You are on page 1of 18

338 - 321 ‫ ص‬،)2021( ‫ السنة‬،)02( ‫ العدد‬،)06( ‫مجلة املقدمة للدراسات إلانسانية والاجتماعية املجلد‬

ISSN : 2602-5566 EISSN :2716-8999


‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬
Modern technology and its role in the realization of the quality of human
resource performance

* 2‫ليليا‬ ‫ بن صويلح‬، 1 ‫زينب فرج هللا‬


)‫ (الجزائر‬1945 ‫ماي‬8 ‫جامعة‬، ‫ مخبر الفلسفة والدراسات إلانسانية والاجتماعية ومشكالت الاعالم والاتصال‬1
almalkifar@gmail.com
bensliliane@gmail.com )‫ (الجزائر‬1945 ‫ماي‬8 ‫جامعة‬، ‫ مخبر التنمية الذاتية والحكم الراشد‬2
2021/06/21:‫تاريخ القبول‬ 2021/05/10 :‫تاريخ إلارسال‬
:‫ملخص‬
‫تهيمن التكنولوجيا الحديثة مشهد التطوير التنظيمي وتمارس تأثيراتها الفارقة في صنع جودة‬
‫ وهو ما يدفع بالبحث والتحليل في مجال تأثير هذه التكنولوجيا الحديثة بمختلف أبعادها‬،‫املخرجات‬
‫ أنظمة املعلومات الرقمية) في تحقيق جودة ألاداء التنظيمي‬،‫ القيم التكنولوجية‬،‫(إلادارة إلالكترونية‬
.‫ من منطلق اعتبار هذا ألاخير حلقة الوصل الفاعلة بين البعد التكنولوجي واملخرج النهائي‬،‫للمورد البشري‬
‫ توظف املنهج الوصفي ملقاربة ابعاد املوضوع ومناقشة‬،‫تندرج هذه الدراسة في الدائرة التحليلية‬
‫ وقد تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن‬،‫العالقة بين متغيراته ذات الطبيعة التكنولوجية والبشرية‬
‫للتكنولوجيا دور محوري في تحقيق جودة أداء املورد البشري من خالل بلوغه مستويات عالية من الدقة‬
‫ الامر الذي ينعكس ال‬،‫ والدافعية لإلنجاز بكل فعالية وكفاءة‬،‫ السرعة في ألاداء بكل احترافية‬،‫في إلانجاز‬
‫محال بمنتهى إلايجابية على ألاجواء العامة للمناخ التنظيمي وعلى البناء املؤسساتي بمختلف هيئاته‬
.‫وعملياته التنظيمية‬
‫ تكنولوجيا حديثة؛ جودة؛ جودة أداء؛ مورد بشري؛ نظم معلومات‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract
Modern technology dominates the organizational development scene and exercises its
differential effects in making the quality of outputs, and this is what leads us to research in
order to clarifying how modern technology and its various dimensions (Electronic
management, technological values, and digital information systems) contribute in achieving
the quality of human resource performance, by collecting the necessary information about both
modern technology and the quality of human resource performance
This study is analytical studies. It employs the descriptive method to approach the
dimensions of the topic and discuss the relationship of its variables of a technological and
human nature. It has been concluded that technology has a pivotal role in achieving the quality
of human resource performance through achieving accuracy in achievement, speed in
performance, and stimulating the level of motivation, and all this reflects positively on the
organizational climate of the institutional structure.
Keywords: Modern technology; Quality; Performance quality; Human resource; digital
Information systems

‫املؤلف املرسل‬ *

321
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫تواجه املنظمات الكثير من التحديات وطرق تسيير مختلفة عن ما ألفته‪ ،‬هذا نتيجة‬
‫للتطورات التي تشهدها البيئة الخارجية في مجال التطور التكنولوجي‪ ،‬والذي أصبح معيار ومرجع‬
‫للتقدم‪ ،‬ألامر الذي دفع باملنظمات إلى تبني أفكار وإيجاد سبل ووضع أفضل الاستراتيجيات ألجل‬
‫التنافس والبقاء‪ ،‬وطاملا أن نجاح املنظمة يتوقف إلى حد كبير على مدى استجابتها ملتغيرات البيئة‬
‫الخارجية‪ ،‬بات عليها الاعتم اد والتحكم في التكنولوجيات الحديثة بمختلف أبعادها ومكوناتها كأهم‬
‫املدخالت التنظيمية‪ ،‬إذ يعد ذلك أساس إحداث القيمة وبمثابة اقتناء للكفاءة والجودة والفعالية‪.‬‬
‫كما ترتبط فعالية املنظمة بكفاءة املورد البشري وقدرته على العمل ورغبته فيه‪ ،‬باعتباره‬
‫العنصر املؤثر والفعال في استخدام املوارد‪ ،‬وتعتبر التكنولوجيا بمختلف مكوناتها من بين أهم‬
‫املوارد التي يستخدمها املورد البشري نتيجة التطور املعرفي والتقني‪ ،‬الذي دفع باملنظمات إلى‬
‫ضرورة الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة في مختلف العمليات وألانشطة إلادارية املوكلة‬
‫ملواردها البشرية‪ ،‬ذلك أنه العامل ألاساس ي في العالقة بين العمل والتكنولوجيا ومحور العملية‬
‫إلادارية‪ ،‬وهو ما يدفع باملنظمة إلى السعي للبحث عن الاستراتيجيات الفعالة إلحداث التكيف‬
‫وتسريع تأقلم الفرد مع هذه املدخالت‪ ،‬خاصة وأن التكنولوجيا لها جملة من الخصائص التي‬
‫تحدث القيمة للعملية إلادارية وللمورد البشري نفسه ‪.‬‬
‫ففي ظل هذا التطور التقني‪ ،‬زاد الاهتمام باملورد البشري حيث عمدت املنظمات إلى دراسة‬
‫الوسائل والطرق التي تمكنها من الوصول إلى تنمية مورد بشري قادر على التحكم في مختلف‬
‫البرمجيات وألانظمة الرقمية‪ ،‬وذلك بهدف تحسين والرفع من مستوى أدائه‪ ،‬فنجاح أي منظمة‬
‫باختالف أهدافها وأنواعها يرجع بالدرجة ألاولى إلى املورد البشري والذي اعتبره ميشيل كروزيه هو‬
‫الجودة‪ ،‬ألنه موجود في هذه املنظمة لتقديم عمل وهذا العمل يتجسد في شكل أداء وظيفي‪.‬‬
‫(ترمول‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ )251‬ليحقق ألاهداف املسطرة والفعالية للمنظمة التي أصبح تحقيقها‬
‫مرهون بأداء املورد البشري من الناحية الكمية والنوعية‪ ،‬خاصة وأن املتطلبات التنظيمية في ظل‬
‫التطور التقني والبيئة الخارجية التي تتسم بالتغيير والتنافس تركز على النوعية أو الجودة في ألاداء‪،‬‬
‫هذه ألاخيرة التي أضحت من املفاهيم ألاكثر انتشارا فيما يتعلق بتطوير أساليب العمل وأصبحت‬
‫الجودة مطلبا أساسيا في جميع املمارسات وألاعمال‪ ،‬فهي تعبر عن مجموعة من املعايير التي بتبنيها‬
‫يتحقق ألاداء النوعي للمورد البشري‪ ،‬واملرتكز على جملة من املؤشرات أهمها‪ :‬السرعة‪ ،‬الدقة‪،‬‬
‫غياب ألاخطاء‪ ،‬الدافعية لإلنجاز‪ ،‬إلانتاجية وغيرها من املؤشرات‪.‬‬
‫وعليه فقد عمدت املنظمات إلى السعي لتجسيد ألاداء النوعي ملوردها البشري بالتوازي مع‬
‫الاعتماد على مختلف تطبيقات التكنولوجيا الحديثة بهدف تحقيق الفعالية والبقاء في بيئة التغير‬
‫فيها هو السمة الثابتة‪ ،‬فكان أداء املورد البشري جوهر العديد من الدراسات التي عالجت متغير‬

‫‪322‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫ألاداء وكيفية تحسينه في ظل اعتماد املنظمات على التكنولوجيا لكن التحسين يكون من الناحية‬
‫الكمية‪ ،‬أي البحث عن السبل التي تكفل تحقيق الربح من خالل الرفع من إلانتاجية الكمية‬
‫للعامل لعل أشهرها دراسة فريديريك تايلور‪ ،‬في حين أن موضوع البحث يكتس ي أهميته في كونه‬
‫يتناول الدور الذي تؤديه التكنولوجيا الحديثة في تحقيق جودة أداء املورد البشري أي البحث عن‬
‫النوعية بالتوازي مع الكمية في ألاداء‪ ،‬فكان الهدف من البحث هو إيضاح دور التكنولوجيا الحديثة‬
‫بمختلف أبعادها( إلادارة الالكترونية‪ ،‬القيم التكنولوجية وأنظمة املعلومات الرقمية) في تحقيق‬
‫جودة أداء املورد البشري بمؤشراته( السرعة‪ ،‬الدقة والدافعية لإلنجاز)‪ ،‬وعليه جاءت صياغة‬
‫التساؤل الرئيس ي على النحو التالي‪:‬‬
‫كيف تساهم التكنولوجيا الحديثة في تحقيق جودة أداء املورد البشري؟‬
‫ينبثق عن هذا التساؤل الرئيس ي مجموعة من التساؤالت الفرعية على النحو آلاتي‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تساهم إلادارة الالكترونية في تحقيق السرعة في ألاداء؟‬
‫‪ -‬كيف تؤثر القيم التكنولوجية املستحدثة في تعزيز الدافعية لألداء؟‬
‫‪ -‬كيف تساهم نظم املعلومات الرقمية في تحقيق الدقة في ألاداء؟‬
‫‪-2‬مفاهيم الدراسة‬
‫‪-1-2‬التكنولوجيا الحديثة‬
‫يعتبر مفهوم التكنولوجيا من املفاهيم التي ناقشها الكثير من الباحثين واملفكرين واختلفوا‬
‫في نظرتهم له‪ ،‬بسبب اختالف تخصصهم وتطور خصائص التكنولوجيا نفسها‪ ،‬وعليه سيتم طرح‬
‫جملة من التعريفات في محاولة لإلملام بمختلف جوانب املفهوم‪.‬‬
‫فتعرف التكنولوجيا على أنها فكر وأداة وحلول للمشكالت قبل أن تكون مجرد اقتناء‬
‫للمعدات‪ ،‬وهي أيضا نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والتطبيقي‪.‬‬
‫وهي جهد إنساني وطريقة للتفكير في استخدام املعلومات واملهارات والخبرات والعناصر‬
‫البشرية وغير البشرية وتطبيقاتها في اكتشاف وسائل لحل املشكالت وإشباع الرغبات وزيادة‬
‫القدرات‪( .‬هالل‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ .)53،54‬فنجد أن هذا التعريف قد بين أن التكنولوجيا هي فكر‬
‫إنساني هدفها حل املشكالت التي تواجه الانسان قبل أن يختصر مفهومها في كونها تعبر عن الجانب‬
‫املادي والتقني املتمثل في املعدات وألاجهزة‪.‬‬
‫وهو ما أكده هذا املفهوم والذي اعتبرها أنها مجموعة من املعدات وألاجهزة التي تعمل‬
‫الكترونيا واملعدة للخدمة (عتاد إلاعالم آلالي) باستعمال ألانظمة وطرق ومناهج وأساليب علمية‬
‫وتقنية منظمة ومنسقة (نظام التشغيل وبرامجه) تعتمدها املؤسسات وإلادارات في توجيه أنشطتها‬
‫املتباينة‪( .‬بكاي و قرفيط‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)61‬‬

‫‪323‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫في حين نجد ماكلولين وداوسن ينظران للتكنولوجيا بأنها ليست مجرد أجهزة وتقنيات‬
‫ومعدات‪ ،‬ولكن تتمثل في التكنولوجيا الاجتماعية مجسدة في شكل مهام وتقنيات ومعارف فنية‬
‫تستخدم كوسيلة لتحسين ظروف العمل والحياة‪( .‬صورية‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ .)219‬فقد بينا أن‬
‫للتكنولوجيا وظيفة اجتماعية وهي تحسين ظروف العمل والحياة بصفة عامة‪ ،‬وذلك بتوظيفها‬
‫بمختلف أشكالها‪.‬‬
‫وعليه فالتكنولوجيا هي مجموعة من القيم وألافكار واملعدات والبرمجيات التي تعتمدها‬
‫املنظمة واملورد البشري في أداء وظائفه بهدف تحسين وتجديد أسلوب عمله‪ ،‬والتي قد تأخذ أبعادا‬
‫مختلفة منها‪ :‬إلادارة الالكترونية‪ ،‬القيم التكنولوجية وهو الجانب املعنوي باإلضافة إلى نظم‬
‫املعلومات الرقمية وهي تعبر عن البرمجيات‪.‬‬
‫‪-2-2‬مفهوم جودة ألاداء‬
‫مفهوم الجودة‬
‫يعتبر مفهوم الجودة من املفاهيم النسبية‪ ،‬ألنه يختلف من شخص آلخر حيث تباينت‬
‫وتعددت آلاراء والتعريفات التي أوردها املختصون بالجودة بحيث تعددت ألاوجه التي ينظر منها كل‬
‫منهم إلى هذا املفهوم‪ ،‬وعليه يمكن إدراج مجموعة من التعاريف كاآلتي‪:‬‬
‫يرى فيشر أن الجودة تعبر عن التميز والتألق‪ ،‬وبالتالي فالجودة بالنسبة إليه هي درجة التألق‬
‫والتميز كون ألاداء ممتازا‪ ،‬أو كون خصائص أو بعض خصائص املنتج (الخدمة أو السلعة) ممتازة‬
‫عند مقارنتها مع املعايير املوضوعة من منظور املؤسسة أو من منظور الزبون‪( .‬حبيب‪،2019 ،‬‬
‫صفحة ‪)10‬‬
‫تعرف املنظمة الدولية للمعايير‪ ISO‬الجودة بأنها الخصائص الكلية لكيان (نشاط‪ ،‬عملية‪،‬‬
‫منتوج‪ ،‬منظمة أو نظام أ وفرد أو مزيج منها) التي تنعكس في قدرته على إشباع حاجات صريحة أو‬
‫ضمنية‪( .‬بشتة و بوعموشة‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)43‬‬
‫في حين عرفها كروسبي بأنها التوافق مع املتطلبات‪( .‬اليحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ )42‬على اعتبار‬
‫أن املتطلبات هي مجموع املعايير واملقاييس التي يجب أن يتوافق أداء العاملين معها لضمان ألاداء‬
‫الجيد والرفع من كفاءته ونوعيته‪.‬‬
‫مفهوم ألاداء‪:‬‬
‫يعرف كود ألاداء بأنه الجهد الذي يقوم به املوظف إلنجاز مهمة ما حسب قدراته‬
‫واستطاعته‪( .‬الحراحشة‪ ،2011 ،‬صفحة ‪ )90‬فنجد أن هذا التعريف قد ركز على أن ألاداء‬
‫الوظيفي مرتبط بما يعرف بالقدرة على الانجاز والتي من شأنها أن تحدد وتحد من فعالية ونوعية‬
‫ألاداء والجهد املبذول إلتمام العمل‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫كما يعرف ألاداء على أنه سلوك عملي يؤديه فرد أو مجموعة من ألافراد أو مؤسسة يتمثل‬
‫في أعمال وتصرفات وحركات مقصودة من أجل عمل معين لتحقيق هدف محدد أو مرسوم‪.‬‬
‫(الشهربلي و الوائلي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ )38‬وما أشار إليه هذا املفهوم هو أن ألاداء غير مرتبط بأداء‬
‫الفرد فقط بل يمكن أن يعبر عن أداء فريق العمل أو يعبر عن ألاداء املؤسس ي ككل لتحقيق‬
‫ألاهداف‪ .‬كما أنه قد جعل من ألاداء مساويا ملفهوم السلوك في حين أن ألاداء هو محصلة تفاعل‬
‫كل من السلوك والانجاز أي مجموع ألاعمال والنتائج معا‪.‬‬
‫أما املفهوم العام لألداء هو انعكاس لكيفية استخدام املؤسسة ملواردها الكلية السيما‬
‫البشرية منها لتحقيق أهدافها املوضوعية‪( .‬باليلية‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ )260‬فنجد أن املورد البشري‬
‫هو أساس العملية إلادارية ومحور الاهتمام لدى املؤسسة التي تسعى إلى تنميته والعمل على توفير‬
‫مناخ صحي وسليم له بما يحقق له الرضا وبالتالي يرفع من دافعيته لألداء‪.‬‬
‫ويعرف ألاداء كذلك على أنه القيمة أو النتيجة املتوقعة من قبل املنظمة لجميع السلوكيات‬
‫العملية التي يتبناها املوظف وينجزها خالل فترة معينة‪ (DOUCET, 2020, p. 32) .‬فنجد أن هذا‬
‫التعريف قد جعل وحصر ألاداء في النتائج التي ينجزها املورد البشري وفي وقت زمني محدد‪.‬‬
‫جودة ألاداء‬
‫عرف برنهاردت جودة ألاداء أنها خلق ثقافة متميزة في ألاداء‪ ،‬حيث يكافح املديرون‬
‫واملوظفون باستمرار من أجل تحقيق توقعات ورغبات املستفيدين من السلعة أو الخدمة‪ ،‬والتأكيد‬
‫على أداء العمل بالشكل الصحيح من املرة ألاولى وبأقص ى درجة من الفعالية في أقصر وقت ممكن‪.‬‬
‫(عياش ي و رزوق‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ )174‬وعليه نجد أن برنهاردت قد أكد على أن تحقيق جودة ألاداء‬
‫ثقافة ومسؤولية جماعية يسعى فيها أعضاء املؤسسة من مختلف املستويات إلادارية لتحقيق‬
‫أعلى مستوى من إلاجادة في ألاداء مع التقليل من تكاليف إعادة العمل‪ ،‬من خالل السعي لإلنجاز‬
‫من أول مرة وهو ما يتوافق مع املعايير التي وضعها كروسبي للجودة حيث اعتبر معيار ألاداء في‬
‫الجودة هو صفر عيوب وتحت شعار "أداء بدون عيوب"‪ ،‬وذلك من خالل ألاداء الصحيح للعمل‬
‫ومن املرة ألاولى‪.‬‬
‫كما تعرف جودة ألاداء بأنها مجموعة من املعايير أو السمات التي يجب توافرها في جميع‬
‫عناصر املؤسسة أو العملية في املؤسسة سواء فيما يتعلق باملدخالت أو العمليات التي تعمل على‬
‫تحقيق حاجات ورغبات ومتطلبات العاملين في املؤسسة‪ ،‬وذلك من خالل الاستخدام ألامثل‬
‫والفعال لجميع إلامكانات البشرية واملادية مع استغالل الوقت ومالئمته لهذه إلامكانات‪( .‬القططي‬
‫و أوباجي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ .)143‬فهذا التعريف قد اعتبر جودة ألاداء تتمثل في كونها مجموعة‬
‫الصفات التي يجب أن تتوفر في العملية إلادارية وذلك لتشجيع العاملين على الرفع من مستوى‬
‫كفاءة ونوعية أدائهم من خالل استغالل املوارد املادية مثل التكنولوجيات املختلفة‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫جودة ألاداء هو مجموع املواصفات النوعية والراقية لتقديم أفضل الخدمات في إنجاز أو‬
‫القيام بنشاط معين وفق الطريقة املطلوبة‪( .‬عمور و مصباح‪ ،2017 ،‬صفحة ‪)82‬‬
‫وما يمكن إجماله أن جودة ألاداء تعبر عن مجموعة من الخصائص واملعايير التي يجب أن‬
‫تتوفر في أداء املورد البشري وتتمثل هذه السمات في‪ :‬السرعة‪ ،‬الدقة‪ ،‬الدافعية لإلنجاز وغيرها من‬
‫املؤشرات التي تسمح بتحقيق ألاهداف املخططة من قبل املنظمة‪.‬‬
‫‪-3-2‬مفهوم املورد البشري‬
‫يعتبر املورد البشري من املفاهيم الحديثة التي جاء بديال ملفهوم ألافراد والقوى العاملة‪،‬‬
‫ويقصد به‪:‬‬
‫أن املورد البشري هو تعبير عن كل ألافراد الذين يعملون داخل التنظيم‪(Randhawa, 2007, p. .‬‬
‫)‪02‬‬
‫كما يعرف املورد البشري بأنه مجموع ألافراد املؤهلين وذوي املهارات والقدرات املناسبة‬
‫ألنواع معينة من ألاعمال والراغبين في أداء تلك ألاعمال بحماس واقتناع‪( .‬ومان‪ ،2016 ،‬صفحة‬
‫‪)11‬‬
‫ويعرف كذلك بأنه كل ألافراد العاملين في املنظمة من مختلف ألاصناف والجنسيات ومهما‬
‫اختلفت وتنوعت مستويات مهاراتهم وأنواع ألاعمال التي يقومون بها‪ ،‬فهي تشمل هيئة إلادارة‪،‬‬
‫العاملين في مجاالت إلانتاج والعاملين في مجاالت الخدمات واملهن املساعدة في أي منظمة‪( .‬الجبالي‪،‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪)04‬‬
‫أو هو ألاصول الرئيسية القادرة على تحقيق النمو والتنمية في املؤسسة‪( .‬طرفة‪،2020 ،‬‬
‫صفحة ‪)271‬‬
‫وبالتالي فاملورد البشري هو املورد الفاعل واملؤثر في العمليات إلادارية وإلانتاجية للمنظمات‪،‬‬
‫املوجود في مختلف املستويات إلادارية‪ ،‬تكمن مسؤوليته في تحقيق أهداف املنظمة واملتمثلة في‬
‫بناء وتنمية القدرات التنافسية والابتكار وتحقيق الثروة ومردود انتاجي أعلى وبصفة عامة تنمية‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫الدور الاستراتيجي للتكنولوجيا الحديثة في املنظمة‬ ‫‪-3‬‬
‫أكدت العديد من الدراسات وألابحاث على الدور الاستراتيجي الذي تلعبه التكنولوجيا‬
‫الحديثة داخل املنظمة‪ ،‬نظرا ملا تمتلكه من إمكانات تمس جميع مجاالت العمل والتنظيم‪ ،‬ألامر‬
‫الذي دفع باملؤسسات إلى تبني هذه التقنيات وهذا راجع لآلتي‪:‬‬
‫تعمل التكنولوجيا على إحداث تغييرات جذرية في كل أجزاء املنظمة وأعمالها‪ ،‬منتجاتها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أسواقها المتداد استخداماتها في مختلف أنشطة املنظمة‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫تدفع التكنولوجيا باملنظمة لالستجابة والتكيف مع متطلبات البيئة حيث أن تطبيق‬ ‫‪-‬‬
‫مفهوم وأساليب التكنولوجيا في املنظمات يحتم عليها اللحاق بركب التطور تجنبا الحتماالت العزلة‬
‫والتخلف عن مواكبة عصر املعلوماتية‪( .‬حسين‪ ،2010 ،‬صفحة ‪ )326‬وما تجدر إلاشارة إليه في‬
‫هذا الصدد أن التطور التكنولوجي والاعتماد على التقنيات في املنظمات من شأنه أن يحدث جملة‬
‫من التغييرات في مختلف العمليات التنظيمية‪ ،‬وذلك للتكيف وتحقيق الهدف ألاساس ي للمنظمة‬
‫وهو البقاء والاستمرارية‪.‬‬
‫تعمل على تحقيق ألاهداف الاستراتيجية للمنظمة من كونها تعمل على خلق التكامل‬ ‫‪-‬‬
‫والكفاءة للعمليات وأنشطة املنظمة وتخفض من التكاليف من خالل الاعتماد على مكننة ألانشطة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد التكنولوجيا على تحقيق امليزة التنافسية وذلك من خالل إكساب املنظمة‬
‫ملجموعة من املزايا الاستراتيجية والتنافسية‪ ،‬والجدول آلاتي يوضح ذلك‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)1‬يوضح املزايا الاستراتيجية والتنافسية املحققة من تكنولوجيا املعلومات‬
‫املزايا الاستراتيجية والتنافسية‬ ‫ألابعاد‬
‫‪ -‬عمل قواعد بيانات للخدمات واملنتجات املتاحة محليا وعامليا‪ ،‬خدمة‬ ‫بالنسبة للمستهلكين‬
‫املستهلك حسب الاحتياجات والرغبات املختلفة في أي مكان‪.‬‬
‫توفير بدائل للمنتجات‪ ،‬إعداد خطط وقائية ضد املنافسين (منتج أو‬
‫خدمة جديدة)‪.‬‬ ‫بالنسبة للمنافسين‬
‫تحديد مصادر التوريد البديلة‪ ،‬إعادة التوازن مع املوردين مع إقامة‬
‫عالقات متميزة‪.‬‬ ‫بالنسبة للموردين‬
‫تحديد اتجاهات ألاسواق‪ ،‬اكتشاف أسواق جديدة ومربحة لبيع منتجات‬
‫املنظمة‪.‬‬ ‫ألاسواق‬
‫تدعم جودة املنتجات والخدمات‪ ،‬تسمح للمنظمات بإرسال وتوزيع‬
‫معلومات عن منتجاتها وخدماتها‪ ،‬تسمح التكنولوجيا بتطوير منتجاتها‬ ‫املنتجات والخدمات‬
‫وخدمات جديدة‪ ،‬تدعم أنشطة وخدمات ما بعد البيع‪.‬‬
‫تحسين التخطيط الاستراتيجي‪ ،‬سهولة التغيير التنظيمي للمنشأة‪ ،‬تساعد‬ ‫بالنسبة للكفاءة‬
‫في التنسيق بين املجهودات والبحث والتطوير‪ ،‬تطوير نظم دعم القرار‬ ‫التنظيمية البحث‬
‫والنظم الخبيرة للمنظمة والنظم الاستراتيجية‪.‬‬ ‫والتطوير‬
‫تحسين الاتصاالت والتنسيق واملعامالت مع املنظمات ألاخرى‪ ،‬تسهيل‬ ‫بالنسبة للكفاءة فيما‬
‫القيام باالستثمارات املختلفة‪ ،‬مساعدة املنظمة في تنويع العمل في أسواق‬ ‫بين املنظمات‬
‫جديدة عبر العالم‪ ،‬تسمح التكنولوجيا باملرونة في تحديد مواقع‬
‫العمليات‪ ،‬تصنيع ألاجزاء املختلفة في أماكن مختلفة‪.‬‬
‫املصدر‪( :‬بلقيدوم و لغرور‪ ،2015 ،‬الصفحات ‪)343 -342‬‬

‫‪327‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫وبالتالي تعمل التكنولوجيا الحديثة على إكساب املنظمات مجموعة من املزايا التنافسية‬
‫أهمها‪ :‬ضمان النجاح املستدام‪ ،‬بناء املنظمة املبدعة‪ ،‬إعادة هندسة العمليات بإدخال تحسينات‬
‫على العمليات مع ضمان السرعة والجودة‪ ،‬القدرة على إنشاء الشراكة الافتراضية‪ ،‬وعليه فهناك‬
‫عالقة تجمع التكنولوجيا الحديثة بمختلف أبعادها وامليزة التنافسية‪ ،‬وهو ما أكدته دراسة هناء‬
‫عبداوي في إطار نيلها لشهادة الدكتوراه واملوسومة بـ "مساهمة في تحديد دور تكنولوجيا املعلومات‬
‫والاتصاالت في إكساب املنظمة ميزة تنافسية" حيث توصلت الباحثة إلى وجود عالقة ذات داللة‬
‫إحصائية بين تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت بأبعادها املختلفة وامليزة التنافسية‪ ،‬فالتكنولوجيا‬
‫تسعى إلكساب املنظمة املعرفة وتشجيع مواردها على التفكير وإلابداع مع تفعيل ونشر ثقافة‬
‫الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة فاعلية املنظمة في تحقيق أهدافها‪ ،‬وبخاصة طويلة ألاجل واملتعلقة بالخطط‬
‫الاستراتيجية‪ ،‬فضال عن قصيرة ألاجل‪ ،‬من خالل استخدام شبكات العمل املحلية والعاملية‬
‫(الانترنت مثال) وذلك من خالل زيادة وفعالية عملية صنع واتخاذ القرارات وزيادة جودتها وتحسين‬
‫محتواها‪ ،‬وزيادة فعالية الاتصاالت إلادارية داخل املنظمة وخارجها‪ ،‬فضال عن التنسيق بين‬
‫مختلف املستويات إلادارية بشكل يحقق ألاهداف‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الفرص املتاحة أمام املنظمة بغية استغاللها وتفعيل عمليات تطابق ألافكار الجديدة‬
‫وتطوير املنتجات (سلع أو خدمات)‪( .‬البرزنجي و جمعة‪ ،2013 ،‬صفحة ‪ )327‬فهي وسيط ووسيلة‬
‫لترجمة ألافكار واملعارف إلى ماديات تضمن التميز والجودة سواء للمنتج أو للخدمة‪.‬‬
‫‪-4‬العمليات التنظيمية التي تساهم في تحقيق جودة ألاداء‬
‫تسعى املنظمات إلى توفير كل املستلزمات واملوارد التي تضمن لها تحقيق ألاداء النوعي‬
‫ملواردها البشرية ‪ ،‬من خالل إتباعها لجملة من ألاساليب التسييرية املرنة وتهيئة بيئة مالئمة‪ ،‬وهو‬
‫ما يمكن إجماله في املتغيرات أو ألابعاد التنظيمية التي تساعد ألافراد العاملين للوصول إلى ألاداء‬
‫الجيد‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك في آلاتي‪:‬‬
‫‪-1-4‬توفير الدعم التنظيمي‪ :‬فالدعم التنظيمي من شأنه أن يساهم في تحسين ألاداء املورد‬
‫البشري وذلك أن هذا الدعم يعبر عن القدر الذي تهتم فيه املنظمة برعاية ورفاهية أعضائها من‬
‫خالل معاملتهم بعدالة ومساعدتهم في حل املشاكل التي تواجههم والعناية بصحتهم الجسمية‬
‫والنفسية‪( .‬بن رحمون‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ )72‬وذلك من خالل دعم آليات السالمة والصحة املهنية‪،‬‬
‫فهذا الطرح يحيلنا لنظرية العالقات إلانسانية إللتون مايو وتجربته حول نطاق إلاشراف وفترات‬
‫الراحة والتي استنتج من خاللها أنه وبمجرد استماع املشرف ملشكالت العامالت وتزويدهن‬
‫باملعلومات الكافية حول العمل قد تاله زيادة في إنتاجيتهن ‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫‪-2-4‬القيادة‪ :‬إن القيادة من شأنها أن تؤثر في ألاداء وذلك راجع لألسلوب القيادي املعتمد‬
‫من طرف القائد‪ ،‬فباعتماده على ألاسلوب التشاركي الديمقراطي سيحفز العمال على العمل أكثر‪،‬‬
‫وذلك إلحساسهم بأنهم جزء من املنظمة‪ ،‬ذلك أن القائد الديمقراطي سيعمل على حشد جهود‬
‫وطاقات العاملين وتنمية وتعزيز أدائهم خاصة إلابداعي منه والعكس‪ .‬وعليه نجد أن ألاداء يتأثر‬
‫باألسلوب القيادي إما سلبا أو إيجابا‪.‬‬
‫‪-3-4‬الحوافز‪ :‬تعتبر الحوافز املادية واملعنوية إحدى امليكانيزمات الجوهرية التي تهدف إلى‬
‫حث ألافراد على العمل بكفاءة وفعالية‪ ،‬وعلى تنمية وتعزيز ألاداء إلابداعي في املنظمات‪ ،‬فالحوافز‬
‫لها أثرها على تشجيع املوظفين على إلابداع واملبادرة والتجديد وبذل املزيد من الجهد لإلنجاز وزيادة‬
‫الطالقة الفكرية وإلانتاجية‪( .‬الحسيني و الخيال‪ ،2013 ،‬صفحة ‪ )82‬فالحديث عن الحوافز‬
‫وإلانتاجية يستدعي استحضار مقاربة كل من فريديريك تايلور وإلتون مايو‪ ،‬فاألول ركز دراسته‬
‫على الحوافز املادية من خالل الزيادة في ألاجور كلما كانت إنتاجية العامل تفوق الحد ألادنى املتوقع‬
‫واملتفق عليه‪ .‬فكلما زادت إلانتاجية كلما زادت الحوافز املادية‪ ،‬بينما إلتون مايو فقد أولى اهتمامه‬
‫ولفت ألانظار من خالل دراسته للحوافز املعنوية العتقاده أنها من العوامل املحفزة على ألاداء‬
‫الجيد والفعال‪ ،‬ألنها ترفع من الروح املعنوية للعامل وهو ما يحقق رضاه عن عمله ويعزز من‬
‫انتمائه الوظيفي والذي ينعكس على أدائه بصورة مباشرة‪.‬‬
‫‪-4-4‬التدريب‪ :‬يعتبر التدريب من بين أهم املتغيرات التنظيمية التي أصبحت ضرورية للمورد‬
‫البشري في ظل التطور التقني‪ ،‬فهذه العملية تكفل تزويده باملهارات واملعارف الجديدة واملساعدة‬
‫على ألاداء بفعالية وكفاءة‪ ،‬نتيجة لكون التطوير التقني للمنظمة يصحبه بالضرورة تطوير وتغيير‬
‫في أساليب العمل‪ .‬فيساهم التدريب في تحسين ألاداء من كونه يكسب العامل املهارات التي تجعله‬
‫قادرا على أداء الواجبات املتوقعة منه بطريقة صحيحة‪ ،‬وخاصة للموظفين املعينين حديثا‪ ،‬كما‬
‫تكسب املوظف السابق وذو الخبرة املهارات الجديدة للتعامل مع املتغيرات التي تمس طرق العمل‪.‬‬
‫فالتدريب يسمح للعامل الاستجابة السليمة لألزمات وكيفية التعامل معها وتخطيها‪ ،‬كذلك يمكنه‬
‫من تفادي وتدارك ألاخطاء وتصحيحها‪ ،‬يكسبه ثقافة التغيير والتجديد لتفادي ما يعرف بمقاومة‬
‫التغيير خاصة عند التجديد التقني والتكنولوجي للمنظمة ‪.‬‬
‫وبالتالي فإن تحقيق جودة ألاداء عملية مترابطة ومتصلة بمجموعة من العمليات‬
‫التنظيمية التي وإن توفرت فيها الشروط ستؤثر وتسهم في ضمان النوعية في ألاداء فجودة ألاداء‬
‫آلية مكونة من تفاعل عنصرين هما املنظمة واملورد البشري‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫‪-5‬دور التكنولوجيا الحديثة في تحقيق جودة ألاداء‬


‫‪-1-5‬دور إلادارة الالكترونية في تحقيق السرعة في ألاداء‬
‫تعتبر إلادارة الالكترونية من آلاليات الحديثة التي تساهم في تطوير مجالي إلادارة والتسيير‪،‬‬
‫باإلضافة إلى النهوض بأنماط الاتصال داخل املنظمة‪ ،‬ويقصد باإلدارة الالكترونية " هي نظام تكنو‪-‬‬
‫اجتماعي مفتوح‪ ،‬واستراتيجية إدارية تعتمد على التكنولوجيا كنسق فني ممثال في ألاسس التقنية‬
‫لتكنولوجيا املعلومات والاتصال تدعمها الخلفية املعرفية لرأس املال الفكري‪ ،‬واملرجعية‬
‫السوسيو‪-‬ثقافية لرأس املال البشري‪ ،‬هدفها الانتقال التدريجي من التنظيم إلاداري التقليدي إلى‬
‫التنظيم الحديث بغية عصرنة كافة أشكال املعامالت إلادارية والرفع من مستوى أداء املنظمات‬
‫وتحسين خدماتها" (آيت مهدي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)10‬‬
‫فاالعتماد على إلادارة الالكترونية من شأنه أن يحسن ويحدث جملة من التغييرات على‬
‫ألابعاد التنظيمية مثل التدريب‪ ،‬نمط القيادة‪ ،‬الاتصاالت‪ ،‬خرائط تدفق العمل‪ ،‬الهيكل التنظيمي‪،‬‬
‫هذا ألاخير الذي يتأثر بتغييرات إلادارة الالكترونية التي تعدل من مستوياته وأشكاله فاإلدارة‬
‫التقليدية قائمة على الهيكل الهرمي املتسم بالنزعة املركزية العالية بسبب تنميط كافة إلاجراءات‬
‫ونظم العمل حتى تنميط السلوك نفسه‪ ،‬بينما إلادارة الالكترونية تجعل منه أفقيا‪ ،‬وبالتالي يتغير‬
‫نطاق إلاشراف‪ ،‬الرسمية‪ ،‬املركزية‪ ،‬وذلك لتحقيق التكيف مع املدخالت التقنية التي تكتسبها‬
‫العمليات إلادارية ضمن إطار إلادارة إلالكترونية‪ ،‬وهو ما أكدته دراسة جوان وود وارد التي كانت‬
‫حول املواءمة بين التكنولوجيا والهيكل التنظيمي وتأثيرها على الفعالية‪ ،‬وقد توصلت كنتيجة عامة‬
‫إلى أن هناك عالقة بين كل من التكنولوجيا والهيكل التنظيمي وأن الفعالية في ألاداء تتحقق من‬
‫سعي املنظمات على تكييف وجعل هيكلها موائما لنوع التكنولوجيا املستخدمة‪.‬‬
‫فاإلدارة إلالكترونية غيرت من نطاق إلاشراف من خالل إلغائها للطابع الهرمي والتسلسلي‬
‫للسلطة‪ ،‬فهي تعمل على توفير املعلومات الالزمة للمورد البشري في كافة املستويات إلادارية‪ ،‬ألامر‬
‫الذي يسرع من عملية اتخاذ القرار من خالل أنها تعطي للمورد البشري هامش من املسؤولية‬
‫التخاذ القرارات التي تخص حدود عمله دون الرجوع للمشرفين‪ ،‬وذلك بهدف التقليل من الروتين‬
‫والتسريع في إجراءات العمل‪ ،‬وبالتالي يتم الجمع بين املركزية والالمركزية حسب الحاجة وما يتطلبه‬
‫املوقف‪ ،‬فاإلدارة إلالكترونية تستدعي الاعتماد على الهيكل إلالكتروني والذي يعتمد بالدرجة ألاولى‬
‫على التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ويقصد به "هيكل تنظيم شبكي قائم على العالقات املتشابكة تستخدم‬
‫شبكات الحاسبات لدعم الاتصال والتنسيق والتعاون فيما بين ألافراد ومجموعات العمل"‬
‫(الشريف‪ ،‬عبد العليم‪ ،‬و بيومي‪ ،2013 ،‬صفحة ‪ )344‬ومن أهم مميزات هذا الهيكل أنه يرتكز على‬
‫ألانشطة املنتجة للقيمة والعمل للتخلص من ألانشطة املهدرة للقيمة‪ .‬وتشير معطيات التحول إلى‬
‫هذا النمط الهيكلي إلى إمكانية تحقيق أهداف املنظمة ضمن معايير أداء نوعية أهمها‪:‬‬

‫‪330‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫‪ -‬السرعة الفائقة في ألاداء من خالل إنجاز حجم كبير من املهام باستخدام‬


‫الحواسيب‬
‫‪ -‬الجودة العالية في ألاداء من خالل الثقة العالية بمطابقة النتائج مع املواصفات‬
‫واملعايير املثالية وبواسطة نظم التحكم‪.‬‬
‫‪ -‬خفض تكلفة ألاداء من حيث انجاز املهام آليا عوضا عن إنجازها بالطرق اليدوية‪.‬‬
‫(املعاني‪ ،‬عريقات‪ ،‬الصالح‪ ،‬و جرادات‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)85‬‬
‫فاإلدارة إلالكترونية جعلت الهيكل العام للمنظمة في إطار شبكي يفتح ويعزز من التدفقات‬
‫املستمرة للمعلومات في مختلف الاتجاهات من خالل تزويد املديرين واملوظفين بأدوات مفيدة‬
‫تمكنهم من تبادل البيانات بكفاءة عالية وسرعة وبأقل تكلفة‪ ،‬كما تعمل على تبسيط إجراءات‬
‫العمل بما تتطلبه عملية الانتقال لرقمنة املنظمات‪ ،‬فقد ظهرت الضرورة لتبسيط إجراءات العمل‬
‫وتوفير املرونة والبساطة في سير العمل‪ ،‬والهدف منها توفير السرعة في ألاداء من خالل إلغائها‬
‫لخطوات عمل غير ضرورية ومهدرة للوقت والجهد‪ ،‬وهو ما يحسن من جودة أداء املورد البشري‪،‬‬
‫ولكن تتطلب مورد بشري كفئ قادر على التكيف والتفاعل مع املتطلبات الجديدة للوظيفة‪ ،‬التي‬
‫تعتمد على مختلف املعدات التكنولوجية منها الحواسيب والبرمجيات التي تلغي املعامالت الورقية‬
‫واستبدالها باملعالجة آلالية التي تضمن السرعة في ألاداء‪ ،‬ذلك أنها توفر شبكة معلومات واتصاالت‬
‫حديثة تسرع الوصول والحصول على املعلومات الالزمة والضرورية إلتمام املهام أو التخاذ القرارات‬
‫بالسرعة والوقت املناسب‪ ،‬وتعتبر دراسة فريديريك تايلور من أبرز الدراسات التي اهتمت بالوقت‬
‫والحركة للعاملين‪ ،‬حيث عمل تايلور على تحديد الطريقة املثلى لألداء من خالل دراسته وقياسه‬
‫لزمن كل حركة من حركات العامل‪ ،‬وعمل على حذف الحركات الزائدة التي تستنزف جهد ووقت‬
‫املورد البشري‪ ،‬وبالتالي تحقيق زيادة في كفاءة أداء العاملين والرفع من انتاجيتهم‪.‬‬
‫كما تساعد إلادارة إلالكترونية في الاعتماد على إدارة الوقت لكون العامل التكنولوجي‬
‫ساعد في التحديد ألاولي ألوقات تنفيذ املهام أي أن أوقات العمل قد حددت حسب متطلبات آلالة‬
‫املستعملة‪( .‬أعراب‪ ،2013 ،‬صفحة ‪ )111‬وهو ما يساعد على تحسين ألاداء من خالل إلغاء كافة‬
‫ألانشطة املهدرة للوقت‪.‬‬
‫وعليه يمكن إجمال دور إلادارة الالكترونية في الرفع من نوعية ألاداء هو أنها تعيد تنظيم‬
‫العمليات إلادارية وتضمن املرونة والسرعة في ألاداء والاستجابة‪ ،‬تقض ي على الروتين وتختصر‬
‫الوقت مع التقليل من فرص الخطأ باإلضافة إلى اختصارها للهرم إلاداري الطويل في إلادارة‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫‪-2-5‬القيم التكنولوجية ودورها في تعزيز دافعية املورد البشري لإلنجاز‬


‫إن التغيير والتطور التكنولوجي داخل املنظمات من شأنه أن يستحدث قيما جديدة على‬
‫قيم املورد البشري والتي اعتاد عليه في ظل إلادارة التقليدية‪ ،‬ولهذا فإن املنظمات تسعى لتحقيق‬
‫املواءمة بين هذه القيم التكنولوجية والقيم السابقة للمورد البشري‪ ،‬وذلك من خالل إعادة‬
‫تشكيل عاداته وقيمه وثقافته وطرائق عمله خاصة مع التقنيات الجديدة باالعتماد على التدريب‬
‫بالدرجة ألاولى بهدف تحسين والرفع من نوعية أدائه من خالل زيادة دافعيته للعمل أكثر‪ ،‬باعتبارها‬
‫تعبير عن املحركات الداخلية لسلوك املورد البشري‪ ،‬فالدافعية تمثل عامال يتفاعل مع قدرات‬
‫الفرد ليؤثر على سلوكه الذي يبديه في العمل‪ ،‬وهي تمثل القوة التي تحرك وتستثير الفرد لكي يؤدي‬
‫العمل أي الق وة للحماس والرغبة للقيام بمهام العمل‪ ،‬وهذه القوة تنعكس في كثافة الجهد الذي‬
‫يبذله الفرد ودرجة مثابرته واستمراره في ألاداء‪ ،‬وفي مدى تقديمه ألفضل وأجود ما عنده من‬
‫قدرات ومهارات (بن سمشة‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)64‬‬
‫وأول قيمة استحدثتها التكنولوجيا الحديثة هي قيمة العمل ذلك أنها غيرت من شكله‬
‫وقيمه‪ ،‬فالتكنولوجيا زادت من التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬وما تجدر إلاشارة اليه أن التخصص‬
‫وتقسيم العمل يحمل البعد الايجابي والسلبي على أداء العامل ودافعيته‪ ،‬فالبعد إلايجابي‬
‫للتخصص والتقسيم يتمثل في أنه يزيد من دافعية الفرد املورد البشري للعمل واكتساب وتعلم‬
‫املهارات الجديدة التي تتطلبها الوظيفة‪ ،‬لكي ينجز املهام املطلوبة في أقصر وقت وبأقل جهد‪ ،‬وذلك‬
‫باالعتماد على املعدات التكنولوجية‪ .‬أما الجانب السلبي هو أن التخصص يخلق الروتينية وامللل‬
‫ويتسبب بآثار نفسية سلبية للعامل خاصة ضعف التواصل مع آلاخرين واستمرارية التغيير فال‬
‫يعيش حالة الاستقرار الوظيفي‪ .‬وهو ما يؤدي إلى ظهور ما يعرف باالغتراب الوظيفي واملعبر عنه‬
‫بأنه ضعف الصلة بين الفرد والوظيفة‪ ،‬وبالتالي تضعف العالقة بين العامل ووظيفته مما يتسبب‬
‫في نقص إنتاجية العامل ودافعيته نحو العمل وما يصاحبها من تدني في نوعية ألاداء وغياب روح‬
‫إلابداع والابتكار‪ ،‬وتعتبر مقاربة كارل ماركس من املقاربات التي لفتت الانتباه لهذه الظاهرة‪ ،‬إذ‬
‫اعتبر تقسيم العمل الناتج عن التطور التكنولوجي لآلالت هو العامل الرئيس ي لظهور الاغتراب‬
‫الوظيفي‪ ،‬نتيجة ضعف العالقات الاجتماعية داخل العمل‪ ،‬وفقدان العامل لحس الابتكار الناتج‬
‫عن تكراره للعمل نفسه دون تجديد‪ ،‬كل هذا من شأنه أن يسبب إلارهاق النفس ي للعامل مما‬
‫يضعف من دافعيته ويقتل رغبته وحماسته في العمل‪ ،‬وهو ما أكدته دراسة بلونر حول الاغتراب‬
‫التي توصل فيها إلى أن الاغتراب الوظيفي ينخفض في مجال الصناعات الحرفية ويكون العكس عند‬
‫الانتقال إلى الصناعات التي تعتمد على آلاالت‪.‬‬
‫كما نجد أن التكنولوجيا قد غيرت من قيمة العمل من خالل فكرة إلاثراء الوظيفي الذي‬
‫تكسبه التكنولوجيا للوظيفة والعامل‪ ،‬ويقصد باإلثراء الوظيفي أحد أساليب تصميم الوظائف‬

‫‪332‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫ويعني تصميم الوظيفة بحيث تحمل في ثناياها عناصر الحرية والاستقاللية حيث يتاح للموظف‬
‫فرص أكثر وحرية أوسع في تخطيط وتنظيم وأداء عمله واتخاذ القرارات في إطار وظيفته دون‬
‫الحاجة إلى إشراف أو رقابة مركزة‪( .‬مخلوفي و ثابتي‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ ،)66‬وفي هذا السياق نجد أن‬
‫تحليالت الباحثان هاكمان وأولدهام حول العالقة بين كل من خصائص العمل ونتائجه فنظرتهما‬
‫شاملة إلثراء العمل‪ ،‬فقد حاوال تبيان تأثير مكونات العمل وأبعاده املختلفة على رضا العاملين‬
‫ودافعيتهم حيث تحدد النظرية خصائص العمل الضرورية إلثراء الوظائف والتي تعني جعل العمل‬
‫أكثر متعة وذا قيمة أكبر وجعله يتصف بالتحدي‪ ،‬وذلك عن طريق استخدام مزيج من الخصائص‬
‫املرغوبة في وظائف ألافراد‪( .‬موس ى‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ ،)407‬وعليه نجد أن الاعتماد على التكنولوجيا‬
‫يحدث الكثير من التغييرات وكما ذكرنا سابق يغير من الهيكل التنظيمي وخصائصه املركزية‪،‬‬
‫الاشراف‪ ،‬نمط السلطة‪ ،‬باإلضافة إلى أن التكنولوجيا تعمل على إعادة تصميم الوظائف بمشاركة‬
‫مواردها البشرية وإعطائهم املزيد من املسؤوليات والقدرة على اتخاذ القرارات التي تتعلق بعملهم‪،‬‬
‫كل هذه الامتيازات من شأنها أن تزيد من دافعية املورد البشري للقيام بالعمل أكثر‪ ،‬وهو الهدف‬
‫ألاساس ي من وراء فكرة إلاثراء‪ .‬وهو ما تأكد في نظرية الدوافع لهيرزبرج الذي توصل الى أن الرفع‬
‫من أداء املورد البشري مرتبط بالدوافع الداخلية والتي تشير إلى ألامور التي توجد في الوظيفة أو‬
‫العمل نفسه كاملسؤولية وإلانجاز‪ ،‬وبالتالي فاإلثراء الوظيفي يساهم في الرفع من أداء املورد‬
‫البشري ذلك ألنه ينمي الحماس ويشبع الحاجات إلثبات الذات‪ .‬وتجدر إلاشارة إلى أن تحميل املورد‬
‫البشري املسؤولية وتمكينه قد ال يساهم في الرفع من معنوياته لألداء أكثر‪ ،‬ذلك لعدم قدرته على‬
‫تحمل املزيد من املسؤوليات‪ ،‬وبالتالي يجب مراعاة الفروق الفردية بين العاملين ذلك أن لكل فرد‬
‫مستوى قدرة معين للتحمل وللتكيف مع املتغيرات التقنية‪.‬‬
‫كما عملت التكنولوجيا على التغيير من قيمة العمل من خالل إلغائها للحدود الزمنية‬
‫واملكانية واستحدثت ما يعرف بالعمل الافتراض ي ‪ télétravail‬ويقصد به العمل عن بعد وهو شكل‬
‫من أشكال ال عمل باستخدام تكنولوجيا املعلومات في إطار عقد أو عالقة عمل حيث يتم تنفيذ‬
‫العمل الذي كان من املمكن تنفيذه في مكان ومبنى التنظيم عن بعد‪(Morel à lhuissier & Turbé- .‬‬
‫)‪ suetens, 2010, p. 24‬بحيث يستطيع العامل القيام باملهام املوكلة إليه من املنزل‪ ،‬بواسطة وسائل‬
‫الاتصال التكنولوجية املختلفة أهمها شبكة ألانترنت ومختلف البرمجيات التي تتيح العامل القدرة‬
‫على الولوج للبيانات الخاصة باملنظمة للقيام بمختلف ألاعمال املوكلة إليه دون تحمل عناء التنقل‬
‫ملكان العمل مع عدم الالتزام بمواقيت محددة للعمل‪ ،‬وهو ما يزيد من دافعية املورد للعمل بغياب‬
‫ضغوط الرقابة اليومية‪.‬‬
‫أما القيمة الثانية فهي قيمة الرقابة‪ ،‬فالتكنولوجيا الحديثة ومن خالل نظم املعلومات‬
‫ومختلف املكونات التقنية قد ساهمت في خلق وتعزيز قيمة الرقابة مما أثر ذلك على جودة أداء‬

‫‪333‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫املورد البشري من خالل معرفة املورد البشري بأنه مراقب الخطوات‪ ،‬فنجد أن الكثير من املنظمات‬
‫الحالية تعمل على تطوير سبل الرقابة إلادارية على العاملين خاصة فيما يتعلق بقضية الانضباط‬
‫واحترام أوقات العمل‪ ،‬فتعتمد هذه املنظمات على نظام التوقيع اليومي للعاملين وذلك إلثبات‬
‫حضورهم ولكن باالعتماد على البطاقات الالكترونية أو بواسطة ماسحات البصمة‪ .‬كما تساهم‬
‫التكنولوجيا في عملية الرقابة على ألاداء من خالل قياس ومقارنة ألاداء الفعلي مع ألاداء املخطط‪،‬‬
‫ذلك أن مختلف البرمجيات توفر كافة املعلومات واملؤشرات حول مدى تقدم العمل وكمية ونوعية‬
‫إلانجاز‪ ،‬وهو ما يدفع باملورد البشري إلى مضاعفة مجهوداته للعمل أكثر‪ ،‬كما تدفعه لاللتزام بما‬
‫هو مخطط له من حيث املهام املوكلة إليه أو من حيث احترام أوقات العمل فالتكنولوجيا الحديثة‬
‫قد ساعدت في تنمية ثقافة الانضباط وخاصة الذاتي‪.‬‬
‫ولهذا نجد أن التكنولوجيا الحديثة قد ساهمت في تحسين جودة ألاداء من خالل‬
‫تشجيعها ملبدأ الرقابة وخاصة الرقابة الذاتية والانضباط في العمل بما ينعكس على إنتاجية‬
‫ونوعية أداء العامل واملؤسسة ككل‪.‬‬
‫‪ 3-5‬دور أنظمة املعلومات الرقمية في تحقيق الدقة في ألاداء‬
‫تسعى املنظمات إلى اكتساب والاعتماد على التكنولوجيات العديدةـ‪ ،‬ومنها أنظمة املعلومات‬
‫إلادارية‪ ،‬خاصة وأن املعلومات هي حجر ألاساس واملورد املهم ألداء فعاليات وممارسات مختلف‬
‫املنظمات‪ ،‬ألامر الذي دفع باملنظمات إلى تطوير أنظمة معلوماتها خاصة املستندة على الحاسوب‪،‬‬
‫وتعرف أنظمة املعلومات بأنها "الاستخدام التكنولوجي في العمليات إلادارية من خالل أنها أنظمة‬
‫تساعد على تخزين وتجميع وفرز البيانات ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات يسترجعها العامل عند‬
‫الحاجة ليتمكن من انجاز عمل أو اتخاذ قرار" (الزيدانيين‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)57‬‬
‫وتكمن أهمية نظم املعلومات الرقمية في كونها تسهم في تحسين أداء املورد البشري من‬
‫خالل أنها توفر السرعة والجودة والقدرة على الانجاز أكثر (الكمية)‪ ،‬وهذا راجع لجملة السمات‬
‫التي تتصف بها وهي‪ :‬املرونة‪ ،‬السرعة والدقة‪ ،‬هذه ألاخيرة التي تشير إلى عملية القيام بمعالجة‬
‫ألاعمال وتقديمها وفق مقاييس مضبوطة‪ ،‬كما تعني كذلك أن تكون املعلومات خالية من ألاخطاء‬
‫والتحيز ألن عدم توفر الدقة فيها ينتج عنها قرارات غير صحيحة وغير كفأة‪ ،‬لذا يجب أن تكون‬
‫املعلومات التي يقدمها النظام دقيقة وخالية من ألاخطاء لغويا أو رقميا‪ ،‬وال تكون متناقضة حتى‬
‫تساعد املستخدم في أداء عمله كما يجب‪( .‬مصلح و املطاع‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)06‬وهي بالتالي تحسن‬
‫من جودة أدائه من خالل أنها تقلل من ألاخطاء التي قد يرتكبها أثناء عمله‪ ،‬خاصة وأنها تلغي‬
‫املعامالت الورقية وتستبدلها باملعامالت آلالية الالكترونية املرتكزة على الحواسيب والبرمجيات‬
‫التي في كثير من ألاحيان تنبه لألخطاء وللمتناقضات‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬

‫كما تساعد نظم املعلومات في عملية الرقابة على ألاداء الوظيفي للموارد البشرية‪ ،‬فبفضلها‬
‫أصبح عملية الرقابة عملية مستمرة وآلية ويومية‪ ،‬بحيث تزود املشرفين واملسؤولين باملعلومات‬
‫الالزمة والتقارير التفصيلية حول متغيرات ألاداء وتسمح لهم بمقارنة ألاداء املنجز من حيث الكمية‬
‫والنوعية مع ألاداء املخطط‪ ،‬وهو ما يشجع املورد البشري للعمل وبذل الجهد‪ ،‬وهذا نتيجة لثقته‬
‫بأنها أي نظم املعلومات تساعد في عملية تقييم ألاداء وأنها تكفل العدالة في التقييم من خالل دقة‬
‫املعلومات التي تتضمنها‪ .‬ولكن ال يمكن إغفال أن هذه النظم معرضة للقرصنة وللفيروسات خاصة‬
‫إن كانت أنظمة ألامن والحماية في هذه املنظمة ضعيفة‪ ،‬أو قد تتعرض املعلومات املتعلقة بأداء‬
‫املوارد للتغيير نتيجة للتحيز كما ذكر في التعريف سابقا‪ ،‬ذلك أن الاعتماد على التكنولوجيا في‬
‫املنظمات سمح للعاملين باالطالع على البيانات واملعلومات‪ ،‬مما قد يعرض املعلومات املرتبطة بأداء‬
‫العامل للتغيير‪ ،‬ألامر الذي يستدعي توفير أنظمة معلومات تحفظ سالمة البيانات الالزمة إخفاؤها‬
‫مع إلابقاء على البيانات ألاخرى والخاصة بالعمل متاحة في املتناول ألداء املهام على أكمل وجه‪.‬‬
‫‪-6‬خاتمة‪:‬‬
‫إن تحقيق الجودة في أداء املورد البشري لم يعد أمرا اختياريا ولكنه أصبح شرطا ضروريا‬
‫وجوهريا للمنظمات بالتزامن مع اعتمادها على مختلف التكنولوجيات الحديثة في أتممة عملياتها‬
‫إلادارية‪ ،‬والتي سعت من خالل هذه الخطوة إلى الرفع من نوعية أداء موردها البشري‪ .‬وعليه‬
‫فقد توصلت الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات التي توضح الكيفية التي تساهم بها التكنولوجيا‬
‫الحديثة في تحقيق جودة أداء املورد البشري‪ ،‬والنتائج كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تعمل التكنولوجيا الحديثة على تغيير البناء التنظيمي وتبسيط إجراءات وطرق تدفق العمل‬
‫بما يساعد في الرفع من إنتاجية املورد من خالل أنها تساهم في الرفع من كفاءة العمليات‬
‫إلادارية بما يحقق السرعة والدقة في ألاداء‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم التكنولوجيا على الهيكل التنظيمي الشبكي ألافقي والذي يتيح للمورد البشري مجال‬
‫أوسع للحرية والاستقاللية والقدرة على املشاركة في اتخاذ القرار ويشجع على العمل بمبدأ‬
‫الالمركزية‪.‬‬
‫‪ -‬تكفل التكنولوجيا الحديثة السرعة في ألاداء مع تقليل التكاليف الالزمة إلنجازه‪.‬‬
‫‪ -‬تؤثر التكنولوجيا على الجانب املعنوي للمورد البشري بشكل يعزز من والئهم للمنظمة من‬
‫خالل توفيرها لفرص الاطالع على املعلومات وتشجيع مشاركتهم في صنع القرار ات خاصة‬
‫املتعلقة بوظائفهم كتصميم الوظيفة مثال‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على تخطي ألاعمال الروتينية وزيادة إنتاجية العامل من خالل إلغائها لإلجراءات‬
‫والحركات الزائدة التي تنهك العامل جسديا ونفسيا‪.‬‬
‫‪ -‬تحفيز املورد البشري على بذل مجهودات جسمية وفكرية وبالتالي تشجيعه على الابتكار‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬

‫‪ -‬الرفع من مستويات الرقابة وتنمية قيم الانضباط الذاتي للمورد البشري وتحفزه للعمل‬
‫أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم التكنولوجيا الحديثة على تمكين املورد البشري من خالل فكرة إلاثراء الوظيفي‪،‬‬
‫باعتمادها على الالمركزية في التسيير وجعل الوظائف آلية إلانجاز باستخدام مختلف‬
‫املعدات والبرمجيات التي تسرع وتسهل الحصول على املعلومات في أي وقت‪.‬‬
‫‪ -‬أن التغيير التكنولوجي في املنظمة يتطلب تنمية مورد بشري قادر على التكيف مع متغيرات‬
‫الوظيفة‪ ،‬وذلك لضمان الاستفادة منها باعتبار املورد البشري هو املحرك ألاساس ي لها‪.‬‬
‫‪ -‬أن تطبيق التكنولوجيا بمختلف وسائلها وخاصة شبكات الاتصال أدى إلى ظهور طرق‬
‫جديدة للعمل وهو العمل الافتراض ي أو العمل عن بعد‪ ،‬مما يتيح للمورد البشري الاستقاللية‬
‫والتحرر من قيود العمل التقليدية أهمها التحرر من قيود الزمان واملكان‪.‬‬
‫ومن خالل هذه النتائج يمكن القول أن أساس نجاح التحول والتغيير التكنولوجي في‬
‫املنظمات هو املورد البشري‪ ،‬ألامر الذي يستدعي الاهتمام والعمل على تنميته من مختلف الجوانب‬
‫وذلك لضمان الاستفادة منه ومن مختلف التطبيقات التكنولوجية التي تساعده على تحسين‬
‫أدائه‪ ،‬وبالتالي تحقيق الهدف ألاساس ي للمنظمات وهو البقاء والاستمرارية‪.‬‬
‫املراجع‬
‫اوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬
‫يسرى محمد حسين‪ 17( .‬أكتوبر‪ .)2010 ،‬تكنولوجيا املعلومات وتأثيرها على تحسين مستوى أداء‬ ‫‪.1‬‬
‫الخدمة الفندقية‪ .‬مجلة الادارة والاقتصاد‪ ،‬الصفحات ‪.358-315‬‬
‫محمد حسين الحراحشة‪ .)2011( .‬إدارة الجودة الشاملة وألاداء الوظيفي‪ .‬ألاردن‪ :‬دار جليس الزمان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫محمد مطر الزيدانيين‪ .)2012( .‬أثر جودة تكنولوجيا نظام املعلومات الادارية املدركة واملستخدمة في‬ ‫‪.3‬‬
‫التميز التنظيمي (أطروحة دكتوراه غير منشورة)‪ .‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬السودان‪ :‬جامعة أم درمان‬
‫الاسالمية‪.‬‬
‫حيدر شاكر البرزنجي‪ ،‬ومحمود حسن جمعة‪ .)2013( .‬تكنولوجيا وأنظمة املعلومات في املنظمات‬ ‫‪.4‬‬
‫املعاصرة‪ .‬العراق‪ :‬مطبعة إبن العربي للنشر‪.‬‬
‫سعيدة أعراب‪ .)2013( .‬التكنولوجيا وتحديات تغيير قيم املوارد البشرية‪ .‬مجلة آلاداب والعلوم‬ ‫‪.5‬‬
‫الاجتماعية‪ ،‬الصفحات ‪.123-83‬‬
‫عائشة أحمد الحسيني‪ ،‬وشذا عبد املحسن الخيال‪ .)2013( .‬أثر تطبيق أنظمة إلادارة إلالكترونية‬ ‫‪.6‬‬
‫على ألاداء الوظيفي‪ .‬املجلة العلمية لقطاع كليات التجارة(‪ ،)10‬الصفحات ‪.145-21‬‬
‫عمر أحمد أبو الهاشم الشريف‪ ،‬أسامة محمد عبد العليم‪ ،‬وهشام محمد بيومي‪ .)2013( .‬إلادارة‬ ‫‪.7‬‬
‫إلالكترونية‪ .‬ألاردن‪ :‬دار املناهج‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫فرج هللا زينب‪ ،‬بن صويلح ليليا‬
‫أنعام توفيق الشهربلي‪ ،‬وزينب عبد الواحد الوائلي‪ .)2014( .‬جودة ألاداء التقني بإدارة املعلومات‬ ‫‪.8‬‬
‫وتأثيره في زيادة الكفاءة والفعالية املؤسسية‪ .‬املجلة العراقية لتكنولوجيا املعلومات‪،)03(06 ،‬‬
‫الصفحات ‪.49-32‬‬
‫سهام بن رحمون‪ .)2014( .‬بيئة العمل الداخلية وأثرها على ألاداء الوظيفي أطروحة دكتوراه غير‬ ‫‪.9‬‬
‫منشورة‪ .‬كلية العلوم الانسانية والاجتماعية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة محمد خيضر‪.‬‬
‫صباح بلقيدوم‪ ،‬وعباس لغرور‪( .‬ديسمبر‪ .)2015 ،‬أهم ألادوار الاستراتيجية لتكنولوجيا املعلومات‬ ‫‪.10‬‬
‫والاتصاالت في منظمات ألاعمال‪ .‬مجلة الاقتصاد الصناعي(‪ ،)09‬الصفحات ‪.359-337‬‬
‫أحمد املعاني‪ ،‬أحمد عريقات‪ ،‬أسماء الصالح‪ ،‬وناصر جرادات‪ .)2016( .‬قضايا إدارية معاصرة‬ ‫‪.11‬‬
‫(إلاصدار ‪ .)02‬ألاردن‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫حمزة الجبالي‪ .)2016( .‬تتمية وإدارة املوارد البشرية‪ .‬ألاردن‪ :‬دار ألاسرة لإلعالم ودار عالم الثقافة‬ ‫‪.12‬‬
‫للنشر‪.‬‬
‫محمد توفيق ومان‪ .)2016( .‬تنمية املوارد البشرية في ظل البيئة الرقمية أطروحة دكتوراه غير‬ ‫‪.13‬‬
‫منشورة‪ .‬كلية العلوم الانسانية والاجتماعية‪ ،‬بسكرة‪ :‬جامعة محمد خيضر‪.‬‬
‫مولود بكاي‪ ،‬وعمر قرفيط‪ .)2016( .‬مهارات املوارد البشرية وتكنولوجيا املعلومات إلادارية‪ .‬مجلة‬ ‫‪.14‬‬
‫التنمية وإدارة املوارد البشرية‪ ،)05(02 ،‬الصفحات ‪.86-56‬‬
‫ربيع باليلية‪( .‬جوان‪ .)2017 ،‬تحسين ألاداء الوظيفي من منظور نوعية بيئة العمل‪ .‬مجلة البحوث‬ ‫‪.15‬‬
‫الاقتصادية واملالية‪ ،)01(04 ،‬الصفحات ‪.286-255‬‬
‫عبد اللطيف محمد عايض مصلح‪ ،‬ومحمد أحمد محمد املطاع‪ .)2017( .‬جودة نظم املعلومات‬ ‫‪.16‬‬
‫إلادارية وأثرها في أداء العاملين في املؤسسة العامة لالتصاالت اليمنية‪ .‬مجلة الدراسات الاجتماعية‪،‬‬
‫‪ ،)03(23‬الصفحات ‪.31-01‬‬
‫عبد هللا عياش ي‪ ،‬وإبتسام رزوق‪ 01( .‬مارس‪ .)2017 ،‬دور الحوافز في جودة ألاداء باملؤسسة‬ ‫‪.17‬‬
‫الاقتصادية الجزائرية‪ .‬مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية(‪ ،)21‬الصفحات ‪.179-170‬‬
‫عمر عمور‪ ،‬وجالب مصباح‪ .)2017( .‬تقييم جودة أداء ألاستاذ الجامعي في عالقته البيداغوجية‬ ‫‪.18‬‬
‫أستاذ‪ /‬طالب من وجهة نظر الطلبة‪ .‬مجلة حقائق للدراسات النفسية والاجتماعية‪ ،‬الصفحات ‪-79‬‬
‫‪.92‬‬
‫أمال بن سمشة‪ .)2018( .‬ألاداء البشري باإلدارة املحلية‪ .‬ألاردن‪ :‬مركز الكتاب ألاكاديمي‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫إيمان آيت مهدي‪ .)2018( .‬تسيير املوارد البشرية في ظل إلادارة الالكترونية أطروحة دكتوراه غير‬ ‫‪.20‬‬
‫منشورة‪ .‬كلية العلوم الانسانية والاجتماعية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة ملين دباغين‪.‬‬
‫بوطرفة صورية‪ 01( .‬مارس‪ .)2018 ،‬التغيير التكنولوجي في املؤسسة وتأثيره على باقي مجاالت التغيير‬ ‫‪.21‬‬
‫التنظيمي‪ .‬مجلة آلافاق للدراسات الاقتصادية‪ ،)01(03 ،‬الصفحات ‪.230-216‬‬
‫محمد اليحي‪( .‬مارس‪ .)2018 ،‬مدى تأثير معايير الجودة لكروسبي على تطبيق متطلبات إدارة الجودة‬ ‫‪.22‬‬
‫الشاملة بجامعة شقراء‪ .‬مجلة الاقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬الصفحات ‪.56-34‬‬

‫‪337‬‬
‫التكنولوجيا الحديثة ودورها في تحقيق جودة أداء املورد البشري‬
‫‪ .23‬محمد لطفي ترمول‪ .)2018( .‬ألاداء الوظيفي داخل إلادارة الجزائرية بين التقييم والدافعية‪ .‬مجلة‬
‫الحكمة للدراسات الاجتماعية(‪ ،)15‬الصفحات ‪.266-250‬‬
‫‪ .24‬بلية حبيب‪ .)2019( .‬إدارة الجودة الشاملة املفهوم‪-‬ألاساسيات‪-‬شروط التطبيق‪ .‬مصر‪ :‬ألاكاديمية‬
‫الحديثة للكتاب الجامعي‪.‬‬
‫حنان بشتة‪ ،‬ونعيم بوعموشة‪ 30( .‬سبتمبر‪ .)2019 ،‬إدارة الجودة الشاملة في املؤسسة الاقتصادية‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫مجلة التمكين الاجتماعي‪ ،‬الصفحات ‪.65-41‬‬
‫عمر عبد العزيز هالل‪ .)2019( .‬وسائل التواصل الاجتماعي وأحكامها في الفقه إلاسالمي‪ .‬عمان‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫ألاردن‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫كنزة مخلوفي‪ ،‬والحبيب ثابتي‪ .) 2019( .‬إلاثراء الوظيفي كمدخل أساس ي لدعم سياسة التمكين‬ ‫‪.27‬‬
‫إلاداري لدى مدراء املؤسسات التربوية‪ .‬مجلة البشائر الاقتصادية‪ ،)03(04 ،‬الصفحات ‪.82-64‬‬
‫عبد النور موس ى‪ 01( .‬جوان‪ .)2020 ،‬دور النسق التكنولوجي في تنمية العمل داخل املؤسسات‬ ‫‪.28‬‬
‫الحديثة‪ .‬مجلة العلوم القانونية والاجتماعية‪ ،‬الصفحات ‪.420-402‬‬
‫محمد القططي‪ ،‬ومحمد أوباجي‪ .)2020( .‬درجة توفر معايير جودة ألاداء لدى املشرفيين التربويين‬ ‫‪.29‬‬
‫باملؤسسات التعليمية‪ .‬مجلة العلوم النفسية والتربوية‪ ،)04(06 ،‬الصفحات ‪.159-140‬‬
‫محمد طرفة‪ 30( .‬جانفي‪ .)2020 ،‬تأثير تكنولوجيا واملعلومات والاتصال على وظائف إدارة املوارد‬ ‫‪.30‬‬
‫البشرية في عصر التحول الرقمي‪ .‬مجلة الريادة القتصاديات ألاعمال‪ ،‬الصفحات ‪.287-265‬‬
‫ثانيا‪ :‬املراجع باللغة الاجنبية‬
‫‪31. Gurpreet Randhawa .)2007( .Human resource managment .india:‬‬
‫‪antlantic publishersand distributors.‬‬
‫‪32. Morel à lhuissier, p., & Turbé- suetens, N. (2010). LE Télétravail en‬‬
‫‪france les salariés sont pret. france: pearson éducation.‬‬
‫‪33. OLIVER DOUCET .)2020( .Gérer la performance des employés au‬‬
‫‪travail .canada : les éditions JFD.‬‬

‫‪338‬‬

You might also like