You are on page 1of 20

‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .

‬جديدي عفيفة‬

‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة‬


‫‪Psychological adjustment among abandoned childhood‬‬

‫د‪.‬جديدي عفيفة‬
‫‪af_djedidi@yahoo.fr‬‬

‫جامعة البويرة‬
‫تاريخ القبول للنشر‪2019/12/17 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2019/11/16 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫إن الفرد الذي يشبع حاجاته النفسية‪ ،‬ويتقبل ذاته ويتقبل الواقع الذي يعيش فيه‪ ،‬يعترب‬
‫فردا متوافقا نفسيا واجتماعيا‪ ،‬فهو يتقبل اآلخرين ويتعاون معهم ويقيم معهم عالقات‬
‫اجتماعية جيدة؛ يكون فيها أكثر عطاء من غريه للمجتمع‪ .‬لذلك‪ ،‬فمن الضروري أن‬
‫حيقق اجملتمع مبؤسساته املختلفة توافق األفراد عن طريق إشباع حاجاهتم‪ ،‬وتكوين‬
‫اجتاهات اجيابية حنو هذا اجملتمع‪ ،‬وهبذا يقبل الفرد على حتمل واجباته وحتمل مسؤولياته‬
‫االجتماعية‪ .‬هذا األمر ينطبق على الشخص الذي نشأ يف بيئة طبيعية سوية تعينه على‬
‫تقبل ذاته وتقبل اآلخرين‪ ،‬أما من حرم من هذه البيئة‪ ،‬فإن صورته عن ذاته وعن اآلخرين‬
‫تكون مهزوزة وغري واضحة املعامل؛ ألنه فاقد للقيم واملعايري اليت يتلقاها الشخص الذي‬
‫نشأ يف أسرة حتتضنه وحتتويه وتعلمه وتشعره مبكانته وأمهيته فيها‪.‬‬
‫وسنحاول يف هذا املقال‪ ،‬التعرف على فئة من اجملتمع تعيش ظروفا نفسية ختتلف عن‬
‫تلك اليت حيياها األطفال الناشئون يف ظروف طبيعية ‪ ،‬كما نوضح من خالله املعاش‬
‫النفسي للطفل املسعف‪.‬‬

‫‪613‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫ جديدي عفيفة‬.‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‬

:‫الكلمات المفتاحية‬
‫توافق نفسي؛ طفولة مسعفة؛ أسرة؛ مدرسة‬
Abstract:
An individual who satisfies his psychological needs, and who accepts and
accepts the reality in which he lives, is considered to be a psychologically
and socially compatible person, accepts others, cooperates with them and
establishes good social relations with them; It is therefore essential that
society, through its various institutions, reaches the consensus of
individuals by satisfying their needs and forming positive attitudes
towards that society. The individual therefore tends to assume his duties
and his social responsibilities. This applies to someone who has grown
up in a normal environment that helps them to accept themselves and
others, and to learn and feel their place and importance. Unlike a person
who has not lived in such an environment.
In this article, we will try to identify a category of society living in
psychological conditions different from those of young children living in
normal conditions within their families, so we will explain the
psychological experience of abandoned childhood.
Keywords :
Psychological adjustment; Abandoned childhood Family; School.
:‫مقدمة‬
‫ فقد كان وما زال حمور‬،‫يعترب مفهوم التوافق من املواضيع اهلامة يف علم النفس‬
‫االهتمام يف العديد من الدراسات واألحباث؛ فهو يعترب دليال ومؤشرا على الصحة‬
‫ وحيث أن اإلنسان مير يف حياته‬.‫النفسية والسالمة من االضطرابات واملشاكل النفسية‬
‫ بدءا‬،‫ وكل مرحلة تتطلب منه القيام بأدوار اجتماعية ونفسية معينة‬، ‫بعدة مراحل للنمو‬
،)‫من مرحلة الطفولة وانتهاء مبرحلة الشيخوخة مرورا مبراحل املراهقة والنضج (أو الرشد‬
‫وهذا ما يستوجب تعديال مستمرا يف سلوكه وفقا ملتطلبات املرحلة ليصل حلالة التوافق اليت‬
‫ وأداء أدواره بكفاءة‬،‫متكنه من العيش بسالم داخلي مع نفسه ومع حميطه االجتماعي‬
.‫وفاعلية‬

614 2019 ‫ ديسمبر‬، 632-613‫ ص ص‬، 02 ‫ العدد‬،03 ‫ المجلد‬، ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫وباحلديث عن األطفال املسعفنی‪ ،‬جند أن أول مكتب للمهملنی ظهر يف اجلزائر‬


‫العاصمة‪ ،‬والذي كان متمركزا يف باب الواد بعد قانون ‪ 1904‬الذي خیص األطفال‬
‫احملرومنی‪ ،‬ومل يطبق إال سنة ‪ 1905‬مث حتول إىل مكان أكثر سرية يف ‪ .1917‬وأصبح‬
‫مستشفى مصطفى باشا هو مكان هؤالء يف الفرتة ‪ .1962-1940‬وكان مسكن داي‬
‫اجلزائر هو ملجأ األطفال احملرومنی‪ .‬مث أنشئت دار األمومة من طرف اهلالل األمحر سنة‬
‫‪ ،1954‬وأمام التزايد املستمر أصبح املشكل متفاقما‪ ،‬فقامت الدولة مبجهودات كبرية‬
‫ببناء أحياء هلؤالء األطفال‪( .‬بن يوسف‪)2013 ،‬‬
‫وحاليا فإن الدولة هي اليت تتكفل هبم من خالل مؤسسات عمومية ذات طابع إداري‬
‫واستقاللية مالية مبقتضى املرسوم ‪ 83-80‬املؤرخ ‪ 1980/03/15‬املتضمن إنشاء دور‬
‫لألطفال املسعفنی وتنظيمها وتسيريها‪.‬‬
‫إ ّن عملية البحث عن السعادة بالنسبة لإلنسان تعين حتقيق األمن‪ ،‬السكينة )املسكن(‬
‫والطمأنينة‪ ،‬وهي مطمح كل فرد‪ ،‬وحاجته األساسية السيما للطفل الذي يستحق عناية‬
‫أكرب من طرف احمليطنی به قصد التعلّم والتفتح واحلماية؛ أي ما يسمى علميا بالتكوين‬
‫املساهم يف إنشاء اإلحساس أو كما يطلق عليه العامل النفساين إريكسون ‪Erikson‬‬
‫"الثقة األساسية ‪."Confiance fondamentale‬‬
‫وهذه التطلعات ّقوية بالنسبة ألطفال مهملنی؛ فهي من األحالم اليت قد تراودهم يوميا‬
‫بعد إدراكهم ملعىن األسرة (وذلك يف حدود سن اخلامسة)‪.‬‬
‫‪ .1‬التوافق النفسي ‪:Psychological adjustment‬‬
‫لقد تعددت املعاين واملصطلحات اليت يقصد هبا التعبري عن الصحة النفسية للفرد من‬
‫ذلك‪ :‬االتزان االنفعايل‪ ،‬السواء‪ ،‬العقل السوي‪ ،‬التوافق‪ ..‬وهذا األخري هو األكثر شيوعا‬
‫عند املشتغلنی بعلم النفس بل هو شائع لدى املشتغلنی بالعلوم السلوكية بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ 1.1‬معنى التوافق‪:‬‬

‫‪615‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫نقوم سلوك‬
‫يعترب مفهوم التوافق من املفاهيم البارزة يف علم النفس؛ فعن طريقه ّ‬
‫اإلنسان‪ ،‬وما علم النفس سوى علم سلوك اإلنسان وتوافقه مع البيئة‪ ،‬لذلك فدراسة‬
‫علم النفس تدور حول كيفية الوصول إىل التوافق وطبيعة العمليات اليت يتم بواسطتها‬
‫التوافق من عدمه‪.‬‬
‫وقد عرف جون بياجي ‪ J.Piaget‬مفهوم التوافق من خالل عملية التمثيل‬
‫‪ Accommodation‬واملواءمة ‪ . Assimilation‬ويعين التمثيل‪ :‬التغريات اليت‬
‫تطرأ على بعض جوانب البيئة‪ ،‬أما املواءمة فتعين‪ :‬التغريات اليت تطرأ على الكائن احلي‬
‫نفسه‪( .‬قويدري‪ ،2009/2008 ،‬ص‪)61-60‬‬
‫وعرفه رشيد محيد العبودي ) ‪ ( 2003‬بأنه "العالقات املرضية لإلنسان مع البيئة‬
‫ُ‬
‫احمليطة به‪ ،‬وهلذا التوافق طرفان مها‪ :‬املالءمة أو التالؤم (التكيف)‬
‫‪Adaptation‬والرضى ‪ .Satisfaction‬والتالؤم يرتبط بالبيئة املادية ومطالب الواقع‬
‫جبميع جوانبها االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬البيولوجية والطبيعية‪ .‬وال يتحقق التوافق أو ال يكون‬
‫كامال إال إذا صاحب هذا التالؤم رضى اإلنسان وإحساسه بالسعادة والتقبل النفسي‬
‫هلذه البيئة احمليطة"‪.‬‬
‫أما مصطفى عشوي ) ‪ ( 1999‬فيعرف التوافق "على أنه عملية يقوم الفرد أثناءها‬
‫جبهد حسب ما يتطلبه املوقف‪ ،‬للتغلب على خمتلف العوائق لتحقيق الرغبات وإشباع‬
‫احلاجات‪ ،‬إذ يؤدي ذلك إىل حتقيق حالة من الرضى النفسي العام"‪( .‬الكحلوت‬
‫ومحدي‪ ،2011 ،‬ص‪)10‬‬
‫فالغاية من التوافق من خالل ما سبق‪ ،‬هو وصول الفرد إىل حالة الرضى عن الذات‬
‫وكذا الرضى عن اآلخرين؛ من خالل تقبل الواقع الذي ينتمي إليه الفرد كما هو‪ ،‬مع فهم‬
‫اآلخرين والقدرة على التأقلم معهم‪.‬‬
‫‪ 2.1‬المفاهيم المرتبطة بالتوافق‪:‬‬

‫‪616‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫‪ 1.2.1‬التوافق والتكيف‪:‬‬
‫إن التكيف مشتق أصال من نظرية تشارلز داروين ‪(Charles DARWIN,‬‬
‫)‪1859‬عن التطور‪ ،‬واليت أقر فيها أن الكائنات احلية اليت تبقى‪ ،‬هي الكائنات اليت‬
‫تستطيع أن تتواءم مع صعوبات وأخطار العامل الطبيعي‪ ،‬وهذا ما عرب عنه داروين بالبقاء‬
‫لألصلح‪ ،‬وتتمثل عملية التكيف يف سعي الفرد الدائم للتوفيق بنی مطالبه و ظروفه و‬
‫مطالب وظروف البيئة احمليطة به‪( .‬قويدري‪ ،2009/2008 ،‬ص‪)68‬‬
‫والتكيف هو عملية ديناميكية مستمرة يهدف هبا الشخص إىل أن يغري سلوكه أو يغري‬
‫جمتمعه ليكون بينه وبنی جمتمعه هذا عالقة أكثر توافقا‪.‬‬
‫وهلذا فقد وجد علماء النفس صعوبة يف التفريق بنی هذين املفهومنی‪ ،‬فمنهم من‬
‫يستخدم التوافق والتكيف كمفهومنی مرتادفنی ومتطابقنی‪ ،‬ويعد هذا صوابا‪ ،‬ألن‬
‫التكيف قد يستخدم مبعىن طبيعي أو بيولوجي‪ ،‬ويتضمن التوافق اجلوانب النفسية‬
‫واالجتماعية ويقتصر على اإلنسان فقط‪ ،‬بينما خیص التكيف النواحي الفسيولوجية‬
‫ويشمل مجيع الكائنات احلية‪.‬‬
‫‪ 2.2.1‬التوافق والصحة النفسية‪:‬‬
‫الصحة النفسية ‪ Mental Health‬هي التوافق التكيفي التام أو الكامل بنی‬
‫الوظائف النفسية املختلفة والقدرة على مواجهة األزمات النفسية العادية اليت تطرأ على‬
‫اإلنسان مع اإلحساس بالسعادة والرضى لتأكيده لذاته واستغالله لقدراته وإمكانياته‬
‫بصورة إجيابية يرضى عنها وتتفق مع فكره وعقيدته‪( .‬قويدري‪،2009/2008 ،‬‬
‫ص‪)69‬‬
‫ويرى الباحثون أن السلوك التوافقي ليس هو الصحة النفسية بل أحد مظاهرها؛ إذ أن‬
‫الصحة النفسية حالة أو جمموعة شروط والسلوك التوافقي دليل وجودها‪ ،‬فلقد ذكر‬
‫‪ Schwebel‬يف العالقة بنی الصحة النفسية والتوافق ما يلي‪" :‬الصحة النفسية توافق‬

‫‪617‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫مستمر‪ ،‬غري ثابتة‪ ،‬وهي هدف دائم‪ ،‬ضروري وأساسي يف منو الشخصية السوية‪ ،‬وهي‬
‫حالة إجيابية تشمل اجلوانب اجلسمية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية وهذه اجلوانب‬
‫متكاملة تنمو خالل عملية التوافق‪ .‬والصحة النفسية عملية توافق هتدف إىل إيصال الفرد‬
‫إىل أعلى مراتب حتقيق الذات‪( .‬الكحلوت ومحدي‪ ،2011 ،‬ص‪)15-14‬‬
‫إن دراسة الصحة النفسية ما هي إال دراسة التوافق‪ ،‬وعدم التوافق هو مؤشر الختالل‬
‫الصحة النفسية‪ ،‬فالسلوك التوافقي هو أحد مظاهر الصحة النفسية‪ ،‬والصحة النفسية‬
‫حالة أو جمموعة شروط‪ ،‬والسلوك التوافقي دليل على توفرها‪ ،‬وعليه فالشخصية السوية‬
‫مرادف ملفهوم الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ 3.1‬دور األسرة والمدرسة في تحقيق التوافق النفسي للطفل‪( :‬قويدري‪،‬‬
‫‪ ،2009/2008‬ص‪)68-65‬‬
‫إن حتقيق التوافق النفسي هو مسؤولية الكثري من املؤسسات اليت حيىي فيها الفرد‬
‫ويتعامل معها‪ ،‬أمهها األسرة واملدرسة‪ .‬وتعترب مرحلة الطفولة الركيزة األساسية اليت تقوم‬
‫عليها تنشئة الطفل‪ ،‬فهو ينشأ داخل بيئة أسرية واجتماعية يتأثر بكل ما بداخلها من‬
‫مثريات متنوعة من حيث أساليب املعاملة ونوعية طرق التعلم اليت تكون شخصيته فيما‬
‫بعد‪ ،‬ولذلك جيب مراعاة خصائص النمو من مجيع اجلوانب العقلية‪ ،‬اجلسمية‪ ،‬االنفعالية‪،‬‬
‫االجتماعية وإشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية واالجتماعية قدر اإلمكان‪ .‬كما أن‬
‫التفاعل األسري االجتماعي والعالقات السليمة بنی أفراد األسرة من شأنه أن ينمي عند‬
‫الطفل تقبل الذات والرضا عن النفس وتقبله ألفراد جمتمعه وبالتايل يظهر توافقه مع نفسه‬
‫ومع جمتمعه‪.‬‬
‫‪ 1.3.1‬دور األسرة‪:‬‬
‫تعترب األسرة أول بيئة اجتماعية يعيش فيها الطفل‪ ،‬ويف إطارها تنمو أول االرتباطات‬
‫والعالقات الوثيقة مع أشخاص من أعمار خمتلفة وجنس خمتلف‪ ،‬واليت تكون يف جمموعها‬

‫‪618‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫أساس منو شخصيته‪ .‬فاألسرة مصدر هام لقيم الطفل واجتاهاته؛ فهي اليت تشرف على‬
‫منوه النفسي وتؤثر يف تكوين شخصيته وظيفيا وديناميا وتوجيه سلوكه‪.‬‬
‫وتنطلق أمهية األسرة من حيث كوهنا أقوى اجلماعات تأثريا على الفرد‪ ،‬فالطفل يولد‬
‫وهو كائن يف غاية الضعف؛ إذ حيتاج إىل رعاية نفسية وجسمية تساعده على النمو‬
‫والنضج وتضمن له البقاء‪ .‬والعالقة السليمة بنی الوالدين والطفل وبنی الطفل واإلخوة‬
‫تساعد يف منوه بشخصية متكاملة ومتزنة‪ ،‬شخص حيب غريه ويتقبل اآلخرين‪ ،‬ويثق‬
‫فيهم‪ .‬ويؤكد آدلر )‪ (Adler, 1935‬على أمهية األسرة يف تكوين شخصية الطفل‬
‫وأثر عالقة الوالدين يف النمو االجتماعي‪.‬‬
‫ونوع العالقة القائمة بنی أفراد األسرة تؤثر على حياة الطفل مستقبال‪ ،‬فهي تؤثر على‬
‫صحته النفسية والعاطفية والعقلية وكذلك على منوه العام‪ ،‬فإن كان مشبعا باحلب‬
‫والعطف منا الطفل متزنا وشعر باألمن واحلماية‪ .‬واألسرة هي أصلح بيئة لرتبية الطفل و‬
‫تكوينه‪ ،‬فإذا كانت متفهمة لواجباهتا وأدوارها إزاء أبنائها‪ ،‬ميكن أن تكون عامل استقرار‬
‫ألفرادها‪ ،‬حيث يقوم الوالدان بالتوجيه املناسب‪.‬‬
‫وتشري الدراسات السلوكية أن أغلب خماوف األطفال مقتبسة من اجلو األسري الذي‬
‫يعيش فيه الطفل‪ .‬وقد ذهب مصطفى فهمي (‪ )1967‬إىل أن اجملال الذي ينشأ فيه‬
‫الطفل يؤثر يف منوه‪ ،‬فإذا ساعد هذا اجملال على إشباع حاجات الطفل البيولوجية‬
‫والنفسية‪ ،‬أثر ذلك تأثريا بارزا على سلوكه أي يف مظاهر سروره وأساليب تكيفه‪ ،‬أما إذا‬
‫تعددت مواقف احلرمان وزادت حدهتا فإن شخصيته ستعاين من االضطراب والصراع‪،‬‬
‫وستبقى آثار ذلك مصاحبة لشخصيته عندما يكرب‪ ،‬وسينعكس ذلك االضطراب يف‬
‫مظاهر سلوكه‪.‬‬
‫ويعترب فؤاد حيدر (‪ )1994‬أن وظيفة األسرة األساسية بالنسبة للطفل هي توفري‬
‫األمن والطمأنينة واحلماية والشعور بالثقة ورعايته جبو من احلنان واحملبة‪ ،‬ألن ذلك جيعله‬

‫‪619‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫يتمتع بشخصية متوازنة قادرة على اكتساب املهارات واخلربات اليت يدربه عليها األهل‬
‫جبو من التفاهم والعطاء و الثقة‪.‬‬
‫‪ 2.3.1‬دور المدرسة‪:‬‬
‫يقضي الفرد فرتة طويلة من حياته يف املدرسة‪ ،‬حيث يتزود باخلربات واملهارات اليت‬
‫متكنه من مواجهة مطالب احلياة‪ .‬وقد يكون تأثري املدرسة موجبا أو سالبا حيث يتوقف‬
‫ذلك على عدد من العوامل منها اجلو الذي يسود املدرسة كاحلرية والدميقراطية والصحة‬
‫النفسية للمعلم وتأثريها على تالميذه‪ ،‬إضافة إىل أهداف التالميذ وكذا فلسفة التعليم‪.‬‬
‫ويتمثل دور املدرسة يف أهنا مسؤولة عن عملية التعلم‪ ،‬وعن تكوين وتنمية االجتاهات‬
‫مبا يتناسب مع فلسفة اجملتمع‪ ،‬وهي تساعد الطفل على االعتماد على ذاته بدال من‬
‫االعتماد على غريه وتنمي فيه روح االستقاللية‪ .‬ويتعلم الطفل يف مدرسته كيف يتعاون‪،‬‬
‫وكيف ينافس غريه يف حدود اإلطار االجتماعي القائم‪ ،‬وكيف يأخذ ويعطي وكيف خیدم‬
‫اجلماعة و يستفيد منها‪.‬‬
‫ويرى فؤاد حيدر أن حمور اهتمام املدرسة هو التعرف على الطفل وفهم طبيعة سلوكه‪،‬‬
‫والعوامل املسببة أو املؤثرة يف ذلك السلوك لكي يصبح باإلمكان استخدام وسائل‬
‫وأساليب مالئمة يف ضبط ذلك السلوك وتوجيهه أو تعديله لكي تتالءم شخصيات‬
‫األطفال مع ظروف اجملتمع احلاضر ومتطلبات املستقبل‪.‬‬
‫ولكي حتقق املدرسة التوافق النفسي للطفل ال بد من توفر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يسود املدرسة جو من الدميقراطية وحرية التعبري عن الرأي‪.‬‬
‫العمل على إشباع احلاجات النفسية واالجتماعية للتالميذ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تزويد التالميذ باخلربات االجتماعية اليت متكنهم من احلياة بسعادة وإجيابية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مساعدة التالميذ على أن يضعوا ألنفسهم أهدافا واقعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االعرتاف بالفروق الفردية بنی التالميذ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االهتمام بالصحة النفسية للمعلم وحتقيق رضاه النفسي واستقراره املهين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪620‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫جعل املدرسة مكانا حمببا للتالميذ يسوده النشاط واحلركة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫االهتمام بدراسة مشكالت التالميذ السلوكية ومعرفة دوافعها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرونة املناهج والربامج وارتباطها باحلياة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة فرص النجاح وتقليل فرص الفشل عن طريق اختيار أوجه النشاط اليت‬ ‫‪‬‬
‫تالئم قدرات التالميذ‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع طرق التدريس اليت تقوم على التعلم والتقومي الذايت‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل اجتاهات التالميذ مبا يساير الفلسفة الرتبوية للمدرسة‪.‬‬
‫االهتمام بربامج التوجيه و اإلرشاد النفسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .2‬الطفولة المسعفة‪:‬‬
‫األطفال هم ركيزة اجملتمع وفئة تتميز بالرباءة واخلصوبة‪ ،‬حيث أن الطفولة فرتة جد‬
‫حساسة باعتبارها املرحلة األوىل اليت تتكون فيها شخصية الطفل وحتدد سلوكاته يف‬
‫املراحل التالية من منوه‪ ،‬ولذلك يتم االهتمام به ورعايته وتربيته على أسس تضمن له النمو‬
‫واالتزان يف شخصيته‪ .‬واألسرة نافذة كبرية يطل منها الطفل ويتعلم معظم عادات وتقاليد‬
‫وضوابط اجملتمع على سلوكه‪ ،‬لذلك وجب االهتمام باألطفال؛ خصوصا الطفل املسعف‪،‬‬
‫حىت ال يقع يف مشاكل وعقبات تعيق منوه السليم والسوي‪.‬‬

‫‪ 1.2‬من هو الطفل المسعف‪:‬‬


‫حسب املعجم املوسوعي لعلم النفس‪" :‬هو من فئة األطفال الذين ليس بوسع أبائهم‬
‫أن يعتنوا هبم‪ ،‬بسبب اهلجر‪ ،‬صعوبات احلياة‪ ،‬السياق االجتماعي لألم العازبة‪ ،‬مرض‬
‫األباء‪ ،‬بطالة‪ ،‬سجن‪ ،‬إبعاد من املنزل األسري أو موت األبوين"‪.‬‬
‫أما فرويد ‪ Freud‬فيعترب األطفال املسعفنی‪" :‬هم أطفال بال مأوى وال عائل هلم‪،‬‬
‫لديهم تفكك يف حياهتم األسرية بسبب ظروف قاهرة ومن مثة انفصلوا عن أسرهم‬

‫‪621‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫وحرموا من االتصال الوجداين هبا‪ ،‬وما يف ذلك من فقدان لألثر التكويين اخلاص هبم‬
‫والذي يكون سببها الرابط العائلي‪ ،‬وقد احلقوا بدور احلضانة أو معاهد الطفولة‬
‫كاملالجئ"‪( .‬جبالة‪ ،2010 ،‬ص‪ .207-206‬بلعيساوي‪ ،2013 ،‬ص‪)433‬‬
‫فالطفل املسعف؛ هو الطفل احملروم من األسرة اليت متثل الوسط الذي يشمل الوالدين‬
‫واإلخوة‪ .‬حيث يودع الطفل يف مراكز خاصة للتكفل به من مجيع النواحي النفسية‬
‫واالجتماعية والرتبوية‪ ،‬غري أهنا ال ميكنها تعويض الوسط العائلي مهما بلغت درجة‬
‫التكفل هبم‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أصناف الطفولة المسعفة‪:‬‬
‫ميكن تصنيف الطفولة املسعفة على النحو التايل‪( :‬سبخاوي وزاوي‪،2013 ،‬‬
‫ص‪ .213‬جبالة‪ ،2010 ،‬ص‪ .207-206‬غليط‪ ،2013 ،‬ص‪)161-160‬‬
‫الطفل غير الشرعي‪ :‬هو طفل بال هوية‪ ،‬بال جذور وجاء نتيجة عالقة غري‬ ‫أ‪.‬‬
‫شرعية‪ ،‬ختلى األب عن مسؤوليته وخافت األم من العار والفضيحة‪ ،‬فلم يكن أمامها إال‬
‫أن تتخلى هي األخرى عنه‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطفل الموجه من طرف قاضي األحداث‪ :‬نظرا ملشاكل أسرية أو معاناة‬
‫عائلية قد يوضع األطفال باملؤسسة وذلك بقرار من طرف قاضي األحداث ملدة مؤقتة‪،‬‬
‫أو يتم إعادته إىل وسط عائلته مبجرد حتسن األمور وتبقى عالقتهم بأطفاهلم عن طريق‬
‫الزيارات‪ ،‬أو قد يبقى األطفال بصورة هنائية يف حالة التخلي الكامل‪ ،‬تسقط بذلك‬
‫كفالته من والديه ويبقى بقوة القانون‪.‬‬
‫ج‪ .‬الطفل الذي يودع من طرف والديه‪ :‬يودع هذا الطفل لفرتة حمددة وهذا نتيجة‬
‫ملصاعب مادية مؤقتة‪ ،‬ولكن قد يبقى ملدة طويلة ومن مثة يتم التخلي عن هذا الطفل‪ ،‬أو‬
‫قد يوضع حبجة عدم التفاهم بنی الزوجنی‪.‬‬

‫‪622‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫د‪ .‬الطفل اليتيم‪ :‬هو الطفل الذي فقد أبويه ومل يبلغ سن الرشد‪ ،‬ولقد أعطى‬
‫اإلسالم أمهية خاصة هلذه الفئة تدعو إىل تربية اليتيم والعناية به‪.‬‬
‫ه‪ .‬الطفل المتشرد‪ :‬هذا التشرد قد يتطور إىل أن يأخذ صورة من صور التسول‪،‬‬
‫وهذا قد يعود إىل الظروف االقتصادية الصعبة اليت يوجد فيها الطفل‪ ،‬أو قد يضطر إىل‬
‫اهلروب بسبب السيطرة املفروضة عليه من طرف األولياء وكثرة املشاكل واخلالفات‬
‫العائلية‪ ،‬وقد يكون بسبب وفاة الوالدين‪.‬‬
‫و‪ .‬طفل الزوجين المطلقين‪ :‬هذا الطفل يتضرر كثريا إثر طالق والديه ويصبح‬
‫ضحية ملشاكل كثرية‪ ،‬فالطالق حيرم الطفل من رعاية وتوجيه والديه‪ ،‬فحرمان من الناحية‬
‫املادية واملعنوية يؤدي إىل التشرد والتسول ويف أغلب األحيان ما يؤدي إىل االحنراف‪.‬‬
‫‪ 3.2‬خصائص الطفل المسعف‪( :‬غليط‪ ،2013 ،‬ص‪ .163-162‬سبخاوي‬
‫وزاوي‪ ،2013 ،‬ص‪)215-214‬‬
‫يؤثر غياب الرعاية الوالدية على حياة الطفل‪ ،‬مما يؤدي إىل تراجع منوه فتظهر عليه‬
‫بعض املشكالت أو السلوكات اليت تؤثر فيه من شىت اجلوانب‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫خصائص جسمية‪ :‬منها كثرة األمراض وضعف املناعة‪ ،‬ضعف البنية اجلسمية‬ ‫أ‪.‬‬
‫وحنافتها والتعرض للكساح‪ ،‬مع تأخر التسننی‪.‬أمراض وراثية واليت تنتقل من أحد األبوين‬
‫أو كليهما‪ .‬والتعرض ملختلف األمراض اجللدية أو األمراض املعدية لعدم احلرص على‬
‫النظافة والالمباالة‪.‬‬
‫ب‪ .‬خصائص نفس‪-‬حركية‪ :‬منها اإلحباطات النفسية نتيجة احلرمان العاطفي‪،‬‬
‫اضطرابات سلوكية خمتلفة كامليل إىل العدوان وعدم القدرة على التفاعل مع األمناط‬
‫االجتماعية اليت يواجهها على الصعيد االجتماعي نتيجة غياب الرعاية العائلية كفقدان‬
‫اإلحساس باألمن واحلب واحلنان منذ الوالدة‪ ،‬تأخر جزئي أو شامل يف اكتساب‬
‫الوضعيات مثل اجللوس واحلبو واملشي‪ ،‬اضطرابات نفس حركية وإيقاعات مثل أرجحة‬

‫‪623‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫الرأس أو اجلسم أو مص األصبع أو ضرب الرأس على السرير أو احلائط‪ .‬وقد ترافق هذه‬
‫السلوكات الطفل حىت بعد بلوغه سن الرشد‪.‬‬
‫ج‪ .‬خصائص لغوية‪ :‬حسب ‪ J. Aubry‬فإن حاصل النمو اللغوي ينخفض كلما‬
‫ازدادت مدة بقاء الطفل باملؤسسة‪ ،‬وتتمثل أشكال التدهور يف تأخر شامل أو جزئي‪،‬‬
‫لغة آلية فقرية‪ ،‬وضعف الفهم والرتكيز‪.‬‬
‫د‪ .‬خصائص اجتماعية‪ :‬جند نوعنی من األطفال‪ ،‬بعضهم يف حركة دائمة يلمسون‬
‫كل شيء‪ ،‬يتشبثون بكل من يدخل إىل املؤسسة (غريب أو معروف) يلتصقون به‬
‫ويطلبون منه محلهم واالهتمام هبم‪ ،‬مما جيعل املالحظ الغريب يظن أن الطفل اجتماعي‬
‫وله عالقة جيدة مع االخرين‪ ،‬لكن يف الواقع هي عالقات سطحية تزول بزوال اهتمام‬
‫اآلخر؛ وذلك راجع لتعدد أوجه األمومة وعدم ثباهتا‪ .‬الصنف الثاين منطوي ال يبايل‬
‫باآلخر‪ ،‬عند االقرتاب منه يبكي أو خیفي وجهه أو ينسحب‪.‬‬
‫ه‪ .‬خصائص إدراك الذات‪ :‬ضعف معرفة اجلسم ألن الطفل يتعرف على جسمه‬
‫من خالل عناية ومعاملة األم له وتوظيفها جلسمه؛ مبالطفته وملسه وتقبيله‪ ،‬لكن الطفل‬
‫يف املؤسسة ال حيظى هبذه العناية الوجدانية‪ ،‬فهو يعيش يف فراغ بدون مثريات تساعد‬
‫على اإلحساس واإلدراك جبسمه وخبصائصه‪.‬‬
‫و‪ .‬خصائص سلوكية‪ :‬تتمثل يف الالانضباطية؛ وهو اضطراب يصيب الصغار‬
‫واملراهقنی والكبار على حد السواء‪ .‬تظهر يف عدم االنضباط احلركي والنفسي (ضعف‬
‫االنتباه والرتكيز)‪ .‬وقد ميتد ذلك إىل ما بعد سن الرشد‪ ،‬وميس العالقات يف العمل وأثناء‬
‫التكوين‪ .‬جند أيضا العدوان الذايت كضرب الرأس‪ ،‬عض يديه‪ ،‬لطم وجهه أو نتف شعره‪،‬‬
‫االرمتاء على األرض‪ ،‬تشنجات حتت تأثري الغضب واإلحباط‪ .‬كما يتميز الطفل باحلقد‬
‫والعدوان ضد املتسببنی يف الرتك‪ ،‬مث يعمم ضد كل احمليطنی به‪ ،‬إال إذا وجد عناية بديلة‬
‫مقبولة ومستمرة‪ .‬أيضا التبول الالإرادي والذي يكون مصدره غالبا إما نفسي أو عضوي‪،‬‬

‫‪624‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫وتظهر معامله خاصة دون سن الثالثة من العمر تعود إىل الواقع أثناء النوم‪ ،‬ويرجع العديد‬
‫من علماء النفس هذه الظاهرة إىل وجود اضطرابات نفسية تلقي بثقلها خاصة على‬
‫الطفل املسعف‪ ،‬الذي يكون عادة أكثر األطفال حاجة إىل احلنان واحلماية والرعاية‪.‬‬
‫وجند كذلك األمراض السيكوسوماتية املنتشرة عند الرضع (مثل القيء‪ ،‬اإلسهال‪ ،‬مشاكل‬
‫تنفسية‪ ،‬اإلكزميا)‪.‬‬
‫فمن جراء احلرمان العاطفي‪ ،‬تظهر على الطفل املسعف العديد من االضطرابات‬
‫واملشكالت النفسية والسلوكية ألن املراكز املختصة ال ميكنها تعويض الوسط العائلي‬
‫الذي هو احملضن األساسي يف تكوين شخصية الطفل مبختلف مقوماهتا‪ ،‬وإشباعه‬
‫وجدانيا‪ ،‬واكتسابه ملختلف القيم واملعايري السائدة يف احمليط الطبيعي‪.‬‬
‫‪ .3‬العوامل المؤثرة في شخصية الطفل المسعف‪:‬‬
‫إن شخصية الفرد هي كل املشاعر واإلدراكات اليت يكوهنا عن نفسه‪ ،‬إذ تنشأ يف‬
‫إطار عالقاته باحمليط اخلارجي‪ .‬و تتأثر شخصية الطفل املسعف بصفة مباشرة‪ ،‬بعوامل‬
‫كثرية أمهها‪:‬‬
‫عامل األسرة؛ فهي اخللية األساسية يف اجملتمع‪ ،‬وهي اجملتمع اإلنساين األول‬ ‫‪-‬‬
‫الذي ميارس فيه الفرد أوىل عالقاته اإلنسانية‪ ،‬ولذلك كان ألمناط السلوك الذي يتعلمه‬
‫الطفل يف حميطه قيمة كبرية يف حياته املستقبلية‪ .‬وقد أكدت العديد من الدراسات أن‬
‫لألسرة أثر عميق يف تشكيل شخصية الفرد ومنوه خاصة يف مرحلة الطفولة‪ ،‬وباعتبار أن‬
‫الطفل املسعف حمروم من هذا اجلو األسري فهو يعيش حياة صعبة مليئة باملخاطر‪،‬‬
‫ووجوده داخل املركز ومروره بظروف خمتلفة كاليتم واحلرمان العاطفي‪ ،‬يؤدي به إىل‬
‫صعوبة االندماج باجملتمع واليت جتعله فيما بعد مضطربا وغري سوي من الناحية النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تعترب املدرسة اجملتمع الذي يوجه الطفل وهي من أهم‬
‫املؤسسات الرتبوية اليت تساعد على تكوين شخصيته‪ ،‬حيث تكسبه خربات متكنه من‬

‫‪625‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫تعديل إدراكاته األولية كاالنضباط واحرتام الغري واإلحساس باملسؤولية‪ ،‬وكل ذلك مرهون‬
‫بوجود أشخاص خمتصنی ومتفهمنی حلالة الطفل املسعف‪ ،‬كما ميكن للمدرسة أن تكون‬
‫أحد أسباب فشل دمج الطفل يف اجملتمع؛ وذلك يف حالة معاملة هذه الفئة معاملة‬
‫خاصة بعزهلم عن باقي األطفال العادينی مما يؤثر عليهم سلبا فيصبحون انطوائينی‬
‫وعالقاهتم مع زمالئهم سطحية‪ ،‬باإلضافة إىل التأثري السليب على نتائجهم الدراسية‪.‬‬
‫‪ .4‬بعض اإلحصائيات‪( :‬بن بوزيد‪ .2002/2001 ،‬بن يوسف‪.2013 ،‬‬
‫قرناني وعكوباش‪)2013 ،‬‬
‫صرحت اجلهات الرمسية بوجود ‪ 3‬آالف طفل مسعف‪ ،‬أما اجلمعيات الناشطة يف‬
‫اجملال فصرحت بوجود ‪ 45‬ألف طفل مسعف‪ .‬وعلقت السيدة وهيبة تامر الناشطة يف‬
‫جمال الطفولة املسعفة عن ذلك بقوهلا‪" :‬اإلحصاءات الصادرة عن وزارة التضامن الوطين‬
‫واألسرة‪ ،‬اليت تصرح منذ سنوات برقم ‪ 3000‬طفل غري شرعي يف اجلزائر يف وقت‬
‫تنادي جهات ناشطة أخرى بارتفاع الرقم منذ سنوات إىل ‪ 45‬ألف طفل غري شرعي‬
‫سنويا"‪.‬‬
‫واإلحصائيات اخلاصة بأعداد األطفال املسعفنی ليست مستقرة فهي يف الشهر الواحد‬
‫قابلة للزيادة والنقصان‪ ،‬كازدياد عدد املواليد غري الشرعينی‪ ،‬وارتفاع حاالت اإلجرام‬
‫التشرد بعد فرار األوالد من البيت‬
‫ودخول أولياء األطفال إىل السجن‪ ،‬مع ازدياد حاالت ّ‬
‫هروبا من عقوبات أولياء األمور ألخطاء قد يرتكبها الطفل أو إلخفاق مدرسي‪ ،‬ناهيك‬
‫عن حاالت االختطاف اليت تزايدت يف بداية العقد الثاين من األلفية الثالثة‪ ،‬دون أن‬
‫ننسى عدد األطفال األجانب املتواجدين يف بعض مراكز الطفولة املسعفة‪ ،‬وهم ميثلون‬
‫حوايل ‪ %01‬من جمموع أطفال املراكز‪.‬‬
‫عدد األطفال احملولنی ملراكز الطفولة أكثرهم من عاش يف كنف أسرته وبعد التفكك‬
‫األسري وجد نفسه يف املركز‪ ،‬مثال ما صرح به ممثل منظمة كيندر دوف الدولية ‪SOS‬‬

‫‪626‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫‪ Kinderdorf International‬باجلزائر السيد ريو جرار عيسى‪ ،‬أن ‪%33.56‬‬


‫من األطفال املسعفنی بقرية األطفال بدرارية لديهم أولياؤهم‪ .‬ويف منتدى جريدة اجملاهد‬
‫جاء‪" :‬أن إيداع األطفال يف قرية األطفال أصبح يتم منذ حوايل ثالث سنوات بناء على‬
‫أمر من قاضي األحداث‪ ،‬للتأكيد على أن إدماج األطفال يتم بطريقة قانونية ال ختضع‬
‫للوساطة‪ ،‬مما أدى إىل ارتفاع عدد األطفال املودعنی يف القرية من ‪ %52.39‬إىل‬
‫‪ %64.38‬سنة ‪ .2007‬مضيفا بلغة األرقام أن ‪ %14‬من أطفال القرية يتامى‪ ،‬وأن‬
‫‪ %10.27‬جمهويل اهلوية‪ ،‬ويعد ‪ %48.63‬منهم إخوة بيولوجينی والبقية إخوة حبكم‬
‫تنشئتهم يف نفس القرية"‪ ،‬حسب إحصائيات عام ‪.2008‬‬
‫من خالل ما تقدم فإن أطفال املراكز املنتسبنی للطفولة املسعفة أو لقرى التضامن‬
‫والتكفل االجتماعي كما هو احلال يف درارية ودايل ابراهيم باجلزائر العاصمة‪ ،‬أكثرهم‬
‫ليسوا أبناء غري شرعينی‪ ،‬بل هم أبناء املساجنی يف املرتبة األوىل‪ .‬ويف املرتبة الثانية أطفال‬
‫يتامى السيما الذين تويف والديهم بعد حوادث الطرقات‪ ،‬والكوارث الطبيعية‪ ،‬فال يقبل‬
‫أقرباؤهم التكفل هبم ألسباب معظمها تعود إىل الناحية املادية‪.‬‬
‫إال أ ّن األطفال غري الشرعينی هم الذين ختتلف حوهلم اإلحصاءات‪ ،‬فاإلحصائية‬
‫املتداولة طيلة عام ‪ 2012‬هي ‪ 33‬ألف أم عازبة و‪ 7‬آالف طفل غري شرعي‪ ،‬ففي‬
‫والية وهران وحدها مت إحصاء قرابة ‪ 660‬طفل غري شرعي ما بنی ‪.2012 - 2010‬‬
‫ناهيك عن املواليد اجلدد يتم العثور عليهم موتى يف املفرغات العمومية‪ ،‬أو يتم تقدميهم‬
‫سرا إىل أسر يتبنوهم بطريقة غري قانونية وخمالفة لدين اإلسالم‪ ،‬أو عن طريق صفقات‬
‫جتارية جتري بنی القابالت وأسر مل يسعفها احلظ يف إجناب طفل‪ .‬وال يعلم بأمرهم إالّ‬
‫عند تقسيم املرياث يف العائلة‪ ،‬وتكون صدمة املتبىن كبرية قد يصل به األمر إىل االنتحار‬
‫إذا كان ذو شخصية مهزوزة أو إميان ضعيف‪.‬‬
‫أما امليزانية املخصصة ملراكز الطفولة املسعفة‪ ،‬تبقى قليلة لغالء املعيشة فهي دون‬
‫احلاجات األساسية لضمان حد أدىن من راحة األطفال‪ ،‬ولوال املساعدات املادية من‬
‫‪627‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫اجلمعيات واملواطننی احملسننی ملا استطاعت املؤسسات مواصلة تربية ومحاية األطفال‬
‫املسعفنی هبا‪ .‬فعلى سبيل املثال قدرت ميزانية عام ‪ 1997‬بـ ـ ‪ 230014,70‬دج ما‬
‫يعادل تكلفة ‪ 40‬دج للطفل الواحد يوميا‪ ،‬يف حنی كان يقدر معدل الكلفة اليومية‬
‫للطفل الواحد حنو ‪ 600‬دج‪.‬‬
‫ومبا أ ّن مراكز الطفولة ليست مجعيات ومنظمات وال أحزاب سياسية‪ ،‬فالدعوة‬
‫إلمكانية قبول هبات ومتويل من طرف املنظمات غري احلكومية الدولية‪ ،‬بإجراءات‬
‫قانونية واضحة و مرنة أ صبح أمرا مطلوبا‪ ،‬حىت ال تنفر تلك املنظمات من تقدمي أفضل‬
‫ما عندها‪.‬‬
‫كما لوحظ أن طلبات التكفل يف تزايد‪ ،‬وهلا تفسريات عديدة منها؛ نقص اخلصوبة‬
‫وقلة اإلجناب‪ ،‬تراجع النظرة الدونية لألطفال املسعفنی وتقبل األسر هلا (بتحفظـ)‪ .‬وأكثر‬
‫األسر اليت تلجأ للتكفل بأبناء املراكز هي األسر اليت يعاين أحد الزوجنی من العقم‪،‬‬
‫وحسب تصريح السيدة فاطمة الزهراء كراجة مديرة مركز األبيار بالعاصمة أن عام‬
‫‪ 2011‬وصل عدد األطفال املكفولنی من طرف األسر إىل ‪ 250‬طفال‪.‬‬
‫واألسر اجلزائرية املقيمة باجلزائر أكثر طلبا للتكفل من األسر املقيمة باخلارج )اجلالية‬
‫اجلزائرية( ؛ أول األسباب ترجع لإلجراءات البريوقراطية اليت تتطلب ذهاب وإياب املقيم‬
‫باخلارج إىل اجلزائر ألجل حصوله على املوافقة والقيام بكافة االجراءات الالزمة‪.‬‬
‫فاإلجراءات املطولة والتحقيقات الدقيقة اليت‮‬تتبعها االدارة قبل تسليم الطفل دفع بالكثري‬
‫من العائالت إىل التخلي‮ ‬عن فكرة حضانة ورعاية الطفل املسعف باجلزائر‪ ،‬وتفضيل‬
‫‪.‬‮‬ ‫التكفل بأبناء الطفولة املسعفة يف فرنسا أو دول أخرى حسب بلد اإلقامة‬ بسحف‬
‫مت هنأ "سابع دلو" ديسلا ينطولا نماضتلل قبسألا ريزولا حرص دقف ةيمسرلا رداصملا‬
‫مت لفط ‪ 2000‬نم رثكأو ‪ 2011،‬ماع ةياغ ىلإ مورحم لفط ‪ 15000‬وحنب لفكتلا‬
‫‪.‬جراخلاب ةيرئازجلا ةيلاجلا رسأ فرط نم مهب لفكتلا‮‮‬

‫‪628‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫ورغم أن القانون اجلزائري جييز للمرأة اليت بلغت سن ‪ 45‬ومل تتزوج أو املطلقة‪ ،‬أن‬
‫تتكفل بأطفال من مراكز الطفولة املسعفة إذا ما استوفت الشروط‪ ،‬إالّ أن نسبتهم ال‬
‫تصل إىل ‪ %01‬من إمجايل الطلبات‪ ،‬وتفسريات ذلك ختتلف باختالف احلاالت‬
‫والظروف‪ ،‬بنی معرفتهم بعدم استيفائهم الشروط الالزمة‪ ،‬وبنی اخلوف من اإلقدام على‬
‫التكفل واإلخفاق يف العملية‪ ،‬وبنی تفضيل العيش بعيدا عن املسؤوليات‪.‬‬
‫رغم جهود الدولة اجلزائرية الدائمة بشأن توفري احلماية واملساعدة لألطفال املهملنی‪،‬‬
‫إالّ أن عدد مراكز الطفولة املسعفة قليل على مستوى الرتاب الوطين‪ ،‬فيجب توفر على‬
‫األقل ‪ 48‬مركز طفولة مسعفة حسب عدد واليات الوطن؛ مراكز خاصة بأطفال ما بنی‬
‫‪ 10 - 0‬سنوات‪ ،‬ومراكز من ‪ 18 - 11‬عاما‪ ،‬أو قرى تتوفر على أمهات مربيات يف‬
‫مركز يتكون من جمموعة مساكن يف كل مسكن ستة أطفال مسعفنی من خمتلف األعمار‬
‫يعيشون وكأهنم أسرة واحدة‪ ،‬وإن كان األمر يتعارض مع أصول الدين االسالمي يف‬
‫تواجد أوالد إناث وذكور غري إخوة شرعا يف بيت واحد‪ ،‬لكن دائما سيكون بوجود األم‬
‫املربية‪.‬‬
‫إ ّن الوصاية عاجزة حيال الظاهرة وهو ما‮ ‬يتضح من خالل نقص مراكز اإليواء حيث‬
‫ال‮ ‬يتعدى عددها‮ ‬‪363‬‮ ‬دار إيواء ومركز طفولة مسعفة (منها مراكز جتمع الشيوخ‬
‫واألطفال كقرية املسعفنی بدرارية يف اجلزائر اليت حتتوي على ‪200‬طفل مسعف) موزعة‬
‫عرب الرتاب الوطين‪.‬‮‮‬

‫جند أيضا‪ ،‬أن بعض املراكز مكتظة وحتمل أكثر من طاقتها كمراكز وهران للذكور‬
‫واإلناث‪ ،‬ومراكز أخرى هبا عدد قليل جدا ال ميثل سوى ‪ % 5‬من األطفال كمركز‬
‫اجللفة‪ .‬أما مركز بلدية األبيار بالعاصمة فهو غري مستقر احلال متثل طاقته االستيعابية‬
‫‪ 100‬طفل‪ ،‬يفوقها أحيانا وال يصل إليها أحيانا أخرى بعد التكفل األسري أو انتهاء‬
‫مدة التكفل املؤقت‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫‪629‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫يتميز الطفل املسعف باحلساسية الشديدة‪ ،‬وهو بذلك حيتاج إىل معاملة خاصة‬
‫باعتباره عضوا يف اجملتمع‪ ،‬و ذلك باالبتعاد عن كل إقصاء وهتميش‪ ،‬ونظرات االزدراء‬
‫والدونية‪ .‬وحىت نتوصل لتجسيد هذه الفكرة‪ ،‬البد أن نبين فيه صورة إجيابية ملفهوم‬
‫األسرة‪ .‬ويكون ذلك بالتعرف على أدوار كل فرد فيها‪ ،‬وكذا مكانتهم داخل األسرة‪.‬‬
‫ورغم جهود الدولة يف وضع آليات وإجراءات قانونية ووقائية حلماية ومساعدة‬
‫األطفال املسعفنی ومبساعدة اجلمعيات ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬واألسر الكافلة‪ ،‬إالّ أن‬
‫الظاهرة متفشية يف جمتمعنا‪ ،‬وباتت تطرح العديد من اإلشكاالت حول وضعية الطفل‬
‫املسعف‪.‬‬
‫ويدخل االهتمام بالطفولة املسعفة يف إطار الرعاية االجتماعية اليت تعد نظاما يضم‬
‫العديد من الوسائل وأمناط التدخل االجتماعي اليت هتتم بتحسنی الظروف املعيشية‬
‫لألفراد واجمل تمعات‪ .‬والرعاية هنا تكون عن طريق جمموعة مؤسسات تنشئها الدولة‪ ،‬تقدم‬
‫فيها جمموعة من األنشطة واخلدمات للمعوزين‪ ،‬بأساليب خاصة وفقا ألنواع املساعدات‬
‫املمنوحة‪ ،‬والفئات املستهدفة‪.‬‬
‫ميكن من خالل ما سبق‪ ،‬استخالص مجلة من التوصيات‪ ،‬نوردها يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توعية الشباب (من اجلنسنی) بعواقب العالقات احملرمة‪ ،‬وما قد تفرزه من أطفال بدون‬
‫هوية يعانون النبذ والتهميش‪ .‬هذه التوعية تكون مبختلف الوسائل املتاحة (اإلعالم‬
‫بأنواعه‪ ،‬املساجد‪ ،‬اجلامعات‪ ،‬املؤسسات الرتبوية‪ ،‬دور الثقافة‪)... ،‬‬
‫‪ -‬تعميم جتربة قرى األطفال على كامل الرتاب الوطين‪ ،‬من جهة لتخفيف الضغط على‬
‫قرية األطفال املتواجدة مبنطقة درارية‪ ،‬ومن جهة أخرى ألهنا األقرب إىل األسرة الطبيعية‬
‫(مكونة من األم البديلة لألم البيولوجية‪ ،‬كما أهنا تضم جمموعة من األطفال خمتلفون يف‬
‫األعمار يسهل عليهم بذلك االختالط مع بعضهم والتأقلم مع اجلو السائد داخل‬
‫األسرة)‪.‬‬

‫‪630‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫‪ -‬توفري أخصائينی نفسانينی ذوي خربة وكفاءة يف معاجلة املشكالت اليت تعاين منها‬
‫هذه الشرحية من اجملتمع‪ ،‬والتقليل منها بقدر اإلمكان‪ ،‬وتدريب األطفال على تقبل‬
‫ذواهتم واكتشاف قدراهتم والتنفيس عن مكبوتاهتم من خالل نشاطات فنية ورياضية‪،‬‬
‫تكون عامال يف رفع ثقتهم بأنفسهم مما حيدث توازنا وتوافقا لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬تقبل اجملتمع هلذه الفئة من األطفال‪ ،‬ألهنم ضحايا ألوضاع فرضت عليهم؛ فالفقر أو‬
‫املرض أو اليتم هي وضعيات قد يتعرض هلا اجلميع‪ ،‬وتكون سببا يف ظهور هذه الفئة‬
‫(الطفولة املسعفة)‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬بلعيساوي الطاهر‪ .)2013( .‬واقع مؤسسات رعاية الطفولة املسعفة‪ .‬جملة املعيار‪ .‬اجمللد‪ ،16‬العدد‪ .31‬ص ص‬
‫‪ .454-431‬قسنطينة‪ :‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬بن بوزيد مرمي‪ .)2002/2001( .‬دراسة نفس‪-‬لسانية لسلوك الشرح عند األطفال املسعفنی اجتماعيا بقرية‬
‫األطفال ‪ SOS‬اجلزائر‪ .‬رسالة ماجستري يف األرطوفونيا‪ .‬جامعة اجلزائر‪.02‬‬
‫‪ ‬بن يوسف نبيلة‪ .) 2013( .‬قراءة حتليلية يف إحصائيات مراكز الطفولة املسعفة منذ ‪ 1962‬إىل ‪ .2012‬جملة‬
‫املعيار‪ .‬اجمللد‪ ،16‬العدد‪ .31‬ص ص ‪ .88-47‬قسنطينة‪ :‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬بوعروري جعفر‪ .)2012/2011( .‬أثر مسات شخصية أستاذ الرتبية البدنية والرياضية وكفاءته الرتبوية على‬
‫حتسن الصحة النفسية للمسعف املتمدرس‪ .‬أطروحة دكتوراه العلوم يف نظرية ومنهجية الرتبية البدنية والرياضية‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪ :03‬معهد الرتبية البدنية والرياضية سيدي عبد اهلل بزرالدة‪.‬‬
‫‪ ‬جبالة حممد‪( .‬ديسمرب ‪ .)2010‬واقع الطفولة املسعفة يف اجلزائر‪ .‬جملة املواقف للبحوث والدراسات يف اجملتمع‬
‫والتاريخ‪ .‬العدد‪ .05‬ص ص ‪ .217-205‬جامعة معسكر‪.‬‬
‫‪ ‬حسن حممود‪ .)1981( .‬األسرة ومشكالهتا‪ .‬لبنان‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬سبخاوي خدجية وزاوي دليلة‪ .) 2013( .‬وضعية الطفولة املسعفة يف اجملتمع اجلزائري‪ .‬جملة املعيار‪ .‬اجمللد‪،16‬‬
‫العدد‪ .31‬ص ص ‪ .228-207‬قسنطينة‪ :‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬غليط شافية‪ .) 2013( .‬املعاش النفسي واالجتماعي للطفولة املسعفة‪ .‬جملة املعيار‪ .‬اجمللد‪ ،16‬العدد‪ .31‬ص‬
‫ص ‪ .186-155‬قسنطينة‪ :‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬قرناين ياسنی وعكوباش هشام‪ .)2013( .‬الطفولة املسعفة يف اجلزائر أرقام وقراءات‪ .‬جملة املعيار‪ .‬اجمللد‪،16‬‬
‫العدد‪ .31‬ص ص ‪ .246-229‬قسنطينة‪ :‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪.‬‬

‫‪631‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫التوافق النفسي عند الطفولة المسعفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جديدي عفيفة‬

‫‪ ‬قويدري لطيفة‪ .)2009/2008( .‬التوافق النفسي االجتماعي املدرسي للطفل وعالقته بعمل األم‪ .‬رسالة‬
‫ماجستري يف علوم الرتبية‪ .‬جامعة اجلزائر‪.02‬‬
‫‪ ‬كاوجة حممد الصغري‪ .) 2013( .‬دراسة وحتليل أسباب ظاهرة الطفولة املسعفة يف اجملتمع اجلزائري بنی التصور‬
‫والواقع املعاش‪ .‬جملة املعيار‪ .‬اجمللد‪ ،16‬العدد‪ .31‬ص ص ‪ .154-117‬قسنطينة‪ :‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الكحلوت أماين محدي شحادة‪ .) 2011( .‬دراسة مقارنة للتوافق النفسي االجتماعي لدى أبناء العامالت وغري‬
‫العامالت يف املؤسسات اخلاصة يف مدينة غزة‪ .‬رسالة ماجستري يف علم النفس‪ .‬غزة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪632‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 632-613‬ديسمبر ‪2019‬‬

You might also like