Professional Documents
Culture Documents
Version L 3 T1
Version L 3 T1
بار ّ
َالزائِفة مبادَرةٌَ ِلـ ُمكافح ِةَاأل ْخ ِ
أهال بكم .ثمة سؤال يحير المهنيين في قطاع اإلعالم منذ فترة :لماذا تنتشر المعلومات الكاذبة
بشكل أسرع من األخبار الدقيقة والحقيقية؟
يكتفي البعض بالجواب القائل إن مواقع التواصل االجتماعي تتحمل المسؤولية كاملة.
أما العاملون في المجال اإلخباري فيدركون أن مكافحة الظاهرة تقع على عاتقهم ،وفي صلب
مسؤولياتهم.
تعددت في الفترة الماضية محاوالت مكافحة األخبار الزائفة ،ولعل من أهمها المبادرة من
أجل الصحافة الموثوقة التي أطلقتها قبل بضعة أشهر منظمة مراسلون بال حدود بالتعاون مع
وكالة الصحافة الفرنسية واتحاد اإلذاعات األوروبية وشبكة المحررين العالمية .وقد فاق عدد
المؤسسات التي التحقت بالمبادرة اليوم مئة مؤسسة.
موضوعنا األول لهذا األسبوع يأتيكم من باريس ،حيث تحدث المرصد إلى بعض األطراف
المؤسسين وعاد بالقصة التالية.
هذا عصر اإلعالم المتدفق وفيض المعلومات ،لكنه أيضا عصر األخبار المفبركة والمضللة.
انتبهت كبرى الديمقراطيات في أوروبا وأمريكا خالل السنوات الماضية إلى أن إعالمها ليس
بخير .فخالل مواعيد انتخابية كبرى في الواليات المتحدة ،كما في فرنسا وألمانيا وهولندا
وغيرها ،تدفقت األخبار الكاذبة عبر المنصات اإلعالمية ،قديمها وحديثها .تأرجح مزاج
الناخبين في اللحظات األخيرة ،في أكثر من بلد.
ظهرت في السنوات القليلة الماضية أكثر من مبادرة على مستوى إدارات التحرير في
الصحف أو في غرف األخبار اإلذاعية والتلفزيونية أو هيئات التحرير في المواقع
اإللكترونية .انتشر على نطاق واسع مصطلح "تدقيق الوقائع" ،غير أن المبادرة التي أعلنها
قبل فترة في باريس تكتل من منظمات مهنية ومؤسسات إعالمية تطمح إلى ما هو أعمق من
ذلك :التثبت من مصداقية وسيلة اإلعالم نفسها ،صانعة الخبر .منظمات أوروبية ومؤسسات
إعالمية عدة انضمت للمبادرة ،غير أن المؤسسين يتساءلون عن عدم تحمس وسائل اإلعالم
العربية لالنضمام لهذا المشروع.
في األثناء ،المبادرة من أجل صحافة موثوقة وصلت أصداؤها حتى وادي السيليكون .هناك،
حيث أعلن عمالق محركات البحث غوغل عن انخراطه في المبادرة بما يعطيها زخما ودفعا
قويين ،خصوصا أن مشكل األخبار الزائفة يبدأ عادة من هناك.
الجزيرة