‫‪1‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫والصالة والسالم على سيدنا محمد رسول هللا صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫تسليما كثيرا‬
‫والحمد هلل رب العاملين‬

‫الطاقة املتجددة وألوان الهيدروجين‪ ....‬هل لدينا الكثير؟‬

‫(زمن القراءة‪ 10 :‬دقائق)‬

‫هل لدينا الكثير بالفعل؟ تتغير نظرتنا لألمور إذا علمنا أن هللا سبحانه وتعالى عنده خزائن‬
‫َ َ َ َ أَ‬
‫األ أ‬ ‫السماوات واألرض‪ ،‬فقد قال جل وعال‪"َ :‬و َ َ َ‬
‫ض" سورة املنافقون‬ ‫ات و ّ‬
‫ر‬ ‫لِل خزا ّئن السماو ّ‬
‫ّ ّ‬
‫(‪ ،)7‬لذا نوقن أن هللا جل وعال عنده الخيرات الكثيرة التي ال ت َعد وال ت َ‬
‫حص ى‪ ....‬مما يعطينا‬
 ‫‪2‬‬

‫األمل الواسع في هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وهذا األمل يكون دافع جيد للعمل الجاد واملستقيم‬
‫والواعي‪.‬‬
‫ويأتي السؤال التالي‪ ،‬وهو كيف تأتينا هذه الخيرات من هللا تبارك وتعالى؟‪ ،‬من منطلق‬
‫َ‬ ‫تسخير هللا سبحانه وتعالى لنا كل ما في السماوات واألرض " َأ َل أم َت َر أوا َأ َن َ َ‬
‫الِل َس َخ َر لكم َما ّفي‬ ‫ّ‬
‫أ أَ‬ ‫الس َم َاو ّ َ َ‬
‫َ‬
‫ض" سورة لقمان (‪ ،)20‬سنعلم أنه كلما اتبعنا سنة هللا في خلقه‬ ‫ات وما ّفي األر ّ‬
‫وسرنا على منهج اإليمان والعلم والعمل واالجتهاد والنظام كما الكون كله يسير بأمر‬ ‫وأطعناه ّ‬
‫خالقه‪ ،‬ستطيعنا مكونات ومفردات األرض والسماء‪.‬‬
‫وسنعلم أن مفهوم التسخير عميق جدا ومثمر‪ ،‬وأن هذا التسخير هو تكريم لإلنسان‬
‫وحفظ لحياته وعباداته‪ ،‬ومن خالله يعطينا هللا سبحانه وتعالى خيرات السماوات واألرض‪...‬‬
‫فاهلل ال يضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬

‫ما هو التسخير؟‬
‫يأتي التسخير لغة بمعنى‪ :‬اإلخضاع وتذليل الش يء‪ ،‬واصطالحا بمعنى‪ :‬تذليل الش يء وجعله‬
‫منقادا لآلخر‪ ،‬وسوقه إلى الغرض املختص به ً‬
‫قهرا‪ .‬وهذه نعمة كبيرة أنعمها هللا سبحانه‬ ‫ً‬
‫وتعالى على اإلنسان‪ ،‬ويلزمها زيادة في العلم والتعلم والبحث في هذه األشياء املسخرة‪.‬‬
‫حيث تقع هذه املسخرات واملفردات تحت كل أنواع العلوم الكونية النافعة في األرض‬
‫والسماء من شجر وحجر وبشر وفضاء والتي ندرسها في املدارس بتخصصاتها وأنواعها‪،‬‬
‫ونتكامل فيما بيننا جميعا في املعارف التي أعطاها هللا سبحانه وتعالى لكل منا‪ ....‬فلكي نفهم‬
‫يجب أن نفكر ونتعلم‪ ،‬ثم نطبق ونعمر في أرض هللا عبادة بالعمل الصالح والطرق‬
‫الصحيحة الستخدامها بدون فساد وال إفساد ووفقا ملا يرض ي هللا سبحانه وتعالى وما‬
‫َ‬
‫ش َرعه‪.‬‬
 ‫‪3‬‬

‫الطاقة املتجددة‪ ..‬ملاذا؟‬

‫مع وجود صورتي الحياة‪ :‬املادة والطاقة‪ ،‬كجزء مما خلقه هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬يبحث البشر‬
‫عن طرق لتحقيق أفضل استفادة لكل منهما‪ ...‬بما يشمل ذلك من أنواع وتبادالت وتناسب‪،‬‬
‫وبما يحقق متطلبات استمرارية الحياة بأقل تكلفة وأقل ضرر أو خسائر‪.‬‬
‫وطاملا كانت الطاقة هي جزء من مخلوقات هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬فهي مسخرة لإلنسان‪ ،‬على‬
‫أن يفهمها ويتعلم عنها‪ ،‬ويحسن استخدامها وإنفاقها‪ ،‬وكذلك شكرها هلل سبحانه وتعالى‬
‫خالقها‪ .‬فحركة األجسام (بما فيها اإلنسان)‪ ،‬والضوء والحرارة‪ ،‬والغذاء (كمكونات كيميائية‬
‫ومصدر للطاقة)‪ ،‬والوقود املستخدم في تشغيل آالت املنازل واملصانع‪ ،‬جميعها تعبر عن‬
‫الطاقة‪.‬‬
‫وملزيد من التبسيط‪ ،‬جعل هللا سبحانه وتعالى لإلنسان الغذاء لكي ي ّمده بالطاقة (مثل‬
‫السعرات الحرارية‪ /‬الكالوري)‪ ،‬فتساعده الطاقة على وظائفه الحيوية وعلى الحركة‬
‫والعمل‪ ...‬وبالتالي‪ ،‬فهناك صور عدة للطاقة منها ما يظهر في صورة حرارة‪ ،‬أو حركة‪ ،‬أو‬
‫كهرباء‪ ،‬أو مكونات كيميائية‪ ،‬أو مكونات نووية‪ ..‬إلخ‪ ...‬وجميعها تساعد على أداء وظيفة‬
‫َ‬
‫معينة تفيد اإلنسان‪ ....‬فسبحان من َعلم اإلنسان ما لم يعلم‪.‬‬
‫تتميز الطاقة املتجددة (وهي تعبر عن تجددها املستمر بإذن هللا تعالى من املوارد الطبيعية‪-‬‬
‫مثل‪ :‬الرياح‪ ،‬واملياه‪ ،‬والشمس‪ ،‬وحركة األمواج‪ ،‬والحرارة أرضية)‪ ،‬عن الطاقة غير املتجددة‬
‫أو األحفورية (وهي تعبر عن عمليات الحفر والتنقيب في باطن األرض الستخراج املخزون‬
‫الطبيعي الذي حفظه هللا تعالى لنا فيها من بترول وفحم وغاز الطبيعي)‪ ،‬بأنها ال تنفد‪ ،‬ألن‬
‫هللا سبحانه وتعالى جعلها مستمرة ومتواجدة بشكل يومي في كل أنحاء األرض حفظا للحياة‬
‫ومتطلباتها‪..‬‬
‫حيث نرى أن جميع الدول لديها الشمس‪ ،‬واملياه‪ ،‬والرياح‪ ،‬والحرارة باختالف نسبتها‬
‫وتوزيعها لكنها ال تنقطع بفضل هللا تعالى‪ ،‬لذا يفكر البشر في كيفية االستفادة القصوى من‬
‫هذه املوارد املهمة بدال من االعتماد فقط على مخزونات باطن األرض التي قد تنفد من‬
‫مكان دون اآلخر‪ ،‬أو قد ال تتواجد في كل األماكن واألزمنة‪ .‬إضافة إلى أن موارد الطاقة‬
‫املتجددة‪ -‬مع التدرج وتراكم تطوير تكنولوجيات استخدامها على مدى السنوات‪ -‬تعتبر أقل‬
‫تكلفة في االستفادة منها‪ ،‬وكذلك هي أقل ضرر من حيث إنبعاثات الغازات الضارة لإلنسان‬
 ‫‪4‬‬

‫والهواء واملاء والتربة (للبيئة عامة) وأفضل كفاءة‪ ...‬فلكل عصر أدواته وعلومه التي َي َسرها‬
‫هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫الهيدروجين كمصدرللطاقة‪ ..‬وإمكانية إنتاجه‬

‫مع توقيع إتفاقية بين وزارتين مصريتين وشركة بلجيكية إلنتاج الهيدروجين األخضر‪،‬‬
‫إضافة إلى استراتيجية مصر للتنمية املستدامة (رؤية مصر ‪ )2030‬التي تشمل الجوانب‬
‫الثالثة البيئة واالقتصاد واملجتمع‪ ،‬يمكننا أن نعلم أن داخل هذه األعمال بحث وعلم وفكر‬
‫وجهد يشمل عدد من التخصصات التي تستفيد مما سخره هللا سبحانه وتعالى لإلنسان في‬
‫أرضه وسماءه‪.‬‬
‫فالهيدروجين هو ذلك العنصر الذي يتكون من إلكترون واحد‪ ..‬هذا املخلوق الذي جعله‬
‫هللا سبحانه وتعالى مصدر لنفع اإلنسان‪ ،‬حيث ي َعد الهيدروجين بالشكل الذري ‪ H‬أكثر‬
‫العناصر الكيميائية وفرة في الكون فيشكل ‪ %75‬من الكتلة بالنسبة لباقي العناصر‪ ،‬وفي‬
‫األرض يشكل جزىء غاز الهيدروجين (ثنائي الذرة) جزء واحد من املليون بالنسبة للحجم‬
‫في الغالف الجوي‪ .‬أما عندما يرتبط على شكل مركبات كيميائية مثل املاء‬
‫والهيدروكربونات‪ ،‬فيوجد بوفرة كبيرة على سطح األرض‪ .‬إضافة إلى أن للهيدروجين أعلى‬
‫ناقلية حرارية‪ .....‬فسبحان هللا العظيم‪.‬‬

‫ألوان الهيدروجين الصناعي‬

‫الهيدروجين األخضر‬
‫يعبر مسمى الهيدروجين األخضر عن إنتاج الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي للماء‬
‫باستخدام آالت تعمل على تحليل املاء إلى عنصري الهيدروجين واألكسجين‪ ،‬دون أي نواتج‬
‫ثانوية‪.‬‬
 ‫‪5‬‬

‫الهيدروجين الفيروزي‬
‫ينتج عند تكسير الغاز الطبيعي بمساعدة التحلل الحراري للميثان‪ ،‬وينتج الهيدروجين‬
‫والكربون الصلب (فال ينبعث ثاني أكسيد الكربون مباشرة)‪.‬‬
‫الهيدروجين األزرق‬
‫ينتج عن طريق اإلصالح البخاري للغاز الطبيعي‪ ،‬وهو فصل الغاز الطبيعي إلى هيدروجين‬
‫وثاني أكسيد الكربون‪ .‬وال ينبعث ثاني أكسيد الكربون في الهواء‪ ،‬بل يتم احتجازه وتخزينه‪،‬‬
‫ويكون منخفض الكربون‪.‬‬
‫الهيدروجين الرمادي‬
‫يتم إنتاجه باستخدام الوقود الهيدروكربوني‪ ،‬وين ّتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬

‫وكما نرى أن هناك منتجات صديقة للبيئة‪ ،‬وأخرى تمثل مشكلة لإلنسان وللبيئة معا‪،‬‬
‫فكلما انخفضت انبعاثات الكربون في املنتج‪ ،‬كان ذلك أفضل بيئيا وأكثر إخضرارا وقربا‬
‫َ‬
‫للبيئة (حيث تمثل زيادة انبعاثات الكربون مل ّوث ملكونات البيئة)‪ ،‬وتالزما مع ذلك يقل‬
‫مستوى اإلفساد في موارد األرض ويزداد مستوى الحفاظ عليها وتنميتها كما يرض ي هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪ ....‬وهكذا نرى خلق هللا جل وعال في الهيدروجين‪ ،‬وفي املاء الذي يغطي ‪%71‬‬
‫من سطح األرض ويبحث عنه العلماء في الكواكب واألجرام السماوية األخرى‪ ،‬وفي الكهرباء‬
‫تلك الشحنات التي نراها بوضوح في البرق والتي استفاد منها البشر بتجميعها وتخزينها من‬
‫عدة صور للطاقة التي َس َخرها هللا جميعا‪.‬‬
‫فمن خالل معادلة تجمع استخدام كل من‪ :‬املاء (كمادة) ‪ +‬الكهرباء (كطاقة) >> لتعطي‬
‫منتج صناعي وهو الهيدروجين األخضر نفع هللا سبحانه وتعالى به البشر‪ ،‬وكذلك يمكن‬
‫تنويع التبادالت بين مفردات املادة والطاقة لكي تعطينا منتجات جديدة بإذن هللا‪....‬‬
‫أ‬
‫فسبحان هللا العليم " َوقل َر ّب ّز أد ّني ّعل ًما"‬
 ‫‪6‬‬

‫مصادر‬
‫موقع التفسير املوضوعي للقرآن الكريم‪/https://modoee.com -‬‬ ‫‪.1‬‬
‫موقع ويكيبيديا‪/https://ar.wikipedia.org -‬‬ ‫‪.2‬‬
‫موقع الهيئة العامة لالستعالمات‪https://sis.gov.eg/?lang=ar -‬‬ ‫‪.3‬‬
‫موقع لل ّعلم‪/https://www.scientificamerican.com/arabic -‬‬ ‫‪.4‬‬
‫موقع ‪https://www.ewe.com/en -ewe‬‬ ‫‪.5‬‬
‫موقع جريدة الوطن السعودية‪/https://www.alwatan.com.sa -‬‬ ‫‪.6‬‬
‫موقع سيمنز‪/https://www.siemens.com -‬‬ ‫‪.7‬‬

‫(تم نشر املقال على موقع جريدة اليوم الدولي على هذا الرابط)‪.‬‬

‫بقلم‪:‬‬
‫داليا السيد حسين علي حسنين‬
‫‪daliaelsayed18@gmail.com‬‬
‫‪#‬نحو_رضا_هللا_نسعى‬