Professional Documents
Culture Documents
ملخص المحاضرة33
ملخص المحاضرة33
إن اجتاه االقتصاديات يف العقدين األخريين من القرن العشرين حنو املزيد من التحرير واالنفتاح وحتفيز دور القطاع
اخلاص،وإزالة القيود أمام التجارة اخلارجية،ودعم املنافسة احمللية والدولية،يعترب من العوامل اليت أدت إىل احتالل موضوع
املنافسة حيزا هاما من الدراسة واالهتمام،وعليه سنحاول تسليط الضوء على بعض اجلوانب األساسية املتعلقة باملنافسة واليت
هتم املؤسسات الطاحمة إىل النمو وتعظيم األرباح يف ظل املتغريات العاملية املعاصرة واملستمرة.
أوال:المنافسة
عرفت املنافسة من عدة رؤى نربز أمهها فيما يلي :
"هي ظ ` ` ` ``اهرة اقتص ` ` ` ``ادية ،تض ` ` ` ``بط ش ` ` ` ``روط ممارس ` ` ` ``ة األع ` ` ` ``وان االقتص ` ` ` ``ادية ،ألنش ` ` ` ``طة ( اإلنت ` ` ` ``اج ،التوزي ` ` ` ``ع وال ` ` ` ``بيع ،
والتسويق ").......
"هي إط` ``ار ض` ``ابط و منظم و م` ``ؤطر لقواع` ``د لعب` ``ة الص` ``راع الق` ``ائم بني األع` ``وان االقتص` ``ادية ،يف خمتل` ``ف األنش` ``طة الس` ``يما
اإلقتصادية ،من خالهلا( املنافسة) تتحقق النزاهة والشفافية ،ويستفيد كل من املسوق واملستهلك"
وتتحق المنافسة من خالل المرتكزات التالية
-1حري``ة األس``عار -2 ،حري``ة ال``دخول واخلروج من الس``وق -3 ،ك``ثرة املنتج``ات حمل التعام``ل -4 ،قل``ة ت``دخل
الدولة يف ممارسة األنشطة اإلقتصادية.
ثالثا :أشكال ( صور) المنافسة
تصنف املنافسة ،وفق عدة معايري ،أمهها ما يلي :
مما الشك فيه أن التنافسية هلا عالقة وطيدة بالسوق،فال ميكن احلديث عن التنافسية من دون سوق،وال حديث عنها ك`ذلك من
دون منافس``ة،ال``يت تعت`رب كمرج`ع ملعرف``ة مكان`ة املؤسس``ة يف الس``وق،ولكن ال يكفي تواج`د املؤسس``ة يف الس``وق وإمنا يتحتم عليه``ا
احلصول على أوراق راحبة من أجل ضمان ربح املعركة التنافسية.
التنافسية هي قدرة املؤسسة على كسب مكانة بني األقوياء يف السوق،سواء من حيث الرحبية،حصة
السوق،االستقرار ،النمو،رقم األعمال…،وهذا باالعتماد على جموعة من املؤشرات،ولعل أمهها تتمثل يف التكلفة،اجلودة
الشاملة،البحث والتطوير،االبتكار والتجديد،تسيري املوارد البشري.
" التنافسية تعين بالنسبة ملؤسسة مدى،قدرهتا على مواجهة التنافس وربح احلصص يف السوق وحتقيق األرباح".
"تعت`رب املؤسس``ة تنافس``ية أو ق``ادرة على املنافس``ة إذا اس``تطاعت الس``يطرة على القط``ر ال``ذي تنش``ط في`ه،وذل``ك بامتالكه``ا حص``ة
سوقية معتربة مقارنة مبنافسيها"
أوال :أشكالها
:التنافسية على مستوى المؤسسة
املؤسسة التنافسية هي":املؤسسة القادرة على زيادة رحبيتها من خالل رفع اإلنتاجية أو خفض تكاليف اإلنت`اج أو حتس``ني اجلودة
أو كل ذلك معا.
و متثل تنافسية املؤسسة " قدرهتا على إنتاج السلع و اخلدمات بتفوق ،مع احتفاظ املؤسسة حبصتها من السوق العاملية و
زيادهتا ،و يف ذات الوقت املسامهة يف ارتفاع نصيب الفرد من الدخل القومي مع احملافظة على هذا االرتفاع".
التنافسية على مستوى املؤسسة تتمثل يف امتالك هذه األخرية خلاصية أو قيمة أساسية ،و تشكل القوة الدافعة هلا يف التأثري على
املتعاملني معها و التميز على املنافسني هلا يف السوق.
تتضمن التنافسية على مستوى املؤسسة املعايري التالية :
الرحبية و هي قدرة املؤسسة على حتقيق أرباح بشكل مستمر؛ ¨
التميز و هو جناح املؤسسة يف حتقيق االختالف عن منافسيها ،إما من خالل منتجات متميزة أو ¨ من خالل تكاليف
منخفضة نسبيا ،أو كليهما؛
التفوق أو املسامهة يف التجارة الدولية ،و زيادة املؤسسة حلصتها من السوق العاملي؛ ¨
املسامهة يف النمو املتواصل ،و هي مسامهة املؤسسة يف زيادة نصيب الفرد من الدخل احلقيقي
التنافسية على مستوى القطاع
تعرف التنافسية على مستوى القطاع ،بأهنا قدرة مؤسسات قطاع صناعي معني يف دولة معينة على حتقيق النجاح بشكل
مستمر يف األسواق الدولية ،و ذلك دون االعتماد على الدعم أو احلماية اليت قد تقدمها احلكومة يف تلك الدولة ،بذلك تتميز
هذه األخرية يف هذه الصناعة .وتقاس تنافسية صناعة ما من خالل الرحبية الكلية للقطاع؛ امليزان التجاري له؛ و حمصلة
االستثمار
األجنيب املباشر الداخل و اخلارج؛ باإلضافة إىل مقاييس أخرى تتعلق بالتكاليف وجودة املنتجات على مستوى الصناعة.
التنافسية على مستوى الدولة
تعرف منظمة التنمية و التعاون االقتصادي تنافسية االقتصاد الوطين لبلد ما بأهنا :الدرجة اليت ميكن وفقها يف شروط سوق
حرة و عادلة ،إنتاج السلع و اخلدمات اليت تواجه أذواق األسواق الدولية يف الوقت الذي حتافظ فيه على املداخيل احلقيقية
لشعبها ،و توسع فيها على املدى الطويل وتعرف كذلك بأهنا املرتبة اليت يصل إليها بلد معني ،حيث يكون قادرا على إنتاج
سلع وخدمات تقابل األذواق يف األسواق الدولية ،و حتت ظروف الطلب و التغري السريع لألسواق حبيث تزيد من مداخيل
مواطنيه.
-التنافسية كموقف :حسب هذه النظرة فتعتمد على حماولة فهم وإدراك بسيكولوجية املؤسسة،هل تريد أن تكون تنافسية،أو
هل جيب أن تكون تنافسية،ألن العديد من املؤسسات ينظرون للتنافسية نظرة تشاؤمية وانتحارية ويعتربوهنا كقيد يف
طريقهم،ويف هذه احلالة حركات املؤسسة تكون ظرفية تسعى من خالهلا إىل حتسني نتائجها على حساب املنافسني،أما بعض
املؤسسات فريحبون بالتنافسية ويعتربوهنا دافعا حقيقيا ومنشطا وحمفزا،ويزيد من عزمية املؤسسة حنو االنتصار والعمل أكثر من
أجل الوصول إىل األحسن يف املستقبل،وهذا على خمتلف املستويات يف املؤسسة.
نستشف بأن مفهوم التنافسية غري حمدد،وجيمع بني سلة من العناصر تتكامل فيما بينها،سواء تعلق األمر
باملردودية(سعر،تكلفة،جودة)أو باملقارنة مع املنافسني،ألن هذا ضروري وأكيد يف عصر العوملة االقتصادية وانفتاح األسواق
العاملية،الذي حيتم على املؤسسة متابعة منافسيها ومقارنة نتائجها بنتائج املنافسني من أجل إعداد اسرتاتيجية هجومية
مستقبال،قد جتعلها رائدة يف سوقها وترفع من حصتها السوقية.وهذا طبعا دون إمهال ضرورة اختاذ املؤسسة مواقف حامسة
ورسالة موحدة وهدف واضح تسعى إىل حتقيقه،مع قبول املنافسة كمبدأ من مبادئ االقتصاد احلر اليت تعمل فيه املؤسسات
العاملية،والذي حيتم على املؤسسات تقبل مفهوم التنافسية والعمل على اكتساب مكانة مرموقة يف السوق من خالل التسيري
الفعال واالعتماد على املؤشرات اليت تعطيها القدرة على املنافسة.
ثانيا :مفهوم اليقظة التنافسية
اليقظة مفهوم (علم) حديث نسبيا (ظهر حوايل سنوات الثمانينات) ،ينجم عن وعي لدى املؤسسة و " وحدات
املعلومات لديها" بوضع وتفعيل شكل جديد إلدارة وتسيري املعلومة تتمحور قبل كل شيء حول النوعية وليس الكمية .
حبيث جيب إعطاء قيمة مضافة للمعلومة :حتليل ،معاجلة عقالنية للمعلومة هبدف إعدادمنتوجات اسرتاتيجية (ملفات،
ملخصات ،تقارير).
أي أن اليقظة عبارة عن عملية معلوماتية تبحث املؤسسة بواسطتها على توقع إشارات اإلنذار هبدف خلق فرص السوق
وتقليص األخطار املرتبطة بعدم التأكد .
و يقصد هبا جمموع األنشطة اليت حتدد هبا املؤسسة منافسيه احلالني أو احملتملني من الناحية االقتصادية واملالية (العمال ،العالمات،
االستثمارات،املشاريع يف طور اإلجناز) ،يهدف هذا النوع من اليقظة إىل مراقبة نقاط القوى والضعف
يف املؤسسة من ناحية التصنيع والتكاليف.
اهلدف يف هذا اإلطار هو معرفة اسرتاتيجيات املنافسني حبيث ميكن توقع القرارات اليت من شأهنا أن تؤثر على مستقبل
املؤسسة .يتطلب تفعيل اليقظة التنافسية طرح أسئلة ميكن أن تكون كاآليت :
-ما هو سوق املؤسسة؟
-من هم منافسوها؟
-ما هي املنتجات اليت تظهر وتنمو؟ هل هي جيدة؟ -ما هي آفاق تطور قدرات النمو للمنافسني؟
-ما هي نقاط قوة وضعف املنافسني؟
-ما مدى قدرة املؤسسة على التوقع يف مواجهة منافسيها؟
أهميتها :متكن عملية اليقظة املؤسسة من حتقيق جمموعة من املزايا.
-اختاذ القرارات بأمان أكرب .
-توقع ،تنبؤ ،و مراقبة التغريات املستقبلية دون حدوث مفاجآت بسبب التغريات التكنولوجية أو غريها.
-فهم التهديدات والفرص املوجودة بسوقها .
-التقييم املوضوعي للموقع التنافسي للمؤسسة حاليا و مستقبليا مقارنة باملنافسني .
-رفع الربح عن طريق البيع األحسن والفعال ملنتوجات املؤسسة ،تطوير منتوجات جديدةوالتموقع يف أسواق جديدة .
-امتالك نظرة أحسن حاليا ومستقبليا حول املنافسني و التنبؤ باهتماماهتم وتوجهاهتم .
-حتسني ،تنمية و توسيع جمموع نشاطات املؤسسة .
إذن جيب الفهم اجليد أن املعلومة أداة للتنمية االقتصادية والتكنولوجية للمؤسسة ،فاملعلومة تشكل موردا اسرتاتيجيا ميكن
املؤسسة من أن تكون أكثر تنافسية يف سوقها .
ومهما يكن حجم املؤسسة وقطاعها االقتصادي جيب أن متتلك املعلومة املفيدة يف الوقت ومهما يكن حجم املؤسسة وقطاعها
االقتصادي جيب أن متتلك املعلومة املفيدة يف الوقت املناسب لتفعيل اسرتاتيجيتها التنموية ،وجيب إذن البحث املعاجلة والتحليل
والنشر الواسع للمعلومة اليت تدور حوهلا ،خاصة و أهنا تتمثل يف مجع املعلومات اليت متكن مـن التنبـؤ باالبتكـارات التكنولوجية
أو االستثمار بكل أمان ،وتكرس املؤسسة هذا النوع مـن اليقظـة أساسـا لتطوير التكنولوجيات والتقنيات و االكتشافات
العلمية ،االبتكـارات التكنولوجيـة ،تطور طرق التصنيع ،ظهور املنتجات اجلديدة .
ثالثا :ميدان النشاط اإلستراتجي ( )D A S
ملا تكون املؤسسة تنتج اكثر من منتج و هلا عدة خط`وط ،نك`ون بص``دد مي`دان النش`اط اإلس`رتاتيبجي ،حيث ميكن
حتدي``د خط``وط املنتج``ات يف مي``دان النش``اط اإلس``رتاتيجي ال``ذي تنتمي إلي``ه ،وميكن تعريف``ه بأن``ه " جمموع``ة الثنائي``ات (منتج``ات /
أسواق) املوجهة خلدمة نفس الشرحية من املستهلكني ،و اليت تستخدم نفس التكنولوجيا ،و اليت تواجه نفس املنافسة.
نس` ``تنتج أن مص` ``طلح "مي` ``دان النش` ``اط االس` ``رتاتيجي" يطل` ``ق على ك` ``ل جمموع` ``ة منتج` ``ات تتقاس` ``م نفس املوارد و تواج` ``ه نفس
املنافس``ة ،و موجه``ة إلش``باع نفس احلاج``ة أو الرغب``ة ل``دى املس``تهلك ،و ك``ل مي``دان نش``اط اس``رتاتيجي مقس``م إىل أج``زاء أق``ل أو
جمموعات جزئية تسمى بـ" :ميادين النشاط السوقية".
ويتم حتديد ميدان النشاط اإلسرتاتيبجي من خالل املرتكزات التالية :
-فئة املستهلكني املستهدفني :املنتجات املختلفة موجهة لقطاع سوق حمدد ( املستهلكني نفسهم)
-التكنولوجيا املستخدمة يف انتاج خطوط املنتجات هي نفسها بني مجيع اخلطوط
-تشبع وتليب املنتجات احلاجات و الرغبات نفسها
-ص``نف املنافس``ني: :حس``ب ه``ذا املعي``ار ف``إن ك``ل املنتج``ات ال``يت تواج``ه نفس املنافس``ني ،يتم إدماجه``ا يف نفس مي``دان النش``اط
االسرتاتيجي.
يتضح لنا من خالل هذا املنحىن خمتلف املراحل اليت متر هبا امليزة التنافسية وهي:
أ-مرحلة التقدمي أو النمو السريع :املؤسسة يف هذه املرحلة وبفعل امليزة التنافسية اليت استطاعت حتقيقها مقارنة باملنافسني
(منتج،سعر،توزيع،إشهار،)…،فإهنا تنزل هذه امليزة إىل السوق وبفضل تقبلها من قبل املستهلكني يتعرف منوا معتربا
وسريعا،بسبب عدم وجود منافسة أو تأخر رد فعل املنافسني،وبالتايل حتقق املؤسسة مداخيل معتربة قبل الدخول يف املرحلة
الثانية.
ب-مرحلة التبين من قبل الشركات املنافسة :ومتثل بداية تعرف املنافسون على امليزة التنافسية للمؤسسة ومدى تأثريها على
املستهلك وعلى حصصهم السوقية،فيحاولون بشىت الطرق العمل على تبين هذه امليزة التنافسية أو حتسينها،وهنا تعرف امليزة
نوعا من االستقرار والثبات والتشبع بفعل تزايد عدد املنافسني.
ج-مرحلة الركود :يف هذه املرحلة يتضح جليا بأن املنافسة تعمل بكل ما لديها من قوة وإمكانيات من أجل إبطال مفعول
هذه امليزة التنافسية وتقليدها حىت تتمكن من جلب املستهلكني حنو منتجاهتا،أو مبعىن آخر فإن هذه املرحلة متثل الظهور
احلقيقي واجللي لرد فعل املنافسني،فتبدأ بذلك مرحلة الركود للميزة األصلية للمؤسسة األصلية،وبالتايل يتحتم عليها العمل على
تطوير ميزهتا التنافسية السابقة وحتسينها حىت تتمكن من البقاء واالستمرار.
د-مرحلة الضرورة :يف هذه املرحلة يصبح ضروريا وحتميا،بل أن املؤسسة مضطرة ويف حاجة ماسة إىل تقدمي تكنولوجيا
جديدة من أجل ختفيض التكلفة أو تدعيم ميزة متييز املنتج ألنه يف احلالة العكسية فإن مصري امليزة التنافسية احلالية(األوىل) هو
الزوال،وهلذا جند ما يسمى بتنمية وتطوير امليزة التنافسية(امليزة التنافسية املتواصلة)،مما يؤدي إىل اخنفاض مردودية املنتج
ومبيعاته،وهذا ما يهدد املؤسسة باخلطر واخلسارة،خاصة إذا كانت حمفظة منتجاهتا غري متنوعة.
-نطاق التنافس(السوق المستهدف) :يتناول يف هذا العنصر درجة توسع نشاطات وعمليات املؤسسة اليت قد تكسبها
مزايا تنافسية إضافية حقيقية،وذلك حسب حجم نشاطاهتا أو األسواق اليت تستهدف املؤسسة الوصول إليها،وميكن التوصل
إىل أن هناك 4أبعاد لنطاق التنافس ميكنها أن تؤثر على امليزة التنافسية .
حيث نطاق النشاط الواسع قد يساعد املؤسسة على حتقيق وفورات يف التكلفة مقارنة بالشركات املنافسة،مثل
االستفادة من تقدمي تسهيالت إنتاج مشرتكة،خربة فنية واحدة،نفس منافذ التوزيع…،ومن جهة أخرى ميكن للمؤسسة اليت
تنشط على نطاق ضيق حتقيق ميزة تنافسية برتكيزها على قسم سوقي معني وخدمته بأقل تكلفة أو بتقدمي منتج مميز هلذا القسم
السوقي.
طاملا يك``ون للمؤسس``ة ،رؤى مس``تقبلية أي احلال``ة ال``يت تطبعه``ا يف املس``تقبل ،يقتض``ي األم``ر أن تق``وم بتب``ين إس``رتاجتية تنافس``ية معني
تبعا إلهدافها وإمكانياهتا ،و حسب مميزات ميدان نشاطها اإلسرتاتيجي .
أوال :مفهوم اإلسترتجية
فيعرف قاموس Webster's newبأن أإلس`رتاتيجية علم ختطي`ط وتوجي`ه للعملي`ات احلربي`ة".وي`رى :Ansoffأن اإلس`رتاتيجية
هي" الق``رارات ال``يت هتتم بعالق`ة املؤسس``ة بالبيئ`ة احمليطي`ة ،حبيث تتس``م الظ``روف ال``يت يتم فيه``ا اختاذ الق``رارات جبزء من ع`دم التأك`د ،ومن هن`ا
يقع على عاتق اإلدارة عبء حتقيق تكيف املؤسسة مع هذه البيئة".
و حسب مدرسة هارفرد Harvardتعرف اإلسرتاتيجية كذلك أهنا حتديد األهداف األساس`ية طويل`ة املدى للمؤسس`ة وتب`ين
خط ``ط تنفيذي ``ة وختص ``يص املوارد الض ``رورية لتحقيقه ``ا تعت ``رب مدرس ``ة ه ``ارفرد Harvardمه ``د املدخل احلديث لإلس ``رتاتيجية
روادها هم. Learned, Christenson, Andrews et Guth :
و احلاصل أن اإلسرتاتيجية تتكون من ثالثة عناصر:هي -1حتديد األهداف األساسية الطويلة املدى املناسبة؛
-2تعيني خطط العمل وتكييف اإلمكانيات التنظيمية؛ -3ختصيص املوارد الضرورية وتعبئتها لتحقيق األهداف
أقسام (أنواع) إستراتجيات التنافس
اسرتاتيجية التنافس جمموعة متكاملة من التصرفات تؤدي إىل حتقيق ميزة تنافسية متواصلة ومستمرة عن املنافسني"
قس``م الب``احثون واملهتم``ون باالقتص``اد عام``ة وجمال األعم``ال والتس``ويق خاص``ة اإلس``رتاجتية التنافس``ة إىل ع``دة أن``واع ،تكمن يف م``ا
يلي:
أوال :طبقا للمنظور العام
تتخذ وفق هذا املنظور اإلسرتاجتية التنافسية الصور التالية :
*1استراتجية النمو والتوسع
و تتضمن هذه اإلسرتاجتية بدورها ثالثة أشكال هي :
إسرتاجتية الرتكيز ( التخصص) :تستهدف املؤسسة قطاع سوق معني هبدف تنمية حصتها السوقية.
إس``رتاجتية التنوي`ع :تعم``ل املؤسس``ات املتبني`ة ه`ذا الن`وع على أس``تهداف أس``واق جدي`دة خمتلف``ة عن نش``اطها الع``ادي ق``د يك``ون
النش`اط اجلدي`د إمت`داد للنش`اط األص`لي (درج`ة اإلتس`اق بني خط`وط املنتج`ات القدمية واحملدث`ة قوي`ة) هن`ا تك`ون املؤسس`ة بص`دد
التنويع املرتابط أو مستقل عن`ه ( خ`ط أنت`اج جدي`د درج`ة إتس`اقه تق`رتب أو تس`اوي الص`فر) ،هن`ا تك`ون املؤسس`ة بص`دد التنوي`ع
غري املرتابط .
اس ``رتاجتية املش ``اريع املش ``رتكة :حتم ``ل يف ثنياه ``ا االن ``دماج ال ``ذي حيدث بني مؤسس ``تني أو أك ``ثر لف ``رتة حمددة قص ``د التوس ``ع
والنمو .
*2استراتجية الثبات ( اإلستقرار)
حيث املؤسس``ة تق``وم بأعم``ال روتيني`ة ،أي تك``رر األعم``ال نفس``ها و حتدث تغ``ريات طفيف``ة على براجمه``ا اإلس``رتاجتية ،وغالب`ا تتب`ع
هذا النوع املؤسسات الرائدة ،أو املؤسسة احملتكرة للسوق.
*3استراتجية االنكماش
وفق هذا النوع ،تق`وم املؤسس`ة بتقليص األنش`طة ال`يت ال ت`در أرباح`ا ،أو تك`ون ثانوي`ة ،أو تتخلى عن بعض األس`واق الس`يما
األسواق اليت تكون حصة مبيعاهتا يف تراجع (.كلما كانت التكلفة احلدية مرتفعة كلما كانت احلصة السوقية منخفضة).
ويتم ه``ذا من خالل تش``خيص وحتلي``ل خمتل``ف مكون``ات البيئ``ة الداخلي``ة واخلارجي``ة ،للوق``وف على نق``اط الق``وة والض``عف ( البيئ``ة
الداخلية) و املكونات اخلارجية ( الفرص والتهديدات)
*4تشخيص تحليل محفظة أنشطة المؤسسة
ويتم ه``ذا باإلعتم``اد على خمتل``ف اآللي``ات ،ال س``يما مص``فوفة بوس``طن اإلستش``ارية الكالس``يكية واملعدل``ة ( ،)BCGفض``ال على
تقنية ماكينزي ،وغريها من أدوات التحليل االسرتاجتي ،اليت نتعرض إليها الحقا.
*5إعداد اإلسترتجية التنافسية
وهنا يتم حتديد أي إسرتاجتية تتبناها املؤسسة من بني اإلسرتاجتيات التنافسية الثالث ( ،القيادة بالتكلفة ،التمييز ،الرتكيز)،
*6تنفيذ اإلستراتجية
بعدما ختتار املؤسسة اإلسرتاجتية اليت تراها مناسبة ،تقوم بتجسيدها ،مثال لو إختارت املؤسسة اسرتاجتية التميز يستدعي األمر
حتليل مكونات املنتجات ومستوياهتا حىت تكون لديها ميزة تنافسية من بعد اجلودة .
*7الرقابة
حيث تقوم املؤسسة مبتابعة تقيم إسرتاجتيتها ،وقد تكون املراقبة قبلية ( وقائية) وأثناء ( متابعة) وبعدية( عالجية من خالل
الوقوف على نقاط القصور ( اإلحنرافات ) و حماولة تصحيحها.
المحور الخامس :القوى المؤثرة على شدة المنافسة (نموذج بورتر للمنافسة)
تتميز املنافسة بتواجد عدة أنواع ختتلف يف إطارها حدة وشدة املنافسة واسرتاتيجيات الشركات ملواجهتها،وهذا يرجع إىل
وجود ما يسمى بالقوى اخلمس أو منوذج بوتر للمنافسة،واملقصود منه هو أن هناك مخسة قوى أساسية تؤثر على شدة املنافسة
والصراع بني املؤسسات،وبالتايل التأثري على أرباح املؤسسات املعنية،فكلما كانت هذه القوى يف صاحل املؤسسة يقل الضغط
أو التأثري السليب على رحبية .وتتجلى هذه القوى من خالل ما يلي :
شuuدة المنافسuة في الصuناعة (المنافسuة الحاليuة) :تلعب ش``دة املنافس``ة احلالي``ة دورا فع``اال وتعت``رب حمور ومرك``ز الق``وى ال``يت ت``ؤثر 1
على وتزداد أو تنقض حدة املنافسة تبعا للعوامل التالية:
- درجة متييز املنتج.وعمقه ،عدد املنافسني احلالني يف نفس القطاع ( الصناعة) ،درجة جاذبية الصناعة،
-معدل النمو الكامن يف الصناعة - .تعقيد التكنولوجيا احملورية يف الصناعة ،
-معدل التحسني يف املنتجات واخلدمات - .شدة املنافسة بني املنافسني احلاليني يف السوق
- 2تهديد الداخلين الجدد(تهديد دخول منافسون جدد) :يشكل املنافسون اجلدد احملتملون والقادرون على الدخول إىل
سوق ما،هتديدا على املؤسسات احلالية،وبالتايل يتحتم على هذه األخرية معرفتهم وإنشاء حواجز من أجل عرقلة دخوهلم إىل
السوق بسهولة،وهلذا السبب يفضل البعض استعمال عبارة"وجود قيود على الدخول إىل الصناعة"،وميكن ذكر بعضها فيما يلي
-حجم رامسال الصناعة كبري ،وجود ميزة تنافسية مستدمية ،بروز استعمال اقتصاديات السلم ( احلجم) ،قوة
صورة العالمة وشهرة املؤسسة ،قوة رد الفعل وسرعته .ملا تكون قوانني حكومية حتمي صناعة ما أو مؤسسة ما ،أو
وجود أو فرض ضرائب على قطاع ما
-3تهديد المنتجات البديلة :علما أن املنتجات البديلة هي املنتجات اليت تؤدي نسبيا نفس الوظيفة للمنتج املعين بالنسبة
لنفس جمموعة املستهلكني،ولكن برتكيزها على تكنولوجيات خمتلفة،وعليه فإهنا تشكل هتديدا بالنسبة للمؤسسة،وذلك
باألخص يف ظل توافر العوامل التالية:
- االستبدال ميكن أن يتم يف أي حلظة .ملا تشبع السلع البديلة نسبيا نفس السلع األصلية.
-توافر حرية االختيار أمام املستهلك - .تعود املستهلك على شراء السلع البديلة أو عدم والئه لعالمة معينة.
-تغري العالقة نوعية/سعر املنتج البديل مقارنة باملنتج املرجعي أي كونه أفضل نوعية وأقل تكلفة
-4قوة مساومة الزبائن(المشترين) :إن الزبائن أو املشرتين بصفتهم ميثلون هيكل الطلب على منتـجـات املؤسسات،فإهنم
يسعون دائما إىل حتقيق بعض املكاسب واملنافع ،وتزداد درجة نفوذهم كلما توافرت العوامل التالية:
-كلما كان حجم مشرتيات هؤالء العمالء كبريا أ ي مشرتياهتم متثل نسبة كبرية من رقم أعمال املؤسسة .كلما كانت
درجة وفاء املستهلك للمؤسسة ومنتجاهتا منخفضة -.كلما كانت املنتجات متجانسة أي متايزها .كلما كانت
تكلفت حتول املستهلك من مؤسسة اىل اخرى منخفضة ارتفاع درجة حساسية الطلب للتغيري يف أسعار السلع/اخلدمات.
حيازة الزبون على كل املعلومات املتعلقة بالسلعة/اخلدمة،
-5قوة مساومة الموردين :وتأيت قوة مساومة مموين املؤسسة بالـمواد األوليـة وخمتلـف املستـلزمات املستخدمة يف اإلنتاج،من
إمكانية هؤالء رفع سعر منتجاهتم،خفض مستوى اجلودة أو احلد من الكميات املباعة .وتزداد درجة نفوذهم كلما توافرت
العوامل التالية
- كلما كان بعيدا عن آثار املنافسة احلرة وعليه التأثري يف أرباح املشرتين الصناعيني -.عندما تكون املواد الداخلة يف
اإلنتاج متثل جزءا كبريا أو مكون حيوي من السلع(من حيث خصائصها ووظائفها أو استخداماهتا…).عندما يكون املورد
حمتكر للمواد األولية .عندما متثل مشرتيات املؤسسة جزءا صغريا من مبيعاته الكلية – عندما ترتفع تكلفة التحول
بالنسبة للمؤسسات املتمونة .امكانية التكامل األمامي بالنسبة للمورد .
فضال على القوى اخلمس املشهورة املذكورة سالفا ،مت إضافة قوة أخرى إىل القوى السالفة الذكر تكمن يف التشريعات
احلكومية ،حيث قد تفرض احلكومة قوانني حتمي صناعة معينة مما يشكل حاجزا تنافسيا أما الراغبني يف املنافسة يف هذا
القطاع أو الصناعة ،فضال علىأن فرض الضرائب يشكل عاقا كذلك .وتربز هذه القوة السادسة يف الدول اليت تنتهج التقييد
وتتبىن النهج اإلشرتاكي.
بالنسبة للمقياس نستطيع القول فرضا أنه إذا كان اجملموع العام :
أقل من : 400فذلك يدل على جاذبية صناعة أو قوة نشاط منخفضة . -
من 400إىل : 700فذلك يدل على جاذبية صناعة أو قوة نشاط متوسطة. -
أكثر من :700فذلك يدل على جاذبية صناعة أو قوة نشاط عالية.
ويستشف من حتليل نتائج هذه املصفوفة املضامني و األبعاد اآلتية:
تظهر املصفوفة مقياس مكون من ثالث قطاعات (عايل ،متوسط ،منخفض) لكل من جاذبية الصناعة و قوة نشاط األعمال ،و -
يؤدي ذلك إىل ظهور 9خاليا أساسية.
إن انتماء النشاط إىل خلية من هذه اخلاليا ،يتوقف على جمموع النقاط اليت حصل عليها النشاط حمل التقييم على بعدي -
جاذبية الصناعة و القوة النسبية له.
إن كل األنشطة اليت تقع يف اخلاليا امللونة باألخضر متثل قطاع (إذهب) ،و هنا جيب على املؤسسة أن تزيد من حجم إنفاقها و -
استثمارها يف أنشطة هذا القطاع ،و هذه األنشطة هي نفسها اليت تقع يف خانة النجوم يف مصفوفة الـ" ."BCG
أما األنشطة اليت تقع يف اخلاليا امللونة باألمحر فهي متثل قطاع (توقف) و هي متثل نفس األنشطة اليت تقع يف خانة الكالب يف -
مصفوفة الـ""BCG
تدار هذه األنشطة أي اليت تقع يف قطاع (إذهب أو توقف) من خالل استخدام اسرتاتيجية تؤدي إىل زيادة العائد منها ،مع -
درجة حمدودة من اإلنفاق ،و من هذه االسرتاتيجيات إسرتاتيجية البناء أو اسرتاتيجية التصفية.
-بالنسبة للخاليا الثالث القطرية ،أي اخلاليا امللونة باألصفر فهي متثل قطاع (إحذر) و هي متثل األنشطة اليت تقع يف خانة عالمة
االستفهام أو خانة األبقار يف مصفوفة الـ( ،)BCGفإذا توفرت للمنظمة بعض املوارد فإنه ميكن اإلنفاق عليها من أجل
تطويرها و حتسينها ،و إذا مل تتوفر للمنظمة املوارد الكافية فمن األحسن التخلص منها.