You are on page 1of 83

‫كلي ـ ـ ـ ـ ـ ـة الحقوق‬

‫التعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائري‬

‫مذكرة مكملة من مقتضيات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫‪ -‬بوزيد سليمة‬ ‫‪ -‬شبيرة شوقي عبد العزيز‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫‪-‬عالق المنور أستاذ مساعد أ جامعة محمد لمين دباغين –سطيف‪2‬‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫‪-‬بوزيد سليمة أستاذ مساعد ب جامعة محمد لمين دباغين –سطيف‪2‬‬

‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد أ جامعة محمد لمين دباغين –سطيف‪2‬‬ ‫‪-‬ذيب زكرياء‬

‫السنة الجامعية ‪2021/2020‬‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ك إِ اَّل ِرج ً‬
‫َاَّل‬ ‫س ْلنَا َق ْبلَ َ‬ ‫﴿ َومَا أَ ْر َ‬
‫الذ ْك ِر إِ ْن ُك ْن ُت ْ‬
‫م ََّل‬ ‫ل ِ‬ ‫ه َ‬‫اسأَ ُلوا أَ ْ‬ ‫م َف ْ‬ ‫حي إِلَ ْي ِه ْ‬
‫ُنو ِ‬
‫ون ﴾‬ ‫م َ‬ ‫تَ ْعلَ ُ‬

‫سورة النحل اآلية ‪48‬‬


‫شكروتقدير‬

‫الحمد هللا الذي أنار لنا درب العلم واملعرفة وأعاننا على أداء هذا الواجب‬

‫ووفقنا إلى انجاز هذا العمل‪.‬‬

‫نتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى كل من ساعدني من قريب أو من بعيد على‬

‫إنجاز هذا العمل وفي تذليل ما واجهته من صعوبات‪ ،‬وأخص بالذكر األستاذة‬

‫املشرفة بوزيد سليمة ملا قدمته لي من توجيهات ونصائح قيمة‬

‫كانت عونا لي في إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫إلى األساتذة األفاضل الذين سننال شرف مناقشتهم لبحثنا هذا‪ ،‬فلهم مني كل‬
‫الشكر والتقدير واالحترام‪.‬‬

‫إلى كل أساتذة كلية الحقوق‬


‫بجامعة محمد لمين دباغين – سطيف‪2‬‬

‫شبيرة شوقي عبد العزيز‬


‫اإلهداء‬
‫أهدي ثمرة هذا العمل املتواضع‪:‬‬

‫إلى منارة العلم واالمام املصطفى إلى سيد الخلق‬

‫رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى هللاا عليه وسلم‪.‬‬

‫إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء إلى من حاكت سعادتي‬

‫بخيوط منسوجة من قلبها إلى "والدتي العزيزة"‬

‫إلى من سعى وشقى ألنعم بالراحة والهناء و لم يبخل‬

‫بش يء من أجل دفعي في طريق النجاح و علمني أن أرتقي‬

‫سلم الحياة بحكمة وصبر إلى "والدي العزيز"‬

‫إلي أخي‪ :‬شكري عبد الباسط‬

‫إلى كل األصدقاء واألحباب و أخص بالذكر‬

‫سمارة توفيق‪ ،‬رفوفي بالل‪ ،‬بخوش عبد النور‬

‫إلى كل من أحمل له في قلبي محبة أو أحمل في ذاكرتي اسما له‬

‫إلى كل ضحايا حوادث املرور‬


‫شبيرة شوقي عبد العزي‬
‫قائمة المختصرات‬

‫المختصرات باللغة العربية‬

‫ج ر‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪.‬‬

‫د ت ن‪ :‬دون تاريخ نشر‪.‬‬

‫ص ص‪ :‬من الصفحة إلى الصفحة‪.‬‬

‫ص‪ :‬صفحة‪.‬‬

‫ط‪ :‬طبعة‪.‬‬

‫د ط‪ :‬دون طبعة‪.‬‬

‫د ص‪ :‬دون صفحة‪.‬‬

‫ع‪ :‬العدد‪.‬‬

‫المختصرات باللغة الفرنسية‬


‫‪P:page.‬‬
‫‪Op.cit: Opus citatum (une locution latine qui signifie ouvrage précédemment‬‬
‫‪cité ).‬‬
‫املقدمة‬
‫املقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر حوادث المرور من بين أعقد وأخطر المشكالت اإلنسانية‪ ،‬االجتماعية‬
‫واالقتصادية التي تواجه المجتمعات الحديثة‪ ،‬حتى أصبحت توصف بإرهاب الطرقات‪،‬‬
‫نتيجة لما تخلفه من خسائر بشرية تتمثل في فقدان األرواح أو الشلل والعجز الجزئي أو‬
‫الكلي‪ ،‬كما ينجم عنها خسائر مادية تتمثل في تدمير وتحطيم المركبات والمعدات‬
‫والمنشآت المادية‪ ،‬باإلضافة إلى ضياع الوقت للسائقين اآلخرين جراء التوقف اإلجباري‬
‫نظ ار لإلزدحام الذي يترتب عن هذه الحوادث‪.‬‬

‫كما تعد حوادث المرور من أهم معوقات التنمية في الوطن العربي‪ ،‬إذ تتكبد الدول‬
‫العربية ما يقارب خمسة وعشرين (‪ )25‬مليار دوالر من الخسائر كل عام‪ ،‬إذ تشير أرقام‬
‫المنظمة العربية للسالمة المرورية إلى أن حوادث المرور في العالم العربي تخلف سنويا‬
‫أربعين ألف (‪ )40.000‬قتيل‪ %85 ،‬منها ناتجة عن أخطاء بشرية‪ ،‬وأن سلوكيات‬
‫السائقين مسؤولة عنها بنسبة ‪ ،%73‬ويقع ‪ %4‬منها على عاتق األحوال الجوية السيئة‪،‬‬
‫ونسبة ‪%2‬إلى ‪%7‬مرجعها سوء حالة الطرقات وعدم سالمتها وطريقة تصميمها وإنارتها‪،‬‬
‫وللهاتف المحمول نصيب يبلغ ‪ 6 %‬نتيجة استعماله أثناء القيادة‪.‬‬

‫أمام هذه األرقام المهولة كان على الدول أن تتحرك وهذا بسن قوانين وتنظيمات‬
‫خاصة للحد من المشاهد الدامية التي تشهدها الطرقات كل يوم‪ ،‬وقد قامت الجزائر على‬
‫غرار باقي الدول بوضع قوانين ردعية وقائية‪ ،‬الهدف منها تجنب وقوع مثل هذه الحوادث‪،‬‬
‫كقانون المرور‪ ،‬والمراسيم المتضمنة تنظيم حركة المرور عبر الطرقات‪ ،‬إال أن اآلثار‬
‫المترتبة على تطبيق هذه القوانين يبقى غير كافي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بمحو آثار الحادث‪،‬‬
‫وما يخلف للضحايا من أضرار مادية وخاصة جسدية‪ ،‬لهذا كان ال بد من فرض نظام‬
‫قانوني يؤدي إلى تعويض وجبر المتضررين من حوادث المرور‪ ،‬وبالفعل فقد سارع‬
‫المشرع الجزائري بتطبيق هذا النظام من خالل إصدار األمر‪ 15-74‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫جانفي ‪ 1974‬المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار‪،‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون ‪ 31-88‬المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪.1988‬‬

‫‪1‬‬
‫املقدمة‬

‫‪1‬ـ أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تتمثل أهمية الموضوع في التكلفة المادية والبشرية الكبيرة التي تخلفها حوادث المرور‪،‬‬
‫بما تشكله من ضغط اجتماعي واقتصادي على المجتمع‪ ،‬جعلتنا نحاول وضع هذا‬
‫الموضوع في الميزان‪ ،‬من خالل إلقاء نظرة على النظام القانوني الذي يقوم عليه‬
‫التعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائري‪ ،‬وذلك من خالل معرفة األساس‬
‫القانوني الذي يقوم عليه‪ ،‬إضافة إلى التعويضات التي يقرها المشرع لصالح ضحايا‬
‫حوادث المرور‪ ،‬ومدى كفاية وجدية هذه التعويضات الممنوحة في محو آثار الحادث‪ ،‬مع‬
‫بيان آليات وطرق الحصول على هذه التعويضات‪.‬‬

‫‪2‬ـ أهداف الموضوع‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة الى‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬توضيح آ ليات استيفاء التعويض عن االضرار المادية والجسمانية الناتجة عن حوادث‬
‫المرور وتقديرها‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مدى مساهمة التعويض عن حوادث المرور في التخفيف من آثار حوادث‬
‫المرور‪.‬‬

‫‪3‬ـ أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫يرجع اختيارنا لهذا الموضوع ألسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪ ،‬وتتمثل األسباب‬
‫الذاتية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الميول الشخصية لدراسة المسائل والقضايا المرتبطة بمجال الحوادث التي يندرج‬
‫ضمنها بطبيعة الحال موضوع التعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستفادة من الموضوع في الحياة العملية من خالل االطالع على نظام وطرق‬
‫التعويض عن حوادث المرور‪.‬‬
‫‪-‬أما األسباب الموضوعية‪ ،‬فنوجزها من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة‬

‫‪ -‬قلة الدراسات القانونية التي تعرضت لهذا الموضوع بشكل مباشر‪.‬‬

‫‪ -‬خصوصية الموضوع وأهميته على المستوى النظري والتطبيقي‪ ،‬الرتباطه بأخطر‬


‫معضالت العصر الحالي أال وهي الحوادث المرورية‪.‬‬

‫‪4‬ـ إشكالية البحث‪:‬‬

‫خالفا لمبدأ سلطان اإلرادة الذي يمنح لألفراد حرية التعاقد من عدمه‪ ،‬ألزم المشرع من‬
‫خالل نص المادة األولى من األمر ‪ 15-74‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 31-88‬المتعلق‬
‫بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن حوادث المرور‪ ،‬كل مالك عربة‬
‫باكتتاب عقد تأمين يغطي األضرار الجسدية والمادية التي سببتها تلك المركبة للغير‪،‬‬
‫وذلك قبل إطالقها للسير‪ ،‬وهو ما يجعلنا نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما مدى نجاعة النظام‬
‫القانوني للتعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائري؟‬

‫هذه اإلشكالية الرئيسية تثير العديد من التساؤالت الفرعية تتمثل باألساس في‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو األساس القانوني لحق تعويض األضرار الناجمة عن حوادث المرور؟‬


‫‪ -‬هل هذا الحق مطلق‪ ،‬أم ترد عليه بعض االستثناءات؟‬
‫‪ -‬ما هي األضرار المستحقة للتعويض في إطار حوادث المرور؟‬
‫‪ -‬ما هي الشروط واإلجراءات الالزمة للحصول على التعويض؟‬

‫‪5‬ـ منهج البحث‪:‬‬

‫اعتمدنا في هذا البحث على المنهج االستقرائي التحليلي‪ ،‬وذلك من خالل استقراء‬
‫مختلف المواد التي تتصل بالموضوع من قريب أو من بعيد‪ ،‬وخاصة األمر ‪15-74‬‬
‫المعدل والمتمم والمراسيم التطبيقية له‪ ،‬ومحاولة تحليل النصوص القانونية‪ ،‬لبيان قيمتها‬
‫القانونية والعلمية ومكامن النقص فيها‪ ،‬وكذلك تحليل موقف الفقهاء من بعض األمور‬
‫التي يثيرها موضوع البحث‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املقدمة‬

‫‪6‬ـ الدراسات السابقة‪:‬‬

‫من بين الدراسات السابقة التي استعنا بها في إعداد هذه المذكرة‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬سمية بولحية‪ :‬مذكرة ماجستير النظام القانوني لعقد التأمين على المركبات في التشريع‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬بحماوي الشريف‪ :‬مذكرة ماجستير بعنوان التعويض عن األضرار الجسمانية بين‬
‫األساس التقليدي للمسؤولية المدنية واألساس الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬محمودي فاطمة‪ :‬أطروحة دكتوراه بعنوان المسؤولية المدنية عن حوادث المرور‪.‬‬

‫‪7‬ـ خطة البحث‪:‬‬

‫على ضوء ما تقدم تم تقسيم موضوع المذكرة لفصلين‪:‬‬

‫الفصل األول بعنوان‪ :‬النظام القانوني لتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‪ ،‬والذي‬
‫تضمن مبحثين‪ ،‬يتعلق األول ب األساس القانوني للحق في التعويض عن حوادث المرور‬
‫في التشريع الجزائري‪ ،‬أما المبحث الثاني فتطرقنا فيه إلى اإلستثناءات الواردة على تطبيق‬
‫مبدأ التعويض عن حوادث المرور‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد وسم ب‪ :‬آليات استيفاء التعويض عن األضرار الجسمانية‬
‫والمادية في حوادث المرور وتقديره‪ ،‬تناولنا في المبحث األول منه إجراءات الحصول‬
‫على التعويض‪ ،‬أما المبحث الثاني خصصناه للتقدير القانوني للتعويض عن األضرار‬
‫الجسمانية والمادية في حوادث المرور‪.‬‬

‫وختمنا الموضوع بخاتمة عرضنا فيها أهم النتائج واإلقتراحات التي تم التوصل اليها من‬
‫خالل هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫النظام القانوني للتعويض‬
‫عن حوادث املرور في‬
‫الجزائر‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لم يترك المشرع الجزائري الفرصة إلثارة النقاش حول النظام القانوني للتعويض عن‬
‫حوادث المرور بصفة عامة بل قام بتخصيص أحكام خاصة لها‪ ،‬فقد أخضع حوادث المرور‬
‫لقواعد األمر ‪ 15-74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1974‬المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات‬
‫وبنظام التعويض عن حوادث المرور‪ ،‬ولمراسيمه التطبيقية التي صدرت في ‪16‬فيفري‬
‫‪1980‬وهي المرسوم رقم‪ 34-80‬المتضمن تحديد شروط تطبيق المادة السابعة من‬
‫األمر‪ ،15-74‬والمرسوم رقم‪ ،35-80‬والمرسوم رقم ‪ ،36-80‬كما تخضع للتميمات التي‬
‫جاءت الحقا بموجب قانون رقم‪ 07-80‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬والقانون رقم ‪ 31-88‬المعدل‬
‫والمتم لألمر‪ ،15-74‬والقانون الجديد رقم‪ 04-06‬المتعلق بالتأمينات‪ .1‬ولهذا سوف نقوم‬
‫بدراسة االساس القانوني لتعويض للحق في التعويض عن حوادث المرور في التشريع‬
‫الجزائري (المبحث األول) واالستثناءات الواردة عن تطبيق مبدأ التعويض عن حوادث‬
‫المرور (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األساس القانوني للحق في التعويض عن حوادث المرور في التشريع‬
‫الجزائر‬
‫يخضع تعويض ضحايا حوادث المرور في الجزائر لألمر رقم‪ 15-74‬الذي يمثل الركيزة‬
‫االساسية في مجال التعويض عن حوادث المرور‪ ،‬بناءا على أسس مختلفة عن األسس‬
‫العامة والمتعارف عليها في مجال التعويض التي بناء فيها المسؤولية المدنية على أساس‬
‫مجموعة من العناصر وهي الخطأ والضرر الفعلي المحقق والعالقة السببية بينهما‪ ،‬وعليه‬
‫من خالل هذا المبحث سنبين المصادر القانونية لنظام التعويض عن حوادث المرور بخالف‬
‫األمر ‪( 15-74‬مطلب اول) وشروط تطبيق التعويض عن حوادث المرور (مطلب ثان)‬
‫وميدان تطبيق هذا التعويض (مطلب ثالث)‪.‬‬

‫‪1‬ـ علي بوحجيلة‪ "،‬تأمين المسؤولية الناتجة عن حوادث المرور ومسألة وقوع الحادث بسبب القيادة في حالة سكر أو تحت‬
‫تأثير الكحول أو المخدرات أو المنومات المحظورة"‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أفريل‪،2003‬ص ص‪.161-160،‬‬

‫‪6‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬المصادر القانونية لنظام التعويض عن حوادث المرور في التشريع‬
‫الجزائري‬

‫بعد االستقالل بقت المحاكم تطبق القوانين الفرنسية‪ ،‬بما في ذلك القوانين المتعلقة بنظام‬
‫المسؤولية المدنية و التأمين االلزامي عن حوادث السيارات‪ ،‬تطبيقا القانون ‪ 157-62‬القاضي‬
‫بتمديد العمل بالتشريعات النافذة‪ ،‬إلى أن أصدر المشرع الجزائري األمر ‪ 15-74‬المتعلق‬
‫بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار‪ ،‬محاوال من خالله تنظيم عملية‬
‫تعويض االضرار الجسمانية الناشئة عن حوادث المرور و حل المشكالت الكبيرة التي‬
‫أصبحت تعترض ضحايا حوادث المرور في سبيل حصولهم على التعويض‪ ،‬وهذا التشريع‬
‫هو الحد الفاصل بين أحكام التعويض حسب النمط القديم والتعويض القائم على النظرية‬
‫الجديدة‪.1‬‬

‫وبالفعل فان القانون الصادر سنة ‪ 1974‬يشكل داخل النظام القانون الجزائري مجموع تقنينا‬
‫مستقال يدون خاصة الناجمة بالتعويض عن األضرار عن حوادث المرور‪.‬‬

‫نذكر منها‪:‬‬

‫ـ األمر رقم ‪ 15-74‬المؤرخ في ‪ 30‬يناير‪ 1974‬المتعلق بإلزاميه التأمين على السيارات‬


‫وبنظام التعويض عن األضرار‪.‬‬

‫وهذا القانون يحتوي على ثالثة أقسام‪ :‬القسم األول يتعلق بإلزامية التامين على السيارات‬
‫والقسم الثاني تناول مسألة التعويض بما في ذلك التعويض عن االضرار الجسمانية واالضرار‬
‫المادية التي تتمثل خاصة في الخسائر المادية التي تلحق السيارة والقسم الثالث ينظم صندوق‬
‫الضمان الخاص بالتعويض‪.‬‬

‫وقد أضيف إلى النص ملحق يتضمن المعايير لمنح التعويض للمتضرر من حوادث‪.‬‬

‫‪1‬ـ سمية بولحية‪ ،‬النظام القانوني لعقد التأمين على المركبات في التشريع الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستيرحقوق‪،‬‬
‫تخصص قانون العقود المدنية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬ـ‪ ،2011‬ص‪.30‬‬

‫‪7‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ـ المرسوم رقم ‪ 34-80‬المؤرخ في ‪ 1980/02/16‬الذي صدر بشأن تطبيق األمر رقم‬


‫‪ 15-74‬وهذا النص يتعلق بمسائل خاصة تحدث عنها النص األصلي وهي تتمثل في‬
‫وجوب التأمين ومجاله وإلغاء الضمان وسقوطه وشهادة التأمين وشروط التأمين بالنسبة‬
‫للمرور على المستوى الدولي‪.‬‬

‫ـ المرسوم رقم ‪ 35-80‬المؤرخ في ‪ 1980/02/16‬وهو يتعلق بإجراءات التحقيق ومعاينة‬


‫األضرار وشروط البند التاسع عشر من األمر رقم ‪.15-74‬‬

‫ـ المرسوم رقم ‪ 36-80‬المؤرخ في ‪ 1980/02/16‬والذي يحدد كيفية تقيم ومراجعة نسبة‬


‫العجز طبقا للبند العشرين من األمر ‪.15-74‬‬

‫ـ المرسوم رقم ‪ 37-80‬المؤرخ في ‪ 1980/02/16‬والمتضمن شروط تطبيق البند ‪ 32‬األمر‬


‫‪ 15-74‬والمتعلق بتسيير وطرق تدخل صندوق الضمان الخاص بالتعويض‪.‬‬

‫والقرار الوزاري الصادر بتاريخ ‪ 1981/03/18‬عن وزير المالية والذي يحدد شكل الوثائق‬
‫التي نص عليها البند السابع والتاسع من األمر ‪.115-74‬‬

‫ضف الى ذلك وباستقراء المادة الثامنة من األمر ‪ 15-74‬التي تنص على ان كل حادث‬
‫ار جسمانية يترتب عليه التعويض لكل ضحية أو ذوي حقوقها وإن لم تكن‬
‫سير يسبب أضر ا‬
‫الضحية صفة الغير تجاه الشخص المسؤول مدنيا عن الحادث‪ ،‬ويشمل هذا التعويض كذلك‬
‫المكتتب في التأمين ومالك المركبة كما يمكن أن يشمل سائق المركبة ومسبب الحادث ضمن‬
‫نفس الشروط المنصوص عليها في المادة ‪.13‬‬

‫باستقرائنا لمختلق النصوص القانونية السابقة‪ ،‬نجد أن المشرع الجزائري طبع التعويض عن‬
‫حوادث المرور بطابعين‪ ،‬هما طابع العمومية وطابع التلقائية‪ ،‬والمقصود بالطابع العام أو‬
‫الشامل للمستفيد من التعويض‪ ،‬هو ان المادة الثامنة من األمر ‪ 15-74‬ألغت صفة الغير‪،‬‬
‫والغير حسب القواعد العامة هو كل من لم يكن طرفا في العقد وال خلفا عاما او خاصا‬
‫للمتعاقدين‪.‬‬

‫‪ 1‬الغوثي بن ملحة‪"،‬نظام التعويض عن االضرار الناجمة عن حوادث المرور في القانون الجزائري"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية والسياسية" ‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ص‪.974‬‬

‫‪8‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من أجل الحصول على التعويض بعد أن كان شرطا أساسيا‪ ،‬بحيث يستطيع كل مكتتب‬
‫التأمين ومالك المركبة أن يطالبا بجبر الضرر الذي أصابهما‪ ،‬بل إن المشرع ذهب أبعد من‬
‫ذلك إذ أنه أعطى السائق الحق في التعويض‪ ،‬وإن كان قد تسبب في الواقعة بفعله خاطئ‪،1‬‬

‫إال في حاالت استثنائية نصت عليها المواد ‪ 15،14،13‬من نفس األمر وهي تطبيقات من‬
‫المبدأ سنتطرق إليها‪.‬‬

‫وقد كرست المحكمة العليا ما جاء في نص المادة ‪ 8‬من األمر ‪ 15-74‬في ق ارراتها‪ ،‬ومن‬
‫ذلك القرار رقم ‪ 228214‬الصادرة بتاريخ ‪ 1999/11/16‬و الذي جاء فيه‪" :‬حيث أن المادة‬
‫الثامنة من أمر ‪ 15-74‬الصادرة في ‪ 1974/01/30‬يفتح تلقائيا حق في التعويضات لكل‬
‫ضحايا حوادث المرور أو ذوي حقوقهم‪ ...‬حيث بتبين من تالوة الوثائق المرفقة بالملف‬
‫السيما ورقة الجلسة أن الطاعن لم يناقش أين وكيف تم خرق قانون ‪ 31-88‬الصادر في‬
‫‪ 1988/07/19‬بل اكتفى في مرافعته أمام قضاة الموضوع طلب تقسيم المسؤولية التي لم‬
‫يكن لها اي تأثير على التعويض الممنوح كون أن أمر ‪ 15-74‬مبني على نظرية المخاطر‬
‫وليس نظرية الخطأ أو أن كل ضحايا حوادث المرور أو ذوي حقوقهم يعوضون مهما كانت‬
‫مسؤولياتهم‪.2‬‬

‫أ ما المقصود بالطابع التلقائي للتعويض‪ ،‬أنه يكفي الحصول على التعويض أن يثبت الضحية‬
‫أو ذوي حقوقها في حالة الوفاة أنه أصيب بأضرار جسمانية‪ ،‬بسب حادث مرور تسببت به‬
‫مركبة ذات محرك‪ ،‬بغض النظر عن تصرف السائق أثناء الحادث سواء كان تصرفه مخطئا‬
‫أو غير مخطئ بل إن خطأ الضحية نفسه يفتح حق التعويض‪ ،‬حيث لم يعد الخطأ دور في‬
‫قيام المسؤولية‪ ،‬اي أن حق الضحية في التعويض أصبح حقا مكتسب بمجرد وقوع الحادث‬
‫دون الحاجة إلثبات مسؤولية المتسبب في الحادث‪ ،‬والتباع طريق التسوية الودية من اجل‬
‫الحصول على التعويض دون إلزامية إتباع إجراءات قضائية معقدة قد تطول معها مدة‬

‫‪ 1‬سفيان زرقط‪ ،‬نظام تعويض األضرار الجسمانية الناشئة عن حوادث المرور في الجزائر‪ ،‬الدفعة الثانية عشرالمدرسة‬
‫العليا للقضاء ‪ ،2005،2004‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬نبيل صقر‪ ،‬حوادث المرور نصا وفقها وتطبيقا (قرارات المحكمة العليا حول حوادث المرور)‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.236‬‬

‫‪9‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التعويض‪ ،‬إضافة إلى ذلك فقد جعل المشرع من خالل األمر‪ 15-74‬عملية تقدير التعويض‬
‫تتم بطريقة خيالية طبقا للجدول الوارد في ملحق القانون ‪ ، 15-75‬وبالتالي فلم يعد للقاضي‬
‫سلطة تقدير التعويض كما هو الحال في القواعد العامة‪.1‬‬

‫باإلضافة إلى ما تم تناوله من رغبة المشرع في منح حماية أكبر لضحايا حوادث المرور فإن‬
‫هناك عدة مبررات عملية أدت إلى صدور األمر ‪ ،15-74‬ومن تلك المبررات أن المفهوم‬
‫السابق للمسؤولية لم يعد يتالءم مع المفاهيم االقتصادية واالجتماعية الحديثة وخصوصا في‬
‫موضوع األضرار التي تسببها وسائل النقل‪ ،‬وبالتالي البد من األخذ بالمفهوم الحديث الذي‬
‫يتفق مع مبدأ ضرورة توفير الحماية للمتضرر من حوادث الطرق على أساس أن من يتضرر‬
‫من استعمال مركبة يجب أن ينال التعويض فور إثبات الضرر‪.‬‬

‫كما أن المحاكم على مستوى كل درجات التقاضي قد تتأخر في الفصل في المنازعات‬


‫المتعلقة بحوادث المرور‪ ،‬نتيجة حجم العمل القضائي والملفات وبالتالي اإلجراءات القضائية‬
‫الطويلة نسبيا والمعقدة والتي ينجم عنها التأخر في صدور األحكام بعد سنوات من وقوع‬
‫الحادث مما يقلل من قيمة الحق في التعويض بالنسبة المضرور‪.2‬‬

‫كما أن عدد كبير من ضحايا حوادث المرور حرموا من االستفادة من التعويض بسبب‬
‫مسؤوليتهم في الحادث‪ ،‬مما جعل هؤالء الضحايا أو ذوي حقوقهم يعيشون مشاكل اجتماعية‬
‫حادة في غياب تشريع يحمي األشخاص المصابين في الحادث أو ذوي الحقوق في حالة‬
‫الوفاة‪.‬‬

‫تجدر االشارة إلى أنه الكثير من المحاكم رفضت تطبيق األمر ‪ 15-74‬المتعلقة بالمسؤولية‬
‫المدنية الناجمة عن حوادث المرور فيما التزمت بعض المحاكم بتطبيقه‪ ،‬وسبب هذا التناقض‬
‫هو عدم صدور المراسيم التطبيقية و التي أحالت إليها المواد (‪ )34،32،20،19،7‬من األمر‬
‫‪ 15-74‬و المتعلقة بالوثائق المتبقية لتلبية االلتزام بالتأمينوالعقوبات التي توقع علي‬
‫األشخاص الذين لم يمثلوا لهذا االلتزام‪ ،‬واجراءات التحقيق وطريقة تقدير نسبة العجز‬

‫سفيان زرقط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬بوجمعة بن قارة‪" ،‬النظام القانوني للمسؤولية المدنية الناشئة عن حوادث المرور في الجزائر"‪ ،‬محاضرات ألقيت على‬
‫طلبة الدفعة العشرون المدرسة العليا للقضاء‪ ،2010 -2009،‬ص‪.50‬‬

‫‪10‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومراجعتها ‪،‬وقواعد الصندوق الخاص بالتعويضات‪ ،‬فالمواضيع التي أحالت إليها هذه المواد‬
‫ذات أهمية ‪،‬إذ ليس للقاضي إصدار حكمه إال بعد اطالعه على نسبة عجز الضحية و التي‬
‫على أساسها يمنح المضرور التعويض المستحق‪.1‬‬

‫أمام هذا التجاذب‪ ،‬حسمت الغرفة الجنائية للمجلس األعلى (المحكمة العليا حاليا)هذا الخالف‬
‫بقرار أصدرته بتاريخ ‪ 1978/12/5‬في إحدى القضايا برفضها تطبيق األمر ‪ 15-74‬إلى‬
‫غاية صدور المراسيم التطبيقية‪ ،‬وقد كان المجلس األعلى للقضاء سابقا يبطل كل قرار يعمل‬
‫بمقتضيات هذا األمر قبل صدور المراسيم التطبيقية له‪ ،‬والتي مع صدورها بتاريخ‬
‫‪ 1980/02/16‬بدأ التطبيق الفعلي لألمر ‪.215-74‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تطبيق التعويض وفقا األمر ‪15-74‬‬


‫حتى نتمكن من تطبيق األمر ‪15-74‬يجب أن تتوفرمجموعة شروط من شأنها أن ينتج عنها‬
‫الحق عن التعويض بالنسبة للضحية المضرور جسمانيا أو ذوي الحقوق‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫الشروط شرط وجود حادث مرور (الفرع األول) مركبة متسببة (الفرع الثاني) وأن يكون‬
‫الضرر جسمانيا (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وجود حادث المرور‬


‫تكمن صعوبة تحديد مفهوم الحادث المروري وذلك بسبب غياب تحديد المقصود به في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬مما أدى إلى االختالف في تكييف وتحديد مفهوم واضح حادث المرور‪،‬‬
‫وذلك بالنظر إلى أهمية ما قد يترتب على تحديد وتوصيف الحادث من آثار‪ ،‬فنتجت اآلراء‬
‫الفقهية عن اتجاهين‪ :‬اتجاه ينادي بالمعنى الواسع(أوال) وآخر يقول بالمعنى الضيق(ثانيا)‪.3‬‬

‫‪ 1‬بوجمعة بن قارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫‪2‬مرسوم ‪ 34-80‬الصادر بتاريخ ‪1980/02/ 16‬يتضمن تحديد شروط المادة ‪ 7‬من األمر‪ ،15-74‬مرسوم ‪35-80‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1980/02/ 16‬يتضمن شروط تطبيق المادة ‪ 19‬من األمر‪ ،15-74‬مرسوم ‪36-80‬الصادر بتاريخ ‪1980/02/16‬يتضمن شروط‬
‫تطبيق المادة ‪ 20‬من األمر ‪15-74‬مرسوم ‪37-80‬الصادر بتاريخ ‪ 16/12/ 1980‬يتضمن شروط تطبيق المادتين ‪32‬و ‪ 34‬من‬
‫األمر‪.15-74‬‬
‫‪3‬علي بوحجيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المعنى الواسع لحادث المرور‬

‫سعى الفقه الفرنسي منذ فترة زمنية إلى توفير أكبر قدر ممكن من الحماية الفعالة لضحايا‬
‫حوادث المرور‪ ،‬ولكي يصل إلى هذا الهدف تم االعتراف بمعنى موسع للحادث المروري‪،‬‬
‫بحيث يمتد ليشتمل كافة الحوادث التي تقع على الطريق دون استثناء سواء كانت طرقات‬
‫عامة أو الخاصة‪ ،‬فكلما كان من معنى حادث المرور أوسع كلما تمكن المضرور من‬
‫الحصول على تعويض عادل‪ ،‬ومن ثم يتفادى إعسار قائد المركبة المسؤول عن الحادث‪.1‬‬

‫وعليه ومن أجل توفير حماية أكبر لضحايا حوادث المرور دأب القضاء على منح الحادث‬
‫معنى أوسع سواء كان في الطريق العام أو الخاص‪ ،‬بل اعتبر سقوط بعض األشياء من‬
‫المركبة البرية أثناء عملية الشحن والتفريغ والحوادث والحرائق واالنفجارات التي تسببها المركبة‬
‫والتوابع والمنتجات التي تستعملها واألشياء والمواد التي تنقلها‪ ،‬إذ أنه يكفي أن تكون المركبة‬
‫متدخلة فقط في الحادث سواء في حالة حركة أو سكون‪.2‬‬

‫ويعرف كذلك حادث المرور وفقا للمعنى الواسع على أنه حادث فجائي يحصل على الطريق‬
‫واشتركت فيه مركبة على األقل‪ ،‬وترتب عليه أضرار بدنية أو مادية‪ .‬فيعتبر تبعا لذلك حادث‬
‫المرور واقعة مادية يترتب عليها أثر قانوني يتمثل في كل من األثر الجزائي مدني‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعنى الضيق لحادث المرور‬

‫لتحديد معنى واضح لحادث المرور يتجه البعض إلى تضيق ذلك المعنى المتعين معه تطبيق‬
‫أحكام القوانين الخاصة المتعلقة بالتأمين اإلجباري ضد حوادث المركبات‪ .‬وترتيبا على ذلك‬
‫يرى أنصار االتجاه الضيق أن الحادث المرتكب من جانب مركبة ال يعد حادث مرور‬

‫‪1‬محمودي فاطمة‪ ،‬المسؤولية المدنية عن حوادث المرور دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2011- 2010،‬ص ‪.38‬‬
‫‪2‬راضية مشري "التعويض عن األضرار الجسمانية في حوادث المرور"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬مجلد ‪،6‬‬
‫ع‪ ،3‬سبتمبر ‪ ،2019‬ص‪.167‬‬
‫‪3‬محمودي فاطمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪12‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالمعنى المقصود إال إذا وقع على طريق السير العامة وال يسري على الحوادث التي تقع في‬
‫طريق سير خاصة‪.1‬‬

‫أي أن حادث المرور بالمعنى الضيق ال يتحقق إال إذا توافرت العناصر التالية وهي وقوع‬
‫حادث‪ ،‬أن يقع الحادث من مركبة محددة بالقانون وأن تكون هذه المركبة في حالة سير‪،‬‬
‫فالحادث إذن حسب هذا الرأي هو واقعة محتملة الوقوع وغير متوقعة وخارجة عن إرادة‬
‫المؤمن له‪ ،‬لذلك فإن عقد التأمين من العقود االحتمالية حيث يظهر فيها جليا العنصر‬
‫االحتمالي للخطر المؤمن ضده‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مركبة متسببة في الضرر‬
‫من أجل تطبق األمر ‪15-74‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 31-88‬يجب أن تكون المركبة‬
‫بمفهوم األمر هي التي سببت الضرر الالحق بالضحية‪ ،‬ولهذا يجب ان نتطرق لمفهوم‬
‫المشرع الجزائري المركبة أيضا من خالل األمر ‪ 03-09‬المعدل والمتمم للقانون ‪14-01‬‬
‫المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها من خالل المادة الثانية بأنها‪":‬كل‬
‫وسيلة نقل بري مزودة بمحرك للدفع او غير مزودة بذلك‪،‬تسير على الطريق بوسائلها الخاصة‬
‫المركبة التي أخضعها المشرع إللزامية التأمين فقد قضت الفقرة األولى والفقرة الثانية من‬
‫األمر‪ 15-74‬انها كل مركبة برية ذات محرك و كذلك مقطوراتها أو نصف مقطوراتها و‬
‫حموالتها ويقصد بالمقطورات ونصف المقطورات ما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬المركبات البرية المنشأة بقصد ربطها بمركبة برية ذات محرك وتكون تلك المركبة‬
‫مخصصة لنقل األشخاص أو األشياء‪.‬‬
‫‪.2‬كل جهاز بري مرتبط بمركبة برية ذات محرك‪.‬‬
‫‪.3‬كل آلية اخرى يمكن أن تكون مشابهة المقطورات أو نصف المقطورات بموجب مرسوم‪."3‬‬

‫‪1‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬مشكالت تعويض حوادث السير بين استهداف التغطية الشاملة وعدم كفاية المباشر المحدود‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ 2014،‬ص ‪.18‬‬
‫‪2‬محمود فاطمة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪3‬محمد حسين ‪ ،‬تدخل السيارة في حادث المرورو المسؤولية في حوادث السيارات ‪ ،‬ديوان الطبوعات الجامعية الجامعة‬
‫طبعة ‪ ،2000‬ص ‪.278‬‬

‫‪13‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد استعمل المشرع مصطلح المركبة كونها أعم وأوسع من كلمة السيارة ذلك أن كلمة مركبة‬
‫تشمل جميع انواع السيارات والعربات واآلالت األخرى شريطة أن تكون لها محرك‪.‬‬

‫حيث يجب أن تتدخل السيارة في الحادث والمقصود بذلك أن تكون المركبة قد ساهمت بأي‬
‫قدر كان في الحادث‪ ،‬وتدخل السيارة في الحادث يتحقق سواء كانت متحركة أو ثابتة (ساكنة)‬
‫ومع ذلك تحدث الضرر كما لو كانت السيارة واقفة في عرض الطريق أو في الليل مطفأة‬
‫االنوار‪.‬‬
‫وتجدر االشارة أن تدخل السيارة في الحادث ال يعني بالضرورة أن تكون الضرر حدث من‬
‫السيارة مباشرة أي من احتكاكها واتصالها ماديا بالمضرور‪ ،‬بل يمكن اعتبار السيارة متدخلة‬
‫في الحادث نتيجة قذف أو تطاير جزء من السيارة وإحداثه الضرر ‪،‬أو أن عجلة السيارة قذفت‬
‫حج ار فألحقت ضررا‪.‬‬

‫فاالحتكاك هنا مادي ولكن غير مباشر فتدخل السيارة في الحادث ال يكفي بل يتعين أن تكون‬
‫السبب في الحادث بحيث يكون تدخلها إيجابيا منتجا للحادث‪.‬‬

‫وعليه اليكفي العتبار المركبة سبب في الحادث بدور أي كان بل يتعين أن يكون هذا الدور‬
‫منتجا فعاال فقد تتدخل السيارة في الحادث دون أن تحدثه هي وقد تتدخل في حاالت أخرى‬
‫وتحدثه‪ ،‬حينئذ يكون دورها إيجابيا فالمقصود إذن بالتدخل اإليجابي للسيارة بأن يكون الحادث‬
‫والضرر نتيجة تدخلها وقيامها بدور رئيسي‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق يمكن القول أن المركبات هي جميع السيارات الخفيفة بمختلف أنواعها و‬
‫الحافالت و الشاحنات و الج اررات وأالت الحصاد و الدرس و الجارفات و الرافعات و‬
‫العربات المقطورة بواسطة هذه المركبات والدراجات النارية وغيرها من المركبات و األجهزة‬
‫المشابهة‪ ،‬أما الدراجة التي ليس لها محرك و العربة التي تجر بواسطة الحيوانات فال تخضع‬
‫إللزامية التأمين‪ ،‬وبالتالي ال يطبق عليها األمر ‪.115-74‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Encyclopaedia Dalloz Civil II Assurance .Assurance Automobile par Catherine Caille. October 1997.p20.‬‬

‫‪14‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إال أنه تجدر اإلشارة إلى وجود استثناء من إلزامية التأمين البد من ذكره في هذا الموضع‬
‫فنجد أن المشرع في المادة الثانية من األمر ‪15-74‬استثنى صراحة الدولة بنصها أن الدولة‬
‫معفاة من االلتزام من التأمين‪.‬‬
‫إال أنه تقع عليها التزامات المؤمن بالنسبة للمركبات التي تملكها والموجودة في حراستها كذلك‬
‫المادة الثالثة من نفس األمر والتي قضت بأنه ال تسري إلزامية التأمين على النقل بالسكك‬
‫الحديدية‪.‬‬

‫إذن من خالل تطرقنا ألساس حق التعويض في حوادث المرور وشروط تطبيق األمر ‪-74‬‬
‫‪ 15‬نخلص إلى أنه إذا ما نظرنا من زاوية المضرور فالتعويض تلقائي من جهة وعام من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫ويقصد بالتعويض التلقائي ذلك أن كل ضحية لها إمكانية االستفادة من التعويض مهما كان‬
‫الدور الذي لعبته الضحية السائق ولوكان هو الذي سبب الضرر فال مجال الستبعاد‬
‫التعويض مهما كان الحال ولو تدخل خطأ الغير أو السبب األجنبي فال يطلب من المضرور‬
‫إثبات الخطأ من الفاعل وال تحديد الشخص المسؤول أو لعدم وجود عقد تأمين فهناك تعويض‬
‫طالما توافرت شروط تدخل الصندوق الخاص بالتعويضات في الحاالت التي تستوجب‬
‫تدخله‪.1‬‬

‫أما التعويض العام فمن خالل المادة الثامنة من األمر‪ 15-74‬التي تنص على‪ ":‬وعليه كل‬
‫حادث سير سبب أضرار جسمانية‪ ،‬يترتب عليه التعويض لكل ضحية أو ذوي حقوقها‪ ،‬وإن لم‬
‫تكن للضحية ص فة الغير تجاه الشخص المسئول مدنيا عن الحادث ‪ ،‬ويشمل هذا التعويض‬
‫كذلك المكتتب في التأمين و مالك المركبة ‪ ،‬كما يمكن أن يشمل سائق المركبة ومسبب‬
‫الحادث ضمن الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 13‬بعده"‪.‬‬
‫المشرع أسقط الخطأ خالف لما هو وارد في المادة ‪ 124‬من القانون المدني فالقاعدة لمنح‬
‫التعويض يتميز بالشمولية من حيث األشخاص الذين لهم الحق في التعويض وبالنسبة لمن‬

‫‪1‬المرسوم رقم ‪37-80‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1980‬المتضمن تطبيق المادتين ‪ 32‬و‪ 34‬من األمر ‪.15-74‬‬

‫‪15‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يستحق التعويض يشمل تعويض السائق ومكتتب التأمين‪ ،‬مالك المركبة‪ ،‬عائلة السائق مهما‬
‫كانت صفة الضحية ولو كان للمضرور صفة الغير‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أن يكون الضرر جسمانيا‬
‫إن البحث في التعويض عن األضرار الجسمانية يستلزم معرفة هذه األض ارر‪( ،‬أوال) فاألضرار‬
‫التي تصي ب االنسان ليست على درجة واحدة فهي عديدة ومتنوعة تختلف بحسب درجة‬
‫جسامة الضرر‪ ،‬فهذا األخير قد يكلف المضرور حياته‪ ،‬وهو ما يستلزم البحث في عناصر‬
‫هذ الضرر (ثانيا) والتي تختلف تبعا لنتيجة الفعل الضار وما إذا أدى إلى اإلصابة أو الوفاة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الضرر الجسماني‬

‫لم يعرف األمر رقم ‪ 15-74‬الضرر الجسماني‪ ،‬علما أن القانون ‪ 31-88‬المعدل والمتمم‬
‫لألمر السابق نص على جميع أنواع األضرار الجسمانية بما فيها ضرر التألم المتوسط والعام‬
‫والضرر المعنوي‪.‬‬

‫يقصد بالضرر بصفة عامة باعتباره أهم ركن تقوم عليه المسؤولية المدنية على أنه األذى‬
‫الذي يصيب مال المضرور أو نفسه‪ ،‬أي هو المساس بمصلحة المضرور‪ ،‬سواء أكانت هذه‬
‫المصلحة مالية أو كانت معنوية‪.2‬‬

‫وعليه يمكننا القول أن الضرر قد يكون ماديا او معنويا‪ ،‬أما الضرر الجسماني هو عبارة عن‬
‫النتائج المادية أو المالية واألدبية التي تترتب على االعتداء على الجسم‪ ،‬ذلك كون النتيجة‬
‫المترتبة على االعتداء على الجسم هي المساس بالمزايا التي يخولها الحق في السالمة‬
‫الجسدية أو الحق في الحياة‪ ،‬إذ يترتب على هذا المساس بدوره نتائج أو آثار أخرى سواء‬
‫كانت آثار مالية ‪ ،‬تتمثل أساسا فيما تكلفه المضرور بسب اإلصابة كنفقات العالج مثال‪،‬‬
‫إضافة لفقد المزايا المالية التي كان المضرور يحصل عليها قبل اإلصابة ‪.‬أما فيما يتعلق‬
‫بالجانب غير المالي فإن هذه اإلصابة يترتب عليها أضرار أخرى تتمثل فيما عاناه المضرور‬

‫‪1‬بوزيدي محمد‪ ،‬المصالحة في مجال تعريض ضحايا حوادث المرور‪ ،‬المجلة القضائية لسنة ‪ 1992‬العدد ‪ ،2‬ص‪.87‬‬
‫‪2‬ادريس العبد الوي‪ ،‬شرح قانون مدني ‪-‬النظرية العامة االلتزام‪ ،‬د‪،‬ط‪ ،‬د ت ن‪ ،‬الجزء الثاني ‪،‬د ت‪،‬ص‪.176‬‬

‫‪16‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من آالم وفيما فاته من جمال وفيما حرم منه من متاع الحياة‪ ،‬والقول يسري أيضا في حالة ما‬
‫إذا وقع االعتداء على الحق في الحياة‪. 1‬‬

‫فمؤدى ما تقدم يمكن تعريف األضرار الجسدية بتلك األضرار التي تصيب اإلنسان في جسمه‬
‫نتيجة االعتداء عليه من الغير سواء اقتصرت هذه األضرار على مجرد المساس بحق اإلنسان‬
‫في سالمة جسمه أو حياته‪ ،‬أو تعدت ذلك وترتب عليها أضرار أخرى‪ ،‬سواء انطوت على ألم‬
‫أو خسارة أو تفويت كسب أو لم تنطو على شيء من ذلك أي الضرر الذي يمس التوازن‬
‫والتكامل الجسماني وما يترتب عن ذلك من مسابقات في مسلك حياته الطبيعي‪ ،‬أي األآلم‬
‫التي تنتج عنها تشوهات وعجز يصيب الجسم ويحرمه من إشباع حاجته الطبيعية المألوفة في‬
‫الحياة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬عناصر الضرر الجسماني‬

‫تختلف األضرار الجسمانية التي تصيب المضرور في جسمه بحسب النتيجة التي آل إليها‬
‫هذا الشخص‪ ،‬أي بحسب ما إذا أدى االعتداء إلى اإلصابة أو الوفاة‪ ،‬وهو ما سنتعرض له‬
‫بإيجاز فيما يأتي‪:‬‬

‫‪.1‬األضرار الجسمانية في حالة اإلصابة‪:‬‬

‫مهما يكن الضرر الجسماني فإنه يرتب نوعين من األضرار تتمثل في كل األضرار المعنوية‬
‫التي ليس من السهل تقييمها‪ ،‬باإلضافة إلى األضرار مادية التي تقبل التقييم المالي‪.‬‬

‫أ‪-‬الضرر المعنوي‪ :‬يتمثل الضرر األدبي أو المعنوي الناجم عن اإلصابة الجسمانية في كل‬
‫ما يعانيه المضرور من آالم ومعاناة أثناء اإلصابة وفترة العالج‪ ،‬وما ينتج عنها من تشوهات‬

‫‪1‬عالوة بشوع‪ ،‬التأمين اإللزامي من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬

‫ماجيسترحقوق‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة اإلخوة منتوري ‪،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2006-2005،‬ص‪.328‬‬


‫‪2‬راضية مشري‪ ،‬مرجع سابق ص‪.168‬‬

‫‪17‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أو عجز في األعضاء والجسم بوجه عام‪ ،‬والمثال على ذلك فقدان الشخص ألحد حواسه‬
‫كعينه أو أنفه‪ ،‬أو إصابة بالعجز جنسي‪.1‬‬

‫وإذا كان الضرر األدبي ال يخضع لمعيار واضح ألنه من الصعب تقدير األلم والتشويه‪ ،‬فإنه‬
‫من السهولة بمكان تقدير‪ ،‬الضرر المادي الذي يرتكز على أسس منطقية من الضروري‬
‫بيانها بالحكم‪.2‬‬

‫ب‪-‬الضرر المادي‪ :‬يشمل الجانب المالي للضرر في حالة اإلصابة كل ما لحق المضرور‬
‫من خسارة وما فاته من كسب‪ ،‬ويضاف إلى ذلك الضرر الذي يصيب ذوي المتوفي في حالة‬
‫اإلصابة التي تعجز المضرور عن القيام بأي عمل‪ ،‬ويمكن حصر على سبيل المثال الخسائر‬
‫التي تلحق المصاب في تكاليف العالج الالزمة للمضرور واإلنقاص من قدراته على العمل أو‬
‫خسارته األجر أثناء العالج‪ ،‬إضافة للنفقات اإلضافية التي تترتب عن اإلصابة كضرورة‬
‫االستعانة بأجهزة إضافية كالكرسي المتحرك‪.‬‬

‫‪.2‬األضرار الجسمانية في حالة الوفاة‪.‬‬

‫إن االعتداء على جسم اإلنسان إذا أدى إلى الوفاة‪ ،‬فإن هذه األخيرة ذاتها تعد العنصر األول‬
‫الذي يتعين أن تكون له أولوية في التعويض وينتقل هذا التعويض إلى الورثة‪ ،‬لذا يطلق عليه‬
‫التعويض الموروث‪ ،‬كما يرتبط بوفاة المضرور إصابة ذويه بأضرار محددة تسمى بالضرر‬
‫المرتد أو الضرر غير المباشر‪.3‬‬

‫وفي األخير نقول أن ما يالحظ على المشرع الجزائري وفق األمر ‪ 15-74‬قبل التعديل أنه‬
‫أخذا باألضرار الجسمانية ككل ولم يتعرض في ذلك ألي تفصيل عن نوعية الضرر مثل‬
‫الضرر المادي‪ ،‬الضرر المعنوي‪ ،‬الضرر المتأتي عن المساس بالعاطفة أو الضرر‬
‫المستقبلي وتمسك فقط بالضرر الجمالي‪ ،‬لكنه تدارك األمر فيما بعد بموجب القانون رقم‬

‫‪1‬بحماوي الشريف‪ ،‬التعويض عن األضرار الجسمانية بين األساس التقليدي للمسؤولية المدنية واألساس الحديث‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستيرفي القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة ابوكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2008-2007،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬علي كحلون‪ ،‬النظرية العامة االلتزامات‪ ،‬د ط‪ ،‬مجمع األطرش للكتاب المختص‪ ،‬تونس‪ ،2015،‬ص ‪.219‬‬
‫‪3‬بحماوي الشريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪18‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 31-88‬المعدل والمتمم لألمر السالف الذكر أضاف إليه الملحق حدد فيه جدول‬
‫التعويضات الممنوحة عن األضرار الجسمانية والتعويض عن الضرر الناجم عن التألم‬
‫والضرر المعنوي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ميدان تطبيق التعويض عن حوادث المرور‬


‫إن مجاالت تطبيق التعويض عن حوادث المرور تخص األضرار الجسمانية و المادية على‬
‫السواء ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعويض عن األضرار الجسمانية‬


‫إن القانون ‪ 31-88‬وضع قواعد تنظم التعويض عن األضرار الجسمانية‪ ،‬بمثابة قاعدة عامة‬
‫في المادة الثانية منه كل حادث مرور تسببت فيه سيارة وانجر عنه أضرار جسمانية يخول‬
‫الحق في التعويض لكل ضحية أو لذويها ولو لم تكن لها صفة الغير بالنسبة للشخص‬
‫المسؤول مدنيا عن الحادث‪.‬‬

‫ولهذا سنتطرق للمبدأ العام في منح التعويض (أوال) وأساس منح التعويض وفقا للمادة الثامنة‬
‫من األمر السابق الذكر(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المبدأ العام في منح التعويض‬

‫بسبب العراقيل الكبيرة التي عرفتها مرحلة ما قبل ‪ 1974‬بإصالح آثار حوادث المرور‬
‫الجسمانية المعتمدة على أساس المسؤولية المدنية القائمة على الخطأ القابل إلثبات العكس‬
‫بنفي مسؤولية السائق‪ ،‬وما يترتب عنها من حرمان جزء هام من ضحايا حوادث المرور من‬
‫االستفادة من التعويض بسبب مسؤوليتهم في الحادث‪ ،‬مما جعل هؤالء الضحايا أو ذوي‬
‫حقوقهم يعيشون مشاكل اجتماعية حادة في غياب تشريع يحمي األشخاص المصابين في‬
‫الحادث أو ذوي الحقوق في حالة الوفاة‪.‬‬
‫كل هذا أدى إلى دفع واجبار المشرع الجزائري على إصدار أمر ‪ 15-74‬بتاريخ‬
‫‪ 1974/01/30‬المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار‬
‫المادية والجسمانية الناتجة عن حوادث السيارات‪ ،‬والذي جعل من خالل المادة الثامنة منه‬

‫‪19‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التعويض مضمونا قانونا في كل الحاالت ألي متضرر من حادث المرور دون البحث عن‬
‫توفر الخطأ أو الشخص المتسبب في الضرر‪ ،‬ودون اعتبار لصفة الضحية‪.1‬‬
‫من تحليل نص المادة الثامنة يستنتج القاعدة التي وضعها المشرع لمنح التعويض تتميز‬
‫بالشمولية من حيث األشخاص الذين لهم الحق في التعويض‪:‬‬

‫‪.1‬الضحية وذوي حقوقها الذين يصيبهم ضرر من جراء حادث المرور‪ ،‬وإن لم تكن للضحية‬
‫صفة الغير تجاه الشخص المسؤول مدنيا عن الحادث‪.‬‬

‫‪.2‬المكتب في التأمين ومالك السيارة أيضا‪ ،‬في حين أنهما ال يستفيدان من التعويض في‬
‫القواعد العامة للمسؤولية‪ ،‬بعكس نصوص هذا األمر‪.‬‬

‫‪.3‬سائق المركبة المتسبب في الحادث ضمن الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 13‬من‬
‫األمر ‪ 15-74‬وذلك في حالة إذا تحمل سائق السيارة جزء من المسؤولية المدنية‪ ،‬فإن‬
‫التعويض الممنوح له يخفض بنسبة الحصة المعادلة المسؤولية التي وضعت على عاتقه‪ ،‬إال‬
‫في حالة العجز الدائم المعتدل ‪%50‬فأكثر‪ ،‬وال يسري هذا التخفيض على ذوي حقوقه في‬
‫حالة الوفاة‪.‬‬

‫‪.4‬الركاب ويعتبر من الركاب من كان في المركبة‪ ،‬ويشترط الستفادتهم من التعويض أن‬


‫يكونوا ممن يسمح بركوبهم سواء كانت السيارة سيارة أجرة أو سيارة خاصة‪ ،‬وسواء كانت‬
‫مخصصة لنقل العمومي‪ ،‬أو خاصة بمراكز العطل والرحالت واألسفار أو الرحالت الدراسية‪.2‬‬

‫وبالتالي فبالنسبة لمن يستحق التعويض حسب نص المادة الثامنة ليس هناك فرق بين‬
‫الشخص الذي تسبب في وقوع الحادث والضحية التي لم تكن لها يد في الحادث أو كانت‬
‫مسؤولة عنه جزئيا أو كليا‪.‬‬

‫‪1‬سعدي محمد األمين‪ ،‬التأمين على حوادث المرور في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس ‪،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،2016،‬ص ‪.93‬‬
‫‪2‬مغني دليلة‪" ،‬نظام تعويض عن األضرار الجسمانية عن حوادث المرور "‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،26‬د ت‪،‬ص‪.225‬‬

‫‪20‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك وبناء على عمومية النص فأن الحق في التعويض‪ ،‬هو ثابت رغم وجود العلة التي تدفع‬
‫كل مسؤولية في الحادث ‪،‬عن مرتكبه والتي تتمثل في عمل الضحية أو عمل الغير أو الحالة‬
‫الطارئة ‪،‬أو القوة القاهرة حسب ما تقتضيه الفقرة األخيرة من المادة ‪ 138‬من القانون المدني‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫ونظ ار القاعدة العامة التي تقضي بإلزامية منح التعويض للمتضرر أو لذويه فلم يبق للقاضي‬
‫أي مجال لممارسة سلطته التقديرية في ذلك قاضيا مدنيا كان أو قاضيا جزائيا‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أساس منح التعويض وفق المادة ‪ 8‬من األمر ‪.15-74‬‬

‫يتضح لنا من دراسة البند الثامن من األمر رقم‪ 15-74‬بأن المشرع الجزائري‪ ،‬سلك في سنه‬
‫لنظام التعويض مسلكا لم يأخذ بمذهب المسؤولية الموضوعية التي تتمسك بفكرة المخاطر‪،‬‬
‫بل اعتمد في ذلك على مذهب الضمان‪ ،‬على أنه يعتبر أن نظرية المخاطر كنظرية الخطأ‬
‫هي شخصية ألنها تبحث عن أسباب الحق من جهة المتسبب بالضرر وتهمل جهة‬
‫المتضرر‪ ،‬فالمتضرر هو الذي مست بالفعل حقوقه وأن كانت هناك حقوق معترف بها فيجب‬
‫أن تكون محمية وأن يكون القانون ضامن لها‪.‬‬

‫حيث أصبح نظام التعويض عن األضرار الجسمانية الناجمة عن الحوادث مبنيا على نظرية‬
‫تحمل التبعة أو المسؤولية دون خطأ وتحديدا في المادة الثامنة من األمر ‪15-74‬والتي‬
‫يستخلص من نصها أنه من اجل الحصول على التعويض يكفي حصول الضرر الجسماني‬
‫ويستفيد من التعويض كل شخص أصابه ضرر من جراء حادث مرور‪.‬‬

‫انطالقا من هذا المبدأ تخلى المشرع الجزائري عن النظام القديم‪ ،‬والقائم على أساس الخطأ في‬
‫المسؤولية المدنية وتبنى نظاما جديدا لتعويض ضحايا حوادث المرور عن األضرار الالحقة‬
‫بهم‪ ،‬وهدف هذا النظام يتمثل في تنظيم تعويض األخطار واألضرار الجسمانية التي تصيب‬

‫‪1‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.998- 997 .‬‬

‫‪21‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الضحايا حوادث المرور وذلك دون أدنى تمييز بين نوع أو ظروف الحادث ودون البحث على‬
‫مصدر الخطأ إال في حاالت استثنائية‪.1‬‬

‫أما القضاء الجزائري فموقفه ظل مستقر فمنذ االستقالل وهو يأخذ بعدم التفرقة بين فعل‬
‫الشيء وفعل الشخص‪ ،‬واستقر على ذلك الموقف معتب ار الضرر ناشئا عن الشيء‪ ،‬طبقا‬
‫المادة ‪ 138‬من القانون المدني ولو كان هذا الشيء وقت حدوث الضرر مسي ار بواسطة‬
‫اإلنسان ولم يكن به عيب‪.2‬‬

‫فعلى المضرور الذي يدعى أن ما أصابه من ضرر يرجع إلى حادث سيارة معينة أن يثبت‬
‫فعلها‪ ،‬ويكتفي القضاء في ذلك بمجرد ثبوت تدخل السيارة في وقوع الضرر‪ ،‬ويمكن إثبات‬
‫هذا األخير‪ ،‬بصفة عامة بكافة طرق اإلثبات وبالخصوص عن طريق القرائن التي يمكن أن‬
‫يستخلصها القاضي من وقائع ظروف كل دعوى‪.‬‬

‫فهدف المشرع من تقرير النظام وفق المادة الثامنة هو تحقيق عدالة اجتماعية‪ ،‬إذ أنه لوحظ‬
‫كما سبق بيانه أنه نتج عن تطبيق قواعد المسؤولية المدنية طبقا القواعد العامة‪ ،‬وذلك قبل‬
‫صدور هذا األمر‪ ،‬حرمان جزء كبير من ضحايا حوادث المرور من االستفادة من التعويض‬
‫بسبب مسؤوليتهم في الحادث‪ ،‬مما جعلهم يعيشون مشاكل اجتماعية حادة في غياب تشريع‬
‫يحميهم‪ ،‬وقد جاء أمر ‪ 15-74‬بتحديد لألضرار المعوض عنها كما قرر طريقة يمكن معها‬
‫التعويض عن كل ضرر ومن هنا أصبحت المادة الثامنة السابقة الذكر أساس حق التعويض‬
‫التلقائي‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت التعويض عن االضرار المادية‬
‫في هذا الفرع سنتناول األساس القانوني لتعويض ضحايا حوادث المرور أي الضحية المؤمن‬
‫له وكذا الضحية الغير‪.‬‬

‫‪1‬سعدي محمد األمين‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.93‬‬


‫‪ 2‬قرار الغرفة المدنية بالمحكمة العليا بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪ ، 1969‬قرار منشور‪ ،‬قرار الغرفة المدنية للمحكمة العليا بتاريخ‬
‫‪ 17‬جوان ‪،1987‬ملف رقم ‪،48727‬قرار منشور في المجلة الفضائية ‪،‬العدد ‪ ،3‬سنة ‪ ، 1991‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬عابد قايد‪ ،‬التعويض التلقائي لألضرار بواسطة التأمين وصناديق الضمان‪ ،‬دراسة مقارنة في القانون المصري‬
‫والفرنسي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2014،‬ص ص‪.35-30 .‬‬

‫‪22‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األساس القانوني لتعويض الضحية المؤمن له‬

‫إن العالقة بين المؤمن والمؤمن له تضبطها الرابطة العقدية المجسدة في عقد التأمين الذي‬
‫يحتوي على التزامات لكال الطرفين‪ ،‬ومن بين أهم االلتزامات المتولدة عن هذا العقد هو التزام‬
‫المؤمن بتغطية الخطر والتعويض على الضرر الناجم عن حادث المرور خاصة األضرار‬
‫المادية‪ ،‬فإذا وقع حاد ث مرور مادي خلف أضرار مادية للمركبة المؤمن عليها كان من حق‬
‫المؤمن له مطالبة شركة التأمين بتعويضه في هذا الحادث باعتباره طرفا في العقد وال يجوز‬
‫لشركة التأمين رفض التعويض نظ ار لكون العقد شريعة المتعاقدين‪.1‬‬

‫والجدير بالذكر أن عقد التأمين على السيارات ينطوي على ثمانية ضمانات لألضرار المادية‬
‫واحدة منها الزامية ال يجوز االتفاق على عدم التعاقد عليها وسبعة اختيارية مثل ضمان‬
‫أضرار التصادم‪ ،‬انكسار الزجاج‪ ،‬تأمين جميع المخاطر‪ ،‬التأمين ضد سرق السيارات‪...‬الخ‬

‫فإذا أمن المؤمن له على واحدة من هذه الضمانات االختيارية كان على شركة التامين‬
‫تعويضه حال وقوع حادث مرور مادي مهما كانت مسؤوليته في هذا الحادث‪ ،‬ومثال ذلك إذا‬
‫أمن شخص على ضمان جميع المخاطر على سيارته ووقع له حادث مرور‪ ،‬فمهما كانت‬
‫مسؤوليته يعوض على الخسائر المادية التي لحقت مركبته استنادا للرابطة العقدية التي تجمعه‬
‫بشركة ا لتأمين هذا بالنسبة إذا كان الضحية هو مكتتب عقد التأمين فيما يتعلق بالضرر‬
‫المادي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس القانوني لتعويض الضحية الغير‬

‫يعرف الغير على أنه ذلك الشخص الذي ال صلة له بعقد التأمين أي أنه ليس طرف في‬
‫العقد‪ ،‬إن تحديد هذا األساس يستوجب الرجوع للقواعد العامة المحددة بموجب القانون المدني‬
‫والذي تجسده المادة ‪ 124‬التي تنص على أن كل عمل أين كان يرتكبه المرء ومسبب ض ار ار‬
‫للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض‪.‬‬

‫‪1‬بن قارة بوجمعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪23‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبتحليلنا لهذه المادة نقول أنه للحصول على التعويض يشترط توافر ثالثة شروط أساسية‬
‫وهي‪ :‬الخطأ‪ ،‬الضرر‪ ،‬والعالقة السببية‪.‬‬

‫ويعرف الخطأ اخالل بالتزام سابق يمثل هذا االلتزام كقاعدة عامة بعدم األضرار بالغير ويقوم‬
‫الخطأ على عنصرين هما عنصر التعدي وعنصر االدراك‪ ،1‬والضرر هو ذلك األذى الذي‬
‫يصيب الشخص في حق من حقوقه أو مصلحة مالية مشروعة‪ ،‬أما العالقة السببية فتعني‬
‫وجود عالقة مباشرة بين الخطأ الذي ارتكبه المسؤول والضرر الذي أصاب المضرور‪.2‬‬

‫وعليه إذا ثبت خطأ السائق فان مسؤوليته تكون ثابتة أما اذا انتفت المسؤولية المدنية عن‬
‫السائق لعدم توفر ركن الخطأ فان المتضرر ال يستفيد من التعويض اطالقا‪ ،‬و هو ما يعبر‬
‫عن فكرة المسؤولية التقصيرية التي يمثل مصدر من المصادر غير االرادية لاللتزام حيث أنه‬
‫ثمة واقعة مادية تتسم باالنحراف يقوم بها شخص معين تتسبب بذلك ضر ار للغير فيلزمه‬
‫القانون أو يلزم من هو مسؤول عنه بتعويض الضرر‪ ،‬نتيجة الخطأ القائم الذي يمثل اخالل‬
‫بالتزام قانوني‪ ،‬و تحدد مسؤولية السائق اعتمادا على تصريح الطرفين في غياب محضر‬
‫الضبطية القضائية إذا لم تكن محل نظر من قبل العدالة مع مراعاة احكام المواد ‪- 04- 03‬‬
‫‪ 05‬من المرسوم رقم‪ .34-80‬ولكن إذا اعتمد على تصريحات الطرفين في تحديد المسؤولية‬
‫الحادث على من تقع فإننا سوف نجد صعوبة في تحديد المسؤول عن الحادث نظر إلمكانية‬
‫التناقض في التصريحات بين الطرفين فنصل بذلك إلى‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة تحديد المتسبب في الحادث‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن الحالة الثانية التي يمكن أن تواجه شركات التأمين في تحديد المسؤول عن‬
‫الحادث حالة التصريح الكاذب المخالف للحقيقة من قبل أحد األطراف وهي األكثر انتشا ار‬
‫ليصعب‪.‬‬

‫‪1‬احمد طالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.226‬‬


‫‪ ،2‬بهاء بهيج شكري‪ ،‬التأمين من المسؤولية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2010،‬‬
‫ص‪.10‬‬

‫‪24‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تحديد مسؤولية الحادث‪.1‬‬

‫ولذلك فإن شركات التأمين أصبحت تجتهد في القيام ببعض اإلجراءات التي من شأنها‬

‫الوصول لحقيقة معرفة المتسبب في الحادث وذلك عن طريق‪:‬‬

‫‪-1‬معاينة مكان الحادث واجراء التحقيقات الالزمة‪.‬‬

‫‪-2‬كما قد تقوم شركات التأمين باستدعاء الطرفين لالمتثال في الشركة والقيام بالمقابلة بينهما‬

‫لمعرفة التصريح األصوب لكن هذا االجراء سبب الكثير من المشاكل والتعقيدات‪.‬‬

‫‪-3‬والحل األخير التي تقوم به شركة التأمين في حالة عدم التحقق من المسؤول عن الحادث‬
‫هو عملية التصفية للملفات المادية وهي عملية إجرائية تكون بين شركات التأمين يتم‬
‫بمقتضاها تحديد المسؤول عن الحادث من مجريات الظروف المصرح بها والوصول لنسبة‬

‫التعويض العادلة‪.‬‬

‫‪-4‬وفي حالة فشل كل هذه اإلجراءات يستطيع المتضرر اللجوء للقضاء لحسم المسؤولية‬
‫الناجمة عن الحادث أو تحديد المسؤول عن الحادث من مجريات القضية‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق نستنج أن المشرع الجزائري مزج بين الطريقة العامة التي تمثل القانون‬
‫المدني و بين قانون التأمينات الذي يمثل الشريعة الخاصة بالتأمين في تحديد األساس‬
‫القانوني لتعويض األضرار الناجمة عن حوادث المرور سواء كانت جسمانية أو مادية‪ ،‬ففي‬
‫ظل األضرار الجسمانية تجد أساسها في ظل القانون الخاص بإلزامية التأمين على حوادث‬
‫السيارات حيث تقوم على أساس نظرية المخاطر متخليا بذلك عن الخطأ كأساس لتعويض‬
‫نظ ار لصعوبة تحديد المسؤول في الحادث و تالئم فكرة المخاطر مع طبيعة ما تستلزمه‬
‫حوادث المرور رغم أن هذا التخلي عن فكرة الخطأ لم يكن كليا وهو ما أحدثه المشرع‬
‫الجزائري في اطار المواد ‪ 15-14-13‬من ذات األمر و أما في ظل األضرار المادية فقد‬
‫أبقى المشرع الجزائري على تطبيق القواعد العامة في ظل نص المادة ‪ 124‬قانون مدني‬

‫‪-1‬احمد طالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.226‬‬

‫‪25‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومزج بين المسؤولية التقصيرية و بين المسؤولية العقدية التي نطبقها في حالة تعويض‬
‫السائق الضحية‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلستثناءات الواردة على تطبيق مبدأ التعويض عن حوادث المرور‬

‫األصل أن يتم التعويض مباشرة من قبل المؤمن والذي غالبا ما يتمثل في شركات التأمين‪،‬‬
‫إال أنه في بعض الحاالت قد يتم دفع التعويض عن الضرر الناجم عن حادث مرور من قبل‬
‫هيئة خاصة أوجدها المشرع الجزائري تحقيقا لمبدأ الضمان العام في مجال حوادث المرور‬

‫المطلب األول‪ :‬حالتي السائق المتسبب في الحادث والسائق بدون وثائق‬


‫ندرس من خالل هذا المطلب نتطرق إلى نسبة التعويض مقر ار في حالة كون السائق هو‬
‫المتسبب في الحادث و في حالة ارتكاب مخالفة السياقة بدون رخصة‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة السائق المخطئ أو المتسبب في الحادث‪.‬‬


‫لقد نصت المادة ‪13‬من األمر ‪ 15-74‬على ما يلي‪" :‬إذا حمل السائق المركبة جزءا من‬
‫المسؤولية عن جميع األخطاء ماعدا األخطاء المشار إليها في المادة التالية فان التعويض‬
‫الممسموح له يخفض بنسبة الحصة المعادلة للمسؤولية التي وضعت على عاتقه إال في حالة‬
‫العجز الدائـم المعادل ل ‪ % 50‬فأكثر وال يسرى هذا التخفيض علي ذوي حقوق في حالة‬
‫الوفاة"‬

‫باستقرائنا لنص المادة يتضح لنا أن تطبيقها مرتبط بوجود سلوك خاطئ من قبل السائق‪ ،‬هذا‬
‫الخطأ يجب أن يكون مختلفا عن األخطاء المنصوص عليها في المواد‪15،14‬من نفس‬
‫األمر‪ ،‬وبالتالي فان أي خطأ يخرج عن دائرة الخطأ المنصوص عليها في المواد‪14‬و‪،15‬‬
‫يدخل في دائرة األخطاء المنصوص عليها في المادة‪.13‬‬

‫إضافة إلى هذا الشرط فإن درجة جسامة الخطأ ليست هي المأخوذة بعين االعتبار بل درجة‬
‫مشاركة الخطأ في تحقيق الضرر‪.1‬‬

‫‪ 1‬مراد علي الطراونة‪ ،‬التأمين اإللزامي من حوادث المركبات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الوراق للنشر‪ ،‬عمان ‪،2011،‬‬
‫ص‪.248‬‬

‫‪26‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حسب األمر ‪ 15-74‬فانه البد من التمييز بين الضحية السائق و الضحية الغير سائق‪،‬‬
‫ومنه يعتبر ضحية غير السائق ‪:‬الراجل‪ ،‬الدراج‪ ،‬الراكب‪ ،‬وبعبارة أخرى يعتبر كل ضحية من‬
‫لم يكن يقود السيارة فهذه الفئة من الضحايا تعوض بصفة تلقائية وكاملة دون الحاجة للتذرع‬
‫بالخطأ لينقص من حقها في التعويض في حين أن الضحية السائق ال يستفيد من نفس النظام‬
‫ألن المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 74-15‬حملته جزء من المسؤولية الشخصية‪ ،‬ومن تمة فإن‬
‫التعويض الممنوح له ينقص بتناسب طردي مع الحصة المقابلة للمسؤولية التي يتحملها إال‬
‫في حالة العجز الدائم النسبي الذي يساوي أو يفوق ‪.%50‬‬

‫وانطالقا من هذا المبدأ فانه لكي يحق للضحية السائق التعويض البد أن يثبت أنه لم يرتكب‬
‫أي خطأ‪.2‬‬

‫وعلى هذا هناك ثالث فرضيات هي‪:‬‬

‫‪.1‬عندما تكون المسؤولية في الحادث مقسمة بين السائق والضحية غير السائق فالتعويض‬
‫الممنوح لألول يخفض حسب حصة مسؤوليته بينما الثاني ال تطبق عليه هذه القاعدة‪.‬‬

‫‪ .2‬عندما يكون الضحية السائق غير مسؤول عن الحادث فإنه يعوض بالكامل مثله مثل‬
‫الضحية الغير سائق‪.‬‬

‫‪.3‬عندما يكون السائق مسؤوال مسؤولية تامة ‪ %100‬فال يستفيد من أي تعويض إذا ما لحق‬
‫به ضرر جسماني إال إذا كانت نسبة العجز الجزئي الدائم لديه تساوي أو تفوق ‪ %50‬وهنا‬
‫فإنه يستحق التعويض كامال وال يكون محل أي تخفيض‪ ،‬اما في حالة وفاته فإن التخفيض‬
‫النسبي ال يمس ذويه مهما كانت درجة مسؤوليته‪.‬‬

‫والمالحظ أنه من الناحية اإلجرائية القضائية إذا كان الضحية ليس هو السائق ال يحتاج لحكم‬
‫قضائي يحدد مسؤوليته في الحادث ليحصل على التعويض بل يكفيه إثبات الضرر الالحق‬
‫به‪ ،‬أما الضحية الغير سائق والذي لم تبلغ نسبة عجزه ‪ %50‬فإن تعويضه يخضع إلصدار‬

‫‪1‬‬
‫‪Boualem Yaici , L’indemnisation des victimes des accidents de la circulation (ordonnance74-15 du 30‬‬
‫‪janvier 1974), mémoire de magister.université d’Alger,1979 ,p106.‬‬
‫‪ .2‬زرقط سفيان‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.51‬‬

‫‪27‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حكم قضائي ويبقى القاضي وحده مؤهل لتحديد درجة مسؤولية السائق من خالل الوثائق‬
‫والتحريات والمعاينات‪.‬‬

‫ومن خالل نص المادة ‪ 13‬يتضح أنه البد من تحقق الفعل الخاطئ للسائق كشرط أولى وفي‬
‫نفس اإلطار عرف كل من القضاء والفقه الخطأ بصفة عامة على أنه انحراف عن سلوك‬
‫الرجل المعتاد مع إدراك الشخص لذلك‪ ،‬فإذا انحرف عن سلوك الواجب اعتبر مخطئا واستلزم‬
‫مسؤوليته‪ ،‬كما عرف الخطأ ايضا انه ترك ما وجب فعله أو فعل ما وجب تركه بغير قصد‬
‫ضرر‪ .1‬أما الخطأ في القيادة فقد عرف بأنه الخطأ الذي يقترفه إنسان غير متبصر ويقظ‪.2‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 15-74‬نجدأن المشرع الجزائري تطرق إلى األخطاء غير‬
‫العمدية للسائق حتى ولو كانت األخطاء تختلط ببعضها البعض في الواقع العملي‪ ،‬لذلك‬
‫فضلت بعض التشريعات عدم التفرقة بين الخطأ المؤمن له المقصود و الخطأ الغير المقصود‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وحقيقة األمر أن هذه التفرقة تفتقر إلى الدقة‪ ،‬إذ أن هذا الفعل المقصود الذي‬
‫يؤدي إلى تحقيق الخطر أو الغش الذي يرتكبه المؤمن له ال يمكن أن نسميه خطأ فهو‬
‫مقصود ‪ ،‬وإن كانت نتائجه التي أرادها المؤمن له خاطئة فهي مقصودة‪ ،‬في حين أن تسمية‬
‫األفعال غير المقصودة باألخطاء تدل على المراد منها إذا يأتي المؤمن له فعال مقصودا أو‬
‫غير مقصود على أن تكون النتيجة غير مقصودة في كل الحاالت ‪.3‬‬

‫في حين تمسك االجتهاد القضائي بعالقة األخطاء المتبادلة لتقرير أنه‪ ،‬إذا كان السائق‬
‫المتورط قد ارتكب خطأ وكذلك سائق الضحية‪ ،‬في هذه الحالة ال تكون سوى أمام إعفاء‬

‫‪1‬ـسـليمان مـرقس‪ ،‬ضـابط معيـار الخطأ فـي المسـؤولية المدنيـة‪ ،‬مجلـة القضـاء والتشريع‪ ،‬العدد ‪ ،6‬تونس‪،1973،‬‬
‫ص‪.391‬‬
‫‪2‬ـ نزيم نعيم شالل‪ ،‬دعوى حوادث السير مقارنة من خالل الفقه واالجتهاد والنصوص القانونية‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2002،‬ص‪.1‬‬
‫‪3‬االستاذ جمال فاخر الكناس‪ ،‬خطأ المؤمن له وآثاره على حقه في الضمان‪ ،‬دراسة في القانون الكويتي والقانون المقارن‪،‬‬
‫مجلة الحقوق‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،1994، 4‬ص‪.151‬‬

‫‪28‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جزئي وعلى العكس إذا كان السائق الضحية هو الوحيد المخطئ فإن اإلعفاء يجب أن يكون‬
‫تاما بدون فرض أن يكون الخطأ من قبله غير متوقع‪.1‬‬

‫إن األخطاء المنصوص عليها في المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 15-74‬هي األخطاء الغير عمدية‬
‫وليس األخطاء العمدية‪ ،‬ألن األضرار التي تسبب فيها المؤمن له بصورة عمدية تعتبر من‬
‫المخاطر الغير قابلة للضمان وهذه القاعدة مطبقة في جميع أنواع التأمين‪.‬‬

‫يختلف الخطأ العمدي عن الخطأ الغير عمدي في عدة زوايا تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬من حيث سريان عقد التأمين‪ ،‬بالنسبة لألخطاء المنصوص عليها في المادة ‪ 13‬يبقى عقد‬
‫التأمين ساري المفعول بنفس الشروط والظروف المتفق عليها سابقا رغم ارتكاب السائق هذا‬
‫الخطأ‪ ،‬أما في الخطأ العمدي يلغى عقد التأمين بأثر رجعي ويعتبر كأنه لم يكن‪.‬‬

‫ب‪-‬من حيث الجزاء بالنسبة للخطأ العمدي‪ ،‬الجزاء يكمن في استبعاد الضمان أي ال يستفيد‬
‫صاحب الخطأ من التعويض أما بالنسبة للخطأ الغير العمدي فيتمثل في تخفيض التعويض‬
‫بدرجة تتالءم ومساهمة الخطأ في إحداث الضرر‪.‬‬

‫ولكي يتحقق الشرط األول‪ ،‬أال وهو الفعل الخاطئ السائق البد أن يتميز الخطأ بمميزات‬
‫تجعله ينفرد بها عن بقية األخطاء المنصوص عليها في األمر رقم ‪ 15-74‬والمرسوم‬
‫التطبيقي له رقم ‪.34-80‬‬

‫وبصدور مرسوم رقم ‪ 38-80‬والذي نص على األخطاء التي يسقط فيها حق السائق أو‬
‫المالك في التعويض‪ ،‬وذلك طبقا للمادتين أعاله ‪3‬و‪ 5‬غير األخطاء المنصوص عليها في‬
‫المادتين ‪ 14‬و‪ 15‬من األمر ‪ ،15-74‬وعليه فيجب استبعاد األخطاء المدرجة في المادتين‬
‫‪ 3‬و ‪ 5‬من المرسوم التطبيقي من نطاق األخطاء التي تدخل في حكم المادة ‪ 13‬من األمر‬
‫المشار إليه وبالخصوص إذا تعلق األمر بالسائق الذي يتولى نقل األشخاص أو األشياء دون‬

‫‪1‬‬
‫‪Arrêt de la Cour de Cassation deuxième Chambre Civile, 13/4/1988, des arrêts de la cour‬‬
‫‪de Cassation, La deuxième Chambre Civile, numéro 15.- Arrêt de la Cour de Cassation‬‬
‫‪deuxième Chambre Civile, 17/6/1993, des arrêts de la cour de Cassation, La deuxième‬‬
‫‪Chambre Civile, numéro36- Note Groutel, Dalloz.1995,p,335 et Dalloz, 1997, p,18.‬‬

‫‪29‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذن قانوني مسبق أو السائق الذي يتكفل بنقل األشخاص أو األشياء غير مطابقة لشروط‬
‫المحافظة على األمان‪.1‬‬

‫أما القضاء الفرنسي فكان له موقف مختلفا ومتباعدا بخصوص خطأ السائق‪ ،‬فلقد رفضت‬
‫الغرفة المدنية الثانية تعويض السائق المخطئ (الضحية) إذا كان خطئه السبب الوحيد في‬
‫الحادث‪ ،2‬أما الغرفة الجنائية أجازت إمكانية منح تعويض مخفض لسائق الضحية‪.3‬‬

‫ومؤخ ار أصدرت الغرفة المدنية الثانية المحكمة النقص الفرنسية قرار رقم ‪17428-04‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪.2005/09/13‬صدر هذا القرار ضد سائق دراجة نارية ذات محرك الذي‬
‫تعرض لحادث مرور ولقد ثبت بأنه كان في حالة سكر ومتعاطي للقنب الهندي في نفس‬
‫الوقت‪.‬‬

‫كما قررت الغرفة المدنية الثانية لمحكمة النقض الفرنسية بعدم تعويض سائق الضحية‬
‫تعويضا كامال ألن هناك عالقة ما بين خطئه والضرر الذي ألحق به‪ ،‬وهذا سوف يؤثر‬
‫مباشرة على حقه في التعويض إما بإنقاص من قيمة التعويض أو حرمانه من التعويض‬
‫نهائيا‪.‬‬

‫إذن كل من المشرع الفرنسي والجزائري لم يعرفا مصطلح الخطأ الذي يكون السبب في إلغاء‬
‫التعويض بالكامل وهذا السكوت امتد حتى إلى الخطأ الذي يخفض من التعويض ضف الى‬
‫ذلك لم يشترط جسامة الخطأ‪.‬‬

‫ولهذا السبب للقاضي السلطة التقديرية لتحديد جسامة الخطأ وعلى أساسه يتم تعويض سائق‬
‫الضحية أو تقليص من قيمة التعويض أو إلغائه وفي هذه الحالة البد من قيام عالقة سببية ما‬

‫الذي يتضمن شروط تطبيق المادة من األمر رقم ‪15 -74‬المؤرخ في‬ ‫‪1‬المرسوم التطبيقي‪ ، 34-80‬المادة ‪ ، 7‬المؤرخ في ‪، 16/02/ 1980‬‬
‫المتعلق بالزامية التأمين على السيارات ونظام التعريض عن األضرار‪.‬‬ ‫‪، 30/01/ 1974‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Valerie toulet: Droit civil et les obligations, Iléme édition Paradigme manuel 2006 2007.362 Arrêt‬‬
‫‪de la Cour de Cassation deuxième Chambre Civile,24novembre 1993,Revue Trimestrielle de Droit‬‬
‫‪Civil 1994, p,376 et Arrêt de la Cour de Cassation deuxième Chambre Civile 2novembre‬‬
‫‪1994,Bulletin des Arrêts de la Cour de Cassation deuxième Chambre Civile numéro209.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Valérie.Toulet: op.cit.p,362.‬‬

‫‪30‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بين الخطأ السائق المخفض أو القصي للتعويض والضرر‪ ،‬ومثال عن ذلك سائق الضحية‬
‫الذي يقذف من سيارته بسبب عدم استعماله حزام األمن فنكون هنا أمام خطأ بإهمال وهو‬
‫الوصف الذي جاءت به الغرفة المدنية لمحكمة النقض الفرنسية في قرارها والفقرة األخيرة‬
‫الصادر في ‪.11993/02/03‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السائق بدون وثائق (السياقة بدون وثائق)‬


‫إن سائق المركبة غالبا هو من يخالف قواعد قانون المرور على الرغم من أن هذا األخير قد‬
‫تحصل على رخصة السياقة يفترض به أنه مثقف مروريا فهو لم يحصل على رخصة السياقة‬
‫إال بعد أن اجتاز فحوصات نظرية وعملية ومن المفروض هو أول من يلتزم باحترام نظم‬
‫السير باعتبارها عقدا جماعيا ملزما للناس أجمعين‪.‬‬

‫ومن بين المخالفات المرتكبة في هذا البند مخالفة األحكام المتعلقة بالسياقة بدون رخصة وهي‬
‫الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 80‬من األمر ‪ 03-09‬حيث قرر المشرع عقوبات‬
‫صارمة لمن يرتكب هذه المخالفة بتوقيع عليه عقوبة الحبس من ‪ 6‬أشهر الى سنة كاملة و‬
‫غرامة من ‪20.000‬دج إلى ‪50.000‬دج ‪ ،‬باإلضافة إلى سقوط حق السائق في هذه الحالة‬
‫في الضمان في مواجهة شركة التأمين إال الغير المتضرر من الحادث المرتكب من قبل هذا‬
‫السائق بدون رخصة السياقة يمكن له الحصول على التعويض من طرف جهات أخرى‬
‫خاصة تتمثل في صندوق ضمان السيارات‪ 2‬وهذا طبقا للمادة ‪ 09‬من األمر ‪.15−74‬‬

‫وقد قضت الكثير من األحكام القضائية في مثل هذه الحاالت السابقة واعتبرت أن قائد السيارة‬
‫المرتكب بواسطتها الحادث و التي كان يقودها دون رخصة سياقة‪ ،‬أو كان يحوز على رخصة‬
‫السياقة ولكنها ال تتعلق بنوع المركبة التي كان يقودها‪ ،‬أو أنها تتعلق بذلك‪ ،‬ولكن صالحية‬
‫هذه الرخصة قد انتهى مفعولها ولم يقم المعنى بتجديدها قبل وقوع الحادث ‪ ،‬أو غير ذلك من‬

‫‪1‬‬
‫‪Jehanne Collard- Lacan: Accidentés de la route, vos droits, Éditions Albin Michel,2003 ,page.4.‬‬
‫‪ -‬قرار صادر بتاريخ ‪1987/08/03‬عن الغرفة الجنائية الثانية للمحكمة العليا تحت رقم‪99‬و الذي جاء فيه‪" :‬لما كان‬ ‫‪2‬‬

‫مرتكب حادث المرور قاصرا اوال يحمل رخصة السياقة‪ ،‬تعين االستدعاء الصندوق كطرف في النزاع و تطبيق المادة ‪4‬‬
‫من األمر رقم‪74‬ـ‪ "15‬إن إلزامية التأمين يجب أن تغطي المسؤولية المدنية للمكتتب بالعقد و مالك المركبة و كذلك مسؤولية كل‬
‫شخص ألت له بموجب إذن منهما حراسة أو قيادة تلك المركبة‪ ،‬ماعدا أصحاب المرائب و األشخاص الذين يمارسون عادة ً السمسرة‬
‫أو البيع أو التصليح أو الرأب أو مراقبة حسن سير المركبات و كذلك مندوبيهم‪،‬وذلك فيما يتعلق بالمركبات المعهودة بها اليهم نظرا‬
‫لمهامهم"‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الحاالت في مثل هذا الشأن‪ ،‬ولوكان فيها قائد السيارة هو المؤمن له‪ ،‬فإنه يسقط عنه الحق‬
‫في ضمان التعويض من قبل المؤمن أو صندوق ضمان السيارات ماعدا في حالة ما إذا‬
‫سرقت منه السيارة أو أخذت منه عنوة وعنفا‪ ،‬أو استعملت السيارة دون علم المؤمن له‪.‬‬

‫وعليه ففي حالة النصوص الواردة آنفا‪ ،‬باإلضافة على اإلجراءات التي ينبغي اتخاذها في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬وفي قيادة المركبة فإن الحق في ضمان التعويض للسائق أو المؤمن له يسقط من قبل‬
‫المؤمن‪ ،‬أو الصندوق الخاص بذلك وفقا المادة الثالثة من المرسوم ‪ 34−80‬وكذلك المادة‬
‫السابعة فقرة الثانية من المرسوم ‪ ،37−80‬ومن ثم فإن ما يدفعه كل من المؤمن أو صندوق‬
‫ضمان السيارات من تعويض إلى المصاب أو ذويه‪ ،‬فإن يكون له الحق بعد ذلك في أن يعود‬
‫بما دفعه من تعويض على المسؤول على الحادث‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حالتي السائق السارق وشركاؤه والسائق في حالة سكر‬


‫قد يحدث حادث مرور بسبب أن المركبة تكون مسروقة من طرف السائق أو أحد شركائه أو‬
‫كون سائق المركبة في حالة سكر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السائق وشركاؤه‬


‫لقد عالج المشرع الجزائري الحالة التي يقع فيها حادث مرور للمركبة اثناء قيادتها من قبل‬
‫شخص لم يأذن له المالك المؤمن له بقيادتها أو كانت حراسة المركبة في هذه الحالة قد‬
‫انتقلت من المالك الى السارق بحيث أصبح لهذا االخير السلطة الفعلية على المركبة موضوع‬
‫الجريمة والتي يمكن أن ينتج عنها حادث مرور تنجم عنه أضرار جسمانية‪ ،‬فتطرح مسألة‬
‫التعويض وهنا ال يسأل مالك المركبة كما هو الحال بالنسبة لمستعمل السيارة دون علم‬
‫مالكها‪.‬‬

‫وانطالقا من مضمون نص المادة ‪ 15‬من األمر ‪ 15−74‬فإن السائق السارق ال يستفيد من‬
‫التعويض وكذلك شركاؤه في السرقة بصورة قطعية في حالة ما إذا تعرضوا لحادث مرور‬
‫بواسطة السيارة المسروقة‪ ،‬وال نكون أمام هذا الحرمان إال بصدور حكم اإلدانة الجزائية بجنحة‬
‫السرقة ويعتبر هذا الشرط الوحيد لتطبيق الجزاء المدني المنصوص عليه في المادة ‪ 15‬فقد‬

‫‪ 1‬سعادي محمد امين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫‪32‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫علقت هذه المادة عدم االستفادة من التعويض لسارق المركبة وشركاؤه بالنتائج المترتبة عن‬
‫تحقق شرط اإلدانة الجزائية بجنحة السرقة‪.1‬‬

‫نص المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 74−15‬على إذا سرقت المركبة فال ينتفع السارق واألعوان‬
‫من التعويض وال تسري هذه األحكام على ذوي حقوقهم في حالة الوفاة وكذلك على‬
‫األشخاص المنقولين أوذوي حقوقهم إال أن المؤمن ملزم بتغطية المسؤولية المدنية للسائق‬
‫السارق وأعوانه في مواجهة األشخاص المضرورين المنقولين وذوي حقوقهم وكذا ذوي حقوق‬
‫السائق السارق وشركاؤه في حالة وفاته‪ .‬ويؤسس هذا االلتزام بناء على نص المادة ‪ 03‬الفقرة‬
‫‪ 03‬من المرسوم ‪ 34−80‬المتضمن شروط تطبيق المادة ‪ 07‬من األمر ‪ 15−74‬وكذلك‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 37−80‬السيما المادة السابعة منه التي وسعت من دائرة المستفيدين من‬
‫التعويض لتشمل السائق السارق وشركاؤه في حالة بلوغ أو تجاوز نسبة عجزه أو عجزهم‬
‫الجزئي الدائم ‪ %66‬باعتبار أن هذه النسبة تعيق صاحبها على مواصلة نشاطه المعتاد‪ ،‬مع‬
‫المالحظة أن المدين بالتعويض في حالة العجز الجزئي الدائم الذي بلغ ‪ %66‬أو أكثر هو‬
‫صندوق ضمان السيارات مع مراعاة شروط و الحاالت التي يستوجب توفرها لتدخله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السائق في حالة سكر‪.‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 14‬من األمر ‪ 15−74‬فإنه يحرم من التعويض األشخاص الذين تثبت‬
‫مسؤوليتهم الكاملة أو الجزئية في الحادث‪ ،‬وهم في حالة سكر أو تحت تأثير الكحول أو‬
‫المخدرات أو المنومات المحظورة باعتبارهم ارتكبوا خطأ جسيما‪ ،‬وال يسري حكم هذه المادة‬
‫على ذوي الحقوق في حالة الوفاة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن المشرع كان صارما في إلغاء التمييز ما بين حالة السكر واإلدمان على الكحول‬
‫والمخدرات‪ ،‬ويؤدي تناول المسكرات سواء المواد الكحولية أو المخدرات التي تحدث تغيرات‬
‫داخلية في خاليا المخ خاصة في األجزاء التي تقوم بعمليات السيطرة على اإلرادة الواعية‪،‬‬
‫بحيث يفقد اإلنسان الخاضع لتأثيرها القدرة على وزن األمور وتقديرها فال يستطيع من ثم تفهم‬

‫‪²‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪33‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النتائج التي يمكن أن تترتب على أفعاله‪ ،‬وتنطلق رغباته المكبوتة في صور إهمال وتصرفات‬
‫غير خاضعة لرقابة العقل الواعي‪.1‬‬

‫وهذا ما عبر عنه المشرع الجزائري في المادة ‪ 18‬من األمر رقم ‪ ،03-09‬لما أشار إلى‬
‫مضاعفات الناجمة عن تناول أو تعاطي مسكر أو أي مادة أخرى شبيهة له‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫المضاعفات في التأثير على ردود أفعال السائق وقدراته أثناء السياقة‪.‬‬

‫ولكن من الناحية العملية هل هناك فرق ما بين هذه الممنوعات‪ ،‬ولمعرفة ذلك البد من تعريف‬
‫كل حالة على حده‪:‬‬

‫أوال) تعريف اإلدمان على الكحول‪:‬‬

‫يعرف اإلدمان بأنه حالة نفسية‪ ،‬وفي بعض األحيان جسمية تنتج عن التفاعل بين الفرد‬
‫والكحول وتتميز باستجابات سلوكية‪ ،‬وغير سلوكية تحتوي على شعور قسري لتناول الكحول‪،‬‬
‫على أساس استمراري أو فتري‪ ،‬أما اإلدمان على الكحول فتترجم بنسبة كمية معينة من‬
‫الكحول في الدم‪ ،‬وتقدير نسبة الكحول في الدم ب ‪ 0.20‬غ في األنف طبقا لقانون المرور‬
‫رقم ‪ ،03-09‬مما يترتب على هذه النسبة من اضطرابات عقلية وحسية خاصة في العقل‪.‬‬

‫مع العلم كانت تقدر هذه النسبة في ظل القانون القديم الملغى رقم ‪ 09-87‬في مادته ‪ 25‬ب‬
‫‪0.08‬غ في األنف أما في قانون رقم ‪ 14-01‬تقدر ب ‪ 0.80‬غ في األنف وعدلت هذه‬
‫النسبة في ظل األمر رقم ‪ 03-09‬وأصبحت تقدر ب ‪0.20‬غ في األنف‪ ،‬وتثبت هذه النسبة‬
‫بموجب خبرة تتم عادة في مخابر الشرطة العلمية التي تصنف كمؤسسات عمومية صحية‬
‫والتي تعتبر ضرورية حتى ولو اعترف الجاني بأنه في حالة سكر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف حالة السكر‬

‫‪ 1‬عامل قورة‪ ،‬محاضرات في قانون العقوبات (قسم العام الجريمة)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‬
‫‪ ،1988،‬ص‪.150‬‬

‫‪34‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السكر هو غيبة العقل من جراء تناول خمر أو ما يشبه الخمر ويعتبر اإلنسان سكرانا إذا فقد‬
‫عقله فلم يعقل قليال وال كثيرا‪ ،‬وعند محمد وأبى يوسف من فقهاء مذهب الحنفية أن السكران‬
‫هو الذي يغلب على كالمه الهذيان‪ ،‬فالسكر في حد ذاته حالة نفسية وإن كان مرجعه تأثير‬
‫مواد معينة على الجسم وخاصة خاليا المخ‪.1‬‬

‫وفي مجال المسؤولية الجزائية‪ ،‬يقسم فقهاء القانون الجنائي السكر إلى قسمين‪:‬‬

‫السكر اإلرادي‪:‬‬

‫يكون بتناول شخص مادة مخدرة أو مسكرة عن طواعية‪ ،‬فإذا ما ارتكب جريمة فإنه بال شك‬
‫يعاقب‪ ،‬والعلة في مساءلة السكران أنه مادام أقدم على تعاطي مواد مسكرة وهو علم بما‬
‫يفعل‪ ،‬فإن عليه أن يتوقع أنه يمكن أن يرتكب أخطاءجسيمة‪ ،‬إذن فهو يكون سلفا قد قبل‬
‫بالمخاطر‪ ،‬ومن ثم تترتب عليه مسؤولية كاملة‪ ،‬باعتباره نتيجة محتملة للسكر‪.2‬‬

‫السكر القهري‪:‬‬

‫وذلك حين يتناول شخص مادة يجهل طبيعتها‪ ،‬فإذا بها مسكرة تلغي اإلدراك تماما وتمنعه من‬
‫حسن توجيه إ اردته‪ ،‬ومن الحاالت األكثر وقوعا أن يتناول الشخص دواء فيه مادة مسكرة‬
‫بنسبة أكثر من طاقة تحمله‪ ،‬أو تدس له مادة مخدرة في طعام أو شراب من قبل الغير دون‬
‫أن يعلم بذلك‪ ،‬فمثل هذا الشخص إذا ارتكب جريمة‪ ،‬وكان أثناء الفعل واقعا تحت تأثير المادة‬
‫المسكرة أو المخدرة‪ ،‬بصورة ال يستطيع معها أن يفرق بين الخير والشر فإنه ال يسأل وهذا ما‬
‫أكد عليه القضاء الجزائري‪.3‬‬

‫‪1‬عبد الخالق النواوي‪ ،‬جرائم القذف والسب وشرب الخمر بين الشريعة والقانون‪ ،‬كلية االنجلو المصرية‪ ،‬مصر ‪، 1981‬‬
‫ص‪.94‬‬
‫‪ -2‬محمد السعيد رشدي‪ ،‬أثر فقد اإلدراك الناتج عن حالة السكر أو تعاطي المواد المخدرة على حق ضحية حادث السير‬
‫في الضمان (تعليق على حكم محكمة التميز الكويتية في الدعوى رقم‪ 112/85‬تجاري) مجلة محكمة شهرية تصدر عن‬
‫جمعية المحامين الكويتية‪ ،‬الكويت‪ ،‬السنة السابعة عشر أعداد أكتوبر نوفمبر ديسمبر ‪ ، 1993‬ص‪.32‬‬
‫‪3‬ملف رقم‪9895‬قرار بتاريخ ‪ ،1975/01/21‬منقول عن بلخضر مخلوف‪ ،‬ص ص‪، 28-27.‬إن حالة سكر ليست من‬
‫العوامل الناتية للركن المعنوي في الجريمة‪ ،‬ولو كان فقد اإلدراك‪ ،‬حين اقترافها طالما أن السكر حصل باختيار الفاعل‬
‫ألن القول بخالف تلك يتعارض مع أحكام دينينا الحنيف وقواعد األخالق و األداب العامة وما تقتضيه السياسية الجنائية‬
‫لمكافحة اإلجرام أو اإلنسان و يترتب على ذلك ان المسؤولية الجزائية للفاعل تزول و تنتمي متى ثبت انه القد اإلدراك و‬
‫الشعور وقت ارتكاب الفعل كان راجعا إلى حالة سكر ناتجة – عن مواد مسكرة أو مخدرة أعطيت للمتهم قهرا أو أخذها‬

‫‪35‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولإلشارة فإنه بعد صدور المرسومين ‪ 34-80‬و‪ 37-80‬تم توسيع تطبيق المادة ‪ 14‬من‬
‫األمر ‪ 15−74‬وأصبح السائق في حالة سكر أو تحت تأثير المخدرات يستفيد من التعويض‬
‫في حالة تجاوز نسبة عجزه الدائم ‪ ،%66‬باعتبار أن هذه النسبة تعيق صاحبها على مواصلة‬
‫نشاطه المعتاد‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعويض في حالة األخطاء بتوفر القصد و األخطاء دون قصد السائق‬
‫في حاالت متعددة تكون حوادث المرور بسبب أخطاء عمدية من السائق كما هناك حاالت ال‬
‫يقصد السائق حدوث تلك النتيجة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة األخطاء العمدية للسائق‬


‫يعد الخطأ عمديا كلما سعى المؤمن له إلى إحداث الضرر‪ ،‬بمعني أن الفعل الضار كان‬
‫مرغوبا فيه من طرف فاعله‪ ،‬ويتميز الخطأ العمدي في الخطأ الجسيـم‪ ،‬أما الثاني يكون نتيجة‬
‫اهمال أو عدم تبصر ولكن دون سوء نية ودون رغبة في ارتكاب الضرر‪ ،‬في حين االول‬
‫يتميز بسوء النية واتجاه االرادة بإدراك نحو ارتكاب أو إحداث ضرر للغير‪.2‬‬

‫وقد جاء في المادة الثالثة الفقرة االولى من المرسوم ‪ 34−80‬المتضمن تطبيق المادة السابعة‬
‫من األمر ‪ 15-74‬أنه تستثنى من الضمان االضرار التي تسبب فيها المؤمن قصدا ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 12‬من األمر ‪ 07-95‬المتعلق بالتأمينات والتي تقضي‪" :‬يلتزم المؤمن‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تعويض الخسائر واالضرار‪ ،‬الناتجة عن الحاالت الطارئة‪ ،‬الناتجة عن خطأ غير متعمد‬
‫من المؤمن له"‪.‬‬

‫بمفهوم المخالفة من نص المادة يتضح لنا جليا أن االخطاء العمدية مستثناة من‬
‫الضمان‪ ،‬وأن المؤمن غير ملزم بتعويضها‪.‬‬

‫على غير علم منه‪ ،‬فإن مسؤوليته الجزائية تسقط ألننا أمام ما يسعى بالسكر اإلجباري الذي يلفي اإلدراك الالزم لقيام‬
‫األهلية الحرائية مثله مثل المجنون"‪.‬‬
‫‪1‬انظر المادة السابعة من المرسوم ‪ ،37-80‬مرجع سابق‪.‬‬

‫ص ‪.20‬‬ ‫‪ 2‬سفيان زرقط ‪،‬مرجع سابق ‪،‬‬

‫‪36‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تجدر االشارة إلى وجود اختالف بين نص المادة الثالثة فقرة أولى من المرسوم ‪،45-80‬‬
‫ونص المادة السادسة من المرسوم التطبيقي ‪ ،37-80‬ففي حين نصت االولى على أن‬
‫المؤمن (شركة التأمين في هذه الحالة) يبقى ملزم بتعويض ذوي حقوق السائق المخطئ عمدا‬
‫المتوفى‪ ،‬نجد المادة السادسة من المرسوم ‪ 37-80‬تنص على أنه إذا كان الصندوق الخاص‬
‫بالتعويضات هو المدين فإن الخطأ العمدي يسري على مسبب الضرر وذوي الحقوق‪.‬‬
‫فالسؤال الذي يطرح في هذه الحالة‪ ،‬هو لماذا هذا التمييز بين الصندوق الخاص بالتعويضات‬
‫وشركة التأمين فيما يتعلق بتعويض ذوي الحقوق؟‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خطأ السائق الغير معذور‬


‫يعرف الخطأ الغير معذور على أنه‪" :‬إدراك الشخص أن هذه االفعال التي يقوم بها ستؤدي‬
‫إلى نتيجة االضط اررية أو بالغير إلى أنه ال يقصد حدوثه"‪ ،‬بعبارة أخرى إن إرادة الشخص لم‬
‫تتجه إلى إحداث فعل ضار بالغير أي عدم توافر سوء نية‪ ،‬عكس الخطأ العمدي الذي يمتاز‬
‫باتجاه االرادة الخبيثة وسيئة النية إلى إحداث الضرر عمدا‪.‬‬

‫تتجسد صورة الخطأ الغير معذور في النصوص التشريعية والتنظيمية المتعمقة بتعويض‬
‫ضحايا حوادث المرور بالضبط في نص المادة الثالثة الفقرة الثالثة من المرسوم التطبيقي‬
‫‪ ، 34-80‬هي حالة السائق الذي يتولى السياقة بدون رخصة‪ ،‬أو في حالة لـم يبلغ الشخص‬
‫السن المطلوب للحصول على رخصة أثناء الحادث أو حالة إذا لم يكن السائق مكلف بقيادة‬
‫نوع من المركبات‪.‬‬

‫ففي حالة توافر أحد الحاالت المذكورة سابقا فإن السائق يتعرض إلى جزاء مدني يتمثل في‬
‫استبعاد تعويض عن االضرار التي لحقته نتيجة خطأه الغير معذور‪.‬‬

‫الى أن المشرع أقر تعويض السائق المضرور الغير حامل لرخصة السياقة ولكن بشروط‬
‫وذلك حسب المادة ‪ 7‬من المرسوم التطبيق ‪ 37-80‬بنصه‪" :‬يستثنى من االنتفاع بالتعويض‬
‫من قبل الصندوق الخاص بالتعويضات‪ :‬السائق الذي لم يبلغ السن المطلوبة حين وقوع‬
‫الحادث أو لم تتوفر لديه الوثائق السارية المفعول والتي تنص عليها االحكام القانونية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل لقيادة المركبة‪ ،‬غير أنه ال يحتج بهذه االحكام على المصاب أو‬

‫‪37‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ذوي حقوق‪ ،‬وعالوة على ذلك ال تسري على ذوي الحقوق في حالة وفاة االشخاص المذكورين‬
‫في في الفقرات السابقة‪ ،‬أو على االشخاص الذين يعيلونهم في حالة العجز الدائم الجزئي‬
‫الذي يزيد‪.66‬‬

‫وبالتالي فال تعويض للسائق الذي يقود المركبة والغير حائز على رخصة لقيادتها أو لم يبلغ‬
‫السن القانوني لقيادة المركبة أو إذا لم يكن مكلف بسياقة نوع من المركبات إال إذا بلغت نسبة‬
‫عجزه الدائم الجزئي‪ %66‬أو أكثر وال يسري استبعاد الضمان على ذوي حقوقه‪ ،‬مع العلم ان‬
‫الصندوق الخاص لتعويضات هو المدين بالتعويض في هذه الحالة وليست شركة التأمين‪.1‬‬

‫‪ 1‬عيسى لحاق‪ .‬االستثناءات الواردة على مبدأ تعويض ضحايا حوادث المرور‪ .‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪2005،‬ـ‪ ،2004‬ص‪.76‬‬

‫‪38‬‬
‫النظام القانوني للتعويض عن حوادث المرور في الجزائر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ملخص الفصل األول‪:‬‬


‫على أنقاض سلبيات كل القوانين التي سبقت والتي لم تنصف ضحايا حوادث المرور‪ ،‬صدر‬
‫األمر ‪ 15-74‬بتاريخ ‪ 1974/01/30‬المعدل والمتم بالقانون ‪ 31-88‬المتضمن إلزامية‬
‫التأمين على السيارات ونظام التعويض عن األضرار‪ ،‬والذي تبني المشرع من خالله نظام‬
‫المسؤولية دون خطأ‪ ،‬حيث أصبح حق الضحية في الحصول علي التعويض تلقائي بمجرد‬
‫وقوع الحادث‪ ،‬دون حاجة إلثبات خطأ السائق‪ ،‬بل يكفي من الضحية أن تثبت أن الضرر‬
‫الذي أصابها كاف نتيجة تدخل مركبة ذات محرك‪ ،‬إضافة إلي استبعاد صفة الغير من أجل‬
‫الحصول علي التعويض‪ ،‬إذ يشمل التعويض حتى المؤمن له والمكتتب في عقد التأمين وهذا‬
‫بنص المادة الثامنة من االمر ‪ ،15-74‬حتى نتمكن من تطبيق األمـر‪ 15-74‬يجب أن‬
‫تتوفر شروط من شأنها أن ينتج عنها الحق عن التعويض بالنسبة للضحية المضرور جسمانيا‬
‫أو ذوي الحقوق‪ ،‬ومن بين هذه الشروط شرط وجود حادث مرور مركبة متسببة وأن يكون‬
‫الضرر جسمانيا‪ ،‬مع تبيان مجال تطبيق هذا التعويض‪ ،‬وهو ما يعكس النظرة التي تبناها‬
‫المشرع تجاه حادث المرور‪ ،‬معتب ار إياه حدث اجتماعي يتطلب عناية خاصة هذه النظرة‬
‫المتميزة لم يأخذ بها المشرع على النحو المطلق‪ ،‬إنما أورد عليها استثناءات تعتبر تضيقا من‬
‫األصل‪ ،‬بحيث أورد فئة ثانية من ضحايا حوادث المرور‪ ،‬تطبق عليها أحكام القواعد العامة‬
‫للمسؤولية المدنية‪ ،‬من خالل إعادة إدراج فكرة الخطأ‪ ،‬وهي الحاالت التي أوردتها المواد ‪،13‬‬
‫‪ 15 ،14‬من نفس األمر‪ ،‬مع وضع ضوابط لهذا االستثناء في المراسيـم التنظيمية ألمر‪-74‬‬
‫‪، 15‬بحيث يستفيد السائق رغـم خطئه من التعويض وهذا في حالة تجاوزت نسبة عجزه حد‬
‫معين‪ ،‬مع االبقاء علي حق ذوي الحقوق قائما في الحصول على التعويض في حالة وفاة‬
‫الضحية‪ ،‬وهو ما يوحي بأن المشرع لـم يستطع التخلي عن نظرته االجتماعية لحادث المرور‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫آليات استيفاء التعويض‬
‫عن األضرار الجسمانية‬
‫واملادية في حوادث املرور‬
‫وتقديره‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات استيفاء التعويض عن األضرار الجسمانية والمادية في‬


‫حوادث المرور وتقديره‬

‫تبنى المشرع من خالل نص المادة الثامنة من األمر‪ 15-74‬السالف الذكر نظرة‬


‫متميزة تجاه ضحايا حوادث المرور إذ أصبح الحق في الحصول على التعويض تلقائي‬
‫فبمجرد وقوع حادث مرور‪ ،‬يصبح التعويض حق مكتسب لضحية‪ ،‬وعن كيفية الحصول على‬
‫هذه التعويضات فقد نصت المادة السادسة عشر المعدلة بالقانون ‪ 31-88‬على أن "تحدد‬
‫التعويضات الممنوحة بالتراضي أو قضائيا في إطار حوادث المرور الجسمانية على أساس‬
‫الجدول الملحق بهذا القانون"‪ ،‬وعليه سنتطرق إلجراءات الحصول على التعويض (المبحث‬
‫األول) و التقدير القانوني للتعويض عن األضرار الجسمانية والمادية في حوادث‬
‫المرور(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إجراءات الحصول على التعويض‬


‫يعتمد تعويض ضحايا حوادث المرور في الجزائر على مجموعة من اإلجراءات بداية بالتسوية‬
‫الودية وصوال للتسوية القضائية في حال فشل المصالحة في الوصول لحل يرضي جميع‬
‫األطراف‪ ،‬وهذه اإلجراءات إن كانت واحدة في جوهرها بين الحوادث الجسمانية والحوادث‬
‫المادية إال أنها تختلف في بعض التفاصيل الجزئية الخاصة بطبيعة كل حادث على حدی‪،‬‬

‫وعليه سوف ندرس طريقة التسوية الودية (مطلب اول) وإجراءات الحصول على التعويض‬
‫امام القضاء الجزائي (مطلب ثان) مرو ار الى إجراءات الحصول على التعويض امام القضائي‬
‫المدني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طريقة التسوية الودية (المصالحة)‬


‫التسوية الودية عبارة عن وسيلة لحل النزاعات‪ ،‬والتي تؤسس على فكرة التفاوض واالبتعاد عن‬
‫إجراءات القضاء الطويلة والمكلفة‪ ،‬فهي طويلة على المضرور ومكلفة للمؤمن‪ ،‬لذا يرغب كل‬
‫من المضرور والمؤمن (شركة التأمين) في الوصول لحل ودي بينهما من أجل تقصير‬

‫‪41‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الطريق للمضرور في الحصول على التعويض عن الضرر الذي أصابه وفي ذات الوقت‬
‫تبعده عن المصاريف القضائية من جهة أخرى‪.1‬‬

‫ويختلف أسلوب المصالحة في الحادث الجسماني (فرع أول) عن الحادث المادي (فرع ثاني)‬
‫حسب طبيعة كل منها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التسوية الودية في الحادث الجسماني‬


‫تنص المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 31-88‬على أنه تحدد التعويضات الممنوحة وفقا للتشريع‬
‫الجزائري إما بالتراضي أو قضائيا في إطار حوادث المرور الجسمانية على أساس الجدول‬
‫الملحق بهذا القانون‪.‬‬

‫انطالقا من هذه النص نستشف أن المشرع الجزائري قسم إجراءات التعويض في الحوادث‬
‫الجسمانية إلى قسمين طريق المصالحة ( التراضي) والطريق القضائي في حالة عدم االتفاق‬
‫بالتراضي بين المضرور و شركة التأمين باعتبارها ضامنة للتعويض‪ ،‬وتنطلق المصالحة في‬
‫الحوادث الجسمانية من إجراءات التحقيق التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية أو األعوان‬
‫المؤهلين لذلك‪ ،‬حيث نصت المادة نصت المادة ‪ 19‬من ذات األمر على أنه يتخذ مرسوم‬
‫يصدر بناءا على تقرير وزير الدفاع الوطني‪ ،‬وزير الداخلية ‪ ،‬وزير العدل‪ ،‬و وزير المالية‬
‫تحدد بموجبه اإلجراءات المتعلقة بالتحقيق و معاينة األضرار‪.‬‬

‫وفعال صدر المرسوم رقم ‪ 35-80‬الذي يتضمن تحديد شروط التطبيق الخاصة بإجراءات‬
‫التحقيق في األضرار و معاينتها المتعلقة بالمادة ‪ 19‬من األمر رقم ‪ 15-74‬و الذي نص في‬
‫المادة األولى منه على أن كل حادث مرور يسبب أض ار ار جسمانية‪ ،‬يجب أن يكون موضوع‬
‫تحقيق يقوم به ضباط الشرطة أو أعوان الشرطة أو أعوان األمن العمومي أو كل شخص آخر‬
‫يؤهله القانون لذلك‪ ،2‬ومنه ففي حالة وقوع حادث مرور أدى إلى إلحاق أضرار جسمانية‬

‫‪1‬عبد المجيد عامر شيبوب‪ ،‬التعويض عن األضرار البدنية الناشئة عن حوادث المرور‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪،2006،‬‬

‫ص ‪.426‬‬

‫‪2‬المرسوم رقم ‪ 35-80‬المؤرخ في ‪16‬فبراير ‪ 1980‬المتضمن شروط التطبيق الخاصة بإجراءات التحقيق في االضرار‬
‫ومعاينتها‪ ،‬المتعلقة بالمادة ‪ 19‬من االمر ‪ 15-74‬المؤرخ في ‪30‬يناير ‪ 1974‬المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات‬
‫وبنظام التعويض عن االضرار‬

‫‪42‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫بالغير فإنه ال محالة سوف يكون م حل أو موضوع تحقيق ابتدائي من طرف رجال الضبطية‬
‫القضائية و تحرير محضر بذلك ثم ترسل نسخة من المحضر (‪ )PV de police‬إلى شركة‬
‫التأمين خالل مدة ال تتجاوز ‪ 10‬أيام ‪ ،1‬و يتضمن هذا المحضر على ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ‪ −‬فيما يتعلق بالحادث‬

‫أ ‪−‬ظروف الحادث‬

‫ب ‪−‬األسباب الحقيقية للحادث‬

‫ج ‪-‬إثبات مدى األضرار‬

‫‪− 2‬فيما يتعلق بأصحاب الحادث‬

‫أ ‪−‬أسماء مالكي وسائقي السيارات وألقابهم وعناوينهم‬

‫ب ‪−‬النسب الكامل للمصاب‪ ،‬وعند االقتضاء لذوي حقوقهم‬

‫‪ −3‬فيما يتعلق بالمركبة محل الحادث‬

‫أ‪ −‬رقم رخصة القيادة للسائقين وتسليمها ومكانها‬


‫‪2‬‬
‫ب – مميزات السيارات المعنية بالحادث وأرقام تسجيلها‬

‫‪ −4‬فيما يتعلق بالضامن أو المسؤول المدني‬

‫أ ـ اسم شركة التأمين‬

‫ب – عنوان شركة التأمين‪.3‬‬

‫واستنادا لنص المادة ‪ 16‬من األمر ‪ 15-74‬فإن شركة التأمين بمجرد وصولها محضر‬
‫الضبطية القضائية خالل ‪ 10‬أيام يجب عليها المبادرة الى دعوة المصاب من جراء حادث‬

‫‪1‬المادة ‪ 04‬من المرسوم ‪ ،35-80‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 03‬من المرسوم ‪ ،35-80‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 03‬من المرسوم ‪ ،35-80‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫مرور جسماني‪ ،‬وتقترح عليه التعويض المقرر قانونا أو لذوي حقوقه وإذا تطلب األمر إجراء‬
‫خبرة بعد الشهادة الطبية تندب له خبي ار لفحصه وتقدير العجز المستحق بأنواعه وعلى أساس‬
‫هذه الخبرة يتم تقدير التعويض وفقا ألحكام األمر رقم‪.15-74‬‬

‫إذن فالمصالحة في جوهرها إل ازمية على شركات التامين واختيارية بالنسبة للمضرور او ذوي‬
‫حقوقه‪ ،‬حيث لهم الخيار بين قبول التراضي وتقدير التعويض أو رفضه وقرار اللجوء إلى‬
‫القضاء‪ ،‬ومنه إذا قبل المتضرر أو ذوي حقوقه التسوية الودية يتم عندئذ تحرير محضر‬
‫يسمى محضر المخالصة ويمنح له التعويض المستحق‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصالحة في الحوادث المادية‬


‫تختلف إجراءات المصالحة في الحوادث الجسمانية عن الحوادث المادية‪ ،‬في كون هذه‬
‫األخيرة محل تحقيق ابتدائي‪ ،‬من طرف ضباط الشرطة القضائية كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للحادث الجسماني‪ ،‬وأنه يجب أن يلتزم المؤمن له بالتصريح بالحادث ( ‪ )Declaration‬لدى‬
‫شركة التأمين خالل المدة المحددة قانونا بموجب األمر رقم ‪ 07-95‬المعدل والمتمم بـاسم‬
‫شركة التأمين الضامنة لكل طرف من األطراف بسبعة أيام تسري ابتداءا من تاريخ الحادث‬
‫إال في حالة القوة القاهرة أو الحالة الطارئة‪.2‬‬

‫ويجب أن يتضمن التصريح بالحادث على ما يلي‪:‬‬

‫ا ـ أسماء والقاب وعناوين أطراف الحادث‬

‫ب ـ اسم شركة التأمين الضامنة لكل طرف من األطراف‬

‫ج – المعلومات المتعلقة بالسيارة محل الحادث (رخصة السياقة‪ ،‬البطاقة التقنية‪ ،‬الرقم‬
‫التسلسلي‪......‬الخ)‬

‫د ـ ظروف الحادث ومكانه وساعته‬

‫‪1‬طالب محمد‪ ،‬النظام القانوني لتعويض المؤمن لهم والغير‪ ،‬مداخلة في إطار يوم دراسي حول المنازعات القضائية في‬
‫ميدان التأمين بالشركة الوطنية للتأمين‪ ،‬باتنة ‪ ،2013،‬ص‪.10‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 15‬من األمر ‪ ، 07-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 04-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري‬
‫‪ ( 2006‬ج ر عدد ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 12‬مارس ‪.)2006‬‬

‫‪44‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ه ‪-‬رسم توضيحي يبين ظروف الحادث‬

‫و – وقبل دراسة التصريح من طرف شركة التأمين يتعين إرسال المؤمن له الى خبير ليجري‬
‫خبرته المسبقة ويحدد فيها مبلغ الخسائر التي يستلزم تعويضها وهذا انطالقا من المادة ‪21‬‬
‫من األمر رقم ‪ 15-74‬التي تشترط عدم تسديد أي ضرر مادي لحق مركبة مالم تكن هذه‬
‫األخيرة موضوع خبرة مسبقة بعد إعالم المؤمن بمكان وجود المركبة لمعاينة األضرار وإجراء‬
‫الخبرة عليها‪.1‬‬

‫وبعد دراسة الخبرة المقدمة من طرف الخبير ودراسة ملف الحادث المادي تقوم شركة التأمين‬
‫بتسوية الملف دون حاجة للجوء إلى القضاء وهو ما يعرف بالمصالحة‪ ،‬وإذا لم تحقق‬
‫المصالحة أو اإلجراءات الودية تعويض صاحب المركبة بصورة عادلة جاز له اللجوء إلى‬
‫القضاء من أجل استيفاء جميع حقوقه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات الحصول على التعويض أمام القضاء الجزائي‬


‫إن القانون يكفل لضحايا حوادث المرور الحق في اللجوء إلى القضاء الذي يعتبر إحدى‬
‫الضمانات القانونية في حالة فشل أسلوب التسوية الودية في تمكين المضرور من حصوله‬
‫على حقه في التعويض‪ ،‬ويستلزم الحصول على التعويض مجموعة من اإلجراءات المتسلسلة‬
‫عن طريق اتصال وكيل الجمهورية بالقضية وطريقة التصرف فيها (الفرع األول)ٍ الحكم في‬
‫الدعوى العمومية والمدنية بالتبعية أمام القضاء الجزائي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬كيفية اتصال وكيل الجمهورية بالقضية وطريقة التصرف فيها‬
‫حسب المادة ‪ 29‬من قانون اإلجراءات الجزائية "تباشر النيابة العامة الدعوى العمومية باسم‬
‫المجتـمع وتطالـب بتطبـيق القانون‪ ،"2‬وباعتبار أن الدعوى العمومية ملك المجتمع يمارسها‬
‫ويباشرها وكيل الجمهورية‪ ،‬فبمجرد وقوع حادث جسماني سببه حادث مرور تقوم مصالح‬
‫الضبطية القضائية بالتحريات األولية الالزمة لمعاينة الحادث و تحرير محضر بشأنه توضح‬
‫فيـه مكـان الـحـادث و المتسبب فيـه و أسماء الضحايا و الوضعية القانونية للسيارة و المسؤول‬

‫‪1‬المادة ‪ 21‬من األمر ‪ ،15/74‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 29‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪8‬يونيو سنة ‪،1966‬الذي يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬المعدل و المتمم‬
‫بالقانون ‪.17-07‬‬

‫‪45‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المدني و ذلك حسب المادة األولى من المرسوم رقم ‪ ،31−88‬بحيث يجب أن يكون كل‬
‫حادث مرور جسماني موضوع تحقيق يقوم بـه ضابط الشرطة القضائية أو األعوان و يرسل‬
‫بعدها أصل المحضر و نسخة مصادقة علـيها مـع جميع الوثائق الثبوتية وخاصة خريطة‬
‫الحادث خالل مهلة عشرة أيام ابتداء من تاريخ انتهاء التحقيق إلى نيابة العامة‪ ،‬و نسخة من‬
‫المحضر المحرر إلى شركات التأمين المعنية و يمكن أن يتحصل المضرور أو ذوي حقوقه‬
‫على نسخة منها من وكيل الجمهورية خالل مهلة أقصاها ثالثون يوما ابتداء من تاريخ طلبها‬
‫و يجب أن يسعي المضرور للحصول ع لى أول شهادة طبية تثبت مدى الضرر الذي لحقه و‬
‫ينبغي أن ترسل هذه الشهادة خالل ثمانية أيام ابتداء من تاريخ الحادث إلى السلطة التي‬
‫شرعت في التحقيق‪ ،‬هذا في حالة الجرح الخطأ‪.‬‬

‫أمـا فـي حـالـة القتل الخطأ فيقدم المتهم إلى السيد وكيل الجمهورية الذي تقدم لـه محضر‬
‫التحريات األولية عن الحادث الذي تكون قد حررته بعد إجراء التحقيق‪.1‬‬

‫بعد دراسة محضر الضبطية القضائية و الوثائق المرفقة به من طرف وكيل الجمهورية يكيف‬
‫هذا األخير وقائع الجريمة و يحرك الدعوى العمومية‪ ،‬ثم يحيل القضية أمام محكمة الجنح إذا‬
‫كان عجز الضحية عن العمل يفوق ثالثة أشهر أو أصيب بعاهة مستديمة بتهمة الجرح‬
‫الخطأ المنصوص و المعاقب عليهـا بـنص المادة ‪ 289‬من قانون العقوبات أو إذا كان‬
‫الضحية توفى إثر الحادث بتهمة القتل الخطأ المنصوص و المعاقب عليها بالمادة ‪ 288‬من‬
‫قانون العقوبات أما أن يحيل الضحية على قسم المخالفات إذا كان العجز يقل عن ثالثة‬
‫أشهر عمال بأحكام المادة ‪ 442‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫بهذه الكيفية يتصرف وكيل الجمهورية في الملف ويصبح طرفا في الدعوى العمومية ويمارس‬
‫الصالحيات المخولة له قانونا إلثبات التهمة والتماس العقوبة ضد المتهم أثناء المحاكمة‪.2‬‬

‫‪ 1‬محمد المنجي دعوى التعويض عن حوادث السيارات‪ ،‬دط‪ ،‬دت ص‪.47‬‬


‫‪ 2‬زرقط سفيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪46‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحكم في الدعوى العمومية والمدنية بالتبعية أمام القضاء الجزائي‬
‫بعد أن يتصرف وكيل الجمهورية في الملف المحال إليه من طرف الضبطية القضائية‪ ،‬ويحدد‬
‫له الجلسة بعد إحالته على محكمة الجنح أو المخالفات كما أشرنا سلفا‪ ،‬تأتي مرحلة المحاكمة‬
‫باعتبار أن المحكمة هي صاحبة االختصاص في ذلك‪ ،‬فالقاضي الجزائي عند فصله في‬
‫الدعوى العمومية يستند إلى وقائع القضية والنتيجة التي خلص من التحقيق والمناقشات التي‬
‫دارت بالجلسة واألدلة الثبوتية في الملف كي يحدد بعدها من المسؤول عن الحادث فقد يحكم‬
‫حينئذ بإدانة المتهم أو براءته‪ ،‬مع العلم أن ارتكاب الجريمة ينشأ عنه حقان‪ ،‬أحدهما للدولة‬
‫وهو حقها في حماية المجتمع واقتضاء العقاب والذي يتمثل في الدعوى العمومية والحق‬
‫اآلخر خاص هو حق المضرور في اقتضاء التعويض والمتمثل في الدعوى المدنية‪.1‬‬

‫و تجدر اإلشارة أن القاعدة العامة أن الحق الخاص للمطالبة بالتعويض هو من اختصاص‬


‫المحاكم المدنية لكن المشرع الجزائري استثنى من هذه القاعدة دعوى المطالبة بالتعويض عن‬
‫الضرر الناشئ مباشرة عن الفعل اإلجرامي و أجاز للمحكمة الجزائية أن تفصل فيه بالتبعية‬
‫للدعوى العمومية و كما للمضرور الحرية في اختياره أما إتباع قواعد العامة و المطالبة‬
‫بتعويض أمام القضاء المدني‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم قاضي بإرجاء الفصل إلى غاية صدور‬
‫حكم جزائي و إما المضرور يقوم بمطالبة بتعويض أمام قضاء جزائي‪.2‬‬

‫وذلك في حالة فصل القاضي الجزائي ببراءة المتهم من التهمة المتابع بها فإن القضاء ذهب‬
‫بالحكم بعدم االختصاص النعدام الخطأ الجزائي في الدعوى المدنية‪ ،‬ولقد ذهبت المحكمة‬
‫العليا في اجتهاد أول إلى اعتبار الدعويين مستقلين‪ ،‬وأن الحكم الذي صدر بهذا الشأن خطا‬
‫في قرارها رقم ‪ 24418‬بتاريخ ‪ 1983/ 04/ 05‬والذي ذكر أنه ال يمكن للقاضي الجزائي أن‬
‫يفصل في الدعوى المدنية في حالة قضائه بالبراءة‪ ،‬وهذا رغم صدور األمر ‪ 74− 15‬الذي‬
‫يهدف إلى تلقائية التعويض دون النظر للمسؤولية وذلك على أساس أن الجريمة ستبقى دوما‬

‫‪1‬‬
‫بن عبيدة عبد الحفيظ‪ ،‬إلزامية تأمين السيارات ونظام تعويض األضرار الناشئة عن حوادث المرور في التشريع‬
‫الجزائري‪، 2002 .‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬الجياللي بغدادي االجتهاد القضائي فـي المـواد الجزائيـة الجـزء األول – الديوان الوطني لألشغال التربوية – طبعة‬
‫‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.175‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪47‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫األساس القانوني والضروري إلقامة الدعوى المدنية أمام المحكمة الجزائية‪ ،‬وباعتبار أن‬
‫الدعويين مستقلين في العالقة وفي اإلثبات و في المسؤولية و حتى من حيث الحكم‪ ،‬ألن‬
‫اساس الحكم في الدعوى الجزائية هو اقتناع القاضي طبقا للمادتين ‪ 213 ،212‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫أما أساس التعويض في حوادث المرور حسب المادة الثامنة والملحق التابع لألمر ‪74/ 15‬‬
‫مادام أن األساس يختلف فإن الواقع يفرض تحديد اختصاص محكمة الجنح عند حكمهـا‬
‫بـالبراءة وهو اختصاص لم يعد يرتكز على المسؤولية الناتجة عن الخطأ إنما أصبح يرتكز‬
‫على عنصر مادي وهو الضرر أي إثبات الضرر من جراء حادث المرور‪.‬‬

‫والتعويض يتم بصفة تلقائية على أساس المسؤولية دون خطا ولعل هذا ما أقرته المحكمة‬
‫العليا في القرار الصادر يوم‪ 09/07/ 1990‬عن القسم الثالث للغرفة الثانية تحت رقم ‪/203‬‬
‫‪ 66‬والذي جاء فيه "أنه يستفاد من األمر ‪ 74−15‬وقانون ‪ 88− 31‬المعدل له أن نظرية‬
‫المسؤولية التي كانت مبنية على أساس الخطأ‪ ،‬استبدلت بنظرية الخطر التي تتمثل في‬
‫التعويض التلقائي دون مراعاة مسؤولية أي طرف في حادث المرور"‪.‬‬

‫وعلى ذلك تراجعت المحكمة العليا عن اجتهادها واستقرار رأيها حاليا على اختصاص محكمة‬
‫الجنح بالفصل في الدعويين دون الربط بينهما ال في اإلثبات وال في الحكم حيث جاء في‬
‫قرارها رقم ‪ 41078‬الصادر بتاريخ ‪1986/12/09‬على ان المجلس يفصل في الدعوى‬
‫المدنية ولو انتهت الدعوى العمومية بالبراءة معتبرة أن عدم وجود نص صريح يحدد‬
‫اختصاص القاضي الجزائي ما هو إال مجرد سهو من المشرع إذ أن مضمون األمر‪15-74‬‬
‫يدعو لتمديد هذا االختصاص‪.‬‬

‫برجوعنا أيضا إلى نص المادة ‪ 16‬من قانون ‪ 31-88‬والتي جاء فيها ضرورة استدعاء جميع‬
‫األطراف بما فيهم المؤمن (شركة التأمين) لحضور الجلسات ذات الطابع الجزائي وتمكينهم‬
‫من حق الدفاع على مصالحهم كان يقصد منح الصالحية للقاضي الجزائي الحكم بتعويض‬
‫الضحايا وذوي حقوقهم ويحميهم‪ ،‬طول إجراءات التقاضي‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫من خالل طرح الموقفين المتباينين للمحكمة العليا فيما يخص فصل القاضي الجزائي في‬
‫الدعوى المدنية بعد التصريح ببراءة المتهم في الدعوى العمومية نقول إن االجتهاد الثاني هو‬
‫األقرب للصواب‪ ،‬وهو ما ذهب إليه المشرع من خالل صياغته األمر ‪ 74− 15‬وقانون‬
‫المكمل له ‪ 88−31‬والن التسليم بهمن شانه أن يخدم العدالة االجتماعية يحمي المجتمع‪.1‬‬

‫إذن في األخير نقول أن القاضي الجزائي يبقى مختصا بالفصل في الدعوى المدنية حتى ولو‬
‫نطق ببراءة المتهم في الدعوى العمومية وهذا االختصاص يرتكز على الضرر الحاصل جراء‬
‫حادث مرور والتعويض يتم بصفة تلقائية على أساس المسؤولية بدون خطأ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات الحصول على التعويض أمام القضاء المدني‬


‫يعتبر القضاء المدني األصل وصاحب االختصاص للنظر في قضايا التعويض الناشئة عن‬
‫حوادث المرور مادام يوجد عقد تأمين عن المركبة‪ ،‬حيث يمكن للضحايا رفع دعوى قضائية‬
‫أمام القسم المدني للمطالبة بالتعويض‪ ،‬وغالبا ما يلجأ الضحايا إلى هذا الطريق إذا ما حفظت‬
‫القضية من طرف وكيل الجمهورية لوفاة المتسبب في الحادث‪ ،‬أو إذا كانت الضحية هي‬
‫المتسببة في الحادث أو إذا تم حفظ حقوق هؤالء الضحايا من طرف القاضي الجزائي‪ ،‬ويجب‬
‫أن ترفع هذه الدعوى ضد المتسبب في الحادث لزوما بحضور شركة التأمين باعتبارها‬
‫ضامنة‪.‬‬

‫وقد يجد المؤمن نفسه‪ ،‬بالرغم من تحقق استثناءات الضمان ملزما بوفاء مبلغ التأمين‬
‫للمضرور‪ ،‬في حين أنه غير ملزم المؤمن له بهذا الوفاء‪ ،‬ومن ثم يجوز للمؤمن الرجوع على‬
‫المؤمن له بما دفعه للمضرور‪.2‬‬

‫وتثار هنا إشكالية بخصوص القانون الواجب التطبيق على الحوادث عند االلتجاء إلى الدعوى‬
‫من أجل المطالبة بالتعويض‪ ،‬فيمكن اعتبار القانون الواجب التطبيق هو قانون مكان الجنحة‪،‬‬
‫بعبارة أخرى لو أخذنا مثال الجزائري الذي يسير بسيارته في تونس وقد اصطدام بها أحد‬
‫الجزائريين المستوقفين‪ ،‬فإذا فرض وأن هذه السيارة قد انحرفت بما أدى بهما إلى إصابة‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪ 1‬الجياللي بغدادي ‪،‬‬


‫‪2‬راشد راشد‪ ،‬التأمينات البرية الرامية في النوء قانون التأمينات الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪،1992،‬‬
‫ص ‪.191‬‬

‫‪49‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المستوقف المنقول مجانا بجروح‪ ،‬فإن القانون التونسي هو الذي يطبق كقاعدة عامة بحسب‬
‫مفهوم المادة ( ‪ ) 20‬من القانون المدني الجزائري التي تنص " ‪ :‬يسري على كل االلتزامات‬
‫غير التعاقدية‪ ،‬قانون البلد الذي وقع فيه الفعل المنشئ لاللتزام‪ ،..‬ما لم تكن هناك نصوص‬
‫خاصة أو اتفاقيات دولية أو معاهدات ثنائية‪ ،‬أو متعددة األطراف‪ ،‬كل ذلك في حالة المطالبة‬
‫القضائية من الضحية المتضررة المصابة في تلك الحادثة‪ ،‬فاالختصاص من حيث المبدأ إذن‬
‫‪1‬‬
‫هو للقانون المدني‪ ،‬وهذا الحل يجد في الوقت الراهن قبوال واسعا في مختلف النظم القانونية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التقدير القانوني للتعويض عن األضرار الجسمانية والمادية في حوادث‬


‫المرور‬
‫إن المشرع الجزائري بسنه لألمر رقم ‪ 15-74‬يكون قد قيد من السلطة التقديرية للقضاة في‬
‫تقدير التعويض‪ ،‬على خالف القواعد العامة التي تتسع بموجبها السلطة التقديرية للقاضي متى‬
‫توافرت شروط المسؤولية المدنية من خطأ و ضرر وعالقة سبية‪ ،‬و تجد هذه القاعدة أساسها‬
‫في اختيار المشرع الجزائري لنظام عدم الخطأ المجسد في األمر رقم ‪ ،215 -74‬ومن‬
‫االختالف الواضح بين القضاة في إصدار األحكام الخاصة بالتعويض بين المبالغ المرتفعة و‬
‫المبالغ الضئيلة التي يحددها القاضي وفقا لسلطته التقديرية‪ ،‬لذا سعى المشرع الجزائري إلى‬
‫إسناد مهمة تقدير التعويض للنصوص القانونية الملزمة لكل من شركات التأمين و القضاة‬
‫على حد سواء مع إخضاعه لرقابة المحكمة العليا ‪ ،‬و لقد شهد المشرع نقلة نوعية تتمثل في‬
‫ارتفاع مبالغ التعويض في ظل القانون رقم ‪ 31 -88‬على نحو يتالءم مع الظروف‬
‫االقتصادية الجديدة‪.3‬‬

‫ويختلف أساس التعويض بين الضرر الجسماني والضرر المادي لذا سوف نعالج في هذا‬
‫المبحث كيفية تقدير التعويض في الحوادث الجسمانية (المطلب األول) ثم كيفية تقدير‬
‫التعويض في الحوادث المادية (المطلب الثاني) ثم كيفية تعويض االضرار الجسمانية الالحقة‬
‫بذوي حقوق الضحية المتوفاة (المطلب ثالث)‪.‬‬

‫‪1‬عالوة بشوع‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬


‫‪2‬لحاق عيسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪3‬بن قارة بوجمعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬

‫‪50‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬كيفية تقدير التعويض في الحوادث الجسمانية‬


‫يخضع التعويض في الحوادث الجسمانية للقانون رقم ‪ 31-88‬المعدل والمتمم لألمر رقم‬
‫‪ 15-74‬الذي جاء مالئما للظروف اإلقتصادية الجديدة وواقع حوادث المرور‪ ،‬وانطالقا من‬
‫هذا القانون يحسب التعويض عن األضرار التي تصيب الشخص جسديا أو التي تثبت لذوي‬
‫حقوقه نتيجة وفاته على أساس األجر أو الدخل المهني للضحية دون أن يتجاوز مبلغ األجور‬
‫أو المداخيل المهنية المتخذة كأساس لحساب مختلف أصناف التعويض مبلغا شهريا مساويا‬
‫لثماني مرات األجر الوطني األدنى المضمون عند تاريخ الحادث‪ ،‬ويجب أن تكون األجور‬
‫الواجب اتخاذها بعين االعتبار لحساب التعويضات صافية من الضرائب مهما كان نوعها‪.‬‬

‫وقد قسم المشرع الجزائري التعويض عن األضرار الناجمة عن حادث جسماني إلى‪ :‬التعويض‬
‫عن األضرار الالحقة بالمصاب جسديا أو التعويض في حالة وفاة الشخص لذوي حقوقه‬
‫وفرق بين رفاة الضحية البالغة أو بين الضحية القاصرة على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أساس حساب التعويض عن العجز الكلي المؤقت وحالة العجز الجزئي الدائم‬
‫بالنسبة لحالة العجز الكلي المؤقت فإنه يتم احتساب التعويض عن الضرر على أساس الدخل‬
‫السنوي للمصاب وإذا كان بدون عمل فيحسب على أساس األجر الوطني األدنى المضمون‬
‫لعمل‪ .‬بحيث يتحصل (‪ )SNMG‬المصاب على تعويض مساوي لمـقـدار األجر أو الدخل‬
‫الوطني األدنى المضمون في األيام أو الشهور أو السنوات التي يكون فيها عاطال عن‬
‫العمل‪.1‬‬

‫مثال‪1‬‬
‫أجر العامل ‪ 6000‬دج شهريا أصيب بعجز كلي لمدة ‪ 4‬أشهر فالتعويض المستحق له هو‪:‬‬
‫‪ 24000 = 4 × 6000‬دج‪.‬‬

‫مثال ‪2‬‬
‫شخص بدون عمل‪ ،‬والدخل الوطني األدنى المـضـمـون هو ‪ 4000‬دج اصيب بعجز كلي‬
‫لمدة ‪ 8‬أشهر‪ ،‬فالتعويض المستحق له هو‪32000=8×4000 :‬دج‪.‬‬

‫‪1‬معراج جديدي‪ ،‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.150‬‬

‫‪51‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫مثال‪3‬‬
‫شخص يتقاضى أجرة شهرية‪7000،‬دج أصيب بعجز كلي لمدة سنة واحدة‪ ،‬فيكون التعويض‬
‫المستحق له هو‪ 12 ×7000 :‬شهرا= ‪84000‬دج‪.‬‬

‫حالة العجز الجزائر الدائم‬

‫يتم تقدير التعويض عن األضرار بناء على الدخل السنوي للضحية‪ ،‬هذا الدخل السنوي حدد‬
‫له المشرع في القانون رقم ‪ 31-88‬قيمة تتمثل في النقطة المرجعية أو المطابقة الموجودة في‬
‫الجداول المعدة لهذا وتضرب هذه النقطة المرجعية في نسبة العجز‪ ،‬فيتحصل بناء على ذلك‬
‫الضحية على تعويض‪ ،‬وإذا كانت الضحية بدون عمل فيحسب الدخل السنوي على أساس‬
‫األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫مثال‪:1‬‬
‫أصيب عامل يتقاض مرتب شهري ‪ 6000‬دج بعجز جزئي دائم بنسبة ‪ %40‬بسبب حادث‬
‫مرور‪ .‬فيكون مبلغ التعويض المستحق على النحو التالي‪:‬‬
‫نبحث عن الدخل السنوي للضحية‪ 12 × 6000 :‬شه ار = ‪ 72000‬دج بالرجوع إلى الجداول‬
‫الملحقة بالقانون المذكور أعاله نجد أن مبلغ ‪ 72000‬دج تقابله نقطة مرجعية هي ‪،3180‬‬
‫فيكون التـعـويـض المستـحق للضحية ‪ 127.200 = 40 × 3180‬دج‪.‬‬

‫مثال ‪2‬‬
‫أصيب شخص بعجز جزئي دائم بنسبة ‪ % 30‬بسبب حادث مرور وكان هذا الشخص بدون‬
‫عمل‪ ،‬فيكون مبلغ التعويض المستحق مثل ما ورد في المثال األول‪ ،‬بحيث نبحث عن المبلغ‬
‫السنوي للدخل الوطني األدنى المضمـون‪ ،‬وهو ‪ 4000‬د ج وقت وقوع الحادث ثم يضرب في‬
‫‪ 12‬شهرا‪ 48000 = 12 × 4000 :‬دج‪ ،‬هذا المبلغ تقابله نقطة مرجعية الجدول ‪2540‬‬
‫فيكون التعويض المستحق للضحية هو‪:‬‬

‫‪ 76 200 = 30 × 2540‬دج‪.‬‬

‫وإذا كانت الجداول الموضوعة تنتهي عند مبلغ ‪ 77 000‬دج‪ ،‬والتي تقابلها نقطة مرجعية‬
‫تاجر دخله السنوي أكبر من ‪77 000‬دج؟‬
‫ا‬ ‫بقيمة ‪ ،3280‬فكيف يكون الحل إذا كان الضحية‬

‫‪52‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫سوف نعطي الحل هنا بالنسبة لشخص دخله السنوي ‪200.000‬دج اصيب بعجز دائم بنسبة‬
‫‪ 30 %‬إن الحل في هذه الحـالـة يكمن في انتـقـاص المـبـلغ ‪ 77 000‬دج من الدخل السنوي‬
‫لذلك الشخص‪ ،‬واستخدام القاعدة الثالثية للحصول على النقطة المرجعية‬

‫أي ‪ 200.000‬دج _‪77000‬دج= ‪123000‬دج‪ ،‬فماهي النقطة المرجعية للمبلغ األخير‪ ،‬إذا‬
‫علمنا أن ‪ 500‬دج تساوي ‪ 10‬نقاط مرجعية حسب الجداول المعدة لهذا الغرض؟‬

‫واآلن نقوم بحساب النقطة االستداللية اإلجمالية للمبلغ ‪ 200000‬دج‪ ،‬والتي هي مجموع‬
‫النقطتين االستداللـيـتـين للمبلغين ‪ 123 000 + 77 000‬فتكون كاآلتي‪:‬‬

‫‪ 5740 = 2460 + 3280‬نقطة استداللية‪ ،‬وتضرب هذه النقطة في نسبة العجز فيكون‬
‫التعويض كالتالي‪( 30 × 5740 :‬نسبة العجز) = ‪ 172 200‬دج‪ ،‬إذن مبلغ التعويض‬
‫المستحق للتاجر الذي دخله السنوي ‪ 200 000‬دج‪.‬‬

‫كما أشرنا يساوي ‪ 172 200‬دج‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويض عن المصاريف الطبية والصيدالنية‬


‫يتم التعويض عن هذه المصاريف طبقا لألمر رقم ‪ 15-74‬المعدل والمتمم‪ ،‬بشكل كامل‪،‬‬
‫بشرط تقديم الوثائق الثبوتية والمستندات الطبية التي تثبت ذلك‪ ،‬وتتمثل هذه المصاريف‬
‫موضوع التعويض طبقا للملحق المرفق بالقانون ‪:31-88‬‬

‫‪ – 1‬مصاريف األطباء والجراحين وأطباء األسنان والمساعدين الطبيين‬

‫‪ – 2‬مصاريف اإلقامة في المستشفى أو المصحة‬

‫‪- 3‬مصاريف طبية وصيدالنية‪،‬‬

‫‪- 4‬مصاريف األجهزة والتبديل‪.‬‬

‫‪ - 5‬مصاريف سيارة اإلسعاف‪.‬‬

‫‪1‬معراج جديدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫‪53‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ - 6‬مصاريف الحراسة الليلية والنهارية‪.‬‬

‫‪ - 7‬مصاريف الذهاب إلى الطبيب إذا بررت ذلك حالة الضرورة‪ ،‬لكن في حالة ما إذا كانت‬
‫الحالة الصحية للضحية تستدعي أن يتم عالجها في الخارج‪ ،‬بعد التحقق من ذلك من طرف‬
‫الطبيب المستشار للمؤمن‪ ،‬تكون مصاريف هذه المعالجة موضوع ضمان طبقا للتشريع‬
‫الجاري به العمل‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعويض عن األضرار الجمالية والتألم وعن تفقمها‪.‬‬
‫يعتبر الضرر الجمالي سهل ضرر بسبب حسن المالمح الخلفية للصحية ومعدا مشكل ضرر‬
‫ينعكس على مهنة المصاب مما يسبب له نبات أو تشوهات يتم اثباتها بالخبرة‪.‬‬

‫والتعويض عن الضـرر الجمالي ال يكون عن الضرر بحد ذاته وانما عن العمليات الجراحية‬
‫الالزمة إلصالح‪ ،‬مبلغ مالي تقرره الخبرة الطبية أو تسديدها بالكامل‪ ،‬فوفقا لألمر ‪15-74‬‬
‫فيعوض المصاب عن األضرار الجمالية لغاية ‪ 200000‬دج أما إذا زادت قيمة التعويضات‬
‫المستحقة عن الضرر الجمالي عن المبلغ ‪ 2000000‬دج وإلى غاية ‪ 100000‬دج تدفع‬
‫شركة التامين ‪ %50‬من التعويض المستحق عـن ذلـك الضرر وال يمكن ان يتجاوز ذلك‬
‫المبلغ ‪6000‬دج‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون ‪ 31-88‬فإنه يقضي على تعويض كامل المصاريف والتكاليف المترتبـة‬
‫فـي العمليات الجراحية الالزمة إلصالح الضرر الجمالي المقرر بموجب خبرة طبية‪.‬‬

‫التعويض عن ضرر التألم بالرجوع إلى األمـر ‪ 15-74‬فنجـد انـه لـم يتناول التعويض عن‬
‫ضرر التألم‪ ،‬وقد تدارك المشرع ذلك في التعديل بموجب القانون ‪ 31-88‬حيث حدد الضـرر‬
‫بنوعيه المتوسط ويتم بموجب الخبرة الطبية وهذا بعد وصفه في تقرير الخبرة برموز أو ارقام‬
‫كان يرمز مثال للضرر الخفيف بـ ‪ 11‬وغالبا ما يوصف الضرر بأرقام إما من ‪ 1‬إلى ‪20‬‬
‫وبعض األحيان من ‪ 1‬إلى ‪.7‬‬

‫‪1‬زيتوني طارق‪ ،‬التعويض عن األضرار الجسمانية والمادية الناجمة عن حوادث المرور في القانون الجزائري‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪،2012، 01‬ص ص‪.358 -354 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وتقدير تفـاقم الضـرر يرجـع الـى األطباء المختصين‪ ،‬بموجب تقرير الخبرة والذي على اساس‬
‫تاريخه يحسب تعويض تفاقم الضرر‪.‬‬

‫مثال تعرض شخص لحادث مرور في ماي‪ 2001‬وتم تعويضه من نسبة عجزه المقدرة بـ ‪30‬‬
‫‪ %‬وفي جوان ‪ 2011‬طلب مراجعة نسبة العجز وثبت أن الضرر أصبح ‪ %40‬اي تفاقم‬
‫بنسبة ‪ " % 10‬ففي هذه الحالة يتم تفسير التعويض وفقا لنسبة التفاقم فقط على أساس األجر‬
‫الشهري أو الدخل أو األجر الوطني األدنى المضمون وقت التفاقم الضرر"" أي في سنة‬
‫‪.12011‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية تقدير التعويض في الحادث المادي‬


‫تتمثل األضرار المادية التي يمكن لمالك المركبة المطالبة عنها‪ ،‬في تلك األضرار التي‬
‫تلحق المركبة والتي تنقص من قيمتها‪ ،‬إال أن مالك المركبة ال يمكنه الحصول على‬
‫التعويض عن هذا النوع من األضرار إال من شركة التأمين التي اكتتب لديها‪.2‬‬

‫أما بالنسبة لموقف المشرع الجزائري من هذه األضرار ال حظنا أنه قداكتفى في القسم الثاني‬
‫من الباب الثاني من األمر رقم ‪ 15-74‬المعدل والمتمم بالنص على شرط توافر تقرير‬
‫الخبرة‪ ،3‬لكي يتم التعويض لمالك المركبة المتضررة جراء حادث مرور‪ ،4‬ولم ينص على‬
‫شروط ممارسة مهنة الخبراء لدى شركة التأمين‪ ،‬ولم يتناول النص على كيفية حساب‬
‫التعويض عن األضرار المادية‪ ،‬عكس األضرار الجسمانية التي بين كيفية حسابها‪ ،‬وحدد في‬
‫الملحق المرفق به النقاط االستداللية التي يتم االعتماد عليها لحساب التعويض‪ ،‬وعليه يمكن‬
‫القول أن المشرع الجزائري قد أولى أهمية بالغة لهذا التعويض كونه تعويضا عن األضرار‬
‫الالحقة بالشخص في جسده‪ ،‬وما هو إال تكريسا منه للحق في السالمة الجسدية‪ ،‬وهذا إذا ما‬
‫قارناه بالتعويض عن األضرار المادية‪ ،‬الذي ترك أمر حساب التعويض المستحق جرائها‬

‫‪ 1‬حلتييم سراح‪ ،‬التقدير القانوني للتعويض عن األضرار الجسمانية الناجمة عن حوادث السيارات‪ ،‬مجلة دراسات وابحاث‬
‫المجلة العربية في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ 20‬مارس ‪ 2017‬السنة التاسعة‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪2‬‬
‫زيتوني طارق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.363‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 21‬من الأمر ‪ 15-74‬بقولها‪ ":‬لا يجوز تسديد أي ضرر مادي مسبب لمركبة إذا لم تكن المركبة المتضررة‬
‫موضوع خبرة مسبقة"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Société Nationale d’Assurance, Assurance auto, Op.cit, p10 .‬‬

‫‪55‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الختصاص شركة التأمين‪ ،‬إذ تقوم هذه األخيرة بحساب هذا التعويض بناء على أركان أربعة‬
‫(‪ )04‬التي يقتضي األمر التعريف بها (الفرع األول) قبل اللجوء إلى شرح عملية حساب‬
‫التعويض (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف األركان التي تعتد بها شركة التأمين لحساب التعويض المادي‬
‫أوال‪ :‬ركن األساسيات‬

‫هي مجموعة من العناصر التي يستحيل إصالح الضرر المادي بغيابها وانعدامها‪ ،‬أو بمعنى‬
‫آخر في مجموعة من العناصر الواجب توافرها إلصالح الضرر المادي الذي لحق بالمركبة‪،‬‬
‫وتتلخص هذه العناصر فيما يلي‪ :‬أ ـ ثمن قطع الغيار المستبدلة‪ :‬هي مجمل قطع الغيار في‬
‫المركبة التي أصبحت غير قابلة لالستعمال بعد الحادث‪ ،‬حيث تقوم شركة التأمين بالتعويض‬
‫عن ثمنها بأكمله دون اإلنقاص منه بصفة مباشرة‪.‬‬

‫ب ـ ثمن الصباغة الالزمة إلعادة دهن الجزء الذي لحقه ضرر جزاء الحادث‬

‫ج – أجرة اليد العاملة‪ :‬المتمثلة في الثمن الذي يجب دفعه للميكانيكي أو اللحام الذي‬

‫يقوم بإصالح الجزء المتضرر من المركبة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ركن التوقف‬

‫يتلخص هذا الركن في تلك المدة التي تتوقف فيها المركبة عن السير بسبب الضرر المادي‬
‫الالحق بها بسبب الحادث أو ب سبب تواجدها عند صاحب المرآب إلصالحها‪ ،‬حيث يتحصل‬
‫مالكها على تعويض معادل للمدة التي تعطلت المركبة خاللها عن السير‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ركن القدم واالستعمال‬

‫هو نتيجة حتمية لقدم السيارة واستعمالها لمدة معينة من الزمن‪ ،‬أو بسبب عدم االعتناء بها‪،‬‬
‫وركن القدم واالستعمال يتم تحديده من طرف خبير السيارات‪ ،‬وبناء على ذلك التقدير يتم‬
‫‪1‬‬
‫إنقاص الثمن‬

‫‪1‬‬
‫محمودي فاطمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 35‬‬

‫‪56‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬ركن االمتياز (أعباء المومن له)‬

‫يتمثل هذا الركن في مبلغ من األموال التي يتحملها مالك المركبة بموجب عقد التأمين الذي‬
‫ينص على ذلك‪ ،‬ويقبل بموجبه المؤمن له تحمل جزء من األضرار الناجمة عن حوادث‬
‫المرور‪ ،‬لكن في حالة ما إذا قامت شركة التأمين بالمبالغة في تقدير األعباء التي يتحملها‬
‫مالك المركبة‪ ،‬لهذا األخير حق الطعن أمام مدير هذه الشركة لتحميله النسبة العادية فقط‬
‫واإلنقاص من نسبة األعباء التي تحملها اياه الشركة تنقسم هذه األعباء إلى أقسام ثالثة هي‪:‬‬

‫أ ـ االمتياز المطلق‪ :‬هو النوع األكثر استعماال في الواقع العملي‪ ،‬حيث يتم اإلنقاص من‬
‫ثمن التعويض بغض النظر عن جسامة الضرر المادي‪.‬‬

‫ب ـ االمتياز البسيط أو النسبي‪ :‬في هذا النوع تكون مساهمة المؤمن له سلبية‪ ،‬حيث أن‬
‫شركة التأمين في التي تتحمل كل األضرار ومهما كانت درجتها‪.‬‬

‫ج ـ االمتياز المحدد‪ :‬تقوم شركات التأمين فيه بتحديد نسبة األعباء التي يتحملها مالك‬
‫المركبة‪ ،‬بأن تحدد الحد األدنى واألقصى لالمتياز الذي يتحمله هذا األخير‪ ،‬وتجدر المالحظة‬
‫هنا إلى أن تحديد الحد األقصى واألدنى لالمتياز يكون بالنظر إلى حال المركبة‪.‬‬
‫وعليه فإن شركة التأمين تستفيد من عدم دفع االمتياز الذي يتحمله مالك المركبة والذي يشكل‬
‫بالمقابل عباء عليه‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حساب التعويض عن الضرر المادي‬


‫تحديد التعويض عن الضرر المادي‪ ،‬أما المقصود بالتعويض عن الضرر المادي أن مقتضاه‬
‫أن يدفع المؤمن)شركة التأمين) او المسؤول المدني مبلغ التعويض لمضرور عند تحقق‬
‫الخطر على ان يكون هذا التعويض في حدود مقـدار الضـرر الـذي لحق بالشيء محل‬
‫الضرر و على ذلك فإن التعويض الذي يلتزم به المؤمن في تامين السيارات او الذي يلتزم به‬
‫المسؤول عن احداث الضرر‪ ،‬يحدد بقيمة الضرر الناشئ عن الحـادث بحيث يتعين اال يزيد‬
‫هذا المبلغ عن قيمة الضرر الناتج عن الحادث و الحكمة في ذلك ترجع إلى اعتبارات تتعلق‬
‫بالعدالة و بالنظام العام‪ ,‬إذ ال يجوز ان يكون تحقق الخطر نتيجة الحادث وسيلة إلثراء‬

‫‪1‬زيتوني طارق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.370-365،‬‬

‫‪57‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المضـرور سواء كان المؤمن له او الغير‪ ,‬و القول بعكس ذلك من شانه إغراء مالك المركبة‬
‫على التعجيل بوقوع الخطر المؤمن منه بافتعال حادث كان يفتح باب سيارته عمدا عند‬
‫اقتراب سيارة اخرى منه فلتطمه ‪،‬وهو ما يأباه النظام النظام العام ‪،‬وتأباه عدالة المجتمع‪.‬‬

‫والعبرة في تقدير الضرر بقيمة الشيء المضرور او جزء منه تبعا لما إذا كان هالك کليا او‬
‫جزئيا ‪،‬وقت وقوع الحادث سواء زادت هذه القيمة او نقصت عن قيمة لشيء وقت الشراء أو‬
‫إبرام عقد التأمين والقيمة التي تؤخذ بعين االعتبار هـي القيمة السائدة في االشياء حسب‬
‫السوق الوطنية و االسعار الرسمية ‪،‬كما تدخل في حساب مبلغ التعويض جميع تعرضت‬
‫للتلف أو الهالك بسبب الحادث‪ ،‬وكذلك مدة تعطيل المركبة بسبب التصليح ال سيما إذا كانت‬
‫شاحنة أو حافلة أو سيارة اجرة‪.‬‬

‫والتعويض إذا لم يكـن مـقـدر في العقـد بنـص القـانون كمـا هـو الحـال في حـوادث السيارات‬
‫يتولى القاضي تقديره ويناط هذا التقدير‪ ،‬بعنصريـن‪ ،‬مـا لحـق الدائـن اي المضرور من خسارة‬
‫وما فاته من كسب‪،‬وهو ما نصت المادة ‪ 182‬من القانون المدني الجزائري التي نصت أنه‬
‫إذا لم يكـن التعويض مقدر في العقد او القانون فالقاضي هو الذي يقدره‪ ،‬و يشمل التعويض‬
‫ما لحق الدائن من خسارة و ما فاته من كسب‪.‬‬
‫وبما ان تحديد عناصر الضرر في حوادث السيارات تعتبر من المسائل الفنية فإن المشرع‬
‫الجزائري اوجب ان تكون المركبة المتضررة موضوع خبره فنية مسبقة يقوم بها خبير مختص‬
‫في السيارات ومسجل في جدول الخبراء المعتمدين‪ ،‬يبين هذا االخير بدقة نوع االضرار‬
‫وقيمتها‪ ،‬مع تحديد مدة تعطيل السيارة عند االقتضاء‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 21‬من االمر ‪-74‬‬
‫‪ 15‬علـى انه ال يجوز تسديد اي ضرر مادي مسبب لمركبـة‪ ،‬إذا لم تكن المركبـة المتضررة‬
‫موضـوع خـبرة مسبقة‪.‬‬
‫كما ان الملزم يدفع التعويض عن االضرار المادية هو‪ ،‬امـا المؤمـن إذا كـان الضـرر مغطي‬
‫عند التامين‪ ،‬واما المسؤول المدني المتسبب في الضرر في الحاالت األخرى‪ ،‬وال يمكن‬
‫مطالبة الصندوق الخاص بالتعويضات بدفع مبلغ التعويـض عـن االضرار المادية‪ ،‬ألنه غير‬

‫‪58‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ملزم إال بالتعويضات المقررة لضحايا الحوادث الجسمانية او ذوي حقوقهـم في الحـاالت بينة‬
‫في األمر المذكور اعاله‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسوية التعويض عن األضرار المادية‬


‫تبدأ عملية تسوية التعويض عن األضرار المادية التي تصيب المركبة بعد تصريح المؤمن له‬
‫بالحادث‪ ،‬هذا التصريح يجب أن يتم في أجال محددة ال تتجاوز سبعة أيام من وقوع‬
‫الحادث‪ ،2‬على أن التتجاوز المهلة التصريح ثالثة أيام‪،‬إذ يترتب على عدم التبليغ عن سرقة‬
‫المركبة سقوط الحق في الضمان‪ ،‬ولما يجوز للمؤمن تخفيض التعويض إلى حدود الضرر‬
‫الفعلي النتيجة عدم التبليغ عن السرقة في األجل المقرر‪ ،‬وهو ما أقرته المحكمة العليا في‬
‫قرارها رقم ‪ 5814675‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/11/10‬بنصه على‪ ..." :‬فإذا المؤمن له إذا‬
‫خالف االلتزامات المنصوص عليها بالفترة ‪ 05‬من المادة ‪ 15‬المذكورة وهي تشمل السرقة‪ ،‬ال‬
‫يترتب عليه سقوط الحق في الضمان‪ ،‬إنما يجوز المومن تخفيض التعويض في حشود‬
‫الصور الفعلي الذي لحق به سقوط الحق في الضمان‪ ،‬إنما يجور للمؤمن تخفيض التعويض‬
‫في حدود الفعلي الذي لحق به إذا ترتب عن مخالفة المؤمن له بعدم التصريح بالسرقة في‬
‫‪3‬‬
‫الوقت المناسب‪ ،‬نتائج ساهمت في األضرار أو في اتساع مداها"‪.‬‬

‫في حالة سرقة السيارة مع مراعاة الظروف الطارئة والقوة القاهرة‪ ،‬يقوم المؤمن له بتزويد شركة‬
‫التأمين بكل اإليضاحات الصحيحة التي تتصل بهذا الحادث وأيضا كل الوثائق الضرورية من‬
‫شهادة السياقة‪ ،‬البطاقة الرمادية للمركبة المتضررة‪ ،‬شهادة تأمين المركبة‪ ،‬مع التصريح‬

‫بالحادث الذي يتضمن كل المعلومات عن طرفي الحادث وظروفه وزمانه بالضبط‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يأخذ التصريح شكل محضر معاينة ودي موقع من سائقي المركبتين المتصادمتين‪ ،‬وقد أكدت‬
‫المحكمة العليا في ق ارراها رقم ‪ 554399‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/05/ 20‬أن المعلومات‬
‫المدونة في محضر المعاينة تبقى صحيحة‪ ،‬ما لم تقم شركة التأمين عكس ذلك‪ ،‬وقد جاء في‬

‫‪1‬بن عبيـد عبـد الحـفيـظ‪ ،‬إلـزامية تـأمين السيـارات ونظام تعويض األضرار الناشئة عن حوادث المـرور فـي التشـريع‬
‫الجزائـري‪ .‬ص ‪.52‬‬
‫‪"2‬المادة ‪ 15‬الفقرة الخامسة من األمر ‪ 07- 95‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬مجلة المحكمة العليا العدد الثاني ‪ ،2010‬ص ص ‪.167-108 ،‬‬

‫‪59‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫القرار‪" :‬حيث بالرجوع إلى القرار المطعون فيه يتبين أن قضاة الموضوع قد أعطوا أساسا‬
‫لقضائهم من محضر المعاينة الودي للحادث الذي وقعه كال السائقين واعتبروا المعلومات‬
‫الواردة به صحيحة ما دامت الطاعنة لم تقدم ما يثبت عكس ذلك المعلومات‪.1‬‬

‫بعد ذلك تقوم شركة التأمين بتعين أحد الخبراء المعتمدين لديها‪ ،‬هذا األخير مطالب بعد إجراء‬
‫المعاينة تسليم محضره في ظرف ‪ 10‬أيام‪ ،‬ويكون في ‪ 4‬نسخ‪ ،‬إحداها تبقي عند الخبير‪،‬‬
‫الثانية لوكالة التأمين‪ ،‬الثالثة للخصوم‪ ،‬والرابعة للزبون أو المؤمن له‪.2‬‬

‫يعتمد تقييم األضرار الالحقة بالمركبات على أربع محاور رئيسية؛ األول يشكل النسبة‬
‫الكبرى من التعويضات والمتعلق بقطع الغيار المتضررة من الحادث‪ ،‬وثانيها فهو أتعاب‬
‫إصالح األضرار أي ما يتقاضاه الميكانيكي أو مصلح الهيكل‪ ،‬وثالثها وهي نسبة التقادم‬
‫وآخرها التعويض عن مدة تعطل المركبة (الحرمان من التمتع بالمركبة)‪ ،‬فيما يتعلق بتقييم‬
‫قطع الغيار فيعتمد على جدول يتضمن كل أنواع قطع الغيار لكل أنواع السيارة ومعمول به‬
‫في السوق مع تماشي هذا الجدول مع تطور األسعار في السوق‪ ،‬أما التقدير الثاني الذي‬
‫يقوم به الخبير فيتعلق بأتعاب خدمات اإلصالح (الميكانيكي أو كهربائي السيارات أو‬
‫مصلح الهيكل) فيكون بناء على عدد الساعات التي يتطلبها إصالح المركبة‪.3‬‬

‫التقدير الثالث يتناول تقادم السيارة ومدى اهتالكها‪ ،‬وبالتالي اقتطاع نسبة معينة من قيمة‬
‫التعويض‪ ،‬مع التأكيد أن المعمول به من طرف الخبراء في هذه الحالة هو التقدير الشخصي‬
‫للخبير والذي يتوقف باألساس على حالة السيارة وليس عمرها‪ ،‬وأخي ار التعويض عن مدة‬
‫الحرمان من استغالل السيارة وهذا التقدير أيضا متوقف على التقدير الشخصي للخبير‪.4‬‬

‫بعد أن يقوم الخبير بعملتي المعاينة والتقييم‪ ،‬يقوم بتحرير محضر‪ ،‬يتضمن كل المعلومات‬
‫التقنية المطلوبة من قيمة كل ضرر والمبالغ المستحقة للتعويض بعد فحص كل الوثائق‬

‫‪1‬قرار منشور بمجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪ .2011 .‬ص ‪.910‬‬
‫‪2‬سمية بولحية‪ ،‬مرجع سابق ص‪.17‬‬
‫‪3‬محي الدين شبيرة‪ ،‬تأمين السيارات بين التسعيرة أو التعويضات حالة األضرار المادية ‪-‬دراسة ميدانية شركة ‪،saa‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2005/2004،‬ص‪.240‬‬
‫‪4‬محي الدين شبيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪60‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المقدمة‪ ،‬ودراسة ظروف الحادث اعتمادا على محضر المعاينة الودي‪ ،‬تحدد مسؤولية كل‬
‫طرف في الحادث للقيام بمتابعة مؤمن الطرف اآلخر إذا كان هو المتسبب في الحادث‪،‬‬
‫ومراسلته بواسطة وثيقة تمأل من طرف وكالة المتضرر توجه إلى وكالة المتسبب في الحادث‪،‬‬
‫مرفقة بكل الوثائق الضرورية‪ ،‬وهنا على مؤمن الطرف المتسبب في الحادث الرد على‬
‫المتابعة في ظرف ‪ 15‬يوما‪.1‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى توقيع متعاملي قطاع التأمين في الجزائر على اتفاقية جماعية سميت‬
‫"اتفاقية التعويض المباشر للمؤمن لهم" وهذا بعد موافقتهم جميعا وبدون تحفظ على بنود‬
‫االتفاقية وبدء العمل بها من الفاتح جانفي ‪ ،2001‬تقضي هذه االتفاقية بتعويض مباشر‬
‫لألضرار المادية للسيارات‪ ،‬وذلك بمناسبة حادث واقع في الجزائر بين سيارتين فقط على أال‬
‫يتجاوز مبلغ هذه التعويضات الـ ‪ 20‬ألف دينار جزائري‪.2‬‬

‫وكان من بنود االتفاقية نص المادة ‪ 19‬الذي يقضي بضرورة إجراء خبرة مضادة كل الحوادث‬
‫التي يفوق مبلغها ‪ 30.000‬دج‪ ،‬غير أن المحكمة العليا اعتبرت هذه االتفاقية غير ملزمة‬
‫للقضاة‪ ،‬وهذا ما أقرته المحكمة العليا في قرارها رقم ‪ 230684‬الصادر بتاريخ‬

‫‪ 2001/03/ 13‬والذي جاء فيه‪" :‬حيث أن االتفاقية ‪ 1997/01/13‬التي يشير إليها‬


‫المدعون في الطعن ال تربط في الواقع من حيث القانون إال موقعي هذه االتفاقية‪ ،‬وأن حرقها‬
‫أو عدم تطبيقها من قبل طرف آخر غير موقع على االتفاقية ال يمكن أن يؤدي للنقض‪.‬‬

‫حيث أن القضاة ليسوا ملزمين إال بتطبيق القانون‪ ،‬فإنهم قد سببوا قرارهم تسبيا سليما باالستناد‬
‫إلى المواد ‪ 23 ،22 ،21‬من األمر ‪.15-74‬‬

‫حيث أنه يذكرهم في قرارهم بأن المبالغ الممنوحة على سبيل التعويض على الضرر المادي‬
‫المسبب لسيارة الضحية مؤسسة على خبرة أجريت من قبل خبير معين من شركة التأمين طبقا‬
‫للنصوص القانونية المذكورة أعاله فإن قضاء الموضوع سببوا قرارهم تسبيبا كافيا‪.‬‬

‫‪1‬سمية بولحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪2‬محي الدين شبيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪61‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫حيث في األخير‪ ،‬فإن األمر بخبرة مضادة متروك لسيادة تقدير قضاة الموضوع‪ ،‬فإنه يتعين‬
‫أن هذين الوجهين غير مؤسسين‪ ،‬وبالتالي فهي رفض الطعن ‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تعويض األضرار الجسمانية الالحقة بذوي حقوق الضحية المتوفاة‬
‫سنتطرق من خالل هذا المطلب كيفية تقدير التعويض وطريقة دفعه‬

‫الفرع األول‪ :‬التعويض في حالة وفاة الضحية بالغة‬


‫يتم تقدير التعويض وفق األسس اآلتية‪ ،‬إذا كان المتوفي أجي ار‪ ،‬فإن تقدير التعويض يتم على‬
‫أساس دخله السنوي‪ ،‬وإذا كان المتوفي بدون عمل‪ ،‬فأساس التقدير‪ ،‬حسب األجر الوطني‬
‫األدنى المضمـون‪ ،‬وفي كال الحالتين فإن النقطة االستداللية نبحث عنها من خالل هذا الدخل‬

‫السنوي حسب المعامالت اآلتية‬

‫‪ 30‬للزوج‪ ،‬أو الزوجة (أو الزوجات)‬

‫‪ 15‬لكل واحد من األوالد القصر دون الراشدين‬

‫‪ 10‬لالب‬

‫‪ 10‬لألم‬

‫وال يمكن أن يتجاوز مجموع المعامالت لذوي الحـقـوق ‪ ،100‬وال يمكن أن يتجاوز الدخل‬
‫الذي يعتمد في إخراج النقطة المرجعية ثماني مـرات األجـر الوطني األدنى المـضـمـون وقت‬
‫وقـوع الـحـادث في كالحاالت‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫توفي شخص راشد بسبب حادث مرور ترك زوجة ثالثة أوالد قصر واألم‪ ،‬والسؤال الذي يطرح‬
‫ما هو مبلغ التعويض المستحق لكل واحد من هؤالء إذا كان المتوفي بدون عمل؟‬

‫‪1‬نبيل صقر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.234-233،‬‬

‫‪62‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫إذا كان األجر الوطني األدنى الـمـضـمـون شهريا هو ‪ 4000‬د ج وقت وقوع الحادث‪ ،‬فيكون‬
‫الدخل السنوي هو‪ 48000 =12×4000 :‬دج‪ ،‬وهذا للمبلغ تقابله نقطة استداللية هي‬
‫‪ 2540‬دج‪.‬‬
‫نقوم بضرب هذه النقطة في معامل كل واحد من ذوي الحقوق‪ :‬الزوجة‪= 2540 × 30 :‬‬
‫‪ 76 200‬دج‪ ،‬هذا المبلغ هو المستحق للزوجة‪.‬‬
‫الولد الواحـد‪ 38 100 = 2540 × 15 :‬دج‪ ،‬وهو المبلغ المستحق لكل ولد قاصر‬
‫األم‪ 25 400 = 2540 × 10 :‬دج وهو المبلغ المستحق لألم‪.‬‬
‫وفي الحالة األخيرة‪ ،‬المتمثلة في وفاة قاصر‪ ،‬فإن مبلغ التأمين (التعويض) المستحق لوالديه‪،‬‬
‫يقدر بناء على سنه‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حالة وفاة الضحية القاصر‬


‫يتم التعويض على النحو التالي‪ :‬فإذا كان عمره أقل من (‪ )06‬ست سنوات‪ :‬فإن األب واألم‬
‫يستحقان مما تعويضا قدره مرتين المبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون وقت وقوع‬
‫الحادث‪.‬‬

‫أما إذا كـان المـتـوفي القـاصـر يـتـراوح عمـره بين ست (‪ )06‬سنوات وتسعة عشر (‪ )19‬سنة‬
‫فإن والديه يتحصالن على تعويض قدره ثالث مـرات الدخل السنوي لألجـر الوطني األدنى‬
‫المـضـمـون وقت وقوع الحادث‪ ،‬وفي حالة وفاة أحـد األبوين‪ ،‬يعـود التـعـويـض كـامـال إلى من‬
‫يبقى على قيد الحياة‪ .‬والذي يالحظ‪ ،‬أن هذا التعويض المقـدم للوالدين يأخذ شكل تعويض‬
‫معنوي أكثر منه مادي‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية دفع التعويض‬


‫تطبيق للمادة ‪ 16‬من األمر ‪ 15-71‬المعدلة بالقانون ‪ 88-31‬فانه يدفع التعويض للضحية‬
‫أو ذوي حقوقها اختياريا ‪،‬في شكل ريع أو رأسمال بالنسبة للمستفيدين البالغين سن الرشد‬

‫‪1‬معراج جديدي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.155-154،‬‬


‫‪2‬معراج جديدي‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.168-167،‬‬

‫‪63‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وذلك حسب الشروط المحددة‪ ،‬فقد اعتمد المشرع على أساليب لتقدير التعويض الواجب األداء‬
‫للصحية أو ذوي حقوقه في صورة رأسمال تأسيسي او على شكل ابراد (ريع)‪.‬‬

‫الرأسمال التأسيسي وهو تقدير مبلغ التعويض علـى أسـاس تقديمه لدفعة واحدة وللحصول على‬
‫الرأسمال التأسيسي لضرب النقطة االستداللية المقابلة لألجر أو المرتب السنوي للضحية‬
‫العامـل‪ ،‬أو األجر السنوي الوطني في مقدار العجز وفقا لما سبق لتفصيله‪.‬‬

‫ويقصد بالريع‪ :‬يمكن تعريف الريع أنه ذلك الراتب أو المنحة التي يتم دفعها للمصاب ننتجه‬
‫إصابته بحادث سير الذي سبب له عجز مؤقت أو دائم أو عاهة مزمنة تبعده عن العمل‬
‫الريع الموقت في حالة إذا كان المستفيد قاصر أي كانت صفته فيتحصل إلزاميا على‬
‫التعويض في شكل ريع موقت عندما يتجاوز مبلغه أربعة أضعاف المبلغ السنوي لألجر‬
‫الوطني األدنى المضمون اي اذا تجاوز التعويض‪270000=4×15000 :‬فيدفع في شكل‬
‫ريع موقت وهذا بلسمة الرأسمال التأسيسي على معامل الربع المؤقت حسب سن الضحية من‬
‫‪ 0‬إلى ‪19‬سنة‪.‬‬

‫الريع العمـري أما فيما يتعلق بالضحايا او ذوي حقوقهم السالفين السن المعترف بأنهم عجـرة‬
‫إلزاميا في شكل ريع عمري عندما يتجاوز التعويض المستحق لهم أربع أضعاف المبلغ‬
‫السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون‪ ،‬الذي يتحول بقوة القانون إلى ريع مدى الحياة‬
‫وللحصول على مبلغ المعاش يقسم مبلـغ الرأسمال التأسيسي على معامل المعاش حسب سن‬
‫الضحية والمحدد بين ‪ 0‬إلى ‪ 19‬سنة‪.‬‬

‫ان التعويض المنصوص عليـه فـي األمـر ‪ 15-74‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 31-88‬ال يمكن‬
‫أن يجمع بين التعويضات التي يستحقها نفس الضحايا من نفس الحادث بعنوان التشريع‬
‫المتعلق بالتعويض عن حوادث العمل واالمراض المهنية فال يمكن للضحايا االستفادة من‬
‫التعويضات المقررة على أساس أنه حدث عمل وهي نفس الوقت االستفادة من مبلغ التأمين‪،‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى ان التعويض عن المصاريف الطبيـة والصيدالنية المستحق لضحايا‬

‫‪64‬‬
‫آليات استيفاء التعويض عن األضرار اجلسمانية واملادية يف حوادث املرور وتقديره‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫حوادث المرور أو لذوي حقوقيهم‪ ،‬غير مرتبط بالتشريع المتعلق بحوادث العمل وباألمراض‬
‫‪1‬‬
‫المهنية‪.‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫أقر المشرع الجزائري من خالل األمر ‪ 15-74‬المعدل والمتمم للقانون ‪ 31-88‬المتعلق‬
‫بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار مجموعة من التعويضات عن‬
‫األضرار الجسمانية أو المادية التي تصيب الضحية أو ذوي حقوقيا‪ ،‬وذلك تجسيدا لحماية‬
‫حق األفراد في سالمهم وأمنهم من المخاطر التي تحدثها المركبات ‪.‬‬

‫وقد حدد طريقة احتساب قيمة التعويضات صراحة قانونا‪ ،‬معتمدا على األجر الوطني‬
‫األدنى المضمون كأساس ومرجع لحساب قيمة ومقدار التعويض‪ ،‬سالبا بذلك كل سلطة‬
‫تقديرية من القاضي‪ ،‬والذي ليس له هو إال مراقبة تطابق التعويضات الممنوحة مع ما هو‬
‫مقرر قانونا‪.‬‬

‫وتكمن الحكمة من توضيح كيفية حساب التعويض عن حوادث المرور في رغبة المشرع‬
‫لتيسير عملية حصول المضرور على التعويض إما عن طريق التسوية الودية‪ ،‬وإما عن‬
‫طريق التقاضي‪ ،‬وذلك طبعا في حالة فشل أسلوب المصالحة أو التسوية الودية في حل‬
‫النزاع‪.‬‬

‫‪1‬استاذ حلتييم مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة‬
‫من خالل دراستنا لموضوع التعويض عن حوادث المرور في نطاق التشريع الجزائري‪،‬‬
‫توصلنا إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬نذكر أهمها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التعويض عن حوادث المرور يرد في إطار ما يعرف بمبدأ التعويض التلقائي الذي جسده‬
‫المشرع الجزائري صراحة من خالل المادة الثامنة من األمر ‪ 15-74‬المعدل والمتمم‪ ،‬وهذا‬
‫يعكس التغيير الجذري الذي أحدثه المشرع الجزائري في التعويض عن الضرر الذي قد‬
‫يكون جسمانيا أو ماديا ناجما عن مركبة ذات محرك و مقطوراتها ونصف مقطوراتها‪.‬‬

‫‪ -‬يتميز التعويض عن حوادث المرور بطابع العمومية أو الشمولية‪ ،‬وذلك من حيث‬


‫األشخاص الذين لهم الحق في المطالبة بالتعويض‬

‫‪ -‬جسد المشرع الجزائري من خالل ‪ 15-74‬السالف الذكر مبدأ ازدواجية الهيئات المكلفة‬
‫بالتعويض‪ ،‬فجعل من شركات التأمين الجهة الضامنة األصيلة في حال وقوع حداث مرور‬
‫عن مركبة مؤمن عليها‪ ،‬وذلك انطالقا من الرابطة العقدية التي يحكمها مبدأ العقد شريعة‬
‫المتعاقدين مما يحتم على هذه الشركات التقيد بمقتضيات هذا العقد واعالم المؤمن لهم بكافة‬
‫حقوقهم و كافة واجباتهم قبل وقوع الحادث‪ ،‬أما الهيئة الثانية فتتمثل في صندوق ضمان‬
‫السيارات كجهة استثنائية مفعلة في تعويض ضحايا الحوادث الجسمانية دون المادية‪ ،‬وذلك‬
‫في حالة غياب التغطية التأمينية أو في حاالت استثنائية أخرى تتعلق أغلبها باستثناءات‬
‫الضمان المنصوص عنها في المادة السادسة من المرسوم ‪ 37-80‬أو حالة بقاء المتسبب‬
‫في الحادث مجهول أو الحالة التي يكون فيها المتسبب في الحادث غير مؤمن على مركبته‪،‬‬
‫وهذا يدل على أن المشرع الجزائري قد وسع من دائرة الحماية القانونية المقررة لضحايا‬
‫حوادث المرور من خالل هذه االزدواجية‪ ،‬بالرغم من عدم استبعاده الكلي لمبدأ المسؤولية‬
‫الجزئية والخطأ العمدي ودوره في قيام المسؤولية المدنية التي تمثل التزام المتسبب بالخطأ‬
‫الذي أحدث ضر ار بالتعويض عن خطئه‪.‬‬

‫‪ -‬إن التعويض عن حوادث المرور في الجزائر عبارة عن تعويض محدد بمقتضى القانون‪،‬‬
‫ويقصد بذلك عدم اخضاع التعويض المستحق لضحايا حوادث المرور للسلطة التقديرية‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمة‬

‫للقاضي وإنما لنصوص القانون‪ ،‬وهو ما كرسه المشرع الجزائري من خالل جدول‬
‫التعويضات الممنوحة لضحايا حوادث المرور كملحق للقانون ‪ 31-88‬المعدل والمتمم‬
‫لألمر ‪ ،15-74‬وهو ما يدفعنا إلى القول أن التعويض عن حوادث المرور ينفرد بقواعد‬
‫خاصة تختلف عن تلك المقررة في إطار القواعد العامة‪.‬‬

‫أما اإلقتراحات‪ ،‬فتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نقترح على المشرع الجزائري إعادة النظر في مسألة إقرار الحق في التعويض عن الضرر‬
‫المعنوي لذوي حقوق الضحية المتوفاة فقط‪ ،‬وذلك بتمديد نطاق التعويض عن الضرر‬
‫المعنوي ليشمل كل المتضررين من حوادث المرور دون استثناء‪ ،‬وهو ما يتطلب تعديل البند‬
‫الخامس من الملحق الخاص بكيفية احتساب التعويض في مجال الحوادث المرورية‪.‬‬

‫‪ -‬إن فكرة المساواة المقررة في تقدير التعويض لضحايا حوادث لها إيجابياتها‪ ،‬إال أنها في‬
‫نفس الوقت لها مساوئ‪ ،‬كونها تساوي بين المضرورين باإلعتماد على النقطة اإلستداللية‬
‫التي تؤخذ كأساس لحساب قيمة التعويض‪ ،‬والتي تحدد على أساس األجر السنوي للعامل‪،‬‬
‫وبالتالي يتضرر ال محالة ذوي الدخل الضعيف‪ ،‬وال يحصلون على ذات التعويض الذي‬
‫يحصل عليه ذوي الدخل المرتفع‪ ،‬وإن كان الضرر نفسه‪ ،‬وبالتالي نقترح إعادة النظر في‬
‫فكرة احتساب التعويض على أساس األجر فقط‪ ،‬وإضافة معايير أخرى كم ارعاة الظروف‬
‫الشخصية واإلقتصادية للضحية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪69‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫المصادر‪:‬‬

‫النصوص القانونية‬

‫‪ )1‬األمر رقم ‪ 15-74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1974‬يتعلق بإلزامية التأمين على‬


‫السيارات وبنظام التعويض عن حوادث المرور‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬الصادرة في‬
‫‪ 19/02/1974‬العدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 31-88‬المؤرخ في ‪،19/07/1988‬‬
‫ج ر عدد ‪ 29‬الصادرة في ‪ 20‬يوليو ‪.1988‬‬

‫‪ )2‬األمر ‪ 95-07‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪1995‬المتعلق بالتأمينات( ج ر عدد ‪13‬‬


‫لسنة ‪ ،)1995‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 06-04‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ (2006‬ج‬
‫ر عدد ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 12‬مارس ‪.)200‬‬

‫‪ )3‬األمر ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون المدني الجزائرين ج‬


‫ر عدد ‪،78‬مؤرخة في ‪30‬سبتمبر ‪ ،1975‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪10-05‬‬
‫المؤرخ في ‪ ، 2005/06/20‬ج ر عدد ‪ 44‬صادرة في ‪ ، 2005/06/20‬والقانون‬
‫‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ ،2007/05/13‬ج ر عدد ‪ 31‬صادرة في ‪.2007/05/13‬‬

‫‪ )4‬قانون ‪31-88‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 1988‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪15-74‬‬


‫المتعلق بالزامية التأمين على السيارات‪.‬‬
‫‪ )5‬المرسوم رقم ‪ 34-80‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1980‬المتضمن تحديد شروط تطبيق‬
‫المادة ‪ 07‬من األمر ‪.15-74‬‬
‫‪ )6‬المرسـوم رقـم ‪ 35-80‬المـؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1980‬المتضمن تحديـد شـروط‬
‫التطبيـق الخاصـة بإجراءات التحقيق في األضرار ومعاينتها التي تتعلق بالمادة ‪19‬‬
‫من األمر‪.15-74‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ )7‬المرسوم رقم ‪ 36-80‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1980‬المتضمن تحديد شروط التطبيق‬


‫الخاصة بطريقة تقدير العجز ومراجعتها التي تتعلق بالمادة ‪ 20‬من األمر ‪.15-74‬‬
‫‪ )8‬المرسوم رقم ‪ 37-80‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1980‬المتضمن تطبيق المادتين ‪32‬‬
‫و‪ 34‬من األمر ‪.15-74‬‬
‫‪ )9‬القانون المدني ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫احمد طالب‪ ،‬بهاء بهيج شكري‪ ،‬التأمين من المسؤولية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)1‬‬
‫االولي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫ادريس العبد الوي‪ ،‬شرح قانون مدني ‪-‬النظرية العامة االلتزام‪ ،‬د‪،‬ط‪ ،‬دون دار نشر‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الجزء الثاني ‪،‬د‪،‬ت‪.‬‬
‫بن عبيدة عبد الحفيظ‪ ،‬إلزامية تأمين السيارات و نظام تعويض األضرار الناشئة عن‬ ‫‪)3‬‬
‫حوادث المرور في التشريع الجزائري‪ .‬ط ‪.2002‬‬
‫بهاء بهيج شكري‪ ،‬التأمين من المسؤولية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬ ‫‪)4‬‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010،‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬التأمينات البرية الرامية في النوء قانون التأمينات الجزائري‪ ،‬ديوان‬ ‫‪)5‬‬
‫المطبوعات الجامعية الجزائر‪.1992،‬‬
‫سعيد السيد قنديل‪ ،‬مشكالت تعويض حوادث السير بين استهداف التغطية الشاملة‬ ‫‪)6‬‬
‫وعدم كفاية المباشر المحدود‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2014،‬‬
‫عابد قايد‪ ،‬التعويض التلقائي لألضرار بواسطة التأمين وصناديق الضمان‪ ،‬دراسة‬ ‫‪)7‬‬
‫مقارنة في القانون المصري والفرنسي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2014،‬‬
‫عامل قورة‪ :‬محاضرات في قانون العقوبات (قسم العام الجريمة)‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪.1988،‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫عبد الخالق النواوي‪ ،‬جرائم القذف والسب وشرب الخمر بين الشريعة والقانون‪ ،‬كلية‬ ‫‪)9‬‬
‫االنجلو المصرية‪ ،‬مصر‪.1981 ،‬‬
‫‪ )10‬عبد المجيد عامر شيبوب‪ ،‬التعويض عن األضرار البدنية الناشئة عن حوادث‬
‫المرور‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.2006،‬‬
‫‪ )11‬مراد علي الطراونة‪ ،‬التأمين اإللزامي من حوادث المركبات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الوراق للنشر‪ ،‬عمان ‪.2011،‬‬
‫‪ )12‬معراج جديدي‪ ،‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الساحة المركزية‪-‬بن عكنون الجزائر‪.‬‬
‫‪ )13‬نبيل صقر‪ ،‬حوادث المرور نصا وفقها وتطبيقا (ق اررات المحكمة العليا حول حوادث‬
‫المرور)‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2009،‬‬
‫‪ )14‬نزيم نعيم شالل‪ ،‬دعوى حوادث السير مقارنة من خالل الفقه واالجتهاد والنصوص‬
‫القانونية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2002،‬‬

‫المذكرات‪:‬‬

‫بحماوي الشريف‪ ،‬التعويض عن األضرار الجسمانية بين األساس التقليدي للمسؤولية‬ ‫‪)1‬‬
‫المدنية واألساس الحديث‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2008-2007،‬‬
‫حلتييم سراح‪ ،‬التقدير القانوني للتعويض عن األضرار الجسمانية الناجمة عن حوادث‬ ‫‪)2‬‬
‫السيارات‪ ،‬مجلة دراسات وابحاث المجلة العربية في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪20‬‬
‫‪،‬مارس ‪.2017‬‬
‫زيتوني طارق‪ ،‬التعويض عن األضرار الجسمانية والمادية الناجمة عن حوادث‬ ‫‪)3‬‬
‫المرور في القانون الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد‪.2021 ، 01‬‬
‫سعدي محمد األمين‪ ،‬التأمين على حوادث المرور في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬ ‫‪)4‬‬
‫شهادة الماجيستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائر‪،2016،‬‬
‫سفيان زرقط‪ ،‬نظام تعويض األضرار الجسمانية الناشئة عن حوادث المرور في‬ ‫‪)5‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ‪ ،2005،2004‬ص‪.12‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫سمية بولحية‪ ،‬النظام القانوني لعقد التأمين على المركبات في التشريع الجزائري‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانون العقود المدنية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2010‬ـ‪ 2011‬ص‪.30‬‬
‫عالوة بشوع‪ ،‬التأمين اإللزامي من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في‬ ‫‪)7‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2006/2005،‬‬
‫عالوة بشوع‪ ،‬التأمين في المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪)8‬‬
‫ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة متنوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة‬
‫‪.2006/2005‬‬
‫محمودي فاطمة‪ ،‬المسؤولية المدنية عن حوادث المرور‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪)9‬‬
‫شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2011- 2010،‬‬
‫‪ )10‬محي الدين شبيرة‪ ،‬تأمين السيارات بين التسعيرة أو التعويضات حالة األضرار المادية‬
‫‪-‬دراسة ميدانية شركة ‪ ،saa‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2005/2004،‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫االستاذ جمال فاخر الكناس‪ ،‬خطأ المؤمن له وآثاره على حقه في الضمان‪ ،‬دراسة‬ ‫‪)1‬‬
‫في القانون الكويتي والقانون المقارن‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪.1994، 4‬‬

‫بوزيدي محمد‪ ،‬المصالحة في مجال تعريض ضحايا حوادث المرور‪ ،‬المجلة‬ ‫‪)2‬‬
‫القضائية العدد‪ ،2‬لسنة ‪.1992‬‬
‫راضية مشري "التعويض عن األضرار الجسمانية في حوادث المرور"‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫‪)3‬‬
‫للدراسات األكاديمية‪ ،‬مجلد ‪ ،6‬ع‪ ،3‬سبتمبر ‪.2019‬‬
‫ـسـليمان مـرقس‪ ،‬ضـابط معيـار الخطأ فـي المسـؤولية المدنيـة‪ ،‬مجلـة القضـاء‬ ‫‪)4‬‬
‫والتشريع‪ ،‬العدد‪ ،6‬تونس‪،1973،‬‬
‫علي بوحجيلة‪ "،‬تأمين المسؤولية الناتجة عن حوادث المرور ومسألة وقوع الحادث‬ ‫‪)5‬‬
‫بسبب القيادة في حالة سكر أو تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو المنومات المحظورة"‪،‬‬
‫مجلة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،7‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬افريل‪.2003‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ نظام التعويض عن االضرار الناجمة عن حوادث المرور في‬،‫الغوثي بن ملحة‬ )6


.‫ت‬.‫ د‬4 ‫ المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية العدد‬،‫القانون الجزائري‬
‫ مجلة‬،" ‫ "نظام تعويض عن األضرار الجسمانية عن حوادث المرور‬،‫مغني دليلة‬ )7
.‫ت‬.‫ د‬،26 ‫ العدد‬،‫ جامعة أدرار‬،‫الحقيقة‬
:‫المراجع بالغة الفرنسية‬

1) Boualem Yaici,L’indemnisation des victimes des accidents de


Encyclopédie Dalloz Civil II Assurance ,Assurance Automobile
par catherine CAILLE octobre 1997.
2) Jehanne Collard- Lacan: Accidentés de la route, Vos droits,
Éditions Albin Michel,2003.
3) La circulation ordonnance 74-15 du 30 janvier 1974, Mémoire
de magister université d'Alger,1979 .
4) Valérie Toulet : Droit civil et les obligations,11éme édition
Paradigme manuel ,2006-2007.

74
‫فهرس المحتويات‬

‫‪75‬‬
‫فهرس احملتوايت‬

‫فهرس المحتويات‬

‫مقدمة‪1 ......................................................................................................................................................................................................................... :‬‬


‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني لتعويض عن حوادث املرورفي الجزائر‬

‫تمهيد‪6 .................................................................................................................................................... :‬‬

‫المبحث االول‪ :‬األساس القانوني للحق في التعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائر ‪7 .........................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬المصادر القانونية لنظام التعويض عن حوادث المرور في التشريع الجزائري ‪7 .......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تطبيق التعويض وفقا األمر ‪11 ............................................................................ 15-74‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ميدان تطبيق التعويض عن حوادث المرور ‪19 .............................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة عن تطبيق مبدأ التعويض عن حوادث المرور ‪26 ....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حالتي السائق المتسبب في الحادث والسائق بدون وثائق ‪26 ............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حالتي السائق السارق وشركاؤه والسائق في حالة سكر ‪32 .............................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعويض المترتب عن األخطاء بتوفر القصد واألخطاء بدون قصد لدى سائق ‪36 ..................................‬‬

‫خالصة الفصل‪39 ....................................................................................................................................... :‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات استيفاء التعويض عن األضرارالجسمانية واملادية في حوادث املروروتقديره‬

‫تمهيد‪41 ........................................................................................................................................................................................................................ :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إجراءات الحصول على التعويض ‪41 ..............................................................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬طريقة التسوية الودية "المصالحة" ‪41 .........................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات الحصول على التعويض أمام القضاء الجزائي ‪45 ...............................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات الحصول على التعويض أمام القضاء المدني ‪49 ...............................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التقدير القانوني للتعويض عن األضرار الجسمانية والمادية في حوادث المرور ‪50 .....................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬كيفية تقدير التعويض في الحوادث الجسمانية ‪51 ..........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية تقدير التعويض في الحادث المادي ‪55 ...............................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تعويض األضرار الجسمانية الالحقة بذوي حقوق الضحية المتوفاة ‪62 ................................................‬‬

‫ملخص الفصل ‪65 ........................................................................................................................................‬‬

‫خاتمة ‪67 .........................................................................................................................................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪70 .................................................................................................................................................................................... :‬‬


‫فهرس املحتويات ‪76 .......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫امللخص‪.............................................................................................................................................................................. :‬‬

‫‪76‬‬
:‫ملخص المذكرة‬
‫يتطلب القانون من ضحايا حوادث المرور كي يكتسبوا حق المطالبة بالتعويض عن‬
‫ أن يثبتوا أن األضرار قد وقعت فعال جراء‬،‫األضرار التي لحقت بهم جراء تلك الحوادث‬
‫ إال أنه للحصول على هذا التعويض من شركة التأمين يجب أن‬،‫تدخل المركبة في ذلك‬
‫ لكن في حالة‬،‫يكون مالك المركبة قد أمن عن األضرار التي تلحق بها أو قد تلحقها بالغير‬
‫كون هذا األخير غير مؤمن عنها فال يضيع حق المتضررين في الحصول على تعويض‬
‫ إذ كرس لهم القانون إمكانية الحصول على هذا التعويض‬،‫إلصالح األضرار الالحقة بهم‬
.‫من صندوق ضمان السيارات أو المطالبة به أمام القضاء‬

.‫ التعويض‬،‫ الضحايا‬،‫ األض ارر‬.‫ حوادث المرور‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract :
The law requires the victims of traffic accidents to gai n the right to claim
compensation for the material damage caused by these accidents to prove that
the damage has really occurred as a result of the vehicle involvement. However,
in order to obtain such compensation from the insurance company, the owner of
the vehicle must have been insured against the damage on the vehicle or caused
to the others, but if the latter is not the insured, the victims do not lose the right
to receive compensation for repair of the damage suffered; where the law
allowed them obtaining the compensation from the vehicle insurance fund or
claiming it in the courts, following a set of legal procedures and after the
assessment of the compensation amount, according to the table attached to
amended and completed order n°74-15 Modified and supplemented by law 31-
88

Key words: traffic accident, damage, victims,compensation

You might also like