You are on page 1of 17

‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف –‬

‫ميلة‬
‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫‪:‬محاضرة‬
‫المؤسسة والسوق‬
‫د‪ /‬ياسر‬
‫مرزوقي‬ ‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬
‫المؤسسة والسوق‬
‫يعت بر الس وق المك ان ال ذي تنش أ في ه العالق ات‬
‫االقتص ادية بين مختل ف األع وان االقتص اديين‪ ،‬حيث‬
‫يجتم ع في ه ك ل من الط رف األول (الب ائع أو المنتج)‬
‫م ع الط رف الث اني (المش تري أو المس تهلك) لتتم‬
‫عملي ة التب ادل بين الط رفين في الس وق‪ ،‬يحص ل‬
‫خالله ا المس تهلك على الس لعة بينم ا يحص ل المنتج‬
‫على الثمن (ثمن السلعة)‪،‬‬
‫مفهوم‬
‫السوق‪:‬‬
‫• وفق ا للمفه وم التقلي دي‪ :‬الس وق وفق ا للمفه وم التقلي دي ه و " املكان ال ذي‬
‫يلتقي في ه املش ترون‪ ،‬ط البو الس لعة أو الخدم ة‪ ،‬والب ائعون عارضو الس لعة أو‬
‫الخدمة للبيع"‪ ،‬و يرتكز هذا التعريف على السوق وفقا لنطاقه املكاني واملادي‪.‬‬

‫• فالس وق ‪ -‬وفق ا للمفه وم االقتص ادي الح ديث ‪ -‬ه و‪" :‬مجموعة العالق ات‬
‫املتبادلة بين البائعين واملشترين‪ ،‬الذين تتالقى رغباتهم في تبادل سلعة أو خدمة‬
‫معين ة ومح ددة‪ ،‬أي في عرضها وطلبه ا "‪ ،‬ومن املف ترض أن يك ون الب ائعون‬
‫واملشترون لسلعة ما على اتصال ببعضهم البعض وأن يكون املشترون على علم‬
‫بالكميات التي تشترى خالل مدة زمنية معينة ‪.‬‬
‫ومن ه ذا املع نى االقتص ادي للس وق يتضح أن نط اق س وق‬
‫س لعة م ا‪ ،‬ال يح ده إال م دى س هولة االتص ال بين أط راف‬
‫التبادل‪ ،‬ومدى قابلية السلعة للنقل من مكان آلخر‪ ،‬وتكون‬
‫املؤسس ة إم ا في حال ة طلب أو في حال ة ع رض‪ ،‬بمع نى أن‬
‫نكون في سوق خلفية أو سوق أمامية‪.‬‬
‫السوق الخلفية‪:‬‬

‫تمثل هذه السوق مجموعة األسواق املختصة في املواد واليد العاملة وسوق األموال‪،‬‬
‫وتمث ل قي ودا للمؤسس ة يمكن أن يك ون له ا ت أثير س لبي على نش اطها‪ ،‬األم ر ال ذي‬
‫يستوجب تبني سياسات تقلل من هذا التأثير‪ ،‬كما يمكن للمؤسسة أن تؤثر على هذه‬
‫الس وق من خالل قوته ا التفاوضية‪ ،‬ويظه ر ه ذا الت أثير حس ب كل مك ون من مكونات‬
‫هذه السوق‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سوق املواد‬
‫تمثل املواد بمختلف أنواعها مدخالت للعمليات التحويلية التي تتم على مستوى‬
‫املؤسس ة‪ ،‬ويمكن أن تأخ ذ املواد ش كل م واد خ ام‪ ،‬م واد أولي ة‪ ،‬م واد نص ف‬
‫مصنعة وتامة الصنع‪ ،‬وتمثل سوق توريد للمؤسسة‪ ،‬فالتأثير يكون متبادال من‬
‫خالل نوعي ة وكمي ة املواد املت وفرة وسعرها‪ ،‬ففي حال ة ت وفر كمي ات كب يرة من‬
‫املواد وعدد كب ير من املوردين تكون احتياج ات املؤسس ة له ذه املواد قليل ة تكون‬
‫له ا أفض لية تفاوضية‪ ،‬وأم ا إن كانت الكمي ات قليل ة‪ ،‬وعدد املوردين قلي ل‬
‫واحتياجاتها كبيرة‪ ،‬تصبح للموردين قوة تفاوضية مقارنة بها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سوق اليد العاملة‬
‫نظ را لك ون املورد البش ري م وردا مهم ا للمؤسس ة بم ا يمتلك ه من مه ارات‬
‫وكف اءات في مج ال نش اطها‪ ،‬فإنه ا تس عى للحص ول على أفض لها‪ ،‬وتوفر س وق‬
‫اليد العاملة ما تحتاجه املؤسسة من يد عاملة فنية ماهرة أو بسيطة‪ ،‬ويتعذر‬
‫في بعض اآلحيان على املؤسسة الحصول على ما تريده من يد عاملة‪ ،‬مما قد‬
‫يؤثر على قدرات املؤسسة التنافسية واإلنتاجية‪ ،‬كما يمكن لألجور السائدة في‬
‫الس وق أن ت ؤثر على التكاليف ال تي تتحمله ا املؤسس ة‪ ،‬ومن جه ة أخ رى ت ؤثر‬
‫املؤسس ة على ه ذه الس وق بالت أثير في كف اءة الع املين ل ديها أو ط البو العم ل‪،‬‬
‫فعملي ات الت دريب والتك وين تزيد من مه ارة الي د العامل ة وتكس بها كف اءات‬
‫جديدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سوق األموال‬
‫تعت بر مش كلة تمويل االستثمارات عقب ة أم ام املؤسس ات في تجس يد‬
‫مش اريعها املختلف ة‪ ،‬وهو م ا تق وم ب ه س وق األم وال‪ ،‬حيث ت وفر من‬
‫خالل هياكلها املختلفة أساليب تمويلية مختلفة‪ ،‬مما يساعد املؤسسة‬
‫في اختي ار م ا يالئمه ا من أس اليب‪ ،‬وتمث ل املؤسس ات املالي ة وأس واق‬
‫رؤوس املال أهم الهياكل املكونة لها‪.‬‬
‫‪ -2‬السوق األمامية‬
‫تس تخدم املؤسس ة م دخالتها في عملي ات تحويلي ة مختلف ة تض يف من خالله ا قيم ة لتولد‬
‫مخرجات تقوم بعرضها في بيئتها‪ ،‬وهي بذلك تقوم بإنشاء عالقات أمامية مع طالبي هذه السلعة‪،‬‬
‫وتتطور هذه السوق وتتغير حسب الظروف العامة للبيئة‪ ،‬مما يجعل من تأثيراتها على املؤسسة‬
‫تأخ ذ من احي مختلف ة و متنوعة‪ ،‬فق د مثلت منف ذا ال ح دود ل ه في املاضي باعتب ار أن كل م ا يتم‬
‫انتاج ه يتم بيع ه‪ ،‬إال أن التغ ير ال ذي ط رأ على أنم اط اإلنت اج وعدد املؤسس ات الناش طة وكذا‬
‫االشباع الذي حصل‪ ،‬قلص من الفرص املتاحة وجعل من تصريف املنتجات أمرا صعبا يتطلب‬
‫الدراسة والبحث وتبني سياسات تسويقية ما كانت معروفة فيما سبق‪ ،‬كما أصبح لسرعة تغير‬
‫أذواق املس تهلكين وحاج اتهم ذل ك األث ر الكب ير على ق درة املؤسس ة في الحف اظ على مركزها‬
‫التنافسي‪ ،‬الأم ر ال ذي يحتم على املؤسس ة العم ل على الحص ول على املعلومة املتعلق ة بتغ يرات‬
‫السوق وتغ يرات أذواق املس تهلكين‪ ،‬وأن تخت ار الفئ ات املس تهدفة بعناي ة‪ ،‬بحيث يمكنه ا الت أثير في‬
‫هذه السوق‪.‬‬
‫‪ -3‬هياكل السوق‬
‫تتعدد األسواق وتختلف حسب الطريقة التي يتحدد بها سعر املنتج ات وسلطة كل من البائع‬
‫واملشتري في تحديده‪ ،‬وكذا درجة تمايز املنتجات واختالفها من حيث قد رتها على اشباع حاجات‬
‫املس تهلكين ومن حيث خصائص ها ومميزاته ا‪ ،‬اآلم ر ال ذي ينتج عن ه وجود أن واع عدي دة من‬
‫األس واق تختل ف فيم ا بينه ا من حيث هيكله ا ونوعه ا ‪ ،،‬وقد كان االقتص اديون التقلي ديون‬
‫يم يزون بين ن وعين فق ط من ‪ ،‬األس واق هم ا‪ :‬س وق املنافس ة الكامل ة حيث يس ود عنص ر اال‬
‫املنافس ة وينتفي تمام ا عنص ر االحتكار‪ ،‬وسوق االحتكار املطل ق حيث يس ود عنص ر االحتكار‬
‫وينتفي تمام ا عنص ر املنافس ة ‪ ،‬أم ا االقتص اديون املعاص رون فهم ي رون أن كال من املنافس ة‬
‫الكاملة واالحتكار املطلق هما سوقان متناقضان ومتعارضان في هيكلهما تماما‪ ،‬بل أن إمكانية‬
‫وجودهما في الحياة االقتصادية الواقعية هو أمر نادر ‪.‬‬
‫أ‪ -‬سوق املنافسة الكاملة‬
‫تتطلب س وق املنافس ة الكامل ة اجتم اع ش روط خاص ة‪ ،‬ورغم االنتق ادات ال تي‬
‫س بق ذكرها‪ ،‬إال أن ه ذا النم وذج ق د حظي بالعدي د من الدراس ات من ج انب‬
‫االقتصاديين‪ ،‬وقد حدد االقتصاديون هذه الشروط كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬سوق املنافسة الكاملة‬
‫تجانس وتشابه السلع ‪:‬‬
‫يقص د بالتج انس والتش ابه أن تك ون الس لعة املنتج ة من ط رف املؤسس ات املنتج ة له ا‬
‫متماثل ة أو متش ابهة تمام ا ال اختالف وال تب اين فيه ا عن بعض ها البعض‪ ،‬بش رط أن يك ون‬
‫التجانس من وجهة نظر املستهلك‪ .‬وبتعبير آخر‪ ،‬ال يستطيع املستهلك التمييز بين منتجات‬
‫املنتجين لتشابهها‪ ،‬فكل وحدة من وحدات السلعة تتساوى في نظره مع أي وحدة أخرى من‬
‫حيث ق درتها على إش باع نفس الحاج ة‪ ،‬ومن حيث درجة اإلش باع‪ ،‬ومن حيث املواص فات‬
‫والخصائص‪ ،‬أي أن ما تنتجه املؤسسات كامال يعتبر بديال لسلع املؤسسات األخرى‪ ،‬وهذا‬
‫م ا ي ؤدي إلى ع دم تفض يل أي مس تهلك ملنتج مؤسس ة م ا على آخ ر‪ ،‬كم ا أن الب ائع ال‬
‫يستطيع التمييز بين املستهلكين إال من خالل قدرتهم على دفع ثمنها‪.‬‬
‫أ‪ -‬سوق املنافسة الكاملة‬

‫تعدد البائعين واملشرين‪:‬‬


‫يش ترط في ه ذا الن وع وجود ع دد كب ير من الب ائعين واملش ترين للس لعة‪ ،‬بحيث‬
‫يكون نصيب كل مشتر أو بائع للسلعة بالنظر إلى حجم السوق بأكمله‪ .‬ضئيال‬
‫جدا مما يجعل من إمكانية تأثير طرف ما على عرض أو طلب السلعة غير ممكن‪،‬‬
‫الأم ر ال ذي ي ؤدي إلى ثب ات س عر الس لع وعدم ت أثره بالكمي ات املطلوبة أو‬
‫املعروضة‪.‬‬
‫أ‪ -‬سوق املنافسة الكاملة‬

‫العلم الكامل بظروف السوق ) شفافية السوق(‬


‫ويقص د ب ه أن يك ون كل املش ترين والب ائعين على علم بالس عر الس ائد في الس وق‬
‫بالنس بة للس لعة وظروف عرضها وطلبه ا‪ ،‬مم ا يجع ل من إمكاني ة ع رض الس لعة‬
‫بس عر أعلى أو الحص ول عليه ا بس عر أق ل غ ير ممكن‪ ،‬ألن الط رفين على علم بس عر‬
‫السوق‪.‬‬
‫أ‪ -‬سوق املنافسة الكاملة‬

‫حرية الدخول والخروج من السوق ‪:‬‬


‫وتس مى س يولة الس وق ‪ ،‬ويقص د به ا حرية تنق ل الب ائع واملس تهلك بين أط راف الس وق دون‬
‫وجود عوائ ق وحواجز تمن ع دخوله أو خروج ه‪ ،‬بمع نى أن كل من ي رغب في انت اج ه ذا املنتج‬
‫يس تطيع ذل ك دون وجود أي عوائ ق قانوني ة‪ ،‬اقتص ادية‪ ،‬أو إدارية أو تكنولوجي ة (عوائ ق‬
‫الدخول الى الصناعة)‬
‫توفِّر الش روط الس ابقة ال ذكر لجمي ع املتع املين الحرية التام ة )ع دم ت دخل الدولة( في‬
‫االنتق ال بين أط راف الس وق‪ ،‬وعرض س لعهم أو ش راء أخ رى ‪ ،‬دون وجود حائ ل يمن ع ذل ك‪،‬‬
‫س واء تعل ق الأم ر باملعلومات أو الأس عار أو أن واع الس لع املعروض ة‪ ،‬الأم ر ال ذي يض طر‬
‫املؤسسة للعمل بالسعر املتوفر في السوق واملحدد سلفا‪ ،‬وإال اضطرت للخروج من السوق‪.‬‬

You might also like