Professional Documents
Culture Documents
مقياس
تقنيات التفاوض الدولي
إن التفاوض بمفهومه العام ليس مجرد عملية جلوس عدد من السياسيين أو
رجال األعمال حول مائدة مستديرة لمناقشة الخلفيات والتوصل إلى اتفاق مرض
للطرفين ،وانما فن من فنون الحياة اليومية ،يحتاجه كل منا مهما كان عمره أو
موقفه أو مركزه ،فال يمر يوم دون أن نعيش عشرات من المواقف التي نحتاج فيها
إلى التفاوض.
إن هذه المطبوعة موجهة لطلبة السنة الثانية تجارة دولية والتي تساعدنا
على فهم التفاوض الدولي
تحتوي هذه المطبوعة على مبحثين ،يتناول المبحث األول عموميات حول
التفاوض التجاري الدولي مع دراسة خصائص وأشكال التفاوض والعوامل المؤثرة
فيه ،أما في المبحث الثاني فعالجنا مراحل سير صفقة شراء دولية من خالل دراسة
سوق المنتوج ،كيفية االتصال بالموردين واختيارهم مع سير عملية التفاوض
التجاري الدولي.
محتويات المطبوعة
التفاوض هل هو فن أم علم ؟
الفصل األول :التفاوض هل هو فن أم علم؟
مقدمة:
إن حاجة البشرية إلى التفاوض قديم منذ األزل ولن تنتهي هذه الحاجة أو
تنتفي بل تزداد هذه األهمية كلما نمت العالقات بين الدول وتشعبت سواء على
المستوى االقتصادي أـو االجتماعي أو السياسي.
ولقد نشأ علم التفاوض عبر التاريخ وأوردته النصوص التاريخية المختلفة
وتاريخيا اإلسالمي زاخر بالشواهد القصصية واألدلة القرآنية حول هذا الجانب
كثيرة فالتفاوض كأداة للحوار جوهر الرسالة اإلسالمية واألسلوب القرآني خير دليل
على ذلك كأفضل أسلوب لإلقناع ،قال تعالى":ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ،ويقول تعالى" :ال إكراه في الدين"
وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نشوء مواقف حوارية تفاوضية حقيقا يؤدي بدوره إلى
تبلور مفهوم التسامح مع اآلخر.
والتفاوض هو موقف تعبيري حركي قائم بين طرفين أو أكثر حول قضية
من القضايا يتم من خالله عرض وتبادل وتقرب ومواءمة وتكييف وجهات النظر
واستخدام كافة أساليب اإلقناع للحفاظ على المصالح القائمة أو للحصول على
منفعة جديدة بإجبار الخصم بالقيام بعمل معين أو االمتناع عن عمل معين في
إطار عالقة االرتباط بين أطراف العملية التفاوضية اتجاه أنفسهم أو اتجاه الغير،
وتظهر ضرورة علم التفاوض ومدى األهمية التي يستمدها من العالقة التفاوضية
القائمة بين أطرافه أي ما يتعلق بالقضية التفاوضية ،ونجد أن علم التفاوض يستمد
حتميته من كونه المخرج أو المنفذ الوحيد الممكن استخدامه لمعالجة القضية
التفاوضية والوصول إلى حل للمشكلة المتنازع بشأنها.
المبحث األول :المدخل إلى فن التفاوض
مقدمة:
لقد أصبح ميدان التفاوض من أهم الميادين العلمية ذات التأثير في التعامل
اليومي نتيجة لالزدياد في حجم العالقات بين األفراد والمؤسسات على اختالف
مستوياتها وأشكالها.
فاإلنسان ال يكاد يمر يومه إال ومع كل موقف تفاوضية تحتاج إلى وقت وجهد
كبير ويلجأ اإلنسان إلى ذلك لتحقيق التالئم بين هذه المواقف وبين مصالحه التي
ال تتم إال من خالل هذه العملية.
والعملية التفاوضية ما هي إال نشاط يمارسه اإلنسان كل يوم لبلوغ غاياته وتحقيق
أهدافه وألنها عملية مرتبطة باإلنسان فهي موجودة ومنذ وجوده.
-1البدايات التفاوضية:
العملية التفاوضية مرتبطة بالنشاط اإلنساني وهي مستمرة باستمرار العملية
التناسلية وستستمر إلى أن يرث اهلل األرض ومن عليها.
وكما ورد بالقرآن الكريم التي على أول عملية تفاوضية (سورة المائدة اآلية
( )22-22واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق) إلى آخر اآليات .نشأ العلم عبر
التاريخ وأوردته النصوص التاريخية المختلفة وتاريخنا اإلسالمي زاخر بالشواهد
القصصية واألدلة القرآنية حول هذا الجانب كثيرة كأداة للحوار جوهر الرسالة
اإلسالمية واألسلوب القرآني خير دليل على ذلك كأفضل أسلوب لإلقناع ،قال
تعالى ":ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن" ،ويقول
تعالى":ال إكراه في الدين" وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نشوء مواقف حوارية
تفاوضية حقيقيا يؤدي بدوره إلى تبلور مفهوم التسامح مع اآلخر واإلمام علي
رضي اهلل عنه ":الناس صنفان :أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق" وهذه
المقولة تعطينا نظرة تشاركية وتفاعلية ال على أساس "نحن" و "هم" على أساس
"نحن جميعا كبشر".
-2العصور القديمة:
وأيضا لعد المعاهدات وتنفيذ السياسات الخارجية للدولة وتوثيق العالقات مع الغير
من أمم أهل األرض وهذه المجاالت الرئيسية للمفاوضات.
-3المفاوضات والعصر الحديث:
ونذكر أنه حتى اآلن ال توجد نظريات عامة أو خاصة بالتفاوض غير أنه يوجد
هناك بعض المناهج أو المداخل النظرية المتطورة والتي يمكن تسميتها مجا از
(نظريات في المفاوضات) وللحاجة الدائمة في حياتنا لعملية التفاوض األمر الذي
يستوجب بيان أهمية التفاوض والتي تتلخص في :
أن التفاوض هو أحد المداخل اإلنسانية التي يستخدمها البشر لتجاوز -1
نزعات الشر في النفوس.
أن التفاوض هو السبيل الذي يصل من خالل األفراد والجماعات -2
إلى النتائج والخالصات التي ال يستطيعون الوصول إليها بغيرة.
أن التفاوض هو البديل الممكن عندما تصبح أساليب التصرف البديلة -3
األخرى عاجزة عن تحقيق األهداف المنشودة الخاصة بكل طرف من
أطراف التفاوض
أن التفاوض يولد الوسائل ويشكل األرضيات المشتركة للتفاهم بين -4
بني البشر رغم اختالف ثقافتهم وعقائدهم.
أن أهمية التفاوض تبرز من خالل توفير الوقت والجهد الذي يستنفذ -5
في غير الصالح العام.
أن التفاوض كوسيلة لحل المشكالت وتسوية الخالفات وخنق األزمات -6
يبقى األثر األقوى في نفوس أطراف التفاوض.
تنبع أهمية التفاوض من اهتمام الجامعات والمعاهد العلمية بتدرسيه -2
وافراد مساحات واسعة له في خطط الدراسة.
إن م سبق يؤكد وجوب إعطاء التفاوض أهمية كبرى واعتباره مفتاح األبواب
الموصدة التي من خلفها األزمات والمشاكل المعقدة وهو السبيل إلحالل الوفاق
والقارب الذي يحمل الرضى نتيجة الوصول إلى التوازن في المطالب بعد كل
عملية تفاوضية.
هناك مفاهيم خاطئة للتفاوض مثل اقتصار التفاوض على حاالت فض
الصراعات أو تعارض المصالح أو التفاهم بين النقابات واالتحادات مع إدارة
المصانع.
هذا األمر يجعلنا نقول أن التفاوض يشمل كل مجاالت الحياة وفي كل األوقات
وفي كل األماكن أي أنه نشاط يومي يقوم به األفراد وبشكل غير رسمي وهذا ما
يجعلنا نخلص لمفاهيم التفاوض مثل:
أنه العملية الخاصة بحل النزاع بين طرفين أو أكثر والذي من خالله -1
يقوم األطراف بتعديل طلباتهم وذلك بغرض التوصل إلى تسوية مقبولة من
األطراف تحقق المصلحة لكل منهم.
تفاعل بين األطراف المتنازعة بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن -2
القضايا المطروحة بينها.
تبادل مجموعة من الناس األفكار واآلراء حول موضوع معين لتحقيق -3
التعاون أو تقوية أواصر الصداقة فيما بينهم.
مناقشة تجري بين طرفين حول موضوع محدد للوصول إلى اتفاق -4
بشأنه ويعرفه المؤلف :بأنه عملية تفاهمية ترمي إلى تحقيق أهداف أطرافها
حول الموضوع الذي كان موجبا لوجودها.
يمكن الوقوف بأن عملية تفاوضية مهما اختلف مكانها وزمانها لها عناصر
وهذه العناصر هي:
أي الموضوع أو القضية التي آثارت حفيظة أطراف التفاوض والذي ال معنى
للتفاوض بدونها.
اإلرادة :حيث ال يتم فرض التفاوض وال الحلول على أي من أطراف -4
التفاوض حيث تأتي من صميم إرادة المتفاوضين وقناعتهم بالمفاوضات.
الرغبة التامة لدى أطراف التفاوض في الوصول إلى حلول ترضي -5
كافة األطراف.
اإليمان بأهمية الحوار والتفاوض :هذا يعني االعتقاد الجازم لدى -6
أطراف التفاوض بأهمية الحوار والنقاش وتبادل اآلراء من أجل الوصول إلى
اتفاق مناسب يرضي أطراف التفاوض.
أ -مبدأ القدرة الذاتية :وهي قدرة المفاوض على تفهمه للقضية وأبعادها وكذلك
قدته على فهم الطرف اآلخر من حيث سلوكه وأفكاره كما يتمثل في قدرته
على القيادة واإلشراف ومهاراته في االتصال والحور واإلقناع.
ب -مبدأ المنفعة :وهي الفوائد والمنافع التي يسعى كل طرف إلى تحقيقها
سواء أكان ذلك مكسب أو تقليل للخسائر واألطراف.
ج -مبدأ االلتزام :وهي التزام كل طرف بالعمل على تحقيق األهداف والمنافع
للطرف الذي ينتمي إليه وكذلك التزامه بتنفيذ ما يتم التوصل إليه من
اتفاقيات واحترام المواعيد المحددة بأوقاتها.
د -مبدأ العالقات المتبادلة :أي المحافظة على استم اررية العالقات المتبدلة
المستقبلية بين أطراف التفاوض.
هـ -مبدأ أخالقي التفاوض :هي التأكيد على أهمية األخالق في التعامل بعيدا عن
الغش والتضليل حيث أن المفاوض أوال وأخي ار يمثل واجهة المنظمة التي
ينظر إليها الجميع.
د -التفاوض عملية احتمالية معقدة تتأثر بهيكل العالقات االجتماعية وعادت
وتقاليد ولغة األطراف التفاوضية.
و -التفاوض عملية تتأثر بالعالقات السابقة والالحقة بين الطرفين وكذلك
باألهداف المعلنة وغير المعلنة لكل منها.
ز -اآلثار المترتبة على عملية التفاوض تتجاوز عادة إبرام العقود أو إتمام
االتفاق حيث إنها ال تعالج مشاكل الحاضر فقط بل تأخذ في االعتبار
اآلثار المستقبلية.
ج -عملية التفاوض تعتمد على مهارات المفاوضين في مجال االتصال واللباقة
وحسن التصرف والتعامل مع اآلخرين.
ذكرنا سابقا بأن التفاوض أصبح ميدان من ميادين التعامل اليومي يتناول
قضايا وخالفات ونزاعات حول عديد من المجاالت حيث أهم ميادين التفاوض
هي:
وتتركز أهم مجاالت هذا التفاوض في وقت القتال والفصل بين القوات
وتسليم األسرى وتبادل الجرحى واإلنتاج المشترك للسالح وتبادل المعلومات
والتعليم واإلعداد العسكري.
وهو أي حوار يدور حول أي ظاهرة اجتماعية وإلنجاحه فال بد وأن يسير
وفق إطار وهيكل القيمة السائدة في المجتمع.
وهو األخذ بمسببات النجاح واالبتعاد عن السلبيات التي تؤدي إلى فضل
عملية التفاوض وتستند الضوابط إلى دعامتين أساسيتين األولى تتعلق بالعملية
المنهجية والثانية تتعلق بالعنصر البشري.
هو مجموعة من القواعد أو المعايير الثابتة التي يعتمد عليها المفاوض لتحقيق
أهدافه حيث أن التفاوض بدون منهج علمي موضوعي يتحول إلى نقاش وجدل
عقيم فإنه يمكن تقسيم المناهج التفاوضية إلى نوعين:
-1منهج المصلحة المشتركة الذي يمتاز بعالقة إيجابية وتعاونية يحكمها
التعاون والفهم المتبادل بين أطراف التفاوض.
-2منهج الصراع ويمتاز بعالقة عدائية صراعية وتنافسية وذلك لعدم التوازن
بين طرفي التفاوض.
-باإلضافة إلى المنهجين السابقين الرئيسين هناك بعض المناهج التفاضية
ومن أهمها:
-3منهج التحليل الكمي وهو يعتمد على استخدام مفاهيم اإلحصاء والرياضة.
وهي اتباع عدة قواعد ترتكز على ضوابط التصرفات والعمل وفق خطوات
تقوده إلى شاطئ األمان وهذه القواعد هي:
ال تنفعل أثناء العملية التفاوضية فربما تتحدث أثناء غضبك بكالم -1
ستندم عليه إلى األبد.
ال تجادل بل أخطو إلى جانبه. -2
ال ترفض وابتعد عن السلبية. -3
ال تضغط بل افتح بابا للخروج. -4
ال تصعد الموقف مما كان موقف الطرف المقابل متصلبا. -5
إن من أهم أركان عملية التفاوض هو اإلنسان وهو القادر على إدارة عملية
التفاوض بنجاح ومن المعلوم أن الناس متفاوتة في الصفات حيث أن مكتسب
وبعضها موروث وتكمن الفوارق البشرية في هاتين الصفتين.
لذا إن عملية إعداد المفاوض من األهمية بمكان بحيث النظر إليها من زاويتين:
حيث هناك أربع حاالت ذهنية مختلفة عند ممارسة التفاوض وهي:
ثانيا:المهارات المطلوبة:
حيث هناك عديد من المهارات التي يجب مراعاتها عند تدريب المفاوض.
اللياقة في الحديث والتصرف. -1
البعد عن الشخصية "األنانية" والغرور. -2
التدريب على كيفية إقامة الحجج وتدعيمها باألقوال واألفعال -3
والتجارب العملية.
ضبط النفس والمحافظة على الهدوء والتحكم باالنفعاالت. -4
التكلم عند الضرورة وعند الوقت المخصص للحديث. -5
قوة الشخصية واتساع النفوذ. -6
توفير المعلومات الكافية بجوانب القضية. -2
مخاطبة الناس بمستوى عقولهم ومراعاة الفوارق الفردية. -2
التواضع وعدم استخدام نبرة االستعالء. -9
مراعاة متطلبات اآلخرين. -11
تخطيط لوقت التفاوض وجدولة األعمال المطلوبة. -11
التدريب على أسلوب اإلقناع. -12
القدرة على وضع حد أدنى وحد أعلى لما تريد الوصول إليه. -13
المبحث الثالث :الصراع والحلول
ونظ ار ألن عملية التفاوض ال تكون إلى بوجود صراع أو نزاع يسعى
أطرافه للوصول لحلول مرضية .لذلك فإن هذا الصراع يمكن أن يوصف بسهل
وشديد التعقيد أي اختالف درجات الصراع.
أي تعارض مصالح طرف مع اآلخر ومعنى أشمل فإننا نعرف الصراع بأنه "حالة
تنشأ نتيجة تعارض المصالح".
سميت باالعتيادية ألنها الخطورة األولى التي يلجأ الطرفان لحل الخالف
من خالل مبعوثين دبلوماسيين أو جهات رسمية مسؤولة في الدولتين.
في هذه الحالة يتسم الخالف باليسر ودم التعقيد ويمكن بسهولة الوصول
لحل وسط وقد تحل المسألة في وقت قصير أو تأخذ األطراف وقت كافي لدراسة
االقتراحات المتبادلة وقد تكون المفاوضات باألسلوب التحريري بمذكرات مكتوبة
بين الطرفين.
-2المساعي الحميدة:
تعني تدخل طرف ثالث يمتلك أدوات مؤثرة ووسائل ضاغطة لتقديم المساعدة
وابداء المشورة والرأي للطرفين بصورة موضوعية وحيادية ونزيهة تساعد على
تقريب وجهات النظر وتمثل مدخال لحل الصراع القائم.
ولدافع لذلك هو رغبة هذه الدولة الثالثة لتقديم مساعيها والتوفيق بين
الدولتين وحرصها لى ضمان السالم العالمي واعالء كلمة الحق.
ينتهي دورها فور موافقة الطرفين على التفاوض وال تشترك كطرف ورأيها غير
ملزم لألطراف المختلفة.
-3الوساطة:
تتحول المساعي الحميدة إلى وساطة إذا لم تكتفي الدولة الصديقة "الوسيطة"
بإبداء النصح والمشورة بل تساهم بعد رضى وموافقة الطرفين بالتنصل والمساهمة
في المفاوضات الجارية إلى جين انتهائها وتشترك في حل الخالف بصورة أكثر
جدية وفعالية ،إلى أن يتم التوصل إلى حل نهائي للمشكلة أو الخالف القائم.
والوساطة نوعان:
-1إجبارية :
كما ورد في القرآن الكريم وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)
والوساطة هنا قائمة على أساس العدل وليس على أساس الرغبة ،وعلى الطرفين
االلتزام بها واإلذعان لها .واال ستلتقي الفئة المتمردة التي ال تقبل بالصلح القتال
حتى تذعن له كما نصت اآلية.
-2اختيارية:
كما في اآلية الكريمة (فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)
عندما شكى أنصاري الزبير بن العوام للرسول عليه الصالة والسالم فلم يقبل
األنصاري بوساطة الرسول وقال له ( :إن كان ابن عمك ) وغضب الرسول عليه
الصالة والسالم لذلك وقال للزبير ( :يا زبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى
جارك) وقول الرسول هو حكم شرعي ساري المفعول حتى يرث اهلل األرض وما
عليها.
الوساطة هي:
نشاط ودي تبذله دولة أو منظمة إقليمية بغية حل الصراع أو النزاع القائم
بين دولتين باالتصال بينهما بهدف تقريب وجهات النظر دون صفة إلزامية .وهذا
يعني أن بإمكانية األطراف المتنازعة أخذ الوساطة أوردها ورفض الوساطة يعتبر
عمل غير ودي اتجاه الدولة التي عرضت القيام بها وقد يكون اللجوء للوساطة
إجباريا في حالة وجود اتفاق سابق بين الدول المتنازعة يحدد أحكام الوساطة.
أ -يقوم الوسيط بالتوفيق بين األطراف المتنازعة ويقلل من حدة التوتر بينهما.
ب-يقوم الوسيط بمتابعة الوساطة بين الطرفين وعليه تقديم المقترحات لمناسبة
لتسوية النزاع.
ج-إذا فشل الوسيط عليه إشعار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلفساح
المجال أمام وسيط آخر.
د-في حالة قبول الدولة المتنازعة بالوساطة فإن ذلك ال يؤثر على استعدادها
العسكري ضد الدولة لألخرى واذا كان القتال ناشبا فإنه ال يوفه حتى تفسح
المجال أمام الدولة األخرى الستغالل الوساطة لصالحها.
هـ-أهداف الوساطة تتجلى في تحقيق تسوية المنازعات بين الدول وابعاد شبح
الحروب من النشوب بينهما واعادة العالقات إلى الصفاء والتعاون وخلق جو
استقرار يؤدي إلى انتعاش الحياة لشعوب الدول وحفظ السالم واألمن في
الدولتين.
-نجاح الوسيط يعتمد على حاجة األطراف المتنازعة لتسوية الخالف وكما
كانت الحاجة ملحة كان التعاون مع الوسيط أكبر يضاف إلى ذاك مدعي دعم
الرأي العام لعملية الوساطة ومدى توافق الوساطة وأهدافها مع المواثيق الدولية.
-ويساعد على إفشال الوساطة عدم حيادية الوسيط وعدم إلمامه بالموضوع
محل التوسط وجهله بالقوانين الدولية وقلة خبرته في هذا المجال.
-4التحكيم:
هو تسوية المنازعات بين دولتين بواسطة قضاة من اختيار الدولتين ويكون
ملزما لهما ،والدول حرة في اللجوء إلى التحكيم أو االبتعاد عنه بقدر ظروفها فهو
ليس التزام مطلق إال في الحاالت التي يوجد فيها معاهدات تشترط رجوع الطرفين
في حالة الخالف إلى التحكيم ففي هذه الحالة يكون إجباريا وتحل الخالفات على
أساس العدالة واالتفاقات والمعاهدات المبرمة.
-5التسوية القضائية:
اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وهي الجهاز القضائي باألمم المتحدة وفقا
لمبادئ القانون الدولي خصوصا في القضايا التالية :تفسير المعاهدات – تفسير
الخالفات القانونية -إصدار اآلراء االستشارية أو الفتاوى القانونية في مسألة
يعرضها مجلس األمن أو الجمعية العامة وتشكلت هذه المحكمة عام 1922م
على هذا األساس بموجب ميثاق عصبة األمم المتحدة عدد أعضائها 15عضو
ينتخبون عن طريق ترشيح محكمة التحكيم يعملون لمدة 9سنوات ويبدل ثلث
األعضاء كل 3سنوات والذهاب إليها اختياريا إال عند الدول التي تلزم نفسها
بذلك في منازعاتها.
هذان الركنان ما هم إال عمليات متكاملة الهدف ولكل منها دور تسعى إلى
تحقيقه و ال يمكن االستغناء عن أي منها في التفاوض فكل منها ضرورة حتمية
الزمة حتى يتحقق هدف العملية التفاوضية ،ولذلك فإن أي خطأ في أي منها
سيؤثر على نتيجة كل منها بشكل كامل .والتصميم الجيد لها ضروري جدا.
-1االستراتجيات التفاوضية:
هي اإلطار العام الذي يحدد الطريق والمسار ويشكل القواعد األساسية والمهام
التفاوضية للعمل وهي عملية التخطيط للمفاوضات وتوجيهها نحو إنجاز األهداف
وتصرف إلى تعبئة وتجنيد واستخدام وادارة كافة الجهود من مادية وغير مادية
للقيام بالعملية التفاوضية بنجاح.
-1استراتيجية االستنزاف:
وذلك بصرف جهده وتوجيهاته إلى العناصر التفاوضية الهامشية والشكلية التي
ال قيمة لها عن طريق :
عن طريق زيادة معدالت إنفاق الطرف اآلخر دون حصوله على عائد يعادل
هذه التكلفة مما يجعله يستسلم لما يملي عليه .وقد استخدمتها الواليات المتحدة
بذكاء في فترة السبعينات أمام االتحاد السوفيتي السابق.
-4استراتجية التشتيت:
تقوم على أساس التفريق بين أعضاء الوفد عن طريق تحديد عقائدهم ومستوياتهم
العلمية والفنية الطبقية والمالية ومن ثم جذب البعض للعمل أو تجنيدهم مثال ذلك:
المفاوضات العربية اإلسرائلية.
-1القدرة على التنويع والتشكيل والتبديل للمبادرات التي يتم طرحها على مائدة
المفاوضات.
-2القدرة على الحركة السريعة واالستجابة الفورية واالستعداد التام للتفاوض لتوقيت
الفرصة على الطرف اآلخر لألخذ بزمام المبادرة.
-3الحرص على إبقاء الطرف اآلخر في موقف التابع فيبقى ساكنا منتظ ار اإلشارة
والتحريك مثال ذلك :قيام الكيان الصهيوني بإعداد فرق التفاوض قبل موعد مؤتمر
مدريد عام 1992بسنتين.
لكل طرف من أطراف التفاوض آمال وتطلعات لتحقيق األهداف وزيادة هذه
العقبات يؤدي إلى يأس أحد األطراف ومن ثم تخليه عن أهدافه التفاوضية .
االنتحار التفاوضي.
-3تكتيكات التفاوض:
وهو من أذكى التكتيكات التفاوضية يعتمد على تغيير موقف التفاوض من
التعنت والتشدد إلى موقف مرن متعاون وعلى استعداد لتقديم التنازالت.
مثال ذلك موقف إسرائيل في مؤتمر االءات العربية حيث استطاعت بدهائها
تبديل هذه الالءات بنعم للصلح نعم للتفاوض ونعم لالعتراف بإسرائيل.
مثال:
مثال :تأخير ضرب العراق من قبل الواليات المتحدة لكسب الوقت وحشد القوات
وارسال فرق التفتيش للبحث عن أسلحة دمار شامل.
إجبار الطرف اآلخر على العمل لساعات تفاوضية طويلة مجهدة ذهنيا وجسميا
وعدم إعطاءه الوقت للراحة والتفكير في ما هو مطوح فغالبا ما يواف على ما
يعرض عليه.
يستخدم بهدف إيجاد نوع من المالءمة والتوافق بين الطرفين المتفاوضين اللذين
تشددا في مواقفهما التفاوضية ومحاولة الوسيط لحل وسط يرضيهما واجراء معادلة
المدى التفاوضي.
أولى مراحل العملية التفاوضية يتم في مقدمتها االتفاق على مبدأ التفاوض
والموضوعات التي ستدور حولها العملية التفاوضية وهي:
تعني اقتناع الطرفين بأهمية وضرورة العملية التفاوضية ،وسائلها عديدة :اتصال
دبلوماسي ،وسائل اإلعالم والمنظمات الدولية ...الخ.
ما يعمل بها قبيل العملية التفاوضية مباشرة وهي من أهم المراحل وعليها
يتوقف حجم إنجاز األهداف فاإلعداد الجيد يعطي نتائج جيدة واإلعداد والتمهيد
يخضع العتبارات ومتغيرات عديدة تختلف باختالف الحالة التفاوضية.
والتفاوض التجاري أسهل وأكثر مرونة من التفاوض الذي يهدف إلى حل
صراع عسكري عدائي متشدد ومتصلب.
و-األبحاث والدراسات.
تبني استراتيجية عامة في بداية العملية التفاوضية لتكون مدخال عاما -1
للوضع التفاوضي.
مراعاة تجنب االستراتيجيات الناجحة هي تلك التي تقوم على أساس -2
ربط األحداث باألسباب.
في هذه المرحلة يستخدم الفريق المفاوض كل أساليب اإلقناع وعادة ما
تحدث مجموعة من العمليات واإلجراءات التفاوضية الهامة وهي:
ه-المساومة.
ولكي تكون ناجحة يتوجب على كل طرف أن يحدد ما يريده من اآلخر مقابل
تنازالت متبادلة يقدمها.
وهناك العديد من المالحظات التي يجب على األطراف المتفاوضة األخذ بها في
هذه المرحلة.
وهذه العوامل بعضها من صنع اإلنسان وبعضها من صنع الطبيعة وسنتناول هذه
العوامل من خالل مطلبين:
-1السلوك اإلنساني:
المهارات السابقة :هي نتاج الموهبة والتعلم والخبرة والتي البد أن تستند إلى
المعرفة بالسلوك اإلنساني.
خصائص هذا السلوك تتلخص في:
-2السلوك اإلنساني موجه نحو هدف :كل سلوك يسعى إلى تحقيق هدف وهذا
يفسر سلوكنا المتنوع ولتحقيق األهداف التي شرعت المفاوضات من أجلها.
أ-الشخصية المسيطرة:
ب-الشخصية التابعة:
تتسم بالحاجة إلى الحب والفهم والقبول من اآلخرين .وتتمتع بقدر كبير من
التعاون والمرونة مع اآلخرين وتخشى هذه الشخصية للدخول في المفاوضات خوفا
من رفض اآلخرين لها واذا دخلتها فإنها تميل إلى إيجاد أساليب وسطية مرضية.
ج-الشخصية المستقلة:
تتميز بنبذ العواطف المنهجية التي تتعامل بها مع الناس وال تبدي تفاعال
اجتماعيا.
وتتمتع بدرجة عالية من التنظيم والترتيب وتميل برمجة أوقاتها وال ترغب في
التفاوض وال تميل إليه ،أما إذا أجبرت عليه فإنها تفضل االتصال غير المباشر
باآلخرين.
وهو ردة فعل األفراد اتجاه سياسات الدولة من تأييد ومعارضة واحتجاج
والحضارات القديمة عرفت معنى الرأي العام وكذلك في العصر اإلسالمي اهتم
الحكام به.
-يعكس حالة من التضامن لجماعة ذات مصالح مشتركة تتخذ البحث والتحليل
أسلوبا لها,
ثم تحيل الموضوع إلى الجمهور في محاولة لكسب وتأييد جماعة أو جماعات
أخرى من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على أجهزة الدولة المعنية.
-الجمهور :األفراد الذين تربطهم معينة وأصحاب العالقة بالمشكلة الذي جمعهم
حوله.
ملحوظة :الرأي العام عبارة اختيار حزبين عدة مواقف ويأتي بحرية اختيار ومعب ار
عن الغالبية,
له أهمية كبرى النسبة للنظام السياسي في الدولة.فتأييده للنظام السياسي للدولة
يعني استقرار وثبات هذا النظام والعكس.
ويختلف مدى االهتمام بالرأي العام من مجتمع إلى آخر فهو عالي األهمية في
المجتمعات المتقدمة والعكس.
الدخول في المفاوضات والمشاركة فيها يحتاج إلى رأي عام يردفها لتؤدي النتائج
واألهداف المرجوة وأما مدى تأثير الرأي العام على المفاوضات فيتضح فيما يلي:
الرأي العام ضرورة من -1
ضرورات المفاوضات.
العام الرأي يؤدي -2
المعارض إلى عرقلة وحتى إفشال العملية التفاوضية.
يدفع قد العام الرأي -3
للدخول في المفاوضات ويدعم نتائجها اإليجابية.
في حال حدوث أخطار -4
خارجية تهدد الكيان السياسي للدولة.
الرأي العام يتأثر بشكل -5
مباشر بالمواضيع التي تمس حياته المعاشية كارتفاع أسعار السلع
االستهالكية.
يغدو الرأي العام بال تأثير -6
على أي عملية تفاوضية إذا انعدمت الديمقراطية.
يعتمد نجاح الرأي العام -2
إزاء المسألة التفاوضي اعتمادا كبي ار على مدى إيمان أفرده وقادته وتمسكهم
باألهداف والمنطلقات التفاوضية.
يكون للرأي العام تأثير إذا -2
توافرت وسائل إعالم مرئية ومسموعة تتناقله.
ويقصد بها مجموعة العناصر التي تنفرد بها الدولة دون غيرها وتحدد
شخصيتها وتميز القوم الذين يعيشون على أرضها عن غيرهم وهي الموقع
الجغرافي والتجانس العرقي واللغة والدين والعادات والتقاليد.
وبالتالي فهذه العناصر مجتمعة تؤثر على األسلوب التفاوضي لهذه الدولة
عند إجراء العملية التفاوضية.
لذلك فالواليات المتحدة تتبنى أسلوبا براغماتي عملي يستند إلى القوة والنفوذ
العسكري بينما الصينيون يتحلون بالصبر واألناة ويفضلون التفاوض المرحلي مع
تبني استراتيجية تكفل حرية الحركة والتقسيم المستمر.
-1االستقرار الداخلي وتماسك الرأي العام :خاصة إذا كان التفاوض يدور حول
القضايا الهامة والمصيرية .فالمتغيرات والعوامل السياسية هي من أهم العوامل
التي تؤثر على العملية التفاوضية منذ بدايتها إلى نهايتها.
مثال :موقف الكنيست اإلسرائيلي الذي قضي ق ار ار بأن أي تنازل أو انسحاب من
الجوالن سيكون مشرطا بموافقته.
كلما كانت البيئة الدولية والعالقات خالية من الصراع والتأزم والتعقيد كلما
خلق ذلك أجواء إيجابية بعيدة عن التوتر والصدام ومناسبة للعملية التفاوضية .فإن
الصراع والصدام يفتح المجال لظهور عومل جديدة قد تؤثر على سير العملية
التفاوضية سلبا أو ايجابيا.
فالمفاوضات بين الدول المتحالفة أو التي بينها مصالح مشتركة تختلف عن
تلك التي بينها صراعات التفاوضية.
ويعتمد على مدى أهمية العملية التفاوضية نفسها ومدى ارتباطها بالمصالح
الحكومية الخاصة باألطراف المتفاوضة.
فقد يكون التفاوض مرتبطا بوجود الدولة وكيانها ومستقبلها ومصالحها العليا
أي أن حل المشكلة أم هم ويحوي وهنا يكون موقف الدولة متشددا ومتصلبا.
وفي المقابل :قد يكون التفاوض إجراء عادي مثل معامالت البيع والشراء
واالستيراد والتصدير ويميل إلى المرونة في التفاوض.
أ -اتجاهات وتصورات األطراف المتفاوضة :ومدى الضغط التي تتعرض له
من قبل الرأي العام مثال ذلك أمريكا كانت تريد أن تخرج من الفيتنام بأقل
الخسائر ومطلب المفاوض الفيتنامي يتلخص بطرد األمريكان واإلطاحة
بالحكومة الموالية لهم.
ب -مدى التالقي والتصادم في المصالح بين األطراف.
وللوصول إلى حل دائم لحل الصراع فإن السبيل إلى ذلك يتم بما يلي:
-1المؤهالت الخلقية:
وتتجلى في لدبلوماسي أكثر عندما يكون هناك مهمة للقيام بها فإذا فارقته
اللياقة والحكمة وحسن التصرف فارقه بلوغ الهدف وتعثرت مهمته.
-3القدرة على إشعار الطرف اآلخر بالرضا واالحتفاظ بعالقات جيدة معه مثال
ذلك المشهد التفاوضي بين الواليات المتحدة وكوبا عام .1962
إنها مهمة صعبة للغاية على ثلة من الناس هم أولئك الدبلوماسيين األذكياء.
-5االبتعاد عن أساليب الوعود الكاذبة أو خرق حرمة الوفاء والخداع والغش ألنه
يولد عن الطرف اآلخر الرغبة في االنتقام.
مثال ذلك :النتائج المترتبة على المفاوضات بعد حرب 1962م.
مفهوم التفاوض:
التفاوض هو موقف تعبيري حركي قائم بين طرفين أو أكثر حول قضي من
القضايا يتم من خالله عرض وتبادل وتقريب ومواءمة وجهات النظر واستخدام
كافة أساليب اإلقناع للحفاظ على المصالح القائمة أو للحصول على منفعة جديدة
بإجبار الخصم بالقيام بعم معين أو االمتناع عن عمل معين في إطار عالقة
االرتباط بين أطراف العملية التفاوضية اتجاه أنفسهم أو اتجاه الغير.
ويعرف التفاوض بأنه سلوك طبيعي يستخدمه اإلنسان عند التفاعل مع محيطه،
وهو عملية التخاطب واالتصاالت المستمرة بين جبهتين للوصول إلى اتفاق يف
بمصالح الطرفين.
األولى :ضرورته:
وتظهر ضرورة علم التفاوض ومدى األهمية التي يستمدها من العالقة
التفاوضية القائمة بين أطرافه أي ما يتعلق بالقضية التفاوضية التي يتم التفاوض
بشأنها وتلك هي الزاوية األولى.
الثانية :حتميته:
نجد أن علم التفاوض يستمد حتميته من كونه المخرج أو المنفذ الوحيد الممكن
استخدامه لمعالجة القضية التفاوضية والوصول إلى حل للمشكلة المتنازع بشأنها.
أنواع المفاوض تختلف على حسب شخصية المفاوض وناصر القوة التي
يمتلكها وكذلك البيئة المحيطة ونذكر تلك األنماط كما يلي:
-1المفاوض الواقعي:
المفاوضون الواقعيون يتميزون بإعطائهم اهتمام بالوقت وهو النوع الذي يريد
الدخول في صلب الموضوع مباشرة دون الخروج هنا أو هناك عن صلب
الموضوع والدخول في هوامش غير مهمة بالنسبة له ويتصفون بأنهم منظمون
ويميلون للتعامل الرسمي وتجدهم يتصرفون بعدوانية اتجاه الطرف اآلخر وال
يهتمون به أو باحتياجاته وال يهمهم ان يكون مقتنع بما توصل إليه أو لم يقتنع فهم
يريدون أن يكونوا هم الكاسبين دائما وهذا النوع عندما تتفاوض معه عليك أن
تدخل مباشرة في صلب الموضوع بدون ثرثرة و تفاصيل كثيرة واضاعة للوقت،
وعليك أن تأخذ ق ارراتك مع هذا النوع بسرعة وبتشدد دون تقديم تنازالت ولكن
يجب أن تكون ق ارراتك مستندة على معلومات وحقائق واضحة ومباشرة.
-2المفاوض االنفتاحي:
فهو عكس الواقعي أعاله نوع يحب أثناء التفاوض أو يبتعد عن أجواء
العمل ليجد لنفسه شيء من المداعبة مع الشخص المقابل متساهل أثناء تفاوضه
وهذا النوع انفعالي نوعا ما في بعض المواقع مع التفاوض ولكنه قاد ار على اتخاذ
القرار عادة وفو ار دون تردد وتجده يفيض من األحاسيس الجياشة وذو احساس
مرهف ،وأنت كمفاوض إذا تعرضت لهذا النوع من األنماط فحاول أن تستغل
لتحقيق صفقة وتستطيع ذلك باستشارة حماسة نحو موضوعك أو مشروعك الذي
تقدمه واذا نجحت فسوف تجده يوافق بقرار سريع مبني على حماسه.
-3المفاوض التحليلي:
ويمتازون بحبهم للناس وتجد أن تصرفاتهم عاطفية أو يغلب عليها التعاطف
مع الناس وهذا النوع مطلوب منك أنت فقط أن تجعله يشعر باالطمئنان اتجاهك،
ألنه في بداية تفاوضه معك سوف لن يتخذ أي قرار إلى بعد أن يشعر باالطمئنان
نحوك،ولذلك تجدهم يتسمون بالبطء في اتخاذ الق اررات ويكرهون الضغط فهم لن
يتموا أو يوافقوا أو يتخذوا قرار تحت الضغط أيا كان وهذا النوع في أثناء التفاوض
يتحولون إلى عناصر تهدئة غالبا ،فهم يسعون دائما إلى إسعاد الجميع أس جميع
األطراف المتفاوضة فإذا تفاوضت مع هذا النوع من األنماط ،فعليك أن ترضى
على بطء اتخاذ الق اررات منهم أوال ثم أن تحاول أن تنال ثقتهم وأن تشعرهم
باالطمئنان نحوك في البداية ،ولكن عليك الحذر من الضغط على هذا النوع من
المفاوضين ،فكلما ضغطت عليهم كلما كان ابتعادهم وحجومهم عن اتخاذ القرار.
-4المفاوض التحليلي:
وهذا النوع ال يقتنع أبدا بأي عرض إلى بعد أن يعرف كل التفاصيل
وتفاصيل التفاصيل ،وبالطبع فإن ذلك سوف يكون له األثر على الوقت وسرعة
اتخاذ القرار من قبلهم ،فسوف تتسم المفاوضات معهم بالبطء ،فإنهم يحبون أو
بمعنى أصح يريدون أن يأخذوا وقتهم الكافي في التحليل والتمحيص في كل
التفاصيل وال يحبون أن يدفعهم المفاوض المقابل التخذ الق اررات بل يريدون أن
يكون شيء في مكانة تماما بعد أخذ كل التفاصيل والمعلومات وغيره .وهذا النوع
عندما تقع فيه أثناء تفاوضك فعليك أن ال تعطيه كل المعلومات المطلوبة وانم
يجب أن تعطيه إياها على مراحل كلما سئل عنها أو طلبها ولتعطي لنفسك فرصة
اإلجابة على أسئلته التي لن تنتهي.
يعد التفاوض موقف ديناميكي أي حركي يقوم على الحركة والفعل ورد الفعل
إيجابا وسلبا وتأثير أو تأث ار .والتفاوض موقف مرن يتطلب قد ار هائلة لتكيف
السريع والمستمر وللمواءمة الكاملة مع المتغيرات المحيطة بالعملية التفاوضية.
وبصفة عامة فإن الموقف التفاوضي يحوي مجموعة عناصر منها ترابط القضية
التفاوضية وتركيبها وكيفية التعارف عليها وتشخيصها وحجم القضية مكانيا وزمنيا
والتعقيد والغموض الذي يلف القضية.
من المعلوم أن التفاوض في العادة يتم بين طرفين ،وقد يتسع ليشمل أكثر من
طرفين نظ ار لتشابك المصالح وتعارضها بين األطراف المتفاوضة ،ومن هنا فإن
أطراف التفاوض يمكن تقسيمها أيضا إلى أطراف مباشرة ،وهي التي تجلس فعال
إلى مائدة المفاوضات وتباشر عملية التفاوض .والى أطراف غير مباشرة وهي
األطراف التي تشكل أصحاب مصلحة وقوى ضاغطة بسبب أن لها عالقة قريبة
أو بعيدة بعملية التفاوض.
ال تتم أي عملية تفاوض بدون هدف أساسي تسعى إلى تحقيقه أو الوصول
إليه وتوضع من أجله الخطط والسياسيات .فبناء على الهدف التفاوضي يتم قياس
مدى تقدم الجهود التفاوضية في جلسات التفاوض وتعمل الحسابات الدقيقة،
وتجري التحليالت العميقة لكل خطوة .ويتم تقسيم الهدف التفاوضي العام أو
النهائي إلى الهداف مرحلية وجزئية ي من اآلتي:
يعد التفاوض موقف ديناميكي أو حركي يقوم على الحركة والفعل ورد الفعل
إيجابا وسلبا وتأثير أو تأث ار .والتفاوض موقف مرن يتطلب قدرات هائلة للتكيف
السريع والمستمر والمواءمة الكاملة مع المتغيرات المحيطة بالعملية التفاوضية.
وبصفة عامة فإن الموقف التفاوضي يتضمن مجموعة عناصر:
يجب أن يتصف الموقف التفاوضي بصفة إمكانية التعرف عليه وتمييزه دون أي
غموض أو لبس أو دون فقد ألي من اجزائه أو بعد من ابعاده أو معالمه.
ويقصد به المرحلة التاريخية التي يتم التفاوض فيها والمكان الجغرافي الذي تشمله
القضية عند التفاوض عليها.
-5التعقيد:
الموقف التفاوضي هو موقف معقد حيث تتفاعل داخله مجموعة من العوامل وله
العديد من األبعاد والجوانب التي يتشكل منها هذا الموقف ومن ثم يجب اإللمام
بهذا كله حتى يتسنى التعامل مع هذا الموقف ببراعة ونجاح.
-6الغموض:
ويطلق البعض على هذا الموقف (الشك) حيث يجب أن يحيط بالموقف التفاوضي
ظالل من الشك والغموض النسبي الذي يدفع المفاوض إلى تقليل دائرة عدم التأكد
عن طريق جمع كافة المعلومات والبيانات التي تكفل توضيح التفاوضي خاصة
وان الشك دائما يرتبط بنوايا ودوافع واتجاهات ومعتقدات وراء الطرف المفاوض
اآلخر.
-1سمات المفاوض:
-النضرة الثاقبة لألمور والقدرة على التمييز بين القضايا األساسية والفرعية.
-القدرة على التحليل واالستنباط.
-معرفته بنقاط القوة والضعف وتحليل المكسب والخسارة.
-الحكمة والصبر واالنتظار حتى تظهر الصورة بأكملها.
-القدرة على االستماع للطرف اآلخر بعقل متفتح.
-االلتزام بالموضوعية وعدم البعد عن الموضوع.
-االستعداد وااللتزام بالتخطيط الدقيق لكل التفاصيل وايجاد البدائل.
-امتالك البصيرة للنظر إلى موضوع بوجهة نظر الطرف اآلخر.
-الشجاعة في االستعانة بالفريق المساعد في الوقت المناسب.
-الثقة بالنفس القائمة على العلم والمعرفة.
-شخصية متوازنة (مزج الدعابة مع الجد).
-االلتزام بالنزاهة والقدرة على إرضاء كافة األطراف.
-القدرة على التفاوض بفاعلية مع الطرف اآلخر وكسب ثقته.
-أن تكون األسئلة غير مباشرة إال إذا كانت هناك ضرورة.
-عدم توجيه أكثر من سؤال في وقت واحد.
-البعد عن التكرار لنفس النقاط التي تم االنتهاء منها.
-االحتفاظ باألسئلة في الذهن وحسب األهمية.
-استبعاد األسئلة التي تم الحصول على إجابة لها.
-أن تغطي األسئلة جميع الموضوعات موضوع التفاوض.
-االستمرار في المناقشة رغم بعد الحوار أحيانا عن موضوع التفاوض.
-ترتيب األسئلة الهامة واالحتفاظ بها في الذهن.
-ترتيب األسئلة حسب األولويات.
-االحتفاظ باألسئلة بعيدا بمنأى عن الطرف اآلخر.
يقوم هذا المنهج على عالقة تعاون بين طرفين أو أكثر يعمل كل طرف
منهم على تعميق وزيادة هذا التعاون واثماره لمصلحة كافة األطراف .واستراتجيات
هذا المنهج هي:
-1استراتيجية التكامل :هو تطوير العالقة بين طرفي التفاوض إلى درجة أن
يصبح كل منهما مكمال لآلخر في كل شيء بل قد يصل األمر إلى أنهما
يصبحان شخصا واحدا مندمج المصالح والفوائد والكيان القانوني أحيانا وذلك
بهدف تعظيم االستفادة من الفرص المتاحة أمام كل منهم.
-االرتقاء بدرجة التعاون :وتقوم هذه االستراتيجية على االرتقاء بالمرحلة التعاونية
التي يعيشها طرفي التفاوض خاصة أن التعاون يمر بعدة مراحل أهمها المراحل
اآلتية:
وفي كل هذه المراحل يقوم العمل التفاوضي بدور هام في تطوير التعاون بين
األطراف المتفاوضة واالرتقاء بالمرحلة التي يمر بها.
-3استراتيجية تعميق العالقة القائمة:
تقوم هذه االستراتيجية على الوصول لمدى أكبر من التعاون بين طرفي أو
أكثر تجمعهم مصلحة ما.
تعتمد هذه االستراتيجية أساسا على الواقع التاريخي الطويل الممتد بين
طرفي التفاوض من حيث التعاون القائم بينهما وتعدد وسائله وتعدد مراحله وفقا
للظرف والمتغيرات التي مر بها وفقا لقدرات وطاقات كل منهما وهناك أسلوبين
لهذه االستراتيجية هما:
-1توسيع نطاق التعاون ،بمده إلى مجال زمني جديد :ويقوم هذا األسلوب على
االتفاق بين األطراف المتفاوضة على فترة زمنية جديدة مستقبلة ،أو تكثيف
وزيادة التعاون وجني التعاون خالل هذه الفترة المقبلة.
-2توسيع نطاق التعاون بمده إلى مجال مكاني جديد :ويتم هذا األسلوب عن
طريق االتفاق على االنتقال بالتعاون إلى مكان جغرافي آخر جديد.
وهي أولي خطوات العملية التفاوضية حيث يتعين معرفة وتحديد وتشخيص
القضية المتفاوض بشأنها ومعرفة كافة مرتكزاتها الثابتة .وتحديد كل طرف من
أطراف القضية والذين سيتم التفاوض معهم .ويتعين إجراء مفاوضات أو مباحثات
تمهيدية الستكشاف نوايا واتجاهات هذا الطرف وتحديد موقفه التفاوضي بدقة وبعد
هذا التحديد يتم التوصل إلى نقطة أو نقاط أو فهم التقاء أو فهم مشترك.
-دفع الطرف اآلخر إلى القيام بسلوك معين وفقا لخطة محددة.
إن هذه الخطوة هي خطوة مستمرة وممتدة تشمل وتغطي كافة الفترات
األخرى التي يتم االتفاق النهائي عليها وجني المكاسب النجمة عن عملية
التفاوض.
وهي عملية أساسية من عمليات وخطوات التفاوض لقبول الطرف اآلخر وقبول
الجلوس إلى مائدة المفاوضات .ومن ثم تنجح المفاوضات أو تكون أكثر يس ار
خاصة مع اتباع الطرف اآلخر بأن التفاوض هو الطريق الوحيد ،بل والممكن لحل
النزاع القائم أو للحصول على المنفعة المطلوبة أو لجني المكاسب والمزايا التي
يسعى إلى الوصول إليها.
-1اختيار أعضاء فريق التفاوض واعدادهم وتدريبهم على القيام بعملية التفاوض
المطلوبة واعطائهم خطاب التفويض الذي يحدد صالحياتهم للتفاوض.
حيث تشمل هذه الخطوة من العمليات األساسية التي ال يتم التفاوض إال بها:
-اختيار التكتيكات التفاوضية المناسبة من حيث تناول كل عنصر من عناصر
القضية التفاوضية.
-ممارسة الضغوط التفاوضية على الطرف اآلخر سواء داخل جلسة التفاوض أو
خارجها .وتشمل هذه الضغوط عوامل:
(الوقت ،التكلفة ،الجهد ،عدم الوصول إلى نتيجة ،الضغط اإلعالمي والضغط
النفسي).
-استخدام كافة العوامل األخرى المؤثرة على الطرف اآلخر إلجباره إلى اتخاذ
موقف معين أو القيام بسلوك معين يتطلبه كسبنا للقضية التفاوضية أو إحراز
نصر أو الوصول إلى اتفاق بشأنها أو بشان أحد عناصرها أو جزيئياتها.
ال قيمة ألي اتفاق من الناحية القانونية إذا لم يتم توقيعه في شكل اتفاقية
موقعة وملزمة للطرفين المتفاوضين ،ويجب االهتمام بأن تكون االتفاقية شاملة
وتفصيلية تحتوي على كل الجوانب ومراعي فيها اعتبارات الشكل والمضمون ومن
حيث جودة وصحة ودقة اختيار األلفاظ والتعبيرات ال تنشا أي عقبات أثناء التنفيذ
الفعلي لالتفاق التفاوضي.
المأزق التفاوضي يحدث عندما يستمر الطرفان في التفاوض مدة من الزمن أو
تكون مفاوضاتهم بدون نتائج وعدم جدية األطراف في التوصل إلى نتيجة وترك
األمر معلقا.
إذا لم تفلح هذه الطرق في دفع التفاوض نحو الخروج من الممكن أن تتنازل
عن أشياء بسيطة مثل قد تعطي الشخص المقابل دفعة لإللمام لتقديم تنازالت
والخروج من هذا المأزق ،ولكن ال يجب أن تكون هذه التفاصيل التي تتنازل عنها
جوهرية.
أو أن تؤجل بعض النقاط مثال جانيا ومؤقتا إلى حين إذ كانت هي السبب
في هذا المأزق ،وكما ذكرنا سابقا فإنه بإمكانك العودة لهذه النقاط التي نحيتها
جانبا بعد أن يستمر سير التفاوض وفي مراحله النهائية حيث يكون األطراف
المتفاوضين أكثر مرونة.
أما إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود فهنا ال داعي الستمرارها لو
تتوقف تماما عن التفاوض إذا كنت متأكدا تماما أن االتفاق لن يتم .
وأحيانا يصل المفاوض لنقطة تسمى نقطة الال عودة في التفاوض ويكون
بذلك قد وقع في مأزق بانه ال يستطيع العودة ومضط ار للمواصلة ألسباب عديدة
أحيانا يجد نفسه المفاوض مضط ار للتفاوض والوصول لحل وذكرنا جزء منها
سابقا .فإن الحل هو ان يدخل طرفا ثالثا وهو ما يسمى اإلنقاذ ،بشرط أن يكون
هذا الطرف محايدا وليس له مصلحة أو مكاسب من إتمام االتفاق أو لغاية ،فإن
المنقذ سوف يتمكن من دفع العجلة خصوصا إذا كان ذو مصداقية وخبرة في
مجال التفاوض.
ختاما :يكون التفاوض سهل جدا إذا تمكنت من إجادة أدواته فليس فيه من
الصعوبة التي يعتقدها الكثير ولكن البديهية والخبرة والممارسة لها الدور األكبر في
فعالية المفاوض الشك.
وهي عملية جمع البيانات وتحديد األهداف وعليه أن يستعد في هذه المرحلة باتباع
خطواتها المهمة.
-اإلعداد الجيد بكتابة نقاط التفاوض وتحليل الطرف اآلخر من هذه العملية.
-االجتماع بأطراف النزاع واحترام آراء اآلخرين واألخذ بها وتحليلها بموضوعية.
-مراجعة الذات عدة طريق مراجعة مواقفه مع نفسه واعادة مناقشة الطرف اآلخر
إذا ما ثبت خطأ هذه االفتراضات مرة خالل مناقشاته مع األطراف.
بناء على التحليل يقوم المفاوض بإعداد خطة التفاوض وتشتمل الخطة على:
وفي هذه المرحلة الهامة على المتفاوض أن يتبع الخطوات الهامة التالية:
-االستمرار في عملية تحليل األوضاع وتحليل التغذية الراجحة أثناء الموقف
الحواري.
- 11القوة في التفاوض شيء البد منه أحيانا إلنجاح التفاوض ..نقاش ذلك؟
إن القوة بتعريفها البسيط هي القدرة على التأثير على الطرف المقابل ،وقد
تكون مهاراتك التفاوضية إذا أتقنتها وصقلتها هي مصدر من مصادر قوتك
التفاوضية لتدعم موقفك التفاوضي وكذلك معرفتك وامتالكك للمعلومات تدعم
أيضا موقفك وهي نوع من أنواع القوة البالغة في الحديث األسلوب أمور كثيرة لها
التأثير.
ويوجد أيضا مصادر أخرى للقوة التفاوضية تتمثل في أمور معينة مثل القوة
الشرعية ،والقهرية ،والعزيمة والخبرة ،والفائدة ،وقوة الموقف كذلك ،وقد تكون لديك
قوة مختلطة وممزوجة من كل ما ذكر مما يجعل موقفك التفاوضي مدعوما بشكل
قوي.
-1القوة الشرعية:
وهو ذلك النوع المصاحب ألصحاب السلطة والدرجات العليا في السلطة كان
تكون مسئوال كبير في الهرم أو تتمتع بمزايا معينة مثل أن تقوم بالتفاوض من
خالل مكتبك الفخم الذي يبهر الشخص المفاوض اآلخر أو استخدام األلقاب ،أو
عدم ترك مقابلتك بسهولة قد يعطيك قوة واعطاء أوامرك للسكرتير بحجب
المكالمات عنك أثناء االجتماع التفاوضي أيضا يعطيك قوة شرعية مظهرية ،حتى
عند الخروج لجولة ميدانية أثناء التفاوض فال تقبل أن يكون ذلك إلى في سيارتك
الخاصة والمناسبة التي تدعم أيضا قوتك وتجعل منك المسيطر والمتحكم بطريقة
غير مباشرة.
-2القوة الفائدة:
يزداد حماس الطرف المقابل أو الجهة التي تتفاوض معها إلبرام صفقة معينة
معك إذا أدركت أنها إنما تنال منك فضال ال تمنحك إياه ،متى حاول الطرف
المقابل أن يعطيك إحساس إو إيحاء بأن تفاوضه معك إنما هو فضال منه ال
تتضايق وال تضجر من ذلك ،وانما يجب أن تكون هادئ جدا وال تخدعك محاوالته
وخصوصا إذا كنت واثقا من نفسك وفيما ستقدمه له وهو الذي يجعلك انت
المسيطر على التفاوض ولكن ال تجعل الغرور يدخل إليك في تلك اللحظات.
-3القوة القهرية:
وهي عكس قوة الفائدة ،فعلى سبيل المثال لم يتوصلو معك التفاق فإن ذلك
يفقدهم مكاسب أو كسب حسب نوع المادة المتفاوض عليها ،وهذا النوع من القوة
عندما يتم مزجه بقوة تشكل قوة تدعم فعالة موقفك التفاوضي.
-4قوة الموقف:
وهي بكل بساطة القوة التي تعطي لطرف قوة بال حدود أمام طرف آخر
ومثال عليها أن تشتري سلعة معينة وتعود إلرجاعها فيطلب البائع منك الفاتورة أو
السند إلرجاعها لك ورد القيمة ولكنك بكل بساط قد فقدت هذه األوراق وهنا فإن
موقفك يكون ضعيفا جدا وهذا ما يسمى قوة الموقف.
وهي أيضا من مصادر القوة التي تدعم للمفاوض قوة في موقفه التفاوضي،
ومن األمور الهامة في التفاوض هو فهم نمط المفاوض المقابل لك ،وأنت أيضا
لك نمط خاص بك تتصف به ال يخرج عن أنماط معينة سوف أتطرق لكل منها
وهي متراكمة من بداية تكوين المفاوض ونفسية نوعا ما ال يمكن تغييرها أو
تجاهلها.
وأخي ار فال شك بأن كل مفاوض يريد أن يتفاوض مع شخص له نفس نمطه
أو بمعنى أصح مشابه له .وتحدث المشاكل في العادة عند اختالف األنماط أو
تصادمها ،ولتفادي ذلك عليك أن تعرف أوال نمط الشخص المقابل لك وتحاول أن
نمط المفاوض المقابل لك تغير في نمطك أو طريقتك لتجعلها تتناسب مع
ولتنال قبوله وتتقرب إليه لتتمكن من تفادي الصراعات بينكم للوصول لقرار .ولذا
فإن لكل شعب من الشعوب صفات معينة في التفاوض عرفت عنهم عبر الزمن
وسوف أذكر بعض الشعوب وصفاتهم التي عرفوا بها باختصار بسيط.
فالعرب قد عرف عنهم عدم اهتمامهم بالوقت ويهتمون بالعالقات اإلنسانية بشكل
كبير جدا والعقد بالنسبة لهم ال يعدو مجرد بداية للتفاوض وليس نهاية.
اليبانيون مثال ال يجبون كلمة ال وال يذكرونها كثي ار في تفاوضهم ولكن يقولون
مثال سوف يكون األمر صعبا نوعا ما وهي تعني ال بالتأكيد.
أما الفرنسيون فإذا قالوا نعم فإنهم يعنون ربما أما إذا قالوا ال فإنها تعني لنبدأ
التفاوض.
واالنجليز معروف عنهم أنهم غير عاطفيين في مفاوضتهم ولديهم برد وعلى أتم
االستعداد أن يقضو الكثير من الوقت في تفاوضهم بشرط أن يعرفوا أن النهاية
سوف تكون بشكل أفضل لوقفهم فعرف عنهم أنهم أكثر ديبلوماسية ولكن ال
يحبون الخوض في المسائل أو األسئلة الشخصية.
أما األمركيون فإن الوقت عنهم ثمين جدا وال يضيعونه وتجدهم دائما أعينهم على
الساعة وعلى البند األخير في أن ينادون ب العقود.
واأللمان اهتمامهم أكبر بإبرام الصفقات بأي شكل ويهتمون باأللقاب ويحبون أن
ينادون بها.
أما الروس فإنهم عندما يقولون أن األمر لن يكون مريحا فإنهم يعنون أن ذلك
مستحيل .قد تكون بحاجة لهذه المعلومات إذا كنت تريد أن تتفاوض أو تتعاقد مع
فرد من هذه الشعوب المذكورة.
الفصل الثاني:
لقد أصبح التفاوض ودون أدنى شك فنا من فنون الحياة اليومية ،نمارسه
لنحقق محتوى مواقفنا التفاوضية التي تتمحور حول الرغبة في إشباع حاجة ما،
وعامال من عوامل النجاح ال يمكن االستغناء عنه في حياة المؤسسة والدول
والمنظمات ،ويكون القصد منه دوما الحصول على عقد أفضل أو موعد تسليم
أفضل أو سعر أفضل......الخ.
أي أن األطراف المتفاوضة تكون في حالة عدم الراحة إلى أن يتم التوصل إلى
اتفاق.
-والتفاوض لغة :كلمة مشتقة من الفعل فاوض يفاوض ،ويقصد بها عقد
المحادثات المؤدية إلى التفاعل أي التوصل إلى أساس لالتفاق نحو المشكلة
القائمة أو هدف محدد.
أما من الناحية االصطالحية ،فلم يستقر االقتصاديون على مفهوم محدد للتفاوض
لكون عملية تعريفه عملية جد صعبة ،مما أدى إلى وجود تعاريف شتى لهذه
الكلمة ،نذكر من أهمها:
-تعريف :M.Peadlerإن أكثر تعاريف التفاوض انتشا ار هو الذي يشير
إلى أن التفاوض هو التباحث مع الطرف اآلخر بهدف التراضي
compromise
-تعريف :Bill Scotيرى التفاوض على أنه "الوصول إلى اتفاق ،باعتماد
معايير تفاوضية يتمكن من خاللها الطرفان االنتقال سوية نحو نتيجة هي
لخير مصالحها المشتركة ،و يسمى هذا النمط من المفاوضات بـ :التفاوض
اإلبداعي ""Creative Negotiation
-تعريف :Marshيعرف التفاوض بأنه "عملية ديناميكية في التكيف يقوم
خاللها طرفا التفاوض اللذان يكون لكل منهما أهدافه بالتباحث سويا قصد
الوصول إلى اتفاق مرض متبادل يعكس مصالحهما المشتركة"
-تعريف :Royce Coffinيقول "إنها عمليات التفاعل القائمة بين األطراف
المتنازعة حيث يتم التوصل فيها إلى قرار مشترك بشأن االتفاق حول
المسائل القائمة.
-تعريف :Kennedyيرى "أنها حالة ديناميكية بالغة الدقة والتعقيد
والحساسية تتمك بين طرفين يتعاونان على إيجاد حلول مرضية لما بينهما
من مسائل موضوع خالف أو صراع أو تناقض ،ساعيان في نفس الوقت
إلى تلبية االحتياجات واالهتمامات والمصالح وتحقيق األهداف.
-تعريف :1929 Kissengerالتفاوض هو ميكانيزم يقوم بتنسيق المواقف
التراعية في مواقف متقاربة حيث تكون قاعدة الق اررات هي اإلجماع أي
اتفاق جميع اآلراء.
-تعريف ":1977 Mastenbreakالتفاوض هو االستراتيجية المناسبة
عندما يكون هناك تضارب في المصالح أو تناقضها ،غير أن الجهات
تكون غير مستقلة عن بعضها البعض حيث من األفضل لهما اللجوء إلى
اتفاق"
-تعريف " : Pierre Lebelالتفاوض أداة يأمل من خاللها الطرفان
المتفاوضان البحث عن الحل للمشكل المطروح بينهما خالل المقابلة"
كما يمكننا تعريف المفاوضات من خالل نتائجها أنها :شبكة من الق اررات يتفق
من خاللها الممثلين جماعيا دون اللجوء إلى العكس.
ويبقى أفضل وأبسط وأوضح تعريف هو التعريف الوارد في قاموس Petit :
Larousse Illustreويقول ":هو محادثة المسائل المشتركة ما بين الجهات
للوصول إلى اتفاق ،أو هي الشروع في مفاوضات أو محادثات بهدف حل
الخالفات أو وضع حد لتراع ما"
أما الرأي القانوني :فيعرف المفاوضة على أنها عملية التحاور والنقاش
والمجادلة التي يلجأ إليها كل طرف من األطراف المشاركة بغرض إقناع الطرف
اآلخر بحجته"
أما عن وجهة نظر العرب :فيرى أحد الكتاب أن" المفاوضة ما هي إال
عمليو تتم بين جهات لها مطالب وآراء مختلفة يحاولون حلها من خالل
المساومات والتنازالت المشتركة للوصول إلى اتفاقية مقبولة لكليهما.
ومن خالل هذه التعاريف والمفاهيم المتعددة يمكن استخالص تعريف أكثر
شمولية يتمثل في كون أن المفاوضات :فمن التالقي بين طرفين أو أكثر ذوي
آراء مختلفة حول موضوع أو مشكل مشترك بقصد النقاش والحوار ومعالجة
األفكار المتبادلة من أجل إيجاد اتفاق أو حل يخدم مصالح وأهداف الطرفين.
المطلب الثاني :شروط التفاوض التجاري الدولي
أ -عدد المفاوضين :من غير الممكن أن يتفاوض الشخص بمفرده ،وعليه فال
بد من وجود طرفين على األقل أو مجموعة تتفاوض لصالح منظمة ،إدارة
أو نقابة أو دولة أو مؤسسة وفي غالب األحيان فإنهم يكونون من ثقافات
مختلفة.
ب -وجود اختالف أو عدم اتفاق :ال يمكن التحدث عن التفاوض في حال
وجود اتفاق بين أفكار وآراء األطراف المتفاوضة ،إذ أن هذا األخير ال
ينشأ إال في حالة اختالف آراء وأفكار و توجهات طرفي التفاوض.
ج -البحث عن اتفاق :بما أنه تم اختيار وسيلة التفاوض ،فمن المنطقي أن
تكون رغبة المتفاوضين هي الوصول إلى :رصيف االتفاق ،غير أن هذه
الرغبة وخالل طول مدة التفاوض تختلف من حيث قوتها وضعفها وقد
تختفي تماما مما يجعل فشل المفاوضات في هذه الحالة أم ار أكيدا.
كما أن البحث عن اتفاق يكون الهدف من وراءه الحصول على ربح ومنفعة أكبر،
لهذا يبقى حماس المتفاوضين إلنجاح المفاوضة كبي ار ومستم ار.
/2أسس التفاوض التجاري الدولي :إن جميع العمليات التي نقوم بها ترتكز على
مجموعة من األسس وهي:
أ-موضوع التفاوض :إن تعدد أشياء وحاجيات اإلنسان ناتج عن تعدد رغباته،
و اختالف هذه األشياء من شخص آلخر أو منظمة ألخرى أو من مؤسسة
إلى أخرى تؤدي إلى تعدد مواضيع التفاوض ،إذ من الممكن أن نتفاوض
من أجل سعر أقل أو من أجل منتوج معين أو كمية معينة للتسليم أو غير
ذلك ...ومن هنا نستخلص أن هناك حاف از يجعلنا نقوم بالتفاوض اال وهو:
وجود مصالح مشتركة بين األطراف المتفاوضة ،وتتمثل هذه المصالح في
الوصول إلى رغبة أو حاجة معينة فيصبح الهدف من التفاوض هو
الحصول عليها ،وبالتالي نلخص إلى القول أن ":الحاجة تولد موضوع
التفاوض"
ب -العالقة بين األطراف وتصرفاتهم :من الممكن أن تكون العالقة رباطا
للتبعية ،كما يمكن تأثير متبادال بين الطرفين إذ يتم تحديد العالقة وفقا لنية
الطرفين:
-فإذا كانت النية سليمة بمعنى أن الشيء المرغوب فيه يتم الحصول عليه
باستخدام أساليب ضرعية ،فإننا نكون في حالة :المفاوضة السوية ،إذ يكون هدف
الطرفين هو :الربح الطويل واستم اررية العالقة الطيبة بينهما غلى جانب ربح
صديق.
-أما إذا كانت المتفاوض نية سيئة أي أنه يسعى إلى تحقيق مصالحه بأساليب
غير شرعية كـ :الخداع ،الغش واالحتيال دون األخذ بعين االعتبار نوع العالقة
القائمة مع الطرف اآلخر.
ج-رهانات التفاوض :إذا عدنا إلى الموسوعات والمعاجم اللغوية لوجدنا تعاريف
عدة للرهان ،ولعل أهمها:
ومن خالل هذا التعريف يتبين لنا أن الرهان يملك خاصيتين :الربح والخسارة ،فعند
التفاوض من أجل شيء معين فمن الممكن أن نربحه كما يمكن أن نخسره.
-تعريف :Ecully Groupيعرف الرهانات على أنها ":ما يمكن كسبه أو
خسارته في منافسة ما ،فإنك تتنافس من أجل تعظيم القيمة الموضوعية إلى قيمة
أكبر.
-أما :Christopher Dupontفيرى أن الرهان ":هو كل ما سيكون له أثر
أو وزن على المصالح ،النتائج ،االنشغاالت ،القيود والمخاطر التي يتصورها
المفاوض.
وما يمكن مالحظته كذلك من خالل هذه التعاريف أن هناك خاصيتين آخرتين
للرهان:
مفاوض (أ) سلطته تتمثل في قدرته على جهل المفاوض (ب) يقدم على عمل
معين لم يكن ليقدم عليه لوال سلطة المفاوض (ب).
يتحصل المفاوض على السلطة التفاوضية من خالل عدة مصادر والمتمثلة في :
إن فشل التقيد بفلسفة "المقابل" صار يقرض نجاح المفاوض الذي يحصل على
تنازالت وال يقدمها وقد يمتلك المفاوض الشعور بالدهشة إزاء سلوك مخالف
لتصوره.
-4تقوم المفاوضات انطالقا وجود قضية أو مشكلة مهمة :يسعى كل طرف من
أطراف التفاوض من خالل التحاور والتفاعل واإلقناع إلى إيجاد حل لها أو
التوصل إلى اتفاق معين تلتزم به األطراف المتفاوضة ،فالتفاوض أيا كان نوعه
البد أن يدور حول قضية معينة أو موضوع معين يمثل محور العملية التفاوضية.
-5قيام الفريق التفاوضي بتقنية جدول أعماله :من القضايا التي يمكن التعامل
معها بأساليب أخرى غير أسلوب التفاوض ،وذلك بتحليل جميع القضايا على
أساس نتائجه المهمة ،وتجزئة القضية المتنازع عليها إلى قضايا أو بنود صغيرة،
ويوزع الوقت التفاوضي على هذه البنود بما يتناسب وأهميتها ويقوم بحذف ما هو
غير مقابل للتفاوض أو ما ليس له صلة بأهداف القضية التفاوضية الرئيسية.
-6تقوم نتائج التفاوض على عدم التأكد :لجميع المفاوضات نتائج وقد تكون
هذه النتائج إيجابية ،وقد تكون سلبية ،ويتوقف ذلك على األساليب المستخدمة
للوصول إلى تلك النتائج ،فمن النتائج اإليجابية :الحل أو التكيف ،وذلك عندما
يحصل كل من المفاوض وخصمه على جميع ما يريدان ،وفي حاالت كهذه تأتي
المفاوضات بسبب ضرورتها أو الحاجة إليها ،وتعبي ار على إدراك كل طرف منهما
بأنه سيواجه بعض الصعوبات في تحقيق هدفه األساسي المختلف عن هدف
اآلخر ،ولذلك البد لكل منهما أن يعمل مع اآلخر للتوصل إلى اتفاق ،وما يتم
التوصل إليه من اتفاق يتم إعادة تنفيذه أما النتائج السلبية فتتمثل فيما يلي:
فرض الحل :قد يتمتع أحد األطراف بقوة تسمح له أن يفرض الحل على
اآلخر دون تقديره لموقفه ،مما يؤدي به إلى نتيجة ربح مقابل خسارة فينتج
عن ذلك عدم الرضى عن االتفاق ،وبالتالي إلحاق الصرر بالعالقة
المستقبلية بين الطرفين.
االستسالم :يحدق االستسالم عندما يقتنع أحد الطرفين بأن أض ارره في
الحصول على ما يريد يكلفه خسارة أكبر من الخسارة التي تلحق به عند
التنازل للطرف اآلخر ،فالنجاح أو اإلصرار على المطلب له تكلفة عالية.
الحل الوسط :ويقصد به تنازل كل المفاوض والطرف اآلخر على بعض
أهدافه الصغرى ،وربما عن بعض أهدافه الكبرى ،وذلك من أجل ضمان
تحقيق األهداف األخرى فإذا ما كان أحد الطرفين معطيا فإن ذلك محاولة
منه لتقليل خسارته.
المأزق :ينشأ المأزق عند ما يأتي كال الطرفين االستمرار في االتجاه نحو
التسوية وعند ما يتخذ كالهما موقفا دفاعيا عنيفا ،أو عند ما ال يبدي كال
الطرفين أية فائدة من إحداث تغيير بالتقدم في اتجاه التسوية ،ويمكن أن
ينشأ المأزق أيضا إذا ما اعتقد كال الطرفين أنه قادر على انتظار تغيير
موقف الطرف اآلخر ويستخدم هذا التكتيك أحيانا لتحويل المفاوضات إلى
المستوى التالي األعلى في السلطة.
-7التفاوض عملية تحيط بها القيود والمحفزات وتحتمل االحتكاك ويكشفها
اإلزعاج األطراف التفاوض:
إن القيود تعمل على إعاقة التقدم نحو الحل ويتم التعبير عنها عموما من خالل
أسئلة مثل:
تعتبر طرق التفاوض المختلفة معيا ار لتحديد طبيعة العالقة التي تحكم
المفاوضة ،وكيفية ترتيب مصالح هذه األطراف ،وتمكن التمييز بين طريقين.
تجد في هذه الطريقة توجهين لطبيعة تعامل أطراف التفاوض 1أما التوجه األول
" "1فإنه يناسب:
التعاون :بمعنى أن الهدف األول في العالقة التجارية هي :نية التعاون ،في حين
ان التوجه الثاني " "2فيخص حدود المفاوضة والمجابهة والنزاع والصراع.
هذين النموذجين من المفاوضة يمثالن الحاالت األكثر انتشا ار لكون المفاوضة في
الواقع تعمل على توطيد العالقة بين البائع والمشتري أو بين البلد وآخر.
يطلق على هذه المفاوضة مصطلحا آخر وهو ":طريقة هارفارد" لكونها
والهدف وضعت من طرف ""HARVARD NEGOCIATION PROJET
منها وضع طرق لتحقيق المفاوضة بصفة عقالنية بحثة ،واألساس الذي ترتكز
عليه هذه المفاوضة يتمثل في الثقة المتبادلة تبين أطراف التفاوض.
*مميزاتها:
-التعاون والتكامل بين طرفي التفاوض وهو األساس الذي يبني عليه كافة مراحل
هذه الطريقة في التفاوض.
الرهان أو السابق :موضوعه ينصب على تحقيق الهدف المنشود إليه على أحسن
وجه لذلك فاحتمال وجود طالق يكون ضعيف جدا.
الجدول رقم ( :)1المقارنة بين المفاوضة بالموقف والمفاوضة الواعية:
مفاوضة بالموقف
المفاوضة الواعية
االندماجية التوزيعية
-حضور المشاركين لحل -المشاركون أعداء. -المشاركون أصدقاء.
المشاكل. -الهدف هو الوصول إلى -الهدف هو الربح.
-الهدف هو الوصول إلى اتفاق.
-فرض التزامات كشروط اتفاق فعال بالتراضي.
-دراسة أسئلة األشخاص مع لمواصلة العالقة. تنازالت -إقامة
مع واالختالفات. متشدد على -يكون للحفاظ اآلخرين
اتجاه مرن -يكون اآلخرين عند االختالف. العالقة.
األشخاص ومتشدد اتجاه -يكون مرن مع اآلخرين -عدم الثقة.
االختالف. -التمسك لموقفه. عند االختالف.
-الثقة ال تأخذ بهين -التهديد. -وضع الثقة باآلخرين.
بدون -الغش علة نسبة من االعتبار. الموقف -تغيير
-التركيز على المصالح المتطلبات. مشاكل.
على وليس من المقصودة إيجابيات -فرض -اقتراح عروض.
المواقف. -تبين نسبة من متطلباته .طرف واحد.
مقبول -دراسة المصالح. وحيد -قبول الخسارة من طرف -حل
فرضيات -وضع لصالحه. واحد للوصل إلى اتفاق.
أرباح على للحصول -البحث عن الحل الوحيد
متبادلة. المقبول من الجميع.
مختلفة -الهدف هو الوصول -الهدف هو التحكم في -وضع حلول
في واالختيار فيما بينها ثم التفوق الموقف إلى اتفاق.
أخذ القرار النهائي. المواجهات المواجهات المعتمدة. -اجتناب
-فرض استعمال معايير -ممارسة الضغوطات. المعتمدة.
مقصودة. إلى -الخضوع
-الحصول على نتيجة الضغوطات.
أساسها معايير مستقلة.
-اتباع منهج فكري.
للمبادئ مجال -ترام
وليس للضغوطات.
Source : Piérre Louis du Bois . Genevieve Mansuillon Page
280.
المطلب الثالث :أشكال التفاوض التجاري الدولي:
-1تعرف المفاوضات الكبيرة بأنها مفاوضات واسعة النطاق ،فهي تتم حول
الشروط التجارية كما هو الشأن بالنسبة للمفاوضات الديبلوماسية والمفاوضات التي
تنصب على العقود التي تتم بين الجماعات الصناعية أو عقود التحويل
التكنولوجي ،فالمفاوضات الكبيرة مفاوضات مصيرية بالنسبة للمؤسسة كونها تؤثر
على إستراتيجيتها ،ويمتاز هذا النوع من المفاوضات (المفاوضة الكبيرة) بأنه:
عندما يشارك في الحديث عدة أطراف في شكل مجموعات فإننا تكون أما
حالة:
التفاوض الجماعي ،حيث تكون المواجهة بين فرق تلعب دور الوكيل أو المقوض
الذي وكلت له مهام تحقيق أهداف ومصالح المنظمة التي ينتمي إليها ،غير أنه
يشترط في هذه الجماعة وجود مصالح مشتركة بين أفراد المجموعة وكذا التناسق
بينهم أي القدرة على التصرف بطريقة فعالة ومنسقة.
أما عندما يصبح الحديث في التفاوض مسي ار من قبل شخص فردي فإننا تكون
أمام الحالة الفردية لعملية التفاوض ،حيث يتعلق الهدف في هذه األخيرة بتحقيق
المفاوض لمصلحته الشخصية غير أن هناك حاالت يكون فيها المفاوض بمفرده
غير أنه يتفاوض لصالح جهة معينة.
المبحث الثالث :العوامل المؤثرة في التفاوض التجاري الدولي
بعد التطرق إلى أنماط وسمات التفاوض كان من الضروري مناقشة العوامل
المؤثرة فيه ،فجاء هذا البحث مبينا ومبر از لمجموعة من العوامل منها الخارجية
والمعبر عنها بـ :المحيط ،ومنها ما هو متعلق بالمؤسسة التي ينتمي إليها
المتفاوض وبخصائصه وبعدد المشاركين في جلسات التفاوض ،ومن أجل إنجاح
هذه العملية ،علينا معرفة مختلف هذه العوامل ،وهذا ما سنقوم به من خالل
مطالبنا الثالثة من هذا المبحث.
يقصد بالمحيط التفاوضي :البيئة الثقافية ،المكان والزمان اللذان يجري فيهما
المفاوضة ،حيث تعبر الثقافة عن تلك الخصائص العامة المتعلقة ببلد الطرق
الثاني والمتمثلة في مجموع القيم ،السلوك العادات ،التقاليد ،الديانات ،اللغات،
فلهذه األخيرة تأثير فعال على درجة تفاهم المتفاوضين ،ففي حال التقاء طرفان
ذوي ثقافات مختلفة وهو األمر الشائع والسائد في التفاوض التجاري فإن خطر
سوء التفاهم يزداد بصورة واسعة وواضحة ويعتبر اختالف لغتي الطرفان أحسن
مثال على هذا ،غذ يؤثر اختالف اللغة سلبا على عملية التفاوض ويجهلها أكثر
صعوبة مما يؤدي إلى خلق خالفات نتيجة سوء التفاهم الذي يسود في الحوار بين
الطرفان.
كما للبيئة الثقافية تأثير هام على األهداف التي يصبو إليها طرفا التفاوض،
وفي هذا السياق يقول ":جيولدور األكيور" تؤثر الثقافة على األهداف المرجوة من
طرف المفاوضين ،حيث نجد أن المجموعة الثقافية األمريكية تعتبر أن الصفقة
هي الصفقة وهدفهم والوصول للتعاقد بين حقوق وواجبات كل طرف ،بينما يختلف
الهدف عن اليابانيين ،حيث يعطون مكانة مرموقة للعالقة ويقدسونها ،فرغم أن
الصفقة تعبر عن عقد لكن جوهر الصفقة هو العالقة ذاتها"
كما يؤثر المحيط الثقافي على نوع االستراتيجيات المتبعة من قبل األطراف
المتفاوضة ،فهناك من قبل األطراف المتفاوضة ،فهناك من يعتبر أن هذه العملية
تعاونية تعتمد على مبدأ ":رابح رابح" بينما يعتبرها البعض اآلخر بأنها عملية
تنافسية تعتمد على مبدأ ":رابح خاسر".
قد يؤثر المكان الذي تجري فيه المفاوضات سلبا أو إيجابا عليها فإذا كان
المفاوض أثناء إيجاد التوازن بين المصالح المشتركة في إطار العملية المتبادلة
ويتم كل هذا بوجود عامال ":الثقة واالستم اررية".
كما أن الطريقة التي تهيأ بها غرفة المحادثات التي سوف تجري فيها عملية
المفاوضات تؤثر في المناخ السائد بين الطرفين وتتمثل هذه العملية في كيفية
وضع الديكور واألثاث التي تتضمن حجم طاولة التفاوض وأبعادها ،كيفية وضع
الكراسي.
من خالل ما سبق نخلص إلى أن للمحيط التفاوضي تأثير وجب التأقلم معه
حتى ال تواجهنا عراقيل وصعوبات تجبرنا على اتخاذ ق اررات خاطئة تؤدي إلى
االنزالق عن األهداف المسطرة من قبل.
إن التعرف على الخصائص الرئيسية التي تؤثر بها المؤسسة على تصرفات
المتفاوض هو السبيل الوحيد لفهم الدور الذي تلعبه المؤسسة في التأثير على
التفاوض والى مدى يصل هذا التأثير ،وأهم ما يمكن ذكره بالنسبة لهذه
الخصائص:
الخاصية :1تتعلق بمركز الشراء أو مركز الق اررات المتكون من األعضاء
المنتمين للمؤسسة :سواء كانوا مساهمين أو شركاء أو مدراء.
الخاصية :2مرتبطة بخصائص ومميزات المنتوج ونوع الشراء ودرجة الخطر التي
يمكن أن يتعرض إليه هذا النوع من الشراء.
تختلف درجة الخطر حسب نوع المنتوج فإذا كان هذا األخير حيويا على
المتفاوض أن يوليه أهمية بالغة ألن بدونه يتوقف إنتاج المؤسسة في حالة انقطاع
المخزون ،أما إذا كان منتوجا ثانويا ذا أهمية أقل من اآلخر ،فإن درجة الخطر
ال تكون هي نفسها ،إذ من الممكن تعويضه أو استبداله بمنتوج آخر.
إن المتفاوض هو العامل األكثر تأثر على عملية المفاوضات ،بما أنه
يمسك المفاوضة في زمام يده وهو المحرك األساسي لها ،غير أن هذا التأثير
يختلف من متفاوض آلخر وسبب هذا االختالف يعود إلى خصائص المتفاوض
المتمثلة في :شخصيته ،سلوكه ،ثقافته وكذا خبرته وكفاءته والتي تشكل اإلطار
العام لشخصية المتفاوض.
كل هذه الخصائص على المتفاوض أن يتحلى بها حتى يتمكن من خوض
المهام التي أوكلت له من قبل المنظمة التي ينتمي إليها ومن الصعب وضعها
جانبا خالل التفاوض فهي تؤثر بصورة مباشرة على نجاحه وتحقيق أهدافه.
إلى جانب التأثير الفعال للمتفاوض ،فإن عدد المشاركين يعد ال محال
عامال مؤث ار ال يستهان به في العملية التفاوضية ،فكلما كان عدد المشاركين كبي ار
كلما كانت العملية التفاوضية أكثر تعقيدا وأكثر صعوبة وهو األمر الذي يستدعي
انضمام أطراف آخرين في المفاوضة سواء كانوا مهندسين أو مسؤولين إداريين
بالمؤسسة ،فإنهم يشاركون بشكل مباشر في التفاوض ويؤثرون فيه بطرق مختلفة
ومتعددة ويتبين لنا ذلك في:
خلق ضغط جماعي على الطرف اآلخر بغية الوصول إلى تعامل مع هذا
الطرف.
التأثير على النتائج المحصل عليها :ففي حالة وجود مفاوضي يملكان قدرة
كبيرة على مواجهة مفاوض واحد يملك سلطة وقدرة بنفس الدرجة ،فإن
النتائج المتحصل عليها في النهاية تكون لصالح أكبر بالنسبة للطرفين وذلك
ألن قدرتهم وكفاءتهم تتضاعف بتضاعف عددهم.
كثرة عدد المشاركين في جلسات التفاوض يزيد من تشابك وتعقيد عملية
التفاوض ،وهذا من خالل تدخل عدة أطراف مثل الشركاء الماليين
والمتعاقدين الوسطاء وهذا ما نلحظه في التفاوض ما بين البنوك
والمؤسسات المالية والحكومات وفي المفاوضات النسبية لعقود الملكية
الصناعية تط أر لتعقيد بنود هذه العقود.
في حالة كون عدد أفراد أحد طرفي التفاوض أكبر من عدد أفراد الطرف
اآلخر ،فإن هذا األخير (الطرف )2ينزعج من وجود هذا الكم من
األشخاص ،لذا فإن الخبرة والتجارب تشير إلى أفضيلة العدد القليل عن
العدد الكبير وفي حالة تساوي العدد فمن األفضل أن يتكون كل طرف من
ثالث ( )3أشخاص.
خالصة الفصل الثاني:
في الختام نقر أن التفاوض نشاط يجمع طرفين أو عدة أطراف نتيجة وجود
خالف سوء تفاهم يرغب هؤالء في مناقشته والتقليص منه ،من أجل الوصول إلى
اتفاق يضمن لكل طرف تحقيق حاجياته باعتباره أساس كل قضية تفاوضية.
يتأثر نشاط التفاوض بعوامل مختلفة أبرزها العامل الثقافي ،الذي يلعب دو ار
كبي ار في تغيير منحى النتائج التفاوضية ،لذلك يتعين على المتفاوض طريقة
التعايش مع ثقافات الدول المختلفة ،كما أن للوقت تأثير على الق اررات المتخذة من
قبل المتفاوض والذي يتغير حسب حجم وأهمية الصفقة المراد تحقيقها دون أن
ننسى أهمية المكان الذي تجري فيه المفاوضة ،إذ على المفاوض أن يوليه
األهمية بتهيئة وتحضيره حتى ينمكن من خلق الجو المناسب للطريق الذي
ستسلكه المحادثات خالل عملية التفاوض.
علما أن الخالفات قد تمس عدة مجاالت فقد اختلفت الحاالت التي يغطيها
التفاوض ،فقد نجده من أجل البيع أو الشراء أو بغض التوزيع أو الحصول على
ملكية صناعية أو براءات اختراع ومهما كانت الحالة التي يغطيها التفاوض فإن
الهدف من وراءه يكون دوما تحقيق أدنى األهداف المبرمجة وضمان مصلحة
المتفاوض ومؤسسته.
الفصل الثالث:
وحتى نتعرف على هذه المستلزمات ،ارتأينا أن نقدمها في هذا الفصل من خالل
المباحث الثالث التالية:
المبحث الثالث :سير عملية التفاوض التجاري الدولي وابرام العقد النهائي.
المبحث األول :دراسة سوق المنتوج.
تعمد أي مؤسسة من أجل تغطية احتياجاتها إلى عملية الشراء التي تحتاج
بدورها إلى إدارة تتكفل بمتابعتها إضافة إلى دعائم تكللها بالنجاح أال وهي
االختيار األفضل للمفاوض.
لقد تعددت التعاريف المتعلقة بوظيفة الشراء وذلك بتعدد االقتصاديين والكتب
في هذا المجال ومنها من يبرز بحق وظيفة الشراء:
-والتعريف الذي يقول ":هي النشاط المسؤول على توفير المواد المرغوب فيها في
المكان والوقت المناسبين وبالكمية والسعر المناسبين أيضا".
-وهناك تعريف آخر يقول":أن وظيفة الشراء هي الوظيفة المسؤولة عن دورة المواد
من الوقت الذي تطلب فيه إلى الوقت الذي يتم فيه تسليمها
إلى الجهة التي تستعملها".
ويتطرق هذا التعريف إلى المسؤولية في اختيار المورد والتفاوض معه حول
السعر والتأكد من الجودة وضمان التسليم ،كما يتضمن أيضا المسؤولية المباشرة
عن النقل واالستالم والتقنيين والرقابة على المخزون السلعي.
غير أن وظيفة الشراء تستلزم سلطة أو إدارة تتكفل بالقيام بها ،ولهذا نجد
أن أفضل تعريف في هذا المجال هو ذلك الذي يقدم وصفا شامال لطبيعة هذه
اإلدارة .فهي اإلدارة المسؤولة عن تخطيط وتنظيم وانجاز األعمال والمهام
واألنشطة التي تهدف إلى توفير جميع المواد سواء كانت هذه المواد أولية أو
مصنعة أو نصف مصنعة أو اآلالت أو معدات ومكنات إنتاج ولوازم تشغيل
وغيرها من المصادر المناسبة وبالكمية التي تغطي حاجة جميع األقسام واإلدارات
التابعة للمنشأة وبالنوعية المحددة وحسب المواصفات المطلوبة وبالسعر المناسب
وبالوقت المالئم والمكان المالئم ،كما يتفق مع السياسات العامة للمنشأة بالتنسيق
مع اإلدارات األخرى المعنية بذلك ،كاإلنتاج ،المالية ،التصميم الهندسي ،التسويق
وغيرها.
ولقد جرت العادة أن تلجأ المؤسسة إلى شراء منتوجات للمرة األولى لذا يقوم
المختصون بتحديد المواصفات الفنية الواجب الواجب أن يتصف بها المنتوج
الجديد ،وهذا عكس حالة إعادة التموين أين تكون المنتوجات معروفة مسبقا ،ففي
هذه الحالة تكون الحاجيات معروفة لكون ذلك المنتوج سبق شراؤه.
وفي هذه الحالة يعبر عن لحاجيات بواسطة القواعد التجارية أي :الكمية،
السعر ،آجال التسليم ،وعلى المشتري أن يتذكر باستمرار الخصائص األساسية
للمنتوج ومتابعة تغيرات تكلفة إنتاجه وأن يقوم ببحث تارخي على عمليات الشراء
السابقة ،ولكي ينجح في ذلك يستخدم المشتري مصدرين أساسين للمعلومات.
أما في حالة شراء منتوج جديد ،يشكل دفتر المواصفات الفنية ،وهو يضم
المعلومات المتعلقة بالمنتوج وشروط عملية الشراء بحيث يجب أن تكون مهيأة
لمراعاة مصالح المؤسسة ثم المشاركة في عملية استشارة الموردين ،أين يتم تحديد
المنتوج بصورة دقيقة ،فيقوم المشتري بدراسة المنتوج من حيث الوزن ،الحجم ومدة
حياة المنتوج ،مكوناته وكذا وظيفته أي استعمالته.
-العالمة التجارية :وهو مصطلح ،إشارة ،رمز أو مزيج لكل هذه العناصر التي
تساعد على التعرف على السلع والخدمات المقدمة من طرف البائع.
-دور حياة المنتوج :ينطلق إعداد منتوج جديد من البحث عن األفكار الجديدة
من خالل عدة طرق تتمثل في:
-التحليل الوظيفي.
-األفكار المتناقضة.
التحليل المرفولوجي.
وبعد عدة تجارب يصبح المنتوج قابال للبيع ،فيتم توزيعه عبر مختلف األسواق
مع تفادي مخاطر الفشل.
ولعل أهم المزايا والخصائص التي يجب أن يتحلى بها المفاوض لتجعل منه
مفاوضا ناجحا وكفأ ولتمنحه حظا أوفر إلنجاح العملية التفاوضية التي يقودها هذا
األخير هي:
-القدرة على ضبط النفس واحكام العواطف والتحلي بالصبر وهدوء األعصاب،
فالمفاوض الكفء هو الذي يتلقى هجوم خصمه ببرودة أعصاب وبصدر رحب وال
يعتبره تحديا ،وانما ينظر ويفكر وعند الدفاع فال يجب أن يكون دفاعا عن الهجوم
بل دفاعا مبينا على حجج وبراهين ووقائع.ها اللجنة الفرعية.
-إتقان طريقة طرح األسئلة واالقتراحات فمثال بدل أن يسأل مباشرة ":كم من
الجلسات ستعقد اللجنة الفرعية في العام" يبدأ بالقول ":اسمحوا لي بأن أطرح
عليكم سؤال عن عدد الجلسات التي ستعقدها اللجنة الفرعية في العام" وبدال من
أن يطرح اقتراحا بصورة مباشرة فجة فإنه يقول ":إذا كنت أستطيع أن أقترح عليكم
اقتراحا من شأنه أن يوضح موقفي ،ثم يطرح اقتراحه"
-التحلي بالثقة بالنفس ،فانعدام الثقة يولد الشك والشك يولد سوء الظن الذي يقفل
باب التفاهم والتفاعل مما يؤدي إلى فشل المفاوضة.
_المفاوض الكفء عندما يقدر فيجب أن يجزم وال يتردد فعليه االبتعاد عن التردد
الذي يضعف من الموقف التفاوضي.
بعد االنتهاء من تحديد الحاجيات التي تود المؤسسة اقتناءها ،تلجأ هذه
األخيرة إلى االتصال بالموردين ،ويتم ذلك بإحدى الطريقتين التاليتين:
وتتميز هذه الطريقة عموما بإعالن التاجر بصفة دائمة ببيع منتوج بموجب
أسعار يتم إدراجها في النشرات اإلعالنية لكل من يرغب بها.
وعند موافقة الزبون على األسعار يبرم العقد تلقائيا وتوضع على عاتق التاجر
التزامات بالبيع طبقا للشروط العامة.
وفي حالة أخرى قد تكون المؤسسة على عالقة مع المورد أي سبق لهما
التعامل معا أنج از صفقات عدة ،فيعمل المشتري على االتصال مباشرة بذلك
المورد وذلك عن طريق الهاتف أو الفاكس أو اللقاء وجها لوجه ،ليمنحه دفتر
شروطه.
تعرف المادة 24من قانون الصفقات العمومية المناقصة على النحو التالي:
وتعتبر المناقصة أبسط وأفضل طريقة لالتصال بأكبر عدد من الموردين كما
تعتبر من أحسن مصادر تجميع المعلومات السعرية ،وقد تكون المناقصة وطنية
او دولية أو االثنين معا (وطنية ودولية).
-المناقصة المحدودة أو الضيقة :وهي تلك التي تقتصر على عدد محدود
من الموردين ثم اختيارهم من قبل المؤسسة ،فهي إجراء ال يسمح بتقديم
العروض فيها إال للمرشحين الذين تتوفر فيهم الشروط الخاصة المحددة من
قبل المصلحة المتعاقدة مقدما.
-المناقصة المفتوحة :كما يدل اسمها فهي مناقصة مفتوحة على كل
الموردين ثم اختيارهم من قبل المؤسسة ،فهي إجراء ال يسمح بتقديم
العروض فيها إال للمترشحين الذين تتوفر فيهم الشروط الخاصة المحددة
المصلحة المعاقدة مقدما.
-المناقصة المفتوحة :كما يدل اسمها فهي مناقصة مفتوحة على كل
اإلعالن عنها في الصحف الموردين الراغبين في المشاركة ويتم
والمجالت الخاصة.
-االستشارة االنتقائية :يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في أغلب األحيان عندما
تكون الطلبات ذات حجم كبير والصفقات هامة جدا لسهولة تحقيق هدف
الشراء وفي أقصر وقت.
ولقد تم تعريف االستشارة االنتقائية في المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم :
91-334المؤرخ في 1991-12-19 :المنظم للصفقات العمومية كما يلي:
ولقد حددت المادة 22:من نفس المرسوم مفهوم االنتقاء كما يلي:
وتتم االستشارة االنتقائية عن طريق التلكس الذي يحتوي على العناصر التالية:
-طبيعة المنتوج.
-المزايدة :هي إجراء يسمح بتخصيص الصفقة للعارض الذي يقترح أحسن
األثمان.
-المسابقة :هي إجراء يجعل رجال الفن في منافسة قصد إنجاز عملية تشتمل
على الجوانب التقنية واالقتصادية.
-موضوع العملية.
-تقديم العروض في ظرف مزدوج ومختوم ،تكتب عليه عبارة ":ال يفتح".
ومن ثمة يقوم ساحبو دفتر الشروط بتقديم عروضهم في شكل أظرفة مختومة
وسرية يكتب عليها العبارة التالية":عدم فتح مناقصة وطنية".
يتم إرسال العروض في مدة محدودة يعلن عنها في المناقصة ،وتجدر اإلشارة
إلى أن كل عرض يصل بعد انتهاء تلك المدة يلغى.
تتم عملية تقييم العروض وفقا لعدة معايير ومقاييس ثابتة ومتغيرة ،ولهذا
الغرض قامت USAبدراسة تتمحور حول المقاييس الواجب استعمالها لتقييم
عروض العارضين.
أقيمت هذه الدراسة على 223مسؤول في إدارة المشتريات أين كانت اإلجابة
ل63.3ـ : %من 223حسب الجدول التالي:
الجدول رقم " "2يمثل قائمة المقاييس التي تدخل في عملية تقييم الموردين:
قسم الموردون إلى سبع مجموعات طبقا للشروط التي تضمنها البند ،6 ،4 :
( 2ب) من المعايير القياسية لـ ISO:
-مجموعة :2تضم مجموعة الموردين الذين تم التعامل معهم لمدة طويلة وأثبتوا
من الخبرة انه من األفضل التعامل معهم وذلك لقدرتهم على توفير االحتياجات
بمستوى جيد من الجودة والخدمة ال يشترط فيهم حصولهم على شهادة "."ISO
مجموعة :3تضم الموردين الحاصلين على شهادة " "ISOلفترة طويلة وال تستطيع
الحكم على قدرتهم في التعامل معهم.
مجموعة :4تضم الموردين الموحدين لالحتياج أال أنه ال يمكن حصولهم إال
تقدير ضعيف.
مجموعة :0تضم الموردين الذين لم يتم التعامل معهم من قبل وعليه ال توجد اية
معلومات او بيانات.
مجموعة :6تضم الموردين الذين ثبتت عدم قدرتهم على تلبية االحتياجات
بمستوى مقبول وال يمكن تعويض اآلثار المترتبة على عدم كفاءاتهم.
وطبقا لنظام ISOISOيمكن اختيار أي مصدر توريد ينتمي إلى المجموعات
السبع.
المبحث الثالث :سير عملية التفاوض التجاري الدولي:
إن عملية التفاوض التجاري الدولي عملية دقيقة بمراحل عدة بحيث لكل مرحلة
ميزاتها وهذا ما سوف نراه في هذا المبحث.
يعتبر التفاوض التجاري عملية تخطيطية وهي ليس نشاطا سابقا للتفاوض
الفعلي فقط وانما هو عملية مستمرة قبل وأثناء التفاوض ،وتتميز عملية اإلعداد
للمفاوضة التجارية بوجهين مختلفين ومرتبطين في نفس الوقت.
أما الوجه الثاني فهو :االستعداد لمواجهة هذه المتغيرات أو السعي للتأثير في
مسارها وبالتالي في تأثيرها على المفاوضات التجارية.
ما لم تعرف إلى أين ستتجه فلن تستطيع تحقيق أي شيء إنها حقيقة بديهية
في مجال المفاوضات .فعلى المفاوض أن يدرك ما الذي يريده قبل الذهاب إلى
مائدة المفاوضات ،فهو بحاجة إلى تحديد طموحه بجدية األدنى واألقصى ،وال
تكتمل عملية تحديد مستوى الطموح حتى يكون هناك هدف محدد لكل جزء من
أجزاء القضية التفاوضية ،مع بيان أهمية هذا الهدف.
بعد التعرف على األهداف يجب على الفريق التفاوضي أن يعرف بصورة
محددة النتيجة التي يريد الوصول إليها فقد تصبح هذه الخبرة هدفا نهائيا للمفاوضة
وعليه فعلى الفريق التفاوضي أن :
والثانية نفسية وهي الشعور الداخلي الذي تخلقه عملية التفاوض التجاري .ومن
المهم التعرف علىى جاجيات الخصم قبل بدء المفاوضات ألنه من الممكن
استخدامها لتحقيق المصلحة.
يجب على الفريق التفاوضي تحديد مستويات طموح الخصم في صورة حد أدنى
وحد أعلى .فالحد األدنى هو أقل ما يمكن أن يقبله الخصم قبل االنسحاب من
المفاوضات .أما الحد األعلى فهو م يحاول الخصم الحصول عليه.
في هذه الحالة يتم جمع البيانات الالزمة الخاصة بالموضوع المتفاوض بشأنه،
وكذلك بيانات خاصة بشأن فريق مفاوضات الطرف المقابل من حيث أعضاؤه،
كالمعلومات الشخصية لهم ،ميولهم ،هذا ما يمكن الفريق التفاوضي من تحديد
العالقة المرغوب فيها معهم.
تعبر أجندة التفاوض إلى حد كبير عن فكر واستراتيجية المفاوض ،كما أنها تمثل
الترجمة العلمية لسيناريو المفاوضات ،الذي يتصوره وهي تنبثق بالضرورة من
افتراضات ومواقف من أعدها ،وال شك أن تحديد أجندة أو محتويات التفاوض هو
أحد التكتيكات األساسية للتفاوض التي على المفاوض أن يحسن استخدامها بوعي
حتى يحقق فرصا لنجاح مفوضاته.
يجب على المفاوض أن يقوم بإعداد جدول األعمال قبل الدخول في عملية
التفاوض ،حيث يمكن للمفاوض أن يحدد فيه القضايا التي ستكون موضوعا
للنقاش ،كما يمكن حذف او تجاهل تلك التي ال يرغب في مناقشتها.
يعمل المفاوض في جدول أعماله على تحليل وتعريف هذه القضايا ،ثم يعمل على
تجزئة كل قضية إلى عناصرها األساسية والثانوية وبعد ذلك يقوم بتصنيفها وفق
معيار :ربح مقابل ربح أو ربح مقابل خسارة.
هناك جدول أعمال عام وآخر تفصيلي ،يدم الجدول العام إلى الطرف اآلخر و
يخصص الجدول التفصيلي لالستخدام الخاص.
يكشف جدول ألعمال عن مواقف المفاوض مقدما ،وقد يسمح هذا للطرف اآلخر
بإعداد رد فعل على النقاط التي يرغب المفاوض في بحثها.
من التوصيات التي يمكن إتباعها عند إعداد جدول األعمال ما يلي:
-6الحلول البديلة:
إن تصور الحلول البديلة ألي قضية يتطلب القدرة على الرؤية ما وراء
الواضح ،والقدرة على تصور إجابات أبعد من اإلجابات العادية التي يعرفها الناس
بسهولة ،وليست عملية العثور على الحلول البديلة باألمر السهل فعلى المفاوض
أن يكون قاد ار على معرفتها من أجل اختيار الحل األفضل.
يؤدي االختيار الجيد للفريق التفاوضي إلى تنوع الخبرات والذي يؤدي بدوره
إلى تصحيح أي تعبير خاطئ عن وجهات النظر المعروضة ،واعطاء مرونة أكبر
في مناقشة وادارة المفاوضات ،وعليه يتم تنظيم الفريق التفاوضي حسب وظيفة كل
عضو من الفريق ،أي حسب الوظيفة القانونية ،المالية ،التجارية ،وغيرها حتى
يستفاد من تخصص كل عضو إلى االستفادة من توظيف خبراته ومعارفه إلى
أقصى حد لخدمة التفاوض لمثمر .كما أن استخدام الفريق التفاوضي يعطي
إمكانية تأجيل االلتزام بموف بحجة يجب أن أستشير زمالئي.
-2تحديد طرق التفاوض:
يعتمد اختيار طريقة المفاوضة على التوزيع الذي يتم للنقاط الكبرى والنقاط
الصغرى.
فيما يتفحص المفاوض مزايا كل نقطة مع خصمه من وجهة نظرهما معا وتجري
محاولة التوصل إلى حل مستند على مزيج من الحقائق والظروف لدى كل طرف.
هذه الطريقة تنافسية وتعاونية في نفس الوقت ،حيث أن الهدف منها هو وجود
حال متسما بالجودة.
-9القيود والحدود:
تمثل القيود المحدد والحاكم للمفاوض والذي يحدد له حكته الممكنة والبدائل
واالحتماالت غير الممكنة .وعلى المفاوض أن يكون على علم بهذه القيود والتي
تتمثل في:
القيود المالية :فقد يتحدد هذا القيد في شكل عدم تجاوز اعتماد قدره:
111.111دج.
-القيود القانونية :كأن تكون هناك أحكام أو قواعد أو جزاءات يحتمها القانون
بالنسبة ألي متغير من المتغيرات محل التفاوض.
السلطة الممنوحة للمفاوض :أي حدود حرية التصرف وكذا مدى الخطورة المترتبة
على إجهاض المفاوضات.
-11لغة التفاوض:
يثار موضوع لغة التفاوض في الحاالت التي تخلف فيها لغة المتفاوضين
األصلية ،وهي الحالة المتكررة في المفاوضات عبر الحدود وهناك بديالن
رئيسيان:
ال تجري المفاوضات في الفراغ بل تحدث في بيئة محدودة تؤثر بعمق على
سير المناقشات ،وفي وضع الصفقات التجارية الدولية.
تشمل الترتيبات لغرفة االجتماع :هاتفا لالتصاالت الخارجية ،كما يجب أن
تكون متسعة كفاية بحيث تشمل جميع المرافق ،مالئما للهواء وشفاطا للدخان
ومقاعد مريحة لكن ليس إلى درجة أن تجعل النعاس يغلب على المفاوضين ،كما
ال يجب أن تكون المقاعد غير مريحة لدرجة تجعلهم يريدون المغادرة قبل الوقت
الضروري ،كما البد أنتكون المشروبات المنعشة بمختلف أنواعها جاهزة للتقديم في
أي وقت .ومن المهم أن يكون هناك مكان آخر أو غرفة اجتماعات مجاورة
للتشاور.
المطلب الثاني :افتتاح والشروع في المفاوضة التجارية الدولية.
ولعل من أهم األمور الواجب األعداد لها هي كيفية بدء الحديث وموضوعات
الحديث بعد التعارف .والبدائل المتاحة نجد:
والمفاوضة التجارية عملية تبادلية تقوم على العطاء واألخذ بين طرفين أو أكثر،
وعلى التوازن في قوى أطراف التفاوض.
تسعى األطراف المتفاوضة إلى التوصل إلى نتيجة مقبولة أو مرضية لتسوية
القضية قيد البحث ،أي موضوع التفاوض ،وهو عبارة عن مجموعة عناصر تمثل
محتوى المفاوضات ،موضوع التفاوض هو جوهر األساسي للمفاوضة فهو أساسها
و السبب والمحل فيها تمثل عناصر المفاوضة التجارية المكون الرئيسي لجدول
األعمال وتتمثل هذه األخيرة عموما في:
السعر :وهو التعبير النقدي لقيمة السلعة ،وهو نوعان ،ثابت ومتغير.
والسعر الثابت هو الذي يكون متفقا عليه في المفاوضات وال يتغير إال إذا كان
هناك نص في العقد بين ذلك.
أما السعر المتغير فإن تغيره يكون حسب مدة التأخر في آجال التسليم مثال.
طرق الدفع :حيث يمكن أن يكون الدفع مقابل البضاعة أو وثائق تثبت انتقال
الملكية .كما يمكن أن يكون ألجل أو عن طريق قرض المشتري الذي يتم فيه
التسديد من قبل البنك المانح لهذا القرض ،أو عن طريق االعتماد المستندي الذي
يعتبر الوسيلة األكثر ضمانا لسير الصفقة على أحسن وجه وعلى غرار العنصران
السابقان الذكر نجد أيضا:
النقل وشروطه :حيث يتحدث المفاوضان على وسيلة النقل /بحرية جوية أو
برية ،وكذا تحديد مسئوليتها من حيث تكاليفه ،تحدد هذه األخيرة بواسطة القواعد
التجارية الموضوعة من طرف الغرفة الدولية للتجارة CCIوتستعمل هذه القواعد
في العقود التجارية الدولية لتسهيل التعامالت بين المشتري والبائع.
كما تجري المفاوضات حول اللغة التي سيكتتب بها العقد ،مدة التسليم ،وكذا
العملة المتعامل بها.
ولكي يحصل كل مفاوض على نتائج ترضيه وتخدم مصلحته الخاصة أو
المشتركة ،يعمد إلى استخدام استراتيجيات وتكتيكات تفاوضية يختلف استخدامها
حسب طبع وشخصية المفاوض.
يستحسن استخدامها حين يكون المفاوضين متهمين بالعمل معا ،وتتميز هذه
االستراتيجية بالثقة ،االنفتاح في التعبير عن األفكار ،اإلصغاء وعدم المفاجأة،
معرفة حاجات الطرف اآلخر بدقة وال يتم فيها استخدام أساليب االستفزاز والتسلط.
*االستراتيجية التنافسية Competetive Strategy :
تستخدم هذه األخيرة حين أحد أطراف التفاوض متهما بالعمل لمصلحته فقط،
حيث تقوم هذه االستراتيجية على أساس تحقيق كل طرف ألقصى قدر ممكن من
الربح على حساب الطرف اآلخر.
وتتميز هذه االستراتيجية بالسرية وعدم االنفتاح ،عدم الثقة ،إضافة إلى السلوك
العدواني كالتهديد ،الهجوم والمفاجأة.
وهي تتميز باستخدام أساليب االستفزاز ،إظهار الغضب ،السيطرة على جدول
األعمال والتهديد باالنسحاب من المفاوضات.
إن استنفاذ كل جوانب ومسارات النقاش يترك حاجة واضحة إلنجاز التقدم
في االجتماع ،فتكون الخطوة الموالية تقديم المقترحات والعروض ،واذا كان الشعور
متبادال يمكن للمفاوض دائما طرح األسئلة لمعرفة ذلك ،فاألسئلة وسيلة إلدراك
الحاجة وهي نوافذ على العقل.
-بيئة التفاوض :حيث يقيم األطراف عادة إلى مسافات بعيدة من بعضهم
البعض مما يجعل مفاوضات التخطيط والتنفيذ معقدة.
-الثقافة :عقبة ثانية في صنع الصفقات الدولية إذ تعتبر عامل قوي يشكل
الكيفية التي يفكر ،يتصل ويتصرف بها األشخاص ،وعليه فإن اختالف
الثقافة يؤثر في أسلوب التفاوض.
يواجه المفاوض خالل مفاوضاته مع الطرف الثاني األجنبي مشكلة:
ولكي ينجح المفاوض في التصدي لهذه العراقيل ينبغي عليه أن يفهم كيف
يتغلب على مشكالت عراقيل المفاوضات التجارية الدولية الخاصة ،التي تتطلب
تذليلها وابتكار حسا مرهفا وصب ار.
وهي تتطلب شيئا آخر وهو القدرة على معرفة هذه العراقيل وفهم تركيبها وابتكار
استراتيجية لمهاجمتها ،وعليه نقول أن التفاوض التجاري هو مجموعة من العالقات
بين المتغيرات أو العوامل المتفاعلة التي تتكون من المدخالت كالفريق التفاوضي،
والعالقات الثقافية واالجتماعية بينهم ،والمخرجات وفيما يلي شكل يوضح مجريات
عملية التفاوض التجاري.
الراجعة تغذية
المطلب الثالث :اختتام المفاوضة التجارية الدولية
يختتم التفاوض عند إدراك المفاوض أنه حقق أهم أهدافه ،لدى عليه أن يغتنم
الفرصة المناسبة الختتما التفاوض وتجسيد نتائجه في إبرام العقد ،فال يوجد داع
الستثمار الوقت في اجتماعات مخصصة للمفاوضات إذا لم نتمكن من اختتام هذه
الستثمار الوقت في اجتماعات مخصصة للمفاوضات إذا لم نتمكن من اختتام هذه
األخيرة وانهائها باتفاقيات مرضية.
وبعد قيام طرفا التفاوض بمهمتهم وتوصلهم إلى نتيجة تخدمهم ،كل ما تبقى
هو جهل االتفاق رسميا ويتجلى ذلك في إبرام العقد.
والعقد :هو لبنة جملة من المفاوضات بين مجموعة من األطراف تنتهي إلى
اتفاق.
العقد لغة :كلمة تعني الربط بين أطراف الشيء وجمعها ،أو بين كالمين وهو
العهد.
أما قانونيا :هو الصورة العاكسة التفاق طرفين أو أكثر حول صفقة تجارية مهما
كان موضوعها.
ويقال أن العقد شريعة المتعاقدين ،وقد اقتضت المادة 351من القانون الجزائري
بخصوص العقد ما يلي ":البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية
شيء أو حقا ماليا آخر مقابل ثمن نقدي"
البائع :وهو الشخص الذي يمثله الطرف المصدر وتتمثل التزاماته في التسليم في
الزمان والمكان المتفق عليه في العقد والتي على البائع احترامها حتى ينقل الملكية
إلى المشتري وذلك مع احترام القواعد التجارية المتفق عليها ،ويعتبر هذا الشرط
ثاني االلتزامات الواجب على البائع الوفاء بها.
المشتري :وهو ذلك الشخص الذي يمثله المستورد للسلع ،تنحصر التزاماته في دفع
ثمن البضاعة حسب الطريقة المتفق عليها في العقد مع إشعار البائع باستالم
البضاعة.
أما أطراف العقد التجاري الثانوية فهي:
الناقل :وهو ذلك الوسيط الذي ينقل البضاعة من البائع إلى المشتري وتتمثل
التزاماته في تسليم البضاعة في المكان المتفق عليه والمحافظة عليها بما فيها
شحنها وتفريغها.
ومن األطراف نجد أـيضا البنك :وهو الطرف الثالث في العقد باعتباره ثانوي وهو
مؤسسة مالية مجبرة على احترام بنود طريقة الدفع المتفق عليها.
ذلك إلى جانب شركات التأمين التي تلتزم باحترام العقد المبرم بدفع جميع
التعويضات المتفق عليها ،إضافة الضمانات القانونية وذلك لتسهيل حركة دخول
السلع وخروجها.
الرضا :العقود التجارية عقود رضائية ،تتم بمجرد تطابق اإليجاب والقبول على
الموضوع.
السبب :هو الدافع الذي دفع المتعامل إلى إبرام العقد والهدف منه.
وبعد التعرف على العقد التجاري ،أطرافه وأركانه ،يمكننا أن نقول أن العقد هو تلك
الوثيقة التي تحوي كتابيا كل ما نوقش شفهيا خالل المفاوضات والذي يبين
مسؤوليات ،واجبات وحقوق الطرفان المتعاقدان.
خالصة الفصل الثالث:
كما تتأثر المفاوضة التجارية الدولية بسبعة عوامل مشتركة ال توجد في
الصفقات المحلية ،وهي تخص فقط المعامالت التجارية لألعمال الدولية وبالتالي
فغن فهم والتعرف والتعامل مع هذه العوامل تمكن المفاوض من تخطي خطوة
كبيرة نحو صنع الصفقة العالمية.
الخاتمة:
إن التفاوض يستمد حتمية من كونه المخرج ،أو المنفذ الوحيد الممكن
استخدامها لمعالجة القضية التفاوضية والوصول إلى حل للمشكلة المتنازع بشأنها.
فكل طرف من أطراف القضية لديه درجة معينة من السلطة والقوة والنفوذ ،ولكنه
في الوقت نفسه ليس لديه كل السلطة وكل النفوذ أو القوة الكاملة إلمالء إراداته
وفرضها إجباريا على الطرف اآلخر ،ومن ثم يصبح التفاوض هو األسلوب الوحيد
المتاح أمام األطراف التي لها عالقة بالقضية وتريد الوصول إلى حل لها.
يتأثر نشاط التفاوض بعوامل مختلفة والتي تتمثل في العامل الثقافي ،والوقت
والمكان الذي تجري فيه المفاوضة فقبل القيام بالتفاوض يجب تشخيص هذه
العملية وهذا بتحديدها انطالقا من تحديد وتهيئة المناخ التفاوضي وكذا الموضوع
المتفاوض عليه إضافة إلى األهداف المرجو الوصول إليها.
فتعتمد أي مؤسسة من أجل تغطية احتياجاتها إلى عملية الشراء التي تحتاج
أال وهي بدورها إلى إدارة تتكفل بمتابعتها إضافة إلى دعائم تكللها بالنجاح
االختيار األفضل للمتفاوض بعد االنتهاء من تحديد الحاجيات التي تود المؤسسة
اقتناءها تلجأ هذه األخيرة إلى االتصال بالموردين واختيارهم وانطالقا مما سبق
تسمح المؤسسة بالدخول إلى المفاوضة وهي على دراية بكل الجوانب للمفاوضة
وبالتالي الوصول إلى اتفاق الذي ينتهي بإبرام العقد.
المراجع: