You are on page 1of 4

‫الفصـل الرابع‪ :‬المؤسسـ ـة وهياكل السوق‬

‫‪ -‬مفهوم السوق‬
‫‪ -‬العوامل احملددة لنطاق السوق‬
‫‪ -‬خمتلف األطراف املتعاملة يف نطاق السوق‬
‫‪ -‬وظائف السوق‬
‫‪ -‬أنواع وأشكال األسواق‬
‫‪.1‬مفهوم السوق‪ :‬ميكن تعريف السوق على أنه ذلك االطار الذي يلتقي فيه كل من البائعني واملشرتين‪ ،‬من أجل القيام بعملية‬
‫تبادل سواء كان بطريقة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬وسواء أكان هذا االلتقاء جسديا كما كان يف املاضي‪ ،‬أو عرب خمتلف الوسائل‬
‫التكنولوجية احلديثة‪ ،‬من دون التقاء فعلي بني الطرفني‪.‬‬
‫‪ .2‬العوامل المحدد لنطاق السوق‪:‬‬

‫‪ 1.2‬نوع السلعة‪ :‬تعترب السلع ذات احلساسية الشديدة للتلف من بني السلع احملبذ تداوهلا على نطاق ضيق‪ ،‬ويف أسواق حملية‬
‫قريبة من مراكز اإلنتاج بينما تتسم السلع الصناعية القابلة للتخزين والنقل‪ ،‬بتواجدها ضمن األسواق الدولية البعيدة عن مراكز‬
‫االنتاج بآالف الكيلومرتات‪.‬وعلى العموم ساعدت التكنولوجيات احلديثة للنقل البحري واجلوي للبضائع بتذليل تلك املصاعب‬
‫املتعلقة بنوعية السلع وقابليتها للتلف‪.‬‬

‫‪ 2.2‬العادات والتقاليد‪ :‬مازالت حلد اليوم تقاليد وعادات العديد من اجملتمعات متنع دخول وتداول بعض املنتجات األجنبية اليت‬
‫يعتربها الكثري من أفراد اجملتمع كمنتجات دخيلة قد تفسد قيمهم احلضارية أو تغري من ثقافتهم املوروثة أبا عن جد‪ .‬وبالتايل جند‬
‫العديد من السلع واخلدمات تصطدم هبذا اجلدار يف إطار اسرتاجتية توسعها يف األسواق العاملية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬انتشار تكنولوجيات االتصال واإلعالم على نطاق واسع‪ :‬أدت سهولة وسرعة االتصال بني خمتلف األطراف املوجودة يف‬
‫السوق إىل اتساع نطاق السوق و زيادة معدالت التبادل االقتصادي ملختلف السلع على أنواعها‪.‬‬

‫‪ 2.2‬تكاليف النقل والتأمين‪ :‬على مدار العشرات من السنوات‪ ،‬كان ينظر لتكاليف النقل من أبرز األسباب اليت جيب مراعاهتا‬
‫عند اختاذ قرار التوسع يف األسواق سواء على املستوى احمللي أو الدويل‪ ،‬وقد قدم العديد من الباحثني االقتصاديني واجلغرافيني‬
‫نظرياهتم يف ذلك‪ ،‬وحىت و إن سامهت أساليب النقل احلديثة يف تذليل الكثري من الصعاب‪ ،‬وجعلت اقتصاديات احلجم من تكلفة‬
‫السلعة ال يقارن مبجرد ا ضافة تكلفة النقل هلا‪ ،‬إال أن عامل النقل والتأمني يبقى من أبرز العوامل اليت جيب دراستها‪ ،‬خاصة وأن‬
‫بعض الطرق البحرية تتعرض هلجمات القراصنة‪ ،‬والبعض اآلخر قد يتم اغالقه بسبب احلروب والنزاعات االقليمية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬السياسات التجارية والحمائية للدول‪ :‬كل دول العامل مهما بلغت من كربها أو كانت متناهية يف الصغر‪ ،‬تريد تعديل‬
‫تدفق سلع دون أخرى‪ ،‬وذلك بإتباع ضوابط وإجراءات محاية متيز سياستها التجارية الدولية‪ ،‬وذلك لفرتة من الزمن‪ ،‬أو لفرتة غري‬
‫حمدودة‪.‬‬
‫‪ .2‬مختلف األطراف المتعاملة في نطاق السوق‪:‬‬

‫تتفاعل الوحدات اال قتصادية واالجتماعية ممثلة يف املنتجني واملستهلكني واحلكومة يف نطاق السوق من خالل عمليات التبادل اليت‬
‫تتم على املنتجات اليت حتولت من صورهتا املبدئية غري القابلة لإلشباع إىل صورة املنتج القابل لإلشباع املباشر‪ ،‬أي التحول إىل‬
‫سلع وخدمات قابلة للتبادل يف السوق‪ .‬وبشكل عام نفرق بني‪:‬‬

‫السلع والخدمات الخاصة‪ :‬مثل املواد الغذائية ‪ ،‬املالبس‪ ،‬املعدات‪ ،‬والعمل‪.‬‬


‫السلع والخدمات االجتماعية‪ :‬مثل املستشفيات‪ ،‬الطرق‪ ،‬واملدارس‪.‬‬
‫ميكن استعراض األطراف الثالثة املتفاعلة يف السوق من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪ 1.2‬المنتج ( مؤسسة خاصة‪ ،‬عامة‪ ،‬مختلطة)‪ :‬يقوم املنتج بالتنبؤ بطلب السوق واحتياجاته من خمتلف السلع واخلدمات‪،‬‬
‫حيث يقوم بعملية االنتاج وفقا هلذا الطلب‪ ،‬ويف ظل حتقيق ذلك يظهر املنتج يف املرحلة األوىل بصفته طالبا لعناصر االنتاج (‬
‫موارد طبيعية‪ ،‬معدات وأدوات‪ ،‬العمل‪ ،‬التكنولوجيا الالزمة)‪ ،‬أما يف املرحلة الثانية يتم تقدمي املنتجات إىل املستهلكني بصفته‬
‫عارضا لتلك السلع‪.‬‬

‫‪ 2.2‬المستهلك‪ :‬سواء أكان هذا املستهلك فردا أو عائلة أو جمموعة أفراد مكونة ملؤسسة اقتصادية‪ ، ،‬فاملستهلك يف النهاية‬
‫ي بحث عن حتقيق أكرب اشباع ‪ ،‬عكس املؤسسة االنتاجية اليت تبحث عن حتقيق أكرب ربح‪ ،‬ويف مرحلة أوىل يعمل األفراد كعارضي‬
‫للموارد االنتاجية ( رأس املال‪ ،‬تكنولوجيا‪ ،‬العمل واملوارد األولية) مقابل احلصول على دخل ( األجر للعامل‪ ،‬الفائدة لرأس املال‪،‬‬
‫الربح للمنظم‪ ،‬الريع لصاحب األرض) يستخدم يف شراء خمتلف السلع واخلدمات من الطرف األول‪ ،‬وهبذا تصبح صفة املستهلك‬
‫يف هذه املرحلة كطالب ملختلف السلع واخلدمات‪.‬‬

‫‪ 2.2‬الحكومة‪ :‬تلعب خمتلف اهليئات احلكومية التابعة للدولة دورا اقتصاديا كامال ومزدوجا ‪ ،‬حيث تقوم بدور املنتج يف بعض‬
‫األحيان‪ ،‬ومنتجا يف بعض احلاالت األخرى‪ ،‬كما حترص على حتقيق التوازن وتصحيح االختالالت اليت تطرأ على السوق من‬
‫خالل القيام بالعديد من االجراءات اليت تدخل ضمن السياسة االقتصادية كتسقيف أمثان بعض السلع أو تبين نظام حصص‬
‫استرياد واستهالك البعض اآلخر‪... ،‬اخل‪.‬‬

‫‪ .2‬وظائف السوق‪ :‬ميكن امجال أهم وظائف السوق من خالل العناصر اخلمس اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1.2‬تحديد األثمان‪ :‬يتم حتديد السعر يف السوق من خالل التقاء العرض بالطلب‪ ،‬حيث يعترب السعر اساس اختاذ القرارات يف‬
‫السوق‪ ،‬وتقوم النقود بدور مقياس للقيمة التبادلية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬تخصيص الموارد‪ :‬حيث يتم استخدام املوارد بطريقة مثلى يف مجيع مراحل االنتاج ‪ ،‬من خالل حتديد حجم االنتاج املوافق‬
‫للطلب املعلن‪ ،‬ويتم االنتاج بعد ذلك بطرق فنية تساعد على تعظيم االنتاج باستخدام أقل التكاليف املمكنة‪ ،‬ومن مثة طرح‬
‫املنتجات يف األسواق‪ ،‬ويف كل مرحلة من مراحل االنتاج تلعب قوى السوق دورها يف تنظيم وختصيص املوارد مبا حيقق املصاحل‬
‫الفردية للوحدات االقتصادية ‪ ،‬واليت تتمثل اساسا يف الربح‪.‬‬

‫‪ 2.2‬التوزيع‪ :‬إذا كان االنتاج يتحدد على أساس طلبات املستهلكني‪ ،‬فإن من البديهي أن يتم توجيه تلك املنتجات كسلع‬
‫معروضة للمستهلكني يف السوق‪ ،‬حيث يرتبط التوزيع هنا بتحديد سعر البيع ومقدرة املستهلك على االستهالك واالدخار‪،‬‬
‫ويتوقف ذلك على املداخيل اليت حتصل عليها من خالل مسامهته يف العملية االنتاجية سابقا‪ ،‬وإذا كانت هذه املداخيل غري كافية‬
‫إلشباع حاجات املستهلكني‪ ،‬أو حدوث اختالل يف العرض والطلب قد يسبب فائضا يف املعروض أو ارتفاعا يف األسعار‪ ،‬فإن‬
‫ذلك قد يدفعنا إىل اعتبار السوق غري كفء فيما خيص وظيفة التوزيع‪.‬‬

‫‪ 2.2‬تحقيق التوازن بين قوى العرض والطلب‪ :‬وذلك من خالل حتديد السعر التوازين الذي تباع فيه السلع واخلدمات يف‬
‫السوق‪ ،‬وبالتايل حتديد الكميات املعروضة واملطلوبة‪ ،‬وترتكز كفاءة السوق يف هذه الوظيفة بكفاءة الوظائف الثالثة السابقة‪.‬‬

‫‪ 2.2‬القدرة على التنبؤ‪ :‬إن مؤشرات العرض و الطلب املختلفة‪ ،‬واليت تظهر كنتاج لتفاعل قوى السوق ‪ ،‬ستساهم يف حتديد‬
‫الفائض و طاقة االستثمار املستقبلية‪ ،‬مبا يوافق الطلب احلايل واملقدر‪.‬‬

‫‪.2‬أنواع وأشكال األسواق‪:‬‬

‫تتميز األسواق عن بعضها البعض بتميز املكونات األساسية للسوق واملتمثلة يف عدد البائعني ‪ ،‬املشرتين والسلع املتبادلة‪ ،‬وميكن‬
‫تقسيم األسواق إىل أربعة أشكال هي‪:‬‬

‫‪ -‬سوق املنافسة التامة ( الكاملة) ‪Perfect competition‬‬


‫‪ -‬سوق االحتكار التام ‪Perfect monopoly‬‬
‫‪ -‬سوق املنافسة االحتكارية ‪Monopoliste competition‬‬
‫‪ -‬سوق احتكار القلة ‪Oligopoly‬‬

‫‪ 1.2‬سوق المنافسة الكاملة‪ :‬يف الواقع العملي ال جند شكل هذه السوق إال نادرا‪ ،‬حيث يتم االستعانة خبصائصها من أجل‬
‫التحليل االقتصادي‪ ،‬وهو ما دأب عليه الكالسيك‪ .‬ويشرتط حتقيق ظروف عامة متيز عناصر السوق من أجل وصفها بسوق‬
‫املنافسة الكاملة ومن أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬وجود عدد كبري من املشرتين والبائعي‬

‫‪ -‬جتانس املنتجات‬

‫‪ -‬حرية الدخول واخلروج من السوق‬

‫‪ -‬املعرفة الكاملة بأحوال السوق‬


‫‪ 2.2‬سوق االحتكار التام‪ :‬يعترب هذا الشكل من األسواق معاكسا متاما حلالة املنافسة التامة‪ ،‬حيث تقوم مؤسسة واحدة بإنتاج‬
‫وبيع سلعة تبدو الفريدة من نوعها اليت تقدم اشباع معني للمستهلك‪ ،‬ويتميز هذا السوق بالشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وجود منتج وحيد يف السوق يقوم باحتكار انتاج وبيع السلعة‪ ،‬وبالتايل فهو املتحكم الوحيد يف سعر البيع والكمية املعروضة‪،‬‬
‫وطلب السوق هو نفسه الطلب املوجه للمحتكر‪.‬‬

‫‪ -‬إنتاج سلع ال مثيل هلا يف السوق‪ ،‬أي ال توجد بدائل للسلعة اليت ينتجها ويبيعها احملتكر‪ ،‬وبالتايل يكون الطلب يف هذه السوق‬
‫غري مرن‪.‬‬

‫‪ -‬سيطرة املنتج احملتكر على املواد األولية الالزمة إلنتاج سلعة معينة من دون قدرة أي منافس حمتمل احلصول على هذه املواد ‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع احملتكر بوفورات مالية ضخمة غري موجودة عند باقي املنافسني مما جيعل السوق حكرا على منتج واحد‪.‬‬

‫‪ -‬منح الدولة امتيازات إلحدى املؤسسات جتعلها املنتج والبائع الوحيد يف السوق‪.‬‬

‫‪ 2.2‬سوق المنافسة االحتكارية‪ :‬يأخذ سوق املنافسة االحتكارية بعض خصائص املنافسة الكاملة‪ ،‬و بعض خصائص‬
‫االحتكار التام‪ ،‬حيث ميكن أن منيز بني اخلصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وجود عدد كبري من البائعني واملستهلكني‪ :‬غري أن عدد املنتجني هو أقل من حالة املنافسة التامة‪ ،‬ومع ذلك ال يستطيع املنتج‬
‫السيطرة على السوق‪ ،‬بسبب صغر حصته‪ ،‬بل يقوم فقط بالعمل بصفة انفرادية من اجل تلبية مصاحله‪.‬‬

‫‪ -‬عدم جتانس املنتجات وإن كانت متشاهبة‪ :‬نقصد بعدم التجانس وجود عدة عالمات جتارية‪ ،‬عدة موديالت‪ ،‬طرق تعبئة‬
‫خمتلفة‪ ،‬متايز طرق التسويق و خدمات ما بعد البيع‪.‬‬

‫‪ -‬حرية الدخول واخلروج من السوق‪ :‬ال تتطلب الصناعة استثمارات ضخمة‪ ،‬حيث ميكن ألي منتج الدخول إىل السوق‪ ،‬عرب‬
‫انتاج منتجات شبيهة‪ ،‬أو اخلروج منه عن طريق تصفية نشاطه بكل سهولة‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك جند مصانع احللويات‪،‬‬
‫النسيج‪ ،‬املالبس واألثاث‪.‬‬

‫‪ 2.2‬أسواق احتكار القلة‪:‬‬

‫‪ -‬يسود هذه األسواق عدد قليل من املؤسسات ال يتعدى األربعة‪ ،‬ويعمل كل واحد منهم بصفة مستقلة من أجل تعظيم أرباحه‪.‬‬

‫‪ -‬اتباع سياسة التمييز السلعي‪ ،‬وبالتايل االنتقال من املنافسة السعرية إىل املنافسة غري السلعية عرب وسائل الدعاية املختلفة‪ ،‬وهذا‬
‫بدال من حرب األسعار اليت تضر مبصاحل مجيع املتنافسني‪.‬‬

‫‪ -‬قد تكون السلع املتداولة متجانسة‪ ،‬كاحلديد واالمسنت‪ ،‬أو غري متجانسة مثل السيارات‪.‬‬

You might also like