمة‪ ،‬ويلزم مستعمل المنشأة بالدفع بدل من‬
‫دفع الضرائب‪.‬‬

‫‪ -‬يساعد على تقديم خدمات ذات نوعية في مجال اإلنجاز واالستغالل‪.‬‬

‫ومن المتعارف عليه أن إنجاز الطريق السيار شرق‪ -‬غرب يتطلب غالف مالي ضخم مما دفع‬
‫بالسلطة اإلدارية المختصة إلى اعتماد أسلوب البوت تخفيفا عن الخزينة العمومية‪ ،‬وقد جاء اإلطار‬
‫القانوني للعملية بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-01‬المؤرخ في ‪ 40‬سبتمبر ‪ 4001‬المتعلق‬
‫بمنح امتيازات الطرق السريعة‪ ،‬حيث يخضع إنجاز هذا الطريق وملحقاته إلى منح االمتياز كما نص‬
‫عليه المرسوم‪ ،‬وذلك لكل شخص معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص الذي يقدم طلبا بذلك وفقا‬
‫لشروط وتعليمات دفتر األعباء النموذجي‪ ،2‬ويكون منح هذا االمتياز موضوع اتفاقية بين الوزير‬
‫المكلف بالطرق السريعة الذي يتصرف لصاحب الدولة وبين صاحب االمتياز‪ ،‬ويصادق على هذه‬
‫االتفاقية بمرسوم يتخذ في مجلس الحكومة بناءا على تقرير مشترط بين الوزراء المكلفين على التوالي‬
‫بالداخلية‪ ،‬المالية والطرق السريعة وتنشر االتفاقية ودفاتر األعباء في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫وبناءا على ذلك ندرس هذه األحكام على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -4‬وعاء االمتياز‪ :‬يسري االمتياز على جميع األراضي والمنشآت الكبرى الضرورية لبناء‬
‫مقاطع الطريق السريع‪ ،‬كما يسري على جميع التجهيزات الملحقة الضرورية مباشرة للطريق السريع‬
‫ولخدمة المستعملين والمنجزة لهدف تحسين االستغالل ويقوم صاحب االمتياز ببناء أجزاء الطرق التي‬
‫يقطعها الطريق السريع حتى وان كانت ال تشكل جزء منه‪ ،‬وكذلك بالنسبة للمحاوالت الرابطة بين‬
‫الطرق السريعة‪.‬‬

‫‪-1‬عبد اهلل طالب محمد الكندي ‪ ،‬النظام القانوني لعقود البوت‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪0990‬ص‪01‬‬
‫‪ -2‬المددادة‪ 90‬فق درة‪ ،94‬مددن المرسددوم التنفيددذي ‪ 090-01‬المددؤرخ فددي ‪ 40‬سددبتمبر‪ 4001‬المتعلددق بمددنح امتيددازات الطدرق‬
‫السريعة‪ ،‬ج ر ع ‪ ،00‬سنة ‪.4001‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-0‬حقوق صاحب االمتياز‪:‬‬

‫‪ -‬الحق في تعديل وعاء المنشآت الكبرى والتجهيزات التي تدخل ضمن وعاء االمتياز شريطة‬
‫أال ينجم عنها أي مساس جوهري بقوام االمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في اكتساب جميع الحظائر وورشات العمل التابعة لصاحب االمتياز والضرورية لبناء‬
‫أجزاء الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في استالم جميع األراضي والمنشآت الكبرى لبناء مقاطع الطريق وذلك‬
‫‪1‬‬
‫بموجب محاضر مصحوبة بكشوف وصفية وجميع المخططات الضرورية لبيان حدود االمتياز‪.‬‬

‫‪ -0‬حقوق اإلدارة‪:‬‬

‫‪ -‬إلزام الشركة صاحبة االمتياز وعلى نفقتها ومسؤوليتها بتنفيذ جميع الدراسات واإلجراءات‬
‫واألشغال والعمليات المالية المرتبطة بهذا االمتياز وأن تخضع لشروط دفتر األعباء والوثائق الملحقة‬
‫‪2‬‬
‫به بالنسبة للبناء‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في إلزام الشركة صاحبة االمتياز بضمان تمويل جميع العمليات الخاصة ببناء مقاطع‬
‫الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬من حق اإلدارة أن يسلمها مانح االمتياز دراسات التعريف والدراسات الخاصة بالمشاريع‬
‫‪3‬‬
‫التمهيدية والمفصلة المعدة من طرفه بغية ضبط التفاصيل‪.‬‬

‫‪ -‬حق اإلدارة في إلزام صاحب االمتياز باحترام جميع التنظيمات الموجودة وأن يتدخل فيما‬
‫يخص األشغال المراد تنفيذها عند االقتضاء في األمالك العمومية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 91‬فقرة‪ 94‬من المرسوم ‪ 090-01‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 91‬من االتفاقية الملحقة بالمرسوم التنفيذي ‪ 090-01‬نفسه السابق الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 90‬فقرة ‪ 94‬من االتفاقية الملحقة بالمرسوم نفسه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عملية اإلدماج‪:‬‬

‫يقصد بها في األمالك الوطنية بأنها العمل القانوني أو الواقعي‪ ،‬الذي يترتب عليه مد صفة العمومية‬
‫إلى الشيء‪ ،‬على أساس ضمه إلى نطاق األمالك العمومية‪ 1،‬وتكون عملية إدماج الطرقات في الملك‬
‫العمومي االصطناعي بإتباع إجراء االصطفاف على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف االصطفاف‪:‬‬

‫يعتبر االصطفاف اآللية التي وضعها المشرع الجزائري لضبط الحدود األمالك الوطنية‬
‫االصطناعية في مجال الطرق العمومية‪.‬‬

‫حيث عرفه المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 09-09‬المعدل والمتمم في نص مادته‪"09‬‬


‫هدف االصطفاف هو إثبات تعيين الحدود الفاصلة بين الطرق العمومية والملكيات المجاورة"‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل االصطفاف‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 09‬من قانون األمالك الوطنية على أن عملية االصطفاف تكون على مرحلتين‬
‫هما‪:‬‬

‫‪ .94‬المخطط العام لالصطفاف‪ :‬هو مخطط له طابع تخصيص يحدد عموما أحد الطرق أو‬
‫حدود مجموعة من الطرق ويكون إجباريا في الطرق الموجودة داخل التجمعات السكنية ويتحدد على‬
‫أساس أدوات التهيئة والتعمير الموافق عليها قانونا‪ ،‬ويعتبر القرار اإلداري الصادر باعتماد المخطط‬
‫العام لالصطفاف قرار منشئ للحدود بين الطرق التي تتضمنها الملكيات المجاورة‪ ،‬وال يقيدها في هذا‬
‫المجال إال قيد ابتغاء تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬ويسبق وضع المخطط العام لالصطفاف إجراء تحقيق‬
‫إداري من طرف السلطة اإلدارية المختصة يستهدف تحديد موقع الخطة الجغرافية‪ ،‬الرسومات الهندسية‬
‫‪2‬‬
‫والتقنية وتطبيق ميداني بتفصيل الخطة على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ .90‬مخطط االصطفاف الفردي‪ :‬يعرف بأنه إجراء له طابع تصريحي يبين للمجاورين حدود‬
‫أمالكهم وحدود الطريق‪ ،‬ويكون إجباريا بالنسبة للطرق المتواجدة داخل التجمعات السكانية‪ ،‬وهو قرار‬
‫تصدره السلطة المختصة أي اللجنة التقنية على مستوى البلديات أو الواليات‪ ،‬بناءا على طلب أحد‬

‫‪-1‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المركز القانوني للمال العام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬سنة‪، 4001‬د‬
‫ط‪،‬ص‪.09‬‬
‫‪ -2‬رضوان عايلي‪ ،‬إدارة األمالك الوطنية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 0990-0991 ،‬ص‪.001‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المالك المجاورين إلعطائه خط الحدود الفاصل بين ملكه الخاص والطريق ‪ ،1‬نجد المشرع الجزائري‬
‫عند دمجه للطرقات في نطاق األمالك الوطنية االصطناعية‪ ،‬حيث اعتبر أن ذلك سبيله قرار‬
‫االصطفاف المعين لحدود الطريق العام‪ ،‬في حين أن هذا اإلجراء سابق لقرار تخصيص المال للنفع‬
‫العام‪ ،‬وبهذا يصبح قرار تخصيص المال للنفع العام واالستعمال المباشر هو الشرط األساسي لدمج‬
‫طريق في نطاق األموال العامة االصطناعية‪ ،‬بينما يبقى االصطفاف شرط مكمل إلجراء التخصيص‬
‫وبالتالي يمكن القول أن التخصيص هو األصل بينما االصطفاف هو الفرع وليس العكس كما جاء في‬
‫القانون‪.‬‬

‫وأخي ار يمكن القول أن عملية إدماج الطريق في الملك العمومي االصطناعي تتحقق بعاملين هما‪ :‬تملك‬
‫الشخص العام للمال العام‪ ،‬وتخصيصه لالستعمال العام‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف الملك العمومي للطرقات‬

‫شبكة الطرق هي الشرايين الرئيسية والفرعية الحاملة لحركة النقليات المختلفة سواء كانت نوعية الحركة‬
‫متمثلة في نقل األفراد أو نقل المنتجات أو البضائع‪.‬‬

‫حيث تعتبر إنشاء شبكة الطرق ألي دولة ذات أهمية خاصة في مجال التنمية الشاملة المحافظة على‬
‫قوة الدفع االقتصادي في التنمية‪.‬‬

‫حيث تبدأ جميع المشروعات سواء الصناعية أو الزراعية أو المرافق بإنشاء شبكة طرق مناسبة‬
‫تستوعب أهمية هذه التنمية حيث تختلف شبكة الطرق فيما بينها حسب وظيفة كل منها‪.‬‬

‫إذ تتوفر الجزائر على شبكة طرق متعددة األصناف منها طرق وطنية‪ ،‬والئية‪ ،‬بلدية‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس يكون التصنيف األول مرتبطا بمبدأ اإلقليمية‪ ،‬تتكفل فيه اإلدارات المختصة بتحديد مميزات‬
‫الطرق التابعة لقطاعها وهذا ما سنبينه في هذا المطلب المتضمن الفرعين هما التصنيف اإلداري‬
‫(الفرع األول) والتصنيف الوظيفي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التصنيف اإلداري)‪)Classification administrative‬‬

‫يرتبط التصنيف اإلداري بأنواع األشخاص العامة وتصنف الطرق حسب انتمائها لهيكل الدولة‬
‫‪2‬‬
‫وعلى هذا األساس يكون التصنيف اإلداري على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪-1‬اعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‪ ،0991‬ص‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Voir la communication de salhi: séminaire national sur le domaine public routier، bordj elkiffen،‬‬
‫‪Alger du 18 au21juin2005، p29.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الطرق الوطنية (‪)Routes nationales‬‬

‫تعد الطرق الوطنية ج أز ال يتج أز من األمالك العامة االصطناعية التابعة للدولة في مجال‬
‫الطرق‪ ،‬وتمثل الطرق الوطنية مسالك اتصال كبيرة األهمية للبلد‪ ،‬حيث تربط مختلف الواليات وتكون‬
‫‪1‬‬
‫تهيئتها وصيانتها على عاتق الدولة‪ ،‬وبالتالي يجب أن تتوفر الطرق الوطنية على المقاييس التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون عرض الزفت ‪ 2‬أمتار على األقل‪.‬‬

‫‪ -‬أن يربط بين عاصمتي واليتين‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتحمل حركة مرور متوسطة يوميا تضم السيارات والشاحنات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطرق الوالئية)‪)routes des wilayas‬‬

‫توجد داخل القرى بالوالية ويتم إنجازها من خالل الميزانية اإلضافية وتدعم من طرف الدولة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وكذلك بميزانية التجهيز ويقترح في تصنيف الطرقات الوالئية المقاييس التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يتحمل حركة مرور أكثر من سيارة‪.‬‬

‫‪ -‬يربط بين مقر دائرتين‬

‫‪ -‬أن يكون له طابع اقتصادي أو سياحي على مستوى الوالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الطرق البلدية )‪)les routes municipale‬‬

‫هي الطرق المتواجدة داخل البلدية وتربط بين البلدية واألخرى‪ ،‬وهي ذات أهمية بسيطة ويجب‬
‫أن تتبع في تصنيف الطرق البلدية هذه المقاييس‪:‬‬

‫‪ -‬يؤمن الشغل في التجمعات السكانية الهامة‪.‬‬

‫‪ -‬يكون له طابع اقتصادي أو سياحي على مستوى البلدية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الطرق السريعة (‪) auto-route‬‬

‫الطريق السريع هو طريق شرياني مخصص لخدمة المرور الطوالي ذو تحكم كامل أو جزئي في‬
‫االتصال وعادة تكون تقاطعاته الرئيسية في مستويات منفصلة‪ ،3‬أو هو ذلك الطريق أو مقطع من‬

‫‪-La même communication de salhi، p39.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-La même communication de salhi، p40.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪-3‬أحمد محمد جاد‪ ،‬هندسة الطرق الحضرية والخلوية‪ ،‬عالم الكتاب للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،4000‬ص‪.441‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫الطريق ال يمكن أن تقطعه طرق أخرى أو سكك حديدية ويمكن منعه على بعض فئات المستعملين‬
‫والمركبات‪ ،‬ويشتمل في كال اتجاهي حركة المرور على وسطي طريقين متميزين ذوي اتجاه وحيد‬
‫‪1‬‬
‫يتشكل كل واحد منهما على مسلكي مرور على األقل وقد يفصل بينهما شريط أرضي وسطي‪.‬‬

‫أ‪ -‬خصائص الطرق السريعة‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫تصنف في فئة الطرق السريعة جميع الطرق المتضمنة األوصاف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الطرق المنجزة خصوصا لمرور السيارات ممنوعة على الراجلين والعربات‪ ،‬والدراجات‪.‬‬

‫‪ -‬الطرق التي ال يمكن الدخول إليها األمن خالل نقاط مهيأة لذلك‪.‬‬

‫‪ -‬الطرق التي ال تؤدي إلى الملكيات المجاورة‪.‬‬

‫‪ -‬الطرق التي تشمل في اتجاهي المرور على سبل متمايزة نفصل بعضهما ببعض عن شريط‬
‫ترابي غير مخصص للمرور‪.‬‬

‫‪ -‬الطرق التي ال تتقاطع في مستواها مع أي طريق آخر أو سكة حديدية أو ممر الراجلين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التصنيف الوظيفي (‪)techniques de classification‬‬

‫تقسم وظيفة الطرق حسب وظيفتها وفقا لما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الطرق الرئيسية‪ :‬هي طرق مزدوجة ال يفصل بينها جزيرة في الوسط أو المنتصف وتربط‬
‫عواصم المحافظات والمدن الرئيسية وموانئ الجمهورية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق التخديم‪ :‬تخدم هذه الطرق على خدمة الطرق الدولية والرئيسية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الطرق الموزعة‪ :‬وهي إما طرق تصل إلى مراكز المحافظات بمراكز المدن والمناطق‬
‫التابعة لها أو الطرق التي تصل مراكز المدن بالمناطق والنواحي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الطرق الزراعية‪ :‬تكون هذه الطرق مؤقتة أو ترابية تخدم األراضي الزراعية والمنشآت‬
‫المائية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الطرق السياحية‪ :‬يخدم هذا النوع من الطرق المناطق السياحية والمواقع األثرية‪.‬‬

‫‪-1‬المرسوم ‪ 01-00‬المؤرخ في ‪00‬فيفري‪ 4000‬المتضمن التنظيم المتعلق بالطرق السريعة ج ر ع سنة ‪.4000‬‬
‫‪ -2‬قانون ‪ 90/42‬المؤرخ في ‪ 40‬جمادى األولى عام ‪ 4100‬الموافق ل ‪ 41‬فبراير سنة ‪ 0942‬الموافق ل غشت‬
‫سنة‪ 0994‬والمتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية القانونية للملك العمومي للطرقات‪:‬‬

‫يترتب على اكتساب الطرق الصفة العمومية أن يكفل المشرع الجزائري الحماية الواجبة لها‪،‬‬
‫والسبب في ذلك أن هذا المال مخصص للمنفعة العامة‪.‬‬

‫ونظ ار لألهمية الكبرى التي تحتلها هذه األموال باعتبارها ركيزة الدولة في قيامها بوظائفها على النحو‬
‫المنشود‪ ،‬فقد حرصت هذه الدول على النص في دساتيرها على وجوب حماية ودعم هذه األمالك وهو‬
‫ما فعلته الجزائر في دستورها الحالي إذ نصت المادة ‪ 11‬منه على ما يلي‪:‬‬

‫" يجب على كل مواطن أن يحمي الملكية العامة ومصالح المجموعة الوطنية ويحترم ملكية الغير"‬

‫إذ وعليه أصبحت حماية الملك العمومي للطريق ال تقتصر على الحماية المدنية واإلدارية وكذا‬
‫الحماية الجزائية للملك العمومي للطرقات في التقيين المدني والجزائي‪ ،‬وانما يحرص على وضع‬
‫نصوص دستورية تفرض على المواطنين واجب احترام الملكية العمومية وحمايتها حسب المادة سابقة‬
‫الذكر‪.‬‬

‫حيث أنه وبدون هذه الحماية القانونية للملك العمومي للطرق سيتعرض هذا األخير للتعطيل‬
‫وتضعف قدرته على أداء خدماته ولذلك ارتأينا أن نبين الحماية التي قررها المشرع الجزائري للملك‬
‫العمومي للطرقات في ثالث مطالب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية المدنية للملك العمومي للطرقات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية اإلدارية للملك العمومي للطرقات‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية الج ازئية للملك العمومي للطرقات‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية المدنية للملك العمومي للطرقات‪:‬‬

‫نقد ضمانات وأوجه الحماية المدنية للملك العمومي للطرقات في المبادئ المقررة في القانون المدني‪،‬‬
‫حيث نصت في المادة ‪ 100‬منه على‪ ":‬ال يجوز التصرف في أموال الدولة أو حجزها أو تملكها‬
‫بالتقادم"‬

‫كما كرسها المشرع الجزائري بنصوص خاصة‪ ،‬فهذا النوع من الحماية يتمثل في مجموعة من المبادئ‬
‫واألحكام تتفق في مجملها وطبيعة األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬كما جاء في نص المادة ‪ 00‬من القانون‬
‫‪ ،00/09‬المتضمن قانون التوجيه العقاري‪" :‬أن األمالك العمومية تتكون من األمالك الوطنية التي ال‬
‫تتحمل تملك الخواص إياها بسبب طبيعتها والغرض المسطر لها "‪.‬‬

‫كذلك نص المادة ‪ 91‬من قانون األمالك الوطنية ‪ ،09-09‬السابق الذكر المعدل والمتمم بالقانون‬
‫‪ 90/41‬المؤرخ في ‪- 09‬يوليو ‪ 0990-‬على أنه‪" :‬األمالك الوطنية العمومية غير قابلة للتصرف وال‬
‫للتقادم وال للحجز"‬

‫بمعنى أنه مادام الطرقات مخصصة للمنفعة العامة‪ ،‬ال يجوز لإلدارة التي تمتلك هذا الملك أن‬
‫تتصرف فيه بما يتعارض مع النفع العام‪ ،‬سواء كان هذا التصرف بمقابل كبيع أو بدون مقابل كالهبة‪.‬‬

‫وهذا ما سنتناوله في ثالثة فروع‪ ،‬عدم جواز التصرف في األمالك العمومية الطرقية (الفرع األول)‪,‬‬
‫عدم جواز اكتساب أو تملك األمالك العمومية الطرقية(الفرع الثاني )‪ ,‬عدم جواز الحجز على األمالك‬
‫العمومية الطرقية( الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عدم جواز التصرف في األمالك العمومية الطرقية‪:‬‬

‫تعتبر هذه القاعدة من أهم القواعد العامة المتعلقة بحماية الملك العمومي للطرقات وذلك طالما أنها‬
‫مخصصة للنفع العام والنتيجة المنطقية المترتبة عن ذلك هي إخراج هذه الملكية من دائرة التعامل‬
‫‪1‬‬
‫القانوني بحكم القانون‪.‬‬

‫‪-1‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬التطور المعاصر لنظرية األموال العامة في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق ص‪.012‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫فال يمكن أن يجري بشأنها تصرف ناقل للملكية بأي نوع من أنواع التصرفات‪ ،‬كالبيع والرهن والهبة‬
‫والتنازل وذلك تحت طائلة البطالن المطلق للتصرف حتى وان كان بعقد مشهر‪ ،1‬مستوفي لجميع‬
‫الشروط واألركان‪.‬‬

‫حيث يكمن مضمون هذه القاعدة بارتباطها بتخصيص الطريق للنفع العام‪ ،‬إال أنها تتراوح وجوده‬
‫وعدمه مع بقاء تخصيص المال وهو األمر الذي يعطى لمضمون هذه القاعدة ومجال تطبيقها مدى‬
‫نسبي فطالما بقي تخصيص الطريق فقد الشخص اإلداري قدرته على التصرف فيه وال يمكنه ذلك إال‬
‫بعد تجريده من صفة العمومية وتحويله للمال الخاص باإلدارة‪ ،‬فكل تصرف يقع عليها يعتبر باطال‬
‫بطالنا مطلق حتى لو استوفى الشهر‪ ،‬فعدم قابلية الملك العمومي للطرق للتصرف يعتبر من النظام‬
‫العام باستثناء حقوق االرتفاق المقرر لفائدته‪.2‬‬

‫ونلخص من هذا المضمون أن هذه القاعدة يتحدد منع كافة التصرفات الناقلة للملكية‪ ،‬بينما التصرفات‬
‫التي ال تتعارض مع تخصيص الطريق للنفع العام فهي جائزة كتقرير حقوق االرتفاق لفائدة الملك‬
‫العمومي للطرقات‪.‬‬

‫بمعنى أنه مادام الطريق مخصص للمنفعة العامة‪ ،‬فال يجوز لإلدارة التي تملك هذا الملك أن تتصرف‬
‫فيه ما يتعارض مع النفع العام‪ ،‬سواء كان هذا التصرف بمقابل كالبيع أو بدون مقابل كالهبة‪.‬‬

‫أيضا ترجع الحكمة من إخراج هذه الملكية من التعامل في المحافظة على الطابع العام للطريق‬
‫وحمايته من اعتداء اإلدارة المالكة والمسيرة‪ 3،‬كما تكمن الحكمة من حماية الملك العمومي للطرقات‬
‫باعتباره مخصصا الستعمال الجمهور‪.‬‬

‫األمر الذي يجعل من قاعدة التخصيص إحدى مبررات وأسس الحماية‪ ،‬التي تضمن استمرارها في‬
‫تحقيق أهداف النفع العام للطريق وعدم القيام بأي عقد من شأنه إخراج الملك العام للطريق من دائرة‬
‫العمومية‪ ،4‬ومن هنا ال يمكن التصرف فيه إال بعد نزع الصفة العمومية عنه‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 499029‬مؤرخ في ‪ ،4000/94/02‬من المقرر قانونا أنه ال يجوز التصرف في أموال‬
‫الدولة أو حجزها أو تملكها بالتقادم‪.‬‬
‫‪ -2‬اعمر يحياوي (نظرية المال العام)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -3‬نادي د ددة بلعم د ددوري‪ ،‬أحك د ددام األمد د دوال العمومي د ددة ف د ددي الق د ددانون الج ازئ د ددري‪ ،‬مدد ددذكرة ماجس د ددتير‪ ،‬كلي د ددة الحق د ددوق‪ ،‬جامعد د ددة‬
‫الجزائر‪ 4009-0999‬ص‪.024‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم منصور الشحات‪ ،‬حماية المال العام في الشريعة اإلسالمية والقانون‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر سنة ‪0991‬‬
‫ص‪.401‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫وهذا المبدأ ليس مطلق‪ ،‬ألنه كما رأينا مرتبط بفكرة التخصيص‪ ،‬فإذا تم رفع التخصيص عن الملك‬
‫العمومي للطريق‪ ،‬فإنه يفقد صفته كملك عمومي ويمكن القول أن قاعدة عدم جواز التصرف في‬
‫األمالك العمومية الطرقية قاعدة النسبية وليست مطلقة‪ ،‬خاصة بعد الرجوع‪.‬‬

‫المشرع الجزائري في دستور‪ 4000‬لتبني فكرة ازدواجية المال وعليه وجب التفرقة بين األمالك‬
‫الوطنية العامة واألمالك الوطنية الخاصة إذ أن هذه األشياء ال تخضع لهذا المبدأ‪.‬‬

‫إذ نستنتج أن الهدف من تقرير قاعدة عدم جواز التصرف في األمالك الوطنية العمومية‪ 1،‬هي‬
‫منع انتقال ملكية هذه األمالك إلى الغير ألن هذا التصرف يفقد الطريق صفة العمومية‪.‬‬

‫والنتائج المترتبة على هذه القاعدة هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬تقع باطلة كافة التصرفات التي ترد عليه‪ ،‬ويكون من شأنها نقل ملكية أو ترتيب أي حق‬
‫عيني عليه يتعارض وتخصيصه للنفع العام‪.‬‬

‫‪ -‬لسلطة اإلدارة إجراء تصرفات اإلدارية المناسبة على الملك العمومي للطرق‪ ،‬فلها إجراءات‬
‫المبادالت التي ينتقل بها الملك العمومي للطرق ضمن اآلخر‪ ،‬وكذلك التصرفات األخرى التي تتفق‬
‫مع طبيعة الطريق العام إذ ليس من شأنها أن تعرقل االنتفاع به‪.‬‬

‫وأخي ار يمكن القول أن هذه القاعدة يقصد بها إخراج الطريق العام عن دائرة التعامل القانوني بحكم‬
‫القانون‪ ،‬ومن ثم ال يجوز للشخص اإلداري نقل ملكية المال العام إلى أحد األفراد أو إحدى الهيئات‬
‫‪2‬‬
‫واال كان تصرفه باطال بطالنا مطلقا لتعلقه بالنظام العام‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم جواز اكتساب أو تملك األمالك العمومية الطرقية‪:‬‬

‫هذه القاعدة ليست إال نتيجة مباشرة لقاعدة عدم التصرف ألن الملك العمومي للطريق طالما ال يجوز‬
‫‪3‬‬
‫التصرف فيه ينقل ملكيته فمن باب أولى ال يجوز أن يكتسبه أحد األفراد بالتقادم‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.01‬‬


‫‪ -2‬اعمر يحياوي (نظرية المال العام)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪-3‬مص د ددطفى أب د ددو زي د ددد فهم د ددي‪ ،‬اإلدارة العام د ددة‪( ،‬نش د دداطها وأمواله د ددا) ‪ ،‬دار المطبوع د ددات الجامعات‪،‬اإلس د ددكندرية‪0990،‬‬
‫ص‪.001‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫كذلك يقصد بذلك أنه في حالة ما إذا وضع شخص يده على الملك العمومي للطرق‪ ،‬فإنه ال يستطيع‬
‫أن يكتسبه طريق التقادم المكسب أو يحصل على ملكيته بموجب عقد شهرة أو شهادة حيازة أو سند‬
‫ملكية بعد التحقيق العقاري‪.‬‬

‫غير أنه من حيث الفعالية من حماية األمالك العمومية الطرقية‪ ،‬فإن هذه القاعدة تبدو أهم من قاعدة‬
‫عدم جواز التصرف في المال العام ألنه خطر التعدي على األمالك الوطنية عن طريق وضع يد عليه‬
‫من قبل األفراد يبدو أشد تهديدا من تصرف اإلدارة في هذه األمالك وبالمقابل فإن لإلدارة الحق في‬
‫استرجاع األمالك التي يتم االستيالء عليها مهما طالت مدة وضع اليد عليها‪ ،‬وتجدر اإلشارة هنا إلى‬
‫أن المشرع الجزائري في المادة ‪ 100‬من القانون المدني ال يميز بين األمالك الوطنية العامة واألمالك‬
‫الوطنية الخاصة‪ ،‬وبالتالي فإن قاعدة عدم جواز تملك األمالك الوطنية العمومية بالتقادم حسب نص‬
‫هذه المادة تنطبق على األمالك العامة والخاصة‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلك فلو رخصت اإلدارة إلى أحد األفراد يشغل جزء من الطريق‪ ،‬فان هذا الترخيص‬
‫مؤقت وليس دائم‪ ،‬ويتسع نطاق هذه القاعدة ليشمل ما يماثل التقادم من األسباب كالحيازة واالستيالء‬
‫والميراث والشفعة وحقوق االرتفاق بمختلف صورة‪.‬‬

‫كما يمتد أيضا إلى الدعاوى القضائية التي تستهدف حماية الملك العمومي وعليه الحكم في كل‬
‫‪1‬‬
‫هذه الحاالت منع التملك ولو بحسن نية‪.‬‬

‫كذلك يراد من هذه القاعدة أنه ال يمكن االستناد إلى وضع اليد على الملك العمومي للطرقات‬
‫مهما طالت مدته وال يجدي في االدعاء باكتساب ملكيتها ويالحظ أن هذا المبدأ يكون مقصور على‬
‫اإلدارة وحدتها‪ ،‬فال يجوز لغيرها التمسك به ألنه ال يشرع إال لمصلحة اإلدارة وحدها فال يجوز لغيرها‬
‫االحتجاج به‪.‬‬

‫وسيتبع ذلك أن حيازة هذا الملك ال تصلح سببا لقبول دعوى وضع اليد في نظر القانون ألنها‬
‫ليست إال صيانة عارضة ال تحميها دعاوي وضع اليد‪ ،‬ومن ثم ال يجوز تملك الطريق العام بالتقادم‬
‫إال إذ أزيل تخصيصه للنفع العام‪ ،‬إذ بانتهاء هذا التخصيص للطريق ليدخل في نطاق المال الخاص‬

‫‪ -1‬محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.000‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫باإلدارة‪ ،‬ويأخذ بالتالي حكمه وعندئذ يجوز تملكه بالتقادم المكسب للملكية من توافرت شرائطه‬
‫‪1‬‬
‫القانونية‪.‬‬

‫وهذه القاعدة تعد أهم وسيلة مقررة لحماية الطريق العام‪ ،‬ألنها تضع عالجا ناجحا من أي‬
‫اعتداء محتمل على الملك العمومي للطرق فاإلدارة استرداد هذا الملك من يد الفرد مهما طالت مدة‬
‫وضع يده عليه‪ ،‬وليس له االحتجاج على اإلدارة بدعوى تملكه للطريق العام بالتقادم المكسب للملكية‬
‫بموجب قواعد القانون المدني‪.‬‬

‫ويعتبر هذا المبدأ نتيجة حتمية لمبدأ عدم جواز التصرف‪ ،‬فما دامت األموال العامة وال يجوز‬
‫التصرف فيها بنقل ملكيتها إلى الغير‪ ،‬فإنه ال يجوز كذلك ومن الباب أولى اكتساب ملكيتها بالتقادم‪.‬‬

‫ومنه فالنتائج المترتبة على تطبيق هذه القاعدة هي‪:‬‬

‫‪ -‬حقوق الملكية للملك العمومي للطرق ال تنتقل إلى األفراد مهما طالت مدة وضع أيديهم على‬
‫هذه األموال ولإلدارة في أي وقت الحق في استردادها‪.‬‬

‫‪ -‬يؤدي تطبيق هذه القاعدة إلى استبعاد بعض المبادئ القانونية المعترف بها بالنسبة لألموال‬
‫الخاصة في مجال التطبيق على األموال العامة‪ ،‬منها مبدأ الحيازة في المنقول سند الملكية بحسن نية‪،‬‬
‫كذلك عدم سريان قاعدة االلتصاق لمسبب من أسباب كسب الملكية على الملك العمومي للطرق‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عدم جواز الحجز على األمالك العمومية الطرقية‬

‫تعتبر هذه القاعدة مكملة لقاعدة عدم جواز التصرف في الملك العمومي للطرقات‪ ،‬فمتى تقرر‬
‫أنه ال يجوز التصرف في الملك العمومي للطرق بما يتعارض مع تخصيصه للنفع العام‪ ،‬وجب القول‬
‫كذلك انه ال يجوز الحجز على الملك العمومي للطرق واتخاذ طرق التنفيذ لجبري ضدها‪.2‬‬

‫حيث يكمن مضمون هذه القاعدة في أن عدم الوفاء بااللتزام بعد صدور حكم أو قرار قضائي‬
‫واجب التنفيذ يحول الطرق المحكوم له الحق في إتباع إجراءات التنفيذ الجبري المقررة في قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وله في السبيل ذلك أن يسلك أحد الطرق التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء ‪ ،90‬حق الملكية‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت لبنان ‪4012‬ص‪.00‬‬
‫‪-2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬مرجع سابق ص‪.00‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬حجز مدني لدى الغير‪ ،‬حجز المنقول أو حجز العقار‪ ،‬لكن هذه الحلول المقررة للوفاء بالدين‬
‫ال تجد مدى في مجال الملك العمومي للطرق ألنها من جهة تتعارض مع المنفعة العامة له‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى يعتبر القانون مع الدولة والهيئات المحلية دائما مليئة‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن مضمون هذه القاعدة هو عدم جواز الحجز على الملك العمومي للطرق‪،‬‬
‫يراد به منع اتخاذ طرق تنفيذ الجبري بجميع صوره على األمالك العامة للطرق‪.‬‬

‫أيضا إذا كانت الملكية العمومية للطريق ال يجوز التصرف فيها بالبيع‪ ،‬مثال وال يجوز االدعاء‬
‫يتملكها‪ ،‬وهذا فإنه بات من المنطق التقرير بعدم جواز الحجز على هذا الملك العام‪ ،‬وستمتد هذه‬
‫القاعدة أساسا من نص المادة ‪ 11‬من قانون األمالك‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 100‬من القانون المدني بقول‪:‬‬
‫"ال يجوز التصرف في أموال الدولة أو حجزها أو تملكها بالتقادم"‪.‬‬

‫فقاعدة عدم جواز الحجز على الملك العام للطريق تجبر األشخاص الخاصة الطبيعية أو‬
‫المعنوية بعدم القيام يحجز ملك من األمالك التابعة لألشخاص العامة‪ ،‬وال يترتب أي من الحقوق‬
‫العينية التبعية ضمانا للدين الواقع في ذمه الشخص وهذه الحقوق ملخصة على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرهن الرسمي‪ :‬وهو عقد رسمي يكسب به الراهن حقا عينيا على عقار لوفاء دينه‪ ،‬تكون‬
‫له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التاليين له في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي‬
‫بلد يكن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرهن الحيازي‪ :‬هو ذلك العقد الذي يلتزم به شخصا ضمانا لدين عليه أو غيره أن يسلم‬
‫إلى الدائن أو شخص آخر يعينه المتعاقد شيئا يترتب عليه للدائن حقا عينيا يخوله حسب الشيء لحين‬
‫استيفاء الدين‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬حق االختصاص‪ :‬هو حق غير تبعي يترتب بأمر القاضي للدائن الذي بيده الحكم‬
‫الواجب التنفيذ على قرار مملوك للمدين المحكوم عليه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حق االمتياز‪ :‬هو أولوية يقررها القانون الحق معين مراعاة منه لصفة القانون يقرر‬
‫االمتيازات تتعلق بالدين وال تتصل بشخص الدائن‪ ،‬فمثل هذه الحقوق ال يجوز أن تترتب على الملكية‬
‫العامة للطريق‪.‬‬

‫‪-1‬فريدة زواوي‪ ،‬مدخل لنظرية الحق‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‪،0991‬ص‪.00‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫ومنه فالنتائج المترتبة على هذه القاعدة‪:‬‬

‫‪ -‬عدم قبول طلبات الحجز التي يقدمها األفراد‪ ،‬ويكون موضوعها أحد عناصر الملك العمومي‬
‫للطرق‪.‬‬

‫‪-‬ال يجوز ترتيب حقوق عينية تبعية لضمان الوفاء بالديون التي تقرر لصالح أحد األفراد على‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية اإلدارية للملك العمومي للطرقات‬

‫أوجب القانون لإلدارة المكلفة باألمالك الوطنية بحق الرقابة على استعمال األمالك الوطنية العمومية‪،‬‬
‫وخول لها في ذلك بعض الوسائل التي تمكنها وتكفل لها حماية هذه األمالك‪ ،‬وهي نوعان وسائل‬
‫مادية ووسائل قانونية وهذا من أجل مواجهة األخطار التي تلحق بالملك العمومي للطرق‪ ،‬فانه على‬
‫الهيئات المستفيدة والمنتفعة من هذه األمالك أن تسهر على حمايتها والمحافظة عليها‪ ،‬كذلك ألزم‬
‫القانون مستعملي الطرق العامة والمستفيدين منها بأي صفة كانت أن يراعوا في استعمالها القوانين‬
‫والتنظيمات الجاري العمل بها‪.‬‬

‫حيث يمكن القول أن الحماية اإلدارية لألمالك الوطنية العامة هي مجموعة من االلتزامات‬
‫المقررة من قبل المشرع الجزائري التي تهدف إلى حماية األمالك العامة‪ 2‬من أي اعتداءات خاصة من‬
‫جانب اإلدارة ذاتها‪ ،‬سواء تمثلت في الشخص المالك للمال العام في حالة األمالك المخصصة‬
‫لالستعمال الجماهيري العام‪ ،‬وعليه خصصنا في هذا المطلب فرعين‪ ،‬جرد األمالك الوطنية العمومية‬
‫(الفرع األول) وصيانة األمالك الوطنية العمومية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جرد األمالك الوطنية العمومية‬

‫أوال‪ :‬تعريف جرد األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪ 04-100‬المتعلق بجرد األمالك الوطنية العمومية عن‬
‫أن الجرد العام لألمالك الوطنية يعني التسجيل الوصفي والتقويمي لجميع األمالك الخاصة والعامة‬
‫التابعة للدولة والوالية والبلدية‪ ،‬وذلك قصد ضمان حمايتها والتي تحوزها جميع المنشآت والمؤسسات‬
‫والهياكل التي تنتمي إليها أو التي تخصص للمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق ص‪.02‬‬


‫‪ -2‬نادية بلعموري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.001‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫أيضا نصت المادة ‪ 0‬من القانون ‪ ،09-09‬المؤرخ في ‪ 94‬ديسمبر ‪ 4004‬المتعلق باألمالك‬


‫الوطنية على‪ ":‬يتمثل الجرد العام في األمالك الوطنية في التسجيل الوصفي والتقويمي لجميع األمالك‬
‫التي تحوزها مختلف مؤسسات الدولة وهياكلها‪"...‬‬

‫فالجرد إذن هو إجراء شامل بالنسبة لجميع األمالك الوطنية العامة والخاصة إال ما استثنى‬
‫‪1‬‬
‫بنص وتهدف عملية الجرد إلى حماية األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫ومراقبة استعمالها بما يتفق مع األهداف المحددة لها من خالل عنصرين ال غنى عنهما وهما‪:‬‬

‫‪ -4‬التسجيل الوضعي‪ :‬يتمثل في كافة مكونات الملك العمومي وخصائصه‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -0‬التسجيل التقويمي‪ :‬إثبات القيمة النقدية للمال العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الجرد‬

‫هناك نوعين أساسين لعملية الجرد‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪/‬جرد العقارات‪.‬‬

‫ب‪/‬جرد المنقوالت‪.‬‬

‫أ‪ /‬جرد العقارات‪ :‬استنادا ألحكام المرسوم ‪ 04-100‬الذي يحدد لمبيعات جرد األمالك الوطنية‬
‫فإن كل المؤسسات الوطنية يجب عليها أن تمسك دفاتر إجراء كل األمالك العقارية الموجودة بحوزتها‬
‫سواء كانت مالكة لها أو مخصصة لها‪ ،‬ويبين هذا المرسوم أن الجرد يتم بإعداد بطاقة تعريف فيها‬
‫المؤسسة أو الحياة اإلدارية اإلقليمية أو المحلية التي تحوز العقار‪.3‬‬

‫‪ -1‬يوسف عبد السالم وعبد العزيز حططاش‪ ،‬حماية األمالك الوطنية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة‬
‫العليا للقضاء الجزائر‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -2‬أعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.441‬‬

‫‪ -3‬يوسف عبد السالم وعبد العزيز حططاش‪ ،‬المرجع السابق ص‪.42‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ /‬جرد المنقوالت‪ :‬نصت المادة ‪ 42‬من نفس المرسوم المذكور أعاله أن عملية الجرد تقوم بها‬
‫الو ازرات المعنية مع الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬واذا كانت هناك بعض من عناصر األمالك العمومية‬
‫‪1‬‬
‫التي تستدعي جردا خاصة وجب إعداد جرد بما يتفق وخصوصيات هذا العنصر‪.‬‬

‫حيث تجري عملية الجرد بالنسبة لألمالك العمومية للطرقات‪ ،‬من خالل إعداد جداول إحصائية‬
‫يدون فيها بشكل واضح وكامل لجميع رخص االستعمال واالستغالل الممنوعة وتدخالت شرطة ضغط‬
‫الطرق‪ ،‬الجرائم الواقعة على الطرقات‪ ،‬األضرار المرتكبة على الطريق‪ ،‬كما يتم إعداد بطاقة تعرف كل‬
‫صنف من الطريق تتضمن هذه البطاقات البيانات التالية‪:‬‬

‫صنف الطريق (وطني‪ ،‬والئي‪ ،‬بلدي) ورقم الطريق والجماعة العمومية المالكة ‪-‬هل خضع‬
‫لعملية إلغاء التصنيف؟ هل تم إلغاء تصنيفه؟‬

‫مثل هذه البطاقات وجودها يسمح لو ازرة األشغال العمومية بتقويم أعمال مديريات األشغال‬
‫‪2‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫حيث تم حصد جميع الثغرات والمشاكل القتراح البدائل والحلول‪ ،‬كما يسمح هذا لمديرية‬
‫األشغال العمومية بتقديم برامج أعمالها على مستوى الوحدات والمصالح‪ ،‬وبالنتيجة ستساهم عملية‬
‫الجرد في حماية المنشآت وتثمين الخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صيانة األمالك الوطنية العمومية‬

‫لمعالجة األخطار التي تحدق باألمالك الوطنية العمومية‪ ،‬أوجب القانون على المستعملين‬
‫والمثقفين بهذه األمالك أن يراعي في استعمالها القوانين والتنظيمات الجاري العمل بها وحملهم جميع‬
‫المسؤولية على األضرار الناتجة عن سوء االستعمال أو سوء التدبير‪ ،‬كما أوجب على اإلدارة التي‬
‫تسير أو تستعمل األمالك العمومية أن تسهر على حمايتها والمحافظة عليها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الصيانة‪ :‬يقصد بصيانة المال العام حفظه‪ ،‬حيث يلتزم الشخص العام باتخاذ جميع‬
‫اإلجراءات الكفيلة من أجل تحقيق هذا الغرض‪ ،‬فااللتزام بصيانة األمالك الوطنية العمومية تفرضه‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي ‪ 100-04‬المؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪ 4004‬المتعلق بجرد األمالك الوطنية ج‬
‫ر‪ 00‬التي تنص على "يجب أن تجرد‪ ،‬حسب الشروط المحددة في المواد ‪ 09‬إلى ‪ 01‬أدناه‪ ،‬األمالك المنقولة‪...‬‬
‫وتسييرها "‪.‬‬

‫‪ -2‬جميلة دوار‪ ،‬النظام القانوني للطرقات في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق ص‪.402‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫القواعد القانونية الخاصة التي تخضع لها الهيئة المسيرة وكذلك الجماعات العمومية المالكة في حالة‬
‫‪1‬‬
‫القيام بإصالحات كبيرة حسب اإلجراءات القانونية‪.‬‬

‫ونجد المادة ‪ 400‬والمادة ‪ 410‬من القانون ‪ 44-49‬المؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ 0944‬المتعلق‬


‫بالبلدية‪ ،4‬تكلمت على صيانة الطرق العمومية فالمجلس الشعبي البلدي كهيئة مداولة له أن يبادر‬
‫بالعمليات المرتبطة بصيانة الطرق‪ ،‬كأن ينشأ مصالح عمومية تقنية قصد التكفل بصيانة الطرق‬
‫واشارات المرور وكذلك المادة ‪ 91‬من قانون الوالية سنة ‪ 0940‬والتي نصت على‪ ":‬تتوفر الوالية على‬
‫‪2‬‬
‫أمالك تتولى صيانتها والحفاظ عليها وتثمينها"‪.‬‬

‫وتسهر على القيام بهذا الواجب كل هيئات الوالية‪ ،‬فالمجلس الشعبي الوالئي له أن يبادر‬
‫باألعمال المرتبطة بأشغال تهيئة الطرق العمومية وصيانتها‪.‬‬

‫وتدخل ضمن أعمال الصيانة األشغال العامة المتعلقة بالتسييج واصالحات الطرق العمومية‬
‫وترميمها وأشغال التبييض وأعمال الكنس حيث تتبع اإلدارة في عملية الصيانة إحدى الطريقتين‬
‫‪3‬‬
‫التاليتين هما‪:‬‬

‫أ‪ /‬الوسائل المادية للمحافظة على األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬

‫االلتزام بصيانة الملك العمومي للطرق هو واجب يقع على اإلدارة يقتضي منها تخصيص مبالغ‬
‫مالية من ميزانيتها تخص لصيانة الملك المعني‪ ،‬وتقوم باإلصالحات إما بواسطة أجهزتها الفنية أو عن‬
‫طريق التعاقد مع األشخاص والمؤسسات المؤهلة وتعد أعمال الصيانة‪ ،‬التعديالت‪ ،‬التسييج‪،‬‬
‫اإلصالحات‪ ،‬أعمال الكنس والنظافة باإلضافة إلى التجديد المستمر لشبكة الطرقات‪.‬‬

‫وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري أيضا بالنسبة لصيانة الطرق السريعة‪ ،‬بحيث قرر أنه تندرج‬
‫إلزامية صيانة الطرق السريعة في القواعد المتعلقة بحماية األمالك العمومية في إطار التشريع المعمول‬
‫‪4‬‬
‫به‪.‬‬

‫كما أن االلتزام بالصيانة ليس قاصد على عمليات الصيانة العادية‪ ،‬وانما يشمل أيضا مسئولية اإلدارة‬
‫عن عمليات التحديث المستمر للملك العمومي للطريق بما يتناسب مع استعماالته‪ ،‬والمثال الحي على‬

‫‪-‬المادة‪ 400‬والمادة‪ 410‬من القانون رقم ‪ 49-44‬الموافق ل ‪00‬يونيو‪ ،0944‬يتعلق بالبلدية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬المادة‪ 91‬من القانون رقم ‪ 92-40‬المؤرخ في ‪ 04‬فبراير‪ 0940‬يتعلق بالوالية‪.‬‬


‫‪ -3‬اعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 91‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01/00‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫ذلك هو مسؤولية اإلدارة عن التحديث المستمر لشبكة الطرق وتوسيعها وزيادتها بما يتناسب وحجم‬
‫حركة المرور التي تتم عليها‪ ،‬حيث يختلف التزام اإلدارة بصيانة الملك العمومي ‪ ،‬حيث تلتزم اإلدارة‬
‫المالكة بأشغال الصيانة الكبرى‪ ،‬بينما تلتزم اإلدارة المخصص لها الملك بأشغال الصيانة العادية‬
‫‪1‬‬
‫والترميمات وهذا ما قضت به المادة ‪ 12‬ف ‪ 90‬من قانون األمالك الوطنية‪.‬‬

‫ب‪ /‬الوسائل القانونية للمحافظة على األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬

‫تتمثل في ما لإلدارة من حق إصدار لوائح تنظيمية هي عبارة عن لوائح الضبط اإلداري‪ ،‬والتي‬
‫تواجه بها اإلدارة كافة االعتداءات والمخالفات التي تقع على الملك العمومي للطرق‪ ،2‬حيث خول‬
‫قانون األمالك الوطنية الجهة القضائية المكلفة بالمحافظة على األمالك الوطنية العمومية سلطة سن‬
‫قواعد تنظيمية تهدف للمحافظة على النظام العام‪ ،‬وتتمثل الوسائل القانونية فيما لإلدارة حق إصدار‬
‫لوائح تنظيمية هدفها تحقيق النظام العام تختلف في مضمونها عن ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬هذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 10‬فقرة‪ 4‬من القانون ‪ 09-09‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬

‫ومن خالل هذا النص المذكور نخلص إلى أن المشرع الجزائري أقر عقوبات جزائية توقع على‬
‫المخالفين للوائح الضبط المتعلقة بصيانة األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫نستنتج أن اإلدارة المالكة أو المسيرة ملتزمة بصيانة الملك العام للطريق وتوفير الظروف‬
‫المالئمة الستعماله وتوجيهه إلى األهداف المرسومة له والقيام بكافة اإلصالحات التي تحفظ له‬
‫سالمته‪.‬‬

‫وفي هذا المجال تقوم اإلدارة باتخاذ اإلجراءات الالزمة لذلك والسيما‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظة على العقود المتعلقة بأمالك الوطنية التي تسيرها‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بوظيفة الرقابة الالزمة على عمليات تسيير األمالك الوطنية العمومية الطريقة وفق ما‬
‫تقضي به النصوص والقوانين المعمول بها‪.‬‬

‫‪ -‬توفير إعتمادات مالية كافية إضافة إلى العنصر البشري المؤهل الذي تتطلبه عملية الصيانة‬
‫والحماية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 12‬فقرة‪ 90‬من قانون ‪ 09-09‬المؤرخ في ‪ 94‬ديسمبر ‪ 4009‬يتضمن قانون األمالك الوطنية معدل ومتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 41-90‬المؤرخ في ‪ 42‬رجب عام ‪ 4100‬الموافق لد‪ 09‬يوليو سنة ‪.0990‬‬
‫‪ -2‬يوسف عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إصدار نصوص تنظيمية وتعليمات لضمان الحماية الكافية للملك العمومي للطريق‪.‬‬

‫وفي األخير يمكن القول أن إهمال اإلدارة لواجب الصيانة يمكن أن ينشأ عنه المسؤولية عل‬
‫‪1‬‬
‫أساس الخطأ وهي صورة من صور المسؤولية عن األشغال العمومية‪.‬‬

‫ومن أمثلة نظرية انعدام الصيانة الحوادث الناتجة عن أشغال الطرقات العمومية‪ ،‬مثل عدم‬
‫وجود الفتات لتدل على الطريق أو وضعها بطريقة غير صحيحة‪ ،‬أو وجود حفرة مع عدم وجود حفرة‬
‫مع عدم وضع إشارة لتبين ذلك‪ ،‬حيث نجد نص المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪ 004 -90‬المؤرخ‬
‫في ‪ 00‬نوفمبر ‪ 0990‬المتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين إلى األمالك الخاص‬
‫باإلدارة المكلفة باألشغال العمومية ينص على‪ " :‬يكلف أعوان األشغال في األشغال العمومية‪ ،‬السيما‬
‫تنفيذ أشغال الصيانة العادية للمنشآت األساسية التابعة لألشغال العمومية والحفاظ عليها"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية الجزائية للملك العمومي للطرقات‬

‫تعني الحماية الجنائية للملك العمومي للطرق والتي تتجسد في األحكام والقواعد التي نص عليها‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬والتي تقتضي تجريم التعدي األفراد على الملك العمومي للطرق وتوقيع العقاب‬
‫الجنائي‪ ،‬والهدف من دراسة هذه الجرائم بالذات هو أنها األكثر حدوثا وارتكابا على الملك العمومي‬
‫للطرق‪ ،‬وحدد لها المشرع الجزائري جزاءات وذلك بهدف توفير حماية للملك العمومي للطرق ومنع‬
‫‪2‬‬
‫االعتداء عليه أو اإلضرار به‪.‬‬

‫ولقد تعددت النصوص القانونية التي تتضمن حماية الملك العمومي للطرق بقواعد جنائية‪،‬‬
‫ونقتصر هنا على قانون العقوبات وقانون المرور لضرب بعض األمثلة في هذا الموضوع‪ ،‬ولقد قرر‬
‫المشرع الجزائري للجرائم الماسة بالطرق العمومية عقوبة الجناية والمخالفة‪ ،‬وهذا ما سنوضحه من‬
‫خالل فرعين‪ ،‬الحماية الجزائية في قانون العقوبات (الفرع األول) والحماية الجزائية في التشريعات‬
‫الخاصة (الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬الحماية الجزائية في قانون العقوبات‬

‫‪ -1‬مسددعود شدديهوب‪ ،‬المسددؤولية عددن انعدددام الصدديانة العاديددة وتطبيقاتهددا فددي مجددال ح دوادث المددرور‪ ،‬المجلددة القضددائية‬
‫العدد‪4000 ،90‬ص‪.40‬‬

‫‪ -2‬اعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق ص‪.494‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫يخص قانون العقوبات بعض مشتمالت األمالك الوطنية العمومية بحماية خاصة تعد الطرق‬
‫العمومية والمنشآت التي تكملها أكثر هذه األمالك حماية بالنظر إلى النصوص التي تطرقت إليها‪،‬‬
‫ولعل هذه العناية ترجع لألهمية والمصلحة العامة التي تؤديها الطرق وكذا في كونها أكثر األمالك‬
‫الوطنية استعماال من قبل الجمهور استعماال مباشرا‪.‬‬

‫وهذا ما سنحاول معالجته من خالل ثالثة فقرات‪ ،‬سنتناول في األولى جريمة عرقلة الطرق‬
‫العمومية وفي الثانية جريمة وضع متفجرات في الطرق العمومية والثالثة جريمة إتالف أو تخريب‬
‫الطرق العمومية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة عرقلة الطرق العمومية‬

‫تم النص على هذه الجريمة في المادة ‪ 190‬من قانون العقوبات‪ ،‬فتقرر عقوبة السجن‬

‫المؤقت ‪ 0‬سنوات إلى ‪ 49‬سنوات‪ ،‬وبغرامة من ‪ 099،999‬إلى مليون دج‪.‬‬

‫وتشدد هذه العقوبة إذا نتج عن هذه الجريمة جروح أو عاهة مستديمة للغير‪ ،‬فتكون العقوبة السجن‬
‫‪1‬‬
‫المؤقت من ‪ 49‬سنوات إلى ‪ 09‬سنة وبغرامة من مليون إلى مليوني دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة وضع المتفجرات في الطرق العمومية‪ :‬نصت على هذه الجريمة المادة ‪ 194‬من‬
‫قانون العقوبات" يعاقب باإلعدام كل من هدم أو شرح في ذلك بواسطة لغم أو أية مادة متفجرة أخرى‬
‫‪2‬‬
‫طرقا عمومية أو سدودا أو خزانات أو طرقا أو جسورا‪"..‬‬

‫نالحظ أن المشرع الجزائري عاقب على هذه الجريمة بأشد عقوبة لما فيها من خطورة على‬
‫االقتصاد الوطني وكذا أمن مستعملي الطرق العمومية‪.‬‬

‫في حين قررت المادة ‪ 192‬من نفس القانون عقوبة السجن المؤقت من ‪ 49‬إلى ‪ 09‬سنة إذا‬
‫وضعت اآللة بقصد القتل‪ ،‬فيعتبر إيداعها شروعا في القتل‪ ،‬ويعاقب عليه بهذه الصفة وتشدد العقوبة‬
‫إلى اإلعدام إذا تسبب هذا الفعل بوفاة شخص‪ ،‬وتكون العقوبة السجن المؤبد إذا نتج عن العمل‬
‫‪3‬‬
‫اإلجرامي جرحا أو عاهة مستديمة‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 190‬من األمر رقم ‪ 401/11‬المؤرخ في‪ 90‬يونيو‪ ،4011‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم بالقانون‪ 90/41‬المؤرخ في‪ 40‬يونيو ‪ ،0941‬ج ر عدد ‪02‬الصادرة بتاريخ ‪.0941/44/00‬‬

‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 194‬من نفس القانون السابق‪.‬‬


‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 192‬من نفس القانون السابق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة إتالف أو تخريب الطرق العمومية‪ :‬تم النص على هذه الجريمة في المادة ‪100‬‬
‫من قانون العقوبات‪ ،‬حيث تناولت هذه المادة عدة جرائم تجتمع كلها في الطرق العمومية‪ ،‬التي تنص‬
‫على‪ " :‬يعاقب بغرامة من ‪ 499‬إلى ‪099‬دج ويجوز أن يعاقب أيضا بالحبس لدودة خمسة أيام على‬
‫األكثر‪:‬‬

‫‪ -4‬كل من أتلف أو خرب الطرق العمومية أو أغتصب جزءا منها وذلك بأية طريقة كانت‪.‬‬

‫‪ -0‬كل من أخذ حشائش أو أتربة أو أحجار من الطرق العمومية‪ ،‬دون أن يرخص له بذلك‪.‬‬

‫‪ -0‬كل من أخذ تربة أو مواد من األماكن المملوكة للجماعات ما لم تكن هناك عادات تجيز‬
‫‪1‬‬
‫ذلك"‪.‬‬

‫وعليه من خالل المادة أعاله يتضح لنا أن الجريمة األولى تتمثل في إتالف وتخريب الطرق‬
‫العمومية والثانية اغتصاب جزء من الطرق العمومية والثالثة هي جريمة أخذ الحشائش أو األتربة أو‬
‫الحجارة من الطرق العمومية‪ ،‬وتسمى هذه الجرائم مجتمعة لمخالفات الطرق‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ ":110‬يعاقب بغرامة من ‪ 09‬دج ويجوز أن يعاقب أيضا بالحبس لمدة ثالثة‬
‫أيام على األكثر‪:‬‬

‫‪ .4‬كل من كان ملزما بإنارة جزء من طريق عام وأهمل إنارته‪.‬‬

‫‪ .0‬كل من أهمل تنفيذ اللوائح التنظيمية أو الق اررات المتعلقة بالطرق العمومية‪.‬‬

‫‪ .0‬كل من ألقى أو وضع في الطريق العمومي أقذار‪ ،‬أو كناسات أو مياهها قدرة أو أية مواد‬
‫‪2‬‬
‫أخرى يؤدي سقوطها إلى إحداث ضرر أو تتصاعد منها روائح ضارة بالصحة أو كريهة"‪.‬‬

‫‪ -‬المخالفات الواقعة على األمالك العمومية الطرقية‪:‬‬

‫المخالفات الواقعة على الطرقات هي عبارة عن دعاوى ترفع من طرف اإلدارة ضد المخالفين‬
‫الذين يتسببون في اعتداءات على الطريق‪ ،‬وقد كانت هذه المخالفات قبل صدور قانون اإلجراءات‬
‫المدنية سنة ‪ 4011‬من اختصاص القاضي اإلداري الذي كان يتمتع بصالحيات توقيع عقوبات جزائية‬
‫على المخالف إلى جانب إلزامه بإصالح الضرر‪ ،‬أما اآلن فالقاضي اإلداري في الجزائر ليس له‬

‫‪ -1‬المادة ‪ ،100‬من القانون السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ ،100‬من قانون العقوبات السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫اختصاص جزائي‪ ،‬وانما العقوبة يوقعها القاضي الجزائي‪ ،‬ويمكن لإلدارة طلب التعويض أمامه أو‬
‫بدعوى مستقلة أمام القاضي العادي‪.‬‬

‫ويجب تمييز مخالفات الطرق عن المنازعات المتعلقة بالمسؤولية اإلدارية بسبب عدم الصيانة‬
‫‪1‬‬
‫الطرق أو الناتجة عن األشغال العمومية‪.‬‬

‫إذ قسم المشرع الجزائري المخالفات المتعلقة باألمالك الوطنية إلى فئتين‪ ،‬حسب درجة جسامة‬
‫وخطورة المخالفة‪ ،‬وصف المخالفات في كل فئة حسب مجال المخالفة‪ ،‬وقد خصت األمالك الوطنية‬
‫الطرقية بنصيب من هذا التصنيف في المادة ‪ 111‬من قانون العقوبات حادث المخالفة المتعلقة‬
‫ببعض ملحقات األمالك وصنفها ضمن مخالفات الدرجة الوحيدة في الفئة األولى‪.‬‬

‫كل من أغرق طريق عمودي‪ ،‬وذلك برفع مصب مياه المطاحن أو المصانع منسوب االرتفاع‬
‫الذي تحدده السلطة المختصة‪ ،‬يكون قد ارتكب مخالفة‪ ،‬ويعاقب بالحبس من عشرة أيام على األقل إلى‬
‫شهر على األكثر‪ ،‬وبغرامة من ‪ 0999‬إلى ‪41999‬دج‪ ،‬ويجوز أن يعاقب بالحبس من عشرة أيام إلى‬
‫شهرين كل من يعيق الطريق العام بأن يضع أو يترك فيها دون الضرورة مواد أو أشياء كيفما كانت‬
‫‪2‬‬
‫من شأنها أن تضع أو تنقص من حركة المرور‪ ،‬أو تجعل المرور غير مأمون‪.‬‬

‫أما مخالفات الدرجة الثانية من الفئة الثانية المتعلقة باألمالك الوطنية خصت الطرق العمومية‪،‬‬
‫فكل من أتلف أو خرب الطرق العمومية أو اغتصب جزء منها وذلك بأية طريقة كانت كما ذكر في‬
‫السابق في المادة ‪ 100‬و‪ 110‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجزائية في التشريعات الخاصة‬

‫المشرع الجزائري نص على تجريم االعتداء على األمالك الوطنية العمومية بمختلف أنواعها‪،‬‬
‫سواء كانت عقارات أو منقوالت‪ ،‬أو تلك التابعة للدولة أو الوالية أو البلدية مضفيا حماية جزائية عليها‬
‫من خالل قانون العقوبات‪ ،‬الذي يعتبر القاعدة العامة في هذا المجال غير أنه لم يتطرق إلى كل‬
‫االعتداءات التي قد تمس كل مكونات األمالك الوطنية‪ ،‬بل تصدى لتلك التي تخص األمالك الوطنية‬
‫األكثر عرضة لالعتداء من طرف الجمهور القوانين الخاصة‪ ،‬فكل فعل لم يتم تجريمه بقانون خاص‬
‫يخضع للقواعد العامة‪ ،‬أما إذا ورد نص خاص فيطبق هذا النص وفقا لقاعدة الخاص يقيد العام‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي باشا عمر وزروقي ليلى‪ ،‬مرجع سابق ص‪.00‬‬

‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 111‬من األمر السابق الذكر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث ارتأينا التعرض إلى الجرائم الواردة في النصوص الخاصة المتعلقة بأهم األمالك الوطنية‬
‫المعرضة لالعتداء بشكل مستمر‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه من خالل حماية األمالك العمومية الطرقية‬
‫في قانون التهيئة والتعمير (أوال) وحماية األمالك العمومية الطرقية في قانون المرور (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حماية األمالك العمومية الطرقية في قانون التهيئة والتعمير‪:‬‬

‫قواعد التهيئة والتعمير هي قواعد آمرة جوهرية ومن النظام العام‪ ،‬حيث نجد المشرع الجزائري‬
‫فرض عقوبات على مخالفتها باعتبارها تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة سواء كانت سياسية‪ ،‬أو‬
‫اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية‪ ،‬وال يمكن تشييد أي بناء أو سياج داخل األجزاء المعمرة إال إذا ابتعد‬
‫بأربعة أمتار على األقل من محور الطريق المؤدي إليه‪ ،‬وفي حالة وجود هذه البنايات يعتبر محور‬
‫الطريق كأنه يبعد بأربعة أمتار عن السياجات أو البنايات الموجودة‪.‬‬

‫وعليه يعتبر غير مشروع كل تشييد لبناء أو سياج داخل المنطقة العمرانية يقل عن أربعة أمتار‪،‬‬
‫ويعتبر مشيد هذا البناء مرتكب لجريمة البناء خارج خط التنظيم‪.‬‬

‫ويمكن تعريف جريمة البناء خارج خط التنظيم على أنها الجريمة التي يقوم فيها الجاني بتشييد‬
‫بناية جديدة أو تمديد بناية قائمة أو تدعيمها أو تسييجها في األجزاء البارزة عن خط التنظيم المبين‬
‫لمعالم الطريق وحدود األمالك العامة والخاصة‪ ،‬دون األخذ في االعتبار االحتياجات الالزمة التساع‬
‫الطرق وأسس التخطيط السليمة‪.‬‬

‫ومن خالل تعريف هذه الجريمة‪ ،‬نكون قد استثنينا أعمال التعديل من مناط التجريم‪ ،‬ذلك أن‬
‫هذه األعمال كما سبق وأن بينا تنحصر في تغيير الحيطان الضخمة أو الواجهات المفضية على‬
‫الساحات العمومية‪ ،‬وهي أعمال يفترض فيها بحكم طبيعتها عدم الخروج عن خطوط التنظيم‪.‬‬

‫وتعتبر هذه الجريمة ايجابية ألن نشاط الجاني فيها يتكون من فعل إيجابي يتمثل في قيامه‬
‫بالبناء خارج خط التنظيم‪ ،‬كما نجد أن هذه الجريمة مستمرة استم ار ار ثابتا‪ ،‬ألن نشاط الجاني فيها وان‬
‫كان يتكون من فعل واحد يحدث في وقت محدود وينتهي بمجرد ارتكابه بغير حاجة إلى تدخل متجد‬
‫منه مثل الجريمة الوقتية‪ ،‬إال أن استمرار البناء كأثر الجريمة يجعلها مستمرة استمرار ثابتا‪ ،‬كذلك نجد‬
‫‪1‬‬
‫هذه الجريمة بسيطة ألنها تتكون من فعل واحد وذلك دون تكرار‪.‬‬

‫‪ -1‬منصور محاجي‪ ،‬النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء‪ ،‬مدذكرة ماجسدتير‪ ،‬كليدة الحقدوق‪ ،‬جامعدة البليددة‪-0999 ،‬‬
‫‪ 0994‬ص‪.410‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫والعقوبة المقررة لهذه الجريمة حددتها المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 00-09‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‬

‫" يعاقب بغرامة تتراوح ما بين ‪ 0999‬دج و ‪ 099999‬عن تنفيذ أشغال أو استعمال ارض يتجاهل‬
‫االلتزامات التي يفرضها هذا القانون والتنظيمات المتخذة لتطبيقه ويمكن الحكم بالحبس من شهر إلى‬
‫ستة أشهر‪.‬‬

‫كما نجد المواد من ‪ 91‬إلى ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 04/420‬المؤرخ في ‪ 00‬ماي ‪4004‬‬
‫يحدد القواعد العامة للتهيئة والتعمير‪ ،‬قد أقرت بإمكانية رفض منح رخصة البناء في حالة ما إذا كانت‬
‫البنايات المراد إقامتها من طبيعتها أن تمس بالسالمة واألمن تمس بالسالمة واألمن العمومي سواء‬
‫بسبب موقعها أو موضعها‪ ،‬أو إذا كانت هذه البنايات مقررة عل أرضية معرضة لألخطار الطبيعية‬
‫كالفيضانات واالنجراف‪.‬‬

‫كما ال يمكن منح رخصة البناء بناءا على تخصص للسكن إذا كان بعدها يقل عن ‪ 09‬مت ار من‬
‫كال جانبي الطريق السريع‪ ،‬أما إذا كانت هذه البناية غير مخصصة للسكن فتعاد هذه المسافة إلى ‪19‬‬
‫‪1‬‬
‫مترا‪ ،‬أو عشرين مت ار واالبتعاد ب ‪ 09‬مت ار من كال جانبي الطرق الوطنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حماية األمالك العمومية الطرقية في قانون المرور‪:‬‬

‫لقد تضمن قانون المرور رقم ‪ 94/41‬المعدل والمتمم بقانون ‪ 91/41‬نصوص عقابية للمعتدين‬
‫على الطرق العمومية وذلك من المواد ‪ 22‬إلى ‪ 00‬منه وهي‪:‬‬

‫‪ -4‬عبور أجزاء من طرق غير صالحة أو جسور ذات حمولة محدودة وعقوبتها هي من‬
‫‪4099‬إلى ‪0999‬دج‪.‬‬

‫‪ -0‬وضع شيء على مسلك مفتوح لحركة المرور أو على حافته قصد عرقلة حركة المرور‬
‫وعقوبتها وفقا لنص المادة ‪ 190‬من قانون العقوبات تصل إلى حد اإلعدام إذا تسبب في‬
‫وفاة شخص‪.‬‬

‫وهي اعتداءات تمس االستعمال المباشر للطرق‪ ،‬إضافة إلى ذلك نص نفس القانون على الجرائم التي‬
‫تمس الطريق نفسه وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 49‬و‪ 44‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 420-04‬المؤرخ في ‪ 00‬مايو ‪ 4004‬يحدد القواعد العامة للتهيئة‬
‫والتعمير والبناء‪ ،‬ج ر ع ‪ 01‬لسنة ‪.4004‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬وضع ممهل على مسلك مفتوح لحركة المرور دون ترخيص من الوالي وعقوبته من‬
‫‪4099‬دج إلى ‪ 0999‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬إلحاق ضرر بالمسلك العمومي نتيجة أشغال حفر وعقوبتها الغرامة من ‪0999‬دج إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪49999‬دج‪.‬‬

‫كما أنه طبقا للمادة ‪ 09‬من قانون المرور المعدل والمتمم نجدها تنص على أنه‪ " :‬يعاقب‬
‫بغرامة من ‪ 09999‬إلى ‪09999‬دج‪ ،‬كل شخص يقوم بأشغال على رحاب الطريق بدون ترخيص‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتصدر نفس العقوبة ضد كل شخص لم يمتثل ألحكام الرخصة بالرغم من حصوله عليها"‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمعاينة المخالفات المنصوص عليها أعاله فإنه تتم طبقا للقانون المرور المعدل‬
‫والمتمم بموجب محضر يحرر من طرف‪:‬‬

‫‪ -‬ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬الضباط وذو الرتب وأعوان الدرك الوطني‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫‪ -‬محافظو الشرطة والضباط ذوو الرتب وأعوان األمن الوطني‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المواد من ‪ 22‬إلى ‪ 00‬من القانون ‪ 41/94‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪ 0994‬المتضمن قانون المرور‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬ج ر ع ‪ 11‬لسنة ‪.0994‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 09‬من نفس القانون السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 409‬من القانون ‪ 41/94‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫توصلنا من خالل هذا الفصل أن الطرق تمثل العمود الفقري للبالد والذي تتمحور حوله وحدة‬
‫البالد ونموها وتطورها‪ ،‬وتمثل الطرق بالنسبة للدولة كمثل الشرايين لإلنسان‪ ،‬حيث أن الطرق تتدفق‬
‫عبرها المنتجات الوطنية والسلع المستوردة والمصدرة والمسافرين وكل مقدمات التطوير والنمو وكل ما‬
‫من شأنه أن يجلب للبالد والتقدم والرقي والترابط بين السكان فالطرق هي الوريد والشريان للبالد‪.‬‬

‫فبالنسبة للمبحث األول والذي خصصناه لمفهوم الملك العمومي للطرقات‪ ،‬والذي تطرقنا فيه‬
‫لتعريف الملك العمومي للطرقات لغة واصطالحا وقانونا‪ ،‬مفاده أن الطرق هي العمود الفقري للبالد‬
‫والذي تتمحور حوله وحدة البالد ونموها وتطورها‪ ،‬حيث تعتبر كل مقدمات التطوير والنمو وكل ما من‬
‫شأنه أن يجلب للبالد التقدم والرقي والترابط بين السكان‪ ،‬كذلك تطرقنا إلى الخصائص حيث تتمتع‬
‫الطرقات بجملة من الخصائص أهمها‪ :‬مبدأ اإلقليمية‪ ،‬مخصصة للنفع العام وقابلة للتغيير وأنه يمكن‬
‫إلغاء تصنيفها‪.‬‬

‫أما بخصوص المبحث الثاني خصصناه لتكوين وتصنيف الملك العمومي للطرقات‪ ،‬فبالنسبة‬
‫لتكوين الملك العمومي للطرق يمر بعدة مراحل منها‪ :‬عملية االقتناء وعملية التهيئة وعملية اإلدراج‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتصنيف فالطرق متعددة األصناف منها الطرق الوطنية والطرق الوالئية والبلدية‪.‬‬

‫كما خصصنا أيضا المبحث الثالث للحماية القانونية للملك العمومي للطرقات‪ ،‬حيث أن المشرع‬
‫كرس مجموعة من القواعد القانونية التي تعد من أهم المبادئ التي تحكم وتحمي األمالك العمومية‬
‫الطرقية من جميع التعديات التي قد تمسها سواء من طرف األفراد أو اإلدارة‪ ،‬حيث بسط المشرع ثالث‬
‫أنواع من الحماية‪.‬‬

‫حماية إدارية عمد فيها المشرع إلى فرض مجموعة من الجزاءات التي يتعين على اإلدارة تنفيذها‬
‫وهي إجراء جرد األمالك العامة وصيانتها بواسطة وسيلتين إحداهما قانونية واألخرى مادية من أجل‬
‫الحفاظ عليها‪.‬‬

‫كذلك تعززت هذه األمالك بحماية مدنية أقرها المشرع تتمثل في عدم قابلية التصرف فيها أو‬
‫اكتسابها أو حجزها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن المشرع سن جملة من النصوص الجزائية تجرم من خاللها األفعال التي تضر‬
‫باألمالك العمومية الطرقية ووظفناها تحت الحماية الجزائية‪ ،‬حيث تعرضنا إلى أهم األمالك الوطنية‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار القـانوني العام للملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل األول‬

‫المعرضة لالعتداء بشكل مستمر من خالل التطرق إلى حماية األمالك العمومية الطرقية في قانون‬
‫التهيئة والتعمير وكذلك حماية األمالك العمومية الطرقية في قانون المرور‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصــــل الثاني‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني الستغالل لملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث األول‪ :‬تسيير الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استعمال الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬القيود واالرتفاقات الواردة على الملك العمومي للطرقات‬


‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني الستغالل الملك العمومي للطرقات‬

‫ارتأت الدولة خلق أو إنشاء مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تخضع ألحكام‬
‫القانون العام‪ ،‬وأحكام القانون الخاص ومنحتها التسيير عن طريق االمتياز والمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬هي األداة األنسب لذلك نظ ار لعدم تماشي المؤسسات العمومية اإلدارية‬
‫مع المهام الجديدة ألنشطة الدولة االقتصادية والتجارية‪ ،‬حيث تعرف هذه المؤسسات بأنها هيئات يكون‬
‫موضوع نشاطها تجاريا وصناعيا مماثال لما يقوم به الخواص‪ ،‬وتجعل منها الدولة وسيلة لتسيير وادارة‬
‫مرافقها العامة ذات الطابع الصناعي والتجاري‪.‬‬

‫كذلك نظم المشرع الجزائري االستعمال العام للملك العمومي للطرقات قواعد تحكم هذا‬
‫االستعمال وكذلك االستعمال الخاص للطريق العام فقد نظمه المشرع الجزائري‪.‬‬

‫كذلك تجدر اإلشارة إلى أن القيود المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات مصدرها المباشر دائما‬
‫والقانون ويالزمها وصف العمومية والتجريد‪ ،‬بينما حقوق االرتفاق مصدرها فعل اإلنسان المادي أو‬
‫اإلداري وتالزمه وصف الخصوصية ألنه يتعلق بملكية معينة وهذا ما يجعل من القيود أعباء استثنائية‬
‫وعليه وجب علينا التمييز بينهما من حيث األساس ومن حيث اآلثار‪.‬‬

‫ولهذا قمنا بتقسيم هذا الفصل لثالث مباحث سنتناول فيهم‪:‬‬

‫المبحث األ ول‪ :‬تسيير الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استعمال الملك العمومي للطرقات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬القيود واالرتفاقات الواردة على الملك العمومي للطرقات‬

‫‪54‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تسيير الملك العمومي للطرقات‪.‬‬

‫إن اللجوء إلى الوكالة الوطنية للطرق السريعة (أوال)‪ ،‬والمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات‬
‫السريعة(ثانيا) بطابع صناعي وتجاري يعود للمرونة في مجال التسيير‪ ،‬وحرية نسبية نوعا ما في‬
‫البحث عن الفعالية تكيفا مع طبيعة وخصائص الطريق السريع الذي تشرف عليه‪ ،‬ومنه ارتأينا إلى‬
‫تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‬

‫المطلب األول‪ :‬الوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪ 010-90‬المؤرخ في‪49‬يوليو‪ ،0990‬يتضمن‬
‫تعديل القانون األساسي للوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬ما يلي‪" :‬الوكالة هي صاحبة المشروع‬
‫المفوض‪ ،"...‬و بهذا منح المشرع صراحة الوكالة الوطنية للطرق السريعة امتياز الطريق السريع‪ ،‬ومنه‬
‫نتناول في هذا المطلب ثالث فروع‪ ،‬تحديد الوكالة الوطنية للطرق السريعة (فرع أول)‪ ،‬وخصائصها‬
‫(فرع ثاني)‪ ،‬واإلطار القانوني والتنظيمي للوكالة الوطنية للطرق السريعة (فرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحديد الوكالة الوطنية للطرق السريعة‬

‫لتعريف الوكالة الوطنية للطرق السريعة البد من تحديد الوكالة الوطنية للطرق السريعة‪:‬‬

‫نشأت بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 090-00‬مؤرخ في ‪ 92‬يوليو ‪ ،4000‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية‬
‫للطرق السريعة‪ ،1‬حيث نصت المادة األولى على ما يلي‪:‬‬

‫"تنشأ مؤسسة عمومية وطنية ذات طابع إداري "تسمى الوكالة الوطنية للطرق السريعة "‪ ،"...‬أنشأت‬
‫بهدف تسيير الطرق السريعة بطريقة المؤسسة العمومية التي هي طريقة من طرق التسيير المباشر‬
‫للمرفق العام‪.‬‬

‫بعد صدور دستور ‪ ،4000‬والمرسوم التنفيذي رقم‪ ،090-01‬المتعلق بمنح امتياز الطرق‬
‫السريعة‪ ،‬تم تعديل طبيعتها القانونية إلى مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬بموجب المادة‬

‫‪ -‬مرسددوم تنفيددذي رقددم ‪ 090-00‬مددؤرخ ف دي ‪ 92‬يوليددو‪ ،4000‬يتضددمن إنشدداء الوكالددة الوطنيددة للطددرق الس دريعة ج ر‬ ‫‪1‬‬

‫ع‪ 14‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثانية للمرسوم التنفيذي ‪ ،1010-90‬بهدف إبرام عقد امتياز الطريق السريع مع الدولة‪ ،‬وتكون بذلك‬
‫هي صاحب امتياز الطريق السريع‪.2‬‬

‫وتعرف المادة ‪ 11‬من القانون التوجيهي ‪" :94-00‬بأن المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري هي التي تمارس نشاطها صناعيا أو تجاريا بشكل مماثل للشكل الذي تتواله األشخاص‬
‫‪3‬‬
‫الخاصة"‪.‬‬

‫وهي تخضع للقانون العام والقانون الخاص معا كل في نطاق محدد‪ ،‬أي نظام قانوني مزدوج فيما‬
‫يخص عالقاتها مع الدولة‪ ،‬ونظامها الداخلي فهي تخضع ألحكام القانون العام‪ ،‬أما عالقاتها مع الغير‬
‫‪4‬‬
‫فإنها تخضع للقانون الخاص‪.‬‬

‫يعود اللجوء إلى هذا النوع من المؤسسات للمرونة التي تتجلى بها في مجال التسيير وحرية نسبية نوعا‬
‫ما في البحث عن الفعالية تكيفا مع طبيعة‪ ،‬وخصائص النشاط العمومي الذي تشرف عليه‪.‬‬

‫إذن الوكالة الوطنية للطرق السريعة ذات الطابع الصناعي والتجاري هي التي تتمكن من‪:‬‬

‫‪ .4‬تمويل أعبائها االستغاللية عن طريق عائد بيع إنتاج تجاري‪ ،‬يحقق طبقا لتعريفة محددة مسبقا‪،‬‬
‫ولدفتر الشروط العامة الذي يحدد األعباء التي تعود على عاتق المؤسسة‪ ،‬والحقوق والصالحيات‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬وكذا عند االقتضاء حقوق وواجبات المنتفعين‪.‬‬
‫‪ .0‬تتمتع الوكالة الوطنية للطرق السريعة بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ 5،‬وهي تحت‬
‫‪6‬‬
‫وصاية الوزير المكلف بالطرق‪.‬‬

‫‪ -1‬نص المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪":010-90‬يعدل القانون األساسي ذات للوكالة الوطنية للطرق السريعة‪،‬‬
‫المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬المنشأة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-00‬مكرر المؤرخ في ‪ 92‬يوليو‬
‫‪ 4000‬والمذكور أعاله في طبيعتها القانونية إلى مؤسسة عمومية ت طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تسمى "الوكالة الوطنية‬
‫للطرق السريعة للسيارات"‪.‬‬
‫‪ -2‬نص المادة ‪ 94/90‬من المرسوم التنفيذي ‪"010-90‬الوكالة هي صاحبة المشروع المفوض"‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 11‬من القانون رقم‪ 94-00‬مؤرخ فدي ‪ 40‬ينداير‪ 4000‬يتضدمن القدانون التدوجيهي للمؤسسدات العموميدة ج ر‬
‫ع ‪.40‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 94-00‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪.010-90‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 90‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .0‬تخضع الوكالة للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقاتها مع الدولة‪ ،‬وتعد تاجرة في عالقاتها مع‬
‫‪1‬‬
‫الغير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الوكالة الوطنية للطرق السريعة‬

‫أوال‪ :‬الوكالة الوطنية ذات الشخصية المعنوية‪ :‬إن منح الشخصية المعنوية للوكالة الوطنية للطرق‬
‫السريعة هدفه إعطاءه قدر أكبر من االستقاللية‪ ،‬التي تجعل له هامش أكبر من الحرية يمكنه من‬
‫تحقيق أهدافه بفاعلية أكبر‪ ،‬ومن نتائج تحصلها على الشخصية المعنوية‪:‬‬

‫‪ .4‬تكون للمؤسسة ذمة مالية مستقلة عن مالية الدولة‪ ،‬فهي مستقلة في تحصيل إرادتها وفي اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ .0‬حق تلقي الهبات والوصايا‪.‬‬
‫‪ .0‬حق التقاضي‪.‬‬
‫‪ .1‬يخضع مستخدميها إلى قانون العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ التخصيص‪:‬‬

‫إن سبب إنشاء الوكالة الوطنية للطرق السريعة هو التخصيص‪ ،‬الذي يولد بال شك الفعالية فنجاح‬
‫التخصيص في االقتصاد جعله في وقت ما محور القانون اإلداري عن طريق إنشاء مؤسسة عمومية‬
‫‪2‬‬
‫متخصصة في مجاالت محددة بدقة‪.‬‬

‫فنشأة الوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬كان من اجل تنفيذ مهام محددة جدا‪ ،‬فهي مكلفة بتنفيذ‬
‫المخططات والدراسة واإلنجاز وتجهيز مشاريع الطرق السريعة للسيارات والطرق السريعة‪ ،‬وكذا‬
‫‪3‬‬
‫الملحقات الموكلة إليها‪.‬‬

‫يستجيب إنشاء الوكالة الوطنية للطرق السريعة للسيارات للحاجة الملحة إلى التكفل بالمشاريع الحالية‬
‫والمستقبلية الخاصة بالمنشآت القاعدية للطرق السريعة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد فإن الوكالة مسئولة عن‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان إنجاز شبكة الطرق السريعة للسيارات ولواحقها وتجهيزها وتهيئتها‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 91‬من المرسوم ‪ 010-90‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬نادية ضريفي‪ ،‬تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق( فرع الدولة‬
‫والمؤسسات)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0990/0992‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 90‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬السهر على احترام القواعد‪ ،‬التقنية ومقاييس التصور‪ ،‬والبناء‪.‬‬

‫‪ -‬إنجاز أو القيام بإعداد دراسات التصور والجدوى‪ ،‬والدراسات بغرض التحكم في التقنيات المرتبطة‬
‫بهدفها‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير هندسة للمنشآت‪ ،‬وكذا وسائل تصورها‪ ،‬والدراسات بغرض التحكم وتجهيز المنشآت األساسية‬
‫المتعلقة بمهامها‪.‬‬

‫واستالم أجزاء الطرق السريعة للسيارات والطرق السريعة‪ ،‬وكذا ملحقاتها المهيأة لالستغالل وتحويلها‬
‫‪1‬‬
‫إلى المؤسسة المكلفة بتسييرها بموجب قرار من الوزير المكلف بالطرق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ االستقاللية والوصايا‪:‬‬

‫تملك الوكالة الوطنية للطرق السريعة نوعا من االستقاللية اإلدارية والمالية ‪،‬ويقصد باألخيرة‬
‫استقاللية ذمتها المالية باعتبارها تحوز وتتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬وتمتعها بحرية التصرف وحرية‬
‫تحديد إيراداتها المالية الخاصة بها‪ ،‬وحرية اإلنفاق وتنظيم ميزانيتها الخاصة في حدود ما يسمح به‬
‫القانون‪ ،‬أما االستقاللية اإلدارية فيعني تسييرها بأسلوب إداري ال مركزي مع منحها حرية‪ ،‬وسلطة‬
‫اتخاذ الق اررات المتعلقة بعمليات تحقيق أهدافها المحددة‪ ،‬وسلطة وحرية إبرام العقود اإلدارية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وسلطة تعيين العمال واالستقالل المالي واإلداري مقيد بقيدين أساسيين هما قيد تخصيص‬
‫الوكالة‪ ،‬حيث أن تتقيد الوكالة بممارسة سلطاتها وصالحياتها في حدود االختصاصات‪ ،‬واألهداف‬
‫المحددة لها بموجب قانونها األساسي المنشئ والمنظم لها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫"وقيد الخضوع للرقابة اإلدارية والوصاية التي تمارسها السلطات اإلدارية المركزية الوصية المختصة"‪.‬‬

‫ويكون قيد االستقالل المالي واإلداري للوكالة بالخضوع للرقابة اإلدارية الوصائية التي تحوزها‬
‫وتمارسها السلطات اإلدارية المركزية الوصية في حدود القانون‪.‬‬

‫وذلك بموجب المادة ‪ 90‬التي تنص على ما يلي‪ " :‬توضع الوكالة تحت وصاية الوزير المكلف‬
‫‪3‬‬
‫بالطرق"‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 49‬من المرسوم ‪ 010-90‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري (النظام اإلداري)‪،‬ج‪،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪ ،0941،‬ص‪.040‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 90‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمارس هذه الوصاية على األشخاص‪ ،‬واألجهزة المديرة‪ ،‬والمسيرة للوكالة الذين سنتعرف عليهم في‬
‫الفرع الثالث‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلطار القانوني والتنظيمي للوكالة الوطنية للطرق السريعة‪.‬‬

‫سنتطرق إلى إنشاء والغاء الوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬وتنظيمها‬

‫أوال‪ :‬اإلطار القانوني‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء والغاء الوكالة الوطنية للطرق السريعة‪:‬‬

‫إن إنشاء المؤسسات العمومية الوطنية يخضع لمعيار وتوزيع االختصاص بين الهيئة التشريعية‬
‫(البرلمان)‪ ،‬والهيئة التنفيذية (الحكومة)فهذا يختلف حسب طبيعة نظام كل دولة‪.‬‬

‫اختلف تطبيق هذا المبدأ في الجزائر باختالف الوضعية القانونية التي اتسم بها توزيع السلطات‬
‫بين الهيئة التشريعية والهيئة التنفيذية من جهة‪ ،‬وداخل الهيئة التنفيذية بين رئيس الجمهورية‪ ،‬ورئيس‬
‫‪1‬‬
‫الحكومة من جهة أخرى‪.‬‬

‫وبالعودة إلى القانون التوجيهي رقم ‪ 00/94‬المؤرخ في ‪40‬جانفي ‪ ،4000‬المتضمن القانون‬


‫التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬فإن إنشاء هذه األخيرة هو من اختصاص السلطة التنفيذية‬
‫وبذلك رئيس الدولة‪.‬‬

‫وبعد صدور دستور ‪ ،4000‬أصبحت السلطة المختصة بإحداث المؤسسات العمومية هي‬
‫السلطة التنفيذية ‪-‬بصورة ضمنية‪-‬حيث أن المادة ‪ 440‬من هذا الدستور التي تحدد المجال التشريعي‬
‫ال تتضمن إحداث المرافق العمومية‪.‬‬

‫وفي ظل ‪ 4001‬قبل التعديل‪ ،‬إن السلطة التنظيمية هي من اختصاص كل من رئيس‬


‫الجمهورية‪ ،‬ورئيس الحكومة (المادة ‪ ،)441‬وعليه فإحداث المرافق العمومية هو من اختصاص رئيس‬
‫الجمهورية ورئيس الحكومة‪.‬‬

‫وبعد تكريس دور السلطة التنظيمية (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير األول فيما بعد)‪،‬‬
‫جاء في نص المادة ‪.400‬البند ‪ 00‬إن المجاالت التي يشرع فيها البرلمان إنشاء فئات المؤسسات‪،‬‬
‫وبالتالي هو اعتراف للسلطة التشريعية بسلطة إنشاء المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المجدد‪ ،‬سطيف‪ ،0949 ،‬ص‪.094‬‬

‫‪59‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن إنشاء الوكالة الوطنية للطرق السريعة والمرافق العمومية بصفة عامة فهو وضع حد‬
‫لنشاطها‪ ،‬وهو اعتراف السلطات العمومية بأنها لم تعد هناك حاجة الستمرارها‪.‬‬

‫وطريقة اإللغاء هي مبدئيا طريقة اإلنشاء بمعنى يجب الرجوع إلى قاعدة توازي األشكال أي من‬
‫يملك إنشاء يملك اإللغاء لذلك سينتج أن اإللغاء سيكون بنفس الوسيلة القانونية التي أنشأ بها أو بأداة‬
‫أعلى منها‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أن الوكالة للطرق السريعة ذات النمط اإلداري تم إلغاءها إلغاء صريح‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 1،010-90‬وذلك باعتراف السلطات العمومية بعدم حاجتها لها نتيجة تخلي‬
‫الجزائر عن األساليب المباشرة في تسيير الطرقات السريعة واستبدالها بأسلوب االمتياز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلطار التنظيمي‪:‬‬

‫نظ ار العتبار االستقاللية اإلدارية أهم ركن من أركان وجود الوكالة الوطنية للطرق السريعة‬
‫باعتبارها شخصا معنويا صاحبة امتياز وتسعى إلى تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فهي تتوفر على أجهزة‬
‫إدارية تسهر على سيرها بانتظام واستم اررية في نطاق الشروط التي ينص عليها القانون المحدث‬
‫والمنظم لها‪ ،‬وذلك في استقالل عن األجهزة اإلدارية للو ازرة الوصية‪ ،‬وتتمثل هذه األجهزة في هيئتين‪:‬‬

‫‪ ‬هيئة مداولة‪ :‬مجلس اإلدارة‪.‬‬


‫‪ ‬هيئة تنفيذية‪ :‬المدير العام‪.‬‬

‫أ‪ /‬مجلس اإلدارة‪ :‬يشكل مجلس اإلدارة الهيئة التقريرية داخل الوكالة وهو أعلى سلطة داخلها إما‬
‫طبيعة تكوين المجلس اإلداري‪ ،‬حيث يجب التمييز بين ثالث فئات أساسية‪:‬‬

‫‪.94‬أعضاء بحكم القانون‪ :‬ويقصد بهم األعضاء الذين ينص عليهم النص المؤسس للوكالة‪،‬‬
‫كممثل الوزير الوصي وممثلي الوزراء اللذين تكون لو ازرتهم عالقة بنشاط الوكالة وهم‪:‬‬

‫‪ ‬ممثل وزير الدفاع الوطني‪.‬‬


‫‪ ‬ممثل وزير الدولة‪ ،‬وزير الداخلية والجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالتهيئة العمرانية والبيئة‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالمساهمة وترقية االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ 010-90‬السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالتجارة‪.‬‬


‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالفالحة‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالنقل‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالطاقة‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالبريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪ /0‬أعضاء عن طريق االختيار‪ :‬وذلك بهدف تمثيل المصالح المختلفة‪ ،‬وهم ممثلو الدولة‬
‫كمديري اإلدارات المركزية ويتم تعيينهم من طرف الوزير الوصي المشرف على الوكالة وهم‪:‬‬

‫‪ ‬مدير الطرق بو ازرة األشغال العمومية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ ‬مدير التخطيط والتنمية بو ازرة األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪ /0‬أعضاء منتخبون‪ :‬وهذه السياسة االنتخابية نادرة إن لم نقل غير موجود في الجزائر‪ ،‬يعين‬
‫أعضاء المجلس لمدة ثالث (‪ )90‬سنوات بقرار من الوزير المكلف بالطرق بناءا على اقتراح من‬
‫الوزراء اللذين يتبعونهم‪.‬‬

‫أما عن رئاسة المجلس اإلداري‪ ،‬فهي موكلة إلى ممثل الوزير المكلف بالطرق‪.‬‬

‫أما عن رئاسة المجلس اإلداري‪ ،‬وباعتباره يعد أعلى سلطة إدارية داخل الوكالة الوطنية للطرق‬
‫السريعة‪ ،‬فإنه يملك أهم المسائل‪ ،‬واالختصاصات إذ يحدد السياسة العامة للوكالة وذلك بتوافق مع‬
‫السياسة الحكومية‪.‬‬

‫يجتمع المجلس في دورة عادية بناءا على استدعاء من رئيسه مرتين(‪ )0‬في السنة‪ ،‬ويجتمع في‬
‫دورة غير عادية كلما اقتضت ذلك مصلحة الوكالة بطلب من رئيسه أو بطلب من (‪ )0/0‬أعضائه‬
‫يستدعى األعضاء قبل خمسة عشرة (‪ )40‬يوما من االجتماع عن طريق المراسلة‪.‬‬

‫تصح مداوالت المجلس بحضور األغلبية البسيطة على األقل‪ ،‬وفي حالة عدم اكتمال النصاب يجتمع‬
‫المجلس قانونا بعد ثمانية (‪ )90‬أيام من التاريخ األول المحدد الجتماعه وتصح مداوالت المجلس مهما‬
‫يكن عدد األعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة التساوي يكون صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬

‫يعد المجلس نظامه الداخلي ويصادق عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 00‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحرر مداوالت المجلس في محاضر مرقمة‪ ،‬ومفهرسة ومدونة في سجل خاص مرقم ومؤشر‬
‫عليه يوقعه رئيس المجلس‪ ،‬وترسل محاضر االجتماعات إلى السلطة الوصية في أجل خمسة‬
‫عشر(‪ )40‬يوما التي تلي المداولة‪.‬‬

‫يوافق على تنظيم الوكالة بعد استشارة المجلس بقرار من الوزير المكلف بالطرق‪.‬‬

‫ب‪ -‬المدير العام‪:‬‬

‫يتم تعيين المدير العام للوكالة الوطنية للطرق السريعة بمرسوم‪1،‬بناءا على اقتراح الوزير المكلف‬
‫‪2‬‬
‫بالطرق‪ ،‬وتنهى مهامه حسب األشكال نفسها‪.‬‬

‫يعهد للمدير بمهمة تنفيذ ق اررات المجلس اإلداري ومداوالته‪ ،‬وهو في هذا الصدد‪ ،‬يتمتع بأوسع‬
‫السلطات من أجل ضمان اإلدارة‪ ،‬والتسيير اإلداري‪ ،‬والتقني والمالي للوكالة‪.‬‬

‫ومن مهام المدير العام للوكالة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعد التنظيم العام للوكالة ويعرضه على المجلس‪.‬‬


‫‪ -‬يمثل الوكالة في جميع أعمال الحياة المدنية ويمكنه التقاضي‪.‬‬
‫‪ -‬يسهر على السير الحسن للوكالة‪.‬‬
‫‪ -‬يقترح مشاريع برامج النشاطات ويعد الكشوف التقديرية للوكالة‪.‬‬
‫‪ -‬يمارس السلطة السلمية على جميع مستخدمي الوكالة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‪:‬‬

‫نتناول في هذا المطلب تحديد المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات وخصائصها‪ ،‬واإلطار‬
‫القانوني والتنظيمي للمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة للسيارات‪ ،‬تحديد المؤسسة الجزائرية‬
‫لتسيير الطرق السريعة(الفرع األول) وخصائص المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة (الفرع‬
‫الثاني) واإلطار القانوني والتنظيمي للمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬يع ددين بمرس ددوم رئاس ددي طبق ددا للمرس ددوم الرئاس ددي رق ددم ‪ 019-00‬م ددؤرخ ف ددي ‪ 02‬أكت ددوبر ‪ ،4000‬يتعل ددق ب ددالتعيين ف ددي‬
‫الوظائف المدنية والعسكرية للدولة‪ ،‬ج ر ع ‪.21‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬من المرسوم ‪ 010-90‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬تحديد المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‬

‫تم إنشاء المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪009-90‬‬
‫مؤرخ في ‪11‬يوليو ‪ ،2115‬يتضمن إنشاء مؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة‬
‫‪1‬‬
‫للسيارات‪.‬‬
‫حيث تنص المادة األولى منه على ما يلي‪ " :‬تنشأ مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‬
‫تحت تسمية الجزائرية لتسيير الطرق السريعة "‪.‬‬

‫وهي كما سبق وفقا للمادة ‪ 11‬من القانون التوجيهي ‪ 94-00‬التي تتمكن من تمويل أعبائها‬
‫االستغاللية عن طريق عائد تقديم الخدمة‪ ،‬يحقق طبقا لتعريفة محددة مسبقا‪ ،‬ولدفتر الشروط العامة‬
‫الذي يحدد األعباء التي تعود على عاتق المؤسسة‪ ،‬والحقوق والصالحيات المرتبطة بها‪ ،‬وكذا عند‬
‫االقتضاء حقوق وواجبات المنتفعين‪.‬‬

‫تتمتع المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة للسيارات بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي‪ 2‬وهي تحت وصاية الوزير المكلف بالطرق‪.3‬‬

‫تخضع المؤسسة للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقاتها مع الدولة‪ ،‬وتعد تاجرة في عالقاتها مع‬
‫‪4‬‬
‫الغير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة ذات شخصية معنوية‪:‬‬

‫كما سبق ذكره في الوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬فإن منح الشخصية المعنوية لمؤسسة الجزائرية‬
‫لتسيير الطرقات السريعة هدفه إعطاء قدر أكبر من االستقاللية لتحقيق أهدافها بفاعلية أكبر الذي‬
‫ينتج عن‪:‬‬

‫‪ .4‬تكون المؤسسة ذمة مالية مستقلة عن مالية الدولة‪ ،‬فهي مستقلة في تحصيل إراداتها في اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ .0‬حق تلقي الهبات والوصايا‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 009-90‬مؤرخ في ‪ 49‬يوليو سنة ‪ ،0990‬يتضمن إنشاء المؤسسدة الجزائريدة لتسديير الطدرق‬
‫السريعة والطرق السريعة للسيارات"‪ ،‬ج ر ع ‪ 10‬لسنة ‪.0990‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ ،91‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،90‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 90‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .0‬حق التقاضي‪.‬‬
‫‪ .1‬يخضع مستخدميها إلى قانون العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ التخصيص‪:‬‬

‫إن سبب نشأة المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة‪ ،‬هو استالم أجزاء الطرق السريعة للسيارات‬
‫والطرق السريعة‪ ،‬وكذا ملحقاتها المهيأة لالستغالل المحولة إليها من الوكالة الوطنية للطرق السريعة‬
‫‪1‬‬
‫للسيارات‪.‬‬

‫وعلى هذا النحو فهي تضمن التسيير‪ ،‬والمراقبة‪ ،‬والصيانة على كل أجزاء الطرق السريعة والطرق‬
‫السريعة للسيارات واللواحق المسندة إليها‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد تستند إليها المهام التالية‪:‬‬

‫‪ .4‬تسيير ومراقبة وصيانة الطرق السريعة‪.‬‬


‫‪ .0‬ضمان جمع عائدات األداء على جميع مقاطع الطرق السيارة‪.‬‬
‫‪ .0‬ضمان مراقبة جودة عائدات األداء على جميع مقاطع الطرق السيارة‪.‬‬
‫‪ .1‬العمل على دراسة‪ ،‬وتطوير أنظمة صيانة الطرق السيارة‪.‬‬
‫‪ .0‬تصميم مخططات التدخل السريع بالتعاون مع الهيئات المعنية‪.‬‬
‫‪ .1‬إنشاء وتسيير كل محطات الخدمات الملحقة بالطرق السيارة‪.‬‬

‫‪.2‬استقبال‪ ،‬معالجة وحفظ المعطيات المرتبطة باستغالل وصيانة الطرق السيارة‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫وهي تهدف إلى تحقيق أهدافها المحددة لها بموجب قانونها األساسي المنشئ لها‪،‬‬

‫وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تطوير دور المؤسسة الجزائرية كمسير للطرق السيارة بالجزائر‪.‬‬


‫‪ -‬تحسين منشآت الطرق السيارة‪ ،‬وتسهيل توافقها مع وسائل النقل المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬االستجابة لحركة المرور العالية‪ ،‬واالحتياجات األكثر أهمية في مجال النقل‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير تقنيات استغالل‪ ،‬وصيانة شبكة الطرق السيارة الجزائرية وتوابعها‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 49‬من المرسوم التنفيذي ‪ 010-90‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-http://www.aga.dz‬‬

‫‪14‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تقديم خدمات وافية لمستعملي الطريق السيار وفق المقاييس الدولية على مستوى الفضاءات‬
‫الملحقة به (محطات البنزين‪-‬فضاءات الراحة ‪-‬فضاءات الخدمات)‪.‬‬
‫‪ -‬النجاح في وضع وخلق التكامل واالندماج بين الطريق السيار‪ ،‬والمحيط البيئي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ االستقاللية والوصايا‪:‬‬

‫تتمتع الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة للسيارات بنوع من االستقالل المالي واإلداري‪ ،‬ويقصد‬
‫باالستقالل المالي استقالل ذمتها المالية باعتبارها تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬وبالتالي حريتها‬
‫بالتصرف وتحديد إيراداتها المالية الخاصة بها‪.‬‬

‫وأما االستقالل اإلداري فيتمثل في تسييرها بأسلوب إداري ال مركزي بحرية‪ ،‬وسلطة اتخاذ‬
‫الق اررات المتعلقة بعمليات تحقيق أهداف المؤسسة‪ ،‬وسلطة إبرام العقود اإلدارية واالقتصادية وسلطة‬
‫تعيين العمال‪.‬‬

‫يقيد استقاللها المالي واإلداري بقيدين أساسيين هما‪ :‬قيد التخصيص الذي سبق ذكره‪ ،‬وقيد‬
‫‪1‬‬
‫الخضوع للرقابة اإلدارية والوصائية التي تمارسها السلطات اإلدارية المركزية الوصية المختصة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلطار القانوني والتنظيمي لمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة للسيارات‬

‫نظ ار لمعيار توزيع االختصاص بين الهيئتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬تم إنشاء مؤسسة الجزائرية‬
‫لتسيير الطرقات السريعة بموجب مرسوم تنفيذي رقم‪ 009/90‬مؤرخ في ‪ 49‬يوليو‪ 0990‬يتضمن‬
‫إنشاء مؤسسة "الجزائرية لتسيير الطرقات السريعة للسيارات" ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تحت وصاية‬
‫و ازرة األشغال العمومية‪.‬‬

‫أما إلغاء مؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة كسابقتها على هيئتين إداريتين‪ 2،‬لضمان‬
‫سيرها بانتظام واستم اررية في نطاق الشروط التي ينص عليها القانون المحدث‪ ،‬والمنظم لها وهما‪:‬‬

‫‪ ‬هيئة مداولة‪ :‬مجلس اإلدارة‪.‬‬


‫‪ ‬هيئة تنفيذية‪ :‬المدير العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مجلس اإلدارة‪ :‬ويتكون من الفئات التالية‪:‬‬

‫‪ /4‬أعضاء بحكم القانون‪ :‬وهم األعضاء الذين ينص عليهم المنشئ للمؤسسة وهم‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪ 009-90‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 49‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالطرق‪.‬‬


‫‪ ‬ممثل وزير الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل وزبر الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالفالحة‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالنقل‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالتجارة‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالتهيئة العمرانية والبيئة‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالمساهمة العمرانية وترقية االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل الوزير المكلف بالسياحة‪.‬‬

‫‪ /0‬أعضاء عن طريق االختيار وهم‪:‬‬

‫‪ ‬مدير التخطيط والتنمية بو ازرة األشغال العمومية‪.‬‬


‫‪ ‬مدير الطرق بو ازرة األشغال العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬المدير العام للوكالة الوطنية للطرق بو ازرة األشغال العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل عن جمعيات مستعملي الطريق يعينه الوزير المكلف بالطرق بناءا على اقتراح من‬
‫الجمعيات العاملة في ميدان الطرق‪.‬‬

‫يعين أعضاء المجلس لمدة ثالث سنوات (‪ )90‬بق ارر من الوزير المكلف بالطرق بناءا على‬
‫‪1‬‬
‫اقتراح من الوزراء والجمعيات التي يتبعونها‪.‬‬

‫يجتمع المجلس في دورة عادية بناءا على استدعاء رئيسه مرتين (‪ )0‬في السنة‪ ،‬ويجتمع في‬
‫دورة غير عادية كلما اقتضت ذلك مصلحة الوكالة بطلب من رئيسه أو بطلب من ثلثي ‪ 0/0‬أعضائه‬
‫يستدعى األعضاء قبل خمسة عشرة (‪ )40‬يوما من االجتماع عن طريق البريد‪.‬‬

‫تصح مداوالت المجلس بحضور األغلبية البسيطة على األقل‪ ،‬وفي حالة عدم اكتمال النصاب‬
‫يجتمع المجلس قانونا بعد ثمانية (‪)90‬أيام من التاريخ األول المحدد الجتماعه‪ ،‬وتصح مداوالت‬
‫المجلس مهما يكن عدد األعضاء‪ ،‬وفي حالة التساوي يكون صوت الرئيس مرجحا‪ ،‬يعد المجلس‬
‫نظامه الداخلي ويصادق عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 49‬من المرسوم ‪ 009-90‬التنفيذي السابق الذكر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحرر مداوالت المجلس في محاضر مرقمة‪ ،‬ومفهرسة ومدونة في سجل خاص مرقم ومؤشر‬
‫عليه يوقعه رئيس المجلس وترسل محاضر االجتماعات إلى السلطة الوصية في أجل خمسة عشرة‬
‫(‪ )40‬يوما التي المداولة‪.‬‬

‫يوافق على التنظيم العام للمؤسسة بعد استشارة المجلس بقرار من الوزير المكلف بالطرق‪.‬‬

‫أما اختصاصات المجلس اإلداري‪ ،‬وباعتباره يعد أعلى سلطة إدارية داخل مؤسسة الجزائرية لتسيير‬
‫الطرق السريعة للسيارات فإنه يملك أهم المسائل‪ ،‬واالختصاصات إذ يحدد السياسة العامة للمؤسسة‪،‬‬
‫وذلك بتوافق مع السياسة الحكومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدير العام‪:‬‬

‫يعتبر المدير العام لمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة للسيارات‪ ،‬الرئيس اإلداري األعلى‬
‫لها‪ ،‬فهو المسئول عن التسيير العام للمؤسسة في حدود القانون‪ ،‬واللوائح التنظيمية العامة‪ ،‬والعاملين‬
‫‪1‬‬
‫التابعين له‪ ،‬ويتصرف المدير العام تحت الرقابة الوصائية للوزير الوصي المختص‪.‬‬

‫يتم تعيين المدير العام لمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة بمرسوم‪ 2،‬بناءا على اقتراح‬
‫‪3‬‬
‫الوزير المكلف بالطرق‪ ،‬وتنهى مهامه حسب األشكال نفسها‪.‬‬

‫يعهد للمدير بمهمة تنفيذ ق اررات المجلس اإلداري ومداوالته‪ ،‬وهو في هذا الصدد يتمتع بأوسع‬
‫السلطات‪ ،‬من أجل ضمان اإلدارة والتسيير اإلداري والتقني والمالي للمؤسسة‪.‬‬

‫ومن مهام المدير العام للمؤسسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعد التنظيم العام للمؤسسة ويقترحه على المجلس‪.‬‬


‫‪ -‬يتمتع بسلطة التعيين والفصل ويمارس السلطة السلمية على جميع مستخدمي المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم ويوقع الصفقات والعقود واالتفاقات في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما واجراءات‬
‫الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫‪-1‬عمار عوابدي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.029‬‬

‫‪-2‬يعين بمرسوم رئاسي‪ ،‬طبقا للمرسوم رقم ‪ ،019-00‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 40‬من المرسوم ‪.009-90‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يأمر بفتح كل الحسابات الجارية والتسبيقات و‪/‬أو حسابات اإليداع وتسييرها لدى الصكوك‬
‫البريدية والمؤسسات المصرفية أو الخاصة بالقرض وفق الشروط القانونية المعمول بهما‪.‬‬
‫‪ -‬يوقع ويقبل ويظهر‪ ،‬كل السندات والكمبياالت والسفتجات والصكوك والسندات التجارية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استعمال الملك العمومي للطرقات‬

‫إن تخصيص الملك العمومي للطرق لمستفيد معين أو تخصيصه الستعمال الجمهور مباشرة‪ ،‬يتيح‬
‫استعماله أو االنتفاع به مباشرة مما يجعل من استعماله يختلف باختالف ما رصد إليه‪ ،‬أو الهدف‬
‫الموضوع من أجله‪ ،‬وبذلك يتم استعمال العمومي للطرق إما من طرف الجمهور على وجه جماعي أو‬
‫يكون استعماله استعماال فرديا‪ ،‬والقاعدة أنه يكون استعمال الطريق العام استعماال عاما‪ ،‬وكاستثناء‬
‫يستعمل استعماال خاصا‪ ،‬والذي يقصد به أن تتيح اإلدارة حق استعماله لفرد معين دون سواه‪.‬‬

‫وعليه بالرغم أن المناط الملك العمومي للطرق هو المنفعة العامة‪ ،‬غير أن استعماله قد يختلف‬
‫بحسب طبيعته ‪،‬فقد يستعمل هذا األخير استعماال مباش ار من قبل األفراد كاالرتفاقات العامة نحو‬
‫الطرق‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون القواعد التي تحكم استعماله موحدة‪ ،‬ومادام هذا الملك مرصودا لخدمة‬
‫الجمهور‪ ،‬فله أن يستعمله بحرية وفي أي وقت يشاء طالما أنه لم يمس بالغرض المخصص لهذا‬
‫المال‪ ،‬كما يكون له حق االنتفاع بهذا المال بدون مقابل وبدون تمييز بين مستعملي الطرقات العامة‪،‬‬
‫غير أن هذه القواعد الثالث‪ ،‬ال يمكن إطالقها دائما وانما نجد اإلدارة المسيرة للملك العمومي للطرق‬
‫تضع ضوابط الستعماله‪ ،‬كتحديد أوقات الخدمة وشروط االنتفاع منها‪.‬‬

‫كما يمكن أن يكون االستعمال غير مباشر‪ ،‬فيخضع لقواعد وأحكام ينظمه بمعنى قصر حق‬
‫االنتفاع بالملك العمومي للطرق على فرد أو مجموعة من األفراد‪ ،‬وهو الصورة المقررة استثناءا بحيث‬
‫يحكم هذه الطريقة قواعد غير تلك التي تحكم االستعمال العام للطريق العام‪ ،‬ويكون ذلك في الغالب‬
‫بمقابل يمنحه الفرد لإلدارة نظير احتكاره للطريق العم واالنتفاع به‪ ،‬وللتوضيح أكثر سنحاول دراسة هذا‬
‫المبحث من خالل مطلبين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االستعمال العام والمباشر للملك العمومي للطرقات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االستعمال الخاص للملك العمومي للطرقات‬

‫‪18‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬االستعمال العام والمباشر للملك العمومي للطرقات‬

‫طبقا للمرسوم المتعلق بإدارة األمالك الوطنية نجده ينص في هذا الخصوص على ما يلي‪:‬‬
‫"االستعمال المشترك أو الجماعي لألمالك العمومية المخصصة الستعمال الجمهور استعماال مباش ار‬
‫"‪1‬‬
‫وهو االستعمال الذي يمكن أن يقوم به حسب الشروط نفسها‪...‬‬

‫حيث يقصد به االشتراك جميع األفراد في استعمال األمالك الوطنية العمومية دون تحديد‬
‫لشخصية المستعمل ودون إتباع إجراءات معينة كالحصول عل تصريح أو ترخيص قبلي‪.‬‬

‫ويستمد االستعمال العام المباشر من فكرة التخصيص للمنفعة العمومية‪ ،‬لذا يجب أن يتطابق‬
‫‪2‬‬
‫االستعمال العمومي مع الغرض المخصص له‪ ،‬فيستعمل الفرد الطرق العمومية للتنقل‪.‬‬

‫فالظاهر أن االستعمال المباشر يعتبر مظهر من مظاهر الحريات الشخصية‪ ،‬إال أن ذلك ال‬
‫يمنع اإلدارة من التدخل بوسائلها القانونية للحفاظ على النظام العام‪ ،‬وحماية الملك العمومي المستعمل‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وضمان التوصل إل أفضل السبل الستخدامه‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أنه هو ذلك االستعمال المشترك أو الجماعي‪ ،‬الذي يمارسه الجمهور على‬
‫الطريق العام‪ ،‬وهو يخض لثالث مبادئ هي قاعدة الحرية وقاعدة المجانية وقاعدة المساواة‪ ،‬وبالتالي‬
‫هذا ما يرتكز عليه هذا االستعمال والذي سنحاول توضيحه من خالل ثالث فروع‪.‬‬

‫قاعدة حرية استعمال الملك العمومي للطرق (الفرع األول) وقاعدة مجانية استعمال الملك العمومي‬
‫للطرق (الفرع الثاني) وقاعدة المساواة في استعمال الملك العمومي للطرق (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قاعدة حرية استعمال الملك العمومي للطرق‬

‫يخضع االستعمال العام لألموال العامة وخاصة الطرق العامة لمبدأ الحرية‪ ،‬حيث يتمتع الكافة بحرية‬
‫التنقل عبر الطرق العامة‪ ،‬ويخول هذا المبدأ للفرد استعمال األمالك بحرية كيفما يشاء ووقت ما يشاء‪،‬‬

‫‪-‬أنظر المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،102/40‬المؤرخ في‪ ،0944/40/41‬يحدد شروط و كيفيات إدارة‬ ‫‪1‬‬

‫وتسيير األمالك العمومية الخاصة التابعة للدولة‪ ،‬ج ر ع ‪ ،12‬سنة ‪.0940‬‬

‫‪ -2‬أنددس محمددد قاسددم جعفددر‪ ،‬النظريددة العامددة ألمددالك اإلدارة واألشددغال العموميددة‪ ،‬ديدوان المطبوعددات الجامعيددة‪ ،‬الج ازئددر‪،‬‬
‫طبعة ‪ ،4000‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬إلياس السالمي‪ ،‬الطريق العام في التشريع التونسي‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬العدد ‪ 90‬سنة ‪ ،0991‬ص ‪.000‬‬

‫‪19‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مادام هذا االستعمال يتفق مع الغرض المخصص له المرفق‪ ،‬ويعد هذا المبدأ مظهر من مظاهر‬
‫‪1‬‬
‫الحريات العامة التي كفلتها الدساتير واالتفاقيات الدولية‪ ،‬والقوانين الداخلية لكل دولة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مضمون قاعدة حرية استعمال المالك العمومي للطرق‪:‬‬
‫تتعلق هذه القاعدة بممارسة حرية عامة أساسية‪ ،‬فال يمكن الحد منها بصفة مطلقة‪ ،‬غير أنه ال‬
‫يمكن لإلدارة تنظيم استعمال هذه األموال واتخاذ التدابير واإلجراءات الكفيلة للمحافظة عليها بهدف‬
‫حماية المستعملين والنظام العام‪ ،‬وال ينبغي اعتبار ذلك من قبيل األعمال التي تمس أو تمنع هذه‬
‫الحرية‪ ،‬وانما هي تنظيم لها كي ال تلحق ضرر بحرية اآلخرين‪ ،‬ويترتب على ذلك مجموعة من النتائج‬
‫تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬عدم جواز منع االستعمال العام أو إخضاعه لترخيص قبلي‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز لإلدارة أن تتخذ في مجال الطرق العامة ق اررات إدارية محلها المنع العام والقطعي‬
‫اتجاه الراجلين أو السيارات‪ ،‬ولكن ق ارراتها التي تهدف إلى تحقيق أمن المرور وسهولته تعتبر مشروعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة على قاعدة حرية االستعمال في مجال الطرق العمومية‪:‬‬

‫تقتضي حرية استعمال الطرق العمومية عدم شرعية الموانع العامة أو القطعية التي تقام ضد الراجلين‪،‬‬
‫والمستعملين اآلخرين الراكبين عن أن الموانع النسبية التي تتخذ بسبب خصائص بعض الطرق لضمان‬
‫أمن المرور وسهولته تكون شرعية‪ ،‬ويمكن للسلطات اإلدارية المخولة قانونا أن تفرض في هذا اإلطار‬
‫بعض التبعات على مستعملي الطرق العمومية في ميدان المرور والتوقف حرصا منها على تحقيق‬
‫‪2‬‬
‫المنفعة العامة‪.‬‬
‫‪ /4‬فيما يتعلق بمرور المركبات‪ :‬تتمثل االستثناءات الواردة على قاعدة الحرية فيما يتعلق بمرور‬
‫المركبات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتخذ عدة إجراءات للحد من حرية سير بعض السيارات ذات الوزن الثقيل‪ ،‬والتي من شأنها‬
‫عرقلة مرور بحيث يمنع المرور على مسلك يقع مباشرة على يسار الطريق يتضمن ثالث مسالك أو‬
‫أكثر ذات اتجاه واحد للمرور‪ ،‬بالنسبة للمركبات نقل األشخاص أو البضائع التي يتجاوز طولها ‪92‬‬

‫‪ -1‬اعمر يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20-21‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 11‬من قانون المرور‪ 41-94‬المعدل والمتمم بالقانون‪ 90-42‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أمتار أو ذات وزن إجمالي مرخص به مع الحمولة يفوق طنين (‪ 90‬طن) كما يمنع عبور بغض‬
‫‪1‬‬
‫مقاطع الطرق الممنوعة للسير أو الجسور ذات الحمولة المحدودة‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن لوزير األشغال العمومية أن يرخص بالمرور لقوافل المركبات ذات المحركات وعتاد‬
‫األشغال العمومية في الطرق السريعة إذا كان األمر يتعلق بواليتين أو أكثر‪ ،‬والوالي المعني بذلك في‬
‫الحاالت األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمنع المرور في أوساط الطرق أو المسالك أو الدروب أو أشرطة الطريق أو األرصفة أو‬
‫حواف الطرق المخصصة لمرور مركبات النقل الجماعي وغيرها من المركبات المرخص لها بذلك‬
‫خصيصا‪ ،‬وهذا ويمنع المرور في بعض خطوط السير بالنسبة لبعض أصناف المركبات والمركبات‬
‫‪2‬‬
‫التي تقوم ببعض أنواع النقل‪.‬‬

‫‪ /0‬فيما يتعلق بوقوف السيارات‪ :‬تتمثل االستثناءات الواردة على قاعدة الحرية المتعلقة بوقوف‬
‫السيارات فيما يلي‪:‬‬

‫ال يستفيد من نفس الحماية القانونية التي يستفيد منها السير العمومي‪ ،‬حيث يمنع وقوف‬
‫السيارات بدون ضرورة على الطرق العمومية‪ ،‬ويتغير نظام الوقوف حسب نوعية الطريق التي يكون‬
‫ممنوعا إال في حاالت الضرورة القصوى بالنسبة للطرق السيارة‪ ،‬وذلك يرجع لنوعية هذه الطرق‬
‫وتخصيصها المتميز(السير السريع)وهذا ما نص عليه المشرع في قانون المرور‪ ،‬بحيث يمنع التوقف‬
‫بدون ضرورة على شريط التوقف بدون ضرورة على شريط التوقف اإلستعجالي للطريق السيار أو‬
‫الطريق السريع‪ ،‬فسلطات الشرطة اإلدارية المحلية ترجع لها كامل الصالحيات في وضع أنظمة محلية‬
‫للسير‪ ،‬وتهدف إلى التقليص من حرية الوقوف بسبب صعوباته ومساوئه داخل المدن‪ ،‬إذ تمنع الوقوف‬
‫‪3‬‬
‫في بعض األماكن وعلى بعض السيارات وفي بعض األوقات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قاعدة مجانية استعمال الملك العمومي للطرق‪:‬‬

‫إن حرية استعمال الملك العمومي تؤدي مبدئيا إلى المجانية‪ ،‬وذلك لالرتباط بين مبدأ المجانية‬
‫والحرية في استعمال الملك العمومي‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في فقرتين األولى سنتناول فيها مضمون هذه‬
‫القاعدة والثانية االستثناءات الواردة عليها في مجال الطرق العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 01/00‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 20‬من قانون المرور ‪ 41-94‬المعدل والمتمم بالقانون ‪.90-42‬‬


‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 11‬من نفس القانون السابق الذكر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬مضمون قاعدة مجانية استعمال الملك العمومي للطرق‪ :‬يقتضي مبدأ مجانية استعمال‬
‫األمالك العمومية المخصصة الستعمال الجميع لدفع أتاوى‪ ،‬ماعدا الحاالت المنصوص عليها قانونا‪،‬‬
‫ومن خالل ما سبق يتضح لنا أنه نظ ار للتصور الذي أصبحت تحتله عناصر الملك العمومي للطرق‪،‬‬
‫باعتبارها ذات قيمة اقتصادية‪ ،‬يجب استغاللها لتحقيق غايات اقتصادية‪ ،‬وبالتالي الخروج عن مبدأ‬
‫المجانية‪ ،‬فإذا كان هذا المبدأ هو القاعدة فهو ال يتعارض مع تحمل األشخاص الذين يستعملونه‬
‫استعماال غير عادي رسوما خاصة تبررها المنفعة العمومية أو الضرر الذي يتسبب فيه المستعمل‬
‫‪1‬‬
‫للملك العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة على قاعدة مجانية االستعمال في مجال الطرق العمومية‪:‬‬
‫إن االستثناءات الواردة على قاعدة المجانية في استعمال الطرق العمومية تهم بعض أنواع العربات‬
‫ذات الوزن الثقيل التي تسبب أضرار بالمنشآت الطرقية‪.‬‬

‫‪/4‬فيما يخص تعريفات المرور‪ :‬تتمثل االستثناءات الواردة على قاعدة مجانية المتعلقة بتعريفات‬
‫المرور فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إن بعض مرافق األمالك العمومية داخل التجمعات السكنية يمكن أن تهيئها السلطات اإلدارية‬
‫المختصة تهيئة خاصة فتجعل منها حظائر لوقوف السيارات بمقابل ويجب أال يمس إنشاء هذه‬
‫‪2‬‬
‫الحظائر حق المجاورين في الدخول‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز فرض المقابل إذا كانت مدة وقوف السيارات تتجاوز االستعمال المادي للمال العام‪.‬‬
‫‪ -‬تخضع العربات التي تستجيب لتعريف النقل االستثنائي‪ ،‬والتي قد تلحق بالمنشآت الكبرى‬
‫إتالفا أو تآكال غير طبيعي لتعريفات خاصة‪ ،‬تحدد باالشتراكات بين مانح االمتياز وصاحب االمتياز‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويحدد صاحب االمتياز أو يقترح جدول التعريفات حسب أنواع العربات‪.‬‬

‫‪ /0‬فيما يخص أتاوى المرور‪ :‬طبقا لقانون المالية التكميلي لسنة ‪ 0990‬تحدد األتاوى السنوية‬
‫المذكورة في المادتين ‪10‬و‪ 29‬للقانون العام أو الخاص كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للطرق السيارة ‪ 099‬دج‪/‬مل‪.‬‬


‫‪ -‬بالنسبة للطرق الوطنية ‪099‬دج‪/‬مل‪.‬‬

‫‪ -1‬اعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 ،21‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،102/40‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 090/01‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬بالنسبة للطرق الوالئية ‪409‬دج‪/‬مل‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للطرق البلدية ‪499‬دج‪/‬مل‪.‬‬

‫وطبقا لقانون المرور ‪ 94/41‬الوقوف المرخص في المسالك العمومية مجاني غير أنه يمكن‬
‫الجماعات اإلقليمية أن تبادر بإجراءات تجعله مقابل ثمن‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك نجد من بين االستثناءات الواردة على مبدأ المجانية‪ ،‬الضريبة اإلضافية على‬
‫تسجيل السيارات‪ ،‬كما أنه ال تخضع لرسوم المرور سيارات الدرك الوطني واألمن الوطني واإلسعاف‬
‫والحماية المدنية‪ ،‬المعنية للمداولة على الطريق السريع وكذا القوافل العسكرية االستثنائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قاعدة المساواة في استعمال الملك العمومي للطرق‬

‫تعد المبادئ القانونية العامة إذ يضع هذا المبدأ األفراد على قدم المساواة في الحقوق والواجبات‪،‬‬
‫فهو من المبادئ التي نادت بها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وكذلك الدساتير‪ ،‬فنجد في نص‬
‫المادة ‪00‬من القانون ‪94-41‬المؤرخ في ‪ 91‬مارس ‪ 0941‬المتضمن التعديل الدستوري تنص على‪:‬‬
‫"كل المواطنين سواسية أمام القانون وال يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه إلى المولد أو العرق أو‬
‫‪2‬‬
‫الجنس‪."...‬‬

‫إذن تعتبر المساواة الركيزة األساسية التي يقوم عليها كل مجتمع متحضر‪ ،‬وهي قاعدة جاءت‬
‫بها األديان السماوية ونص عليها القانون الدولي والداخلي بعد تضحيات أجيال عديدة‪ ،‬يتساوى الجميع‬
‫في استعمال الملك العمومي المخصص لالستعمال المباشر والجماعي‪ ،‬فقاعدة المساواة في استعمال‬
‫الملك العمومي تجد أساسها القانوني كما سبق وذكرنا سابقا‪ ،‬في ممارسة بعض الحريات العامة‬
‫المعترف بها دستوريا‪.‬‬

‫إال أن هذا يعني عدم وجود استثناءات وتمايزات بين األشخاص فيما يتعلق بالمساواة في‬
‫استعمال الملك العمومي‪ ،‬وذلك الختالف أوجه استعمالهم وتباين وضعياتهم وتوجد هذه التمايزات‬
‫أساسا في استعمال الطرق العمومية‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه من خالل فقرتين األول سنتناول فيه‬
‫مضمون هذه القاعدة والثانية االستثناءات الواردة عليها في مجال الطرق العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 00‬من األمر ‪ 94/90‬المؤرخ في ‪ 00‬يوليو ‪ 0990‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 0990‬ج‬
‫ر عدد ‪ 11‬لسنة ‪.0990‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 00‬من المرسوم ‪ 94-41‬المؤرخ في ‪ 91‬مارس ‪ 0941‬المتضمن التعديل الدستوري الجزائري‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬مضمون قاعدة المساواة في استعمال الملك العمومي للطرقات‪:‬‬

‫تمثل قاعدة المساواة في استعمال األموال العامة من طرف الجميع باعتبار أن هذا المبدأ منبثق‬
‫من قاعدة أخرى‪ ،‬وهي مبدأ تساوي الجميع أمام القانون حيث يخول القانون بموجب قاعدة المساواة حق‬
‫الدخول دون تمييز إلى الطرق العمومية‪.‬‬

‫وهذا ما أكد عليه المشرع الجزائري حيث نص في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 40/102‬على أن االستعمال‬
‫المشترك أو الجماعي لألمالك العمومي المخصصة الستعمال الجمهور استعماال المشترك أو‬
‫الجماعي لألمالك العمومية المخصصة الستعمال الجمهور استعماال مباش ار هو االستعمال الذي يمكن‬
‫أن يقوم به جميع المواطنين حسب الشروط نفسها‪.‬‬

‫وهذا ما نص عليه أيضا قانون المرور حينما قرر أنه ينظم استعمال المسالك العمومية بصفة‬
‫‪1‬‬
‫تحقق تنقال متساويا للمستعملين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة على قاعدة المساواة في استعمال الملك العمومي للطرقات‪:‬‬

‫يتمتع الجميع بالتساوي في حق الدخول للطرق العمومية المفتوحة للجمهور والمخصصة‬


‫الستعمال المباشر مع اشتراط االمتثال للتنظيمات السارية عليهما العمل لحفظ النظام والمحافظة‬
‫عليه‪ 2،‬وتتمثل هذه االستثناءات فيما يلي‪:‬‬

‫‪-4‬تخصيص بعض الممرات لبعض المستعملين‪:‬‬

‫بحيث يمكن تحديد وزن العربات أو الحد أو المنع مؤقتا من السير على بعض مقاطع الطرق أو‬
‫المنشآت المعنية‪ ،‬وهذه التدابير ال تطبق في جميع األوقات واألماكن بل هي تهم فئات تهم فئات من‬
‫المستعملين وأوقات محدودة وأماكن معينة‪ ،‬كما أنه يمكن في بعض األحيان إعداد جزء من الطريق‬
‫العمومي خاص كرصيف أو مسلك من أجل سير محدد‪ ،‬أما للراجلين أو ألصحاب الدراجات‪ ،‬وهذا ما‬
‫نص عليه المادة ‪ 91‬بأنه تحدد أسبقية المرور بالنسبة إلى بعض الطرق أو بعض المستعملين عن‬
‫‪3‬‬
‫طريق التنظيم‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 91‬من القانون ‪ 41-94‬المعدل والمتمم بالقانون‪ 90-42‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102/40‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 91‬من القانون ‪ 41-94‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يمكن للوالة أن ينشئوا داخل التجمعات السكنية وعلى الطريق كثيفة الحركة حواشي لذوق‬
‫األسبقية في المرور لتسهيل حركة وسائل النقل العمومي وتحدد أسبقية المرور بالنسبة إلى بعض‬
‫‪1‬‬
‫الطرق أو بعض المستعملين عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫وقوف السيارات‪ :‬يمكن التمييز فيما يخص التمايز المتعلق بوقوف السيارات بين فئة‬ ‫‪-0‬‬
‫المستعملين وأنواع السيارات‪.‬‬

‫كما تخصص بعض األماكن لوقوف سيارات األجرة سواء تلك التي تربط بين المدن أو تلك التي‬
‫تستعمل داخل المدار الحضاري للجماعة المعنية واألمر الذي يثير االنتباه هو تخصيص بعض‬
‫جوانب الطرق العمومية لوقوف سيارات المرافق العمومية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬يمكن المنع أو الحد من استعمال السيارات السيما الخاصة منها في مساحات محددة‪.‬‬

‫‪ -‬حجز بعض القانون بموجب قاعدة المساواة حق الدخول دون تمييز إلى الطرق العمومية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫أجزاء الطريق العام لوقوف بعض السيارات فقط‪.‬‬

‫‪-‬ال تخضع لرسوم المرور سيارات الدرك الوطني واألمن الوطني واإلسعاف والحماية المدنية‬
‫والقوافل العسكرية االستثنائية على الطريق السريع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االستعمال الخاص للملك العمومي للطرقات‬

‫‪ -4‬إنفراد شخص ما باستعمال جزء من المال العام المخصص لالستعمال الخاص‪.‬‬


‫‪ -0‬استعمال شخص معين أجزاء من المال العام المخصص لالستعمال الخاص‪.‬‬

‫والذي يهم في مجال الطرق العامة هو االستعمال األول الذي ال يتطابق مع الغرض المخصص له‬
‫المال العام ويسمى استعمال غير عادي‪ ،‬ومع ذلك ترخص به اإلدارة إن لم ترى مانعا في ذلك‪ ،‬واذا‬
‫كان االستعمال العام مجانا وبدون ترخيص‪ ،‬فإن االستعمال الخاص للمال العام يكون بمقابل‬
‫وبترخيص من الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬وقد ينتفع شخص ما دون غيره بالمال العام بناءا على قرار‬
‫‪4‬‬
‫إداري‪ ،‬تتخذه السلطة المختصة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102/40‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬أنظر المادة ‪ 41‬من القانون‪ 41-94‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬أعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -4‬أعمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 04‬و‪.00‬‬

‫‪15‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فهذا االستعمال يوقف تماما المبادئ المذكورة سابقا‪ ،‬والتي تحكم االستعمال الجماعي العام‬
‫للطرق العمومية ألن األمر هنا يتعلق باالستعمال الفردي‪ ،‬وكذا مبدأ المساواة ألن هذا االستعمال قلما‬
‫‪1‬‬
‫يكون مجانيا‪.‬‬

‫ومما سبق يتبين لنا أن هذا النوع من االستعمال يكتسي طابع االستثنائية‪ ،‬األمر الذي دفع المشرع إلى‬
‫إيجاد جملة من القيود الواجب إتباعها‪ ،‬من أجل استعمال الطرقات العمومية استعماال خاصا والتي قد‬
‫بينها المشرع الجزائري في ظل القانون ‪ 09-09‬المتعلق باألمالك الوطنية في نص المادتين ‪10‬و‪،11‬‬
‫هذا ما سنوضحه في فرعين‪ ،‬استعمال الطرق العمومية بموجب الترخيص (الفرع األول) واستعمال‬
‫الطرق العمومية بموجب عقد (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استعمال الطرق العمومية بموجب الترخيص‪:‬‬

‫قد ينتفع شخص ما دون غيره بجزء من الملك العمومي للطريق‪ ،‬بناءا على قرار تتخذه السلطة‬
‫المختصة‪ ،‬وبناءا عليه ندرس هذا االستعمال من خالل النموذجين التاليين‪:‬‬

‫‪ -‬رخصة الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬رخصة الوقوف‪.‬‬

‫قبل ذلك البد من معرفة مفهوم التراخيص وأنواع التراخيص‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التراخيص‪ :‬يقصد بالترخيص باإلذن الذي تصدره السلطة المختصة قصد ممارسة‬
‫نشاط معين‪ ،‬ويكتسي هذا اإلذن طابع القرار اإلداري االنفرادي‪.‬‬

‫والذي تعبر إال اإلدارة عن إرادتها الملزمة بما لها من سلطة عامة بمقتضى القوانين‪ ،‬ويكون من نتائجه‬
‫‪2‬‬
‫إنشاء أو تعديل أو إلغاء مركز قانوني محدد‪.‬‬

‫أما فيما يخص التراخيص المتعلقة باستعمال الطرق العمومية استعماال خاصا فقد عرفها المشرع‬
‫الجزائري بأنها عقد إداري‪ ،‬محرر وسليم بصفة غير دائمة قابلة لإللغاء ولمدة محددة وهذا ما يؤكده‬

‫‪ -1‬بوجمعة بوغراوي‪ ،‬القانون اإلداري لألمالك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة‪ ،0940‬ص‪.440‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0992،‬ص‪.40‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مضمون المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-91‬المؤرخ في ‪94‬ديسمبر ‪ 0991‬المتعلق‬


‫‪1‬‬
‫برخصة شبكة الطرق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التراخيص‪ :‬إن الترخيص باستعمال الملك العمومي للطريق يأخذ الصورتين‬
‫التاليتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬رخصة الطريق‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 20‬من المرسوم ‪ 102-40‬المؤرخ في ‪ 41‬ديسمبر‬
‫‪ 0940‬المحدد لشروط وكيفيات إدارة األمالك العامة والخاصة التابعة للدولة على أنها الترخيص بشغل‬
‫قطعة من األمالك العمومية المخصصة الستعمال الجميع شغال خاص مع إقامة مشتمالت في‬
‫‪2‬‬
‫أرضيتها‪.‬‬

‫وقد تناولها المشرع الجزائري بالتحليل في المرسوم التنفيذي ‪ 000-91‬المتعلق برخصة شبكة‬
‫الطرق على أنه‪" :‬تعتبر رخصة شبكة الطرق العقد الذي يرخص بموجبه كل استعمال أو شغل فردي‬
‫أو جماعي ألجزاء من الملك العمومي للطرق والطرق السيارة ويخضع صراحة لرخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫‪ -‬كل تدخل على شبكة الطرق أو شغل لها أو أشغال على مستواها‪.‬‬

‫‪ -‬وضع عتاد أو حصى أو أشياء أخرى على شبكة الطرق بحيث يسبب ذلك عرقل‬
‫للمستعملين‪.‬‬

‫‪ -‬غرس أو قطع األشجار المغروسة داخل الملك العمومي للطرق‪.‬‬

‫‪ -‬وضع دعائم الخطوط الهاتفية أو دعائم توزيع الطاقة الكهربائية‪.‬‬

‫‪ -‬مرور المركبات اآلتية ذات الدواليب الفرشية أو المسطحة على الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬وضع اللوحات اإلشهارية أو أي ترتيب إشهاري آخر‪.‬‬

‫‪ /94‬إجراءات الحصول على رخصة الطريق‪:‬‬

‫تطبيقا لنص المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي ‪ 000-91‬المتعلق برخصة شبكة الطرق الذي‬
‫يحدد مضمون ملف طلب رخصة شبكة الطرق وعليه تكون اإلجراءات على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-91‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 102-40‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تقديم طلب رخصة الطريق يتضمن اسم المستفيد من األشغال وعنوانه مع ذكر مكان‬
‫األشغال بدقة واسم النهج ورقم البناء ووصف مختصر األشغال التي سيتم إنجازها‪ ،‬ثم تكلف اللجنة‬
‫بفحص طلبات هذه الرخصة المرسلة من المجلس الشعبي البلدي خالل ‪ 10‬ساعة من تاريخ إيداع‬
‫‪1‬‬
‫الملف‪.‬‬

‫‪ -‬بعد فحص طلبات رخصة شبكة الطرق والتأكد من أن الشغل المزمع يمكن أن يرخص به‪،‬‬
‫تعد أمانة اللجنة مشروع قرار رخصة الطريق الذي يقدم إلى السلطة المعنية المكلفة بتسيير الملك‬
‫العمومي للطرق‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي ‪ 000-91‬على السلطات المعنية‬
‫وتختلف السلطة المانحة لتراخيص شغل الملك العام للطرق باختالف نوع الطريق العام المراد شغله‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي إذا كان موضوع الطلب الترخيص شغل طريق بلدي‪.‬‬

‫‪ -‬الوالي إذا كان الشغل يخص طريقا والئيا أو جزء من طريق وطني موجود داخل تراب الوالية‪.‬‬

‫‪ -‬وزير األشغال العمومية إذا كان الشغل يخص طريق سيار أو جزء من تراب وطني موجود‬
‫داخل تراب عدة واليات‪.‬‬

‫‪ /90‬حقوق اإلدارة والشاغلين‪ :‬ورد في نص المادة ‪ 11‬من قانون األمالك الوطنية مجموعة من‬
‫الحقوق التي تتمتع بها اإلدارة صاحب رخصة الطريق المرسوم‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 91‬من المرسوم‬
‫‪ 91/000‬المتعلق برخصة شبكة الطرق وهذه الحقوق مفصلة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حق اإلدارة في الحصول على المقابل المالي حسب قانون المالية‪.‬‬

‫‪ -‬حق اإلدارة في إلغاء الرخصة إذا كان الهدف تحقيق المنفعة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬حق مقاضاة اإلدارة إذا كان قرار رفض منح رخصة الطريق يشوبه عيب االستعمال التعسفي‬
‫للسلطة‪.‬‬

‫‪ -‬حق اإلدارة بإلزام الشاغل بالمحافظة على المنشآت المرخص بها‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في طلب تجديد الرخصة متى انقضى أجلها‪.‬‬

‫‪ -1‬مجلددة العلددوم االجتماعيددة واإلنسددانية‪ ،‬مجلددة علميددة ودوريددة محكمددة تصدددرها جامعددة تبسدده‪-‬الج ازئددر‪-‬العدددد‪ ،44‬ج دوان‬
‫‪.0941‬‬

‫‪18‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الحق في الحصول على تعويض إذا كان تغيير القنوات لغرض تجميل الطريق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أيضا للشاغل جملة من الحقوق أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬الحق في الحصول على تعويض في حال ما إذا ألغيت الرخصة بسبب ال يمس الصالح‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ -‬حق طلب الرخصة في الشغل الشخصي للمكان دون غيره‪.‬‬

‫‪ /90‬نهاية رخصة الطريق‪:‬‬

‫تنتهي صالحية رخصة الطريق بسبب الظروف التالي‪:‬‬

‫‪ -‬انتهاء أجل الترخيص الذي منحت له‪.‬‬

‫‪ -‬عدم استعمال الترخيص لمدة ‪ 1‬أشهر‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة وفاة المستفيد‪.‬‬

‫‪ -‬توقف األشغال المرتبطة بالترخيص لمدة شهرين‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة عدم احترام أحد الشروط المحددة في رخصة شبكة الطرق‪.‬‬

‫واذا كان النص القانوني يلزم الشاغل باإلصالح الفوري لجميع األضرار التي لحقت بالطريق‬
‫العمومي أو ملحقاته‪ ،‬سواء من جانب إتالف شبكة الطرق أو من جانب حوادث المرور أو التأثير‬
‫على البيئة‪ ،‬فإن الواقع يثبت عكس ذلك ففي غالب األحيان نجد تخريب في الملك العمومي للطريق‪،‬‬
‫من مختلف الجهات بما فيها المؤسسات والهيئات الموكلة‪.‬‬

‫في األخير يمكن القول أن استغالل الملك العمومي للطرق استعماال خاصا‪ ،‬إنما يكون لغاية‬
‫مخالفة ما هو مخصص أال وهو السير فكان لزاما أن ال يكون أبديا بل مؤقتا قابل للسحب‪ ،‬كما أن‬
‫السلطة المانحة لرخصة الطريق هي نفسها المخول لها سحب الرخصة وكقاعدة عامة السحب ال ينجر‬
‫عنه أي تعويض لصالح المستغل إال إذا أثبت أن السحب غير قانوني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبناءا عليه فإن الحاجة تدعو السلطات العمومية إلى اتخاذ إجراءات الزمة لحد هذه الوضعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Marie Claude ettrait , Claude le petit: gestion du public routier, nouveau guide pratique, édition‬‬
‫‪sofias, 2003.‬‬

‫‪ -2‬حنان ميساوي‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص‪.400‬‬

‫‪19‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬رخصة الوقوف‪ :‬وهي النوع الثاني من الرخص اإلدارية في االستعمال الخاص للملك‬
‫العمومي للطريق‪ ،‬وعرفها المشرع الجزائري ضمن المادة ‪ 24‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102-40‬المؤرخ‬
‫في ‪ 41‬ديسمبر ‪ 0940‬يحدد شروط و كيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية والخاصة التابعة‬
‫للدولة‪" :‬بأنه ذلك الترخيص الذي يخول لصاحبه شغل قطعة من األمالك العامة الستعمال الجميع‬
‫شغال خاصا دون إقامة مشتمالت على أرضيتها وتسلم لمستفيد معين اسميا "‪.‬‬

‫ومفاد ذلك أن هذه الرخصة تمكن صاحبها من الشغل المؤقت لجزء من مال عام مخصص‬
‫الستعمال الجميع‪ ،‬ألن هذا واذا كان النص القانوني يلزم الشاغل باإلصالح الفوري لجميع األضرار‬
‫التي لحقت بالطريق العمومي أو ملحقاته‪ ،‬االستعمال ال يتطلب االتصال الدائم بالملك العمومي‪ ،‬وانما‬
‫مجرد اتصال سطحي بعناصره‪ ،‬بحيث ال يترتب عليه تثبيت المنشآت الشاغرة للملك العمومي بأعماق‬
‫األرض‪ ،‬ودون أن يكون للشخص الحق في تغيير أساس الملك العمومي للطريق المشغول‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك‪ :‬عرض الباعة المتجولين لبضاعتهم وغيرها أو كأن يقوم صاحب مقهى بوضع طاوالت وكراسي‬
‫المقهى على حافة الطريق أو بيع تحف فنية على حافة الطريق‪ ،‬و نجد رخصة الوقوف مصدرها‬
‫التشريعي في نص المادتين ‪00‬و‪ 11‬من قانون األمالك الوطنية لكن لم يخصها بتعريف‪.‬‬

‫وتمنح هذه الرخصة أو ترفض بقرار صادر من السلطة اإلدارية المكلفة بأمن المرور عبر مرفق‬
‫األمالك العمومية المعني‪ ،‬فإذا كان الشغل يتعلق بطريق بلدي سواء وقع داخل تجمع سكاني أو‬
‫خارجه يسلمها رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬كما يسلمها أيضا إذا كان الشغل يتعلق بطريق وطني‬
‫أو والئي داخل التجمعات السكانية‪ ،‬وتعتبر رخصة الوقوف رخصة مؤقتة يجوز لإلدارة إلغاءها في أي‬
‫وقت بدافع الصالح العام مثل رخصة الطريق‪ ،‬تخضع لنفس القواعد القانونية التي تخضع لها رخصة‬
‫‪1‬‬
‫الطريق من حيث حقوق وواجبات المستفيدين وكذلك كيفية انتهائها وسحبها إذا اقتضى األمر‪.‬‬

‫ويالحظ أن رخصة الوقوف ال تتطلب اتصاالت دائما بالملك‪ ،‬فالترخيص بها يشكل خطورة على الملك‬
‫العام‪ ،‬ألن كل خطورة تنحصر في الحد من تخصيص المال العام للنفع العام‪ ،‬على عكس رخصة‬
‫‪2‬‬
‫الطريق التي تتطلب اتصاال دائما بالملك‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد علي أحمد قطب‪ ،‬الموسوعة القانونية واألمنية في حماية المال العام‪ ،‬مصر سنة‪ ،0991‬ص‪.000‬‬

‫‪ -2‬محمد يوسف المعداوي‪ ،‬مذكرات في األموال العامة واألشغال العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ط‪،4000‬ص‪.10‬‬

‫‪81‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي األخير الترخيص الذي يحصل عليه األفراد في الحالتين الستعمال الملك العمومي استعمال‬
‫خاصا هو ترخيص مؤقت يجوز لإلدارة إلغائه في أي وقت بدافع الصالح العام‪ ،‬كما لها أن تقيد منحه‬
‫بشروط يلتزم المنتفعون باحترامها ولهذا في هذا الجانب سلطة تقديرية واسعة‪ ،‬وليس لألشخاص حق‬
‫الطعن في قرار اإلدارة القاضي بإلغاء التراخيص أو المطالبة بالتعويض عن األضرار التي لحقتهم إال‬
‫إذا أثبت المعني سوء استعمال اإلدارة لسلطتها‪.‬‬

‫تحدد رخصة الوقوف ورخصة الطريق الشروط التقنية والمالية للشغل لمدة والعقوبات المطبقة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استعمال الطرق العمومية بموجب عقد‬

‫االستعمال الخاص يتم بموجب قرار إداري‪ ،‬فلإلدارة سلطة رفض أو قبول منح تراخيص الشغل‬
‫مراعية في ذلك األهداف المخصصة لها األمالك العمومية وضمان حمايتها من االستعمال السيئ لها‪،‬‬
‫إال أنه ليس هناك ما يمنع أن تلجأ اإلدارة إلى أسلوب التعاقدي‪ ،‬أين يكون المتعاقد مع اإلدارة في‬
‫مركز أكثر استقرار مقارنة مع صاحب الرخصة‪ ،‬إذ أن التصرف التعاقدي يوفر ضمانات أكثر قوة‬
‫لشاغل الملك العمومي مما يجعله في مركز ممتاز مقارنة مع شاغله بموجب ترخيص‪ ،‬حيث تعهد‬
‫اإلدارة إلى شخص من أشخاص القانون الخاص بأشغال الطريق العام ‪ ،‬وتكون عن طريق الترخيص‬
‫عل أساس عالقة تعاقدية وقد تبنى المشرع الجزائري‪ ،‬هذا النوع من أنواع االنشغاالت لألمالك العامة‬
‫بموجب المادة ‪20‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102/40‬المؤرخ في ‪ 41‬ديسمبر ‪ 0940‬السابق الذكر‪،‬‬
‫وحتى يتسنى شرح هذه الصورة من صور أشغال الطرق العامة يمكن أن نقف عند محطات أساسية‬
‫وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عقد االمتياز‪:‬‬

‫إن القوانين المتعلقة بالبلدية والوالية نصت على أسلوب االمتياز كطريقة استثنائية للتسيير‪ ،‬إال‬
‫أنها لم تعطي تعريف جامع مانع له بل تركت المجال للفقه والقضاء‪.‬‬

‫يقصد بعقد االمتياز االتفاق الذي يجمع اإلدارة المعنية بالملتزم يتعهد بمقتضاه هذا األخير بإدارة‬
‫‪1‬‬
‫مرفق اقتصادي واستغالله مقابل رسوم يتقاضاها من المنتفعين‪.‬‬

‫‪ -1‬عم د ددار بوض د ددياف‪ ،‬عق د ددد االمتي د دداز ف د ددي التشد د دريع الج ازئ د ددري م د ددع تطبيق د ددات المتي د دداز الم ارف د ددق المحلي د ددة‪ ،‬مجل د ددة الفق د دده‬
‫والقانون‪،‬عدد‪،04‬جويلية ‪،0941‬ص‪.92‬‬

‫‪81‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما عرفه البعض اآلخر على أنه اتفاق يكلف بمقتضاه شخص آخر باستغالل مرفق عام مقابل‬
‫‪1‬‬
‫مكافأة محددة بناءا على النتائج المالية الستغالل المرفق‪.‬‬

‫وبالرجوع للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-01‬المؤرخ في ‪40‬سبتمبر ‪ 4001‬المتعلق بمنح امتيازات‬


‫الطرق السريعة حيث جاء في نص مادته األولى منه‪" :‬عمال بأحكام المادتين ‪411‬و‪412‬من األمر‬
‫‪ 02-00‬المؤرخ في ‪09‬ديسمبر ‪ 4000‬المتضمن قانون المالية‪ :‬يخضع إنجاز الطرق السريعة‬
‫وملحقاتها وتسييرها وصيانتها وأشغال تهيئتها أو توسيعها إلى منح امتياز كما ينص عليه هذا المرسوم"‬

‫من خالل التعاريف المذكورة‪ ،‬نرى أن عقد االمتياز اتفاق يبرم بين اإلدارة واألفراد بهدف ممارسة‬
‫شغل غير عادي لقطعة من األمالك العمومية المخصصة لالستعمال الجماعي‪.‬‬

‫ب‪-‬تكوين عقد امتياز الطرق السريعة‪:‬‬

‫يخضع االمتياز كعقد لألحكام العامة والتي تتم بعدة أعمال قانونية حيث تنص المواد‬
‫‪ 91،90،90‬من المرسوم التنفيذي المؤرخ في ‪ 40‬سبتمبر ‪ 4001‬السابق ذكره‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم الطلب‪ :‬ويكون من طرف الشخص المعنوي الخاضع للقانون العام أو الخاص وفق‬
‫‪2‬‬
‫شروط وتعليمات دفتر األعباء النموذجي الملحق بهذا المرسوم (المتعلق بالطرق السريعة)‪.‬‬

‫‪ -‬إبرام العقد‪ :‬بين الوزير المكلف بالطرق السريعة الذي يتصرف لحساب الدولة وصاحب‬
‫‪3‬‬
‫االمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬المصادقة (التصديق)‪ :‬يعود التصديق لمجلس الحكومة بناءا على تقرير مشترك بين الوزراء‬
‫‪4‬‬
‫المكلفين على التوالي‪ :‬بالداخلية والمالية‪ ،‬والطرق السريعة‪ ،‬يصادق على العقد بموجب مرسوم‪.‬‬

‫‪ -‬النشر‪ :‬تنشر اتفاقية منح االمتياز ودفتر األعباء المتعلق بها في الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫‪5‬‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬

‫‪ -1‬فريدة منور‪ ،‬عقود االمتياز في الجزائر‪ ،‬منكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪-0944 ،‬‬
‫‪ ،0940‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 90‬فقرة ‪ 94‬من المرسوم ‪ ،090-01‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 90‬فقرة ‪ 90‬من المرسوم ‪ 090-01‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 90‬نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 91‬نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لذلك فإن إبرام عقد امتياز الطرق السريعة‪ ،‬أي إقرار شروطه والتوقيع عليه ال يجعله نهائيا‪،‬‬
‫فاإلدارة ال تعتبر ملزمة إال بعد التصديق على العقد‪ ،‬أما إذا تم التصديق أعتبر العقد موجودا من تاريخ‬
‫إبرامه ال من تاريخ التصديق عليه أما إذا امتنعت السلطة عن التصديق‪ ،‬فيعتبر العقد وكأن لم يكن‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار صاحب امتياز الطرق السريع‪ :‬القاعدة أن اإلدارة ليست حرة في اختيار المتعاقد‪ ،‬وانما‬
‫عليها إتباع طريقة معينة أهمها وأكثرها تطبيقا طريقة المناقصات وطريقة التعاقد بدون مناقصة‬
‫(التراضي)‪ ،‬ولكن بالنسبة لعقد االمتياز فالتشريعات عادة ال تلزم اإلدارة العامة بإتباع إجراءات‬
‫المناقصة الختيار الملتزم‪ ،‬ألن االعتبار األول في االمتياز يرتبط بالمؤهالت الفنية وباإلمكانيات‬
‫المالية للملتزم‪.‬‬

‫إن هذه المرحلة هي األهم في عقد االمتياز‪ ،‬حيث أن نجاح سير الطريق السريع عن طريق االمتياز‬
‫مرتبط بحسن اختيار الملتزم‪ ،‬لكن المرسوم التنفيذي ‪ 090-01‬السابق ذكره لم يشر إلى طريقة‬
‫االختيار‪ ،‬وترك األمر للسلطة التقديرية لإلدارة مانحة االمتياز التي تعتمد في اختيارها على شخصية‬
‫الملتزم لمنحه االمتياز‪ ،‬وبالتالي يعتبر االمتياز عقد ذو طابع شخصي إلمكان فيه المنافسة الموجودة‬
‫في عقود الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وكانت هذه النقطة هي أحد معايير التفرقة بين عقود االمتياز‪ ،‬وعقود الصفقات العمومية‪1‬في‬
‫هذا الصدد سبق للمشرع الجزائري أن اعتمد طريقة المزايدات إلبرام عقود االمتياز وذلك طبقا للتعليمة‬
‫‪.0.01/010‬‬

‫‪ -‬وثائق االمتياز‪ :‬يشمل عقد االمتياز الطرق السريعة‪ ،‬والذي يجب أن يأخذ شكال كتابيا‪ ،‬على‬
‫العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪ /94‬قائمة الشروط (دفتر أعباء الشروط)‪:‬‬

‫تعد اإلدارة العامة هذه القائمة قبل التعاقد وباالستفادة من القوائم النموذجية الموجودة لمختلف‬
‫أنواع المشروعات‪ ،‬وهكذا تضع بدقة قواعد استغالل الطريق السريع‪ ،‬وحقوق والتزامات كل من‬
‫‪2‬‬
‫الطرفين‪ ،‬وعلى المتعاقد أن يحدد موقفه من هذه الشروط بقبولها أو رفضها‪.‬‬

‫‪ -1‬راضية بن مبارك‪ ،‬التعليق على التعليمة رقم ‪ 010/0.01‬المتعلقة بامتياز المرافق العمومية المحليدة وتأجيرهدا‪ ،‬مدذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير فرع إدارة ومالية‪ ،‬جامعة بن عكنون ‪ ،0990-0994‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-André de laubadère ,traité théorique et pratique des contrats administratifs, librairie générale de‬‬
‫‪droit et de jurisprudence, parie 1956, p368.‬‬

‫‪83‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اشترط المشرع نشر دفتر األعباء النموذجي المتعلق باتفاقية منح امتياز الطريق السريع في‬
‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫إن دفتر الشروط النموذجي الملحق بالمرسوم ‪ 090-01‬يتوفر على فئتين من الشروط‪:‬‬

‫‪ -4‬شروط تتعلق بسير الطريق السريع وتتمثل في مجموع القواعد التقنية لتسيير الطريق السريع‪.‬‬

‫وهذه الشروط توضع من قبل اإلدارة دون تدخل من الملتزم الذي يقبلها دون مناقشته‪.‬‬

‫‪ -0‬شروط تتعلق بالعالقة بين الملتزم والسلطة مانحة االمتياز‪ ،‬ويمكن تحديدها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬موضوع االمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬مدة االمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬بناء الطريق السريع‪.‬‬

‫‪ -‬واجبات صاحب االمتياز وحقوقه‪.‬‬

‫‪ -‬استغالل الطريق السريع‪.‬‬

‫‪ -‬التسعيرة وشروط مراجعتها‪.‬‬

‫‪ -‬شروط انتهاء العقد‪.‬‬

‫‪ -‬منع التنازل على االمتياز دون ترخيص مسبق من اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬مصاريف اإلنشاء الموضوعة على عاتق صاحب االمتياز‪.‬‬

‫المالحظ أن دفتر الشروط ذو طبيعة مختلطة وهو بذلك يضفي على االمتياز الطابع المختلط‪.‬‬

‫‪ -90‬العقد أو االتفاق‪ :‬هو االتفاق الذي يبرم بين الوزير المكلف بالطرق السريعة الذي يتصرف‬
‫لحساب الدولة والشركة أو المؤسسة الملتزمة‪ ،‬طبقا لما ورد في االتفاقية النموذجية الخاصة بمنح‬
‫امتياز الطريق السريع الملحقة بالمرسوم التنفيذي ‪ ،2 090-01‬المذكور أعاله حيث تشكل اتفاقية‬
‫امتياز الطريق السريع الجزء األقصر في االمتياز‪ ،‬فهي موجزة ومختصرة تتضمن المبادئ العامة‪،‬‬
‫والخطوط العريضة التي اتفق عليها طرفي عقد االمتياز (مانح االمتياز وصاحب االمتياز) بصفة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 91‬من المرسوم ‪ 090/01‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬اتفاقية نموذجية خاصة بمنح امتياز الطريق السريع‪ ،‬الملحق األول‪ ،‬المرسوم التنفيذي ‪.090-01‬‬

‫‪84‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دقيقة‪ ،‬وضبط مضمون االتفاق‪ ،‬الذي يتمثل في التزام الدولة بتحويل الطريق السريع أو مقاطع من‬
‫الطريق السريع‪ ،‬واستغالله وصيانته (حسب الحالة)‪ ،‬طبقا لما ينص عليه دفتر الشروط‪.‬‬

‫اشترط المشرع المصادقة على اتفاقية امتياز الطريق السريع بمرسوم يتخذ في مجلس الحكومة‪،‬‬
‫كما اشترط نشرها في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫‪-0‬البد أن يشمل العقد على الشروط واإلجراءات التنفيذية لتطبيقه‪.‬‬

‫ج‪-‬نهاية امتياز الطريق السريع‪:‬‬

‫ينتهي االمتياز بأحد األساليب اآلتية‪:‬‬

‫‪.4‬انتهاء مدة االمتياز‪ :‬االمتياز عقد ولهذا فهو ينتهي بشكل اعتيادي بانتهاء مدة طويلة عادة‪،‬‬
‫تمكن الملتزم من تغطية نفقاته وتحقيق ربح له‪.‬‬

‫وبموجب هذا االنقضاء ال غير‪ ،‬يحل مانح االمتياز محل صاحب في جميع الحقوق وااللتزامات‬
‫المرتبطة باالمتياز‪.‬‬

‫‪ .0‬سقوط حق الملتزم باالمتياز‪:‬‬

‫وهو سبب استثنائي لنهاية االمتياز قبل نهاية المدة المحددة له‪ ،‬ويكون كعقوبة على الملتزم‬
‫نتيجة ألخطائه‪ ،‬وتقصيره في تنفيذ العقد‪ ،‬وال تستطيع اإلدارة أن تفرض هذه العقوبة بنفسها من دون‬
‫اللجوء إلى الجهة القضائية المختصة إال إذا احتفظت لنفسها بهذا الحق في صلب العقد‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 09‬من دفتر األعباء النموذجي الملحق بالمرسوم التنفيذي ‪ ،090-01‬ما‬
‫مفاده أن إقرار السقوط يكون بعد األعذار الغير المتبوع بالتنفيذ بعد تقديم مالحظات صاحب االمتياز‬
‫‪1‬‬
‫خالل مدة شهر من تبليغ اإلعذار له‪.‬‬

‫كما يمكن أن يقرر مانح االمتياز السقوط في حالة استحالة الوفاء بالتزامات بسبب ظروف القوة‬
‫‪2‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -0‬تصفية االمتياز‪ :‬وتجري هذه وفقا لشروط عقد االمتياز‪ ،‬وتحرص اإلدارة على تثبيت هذه الشروط‬
‫‪3‬‬
‫تفصيال في قائمة الشروط التي تلحق بالعقد ويتم التنازل بمقتضى ترخيص يسلمه مانح االمتياز‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 09‬فقرة ‪ 94‬من المرسوم ‪ 090/01‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 09‬فقرة ‪ 90‬نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 00‬من دفتر األعباء النموذجي الملحق بنفس المرسوم السابق الذكر التنفيذي ‪.090-01‬‬

‫‪85‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتقسم أموال االمتياز إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ -‬القسم األول‪ :‬منها يؤول إلى اإلدارة مجانا وبدون مقابل‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الثاني‪ :‬فتأخذه اإلدارة‪ ،‬ولكن بدفع مقابل عنه واذا حصل أي نزاع بشأن التصفية فيعود‬
‫الفصل فيه إلى المحاكم المختصة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬القيود واالرتفاقات الواردة على الملك العمومي للطرقات‬

‫نصت المادة ‪ 121‬من القانون المدني على ما يلي‪ " :‬الملكية هي حق التمتع والتصرف في‬
‫‪1‬‬
‫األشياء‪ ،‬بشرط أال يستعمل استعماال تحرمه القوانين واألنظمة "‪.‬‬

‫وعليه فإن نص المادة المذكور أعاله يبين القاعدة العامة لمشروعية التقييد‪ ،‬وأن حق الملكية‬
‫ليست حقا مطلقا يفعل المالك بملكه ما يحلو له حتى وان كان فيه إض ار ار بمصالح اآلخرين‪ ،‬وانما‬
‫حق مقيد بمراعاة المصلحة العامة والخاصة للغير‪ ،‬فإذا تعارض حق الملكية مع مصلحة عامة فتقدم‬
‫المصلحة العامة على الخاصة للمالك ويعوض على ذلك‪ ،‬ومثال ذلك إذا كان أحد األفراد يمتلك قطعة‬
‫أرض‪ ،‬وللمنفعة العامة يجب أن تكون قطعة األرض هذه طريق عام فتؤخذ منه للمنفعة العامة‬
‫ويعوض عنها ماديا‪ ،‬فالملك العمومي للطرق أقر له المشرع مجموعة من القيود واالرتفاقات تحت‬
‫عنوان المصلحة العامة بمعنى أن الغرض منها هو النفع العام‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار تجدر اإلشارة إلى أن القيود المقررة لفائدة الملك العمومي للطرق مصدرها‬
‫المباشر دائما هو القانون‪ ،‬ويالزمها وصف العمومية والتجريد‪ ،‬بينما حقوق االرتفاق مصدرها فعل‬
‫اإلنسان المادي أو اإلداري‪ ،‬وتالزمه وصف الخصوصية ألنه يتعلق بملكية معنية‪ ،‬وهذا ما يجعل من‬
‫القيود أعباء استثنائية‪ ،‬وعليه وجب علينا التمييز بينهما من حيث األساس ومن حيث اآلثار‪ ،‬فمن‬
‫ناحية األساس فإن أول ما يتبادر إلى ذهن الرجل القانوني هو أن مجال القيود أنها تقرر ما هو ارتباط‬
‫طبيعي بنطاق حق الملكية‪ ،‬أما بالنسبة لحقوق االرتفاق فهي مذكورة في القسم المخصص للحقوق‬
‫المتفرعة عن حق الملكية ويقصد به الخروج للحقوق المتفرعة عن حق الملكية‪ ،‬ويقصد به الخروج عن‬
‫التنظيم العام المألوف الذي تستقيم معه القيود‪ ،‬أما من حيث اآلثار فالتصرفات المنشأة تضع على‬
‫عاتق المتصرف بعض االلتزامات منها ضمان االستحقاق وضمان عدم التعرض‪ ،‬فإذا أمكن‬

‫‪ -1‬أنظددر المددادة‪ 121‬مددن األمددر رقددم ‪ 00/20‬المددؤرخ فددي ‪ 4002/90/01‬المتضددمن القددانون المدددني المعدددل والمددتمم‬
‫بالقانون ‪ ،90-92‬ج ر عدد ‪ 20‬لسنة ‪.4020‬‬

‫‪81‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للمتصرف ضمان خلو العقار المبيع أو المتصرف فيه من حقوق االرتفاق فإنه ال يمكن له أن يضمن‬
‫خلو الشيء من القيود القانونية التي ترد عليه ‪ ،‬بمعنى أن يمكن للبائع ضمان خلو الشيء من القيود‬
‫القانونية التي ترد عليه‪ ،‬بمعنى أن يمكن للبائع ضمان خلو المبيع من حقوق االرتفاق وال يمكن له‬
‫ضمان خلوه من القيود القانونية‪.‬‬

‫ولهذا قمنا بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين ستناول في‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القيود القانونية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االرتفاقات اإلدارية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات‪.‬‬


‫المطلب األ ول‪ :‬القيود القانونية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات‪.‬‬

‫بالرجوع لنص المادة ‪ 109‬من القانون المدني نجدها تنص على ما يلي‪" :‬يجب على المالك أن‬
‫‪1‬‬
‫يراعي في استعمال حقه ما تقضي به التشريعات الجاري بها العمل والمتعلقة بالمصلحة العامة‪"...‬‬

‫وعليه فإن القيود القانونية عموما هي التي فرضها القانون نزوال عند مقتضيات "المصلحة‬
‫العامة " وهي ببساطة تكتسي طابعا خاصا من التجريد والعموم‪ ،‬والقيود القانونية المفروضة لفائدة‬
‫المصلحة العامة ال تفرض وجود عقار مخدوم ذلك أن الغرض منها هو المصلحة العامة‪ ،‬من بين‬
‫هذه القيود نجد القيود المقررة لفائدة الملك العمومي للطرق والمتمثلة في رخصة شبكة الطرق ونزع‬
‫الملكية من أجل المنفعة العامة المتعلقة بالطرق‪ ،‬وهذا ما سنحاول توضيحه من خالل فرعين سنتناول‬
‫في الفرع األول رخصة شبكة الطرق وفي الفرع الثاني نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رخصة شبكة الطرق‬

‫أوال‪ :‬رخصة شبكة الطرق ونطاقها‪:‬‬

‫لقد تطرق المشرع الجزائري في المرسوم التنفيذي ‪ 91/004‬المذكور أعاله إلى تعريف رخصة‬
‫شبكة الطرق ونطاقها أو باألحرى إلى استعماالت رخصة شبكة الطرق وهذا ما سنتناوله في الفقرتين‬
‫اآلتيتين‪:‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 109‬من القانون المدني العدل والمتمم بالقانون ‪ ،90-92‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تعريف رخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫عرفها المشرع الجزائري في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/000‬بأنها‪ ":‬العقد الذي يرخص بموجبه‬
‫‪1‬‬
‫كل استعمال أو شغل فردي أو جماعي ألجزاء من الملك العمومي للطرق والطرق السيارة"‪.‬‬

‫ومن خالل المادة المذكورة أعاله يتضح لنا أن رخصة شبكة الطرق هي عقد إداري محرر‬
‫ومسلم بصفة غير دائمة وقابل لإللغاء لمدة محددة يسمح بشغل و‪/‬أو استعمال جزء من الملك‬
‫العمومي للطرق‪.‬‬

‫ومن خالل تعريف رخصة شبكة الطرق يتضح لنا جملة من الخصائص تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬رخصة غير دائمة‪ :‬وهذا ما نص عليه أيضا نفس المرسوم‪ ،‬بحيث نص على أنه‪ " :‬يمكن‬
‫تجديد رخصة شبكة الطرق عند انقضاء األجل‪ "....‬ومن هنا يستشف أن رخصة شبكة الطرق تسلم‬
‫بصفة غير دائمة‪.‬‬

‫كما أنه نص على أنه يمكن أن تنتهي صالحية رخصة شبكة الطرق في حالة عدم استعمالها ‪1‬‬
‫أشهر‪.‬‬

‫‪ -‬رخصة قابلة لإللغاء‪ :‬حيث " يمكن أن تنتهي صالحية رخصة شبكة الطرق بسبب الظروف‬
‫التالية‪ :‬في حالة توقف األشغال لمدة شهرين‪ ،‬في حالة عدم احترام أحد البنود أو الشروط المحددة‬
‫‪2‬‬
‫بالرخصة"‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار كان من الضروري التمييز بين رخصة شبكة الطرق ورخصة الطريق وذلك من‬
‫خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬رخصة شبكة الطرق نظم المشرع الجزائري األحكام المتعلقة بها في ظل المرسوم التنفيذي والمذكور‬
‫أعاله في حين رخصة الطريق نص عليها في مادة أو مادتين في المرسوم رقم ‪ 40/102‬تحت عنوان‬
‫االستعمال الخاص لألمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬رخصة شبكة الطرق هي عبارة عن عقد إداري يرخص بموجبه كل شغل يتعلق بالملك العمومي‬
‫للطرق‪ ،‬أما رخصة الطريق فهي عبارة عن قرار إداري يرخص بموجبه بشغل مؤقت بجزء من الطريق‬
‫العام بعد تغيير أساسه واقامة مشتمالت عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 91‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000/91‬السابق ذكره‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 41‬من المرسوم التنفيذي السابق الذكر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬رخصة شبكة الطرق تتعلق بكل شخص يستعمل الطريق العمومي‪ ،‬أما رخصة الطريق فهي عبارة‬
‫عن قرار إداري يخص بموجبه بشغل مؤقت بجزء من الطريق العام بعد تغيير أساسه واقامة مشتمالت‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪ -‬رخصة شبكة الطرق تتعلق بكل شخص يستعمل الطريق العمومي أما رخصة الطريق فهي تسلم‬
‫لمستفيد معين‪.‬‬

‫‪ -‬رخصة الطريق من آثارها تغيير أساس الطريق على عكس رخصة شبكة الطرق‪.‬‬

‫‪ /90‬نطاق تطبيق رخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫لقد تطرق المشرع الجزائري إلى نطاق أو استعماالت رخصة شبكة الطرق في الباب الثالث من‬
‫المرسوم التنفيذي المتعلق برخصة شبكة الطرق حيث نص على أنه‪ " :‬يخضع صراحة لرخصة شبكة‬
‫الطرق‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -4‬كل تدخل على شبكة الطرق أو شغل لها أو أشغال على مستواها‪.‬‬

‫‪ -0‬وضع العتاد أو الحصى أو أشياء أخرى على شبكة الطرق بحيث يسبب ذلك عرقلة‬
‫للمستعملين‪.‬‬

‫‪-0‬غرس أو قطع أو قلع األشجار المغروسة داخل مجال الملك العمومي للطرق‪.‬‬

‫‪ -1‬وضع دعائم الخطوط الهاتفية أو دعائم توزيع الطاقة الكهربائية‪.‬‬

‫‪ -0‬عبور المنشآت والقنوات لمختلف الشبكات فوق األرض أوفي باطنها‪.‬‬

‫‪ -1‬مرور المركبات اآللية ذات الدواليب الفرشية أو المسطحة على الطريق‪.‬‬

‫‪ -2‬وضع اللوحات اإلشهارية أو أي ترتيب إشهاري آخر "‪.‬‬

‫‪ /90‬إجراءات والتزامات تسليم رخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫سنحاول التطرق إلى كل إجراءات والتزامات تسليم رخصة شبكة الطرق من خالل فقرتين األولى‬
‫سنتناول فيها إجراءات تسليم رخصة شبكة الطرق‪.‬‬

‫أ‪ /‬إجراءات تسليم رخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي ‪ 000-91‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أشار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/000‬المتعلق برخصة شبكة الطرق إلى وجوب إتباع إجراءات‬
‫معينة من أجل الحصول على رخصة شبكة الطرق‪ ،‬تتمثل هذه اإلجراءات في تقديم طلب من ذوي‬
‫الصفة إلى الجهة المعنية بمنح الرخصة‪ ،‬والتي تقوم بدورها بالتحقيق والدراسة في هذا الطلب وتقرر‬
‫منح الرخصة أوال بناءا مدى توافر الشروط التي يتطلبها القانون بحيث أنه‪:‬‬

‫تنشأ في كل والية لجنة شبكة الطرق يرأسها ممثل الوالي وتتكون من‪:‬‬

‫‪ -‬مدير األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬مدير األمالك الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬مدير النقل‪.‬‬

‫‪ -‬مدير البناء والتعمير‪.‬‬

‫‪ -‬مدير الري‪.‬‬

‫‪-‬مدير الطاقة‪.‬‬

‫‪ -‬مدير الطاقة والمناجم‪.‬‬

‫‪ -‬مدير الثقافة‪.‬‬

‫‪ -‬مدير البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪ -‬مدير التنظيم والشؤون العامة‪.‬‬

‫‪ -‬مفتش البيئة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬رئيس أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنيين‪.‬‬

‫كما يمكن لهذه اللجنة استشارة أي شخص أو إدارة أو مصلحة أو هيئة عامة أو خاصة من‬
‫شأنها مساعدتها في أشغاله‪.‬‬

‫تكلف هذه اللجنة كما سبق القول بفحص ودراسة طلبات رخصة شبكة الطرق‪ ،‬والتأكد من أن‬
‫الشغل المزمع القيام به يمكن أن يرخص به‪ ،‬كما تقوم بتجديد كل الشروط والبنود الخاصة بهذا الشغل‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪ 000/91‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث تتأكد خصوصا من التكفل بمجموع المضايقات أو األخطار التي قد يتعرض لها السكان أو‬
‫‪1‬‬
‫مستعملو الملك العمومي المعني بموجب البنود الخاصة لرخصة شبكة الطرق‪.‬‬

‫وبعد دراسة الطلب من طرف اللجنة تسلم رخصة شبكة الطرق بقرار من السلطة المكلفة تسيير‬
‫الملك العمومي للطرق وهم حسب الحالة‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي فيما يتعلق شغل مبرمج عن الطريق البلدي‪.‬‬

‫‪ -‬الوالي إذا كان الشغل المبرمج يخص طريقا والئيا أو جزءا من طريق وطني موجود داخل‬
‫تراب الوالية‪.‬‬

‫‪ -‬وزير األشغال العمومية إذا كان الشغل المبرمج‪ ،‬يخص طريقا سيا ار أو جزءا من طريق‬
‫‪2‬‬
‫وطني موجود داخل تراب عدة واليات‪.‬‬

‫ب‪ /‬التزامات المستفيد من رخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫تسلم رخصة شبكة الطرق وفق التزامات معينة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تحمل األعباء بدون تعويضات عن العراقيل والنفقات الناتجة عن بعض األشغال المنجزة‬
‫على الملك العمومي‪.‬‬

‫‪ -‬المحافظة على المنشآت المرخص بها في أحسن حالة‪.‬‬

‫‪ -‬إصالح األضرار الالحقة بالملك العمومي‪.‬‬

‫‪ -‬الشغل الشخصي‪.‬‬

‫‪ -‬تسوية األتاوى المحددة بموجب قانون المالية‬


‫‪3‬‬
‫‪ -‬إعادة األمكنة إلى حالتها األصلية عند انتهاء رخصة شبكة الطرق‪.‬‬

‫هذا وقد تتضمن رخصة شبكة الطرق كل التزام آخر السيما المتعلق منها بشروط األمن من أجل‬
‫‪4‬‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 49‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬من المرسوم ‪ 000/91‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 91‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 92‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق االرتفاق المتعلقة برخصة شبكة الطرق‪:‬‬

‫‪ /94‬حقوق االرتفاق المقررة لفائدة الملك العمومي للطرق‪:‬‬

‫تطبق هذه الحقوق على األمالك المحاذية أو المجاورة للطرق العمومية المصنفة ألسباب تتعلق‬
‫بأمن وراحة السير أو وضوح الرؤية‪ ،‬وتطبق خصوصا على مستوى نقاط التقاطع أو المنعطفات أو‬
‫نقاط الخطيرة أو غير المالئمة للمرور‪ ،‬وتتمثل هذه االرتفاقات في‪:‬‬

‫‪ -‬وجود القضاء على األسوار أو تعويضها بالحواجز المشبكة‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب القضاء على األشجار المضايقة‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب تسوية األرض وكل منشأة علوية بنفس مستوى الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬حق السلطة المسيرة للطريق في القيام تسوية المنحدرات والردوم وجميع العوائق الطبيعية‬
‫قصد توفير أحسن الظروف التي تمكن من الرؤية الحسنة‪.‬‬

‫‪ -‬منع إقامة لوحات أو إعالنات إشهارية أو كل ترقب إشهاري بدون ترخيص شبكة الطرق ولو‬
‫‪1‬‬
‫على الممتلكات المجاورة‪.‬‬

‫كما نص المشرع الجزائري على هذه االرتفاقات في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00/01‬المتضمن‬
‫التنظيم المتعلق بالطرق السريعة‪ ،‬حيث أكد على أنه تخضع الملكيات المجاورة للطرق سريعة‬
‫لالرتفاقات المطبقة على الطرق الوطنية واالرتفاقات الخاصة المحددة أدناه‪:‬‬

‫‪ -‬ال تتمتع الملكيات المجاورة للطرق السريعة بحق صب مياه األمطار التي تنسكب عن مجاري‬
‫‪2‬‬
‫السقوف والمياه المستعملة إال عن طريق رخصة الطريق‪.‬‬

‫‪ /90‬حقوق االرتفاق المقررة لفائدة المالك المجاورين للطريق العام‪:‬‬

‫تتمثل هذه الحقوق في‪:‬‬

‫‪ -‬حق الدخول في الليل والنهار‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 40‬من المرسوم ‪ 000/91‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 01/00‬المؤرخ في ‪ ،4000/90/00‬المتضمن التنظيم الخاص بالطرق‬
‫السريعة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،90‬سنة ‪.4000‬‬

‫‪92‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬حق المزارب‪ ،‬حيث يكون إنجاز السياج بانسجام كامل مع البنايات الرئيسية ضمن احترام‬
‫القواعد المعمارية والبناء ويجب إرفاق مشروع السياج مع طلب رخصة البناء‪.‬‬

‫‪ -‬حق الربط بالشبكة الهاتفية وشبكة التزويد بالغاز والكهرباء والماء‪.‬‬

‫كما يخضع كل تدخل أو أشغال بعنوان حقوق االرتفاق لرخصة شبكة الطرق‪ ،‬وكل استعمال‬
‫لرخصة شبكة الطرق أو وضع لوحات إشهارية لغرض آخر غير الغرض الذي سلمت ألجله يعاقب‬
‫‪1‬‬
‫عليه طبقا للتشريع المعمول به‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه هناك استثناءات ترد على رخصة شبكة الطرق حددتها المادة ‪41‬و‬
‫والمادة ‪ 01‬من المرسوم ‪ 91/000‬السابق الذكر والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬كل تدخل على الملك العمومي لشبكة الطريق وكان متسما بالطابع اإلستعجالي لضرورة‬
‫الحفاظ على أمن األشخاص والممتلكات يمكن لإلدارات والهيئات العمومية الشروع في األشغال بغض‬
‫النظر عن األحكام التي نص عليها المرسوم‪.‬‬

‫‪ -‬كما تخضع األشغال التي يباشرها الجيش الوطني الشعبي لهذه األحكام أيضا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬

‫للتطرق إلى أسلوب نزع الملكية كقيد يرد على الملكية العقارية الخاصة لفائدة الملك العمومي‬
‫للطرق يقتضي منا األمر توضيح معنى أسلوب نزع الملكية من أجل المنفعة العامة وبيان إجراءاته‬

‫أوال‪ :‬تعريف نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪:‬‬

‫" يقصد بنزع الملكية للمنفعة العامة حرمان مالك العقار من ملكه جب ار للمنفعة العامة نظير‬
‫‪2‬‬
‫تعويضه مما يناله من ضرر "‪.‬‬

‫أيضا تعرف بأنها إجراء من شأنه حرمان مالك عقار معين من ملكه جب ار لتخصيصه للمنفعة العامة‬
‫‪3‬‬
‫مقابل تعوض عادل‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 04‬من المرسوم ‪ 000/91‬نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬سليمان محمد الطماوي‪( ،‬الوجيز في القانون الجزائر)‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،4020،‬ص‪.110‬‬

‫‪ -3‬أنس محمد قاسم جعفر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪93‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كذلك عرفت المادة الثانية من القانون رقم ‪ 44/04‬المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬
‫بأنها طريقة استثنائية الكتساب أمالك أو حقوق عقارية‪.‬‬

‫تجمع كل التعاريف لنزع الملكية من أجل المنفعة العامة ومقابل تعويض عادل تدفعه الجهة‬
‫لإلدارة قبل اللجوء إلى نزع الملكية للمنفعة العامة من المالك الحقيقي بالعقار ودمجه في نطاق الملكية‬
‫العامة‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة نستنتج الخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ .4‬نزع الملكية طريقة استثنائية‪:‬‬

‫تستمد عملية نزع الملكية طبيعتها من الخطورة التي تشكلها على ملكية األفراد‪ ،‬إذا ما استخدمت‬
‫بدون أي قيد قانوني نتيجة الطابع االستثنائي‪ ،‬وهو منع اإلدارة من اللجوء إلى إجراء نزع الملكية قبل‬
‫محاولة الحصول على األموال المعنية بالوسائل القانونية العادية‪ ،‬وخاصة عن طريق التراضي وذلك‬
‫حماية ألمالك الخواص من التصرفات التعسفية لإلدارة أو إساءة استعمال السلطة‪.‬‬

‫‪ .0‬نزع الملكية طريقة جبرية‪:‬‬

‫يعتمد إجراء نزع الملكية على امتيازات السلطة العامة التي تتمتع بها اإلدارة‪ 1‬بنتيجتها المساس‬
‫بحق الملكية‪-‬لذلك وجب إخضاعها إلى قواعد قانونية يحددها كل من الدستور والقانون‪ ،‬قصد حماية‬
‫األفراد من التصرفات غير الشرعية وسوء استعمال نزع الملكية‪.‬‬

‫‪ .0‬نزع الملكية القصد منها تحقيق المنفعة العامة‪:‬‬

‫ويقصد بذلك‪ ،‬أم األسس القانونية إلجراء نزع الملكية هي إنجاز مشاريع تدخل في نطاق مفهوم‬
‫المنفعة العامة‪ ،‬هذه األخيرة تعتبر فكرة مرنة تختلف من زمن إلى آخر ومن دولة إلى أخرى ‪ ،2‬والدليل‬
‫على ما كان معتب ار نفعا عاما في ظل األمر ‪ 21/10‬يختلف تماما عما هو عليه حسب القانون‬
‫‪ ،04/44‬وعليه فإنه يمنع على اإلدارة أن تستعمل عملية نزع الملكية إلجبار األشخاص على التنازل‬
‫عن أمالكهم لصالح خواص آخرين أو لفائدتها الخاصة مهما كانت األسباب‪.‬‬

‫‪ -1‬عقيلة وناس‪ ،‬النظام القانوني لنزع الملكية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير فدي القدانون اإلداري‪ ،‬كليدة الحقدوق‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،0991،‬ص‪.91‬‬

‫‪ -2‬أحمددد حططدداش‪ ،‬سددلطات القاضددي اإلداري فددي عمليددة نددزع الملكيددة الخاصددة مددن أجددل المنفعددة العامددة‪ ،‬مجلددة الفكددر‬
‫البرلماني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،04‬نوفمبر‪ ،0990‬ص‪.440‬‬

‫‪94‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تتم عملية نزع الملكية مقابل تعويض مسبق ومنصف وعادل‪:‬‬

‫حيث تتجلى إلزامية التعويض في منع اإلدارة من وضع اليد على األموال الخاصة لألفراد إذا لم‬
‫يتم تسديد مبلغ التعويض‪ ،‬أو وضعه لدى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫فالقانون يخضع لمسألة المساس بالملكية بشكل عام ألحكام التشريع الذي يمكنه وحده من حيث‬
‫المبدأ أن يجيز لإلدارة المساس بها بشكل كلي أو جزئي إذا كان الهدف من وراء ذلك تحقيق منفعة‬
‫عامة‪ ،‬على أن يدفع للمنزوعة ملكيته تعويضا مسبقا وعادال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات نزع الملكية من أجل المنفعة العامة المتعلقة بالطرق العمومية‪:‬‬

‫إن عملية نزع الملكية الخاصة كما سبق القول عملية خطيرة إذ أنها تمس بحق من الحقوق‬
‫الهامة والمقدسة التي أحيطت بالعناية والحماية واالحترام‪ ،‬لذلك أوجب المشرع الجزائري خضوع هذه‬
‫العملية لجملة من اإلجراءات التي يجب على اإلدارة إتباعها للوصول إلى نقل الملكية من الذمة المالية‬
‫لصاحبها إلى ذمة نازع الملكية بغية تحقيق المنفعة العامة ‪ ،‬بحيث تدمج األمالك الخاصة بالقطع‬
‫األرضية وأجزاء الملكيات الداخلة في حدود الطريق المزمع انجازها في التصميم ‪ ،‬إذ توقع التصميم‬
‫العام للتصفيف أو أدوات التهيئة والتعمير توسيع الطريق الموجود أو تعديله أو مشروع شق طريق‬
‫‪1‬‬
‫وطني جديد يتطلب وضع اليد على الملكيات المجاورة‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يحتفظ المالك الخواص المعرضة أراضيهم للتصفيف بكامل عقاراتهم‪ ،‬حتى تقتني‬
‫منهم بالتراضي أو تنزع منهم بالتراضي أو تنزع منهم ملكيتها وتدرج مساحة العقارات وأجزائها التي‬
‫مسها التصفيف في الميدان العمومي الخاص بمجال الطرق فور إبرام عقد البيع أو بعد تبليغ قرار نزع‬
‫الملكية‪ ،2‬وتجدر اإلشارة إلى أنه إذا كان باقي العقار بعد التصفيف تبليغ ال يصلح لالستعمال العادي‬
‫حسب المقاييس المعمول بها في ميدان التعمير واإلسكان يمكن للمالك أن يطلب السلطات المعنية نزع‬
‫‪3‬‬
‫ملكية كامل العقار‪.‬‬

‫أما بخصوص إجراءات نزع الملكية من أجل المنعة العامة المتعلقة بالطرق القائمة فهي تختلف‬
‫عن إجراءات نزع الملكية بالنسبة لألمالك األخرى وتتمثل هذه اإلجراءات في‪:‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 09‬فقرة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102/40‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 00‬من نفس المرسوم التنفيذي ‪ 000/91‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 00‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬بالنسبة لعمليات انجاز البنى التحتية ذات المنفعة العامة والبعد الوطني واالستراتيجي بصرح‬
‫بالمنفعة العمومية بمرسوم تنفيذي ويجب أن يبين المرسوم التنفيذي المتضمن التصريح بالمنفعة‬
‫العمومية ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -4‬أهداف نزع الملكية المزمع القيام به‪.‬‬

‫‪ -0‬مساحة األمالك العمومية أو الحقوق العينية العقارية محل نزع الملكية وموقعها‪.‬‬

‫‪ -0‬قوام األشغال المراد الشروع فيها‪.‬‬

‫‪ -1‬توفر االعتمادات التي تغطي عمليات نزع الملكية المزمع القيام بها وايداعها لدى الخزينة‬
‫‪1‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬بمجرد نشر المرسوم التنفيذي (هذا فقط في حالة نزع الملكية من أجل المنفعة الخاصة‬
‫بالطرق) المتضمن التصريح بالمنفعة العمومية في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫يقوم الوالة المعنيون بإعداد قرار الحيازة الفورية من اإلدارة النازعة للملكية لألمالك أو الحقوق العينية‬
‫العقارية‪ ،‬مع مراعاة إيداع مبلغ التعويضات الممنوحة لفائدة األشخاص الطبيعيين أو المعنويين‬
‫‪2‬‬
‫منزوعي الملكية لدى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫‪-‬بعد الحيازة الفورية لألمالك والحقوق العينية العقارية محل نزع الملكية من اإلدارة نازعة‬
‫‪3‬‬
‫الملكية تتم إجراءات التحويل للملكية وفق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬

‫وفي األخير تجدر اإلشارة إلى انه في حالة التخلي عن الطريق العمومي كليا أو جزئيا اثر تغير‬
‫محور الطريق الموجود أو بعد إنشاء طريق جديد يعوضه‪ ،‬يمكن أن يعتري األجزاء المتروكة بسبب‬
‫التصنيف الجديد ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬أن تظل ضمن األمالك العمومية‪.‬‬

‫‪ -0‬أن تعود األمالك الخاصة التابعة للجماعات العمومية األصلية بفك أراضي األساس‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 010/90‬المؤرخ في ‪ 49‬يوليو ‪ 0990‬المعدل والمتمم المرسوم ‪،401/00‬‬
‫يحدد كيفيات تطبيق القانون ‪،44/04‬ج ر عدد‪،10‬لسنة ‪.0990‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 49‬مكرر من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 11‬مكرر من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫‪ -0‬تباع للمالك المجاورين حيث يكون بيعها مسموحا به عمال بحقهم في الشفعة‪.‬‬

‫أما في حالة تقديم طعون أمام العدالة من طرف المنزوع ملكيتهم في مجال التعويض‪ ،‬فهذا ال‬
‫يمكن أن يشكل عائقا لنقل الملكية لفائدة الدولة طبقا ألحكام المادة ‪ 00‬مكرر من القانون رقم ‪04/44‬‬
‫‪2‬‬
‫المتضمن قانون نزع الملكية‪.‬‬

‫وعليه يتبين من خالل ما سبق أن المشرع أعطى الحق لإلدارة نازعة الملكية الحيازة الفورية‬
‫للعقار بالنسبة لهذه العمليات بمجرد نشر المرسوم التنفيذي المتضمن التصريح بالمنفعة العمومية دون‬
‫إتباع اإلجراءات القانونية المرسومة والمتعلقة بقرار قابلية التنازل وقرار المتعلق بنزع الملكية‪ ،‬وبالتالي‬
‫حرمان المالك من الضمانات المخولة له وحرمانه من رفع الدعاوى أمام الجهات القضائية المختصة‪.‬‬

‫كما أنه تتحول الملكية المنزوعة فوريا في العمليات ذات البعد اإلستراتيجي للمستفيد من نزعها بدون‬
‫القيام بإجراءات التسجيل والشهر العقاري المنصوص عليها قانونا‪ ،‬والتي بدونهما ال يترتب األثر‬
‫العيني في الحاالت العادية لنقل الملكية العقارية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬فأول صورة من صور المساس بحق الملكية العقارية الخاصة أنه في هذه العمليات تصرح‬
‫اإلدارة بالمنفعة العمومية بمرسوم تنفيذي‪ ،‬إال أنه لم تبين المهلة القصوى إلنجاز نزع الملكية الخاصة‪،‬‬
‫التي ال يجوز أن تفوق ‪ 1‬سنوات في الحاالت مع إمكانية تجديدها مرة واحدة إذا تعلق األمر بعملية‬
‫كبرى ذات منفعة وطنية‪ ،‬فالمالك قد يتضرر في الفترة المتراوحة ما بين التصريح بالمنفعة العمومية‬
‫ونزع ملكيته ألن هذا القرار سيؤدي حتما إلى إنقاص قيمة العقار ويجعل الغير يتهرب من شرائه‪.‬‬

‫‪ -‬أما الصورة الثانية من االعتداء على حق الملكية وهي األهم أنه مجرد نشر المرسوم التنفيذي‬
‫المتضمن التصريح بالمنفعة العمومية في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬‬
‫يقوم الوالة المعنيون بإعداد قرار الحيازة الفورية من اإلدارة نازعة الملكية لألمالك أو الحقوق العينية‬
‫العقارية‪ ،‬مع مراعاة إيداع مبلغ التعويضات الممنوحة لفائدة األشخاص الطبيعيين و‪/‬أو المعنويين‬
‫منزوعي الملكية لدى الخزينة العمومية ومن هذا فإن المشرع منح سلطات وحقوق اإلدارة ورجح حقوقها‬
‫‪3‬‬
‫على حقوق المالك‪ ،‬لهذا يجب الحكم بعدم دستورية والغاء ألنه مساسا بحق الملكية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 01‬من المرسوم ‪ 102/40‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 90‬من المرسوم ‪ 090/90‬المؤرخ في ‪ 92‬يوليو ‪ 0990‬يتمم المرسوم التنفيذي ‪ 401/00‬المؤرخ في‬
‫‪ 02‬يوليو ‪ 4000‬يحدد كيفيات تطبيق القانون رقم ‪ 44-04‬ج ر عدد ‪ 00‬لسنة ‪.0990‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 090/90‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االرتفاقات اإلدارية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرق‪:‬‬

‫نظ ار ألهمية االرتفاقات في الحياة العملية فقد اهتم الفقه ونظم القانون نصوصا تحكمها لما لها‬
‫من تأثير على حق الملكية‪ ،‬حيث تفرض هذه االرتفاقات بعض من القيود وااللتزامات على الملك‬
‫الخاص بغية تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فمن المعروف أن القانون هو الذي ينظم ويضع القواعد التي‬
‫تجبر الناس على احترامها ولو باستعمال السلطة العامة عند االقتضاء‪ ،‬فبسبب خطورتها في حد‬
‫الملكية العقارية الخاصة فهي تنشأ بموجب نص تشريعي وذلك بصدور قرار إداري بهذا الشأن‪.‬‬

‫أنه ثمة تطور من هذه الناحية وهو اللجوء إلى األسلوب التعاقدي من أجل إنشاء االرتفاقات اإلدارية‬
‫تفاديا لإلجراءات اإلدارية المعقدة والطويلة حتما وهو ما تبناه المشرع الجزائري‪ ،‬وتتطلب عملية إنشاء‬
‫االرتفاقات اإلدارية من اإلدارة أن تأخذ على عاتقها جميع إجراءات الشهر واإلعالن على مشروعيتها‬
‫وكذا تبليغه للمعنيين‪.‬‬

‫حيث تختلف االرتفاقات اإلدارية عن االرتفاقات المدنية في كون أن إنشائها ال يتطلب وجود‬
‫عقار مخدوم ‪ ،‬فالعبرة هي وجود العقار المثقل بالخدمة أي وجود قيد على استعمال العقار من طرف‬
‫مالكه عكس االرتفاق المدني لعدم وجود حق عيني أصلي بل ينشأ التزاما عينيا‪ ،‬كما تتميز االرتفاقات‬
‫اإلدارية عن المدنية من حيث الهدف فاألولى تستهدف تحقيق المنفعة العامة في حين تستهدف‬
‫األخرى تحقيق المنفعة الخاصة لمالك العقار المخدوم‪ ،‬ونتيجة لما سبق يختص القاضي اإلداري‬
‫بالنظر في إنشاء االرتفاقات اإلدارية في حين ينعقد االختصاص للقاضي العادي بالنسبة لباقي‬
‫االرتفاقات‪ ،‬وبالنسبة للملك العمومي للطرق فهو يستفيد من مجموعة من االرتفاقات التي تفرض على‬
‫الملكيات الخاصة المجاورة له‪ ،‬ومنها ارتفاق االبتعاد عن الطريق أو عدم البنيان وارتفاق عدم‬
‫التعلية‪1،‬وهو ما سنحاول دراسة في فرعين‪ ،‬ارتفاق االبتعاد عن الطريق(الفرع األول) و ارتفاق عدم‬
‫التعلية(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ارتفاق االبتعاد عن الطريق‬

‫سنحاول من خالل هذا الفرع توضيح معنى ارتفاق االبتعاد عن الطريق والتعرض ألهم القواعد المتعلقة‬
‫به من خالل فقرتين في الفقرة األولى تعريف ارتفاق االبتعاد عن الطريق وفي الثاني قواعد ارتفاق‬
‫االبتعاد عن الطريق‪.‬‬

‫‪ -1‬سماعين شامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.002،000‬‬

‫‪98‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬تعريف ارتفاق االبتعاد عن الطريق‪:‬‬

‫سنعرف االرتفاق بصفة عامة أوال ثم التطرق لحق ارتفاق االبتعاد عن الطريق‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫التطرق للمعنى اللغوي ثم القانوني‪.‬‬

‫‪ -‬التعريف اللغوي‪ :‬هو االتكاء على مرافق اليد (الوسادة أو األريكة)‪ ،‬وهذا ما جاء في قوله تعالى‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫" ويهيئ لكم من أمركم مرفقا"‪.‬‬

‫وقد اتفق الفقه اإلسالمي على تعريف حق االرتفاق بأنه نوع من أنواع الملك الناقص وحق مقرر على‬
‫عقار لفائدة منفعة عامة أو خاصة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد أعطوا أمثلة عن ذلك‪ :‬كارتفاق االبتعاد عن الطريق العام‪ ،‬وارتفاق المرور‪.‬‬

‫‪ -‬التعريف االصطالحي‪ :‬هو حق يجعل حد لمنفعة عقارات المالك المتاخمين للملك العمومي‬
‫للطرق لفائدة هذا األخير‪ ،‬باعتباره يهدف لتحقيق النفع العام وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري أنه‬
‫فيما يتعلق بالملكيات المجاورة للطرق العمومية يترتب ارتفاق إداري يتطلب االبتعاد عن طريق أو عدم‬
‫البناء ويثقل القطع األرضية أو أجزاء العمارات الواقعة بين حدود الطريق الفعلية والتصفيفات التي‬
‫يبينها التصميم‪ ،‬ويترتب على التصفيف المقرر في أدوات التهيئة والتعمير الموافق عليها ارتفاق‬
‫االبتعاد عن الطريق فيما يتعلق بجميع القطع األرضية وأجزاء الملكيات العمومية أو الخاصة المندرجة‬
‫في حدود الطريق المقرر في التصميم‪ ،‬ويتعين على السلطات المختصة أن تتخذ جميع التدابير لهذا‬
‫‪3‬‬
‫الغرض وفقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أن ارتفاق االبتعاد عن الطريق هو قيد يرد على الملكيات المجاورة للملك العمومي‬
‫للطرق‪ ،‬يلزم المالك المعنيين المتاخمين للطريق العام بحظر البناء وضرورة ترك مسافة معينة بين‬
‫الطريق العام والملكيات المجاورة وهذه المسافات محددة في التنظيم والتشريع المعمول به‪ ،‬تحقيقا كما‬
‫سبق القول لغايتين هما حماية المجاورين للطرق العمومية والطريق العمومي بحد ذاته‪.‬‬

‫‪ -1‬محمددد زيدددان‪( ،‬حقددوق االرتفدداق فددي القددانون الج ازئددري)‪ ،‬مددذكرة لنيددل شددهادة الماجسددتير‪ ،‬فددرع العقددود والمسددؤولية‪ ،‬كليددة‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0991/0990،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -2‬أحمد فراج حسين‪( ،‬الملكية ونظرية العقد والشريعة اإلسالمية)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬دون سنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،002/40‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬قواعد ارتفاق االبتعاد عن الطريق‪:‬‬

‫يقصد بقواعد ارتفاق االبتعاد عن الطريق مجموعة النصوص القانونية والتنظيمية التي وضعها‬
‫المشرع الجزائري بهدف تنظيم حدود الطريق والملكيات المجاورة له‪ ،‬وذلك بترك مسافة معينة بين‬
‫الطريق العام واألمالك المجاورة له للمحافظة على الطريق العام وحماية مستعمليه‪ ،‬ومن أجل أمن‬
‫وراحة السير ووضوح الرؤية من جهة ثانية حماية المالك المجاورين له من أخطاره‪ ،‬ولقد نص عليها‬
‫المشرع الجزائري في كل من المرسوم التنفيذي ‪ 04/420‬والمرسوم ‪ 40/102‬وتتمثل هذه القواعد في‪:‬‬

‫‪ /94‬بالنسبة للبنايات المخصصة للسكن‪:‬‬

‫ال يمكن منح رخصة بناء بناية تخصص للسكن إذا كان بعدها يقل عما يأتي‪:‬‬

‫‪ 09 -‬م من كال جانبي الطريق السريع‪.‬‬

‫‪ 09 -‬م من كال جانبي الطرق المسجلة في قائمة تحدد بمرسوم صادر من الوزير المكلف‬
‫باألشغال العمومية بالنسبة للطرق الوطنية أو بناءا على تقرير مشترك بين وزير األشغال العمومية‬
‫‪1‬‬
‫والوزير المكلف بالجماعات المحلية بالنسبة للطرق األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز إقامة أي بناية على بعد يقل عن ‪ 1‬أمتار من محور الطريق بالنسبة للطرق التي‬
‫ليس لها مخطط تصفيف مصادق عليه ماعدا إذا كان األمر يعني تجزئة مجموعة سكنات تمت‬
‫‪2‬‬
‫الموافقة عليها‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه المسافات المذكورة أعاله تقاس أفقيا‪.‬‬

‫‪ /90‬بالنسبة للبنايات الغير مخصصة للسكن‪:‬‬

‫ال يمكن منح رخصة بناء بناية غير مخصصة للسكن إذا كان بعدها يقل عن‪:‬‬

‫‪ 19 -‬م من كال جانبي الطريق السريع‪.‬‬

‫‪ 00 -‬م بالنسبة للطرق األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن مخالفة قواعد االبتعاد عن الطريق إذا كانت البناية مرتبطة مباشرة بمصلحة أو‬
‫‪3‬‬
‫باستعمال خاص بالطريق السيما إذا كان األمر يتعلق بمركز لتوزيع الوقود‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 49‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،420/04‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 44‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪49‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعموما فإنه يمنع البناء على المساحات العارية أو المبنية المندرجة في محيط تصفيف الطريق‬
‫غير أن أشغال تسيير األراضي والمباني الموجودة وصيانتها ودعمها‪.‬‬

‫يمكن أن تنجز بعد أن تأذن اإلدارة بذلك صراحة وذلك بناءا على طلب يقدمه المعنيون ويسلم‬
‫حسب الشروط واألشكال المنصوص عليها في القوانين والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد ارتفاق عدم التعلية‪:‬‬

‫يقصد بهذه القواعد مجموعة النصوص القانونية والتنظيمية التي وضعها المشرع الجزائري كقيد على‬
‫المساحات العقارية أو المبنية بهدف منع رفع وتعلية البنايات المجاورة للملك العمومي للطرق وتتمثل‬
‫هذه القواعد فيما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬يمنع البناء ورفعه على المساحات العقارية أو المبنية المندرجة في محيط تصريف الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬عند بناء عمارة على حافة الطريق العمومي فإن علوها ال يمكن أن يتعدى المسافة المحسوبة‬
‫أفقيا بين كل نقطة منها وبين أقرب نقطة من التصفيف المقابل‪ ،‬وهذا أيضا بالنسبة للطرق الخاصة‬
‫ويمكن السماح بمترين (‪0‬م ) عندما يكون العلو المحسوب‪ ،‬كما هو مبين فيما سبق ويسمح بنفس‬
‫الشيء بالنسبة للجدران والمدخنات وعناصر البناء األخرى المعترف بضرورتها‪ ،‬وعندما يتعلق األمر‬
‫بالطرق المنحدرة فالعلو ال يتعدى ‪ 0‬أمتار (‪0‬م ) ‪ ،‬وعندما تكون المساحة بين طريقتين غير متساويين‬
‫وتقل عن ‪ 40‬م فإن علو البناية المقامة بين الطرفين يحدد الطريق األكثر عرضا أو المستوى األكثر‬
‫‪2‬‬
‫ارتفاعا بشرط أال يتعدى ‪ 1‬أمتار‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز أن يتعدى ارتفاع السياجات مترين وأربعين ( ‪0،19‬م) طول طرق المرور‪ ،‬والجزء‬
‫المبنى منه يقل عن متر و خمسين (‪4،09‬م) انطالقا من الرصيف وعندما يستعمل السياج كجدار‬
‫‪3‬‬
‫للدعم يمكن السماح بمخالفة الحد األقصى المحدد أعاله‪.‬‬

‫‪ -‬يمنع مد أسالك هوائية طويلة وقنوات باطنية طويلة كيفما كان نوعها داخل نطاق الطريق‬
‫السريع باستثناء التجهيزات الضرورية الستغاللها‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 00‬من المرسوم ‪ 102/40‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ 420/04‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 00‬من نفس المرسوم السابق الذكر‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يمكن لوزير األشغال العمومية أن يرخص بمرور األسالك الهوائية فوق الطريق السريع‬
‫عرضا بشرط أن تكون مطابقة للتنظيم المعمول به‪ ،‬وأال تقام لها أية دعامة في نطاق الطريق السريع‬
‫‪1‬‬
‫وأن تقل أية نقطة منها على ارتفاع ثمانية (‪ )0‬أمتار فوق الطريق‪.‬‬

‫وفي األخير تجدر اإلشارة إلى أنه يتمتع مجاورو الطريق العمومية مقابل االرتفاقات المفروضة‬
‫عليهم لفائدة الطريق بحقوق المتخمين لهذه الطرق حسب الشروط المنصوص عليها في القوانين‬
‫والتنظيمات المعمول بها وتمثل منافع الطريق حقوقا يحميها القانون وترتبط على الخصوص بوضعية‬
‫الملكيات المجاورة للطرق وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬حق النفوذ والدخول والخروج من العقارات المجاورة‪.‬‬

‫‪ -‬حق التوقيف المؤقت لسياراتهم أمام أبواب العمارات وهذا يعني حق التوقيف ال الوقوف‬
‫الطويل‪.‬‬

‫‪ -‬حق النظر والتمتع بضوء النهار من خالل النوافذ المشرفة على الطريق العمومي‪ ،‬وحق‬
‫صرف مياه األمطار أو المياه المستغلة أو االتصال بشبكة المجاري مع اشتراط الحصول على رخصة‬
‫‪2‬‬
‫وفقا للتنظيم المعمول به‪.‬‬

‫‪ -‬نظام التعويضات عن االرتفاقات‪ :‬تنشأ االرتفاقات اإلدارية وتخضع لقواعد محددة تميزها عن‬
‫بقية المؤسسات القانونية الشبيهة لها‪ ،‬ويترتب عليها تعويض في حالة تهديدها واضرارها بالملكية‬
‫العقارية الخاصة‪ ،‬ورغم أن األصل في إنشاء االرتفاقات اإلدارية هو عدم التعويض‪ ،‬أال أن هذا المبدأ‬
‫بدأ يعرف استثناءات في نظر الفقه واالجتهاد‪.‬‬

‫أ‪ -‬القاعدة العامة في نظام التعويض عن االرتفاقات‪:‬‬

‫نجد أن القوانين فيما يتعلق بإنشاء االرتفاقات حماية وضمانات الحقوق المالك الخواص‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقواعد الموضوعية ومنها قاعدة التعويض العادل والمسبق في حالة نزع الملكية فال‬
‫تجد لها تطبيق عند إنشاء االرتفاقات اإلدارية القاعدة المعتمدة في ذلك هي عدم التعويض‪ ،‬إذ ليس‬
‫هنا نزع الملكية بادل أكثر من ذلك من ذلك هي عدم التعويض‪ ،‬إذ ليس هنا نزع للملكية بل أكثر من‬
‫ذلك هناك قيمة مضافة على القيمة التجارية للعقار إذ أنه مهما كان عبأ التزام االرتفاقات التي تفرض‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي ‪ 01/00‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 102/40‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على المالك المجاورين للملك العمومي للطرق‪ ،‬فإن ذلك األخير يعود بالفائدة على هؤالء المالك وذلك‬
‫‪1‬‬
‫بزيادة تثمين ممتلكاتهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬االستثناء عن نظام التعويض عن االرتفاقات‪:‬‬

‫لقد صار جدال حول مبدأ التعويض عن إنشاء االرتفاقات اإلدارية المقررة لفائدة الملك العمومي‬
‫للطرق إال أن هذا الجدال حسم في األخير وانتهى األمر بقبول مبدأ التعويض في حالة إنشاء‬
‫االرتفاقات اإلدارية على أساس نظرية المخاطر وبصفة عامة أصبح الحكم بالتعويض من عدمه‬
‫يخضع ألحكام الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحالة األولى‪ :‬إذا كان النص القانوني صريحا فيما يتعلق بعدم التعويض فال تعويض على‬
‫إنشاء االرتفاقات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬إذا كان النص القانوني صريحا في الحكم بالتعويض وجب على القاضي‬
‫الحكم لمالك العقار بالتعويض العادل عما لحقه من ضرر‪.‬‬

‫‪ -‬الحالة الثالثة‪ :‬إذا كان النص القانوني يشير إلى تعويض مشروط وجب على القاضي تكييف‬
‫الوقائع والتحقق من الضرر فإذا توفر ذلك حكم بالتعويض‪.‬‬

‫‪ -‬الحالة الرابعة‪ :‬إذا كان النص القانوني صامتا فهنا أصبح االجتهاد القضائي يحكم أكثر‬
‫فأكثر بالتعويض‪ ،‬وذلك خاصة إذا ثبت لديه أن الضرر مباشر أكيد وجسيم‪.‬‬

‫وفي األخير تجدر اإلشارة إلى أن أحكام إنشاء االرتفاقات اإلدارية أصبحت تقترب كثي ار من تلك‬
‫المخصصة لعملية نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتعويض‪ ،‬إال أن‬
‫التعويض على االرتفاقات ال يكون مسبقا بل هو دائما الحقا لذلك‪ ،‬فإننا نرى بهذا الخصوص أنه يكون‬
‫من األفضل أن تتضمن النصوص التي تقضي بمبدأ التعويض القيام بإيداع كفالة بالخزينة قبل إتمام‬
‫إنشاء االرتفاقات فيكون ذلك ضمان للمالك الخواص إلى غاية تقييم التعويض نهائيا‪ ،‬سواء بموجب‬
‫‪2‬‬
‫اتفاق قضائي‪ ،‬أو حكم قضائي حائز لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫‪ -1‬سماعين شامة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.000‬‬


‫‪ -2‬سماعين شامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.000‬‬

‫‪113‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫تم التوصل من خالل هذا الفصل أنه ونظ ار لألهمية الكبيرة التي يتمتع الملك العمومي للطرق في‬
‫جميع الميادين‪ ،‬فإن المشرع أحاط هذا األخير بنظام قانوني الستغالله‪.‬‬

‫فيما يخص المبحث األول والذي خصصناه لتسيير الملك العمومي للطرقات‪ ،‬من خالل هيئات‬
‫مكلفة بتسيير‪ ،‬والمتمثلة في الوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة والمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق‬
‫السريعة‪.‬‬

‫فبالنسبة للوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‪ ،‬ارتأينا أن نعرفها من خالل تحديد نشأتها وذكر‬
‫خصائصها واإلطار القانوني والتنظيمي‪ ،‬من خالل اإلنشاء واإللغاء بالنسبة لإلطار القانوني واألجهزة‬
‫اإلدارية التي تسهر على سيرها بانتظام واستم اررية بالنسبة لإلطار التنظيمي‪.‬‬

‫كذلك بخصوص المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة كسابقتها تم تعريفها‪ ،‬من خالل‬
‫تحديد نشأتها وذكر خصائصها واإلطار القانوني والتنظيمي‪ ،‬اإلنشاء واإللغاء بالنسبة لإلطار القانوني‬
‫واألجهزة اإلدارية بالنسبة لإلطار التنظيمي لضمان سيرها بانتظام‪.‬‬

‫أما بخصوص المبحث الثاني خصصناه الستعمال الملك العمومي للطرقات‪ ،‬واستخلصنا من‬
‫خالله أن هناك استعمال عام ومباشر للملك العمومي للطرقات واستعمال خاص‪ ،‬فالنسبة لالستعمال‬
‫العام والمباشر وجدنا أنه يخضع لثالث مبادئ قاعدة الحرية‪ ،‬قاعدة المجانية‪ ،‬قاعدة المساواة‪ ،‬ويرد‬
‫عن كل مبدأ استثناءات‪ ،‬أما بالنسبة لالستعمال الخاص للملك العمومي للطرقات التي ال يتطابق مع‬
‫الغرض المخصص له المال العام ويسمى استعمال غير عادي يكتسي طابع االستثنائية إذ خصصنا‬
‫فيه استعمالين استعمال بموجب الترخيص واستعمال بموجب عقد‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالستعمال بموجب الترخيص فنذكر فيه رخصتين رخصة الطريق ورخصة الوقوف‪،‬‬
‫فرخصة الطريق هي النوع األول من الرخص اإلدارية في االستعمال الخاص للملك العمومي للطريق‪،‬‬
‫حيث تطرقنا لتعريفها وذكر إجراءات الحصول عليها واإلدارة المكلفة بتسليمها ونهاية صالحية هذه‬
‫الرخصة‪ .‬أما رخصة الوقوف فهي النوع الثاني من الرخص اإلدارية في االستعمال الخاص للملك‬
‫العمومي للطريق كسابقتها قمنا بالتطرق إلى تعريفها وذكر إجراءات الحصول عليها واإلدارة المكلفة‬
‫بتسليمها ونهاية صالحية هذه الرخصة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫النظام القـانوني الستغالل الملك العمومي للطرقـات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبالنسبة لالستعمال بموجب عقد‪ ،‬فنذكر منه عقد االمتياز حيث تطرقنا إلى تعريفه وتكوين عقد‬
‫امتياز الطرق السريعة (تقديم الطلب‪ ،‬المصادقة‪ ،‬النشر‪ ،‬اختيار صاحب امتياز الطرق السريعة)‪ ،‬كذلك‬
‫مانح االمتياز وشروط واجراءات الحصول على االمتياز كذلك نهاية امتياز الطريق السريع‪.‬‬

‫أما بخصوص المبحث الثالث خصصناه للقيود واالرتفاقات الواردة على الملك العمومي‬
‫للطرقات‪ ،‬حيث نخلص إلى أنه تشترك القيود القانونية وحقوق االرتفاقات في معنى الحد من منفعة‬
‫العقار‪ ،‬لكن االختالف يظهر في أن القيود القانونية تمثل الوضع العادي لحق الملكية بينما حقوق‬
‫االرتفاق تمثل قيود خاصة ببعض الملكيات‪.‬‬

‫فبالنسبة للقيود القانونية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات التي فرضها القانون نزوال عند‬
‫مقتضيات المصلحة العامة‪ ،‬حيث ومن بين هذه القيود نجد القيود المقررة لفائدة الملم العمومي للطرق‬
‫المتمثلة في رخصة شبكة الطرق ونزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪.‬‬

‫فبخصوص رخصة شبكة الطرق تطرقنا لتعريفها وذكر خصائصها واجراءات تسليمها والتزامات‬
‫المستفيد من هذه الرخصة‪ ،‬كذلك حقوق االرتفاق المتعلقة برخصة شبكة الطرق سواء لفائدة الملك‬
‫العمومي للطرق أو لفائدة المالك المجاورين للطريق العام‪ ،‬أما بخصوص نزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العامة كسابقتها أيضا تطرقنا لتعريفها وخصائصها واجراءات نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالرتفاقات اإلدارية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات فالملك العمومي للطرق‬
‫يستفيد من مجموعة من االرتفاقات التي تفرض على الملكيات الخاصة المجاورة له ومنها ارتفاق‬
‫االبتعاد عن الطريق أو عدم البنيان وارتفاق عدم التعلية حيث تطرقنا لتعريف ارتفاق االبتعاد عن‬
‫الطريق وقواعده كذلك تطرقنا أيضا إلى قواعد ارتفاق عدم التعلية ونظام التعويضات عن االرتفاقات‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الخاتمــــــــــة‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫في ختام هذه الدراسة التي تم التطرق فيها إلى موضوع النظام القانوني للطرقات في الجزائر‪،‬‬
‫والذي تم من خالله تناول اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات حيث تم التطرق فيه لمفهوم‬
‫الملك العمومي للطرقات وأبرز الخصائص التي يتميز بها هذا النوع من األمالك‪ ،‬وكذا الدور التنموي‬
‫من حيث األهمية في إطار التنمية‪ ،‬أيضا تكوين الملك العمومي للطرقات من خالل عمليات االقتناء‬
‫والتهيئة واإلدماج وتصنيفه من خالل التصنيف اإلداري والوظيفي‪.‬‬

‫كذلك تم التطرق إلى أنواع الحماية المقررة لهذا النوع من الملك المتمثلة في الحماية المدنية‬
‫واإلدارية وأخي ار الحماية الجزائية‪.‬‬

‫أيضا تم تناول من خالل هذا الموضوع النظام القانوني الستغالل الملك العمومي للطرق‪ ،‬الذي‬
‫تطرقنا فيه إلى تسيير الملك العمومي للطرقات‪ ،‬من خالل ذكر الهيئات المكلفة بتسيير هذا الملك‬
‫الوكالة الوطنية لتسيير الطرقات السريعة (أوال) والمؤسسة الجزائرية لتسيير الملك العمومي للطرقات‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫كما أنه هناك قواعد استعمال للملك العمومي للطرقات ويكون االستعمال فيها استعماال عاما‬
‫أساسه تخصيص المال للمنفعة العامة وهو مرتبط بمبدأ المجانية والحرية والمساواة‪ ،‬أو استعماال‬
‫خاصا‪ ،‬والذي يكون بقرار من السلطة المختصة الذي يصدر في شكل رخصة أو عن طريق عقد‬
‫االمتياز والهدف من هذا هو ضمان فرص االستثمار في الملك العمومي للطرق‪.‬‬

‫وفي األخير تم التطرق إلى القيود القانونية واالرتفاقات اإلدارية المقررة لفائدة هذا الملك‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة يمكن تقديم النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬دمج المشرع الجزائري الطرقات كملك عمومي ضمن األمالك الوطنية االصطناعية وحدد‬
‫مفهومها واسبب راجع إلى األهمية التي يحتلها هذا الملك في جميع النواحي فهو ملك ال يتج أز منها‬
‫سواء في القانون أوفي الشريعة على حد سواء‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص الملك العمومي للطرقات للنفع العام وكذا الدور التنموي لهذا األخير والذي تراه‬
‫الدولة محركا قويا لتنمية البالد طالما أنه يسمح بإنعاش اآللة االقتصادية ويسهل تنقالت األفراد‬
‫والسلع‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬المشرع قسم الطرق والوسائل القانونية المتبعة في تكوين واكتساب الملك العمومي للطرقات‬
‫والذي قد يكون اكتسابها تاما أو اكتساب مؤقت (حق االنتفاع) وتكمن هذه الطرق في االقتناء‪ ،‬التهيئة‪،‬‬
‫اإلدماج‪.‬‬
‫‪ -‬غموض النصوص التي تعنى بهذا الملك وقلتها بحيث ال يمكن أن تغطي تفاصيل الموضوع‬
‫بأكمله على غرار باقي الدول التي سنت له تشريعا مستقال ألهميته "قانون الطرقات"‪.‬‬
‫‪ -‬سوء التسيير والتنظيم والتوجيه وضعف الرقابة في مجال الطرق العمومية والدليل على ذلك‬
‫قلة توفير الشروط الالزمة والوسائل لحماية وصيانة هذا الملك والتي توجد في أغلبيتها في حالة ال‬
‫يرثى من جراء اإلهمال في الصيانة‪.‬‬
‫‪ -‬ال جدوى من تقرير حق الملكية إذا لم تكن هناك وسائل وأدوات ناجحة تحميها من االعتداء‬
‫الذي يقع عليها من قبل الغير‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن هناك ارتفاقات إدارية فرضها المشرع على المجاورين للطريق العام (ارتفاقات االبتعاد‬
‫عن الطريق أو عدم البنيان وارتفاق عدم التعلية) تحقيقا لغاية مزدوجة هي حماية الطريق العام من‬
‫جهة وحماية المالك المجاورين من جهة أخرى‪ ،‬هناك أيضا حقوق منحها المشرع الجزائري للمجاورين‬
‫للطرق العمومية يتمتعون بها بحيث تسمح لهم باستعمال هذا الملك على الوجه المعتاد وهي حقوق‬
‫يحميها القانون‪ ،‬كما رتب المشرع الجزائري أيضا على هذه االرتفاقات تعويض في حالة تهديدها‬
‫واضرارها بالملكية الخاصة‪.‬‬

‫ولقد توصلنا بعد هذه الدراسة لعدة توصيات نأمل أن تكون محل عناية وتقدير‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث الحماية‪:‬‬


‫‪ -‬المشرع الجزائري لم يعطي القسط الكافي من الحماية لهذا النوع من األمالك نظ ار ألهميته في‬
‫تحقيق التنمية وأنه من أكثر األمالك استعماال من طرف الجمهور‪ ،‬إذ أنه يشهد العديد من االنتهاكات‬
‫اليومية والمتكررة عليه‪.‬‬
‫‪ -‬فرض عقوبات أشد من أجل تحقيق الردع في مجال االنتهاكات التي تقع على الطريق العام‬
‫وتنفيذها على المخالفين‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث التنظيم والتسيير‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬إعادة تنظيم الطرق وكيفيات احتالل وشغل الطرق بما ال يحرم الجماعات المحلية من الموارد‬
‫المالية التي توفرها هذه النشاطات ومن جهة أخرى أال يعيق استعمال المواطنين من حق استعمال هذا‬
‫الملك المخصص لالستعمال الجماعي عن طريق‬
‫‪ -‬منح رخص لهذا االستعمال وذلك مقابل رسوم معينة تقدر حسب طبيعة النشاط المزاول‬
‫والمساحة المشغولة‪.‬‬
‫‪ -‬فرض على ذوي الملك (البنايات) المجاورة للطريق العمومي مساهمة على شكل رسم أرصفة‬
‫يمكن أن تصل إلى ‪ % 09‬من التكاليف الملتزم بها أثناء إنجاز أو إعادة تجديد هذه األرصفة‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الصيانة‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة شبكة الطرق المتضررة من أشغال الغير‪ ،‬نتيجة األشغال التي يقوم بها الغير(هيئات‬
‫عمومية أو مقولين خواص أو أشخاص آخرين)‪ ،‬على عاتق هؤالء وفي حالة عدم االستطاعة يمكن‬
‫لإلدارة المحلية أن تقوم بإعذار كل مقاولة هيئة أو شخص ألحق ضرر بالطريق العمومي نتيجة أشغال‬
‫تم القيام بها‪ ،‬بإصالح األضرار وفي حالة عدم االمتثال تتولى اإلدارة المحلية(البلدية) القيام بهذه‬
‫األشغال على حساب الجهة التي ألحقت أضرار بشبكة الطرق التي تكون مجبرة على دفع التكاليف‬
‫الناتجة عن ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص وسيلة إنجاز مختصة تسند لها مهمة ترميم وتعبيد الطريق العام على أن تكون‬
‫تكاليف اإلنجاز على عاتق الدواوين العمومية وكل المقاوالت التي لها عالقة مباشرة بهذا المرفق‬
‫(سونلغاز‪ ،‬البريد‪ ،‬مؤسسات عمومية لتوزيع المياه المنزلية والصناعية والتطهير‪ ،‬وغيرها‪.)...‬‬
‫‪ -‬توفير الشروط الالزمة لصيانة الطرقات التي تعرف حالة سيئة في بعض مقاطعها وذلك‬
‫بتفعيل مهمتها بالسهر على الترميم والصيانة وتزويدها بالوسائل والتجهيزات الالزمة عبر الطرق‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام أصحاب بإعادة الطريق إلى حالتها بعد األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الرقابة‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف الرقابة في مجال الطرق العمومية والدليل على ذلك انتشار ظاهرة البنايات بجانب‬
‫الطرق العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬فرض رقابة صارمة وتدعيم دورها عن طريق أجهزة ولجان متخصصة في مجال الطرق‬
‫العمومية‪.‬‬

‫وبهذا نتمنى أن نكون قد وصلنا إلى اإلجابة باإلقناع الكافي عن اإلشكال المطروح في المقدمة‪،‬‬
‫وأرجو أن أكون قد ساهمت ولو بالقسط اليسير في تسليط الضوء على أحد أهم المواضيع التي تشغل‬

‫‪119‬‬
‫الخاتمة‬

‫بال مسيري الجماعات المحلية في بلدنا‪ ،‬وأملي أن يكون إقدامي على تناول هذا الموضوع حاف از‬
‫للباحثين في إعادة تناوله من جميع جوانبه لسد النقائص والفراغات التي ال شك أنني لم أسدها في هذا‬
‫الموضوع المتواضع‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -10‬النصوص الرسمية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدستور الجزائري‪:‬‬

‫‪-94‬القانون رقم‪ 94-41‬المؤرخ في ‪ 01‬جمادى األولى ‪ 4102‬الموافق ل ‪ 91‬مارس ‪ 0941‬يتضمن‬


‫التعديل الدستوري‪.‬‬

‫ب‪ -‬األوامر والقوانين‪:‬‬


‫‪ -94‬األمر ‪ 401-11‬المؤرخ في ‪ 90‬يونيو ‪ ،4011‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‬
‫بالقانون ‪ ،90-90‬ج ر ع ‪ 00‬سنة ‪.4011‬‬
‫‪ -90‬األمر ‪ 00-20‬المؤرخ في ‪ 4020/90/01‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر ع‬
‫‪ 20‬سنة ‪.4020‬‬
‫‪ -90‬األمر ‪ 94-90‬المؤرخ في ‪ 00‬يوليو ‪ 0990‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪.0990‬‬
‫‪ -91‬القانون ‪ 94-00‬المؤرخ في ‪ 40‬يناير‪ 4000‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ج ر ع ‪.40‬‬
‫‪ -90‬القانون ‪ 00-09‬المؤرخ في أول جمادى األولى عام ‪ 4144‬الموافق ل‪ 40‬نوفمبر‪4009‬‬
‫يتضمن التوجيه العقاري‪ ،‬ج ر ع ‪.10‬‬
‫‪ -91‬القانون ‪ 09-09‬المؤرخ في‪ 94‬ديسمبر‪ 4009‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬ج ر ع ‪00‬‬
‫لسنة ‪.4009‬‬
‫‪ -92‬القانون ‪ 44-04‬المؤرخ في‪ 02‬أفريل‪ 4004‬يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العمومية‪ ،‬ج رع ‪.04‬‬
‫‪ -90‬القانون‪ 41-94‬المؤرخ في ‪ 00‬جمادى األول عام ‪ 4100‬الموافق ل ‪ 40‬غشت ‪ 0994‬يتعلق‬
‫بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها ج ر ع ‪ 11‬سنة‪.0994‬‬
‫‪ -90‬القانون ‪ 49-44‬المؤرخ في ‪ 09‬رجب عام ‪ 4100‬الموافق ل ‪ 00‬يونيو‪ 0944‬المتضمن قانون‬
‫البلدية‪ ,‬ج ر ع ‪.02‬‬
‫‪ -49‬القانون ‪ 92-40‬المؤرخ في ‪ 00‬ربيع األول عام ‪ 4100‬الموافق ل ‪ 04‬فبراير ‪ 0940‬المتضمن‬
‫قانون الوالية‪ ،‬ج ر ع ‪.40‬‬
‫‪ -44‬القانون ‪ 90-42‬المؤرخ في جمادى األولى عام ‪ 4100‬الموافق ل ‪ 41‬فبراير سنة ‪0942‬‬
‫المعدل والمتمم للقانون ‪.41-94‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫ج‪ -‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ -94‬المرسوم التنفيذي ‪ 01/00‬المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،4000‬المتضمن التنظيم الخاص بالطرق‬


‫السريعة‪ ،‬ج ر ع ‪ 00‬سنة ‪.4004‬‬

‫‪ -90‬المرسوم التنفيذي ‪ 420/04‬المؤرخ في ‪ ،4004/90/00‬يحدد القواعد العامة للتهيئة والتعمير‬


‫والبناء‪ ،‬ج ر ع ‪.01‬‬

‫‪ -90‬المرسوم التنفيذي ‪ 100/04‬المؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر‪ ،4004‬المتعلق بجرد األمالك الوطنية‪.‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التنفيذي ‪ 090/00‬المؤرخ في ‪ 92‬يوليو ‪ ،4000‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للطرق‬


‫السريعة ج ر ع ‪.14‬‬

‫‪ -90‬المرسوم التنفيذي ‪ 090/01‬المؤرخ في ‪ 92‬يوليو ‪،4001‬المتعلق بمنح إمتيازات الطرق‬


‫السريعة‪ ،‬ج ر ع ‪.11‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التنفيذي ‪ 019/00‬المؤرخ في ‪ 02‬أكتوبر‪ ،4000‬يتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية‬


‫والعسكرية للدولة‪ ،‬ج ر ع ‪.21‬‬

‫‪ -92‬المرسوم التنفيذي ‪ 000/91‬المؤرخ في‪ 94‬ديسمبر‪ ،0991‬يتعلق برخصة شبكة الطرق‪ ،‬ج ر ع‬
‫‪.20‬‬

‫‪ -90‬المرسوم ‪ 010/90‬المؤرخ في ‪ 49‬يوليو ‪ ،0990‬المتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 401/00‬المؤرخ في‬


‫‪ 02‬يوليو‪ ،4000‬يحدد كيفيات تطبيق القانون ‪ 44/04‬المؤرخ في ‪ 02‬أفريل‪ 4004‬يحدد القواعد‬
‫المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة العمومية‪ ،‬ج ر ع ‪.10‬‬

‫‪ -90‬المرسوم التنفيذي ‪ 010/90‬المؤرخ في ‪ 49‬يوليو ‪ ،0990‬يتضمن تعديل القانون األساسي‬


‫للوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬ج ر ع ‪.10‬‬

‫‪ -49‬المرسوم التنفيذي ‪ 009/90‬المؤرخ في ‪ 49‬يوليو ‪ ،0990‬يتضمن إنشاء المؤسسة الجزائرية‬


‫لتسيير الطرق السريعة والطرق السريعة للسيارات‪ ،‬ج ر ع ‪.10‬‬

‫‪ -44‬المرسوم التنفيذي ‪ 090/90‬المؤرخ في‪ 92‬يوليو‪ 0990‬المتمم للمرسوم التنفيذي ‪401/00‬‬


‫المؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ 4000‬يحدد كيفيات تطبيق القانون رقم ‪،44/04‬ج ر ع ‪. 00‬‬

‫‪ -40‬المرسوم التنفيذي ‪ 102/40‬المؤرخ في ‪ 41‬ديسمبر ‪ ،0940‬يحدد شروط وكيفيات إدارة وتسيير‬


‫األمالك العمومية والخاصة التابعة للدولة‪ ،‬ج ر ع ‪.10‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ – 10‬المؤلفات‪:‬‬

‫أ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ – 94‬أنس محمد قاسم جعفر‪ ،‬النظرية العامة ألمالك اإلدارة واألشغال العامة‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫للمطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ‪.4000‬‬

‫‪ – 90‬أحمد محمد جاد‪ ،‬هندسة الطرق الحضرية والخلوية‪ ،‬عالم الكتاب والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫سنة‪.4000‬‬

‫‪ – 90‬أمير عدلي خالد‪ ،‬اكتساب الملكية العقارية بالحيازة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د ط‪.‬‬

‫‪ –04‬أحمد فراج حسين‪ ،‬الملكية ونظرية العقد والشريعة اإلسالمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪.‬‬

‫‪ – 90‬أعمر يحياوي‪ ،‬الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحلية‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬طبعة ‪.0991‬‬

‫‪ – 91‬أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.0990‬‬

‫‪ – 92‬إبراهيم منصور الشحات‪ ،‬حماية المال العام في الشريعة اإلسالمية والقانون‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪.0991‬‬

‫‪ – 90‬بوجمعة بوغراوي‪ ،‬القانون اإلداري لألمالك الوطنية‪ ،‬ط‪ ،4‬الرباط‪ ،‬ط ‪.0940 ،4‬‬

‫‪ – 90‬حمدي باشا وزروقي ليلى‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‬
‫‪.0991‬‬

‫‪ -49‬سماعين شامة‪ ،‬النظام القانوني للتوجيه العقاري‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪.0990‬‬

‫‪ -44‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬جزء ‪ 90‬حق الملكية‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.4012 ،-‬‬

‫‪ -40‬عمار بوضياف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية‪ ،‬ط‪ ،4‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.0992 ،‬‬

‫‪ -40‬عبد اهلل طالب محمد الكندي‪ ،‬النظام القانوني لعقود البوت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.0990‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -41‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري( النظام اإلداري)‪ ،‬جزء ‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.0941‬‬

‫‪ -40‬فريدة زواوي‪ ،‬مدخل لنظرية الحق‪ ،‬دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.0991‬‬

‫‪ -41‬محمد سليمان الطماوي‪( ،‬الوجيز في القانون اإلداري) دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫طبعة ‪. 4020‬‬

‫‪ -42‬محمد يوسف المعداوي‪ ،‬مذكرات في األموال العامة واألشغال العمومية‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.4000 ،‬‬

‫‪ -40‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬المركز القانوني للمال العام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫سنة‪.4001‬‬

‫‪ -40‬محمد فاروق عبد الحميد‪ ،‬التطور المعاصر لنظرية األموال العامة في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪.4000‬‬

‫‪ -09‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ ،‬اإلدارة العامة‪ ،‬نشاطها وأموالها‪ ،‬دار هومة المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.0990 ،‬‬

‫‪ -04‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.0990‬‬

‫‪ -00‬محمد حسنين‪ ،‬عقد البيع في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪.0991 ،0‬‬

‫‪ -00‬محمد علي أحمد قطب‪ ،‬الموسوعة القانونية واألمنية في حماية المال العام‪ ،‬سنة ‪.0991‬‬

‫‪ -01‬نصار جابر جاد‪ ،‬عقود البوت والتطور الحديث لعقد االلتزام‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة ‪.0990‬‬

‫‪ -00‬ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المجدد‪ ،‬سطيف ‪.0949‬‬

‫‪ -01‬يوسف مصطفى الصيام‪ ،‬عبد اهلل بن محمد القرني‪ ،‬سعد بن عبد الرحمان القاضي‪ ،‬تغطية‬

‫مساحية للطرق‪ ،‬دار المجدالوي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،4‬سنة ‪.4000‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫ب‪ -‬باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪01-André de laubadère, librairie générale de droit et de jurisprudence,‬‬
‫‪paris 1956.‬‬
‫‪eme‬‬
‫‪02-Gustave peiser, droit administratif des biens, 18‬‬ ‫‪, édition Dalloz,‬‬
‫‪paris2005.‬‬

‫‪03- la communication de salhi: séminaire national sur le domaine public‬‬


‫‪routier, bordj elkiffen, Alger du 18 au21juin2005.‬‬

‫‪04- Marie Claude ettrait, Claude le petit: gestion du public routier,‬‬


‫‪nouveau guide pratique, édition sofias, paris, 2003.‬‬

‫‪-10‬المجالت‪:‬‬

‫‪ -94‬أحمد حططاش‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في عملية نزع الملكية الخاصة من أجل المنفعة‬
‫العامة‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،04‬نوفمبر‪.0990‬‬

‫‪ -90‬إلياس السالمي‪ ،‬الطريق العام في التشريع التونسي‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬العدد ‪ ،90‬سنة‬
‫‪.0990‬‬

‫‪ -90‬عبد الرسول عبد الرضا‪ ،‬أموا الدولة العامة والخاصة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد ‪،90‬‬
‫يونيو‪.4000‬‬

‫‪ -91‬عمار بوضياف‪ ،‬عقد االمتياز في التشريع الجزائري مع تطبيقات المتياز المرافق المحلية‪،‬‬
‫مجلة الفقه والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،04‬جويلية ‪.0941‬‬

‫‪ -90‬محمد السعيد‪ ،‬النظام القانوني لألمالك العامة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد ‪ ،90‬سنة‪.4000‬‬

‫‪ -91‬ميلود بوخال‪ ،‬قصور التشريع في مجال تخصيص األمالك العامة‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪90‬المغرب‪ ،‬سنة ‪.4001‬‬

‫‪ -92‬مسعود شيهوب‪ ،‬المسؤولية عن انعدام الصيانة العادية وتطبيقاتها في مجال حوادث المرور‪،‬‬
‫المجلة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،90‬سنة‪.4000‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -90‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مجلة علمية ودورية محكمة تصدر عن جامعة تبسة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد‪ ، 44‬جوان ‪.0941‬‬

‫‪ -10‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬رسائل دكتوراه‪:‬‬

‫‪ -94‬حنان ميساوي‪ ،‬آليات حماية األمالك الوطنية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪.0940-0941‬‬

‫ب‪ -‬رسائل ماجستير‪:‬‬

‫‪ -94‬أنيسة سعاد قريشي‪ ،‬النظام القانوني العام لعقد األشغال العامة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0990-0994 ،‬‬

‫‪ -90‬جميلة دوار‪ ،‬النظام القانوني للطرقات في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪،‬‬
‫المركز الجامعي‪ ،‬سوق أهراس‪.0990-0992 ،‬‬

‫‪ -90‬راضية بن مبارك‪ ،‬التعليق على التعليمة رقم‪ 010/0.01‬المتعلقة بامتياز المرافق العمومية‬
‫المحلية وتأجيرها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬جامعة بن عكنون ‪-0994‬‬
‫‪.0940‬‬

‫‪ -91‬رضوان عايلي‪ ،‬إدارة األمالك الوطنية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫‪.‬الجزائر‪0990-0991،‬‬

‫‪ -90‬سمير بوعجناق‪ ،‬التطور المركزي القانوني لألمالك الوطنية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0990-0994‬‬

‫‪ -91‬صنية عيسو‪ ،‬االقتناء كوسيلة لتكوين أمالك الدولة الخاصة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تبسة‪.0940‬‬

‫‪ -92‬عقيلة وناس‪ ،‬النظام القانوني لنزع الملكية للمنفعة العامة في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫‪.‬ماجستير في القانون اإلداري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪0991‬‬

‫‪ -90‬عبد الحفيظ فارة‪ ،‬تسيير وادارة األمالك المحلية‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة الدراسات‬
‫العليا المتخصصة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬سنة ‪.0990-0992‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -90‬فريدة منور‪ ،‬عقود االمتياز في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪،‬‬
‫جامعة بن عكنون ‪.0940-0944‬‬

‫‪ -49‬منصور محاجي‪ ،‬النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة البليدة‪.0994-0999 ،‬‬

‫‪ -44‬محمد بوذريعات‪ ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫‪.‬جامعة الجزائر‪0990-0994 ،‬‬

‫‪ -40‬محمد زيدان‪ ،‬حقوق االرتفاق في القانون لجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع عقود‬
‫‪.‬ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪0991-0990 ،‬‬

‫‪ -40‬نادية بلعموري‪ ،‬أحكام األموال العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫‪.‬الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪0999-4000،‬‬

‫‪ -41‬نادية ضريفي‪ ،‬تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في‬
‫‪.‬الحقوق‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪0990-0992،‬‬

‫‪ -40‬يوسف عبد السالم وعبد العزيز حططاش‪ ،‬حماية األمالك الوطنية في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -10‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪01- http://www.aga.dz.‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪0-4‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪04-0‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني العام للملك العمومي للطرقات‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الملك العمومي للطرقات‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الملك العمومي لغة واصطالحا‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الملك العمومي قانونا للطرقات قانونا‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الملك العمومي للطرقات‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطرقات العمومية من األمالك الوطنية االصطناعية‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ اإلقليمية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مخصصة للنفع العام وقابلة للتغيير‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إمكانية إلغاء تصنيفها‬
‫‪41-40‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية الملك العمومي للطرقات في إطار التنمية‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين وتصنيف الملك العمومي للطرقات‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تكوين الملك العمومي للطرقات‬
‫‪04-41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عملية االقتناء‬
‫‪01-04‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عملية التهيئة‬
‫‪00-02‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عملية اإلدماج‬
‫‪09-00‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف الملك العمومي للطرقات‬
‫‪09-00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التصنيف اإلداري‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التصنيف الوظيفي‬
‫‪04‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية القانونية للملك العمومي للطرقات‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الحماية المدنية للملك العمومي للطرقات‬
‫‪01-00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عدم جواز التصرف في األمالك العمومية الطرقية‬
‫‪02-01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عدم جواز اكتساب أو تملك األمالك العمومية الطرقية‬
‫‪00-01‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عدم جواز الحجز على األمالك العمومية الطرقية‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية اإلدارية للملك العمومي للطرقات‬
‫‪19-00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جرد األمالك الوطنية العمومية‬
‫‪10-19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صيانة األمالك الوطنية العمومية‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية الجزائية للملك العمومي للطرقات‬
‫الفهرس‬
‫‪11-11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الحماية الجزائية في قانون العقوبات‬
‫‪10-11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجزائية في التشريعات الخاصة‬
‫‪04-09‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪490-01‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني الستغالل الملك العمومي للطرقات‬
‫‪00‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تسيير الملك العمومي للطرقات‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪02-00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحديد الوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪00-02‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪10-00‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلطار التنظيمي والقانوني للوكالة الوطنية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحديد المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪10-10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪10-10‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلطار القانوني والتنظيمي للمؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬استعمال الملك العمومي للطرقات‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬االستعمال العام والمباشر للملك العمومي للطرقات‬
‫‪24-10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قاعدة حرية استعمال الملك العمومي للطرقات‬
‫‪20-24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قاعدة مجانية استعمال الملك العمومي للطرقات‬
‫‪20-20‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قاعدة المساواة في استعمال الملك العمومي للطرقات‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االستعمال الخاص للملك العمومي للطرقات‬
‫‪04-21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬استعمال الطرق العمومية بموجب الترخيص‬
‫‪01-04‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬استعمال الطرق العمومية بموجب عقد‬
‫‪01‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬القيود واالرتفاقات الواردة على الملك العمومي للطرقات‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬القيود القانونية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات‬
‫‪00-02‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رخصة شبكة الطرق‬
‫‪02-00‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬
‫‪00-02‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االرتفاقات اإلدارية المقررة لفائدة الملك العمومي للطرقات‬
‫‪494-00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ارتفاق االبتعاد عن الطريق‬
‫‪490-494‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ارتفاق عدم التعلية‬
‫‪490-491‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪449-492‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪440-440‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫الفهرس‬
‫‪404-440‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪400‬‬ ‫خالصة الموضوع‬
Résumé du sujet
Pour résumer le sujet conclut en disant que la propriété
nationale joue un rôle important dans la souveraineté des états,
car il est l'un des piliers et les piliers et le processus de piliers et
de développement, qui comprend tous les biens immobilier qui
est à son tour destiné au bénéfice du public et à travers cette
étude, nous avons aussi essayé de mettre en évidence le système
juridique adopté par le législateur algérien propriété nationale
générale de la route et du système administratif et des
mécanismes de travail ce qui est nécessaire pour assurer le bon
fonctionnement de propriétés et de la sécurité.

You might also like