‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬

‫المراحل التطورية لوسائل االعالم واالتصال‪:‬‬

‫يمكن تقسيم تطور الحضارة اإلنسانية أو الرقي البشري من خالل منظور اتصالي‪ ،‬أو من خالل القدرة على‬
‫االتصال لدى اإلنسان‪ ،‬وذلك من خالل اكتشاف األدوات والوسائل التي وسعت قدراته الحسية على توصيل أفكاره‬
‫لآلخرين‪ ،‬ومعرفة حدود أفعالهم أو بلغة أكثر تحديدا من خالل تطويره لتكنولوجيا االتصال‪ ،‬ويمكننا القول أن تطور‬
‫تكنولوجيا االتصال يعكس بالفعل تطور الحضارة اإلنسانية‪ ،‬فالفارق الرئيسي بين اإلنسان وغيره من الكائنات الحية هو ما‬
‫فضله اهلل عز وجل من عقل منظم وفكر منطقي أعطاه القدرة على االتصال باآلخرين من خالل حواسه المختلفة عبر‬
‫التقنيات أو األدوات التي ابتدعها ليزيد من قدرته على االتصال ويوسع من نطاقه‪ ،‬وبذلك يشارك اآلخرين في المعنى من‬
‫‪.‬خالل توصيل معلومات إليهم والحصول على معلومات منهم‬
‫لقد تتابعت ثورات االتصال عبر مختلف مراحل الوجود اإلنساني‪ ،‬وكل ثورة منها قدمت وسيلة يمكن من خاللها‬
‫إحداث تغيير كبير في الفكر اإلنساني‪ ،‬وفي تنظيم المجتمع وتراكم الرصيد الحضاري للبشرية‪ ،‬لذلك نجد أن هناك اختالفا‬
‫في الرؤى حول تقسيم المراحل التي مرت بها تكنولوجيا االتصال عبر العصور المختلفة‪ ،‬فمارشال ماكلوهان يرى أن‬
‫البشرية حتى منتصف السبعينات قد مرت بأربع مراحل‪ :‬تدعى المرحلة األولى بالمرحلة الشفهية‪ ،‬أما الثانية فسميت‬
‫بمرحلة الكتابة‪ ،‬في حين أطلق على المرحلة الثالثة بمرحلة الطباعة‪ ،‬لنصل إلى المرحلة الرابعة المسماة بمرحلة الدوائر‬
‫االلكترونية‪ ،‬أما دانييل بيل فقد قدم هو اآلخر رؤية خاصة مفادها أن المجتمع اإلنساني مر بأربع مراحل متميزة‪ ،‬شكلت‬
‫‪:‬كل واحدة منها قوة في االتصال وذلك على النحو التالي‬
‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة اللغة الملفوظة‬ ‫‪-‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة اللغة المكتوبة‬ ‫‪-‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الطباعة‬ ‫‪-‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة االتصاالت عن بعد‬ ‫‪-‬‬
‫‪:‬من جهته رأى أنتوني سميث أن االتصال اإلنساني قد مر بثالث مراحل تكنولوجية‪ ،‬وهي‬
‫مرحلة الكتابة‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة الطباعة‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة الحسابات اإللكترونية‬ ‫‪-‬‬
‫وقد نحا نحوه المفكر ألفين توفلر في تقسيمه مراحل تطور االتصال اإلنساني إلى ثالث مراحل‪ ،‬أو ثورات كما‬
‫‪:‬سماها هو‪ ،‬وهي‬
‫الثورة الزراعية‬ ‫‪-‬‬
‫الثورة الصناعية‬ ‫‪-‬‬
‫الثورة اإللكترونية أو المعلوماتية‬ ‫‪-‬‬
‫وفي ذات السياق قدم الباحث العربي حمدي قنديل رؤية مختلفة عن سابقيه‪ ،‬تتضمن تقسيم االتصال اإلنساني إلى‬
‫‪:‬خمس ثورات أساسية‪ ،‬وهي‬
‫مرحلة ابتكار اللغة المنطوقة‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة ظهور اللغة المكتوبة‬ ‫‪-‬‬
 ‫مرحلة ظهور الطباعة‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة االتصاالت السلكية والالسلكية‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة األقمار الصناعية‬ ‫‪-‬‬
‫انطالقا من الرؤى السابقة‪ ،‬يمكن تقسيم المراحل التي مرت بها تكنولوجيا االتصال عبر العصور المختلفة إلى‬
‫‪:‬المراحل التالية‬
‫المرحلة األولى‪ :‬المرحلة الشفهية‪ :‬ويطلق عليها المرحلة الشفهية الكلية‪ ،‬أو مرحلة ما قبل التعلم‪ ،‬حيث ظهرت اللغة‬
‫لتعبر عن صياغة عبقرية عن رغبة اإلنسان في بناء إطار موحد للتفاهم والمعاني المشتركة‪ ،‬وبالتالي كانت ثورة االتصال‬
‫هي ثورة اللغة‪ ،‬وكانت وسيلة االتصال الرئيسية هي الكلمة المنطوقة‪ ،‬والحاسة الرئيسية هي السمع‪ ،‬ونتيجة ألن األفراد‬
‫كانوا يحصلون على معلوماتهم أساسا عن طريق االستماع إليها من اآلخرين‪ ،‬فقد فرض عليهم أسلوب حصولهم على‬
‫المعلومات أن يؤمنوا بما يقوله اآلخرون بشكل عام‪ ،‬ألن تلك هي نوعية المعلومات الوحيدة المتوفرة لديهم‪ ،‬فاالستماع كان‬
‫يعني اإليمان والتصديق‪ ،‬كما اعتبرت الشائعة في أول شكل من أشكال اإلعالم واالتصال‪ ،‬بحيث كانت األخبار تنتقل من‬
‫‪.‬الفم إلى األذن‪ ،‬وبانتقالها كانت تضخم أو تغير أو تشوه بحيث تضيع حقيقتها في أحيان كثيرة‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬المرحلة الكتابية أو الخطية‪ :‬بدأت ثورة االتصال الثانية عندما ظهرت الكتابة كوعاء تاريخي منضبط لحفظ‬
‫وتسجيل المعاني البشرية المشتركة وإ نقاذها من النسيان والضياع‪ ،‬حيث ظهرت الكتب المنسوخة‪ ،‬ومهنة الوراقة ودور‬
‫حفظ الكتب‪ ،‬وازدهر الخبر المخطوط كوسيلة إعالمية‪ ،‬وشكلت عملية بيعه تجارة مزدهرة‪ ،‬وبمعرفة الكتابة والنسخ على‬
‫وسائط متعددة ومختلفة تغير أسلوب تخزين المعرفة‪ ،‬حينما أصبحت المعلومات تختزن عن طريق الحروف الهجائية‪،‬‬
‫وبهذا حلت العين محل األذن كوسيلة أو كحاسة رئيسية يكتسب من خاللها اإلنسان معلوماته‪ ،‬وسهل الكالم البشري‬
‫‪.‬المنطوق الذي تجسد في شكل محفوظ أو مكتوب الطريق إلقامة تنظيمات إدارية وأشكال مختلفة في العالقات‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الطباعة‪ :‬بدأت ثورة االتصال الثالثة بظهور المطبعة في منتصف القرن ‪ ،15‬وبها عرف اإلنسان‬
‫الطباعة أو تجسيد المحفوظات في شكل مادي يتم استنساخه يدويا وبكميات وبشكل مقروء أجود نسبيا من المخطوط‪،‬‬
‫وكان اختراع آلة الطباعة بداية للنشر الجماهيري للكتب والجرائد والمجالت‪ ،‬مما حقق ديمقراطية اإلعالم والثقافة ونقلها‬
‫من احتكار العلماء والحكماء إلى الجماهير العادية‪ ،‬كما ساعد انتشار المطبوع أيضا على نشر الفردية واالعتماد على‬
‫الذات وساهم في عزلة البشر وأخرجهم من اإلطار الجمعي‪ ،‬فأصبحوا يدرسون وحدهم ويقرؤون وحدهم ويعبرون وحدهم‬
‫عن وجهات نظرهم الشخصية‪ ،‬وهنا يرى "مارشال ماكلوهان" أن جميع األشكال الميكانيكية قد برزت من فكرة الحروف‬
‫المتحركة‪ ،‬حيث كانت الحروف نموذجا لكل آلة‪ ،‬وهذه الثورة التي حدثت بفضل المطبوع قد فصلت القلب عن العقل‬
‫‪.‬والعلم عن العيون مما أدى إلى سيطرة التكنولوجيا والمنطق السطري‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬بدأت هذه المرحلة في منتصف القرن ‪ 19‬واستمرت حتى أوائل السبعينيات من القرن ‪ ،20‬وقد بدأت‬
‫بتجارب واكتشافات واختراعات في االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬وانتهت بانتشار أجهزة االتصاالت الجماهيرية التي‬
‫شكلت لب الثورة االتصالية اآلن‪ ،‬ويطلق عليها مرحلة االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬أو الثورة االتصالية أو االنفجار‬
‫‪.‬االتصالي أو مرحلة الدوائر اإللكترونية‬
‫فرغم أن المطبعة أتاحت للغة المكتوبة الفرصة لتخطي حاجز المكان والمساحة‪ ،‬لكن في المقابل ظلت اللغة‬
‫المنطوقة عاجزة عن تخطي هذا الحاجز حتى جاءت "ثورة االتصال الرابعة في القرن ‪ ،19‬حيث ظهر التلغراف ثم‬
‫الهاتف ثم الراديو‪ ،‬فتحطمت بذلك حواجز الجغرافيا‪ ،‬ثم ما لبثت حواجز الزمن تتحطم هي األخرى‪ ،‬عندما ظهرت آلة‬
 ‫التصوير الفوتوغرافي لتسجل وتحفظ وتحطم اللحظة المرئية المنقضية‪ ،‬وسرعان ما تطورت السينما لتحرر تلك الصور‬
‫الثابتة من جمودها وتمنحها الحركة‪ ،‬ثم ظهر التلفزيون ليزيل حاجز الزمن كما ينقل اللحظة الحالية بكل مجرياتها‬
‫‪.‬ووقائعها‪...‬لقد كانت ثورة االتصال الرابعة في ثورة الكهرباء والكهرومغناطيسية والالمكان والالزمان‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬وتتمثل هذه المرحلة الثورة الخامسة في تكنولوجيا االتصال‪ ،‬إذ بحلول النصف الثاني من القرن ‪20‬‬
‫بدأت المرحلة الخامسة‪ ،‬إذ شهدت هذه المرحلة ظهور للحاسب اآللي كذاكرة آلية لحفظ و تحليل كميات مهولة من‬
‫المعلومات وتمثلت المرحلة الثانية في إطالق األقمار الصناعية‪ ،‬ولقد أدى االندماج ما بين تكنولوجيا الحاسب اآللي‬
‫وتكنولوجيا األقمار الصناعية‪ ،‬ولقد أدى االندماج ما بين تكنولوجيا الحاسب اآللي وتكنولوجيا األقمار الصناعية إلى ظهور‬
‫ما يسمى بظاهرة "انفجار المعلومات" والتي تتمثل في المعالجة اآللية للمعلومات وتخزينها واسترجاعها باستخدام الحاسب‬
‫اآللي في أقل حيز متاح وبأسرع وقت يمكن وسريان تلك المعلومات وتدفقها عبر الدول والقارات والمحيطات بطريقة‬
‫فورية باستخدام األقمار الصناعية مما أدى إلى النمو الهائل المتضاعف في حجم اإلنتاج الفكري وتشتته وتنوع مصادره‬
‫وتعدد أشكاله واتساع مجاله ليشمل كافة النشاط اإلنساني‪ ،‬األمر الذي أدى إلى أن تتحول أنشطة إنتاج المعلومات على‬
‫صناعة متكاملة بالتالي كانت ثورة االتصال الخامسة هي ثورة المعلومات‪ ،‬ويمكن القول أن هذه المرحلة قد أحدثت ثورة‬
‫في نظم االتصال وحولت العالم إلى قرية عالمية إلكترونية يعرف الفرد فيها بالصوت والصورة وبالكلمة المطبوعة‪ ،‬كما‬
‫يحدث فور وقوعه بفضل التزاوج الذي حصل ما بين تكنولوجيا االتصال والسمعي البصري‪ ،‬وقد أسفر هذا التزاوج بين‬
‫‪ Multi-Media‬مل من تكنولوجيا االتصال والمعلومات في التسعينيات عن ظهور ما يعرف حاليا باتصال متعدد الوسائط‬
‫الذي يركز على تطور الحاسبات‪ ،‬وتستند الثورة التكنولوجية االتصالية الراهنة على ركائز رئيسية عديدة تشمل‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية التي تضم التلغراف والهاتف والفاكس والطباعة عن بعد والراديو والتلفزيون وأجهزة‬
‫االستشعار عن بعد والميكروويف واألقمار االصطناعية والحاسبات اإللكترونية واأللياف البصرية وأشعة الليزر‪ ،‬وقد‬
‫أسفر هذا التداخل عن ظهور ما يسمى "بالطريق سريع المعلومات" إذ شهد النصف الثاني من القرن العشرين تقدما في‬
‫مجال التكنولوجيا يعادل كل ما تحقق في القرون السابقة‪ ،‬ولعل من أبرز مظاهر التكنولوجيا ذلك االندماج الذي حدث بين‬
‫ظاهرتين تفجر المعلومات وثورة االتصال‪ ،‬ويتمثل المظهر البارز لتفجر المعلومات في استخدام الحاسب اآللي في تخزين‬
‫واسترجاع خالصة ما أنتجه الفكر البشري في أقل حيز متاح وبأسرع وقت ممكن‪ ،‬أما ثورة االتصال الخامسة فقد تجسدت‬
‫‪.‬في استخدام األقمار ونقل األنباء والبيانات والصور عبر الدول والقارات بطريقة فورية‬
‫‪:‬وقد شهدت السنوات األخيرة عدة ابتكارات طورت صناعة االتصاالت السلكية والالسلكية من أبرزها‬
‫ظه^^ور الحاس^^ب الشخص^^ي والتوس^^ع في اس^^تخدامه‪ ،‬إذ ي^^تيح التعام^^ل م^^ع كمي^^ة كب^^يرة من المعلوم^^ات غ^^ير مح^^دودة س^^واء‬ ‫‪‬‬
‫لالس ^^تخدام الشخص ^^ي أو إمكاني ^^ة االس ^^تفادة من المعلوم ^^ات ال ^^تي تق ^^دمها قواع ^^د وبن ^^ود المعلوم ^^ات من خالل الرب ^^ط بخ ^^ط‬
‫تليف^^وني معه^^ا‪ ،‬وه^^و م^^ا نس^^ميه بخدم^^ة الخ^^ط المباش^^ر ‪ online‬ويمكن اس^^ترجاع المعلوم^^ات ال^^تي يتم تخزينه^^ا في الحاس^^ب‬
‫الشخصي عن^د الحاج^ة إليه^ا ف^ورا مم^ا ي^وفر ال^وقت والجه^د‪ ،‬كم^ا اس^تخدم الحاس^ب وس^يلة ترفيهي^ة‪ ،‬ويمكن ربط^ه ب^أجهزة‬
‫الراديو أو التلفزيون‪.‬‬
‫أدى امتزاج وسائل االتص^ال الس^لكية والالس^لكية م^ع تكنولوجي^ا الحاس^ب اآللي إلى خل^ق عص^ر جدي^د للنش^ر اإللك^تروني‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث يتم طباع ^^ة الكلم ^^ات على شاش ^^ة التلفزي ^^ون أو وس ^^يلة الع ^^رض المتص ^^ل بالحاس ^^ب اآللي لكي يس ^^تعمله المس ^^تفيد في‬
‫منزله أو مكتبه‪ ،‬حيث يقترب مس^تخدمو النص^^وص اإللكتروني^ة من المعلوم^ات بالكمي^ة والنوعي^ة ال^تي يرغب^ون فيه^ا وفي‬
‫الوقت الذي يناسبهم‪ ،‬وقد تطورت نظم االتصال المباشر بقواعد البيانات كص^^ناعة ت^^در باليين ال^^دوالرات س^^نويا‪ ،‬وتوج^^د‬
‫هذه الصناعات في أماكن عديدة من العالم‪ ،‬حيث يوج^د حالي^ا أك^ثر من ‪ 2800‬قاع^دة بيان^ات عام^ة ح^ول الع^الم فض^^ال من‬
‫عدد ال حصر له من قواعد البيانات الخاصة‪.‬‬
‫ظه^^ور التكنولوجي^^ا الجدي^^ة في مج^^ال الخدم^^ة التلفزيوني^^ة مث^^ل‪ :‬خ^^دمات التلفزي^^ون التف^^اعلي عن طري^^ق الكاب^^ل ال^^ذي ي^^تيح‬ ‫‪‬‬
‫االتصال باتجاهين‪ ،‬ويقدم خدمات عديدة مثل التعامل مع البنوك وشراء السلع وتلقي الخدمات وبخاصة الخ^دمات األمني^ة‬
‫والرعاية الطبية‪ ،‬ويتيح التلفزيون الكابلي نح^و مائ^ة قن^اة تلفزيوني^ة‪ ،‬ك^ذلك يق^دم التلفزي^ون منخفض الق^وة خ^دمات الجري^دة‬
‫اإللكتروني^^ة الخاص^^ة بالمنطق^^ة المحلي^^ة أو الحي الس^^كني‪ ،‬وي^^تيح للجماع^^ات الص^^غيرة أن تن^^اقش الموض^^وعات المش^^تركة‬
‫على مستوى الحي أو المنطقة الصغيرة مثل‪ :‬قضايا المدارس والصحة والسلع والخدمات‪ ،‬كذلك حققت خ^دمات "اإلذاع^ة‬
‫المباشرة عبر األقمار الصناعية" قدرا هائال من المعلومات والترفيه لمشاهدي المن^^ازل مباش^^رة‪ ،‬وح^^دثت تط^^ورات كب^^يرة‬
‫في ج^^ودة الص^^ورة التلفزيوني^^ة من خالل م^^ا يع^^رف م^^ا يع^^رف ب^^التلفزيون ع^^الي الدق^^ة ‪ HD TV‬وه^^و يزي^^د ع^^دد الخط^^وط‬
‫األفقي ^^ة للص ^^ورة التلفزيوني ^^ة من ‪ 525‬خط ^^ا في النظ ^^ام األم ^^ريكي و ‪ 625‬خط ^^ا في النظ ^^ام األوربي إلى ‪ 1125‬خط ^^ا في‬
‫النظ^ام الياب^اني الجدي^د‪ ،‬كم^ا أت^احت التكنولوجي^ا اتس^اع نس^بة الط^ول إلى الع^رض في شاش^ة التلفزي^ون من ‪ 3.4‬في النظ^ام‬
‫التقليدي ‪ ،3.5‬وكذلك تكبير حجم الشاشة إلى نحو خمسة أضعاف حجمها التقليدي‪.‬‬
‫ظه ^^ور العدي ^^د من خ ^^دمات االتص ^^ال الجدي ^^دة مث ^^ل‪ :‬الفي ^^ديو تكس‪ ،‬التلتكس ^^ت والبري ^^د اإللك ^^تروني‪ ،‬واألق ^^راص المدمج ^^ة‬ ‫‪‬‬
‫الص^^غيرة ال^^تي يمكن أن تخ^^زن محتوي^^ات مكتب^^ة عمالق^^ة على قم^^ة مكتب ص^^غير‪ ،‬وك^^ذلك المص^^غرات الفيلمي^^ة‪ ،‬وتط^^وير‬
‫وصالت الميكروويف ونظام الليزر الذي ينبض ‪ 22‬مليون نبضة في الثانية عن طريق األلياف الضوئية‪ ،‬مم^^ا يس^^مح لن^^ا‬
‫أن نرسل عشرة ق^وائم كامل^ة من الموس^وعة البريطاني^ة كلم^ة بكلم^ة ع^بر خ^ط زج^اجي رقي^ق في الثاني^ة الواح^دة‪ ،‬وتط^ور‬
‫إشارات نقل األلياف الضوئية بسرعة كبيرة وسيكون تص^نيع ه^ذه األلي^اف أق^ل تكلف^ة في المس^تقبل عن^د مقارنته^ا بخط^وط‬
‫النحاس التقليدية‪ ،‬ويحمل الخيط الضوئي الواحد حوالي ‪ 672‬محادثة تلفزيونية‪ ،‬كما يضم الكابل الواحد اثني عشر خيط^^ا‬
‫من ه^^ذه الخي^^وط الض^^وئية‪ ،‬ويتوق^^ع أح^^د الخ^^براء أن يقل^^ل اس^^تخدام األلي^^اف الض^^وئية من نس^^بة الخط^^أ الض^^ئيل في أجه^^زة‬
‫الحس^^ابات االلكتروني^^ة‪ ،‬كم^^ا ي^^ؤدي اس^^تخدام األلي^^اف الض^^وئية إلى زي^^ادة مع^^دل س^^رعة أداء الحس^^ابات االلكتروني^^ة بواق^^ع‬
‫عشرة أضعاف الوضع الحالي‪ ،‬ومن المتوقع أن تزيد األلياف الضوئية من قدرة نقل المعلوم^ات من موق^ع آلخ^ر بس^رعة‬
‫أكبر كثيرا بحلول عام ‪ 2005‬بحيث يمكن نقل ‪ 30‬جزءا من الموسوعة البريطانية في ‪ 10/1‬من الثانية‪.‬‬
‫هن^^اك أيض^^ا اختراع^^ات جدي^^دة يب^^دو أنه^^ا س^^تغير من ش^^كل التس^^لية المنزلي^^ة بش^^كل أك^^بر من االنقالب ال^^ذي ح^^دث نتيج^^ة‬ ‫‪‬‬
‫االنتق ^^ال من الفون ^^وغراف على الرادي ^^و في النص األول من الق ^^رن العش ^^رين‪ ،‬ومن أمثل ^^ة ذل ^^ك التوس ^^ع في إنت ^^اج الفي ^^ديو‬
‫كاسيت المنزلي‪ ،‬وأشرطة وأقراص الفي^ديو‪ ،‬مم^ا يزي^د من تحكم المش^اهد في المحت^وى ال^ذي ي^راه‪ ،‬ك^ذلك تط^ورت ألع^اب‬
‫الفي ^^ديو بش ^^كل كب ^^ير بع ^^د ربطه ^^ا بالحاس ^^ب االلك ^^تروني ومن المتوق ^^ع أيض ^^ا التوس ^^ع في إنت ^^اج الكتب المص ^^غرة ال ^^تي يتم‬
‫تس ^^جيلها على رق ^^ائق ص ^^غيرة‪ ،‬ويمكن أن تت ^^اح بأس ^^عار منخفض ^^ة للغاي ^^ة‪ ،‬كم ^^ا يمكن ع ^^رض ه ^^ذه الكتب المص ^^غرة على‬
‫شاشة التلفزيون مما يتيح طفرة في معدل قراءة الكتب وتداولها‪.‬‬
‫المرحلة السادسة‪ :‬ثورة المعلومات أو المعلوماتية‪ ،‬والتي أصبحت سمة تختص بها المجتمعات المتقدمة‪ ،‬وجاءت هذه‬
‫السمة نتيجة االستثمارات الكبيرة في مجال البحوث العلمية واستخدام الحواسيب وتكنولوجيا االتصال‪ ،‬وقد فرضت ثورة‬
‫‪.‬المعلومات نفسها كأحد خيارات التنمية الشاملة‬
‫‪:‬وبفضل هذه الثورة تطورت التقنيات الناقلة للمعلومات‪ ،‬ويمكن تقسيم تقنيات االتصال إلى نوعين‬
‫وس^^ائل ال تحت^^اج إلى ش^^بكات اتص^^ال هاتفي^^ة تق^^دم خ^^دمتها من خالل وس^^ائط مث^^ل‪ :‬األق^^راص المكت^^نزة واألس^^طوانات‬ ‫‪‬‬
‫المدمجة‪.‬‬
‫وس^^ائل االتص^^ال البع^^دي‪ :‬وتق^^وم بنق^^ل المعلوم^^ات (النص‪ ،‬الص^^ورة والص^^وت) من خالل ش^^بكات االتص^^ال الهاتفي^^ة‬ ‫‪‬‬
‫وأقمار االتصال‪ ،‬ومن هذه الوسائل‪:‬‬
‫جهاز المينيتيل ‪ ، Minitel‬االجتماع بواسطة الهاتف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماع الحواري البعدي بالصورة والصوت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خدم^^ة اتص^^ال‪ ،‬وهي تقني^^ة اتص^^ال بإمكانه^^ا نق^^ل وبث األح^^داث ف^^ور وقوعه^^ا من خالل محط^^ات ص^^غيرة متنقل^^ة للبث‬ ‫‪-‬‬
‫التلفزيوني المباشر‪.‬‬
‫الطريق السريع للمعلومات ممثلة في االنترنت‪ ،‬وتضاعفت أهمية هذه األجهزة واستخدامها لسرعتها في التعامل مع‬
‫المعلومات ودقتها المتناهية في المعالجة واالسترجاع فضال عن إمكانية التخزين الواسع التي تمتلكها‪.‬‬