Professional Documents
Culture Documents
المفاهيم المشابهة للاعلام والاتصال
المفاهيم المشابهة للاعلام والاتصال
:مفهوم اإلشهار
أ-تعريف االشهار:
لغة يعرفه الشيرازي على انه المجاهرة في حين أن بطرس البستاني قال انه يعني النشر
واإلظهار.1
ويعرفه قاموس الروس الصادر عن دائرة المعارف الفرنسية على "انه مجموعة الوسائل
المستخدمة للتعريف بمنشاة تجارية أو صناعية و منتجاتها". 2
اصطالحا يعرفه محمد العليان على انه "عملية االتصال غير الشخصي من خالل وسائل
االتصال العامة وبواسطة معلقين يدفعون ثمنا معينا إليصال معلومات معينة إلى فئات
معينة في المستهلكين بحيث يفصح المعلن عن شخصيته".3
ويعرفه الباحث علي السلمي على أنه ":عملية اتصال غير شخصي من خالل وسائل
االتصال العامة بواسطة معلنين يدفعون ثمنا لتواصل معلومات معينة لفئات من
المستهلكين حيث يفصح المعلن عن شخصيته".4
وفي اللغة اإلعالمية هو ":مجموع الطرق والوسائل لالتصال الجماهيري يهدف من خاللها
التعريف بمنتوج أو خدمة ما بهدف جلب اهتمام الجمهور المستهدف وتحديد رغباته".5
أما التعريف الغربي لإلشهار نجده عند ايكر و مايرز على "انه اتصال جماهيري يحصل
لتحقيق فوائد معروفة متعلقة بمعنى يدفع أمواال لوسيلة إعالمية من أجل بث رسائله والتي
هي على العموم من طرف وكالة اشهارية ".6
1
وتعرفه دائرة المعارف الفرنسية الكبرى على أنه " :مجموع الوسائل المستخدمة لتعريف
الجمهور بمنشأة تجارية أو صناعية بامتياز ،منتجاتها وااليعاز اليه بطريقة ما بحاجته
إليها".7
وتعّر فKKه جمعي((ة التس((ويق األمريكي((ة بأنKKه "مختلKKف نKKواحي النشKKاط الKKتي تKKؤدي إلى نشKKر أو
إذاعة الرسائل اإلعالنية المرئية أو المسموعة أو المكتوبة على الجمهور بغرض حثه على
شراء سلع أو خدمات أو من أجل استمالته إلى التقبل الطيب ألفكار أو أشخاص أو منشKKآت
معلن عليها.8
ب-خصائص اإلشهار:
من خالل ما تقدم يمكننا استخالص مجموعة من مميزات االشهار وهي:
-اإلعالن عملية اتصال جماهيرية.
-انتقاء العنصر الشخصي في اإلعالن.
-المادة اإلعالنية المعروضة مدفوعة األجر.
-يستخدم اإلعالن كافة الوسائل االتصالية مع ظهور شخصية المعلن وإ سمه في
الرسائل اإلعالنية.
-يوجه اإلعالن إلى جمهور معين من المستهلكين.
-عملية اتصالية جماهيرية
-يجلب انتباه جميع أفراد األسرة باختالف مستوياتها
-التنوع في أساليب العرض
-االستعانة بمختلف وسائل اإلعالم واالتصال
-مكلف
-يستهدف اإلعالن إقناع المستهلكين بشراء سلعة أو طلب الخدمة المعلن عنها.
ت-أنواع اإلشهار:
تقسم اإلعالنات إلى أنواع عديدة منها تختلف من وجهة نظر إلى أخرى
اإلشهار حسب الوظيفة :إشهار تعليمي ،إشهار التذكيري ،اإلشهار اإلرشادي . -1
اإلشهار التعليمي :يتعلق بتسويق السلعة الجديدة التي لم يسبق لها وجود في السوق من
قبل.
2
اإلشهار اإلرشادي أو اإلخباري :يستهدف هذا النوع من اإلعالنات أخبار الجمهور
بالمعلومات التي تسير له الحصول على الشيء المعلن عنه بأقل جهد وبأقصر وقت وأقل
نفقات.
اإلشهار اإلعالمي :يعمل اإلعالن اإلعالمي على تقوية صناعة أو نوع معين من السلع أو
الخدمات أو إحدى المنشآت ،وذلك بتقديم بيانات للجمهور يؤدي نشرها أو إذاعتها بين
األفراد إلى تقوية الصلة بينهم وبين المنتج.
اإلشهار التذكيري :يهدف إلى التذكير بمنشآت أو خدمات أو أفكار أو سلع معروفة
بخصائصها من أجل التغلب على عادة النسيان لدى الجمهور.9
اإلشهار حسب الهدف :إشهار أولي ،إشهار اختياري. -2
اإلشهار األولي :يهدف إلى قبول الجمهور المستهدف لفكرة استخدام أنوع معينة من السلع
والخدمات قد تكون جديدة على المجتمع.
اإلشهار االختياري :يهدف إلى الترويج عن أمر تجاري معين أو ماركة تجارية معينة
والهدف استمالة الطلب وتوجيه فئة مستهدفة من المجتمع نحوها.
اإلشهار حسب النطاق الجغرافي :
. 10
إشهار دولي إشهار قومي إشهار محلي
ث-وظائف اإلشهار:
لإلشهار وظائف متعددة في جميع أشكاله ،المكتوب ،السمعي ،والسمعي البصري من
خالل لغته التأثيرية أو لونه المثير أو شكله المتمَي ز .ومن أهم تلك الوظائف نحدد:
-خلق الوعي ،الذي يساهم في جعل األشياء معروفة
-خلق وتنمية اتجاهات إيجابية ،وذلك بتدعيم رؤية إيجابية عن السلعة أو الخدمة
-تنمية هوية للعالمة التجارية التي تساعد على تزويد المنتج بصورة ذهنية أو صفة خاصة
.11
3
المعلومات ومن جهة أخرى طرق وتقنيات تستعمل في عملية االتصال والنشر بغية إقناع
الناس وترغيبهم بالسلع أو الخدمات ،أما اإلعالم يكتفي بإعطاء المعلومات دون إقناعهم
بفكرة ما لهدف معين.
ومهما يكن فاإلشهار بالنسبة لإلعالم ضروري فهو مورد أساسي له يجعله في مأمن من
األزمات لكنه في ذات الوقت دخيل وثقيل على اإلعالم.
:مفهوم اإلشاعة
أ-تعريف االشاعة:
لغة ،في لسان العرب البن منظور قال :شاع الخبر بمعنى ذاع ،الشاعة وهي األخبار
المنتشرة .رجل مشياع أي مذياع ال يكتم سرا.1
واالشاعة سميت أيضا شائعة لشيوعها ،وهما لفظان يعبران عن مفهوم واحد ،وتشييع
بمعنى يطلع أو يروج إشاعة.2
اصطالحا ،هناك العديد من التعاريف لمصطلح اإلشاعة نذكر منها:
تعريف الباحث شارلز امندال charles amendalعبارة عن "رواية تتناقلها األفواه
دون أن تركز علي المصدر موثوق يؤكد صحتها".
أما البورت allportو بوستمان postmanيعرفان الشائعة بأنها" كل قضية مقدمة
للتصديق تتناقل من شخص إلى أخر عادة بالكلمة المنطوقة وذلك دون أن تكون هناك
معايير أكيدة للصدق كما يمكن لها أن تظهر في بعض األحيان في الصحف والمجاالت و
قد تجد طريقها في موجات اإلذاعة.
ويعرف احمد أبو زيد اإلشاعة ،إلى أنها "تلك المعلومات أو األفكار التي يتناقلها الناس
دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق يشهد بصحتها ".3
وحسب علماء النفس فإن االشاعة شكل من أشكال التعبير اإلنساني وهي ظاهرة اجتماعية
تقوم ضمن نسيج ثقافي ،4و هي أيضا أخبار مبالغ فيها أو غير حقيقية ومفتعلة ، 5فهي
قول أو خبر أو حادثة يتناقلها الناس دون التأكد من صحتها وصدقها .
4
وهي بذلك ظاهرة نفسية اجتماعية تعمد نشر حادثة مفتعلة أو تضخيم خبر تافه من أجل
.6
هادف مقصود
ويعرفها الدكتور محمود السيد أبو النيل بأنها " عبارة عن األحاديث غير مؤكدة يتناقلها
الناس عن أحوالهم وأحوال بلدهم خالل الشبكة االجتماعية نتيجة التعتيم اإلخباري ".
ولعل انسب تعريف للشائعة ،هو تعريف الدكتور مختار التهامي الذي عرف الشائعة بأنها"
الترويج لخبر مختلق ال أساس له من الواقع أو تعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في
سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومة كاذبة أو مشوهة لخبر معظمه
صحيح ،أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للواقع أو الحقيقة وذلك بهدف
التأثير النفسي في الرأي العام والمحلي أو اإلقليمي أو العالمي أو القومي تحقيقا ألهداف
سياسية أو اقتصادية أو عسكرية على نطاق دولة واحدة أو عدة دول".4
االشاعة ظاهرة اجتماعية قديمة قامت بوظيفة االعالم في فترة طويلة من حياة البشرية
قبل وجود االعالم بمفهومه العصري وقد عرفتها الحضارات القديمة كما أنها مازالت
موجودة في حضارتنا العصرية.5
وهي عبارة نوعية أو" موضوعية" مقدمة للتصديق تتناقل من شـخص ألخر وهي
تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع أو خلق أخبار
ال أساس لها من الصحة .كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا ألهداف سياسية أو
اقتصادية أو عسكرية.
لذلك فإن اإلشاعات ال تعتمد فقط على نسيج وصنع الخيال فقط ،فقد تعتمد كذلك على
جزء ما هو حقيقي من أجل أن تجد من يتقبلها بين األفراد .كما يمكن أن تجد لها سبيال
في الوسائط السمعية البصرية (التلفزيون واإلذاعة) .كذلك تجد األرضية المالئمة لسهولة
انتشارها بين الناس في األزمات االجتماعية واالقتصادية وفي زمن الحروب نظرا للحالة
النفسية التي يعيشها األفراد ،لذلك فإن اإلشاعات أصبحت أحد الطرق التي تستخدمها
الدول من أجل تثبيت وتمرير سياساتها داخليا أو خارجيا.
ب-أنواع االشاعة
توجد تقسيمات عديدة للشائعات ،وتلك التقسيمات مبنية على أسس مختلفة ،فقد تصنف
الشائعة على أساس الحالة العقلية والدوافع التي تقف من وراء ذيوعها ،وقد يهتم البعض
5
في تصنيفهم للشائعة باآلثار االجتماعية المترتبة عن انتشارها ...وفي ما يلي نذكر أهم
أنواع الشائعات:
-1االشاعات الحقيقية:
اإلش KKاعة الرس KKمية :هي ذات مص KKدر رس KKمي ومؤك KKد ،مث KKل اس KKتقراء ال KKرأي الع KKام و ردة فعل KKه -
حول موضوع أو سياسKات معينKة قبKل تنفيKذها على شKكل مخرجKات وفKق مقاربKة نظميKة حيث
يكون هناك تغذية رجعية على شكل تأييد ومساندة أو رفض ما يعطي الوقت للمصدر بتعKKديل
مخرجاته على نحو يتناسب والمتلقي.
اإلش KKاعات االس KKتراتيجية :ال KKتي تك KKون ذات مص KKدر رس KKمي ،مدروس KKة وممنهج KKة ه KKدفها خل KKق -
نظرة أو فكرة مغايرة لدى المتلقي قصد تماشيها مع رغبات ملتقي هذه الشائعات.
-2االشاعات الغير حقيقية:
اإلش KKاعة الحالم KKة :وهي نتيج KKة الخي KKال الواس KKع ألص KKحاب األحاس KKيس والعواط KKف النابع KKة من -
ال KKذات ك KKالتمني أو األحالم ال KKتي يع KKبر عنه KKا ويلقيه KKا لألف KKراد حيث تلقى له KKا رواج KKا بتص KKديقها
كحقيقة مؤجلة إلى فترة قريبة.
اإلش KKاعة الكاذبـة :وهي اإلش KKاعات ال KKتي غالب KKا م KKا يك KKون مص KKدرها مجه KKوال ،يلقيه KKا عبث KKا في -
أوساط يتم انتقاؤها بشكل محدد ،بحيث ال يتم معارضته ومحاسبته عليها.
اإلشKK Kاعة الحاقKK Kدة :وهKK Kذه أخطKK Kر أنKK Kواع االشKK Kاعات على االطالق هKK Kدفها خلKK Kق البلبلKK Kة وزرع -
الخوف في أوساط المجتمع .6
ت-خصائص اإلشاعة
من خالل ما تم تقديمه يمكننا استنتاج مجموعة من الخصائص التي تمتاز بها االشاعة:
سهلة التنقل واالنتشار، -1
تنتشر بصورة شبه سرية فهي تمتنع عن ذكر مصادرها، -2
لها طابع الغموض، -3
تزدهر في وقت ال يكون فيها أخبار ومعلومات، -4
تنفس عن مشاعر مكبوتة، -5
تعبر عن جزء بسيط من الحقيقة، -6
قابلة للتصديق وغير مشكوك فيها.7 -7
6
ث-أسباب انتشار اإلشاعة
ويحدد الباحثون مجموعة من األسباب التي تساهم في انتشار االشاعة ،يمكننا تلخيصها في
النقاط التالية:
العمل على توضيح ما خفى عن الناس من حقائق -1
التعبير عن بعض التوترات االنفعالية التي يعاني منها ناشرها ،فهي بذلك متنفس له -2
الرغبة في جذب االنتباه من جانب فرد أو جماعة إلقناع الناس بأهميته وقدرته -3
.8
على معرفة ماال يستطيعون عن طريق اتصاالته وارتباطاته
جذب االنتباه إلى صاحب اإلشاعة ،فصاحب اإلشاعة يقوم بإلقاء الشائعة واضحا -4
في االعتبار رفع مكانته ومنزلته في عيون اآلخرين،
اإلسقاط ،أي أن الشخص بنشر شائعة يكون فيه تعبير عن حالته بشكل غير مباشر -5
وإ سقاط للمشاعر والحرمان النفسي،
العدوان ،يقوم الشخص في موقف من المواقف ونتيجة لعالقات معينة بينه وبين -6
شخص آخر بنشر إشاعة ضد شخص اخر ،وهذه الشائعة تحمل في طياتها إيقاع
االذى والتشهير بسمعة الشخص األخر،
تعبير عن المعروف والجميل ،فقد تنشر الشائعة في بعض األحيان بغرض نبيل -7
مثل رد الجميل.9
و من جهته لخص العالم الفرنسي "ألفريد صوفي" أسباب انتشار اإلشاعة حسب
الحاالت التالية:
-إذا كانت المصالح المادية مهددة فإن تزييف الخبر يرمي إلى إعطاء برهان للدفاع عن
المصالح المذكورة.
-إذا كانت اإلحساسات والمطامح مهددة فإن التزييف يرمي كذلك للدفاع عن هذه
اإلحساسات.
-إذا كان الخبر يتعلق بقضية تهم المجموعة فإن تحريفه يرمي إلى تثبيت وحدة هذه
المجموعة خاصة في قضايا الحروب.
7
-اإلشاعة تكون دائمًا ضعيفة إذا كانت عن وهم أو ناتجة عن سؤال ال يعتمد على حدث
وقع بالفعل والتحريف الذي طرأ على الخبر في هذه الحالة يضعف بقدر ما يكون السؤال
أدق.10
-التأثير على معنويات العدو وتفتيت قواه العامة للوصول به إلى اإلرهاب النفسي.
-استخدامها للتمويه والتعتيم كستار من الدخان إلخفاء حقيقة ما .
-ترويج أنباء كاذبة وأخبار مشكوك في صحتها ألجل إضعاف الروح المعنوية.
-استخدام األساليب الحديثة لعلم النفس التي تخدم اإلشـاعة للتـأثير علـى نفـسيات ومعنويات
وإ يرادات العدو .
-تدمير وإ نهاك وتحطيم معنويات الجبهتين العسكرية والمدنية .
ج-أساليب مكافحة اإلشاعة:
القضاء على اإلشاعة باألخبار والمعلومات، -1
تكذيب اإلشاعة وقتلها بإشاعة أعظم منها، -2
عرض الحقائق في وقتها -3
ح-نقاط االختالف بين اإلشاعة واإلعالم:
أن اإلشاعة قديمة في المجتمع عرفتها الحضارات القديمة وهى من المعروف
عملية اتصالية تنتشر بين عدد من الناس ولطالما كان اإلعالم واإلشاعة يمشيان في خطان
متوازيان ،فتختلف اإلشاعة عن اإلعالم باالمتناع عن ذكر مصادرها فهي تنتشر بصورة
شبه سرية وتعتمد أساسا علي االتصال الشخصي حيث تنتقل من شخص ألخر وتتفشى
بسرعة البرق بدون استعمال الوسائل الحديثة .ولكن في العصر الحالي أصبح هذا األمر
غير مسلم به ،وهذا الن اإلعالميين يذهبون بالقول إلى أن وجود اإلعالم ينفي وجود
االشاعات ويقلل منها ،والعكس أي وجود االشاعات يكون دائما نتيجة النعدام اإلعالم.
ونقصد هنا باإلعالم نشر الخبر ووجود الوسائل اإلعالمية ،ليس معناه دائما اذاعة األخبار
ونشرها الن هذه الوسائل قد تمتنع في كثير من األحيان من نشر بعض األخبار المتعلقة
بأحداث معينة وهذا ما يجعل تلك األخبار تسقط في مجال الشائعات.
ومن جهة أخرى إن اإلشاعة لها عالقة بالدعاية اذ كلتاهما تنهج منهجا متشابها في
التحريف غير أن الفرق هو أن الدعاية تخدم أهدافا معينة وصريحة في حين أن الشائعات
8
تخدم أغراضا نفسية وغير صريحة.
إن اإلشاعة هي نشر الخبر دون التحقق من صحته ،وهي ظاهرة اجتماعية قامت
بوظيفة اإلعالم منذ فترة طويلة فقد عرفتها الحضارات القديمة لتصبح على شكل أسطورة
بعد فترة من الزمن وهي موجودة حتى في الوقت الحالي.
بما أن اإلشاعة تكتسي طابعًا سريًا فهي بمثابة إعالم موازي يعيش بجنب اإلعالم
الرسمي قد ينافسه أو يغذيه ويكمله في كثير من األحيان .
مفهوم الدعاية:
أ-تعريف الدعاية
لغة ،الدعاية كلمة مشتقة من الفعل دعا ،يدعو ،دعوة ،يقال دعا بالشيء :طلب
احضاره ،دعا فالنا :صاح به وناداه ،دعا له :طلب له الخير ودعا عليه :طلب
له الشر ،دعا الى الشيء :حثه اليه ،دعا األمر ساق ،دعا القوم :طلبهم ليأكلوا
عنده ،والدعاء :هو القول الذي يدعو به االنسان ربه وجمعه أدعية ،بمعنى
ابتهال ،تضرع.
دعاية :الدعوة الى مذهب أو رأي بالكتابة في الصحف ،أو عن طريق اإلذاعة
أو التلفاز وسواها أو بالخطابة.1
إصطالحا كلمة الدعاية يقابلها في اللغة الفرنسية لفظ propagandeوفي
اإلنجليزية لفظ
Propagandaوهي مشتقة من الفعل الالتيني .Prapagare2
في معجم مصطلحات اإلعالم ،الدعاية هي" التأثير على أراء ومعتقدات الجماهير بجعلها
تتخذ اتجاها معينا ،نحو نظام أو مذهب بصورة ايجابية أو سلبية ،كما يحاول تهيئة نفسيات
األفراد لقبول وجهات النظر التي تدعو لها والتشبع بها وقد تلجا في ذلك إلى التشويه
الحقائق وتحريفها ".3
9
ويعرفها العالم األمريكي هارولد الزويل بأنها" :التعبير عن اآلراء واألفعال التي يقوم بها
األفراد والجماعات عمدا على أساس أنها ستؤثر في أراء أو في أفعال أفراد اخرين أو
.4
جماعات أخرى لتحقيق أهداف محددة مسبقا وذلك من خالل مراوغات نفسية"
ولقد حاول الباحثون العرب وضع تعاريف للدعاية فيعرفها الدكتور مختار التهامي
على أنها" :تلك التي تدفع الشخص أو الجماعة المستقبلة لها الى سلوك معين ،أما أن
ينتهي تأثير الدعاية عند االستقبال السلبي لمضمونها فهو الفشل بعينه".5
أما الدكتور سمير حسين بأنه الجهود االتصالية المقصودة والمدبرة التي يقوم بها الداعية
مستهدفا نقل معلومات ونشر أفكار واتجاهات معينة تم اعدادها وصياغتها من حيث
المضمون والشكل وطريقة العرض بأسلوب يؤدي الى إما يخدم أهداف الداعية ودون أن
ينتبه الجمهور الى األسباب التي دفعته الى تبني هذه األفكار واعتناق هذه اآلراء
واالتجاهات و المعتقدات ودون أن يبحث عن الجوانب المنطقية لها."6
أما الدكتورة جيهان رشتي فتعريفها للدعاية يتضمن نشاط أولئك من يعتبرون من رجال
الدعاية والذين يوظفون كثيرا وسائل اإلعالم الجماهيرية لكونها األداة األكثر أهمية والتي
يمكن من خاللها تحقيق أكبر قدر من األهداف واألغراض المسطرة حيث تقول ''الدعاية
هي محاولة متعمدة فرد أو جماعة باستخدام وسائل اإلعالم لتكوين االتجاهات وتعديلها
عند الجماعات ،وذلك لتحقيق هدف معين في كل حالة من الحاالت يجب أن يتفق رد
الفعل مع هدف رجل الدعاية" .7
ب-خصائص الدعاية:
تتميز الدعاية بأنها تعرض معلومات وتنشر آراًء وأفكارًا معينة بعد إعدادها وتحريفها
من حيث المضمون والشكل بطريقة تخدم األهداف الدعائية وتتميز بمجموعة من
الخصائص الممكن تلخيصها في النقاط التالية:
-1تعتبر الدعاية تعبيرًا ذاتيًا وليست موضوعيًا ألن مادة الدعاية ومضمونها تتأثر
بشخصية الداعية الذي يقوم بإعدادها.
-2تسعى الدعاية إلى تحقيق أهداف مدبرة ومحددة ومستهدفة ومحسوبة تتمثل في التأثير
المتعمد في المعلومات واآلراء واالتجاهات والمعتقدات والسلوك في االتجاه الذي يستهدفه
الداعية.
10
-3تتسم الدعاية بأنها فن التأثير والسيطرة واإللحاح الذي يسعى إلى الترغيب في قبول
وجهات نظر الداعية.
-4وهي كذلك فن إقناع اآلخرين بأن يسلكوا اتجاها أو سلوكًا معينًا تحت تأثير األفكار
الدعائية.
-5تقوم الدعاية بخلق حالة التشتت الذهني والغموض الفكري يسمح بتسهيل عملية اإلقناع
بالفكرة المطروحة.
-6تقوم الدعاية على النشر والتضخيم ،أما النشر فهي صفة أخذتها من عملية االتصال،
فالهدف األول من الدعاية هو جعل عدد كبير من الناس يتعرفون على هذه األفكار
واآلراء ،ولهذا تلجأ الدعاية إلى جميع وسائل االتصال (راديو ،إذاعة ،تلفزيون،)...
ويعتبر الراديو أهم وسيلة للدعاية كونه رخيص الكلفة ويسمح لصاحبه بالتستر ،أما
التضخيم فهو استعمال لغة غير عادية فيها الكثير من المبالغة والمفاضلة في نشر اآلراء.8
ت-أنواع الدعاية:
لقد تعددت التصنيفات واختلفت ،وفق العديد من المعايير ،سنكتفي بذكر أهمها:
-الدعاية البيضاء :وهي الدعاية المكشوفة الواضحة الشفافة ،وهي عبارة عن نشاط علني
من أجل هدف معين ولذا تقترب الدعاية البيضاء من اإلعالم وإ ن اختلفت عنه من حيث
وجود أهداف تأثيرية مسبقة وإ خفاء بعض الجوانب السلبية والتأكيد على النواحي المشرق
فقط.
ب-الدعاية السوداء :وهي الدعاية التي ال تكشف مطلقًا عن مصادرها ،وتنموا بطرق
سرية داخل المجتمعات المستهدفة أو على مقربة منها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها.
وتستهدف إشاعة البلبلة والتحريض على العصيان وتلحق أبلغ الضرر بالرأي العام.7
ج-الدعاية الرمادية :وهي الدعاية التي ال تخشى أن يقف الرأي العام على مصادرها
الحقيقية وتختفي وراء هدف معين ،وتعمل بطريقة غير مباشرة من خالل مصادر متنوعة
.8
وهناك من يقسم الدعاية إلى قسمين :دعاية كامنة ودعاية ظاهرة.
الدعاية الكامنة :وهي تلك التي تخفي أهدافها ومصادرها وال يكون الرأي العام واعيا بها
وتستخدم هذه الدعاية الغموض ويزداد هدا النوع من الدعاية من اخطر أنواع الدعاية.
11
الدعاية الظاهرة :وهي تلك التي تتم في العلن ويكون لها تنظيم معروف مثل وجود وزارة
للدعاية اال أن دلك ال يمنع من أن يكون جانبا منها غير معلوم.9
ث-أساليب الدعاية:
تعتمد الدعاية على أساليب وتكتيكات عديدة من اجل نجاحها وتحقيق الغرض المطلوب
منها ومن هذه األساليب:
-الخلق والتجديد ،تعتمد الدعاية إلى حد كبير على أسلوب الخلق والتجديد حتى ال تصبح
عمال روتينيا يمل منه الرأي العام.
-النكتة والدعابة ،ويعتبر هذا العامل مهما من الناحية السيكولوجية ،وذات تأثير كبير
على الرأي العام خاصة في الشعوب التي تميل بطبيعتها إلى االستماع الى النكت
والفكهات دائما إلى نشر النكت على الزعماء السياسيين والقادة بالدول النامية ونقد
األوضاع القائمة فيها.
-التكــــرار ،يساعد هذا األسلوب على نشر األفكار بين المتلقين ،لتفادي نسيان الموضوع
ولكن يجب أن يكون بطريقة منتظمة وفي أوقات معينة حتى ال تأتي بنتيجة عكسية.10
-الدين ،يمكن أن يؤدي الدين دورا كبيرا في النشاط الدعائي اذ أن االستشهاد باألحاديث
النبوية أو اآليات الكريمة يجعل المؤمنين يندفعون في أعمال ونشاطات يبررونها
باستجابتهم لمواقف شرعية إيمانية صادقة.
-التحريف ،فقد يؤدي التحريف في نقل األخبار الى عواقب وخيمة خاصة إذا كان هذا
التحريف يمس تصريح مسؤول عال في دولة ما ألنه يولد رد فعل شعبي من شأنه أن
يخلق فوضى خاصة إذا كان هذا التحريف يمس بعض الثوابت الوطنية لألمة.11
-الصدق والكذب ،يجب على الداعية أن يكون صادقا مع الرأي العام حتى ال يفقد
مصداقيته ،لكن في المقابل عليه أن يحسن استعمال الكذب في األوقات الحرجة حتى ال
يحطم معنويات شعبه.12
-المبالغة والتضخيم والتهويل ،أسلوب تلجأ اليه عادة وسائل االعالم تبالغ في األخبار أو
وقائع معينة و خاصة إذا كان الخصم يعاني من الهزيمة محققة أو تدهور شديد في
معنوياته األمر الذي يساعد على قبول المبالغة بوجه عام من قبل المتلقي الرسالة
اإلعالمية.
12
ج-وسائل الدعاية:
تعد وسائل الدعاية أحد األركان لنجاحها ،فبدون وسيلة ال توجد دعاية ،ألنها األداة التي
تمكن رجل الدعاية من إيصال الفكرة التي يرغبها الى األخرين ،وعلى اية حال فإن
استخدام الوسائل للدعاية يختلف وفقا ألهدافها ومضمونها وكذا الجمهور المستهدف.
واختلفت وسائل الدعاية عبر العصور متأثرة بالتطور العلمي والتكنولوجي ،فقد اعتمدت
قديما على الخطابة والبعثات والوفود والمبيعات وكذا المناظرات واألشعار وغيرها من
الوسائل التي تعتمد على االتصال المباشر باإلضافة الى الرسائل والقصص ،اما في
العصر الحالي فقد تعددت الوسائل نظرا للتطور التكنولوجي ،فأصبحت تعتمد على
الصحافة المكتوبة من صحف و مجالت ،و وسائل السمعية البصرية من إذاعة وتلفزيون
واتصاالت الحاسوب األلي و القنوات الفضائية ...ضف الى ذلك االحتفاالت والملصقات
.13
والكتيبات...الخ
ح-نقاط االختالف بين مفهوم الدعاية واإلعالم:
تختلف الدعاية عن اإلعالم من عدة أوجه إال أنها تتشابه معه في كونها اتصاًال وإ ن
اختلفت أهدافها فتستهدف الدعاية تغيير جزئي أو كلي للمجتمع بطريقة الترغيب
واالستمالة أما اإلعالم فال يبحث عن التغيير كيفما كان نوعه وإ نما هدفه تزويد الناس
بالمعلومات وتنوير الرأي العام ،واإلعالم ال يستعمل االستمالة والتغيب فهو وصف للوقائع
دون تحوير .ضف إلى ذلك فالدعاية تخفي مصادرها أما اإلعالم فيذكر مصادره .كالهما
يعمالن على تكوين اتجاهات الرأي العام كل بأسلوبه الخاص حيث تستعين الدعاية على
الغرائز وإ تباع أسلوب الخداع عكس اإلعالم الذي يعتمد على العقل وخاطبة العقل.
13