Professional Documents
Culture Documents
ﻋﻧوان اﻟﻣذﻛرة
رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾﻘﮫ ،واﻟﺷﻛر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣﺗﮫ وﻓﺿﻠﮫ وﺳداده ﻟﻧﺎ ﻓﻲ إﺗﻣﺎم ھذا اﻟﺣﻣد
اﻟﻌﻣل اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﺗواﺿﻊ .
و ﻷن اﻟﻛﻠﻣﺎت ھﻲ ﻛل ﻣﺎ ﻧﻣﻠك إزاء ﻣن ﻏﻣروﻧﺎ ﺑﺎﻟﺟﻣﯾل ،و ﻷن اﻟﺷﻛر ھو أﻗل اﻻﻋﺗراف ﺑﮭذا
اﻟﺟﻣﯾل.
ﻧﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن وأﺻدق ﻋﺑﺎرات اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور
اﻟﻌﻣرى ﺑﻼﻋدة اﻟذي ﻟم ﯾﺑﺧل ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﺗوﺟﯾﮭﺎﺗﮫ وﻧﺻﺎﺋﺣﮫ ﻓﺄﻟف أﻟف ﺷﻛر ﻟك أﺳﺗﺎذﻧﺎ اﻟﻔﺎﺿل ،وﻣﮭﻣﺎ
رددﻧﺎ ﻋﺑﺎرات اﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻠن ﻧوﻓﯾك ﺣﻘك ،ﻓﺟزاك ﷲ ﻋﻧﺎ أﻟف ﺧﯾر ،وﺟﻌل ﷲ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﯾزان
ﺣﺳﻧﺎﺗك .
ﻛﻣﺎ ﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻷﺳﺎﺗذة اﻷﻓﺎﺿل اﻟذﯾن ﺗﻔﺿﻠوا ﺑﺗﻘﯾﯾم ھذه اﻟﻣذﻛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭد اﻟذي ﺑذﻟوه أﺛﻧﺎء
اﻟﻘراءة واﻟﺗﻘﯾﯾم ،واﻟﺷﻛر ﻣوﺻول ﻟﻛل أﺳﺎﺗذة ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ .
اﻟﻄﺎﻟﺒﺘﺎن:
*ﺑﻦ ﻣﻮﻧﺔ ﺳﻌﺎد ﺧﻮﻟﺔ
*ﺑﻦ ﺻﻐﻴ ـ ـ ـﺮﺳﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎد
اﻹھداء
اﻹھداء
إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻛﺎن ﺳﻧدا ﻟﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ وﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﻣﻧﺑﻌﺎ ﻟﺳﻌﺎدﺗﻧﺎ وﻓرﺣﻧﺎ .
اﻟﻄﺎﻟﺒﺘﺎن:
*ﺑﻦ ﻣﻮﻧﺔ ﺳﻌﺎد ﺧﻮﻟﺔ
*ﺑﻦ ﺻﻐﻴ ـ ـ ـﺮﺳﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎد
ﺧطــــــــــــﺔ اﻟﺑﺣث
ﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺗﻌرﯾف ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﯾﺎم
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻔﺳدات
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺑﯾﺎن ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﺧﺎﺗﻣـــــــــــــــﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺻوم أﺣد أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم ،وﻗد ﻓرﺿﮫ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎده ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره أﻋظم أرﻛﺎن اﻟدﯾن ،ﺑل
وھو ﻛﻣﺎ ذﻛر اﻟﺳﻠف أوﺛﻖ ﻗواﻧﯾن اﻟﺷرع اﻟﻣﺗﯾن ،ﻓﮭو ﻣدرﺳﺔ ﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻧﻔس وﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎﺣﮭﺎ ﻋن اﻟﺷﮭوات
واﻟﻣﻠذات ﻣن أﻣور اﻟدﻧﯾﺎ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻧﻌﺎ ﻟﻸﻛل واﻟﺷرب ،أواﻟﻧﻛﺎح وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻔﺳدات .
وﻗد ﺟﺎء اﻟﺻوم ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ،ﺣﯾث ﺧﺎطب ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺑﺎده اﻟﻣؤﻣﻧﯾن و ﺧﺻﮭم ﺑﺎﻟﺧطﺎب ﻋﻧدﻣﺎ
ﻛﺗب وﻓرض ﻋﻠﯾﮭم ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﻋز وﺟل ‘‘ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻛم اﻟﺻﯾﺎم ﻛﻣﺎ ﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن
ﻣن ﻗﺑﻠﻛم ﻟﻌﻠﻛم ﺗﺗﻘون’’ اﻟﺑﻘرة) .(183ﺑل وﻗد ارﺗﺑط اﻟﺻﯾﺎم ﺑﺗﻘوى اﻟﻧﻔس ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﻟﻌﻠﻛم ﺗﺗﻘون(.
وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري أن اﻟﻧﺑﻲ ﷺ ﻛﺎن ﺑﺎرزا ﯾوﻣﺎ ﻟﻠﻧﺎس ﻓﺄﺗﺎه ﺟﺑرﯾل ﻓﻘﺎل :ﻣﺎ اﻹﯾﻣﺎن؟
ﻗﺎل :اﻹﯾﻣﺎن أن ﺗؤﻣن ﺑﺎ وﻣﻼﺋﻛﺗﮫ وﺑﻠﻘﺎﺋﮫ ورﺳﻠﮫ وﺗؤﻣن ﺑﺎﻟﺑﻌث ،ﻗﺎل وﻣﺎ اﻹﺳﻼم ؟ ﻗﺎل :اﻹﺳﻼم أن
ﺗﻌﺑد ﷲ وﻻ ﺗﺷرك ﺑﮫ ،وﺗﻘﯾم اﻟﺻﻼة وﺗؤﺗﻲ اﻟزﻛﺎة وﺗﺻوم رﻣﺿﺎن.
وﻟﻠﺻوم ﻓﺿل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺟﻧﺔ ،ﻷن اﻟﻣرء اﻟﺻﺎﺋم ﻻ ﯾرﻓث وﻻ
ﯾﻔﺳﻖ ،وھو ﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﻓﻲ ﺗﮭذﯾﺑﮭﺎ وﺗرﺑﯾﺗﮭﺎ ،وﻓﺿﻠﮫ ﻋظﯾم ،ﺣﯾث ﻗﺎل رﺳول ﷲ ﷺ‘‘:ﻣن ﺻﺎم
ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ ﺑﺎﻋد ﷲ وﺟﮭﮫ ﻋن اﻟﻧﺎر ﺳﺑﻌﯾن ﺧرﯾﻔﺎ’’ ،وﻗﺎل أﯾﺿﺎ ‘‘:إن ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺔ ﺑﺎﺑﺎ ﯾﻘﺎل ﻟﮫ
اﻟرﯾﺎن ،ﯾدﺧل ﻣﻧﮫ اﻟﺻﺎﺋﻣون ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﻻ ﯾدﺧل ﻣﻧﮫ أﺣد ﻏﯾرھم’’ .ﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮫ .
وﻗد أﺧذ ھذا اﻟرﻛن ﻧﺻﯾﺑﺎ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت واﻟﻔروع
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﺻول اﻟﻔﻘﮫ ،ﺣﯾث أدﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن واﻟﻘدﻣﺎء دﻟوھم
ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل .
وﻟﻌل اﻟﺟزء اﻟذي أﺧذ اﻟﻧﺻﯾب اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺻوم ھو ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣﻔﺳدات أو اﻟﻣﻔطرات
و اﻟﺗﻲ اﺗﻔﻖ ﻓﻲ اﻟﺷرع ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻛﺎﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺟﻣﺎع ،واﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻣﻧﮭﺎ
ﻛﺎﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻠﺧﯾص اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻐزاﻟﻲ ﻟﻛل اﻟﻣﻔﺳدات و اﻟﻣﻔطرات ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ:
اﻟﻣﻔطرات ﺛﻼﺛﺔ :دﺧول داﺧل ،وﺧروج ﺧﺎرج ،وﺟﻣﺎع .
وﯾﺄﺗﻲ ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ – ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة – ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ،ﺣﯾث و إن اﺗﻔﻖ
اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺟﻣﺎع ،ﻓﺈﻧﮭم اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ ﻣواﻗﻔﮭم اﺗﺟﺎه اﻟﻣﻔﺳدات
اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻰ واﻛﺑت اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث.
1
إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث
إذا ﻛﺎن اﻟﺻﯾﺎم ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎه اﻟﺑﺳﯾط ھو اﻹﻣﺳﺎك ﻋن اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب وﻋﻣﺎ ﺗﻧزع إﻟﯾﮫ اﻟﻧﻔس ،ﻓﺈن إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
ﺑﺣﺛﻧﺎ ﺗﻧدرج ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻔﺳدات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن طرﺣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎؤل اﻵﺗﻲ :
ﻣﺎ ھﻲ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻوم وﻣﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ؟
وﺗﻧدرج ﺗﺣت ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺟزﺋﯾﺔ أھﻣﮭﺎ:
-ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﻔﺳدات اﻟﺻوم ،وھل ھﻲ ﻣﻘﺗﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺳدات اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء
اﻟﻘدﻣﺎء ﻓﻘط .أم أن ّ ھﻧﺎك ﻣﻔﺳدات أﺧرى ﻋرﻓﮭﺎ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ؟
وإذا ﻛﺎﻧت ﻛذﻟك ،ﻓﻣﺎ ھﻲ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة؟
أھﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع
ﻟﻛل ﻋﻣل ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻣﻧﮭﺞ أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﻏﯾر أن ﻓﺎﺋدة اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وأھﻣﯾﺗﮭﺎ ﺗﻘﺎس ﺑﻣدى ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ
ﻟﻠواﻗﻊ ،أو ﺑﻣدى ﻣﻼﻣﺳﺗﮭﺎ ﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﺻر ،و إن ﺗﺑﺎﯾﻧت أھﻣﯾﺔ ھذه اﻷﻋﻣﺎل إﻻ أن ﻟﻛل ھذه اﻟﻣﺟﮭودات
أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أو اﻻﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎ .
وھو ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟذي أﻋددﻧﺎه ،ﻓﺈن ﻟﮫ وﻟﻣوﺿوع – ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة -
أھﻣﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺣﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
ﺗﺗﻧﺎول ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣﮭﻣﺎ وھو ﻋﻧوان ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟراھﻧﺔ ﻣن ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺳﺎﻋﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﺄﺗﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ،واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﻣوﺿوﻋﺎ ھو ﺑﺣﻖ ﻋﻧوان ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟراھﻧﺔ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﻣﻔطرات اﻟﺗﻲ
ﺻﺎﺣﺑت ﺗطورات اﻟﻌﺻر ﺑﺳﺑب ظﮭور اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب اﻹﻓطﺎر ﻓﻲ رﻣﺿﺎن.
أو ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة وھو ﻣﺎ ﯾﺟﺑر اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻋﻠﻰ
ﺗﺑﯾﺎن وﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻧﺎس ﻟﮭذا
اﻷﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺷﻌﺎﺋرھم وﻋﺑﺎداﺗﮭم.
2
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع
اﻟﺑﺣث.
وﺑﻌد اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ واﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺳﺣﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف ھذه اﻟدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺟد أن أﻏﻠﺑﮭﺎ
ﻓﺗﺎوى ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ذﻛر ﺑﻌض
ااﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣوﺿوع ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻر وﻣﻧﮭﺎ:
-ﻣﻔطرات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،أﺣﻣد ﺑن ﷴ اﻟﺧﻠﯾل ،ﻋن دار اﺑن اﻟﺟوزي وھو ﻣؤﻟف ﻣن
ﻣﺎﺋﺔ وإﺣدى ﻋﺷر ﺻﻔﺣﺔ ﺗﻧﺎول ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل واﻟﺗﺄﺻﯾل أھم اﻟﻣﻔﺳدات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ
ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟطب اﻟﺣدﯾث واﻷﻣراض اﻟﻣﻌﺎﺻرة .
-اﻟﻣﻔطرات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ،ﻋن دار اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﻛوﻧﯾﺔ ،وھو ﻣؤﻟف ﻣن ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺻﻔﺣﺔ ،ﺗﻧﺎول ھو اﻵﺧر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﻔطرات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة .
-اﻟﺻﯾﺎم وﻣﻔطراﺗﮫ اﻟطﺑﯾﺔ ،إﺑراھﯾم ﺑن ﷴ اﻟﺻﺑﯾﺣﻲ ،ﻋن دار اﻟﻣﺳﻠم ،وھو ﻣؤﻟف ﻣن
ﺣواﻟﻲ ﺛﻣﺎﻧون ﺻﻔﺣﺔ ،رﻛز ﻓﯾﮫ اﻟﺑﺎﺣث ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔطرات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة .
وﻗد ذﻛرﻧﺎ ھذه اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎس ﺑﮭﺎ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻘط ﻻ
اﻟﺣﺻر ،ﻷن ﻣوﺿوع اﻟﺻوم واﻟﻣﻔﺳدات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﻔﻘﮭﺎء وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﺷﻛل ﻓﺗﺎوى اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭﺎ ﺻﺎدر ﻋن دار اﻟﻔﺗوى أو اﻟﻣﺟﻣﻌﺎت اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ.
3
أھداف اﻟﺑﺣث :
واﺟﮭﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ھذا ﻋدة ﺻﻌوﺑﺎت ﺑﻌﺿﮭﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣﺻﺎدر ،وﺑﻌﺿﮭﺎ اﻵﺧر ﯾﺗﻌﻠﻖ
ﺑزﻣﺎن وﻣﻛﺎن وﺗوﻗﯾت إﺟراء اﻟدراﺳﺔ ،ﺣﯾث أن ﻣوﺿوع ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﯾﺣﺗﺎج
وﻗﺗﺎ أﻛﺑر ﻧظرا ﻟﻼﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﻛل ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟطب اﻟﺣدﯾث.
4
اﻟﻔﺻـــــــــــل اﻷول
ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾــــﺎم
وﯾﺗﻧﺎول ھذا اﻟﻔﺻل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
5
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺗﻌرﯾف ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﯾﺎم
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﯾﺎم ﻟﻐﺔ
ﻗﺎل رﺳول ﷲ ﷺ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ":ﻛل ﻋﻣل اﺑن آدم ﻟﮫ إﻻ اﻟﺻوم ﻓﺈﻧﮫ ﻟﻲ واﻧﺎ أﺟزي ﺑﮫ"...
ﻧﺗﻧﺎول ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺻﯾﺎم ﻋﻧد ﻛل ﻣذھب ﻣن اﻟﻣذاھب اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة ،وھﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ :اﻟﺻوم ھو إﻣﺳﺎك أﺷﯾﺎء ﻣﺧﺻوﺻﺔ وھﻲ اﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺟﻣﺎع ﺑﺷراﺋط
ﻣﺧﺻوﺻﺔ.3
-2ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ :اﻟﺻوم ھو اﻹﻣﺳﺎك ﻋن ﺷﮭوﺗﻲ اﻟﻔم واﻟﻔرج وﻣﺎ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭﺎ ﻣﻣﺗﺛﻼ ﻓﻲ ذﻟك
4
طﺎﻋﺔ اﻟﻣوﻟﻰﻋز ّ وﺟل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﺟزاء اﻟﻧﮭﺎر ﺑﻧﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻔﺟر أو ﻣﻌﮫ إن أﻣﻛن.
-3ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :اﻟﺻوم ھو إﻣﺳﺎك ﻣﺧﺻوص ﻣن ﺷﺧص ﻣﺧﺻوم ﻓﻲ وﻗت ﻣﺧﺻوم
5
ﺑﺷراﺋط.
-1اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،طﺑﻌﺔ ﺟدﯾدة وﻣﺣﻘﻘﺔ وﻣﺷﻛوﻟﺔ ﺷﻛﻼ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻛوزﻧﯾش اﻟﻧﯾل – اﻟﻘﺎھرة ،دار اﻟﻣﻌﺎرف،
،1119ص.2529
-2ﺳورة ﻣرﯾم اﻵﯾﺔ 26
-3اﻟﻛﺳﺎﻧﻲ ﻋﻼء اﻟدﯾن ،ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ،ﺑﯾروت ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺳﻧﺔ 1982م ،ص.558
- 4اﻟﺟﻧدي اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﺧﻠﯾل ﺑن إﺳﺣﺎق ،ﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻠﯾل ،ط ،1ﻧواﻛﺷوط -ﻣورﯾﺗﺎﻧﯾﺎ ،دار
اﻟرﺿوان ﻟﻠﻧﺷر1431 ،ھـ 2010 -م ،ص.142
-5اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟدﻣﺷﻘﻲ ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﷴ اﻟﺣﺻﻧﻲ ،ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻷﺧﯾﺎر ﻓﻲ ﺣل اﻻﺧﺗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ط،9
دﻣﺷﻖ -ﺳورﯾﺎ ،دار اﻟﺑﺷﺎﺋر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1422 ،ھـ 2001 -م ،ص.240
6
-4ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :اﻟﺻوم ھو اﻹﻣﺳﺎك ﻋن اﻟﻣﻔطرات ﻣن طﻠوع اﻟﻔﺟر اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻏروب
6
اﻟﺷﻣس.
ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﻔﺳدات ﻓﺈن ﻟﻠﻌﻠﻣﺎء رﺣﻣﮭم ﷲ أﺳﺎﻟﯾب ﻋدﯾدة ﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻷﺑواب وﻟﮫ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻟﻛن ﯾﺧﺗﻠف
ﻟﻔظﺎ ،ﻓﻔﻲ اﻟوﺿوء ﯾﺳﻣون اﻟﻣﻔﺳدات ﻧواﻗض اﻟوﺿوء ،وﻓﻲ اﻟﻐﺳل ﯾﺳﻣوﻧﮭﺎ ﻣوﺟﺑﺎت اﻟﻐﺳل ،وﻓﻲ
ﺑﺎب اﻟﺻﻼة ﯾﺳﻣوﻧﮭﺎ ﻣﺑطﻼت اﻟﺻﻼة ،وﻓﻲ اﻟﺻوم ﯾﺳﻣوﻧﮭﺎ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم ،وﻓﻲ ﺑﺎب اﻹﺣرام
واﻟﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم ﯾﺳﻣﻰ ﻋﻧد اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻔطرات وأﺻوﻟﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ ذﻛرھﺎ ﷲ ﻋز وﺟلﻓ َﻓﻲ ﺎﻵﻗوﻟﮫ ْ )ن َ
ْ َ ﺑ ْ ﻴ َ اﺾ ْ ُ ﻦﻣ ِ َ ﻴ ْ ﻂ ِ َ ﻴ ْﻂ ُ َ ﺒ َ ﱠن َ ﻟ َ ﻜ ُ ﻢ ُ ا ْ ﱠ ٰ ﻳ َ ﺣ َ
وﻗد أﺟﻣﻊ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ أن ھذه اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺗﻔﺳد اﻟﺻﯾﺎم وھﻲ اﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺟﻣﺎع .8
-6ﺑن ﻗداﻣﺔ ،ﻣوﻗف اﻟدﯾن أﺑﻲ ﷴ ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﷴ ،اﻟﻣﻐﻧﻲ ،ط ،1اﻟرﯾﺎض ،دار ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
620 – 541ھـ ص .325
-7اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺷرح اﻟﻣﻣﺗﻊ ﻟزاد اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ ،اﻟﻣﺟﻠد ، 06ط ، 01دار اﺑن اﻟﺟوزي ، 1424 ،ص .366
-8اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ .ص 367
7
ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم: اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن ﻣﻦ أﻓﻄﺮ ﻓﻲ ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن ﻣﺘﻌﻤﺪا ﺑﺎﻷﻛﻞ أو اﻟﺸﺮب دون ﻋﺬر واﺿﺢ ﻣﺜﻞ: اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب:أوﻻ
" ﯾﺎأﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻛﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺼﯿﺎم ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ: اﻟﻤﺮض أو اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺬي ذﻛﺮه ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ
اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮن أﯾﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪودات ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺮﯾﻀﺎ أو ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ﻓﻌﺪة ﻣﻦ أﯾﺎم أﺧﺮ وﻋﻠﻰ
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻄﯿﻘﻮﻧﮫ ﻓﺪﯾﺔ طﻌﺎم ﻣﺴﻜﯿﻦ ﻓﻤﻦ ﺗﻄﻮع ﺧﯿﺮا ﻓﮭﻮ ﺧﯿﺮ ﻟﮫ وأن ﺗﺼﻮﻣﻮا ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻢ إن ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮن
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻜﻔﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺬھﺐ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ وأﺻﺤﺎﺑﮫ وأﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ.(184-183)"اﻟﺒﻘﺮة
": وأﺻﺤﺎﺑﮫ واﻟﺜﻮري وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أﻧﮫ ﻗﺎل
’’
أن اﻷﻋﺮاﺑﻲ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﻀﺎن ﺟﺎء ﯾﺴﺄل ﻓﺄﺧﺒﺮه اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﺑﺄن ﻋﻠﯿﮫ:وﺟﮫ اﻻﺳﺘﺪﻻل
وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر، وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﻀﺎء ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎرة، اﻟﻜﻔﺎرة
. ﺳﻮاء أﻧﺰل أو ﻟﻢ ﯾﻨﺰل،رﻣﻀﺎن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻜﻔﺎرة
8
وﻗد اﺳﺗدﻟوا ﺑﮭذا اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﻣن أﻛل أو ﺷرب ﻣﺗﻌﻣدا ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن ﺟﺎﻣﻊ اﻣرأﺗﮫ
ﻓﻲ رﻣﺿﺎن ﻣﺗﻌﻣدا ﺑﺟﺎﻣﻊ اﻧﺗﮭﺎك ﺣرﻣﺔ رﻣﺿﺎن.
وﻟﻛن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻣد وأھل اﻟظﺎھرة ذھﺑوا إﻟﻰ أن ﻣن أﻛل وﺷرب ﻣﺗﻌﻣدا ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ﻓﻘط وﻻ ﻛﻔﺎرة
ﻋﻠﯾﮫ ،ﻷن اﻟﻛﻔﺎرة ﺗﻠزم ﻣن ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺗﻌﻣدا ﻓﻘط.
وﺳﺑب اﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ ﺟواز ﻗﯾﺎس اﻟﻣﻔطر ﺑﺎﻷﻛل أواﻟﺷرب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔطر ﺑﺎﻟﺟﻣﺎع ،ﻓﻣن رأى أﻧﮫ ﺷﺑﮭﮭﻣﺎ
ﻓﯾﮫ واﺣد وھو اﻧﺗﮭﺎك ﺣرﻣﺔ اﻟﺻﯾﺎم ﺟﻌل ﺣﻛﻣﮫ واﺣد .وﻣن رأى أﻧﮫ وإن ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎرة ﻋﻘﺎﺑﺎ اﻧﺗﮭﺎك
اﻟﺣرﻣﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ أﺷد ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎع ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻐﯾره ،وذﻟك أن اﻟﻌﻘﺎب ﺑﺎﻟردع واﻟﻌﻘﺎب اﻷﻛﺑر ﻗد ﯾوﺿﻊ ﻟﮭﺎ إﻟﯾﮫ
أﻣﯾل وھو ﻟﮭﺎ أﻏﻠب ﻣن اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،وإن ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ إذ ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ذﻟك اﻟﺗزام اﻟﻧﺎس
ﺑﺎﻟﺷراﺋﻊ ،وأن ﯾﻛوﻧوا أﺧﯾﺎر ﻋدوﻻ ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ":ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻛم اﻟﺻﯾﺎم ﻛﻣﺎ ﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن ﻣن ﻗﺑﻠﻛم
ﻟﻌﻠﻛم ﺗﺗﻘون" .ﻗﺎل ھذه اﻟﻛﻔﺎرة اﻟﻣﻐﻠظﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟﻣﺎع ،وھذا إذا ﻛﺎن ﻣﻣن ﯾرى اﻟﻘﯾﺎس ،وأﻣﺎ ﻣن ﻻ
ﯾرى اﻟﻘﯾﺎس وأﻣره ﺑﯾن أﻧﮫ ﻟﯾس ﯾﻌدي ﺣﻛم اﻟﺟﻣﺎع إﻟﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب.
وأﻣﺎ ﻣﺎ رواه ﻣﺎﻟك ﻓﻲ اﻟﻣوطﺄ أن رﺟﻼ أﻓطر ﻓﻲ رﻣﺿﺎن ﻓﺄﻣره اﻟﻧﺑﻲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎرة
اﻟﻣذﻛورة ﻓﻠﯾس ﺑﺣﺟﺔ ﻷن ﻗول اﻟراوي ﻓﺄﻓطر ھو ﻣﺟﻣل ،واﻟﻣﺟﻣل ﻟﯾس ﻟﮫ ﻋﻣوم ﻓﯾؤﺧذ ﺑﮫ ،ﻟﻛن ھذا
ﻗول ﻋﻠﻰ أن اﻟراوي ﯾرى أن اﻟﻛﻔﺎرة ﻛﺎﻧت ﻟﻣوﺿﻊ اﻹﻓطﺎر ،وﻟوﻻ ذﻟك ﻟﻣﺎ ﻋﺑر ﺑﮭذا اﻟﻠﻔظ ،وﻻ ذﻛر
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻔطر اﻟذي أﻓطر ﺑﮫ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺟﻣﺎع
إذا ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﺎﺋم اﻣرأﺗﮫ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن ﻣﺗﻌﻣدا ﻓﺈن ﺣﻛﻣﮫ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻛﻔﺎرة ،وﻗد ﺳﺑﻖ ﻟﻧﺎ أن
ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋن ذﻟك أﻋﻼه .ﻓﻔﻲ ﺣدﯾث أﺑﻲ ھرﯾرة ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ذﻟك أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ":أﺣل ﻟﻛم ﻟﯾﻠﺔ اﻟﺻﯾﺎم
اﻟرﻓث إﻟﻰ ﻧﺳﺎﺋﻛم ھن ﻟﺑﺎس ﻟﻛم وأﻧﺗم ﻟﺑﺎس ﻟﮭن ﻋﻠم ﷲ أﻧﻛم ﻛﻧﺗم ﺗﺧﺗﺎﻧون أﻧﻔﺳﻛم ﻓﺗﺎب ﻋﻠﯾﻛم وﻋﻔﺎ
ﻋﻧﻛم ﻓﺎﻷن ﺑﺎﺷروھن واﺑﺗﻐوا ﻣﺎ ﻛﺗب ﷲ ﻟﻛم وﻛﻠوا واﺷرﺑوا ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻛم اﻟﺧﯾط اﻷﺑﯾض ﻣن اﻟﺧﯾط
اﻷﺳود ﺛم أﺗﻣوا اﻟﺻﯾﺎم إﻟﻰ اﻟﻠﯾل "اﻟﺑﻘرة ).(184-183
وﺟﮫ اﻻﺳﺗدﻻل :أن ﷲ أﺑﺎح اﻟرﻓث إﻟﻰ اﻟﻧﺳﺎء ـ وھو اﻟﺟﻣﺎع ـ ﻓﻲ ﻟﯾﺎﻟﻲ اﻟﺻوم ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن اﻟﻔﺟر،ﺛم
أﻣر ﺑﺎﻟﺻوم إﻟﻰ اﻟﻠﯾل ﻓدل ذﻟك ﻋﻠﯾﮫ.
9
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ
ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر وﻗﺑل اﻟﺗﻛﻠم ﻋﻠﻰ أﻧواع ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء
ﯾﺟب اﻟﺗطرق أوﻻ إﻟﻰ ﺣد اﻟﺟوف واﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﯾﮫ .
اﻟﺟﯾم واﻟواو واﻟﻔﺎء ﻛﻠﻣﺔ واﺣدة وھﻲ ﺟوف اﻟﺷﻲء ،ﯾﻘﺎل ھذا ﺟوف اﻹﻧﺳﺎن وﺟوف ﻛل
ﺷﻲء وطﻌﻧﺔ ﺟﺎﺋﻔﺔ إذا وﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﺟوف ،وﻗد رﺟوﻓﺎ واﺳﻌﺔ اﻟﺟوف. 9
ﯾوﺟد ﻓﻲ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﺗﺟﺎوﯾف ﻋدة ،وھﻲ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟوﯾف اﻟﺑﺎطﻧﻲ اﻟذي
ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻟﻔظ اﻟﺟوف ،ﻓﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺟﺳم أﯾﺿﺎ اﻟﺗﺟوﯾف اﻟﺻدري وﻓﻲ اﻟﻘﻠب
ذاﺗﮫ أرﺑﻊ ﺗﺟﺎوﯾف ،وﻓﻲ ﻋظﺎم اﻟوﺟﮫ ﺗﺟﺎوﯾف ﻋدة ﺗﻌرف ﺑﺎﻟﺟﯾوب اﻷﻧﻔﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺟﻣﺟﻣﺔ
ﺗﺟوﯾف ﯾﺷﻐﻠﮫ اﻟدﻣﺎغ وأﻏﺷﯾﺔ اﻟدﻣﺎغ ،وھﻧﺎك ﺗﺟﺎوﯾف أﺧري ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﻏﯾر
ﻣﺎ ﺗم ذﻛره ،واﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ ﻣن أوﻟﮫ إﻟﻰ آﺧره أﻧﺑوب ﻣﺟوف ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺿﯾﻖ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ
ﻣﺛل اﻟﻣريء وﯾﺗﺳﻊ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ اﻟﻣﻌدة.10
اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ :ھﻲ طﻌﻧﺔ ﺗﺑﻠﻎ اﻟﺟوف وﻗد ﺟﺎﻓﮫ ﯾﺟوﻓﮫ ﺟوﻓﺎ أي طﻌﻧﮫ ﺑﻠﻎ ﺑﮭﺎ ﺟوﻓﮫ
-9أﺑو اﻟﺣﺳن اﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ﺑن زﻛرﯾﺎ ،ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ج ،01ط ، 01دار اﻟﻔﻛر 1399 ،ھـ 1979م ،ص
. 495
-10اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺎﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن اﻟوﻧدة ،أھم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ،
،2006ص .94
10
أوﻻ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ :وﻟﺑﯾﺎن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟوف ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﮭم ﻋن اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺟﺎﺋﻔﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،واﻟﻣواﺿﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔذ اﻟﺟراﺣﺔ ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺟوف ھﻲ اﻟﺻدر .واﻟظﮭر واﻟﺑطن
واﻟﺟﻧﺑﺎن ،وﻣﺎ ﺑﯾن اﻷﻧﺛﯾﯾن واﻟدﺑر ،وﻻ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﯾدﯾن و اﻟرﺟﻠﯾن وﻻ ﻓﻲ اﻟرﻗﺑﺔ واﻟﺣﻠﻖ ﺟﺎﺋﻔﺔ ،ﻷﻧﮫ
ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف.
ﻏﯾر أن ھﻧﺎك ﻓرﻗﺎ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌدة واﻟﺟوف ،ﻓﺎﻟﺟوف ﯾﺷﻣل اﻟﻣﻌدة وﻏﯾرھﺎ ،ﻗﺎل اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﻣﻌرض ﺣدﯾﺛﮫ ﻋن اﻟرﺿﺎﻋﺔ" :وأﻣﺎ اﻹﻗطﺎر ﻓﻲ اﻷذن ﻓﻼ ﯾﺣرم ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﻠم وﺻﻠﮫ إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ،
ﻟﺿﯾﻖ اﻟﺧرق ﻓﻲ اﻷذن ،وﻛذﻟك اﻹﻗطﺎر ﻓﻲ اﻹﺣﻠﯾل ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟوﺻول
إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،وﻛذﻟك اﻹﻗطﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ،وﻛذﻟك اﻹﻗطﺎر ﻓﻲ اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ وﻓﻲ اﻵﻣﺔ ،ﻷن اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ
اﻟﺟوف ﻻ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،واﻵﻣﺔ إذ ﻛﺎن ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،ﻟﻛن ﻻ ﯾﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺟراﺣﺔ وﻻ ﯾﺣﺻل ﺑﮫ
اﻟﻐذاء ،ﻓﻼ ﺛﺑت ﺑﮫ اﻟﺣرﻣﺔ ،واﻟﺣﻘﻧﺔ ﻻ ﺗﺣرم ،ﺑﺄن ﺣﻘن اﻟﺻﺑﻲ ﺑﺎﻟﻠﺑن ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻣﺷﮭورة .
وروي ﻋن ﷴ أﻧﮭﺎ ﺗﺣرم .وﺟﮫ ھذه اﻟرواﯾﺔ أﻧﮭﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﺟوف ﺣﺗﻰ أوﺟﺑت ﻓﺳﺎد اﻟﺻوم ﻓﺻﺎر
ﻛﻣﺎ ﻟو وﺻل ﻣن اﻟﻔم ﻧﻘطﺔ .
وﺟﮫ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ :أن اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ ھذه اﻟﺣرﻣﺔ ھو ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻐذي ،واﻟﺣﻘﻧﺔ ﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ
اﻟﻐذاء ،ﻷن ﻣوﺿﻊ اﻟﻐذاء ھو اﻟﻣﻌدة ،واﻟﺣﻘﻧﺔ ﻻ ﺗﺻل إﻟﯾﮭﺎ ،ﻓﻼ ﯾﺣﺻل ﺑﮭﺎ إﻧﺑﺎت اﻟﻠﺣم وﻧﺷوز
اﻟﻌظم و اﻧدﻓﺎع اﻟﺟوع ،ﻓﻼ ﺗوﺟب اﻟﺣرﻣﺔ .
أﻣﺎ اﻟﺣﻠﻖ ﻓﻘد ﺟﻌﻠوا اﻟداﺧل إﻟﯾﮫ ﻣﻔطرا إذا وﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف .ﻗﺎل اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ :ﯾﻛره ﻟﻠﻣرأة أن ﺗذوق
اﻟﻣرﻗﺔ ﻟﺗﻌرف طﻌﻣﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ ﯾﺧﺎف وﺻول ﺷﻲء ﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ ﻓﺗﻔطر.وﻗﺎل :وﻟو اﻛﺗﺣل اﻟﺻﺎﺋم ﻟم ﯾﻔﺳد
وإن وﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻋﻧد ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء.
وﻗﺎل اﺑن أﺑﻲ ﻟﯾﻠﻰ :ﯾﻔﺳد وﺟﮫ ﻗوﻟﮫ :إﻧﮫ ﻟﻣﺎ وﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻓﻘد وﺻل إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ.
وﻛذﻟك اﻟدﻣﺎغ ﺟﻌﻠوا اﻟداﺧل إﻟﯾﮫ ﻣﻔطرا ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻧﻔذا إﻟﻰ اﻟﺟوف.
ﻗﺎل اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ :وﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف أو إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻋن اﻟﻣﺧﺎرق اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﻛﺎﻷﻧف واﻷذن واﻟدﺑر ،ﺑﺄن
اﺳﺗﻌط أو اﺣﺗﻘن أو أﻗطر ﻓﻲ أذﻧﮫ ﻓوﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف أو إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻓﺳد ﺻوﻣﮫ .أﻣﺎ إذا وﺻل اﻟﺟوف
ﻓﻼ ﺷك ﻓﯾﮫ ﻟوﺟود اﻷﻛل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺻورة ،وﻛذا إذا وﺻل إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻷن ﻟﮫ ﻣﻧﻔذا إﻟﻰ اﻟﺟوف،
ﻓﻛﺎن ﺑﻣﻧزﻟﺔ زاوﯾﺔ ﻣن زواﯾﺎ اﻟﺟوف.
11
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ :ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻔواﻛﮫ اﻟدواﻧﻲ :اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ وھﻲ ﻣﺎ أﻓﺿت إﻟﻰ
اﻟﺟوف وﻟو ﻗدر ﻣدﺧل إﺑرة .
وﻓﻲ ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌدوي ":اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ وھﻲ ﻣﺎ أﻓﺿت إﻟﻰ اﻟﺟوف وﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻓﻲ اﻟظﮭر أو اﻟﺑطن."...
وﯾﻔرق ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌدة واﻟﺟوف :ﻗﺎل اﺑن ﻋرﻓﺔ :ﺗﺟب اﻟﻛﻔﺎرة ﻓﻲ إﻓﺳﺎد ﺻوم رﻣﺿﺎن
اﻧﺗﮭﺎﻛﺎ ﻟﮫ ﺑﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف أو اﻟﻣﻌدة ﻣن اﻟﻔم.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻠﻖ ﻓﯾﺣﺻل اﻟﻔطر ﺑوﺻول أي ﺷﻲء ...وإن ﻟم ﯾﺟﺎوزه ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣن ﻣذھب
اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ.
ﻗﺎل اﻟﺧرﺷﻲ :واﺳﺗﺋﻧﺎف ﻗدر اﻟطﻌﺎم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺑﺧور ،ﻷن رﯾﺢ اﻟطﻌﺎم ﻟﻠﺟﺳم ﯾﺗﻘوى ﺑﮫ اﻟدﻣﺎغ ﻓﯾﺣﺻل ﺑﮫ
ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻷﻛل.
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل " :ﻓﻣن دھن رأﺳﮫ ﻧﮭﺎرا ﻓوﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ أو وﺿﻊ اﻟﺣﻧﺎء ﻓﻲ رأﺳﮫ ﻧﮭﺎرا
ﻓﺎﺳﺗطﻌﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻓﻼ ﻗﺿﺎء ﻋﻠﯾﮫ ،وﻟﻛن اﻟﻣﻌروف ﻣن اﻟﻣذھب وﺟوب اﻟﻘﺿﺎء."...
ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻘول اﻷول ﻓﺈن اﻟدﻣﺎغ ﯾﺗﻘوى ﺑراﺋﺣﺔ اﻟطﻌﺎم وﯾﺗﻐذى ﺑﮫ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻼ ﺑد ﻣن وﺻول
طﻌﻣﮫ إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ ،ﻓﺎﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﯾرون أن اﻟﺟوف ھو ﻛل اﻟﺑطن وﻟﯾس ﻓﻘط اﻟﻣﻌدة.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :اﻟﺟوف ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ھو ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺷرح اﻟﺑﮭﺟﺔ :إﻧﮫ ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺻوم ﻋدم
اﻟدﺧول )ﻋﯾن( ﻣن اﻟظﺎھر وإن ﻟم ﺗؤﻛل ﻋﺎدة ﻛﺣﺻﺎة )ﺟوﻓﺎ ﻟﮫ( ) ...وﻟو( ﻛﺎن اﻟﺟوف )ﺳوى ﻣﺣﯾل(
ﻟﻠﻐذاء ،أو اﻟدواء ) ﻛﺑﺎطن اﻷذن( وإن ﻛﺎن ﻻ ﻣﻧﻔذ ﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻷﻧﮫ ﻧﺎﻓذ إﻟﻰ داﺧل ﻗﺣف اﻟرأس وھو
ﺟوف)أو( ﺑﺎطن )اﻹﺣﻠﯾل( وإن ﻟم ﯾﺟﺎوز اﻟداﺧل ﻓﯾﮫ اﻟﺣﺷﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺑطل ﺑﺎﻟواﺻل إﻟﻰ ﺣﻠﻘﮫ وإن ﻟم
ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﻌدﺗﮫ.
12
*وﺻول اﻟداﺧل إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ ﯾﺑطل اﻟﺻوم وإن ﻟم ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة.
راﺑﻌﺎ :اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :ﯾرى اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أن ﻣﺎ دﺧل اﻟﺟوف ،ﺳواء ﻛﺎن ﺟوف اﻟﺑدن أو ﺟوف اﻟدﻣﺎغ ﻓﮭو ﻣﻔطر.
ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻐﻧﻲ :أﻧﮫ ﯾﻔطر ﺑﻛل ﻣﺎ أدﺧﻠﮫ إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ أو ﻣﺟوف ﻓﻲ ﺟﺳده ﻛدﻣﺎﻏﮫ و ﺣﻠﻘﮫ وﻧﺣو ذﻟك ،
ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻔذ إﻟﻰ ﻣﻌدﺗﮫ إذا وﺻل ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره.
وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣطﺎﻟب أوﻟﻰ اﻟﻧﮭﻰ "ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺻل ﻟﻣﺳﻣﻰ ﺟوف ﻛﺎﻟدﻣﺎغ واﻟﺣﻠﻖ واﻟدﺑر ،وﺑﺎطن
اﻟﻔرج".
ﻗﺎل ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم ":وﻻ ﺑد ﻋﻧد أﺻﺣﺎﺑﻧﺎ أن ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺑطن ،او ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺑطن ﻣﺟرى ﻧﺎﻓذ".
اﻟذي ﯾظﮭر أن اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﯾﻘﺻدون ﺑﺎﻻﻟﺟوف اﻟﻣﻌدة ،ﻓﻘد ﺻرح اﺑن ﻗداﻣﺔ اﻟﻣﻔطر ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة .
وﻛذﻟك ﺻرح ﻓﻲ دﻗﺎﺋﻖ أوﻟﻰ اﻟﻧﮭﻰ ﺑذﻟك ﻓﻘﺎل ":إذا أدﺧل إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﻛل ﻣﺣل ﯾﻧﻔذ إﻟﻰ ﻣﻌدﺗﮫ".
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع :ﻓﻘد ﻗﺎل ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﻌﻠﯾل ﻟﻠﻔطر ﺑدﺧول اﻟﺷﻲء إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ " :ﻷن اﻟدﻣﺎغ أﺣد
اﻟﺟوﻓﯾن ،ﻓﺎﻟواﺻل إﻟﯾﮫ ﯾﻐذﯾﮫ ﻓﯾﻔﺳد اﻟﺻوم".
وﻗﺎل اﺑن اﻟﻣﻔﻠﺢ ":وإن داوى ﺟرﺣﮫ وﺟﺎﺋﻔﺗﮫ ،ﻓوﺻل اﻟدواء إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ ،أو داوى ﻣﺄﻣوﺗﮫ ﻓوﺻل إﻟﻰ
دﻣﺎﻏﮫ أو أدﺧل إﻟﻰ ﻣﺟوف ﻓﯾﮫ ﻗوة ﺗﺣﯾل اﻟﻐذاء أو اﻟدواء ...أﻓطر" .ﻓﮭذا ﻛﻠﮫ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ
ﯾرﯾدون ﺑﺎﻟﺟوف اﻟﻣﻌدة ،ﻓﺎﻟﺟوﻓﺎن )اﻟﻣﻌدة واﻟدﻣﺎغ(.
وﻗد اﺧﺗﻠف اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدﻣﺎغ ھل ھو ﻣﺟوف ﻣﺳﺗﻘل ﻓﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ﯾﻔطر وﻟو ﻟم ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺗﺟوﯾف
اﻟﺑطﻧﻲ ،أو ھو ﻣﻔطر ﺑﺷرط وﺟود ﻣﻧﻔذ ﺑﯾن اﻟدﻣﺎغ واﻟﺗﺟوﯾف اﻟﺑطﻧﻲ .
وﻗد ذﻛر اﻟﻘﺎﺿﻲ :أن ﻧﻔس اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻣﻔطر ،ﻷﻧﮫ ﺟوف ﯾﻘﻊ اﻹﻏﺗذاء ﺑﺎﻟواﺻل إﻟﯾﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ
اﻟﺟوف .واﻟﺻواب ھو ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﺑﯾن اﻟدﻣﺎغ واﻟﺟوف ﻣﻧﻔذ ﻟم ﯾﻔطر ﺑﺎﻟواﺻل ....ﻷن اﻟﻐذاء اﻟذي ﺑﮫ
اﻟﺑﻧﯾﺔ ﻻﺑد أن ﯾﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻌدة.
اﻟﻘﺳم اﻷول :اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟذﯾن ﯾﻔطرون ﺑﻐﯾر اﻟواﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻛﺎﻟواﺻل إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ واﻟدﺑر وﻧﺣوھﺎ ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ وﺻوﻟﮫ إﻟﻰ اﻟﺟوف )اﻟﺑطﻧﻲ( ﻓﮭؤﻻء ﻻ إﺷﻛﺎل ﻣﻌﮭم ﻷن اﻟطب اﻟﺣدﯾث )ﻋﻠم اﻟﺗﺷرﯾﺢ( أﺛﺑت أﻧﮫ
ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭذه اﻟﻣﻧﺎﻓذ ﺑﺎﻟﺟوف.
13
اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟذﯾن ﯾرون أن اﻟﻣﻌدة ﺟوف ﺑﺣد ذاﺗﮭﺎ وﻟو ﻟم ﯾﺻل ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣن طرﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺟوﯾف
اﻟﺑطﻧﻲ ،وﻛذﻟك اﻟذﯾن ﯾرون أن اﻟﺗﺟوﯾف اﻟﺑطﻧﻲ ﻟﯾس ھو اﻟﻣﻌدة ﻓﻘط.
واﻟﻘول اﻷﻗوى أن اﻟﺟوف ھو اﻟﻣﻌدة ﻓﻘط ،أي أن اﻟﻣﻔطر ھو ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن
ﺗﺟﺎوﯾف اﻟﺑدن.
وﻗد ﺳﺑﻖ ﻟﻧﺎ أن ﻋرﻓﻧﺎ اﻟﺟوف ﻋﻧد اﻷطﺑﺎء و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﺗﺑﯾﺎن ﻣﺎ ھو اﻟﺟوف اﻟذي ﯾؤﺛر ﻋﻧدھم ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﯾﺎم.
اﻷطﺑﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون :ﯾرى اﻷطﺑﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون اﻟﻣﮭﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﻔﻘﮭﻲ واﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻟﻠﻣﺟﺎﻣﻊ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ
وﻟﮭم ﻣؤﻟﻔﺎت وﺑﺣوث ﺣول اﻟﻣﻔطرات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﺣﯾﺔ ،ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺻد اﻟﺻﯾﺎم اﻟﺷرﻋﻲ ،ﺣﯾث ﯾرون أن اﻟﺟوف اﻟذي ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم وﯾﺣﺻل ﺑﮫ ﻓﺳﺎد اﻟﺻوم
ﺑوﺻول اﻟطﻌﺎم واﻟدواء إﻟﯾﮫ ھو اﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ أو ﻣﺎ ﺟﺎوز اﻟﻔم واﻟﺑﻠﻌوم ﻣن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ )
اﻟﻣﻌدة واﻷﻣﻌﺎء ( .ﯾﻘول اﻟدﻛﺗور ﷴ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎر :واﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ ھو ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺟوف اﻟﻣﻘﺻود
ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم إذ ھو ﻣوﺿﻊ اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب وﻛل ﻣﺎ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺎز ﻣﺗﺟﺎوزا اﻟﻔم واﻟﺑﻠﻌوم ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ
ﻟﻺﻓطﺎر وﻣﻔﺳدا ﻟﻠﺻﯾﺎم.
وﯾري اﻟدﻛﺗور ﺣﺳﺎن ﺷﻣﻲ ﺑﺎﺷﺎ ‘‘:أﻧﮫ ﻟﯾس ھﻧﺎك أدﻧﻰ ﺷك أن اﻟدﻣﺎغ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ و أن
اﻟﻣﺛﺎﻧﺔ و اﻹﺣﻠﯾل ﻟﯾس ﻟﮭم ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ .وأن اﻟﻣﮭﺑل واﻟرﺣم ﻣﻧﻔﺻﻼن ﻛﻠﯾﺎ ﻋن اﻟﺟﮭﺎز
اﻟﮭﺿﻣﻲ’’ .ﺛم ﯾﻘول‘‘ :واﻟذي أراه ھو أن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ ھو اﻟﺟوف اﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ﻓﮭو ﻣوﺿﻊ
اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب ،وﻛل ﻣﺎ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ ﻣﺗﺟﺎوزا اﻟﻔم واﻟﺑﻠﻌوم ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻺﻓطﺎر وﻣﻔﺳدا
11
ﻟﻠﺻﯾﺎم’’.
وﻣن ھﻧﺎ ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺛﯾرة ﺟدا ،وﻗد ﻋد ﱠ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻔطرات ﻓﻲ
ﻛﺗﺑﮭم ﻓﺄوﺻﻠوھﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺳﺗﯾن ) (60ﻣﻔطرا ،وھذه اﻟﻣﻔطرات ﻗد ﯾﻘوى اﻟﺧﻼف ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ ،
وﯾﺿﻌف ﻓﻲ اﻷﺧرى ،ﻛﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ واﻟﺳـــــﻌوط واﻟﻛﺣل واﻟﺣﻘن واﻻدھﺎن وﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ھو ﺛﺎﺑت ﻓﻲ
-11اﻟﻛﻧدى ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻏﺎﻟب ،اﻟﻣﻔطرات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ط ، 01دار اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ، 2014 /1436 ،ص .124-122
14
ﻛﺗب اﻟﻣذاھب .12ﻗﺎل اﺑن رﺷد اﻟﺣﻔﯾد ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﮫ ﻋن اﻟﻣﻔطرات :واﺧﺗﻠﻔوا ﻣن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻣﻧﮭﺎ :
ﻓﯾﻣﺎ ﯾرد اﻟﺟوف ﻣﻣﺎ ﻟﯾس ﻣﻐذي ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾرد اﻟﺟوف ﻣن ﻏﯾر ﻣﻧﻔذ اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب ﻣﺛل اﻟﺣﻘﻧﺔ وﻓﯾﻣﺎ
ﯾرد ﺑﺎطن ﺳﺎﺋر اﻷﻋﺿﺎء وﻻ ﯾرد اﻟﺟوف ،ﻣﺛل أن ﯾرد اﻟدﻣﺎغ وﻻ ﯾرد اﻟﻣﻌدة .
وﺳﺑب اﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر ھو :ﻗﯾﺎس اﻟﻣﻐذي ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﻐذي ،وذﻟك أن اﻟﻣﻧطوق ﺑﮫ ھو اﻟﻣﻐذي
ﻓﻣن رأى أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺻوم ﻣﻌﻧﻰ ﻣﻌﻘول ﻟم ﯾﻠﺣﻖ اﻟﻣﻐذي ﺑﻐﯾر اﻟﻣﻐذي ،وﻣن رأى أﻧﮭﺎ ﻋﺑﺎدة ﻏﯾر
ﻣﻌﻘوﻟﺔ واﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﮭﺎ ھو اﻹﻣﺳﺎك ﻓﻘط ﻋﻣﺎ ﯾرد اﻟﺟوف ،ﺳو ﱠ ى ﺑﯾن اﻟﻣﻐذي وﻏﯾر اﻟﻣﻐذي ،
وﺗﺣﺻﯾل ﻣذھب اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك أﻧﮫ ﯾﺟب اﻹﻣﺳﺎك ﻋن ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ ﻣن أي ﻣﻧﺎﻓذ وﺻل ﻣﻐذي ﻛﺎن
أم ﻏﯾر ﻣﻐذي.
وﺳﺑب اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘدﻣﯾن واﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ھو ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظرة اﻟﺗﺷرﯾﺣﯾﺔ ﻟﻠﺟﺳم ﻓﻧﺟد اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﻣذاھب ﯾﻘررون أﻧﮫ ﻻ ﻣﻧﻔذ ﻣن اﻷذن إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻟﻣﺎ ظﮭر ﻟﮭم ﺑﺳﺑب ﺗطور اﻟﺗﺷرﯾﺢ.
-12اﻻﻧدﻟﺳﻲ ﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻲ ،ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ،ج ، 03ط ، 01ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
416ھـ ، 1996 ،ص 162 ،161
ﺗطــرﻗﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎھﯾﻣﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺻﯾﺎم ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺻوم ﻋﻧد اﻟﻣذاھب اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺣﻧﻔﻲ واﻟﻣﺎﻟﻛﻲ واﻟﺣﻧﺑﻠﻲ واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،وﻗد ﻻ
ﺣظﻧﺎ أن ﻛل ھذه اﻟﻣذاھب ﺗﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻوم ھو اﻹﻣﺳﺎك ﻋن اﻷﻛل واﻟﺷرب وﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺷﮭوات.
ووﺟﮫ اﻻﺳﺗدﻻل ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت آﯾﺎت ﻗرآﻧﯾﺔ أو أﺣﺎدﯾث ﻧﺑوﯾﺔ
ﺷرﯾﻔﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻوم ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻋﻧوان اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﻣﻔﺳدات
اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ذﻟك أن ﺟل اﻟﻣذاھب اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﺗﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﺗﻲ
ذﻛرت ﻓﻲ اﻟﻘرآن و اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻻ اﺧﺗﻼف ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺛل اﻷﻛل واﻟﺷرب اﻟﺟﻣﺎع ﻣﻊ أن
ھﻧﺎك ﻣﻔﺳدات أﺧرى ﺗﺣدث ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء وﺟﻣﻌوھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺳﺗﯾن ﻣﻔطرا .وھﻲ اﻟﺗﻲ
ﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﺧﻼف ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء ،ﺳواء اﻟﻘداﻣﻰ أو اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن.
.
16
اﻟﻔﺻــــــل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة
ﻟﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾـــــﺎم
وﯾﺗﻧﺎول ھذا اﻟﻔﺻل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔطرات اﻟﺻﯾﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟداﺧل إﻟﻰ ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم
17
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔطرات اﻟﺻﯾﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟداﺧل إﻟﻰ ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم
وﯾﺗﻧﺎول ھذا اﻟﻣﺑﺣث ﺛﻼﺛﺔ ﻣطﺎﻟب وھﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر ﻣﻧﺎﻓذ اﻟوﺟﮫ
وﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ھذا اﻟﻣطﻠب ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر ﻣﻧﺎﻓذ اﻟوﺟﮫ ،وھﻲ اﻷﻣور اﻵﺗﯾﺔ:
اﻟﻔرع اﻷول :ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑــــــــو
ﺗﻌرﯾﻔــــــ ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو :ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻠﺑﺔ ﻓﯾﮭﺎ دواء ﺳﺎﺋل ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر:
-1ﻣواد ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ
-2ﻣﺎء
-3أوﻛﺳﺟﯾن
وﯾﺗم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﺑﺄﺧذ ﺷﮭﯾﻖ ﻋﻣﯾﻖ ﻣﻊ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺧﺎخ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،وﻋﻧدﺋذ ﯾﺗطﺎﯾر اﻟرذاذ وﯾدﺧل
ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻔم إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم اﻟﻔﻣﻲ ،وﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟرﻏﺎﻣﻲ ﻓﺎﻟﻘﺻﺑﺎت اﻟﮭواﺋﯾﺔ ،وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ﺟزء ﻣﻧﮫ ﻓﻲ
اﻟﺑﻠﻌوم اﻟﻔﻣﻲ .وﻗد ﺗدﺧل ﻛﻣﯾﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺟدا إﻟﻰ اﻟﻣريء.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﺑﺧﺎﺧﺎت ھﻲ ﻋﺑوات ذات أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ إﯾﺻﺎل ﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻷدوﯾﺔ
)اﻟﻛورﺑﺗزون وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﮫ( و)اﻟﻛروﻣﻠﯾون وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﮫ( إﻟﻰ اﻟﺷﻌب اﻟﮭواﺋﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣن ﻣﺷﺗﻘﺎت
اﻟﻛروﺑﺗزون أوﻣن ﻣوﺳﻌﺎت اﻟﺷﻌب اﻟﮭواﺋﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾرة أو اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﻣد .وﻣﯾزﺗﮭﺎ ﺻﻐر اﻟﺟرﻋﺔ اﻟدواﺋﯾﺔ
1
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺳب ) ﺑﺎﻟﻣﯾﻛروﺟرام ( )واﺣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﯾون ﻣن اﻟﺟرام (.
ﺣﻛم اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن :اﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو
ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﯾن:
اﻟﻘول اﻷول :ﯾرى أﺻﺣﺎب اﻟﻘول اﻷول ﺑﺄن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻻ ﯾﻔطر وﻻ ﯾﻔﺳد ﺻوم اﻟﺻﺎﺋم.
وﻣن ﺑﯾن ھؤﻻء ﻧﺟد اﻟﺷﯾﺦ ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن واﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﺑﺎز واﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد
ﷲ ﺑن ﺟﺑرﯾن ﺣﻔظﮫ ﷲ واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻺﻓﺗﺎء.
-1ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ط ،1اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،دار اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ1435 ،ھـ2014 ،م ،ص . 151 -150
18
اﻷدﻟﺔ :اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺄن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻻ ﯾﻔطر ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
-1دواء ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮫ اﻟﻣرﯾض اﺳﺗﻧﺷﺎﻗﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟرﺋﺗﯾن ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻘﺻﺑﺔ اﻟﮭواﺋﯾﺔ
ﻻ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻓﻠﯾس أﻛﻼ وﻻ ﺷراﺑﺎ وﻻ ﺷﺑﯾﮭﺎ ﺑﮭﻣﺎ ،وإﻧﻣﺎ ھو ﺷﺑﯾﮫ ﺑﻣﺎ ﯾﻘطر ﻓﻲ اﻹﺣﻠﯾل وﻣﺎ
ﺗﺗداوى ﺑﮫ اﻟﻣﺄﻣوﻧﺔ واﻟﺟﺎﺋﻔﺔ ﺑﺎﻟﻛﺣل واﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ وﻧﺣوھﺎ.1
وھذا ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻟم ﯾﺣﻛم ﺑﻔﺳﺎد اﻟﺻوم ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻓﻲ ﻧﮭﺎر
رﻣﺿﺎن ،ﺣﯾث ﻟم ﯾر ﻗﯾﺎس ھذه اﻷﻣور ﻛﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ
أن اﻟﻣﻔطر ھو ﻛل ﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ واﻟﺑدن ،أو دﺧل ﻣن ﻣﻧﻔذ أو وﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،ﻓﺎﻟدﻟﯾل اﻟﺷرﻋﻲ
ﻟم ﯾﺟﻌل وﺻﻔﺎ ﻣن ھذه اﻷوﺻﺎف ﻣﻧﺎطﺎ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻔطر اﻟﺻﺎﺋم ،ﺑل ﺟﻌل ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ
اﻟﺣﻠﻖ أو اﻟﻣﻌدة ﻣن اﻟﻣﺎء ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺷﺎﻗﮫ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ،ﻷن اﻟﻣﺎء ﯾﻐذي إذا وﺻل إﻟﻰ
اﻟﺣﻠﻖ أو اﻟﻣﻌدة ﻓﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ﺳواء ﻛﺎن دﺧوﻟﮫ ﻣن اﻟﻔم أو ﻣن اﻷﻧف ،ﻷن ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ طرﯾﻖ واﺣد
وﯾظﮭر ﻋدم اﻟﻔطر ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا اﻟدواء اﺳﺗﻧﺷﺎﻗﺎ ،ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ ﺣﻛم اﻷﻛل واﻟﺷرب ﺑﺄي وﺟﮫ ﻣن
2
اﻟوﺟوه.
-2ﯾﺻﺢ ﻟﻠﺻﺎﺋم أن ﯾﺗﻣﺿﻣض وﯾﺳﺗﻧﺷﻖ ،وھذا ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،ﺣﯾث إذا ﺗﻣﺿﻣض ﯾﺑﻘﻰ ﺷﻲء ﻣن أﺛر اﻟﻣﺎء
ﻣن ﺑﻠﻊ اﻟرﯾﻖ ﺳﯾدﺧل اﻟﻣﻌدة واﻟداﺧل ﻣن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو إﻟﻰ اﻟﻣريء ﺛم إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ھذا ﻗﻠﯾل ﺟدا ﻓﯾﻘﺎس
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎء اﻟﻣﺗﺑﻘﻰ ﺑﻌد اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ .ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣدﯾث اﻟﻧﺑﻲ ﷺ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻟﻠﻘﯾط ﺑن ﺻﺑرة ":وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ
3
اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق إﻻ أن ﺗﻛون ﺻﺎﺋﻣﺎ"
-3اﻟﺑﺧﺎخ ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻘﺻﺑﺎت اﻟﮭواﺋﯾﺔ ﻓﺗﻧﻔﺦ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺧﺎﺻﯾﺔ وﯾﺗﻧﻔس
اﻹﻧﺳﺎن ﺗﻧﻔﺳﺎ ﻋﺎدﯾﺎ ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻠﯾس ھو ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب.
-1ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ط ،1اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،دار اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ1435 ،ھـ2014 ،م ،ص . 151 -150
-2اﻟﻣﺳﻧد ﷴ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﻓﺗﺎوي إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،1اﻟرﯾﺎض ،دار اﻟوطن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺻﻔر 1413ھـ ،ص
.133 -132
-3أﺧرﺟﮫ :أﺑو داوود ) (83-82 /1واﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ) ،(66/1واﻟﺗرﻣﯾذي ) ،(66/1واﺑن ﻣﺎﺟﺔ ) ،(153/1وأﺣﻣد )-32/4
،(33واﺑن ﺟﺑﺎن ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ) (87/1وإﺑن ﺣﺑﺎن ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ) ،(333-332/3واﻟﺣﺎﻛم ) ،(247/1واﻟﺑﯾﮭﻘﻲ
) ،(50/1وﻏﯾرھم وﺳﻧده ﺻﺣﯾﺢ ﺛﺎﺑت.
19
-4دﺧول ﺷﻲء إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻣن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻟﯾس أﻣرا ﻗطﻌﯾﺎ ﺑل ﻣﺷﻛوك ﻓﯾﮫ .واﻷﺻل ﺑﻘﺎء اﻟﺻوم ﻋﻠﻰ
ﺻﺣﺗﮫ .واﻟﯾﻘﯾن ﻻ ﯾزول ﺑﺎﻟﺷك.
-5ذﻛر اﻷطﺑﺎء أن اﻟﺳواك ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺛﻣﺎن ﻣواد ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ،وھو ﺟﺎﺋز ﻟﻠﺻﺎﺋم ﻣطﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘول
اﻟراﺟﺢ .وﻻﺷك أﻧﮫ ﺳﯾﻧزل ﺷﻲء ﻣن ھذا اﻟﺳواك إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،ﻓﻧزول اﻟﺳﺎﺋل اﻟدواﺋﻲ ﻛﻧزول أﺛر
1
اﻟﺳواك.
2
-6أﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺑﮫ اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﺑل ﯾﺷﺑﮫ ﺳﺣب اﻟدم ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل واﻹﺑرة اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻐذﯾﺔ .
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى أﺻﺣﺎب اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ أن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﯾﻔطر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر
رﻣﺿﺎن إﻻ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻣرﯾض و ﯾﻘﺿﻲ ذﻟك اﻟﯾوم .وھو ﻗول اﻟدﻛﺗور ﻓﺿل ﺣﺳن ﻋﺑﺎس و اﻟﺷﯾﺦ
ﷴ اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻟﺳﻼﻣﻲ واﻟدﻛﺗور ﷴ اﻷﻟﻔﻲ واﻟﺷﯾﺦ ﷴ ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ واﻟدﻛﺗور وھﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ.
-1وﺟود ﺻورة اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﻷن اﻟﺑﺧﺎخ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ دواء وﯾدﺧل ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻔم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره .
-2أﻧﮫ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﺑﻌض أﺟزاﺋﮫ ﺑﺷﮭﺎدة أھل اﻟﺧﺑرة ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن أي ﻋﯾن ﺗﺻل إﻟﻰ
3
اﻟﻣﻌدة ﻋﻣدا ﺗﻔﺳد اﻟﺻﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻘول اﻟﺻﺣﯾﺢ.
-3أن ﻣﺣﺗوى اﻟﺑﺧﺎخ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻔم ﻓﮭو ﻣﻔطر.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻷدﻟﺔ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ اﻟﻔرﯾﻖ اﻷول :ﻧوﻗﺷت أدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺄن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻻ ﯾﻔطر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻟﻣﺷﯾﻘﺢ ﺧﺎﻟد ﺑن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﺷرح ﻛﺗﺎب زاد اﻟﻣﺳﺗﻧﻔﻊ ،اﻟداﺋرة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺟﻣﻌﯾﺔ دار اﻟﻛﺗﺎب ،ﺳﻧﺔ
2017ص.5 ،4 ،3
-2ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑن ﺑﺎز ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوى ،اﻟرﯾﺎض ،دار اﻟﻘﺎﺳم ﻟﻠﻧﺷر1420 ،ھـ ،ص.265
-3اﻟوﻧدة اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ،رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ وأﺻوﻟﮫ،
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ،آﯾﺎر 2006م ،ص.125
20
-1ﯾﺟﺎب ﻋن أن اﻟداﺧل ﻣن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو إﻟﻰ اﻟﻣريء وﻣن ﺛم إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻗﻠﯾل ﺟدا ﻓﻼ ﯾﻔطر ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ
1
اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ و اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق.
-2أن ﻛل ﻣﺎ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻣن اﻷﺟرام اﺧﺗﯾﺎرا ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ،ﻷن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﯾﻊ وﺻوﻟﮫ إﻟﻰ
اﻟﺟوف واﺳﺗﻘراره ﻓﯾﮫ ﻣﻊ إﻣﻛﺎن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة .واﺳﺗﻧدوا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺛر ورد ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس
2
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،ﺣﯾث ﻗﺎل":إﻧﻣﺎ اﻟﻔطر ﻣﻣﺎ دﺧل وﻟﯾس ﻣﻣﺎ ﺧرج".
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ اﻟﻔرﯾﻖ اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧوﻗﺷت أدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺄن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﯾﻔطر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أن اﻟﻌﺑرة ﻟﯾس ﺑﺎﻟوﺻول ﻟﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺟوف ،وإﻧﻣﺎ اﻟﻌﺑرة ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ أﻛﻼ وﺷرﺑﺎ ،أو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎھﺎ
ﺣﻘﯾﻘﺔ أو ﺻورة.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺛر اﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻓﻼ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﺟوف واﻟﻧﺎدر ﻻ ﺣﻛم ﻟﮫ.
اﻟﻘول اﻟراﺟﺢ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ اﻟﻔرﯾﻘﯾن ﯾﺗﺑﯾن أن ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو ﻻ ﯾﻔطر ،ﻓﺈن ﻣﺎ ذﻛره اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر وﺟﯾﮫ
وﻗﯾﺎﺳﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻟﺳواك ﻗﯾﺎس ﺻﺣﯾﺢ وﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم .وﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ
3
ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ":وﻗد ﻓﺻل ﻟﻛم ﻣﺎ ﺣرم ﻋﻠﯾﻛم إﻻ ﻣﺎ اﺿطررﺗم إﻟﯾﮫ."...
واﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ھل ﯾﻌد ھذا اﻟﻣﻧظﺎر ﻣﻔطرا أو ﻻ ﯾﻌد ﻣﻔطرا.
ﻓﻣﺛﻼ إﻧﺳﺎن ﻣﻌﮫ ﺧرزة أو ﻟؤﻟؤة وھو ﺻﺎﺋم ،ﺛم وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻓﻣﮫ واﺑﺗﻠﻌﮭﺎ ﻋﻣدا ھل ﯾﻔطر ﺑﮭﺎ أو ﻻ
1
ﯾﻔطر؟.
اﻟﻘول اﻷول :ذھب ﺟﻣﮭور أھل اﻟﻌﻠم إﻧﮫ ﯾﻔطر ﺑﺎﺑﺗﻼع أي ﺷﻲء ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﯾطﻌم أو ﯾﺷرب ،أو
ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾطﻌم وﻻ ﯾﺷرب وﻻ ﯾﺗﺣﻠل ﻟو اﺑﺗﻠﻌت ﺣﺻﺎة ﻋﻣدا أﻓطر ﺣﺗﻰ وإن ﻟم ﺗﻧﻔﻊ وﻻ ﺗﻐﻧﻲ وﻻ ﺗﺳﻣن،
اﻟﻣﮭم أﻧﮭﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،وھذا ﻣذھب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ،إﻻ أن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻗﯾدوا
ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺷرط إﻧﮫ ﯾﻔطر ﺑﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺣﻠل أو ﯾﻧﺗﻔﻊ اﻟﺑدن ﺑﮫ .
-1اﺳﺗدﻟوا ﺑﻣﺎ روي ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﷺ أﻧﮫ ﻧﮭﻰ ﻋن اﻻﻛﺗﺣﺎل ﻟﻠﺻﺎﺋم ،وﻗﺎﻟوا إذا اﻛﺗﺣل اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺈن
ﺟزءا ﻣﻧﮫ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم ﻣﻊ اﻟرﯾﻖ ﯾﻧزل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة واﻟﻛﺣل ﻟﯾس ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ اﻟﺑدن ﻓﮭذا دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻔطر .2وﻗد ﻧوﻗش ھذا اﻟدﻟﯾل ﺑﺄﻧﮫ ﺣدﯾث ﻣﻧﻛر ﻻ ﯾﺻﺢ.
-2اﺳﺗدﻟوا ﺑﺄن اﺑﺗﻼع اﻟﺣﺻﺎة ﯾﺳﻣﻰ أﻛﻼ ،وﻣن ﺛم ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ
ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﻛﻠوا واﺷرﺑوا ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻛم اﻟﺧﯾط اﻷﺑﯾض ﻣن اﻟﺧﯾط اﻷﺳود ﻣن اﻟﻔﺟر" .3
-3اﺳﺗدﻟوا ﺑﺄن اﻹﻧﺳﺎن إذا أدﺧل ﻣﻧظﺎرا إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﯾﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻣﻔطرا ﻗوﻟﮫ":
أو دﺧل إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن أي ﻣوﺿﻊ ﻛﺎن" .ﻓﻘوﻟﮫ ":إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ " أي إﻟﻰ ﻣﺟوف ﻓﻲ ﺑدﻧﮫ
4
ﻛﺣﻠﻘﮫ وﺑطﻧﮫ وﺻدره واﻟﻣراد أﻧﮫ ﯾﻔطر ﺑذﻟك .
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﮫ ﻻ ﯾﻔطر ﻣﻣﺎ دﺧل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎن طﻌﺎﻣﺎ أو ﺷراﺑﺎ ،وھو ﻗول اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ وﻗول آﺧر
ﻟﻠﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺧﻼف اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻧدھم .وھو أﯾﺿﺎ ﻗول اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ.
وأﺻﺣﺎب ھذا اﻟﻘول اﻧﻘﺳﻣوا إﻟﻰ ﻓرﯾﻘﯾن ﻓﻲ ﺳﺑب ﻗوﻟﮭم ﺑﺎﻟﺗﻔطﯾر .
* -ﺑﻌض اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﯾرون اﻟﺳﺑب ﻛون اﻟداﺧل ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﻔﻊ ﺑﮫ اﻟﺑدن.
-1اﻟﺳﻛﺎﻛر ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﷴ ،ﻓﻘﮫ ﻧوازل اﻟﺻﯾﺎم ،ﺳﻠﺳﺔ اﻟدورات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﻠوم اﻟﺷرﯾﻌﺔ ،اﻟدورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ
أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﺟﺎﻣﻊ اﻟراﺟﺣﻲ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ1428 ،ھـ ،ص . 9-8
- 2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .11 – 10
-3ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .187
-4اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺷرح اﻟﻣﻣﺗﻊ ،ط ،1اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻋﻧﯾزة ،دار اﺑن اﻟﺟوزي ،رﺟب ،1424
ص .370
22
أدﻟـﺔ أﺻﺣﺎب اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-1ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ " وﻟو أﻛل ﺣﺻﺎة أو ﻧواة أو ﺣﺷﯾﺷﺎ أو ﻧﺣو ذﻟك ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾؤﻛل ﻋﺎدة وﻻ
ﯾﺣﺻل ﺑﮫ ﻗوام اﻟﺑدن ﯾﻔﺳد ﺻوﻣﮫ ﻟوﺟود ﻛل ﺻورة " .وﻗﺎل أﯾﺿﺎ إذا اﺑﺗﻠﻊ ﻟﺣﻣﺎ ﻣرﺑوطﺎ ﻋﻠﻰ
ﺧﯾط ﺛم اﻧﺗزﻋﮫ ﻣن ﺳﺎﻋﺗﮫ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﺳد ﺻوﻣﮫ وإن ﺗرﻛﮫ ﻓﺳد ...وھذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﺳﺗﻘرار
1
اﻟداﺧل ﻓﻲ اﻟﺟوف ﺷرط ﻟﻔﺳﺎد اﻟﺻوم.
2
-2اﻟﻣﻧظﺎر ﻻ ﯾﺳﺗﻘر وﯾﺑﻘﻰ طرف ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻓﻌﻠﻰ ھذا ﻓﺎﻟظﺎھر أﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم .
-3ﻗﺎل اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﻓﻲ ذﻟك :أن ﻣﺎ دﺧل ﻓﻲ اﻟﺟوف إن ﻏﺎب ﻓﯾﮫ ﻓﺳد وھو اﻟﻣراد ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار .وإن
ﻟم ﯾﻐب ﺑل ﺑﻘﻲ طرف ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج أو ﻛﺎن ﻣﺗﺻﻼ ﺑﺷﻲء ﺧﺎرج ﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ﻟﻌدم اﺳﺗﻘراره
ﻓﻲ اﻟداﺧل.3.
* -وھﻧﺎك ﻗول آﺧر ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ أن اﻟﺷﻲء اﻟﺟﺎﻣد ﻛﺎﻟدرھم واﻟﺣﺻﺎة وإذا وﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻻ ﯾﻔطر
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺧﺗﺎر.
اﻟﻘول اﻟراﺟﺢ:
اﻟذي ﯾﺗرﺟﺢ وﷲ أﻋﻠم أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾر ﻻ ﺗﻔطر اﻟﺻﺎﺋم ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﻧظﺎر ﻋﺑر اﻟﻔم إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ إﻻ
أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﻘر ﻓﯾﮫ وإﻧﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾر ﺛم ﯾﺧرج.
وإﻟﻰ ھذا ذھب اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ دورﺗﮫ اﻟﻌﺎﺷرة أن ﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة إذا
ﻟم ﯾﺻﺎﺣﺑﮫ إدﺧﺎل ﺳواﺋل ) ﻣﺣﺎﻟﯾل ( أو ﻣواد أﺧرى ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻔطر.
4
واﻟﻘول ﺑﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر ھو اﻷﻗرب ﻟﻠﺻواب ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎره إﻻ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻋﻼج ﻻ أﻛﺛر وﻻ أﻗل.
-1اﻟﻛﺳﺎﻧﻲ ﻋﻼء اﻟدﯾن ،ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ص .150- 149
-2اﻟﺧﻼوي أﺳﺎﻣﺔ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﯾوﺳف ،اﻟﻧوازل اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟرﯾﺎض ،دار ﻛﻧوز إﺷﺑﯾﻠﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
1429ھـ ،ص.186
-3اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﷴ أﻣﯾن اﻟﺷﮭﯾر ،رد اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺷرح ﺗﻧوﯾر اﻷﺑﺻﺎر ،اﻟﺟزء ،03طﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،دار ﻋﺎﻟم
اﻟﻛﺗب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1423 ،ھـ2003 ،م ،ص .375
-4اﻟﺧﻼوي أﺳﺎﻣﺔ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﯾوﺳف ،اﻟﻧوازل اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ص .189 – 188
23
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻷﻗراص اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت اﻟﻠﺳﺎن
ھﻲ أﻗراص ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت اﻟﻠﺳﺎن ﻟﻌﻼج ﺑﻌض اﻷزﻣﺎت اﻟﻘﻠﺑﯾﺔ ،وھﻲ ﺗﻣﺗص ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ:
وﺿﻌﮭﺎ ﺑوﻗت ﻗﺻﯾر وﯾﺣﻣﻠﮭﺎ اﻟدم إﻟﻰ اﻟﻘﻠب ﻓﺗوﻗف اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ،وﻻ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟوف ﺷﻲء ﻣن
ھذا اﻟﻘﺑﯾل.
ﺣﻛﻣﮭﺎ :ھذه اﻷﻗراص ﻻ ﺗﻔطر اﻟﺻﺎﺋم ،واﻷﺻل ﺻﺣﺔ اﻟﺻﯾﺎم ،وﻻ ﻧﺗرك ھذا اﻷﺻل إﻻ ﺑﯾﻘﯾن .وھذه
اﻷﻗراص ﻟﯾﺳت أﻛﻼ وﻻ ﺷراﺑﺎ ،وﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب .وھﻲ ﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﯾدﺧل
ﺷﻲء ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺟوف ﺑل ﺗﻣﺗص ﻓﻲ اﻟﻔم .ھذا ﻣﺎ أﻓﺗﻰ ﺑﮫ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣﻧﺑﺛﻖ ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ
1
اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ دورﺗﮫ اﻟﻌﺎﺷرة.
-1ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭـﺎء اﻟﻘداﻣﻰ :اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻛﺎﻟﻛﺣل وﻧﺣوه ھل ﯾﻔطر أو ﻻ،
وﺧﻼﻓﮭم ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻣر آﺧر ،وھو ھل ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﯾن ﻣﻧﻔذ ﻛﺎﻟﻔم ،أو ﻟﯾس ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﺑﯾن اﻟﺟوف
ﻗﻧﺎة ،وﻻ ﺗﻌد ﻣﻧﻔذا ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺻل ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺟوف.
-ذھب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﻣﻧﻔذ ﺑﯾن اﻟﻌﯾن واﻟﺟوف ،أو اﻟدﻣﺎغ .وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻓﮭم ﻻ ﯾرون ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻣﻔطرا .2وﻗد ﺑﺣث ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم ﺧﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ
3
اﻟﻛﺣل،واﻧﺗﺻر ﻟﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر ﺑﮫ.
-وذھب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌﯾن ﻣﻧﻔذ ﻟﻠﺣﻠﻖ ﻛﺎﻟﻔم واﻷﻧف .ﻓﺈن اﻛﺗﺣل اﻟﺻﺎﺋم
ووﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻓﻘد أﻓطر.
-1اﻟطﯾﺎر ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﷴ ،اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﯾﺳر ،ط ،2اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،دار اﻟوطن ﻟﻠﻧﺷر1433 ،ھـ -
2012م ص .136 -135
-2اﻟﺳﺑﻛﻲ ﷴ ﺧطﺎب ﷴ ﷴ ﺧطﺎب ،اﻟدﯾن اﻟﺧﺎﻟص ،ط1406 ،3ھـ 1985-م ،ص .454-455
-3اﻟﻣﺷﯾﻘﺢ ﺧﺎﻟد ﺑن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ص.30 – 29
24
-2ﻋﻧد اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن :أﺛﺑت اﻟطب اﻟﺣدﯾث أن ھﻧﺎك ﻗﻧﺎة ﺗﺻل ﺑﯾن اﻟﻌﯾن واﻷﻧف ،ﺛم
اﻟﺑﻠﻌوم.
واﻟﺻواب ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ وﺟود ﻣﻧﻔذ أو ﻋدﻣﮫ ،ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ و اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻻ أﻧﮫ ﺗﺑﻘﻰ اﻋﺗﺑﺎرات
أﺧرى ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘطرة ﻻﺑد ﻣن ﻣراﻋﺎﺗﮭﺎ .وﻗد اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﯾن:
اﻟﻘول اﻷول :ذھب أﺻﺣﺎب ھذا اﻟﻘول إﻟﻰ أن ﻗطرة اﻟﻌﯾن ﻻ ﺗﻔطر وھو ﻗول اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن
ﺑﺎز ،واﻟﺷﯾﺦ ﷴ اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن واﻟدﻛﺗور ﷴ ﺣﺳن ھﯾﺗو ،واﻟدﻛﺗور وھﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ وﻏﯾرھم ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء .
اﻷدﻟـــــــــــــﺔ:
-2ﻻ ﺑﺄس ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎﺋم أن ﯾﻛﺗﺣل وأن ﯾﻘطر ﻓﻲ ﻋﯾﻧﮫ ﺣﺗﻰ وإن وﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻔطر،
2
ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﻣﻧﻔذا ﻟﻸﻛل واﻟﺷرب.
-3ﻋن أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻛﺗﺣل وھو ﺻﺎﺋم .أﺧرﺟﮫ أﺑو داوود ﻓﻲ ﺳﻧﻧﮫ.
-3اﻻﻛﺗﺣﺎل واﻟﻘطرة ﻟﯾﺳت ﻣﻧﻔذ ﻟﻠﺟوف ،ﺳواء أوﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ أو ﻟم ﯾﺟده.
-4أن ﺟوف اﻟﻌﯾن ﻻ ﯾﺗﺳﻊ ﻷﻛﺛر ﻣن ﻗطرة واﺣدة ،واﻟﻘطرة اﻟواﺣدة ﺣﺟﻣﮭﺎ ﻗﻠﯾل ﺟدا ،ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ
اﻟواﺣدة اﻟﺻﻐﯾرة ﺗﺗﺳﻊ إﻟﻰ 5ﺳم 3ﻣن اﻟﺳواﺋل ،وﻛل ﺳم 3ﯾﻣﺛل ﺧﻣس ﻋﺷر ﻗطرة ،ﻓﺎﻟﻘطرة اﻟواﺣدة
ﺗﻣﺛل ﺟزءا ﻣن ﺧﻣﺳﺔ وﺳﺑﻌﯾن ﻣﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ اﻟﺻﻐﯾرة.
وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﺣﺟم اﻟﻘطرة اﻟواﺣدة ] [0.06ﻣن اﻟﺳم ،3وإذا ﺛﺑت أن ﺣﺟم اﻟﻘطرة ﻗﻠﯾل ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻔﻰ ﻋﻧﮫ،
ﻓﮭو أﻗل ﻣن اﻟﻘدر اﻟﻣﻌﻔو ﻋﻧﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ. 3
-1اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوى .ط ،1اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻋﺗﯾزة ،دار اﻟﺛرﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
1430ھـ 2009-م ،ص. 206
-2اﺑن ﺑﺎز ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد ﷲ ،ﻓﺗﺎوى إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،1اﻟرﯾﺎض ،دار اﻟوطن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺻﻔر 1413ھـ ،
ص.129
-3ﻟﺗﻔﺎﺻﯾل أﻛﺛر أﻧﺿر إﻟﻰ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ.
25
-5اﻟﻘطرة أﺛﻧﺎء ﻣرورھﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻧﺎة اﻟدﻣﻌﯾﺔ ﺗﻣﺗص ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ وﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم .أﻣﺎ اﻟطﻌم اﻟذي ﯾﺷﻌر
ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻔم ﻟﯾس ﻷﻧﮫ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم ،وإﻧﻣﺎ آﻟﺔ اﻟﺗذوق اﻟوﺣﯾدة ھﻲ اﻟﻠﺳﺎن ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺗص اﻟﻘطرة
ﺗذھب إﻟﻰ ﻣﻧﺎطﻖ اﻟﺗذوق ﻓﻲ اﻟﻠﺳﺎن ﻓﺗﺻﺑﺢ طﻌﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﮭﺎ اﻟﻣرﯾض.
-6أن اﻟﻘطرة ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻻ ﺗﻔطر ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﻧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ .واﻟﻌﯾن ﻟﯾﺳت
ﻣﻧﻔذا ﻟﻸﻛل واﻟﺷرب ،وﻟو ﻟطﺦ اﻹﻧﺳﺎن ﻗدﻣﯾﮫ ووﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻟم ﯾﻔطره ﻷن ذﻟك ﻟﯾس ﻣﻧﻔذا
ﻓﻛذﻟك إذا ﻗطر ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ.1
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى أﺻﺣﺎب ھذا اﻟﻘول أن ﻗطرة اﻟﻌﯾن ﺗﻔطر .وﻗد ﻗﺎل ﺑﮫ اﻟﺷﯾﺦ ﷴ اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻟﺳﻼﻣﻲ
،واﻟدﻛﺗور ﷴ اﻷﻟﻔﻲ .
اﻷدﻟــــــــــــــﺔ:
-1أن اﻟﻛﺣل ﯾﺑطل اﻟﺻوم وﻻ ﯾﺟوز اﻻﻛﺗﺣﺎل ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن .واﺳﺗدﻟوا ﺑﺣدﯾث اﺑن اﻟﻣﻧذر ﻋن
ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﺗﯾﻣﻲ وﻣﻧﺻور ﺑن اﻟﻣﻌﺗﻣر ،واﺑن ﺷﺑرﻣﺔ ،واﺑن ﻟﯾﻠﻰ أﻧﮭم ﻗﺎﻟوا "إن اﻟﻛﺣل ﯾﺑطل
2
اﻟﺻوم" .وﻗﺎل اﻟﺛوري وإﺳﺣﺎق ":ﯾﻛره اﻻﻛﺗﺣﺎل ﻣطﻠﻘﺎ وﻟم ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻛراھﺔ".
-2ﻗﯾﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺣل إذا وﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻷدﻟﺔ:
-1ﯾﺟﺎب ﻋﻧﮫ ﺑﺄن اﻟﻛﺣل ﻣﺣل ﺧﻼف ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم ،واﻷﻗرب أﻧﮫ ﻻ ﯾﻔطر ﺑﮫ اﻟﺻﺎﺋم ﻓﻼ ﯾﺻﺢ اﻟﻘﯾﺎس
ﻋﻠﯾﮫ.3
-2أن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺗﺷرﯾﺢ ﯾﺛﺑﺗون أن ﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﻌﯾن ﻣﺷﺗﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة ﺗﺻﻠﮭﺎ ﺑﺎﻷﻧف ﺛم اﻟﺑﻠﻌوم.
اﻷﻧف ﻣﻧﻔذ إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻠوم ﺑدﻻﻟﺔ اﻟﺳﻧﺔ واﻟواﻗﻊ واﻟطب .ﻓﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﻗوﻟﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم "وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق إﻻ أن ﺗﻛون ﺻﺎﺋﻣﺎ" .ﻓدل ھذا اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ أن اﻷﻧف ﻣﻧﻔذ إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ ﺛم
اﻟﻣﻌدة.
ﻛﻣﺎ أن اﻟطب اﻟﺣدﯾث أﺛﺑت ذﻟك ،ﺣﯾث أن اﻟﺗﺷرﯾﺢ ﻟم ﯾدع ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك ﺑﺎﺗﺻﺎل اﻷﻧف ﺑﺎﻟﺣﻠﻖ.
وﻗد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻓﻲ اﻟﺗﻘطﯾر ﺑﺎﻟﻘطرة ﻋﺑر اﻷﻧف إﻟﻰ ﻗوﻟﯾن:
أن اﻟﻘطرة ﻋﺑر اﻷﻧف ﻻ ﺗﻔطر وﻗﺎل ﺑﮭذا اﻟﻘول ﻛل ﻣن اﻟﺷﯾﺦ ھﯾﺛم اﻟﺧﯾﺎط واﻟﺷﯾﺦ اﻟﻘول اﻷول:
ﻋﺟﯾل اﻟﻧﺷﻣﻲ .1واﺳﺗدﻟوا ﺑﺄن ھذا اﻟﺑﺧﺎخ ﯾﺻدر ﺷﯾﺋﺎ ﯾﺗطﺎﯾر وﯾﺗﺑﺧر وﯾزول وﻏﺎﯾﺔ وﺻوﻟﮫ اﻟرﺋﺗﺎن وﻻ
ﯾﺻل ﻣﻧﮫ ﺟزء إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة .
* -أن اﻟرذاذ ﯾدﺧل ﻋن طرﯾﻖ اﻷﻧف إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم اﻷﻧﻔﻲ ﺛم إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم اﻟﻔﻣوي وﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺻﺑﺔ
2
اﻟﮭواﺋﯾﺔ .وﻗد ذﻛر اﻷطﺑﺎء أن ھذا اﻟرذاذ ﯾﺻل ﻣﻧﮫ ﺷﻲء ﻗﻠﯾل إﻟﻰ اﻟﻣريء ﻓﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة.
* -إن اﻟرذاذ ﻻ ﯾﺷﻛل ﻏذاء وﻻ ﺷراﺑﺎ ﻟﻠﻣرﯾض ﺑﺄي وﺟﮫ ﻣن اﻟوﺟوه .
* -إن ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻣن ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟرذاذ ﻛﻣﯾﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﺟدا ﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺻوم.
-1اﻟوﻧدة اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ،رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ وأﺻوﻟﮫ،
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ،آﯾﺎر 2006م ،ص.130
-2اﻷﻧدﻟﺳﻲ أﺑو ﷴ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﺳﻌﯾد ﺑن ﺣزم،اﻟﻣﺣﻠﻰ ﺑﻶﺛﺎر ،ط ،1ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
2003م1425 -ھـ ،ص.137
-3اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﷴ أﻣﯾن اﻟﺷﮭﯾر ،رد اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺷرح ﺗﻧوﯾر اﻷﺑﺻﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .201
27
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :
* -أن ﺣﺟم اﻟﻌﯾن وﻛﻣﯾﺗﮭﺎ ﻻ ﻋﺑرة ﺑﮭﺎ ،واﻟذي ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ھو وﺻول اﻟﻌﯾن إﻟﻰ اﻟﺟوف وإذا ﻗﻠت إذا
ﺗﻌﻣدھﺎ اﻹﻧﺳﺎن.
* -إن ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻣن ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟرذاذ ﻛﻣﯾﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﺟدا ﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺻوم.
* -أن ﻣﺎ ﯾوﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻣن ھذه اﻟﻘطرة ﻗﻠﯾل ﺟدا ،ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ اﻟواﺣدة اﻟﺻﻐﯾرة ﺗﺗﺳﻊ إﻟﻰ 5ﺳم 3ﻣن
اﻟﺳواﺋل وﻛل 3ﺳم ﯾﻣﺛل ﺧﻣس ﻋﺷرة ﻗطرة ،ﻓﺎﻟﻘطرة اﻟواﺣدة ﺗﻣﺛل ﺟزء ﻣن ﺧﻣﺳﺔ وﺳﺑﻌﯾن ﺟزءا ﻣﻣﺎ
ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ،وﻣﻧﮫ أن اﻟدواء اﻟذي ﻓﻲ ھذه اﻟﻘطرة ﻣﻊ ﻛوﻧﮫ ﻗﻠﯾل ﻓﮭو ﻻ ﯾﻐذي ،وﻋﻠﺔ
اﻟﺗﻘطﯾر ھﻲ اﻟﺗﻘوﯾﺔ واﻟﺗﻐذﯾﺔ ،وﻗطرة اﻷﻧف ﻟﯾﺳت أﻛﻼ وﻻ ﺷراﺑﺎ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ وﻻ ﻓﻲ اﻟﻌرف وﷲ
1
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻖ اﻟﻔطر ﺑﺎﻷﻛل واﻟﺷرب.
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘطرة ﻋﺑر اﻷﻧف ﺗﻔطر و ﺑﮭذا ﻗﺎل ﻛل ﻣن اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﺑﺎز ،واﻟﺷﯾﺦ ﷴ ﺑن
ﻋﺛﯾﻣﯾن ،واﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟدﻛﺗور ﷴ اﻷﻟﻔﻲ .
اﻷدﻟـــــــــــــــــﺔ:
* -أن اﻟﻧﺑﻲ ﷺ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺣدﯾث ﻟﻘﯾط ﺑن ﺻﺑرة ":ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق إﻻ أن ﺗﻛون ﺻﺎﺋﻣﺎ".
2
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺻﺎﺋم أن ﯾﻘطر ﻓﻲ أﻧﻔﮫ ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﻌدﺗﮫ .
* -ﻗﺎل اﻟﻧﺑﻲ ﷺ "أﺳﺑﻎ اﻟوﺿوء وﺧﻠل ﺑﯾن اﻷﺻﺎﺑﻊ وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق إﻻ أن ﺗﻛون ﺻﺎﺋﻣﺎ".
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :أن ھذا اﻟﺣدﯾث ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻷﻧف ﻣﻧﻔذ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،وﻟذﻟك ﻧﮭﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم ﻋن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ،ﺣﯾث ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻧﮭﻲ ﻋن إدﺧﺎل ﺷﻲء ﻋن طرﯾﻖ اﻷﻧف ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻔﺳد
اﻟﺻوم ﺑﮫ .
* -إن ﻣﺎ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻷﻧف ﯾﺻل ﻋﺑر اﻟﺑﻠﻌوم اﻷﻧﻔﻲ إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم اﻟﻔﻣوي ﻓﯾدﺧل ﺑﻌده أﺟزاء ﻣﻧﮫ إﻟﻰ
اﻟﻣﻌدة ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣريء وھذا ﺑﺷﮭﺎدة أھل اﻟﺧﺑرة ﻣن اﻷطﺑﺎء ،ﻓﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ﻟوﺻول اﻟﻌﯾن إﻟﻰ
-1اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﷴ ﺑن ﻋﻠﻲ ﷴ ،ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ،ط ،4ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ1428 ،ھـ 2007 -م ،ص .473
-2اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎوي ،دار اﻟﺛرﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.207
28
اﻟﻣﻌدة ،وﻣﻧﮫ ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣن اﻷﻧف ﯾﺣﺻل ﺑﮫ اﻏﺗذاء وﻧﻣو ،وإن ﻛﺎن ﻗﻠﯾل ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟطﻌﺎم
واﻟﺷراب.1
اﻟﺗرﺟﯾــــــــــــــــــــــﺢ:
اﻟذي ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم ﺗﻘدﯾﻣﮫ أن اﻟﻘول اﻟراﺟﺢ ھو اﻟﻘول اﻷول وھو ﻋدم اﻟﺗﻔطﯾر ﺑﻘطرة
اﻷﻧف ،وﻟو وﺻل ﺷﻲء ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻟﻣﺎ ﺳﺑﻖ ﻣن أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت أﻛﻼ وﻻ ﺷراﺑﺎ وﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎھﻣﺎ.
وأﯾﺿﺎ أن اﻟواﺻل ﻣﻧﮭﺎ أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ ﻓﮭﻲ أوﻟﻰ ﺑﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر وﷲ أﻋﻠم.
اﻟﻘول اﻷول :اﻟﺗﻘطﯾر ﻓﻲ اﻷذن وﻏﺳﯾﻠﮭﺎ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ،ﻷن اﻷذن ﻣﻧﻔذ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،وھو ﻣذھب
2
ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ.
اﻷدﻟــــــــــــــــــــــﺔ:
* -ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ اﻷذن ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻖ أو إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ وھذا ﺻرﯾﺢ ﺗﻌﻠﯾﻠﮭم .ﻗﺎل اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ اﻟﺣﻧﻔﻲ ﻓﻲ
ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ"وﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف أو إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻋن اﻟﻣﺧﺎرق اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻛﺎﻷﻧف واﻷذن واﻟدﺑر ﺑﺄن
3
اﺳﺗﻌط أو اﺣﺗﻘن أو أﻗطر ﻓﻲ أذﻧﮫ ﻓوﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف أو إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ ﻓﺳد ﺻوﻣﮫ.
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻘطﯾر ﻓﻲ اﻷذن وﻏﺳﯾﻠﮭﺎ ﺟﺎﺋز ،وﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ﺑﮫ ﺣﺗﻰ وإن وﺟد طﻌﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ،
وھو ﻣذھب اﻟظﺎھرﯾﺔ واﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ،واﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋﺛﯾﻣﯾن واﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﺑن ﺑﺎز ،واﻟدﻛﺗور وھﺑﺔ
4
اﻟزﺣﯾﻠﻲ وﻏﯾرھم.
-1اﻟﻛﺳﺎﻧﻲ ﻋﻼء اﻟدﯾن ،ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ص .239
-2اﻟزرﻗﺎﻧﻲ اﻟﻣﺻري ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﷴ ،ﺷرح اﻟزرﻗﺎﻧﻲ ،ط ،1ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻛﺗب
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ1422 ،ھـ 2002 -م ،ص.98
-3اﻟﻣﺷﯾﻘﺢ ﺧﺎﻟد ﺑن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ص.26
-4ﺳرﺣﺎن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﷴ ﻋﻠﻲ ،اﻟﺑﯾﺎن واﻹﺗﺣﺎف ﻓﻲ ﻓﻘﮫ اﻟﺻﯾﺎم واﻹﻋﺗﻛﺎف ،ط ،1اﻟﻣﻧﺻورة -ﻣﺻر – اﻟﻘﺎھرة،
دار اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ص 1431ھـ2010 ،م ،ص .222
29
اﻷدﻟـــــــــــــــــــــــﺔ
* -ﻣﺎ ﯾﻘطر ﻓﻲ اﻷذن ﻻ ﯾﺻل اﻟدﻣﺎغ وإﻧﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎم.1
* -ﻗطرة اﻷذن ﻻ ﺗﻔطر ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﻛﻐﯾرھﺎ ﻣن ﻣﺳﺎم اﻟﺟﻠد.2
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﮫ ﻻ ﺧﻼف ﺑﯾن ھذﯾن اﻟﻘوﻟﯾن ،ﻷن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﻖ ﻣن وﺻول ﻗطرة اﻷذن إﻟﻰ
اﻟﺟوف ﻓﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﻻ ﻣﻧﻔذ ﺑﯾن اﻷذن واﻟﺟوف ،ﻓﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣذاھب ﻣﺗﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم إﻓﺳﺎد اﻟﺻﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗﻘطﯾر ﻓﻲ اﻷذن.
ﺑﯾّن اﻟطب اﻟﺣدﯾث أﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﯾن اﻟﺟوف وﺑﯾن اﻷذن وﻻ اﻟدﻣﺎغ ﻗﻧﺎة ﯾﻧﻔذ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﺎﻧﻊ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود
ﺧرﻗﺔ ﻓﻲ طﺑﻠﺔ اﻷذن .وذﻛروا أن اﻷذن ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺛﻼث أﺟزاء رﺋﯾﺳﯾﺔ وھﻲ:
وﺑﻌد ﻣﻌرﻓﺔ اﻷذن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﺗﺑﯾن أن ﺣﻛم وﺿﻊ اﻟﻣﺎء أو اﻟدواء ﻓﯾﮭﺎ ﻟﮫ ﺣﺎﻟﺗﺎن:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :أن ﺗﻛون طﺑﻠﺔ اﻷذن ﺳﻠﯾﻣﺔ ،ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺻوم ﺑﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻣﺎء أو
دواء ،ﻟﻌدم وﺟود ﻣﻧﻔذ ﺑﯾن اﻷذن واﻟﺟوف ،وﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻣن طﻌم ھذا اﻟدواء ﯾﻛون داﺧﻼ
ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﺳﺎم وھو أﺛره وﻟﯾس ﻋﯾﻧﮫ.
واﺗﻔﻖ ﺟﻣﮭور اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﺳﺎم ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻔطرا.
-1اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ،ﺷرح اﻟﻌﻣدة ،ط ،1دار اﻷﻧﺻﺎري1417 ،ھـ 1996 -م ،ص .394 ، 393
-2اﻟوﻧدة اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .118- 117
-3اﻟدزدﯾر اﻟﺑرﻛﺎت أﺣﻣد ﺑن ﷴ ﺑن أﺣﻣد ،ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺎوي اﻟﺷرح اﻟﺻﻐﯾر ،اﻟﻘﺎھرة ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ص .452-451
30
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :وﺟود ﺛﻘب ﻓﻲ طﺑﻠﺔ اﻷذن ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻣﺎء أو دواء ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم اﻷﻧﻔﻲ
ﻓﯾدﺧل اﻟﺟوف ﻣن ھذا اﻟﺛﻘب ﻓﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻓﺳﺎد اﻟﺻوم.
اﻟﺗرﺟﯾـــــــــــﺢ:
اﻟذي ﯾﺗرﺟﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ذﻛره اﻟﻔﻘﮭﺎء وﻣﺎ ﻗرره اﻷطﺑﺎء أن ﻗطرة اﻷذن ﻻ ﺗﻔطر ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟطﺑﻠﺔ
ﺳﻠﯾﻣﺔ أ ﻣﺛﻘوﺑﺔ وذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﺣﻛم اﻟﻐﺳول ھو ﺣﻛم اﻟﻘطرة إﻻ أﻧﮫ إذا أزﯾﻠت طﺑﻠﺔ اﻷذن ﺛم ﻏﺳﻠت اﻷذن ﻓﮭﻧﺎ ﺳﺗﻛون ﻛﻣﯾﺔ
اﻟﺳﺎﺋل اﻟداﺧﻠﺔ إﻟﻰ اﻷذن أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘطرة ﻓﯾﻣﺎ ﯾظﮭر ،ﻓﺈن ﻛﺎن ھذا اﻟﺳﺎﺋل ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﻣﺎء وﻧزل ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﻧﺎة اﻟﻣوﺻﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻠﻌوم ﻓﮭذا ﻣﻔطر ﻟوﺻول اﻟﻣﺎء إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻋن طرﯾﻖ اﻷذن
ﺑﺳﺑب إزاﻟﺔ اﻟطﺑﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻖ ذﻛره.
وإن ﻛﺎن اﻟﻐﺳول ﺑﻣواد طﺑﯾﺔ وﻟﯾس ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎء ﻓﮭﻧﺎ ﺗرﺟﻊ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إﻟﻰ دﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﻐذي إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة
وﺳﺑﻖ ذﻛر اﻟﺧﻼف ﻓﯾﮫ .
ﺗﻌرﯾﻔﮫ :ﯾﻌطﻰ ﻟﺑﻌض اﻟﻣرﺿﻰ .وھو ﻻ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣواد ﻋﺎﻟﻘﺔ أو ﻣﻐذﯾﺔ ،وﯾذھب ﻣﻌظﻣﮫ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺎز
اﻟﺗﻧﻔﺳﻲ .
31
أﻧواﻋﮫ
* -اﻷﻛﺳﺟﯾن اﻟﻣﺿﻐوط ) :(compressed Gasﯾﺣﻔظ اﻷﻛﺳﺟﯾن ﺗﺣت اﻟﺿﻐط ﻓﻲ أﺳطواﻧﺎت ﻣزودة
ﺑﻣﻧظم ﯾﻧظم ﻣﻌدل ﺗدﻓﻖ اﻷﻛﺳﺟﯾن .ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﯾﺢ ﺗﺳرب اﻷﻛﺳﺟﯾن ﻓﻘط ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺷﮭﯾﻖ أﺛﻧﺎء
اﻟزﻓﯾر .
* -اﻷﻛﺳﺟﯾن اﻟﺳﺎﺋل :ﻣن اﻟﻣﻌروف ﻋﻠﻣﯾﺎ أﻧﮫ إذا ﺗم ﺗﻌرﯾض اﻟﻐﺎز إﻟﻰ درﺟﺔ ﺣرارة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺟدا ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﺗﺣول ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﺎزﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ أو اﻟﺻﻠﺑﺔ .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻛﺳﺟﯾن اﻟﺳﺎﺋل ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗم ﺗﻌرﯾض
اﻷﻛﺳﺟﯾن إﻟﻰ درﺟﺔ 183ﺗﺣت اﻟﺻﻔر وذﻟك ﻋن طرﯾﻖ ﺿﻐطﮫ وﺗﺑرﯾده ،ﻓﺈذا ﺗرك ﻟﯾﺗﻣدد ﺗﻧﺧﻔض
اﻟﺣرارة أﻛﺛر .وھﻛذا ﺗﺗﻛرر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣول اﻟﻐﺎز إﻟﻰ اﻟﺳﺎﺋل .ﻓﺈذا أطﻠﻖ رﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﺎزﯾﺔ.
وطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺧزﯾن ھذه ﺗﺷﻐل ﺣﯾز ً ا أﻗل ﻣن ﺗﺧزﯾن اﻟﻐﺎز اﻟﻣﺿﻐوط وھﻲ أﻓﺿل ﻷوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺣﺗﺎﺟون
ﻟﻸﻛﺳﺟﯾن أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻘﻼﺗﮭم وﺧروﺟﮭم اﻟﻣﺗﻛرر إﻻ أﻧﮭﺎ أﻏﻠﻰ ﺳﻌرا ﻛﻣﺎ أن اﻟﻐﺎز اﻟﺳﺎﺋل ﯾﺗﺑﺧر إذا ﻟم
ﯾﺳﺗﻌﻣل.
* -اﻷﻛﺳﺟﯾن اﻟﻣﻛﺛف :ﺗﻘوم اﻵﻟﺔ ﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺎ ﺑﻔﺻل اﻷﻛﺳﺟﯾن ﻋن اﻟﮭواء ﺗﻛﺛﻔﮫ ﺛم ﺗﺧزﻧﮫ .وھذه اﻟطرﯾﻘﺔ
أﻗل ﻛﻠﻔﺔ ﻣن اﻷﻛﺳﺟﯾن اﻟﺳﺎﺋل ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣورد ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻸﻛﺳﺟﯾن ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺄﺧذه ﻣن اﻟﮭواء
ﻣﺑﺎﺷرة إﻻ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻘل.
ﺣﻛﻣﮫ :ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﺎز اﻷﻛﺳﺟﯾن ﻣﻔطرا ﻷن اﻟﻣﺎء اﻟﻣﺻﺎﺣب ﻟﻠﮭواء ﯾدﺧل ﻟﻠﺟﮭﺎز اﻟﺗﻧﻔﺳﻲ ﻣﻊ اﻟﻐﺎز
ﻟﺗرطﯾب اﻟﻘﺻﺑﺎت اﻟﮭواﺋﯾﺔ وﻻ ﯾﻌﻠﻖ ﻣﻧﮫ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺑﻠﻌوم .ﻟﻛوﻧﮫ ﯾﺳﺗﻧﺷﻖ ﻣﻊ اﻷﻛﺳﺟﯾن إﻟﻰ اﻟرﺋﺔ
1
ﻣﺑﺎﺷرة.
اﻟﺗرﺟﯾــــــــﺢ
اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻣﻔﺳدة ﻟﻠﺻوم ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣواد ﺗﺣﻠل وﺗدﺧل ﻣن ﻣﻧﻔذ طﺑﯾﻌﻲ وﺗﺳﺗﻘر
داﺧل اﻟﺟوف .وھذا ھو اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم ﺑﯾﺎﻧﮫ وﻗﺎس ﺟﻣﮭور اﻟﻌﻠﻣﺎء
اﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻣﯾل أو اﻟﻠﺑوس أو أﻗﻣﺎع اﻟﺑواﺳﯾر أو اﻟﻣراھم .ﻻﺷﺗراﻛﮭﻣﺎ ﻓﻲ
http//www-noor-book-com -1ﺗم اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ ﯾوم 30أﻓرﯾل 2021ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣﺳﺎءا.
32
ﻋﻠﺔ اﻹﻓطﺎر .وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺻﺎﺋم اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎم اﻟواﺟب إﻻ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ وﯾﺟب
ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺿﺎء ذﻟك اﻟﯾوم.
اﺗﻔﻖ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﻌﺿﻠﯾﺔ اﻟورﯾدﯾﺔ ﻻ ﺗﻔطر ،ﺣﯾث ذھب إﻟﻰ
ذﻟك ﻛل ﻣن اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑﺎز ،واﻟﺷﯾﺦ ﷴ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ،واﻟدﻛﺗور ﷴ ﺣﺳن ھﯾﺗو.
اﻷدﻟـــﺔ
ﯾﺟوز اﻟﺗداوي ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن ﻟﻠﺻﺎﺋم ،وﺑﻛل أﻧواع اﻟدواء وﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻔطر ،ذﻟك ﻷن اﻟدواء
ﻻ ﯾدﺧل ﻣن ﻣﻧﻔذ ﻣﻔﺗوح ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﺿل أو اﻟورﯾد ﻻ ﯾﺳﻣﻰ ﺟوﻓﺎ.1
واﻷﺻل ھو ﺻﺣﺔ اﻟﺻوم ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت ﻣﺎ ﯾﻔﺳده ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟدﻟﯾل اﻟﺷرﻋﻲ. 2
اﻟﻘول اﻷول :أﻧﮭﺎ ﺗﻔطر اﻟﺻﺎﺋم ،وھو ﻗول اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﺑﺎز واﻟﺷﯾﺦ ﷴ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن .وﻗد
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺻﺎﺋم ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﺣﻘن اﻟﻣﻐذﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن ،ﻷﻧﮭﺎ ﻓﻲ
ﺣﻛم ﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب .وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﺗﻌﺎطﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﻘن ﯾﻌﺗﺑر ﺣﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻓطﺎر ﻓﻲ رﻣﺿﺎن.3
-1ھﯾﺗو ﷴ ﺣﺳن ،ﻓﻘﮫ اﻟﺻﯾﺎم ،ط ،1ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﺑﺷﺎﺋر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1408 ،ھـ -
1988م ص.87
-2اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوي ،دار اﻟﺛرﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.130
-3اﻟدوﯾش أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟﻠﺟﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣوث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻹﻓﺗﺎء ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .252
33
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺣﻘن اﻟﻣﻐذﯾﺔ ﻣﻔطرة ،وھﻲ اﻹﺑرة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋﻧﮭﺎ ﻋن اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﻷﻧﮭﺎ ﺑﻣﻌﻧﺎھﻣﺎ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻣﻔطرة ،ﻷن ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﺷرع وﺟد اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﺻورة ﻣن ﺻور ﺣﻛم
ھذه اﻟﺻورة ﺑﺣﻛم ذﻟك اﻟﻧص :ﯾﺣرم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﺑﺣﯾث ﯾﻌوض اﻟﻣرﯾض
ﻋن اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب ،واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻔرق ﺑﯾن ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﯾن ﺑل ﺗﺟﻌل ﻟﻠﺷﻲء ﺣﻛم ﻧظﯾره.1
وﻗﺎل اﻷﺳﺗﺎذ ﷴ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺻوم :إﻧﮭﺎ إن ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺗﻐذﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟطﻌﺎم
واﻟﺷراب وﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻔطر ﻷﻧﮭﺎ ﺑﻣﻌﻧﺎھﻣﺎ.
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول أن اﻹﺑرة اﻟﻣﻐذﯾﺔ واﻟﻣﻘوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺳب اﻟﺑدن ﻗوة ﺗﻔطر ﻷﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣت ﻣﻘﺎم اﻷﻛل وأﻧﺎﺑت
ﻋﻧﮫ.
وأﻣﺎ اﻹﺑرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻓﻲ اﻟﻌروق وﺗﻌم أﻏﻠب اﻟﺑدن وﯾظﮭر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﮭﺎ داﺧل اﻟﺟﺳم وظﺎھره.
ﻓﺎﻷﻗرب أﻧﮭﺎ ﺗﻔطر ﻣطﻠﻘﺎ.2
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻔطر .وھو ﻗول اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺳﯾد ﺳﺎﺑﻖ وﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ .
اﻷدﻟـــــــــــــــــﺔ
اﺳﺗدﻟوا ﺑﺄن اﻟﺣﻘن اﻟﻣﻐذﯾﺔ ﻻ ﺗﻔطر ،ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر طﻌﺎﻣﺎ وﻟﯾﺳت ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﻷن اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﻔطﯾر ﺑﺎﻷﻛل واﻟﺷرب.3
وﻣﺛل ھذه اﻟﺣﻘن ﻻ ﯾﺻل ﻣﻧﮭﺎ ﺷﻲء إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓذ اﻟﻣﻌﺗﺎدة أﺻﻼ.
وﻋﻠﻰ ﻓرض اﻟوﺻول ﻓﺈﻧﻣﺎ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎم ﻓﻘط ،وﻣﺎ ﺗﺻل إﻟﯾﮫ ﻟﯾس ﺟوﻓﺎ وﻻ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺟوف.4
وﻧﻘل اﻷﺳﺗﺎذ ﷴ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻣذﻛور آﻧﻔﺎ ﻋن اﻟﺷﯾﺦ ﺷﻠﺗوت ﻗوﻟﮫ :وإذا ﻛﺎن ﻣن ﻣﺣظور اﻟﺻوم
اﻷﻛل واﻟﺷرب وﺣﻘﯾﻘﺗﯾﮭﻣﺎ دﺧول ﺷﻲء ﻣن اﻟﺣﻠﻖ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻛﺎن ﻣﺑطل ﻟﻠﺻوم ﻣﺎ دﺧل ﻓﯾﮭﻣﺎ
ﺑﺧﺻوص ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻐذﯾﺎ أم ﻻ .وﻻ ﺑد أن ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻧﻔذ اﻟﻣﻌﺗﺎد.
-1اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوي ،دار اﻟﺛرﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.131
-2اﻟﺟﺑرﯾن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،أدب وأﺣﻛﺎم اﻟﺻﯾﺎم ،ص ،1دار اﻟﻣﻌراج اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر1415 ،ھـ ،ص.33
-3ﷴ ﻋﻠﻲ ﺳرﺣﺎن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﺗﺑﯾﺎن واﻹﺗﺣﺎف ﻓﻲ ﻓﻘﮫ اﻟﺻﯾﺎم واﻻﻋﺗﻛﺎف ،ط ،1ﻣﺻر – اﻟﻘﺎھرة – اﻟﻣﻧﺻورة،
دار اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1431 ،ھـ 2010 -م ،ص .188
-4اﻟﺳﺑﻛﻲ ﷴ ﺧطﺎب ﷴ ﷴ ﺧطﺎب ،اﻟدﯾن اﻟﺧﺎﻟص ،ط1406 ،3ھـ 1985-م ،ص 457.458
34
وﻣن أﺟل ھذا ﻓﻣﺎ دﺧل إﻟﯾﮭﺎ ﻓﮭو ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم وﻣﺎ ﻟم ﯾﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم .
وﻗﺎل ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﺗﻔطر ﺑﺎﻟﺣﻘﻧﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳم اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﻻ ﻟﻐﺔ
وﻻ ﻋرﻓﺎ ،وﻟﯾس ھﻧﺎك دﻟﯾل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ أن ﻣﻧﺎط اﻟﺣﻛم وﺻول اﻟﺷﻲء إﻟﻰ اﻟﺟوف ،وﻟو ﻛﺎن ﻟﻘﻠﻧﺎ
ﻛل ﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻣن أي ﻣﻧﻔذ ﻛﺎن ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻔطر ،ﻟﻛن ﻧﺻوص اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ دﻟت ﻋﻠﻰ ﺷﻲء
ﻣﻌﯾن وھو اﻷﻛل واﻟﺷرب. 1
اﻟراﺟــــــــــــــﺢ
اﻟراﺟﺢ وﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم ھو اﻟﻘول اﻷول ،وھو ﻗول اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن أن اﻹﺑرة اﻟﻣﻐذﯾﺔ
ﺗﻔطر اﻟﺻﺎﺋم ﻟﻘوة أدﻟﺗﮭم وﺗواﻓﻘﮭﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
واﻟدواء اﻟذي ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻓﻲ ﻣداواة اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ)اﻟﺟرح( واﻟﻣﺄﻣوﻣﺔ)اﻟﺷﺞ( ﻻ ﯾﺷﺑﮫ ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﻏذاءه
وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ":إن اﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺟري ﻣن اﺑن آدم ﻣﺟرى اﻟدم ﻓﺿﯾﻘوا ﻣﺟﺎرﯾﮫ ﺑﺎﻟﺟوع واﻟﺻوم".
ﻓﺎﻟﺻﺎﺋم ﻧﮭﻲ ﻋن اﻷﻛل واﻟﺷرب ﻷن ذﻟك ﺳﺑب اﻟﺗﻘوي.
ﻓﺗرك اﻷﻛل واﻟﺷرب اﻟذي ﯾوﻟد اﻟدم اﻟﻛﺛﯾر اﻟذي ﯾﺟري ﻓﯾﮫ اﻟﺷﯾطﺎن إﻧﻣﺎ ﯾﺗوﻟد ﻣن اﻟﻐذاء ،ﻻ ﻋن اﻟﺣﻘﻧﺔ
وﻻ ﻛﺣل وﻻ ﻣﺎ ﯾﻔطر ﻓﻲ اﻟذﻛر ،وﻻ ﻣﺎ ﯾداوي ﺑﮫ اﻟﻣﺄﻣوﻣﺔ واﻟﺟﺎﺋﻔﺔ.2
* -اﻋﺗﺑر ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﺑﺄن ھذا ﻟﯾس أﻛﻼ وﻻ ﺷرﺑﺎ وﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب.3
* -أن اﻟﺣﻘﻧﺔ ﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة وﻻ إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ ﯾﺗﺻرف ﻣﻧﮫ ﻣﺎ ﯾﻐذي اﻟﺟﺳم.
* -أن اﻟﺣﻘﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﻛت ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺷﺎرع ﻣﻊ وﺟودھﺎ ﻓﻲ زﻣن اﻟوﺣﻲ ،ﻓﻠو ﻛﺎﻧت ﻣﻔﺳدة ﻟﻠﺻوم ﻟﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﻧﺑﻲ
4
ﷺ.
* -أن اﻟﻣﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ ھو اﻷﻛل واﻟﺷرب ،وﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣن اﻟدﺑر ﻟﯾس أﻛﻼ وﻻ ﺷرﺑﺎ.
-1اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوي ،دار اﻟﺛرﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.368
-2اﻟﺳﯾد ﺳﺎﺑﻖ ،ﻓﻘﮫ اﻟﺳﻧﺔ ،ط ﺧﺎﺻﺔ ،دار ﻣﺻر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ج ،1ص .325
-3اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوي ،دار اﻟﺛرﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.384
-4ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .384
35
1
* -أن اﻟﺣﻘﻧﺔ ﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ اﻟﻐذاء ،ﻷن ﻣوﺿﻊ اﻟﻐذاء ھو اﻟﻣﻌدة واﻟﺣﻘﻧﺔ ﻻ ﺗﺻل إﻟﯾﮭﺎ.
* -ﻻ ﯾﺿر وﺻول اﻟدھن إﻟﻰ اﻟﺟوف ﺑﺗﺷرب اﻟﻣﺳﺎم وھﻲ :أﺛﻘﺎب اﻟﺑدن ﻣن ﻣﺣل ﺟذور ﺷﻌوره ،ﻓﻠو
ﻧزل اﻟﺻﺎﺋم ﻓﻲ ﺣوض ﻣﺎء ﺑﺎرد ووﺟد رطوﺑﺔ ﻓﻲ ﺟوﻓﮫ ،وراﺣﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ ظﻣﺄه ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ
اﻟﺻوم.2
* -ﻻ ﺑﺄس ﺑدھن اﻟﺟﺳم ﻣﻊ اﻟﺻﯾﺎم ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﺈن اﻟدھن إﻧﻣﺎ ﯾﺑل ظﺎھر اﻟﺑﺷرة وﻻ ﯾﻧﻔذ إﻟﻰ داﺧل
اﻟﺟﺳم .ﺛم ﻟو ﻗدر دﺧوﻟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎم ﻟم ﯾﻌد ﻣﻔطرا.3
* -اﻟﺟﻠد ﻓﻲ داﺧﻠﮫ أوﻋﯾﺔ دﻣوﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺎﻣﺗﺻﺎص ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺷﻌﯾرات اﻟدﻣوﯾﺔ .وھذا
اﻣﺗﺻﺎص ﺑطﻲء ﺟدا.
وﻗد ﺣﻛﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن اﻹﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻔطر ،وھو ﻣن ﻗرارات اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ.4
ﺗﻌرﯾﻔﮫ :ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن إدﺧﺎل ﻣﻧظﺎر ﺧﻼل ﻓﺗﺣﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ ﺟدار اﻟﺑطن إﻟﻰ اﻟﺗﺟوﯾف اﻟﺑطﻧﻲ.
واﻟﮭدف ﻣن ذﻟك إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ ﻛﺎﺳﺗﺋﺻﺎل اﻟﻣرارة ،أو اﻟزاﺋدة ،أو إﺟراء اﻟﺗﺷﺧﯾص ﻟﺑﻌض
اﻷﻣراض ،أو ﻟﺳﺣب اﻟﺑﯾﺿﺎت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ) ﻗﻔل اﻷﻧﺎﺑﯾب ( أو ﻷﺧذ ﻋﯾﻧﺎت وﻧﺣو
ذﻟك.5
وﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﮫ ﻣﻧظﺎر اﻟﺑطن وﺗﺣدث ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ. ﺣﻛم ﻣﻧظﺎر اﻟﺑطن:
ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ :ھﻲ اﻟﺟرح اﻟذي ﻓﻲ اﻟﺑطن ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،وﻗد وﺿﻊ ﻓﯾﮫ دواء.
--1اﻟﻛﺳﺎﻧﻲ ﻋﻼء اﻟدﯾن ،ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .10 -09
-2اﻟﺣﺟﺎر ﷴ ،ﺻوﻣوا ﻟرؤﯾﺗﮫ و أﻓطروا ﻟرؤﯾﺗﮫ ،ط ،1ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﺑﺷﺎﺋر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ1417،ھـ 1997 -م،
ص.92
-3اﻟﺟﺑرﯾن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﻓﺗﺎوى إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.127
-4اﻟﻣﺷﯾﻘﺢ ﺧﺎﻟد ﺑن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .08
-5اﻟﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺑن ﷴ ،ﻣﻔطرات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .55
36
وﻗد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إﻟﻰ ﻗوﻟﯾن:
اﻟﻘول اﻷول :وھو ﻣذھب ﻣﺎﻟك وأﺑﻲ ﯾوﺳف وﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﺑﺄن ﻣﻧظﺎر اﻟﺑطن ﻻ ﯾﻔطر ،ﻷﻧﮫ
ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ داﺧل اﻟﻣﻌدة .
وأن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﺧرﺟون ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺎد وﻏﯾره ) اﻟﻣﺄﻣوﻣﺔ ،واﻟﺟﺎﺋﻔﺔ( ﻓﻠو ﻛﺎن ھذا ﯾﻔطر ﻟﯾﺑﯾّن ﻟﮭم
اﻟﻧﺑﻲ ﷺ .ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﮫ اﻟﺻﺎﺋم ﻋن ذﻟك ﻓدل ھذا ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﻔطرا .1
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :ذھب ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﻔطر ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟوف.
اﻷدﻟــــــــــــــــــــﺔ
* -أن اﻟدواء وﺻل إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره ،وھو أﺷﺑﮫ ﺑﺎﻷﻛل واﻟﺷرب .واﺳﺗدﻟوا ﺑﺎﻟﺣدﯾث ":وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق إﻻ أن ﺗﻛون ﺻﺎﺋﻣﺎ". 2
* -إذا وﺻﻠت ﻋﯾن إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره ﻓﺄﺷﺑﮭت ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺷﺎق واﻟطﻌﺎم. 3
اﻟﺗرﺟﯾـــــــــــــــــــــــــﺢ
اﻟﻘول اﻷﻗرب وﷲ أﻋﻠم ھو اﻟﻘول اﻷول اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن إدﺧﺎل ﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة ﻏﯾر ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم ،ﻷﻧﮫ
ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﻛﻣﺎ ﺻرح ﺑﮫ اﻷطﺑﺎء .ﻓﮭو أوﻟﻰ ﺑﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر ﻣن اﻟﺟﺎﺋﻔﺔ.
وﻛل دﻟﯾل ﻟﻠذﯾن ﻻ ﯾرون اﻟﺗﻔطﯾر ﺑﺎﻟﺟﺎﺋﻔﺔ ﻓﮭو ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر ﺑﺎﻟﻣﻧظﺎر اﻟﺑطﻧﻲ.
وﻗد أﻗر اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮭﻲ أن ﻣﻧظﺎر اﻟﺑطن ﻟﻠﻔﺣص أو أﺧذ ﻋﯾﻧﺎت أو إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺟراﺣﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻔﺳد
ﻟﻠﺻوم.
-1اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﺑن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،ﺷرح اﻟﻌﻣدة ،اﻟﻣﺟﻠد ،3ﺟدة ،دار ﻋﺎﻟم اﻟﻔواﺋد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ661 ،
728-ھـ ،ص320
-2أﺧرﺟﮫ :أﺑو داوود ) (83-82 /1واﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ) ،(66/1واﻟﺗرﻣﯾذي ) ،(66/1واﺑن ﻣﺎﺟﺔ ) ،(153/1وأﺣﻣد )-32/4
،(33واﺑن ﺟﺑﺎن ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ) (87/1وإﺑن ﺣﺑﺎن ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ) ،(333-332/3واﻟﺣﺎﻛم ) ،(247/1واﻟﺑﯾﮭﻘﻲ
) ،(50/1وﻏﯾرھم وﺳﻧده ﺻﺣﯾﺢ ﺛﺎﺑت.
-3ھﯾﺗو ﷴ ﺣﺳن ،ﻓﻘﮫ اﻟﺻﯾﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.82
37
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛــــــــــــــﺎﻟث :ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ واﻟﺷرج
وﻗد ﺳﺑﻖ اﻟﻛﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة ،وﻣﺎ ذﻛره اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﯾﮫ ﻓﮭو ﯾﻧطﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﺎر اﻟﺷرﺟﻲ وأﺻﺑﻊ
اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ.1
اﻟﻘول اﻷول :ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺷرج ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم ،وھو ﻗول اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳﯾن ﻣﺧﻠوف واﻟﺷﯾﺦ وھﺑﺔ
اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،واﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣود ﻋوﯾﺿﺔ .
أدﻟﺗﮭـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
2
أن ﻛل ﻣﺎ ﺗدﺧل ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺷرج ﻣﻔﺳدة ﻟﻠﺻوم ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗدﺧل ﻣن ﻣﻧﻔذ طﺑﯾﻌﻲ وﺗﺻل ﻟﻠﺟوف.
إن اﻟﺣﻘن اﻟﺷرﺟﯾﺔ واﻟﺗﺣﺎﻣﯾل ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم ،وﻣﻧﮫ ﺗﻧﻔذ إﻟﻰ اﻷﻣﻌﺎء اﻟﻐﻠﯾظﺔ ،وھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﻌﺗﺑر
ﻣن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﮭﺿﻣﻲ .
ﻋﻠﻣﺎ أن اﻷﻣﻌﺎء اﻟﻐﻠﯾظﺔ ﻟﮭﺎ ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﺻﺎص ﻛﻣﺎ أﺛﺑت اﻟطب اﻟﺣدﯾث.
واﻟﻘول ﻋﻧد ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء )اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ( أﻧﮫ إذا ﺻﺎﺣب إدﺧﺎل اﻟﻣﻧظﺎر اﻟﺷرج وأﺻﺑﻊ
اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ دھون ﻣﺳﺎﻋدة ﻹدﺧﺎﻟﮭﺎ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم.
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺷرج ﻏﯾر ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم .وھذا ﻗول اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻘرﺿﺎوي واﻟﺷﯾﺦ
ﺷﻠﺗوت واﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﺑﺎز .
اﺳﺗدﻟوا ﺑﺄن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻛل واﻟﺷرب اﻟﻣﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ ھو ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ،وﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣن اﻟﺷرج ﻻ
ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة .1
وﻛذﻟك إذا ﺣﻘﻧت اﻷﻣﻌﺎء ﺑدواء ﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﻏذاء وﻻ ﻣﺎء ﻓﻠﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔطﯾر.
اﻟﺗرﺟﯾـــــــــــــــــــــــــــــﺢ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑﻖ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻘول ﺑﻌدم اﻟﺗﻔطﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﺎر اﻟﺷرﺟﻲ وأﺻﺑﻊ اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ أوﻟﻰ
وأﻗوى ﻟﻣﺎ ﺳﺑﻖ ﺗﻘرﯾره ﻣن أن اﻟﺟوف ھو اﻟﻣﻌدة ،وﻟﯾس ﻛل ﺗﺟوﯾف ﻓﻲ اﻟﺑدن ﯾﻌﺗﺑر ﺟوﻓﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺎﻟﻣﻧظﺎر اﻟﺷرﺟﻲ واﻷﺻﺑﻊ ﻻ ﯾﻔطر وﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم.
اﻟﻘول اﻷول :ذھب ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن اﻟﻣذاھب اﻷرﺑﻌﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻣﻔﺳدة ﻟﻠﺻوم .وھو
ﻣذھب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ وﺟﻣﮭور اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أن اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﺗﻔطر.
* -أن اﻟﺻوم ﯾﻔﺳد ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،أو ﻣﺟوف ﻓﻲ ﺟﺳده ﻛدﻣﺎﻏﮫ أو ﺣﻠﻘﮫ ...أو ﻣﺎ ﯾدﺧل إﻟﻰ
اﻟﺟوف ﻣن اﻟدﺑر ﺑﺎﻟﺣﻘﻧﺔ ،ﻷﻧﮫ وﺻل إﻟﻰ ﺟوﻓﮫ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻷﻛل واﻟﺷرب .
* -أﻧﮫ أدﺧل ﻓﻲ ﺟوﻓﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎره ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻷﻛل واﻟﺷرب .
* -ﻗﯾﺎس اﻟﻣﻧﻔذ اﻟﻐﯾر ﻣﻌﺗﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻔذ ﻓﻲ اﻟواﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف .
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :ذھب اﻟظﺎھرﯾﺔ واﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ وﺑﻌض اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﺳﯾن إﻟﻰ أن اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻻ
ﺗﻔطر ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻺﺧراج وﻟﯾس ﻟﻠﺗﻐذﯾﺔ .
-1ﺷﻠﺗوت ﻣﺣﻣود ،اﻟﻔﺗﺎوى ،ط ،1اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،دار اﺑن اﻟﺟوزي1412 ،ھـ 1992 -م ،ص .171
39
أدﻟﺔ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺳﺗدﻟوا ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
*-اﻷﺻل ﺻﺣﺔ اﻟﺻوم ،ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت أﻛﻼ وﻻ ﺷرﺑﺎ ،وﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب.
* -اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻻ ﺗﻐذي ﺑل ﺳﺗﺗﻔرغ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑدن ﻛﻣﺎ ﻟو ﺷم ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﮭﻼت أو ﻓزع ﻓزﻋﺎ أوﺟب
إﺳﺗطﻼق ﺟوﻓﮫ ،وھﻲ ﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة .
اﻟﺗرﺟﯾـــــــــــــﺢ
اﻟﻘول اﻟراﺟﺢ أن اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻣﻔﺳدة ﻟﻠﺻوم ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣواد ﺗﺗﺣﻠل ﻣن ﻣﻧﻔذ طﺑﯾﻌﻲ وﺗﺳﺗﻘر
داﺧل اﻟﺟوف ،وھذا ھو اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم ﺑﯾﺎﻧﮫ .
وﻗد ﻗﺎس ﺟﻣﮭور اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻣﯾل أو اﻟﻠﺑوس أو أﻗﻣﺎع اﻟﺑواﺳﯾر أو
اﻟﻣراھم ﻻﺷﺗراﻛﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﺔ اﻹﻓطﺎر.
* -وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺻﺎﺋم اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎم اﻟواﺟب إﻻ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ وﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺿﺎء
ذﻟك اﻟﯾوم .وﷲ أﻋﻠم.
ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ :ھﻲ ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ دﺑر اﻟﻣرﯾض ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺷرج وأﺳﻔل اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم ﻟﻌﻼج ﺑﻌض اﻷﻣراض
ﻣﻧﮭﺎ:
-ﻋﻼج اﻹﻣﺳﺎك ،وذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﻣﺗﺻﺎص اﻟﺳواﺋل ﻣن ﺟدار اﻷﻣﻌﺎء واﻟﻛﺗل اﻟﺑرازﯾﺔ.
وھﻲ ﻣﺿﺎدات ﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻌﻼج اﻻﻟﺗﮭﺎب .
-ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺧﻔض درﺟﺔ اﻟﺣرارة.
-ﺗﺧﻔﯾف آﻻم اﻟﺑواﺳﯾر.1
1
-اﻟطﯾﺎر ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﷴ ،اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﯾﺳر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.148
40
ﺣﻛﻣﮭــــــــــــــﺎ :اﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻘول اﻷول :أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻔطر ،وﺑﮭذا ﻗﺎل اﻟﺷﯾﺦ ﷴ ﺑن ﻋﺛﯾﻣﯾن ،واﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣود ﺷﻠﺗوت ،واﻟدﻛﺗور ﷴ
اﻷﻟﻔﻲ.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺻﺎﺋم أن ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﺗﺣﺎﻣﯾل اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟدﺑر إذا ﻛﺎن ﻣرﯾﺿﺎ ،ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت أﻛﻼ وﻻ ﺷرﺑﺎ
وﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب ،ﻷن اﻟﺷﺎرع ﺣرم اﻷﻛل واﻟﺷرب ،وﻣن ﻛﺎن ﻏﯾر ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺛﺑت ﻟﮫ ﺣﻛﻣﮭﺎ.1
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﮭﺎ ﻣﻔطرة .وﻗﺎل ﺑﮭذا اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن وﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد طﮭﻣﺎز ،وﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺳﺗو.
وﻗد أﺟﯾب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟدﻟﯾل ﺑﻣﺎ ﺳﺑﻖ أن اﻟﺟوف ھو اﻟﻣﻌدة ﻓﻘط .أﻣﺎ اﻷﻣﻌﺎء ﻓﻼ ﯾﻔطر ﻣﺎ دﺧل ﻓﯾﮫ إﻻ
إذا ﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻣﺗﺻﺎﺻﮫ ﻣن اﻟﻐذاء واﻟﻣﺎء ،واﻟﺗﺣﺎﻣﯾل ﻟﯾﺳت ﻛذﻟك.
ﻋﻠﻣﺎ أن إﺻﻼح اﻟﺑدن ﯾﺣﺻل ﺑﮫ أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة وﻣﻊ ذﻟك ﻏﯾر ﻣﻔطرة .1
اﻟﺗرﺟﯾـــــــــــــــــــــــــــــﺢ
اﻟذي ﯾظﮭر أن اﻟﺗﺣﺎﻣﯾل ﻻ ﺗﻔطر ﻟﻌدم وﺟود دﻟﯾل ﺷرﻋﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ إﻓﺳﺎد ﺻﯾﺎم ﻣﺳﺗﻌﻣل
اﻟﺗﺣﺎﻣﯾل وﷲ أﻋﻠم.
ﻓﺎﻟﮭدف ﻣن اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟدم ھو إﻋﺎﻧﺔ اﻵﺧرﯾن .وﻣن اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ اﻟﺗداوي ،وﻟﻛن اﻷﺛر اﻟﻣﻘﺻود اﻟﻣﺷﺗرك ھو
اﻟﺗﻔطﯾر ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم.
اﻟﻘول اﻷول :اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﺗﻔطر وﺗﻔﺳد اﻟﺻوم .وھو ﻣذھب اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ وإﺳﺣﺎق ﺑن راھوﯾﺔ واﺑن اﻟﻣﻧذر،
1
وأﻛﺛر ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺣدﯾث ،وھو اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻧد ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ واﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋﺛﯾﻣﯾن .
أدﻟﺔ اﻟﻘول اﻷول :ﻗﺎل ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ إﻓطﺎر اﻟﺻﺎﺋم ﺑﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻟﮫ ﺣﻛﻣﺔ ھﻲ أﻧﮫ إذا
ﺧرج ﻣﻧﮫ اﻟدم أﺻﺎب ﺑدﻧﮫ اﻟﺿﻌف وﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﮫ .وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺟوز ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم
اﻟواﺟب إﻻ ﻋﻧد اﻟﺿرورة.
2
وﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﺑﺄن اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻣﻔطرة .
وﻗد ﻛره ﻏﯾر واﺣد ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ .وﻛﺎن ﻣﻧﮭم ﻣن ﻻ ﯾﺣﺗﺟم إﻻ ﺑﺎﻟﻠﯾل ،وﻛﺎن أھل اﻟﺑﺻرة إذا
3
دﺧل ﺷﮭر رﻣﺿﺎن أﻏﻠﻘوا ﺣواﻧﯾت اﻟﺣﺟﺎﻣﯾن .
4
وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣدﯾث ﺷداد ﺑن أوس وﻏﯾره أن اﻟﻧﺑﻲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل ":أﻓطر اﻟﺣﺎﺟم واﻟﻣﺣﺟوم".
ﺛﺑت ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ أن اﻟﻧﺑﻲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ":اﺣﺗﺟم
1
وھو ﺻﺎﺋم واﺣﺗﺟم وھو ﻣﺣرم ".
ﻛذﻟك ﺣدﯾث أﺑﻲ ﺳﻌﯾد اﻟﺧدري ":رﺧص رﺳول ﷲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﻠﺻﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ".
وأﯾﺿﺎ ﺣدﯾث أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك ":أول ﻣﺎ ﻛرھﻧﺎ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻟﻠﺻﺎﺋم أن ﺟﻌﻔر ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب اﺣﺗﺟم وھو ﺻﺎﺋم
.ﻓﻣر ﺑﮫ اﻟﻧﺑﻲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻘﺎل :أﻓطر ھذان ،ﺛم رﺧص اﻟﻧﺑﻲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ
2
ﻟﻠﺻﺎﺋم وﻛﺎن أﻧس ﯾﺣﺗﺟم وھو ﺻﺎﺋم ".
3
وﻗد أﺟﯾب ﺑﺄﻧﮫ ﺣدﯾث ﻏﯾر ﻣﺣﻔوظ .
ﺣدﯾث ﺛﺎﺑت اﻟﺑﻧﺎﻧﻲ أﻧﮫ ﻗﺎل ﻷﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك ":أﻛﻧﺗم ﺗﻛرھون اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﮭد رﺳول ﷲ ﺻل ﷲ
4
ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل:ﻻ إﻻ ﻣن أﺟل اﻟﺿﻌف ".
اﻟﺗرﺟﯾــــــــــــﺢ
اﻟذي ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑﻖ ذﻛره أن اﻟﻘول اﻟراﺟﺢ ھو ﻗول اﻟﺟﻣﮭور اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻻ
ﺗﻔطر ﻻ اﻟﺣﺎﺟم وﻻ اﻟﻣﺣﺟوم ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﺿﺎن ،وذﻟك ﻟﻛﺛرة اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻣﺻرﺣﺔ ﺑﻠﻔظ اﻟﺗرﺧﯾص ،وھذا
ﯾﻛون ﺑﻌد اﻟﻣﻧﻊ .ﻗﺎل اﺑن ﺣزم وﻟﻔظﺔ "أرﺧص" ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﺑﻌد اﻟﻧﮭﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﻔﺳد ﺑﮭﺎ
اﻟﺻوم وﻻ ﯾﻔطر ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﺗﺟم وﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم .
وﺧﻼﺻـــــــــــــــــــــــــﺔ اﻟﻘول أن اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟدم ﯾﻘﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ،واﻟذي ﺗدل ﻋﻠﯾﮫ اﻷدﻟﺔ أن
اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻔطر ﻓﻛذﻟك اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟدم.
ﺗﺣﻠﯾـــــــــــــــل اﻟدم :ﺗﺟرى ﺗﺣﺎﻟﯾل ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟدم اﻟﻣﺄﺧوذ ﻣن اﻷوردة أو ﻣن اﻟﺷراﯾﯾن ﺑواﺳطﺔ
ﻣﺛﻘب رﻓﯾﻊ ،وﯾﺳﺗﺧدم اﻟدم اﻟورﯾدي ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل ﻓﻲ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء اﻟﺣﯾوﯾﺔ.1
ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﺗﻘدﻣﯾن :ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﯾرون أن اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻔطر ﻓﻣﺎ دوﻧﮭﺎ ﻣن
ﺑﺎب أوﻟﻰ .
-أﻣﺎ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘد اﺳﺗﺑﻌدوا ﻗﯾﺎﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﺎ ﯾﺧرج ﺑﺎﻟﻔﺻد ﯾﺳﯾر،
2
وﻣﺎ ﯾﺧرج ﺑﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻛﺛﯾر.
ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن :ﯾرى اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون أن أﺧذ اﻟدم ﻟﻐرض اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ،ﻷن
ﻛﻣﯾﺗﮫ ﯾﺳﯾرة وﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺻوم ﻋﻧدھم .وھو ﻗرار اﻟﻧدوة اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﺣول اﻟﺗداوي .
-إذا ﻛﺎن اﻟدم اﻟﻣﺳﺣوب ﻗﻠﯾﻼ ﻣﺛل اﻟذي ﯾﺳﺣب ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻓﮭذا ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ وﻻ ﺣرج ﻓﯾﮫ. 3
4
-اﻟدم اﻟﻘﻠﯾل اﻟذي ﯾﻧﻘل ﺑﺎﻹﺑرة ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻔطر ﻟﻛوﻧﮫ ﻟﯾس ﺣﺟﺎﻣﺔ وﻻ ﯾﻠﺣﻖ ﺑﮭﺎ.
-اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﺻوم ﺑل ﯾﻌﻔﻰ ﻋﻧﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﻣﺎ ﺗدﻋو إﻟﯾﮫ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ وﻟﯾس ﻣن ﺟﻧس اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ
ﻣن اﻟﺷرع اﻟﻣطﮭر .5
اﻟﺗرﺟﯾــــــــــــــــــــــﺢ
اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﺑﺄن ﻟﯾس ھﻧﺎك دﻟﯾل ﻋﻠﻰ إﻓﺳﺎد اﻟﺻوم ﺑﺄﺧذ اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟدم،
ﻓﮭو ﻟﯾس ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ،ﻷن اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﺻرﺣت أن ﻋﻠﺔ اﻟﺗﻔطﯾر ﺑﺎﻟﺣﺟﺎﻣﺔ
-1اﻟﺟﺑر اﻷﻟﻔﻲ ﷴ ،ﻣﻔطرات اﻟﺻﺎﺋم ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.28
-2اﻟﺟﺑر اﻷﻟﻔﻲ ﷴ ،ﻣﻔطرات اﻟﺻﺎﺋم ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص32
-3اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوى ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .421
-4اﻟﺟﺑرﯾن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،أدب وأﺣﻛﺎم اﻟﺻﯾﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .33
-5اﺑن ﺑﺎز اﻟﻌﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،ﻓﺗﺎوى إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.133
45
اﻟﺿﻌف اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ .وھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﯾس ﻣوﺟودا ﻓﻲ أﺧذ اﻟدم اﻟﻘﻠﯾل ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل .وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم
ﺑﺎﻟﺻواب.
اﻟدﯾﻠزة اﻟدﻣوﯾﺔ ،ﻏﺳﯾل اﻟﻛﻠﻰ " :"haemodialysisوھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ آﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﻣﻰ
اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻧﻘﯾﺔ اﻟدم ﻣن اﻟﺳﻣوم ﺑﺈﺧراج اﻟدم ﻣن اﻟﺟﺳد وﺗﻣرﯾره ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺎز ،ﺣﯾث
ﺗﺗم ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟدم ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣؤذﯾﺔ اﻷﺧرى ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣواد ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﻧﻘﯾﺔ .وﻛذﻟك ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣﺎدة
اﻟﮭﯾﺑﺎرﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺗﺧﺛر ﻓﻲ اﻟدم ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺣدث ﺟﻠطﺔ دﻣوﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻐﺳﯾل ،وﻣن ﺛم ﯾﻌﺎد اﻟدم إﻟﻰ
اﻟﺟﺳم ﻋن طرﯾﻖ اﻟورﯾد وﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣرﯾض ﻹﺟراء ﻏﺳﯾل اﻟﻛﻠﻰ ﻣرﺗﯾن أو ﺛﻼث ﻣرات أﺳﺑوﻋﯾﺎ.1
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :وﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻐﺷﺎء اﻟﺑﯾرﯾﺗوﻧﻲ اﻟﻣﻐطﻰ ﻟﺟدار اﻟﺑطن ﻣن اﻟداﺧل
واﻷﺣﺷﺎء ﻟﺗﻧﻘﯾﺔ دم اﻟﻣرﯾض ﻣن اﻟﺳﻣوم اﻟﺗﻲ ﺑﮫ .وﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ إدﺧﺎل اﻟطﺑﯾب أﻧﺑوﺑﺎ ﻋﺑر ﻓﺗﺣﺔ ﺻﻐﯾرة
ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺻرة و اﻟﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌد اﻟﺗﺧدﯾر اﻟﻣوﺿﻌﻲ ،ﺛم ﯾدﺧل ﻋن ھذا اﻷﻧﺑوب ﻟﺗرا أو ﻟﺗرﯾن ﻣن اﻟﺳواﺋل
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺳﻛر اﻟﻌﻧب اﻟﺟﻠوﻛوز إﻟﻰ داﺧل ﺟوف اﻟﺑطن ﻟﻣدة ﻋﺷر دﻗﺎﺋﻖ ﺛم
ﯾﺳﺣب اﻟﺳﺎﺋل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج وﯾﻛرر ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋدة ﻣرات ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟواﺣد ،وﯾﺗم أﺛﻧﺎء ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺗﺑﺎدل
اﻟﺷوارد و اﻟﺳﻛر واﻷﻣﻼح ﻓﻲ اﻟدم ﻋﺑر اﻟﺑرﺗوان.
وﻟﻘد أﺛﺑت اﻟﻌﻠم أن ﻛﻣﯾﺔ ﻣن ﺳﻛر اﻟﻌﻧب اﻟﺟﻠوﻛوز اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺋل اﻟذي ﯾدﺧل ﺟوف اﻟﺑطن ﺗدﺧل
اﻟدم ﻋﺑر ھذا اﻟﻐﺷﺎء.2
- 1اﻟوﻧدة اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.164
-2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .166-165
46
ﺣﻛم اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي اﻟدﻣوي :ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻟﻠﺣﺟﺎﻣﺔ اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻓﻲ
اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي اﻟدﻣوي وأﺛره ﻋﻠﻰ اﻟﺻوم ،ﻓذھﺑت طﺎﺋﻔﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻔﺳد وذھﺑت أﺧرى ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻔﺳد
ﻟﻠﺻوم .
اﻟﻘول اﻷول :ﻣﻔﺎده أن اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي اﻟدﻣوي ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم ،وﻗد ذھب إﻟﻰ ھذا ﻛل ﻣن اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد
اﻟﻌزﯾز اﺑن ﺑﺎز واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻺﻓﺗﺎء ﻓﻲ اﻟﺳﻌودﯾﺔ واﻟﺷﯾﺦ وھﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ.1
* -اﻷطﺑﺎء ﯾﻧﺻﺣون ﺑﻌم اﻟﺻوم ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟذي ﯾﺄﺗﻲ ﻓﯾﮫ اﻟﻣرﯾض ﻹﺟراء اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي ،ﺳواء اﻟﻐﺳﯾل
اﻟدﻣوي أو اﻟﺑﯾرﯾﺗوﻧﻲ ،ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷرب ﺳواﺋل ﻛﺛﯾرة ﺗﻌوض اﻟﺿﻌف اﻟذي ﯾﻠﺣﻖ ﺑﮫ أﺛﻧﺎء
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻐﺳﯾل.4
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي اﻟدﻣوي ﻏﯾر ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺻوم ،وﻗد ذھب إﻟﻰ ھذا اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻘرﺿﺎوي واﻟﺷﯾﺦ
ھﯾﺛم ﺧﯾﺎط واﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣود ﻋوﯾﺿﺔ .
-1ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .417
-2اﺑن ﺑﺎز اﻟﻌﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،ﻓﺗﺎوى إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.264
-3ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.417
-4اﻟوﻧدة اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.166
-5ﻣﺣﻣود ﺑن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف أﺑو إﯾﺎس ،اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﯾﺎم ،ط2005 ،2م ،ص .282
47
* -أن اﻟﻣواد اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻏﺳﯾل اﻟﻛﻠﻰ ﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﺗﻐذﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺻل ﻟﺑدن
اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﺑﮭذه اﻟﻣواد ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﮫ ﺑﺎﻟﺗﻐذﯾﺔ ،ﺑل ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﻛوﻧﮭﺎ ﻣواد ﻋﻼﺟﯾﺔ
1
دواﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن إﻟﻰ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟدم ﻓﻲ ﺑدن اﻟﻣرﯾض ،ﻓﺎﻷﺻل اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻼج واﻟدواء.
* -أن اﻟدم اﻟداﺧل ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف وﻟﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷراﯾﯾن.
اﻟﺗرﺟﯾــــــــــــــــﺢ
ﻣن ﺧﻼل أﻗوال اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾﺗرﺟﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي اﻟدﻣوي ﻣﻔطر ،ﻷن اﻟدم ﯾﻌود ﻣﺣﻣﻼ
ﺑﻣواد ﻏذاﺋﯾﺔ ﺳﻛرﯾﺔ وھذه اﻟﻣواد ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻛل واﻟﺷرب وﯾﺳﺗﻐﻧﻲ اﻟﺟﺳم ﺑﮭﺎ ﻋن اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب و
ﯾﺗﻘوى ﺑﮭﺎ ،وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻐذى ﺑﮫ اﻟﺟﺳم وﯾﻛون ﻣﺣل اﻷﻛل واﻟﺷرب ﯾﻘﻊ ﺗﺣت داﺋرة اﻟﻣﻔطرات إﻻ أﻧﮫ ﻻ
ﯾﺟوز اﻟﺟﻣﺎع ﻓﻲ ﻧﮭﺎر اﻟﺻوم.
ﺗﻌرﯾف ﺷﻔط اﻟدھون ﻣن اﻟﺟﺳم :ھﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗدرج ﺗﺣت اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ اﻟﺗﺟﻣﯾﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد
ﻓﻲ إﺻﻼح اﻟﺷﻛل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺟﺳم ،وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺑروز ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ﺑﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن .وﯾﺗم ﺷﻔط اﻟدھون ﺑﻣوﺟب
اﻟﺿﻐط اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋن طرﯾﻖ ﺟﮭﺎز اﻟﺷﻔط اﻟذي ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﻛﮭرﺑﺎء .
وﺣدﯾﺛﺎ ﺗم ﺗوظﯾف اﻟﺗرددات اﻟﺻوﺗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﮭﺎز ﺷﻔط اﻟدھون ﻟﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إذاﺑﺔ اﻟدھون ﺑﻣوﺟب
2
اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ھذه اﻟﺗرددات اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ وﯾﺗم ﻓﻘدان ﺣواﻟﻲ 10ﺳم3ﻣن اﻟدم ﻣﻊ ﻛل ﻟﺗر دھن ﯾﺗم ﺷﻔطﮫ.
-إﺻﻼح اﻟﺑروز ﺑﺎﻟﺟﺳم ﺳواء ﻛﺎن ﺷﻔطﺎ ﻣﻧﻔردا أو ﻣﻊ اﺳﺗﺋﺻﺎل ﺟراﺣﻲ .
-ﻋﻼج ﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻌرق .
-ﺗﻘﻠﯾل ﻧﺳﺑﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟذﺑﺣﺔ ﻋﻧد اﻟرﺟﺎل ﺑﺷﻔط دھون اﻟﺑطن .
3
-اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدھون اﻟﻣﺷﻔوطﺔ ﻓﻲ ﺣﻘن اﻟوﺟﮫ واﻟﯾدﯾن ﻻﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺷﺑﺎب.
واﻟراﺟﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺻور اﻟطﺑﻲ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷﻔط اﻟدھون ﻓﺈﻧﮫ ﯾظﮭر أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷﻔط اﻟدھون ﻻ
ﺗﻔﺳد اﻟﺻوم ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻵﺗﯾﺔ:
* -أن ﺿﺎﺑط اﻟﻣﻔطرات ﻣﺎ ﻛﺎن أﻛﻼ أو ﺷرﺑﺎ .وﺷﻔط اﻟدھون ﻟﯾس ﻣن ذﻟك ﻓﻲ ﺷﻲء.
* -ﺳﺑﻖ أن رﺟﺣﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﻋدم إﻓﺳﺎدھﺎ ﻟﻠﺻوم ﻣﻊ أﻧﮫ ﺳﺣب ﻣن اﻟﺑدن ،ﻓﺈن ﺷﻔط اﻟدھون ﻻ ﯾﻔﺳد
1
اﻟﺻوم ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ .
* -أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻔﺳد ﻋﺑﺎدة ﻣﺗﯾﻘﻧﺔ إﻻ ﺑدﻟﯾل ﺻرﯾﺢ أو ﺗﻌﻠﯾل ﺻﺣﯾﺢ ،وﻟﯾس ﺛﻣﺔ ﺷﻲء ﻣﻧﮭﻣﺎ وﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم وأﺣﻛم .
-ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر ﻣﻧﺎﻓذ اﻟوﺟﮫ ﻣﺛل ﻗطرة اﻷﻧف واﻟﻔم واﻷذن
-ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋﺑر اﻟﺟﻠد ﻣﺛل اﻟﺣﻘن اﻟﻌﺿﻠﯾﺔ واﻟورﯾدﯾﺔ
-ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋﺑر اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ و أﺻﺑﺎع اﻟﻔﺣص ﻣﺛل اﻟﺗﺣﺎﻣﯾل اﻟﺷرﺟﯾﺔ
-ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋﺑر اﻟﺑدن اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟدم ﻣﺛل اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟدم أو ﺳﺣب اﻟدم
-ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋﺑر اﻟﺑدن اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺟﺳم ﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة وﺷﻔط اﻟدھون
وﻗد ﻻ ﺣظﻧﺎ اﺧﺗﻼﻓﺎ واﺿﺣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣذاھب اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟطﺑﻲ واﻟﻔﻘﮭﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺣظﻧﺎ أن ﺟل ﻣﺎ
ﺗم ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ھو ﻓﺗﺎوى ﻓﻘﮭﯾﺔ ﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﻌﺎﺻرﯾن أو اﺟﺗﮭﺎدات ﻟﻣﺟﻣﻌﺎت ﻓﻘﮭﯾﺔ .
50
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟﺻوم أﺣد أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم اﻟﺗﻲ ذﻛرھﺎ ﷲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻓﻲ ﻋدة ﻣواﺿﻊ ﻣﻧﮭﺎ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺷﮭر
رﻣﺿﺎن اﻟذي أﻧزل ﻓﯾﮫ اﻟﻘرآن ھدى ﻟﻠﻧﺎس و ﺑﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﮭدى واﻟﻔرﻗﺎن ﻓﻣن ﺷﮭد ﻣﻧﻛم اﻟﺷﮭر
ﻓﻠﯾﺻﻣﮫ( .وﻗوﻟﮫ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﻛم ﺗﻧزﯾﻠﮫ ) ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟذﯾن ﺈﻣﻧوا ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻛم اﻟﺻﯾﺎم ﻛﻣﺎ ﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن
ﻣن ﻗﺑﻠﻛم ﻟﻌﻠﻛم ﺗﺗﻘون( ،وﻗوﻟﮫ أﯾﺿﺎ ) أﯾﺎﻣﺎ ﻣﻌدودات ﻓﻣن ﻛﺎن ﻣﻧﻛم ﻣرﯾﺿﺎ أو ﻋﻠﻰ ﺳﻔر ﻓﻌدة ﻣن
وﻗد أوﺻﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﷺ ﺑﺻﯾﺎﻣﮫ ﻓﻲ ﻋدة ﻣواﺿﻊ ،ﺣﯾث ﺣث اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺻﯾﺎم ﻧﮭﺎره وﻗﯾﺎم ﻟﯾﻠﮫ ،
ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻓﯾﻣﺎ ﯾروﯾﮫ ﻋن رﺑﮫ ﻋز وﺟﮫ أﻧﮫ ﻗﺎل :إﻻ اﻟﺻوم ﻓﺈﻧﮫ ﻟﻲ وأﻧﺎ أﺟزى ﺑﮫ ،إن
ﻟﻠﺻﺎﺋم ﻓرﺣﺗﺎن ،إذا أﻓطر ﻓرح ﺑﻔطره ،وإذا ﻟﻘﻲ ﷲ ﻓرح ﺑﻠﻘﺎﺋﮫ .واﻟذي ﻧﻔس ﷴ ﺑﯾده ﻟﺧﻠوف ﻓم
اﻟﺻﺎﺋم أطﯾب ﻋﻧد ﷲ ﻣن رﯾﺢ اﻟﻣﺳك ( رواه ﻣﺳﻠم .وﻗوﻟﮫ ﷺ )اﻟﺻوم ﺟﻧﺔ وھو ﺣﺻن ﻣن ﺣﺻون
اﻟﻣؤﻣن ،وﻛل ﻋﻣل ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ إﻻ اﻟﺻﯾﺎم ،ﯾﻘول ﷲ ﻋز وﺟل إﻻ اﻟﺻﯾﺎم ﻓﮭو ﻟﻲ وأﻧﺎ أﺟزى ﺑﮫ ( رواه
اﻟطﺑراﻧﻲ.
وآﯾﺎت اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم وأﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑﻲ ﷺ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻓﺿل اﻟﺻﯾﺎم وﺛواﺑﮫ ،ﻷن اﻟﺻﯾﺎم رﻛن ﻣن أرﻛﺎن
وﻗد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺛل اﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺟﻣﺎع ،وأﯾﺿﺎ ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
اﻟﻣﻌﺎﺻرة وھو ﻣﺎ ارﺗﺑط ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟطب اﻟﺣدﯾث و اﻷﻣراض اﻟﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ھذا.
وﻗد ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻧﺎ ھذا ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻋدة أﻗﺳﺎم ،ﺣﯾث أن ھذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻓرﺿﺗﮫ طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣوﺿوع ،ذﻟك أﻧﮫ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﻛﻼم ﻋن اﻟﺻﯾﺎم ﻓﻲ إطﺎره اﻟﻣﻔﺎھﯾﻣﻲ ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﺟزء
51
اﻷھم ﻓﻲ اﻟﺑﺣث أﻻ وھو ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺛم ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة و اﻟﺗﻲ ارﺗﺑطت
-أن اﻟﺻﯾﺎم رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﻛﺗﻣل إﯾﻣﺎن اﻟﻣﺳﻠم إﻻ ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ﺑﮫ وﺻﯾﺎﻣﮫ وﻗﯾﺎم ﻟﯾﻠﮫ إن
-أن أﻏﻠب ﻣﺎ ﻛﺗب ﺣول ﻣوﺿوع ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ھو ﻓﺗﺎوى ﻋن ﻋﻠﻣﺎء أو ﻣﺟﻣﻊ
-أن ﺟل اﻟﻔﻘﮭﺎء اﺗﻔﻘوا ﺣول ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﺗﻲ ذﻛرت ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم واﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ
ﻣن أﻛل وﺷرب وﻧﻛﺎح اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ ) ﻓﺎﻵن ﺑﺎﺷروھن واﺑﺗﻐوا ﻣﺎ ﻛﺗب ﷲ ﻟﻛم ،وﻛﻠوا
واﺷرﺑوا ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻛم اﻟﺧﯾط اﻷﺑﯾض ﻣن اﻟﺧﯾط اﻷﺳود ﻣن اﻟﻔﺟر ﺛم أﺗﻣوا اﻟﺻﯾﺎم إﻟﻰ اﻟﻠﯾل (.
-ذﻛر اﻟﻌﻠﻣﺎء أﯾﺿﺎ ﻣﺎ اﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺛل دم اﻟﺣﯾض واﻟﻧﻔﺎس ودﻟﯾﻠﮫ ﺣدﯾث أﺑﻲ ﺳﻌد اﻟﺧذري رﺿﻲ
ﷲ ﻋﻧﮫ أن رﺳول ﷲ ﷺ ﻗﺎل ) :أﻟﯾس إذا ﺣﺎﺿت اﻟﻣرأة ﻟم ﺗﺻل وﻟم ﺗﺻم (.
-ذﻛر اﻟﻌﻠﻣﺎء أﯾﺿﺎ اﻟﺳﻌوط وھو إﯾﺻﺎل ﺷﻲء إﻟﻰ اﻟﺟوف ﻣن طرﯾﻖ اﻷﻧف ﻓﮭذا ﻣﻔطر ،ودﻟﯾﻠﮫ
-ذﻛر اﻟﻌﻠﻣﺎء أﯾﺿﺎ اﻟﻘﻲء ﺣﯾث اﻟﺗﻌﻣد ﻓﻲ إﺧراج ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌدة ﻣن طﻌﺎم .ودﻟﯾل ذﻟك ﻗوﻟﮫ ﺻﻠﻰ
ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ) ﻣن ذرﻋﮫ اﻟﻘﻲء ﻓﻠﯾس ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺿﺎء وﻣن اﺳﺗﻘﺎء ﻋﻣدا ﻓﻠﯾﻘض ( .
-ھذا وﻗد ذﻛر اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء أﯾﺿﺎ اﻻﺳﺗﻣﻧﺎء ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﻧﺎء اﺳﺗدﻋﺎء ﺧروج اﻟﻣﻧﻰ ﺑﻧﺣو
اﻟﻠﻣس أو ﺿم أو ﺗﻘﺑﯾل وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟك وﻗد أﻛد اﻟﻌﻠﻣﺎء أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻔطرات ﻋﻧد أﻏﻠب أھل اﻟﻌﻠم
52
ﺣﯾث ﻗﺎل اﺑن ﻗداﻣﺔ ) ﯾﻔطر ﺑﮫ اﻟﺻﺎﺋم ﺑﻐﯾر ﺧﻼف ﻧﻌﻠﻣﮫ ( وﻗوﻟﮫ ﷺ ) ﯾدع ﺷﮭوﺗﮫ و أﻛﻠﮫ
أﻣﺎ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة واﻟﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ واﻟﺗﻲ ھﻲ ﻟب ﺑﺣﺛﻧﺎ وھﻲ اﻟﻣﻔﺳدات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻘد اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻔﻘﮭﺎء وأھل اﻟﻌﻠم وﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻧﺎ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻛﺣوﺻﻠﺔ ﻟﺑﺣﺛﻧﺎ وﯾﻣﻛن
-أن أﻏﻠب اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء اﺧﺗﻠﻔوا ﺣول اﻟﻣﻔﺳدات اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻣﺎ ارﺗﺑط ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻟطﺑﯾﺔ
واﻷﻣراض اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
-أن اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻗﺳﻣت ﺣﺳب اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء إﻟﻰ ﻣﻔﺳدات داﺧﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺑطن وﻣﺎ ﯾدﺧل
إﻟﻰ اﻟﺟﺳم ﻋﺑر اﻟﻣﻧﻔذ وﻣﻧﮭﺎ ﺑﺧﺎخ أﻣراض اﻟرﺑو وﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣن اﻷﻧف ،وﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة وﻣﺎ
ارﺗﺑط ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺄﻣراض اﻟﻣﻌدة واﻷﻣﻌﺎء ،وﻣﺟﻣل اﻷﻗراص اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻣن اﻟﻔم وﻗطرة اﻷﻧف واﻟﻔم
واﻷذن .
-أن اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر اﻟﺟﻠد وﻣﻧﮭﺎ اﻟﺣﻘن واﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي وﻣﻌظم
اﻟدھﺎﻧﺎت واﻟﻣراھم اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻔﮭﺎ اﻟطﺑﯾب إﻟﻰ اﻟﻣرﯾض ،وﻣﺟﻣل ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر اﻟﺟﮭﺎز
-أن ﻣن اﻟﻣﻔطرات اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻔطرة أﯾﺿﺎ ﻛﺎﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟدم وﺳﺣب اﻟدم
-أن اﻟﻣذاھب اﻷرﺑﻌﺔ ﻗد اﺧﺗﻠﻔت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﺣﯾث
ذھب ﻛل ﻣذھب إﻟﻰ ﺟﮭﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم واﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑوﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ
.
53
-أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺟوف ﻛﺎﻧت ﻣﺣل اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻣذھب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ واﻟﻣذھب اﻟﺣﻧﻔﻲ واﻟﻣذھب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ ،ﺣﯾث اﺧﺗﻠﻔوا اﺧﺗﻼﻓﺎ واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﺣد اﻟﺟوف وﻣﻧﮭم ﻣن رﺑط ﺣد اﻟﺟوف ﺑﺎﻟﻣﻌدة ﻣﺛﻠﻣﺎ
-ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن أﻗر اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺣﯾث أن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﻧﮭم اﻟذﯾن أﻛدوا أن ﻓﺳﺎد اﻟﺻوم
ﺑﻐﯾر اﻟواﺻل إﻟﻰ اﻟﺟوف ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟواﺻل إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ واﻹﺑر وأﯾﺿﺎ اﻷﻧف واﻷذن
وﻏﯾرھﺎ ،وھﻧﺎك ﻣن ﯾرى أن ھذه اﻟﻣﻧﺎﻓذ ﻛﺎﻟدﻣﺎغ واﻟدﺑر واﻷذن واﻷﻧف ﺟوف ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ وﻟو
-أﻏﻠب اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾرون أن اﻟﺟوف ھو اﻟﻣﻌدة ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌدة ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻔطرا،
وﺑذﻟك رﺑطوا اﻟﺟوف ﺑﺎﻟﻣﻌدة ،وﻣن ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم وﺻول أي ﺷﻲء ﻣﻐذى اﻟﻰ اﻟﻣﻌدة .
أﺧﯾرا وﻟﯾس آﺧرا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ھذا اﻟﺑﺣث ﯾﻌﺗﺑر ﺛﻣرة ﺟﮭد إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻗد ﯾﻛون ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻧﻘص اﻟﻛﺛﯾر.
وﻟﻛن ﺣﺳﺑﻧﺎ أﻧﻧﺎ اﺟﺗﮭدﻧﺎ أن ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ اﻟﺑﺣﺛﻲ ﻣن اﻗﺻر اﻟطرق ﻣن ﺗﺑﯾﺎن أن ﻣﻔﺳدات
اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻛﺛﯾرة ارﺗﺑطت ﺑﺎﻟطب اﻟﺣدﯾث وﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وﻗد
اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮫ أھل اﻟﻌﻠم ﻧظرا ﻟﻠﺗﻌﻘﯾدات اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮫ وﻧظرا ﻟﻐﻣوض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮫ .
54
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﻌﺗﻣدة
-02أﺑو اﻟﺣﺳن اﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ﺑن زﻛرﯾﺎ ،ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ج ،01ط ، 01دار اﻟﻔﻛر
1399 ،ھـ 1979م .
-03اﺑن ﺑﺎز ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد ﷲ ،ﻓﺗﺎوى إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،1اﻟرﯾﺎض ،دار اﻟوطن ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺻﻔر 1413ھـ .
-04اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﷴ أﻣﯾن اﻟﺷﮭﯾر ،رد اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺷرح ﺗﻧوﯾر اﻷﺑﺻﺎر ،اﻟﺟزء ،03طﺑﻌﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،دار ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1423 ،ھـ2003 ،م.
-07اﻟﻛﻧدى ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻏﺎﻟب ،اﻟﻣﻔطرات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ط ، 01
دار اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ 2014 /1436 ،
-09اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟدﻣﺷﻘﻲ ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﷴ اﻟﺣﺻﻧﻲ ،ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻷﺧﯾﺎر ﻓﻲ ﺣل
اﻻﺧﺗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ط ،9دﻣﺷﻖ -ﺳورﯾﺎ ،دار اﻟﺑﺷﺎﺋر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
1422ھـ 2001 -م.
- -10اﻟﻛﺳﺎﻧﻲ ﻋﻼء اﻟدﯾن ،ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ،ﺑﯾروت ،دار اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺳﻧﺔ 1982م.
55
-11اﻟﻣﺳﻧد ﷴ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﻓﺗﺎوي إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،1اﻟرﯾﺎض ،دار اﻟوطن ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺻﻔر 1413ھـ.
-12اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ﷴ ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺷرح اﻟﻣﻣﺗﻊ ﻟزاد اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ ،اﻟﻣﺟﻠد ، 06ط ، 01دار اﺑن
اﻟﺟوزي . 1424 ،
-13اﻟﺳﻛﺎﻛر ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﷴ ،ﻓﻘﮫ ﻧوازل اﻟﺻﯾﺎم ،ﺳﻠﺳﺔ اﻟدورات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﻠوم
اﻟﺷرﯾﻌﺔ ،اﻟدورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﺟﺎﻣﻊ اﻟراﺟﺣﻲ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ1428 ،ھـ .
-14اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺎﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن اﻟوﻧدة ،أھم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ .2006 ،
-15اﻻﻧدﻟﺳﻲ ﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻲ ،ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ،ج ، 03ط ، 01
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ 1416 ،ھـ . 1996 ،
-16اﻟوﻧدة اﻟﻌﺎزﻣﻲ ﺟﺑر ﻋﯾد ﺟﻣﻌﺎن ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم ،رﺳﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ وأﺻوﻟﮫ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ،آﯾﺎر 2006م .
-19اﻟﻣﺷﯾﻘﺢ ﺧﺎﻟد ﺑن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﺷرح ﻛﺗﺎب زاد اﻟﻣﺳﺗﻧﻔﻊ ،اﻟداﺋرة
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
56
-21اﻟﺧﻼوي أﺳﺎﻣﺔ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﯾوﺳف ،اﻟﻧوازل اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟرﯾﺎض ،دار
ﻛﻧوز إﺷﺑﯾﻠﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1429 ،ھـ.
-23ﺑن ﻏﺎﻟب اﻟﻛﻧدي ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣﻔطرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ط ،1اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،دار اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1435 ،ھـ2014 ،م.
-24ﺑن ﻗداﻣﺔ ،ﻣوﻗف اﻟدﯾن أﺑﻲ ﷴ ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﷴ ،اﻟﻣﻐﻧﻲ ،ط ،1اﻟرﯾﺎض،
دار ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ620 – 541 ،ھـ.
-25ھﯾﺗو ﷴ ﺣﺳن ،ﻓﻘﮫ اﻟﺻﯾﺎم ،ط ،1ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﺑﺷﺎﺋر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1408 ،ھـ 1988 -م .
-26
-27ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺑن ﺑﺎز ،ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوى ،اﻟرﯾﺎض ،دار
اﻟﻘﺎﺳم ﻟﻠﻧﺷر1420 ،ھـ.
-28ﺳرﺣﺎن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﷴ ﻋﻠﻲ ،اﻟﺑﯾﺎن واﻹﺗﺣﺎف ﻓﻲ ﻓﻘﮫ اﻟﺻﯾﺎم واﻹﻋﺗﻛﺎف ،ط،1
اﻟﻣﻧﺻورة -ﻣﺻر – اﻟﻘﺎھرة ،دار اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1431 ،ھـ2010 ،م.
57
ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌـــــﻧوان
أ ﻣﻘدﻣﺔ
01 اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
01 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺗﻌرﯾف ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
01 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﯾﺎم
01 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﯾﺎم ﻟﻐﺔ
01 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﯾﺎم ﺷرﻋﺎ
02 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻔﺳدات
03 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻟﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ
03 اﻟﻣطﻠب اﻻول :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ
05 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ
12 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم
12 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻣﻔطرات اﻟداﺧﻠﺔ اﻟﻰ ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم
12 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر ﻣﻧﺎﻓذ اﻟوﺟﮫ
12 اﻟﻔرع اﻷول :ﺑﺧﺎخ اﻟرﺑو
15 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة
18 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻷﻗراص اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت اﻟﻠﺳﺎن
18 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﻗطرة اﻷﻧف واﻟﻔم واﻷذن ﻟﻠﺻﺎﺋم
26 اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :ﻏﺎز اﻷﻛﺳﺟﯾن
27 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺟﺳم ﻋﺑر اﻟﺟﻠد ﻧﻔﺎذاو اﻣﺗﺻﺎﺻﺎ
27 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺣﻘن اﻟﻌﺿﻠﯾﺔ واﻟورﯾدﯾﺔ
30 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدھﺎﻧﺎت واﻟﻣراھم واﻟﻠﺻﻘﺎت اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ
31 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻧظﺎر اﻟﺑطن
32 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﺑطن ﻋﺑر اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ واﻟﺷرج
32 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻣﻧظﺎر اﻟﺷرﺟﻲ و أﺻﺑﻊ اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ
34 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻘﻧﺔ اﻟﺷرﺟﯾﺔ
35 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗﺣﺎﻣﯾل
38 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻔطرات اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم
58
38 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﻔطرات اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟدم
38 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟدم
40 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﺣب اﻟدم ﻟﻠﺗﺣﺎﻟﯾل
42 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻔطرات اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﺑدن اﻟﺻﺎﺋم واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟﺳم
42 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻐﺳﯾل اﻟﻛﻠوي
45 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷﻔط اﻟدھون
58 اﻟﺧــــــــــــــــــﺎﺗﻣﺔ
59
اﻟﻣﻠﺧص
ﻓرض ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﺻﯾﺎم ﻣﺣدودا ﺑﺣدود ﺷرﻋﯾﺔ ،وﻣن ﺗﺟﺎوز ھذه اﻟﺣدود ﻓﺳد ﺻوﻣﮫ،
ﻟذﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم أن ﯾﻌرف ھذه اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ارﺗﺑطت ﺑﮭذه اﻟﻔرﯾﺿﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﮭﻧﺎك ﺑﻌض
اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻌﻠﻣﮭﺎ ﻛل ﻣﺳﻠم ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻔﺳد ﺻﯾﺎﻣﮫ ،ذﻟك أن ھﻧﺎك ﻣن اﻟﻣﻔﺳدات ﻣﺎ اﺗﻔﻖ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻠﻣﺎء وھﻧﺎك ﻣﺎ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣﻧﮭﺎ .
ﺗﺄﺗﻲ ھذه اﻟﻣذﻛرة اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﻟﺗﺗﻧﺎول ﻣوﺿوع اﻟﺻﯾﺎم وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮫ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق
إﻟﻰ اﻟﺻﯾﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻓرﯾﺿﺔ ﻣن اﻟﻔراﺋض ورﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﻛﺗﻣل إﯾﻣﺎن اﻟﻣؤﻣن إﻻ
ﺑﮫ.
وأﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق ﻟﻣﻔﺳدات اﻟﺻﯾﺎم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻛﺎﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺟﻣﺎع.
أﻣﺎ ﺻﻠب اﻟﻣوﺿوع ﻓﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﻔﺳدات اﻟﻣﻌﺎﺻرة واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺣل اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء
واﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻣذاھب اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ارﺗﺑطت ﺑوﻗﺎﺋﻊ ﻣﻌﺎﺻرة ﻛﺎﻷﻣراض اﻟﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ واﻟطب
اﻟﺣدﯾث ،وارﺗﺑطت أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺳﺗﺟدات ﻓرﺿﺗﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻌﺎﺻرة.
ﻟذﻟك ﺳﯾﺟد اﻟﻣﺗﺻﻔﺢ ﻟﮭذه اﻟﻣذﻛرة ﻋﻧﺻرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﯾﺗﻌﻠﻖ اﻷول ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺻﯾﺎم
وﻣﻔﺳداﺗﮫ اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻓﯾﮭﺎ ،وﯾﺗﻌﻠﻖ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻣﻔﺳدات اﻟﺻوم وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮫ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل وﺗﺄﺻﯾﻠﮭﺎ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم واﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ واﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻔﻘﮭﺎء
واﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن.
Summary
God Almighty has enjoined fasting limited by legal limits, and whoever transgresses
these limits invalidates his fast, so the Muslim must know these limits that are linked to
this obligation, and therefore there are some things that every Muslim must know because
60
they invalidate his fast, because there are spoilers that are agreed It is the scholars and
there is a difference of opinion about it, especially the contemporary ones
This research note comes to address the issue of fasting and its contemporary
applications by addressing fasting as an obligation of the religious obligations and one of
the pillars of Islam in which the believer's faith is not complete without it, and also by
addressing the spoilers of fasting agreed upon among the jurists such as eating, drinking
and intercourse, while the core of the topic deals with contemporary spoilers. Which was
the subject of disagreement between scholars, jurists and jurisprudence schools because it
was linked to contemporary facts such as incurable diseases and modern medicine, and
was also linked to developments imposed by contemporary life
Therefore, the browser of this memorandum will find two basic elements related
to the first of the meaning of fasting and its spoilers agreed upon. The second element
relates to the spoilers of fasting and its contemporary applications and a set of issues and
their rooting based on the Holy Qur’an, the honorable Sunnah of the Prophet and the
jurisprudence of contemporary scholars and scholars.
61