Professional Documents
Culture Documents
املؤلف املرسل *
321
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
-1مقدمة
تواجه املنظمات الكثير من التحديات وطرق تسيير مختلفة عن ما ألفته ،هذا نتيجة
للتطورات التي تشهدها البيئة الخارجية في مجال التطور التكنولوجي ،والذي أصبح معيار ومرجع
للتقدم ،ألامر الذي دفع باملنظمات إلى تبني أفكار وإيجاد سبل ووضع أفضل الاستراتيجيات ألجل
التنافس والبقاء ،وطاملا أن نجاح املنظمة يتوقف إلى حد كبير على مدى استجابتها ملتغيرات البيئة
الخارجية ،بات عليها الاعتم اد والتحكم في التكنولوجيات الحديثة بمختلف أبعادها ومكوناتها كأهم
املدخالت التنظيمية ،إذ يعد ذلك أساس إحداث القيمة وبمثابة اقتناء للكفاءة والجودة والفعالية.
كما ترتبط فعالية املنظمة بكفاءة املورد البشري وقدرته على العمل ورغبته فيه ،باعتباره
العنصر املؤثر والفعال في استخدام املوارد ،وتعتبر التكنولوجيا بمختلف مكوناتها من بين أهم
املوارد التي يستخدمها املورد البشري نتيجة التطور املعرفي والتقني ،الذي دفع باملنظمات إلى
ضرورة الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة في مختلف العمليات وألانشطة إلادارية املوكلة
ملواردها البشرية ،ذلك أنه العامل ألاساس ي في العالقة بين العمل والتكنولوجيا ومحور العملية
إلادارية ،وهو ما يدفع باملنظمة إلى السعي للبحث عن الاستراتيجيات الفعالة إلحداث التكيف
وتسريع تأقلم الفرد مع هذه املدخالت ،خاصة وأن التكنولوجيا لها جملة من الخصائص التي
تحدث القيمة للعملية إلادارية وللمورد البشري نفسه .
ففي ظل هذا التطور التقني ،زاد الاهتمام باملورد البشري حيث عمدت املنظمات إلى دراسة
الوسائل والطرق التي تمكنها من الوصول إلى تنمية مورد بشري قادر على التحكم في مختلف
البرمجيات وألانظمة الرقمية ،وذلك بهدف تحسين والرفع من مستوى أدائه ،فنجاح أي منظمة
باختالف أهدافها وأنواعها يرجع بالدرجة ألاولى إلى املورد البشري والذي اعتبره ميشيل كروزيه هو
الجودة ،ألنه موجود في هذه املنظمة لتقديم عمل وهذا العمل يتجسد في شكل أداء وظيفي.
(ترمول ،2018 ،صفحة )251ليحقق ألاهداف املسطرة والفعالية للمنظمة التي أصبح تحقيقها
مرهون بأداء املورد البشري من الناحية الكمية والنوعية ،خاصة وأن املتطلبات التنظيمية في ظل
التطور التقني والبيئة الخارجية التي تتسم بالتغيير والتنافس تركز على النوعية أو الجودة في ألاداء،
هذه ألاخيرة التي أضحت من املفاهيم ألاكثر انتشارا فيما يتعلق بتطوير أساليب العمل وأصبحت
الجودة مطلبا أساسيا في جميع املمارسات وألاعمال ،فهي تعبر عن مجموعة من املعايير التي بتبنيها
يتحقق ألاداء النوعي للمورد البشري ،واملرتكز على جملة من املؤشرات أهمها :السرعة ،الدقة،
غياب ألاخطاء ،الدافعية لإلنجاز ،إلانتاجية وغيرها من املؤشرات.
وعليه فقد عمدت املنظمات إلى السعي لتجسيد ألاداء النوعي ملوردها البشري بالتوازي مع
الاعتماد على مختلف تطبيقات التكنولوجيا الحديثة بهدف تحقيق الفعالية والبقاء في بيئة التغير
فيها هو السمة الثابتة ،فكان أداء املورد البشري جوهر العديد من الدراسات التي عالجت متغير
322
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
ألاداء وكيفية تحسينه في ظل اعتماد املنظمات على التكنولوجيا لكن التحسين يكون من الناحية
الكمية ،أي البحث عن السبل التي تكفل تحقيق الربح من خالل الرفع من إلانتاجية الكمية
للعامل لعل أشهرها دراسة فريديريك تايلور ،في حين أن موضوع البحث يكتس ي أهميته في كونه
يتناول الدور الذي تؤديه التكنولوجيا الحديثة في تحقيق جودة أداء املورد البشري أي البحث عن
النوعية بالتوازي مع الكمية في ألاداء ،فكان الهدف من البحث هو إيضاح دور التكنولوجيا الحديثة
بمختلف أبعادها( إلادارة الالكترونية ،القيم التكنولوجية وأنظمة املعلومات الرقمية) في تحقيق
جودة أداء املورد البشري بمؤشراته( السرعة ،الدقة والدافعية لإلنجاز) ،وعليه جاءت صياغة
التساؤل الرئيس ي على النحو التالي:
كيف تساهم التكنولوجيا الحديثة في تحقيق جودة أداء املورد البشري؟
ينبثق عن هذا التساؤل الرئيس ي مجموعة من التساؤالت الفرعية على النحو آلاتي:
-كيف تساهم إلادارة الالكترونية في تحقيق السرعة في ألاداء؟
-كيف تؤثر القيم التكنولوجية املستحدثة في تعزيز الدافعية لألداء؟
-كيف تساهم نظم املعلومات الرقمية في تحقيق الدقة في ألاداء؟
-2مفاهيم الدراسة
-1-2التكنولوجيا الحديثة
يعتبر مفهوم التكنولوجيا من املفاهيم التي ناقشها الكثير من الباحثين واملفكرين واختلفوا
في نظرتهم له ،بسبب اختالف تخصصهم وتطور خصائص التكنولوجيا نفسها ،وعليه سيتم طرح
جملة من التعريفات في محاولة لإلملام بمختلف جوانب املفهوم.
فتعرف التكنولوجيا على أنها فكر وأداة وحلول للمشكالت قبل أن تكون مجرد اقتناء
للمعدات ،وهي أيضا نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والتطبيقي.
وهي جهد إنساني وطريقة للتفكير في استخدام املعلومات واملهارات والخبرات والعناصر
البشرية وغير البشرية وتطبيقاتها في اكتشاف وسائل لحل املشكالت وإشباع الرغبات وزيادة
القدرات( .هالل ،2019 ،صفحة .)53،54فنجد أن هذا التعريف قد بين أن التكنولوجيا هي فكر
إنساني هدفها حل املشكالت التي تواجه الانسان قبل أن يختصر مفهومها في كونها تعبر عن الجانب
املادي والتقني املتمثل في املعدات وألاجهزة.
وهو ما أكده هذا املفهوم والذي اعتبرها أنها مجموعة من املعدات وألاجهزة التي تعمل
الكترونيا واملعدة للخدمة (عتاد إلاعالم آلالي) باستعمال ألانظمة وطرق ومناهج وأساليب علمية
وتقنية منظمة ومنسقة (نظام التشغيل وبرامجه) تعتمدها املؤسسات وإلادارات في توجيه أنشطتها
املتباينة( .بكاي و قرفيط ،2016 ،صفحة )61
323
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
في حين نجد ماكلولين وداوسن ينظران للتكنولوجيا بأنها ليست مجرد أجهزة وتقنيات
ومعدات ،ولكن تتمثل في التكنولوجيا الاجتماعية مجسدة في شكل مهام وتقنيات ومعارف فنية
تستخدم كوسيلة لتحسين ظروف العمل والحياة( .صورية ،2018 ،صفحة .)219فقد بينا أن
للتكنولوجيا وظيفة اجتماعية وهي تحسين ظروف العمل والحياة بصفة عامة ،وذلك بتوظيفها
بمختلف أشكالها.
وعليه فالتكنولوجيا هي مجموعة من القيم وألافكار واملعدات والبرمجيات التي تعتمدها
املنظمة واملورد البشري في أداء وظائفه بهدف تحسين وتجديد أسلوب عمله ،والتي قد تأخذ أبعادا
مختلفة منها :إلادارة الالكترونية ،القيم التكنولوجية وهو الجانب املعنوي باإلضافة إلى نظم
املعلومات الرقمية وهي تعبر عن البرمجيات.
-2-2مفهوم جودة ألاداء
مفهوم الجودة
يعتبر مفهوم الجودة من املفاهيم النسبية ،ألنه يختلف من شخص آلخر حيث تباينت
وتعددت آلاراء والتعريفات التي أوردها املختصون بالجودة بحيث تعددت ألاوجه التي ينظر منها كل
منهم إلى هذا املفهوم ،وعليه يمكن إدراج مجموعة من التعاريف كاآلتي:
يرى فيشر أن الجودة تعبر عن التميز والتألق ،وبالتالي فالجودة بالنسبة إليه هي درجة التألق
والتميز كون ألاداء ممتازا ،أو كون خصائص أو بعض خصائص املنتج (الخدمة أو السلعة) ممتازة
عند مقارنتها مع املعايير املوضوعة من منظور املؤسسة أو من منظور الزبون( .حبيب،2019 ،
صفحة )10
تعرف املنظمة الدولية للمعايير ISOالجودة بأنها الخصائص الكلية لكيان (نشاط ،عملية،
منتوج ،منظمة أو نظام أ وفرد أو مزيج منها) التي تنعكس في قدرته على إشباع حاجات صريحة أو
ضمنية( .بشتة و بوعموشة ،2019 ،صفحة )43
في حين عرفها كروسبي بأنها التوافق مع املتطلبات( .اليحي ،2018 ،صفحة )42على اعتبار
أن املتطلبات هي مجموع املعايير واملقاييس التي يجب أن يتوافق أداء العاملين معها لضمان ألاداء
الجيد والرفع من كفاءته ونوعيته.
مفهوم ألاداء:
يعرف كود ألاداء بأنه الجهد الذي يقوم به املوظف إلنجاز مهمة ما حسب قدراته
واستطاعته( .الحراحشة ،2011 ،صفحة )90فنجد أن هذا التعريف قد ركز على أن ألاداء
الوظيفي مرتبط بما يعرف بالقدرة على الانجاز والتي من شأنها أن تحدد وتحد من فعالية ونوعية
ألاداء والجهد املبذول إلتمام العمل.
324
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
كما يعرف ألاداء على أنه سلوك عملي يؤديه فرد أو مجموعة من ألافراد أو مؤسسة يتمثل
في أعمال وتصرفات وحركات مقصودة من أجل عمل معين لتحقيق هدف محدد أو مرسوم.
(الشهربلي و الوائلي ،2014 ،صفحة )38وما أشار إليه هذا املفهوم هو أن ألاداء غير مرتبط بأداء
الفرد فقط بل يمكن أن يعبر عن أداء فريق العمل أو يعبر عن ألاداء املؤسس ي ككل لتحقيق
ألاهداف .كما أنه قد جعل من ألاداء مساويا ملفهوم السلوك في حين أن ألاداء هو محصلة تفاعل
كل من السلوك والانجاز أي مجموع ألاعمال والنتائج معا.
أما املفهوم العام لألداء هو انعكاس لكيفية استخدام املؤسسة ملواردها الكلية السيما
البشرية منها لتحقيق أهدافها املوضوعية( .باليلية ،2017 ،صفحة )260فنجد أن املورد البشري
هو أساس العملية إلادارية ومحور الاهتمام لدى املؤسسة التي تسعى إلى تنميته والعمل على توفير
مناخ صحي وسليم له بما يحقق له الرضا وبالتالي يرفع من دافعيته لألداء.
ويعرف ألاداء كذلك على أنه القيمة أو النتيجة املتوقعة من قبل املنظمة لجميع السلوكيات
العملية التي يتبناها املوظف وينجزها خالل فترة معينة (DOUCET, 2020, p. 32) .فنجد أن هذا
التعريف قد جعل وحصر ألاداء في النتائج التي ينجزها املورد البشري وفي وقت زمني محدد.
جودة ألاداء
عرف برنهاردت جودة ألاداء أنها خلق ثقافة متميزة في ألاداء ،حيث يكافح املديرون
واملوظفون باستمرار من أجل تحقيق توقعات ورغبات املستفيدين من السلعة أو الخدمة ،والتأكيد
على أداء العمل بالشكل الصحيح من املرة ألاولى وبأقص ى درجة من الفعالية في أقصر وقت ممكن.
(عياش ي و رزوق ،2017 ،صفحة )174وعليه نجد أن برنهاردت قد أكد على أن تحقيق جودة ألاداء
ثقافة ومسؤولية جماعية يسعى فيها أعضاء املؤسسة من مختلف املستويات إلادارية لتحقيق
أعلى مستوى من إلاجادة في ألاداء مع التقليل من تكاليف إعادة العمل ،من خالل السعي لإلنجاز
من أول مرة وهو ما يتوافق مع املعايير التي وضعها كروسبي للجودة حيث اعتبر معيار ألاداء في
الجودة هو صفر عيوب وتحت شعار "أداء بدون عيوب" ،وذلك من خالل ألاداء الصحيح للعمل
ومن املرة ألاولى.
كما تعرف جودة ألاداء بأنها مجموعة من املعايير أو السمات التي يجب توافرها في جميع
عناصر املؤسسة أو العملية في املؤسسة سواء فيما يتعلق باملدخالت أو العمليات التي تعمل على
تحقيق حاجات ورغبات ومتطلبات العاملين في املؤسسة ،وذلك من خالل الاستخدام ألامثل
والفعال لجميع إلامكانات البشرية واملادية مع استغالل الوقت ومالئمته لهذه إلامكانات( .القططي
و أوباجي ،2020 ،صفحة .)143فهذا التعريف قد اعتبر جودة ألاداء تتمثل في كونها مجموعة
الصفات التي يجب أن تتوفر في العملية إلادارية وذلك لتشجيع العاملين على الرفع من مستوى
كفاءة ونوعية أدائهم من خالل استغالل املوارد املادية مثل التكنولوجيات املختلفة.
325
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
جودة ألاداء هو مجموع املواصفات النوعية والراقية لتقديم أفضل الخدمات في إنجاز أو
القيام بنشاط معين وفق الطريقة املطلوبة( .عمور و مصباح ،2017 ،صفحة )82
وما يمكن إجماله أن جودة ألاداء تعبر عن مجموعة من الخصائص واملعايير التي يجب أن
تتوفر في أداء املورد البشري وتتمثل هذه السمات في :السرعة ،الدقة ،الدافعية لإلنجاز وغيرها من
املؤشرات التي تسمح بتحقيق ألاهداف املخططة من قبل املنظمة.
-3-2مفهوم املورد البشري
يعتبر املورد البشري من املفاهيم الحديثة التي جاء بديال ملفهوم ألافراد والقوى العاملة،
ويقصد به:
أن املورد البشري هو تعبير عن كل ألافراد الذين يعملون داخل التنظيم(Randhawa, 2007, p. .
)02
كما يعرف املورد البشري بأنه مجموع ألافراد املؤهلين وذوي املهارات والقدرات املناسبة
ألنواع معينة من ألاعمال والراغبين في أداء تلك ألاعمال بحماس واقتناع( .ومان ،2016 ،صفحة
)11
ويعرف كذلك بأنه كل ألافراد العاملين في املنظمة من مختلف ألاصناف والجنسيات ومهما
اختلفت وتنوعت مستويات مهاراتهم وأنواع ألاعمال التي يقومون بها ،فهي تشمل هيئة إلادارة،
العاملين في مجاالت إلانتاج والعاملين في مجاالت الخدمات واملهن املساعدة في أي منظمة( .الجبالي،
،2016صفحة )04
أو هو ألاصول الرئيسية القادرة على تحقيق النمو والتنمية في املؤسسة( .طرفة،2020 ،
صفحة )271
وبالتالي فاملورد البشري هو املورد الفاعل واملؤثر في العمليات إلادارية وإلانتاجية للمنظمات،
املوجود في مختلف املستويات إلادارية ،تكمن مسؤوليته في تحقيق أهداف املنظمة واملتمثلة في
بناء وتنمية القدرات التنافسية والابتكار وتحقيق الثروة ومردود انتاجي أعلى وبصفة عامة تنمية
املنظمة.
الدور الاستراتيجي للتكنولوجيا الحديثة في املنظمة -3
أكدت العديد من الدراسات وألابحاث على الدور الاستراتيجي الذي تلعبه التكنولوجيا
الحديثة داخل املنظمة ،نظرا ملا تمتلكه من إمكانات تمس جميع مجاالت العمل والتنظيم ،ألامر
الذي دفع باملؤسسات إلى تبني هذه التقنيات وهذا راجع لآلتي:
تعمل التكنولوجيا على إحداث تغييرات جذرية في كل أجزاء املنظمة وأعمالها ،منتجاتها، -
أسواقها المتداد استخداماتها في مختلف أنشطة املنظمة.
326
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
تدفع التكنولوجيا باملنظمة لالستجابة والتكيف مع متطلبات البيئة حيث أن تطبيق -
مفهوم وأساليب التكنولوجيا في املنظمات يحتم عليها اللحاق بركب التطور تجنبا الحتماالت العزلة
والتخلف عن مواكبة عصر املعلوماتية( .حسين ،2010 ،صفحة )326وما تجدر إلاشارة إليه في
هذا الصدد أن التطور التكنولوجي والاعتماد على التقنيات في املنظمات من شأنه أن يحدث جملة
من التغييرات في مختلف العمليات التنظيمية ،وذلك للتكيف وتحقيق الهدف ألاساس ي للمنظمة
وهو البقاء والاستمرارية.
تعمل على تحقيق ألاهداف الاستراتيجية للمنظمة من كونها تعمل على خلق التكامل -
والكفاءة للعمليات وأنشطة املنظمة وتخفض من التكاليف من خالل الاعتماد على مكننة ألانشطة.
-تساعد التكنولوجيا على تحقيق امليزة التنافسية وذلك من خالل إكساب املنظمة
ملجموعة من املزايا الاستراتيجية والتنافسية ،والجدول آلاتي يوضح ذلك:
الجدول ( :)1يوضح املزايا الاستراتيجية والتنافسية املحققة من تكنولوجيا املعلومات
املزايا الاستراتيجية والتنافسية ألابعاد
-عمل قواعد بيانات للخدمات واملنتجات املتاحة محليا وعامليا ،خدمة بالنسبة للمستهلكين
املستهلك حسب الاحتياجات والرغبات املختلفة في أي مكان.
توفير بدائل للمنتجات ،إعداد خطط وقائية ضد املنافسين (منتج أو
خدمة جديدة). بالنسبة للمنافسين
تحديد مصادر التوريد البديلة ،إعادة التوازن مع املوردين مع إقامة
عالقات متميزة. بالنسبة للموردين
تحديد اتجاهات ألاسواق ،اكتشاف أسواق جديدة ومربحة لبيع منتجات
املنظمة. ألاسواق
تدعم جودة املنتجات والخدمات ،تسمح للمنظمات بإرسال وتوزيع
معلومات عن منتجاتها وخدماتها ،تسمح التكنولوجيا بتطوير منتجاتها املنتجات والخدمات
وخدمات جديدة ،تدعم أنشطة وخدمات ما بعد البيع.
تحسين التخطيط الاستراتيجي ،سهولة التغيير التنظيمي للمنشأة ،تساعد بالنسبة للكفاءة
في التنسيق بين املجهودات والبحث والتطوير ،تطوير نظم دعم القرار التنظيمية البحث
والنظم الخبيرة للمنظمة والنظم الاستراتيجية. والتطوير
تحسين الاتصاالت والتنسيق واملعامالت مع املنظمات ألاخرى ،تسهيل بالنسبة للكفاءة فيما
القيام باالستثمارات املختلفة ،مساعدة املنظمة في تنويع العمل في أسواق بين املنظمات
جديدة عبر العالم ،تسمح التكنولوجيا باملرونة في تحديد مواقع
العمليات ،تصنيع ألاجزاء املختلفة في أماكن مختلفة.
املصدر( :بلقيدوم و لغرور ،2015 ،الصفحات )343 -342
327
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
وبالتالي تعمل التكنولوجيا الحديثة على إكساب املنظمات مجموعة من املزايا التنافسية
أهمها :ضمان النجاح املستدام ،بناء املنظمة املبدعة ،إعادة هندسة العمليات بإدخال تحسينات
على العمليات مع ضمان السرعة والجودة ،القدرة على إنشاء الشراكة الافتراضية ،وعليه فهناك
عالقة تجمع التكنولوجيا الحديثة بمختلف أبعادها وامليزة التنافسية ،وهو ما أكدته دراسة هناء
عبداوي في إطار نيلها لشهادة الدكتوراه واملوسومة بـ "مساهمة في تحديد دور تكنولوجيا املعلومات
والاتصاالت في إكساب املنظمة ميزة تنافسية" حيث توصلت الباحثة إلى وجود عالقة ذات داللة
إحصائية بين تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت بأبعادها املختلفة وامليزة التنافسية ،فالتكنولوجيا
تسعى إلكساب املنظمة املعرفة وتشجيع مواردها على التفكير وإلابداع مع تفعيل ونشر ثقافة
الجودة.
-زيادة فاعلية املنظمة في تحقيق أهدافها ،وبخاصة طويلة ألاجل واملتعلقة بالخطط
الاستراتيجية ،فضال عن قصيرة ألاجل ،من خالل استخدام شبكات العمل املحلية والعاملية
(الانترنت مثال) وذلك من خالل زيادة وفعالية عملية صنع واتخاذ القرارات وزيادة جودتها وتحسين
محتواها ،وزيادة فعالية الاتصاالت إلادارية داخل املنظمة وخارجها ،فضال عن التنسيق بين
مختلف املستويات إلادارية بشكل يحقق ألاهداف.
-زيادة الفرص املتاحة أمام املنظمة بغية استغاللها وتفعيل عمليات تطابق ألافكار الجديدة
وتطوير املنتجات (سلع أو خدمات)( .البرزنجي و جمعة ،2013 ،صفحة )327فهي وسيط ووسيلة
لترجمة ألافكار واملعارف إلى ماديات تضمن التميز والجودة سواء للمنتج أو للخدمة.
-4العمليات التنظيمية التي تساهم في تحقيق جودة ألاداء
تسعى املنظمات إلى توفير كل املستلزمات واملوارد التي تضمن لها تحقيق ألاداء النوعي
ملواردها البشرية ،من خالل إتباعها لجملة من ألاساليب التسييرية املرنة وتهيئة بيئة مالئمة ،وهو
ما يمكن إجماله في املتغيرات أو ألابعاد التنظيمية التي تساعد ألافراد العاملين للوصول إلى ألاداء
الجيد ،ويمكن توضيح ذلك في آلاتي:
-1-4توفير الدعم التنظيمي :فالدعم التنظيمي من شأنه أن يساهم في تحسين ألاداء املورد
البشري وذلك أن هذا الدعم يعبر عن القدر الذي تهتم فيه املنظمة برعاية ورفاهية أعضائها من
خالل معاملتهم بعدالة ومساعدتهم في حل املشاكل التي تواجههم والعناية بصحتهم الجسمية
والنفسية( .بن رحمون ،2014 ،صفحة )72وذلك من خالل دعم آليات السالمة والصحة املهنية،
فهذا الطرح يحيلنا لنظرية العالقات إلانسانية إللتون مايو وتجربته حول نطاق إلاشراف وفترات
الراحة والتي استنتج من خاللها أنه وبمجرد استماع املشرف ملشكالت العامالت وتزويدهن
باملعلومات الكافية حول العمل قد تاله زيادة في إنتاجيتهن .
328
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
-2-4القيادة :إن القيادة من شأنها أن تؤثر في ألاداء وذلك راجع لألسلوب القيادي املعتمد
من طرف القائد ،فباعتماده على ألاسلوب التشاركي الديمقراطي سيحفز العمال على العمل أكثر،
وذلك إلحساسهم بأنهم جزء من املنظمة ،ذلك أن القائد الديمقراطي سيعمل على حشد جهود
وطاقات العاملين وتنمية وتعزيز أدائهم خاصة إلابداعي منه والعكس .وعليه نجد أن ألاداء يتأثر
باألسلوب القيادي إما سلبا أو إيجابا.
-3-4الحوافز :تعتبر الحوافز املادية واملعنوية إحدى امليكانيزمات الجوهرية التي تهدف إلى
حث ألافراد على العمل بكفاءة وفعالية ،وعلى تنمية وتعزيز ألاداء إلابداعي في املنظمات ،فالحوافز
لها أثرها على تشجيع املوظفين على إلابداع واملبادرة والتجديد وبذل املزيد من الجهد لإلنجاز وزيادة
الطالقة الفكرية وإلانتاجية( .الحسيني و الخيال ،2013 ،صفحة )82فالحديث عن الحوافز
وإلانتاجية يستدعي استحضار مقاربة كل من فريديريك تايلور وإلتون مايو ،فاألول ركز دراسته
على الحوافز املادية من خالل الزيادة في ألاجور كلما كانت إنتاجية العامل تفوق الحد ألادنى املتوقع
واملتفق عليه .فكلما زادت إلانتاجية كلما زادت الحوافز املادية ،بينما إلتون مايو فقد أولى اهتمامه
ولفت ألانظار من خالل دراسته للحوافز املعنوية العتقاده أنها من العوامل املحفزة على ألاداء
الجيد والفعال ،ألنها ترفع من الروح املعنوية للعامل وهو ما يحقق رضاه عن عمله ويعزز من
انتمائه الوظيفي والذي ينعكس على أدائه بصورة مباشرة.
-4-4التدريب :يعتبر التدريب من بين أهم املتغيرات التنظيمية التي أصبحت ضرورية للمورد
البشري في ظل التطور التقني ،فهذه العملية تكفل تزويده باملهارات واملعارف الجديدة واملساعدة
على ألاداء بفعالية وكفاءة ،نتيجة لكون التطوير التقني للمنظمة يصحبه بالضرورة تطوير وتغيير
في أساليب العمل .فيساهم التدريب في تحسين ألاداء من كونه يكسب العامل املهارات التي تجعله
قادرا على أداء الواجبات املتوقعة منه بطريقة صحيحة ،وخاصة للموظفين املعينين حديثا ،كما
تكسب املوظف السابق وذو الخبرة املهارات الجديدة للتعامل مع املتغيرات التي تمس طرق العمل.
فالتدريب يسمح للعامل الاستجابة السليمة لألزمات وكيفية التعامل معها وتخطيها ،كذلك يمكنه
من تفادي وتدارك ألاخطاء وتصحيحها ،يكسبه ثقافة التغيير والتجديد لتفادي ما يعرف بمقاومة
التغيير خاصة عند التجديد التقني والتكنولوجي للمنظمة .
وبالتالي فإن تحقيق جودة ألاداء عملية مترابطة ومتصلة بمجموعة من العمليات
التنظيمية التي وإن توفرت فيها الشروط ستؤثر وتسهم في ضمان النوعية في ألاداء فجودة ألاداء
آلية مكونة من تفاعل عنصرين هما املنظمة واملورد البشري.
329
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
330
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
331
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
332
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
ويعني تصميم الوظيفة بحيث تحمل في ثناياها عناصر الحرية والاستقاللية حيث يتاح للموظف
فرص أكثر وحرية أوسع في تخطيط وتنظيم وأداء عمله واتخاذ القرارات في إطار وظيفته دون
الحاجة إلى إشراف أو رقابة مركزة( .مخلوفي و ثابتي ،2019 ،صفحة ،)66وفي هذا السياق نجد أن
تحليالت الباحثان هاكمان وأولدهام حول العالقة بين كل من خصائص العمل ونتائجه فنظرتهما
شاملة إلثراء العمل ،فقد حاوال تبيان تأثير مكونات العمل وأبعاده املختلفة على رضا العاملين
ودافعيتهم حيث تحدد النظرية خصائص العمل الضرورية إلثراء الوظائف والتي تعني جعل العمل
أكثر متعة وذا قيمة أكبر وجعله يتصف بالتحدي ،وذلك عن طريق استخدام مزيج من الخصائص
املرغوبة في وظائف ألافراد( .موس ى ،2020 ،صفحة ،)407وعليه نجد أن الاعتماد على التكنولوجيا
يحدث الكثير من التغييرات وكما ذكرنا سابق يغير من الهيكل التنظيمي وخصائصه املركزية،
الاشراف ،نمط السلطة ،باإلضافة إلى أن التكنولوجيا تعمل على إعادة تصميم الوظائف بمشاركة
مواردها البشرية وإعطائهم املزيد من املسؤوليات والقدرة على اتخاذ القرارات التي تتعلق بعملهم،
كل هذه الامتيازات من شأنها أن تزيد من دافعية املورد البشري للقيام بالعمل أكثر ،وهو الهدف
ألاساس ي من وراء فكرة إلاثراء .وهو ما تأكد في نظرية الدوافع لهيرزبرج الذي توصل الى أن الرفع
من أداء املورد البشري مرتبط بالدوافع الداخلية والتي تشير إلى ألامور التي توجد في الوظيفة أو
العمل نفسه كاملسؤولية وإلانجاز ،وبالتالي فاإلثراء الوظيفي يساهم في الرفع من أداء املورد
البشري ذلك ألنه ينمي الحماس ويشبع الحاجات إلثبات الذات .وتجدر إلاشارة إلى أن تحميل املورد
البشري املسؤولية وتمكينه قد ال يساهم في الرفع من معنوياته لألداء أكثر ،ذلك لعدم قدرته على
تحمل املزيد من املسؤوليات ،وبالتالي يجب مراعاة الفروق الفردية بين العاملين ذلك أن لكل فرد
مستوى قدرة معين للتحمل وللتكيف مع املتغيرات التقنية.
كما عملت التكنولوجيا على التغيير من قيمة العمل من خالل إلغائها للحدود الزمنية
واملكانية واستحدثت ما يعرف بالعمل الافتراض ي télétravailويقصد به العمل عن بعد وهو شكل
من أشكال ال عمل باستخدام تكنولوجيا املعلومات في إطار عقد أو عالقة عمل حيث يتم تنفيذ
العمل الذي كان من املمكن تنفيذه في مكان ومبنى التنظيم عن بعد(Morel à lhuissier & Turbé- .
) suetens, 2010, p. 24بحيث يستطيع العامل القيام باملهام املوكلة إليه من املنزل ،بواسطة وسائل
الاتصال التكنولوجية املختلفة أهمها شبكة ألانترنت ومختلف البرمجيات التي تتيح العامل القدرة
على الولوج للبيانات الخاصة باملنظمة للقيام بمختلف ألاعمال املوكلة إليه دون تحمل عناء التنقل
ملكان العمل مع عدم الالتزام بمواقيت محددة للعمل ،وهو ما يزيد من دافعية املورد للعمل بغياب
ضغوط الرقابة اليومية.
أما القيمة الثانية فهي قيمة الرقابة ،فالتكنولوجيا الحديثة ومن خالل نظم املعلومات
ومختلف املكونات التقنية قد ساهمت في خلق وتعزيز قيمة الرقابة مما أثر ذلك على جودة أداء
333
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
املورد البشري من خالل معرفة املورد البشري بأنه مراقب الخطوات ،فنجد أن الكثير من املنظمات
الحالية تعمل على تطوير سبل الرقابة إلادارية على العاملين خاصة فيما يتعلق بقضية الانضباط
واحترام أوقات العمل ،فتعتمد هذه املنظمات على نظام التوقيع اليومي للعاملين وذلك إلثبات
حضورهم ولكن باالعتماد على البطاقات الالكترونية أو بواسطة ماسحات البصمة .كما تساهم
التكنولوجيا في عملية الرقابة على ألاداء من خالل قياس ومقارنة ألاداء الفعلي مع ألاداء املخطط،
ذلك أن مختلف البرمجيات توفر كافة املعلومات واملؤشرات حول مدى تقدم العمل وكمية ونوعية
إلانجاز ،وهو ما يدفع باملورد البشري إلى مضاعفة مجهوداته للعمل أكثر ،كما تدفعه لاللتزام بما
هو مخطط له من حيث املهام املوكلة إليه أو من حيث احترام أوقات العمل فالتكنولوجيا الحديثة
قد ساعدت في تنمية ثقافة الانضباط وخاصة الذاتي.
ولهذا نجد أن التكنولوجيا الحديثة قد ساهمت في تحسين جودة ألاداء من خالل
تشجيعها ملبدأ الرقابة وخاصة الرقابة الذاتية والانضباط في العمل بما ينعكس على إنتاجية
ونوعية أداء العامل واملؤسسة ككل.
3-5دور أنظمة املعلومات الرقمية في تحقيق الدقة في ألاداء
تسعى املنظمات إلى اكتساب والاعتماد على التكنولوجيات العديدةـ ،ومنها أنظمة املعلومات
إلادارية ،خاصة وأن املعلومات هي حجر ألاساس واملورد املهم ألداء فعاليات وممارسات مختلف
املنظمات ،ألامر الذي دفع باملنظمات إلى تطوير أنظمة معلوماتها خاصة املستندة على الحاسوب،
وتعرف أنظمة املعلومات بأنها "الاستخدام التكنولوجي في العمليات إلادارية من خالل أنها أنظمة
تساعد على تخزين وتجميع وفرز البيانات ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات يسترجعها العامل عند
الحاجة ليتمكن من انجاز عمل أو اتخاذ قرار" (الزيدانيين ،2012 ،صفحة .)57
وتكمن أهمية نظم املعلومات الرقمية في كونها تسهم في تحسين أداء املورد البشري من
خالل أنها توفر السرعة والجودة والقدرة على الانجاز أكثر (الكمية) ،وهذا راجع لجملة السمات
التي تتصف بها وهي :املرونة ،السرعة والدقة ،هذه ألاخيرة التي تشير إلى عملية القيام بمعالجة
ألاعمال وتقديمها وفق مقاييس مضبوطة ،كما تعني كذلك أن تكون املعلومات خالية من ألاخطاء
والتحيز ألن عدم توفر الدقة فيها ينتج عنها قرارات غير صحيحة وغير كفأة ،لذا يجب أن تكون
املعلومات التي يقدمها النظام دقيقة وخالية من ألاخطاء لغويا أو رقميا ،وال تكون متناقضة حتى
تساعد املستخدم في أداء عمله كما يجب( .مصلح و املطاع ،2017 ،صفحة ،)06وهي بالتالي تحسن
من جودة أدائه من خالل أنها تقلل من ألاخطاء التي قد يرتكبها أثناء عمله ،خاصة وأنها تلغي
املعامالت الورقية وتستبدلها باملعامالت آلالية الالكترونية املرتكزة على الحواسيب والبرمجيات
التي في كثير من ألاحيان تنبه لألخطاء وللمتناقضات.
334
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
كما تساعد نظم املعلومات في عملية الرقابة على ألاداء الوظيفي للموارد البشرية ،فبفضلها
أصبح عملية الرقابة عملية مستمرة وآلية ويومية ،بحيث تزود املشرفين واملسؤولين باملعلومات
الالزمة والتقارير التفصيلية حول متغيرات ألاداء وتسمح لهم بمقارنة ألاداء املنجز من حيث الكمية
والنوعية مع ألاداء املخطط ،وهو ما يشجع املورد البشري للعمل وبذل الجهد ،وهذا نتيجة لثقته
بأنها أي نظم املعلومات تساعد في عملية تقييم ألاداء وأنها تكفل العدالة في التقييم من خالل دقة
املعلومات التي تتضمنها .ولكن ال يمكن إغفال أن هذه النظم معرضة للقرصنة وللفيروسات خاصة
إن كانت أنظمة ألامن والحماية في هذه املنظمة ضعيفة ،أو قد تتعرض املعلومات املتعلقة بأداء
املوارد للتغيير نتيجة للتحيز كما ذكر في التعريف سابقا ،ذلك أن الاعتماد على التكنولوجيا في
املنظمات سمح للعاملين باالطالع على البيانات واملعلومات ،مما قد يعرض املعلومات املرتبطة بأداء
العامل للتغيير ،ألامر الذي يستدعي توفير أنظمة معلومات تحفظ سالمة البيانات الالزمة إخفاؤها
مع إلابقاء على البيانات ألاخرى والخاصة بالعمل متاحة في املتناول ألداء املهام على أكمل وجه.
-6خاتمة:
إن تحقيق الجودة في أداء املورد البشري لم يعد أمرا اختياريا ولكنه أصبح شرطا ضروريا
وجوهريا للمنظمات بالتزامن مع اعتمادها على مختلف التكنولوجيات الحديثة في أتممة عملياتها
إلادارية ،والتي سعت من خالل هذه الخطوة إلى الرفع من نوعية أداء موردها البشري .وعليه
فقد توصلت الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات التي توضح الكيفية التي تساهم بها التكنولوجيا
الحديثة في تحقيق جودة أداء املورد البشري ،والنتائج كاآلتي:
-تعمل التكنولوجيا الحديثة على تغيير البناء التنظيمي وتبسيط إجراءات وطرق تدفق العمل
بما يساعد في الرفع من إنتاجية املورد من خالل أنها تساهم في الرفع من كفاءة العمليات
إلادارية بما يحقق السرعة والدقة في ألاداء.
-تقوم التكنولوجيا على الهيكل التنظيمي الشبكي ألافقي والذي يتيح للمورد البشري مجال
أوسع للحرية والاستقاللية والقدرة على املشاركة في اتخاذ القرار ويشجع على العمل بمبدأ
الالمركزية.
-تكفل التكنولوجيا الحديثة السرعة في ألاداء مع تقليل التكاليف الالزمة إلنجازه.
-تؤثر التكنولوجيا على الجانب املعنوي للمورد البشري بشكل يعزز من والئهم للمنظمة من
خالل توفيرها لفرص الاطالع على املعلومات وتشجيع مشاركتهم في صنع القرار ات خاصة
املتعلقة بوظائفهم كتصميم الوظيفة مثال.
-تساعد على تخطي ألاعمال الروتينية وزيادة إنتاجية العامل من خالل إلغائها لإلجراءات
والحركات الزائدة التي تنهك العامل جسديا ونفسيا.
-تحفيز املورد البشري على بذل مجهودات جسمية وفكرية وبالتالي تشجيعه على الابتكار.
335
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
-الرفع من مستويات الرقابة وتنمية قيم الانضباط الذاتي للمورد البشري وتحفزه للعمل
أكثر.
-تساهم التكنولوجيا الحديثة على تمكين املورد البشري من خالل فكرة إلاثراء الوظيفي،
باعتمادها على الالمركزية في التسيير وجعل الوظائف آلية إلانجاز باستخدام مختلف
املعدات والبرمجيات التي تسرع وتسهل الحصول على املعلومات في أي وقت.
-أن التغيير التكنولوجي في املنظمة يتطلب تنمية مورد بشري قادر على التكيف مع متغيرات
الوظيفة ،وذلك لضمان الاستفادة منها باعتبار املورد البشري هو املحرك ألاساس ي لها.
-أن تطبيق التكنولوجيا بمختلف وسائلها وخاصة شبكات الاتصال أدى إلى ظهور طرق
جديدة للعمل وهو العمل الافتراض ي أو العمل عن بعد ،مما يتيح للمورد البشري الاستقاللية
والتحرر من قيود العمل التقليدية أهمها التحرر من قيود الزمان واملكان.
ومن خالل هذه النتائج يمكن القول أن أساس نجاح التحول والتغيير التكنولوجي في
املنظمات هو املورد البشري ،ألامر الذي يستدعي الاهتمام والعمل على تنميته من مختلف الجوانب
وذلك لضمان الاستفادة منه ومن مختلف التطبيقات التكنولوجية التي تساعده على تحسين
أدائه ،وبالتالي تحقيق الهدف ألاساس ي للمنظمات وهو البقاء والاستمرارية.
املراجع
اوال :املراجع باللغة العربية
يسرى محمد حسين 17( .أكتوبر .)2010 ،تكنولوجيا املعلومات وتأثيرها على تحسين مستوى أداء .1
الخدمة الفندقية .مجلة الادارة والاقتصاد ،الصفحات .358-315
محمد حسين الحراحشة .)2011( .إدارة الجودة الشاملة وألاداء الوظيفي .ألاردن :دار جليس الزمان. .2
محمد مطر الزيدانيين .)2012( .أثر جودة تكنولوجيا نظام املعلومات الادارية املدركة واملستخدمة في .3
التميز التنظيمي (أطروحة دكتوراه غير منشورة) .كلية الدراسات العليا ،السودان :جامعة أم درمان
الاسالمية.
حيدر شاكر البرزنجي ،ومحمود حسن جمعة .)2013( .تكنولوجيا وأنظمة املعلومات في املنظمات .4
املعاصرة .العراق :مطبعة إبن العربي للنشر.
سعيدة أعراب .)2013( .التكنولوجيا وتحديات تغيير قيم املوارد البشرية .مجلة آلاداب والعلوم .5
الاجتماعية ،الصفحات .123-83
عائشة أحمد الحسيني ،وشذا عبد املحسن الخيال .)2013( .أثر تطبيق أنظمة إلادارة إلالكترونية .6
على ألاداء الوظيفي .املجلة العلمية لقطاع كليات التجارة( ،)10الصفحات .145-21
عمر أحمد أبو الهاشم الشريف ،أسامة محمد عبد العليم ،وهشام محمد بيومي .)2013( .إلادارة .7
إلالكترونية .ألاردن :دار املناهج.
336
فرج هللا زينب ،بن صويلح ليليا
أنعام توفيق الشهربلي ،وزينب عبد الواحد الوائلي .)2014( .جودة ألاداء التقني بإدارة املعلومات .8
وتأثيره في زيادة الكفاءة والفعالية املؤسسية .املجلة العراقية لتكنولوجيا املعلومات،)03(06 ،
الصفحات .49-32
سهام بن رحمون .)2014( .بيئة العمل الداخلية وأثرها على ألاداء الوظيفي أطروحة دكتوراه غير .9
منشورة .كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ،الجزائر :جامعة محمد خيضر.
صباح بلقيدوم ،وعباس لغرور( .ديسمبر .)2015 ،أهم ألادوار الاستراتيجية لتكنولوجيا املعلومات .10
والاتصاالت في منظمات ألاعمال .مجلة الاقتصاد الصناعي( ،)09الصفحات .359-337
أحمد املعاني ،أحمد عريقات ،أسماء الصالح ،وناصر جرادات .)2016( .قضايا إدارية معاصرة .11
(إلاصدار .)02ألاردن :دار وائل للنشر والتوزيع.
حمزة الجبالي .)2016( .تتمية وإدارة املوارد البشرية .ألاردن :دار ألاسرة لإلعالم ودار عالم الثقافة .12
للنشر.
محمد توفيق ومان .)2016( .تنمية املوارد البشرية في ظل البيئة الرقمية أطروحة دكتوراه غير .13
منشورة .كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ،بسكرة :جامعة محمد خيضر.
مولود بكاي ،وعمر قرفيط .)2016( .مهارات املوارد البشرية وتكنولوجيا املعلومات إلادارية .مجلة .14
التنمية وإدارة املوارد البشرية ،)05(02 ،الصفحات .86-56
ربيع باليلية( .جوان .)2017 ،تحسين ألاداء الوظيفي من منظور نوعية بيئة العمل .مجلة البحوث .15
الاقتصادية واملالية ،)01(04 ،الصفحات .286-255
عبد اللطيف محمد عايض مصلح ،ومحمد أحمد محمد املطاع .)2017( .جودة نظم املعلومات .16
إلادارية وأثرها في أداء العاملين في املؤسسة العامة لالتصاالت اليمنية .مجلة الدراسات الاجتماعية،
،)03(23الصفحات .31-01
عبد هللا عياش ي ،وإبتسام رزوق 01( .مارس .)2017 ،دور الحوافز في جودة ألاداء باملؤسسة .17
الاقتصادية الجزائرية .مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية( ،)21الصفحات .179-170
عمر عمور ،وجالب مصباح .)2017( .تقييم جودة أداء ألاستاذ الجامعي في عالقته البيداغوجية .18
أستاذ /طالب من وجهة نظر الطلبة .مجلة حقائق للدراسات النفسية والاجتماعية ،الصفحات -79
.92
أمال بن سمشة .)2018( .ألاداء البشري باإلدارة املحلية .ألاردن :مركز الكتاب ألاكاديمي. .19
إيمان آيت مهدي .)2018( .تسيير املوارد البشرية في ظل إلادارة الالكترونية أطروحة دكتوراه غير .20
منشورة .كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ،الجزائر :جامعة ملين دباغين.
بوطرفة صورية 01( .مارس .)2018 ،التغيير التكنولوجي في املؤسسة وتأثيره على باقي مجاالت التغيير .21
التنظيمي .مجلة آلافاق للدراسات الاقتصادية ،)01(03 ،الصفحات .230-216
محمد اليحي( .مارس .)2018 ،مدى تأثير معايير الجودة لكروسبي على تطبيق متطلبات إدارة الجودة .22
الشاملة بجامعة شقراء .مجلة الاقتصاد والتنمية البشرية ،الصفحات .56-34
337
التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري
.23محمد لطفي ترمول .)2018( .ألاداء الوظيفي داخل إلادارة الجزائرية بين التقييم والدافعية .مجلة
الحكمة للدراسات الاجتماعية( ،)15الصفحات .266-250
.24بلية حبيب .)2019( .إدارة الجودة الشاملة املفهوم-ألاساسيات-شروط التطبيق .مصر :ألاكاديمية
الحديثة للكتاب الجامعي.
حنان بشتة ،ونعيم بوعموشة 30( .سبتمبر .)2019 ،إدارة الجودة الشاملة في املؤسسة الاقتصادية. .25
مجلة التمكين الاجتماعي ،الصفحات .65-41
عمر عبد العزيز هالل .)2019( .وسائل التواصل الاجتماعي وأحكامها في الفقه إلاسالمي .عمان، .26
ألاردن :دار الكتب العلمية.
كنزة مخلوفي ،والحبيب ثابتي .) 2019( .إلاثراء الوظيفي كمدخل أساس ي لدعم سياسة التمكين .27
إلاداري لدى مدراء املؤسسات التربوية .مجلة البشائر الاقتصادية ،)03(04 ،الصفحات .82-64
عبد النور موس ى 01( .جوان .)2020 ،دور النسق التكنولوجي في تنمية العمل داخل املؤسسات .28
الحديثة .مجلة العلوم القانونية والاجتماعية ،الصفحات .420-402
محمد القططي ،ومحمد أوباجي .)2020( .درجة توفر معايير جودة ألاداء لدى املشرفيين التربويين .29
باملؤسسات التعليمية .مجلة العلوم النفسية والتربوية ،)04(06 ،الصفحات .159-140
محمد طرفة 30( .جانفي .)2020 ،تأثير تكنولوجيا واملعلومات والاتصال على وظائف إدارة املوارد .30
البشرية في عصر التحول الرقمي .مجلة الريادة القتصاديات ألاعمال ،الصفحات .287-265
ثانيا :املراجع باللغة الاجنبية
31. Gurpreet Randhawa .)2007( .Human resource managment .india:
antlantic publishersand distributors.
32. Morel à lhuissier, p., & Turbé- suetens, N. (2010). LE Télétravail en
france les salariés sont pret. france: pearson éducation.
33. OLIVER DOUCET .)2020( .Gérer la performance des employés au
travail .canada : les éditions JFD.
338