Professional Documents
Culture Documents
Moahamed Belaidi
Moahamed Belaidi
محاضرات في مقياس
األسواق المالية
موجهة إلى طلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص :اقتصاد نقدي بنكي
أستاذ محاضر قسم "أ" بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
جامعة قسنطينة-2عبد الحميد مهري
المقدمة
أصبحت عملية استقطاب األموال الفائضة ،اليت تعود لألفراد واملؤسسات ،من أبرز وأهم العمليات اليت تقوم هبا
الدول حاليا ،وهذا بغرض حتقيق هدف توفري مصادر متويل مستدمية لالقتصاد القومي .ويف واقع األمر لن يتحقق
هذا اهلدف ،إال عن طريق حتفيز أصحاب الفوائض املالية بت ى الوسائل واألدوات ،من ببار وصغار املدررين،
للدفع هبم حنو شراء األوراق املالية من أسهم وسندات ،اليت تصدرها التربات واحلكومات ،وبالتايل سوف
يتمكنون من توظيف مدرراهتم واحلصول على عوائد يف املستقبل .ويتطلب جناح استقطاب األموال ،توافر
االستقرار املايل والسياسي دارل الدولة الواحدة ،باإلضافة إىل توفري إطار قانوين حلماية حقوق املتعاملني يف هذا
السوق ،مما يسهل تدفق رؤوس األموال املطلوبة إىل السوق املالية ،ويف هذا السياق تأيت هذه املطبوعة لتوضح
أبثر موضوع السوق املالية ،ولبلوغ هذا الغرض قسمنا حمتواها ،إىل مخسة فصول وهي مرتبة بالتايل:
وامجاال تناول الفصل األول من املطبوعة مفهوم األسواق املالية ،واملقومات االقتصادية األساسية اليت تؤدي إىل
انتاء وإقامة سوق لألوراق املالية اليت تصدرها شربات املسامهة واحلكومات ،وملعرفة الفائدة واملنافع املنتظرة من
أداء هذا السوق تطلب منا التطرق اىل حتليل عنصر أمهية وجود األسواق املالية يف حتريك النتاط االقتصادي،
وهي املهمة الرئيسية اليت يقوم هبا من رالل تتجيع اجلمهور على االدرار واالستثمار يف شراء األوراق املالية،
لزيادة معدل النمو االقتصادي ،يف ظل اخنفاض املخاطر ،وح ى نستوعب موضوع سوق املال بان من الضروري
جدا الكتف عن أنواع األسواق املالية ورصائصها وبفاءهتا املتمثلة أساسا يف نوعني من الكفاءة ،ومها الكفاءة
التتغيلية والسعرية للسوق.
1
المق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أما الفصل الثاين من املطبوعة فقد تضمن بالدراسة والتحليل األدوات املالية املتداولة يف سوق رأس املال ،واليت
تتمثل يف األسهم العادية واملمتازة والسندات ،حيث مت إعطاء معلومات وافية وبافية عن بل ورقة مالية ،السيما
فيما يتعلق حبقوق حامل السهم العادي واملمتاز بصكوك ملكية ،مزايا وعيوب االستثمار يف السهم العادي
واملمتاز ،وللوقوف على أهم االرتالفات املوجودة بني السهم العادي واملمتاز ،قمنا بإجراء مقارنة بينهما ،يف
املقابل رصص لالستثمار يف السندات جزء مهم من الدراسة ،علما أهنا متثل صك دين على املؤسسات
واحلكومات اليت تصدرها ،حبيث مت التفريق بدقة بني هذه األوراق املالية رصوصا من ناحية مدة االستثمار
القصرية والطويلة األجل ،ويف سياق متصل بان من األمهية مبا بان أن نذبر عوامل حتديد سعر الفائدة على
السند ،رصائصها أنواعها مثل السندات احلكومية والسندات القابلة للتحويل واالستدعاء بذلك خماطر االستثمار
فيها ،بما مت من ناحية وضع مقارنة
بني السندات واألسهم ،ومن ناحية أررى ذبر أهم األدوات املالية املتداولة يف السوق النقدي من مثل أذون
اخلزانة ،األوراق التجارية ،شهادات اإليداع القابلة للتداول ،القبوالت املصرفية ،واتفاقيات إعادة التراء.
واحتوى الفصل الثالث من املطبوعة بافة العمليات اليت ميكن أن جيريها املتعاملون يف البورصة ،ولقد مت يف هذا
اجملال إعطاء مفهوم واصح لعمليات البورصة ،تبعه بعد ذلك ترتيب وذبر أهم أنواع هذه العمليات ،واملتمثلة
باألساس يف العمليات العاجلة اآلجلة ،من جهة أررى قمنا بتحديد أهم االطراف املتدرلة واملتاربني يف اجراء
عمليات طرح وتداول األوراق املالية.
الفصل الرابع تناول بالترح والتحليل موضوع عقود املعامالت يف األسواق املالية الفورية واآلجلة يف السوق املنظمة
والغري منظمة للمتتقات املالية ،باإلضافة اىل تبيان أوجه االرتالف األساسية اليت تظهر بني العقود اآلجلة
والعقود املستقبلية عقود اخليارات.
وأرريا تطرق الفصل اخلامس إىل مسألة السوق املالية اإلسالمية ،تعريفها ،رصائصها ،طبيعتها ومقوماهتا،
وظائفها وبذلك مت حتديد االرتالف بني السوق املالية اإلسالمية والتقليدية ،باإلضافة إىل تقدمي شرح حكم
التعامل يف األسهم والسندات ،العقود اآلجلة واملستقبلية وعقود اخليارات وفق ضوابط التريعة ومنظور إسالمي،
مع طرح مقرتح بيفية إقامة سوق مالية إسالمية السوق املالية اإلسالمية املقرتحة.
2
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فهرس المحتويات:
الصفحة العنوان
2-1 المقدمة
12 تمهيد
3
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
29 تمهيد
37 4.1السندات
4
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
53 تمهيد
5
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
62 تمهيد
71 تمهيد
6
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
78 1.4األسهم
7
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
8
فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
104-103 الخاتمة
9
فهرس الجداول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فهرس الجداول:
24 سوق رأس املال الطويل األجل وسوق النقد القصري األجل -4
40 كيفية حساب العائد الكلي على السندات إىل تاريخ االستحقاق -9
69 -13أرباح وخسائر طريف عقد خيار الشراء عند تاريخ التنفيذ
10
فهرس األشكال:ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فهرس األشكال:
11
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األسواق المالية
الفصل األول
األسواق المالية
مقدمة:
سوق املال وكغريها من األسواق هي املاكا الذي ياكو فيه التعامل على نوع خاص من السلع وهي
األوراق املالية ،كما أهنا تشاكل قناة مهمة لتمويل املؤسسات االقتصادية واحلاكومات ،وهي يف العموم تنقسم إىل
قسمن رئيسيني ومها :السوق النقدي وسوق رأس املال ،حيث يقوم السوق النقدي بصفة خاصة بتوفري التمويل
قصري االجل الذي ال يتعدى السنة الواحدة ،بينما سوق رأس املال فهو السوق الذي يساهم يف توفري األموال ملدة
طويلة .ويدخل يف تنشيط سوق املال العديد من املتعاملني واملستثمرين واملدخرين واملستثمرين السماسرة ،أو
والوسطاء من خالل املشاركة يف عملية إصدار وتداول األوراق املالية سواء كانت أسهم أو سندات يف السوق
األويل والثانوي الذي يتفرع اىل سوق منظمة تعرف بالبورصة الرمسية وهي البورصة اليت تباع وتشرتى فيها أسهم
وسندات الشركات املدرجة ،وأخرى سوق غري منظمة تعرف بالبورصة غري الرمسية.
12
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
1حسن حممد الرفا عي ،سوق األوراق املالية :من املخاطر إىل األزمات قراءة يف أبعادها املالية وأحاكامها يف االقتصاد اإلسالمي ،امللتقى الدويل الثاين:
متطلبات التنمية يف أعقاب إفرازات األزمة املالية العاملية " جامعة بشار ،اجلزائر ،2010،ص.3
2حسني عبد املطلب األسرج ،آليات تفعيل البورصة العربية املوحدة ،االهرام االقتصادي ،مصر ،2005 ،ص.12
3عصام أو النصر ،أسواق األوراق املالية (البورصة) يف ميزا الفقه اإلسالمي ،دار النشر للجامعات ،مصر ،القاهرة ،2006 ،ص ص.31-30
13
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-يساعد السوق الثانوي على تسعري األوراق املالية يف السوق األوىل حبيث كلما ارتفع سعر
1
األوراق املالية يف السوق الثانوي ارتفع سعرها يف السوق األوىل.
وهناك أيضا ما يصطلح عليه بالسوق الثالث والرابع لألوراق املالية ،وقبل ذلك هناك السوق األوىل (األوىل-
اإلصدار) والسوق الثانوي (التداول) كما سلف ذكره.
إذا فمفهوم السوق الثالث هو ذلك القطاع من السوق غري املنظم ويتاكو من بيوت السمسرة ،وميارس السوق
الثالث دور املنافس للمتخصصني أي أعضاء السوق املنظم والعمالء يف هذه السوق هم املؤسسات االستثمارية
الاكبرية حبيث تتاح هلا الفرصة للتفاوض يف مقدار العمولة ويف املقابل ال تتمتع خبصم يف العمولة عند تعاملها مع
األسواق املنظمة ،كذلك بيوت السمسرة هي األخرى ال تدفع رسوم عضوية مما جيعلها أ ختفض من التاكاليف
خلدماهتا املقدمة.
أما مفهوم السوق الرابع ف هو السوق الذي جيمع املؤسسات االستثمارية الاكبرية واألفراد األغنياء ،حبيث يتعاملو
فيما بينهم يف شراء وبيع األوراق املالية وهذا التعامل كاسرتاتيجية للحد من العموالت اليت يدفعوهنا للسماسرة وتتم
2
هذه العمليات فيما بينهم عن طريق وسيط ،ويتميز هذا السوق بالسرعة واخنفاض التاكاليف.
وجتدر اإلشارة كذلك أنه يوجد فرق واضخ بني االستثمار واملضاربة يف البورصة ،حيث االستثمار يف االوراق املالية
خيتلف عن املضاربة فيها حيث املستثمر يسعى لتحقيق األما واالستقرار لرأمساله االصلي مع ضما دخل
مستمر سنوي ،من عوائد أرباح األسهم.
-االستثمار يف االوراق املالية خيار مطروح للمستثمر الذي يرغب يف تنمية ثروته من خالل اإلستثمار يف
البورصة ،أما املضارب فإنه مييل اىل الشراء والبيع.
-هناك صعوبات يف اختاذ القرار بالنسبة للمستثمر أو املضارب ،عندما تاكو أسعار األسهم واملنتجات
عرضة للتأثري يف االرتفاع واالخنفاض .وكذلك عندما تاكو سوق البورصة جديدة هلذا يستحسن التعامل
داخل شركات هلا عالقة واسعة بالبورصة وختضع للتسيري اجلماعي وكذلك ختضع لنظام قانو فعال يسري
3
الشركة وحيمي املساهم.
1بلعزوز بن علي وآخرو ،دليلك يف االقتصاد من خالل 300سؤال وجواب ،مطبعة اخللدونية ،اجلزائر ،2008 ،ص 148
2بلعزوز بن علي وآخرو ،مرجع سبق ذكره ص .149
3بلعزوز بن علي وآخرو ،مرجع سبق ذكره ص 179.
14
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-أفراد مستثمرو :وهؤالء لديهم الرغبة يف إنشاء الشركات واملؤسسات وإقامة املشاريع املختلفة ،ولاكن
رمبا ال توجد لديهم األموال الاكافية لتنفيذ ذلك.
-أفراد مدخرو :لديهم األموال ولاكن ليس لديهم الرغبة أو املعرفة أو القدرة على استثمارها بأنفسهم.
ويلجأ املستثمرو إىل احلصول على األموال املدخرة ملساعدهتم على إنشاء الشركات ،فيقومو بتقسيم رؤوس
أموال الشركات إىل حصص أو أجزاء يعرف كل جزء منها بالسهم وعرضها للبيع حيث يقوم كل مدخر
بشراء عدد من هذه األسهم يف حدود ما ميلك من مدخرات .وإ ما يشرتيه املدخر من أسهم جيعله مسامها
ومشاركا يف رأس مال الشركة ،وبالتايل يف إدارهتا وقراراهتا املختلفة مبقدار حصته يف رأس مال الشركة.
ويقدم املدخرو على شراء األسهم لغرضني ،األول ويتعلق باحلصول على جزء من األرباح اليت حتققها الشركة
ويعرف هذا باألرباح املوزعة .والثاين قد ياكو يف حالة ارتفاع أسعار هذه األسهم نتيجة لزيادة الطلب عليها
بسبب منو أعمال الشركة وزيادة أرباحها ،فتزيد قيمة ما ميتلاكه املستثمر من األسهم ،ويعرف هذا باألرباح
الرأمسالية .وغالبا ما ينتمي املدخرو إىل فئات خمتلفة من اجملتمع ،فمنهم العاملو واملوظفو واملتقاعدو
الذين يستطيعو ادخار جزء من دخوهلم .ويف أحوال أخرى ال يرغب املستثمرو أصحاب الشركات أ
يشاركهم املدخرو يف إدارة الشركة وقراراهتا ،لذا يلجؤو إىل احلصول على أموال املدخرين عرب االقرتاض منهم
عن طريق اصدار السندات أو الصاكوك ،فيقوم املستثمرو بتقسيم ما حيتاجو إليه من أموال لشركاهتم إىل
حصص أو أجزاء يعرف كل جزء منها بالسند أو الصك ،ويقوم املدخرو بشراء هذه السندات كل يف حدود
ما يرغب وميلك من مدخرات ،على أمل حتقيق عائد من حيازهتا مث اسرتداد قيمتها بعد أ ينتهي أجلها.1
1هيئة السوق املالية ،االستثمارات املالية وأسواق األسهم الرياض ،اململاكة العربية السعودية ،ص ص .5-3متاح على الرابط:
https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_7.pdf
15
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-توافر االستقرار النقدي والسياسي لتشجيع االستثمار وتسهيل تدفق رؤوس األموال.
-وجود اإلطار التشريعي والتنظيمي والرقايب املتواز القادر على مواكبة التطور بشاكل مستمر للتاكيف
مع املتغريات ،وطمأنة املستثمرين واملدخرين.
-وضوح اخلطة االقتصادية املتبعة يف الدولة بشاكل حيدد دور رأس املال اخلاص.
-توافر مشاريع ذات اجلدوى اقتصادية والرحبية وهلا القدرة على باستيعاب رؤوس األموال املتاحة.
-وجود مؤسسات مالية ومصرفية من التخصصات كافة مبا يقود لتشاكيل بيئة متاكاملة من املؤسسات
املالية اليت تسمح بتعبئة املدخرات ،ووالدة لقروض االستثمار.
16
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
1
-توافر درجة عالية من الشفافية واحلوكمة يف الشركات املصدرة لألوراق املالية.
ومما ال شك فيه كذلك أ سعي املؤسسات االقتصادية إلدراج أوراقها املالية يف البورصة سوف حيقق هلا الاكثري من
املنافع والفوائد نذكر منها:
-الرتويج والدعاية ،حيث أ إدراج الشركة ألسهمها يف البورصة يتـيح هلـا الفرصـة للتـرويج والدعاية عن
نفسها ونشاطها مما جيعلها على اتصال مباشر جبمهور املستثمرين واملتعاملني يف البورصة
-التقييم العادل ،فالبورصة توفر آلية للعرض والطلب على أسعار األسهم للشركات املدرجة فـي السوق مما
يعاكس القيم احلقيقية للسهم.
-كفاءة نظام التداول واملقاصة والتسوية االلاكرتونية ،حيث توفر البورصـة نظامـا للتداول واملقاصة يقدم
أفضل اخلدمات يف هذا اجملال باالعتماد على األنظمـة االلاكرتونيـة احلديثة إلمتام عمليات البيع والشراء
ونقل امللاكية.
-فرص احلصول على التمويل اإلضايف للشركات املدرجة ،فالبورصة تقدم أحـدث التقنيـات واألساليب
إليصال املعلومات اخلاصة بأسعار األسهم للـشركات املدرجـة وإفصاحها ومؤشرات التداول للمهتمني
باالستثمار ،وبالتايل جذب االستثمار لتلك الشركات.
-فرص التملك واالندماج ،حيث مياكن للشركات االستفادة من مزايا السوق يف تـسهيل وتنظـيم عمليات
االندماج والتملك من خالل إجراءاته التنظيمية والفنية والتشريعية اليت حتاكم التداول واملقاصة.
2
-نشر معلومات فورية ودقيقة للشركات واملستثمرين.
1هيئة قطر لألسواق املالية ،مدخل إىل أسواق املال ،ص .8متاح عل الرابط:
https://www.qfma.org.qa/English/MediaCenter/Documents/investorawareness/Introduction_to_capital_markets.
pdf
2نبيل خليل طه مسور ،سوق األوراق املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق "دراسة حالة سوق رأس املال اإلسالمي يف ماليزيا" ،الدامعة االسالمية،
،2007ص .34متاح على الرابط:
https://iugspace.iugaza.edu.ps/bitstream/handle/20.500.12358/18947/file_1.pdf?sequence=1&isAllowed=y
17
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وتعترب األسواق املالية ركن من أركا هياكل النظام التمويلي يف النظم االقتصادية اليت تعتمد بالدرجة األوىل
على النشاط الفردي واحلرية االقتصادية ،فهي تسعى دوما وباستمرار إىل حتقيق ما يلي:
-توفري قنوات أخرى لألفراد لتحقيق العوائد ومن مث زيادة الدخل الشخصي والثروة.
إذ تقوم بتجميع خمتلف املدخرات بأشاكاهلا وآجاهلا كافة وتعيد استثمارها بشاكل مباشر أو غري مباشر ،فالعالقة
مباشرة بني النمو االقتصادي وزيادة الاكفاءة اإلنتاجية من جهة ،وبني منو سوق رأس املال احمللية وبصفة خاصة
1
سوق األوراق املالية من جهة أخرى.
واجلدول املقابل سوف يوضح بالتدقيق أمهية وجود األسواق املالية يف توفري التمويل القصري والطويل واألجل
لتحريك النشاط االقتصادي:
متتع بقدرة كبرية على جذب الفائض من رأس املال غري املوظف وغري املعبأ يف األهمية األولى
االقتصاد ،وذلك من خالل عمليات االستثمار اليت يقوم هبا األفراد أو الشركات يف
األسهم والسندات والصاكوك اليت يتم طرحها.
املسامهة وبشاكل فاعل يف زيادة مستويات اإلنتاج من خالل متويل الفرص االستثمارية األهمية الثانية
ذات اجلدوى االقتصادية اليت تؤدي بدورها إىل ورفع مستويات التشغيل والتوظيف.
18
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تشاكل حافزا ودافعا للشركات املدرجة ملتابعة أداء وحركة أسهمها يف السوق بشاكل األهمية الثالثة
دائم ،وتعمل على حتسني أدائها ونتائج أعماهلا مبا ينعاكس إجيابا على أسعار أسهمها
املتداولة.
توفر فرصا استثمارية متنوعة ومتعددة األحجام والقيم وبالتايل تشاكل قنوات دخل األهمية الرابعة
واستثمار لألفراد والشركات على اختالف أحجامهم ومؤهالهتم وأهدافهم.
احلد من ارتفاع معدالت التضخم يف هياكل االقتصاد ،حيث تساعد املالية على جذب األهمية
املدخرات من األفرادً واملؤسسات وبالتايل امتصاص فائض السيولة النقدية ،وتوجيه الخامسة
هذه املدخرات حنو االستثمار بدال من االستهالك.
االستفادة من التطورات املالية واالقتصادية العاملية ،حيث تعمل على زيادة الرتابط مع األهمية
العامل اخلارجي من خالل ارتباطها باألسواق املالية العاملية وجذب االستثمارات السادسة
األجنبية.
تعمل على تشجيع االدخار االستثماري بشاكل عام وتشجيع صغار املدخرين على األهمية السابعة
االدخار وبوجه خاص الذين ال يستطيعو إقامة املشاريع االستثمارية ألسباب منها ما
يتعلق بصغر حجم مدخراهتم أو عدم معرفتهم بفرص االستثمار املتاحة واجملدية.
توفر السوق مؤشرا يوميا حول ظروف االستثمار واجتاهاته وهو مؤشر يعاكس قوة األهمية الثامنة
االقتصاد الوطين أو ضعفه كما أنه يعاكس مستوى ألداء للقطاعات االقتصادية وكذلك
األداء املايل للشركات االستثمارية املدرجة يف السوق.
تتمثل الوظيفة األساسية للسوق املالية يف تيسري حصول الفئات ذات العجز املايل على األموال الالزمة هلا
من الفئات ذات الفائض املايل ،إما بطريق مباشر ،أو بطريق غري مباشر ،كما تؤكد على ذلك الاكتابات
املتخصصة يف هذا الشأ .فقد جاء يف كتاب مقدمة يف األسواق املالية ،بأ اهلدف األساسي من وجود األسواق
املالية يف االقتصاد القومي هو :تنظيم تدفق األموال من الوحدات االقتصادية ،اليت تتوفر فيها أموال فائضة عن
19
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
احتياجاهتا االستثمارية ،إىل الوحدات االقتصادية اليت تعاين من عجز يف األموال ،بالقياس إىل حجم براجمها
االستثمارية .إ الوظيفة األساسية لسوق املال هي حتقيق التدفقات الفعالة وذات الاكفاءة العالية ألموال
االستثمارات الطويلة األجل من املدخرين إىل املستثمرين .وكذلك إ سوق املال يؤدي من خالل منشآته وظيفة
اقتصادية هامة ،تتمثل يف حتويل موارد مالية من الوحدات ذات الفائض إىل الوحدات ذات العجز وتؤدي السوق
املالية هذه الوظيفة بطريقني من طرق التمويل ومها التمويل املباشر والغري مباشر.
-عــن طريــق االق ـرتاض املباشــر أو حيــث تقــوم البنــوك التجاريــة ،وشــركات التــأمني،
وص ــناديق املعاش ــات كمؤسس ــات مالي ــة وس ــيطة إص ــدار األوراق املالي ــة املختلف ــة،
األســهم والس ــندات وأذونــات اخلزينــة بتجميــع األم ـوال مــن الوحــدات ذات الفــائض مــن
خالل: العمومية:
-الودائع اجلارية ،والودائع ألجل ،وودائع التوفري. وفيـه حتصـل الوحـدات ذات االحتيـاج
املـايل علـى احتياجاهتـا املاليـة مباشــرة
-إصــدار أوراق ماليــة خاصــة ،مثــل وثـائق التــأمني
من الوحدات ذات الفائض.
عل ــى احلي ــاة ،وش ــهادات اإلي ــداع ،وش ــهادات
االستثمار. والتمويل املباشر ياكو :
وتقــوم هــذه املؤسســات باســتخدام هــذه األم ـوال يف وســاطة مــن املؤسســات -بــدو
تقـد القـروض ملـن حيتاجهـا ،أو شـراء األوراق املاليـة املالية.
اجلديدة اليت تصدرها الوحدات ذات االحتياج املايل.
-االس ــتعانة خب ــدمات بع ــض
ومسـي متـويال غـري مباشـر مـن أل األمـوال انتقلـت مـن املؤسسـات املاليـة الـيت متلـك أسـاليب
الوحـدات ذات الفـائض إىل الوحـدات ذات االحتيـاج تس ــويقية متنوع ــة مث ــل ،مص ــارف
بواسطة هذه املؤسسات الوسيطة. االستثمار ،ومساسرة األوراق املالية.
20
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
1.4تشجيع االدخار:
وذلك من خالل توفري جماالت تشغيل األموال املدخرة ،وخباصة بالنسبة إىل الذين تزيد دخوهلم على
مصروفاهتم وال يتوفر لديهم الوقت الاكايف ملتابعة مشاريع استثمارية يرغبو يف إقامتها.ولذلك فإ ما يوفره
االستثمار يف سوق األسهم من فرص استثمارية جيدة ،حيفز املدخرين على زيادة مدخراهتم واالستفادة من الفرص
االستثمارية يف السوق ،ويوفر رأس املال الاكايف للشركات للقيام باالستثمار.
2.4تخفيض المخاطر:
يقلل االستثمار يف سوق األسهم من خماطر ضياع املدخرات واألموال إذا استثمرها املدخر بنفسه يف جماالت
أخرى ال ميلك خربة كافية فيها .كذلك يلغي واحداً من أخطار االستثمار بوجه عام هو خطر شح السيولة ،إذ
مياكن للمستثمر بيع األسهم بسهولة وبسرعة وتسييلها عند احلاجة إىل النقود.
يسهم متويل املشروعات واالستثمارات املدرجة بسوق األسهم يف زيادة اإلنتاج من السلع واخلدمات ويف منو
االقتصاد ،وهو ما يؤدي إىل زيادة الفرص الوظيفية للباحثني عن العمل .كذلك يسهم انتقاء أسهم مشروعات
1
وشركات بعينها يف توجيه األموال واملدخرات حنو املشروعات األكثر جدوى ورحبية.
توجي ـ ــه االدخ ـ ــار الاكل ـ ــي حن ـ ــو خلدم ـ ــة االقتص ـ ــاد ال ـ ــوطين م ـ ــع املس ـ ــامهة الفعال ـ ــة االقتصاد
يف دعم االئتما الذي تقدمه البنوك لالقتصاد الوطين.
املس ـ ـ ـ ــامهة يف متوي ـ ـ ـ ــل نفق ـ ـ ـ ــات احلاكوم ـ ـ ـ ــة االس ـ ـ ـ ــتثمارية املتزاي ـ ـ ـ ــدة (مش ـ ـ ـ ــروعات احلاكومة
التنميـ ـ ــة) عـ ـ ــن طريـ ـ ــق االق ـ ـ ـرتاض العـ ـ ــام مـ ـ ــن خـ ـ ــالل طـ ـ ــرح الس ـ ـ ــندات واألذو
اليت تصدرها اخلزينة العمومية ذات اآلجال املختلفة.
مس ـ ــاعدة الش ـ ــركات ال ـ ــيت ل ـ ــديها عج ـ ــز عل ـ ــى االس ـ ــتفادة م ـ ــن أم ـ ـ ـوال الفئ ـ ــات الشركات
اليت لديها فائض إىل الفئات يف شاكل شركاء أو مقرضني.
21
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تنميـ ــة ثقافـ ــة االدخـ ــار لـ ــدى األف ـ ـراد وتش ـ ــجيعهم علـ ــى االس ـ ــتثمار ع ـ ــن طري ـ ــق األفراد
ش ـ ـ ـراء األوراق املالي ـ ـ ــة سـ ـ ـ ـواء كان ـ ـ ــت أس ـ ـ ــهما أو س ـ ـ ــندات ،وه ـ ـ ــذا عل ـ ـ ــى ق ـ ـ ــدر
أم ـ ـ ـواهلم ،خاص ـ ــة بالنس ـ ــبة لص ـ ــغار امل ـ ــدخرين الع ـ ــاجزين عل ـ ــى القي ـ ــام مبش ـ ــاريع
مبف ـ ــردهم .وك ـ ــذلك حص ـ ــول األفـ ـ ـراد عل ـ ــى دخ ـ ــول أعل ـ ــى عن ـ ــد حل ـ ــول توزي ـ ــع
األرب ـ ــاح عل ـ ــى األسـ ـ ــهم إذا مس ـ ــامهني أو انته ـ ــاء آجـ ـ ــال اس ـ ــتحقاق السـ ـ ــندات
إذا كانوا مفرضني
يعد االستثمار يف األوراق املالية من أكثر أنواع االستثمار غري املباشر شيوعا ،وذلك ملا يتمتع به من سهولة
وبساطة ،وال حيتاج إىل جهود كبرية إلجنازه ،أو خربات متخصصة يف هذا اجملال ،ناهيك عن قدرة أنواع
املستثمرين كاف على اختالف قيم رأس ماهلم يف الدخول إىل أسواق األوراق املالية ،وإجياد الفرص االستثمارية
اليت تناسبهم وبأي طريقة شاءوا .ومع التطور التقين احلاصل فإ بإماكا املستثمرين االستثمار من أي ماكا ،ويف
أي زما ،وتنطوي حتت االستثمار يف األوراق املالية خماطر مبستويات خمتلفة تبعا لسرعة تغري أسعار األوراق املالية
احملمولة بني االرتفاع واالخنفاض ،ويعتمد ذلك على أداء الشركة واالقتصاد ،وبالتايل ،وحرصا على عدم تعرض
املستثمرين للخسائر ،فمن األفضل تاكوين حمفظة استثمارية متنوعة تسهم يف تقليل مستوى املخاطر املصاحبة
لالستثمار.
ويف األصل توجد يف سوق املال ثالث طرق رئيسية الستثمار أمواهلم وهي:
-الطريقة األوىل وتتمثل يف سوق االكتتاب لألول مرة ،والذي يعين االستثمار يف اكتتاب األوراق املالية اليت
يتم إصدارها يف السوق األولية ،وتعد من أسهل طرق االستثمار ،ذلك أل املستثمر حيقق عائدا من
الفارق بني سعر االكتتاب وسعر التداول بعد اإلدراج يف البورصة .وتبدأ عملية االكتتاب عندما يباع
سهم الشركة للجمهور للمرة األوىل بقصد احلصول على سيولة مالية للشركة صاحبة الطرح ،وهناك دوافع
غري مالية لعملية الطرح هلا عالقة بتحسني وإظهار اسم الشركة وتسويقها بشاكل جيد ،وتبقى الدوافع
املالية أهم الدوافع وراء التوجه للطرح ويتطلب التوسع احلاصل على األنشطة االقتصادية واستمرار تنوعها
حتول العديد من الشركات لألدراج لدى األسواق ،وشهدت أسواق االكتتابات حتوالت وتطورات عملية
22
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
متسارعة أسهمت يف تضاعف عدد الشركات اليت مت االكتتاب عليها ،وتعددت أشاكال وأحجام
عمليات متويل رأس املال.
-الطريقة الثانية وتتمثل يف سوق التداول داخل البورصة واليت تعنس االستثمار عن طريق بيع وشراء األوراق
املالية املتداولة يف السوق الثانوية هبدف حتقيق عائد رأمسايل وتوزيعات نقدية من خالل األرباح اليت
حتققها الشركة يف نشاطها األساسي.1
-الطريقة الثالثة سوق التداول خارج البورصة واليت تعين سوق التداول املوازي ،ويطلق عليها السوق غري
املنظمة كما ذكرنا ،والسوق غري الرمسية ،والسوق املوازية .وتتميز هذه السوق بعدم وجود ماكا حمدد
إلجراء التعامل ،وإمنا يتم االتـصال بني املتعاملني وعقد الصفقات من خالل شباكة كبرية من أجهزة
االتـصال القويـة ،كاخلطوط اهلاتفية ،أو أطراف احلاسوب ،وغريها من وسائل االتصال السريعة اليت تربط
2
بني املتعاملني.
وبتعبري أخر أكثر وضح تتاكو السوق املالية من جزأين أساسني ،اجلزء األول ويتمثل يف السوق األولية ،وفيه يتم
عرض األموال والطلب عليها ،وذلـك عـن طريـق إصدار أدوات مالية متثل هذه األموال .اجلزء الثاين ويتمثل يف
السوق الثانوية ،وفيه يتم تداول األدوات املالية بالبيع والشراء .وتتنوع األدوات املالية املذكورة أعاله ،بالنظر إىل
أجل استحقاقها إلـى أدوات ماليـة ذات أجل طويل ،كاألسهم والسندات ،وأدوات مالية ذات أجل قـصري ،كـأذو
اخلزينة العمومية .ويطلق على السوق اليت يتم فيها إصدار وتداول األدوات املالية ذات األجـل الطويل بسوق رأس
املال ،بينما يطلق على السوق اليت يتم فيها إصـدار وتداول األدوات املالية ذات األجل القصري بسوق النقد ،ويتم
تداول هذه األدوات املالية إما أ جيري يف قاعات معـدة لـذلك ،وإمـا أ جيري من خالل ماكاتب مساسرة األوراق
املالية ،والوسطاء املاليني ،ويطلق على القاعة املخصصة للتداول بالبورصة ،أو السوق املنظمة ،بينمـا يطلق على
التداول الذي يتم من خالل ماكاتب السماسرة والوسطاء ،بسـوق التـداول خارج البورصة3.ويف اجلدول املقابل
توصيف موجز وسريع لاكل نوع من هذه األسواق املالية:
23
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الجدول رقم ( :)4سوق رأس املال الطويل األجل وسوق النقد القصري األجل.
-ذات األجـ ـ ــل املتوسـ ـ ــط والطويـ ـ ــل -ذات األج ـ ـ ــل القص ـ ـ ــري وأج ـ ـ ــل اس ـ ـ ــتحقاقها يق ـ ـ ــل ع ـ ـ ــن س ـ ـ ــنة
وأجـ ــل اسـ ــتحقاقها يزيـ ــد عـ ــن سـ ــنة واح ـ ــدة (أق ـ ــل م ـ ــن 12ش ـ ــهرا) .وه ـ ــي س ـ ــوق تتمي ـ ــز بس ـ ــيولتها
العالية والتـي مياكن حتويلها إىل نقود يف مدة قصرية. واحدة (12أكثر شهرا).
-يتعامـ ـ ــل فيهـ ـ ــا بـ ـ ــاألدوات املاليـ ـ ــة -م ـ ـ ـ ــن خالهل ـ ـ ـ ــا مياك ـ ـ ـ ــن احلص ـ ـ ـ ــول عل ـ ـ ـ ــى الق ـ ـ ـ ــروض قص ـ ـ ـ ــرية
ال ـ ــيت تع ـ ــرب ع ـ ـ ــن دي ـ ـ ــن كالس ـ ــندات األج ــل ،س ـ ـواء كـ ــا ذل ــك م ـ ــن خ ـ ــالل عق ـ ــد الق ـ ــرض املباشـ ــر،
أم م ـ ـ ـ ــثال م ـ ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ــالل إص ـ ـ ـ ــدار ش ـ ـ ـ ــهادات اإلي ـ ـ ـ ــداع القابل ـ ـ ـ ــة أو عن ملاكية كاألسهم.
للتداول.
وهناك نوعا رئيسا من أسواق األسهم :السوق األولية والسوق الثانوية .السوق األولية وهي سوق إصدار
السهم ،أي عندما تؤسس الشركة وتطرح أسهمها للمتعاملني ألول مرة ،أو عند زيادة رأس مال إحدى الشركات
القائمة .فإذا أُدرجت هذه األسهم بالسوق استطاع املشرتي األول للسهم أ يبيعه يف سوق التداول اليت تعرف
بالسوق الثانوية .أي أ األسهم تصدر وتباع بالسوق األولية ،مث يتم تداوهلا بيعاً وشراءً بعد ذلك بالسوق
الثانوية.1
تتميز األسواق املالية بعدد من اخلصائص اليت متيزها عن غريها من األسواق كأسواق السلع أو أسواق العقارات
وغريها.إذ يتم البيع والشراء يف األسواق التقليدية على سلع وخدمات متوافرة بشاكل مادي ملموس.
وحتقق منفعة ملن حيوزها من جراء استهالكها .ولعل من أهم اخلصائص اليت تتمتع هبا األسواق املالية ما يلي:
-اخلاصية األوىل:
24
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
البيع والشراء يف أسواق األوراق املالية ال حيتاج للوجود املادي للصاكوك واألوراق املالية وغريها ،إذ أنه يتم عرب
شباكات احلاسب اآليل.
-اخلاصية الثانية:
األوراق املالية كاألسهم والسندات ال تستهلك يف حد ذاهتا بل تستخدم للحصول على العوائد واألرباح املتحققة
من االستثمار.
-اخلاصية الثالثة:
تتميز التعامالت اليومية يف األسواق املالية بالضخامة مقارنة باألسواق األخرى فقد تتعدى التعامالت اليومية
املليارات باألسواق املالية جندها قد ال تتعدى املاليني يف أي سوق أخرى.
-اخلاصية الرابعة:
أحيانا يلزم القانو املتعاملني يف سوق األوراق املالية الشراء والبيع من خالل وسيط مايل ،أما يف األسواق التقليدية
فال يوجد إلزام يف االستعانة بوسيط.1
توصف السوق بأهنا ذات كفاءة عندما تنعاكس من خالهلا كافة املعلومات وكافة القرارات اإلدارية على
األوراق املالية إجيابا وسلبا فرتتفع أو تنخفض عند تلقي السوق هلذه املعلومات أو القرارات.
يقصد بالاكفاءة التشغيلية للسوق مدى تاك اليف املعامالت يف السوق ،وتقاس عادة مبقدار التباين (فرق السعر)
بني سعر البيع وسعر الشراء ،والعالقة بني الاكفاءة التشغيلية وفرق السعر عالقة عاكسية حيث تنخفض الاكفاءة
التشغيلية بارتفاع فرق السعر وترتفع باخنفاضه.
1هيئة السوق املالية ،مرجع سبق ذكره الرياض ،اململاكة العربية السعودية ،ص .7
https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_7.pdf
25
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يقصد بالاكفاءة التسعريية للسوق قدرة السوق على التسعري الصحيح للورقة املالية .وكلما زادت سرعة ودقة
السوق املايل يف تسعري األوراق املالية كلما زادت كفاءته التسعريية .وتنقسم األسواق حسب كفاءهتا التسعريية إىل
ثالث مستويات هي :أسواق ضعيفة الاكفاءة ،وأسواق متوسطة وعالية الاكفاءة.
يف األسواق ضعيفة الاكفاءة تعاكس أسعار األوراق املالية السائدة يف حلظة معينة معرفة املتداولني باألسعار
املاضية للورقة املالية وحجم تداوهلا.
يف األسواق متوسطة الاكفاءة تعاكس أسعار األوراق املالية السائدة يف حلظة معينة معرفة املتداولني باكافة
املعلومات املعلنة عن الشركات حمل التداول مثل األرباح احملققة واألرباح املوزعة أو املقرر توزيعها وغريها من
البيانات املنشورة يف القوائم املالية اليت تؤثر على حركة أسعار األوراق املالية.
يف األسواق عالية الاكفاءة ال تعاكس أسعار األوراق املالية السائدة يف حلظة معينة فقط املعلومات املنشورة
وإمنا كل ما مياكن أ ياكو معلوما عن الشركة مبا فيها املعلومات الداخلية للشركة .وتوصف السوق بأهنا عالية
الاكفاءة إذا كانت القيمة السوقية ألي ورقة مالية تعاكس قيمتها احلقيقية ،مبعىن أ السوق تسعر األوراق
1
املالية مبا ينبغي أ تاكو عليه.
-أ أسعار الورقة املالية السهم أو السند تتحدد تبعا لاكامل املعلومات املتوافرة عن االقتصاد والقطاعات
والشركات املصدرة لتلك الورقة.
1هيئة السوق املالية ،دليل املصطلحات االستثمارية الرياض ،اململاكة العربية السعودية ،ص ص .7-6
متاح على الرابط:
https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_10.pdf
26
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-أ أسعار األوراق املالية املتداولة تتحدد بصورة صحيحة ،والسعر الصحيح للورقة املالية سواء أكانت
سهما أم سندا هو الذي يعاكس مجيع املعلومات املتاحة يف حينها عن الورقة املالية اليت تؤثر يف قرارات
الشراء والبيع.
جيب أ تاكو مجيع املعلومات املهمة للحاكم على السهم والسند وحتديد السعر الصحيح هلما متاحة -
جلميع املتعاملني.
-أ ياكو للمتعاملني القدرة على احلصول على حتليالت سليمة للمعلومات الواردة مبا يساعد على
احلاكم على السعر الصحيح للسهم أو السند.
أال ياكو ألي بائع أو مشرتي القدرة على التأثري يف أسعار السوق الصحيحة صعودا أو هبوطا، -
بسبب قدراته املالية الاكبرية ،أو فرض قيود على حرية البيع والشراء ألي متعامل ويف أي وقت.1
27
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخالصة:
إ دراستنا حملور األسواق املالية أدى بنا إىل الوقوف على أمهيتها يف االقتصاديات احلديثة ،حبيث جند كثري من
الدول اليت هتدف إىل حتقيق مراحل متقدمة من التنمية االقتصادية تعمل جاهدة من أجل توفري االستقرار
السياسي والنقدي لفتح اجملال أمام تدفق رؤوس األموال احمللية واألجنبية لرتقية االستثمار املنتج ،والذي تدعمه بعد
االدخار نحو األسواق المالية التي لها القدرة على االستقطاب ذلك عن طريق وضع إطار تشريعي ينظم عملية توجيه
المستمر لرؤوس األموال لتمويل المشاريع ذات اجلدوى االقتصادية ،اليت تقوم هبا احلاكومات واملؤسسات االقتصادية
املدرجة يف البورصة من خالل بيع األوراق املالية من أسهم وسندات يف سوق االصدار.
ويعترب االستثمار يف سوق األوراق املالية من أكثر أنواع االستثمار الذي يقصده أصحاب الفوائض املالية بإجياد
الفرص االستثمارية من خالل:
-شراء األوراق املالية املناسبة من سوق االصدار اليت تتيح هلم احلصول على عوائد مستقبلية مرضية.
-أ تتمتع األوراق املالية املشرتاه مبستويات خماطر معدومة أو متدنية جتنبهم من اخلسائر الناجتة عن
أي تقلبات غري مرغوبة يف أسعار األوراق املالية يف سوق التداول.
28
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األدوات المالية المتداولة
الفصل الثاني
تمهيد:
يوجد العديد من األدوات املالية يف سوق املال بشقيه السوق النقدي وسوق رأس املال ،فالسوق النقدي
يعرف تداول األدوات املالية قصرية األجل واليت اشهرها األوراق التجارية ،أما األدوات املالية املتداولة يف سوق
رأس املال وبالضبط يف البورصة هي تشمل أنواع من األسهم والسندات ،ويف واقع األمر ميكن التمييز بني كل
هذه األنواع ،حيث جند االسهم تنقسم إىل أسهم عادية وأخرى ممتازة ،فاألسهم العادية هي صكوك ملكية متثل
جزء من ملكية الشركة ،ويستفيد حاملها على نصيب معني من توزيعات األرباح إذا ما تحققت ،أما األسهم
املمتازة فهي اليت تضيف حلاملها حقوقا وعوائد ال حيصل عليها أصحاب األسهم والسندات اليت بدورها تنقسم
إىل عدة أنواع مع التنويه بأن هناك سندات تصدرها شركات القطاع اخلاص والعام وشركاته وسندات تصدرها
احلكومات ،حيث تعد والسندات املصدرة من طرف الشركات مبثابة متويل لالستثمار يضمنه املركز املايل
للشركة ،بينما السندات احلكومية فهي تعترب قرضا هبدف اىل تغدية العجز يف امليزانية العامة.
29
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وتشمل سوق رأس املال األوراق املالية ،كاألسهم والسندات ،وكذلك ًيتم فيها تداول العمالت .وتبعا لذلك
تتفرع األسواق املالية إىل أسواق األسهم وأسواق السندات وأسواق العمالت .وتعد األسهم صكوك ملكية جلزء
من رأس مال الشركة اليت تصدرها ،يف حني تعد السندات صكوك مديونية على اجلهة اليت تصدرها ،فإذا قمت
بشراء سهم ما فقد أصبحت شريكا أو مسامها يف الشركة ،أما إذا قمت بشراء سند على أحد الشركات فقد
أصبحت دائنا هلا.
وهناك أنواع متعددة لألسهم اليت يتم تداوهلا بالسوق ،فهناك األسهم العادية اليت تعطي حاملها احلق يف حضور
اجلمعية العمومية للشركة وإبداء رأيه يف طريقة إدارة الشركة .وهناك أسهم املنحة ،وهي اليت توزع جمانا على مالكي
األسهم العادية ،بغرض زيادة ما ميلكونه يف الشركة وكذلك لزيادة رأس مال الشركة .أما األسهم املمتازة فهي اليت
متنح مالكها حقوقا وأولوية يف احلصول على حقوقه من الشركة.
عموما السهم يف حقيقته جزء من رأس مال شركة املسامهة ،حيث يقـسم رأس مال الشركة عند تأسيسها إىل أجزاء
متساوية ،ميثل كل جزء منها سهما ،وميثَل هذا السهم بصك يثبت ملكية املساهم له ،ويسمى هذا الصك أيضا
سهما ،فالسهم إذا هو حق الشريك يف الشركة ،وهو أيضا الصك املثبت هلذا احلق.1
-األسهم النقدية :وهي األسهم اليت تعطى للشريك إذا قدم حصته يف رأس مال الشركة نقودا.
-ا ألسهم العينية :وهي األسهم اليت تعطى للشريك إذا قدم حصته يف رأس مال الشركة عينا ،كـأرض ،أو مبنـى ،أو
بضاعة ،أو مصنع.
-األسهم االمسية :وهي األسهم اليت حتمل اسم مالكها ،وذلك بـأن يدون امسه على شهادة السهم.
-األسهم حلاملها :وهي األسهم اليت ال يذكر فيها اسم مالكها ،وإمنا يذكر فيها ما يشري إىل أهنا حلاملها ،حيث
يعترب حاملها مالكا هلا.
30
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-األسهم اإلذنية أو ألمر :وهي األسهم اليت يذكر فيها اسم مالكهـا ،مع ذكر كوهنا إلذنه أو ألمره.1
وتنقسم األسهم حسب ملكيتها إىل نوعني مها أسهما عادية وأخرى ممتازة:
1.1األسهم العادية:
ميثل السهم العادي مستند ملكية له قيمة امسية ،وقيمة دفرتية ،وقيمة سوقية ،وتتمثل القيمة االمسية يف القيمة
املدونة على قسيمة السهم ،وعادة ما يكون منصوص عليها يف عقد التأسيس ،أما القيمة الدفرتية فتتمثل يف قيمة
حقوق امللكية ،اليت ال تتضمن األسهم املمتازة مقسومة على عدد األسهم العادية املصدرة ،وأخريا تتمثل القيمة
2
السوقية يف قيمة السهم يف سوق رأس املال ،وقد تكون هذه القيمة أكثر أو أقل من القيمة الدفرتية.
القيمة املدونة على قسيمة السهم املنصوص عليها يف عقد التأسيس القيمة االمسية
قيمة حقوق امللكية مقسومة على عدد األسهم العادية املصدرة القيمة الدفرتية
القيمة يف سوق رأس املال وقد تكون أكثر أو أقل من القيمة الدفرتية القيمة السوقية
31
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كما يتمتع كذلك حامل السهم العادي مبيزة هامة وهي مسؤولية حمدودة حبصته يف رأس املال .أما بالنسبة لعيوب
األسهم العادية من وجهة نظر املستثمر فمن أبرزها على اإلطالق أن حاملها ليس له احلق يف املطالبة بتوزيعات،
ما مل حتقق الشركة أرباحا أو إذا حققت أرباحا ومل تقرر الشركة توزيعها. 1
هناك ثالثة مزايا وفوائد رئيسة ترتبط باستخدام األسهم العادية كمصدر للتمويل طويل األجل لشركات املسامهة
وهي كما يلي:
-أن الشركة غري ملزمة قانونيا بإجراء توزيعات حلملة هذه األسهم.
-متثل هذه األسهم مصدر دائم للتمويل إذ ال جيوز حلاملها اسرتداد قيمتها من الشركة اليت أصدرهتا.
-إصدار املزيد من األسهم العادية يؤدي إىل اخنفاض نسبة القروض إىل حقوق امللكية ،وهو أمر يرتتب عليه زيادة
القدرة االقرتاضية املستقبلية للشركة.
وإىل جانب هذه املزايا يعرتي التمويل باألسهم العادية بعض العيوب من أمهها:
-ارتفاع التكلفة اليت تتحملها شركة املسامهة ويرجع ذلك إىل سببني رئيسيني :أوهلما أن العائد الذي يطلبه محلة هذه
األسهم عادة ما يكون مرتفعا ،نظرا للمخاطر اليت تتعرض هلا األموال املستثمرة .ثانيهما أن أرباح األسهم على
عكس فوائد القروض ال تعترب من بني التكاليف اليت ختصم قبل حساب الضريبة ،ومن مث ال يتولد عنها أي
وفورات ضريبية.
-إصدار أسهم جديدة حيتمل أن يرتتب عليه دخول ملسامهني جدد ،مما يعين تشتت أكرب لألصوات يف اجلمعية
العمومية ،وقد يكون يف هذا إضعاف ملركز املالك القدامى ،غري أن هذا العيب قد ميكن التغلب عليه بإعطاء
1
املالك القدامى حق األولوية يف شراء اإلصدارات اجلديدة من األسهم العادية.
32
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
األسهم العادية
العيوب المزايا
ارتفاع التكلفة اليت تتحملها الشركة عند اصدارها الشركة غري ملزمة قانونيا بإجراء توزيعات حلملة
لألسهم العادية األسهم العادية
العائد الذي يطلبه محلة هذه األسهم عادة ما يكون األسهم العادية متثل مصدر دائم للتمويل
مرتفعا نظرا للمخاطر اليت تتعرض هلا األموال املستثمرة
أرباحها على عكس فوائد القروض ال تعترب من بني ال جيوز حلاملها اسرتداد قيمتها من الشركة اليت
التكاليف اليت ختصم قبل حساب الضريبة ومن مث ال أصدرهتا
يتولد عنها أي وفورات ضريبية
إصدار أسهم جديدة حيتمل أن يرتتب عليه دخول إصدار املزيد من األسهم العادية يؤدي إىل
ملسامهني جدد مما يعين تشتت أكرب لألصوات يف اخنفاض نسبة القروض إىل حقوق امللكية مما
اجلمعية العمومية ،وقد يكون يف هذا إضعاف ملركز يزيد من قدرة االقرتاض للشركة يف املستقبل
املالك القدامى
2.1األسهم الممتازة:
ميثل السهم املمتاز مستند ملكية له قيمة امسية وقيمة دفرتية وقيمة سوقية ،شأنه يف ذلك شأن السهم العادي
وجتمع األسهم املمتازة بني مسات األسهم العادية والسندات .فالسهم املمتاز رغم دلك يشبه السهم العادي يف
بعض النواحي من أمهها:
33
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-ال حيق حلملة هذه األسهم املطالبة بنصيبهم يف األرباح إال إذا قررت إدارة الشركة إجراء توزيعات.
قد يكون حلملة األسهم املمتازة األولوية يف شراء أي إصدارات جديدة من األسهم املمتازة .تقوم هبا الشركة. -
-ال جيوز حلملة األسهم العادية احلصول على حقهم يف األرباح أو أموال التصفية قبل أن حيصل محلة األسهم
املمتازة كلهم على نصيبهم منها .
القيمة املدونة على قسيمة السهم املنصوص عليها يف عقد التأسيس ق-إسمية
قيمة حقوق امللكية مقسومة على عدد األسهم املمتازة املصدرة ق-دفترية
القيمة يف سوق رأس املال وقد تكون أكثر أو أقل من القيمة الدفرتية ق-سوقية
تتمتع الشركات اليت تعتمد على األسهم املمتازة يف التمويل مبزايا أمهها:
-الشركات ليست ملزمة قانونا بإجراء توزيعات سنوية وأهنا توزيعات حمدودة مبقدار معني.
ال حيق حلملة هذه األسهم التصويت إال يف احلاالت الصعبة للشركة. -
34
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-إصدار املزيد من األسهم املمتازة يسهم يف ختفيض نسبة األموال املقرتضة ،وهو أمر ينجر عنه زيادة طاقة االقرتاض
املستقبلية للشركة.
-قرار إصدار األسهم املمتازة قد يتضمن إعطاء املنشأة احلق يف استدعاء األسهم اليت أصدرهتا ،وذلك يف مقابل أن
حيصل حامله على مبلغ يفوق قيمته االمسية ،وميثل هذا احلق ميزة بالنسبة للشركة إذ ميكنها االستفادة من اخنفاض
أسعار الفائدة يف السوق ،وذلك بالتخلص من األسهم املمتازة اليت سبق أن أصدرهتا ،وإحالهلا بسندات كوبون
منخفض أو بأسهم ممتازة ذات معدل ربح منخفض.
وإذا كان لألسهم املمتازة كل هذه املزايا فإهنا ال ختلو من العيوب التالية:
-ارتفاع تكلفتها نسبيا ،فتكلفة التمويل باألسهم املمتازة تفوق تكلفة االقرتاض ،ويرجع هذا إىل أن توزيعات
األسهم املمتازة ،على عكس الفوائد ختضع للضريبة ،فالشركة ال حتقق من ورائها وفورات ضريبية.
-محلة األسهم املمتازة يتعرضون ملخاطر أكرب من تلك اليت يتعرض هلا املقرضني ومن مث يطالبون مبعدل أعلى
للعائد .فعلى عكس املقرضني ليس هناك ما يضمن حصول محلة األسهم املمتازة على عائد دوري.
-يف حالة اإلفالس التصفية يأيت محلة األسهم املمتازة يف املرتبة الثانية.
-ليس حلملة هذه األسهم املطالبة بنصيبهم يف األرباح إال إذا قررت اإلدارة إجراء توزيعات ،إال أهنم حيتفظون حبقهم
مستقبال يف احلصول على مستحقاهتم من أرباح السنوات اليت مل جيري فيها توزيع وذلك قبل أن حيصل محلة
األسهم العادية على أي توزيعات .
-حق محلة األسهم املمتازة يف التصويت يف املسائل اليت تتعلق بفرض قيود على إجراء التوزيعات ،أو يف حالة عدم
1
كفاية األموال اليت ينبغي احتجازها الستدعاء األسهم املمتازة نفسها.
35
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
العيوب المزايا
ارتفاع تكلفة هذه األسهم نسبيا فتكلفة التمويل باألسهم الشركات ليست ملزمة قانونا بإجراء
املمتازة تفوق تكلفة االقرتاض فتوزيعات األسهم املمتازة ،على توزيعات وإن كانت فهي توزيعات
عكس الفوائد ،ال ختضع للضريبة ومن مث ال حتقق الشركة من حمدودة مبقدار معني
ورائها وفورات ضريبية
محلة هذه األسهم يتعرضون ملخاطر من مث يطالبون بعائد ال حيق حلملة هذه األسهم التصويت إال
أعلى ،عكس املقرضني فليس هناك ما يضمن حصول محلة يف احلاالت اليت تعاين فيها الشركة من
األسهم املمتازة على عائد دوري مشاكل صعبة
يأيت محلة هذه األسهم يف املرتبة الثانية يف حالة إفالس الشركة إصدار املزيد من هذه األسهم يسهم يف
وتوزيع أموال التصفية ختفيض نسبة األموال املقرتضة إىل
األموال اململوكة ،وهو أمر يرتتب عليه
ليس حلملة هذه األسهم املطالبة بنصيبهم يف األرباح إال إذا
زيادة طاقة االقرتاض للشركة يف املستقبل
قررت اإلدارة إجراء توزيعات
حيتفظ محلة هذه األسهم حبقهم مستقبال يف احلصول على قرار إصدار هذه األسهم قد يتضمن
مستحقاهتم من أرباح السنوات اليت مل جيري فيها توزيع وذلك إعطاء الشركة احلق يف استدعاء األسهم
قبل أن حيصل محلة األسهم العادية على أي توزيعات اليت أصدرهتا أي إعادة شرائها
عادة ما خيلط الكثري بني مفهوم األسهم العادية واملمتازة ،فاألسهم العادية متثل قسم من ملكية الشركة وحيصل
السهم الواحد فيها على نصيب من األرباح الصافية اليت توزعها الشركات املصدرة هلا ،وميكن لصاحب السهم
االشرتاك يف التصويت على قرارات الشركة ،وكذلك احلق يف انتخاب أعضاء جملس إدارة الشركة.
36
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
باإلضافة إىل أن ارتفاع العوائد على السهم العادي يرتتب عليها خماطر كبرية ،أيضا يف حالة افالس الشركة ،فلن
يتحصل صاحب السهم العادي على أمواله إال بعد دفع الشركة لديوهنا البنكية وديون السندات وديون األسهم
املمتازة ،ميكن لصاحب السهم العادي تدنية هذه املخاطر عن طريق امتالك جمموعة من األوراق املالية.
بينما يكون صا حب السهم املمتاز مالكا جلزء من رأمسال الشركة ويف نفس الوقت مدينا هلا ،لكنه ال يتمتع مثله
مثل السند حبقوق التصويت على قرارات الشركة ،وال احلق يف انتخاب جملس إدارة الشركة.
ولكن من جهة فاألسهم املمتازة تضمن ألصحاهبا نسب ثابتة من األرباح املوزعة ،على عكس األسهم العادية،
ضف إىل ذلك أن عوائد السهم املمتاز الثابتة ،تؤدي إىل اخنفاض املخاطر يف حالة االستثمار فيه ،ميزة أخرى
متتاز هبا األسهم املمتازة هي أهنا يف حالة افالس الشركة يتم سداد قيمتها قبل األسهم العادية وبعد السندات.
4.1السندات:
السندات من األوراق املالية اليت تصدرها الشركات املسامهة أو املؤسسات أو الدول وهي الصكوك القابلة للتداول
1
اليت تصدرها الشركات أو املؤسسات وميثل هذا الصك قرضا طويل األجل يعقد عادة عن طريق االكتتاب العام.
ويتمثل االستثمار يف األوراق املالية بشكل أساسي كما سلف قوله يف األسهم والسندات اليت تصدرها شركات
املسامهة او احلكومات يف شكل صكوك يتم تبادهلا يف سوق األوراق املالية أو يتم االعرتاف هبا كأداة لالستثمار
يف مكان إصدارها أو تبادهلا حيث متثل السندات ديون على الشركة املصدرة ،يرتتب عليها حقوق حلاملها تتمثل
يف الفوائد اليت تستحق على تلك السندات وفقا معدل الفائدة احملدد والفرتة الزمنية املنقضية ،باإلضافة إىل حق
اسرتداد القيمة االمسية لتلك السندات يف تاريخ االستحقاق احملدد.
حيث تعترب السندات إحدى أهم وسائل التمويل املايل املتاحة للشركات واحلكومات ،اليت عن طريقها تستطيع
هذه اجلهات احلصول على رأس املال الالزم للنمو والتطوير واملنافسة .فبالنسبة للحكومات فهي تلجأ إىل
السندات لتغطية ما عليها من ديون قصرية األجل أو لتنفيذ ما لديها من مشاريع تنموية .وألن احلكومات ال
تستطيع إصدار أسهم لرفع رأس ماهلا كما تفعل الشركات فإن خيار السندات دائما هو املفضل لدى احلكومات.
عالوة على ذلك وبسبب قوة احلكومات ككيان سياسي واقتصادي ميكن االعتماد عليه ،فإهنا تستطيع عادة أن
تصدر سندات بتكلفة أقل من التكلفة اليت تدفعها الشركات .وطبيعي أنه كلما قل عامل املخاطرة يف االستثمار
1احلناوي ،حممد صاحل ،أساسيات االستثمار يف بورصة األوراق املالية الطبعة ،2الدار اجلامعة ،مصر 1997 ،م.
37
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قل العائد املمكن من االستثمار .السبب اآلخر لقبول السندات احلكومية قوة شعبيتها يعود مليزهتا الضريبية يف
الدول اليت تفرض ضرائب على دخل املواطن ،حيث إنه يف كثري من األحيان ال يقوم املستثمر بدفع ضرائب على
1
أرباحه املتحققة من االستثمار يف السندات احلكومية.
إذا عموما فالسندات هي من األوراق املالية اليت تصدرها الشركات املسامهة أو الـدول ،وهي الصكوك القابلة
للتداول اليت تصدرها كما قلنا ،الشركات أو احلكومات وميثل هـذا الـصك قرضـا طويل األجل يعقد عادة عن طريق
2
االكتتاب العام.
وقد حتتاج احلكومة أو إحدى الشركات إىل التمويل ،وقد ال يفضل احلصول على ذلك التمويل بإصدار أسهم
جديدة .ونظرا لكرب املبلغ وصعوبة تدبريه من مقرض واحد ،وخاصة أنه يكون آلجال طويلة ،وكذلك تتغري تكلفة
القرض من مقرض آلخر ،ومن وقت آلخر ،فإنه يتم تقسيم القرض إىل أجزاء صغرية يسمى كل منها سندا،
ويطرح للجمهور 3.ويف تعريف جامع للسندات ،فهي صكوك متساوية القيمة ،ومتثل ديونا يف ذمة الـشركة اليت
أصدرهتا ،وتثبت حق حامليها فيما قدموه من مال ،أو اقتضاء الدين املثبت على الـصكوك فــي مواعيــد
اســتحقاقها ،وتكــون هــذه الــصكوك قابلــة للتــداول بــالطرق التجارية4.والسندات مبثابة عقد أو اتفاق بني اجلهة
املصدرة واملستثمر ،مبقتضى هذا االتفاق يقرض املستثمر اجلهة املصدرة مبلغا ملدة حمددة وسعر فائدة معني.والسند
خيتلف عن القرض ألنه قابل للتداول حيث ميكن بيعه ،وهو بذلك حيتفظ بدرجة عالية من السيولة حلامله ،وقد
يتضمن العقد شروطا أخرى لصاحل املقرض مثل رهن بعض األصول الثابتة ،كما قد يتضمن شروطا لصاحل
املقرتض مثل حق استدعاء السندات قبل تاريخ استحقاقها ،.والسندات تتضمن عالقة دائنيه ومديونية تربط بني
مصدري السندات باعتبارهم مدينني ،ومالكي السندات باعتبارهم دائنني ،ويتعهد املقرتض بدفع فائدة حمددة
5
سنويا يف حالة السندات ذات الفائدة الثابتة ،وال ترتبط مبا حتققه اجلهة املصدرة من أرباح أو خسائر.
38
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كذلك السند هو أداة دين يباع من قبل الشركات أو احلكومات بغرض احلصول على األموال .ويكون مالك
السند (املستثمر) هو الدائن للشركة وليس مالك يف الشركة كما هو احلال يف األسهم ،ومعظم السندات تتضمن
عبارة بأن املصدر املقرتض أو بائع السند يتعهد بدفع إىل املستثمر املقرض أو حامل السند سلسلة من الدفعات
1
النقدية واملالية كل ستة باإلضافة إىل مبلغ واحد عند هناية عمر السند.
ولكن من جهة فاألسهم املمتازة تضمن ألصحاهبا نسب ثابتة من األرباح املوزعة ،على عكس األسهم العادية،
ضف إىل ذلك أن عوائد السهم املمتاز الثابتة ،تؤدي إىل اخنفاض املخاطر يف حالة االستثمار فيه ،ميزة أخرى
متتاز هبا األسهم املمتازة هي أهنا يف حالة افالس الشركة يتم سداد قيمتها قبل األسهم العادية وبعد السندات.
أوال ويتعلق باالستثمار قصري األجل ،و تتميز االدارة الرشيدة يف االستخدام األمثل للموارد املالية املتاحة ،املتمثلة
بعدم تعطيل النقدية الفائضة عن االستثمار ،حيث غالبا ما يتم اللجوء الستثمار النقدية الفائضة لفرتات قصرة
هبدف حتقيق عائد مايل من خالل فوائدها املستحقة أو هبدف املضاربة لتحقيق مكاسب من بيعها ،مع ضمان
سرعة حتويلها إىل نقدية عند بروز احلاجة اليها ،ويعترب االستثمار قصري األجل عندما يكون االستثمار ملدة ال تزيد
عن السنة املالية ،وبناء على ما تقدم فإن االستثمارات يف األوراق املالية تعترب ضمن األصول املتداولة مىت توافر
فيها الشرطان األساسيان ومها :
أن تتمكن الوحدة االقتصادية من بيع استثماراهتا وحتويلها إىل نقدية يف فرتة زمنية وجيزة دون التعرض أيل خماطر
ناجتة عن عدم القدرة على تصفيتها وحتويلها إىل النقدية الالزمة للعمليات التشغيلية ،وذلك يتطلب ضرورة وجود
اسواق مالية منتظمة ميكن من خالهلا بيع هذه االستثمارات ..
نية االدارة تتجه حنو حتويل االستثمارات إىل سيولة نقدية خالل السنة أو دورة التشغيل أيهما أقل.
ثانيا ،االستثمار طويل األجل ،والذي بقصد به االستثمارات طويلة األجل يف السندات توظيف األموال
العائدة ألشخاص لفرتة تفوق س نة يف سندات شركة أو عدة شركات اخرى وذلك لتحقيق عائد مايل ثابت،
39
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أو إلجياد اسواق منتجات الشركة املستثمرة أو احلصول على املواد اخلام ،أو السيطرة على اسواق معينة ،أو
على شركات تابعة للدولة اخرى. 1
جدول رقم ( :)9كيفية حساب العائد الكلي على السندات إىل تاريخ االستحقاق.
إلى الكلي العائد المدة العائد السنوي سعر الفائدة % القيمة اسمية
تاريخ االستحقاق
مثال توضيحي:
لتكن لدينا السندات ذات قيمة امسية تبلغ 1000دينار جزائري حيث تكون هذه القيمة مطبوعة على السند
وكذلك سعر الفائدة على هذا السند .وسعر فائدة %5فإن مبلغ الفائدة السنوي على هذا السند يبلغ 50دينار
جزائري .وعادة ما تكون الدفعات بشكل نصف سنوي ،وبالتايل فإن حامل هذا السند سيحصل على 25دينار
جزائري كل ستة أشهر.
40
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كما يوجد للسند موعد استحقاق والذي يتم فيه قيام الشركة املقرتضة بدفع قيمة السند إىل حامله باإلضافة إىل
مبلغ دفعات سعر الفائدة املستحقة عن تلك الفرتة .فإذا قامت شركة بإصدار سند مدته 5سنوات وبسعر فائدة
قدره .% 5
معىن ذلك أن هذه الشركة ستدفع للمستثمر يف كل ستة 50دينار جزائري وهذا ملدة 5سنوات ،باإلضافة إىل
مبلغ 1000دينار جزائري يف هناية السنة اخلامسة ،ويتم حتديد الدفعات أوال من خالل ضرب سعر فائدة السند
بالقيمة االمسية للسند ،مث حساب العائد الكلي عند تاريخ االستحقاق بالطريقة التالية:
حساب العائد الكلي= (سعر الفائدة القيمة االمسية للسند) مدة االستثمار
( 10000.05دح)50=5 دج 250=5دج قيمة الفوائد الثابت املرتاكمة عند تاريخ االستحقاق
-عامل ا ملخاطر بالنسبة إىل الشركة املصدرة .فالشركات الكبرية أو ذات السمعة والتصنيف العايل يكون درجة
املخاطر على االستثمار فيها منخفضة ،وبالتايل يكون سعر الفائدة الذي يطلبه املستثمر منخفض.
الفرتة الزمنية حتدد سعر الفائدة ،فكلما كانت فرتة السند أطول يف املدة كلما كان سعر الفائدة على السند أعلى. -
41
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
18750
9600
4500
1600
250
25
20
15
10
5
-العائد الثابت ويتحدد بنسبة فائدة ثابتة من القيمة االمسية اليت تصدر هبا السندات العادية
-العائد املتغري يتحدد بنسبة فائدة متغرية حسب تقلبات القيمة السوقية للسند وهذ بغرض مواجهة خماطر التضخم
أي ارتفاع أسعار السلع واخلدمات ،اليت تؤدي إىل اخنفاض القدرة الشرائية ،وقيمة العوائد املتحصل عليها من
طرف املستثمر.
-العائد املعدوم وينتج عن السندات اليت تصدر مبعدل فائدة معدوم أو ذات الكوبون الصفري ،ومعىن ذلك أهنا تباع
خبصم من قيمها االمسية عند اإلصدار ،وعند تاريخ االستحقاق يسرتد العائد يف شكل الفارق بني القيمة االمسية
1
للسند والقيمة االمسية املخصومة.
1عبد النافع عبد اهلل الزراري وآخرون ،األسواق املالية ،الطبعة األوىل ،األردن ،دار وائل للنشر ،2001 ،ص.166
42
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
3.4.1خصائص السندات:
ميكن تلخيص وحتليل اخلصائص اليت تتمتع هبا السندات كالتايل وهذا يف اجلدول رقم 10املقابل:
حبيث تلتزم بدفع فائدة دورية للمقرض مع التعهد بإعادة املبلغ املقرتض عند هناية تاريخ السند التزام
االستحقاق.
حلامله ،على اجلهة املقرتضة وهو ليس شريكا ،فمصدر السند مدين حلامل السند. السند دين
حامل السند حيصل على فائدته مهما حققت الشركة أرباحا أو خسائر ،فالشركة ،ستقوم عند حتقيق األرباح
بسداد فوائد السند حلامله يف احلالتني. واخلسائر
يف حالة عدم قدرة اجلهة املقرتضة أي الشركة بسداد األصل والفائدة على السندات وإعادة عند االفالس
الدين ،فإنه سييتم تصفيتها لسداد فوائد السندات والقرض.
ال حيق حلامل السند التدخل بأي صفة يف إدارة الشركة املصدرة للسند. إدارة الشركة
كما متتاز السندات بأهنا صكوك تصدر بقيمة امسية متساوية ،ال تقبل التجزئة أمام اجلهة املصدرة هلا ،ملالكها
احلق يف اسرتداد قيمة السند عند حلول األجل ،حق مالك السند يف تداول سنده حسب شكل السند فإذا
كان السند امسيا فإنه سينقل بالقيد يف دفاتر الشركة أما إذا كان حلامله فسوف يتم تداوله بالتسليم املادي.
4.4.1أنواع السندات:
-السندات القابلة للتحويل ،وهي سندات دين تصدرها الشركات مع أحقية استبداهلا بعدد من األسهم
العادية يف نفس الشركة املصدرة بنسبة تبادل حمددة سلفا .ونسبة التحويل هي عدد األسهم العادية اليت ميكن
احلصول عليها بتحويل السند القابل للتحويل ،أو األسهم املمتازة القابلة للتحويل إىل أسهم عادية.
43
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-السند األبدي ،وهو السند الذي يدر عائدا حمددا إىل األبد وليس له تاريخ استحقاق ،وعادة ما تكون
هذه السندات يف صورة أسهم ممتازة.
-سندات قابلة لالستدعاء ،و هي سندات تعطي احلق ملصدر السند الستدعاء جزء أو كل السندات
املصدرة قبل تاريخ االستحقاق .وسعر االستدعاء هو السعر الواجب دفعه حلامل السند عند اسرتداد الورقة
املالية قبل تاريخ االستحقاق ،وهذا السعر عادة يكون مساويا للقيمة االمسية مضافا إليها عالوة استدعاء.1
.رمبا تكون السندات مضمونة بعقارات أو أصول أخرى وقد تكون غري مضمونة السندات املضمونة وغري
املضمونة
السندات املصدرة من الشركة قابلة للتحويل إىل أوراق مالية أخرى. سندات قابلة للتحول
ظهر نوعان من السندات يف حماولة جذب راس املال يف سوق املال الضيقة .فهناك سندات تسدد مقابل
السندات اليت تسدد مقابل بضاعة يف تاريخ االستحقاق. بضاعة
تصدر الشركات كذلك سندات بدون حتديد فائدة ولكن خبصم وهي تباع خبصم سندات بخصم
.ميثل الفائدة اليت حيصل عليها مشرتي السند عند االستحقاق
عندما يتم التنازل عن سندات اسمية لطرف أخر فإهنا ال تبق مسجلة باسم مالكها سندات حلاملها
بل يتم حتويلها من هذا املالك االصلي جمرد التسليم ،فيصبح املالك اجلديد حامل
للسند.
ال تدر فائدة إال إذا حققت الشركة املصدرة أرباح. سندات دخل
فوائدها تسدد يف احلقيقة من مصادر إيراد حمددة وغالبا ما تصدر عن احلكومة. سندات إيراد
هيئة السوق املالية ،مرجع سبق ذكره الرياض ،اململكة العربية السعودية ،ص ص .13-12
https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_10.pdf
1
44
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ان املستثمر يف شراء السندات يركز أكثر ما يركز على التدفقات املالية النقدية اليت تتولد عن العائد السنوي،
والسيما أن الفوائد اليت جينيها حامل السند تتأثر مبجموعة من العوامل وتأثري هذه العوامل على عائد السندات
مبثابة املخاطر اليت تتعرض هلا السندات وميكن توضيح هذه املخاطر فيما يلي:
-خماطر التضخم أو خماطر القوة الشرائية :ان وجود حالة التضخم يف اقتصاد ما يؤدي اىل اخنفاض القدرة الشرائية
لقيمة االستثمار يف االوراق املالية او العائد .ان االستثمار يف االوراق املالية ذات العائد الثابت مثل السندات
تكون أكثر عرضة ملخاطر التضخم ويعود السبب اىل ان القيمة السوقية للسندات يف سوق االوراق املالية ال
تستجيب بطبيعتها اىل التغريات احلاصلة بسبب الظروف التضخمية.
-خماطر أسعار الفائدة :وهي املخاطر النامجة عن التقلبات املفاجئة يف معدالت العائد املتوقعة عن معدالت العائد
الفعلية بسبب التغريات الىت حتصل يف أسعار الفائدة السوقية خالل فرتة االستثمار يف الورقة املالية (السند).
-خماطر السيولة :تتمثل السيولة يف قدرة حامل السند على التخلص من السند بالبيع يف أي وقت شاء وبالسعر
املناسب ،فكلما اخنفض احتمال بيع السند قبل تاريخ استحقاقه وبسعر سوق عادل كلما زادت وتضاعفت
خماطر سيولة السند.
-خماطر عدم القدرة على السداد :حيدث ذلك يف حالة عدم قدرة املؤسسات املصدرة للسندات على تسديد قيمة
السندات او الفوائد يف الوقت املناسب واملتفق عليه .وميكن ملخاطر عدم قدرة السداد أن تنشأ يف نوعني من
املخاطر يف املؤسسات املصدرة للسندات هي خماطر االعمال وخماطر املالية.
-خماطر اعادة االستثمار :هي تلك املخاطر اليت تنجم عن اعادة استثمار الفوائد اليت حيصل عليها املستثمر حامل
السند ،باإلضافة اىل القيمة االمسية للسند اليت يسرتدها حامل السند يف تاريخ االستحقاق عن السعر فائدة
منخفض عن سعر الفائدة السائدة يف السوق وقت اصدار السند واليت على أساسها قبل املستثمر وجلأ اىل شراء
السند.
و إن املستثمر يف شراء السندات يهتم أكثر بالتدفقات املالية النقدية ،اليت يتحصل عليها يف شكل فوائد دورية،
واليت تدفعه ا له الشركة .وعموما فإن هذه الفوائد تتأثر مبجموعة من املخاطر وهي كالتايل :خطر التضخم ،خطر
1
أسعار الفائدة ،خطر السيولة ،خطر عدم القدرة على السداد ،خطر إعادة االستثمار.
45
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وقد تقف يف وجه الشركات جمموعتان من القيود ايل جتعلها ال تلجأ إىل اصدار السندات ،جملموعة األوىل وهي
القيود االقتصادية واليت متثل جمموعة من االعتبارات يتوجب على اجلهة اليت تصدر السندات أن تدخلها يف
حساهبا عند قيامها بإصدار السندات من أمهها:
-إن اصدار السندات يترتب على الشركة املصدرة مجلة من االلتزامات يتوجب عليها الوفاء هبا يف مجيع االحوال
والظروف ،وإال تسبب ذلك يف اهنيار مركزها املايل ،لذلك البد من توخي الدقة يف تقدير كل الظروف
واالعتبارات قبل االقدام على إصدار السندات.
-إن االفراط يف إصدار السندات (إذا كان ذلك ممكن) قد يضعف الثقة فيها ،ومن مث يضطر الشركة املصدرة إىل
رفع أسعار الفائدة لتشجيع املستثمرين على شرائها ،مما ينتج عنه حتميل هذه الشركة ألعباء إضافية غالبا ما تكون
غري خمططة.
-كلما بالغت الشركة يف إصدار السندات كلما اخنفضت نسبة ضماناهتا يؤدي إىل اخنفاض االقبال عليه
وبالتايل تدهور قيمتها يف االسواق املالية
اجملموعة الثانية هي القيود القانونية هنا يتدخل القانون يف تنظيم عملية االصدار هبدف توفري الضمانات الالزمة
للمتعاملني هبا أي محلتها:
-ان القوانني الىت تنظم نشاطات الشركات املسامهة غالبا ما تضع قيودا على إصدار السندات ،كأن ينص القانون
على عدم جتاوز قيمة السندات املصدرة لنسبة معينة من االسهم.
وعندما تقرتض من جهة معينة ،كالبنوك مثال ،فإهنا قد تلتزم جتاهها بعدم إصدار سندات جديدة ،وذلك هبدف
عدم إضعاف الضمانات مقابل القروض اليت قدمتها البنوك ،الن يف إصدار السندات زيادة يف التزامات الشركة
جتاه الغري مما يؤدي إىل اخنفاض الضمانات مقابل هذه االلتزامات.
وإن اجلواب عن هذا السؤال يكمن يف دوافع ومربرات معينة لدى تلك الشركة تدفعها إىل تفاصيل سداد بعض او
كل سنداهتا قبل ألجل احملدد مسبقا منها:
ختفيض أعباء السندات :عندما يكون سعر الفائدة اجلاري يف السوق اقل من سعر الفائدة االمسي (الذي صدرت
به السندات) ،فقد تلجأ الشركة املصدرة إىل سداد سنداهتا القدمية (ذات السعر املرتفع للفائدة) إصدار سندات
جديدة بسعر الفائدة املعمول به يف السوق (الذي أصبح أقل من سعر الفائدة االمسي السابق) .بذلك تتمكن
هذه الشركة من ختفيض أعباء السندات املتمثلة يف الفوائد اليت تدفعها حلملة السندات.
46
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وجود مصادر وجماالت أكثر مالئمة للتمويل :عندما تتواجد لدى الشركة أموال عاطلة فقد تستعملها يف سداد
جزء من السندات هبدف التخلص من اعبائها وأيضا استغالل هذه االموال بعدم إبقائها جممدة.
استبدال السندات بأسهم (خاصة يف فرتات الرواج االقتصادي) حيث تستطيع بيع االسهم بأسعار تتجاوز بكثري
قيمتها االمسية.
التخلص من القيود وااللتزامات :اليت تفرضها على الشركة عملية إصدار السندات.
1
دعم املركز املايل للشركة بواسطة ختفيف االلتزامات املالية املرتتبة عليها.
قد تضطر احلكومات عندما تصل إىل مرحلة تنفيذ للموازنة العامة إىل البحث عن مصادر للتمويل ،خاصة يف ظل
عدم توافر األموال يف اخلزينة العمومية أثناء بداية تنفيذ امليزانية ،مما يدفعها إىل نوعني من املصادر ومها:
الطريقة األمثل لتمويل عجز امليزانية العامة مقارنة بالتمويل من خالل طبع النقود املباشر ،الذي قد يؤدي يف
غالب األحيان ،إىل ارتفاع كمية النقود يف االقتصاد مقابل السلع املنتجة فرتتفع أسعارها ،حيث تقوم احلكومة
بتحويل األموال املقرتضة حنو خمتلف املؤسسات االقتصادية عرب قناة املشاريع العمومية.
-قروض الفائدة فقط ،حيث يطلق اسم أذونات اخلزينة على القروض املخصومة الصافية واليت تتميز بقصر أجلها
اليت هي ال تتجاوز 12شهرا ( 1سنة).
-القروض الصافية املخصومة :ويطلق اسم السندات احلكومية أو اخلزينة على قروض الفائدة فقط واليت تتميز بطول
2
أجلها على قروض الفائدة فقط واليت تتميز بطول أجلها وهي من 1سنة وحىت 30سنة
47
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ختتلف السندات عن االسهم اختالفا مطلقا وهذا واضح من خالل دراستنا السابقة هلذه األصول املالية وميكن
مقارنة السندات باألسهم ومن مث استنتاج الفرق بينهما:
-السندات دين على مصدرها ،بينما االسهم جزء من رأمسال الشركة املصدرة هلا ،وبتايل فإن للسندات هم دائنو
الشركة ،بينما مشرتو األسهم فهم يعتربون مالك وشركاء يف رأمسال الشركة.
-حيصل مشرتو السندات على فائدة حمددة عند اإلصدار ،بينما حيصل مشرتو األسهم على حصة أو نصيب من
االرباح يتحدد وفقا لعدد االسهم وحجم هذه األرباح احملققة من طرف الشركة.
-حصول مشرتي اال سهم على عوائد يف هناية السنة املالية ،يرتبط أصال باختاذ القرار من طرف الشركة بتوزيع
األرباح ،بينما حيصل مشرتو السندات على فوائد بعيدا عن أي قرار للشركة بتوزيع األرباح أو ال.
-يستعيد مشرتو السندات على أمواهلم وحقوقهم قبل ان يستعيد مشرتو االسهم على اي جزء من األموا واحلقوق،
عند تصفية الشركة.
-للسندات تاريخ استحقاق ينتهي عند يوم معني ،البد على الشركة املصدرة هلا ان تدفع قيمتها ملشرتيها ،أما
االسهم فليس هلا تاريخ استحقاق فمشرتوها متعاقدون مع الشركة مبدة غري حمددة.
-ليس ملشرتي السندات احلق يف املشاركة يف جملس إدارة الشركة ،بينما مشرتو االسهم فإهنم يتمتعون حبق املشاركة
يف جملس إدارة الشركة خصوصا يف جمال التصويت لتخاذ القرارات.
-مشرتو السندات ترهن هلم الشركة جزء من األصول الثابتة ،للشركة بينما مشرتو األسهم فأمواهلم مرهونة جبميع
األصول الثابتة للشركة.
-تكون اصدارات ا لشركات من السندات أقل من اصدارات األسهم ،حبيث أن األسهم تعد مصدرا متويليا طويل
االجل ،ال ترتب عنه التزامات معينة على الشركة ،فالشركة ليست ملزمة بتوزيع ارباح على مشرتي األسهم ،بينما
هي ملومة بقوة القانون توزيع العوائد على مشرتي السندات.
-
48
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وهي األدوات اليت ميكن التداول فيها حيث حيق حلاملها بيعها لطرف ثالث ،وميكن تداوهلا حصرا إما يف السوق
النقدية أو يف سوق رأس املال ،وهي ختتلف عن بعضها وفقا لنوعها أو ملدة استثمارها أو للسوق الذي تتداول
فيه ،وتتداول األدوات املالية قصرية األجل يف سـوق النقد واليت تتم بسيولة عالية وعائد منخفض نظرا ألن
املخاطرة منخفضة يف هذا النـوع مـن االستثمار.
وهي السوق اليت من خالهلا ميكن احلصول على القروض قصرية األجل ،أي اليت ال يزيد أجل استحقاقها عن
سنة ،سواء أكان ذلك مـن خـالل عقـد القـرض املباشر ،أم من خالل إصدار األوراق املالية اليت تتميز بسيولتها
العالية ،أي التـي ميكن حتويلها إىل نقود خالل مدة قصرية ،كشهادات اإليداع القابلة للتداول .ومسيت هذه السوق
بـ (سوق النقد) ألنه ميكن حتويل األصـول املاليـة املتداولة فيها إىل نقود ،بسرعة وسهولة ،أو ألن هذه األصول
1
ميكن أن تقوم بوظيفة أو أكثر من وظائف النقود ،أو جملموع األمرين.
وتتميز هذه األوراق بآجاهلا القصرية كما ذكرنا ،وتعد املؤسسات احلكومية والشركات الكبرية املصدر األساسي
هلا .وفيما يلي أكثر تلك األوراق تداوال:
1.2أذون الخزانة:
هي أوراق مالية تصدرها احلكومة وحيصل حاملها على عائد ثابت يف تاريخ حمدد وتصدر بتواريخ استحقاق خمتلفة
عادة ما تكون 91يوما أو 182يوما .وتباع هذه األوراق خبصم ،أي أنه ال يتم دفع الفائدة للمستثمر بل يتم
حتديد السعر بناء على مقدار اخلصم.
2.2األوراق التجارية:
هي وعد غري مؤكد بالدفع تصدرها الشركات املعروفة واليت ما يرتاوح استحقاقها ما بني عدة أيام و 270يوما كما
أهنا تباع خبصم.
49
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
هي عبارة عن إيصال تطرحه البنوك يثبت أن حامله قد أودع مبلغا معينا وملدة حمددة وبفائدة معلومة وميكن
حلامل تلك الشهادات إما االحتفاظ هبا حىت تاريخ استحقاقها أو بيعها يف السوق الثانوية.
4.2القبوالت المصرفية:
ظهرت هذه الورقة يف األساس خلدمة حركة التجارة الدولية ،وهي أمر بالدفع مسحوب على بنك من طرف
عميل ،حيث يقبل البنك دفع مبلغ معني ،يف تاريخ حمدد .والقبوالت املصرفية قابلة للتداول يف سوق النقد
1
حيث ميكن حلاملها بيعها خبصم.
يتسم الدوالر األمريكي حبالة من االستقرار والثبات والذي جعله عملة عاملية نتيجـة لقوة االقتصاد األمريكي ،مما
جعل مجيع البنوك املركزية يف العامل حتتفظ جبـزء مـن احتياجاهتا على شكل دوالر أمريكي ،لدعم عملتها احمللية من
جهة ،وتسوية التزاماهتـا اخلارجية من جهة أخرى ،وتقوم املصارف التجارية بأخذ قروض تسمى قروض الدوالر
األمريكي خللق أصول استثمارية قابلة للتداول وألغراض أخرى ،وتتميز بضخامة مبلغها وقصر تاريخ
2
االستحقاق.
وهي احدى األدوات االستثمارية قصرية األجل ويتم تداوهلا يف السوق النقديـة حيـث يلجأ إليها جتار األوراق
املالية للمساعدة يف متويل جزء مـن املخـزون ،ليوم واحد أو أليام معدودة ،ويكون ذلك بأن يقدم التاجر صفقة
من األوراق املالية ذات السيولة العاملية للمستثمر بصفة مؤقتة ،ويقوم التاجر بعقد صفقة إعادة الشراء مـع ذلك
املستثمر لألوراق املالية املباعة له سابقا بسعر أعلى قليال من سعر البيع .ويشـكل إمجايل الفرق بني السعرين هو
الربح الذي يستفيد منه املستثمر ،وتستخدم هذه احلالة عنـد حاجة التاجر لسيولة نقدية لفرتة قصرية ،ويستخدمها
3
املستثمر يف حالة وجود فائض مايل لديه.
1عيسى حممد الغزايل ،حتليل األسواق املالية ،جملة جسر التنمية ،سلسلة دورية تعىن بقضايا التنمية يف األقطار العربية ،العدد ،2004 ،27ص.5
2زاهرة يونـس حممـد سـودة ،تنظيـم عقـود االختيـار فـي األسـواق املـالية من النواحي القانونية والفنية والضريبية والشرعية ،جامعة النجاح الوطنية نابلس،
فلسطني ،2006،ص .14نقال عن منري إبراهيم هنيدي :إدارة األسواق واملنشآت املالية .1999،
3زاهرة يونـس حممـد سـودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .14نقال عن صيام ،امحد زكريا :مبادئ االستثمار.1997،
50
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وهي احدى األدوات االستثمارية قصرية األجل ويتم تداوهلا يف السوق النقديـة حيـث يلجأ إليها جتار األوراق
املالية للمساعدة يف متويل جزء مـن املخـزون ،ليوم واحد أو أليام معدودة ،ويكون ذلك بأن يقدم التاجر صفقة
من األوراق املا لية ذات السيولة العاملية للمستثمر بصفة مؤقتة ،ويقوم التاجر بعقد صفقة إعادة الشراء مـع ذلك
املستثمر لألوراق املالية املباعة له سابقا بسعر أعلى قليال من سعر البيع .ويشـكل إمجايل الفرق بني السعرين هو
الربح الذي يستفيد منه املستثمر ،وتستخدم هذه احلالة عنـد حاجة التاجر لسيولة نقدية لفرتة قصرية ،ويستخدمها
1
املستثمر يف حالة وجود فائض مايل لديه.
1زاهرة يونـس حممـد سـودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .14نقال عن صيام ،امحد زكريا :مبادئ االستثمار.1997،
51
الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخالصة:
نستخلص مما احتواه هذا الفصل أن األدوات أو األوراق املالية بسوق املال تصدر وتتداول يف قسمني أساسني مها
السوق النقدي وسوق رأس املال ،حيث يعمل:
-السوق النقدي على طرح األدوات املالية اليت توفر للحكومات واملؤسسات االقتصادية التمويل القصري األجل من
خالل أنواع من سندات اخلزينة العمومية واألوراق التجارية.
-سوق رأس املال على اصدار األدوات املالية اليت تضمن دائما للحكومات واملؤسسات االقتصادية التمويل الطويل
األجل من خالل اصدار أنواع خمتلفة من األسهم والسندات ،واليت هي مبثابة متويل لالستثمار العمومي للدولة
واالستثمار اخلاص للمؤسسات االقتصادية.
52
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عمليات البورصة
الفصل الثالث
عمليات البورصة
تمهيد:
من املعروف أن البورصة سوق رمسية تديرها هيئة وسلطة تضبط كيفية التعامل واالستثمار يف األدوات املالية
من أسهم وسندات بأنواعها وكذلك مشتقات مالية ،خصوصا يف الظروف اليت تتغري فيها أسعار األوراق املالية،
ويكثر فيها نشاط السماسرة ضمن عمليات تنفيذ أوامر البيع والشراء لألوراق املالية بني املستثمرين واملضاربني.
وتقوم اهليئة املكلفة بتسيري عمليات البورصة يف هذا اإلطار باإلشراف على ببيع وشراء االدوات املالية بطريقة
دقيقيه ومنظمة وقانونية حىت ال تلحق املستثمرين احلقيقني خسائر يف رؤوس أمواهلم .ويسهر على إمتام عمليات
البيع والشراء بنوك االستثمار أو مؤسسات الوساطة املالية ،وهي مؤسسات جتارية معتمدة متلك رخصة القيام
جبميع املفاوضات للقيم املنقولة يف البورصة وهي وسيط إجباري لتسوية كل العقود والصفقات املتفق عليها بني كل
املتعاملني من املستثمرين الصغار والكبار.
53
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
البورصة سوق منظمة تقام يف مكان ثابت يتوىل اداراهتا واالشراف عليها هلا نظامها اخلاص حتكمها قوانني
ولوائح وأعراف وتقاليد ويأتيها املتعاملون يف األسهم والسندات الراغبني يف االستثمار والذين يريدون
االستفادة من تقلبات األسعار ،تنعقد جلساهتا يف املقصورة يوميًا ،حبيث يقوم الوسطاء املاليون بتنفيذ أوامر
1
البيع والشراء للبائعني واملشرتين.
ويتم بيع وشراء األسهم بشكل منظم وقانوين حىت ال تضيع حقوق املتعاملني .وتتم مجيع عمليات البيع
والشراء عادة عن طريق شركات الوساطة املالية املرخص هلا من قبل اجلهة املشرفة على السوق وهي إدارة
السوق املالية.
وتتنوع عمليات البورصة بني عمليات عاجلة وأخرى آجلة ،وقبل البدء يف إلقاء الضوء على عمليات البورصة
نعرف البورصة على أهنا سوق منظمة لتداول األوراق املالية وحيكم املتعاملني تشريعات ولوائح معينة ،تقوم على
2
إدارهتا هيئة تتوىل اإلشراف على تنفيذ اللوائح والتشريعات.
أما عن العمليات اليت تتم يف البورصة فهي عمليات عاجلة وأخرى آجلة كاآليت:
1.2العمليات العاجلة:
يراد بالعمليات العاجلة يف سوق األوراق املالية العمليات اليت يتم فيها تسليم األوراق املالية املباعة ،وتسليم مثنها
بعد تنفيذ العقد مباشرة ،أو خالل مدة قصرية.
ويف هذا النوع من املعامالت يقوم مالك األسهم الراغب يف البيع بتسليم األسهم إىل الوسيط إما عند إصدار
األمر ،أي قبل تنفيذ األمر وإبرام الصفقة ،وهو ما تشرتطه بعض أسواق األسهم ،وإما بعد تنفيذ األمر وإبرام
الصفقة ،ويف كال احلالني يتم عمل الرتتيبات الالزمة من قبل إدارة السوق ،لكي يقوم وسيط البائع بتسليم األسهم
3
املباعة إىل وسيط املشرتي ،ليقوم بدوره بتسليمها إىل املشرتي ومثل ذلك يقال بالنسبة لتسليم الثمن.
1مسري عبد احلميد رضوان ،سوق األوراق املالية ودورها يف متويل التنمية االقتصادية ،مكتبة املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ،مصر ،1997،ص.27
2رمضان عبد اهلل الصاوي ،عمليات البورصة يف ميزان الفقه اإلسالمي ،جملة الفقه اإلسالمي .بنك ديب اإلسالمي ،االمارات العربية املتحدة. .2018،
https://www.aliqtisadalislami.net/
3مبارك بن سليمان ال فواز ،األسواق املالية من منظور إسالمي ،مركز النشر العلمي ،الطبعة األوىل ،السعودية ،2010،ص.75
54
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وكذلك ،هي العم ليات اليت يلتزم فيها البائع واملشرتي بتنفيذ عقودمها ،حيث يقوم البائع بتسليم األوراق املالية،
ويقوم املشرتي بتسليم الثمن حاال أو خالل مدة قصرية ال تتجاوز 48ساعة ،والبعض يزيد فيها إىل 5أيام ،كما
سيأيت ،واهلدف من هذه املعامالت هو االستفادة من عائدات أرباحها مع االحتفاظ باألوراق املالية ،واملضاربة
على ارتفاع السعر عن طريق البيع والشراء الصوري.
وب اإلضافة إىل البيع املعتاد الذي يدفع فيه املشرتي الثمن من ماله املوجود يف ملكه ،ويبيع فيه البائع األسهم
اململوكة له ،يوجد يف السوق املالية نوعان آخران ال ميلك املشرتي يف أحدمها كامل الثمن عند الشراء ،وال ميلك
البائع األسهم اليت باعها عند البيع ،ويسمى األول منهما البيع على املكشوف ،ويسمى الثاين منهما التعامل
1
باهلامش ،وسيكون احلديث عنهما فيما يأيت:
-البيع على املكشوف ،وهو املعروف بالبيع القصري ،وحيدث عندما يتوقع أحد األشخاص أن أسهم شركة
ما ستنخفض فيجري عملية بيع قصري باقرتاض عدد من األسهم من أحد السماسرة ،وحيتفظ السمسار
هبذه األسهم لضمان السداد ،مث يقوم املقرتض ببيعها بالسعر السائد مث يقوم بإعادة شرائها عند اخنفاض
2
السعر ،ويقوم بسداد القرض وحيتفظ بفارق السعر الذي حتقق له.
وللدقة أكثر تقوم فكرة هذا النوع من البيوع على بيع أوراق مالية مقرتضة ،يقوم البائع باقرتاضها من
السمسار الذي يتعامل معه ،أو من غريه ،وتسليمها للمشرتي ،على أن يقوم فيما بعد بشرائها من
السوق ،وتسليمها للمقرض ،مىت طلبها ،ومن هنا فقد عرف البيع على املكشوف بأنه قيام شخص ببيع
أوراق مالية ال ميلكها ،عن طريق اقرتاضها من آخرين "شركة السمسرة أو شخص آخر" مقابل االلتزام
بإعادة شرائها ،وتسليمها للمقرض ،يف وقت حمدد .واهلدف األساس من البيع على املكشوف هو
املضاربة على فروق األسعار ،من أجل حتقيق ربح يف األجل القصري ،ولذلك فإنه ال يقدم عليه إال من
يتوقع اخنفاض أسعار األوراق املالية يف املستقبل ،حبيث يربح الفرق بني السعر املرتفع الذي باعها به يف
احلال ،والسعر املنخفض الذي يشرتيها به يف املستقبل.3
55
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-التعامل باهلامش ،أو الشراء جبزء من الثمن ،واقرتاض جزء آخر من السمسار مقابل فائدة شهرية يدفعها
1
له؛ كي يشرتي كميات أكرب من األوراق املالية ،ويقوم برهنها عند السمسار ضمانا للقرض.
والتعامل باهلامش أو الشراء باهلامش هو نوع من أنواع املعامالت العاجلة ،يراد به :أن يقوم املستثمر بدفع جزء
من مثن األسهم اليت يريد شراءها من أمواله اخلاصة ،ودفع اجلزء الباقي من أموال مقرتضة .وحيصل املشرتي على
القرض إما من أحد املصارف ،أو غريه من املؤسسات التمويلية ،أو من أحد بيوت السمسرة ،ويتم ذلك يف احلالة
األخرية عن طريق اتفاق خاص ،يعقده املشرتي مع أحد بيوت السمسرة ،يقوم بيت السمسرة مبقتضاه بإقراضه
جزءا من مثن األسهم اليت يريد شراءها على أن تسجل األسهم املشرتاه باسم بيت السمسرة.
والغرض من ذلك أن يتمكن بيت السمسرة من اقرتاض املبلغ من أحد املصارف ،ورهن األسهم لديه يف مقابل
ذلك ،حيث إن بيت السمسرة يقوم يف العادة باقرتاض املبلغ الذي يريد إقراضه للمشرتي من أحد املصارف
بفائدة معينة ،مث يقوم بإقراضه إىل املشرتي بفائدة أعلى .واملبلغ النقدي الذي يدفعه املستثمر من أمواله اخلاصة
يسمى اهلامش ،وهو نوعان :هامش مبدئي ،وهو احلد األدىن الذي يشرتط أن يدفعه املشرتي من ماله اخلاص عند
إرادة الشراء ،وحيدد بنسبة معينة من مثن األسهم املشرتاة ،وهامش وقاية يتم دفعه بعد ذلك ،عند اقتضاء األمر؛
2
وهلذا أطلق عل هذا النوع من املعامالت الشراء باهلامش.
وهناك أيضا عمليات فورية ،وهي تلك اليت يتم الشراء فيها بكامل الثمن ،وهي وإن كانت قليلة إال أهنا موجودة
ويتم التعامل هبا.
2.2العمليات اآلجلة:
العمليات اآلجلة نوع من أنوع العمليات اليت جتري يف بورصات األوراق املالية ،وهي عقود بيع ،يتفق فيها على
نوع األوراق املالية حمل الصفقة ،وعددها ،ومثنها ،عند إبرام العقد ،على أن يتم تسليم األوراق املباعة وتسليم
الثمن يف تاريخ الحق ،يسمى يوم التصفية .ومن هنا فإنه ميكن تعريفها تعري ًفا خمتصرا بأهنا ،بيع أوراق مالية
56
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مؤجلة ،بثمن مؤجل .وهبذا ختتلف املعامالت اآلجلة عن البيع بأجل ،وهو البيع الذي حيصل فيه تسليم األوراق
وقت العقد ،وتأجيل دفع الثمن إىل أجل أو آجال حمددة.1
وهي العمليات اليت يلتزم فيها البائع واملشرتي بتصفيتها يف تاريخ مقبل معني جيري التسلم والتسليم فيه ،عدا
احلاالت اليت يتفق الطرفان على تأجيلها وتعويضها.
-عمليات باتة :وهي اليت يلتزم املتعاقدان فيها مبوعد ثابت يسمى بيوم التصفية؛ يلتزمان فيه بدفع الثمن
وتسلم األوراق املالية حمل الصفقة ،وليس هلما احلق الرجوع عنها ،إال أنه ميكن تأجيل التصفية إىل موعد
الحق.
الصورة األوىل :صورة العمليات البسيطة ،وهي اليت خيري فيها املشرتي بني استالم الصكوك وتسليم
الثمن أو عدم إمتام العملية يف مقابل تعويض يقوم بدفعه عند عدم التنفيذ.
ا لصورة الثانية :صورة العمليات املركبة ،وهي اليت خيري املضارب فيها بني أن يكون بائعا أو مشرتيا أو
أن يفسخ العقد حسب مصلحته.
الصورة الثالثة :صورة العمليات املضاعفة ،حيث حيق للمضارب فيها مضاعفة كمية السلعة املتعاقد
.
عليها ملضاعفة الربح ،مقابل تعويض يدفعه من يرغب يف املضاعفة
-التعامل باملؤشرات :حيث يتم التعامل بطريق التعاقد بيعا وشراء على عقود بعينها يف املؤشر على اعتبار
أنه سلعة من السلع يتم حتقيق الربح فيه للمشرتي عند ارتفاع املؤشر ،وباخنفاضه يتعرض للخسارة ،على
.2
عكس البائع ،وشراء املؤشر أو بيعه خيتلف عن شراء وبيع األسهم املعدة يف حساب املتعامل
57
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-العمليات الشرطية
-شركات البورصة :هي شركة جتارية معتمدة من طرف إدارة البورصة للقيم وهي تقوم بكل املفاوضات
للقيم املنقولة يف السوق املنظمة وسوق التداول ،وهي وسيط البد منه إلبرام العقود يف خمتلف الصفات.
وتعترب شركات البورصة فاعل رئيسي يف البورصة.
-البنوك واملؤسسات املالية :تستحوذ البنوك التجارية واملؤسسات املالية على حجم كبري من عمليات
البورصة ،وهلا جمموعة من الوظائف منها االستشارة والوساطة بني الشركات واملقرضني من اجلمهور،
كذلك تلعب دورا مهما ونشيطا وفعاال فيما يتعلق تصريف األسهم والسندات العائدة للشركات
املصدرة.
-هيئات توظيف األموال :وهي متلك مبالغ نقدية ضخمة مستثمرة يف البورصة ومن أهم هذه اهليئات جند
صناديق التأمني ،صناديق التقاعد ،أجهزة التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة.
58
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-املدخرين :وهم األشخاص الذين يقومون بعملية البيع والشراء لألوراق املالية هبدف االستثمار يف
البورصة ،حبيث يتوجهون يف ظل هذا اهلدف إىل املؤسسات املالية وشركات البورصة من أجل توظيف
أمواهلم للحصول على عوائد يف املستقبل
-املؤسسات :تلجأ املؤسسات العمومية واخلاصة إىل البورصة لرفع وزيادة رأمساهلا من خالل إصدار
األسهم ،وهي تساهم يف تنشيط عمليات البورصة ،ويتكون رأمسال املؤسسات يف نسبة كبرية منه من
الصادرات اليت أجرهتا هذه املؤسسات يف البورصة.
-الدولة :تأيت الدولة يف املرتبة األوىل من حيث التعامل يف البورصة ،أي من حيث الطلب على األموال،
حيث تلجأ إىل االقرتاض العام ،بدال من اإلصدار النقدي ،لتمويل العجز يف امليزانية العمودية عن طريق
إصدار السندات احلكومية.
-احملللون املاليون :أفراد متخصصون يف حتليل املراكز املالية املؤسسات ،وهذا من أجل إعطاء صورة
صحيحة للمستثمرين عن هذه املؤسسات يف سوق البورصة ،وهم متواجدون يف البنوك وشركات البورصة
ويف مجيع أجهزة التسيري ،وآلرائهم أمهية كبرية.
وميكن حصر أهم املتدخلني الذين يقومون بأجراء العمليات يف البورصة يف األطراف التالية:
-األطراف املصدرة لألوراق املالية :وهي شركات املسامهة ،املؤسسات االقتصادية العمومية واخلاصة،
احلكومة واجلماعات اإلقليمية ،تدخلهم يف البورصة يسمح هلم باحلصول على رؤوس األموال
املطلوبة ،لتمويل العجز يف امليزانيات أو التوسع اخلارجي للشركات واملؤسسات .
59
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-املستثمرين وهم على أنواع :وهم خواص يبحثون عن توظيفات ملدخراهتم أو مؤسسات املالية ذات
الفوائض .اخلواص االجانب واملؤسسات املالية األجنبية .املستثمرين الرمسيون من هيئات متلك فوائض
مالية معتربة مثل صناديق املعاشات ،صناديق التقاعد ،شركات ذات التأمني.
-الوسطاء :ويتمثلون يف شركات البورصة والبنوك اليت تضمن عمل البورصة ،حيث يقوم الوسطاء
بإجناز عمليات بيع وشراء األسهم والسندات وخمتلف العقود املالية ،لصاحل املستثمرين ،وجيب أن
يتمتع الوسطاء بضمانات كافية ،وذلك محاية للعمليات املالية داخل البوصة .
-املضاربون :وهم أشخاص يقومون بالشراء قصد إعادة البيع بعد مرور فرتة زمنية مقدرة ،حبيق يتوقع
هؤالء ارتفاع أسعار األصول املالية اليت هي حبوزهتم لالستفادة من فورقات االسعار ،وتتطلب
املضاربة دراسة دقيقة وحتليل حلركة االسعار يف البوصة.
-تتوىل مؤسسة متخصصة مالية (بنك استثمار) يف عملية اإلصدار يف البورصة حلساب شركات املسامهة،
أو لفائدة ا خلزينة العمومية ،ويقوم بنك االستثمار كوسيط أو مستشار بتحديد :نوع الورقة املالية ،وكمية
اإلصدار ،وحتديد تاريخ االستحقاق ،ومعدل الفائدة.
-أن تقوم جهة اإلصدار املتمثلة يف بنك االستثمار بنفسه باالتصال مباشرة مبشرتي األوراق املالية ،لكي
تبيع هلم األسهم والسندات املصدرة.
-أن يتم دعوة املستثمرين احملتملني وتستخدم معهم أسلوب املزاد من خالل تقدمي عطاءات تتضمن هذه
العطاءات الكميات املراد شرائها ،وسعر الشراء وعادة ما يستخدم أسلوب املزاد لتصريف إصدارات
سندات اخلزينة وأذون اخلزينة.
60
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخالصة:
ميكن حصر ما استنتجناه من دراستنا هلذا الفصل هو أن عمليات البورصة هي ،أوال ،لعمليات العاجلة اليت عن
طريقها وبتدخل وسيط يتم تنفيذ عقد بيع وشراء األوراق املالية املباعة مباشرة أو بعد مدة قصرية من خالل:
أما العمليات اآلجلة فهي تلك العمليات اليت جتري يف البورصة واليت تكون من خالل إبرام عقود بيع وشراء
لألوراق املالية حتدد فيها:
61
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عقود المعامالت
الفصل الرابع
تمهيد:
تعد املشتقات األدوات املاية اييت عكست ايتطورات ايعمةق اييت عرفتها ف أسواق املال ،وقد ازداد
وتضاعف ايتعامل يف هذه األدوات ،حةث تستخدم هذه األدوات يلتحوط ضد خماطر ايتقلبات يف أسعار األوراق
املاية من أسهم وسندات ،واملشتقات املاية تعرف بأهنا عقود ماية تشتق من األصول املاية املتكون منها
كايسندات واألسهم .وتستخدم عقود املعامالت يف األسواق املاية هبدف تغطة خماطر ايتغري يف أسعار ايسندات
واألسهم ،ويكون ايتعامل بايبةع وايشراء يف املشتقات املاية من خالل ايبورص ايرمسة وايغري رمسة .وهناك عدة
أنواع من أدوات عقود املعامالت واييت من أمهها وأكثرها تعامال عقود اخلةارات ،وايعقود اآلجل ،وايعقود
املستقبلة ،وميكن ايتفريق بسهوي بني هذه ايعقود خصوصا فةما يتعلق بإمكانة تداوهلا يف ايبورص ايرمسة .
62
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يف األسواق ايفردي تكون شروط االسـتالم وايتسـلةم يألدوات املاية فوري وتنتقل حقوق امللكة عند عملة
ايبةع وايشراء بعد دفـع قةمتهـا واستالمها من قبل ايبائع .1وبايتايل فاملقصود بايسوق ايفوري أو احلاضرة أيضا،
ايسوق اييت يتم فةه ا تسلةم وتسلم األوراق املاية اييت متت علةها ايصفقات ،أو تسوي املعامل يف ذات ايةوم،
أو خالل فرتة قصرية أي أيام ايعمل واييت دحددها اهلةة املشرف عل تداول األوراق املاية .
وهي املعامالت اجلاري يف األسواق املستقبلة أو يف سوق املشتقات املاية ،واييت يتم فةها االتفاق عل شراء أسهم
أو سندات وحىت عمالت أجنبة وتسلةمها يف موعد يتفق علةه ايطرفان املتعاقدان يف املستقبل ،وبسـعر متفـق علةه
حلظ توقةع عقد ايشراء.
وعموما املعامالت يف سوق املشتقات املاية ،هي املعامالت اييت جتري يف سوق منظم (هناك سوق غري منظم
يلمشتقات) تربم فةه صفقات عقود عل أصول أو أوراق ماية معةن تنفذ يف املستقبل ،ويه آيةات إشراف ونظم
2
تداول ختتلف عن أسواق األوراق املاية ايفوري .
وهناك ثالث أنواع رئةس يلمشتقات كما ذكرنا سابقاً ،وهي ايعقود اآلجل ،وايعقود املستقبلة ،واخلةارات.
واملشتقات املاية هي:
-أدوات ماية استثماري جديدة ومتنوع ،مشتق من أدوات ماية تقلةدي كاألسهم وايسندات.
-أدوات ماية استثماري تشتق قةمتها من أسعار األسهم وايسندات.
-هي نوع من ايعقود املاية اييت تشتق قةمتها من قةم األسهم أو ايسندات.
ومن أبرز أشكاهلا عقود اخلةارات ،عقود املستقبلة ،ايعقود اآلجل .
املشتقات املاية هي كذيك عقود ماية تشتق قةمتها من قةم أصول ماية أسهم وسندات ،وتكون يتلك ايعقود
املاية فرتة استحقاق حمددة باإلضاف إىل سعر يتم دحديدها عند إبرام ايعقد بني ايبائع واملشرتي.
1زاهرة يونـس حممـد سـودة ،مرجع سبق ذكره ،جامع اينجاح ايوطنة 2006 ،ص،40
https://scholar.najah.edu/sites/default/files/allthesis/regulation_of_options_in_money_markets_from_the_legal_a
rtistic_taxable_and_religious_sides.pdf
2هةة ايسوق املاية ،مرجع سبق ذكره ايرياض ،اململك ايعربة ايسعودي ،ص .5
63
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وهي تلك األسواق اييت يتبادل فةها األفراد عقود منظم وحمددة اخلصائص من قبل ايسوق نفسها ،وقد أوجدت
هذه األسواق منذ فرتة طويل فمثال جملس شةكاغو يلتجارة وايذي مت استحداثه عام 1848يلجمع بني املزارعني
وايتجار معا ،وكانت مهمته ايرئةسة بشكل مبدئي حةنذاك أن حيدد كمة ومواصفات احلبوب اييت كانت تتداول
يف اجمللس ،مث تطورت هذه ايعقود وصوال إىل ايعقود املستقبلة ،وسرعان ما بدأ املضاربون يتاجرون بتلك ايعقود،
واييت وجدوها أكثر جاذبة من املتاجرة باحلبوب نفسها .ومن األسواق املنظم املنافس جمللس شةكاغو ،هو سوق
شةكاغو ايتجاري وايذي تأسس عام 1919وسوق شةكاغو يلخةارات بتداول بدأ خةار ايشراء عل 16سهم
عام ، 1973يف حني تداول خةار ايبةع يف ايسوق املنظم أول مرة عام . 1977واآلن يدينا أسواق منظم
يلمشتقات يف معظم أحناء ايعامل ومن هذه األسواق سوق يندن ايدويل يلمستقبلةات.
ال تتم كل املبادالت يف سوق منظم ،حةث تعترب األسواق غري املنظم بديل مهم يألسواق املنظم ،وبقةاس
حجم املبادالت اييت تتم يف كال من ايسوقني جند أن األسواق غري املنظم قد أصبحت أكرب حجما من األسواق
املنظم نفسها ،حةث تتجسد هذه األسواق يف شبك اتصاالت بني املتعاملني عرب اهلواتف واحلواسةب املرتبط مع
بعضها ايبعض عرب شبك األنرتنت ،وغايبا ما تكون املبادالت يف ايسوق غري املنظم بني شركتني مايةتني أو شرك
ماية وأحد زبائنها (مدير شرك ،مدير صندوق) ،وأهم ما ميةز هذه األسواق أن عقودها غري منمط وحمددة
اخلصائص كما يف ايسوق املنظم ،ويلمشاركني فةها هلم احلري يف ايتفاوض عل شروط ايعقد ،إال أن هناك
مشكل تتعلق هبذه األسواق وهي وجود خماطر ائتمان (يف حال عدم احرتام أحد أطراف ايعقد ايتزاماته ومل ينفذ
ايعقد) ،يف حني أن األسواق املنظم وضعت آيةات كفةل بإيغاء مثل هذه املخاطر.1
1
Hull, John C., Options, Futures, and Other Derivatives, 5th Edition, Prenti ce Hull, 2003, pp. 1-2.
64
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الشكل رقم ( :)3املقارن بني سوق املشتقات املاية املنظم وايغري منظم .
3.3العقود المستقبلية:
ميكن اينظر يلعقود املستقبلة عل أهنا عقود آجل يتم تداوهلا يف ايسوق املنظم خبصائص ومواصفات منمط
وحمددة ،وكما ميكن تعريف ايعقود املستقبلة عل أهنا اتفاق بني طرفني عل تبادل أصل ما مبوعد حمدد باملستقبل
وبسعر يتم دحديده وقت تنفةذ هذا ايعقد أو االتفاق ،وجلعل ايتداول ممكنا دحدد ايسوق مسات معةاري أو منطة
معةن يلعقد ،ومبا أنه يةس بايضرورة أن يعرف طريف ايعقد بعضهما ايبعض ،فإن ايسوق تقوم بتوفري آية تعطي
كال من ايطرفني ضمانا بأن ايعقد سةنفذ ،وبشكل عام فإن آية تداول ايعقود املستقبلة متكن طريف ايعقد من
جتنب اجناز عملة ايتسلةم ويكون ذيك عن طريق ايتسوي اينقدي أو اجراء عملة مقاص إيغاء االيتزام بني طريف
ايعقد ،وال يسمح يلعقود املستقبلة أن تتداول إال يف األسواق املرخص واخلاضع إلشراف هةة تداول ايعقود
1
املستقبلة يلسلع.
1
Rechtschaffen, Alan N., Capital Markets, Derivatives and the Law, Oxford University Press, Inc, 2009, p. 163.
https://books.google.dz/
65
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
4.3العقود اآلجلة:
ايعقد اآلجل هو اتفاق بني طرفني حةث يوافقان عل تبادل كمة معةن من أصل ما بسعر حمدد عل أن يكون
ايتسلةم يف موعد حمدد يف املستقبل .هذا وختتلف ايعقود اآلجل عن ايعقود املستقبلة ،يف أن بنود ايعقد غري
منمط أو حمددة وال يتم تداوهلا يف األسواق املنظم ،وذيك ألهنا عقود تفاوضة بني طرفني حبةث ميكن أن تصاغ
بنود ايعقد األجل بايشكل ايذي يليب احتةاجات طريف ايعقد .أما املخاطر املرتبط بايعقود اآلجل فهي نفس
املخاطر اينامج عن تداول هذه ايعقود يف أسواق غري منظم واييت تتجسد يف احتماية عدم ايتزام أحد طريف ايعقد
بتعهداته ،ومبا أن ايعقد األجل مثله مثل أي عقد تفاوضي بني طرفني فهناك عائق واضح يتمثل يف أن ايبائع يف
ايعقد األجل يتوجب علةه أن جيد من هو مستعد يلدخول يف هذا ايعقد كمشرتي يألصل طاملا أن ايعقود اآلجل
ال يتم تداوهلا يف أسواق منظم ،حةث يقوم ايسماسرة يف هذه األخرية باجلمع بني ايباع واملشرتين .هذا وال تعترب
ايعقود اآلجل كأدوات ماية مناسب وفعاي يلتحوط ضد املخاطر ،ويكن اهلدف ايرئةسي من استخدام تلك
ايعقود هو تسهةل عملة بةع ايسلع وتسلةمها باينسب يلبائع ،وضمان احلصول عل االحتةاجات املستقبلة من
سلع ما باينسب يلمشرتي.1
ايعقود املستقبلة يف األسواق املاية ،هي يف األصل عقود آجل ويكنها متتاز باينمطة عكس ايعقود اآلجل ،ويتم
تتداوهلا دائما يف األسواق املنظم ،ومةزة ايتنمةط يلعقود املستقبلة أو (اينموذج املوحد) حيتوي ايعناصر االتة :
ويف ايواقع توجد أربع اختالفات أساسة بني ايعقود املستقبلة وايعقود اآلجل :
1
Rechtschaffen, Alan N., Op. Cit, P163.
66
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-خماطر عدم ايقدرة عل ايوفاء :تكون خماطر عدم ايقدرة عل ايوفاء (خماطر ايطرف األخر) أكرب يف
ايعقود اآلجل وايسبب يعود يف ذيك إىل عدم تداوهلا يف ايسوق املنظم عكس ايعقود املستقبلة اييت يتم
تتداوهلا يف ايسوق املنظم .
-خماطر عدم ايقدرة عل ايتخلص من ايتزامات ايعقد :يف ايعقود املستقبلة قد نأخذ مبا يسم باملركز
املضاد وبايتايل ميكن ايتخلص من ه ذه ايعقود هبذه ايطريق .أما يف ايعقد اآلجل فال ميكن االنسحاب
من ايتعاقد إال بإعادة ايتفاوض مع ايطرف اآلخر ،ويذيك تتعرض ايعقود اآلجل ملخاطر تسويق ايعقد.
-تكلف املعامالت :ايعقود املستقبلة يرتتب عل كل مستثمر يتعامل فةها دحمل عموالت مسسرة وضرائب
أقل ،مقارن بايعقود اآلجل اييت يتحمل فةها املتعامل تكايةف أكرب.
-ايتسوي ايةومة يلعقد :يف ايعقود املستقبلة تتم تسوي األرباح واخلسائر يومةا عن طريق قةام كل من طريف
ايعقد بفتح حساب يدى غرف املقاص ،وبايتايل اينتائج دحسب كل يوم يكل طرف ،أما يف ايعقود اآلجل
فإن ايتسوي تتم مرة واحدة يف تاريخ تنفةذ ايعقد املتفق علةه.
67
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
6.3عقود الخيارات:
ينفرتض أنه بتاريخ ايةوم مثال قام مشرتي ما يألوراق املاية بايتفاوض وطلب كمة من األسهم قدرها 1000
سهم -عقد خةار-من بائع هلا يف ايبورص بسعر 100دينار جزائري يلسهم ايواحد ،عل أن يكون دفع قةم
هذه األسهم مؤجال بعد 3أشهر ،هذا مقابل تسديد املشرتي يعقد اخلةار يلبائع ،عربونا قدره 10دينار جزائري،
يدفعه عن كل سهم وغري قابل يالسرتداد ،يعطةه احلق عند هناي تاريخ ايعقد يف ممارس أو عدم ممارس ايشراء ي ـ
1000سهم.
-وينفرتض أنه بعد 3أشهر أصبح سعر ايسهم ايواحد يف ايبورص يساوي 150دينار جزائري ،ففي مثل هذه
احلاي سنكتشف مباشرة أن مشرتي خةار ايشراء سوف ميارس حقه يف شراء 1000سهم من بائع ايعقد،
أي أنه سةنفذ ايشراء مث بةع تلك األسهم يف ايبورص بـ 150دينار جزائري ،ألن هذا ايسعر سةحقق يه
عائدا قدره 50دينار جزائري يكل سهم.
وإذا ما قام خبصم 10دينار جزائري قةم ايعربون ايذي دفعه عن كل سهم قبل 3أشهر ،فإن ايعائد ايصايف
عن كل سهم سةكون 40دينار جزائري عن كل سهم ،وبايتايل فإن حصةل ما جناه من أرباح كلة يساوي
40000دينار جزائري ( 40دينار جزائري 1000 xسهم) .بةنما خسائر بائع اخلةار فستبلغ 40000
دينار جزائري ،أي ( 50000دينار جزائري 10000-دينار جزائري مثن ايعربون)
68
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-ينفرتض كذيك أنه بعد 3أشهر اخنفض سعر ايسهم ايواحد يف ايبورص إىل 60دينار جزائري ،يف هذه
احلاي جند أن مشرتي اخلةار سةرتاجع عن شراء 1000سهم ،أي أنه ين ينفذ حق ايشراء ،ألن هذا ايسعر
سوف حيقق يه خسارة قدرها 40دينار جزائري يلسهم ايواحد ( 40دينار جزائري 1000 xسهم =
40000خسائر كلة ).
ومن مث فإنه خسارته ستنحصر فقط يف 10دينار جزائري قةم ايعربون أو متن عقد خةار ايشراء ايذي دفعه
عن كل سهم قبل 3أشهر ،وبايتايل فاخلسارة ايفعلة ستكون مقدرة إال ب ـ 10000دينار جزائري (10
دينار جزائري 1000 xسهم) .بةنما أرباح بائع اخلةار فستبلغ 10000دينار جزائري مثن ايعربون أو
ايعموي .
الجدول رقم ( :)13أرباح وخسائر طريف عقد خةار ايشراء عند تاريخ ايتنفةذ.
خيار في حالة ارتفاع سعر السهم في في حالة انخفاض سعر السهم في عقد طرفي
السوق السوق الشراء
حيقق خسائر بقةم ايعالوة فقط حيقق أرباح -قةم ايعالوة مشتري العقد
حيقق خسائر +أرباح بقةم ايعالوة حيقق أرباح بقةم ايعالوة فقط بائع العقد
فقط
69
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخالصة:
يف ايفصل ايرابع استخلصنا بأن عقود املعامالت هي عل نوعني معامالت يف ايسوق ايفوري وأخرى يف ايسوق
يتم تسوي معامالت يف ذات ايةوم ،أو خالل أيام قلةل جدا واييت دحددها إدارة األجل ففي ايسوق ايفوري
ايبورص .أما عقود املعامالت يف ايسوق األجل ،فهي تلك املعامالت اييت جتري يف سوق املشتقات املاية املتعلق
باخلةارات وايعقود اآلجل واملستقبلة ،واييت جتري يف سوق منظم ،وهي أدوات ماية استثماري مشتق من األسهم
وايسندات ،وتشتق كذيك قةمتها من أسعارها .ويتم يف ايسوق األجل االتفاق عل ما يلي:
-شراء أدوات ماية وتسلةمها يف موعد يتفق علةه املشرتي وايبائع يف املستقبل
70
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األسواق المالية اإلسالمية
الفصل الخامس
تمهيد:
أضحى التمويل عن طريق األسواق املالية االسالمية يستقطب اهتمام الكثري من االقتصاديني املسلمني بسبب
خلوه من شبهة معدالت الفائدة اليت يرتكز عليها التمويل يف األسواق املالية التقليدية ،ولقد أصبح السوق املايل
االسالمي أحد أهم قنوات التمويل املثلى اليت تعمل على حتريك النمو االقتصادي السيما يف البلدان العربية
واإلسالمية ،وهذا من خالل توفري أوراق وأدوات مالية لألفراد واملؤسسات االقتصادية وفق أحكام الشريعة
اإلسالمية ،ويواصل العديد من الباحثني واخلرباء يف حقل األسواق املالية االسالمية على العمل من أجل ابتكار
أنواع جديدة من األوراق املالية تضمن من خالهلا االقتصاديات متويل نشاط املؤسسات يف جانب االستغالل
وأيضا االستثمارات املتوسطة والطويلة األجل
.
71
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
هي املكان الذي تتداول فيه األموال قصد تنشيط استثمارها عن طريق األدوات املالية وفق الضوابط الشرعية
للمعامالت املالية ،ويقصد بالضوابط الشرعية ملعامالت أسواق األوراق املالية األحكام والقواعد واألسس الكلية
املستمدة من مصادر الشريعة اإلسالمية واليت حتكم املعامالت املالية يف هذه األسواق ،ويقصد مبصادر الشريعة
1
اإلسالمية يف هذا الصدد القران الكرمي والسنة الشريفة ورأي مجهور الفقهاء.
ولقد حث اإلسالم على حفظ املال وتنميته واستثماره بأفضل وأكفأ الوسائل واألساليب املشروعة ،ومن أجل
ذلك فقد وضع العديد من الضوابط الشرعية اليت تكفل حسن إدارة املال واستثماره ،ومن ذلك مشروعية البيع
والتجارة وحرمة الربا واالكتناز واالحتكار وكافة أشكال املقامرات واملراهنات اليت تتضمن أكل أموال الناس
بالباطل .وانطالقا مما تقدم ،تعترب السوق املالية اإلسالمية فرصة هامة جدا لكل مستثمر مسلم ،حيث يتمكن من
تقليل خسائره وخماطرة وزيادة عائداته ،وذلك من خالل تنويع حمفظته املالية ،واختيار األدوات األقوى واألكثر
جناحا ،ومشروعية .كما متثل السوق املالية اإلسالمية حمطة هامة إلعادة تنقية وضخ األموال احلالل ومتويل
املشروعات البناءة والناجحة مما يؤدي إىل زيادة معدل النمو االقتصادي من خالل زيادة إنتاج الطيبات يف
اجملتمع .إن سوق املال اإلسالمي مبا ميكن أن تتضمنه أدوات إسالمية متقدمة مثل عقود اخليارات واملستقبليات
والعقود اآلجلة بعد تطويرها مبا ينفق والشريعة اإلسالمية ،سوف تسهم يف تطوير نوعية العمل املصريف اإلسالمي،
مبا يؤدي إىل زيادة الكفاءة والعدالة ،وبالتايل زيادة معدالت النمو والرفاهية.2
وتقوم السوق املالية اإلسالمية على االلتزام الشرعي يف كل عناصر السوق من بضاعة وحقوق للمتعاملني
وأساليب إجراء الصفقات واملعامالت دون التقيد بوجود مكان معني.
كما تعرف األسواق املالية اإلسالمية بأهنا أسواق لتبادل الثروات املالية اليت ترتبط قيمتها حبركة األموال يف
املستقبل ،وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية وتعتمد على املشاركة يف الربح واخلسارة.
كما ينصرف مفهوم سوق األوراق املالية اإلسالمية إىل الداللة على التعامل بالتمويل املتوسط وطويل األجل،
وذلك عن طريق جتميع املدخرات واستثمارها حسب قواعد الشريعة اإلسالمية.
72
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وقد عرفها الدكتور أمحد حمي الدين أمحد بأهنا سوق منظمة تنعقد يف مكان معني ويف أوقات دورية للتعامل
الشرعي بيعا وشراء ملختلف األوراق املالية ،وهتدف إىل تعبئة املخدرات النقدية وتوجهيها حنو املشروعات املنتجة
للسلع واخلدمات.
ويقصد بالسوق املنظمة أهنا ختضع لقوانني ولوائح تنظم إداراهتا وحتكم عملياهتا ،ويقصد بالتعامل الشرعي أن
جيري التداول على أوراق مالية يصح إصدارها شرعا وبصيغ مشروعة ،وأن تتقيد كافة عملياهتا باإلطار الشرعي
للمعامالت ،كما أظهر هذا التعريف دور سوق ألوراق املالية اإلسالمية يف املسامهة يف احداث تنمية اقتصادية
وذلك من خالل جتميع املدخرات ومتويل املشروعات الناجحة.
وميكن تعريف سوق األوراق املالية اإلسالمية كذلك بأهنا ذلك اإلطار أو اجملال الشرعي الذي يتم فيه إصدار
األدوات املالية من طرف أصحاب العجز ،مث اقتناؤها وتداوهلا عرب قنوات إيصال فعالة بني أصحاب الفائض
وبصورة منظمة ومراقبة على أسس شرعية من طرف اهليئة الشرعية للسوق وذلك من أجل تثمري األموال يف إطار
1
شرعي.
-أوال :من حيث املتعاملني يف السوق ،اذ تضم السوق املالية اإلسالمية السماسرة والشركات (شركات
االكتتاب والتغطية واملقاصة) واليت تتعامل يف األوراق املالية اجلائزة شرعا وهذا ال مينع دخول الشركات
واملؤسسات التقليدية ضمن التعامالت ضمن هذه السوق املالية ولكن يف نطاق املعامالت اليت جتيزها
الشريعة اإلسالمية.
1قط سليم ،مفاضلة االستثمار بني سوق األوراق املالية املعاصرة وسوق األوراق املالية اإلسالمية جامعة حممد خيضر ،اجلزائر ،2016 ،ص
ص.131-130
73
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-ثانيا :من حيث األوراق املالية املتداولة يف السوق املالية اإلسالمية ومن أبرزها األسهم وصكوك االستثمار
الشرعية بأنواعها (صكوك املشاركة واإلجارة واملضاربة واالستصناع).
-ثالثا :من حيث أساليب التعامل يف السوق املالية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ومن مث يتم االلتزام
بإصدار األوراق املالية باألحكام املنظمة للعقود الشرعية املؤسسة عليها مثل عقد املراحبة واملشاركة
واملضاربة ،كذلك يتم االلتزام يف تداوهلا باألحكام والقني اإلسالمية وبصور البيع املقبولة شرعا ومن مث ال
1
وجود يف هذا السوق للتعامل باملشتقات وال املستقبليات.
ويف ظل املزايا والفوائد العديدة اليت تتصف هبا األسواق النقدية التقليدية ،فإن النظام املصريف واملايل اإلسالمي
يف البالد اإلسالمية يف أمس احلاجة ملثل هذه السوق ،ملا تؤديه من وظائف مهمة تعترب من أهم مكونات
السوق املالية اإلسالمية ،غري أنّه ويف إطار سوق النقد التقليدي فإن أهم األدوات اليت تتعامل هبا هذه
األسواق هي أذونات اخلزينة ،األوراق التجارية ،شهادات اإليداع القابلة للتداول ،قبوالت مصرفية ،وهي
أدوات تستند يف جمملها على الفائدة احملرمة شرعا ،وهي بذلك تشكل عائقا أمام املصارف واملؤسسات املالية
اإلسالمية ،اليت تتحاشى وتتفادى التعامل بالفوائد الربوية .وحىت تكون للمصارف واملؤسسات املالية
اإلسالمية فرصة االستفادة من املزايا اهلائلة اليت تتيحها األسواق النقدية ،ال بد من العمل على تطوير أدوات
مالية إسالمية قصرية األجل ال تتضمن عالقة الدائنية واملديونية ،ويف الوقت نفسه تؤدي وظائف مماثلة لتلك
اليت تؤديها األدوات التقليدية ،ويف هذا اإلطار ظهرت فكرة الصكوك اإلسالمية اليت حلت حمل السندات
الربوية ،وهي عبارة عن أدوات ملكية قصرية األجل مت تطويرها لتليب احتياجات املتعاملني فيها من اجلمهور
واملؤسسات.2وعرفت هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية الصكوك اإلسالمية اليت أطلقت
عليها اسم صكوك االستثمار متيزا هلا عن األسهم والسندات التقليدية بأهنا وثائق متساوية القيمة متثل
1حيدر يونس املوسوي ،السوق املايل اإلسالمي ،جمموعة اليازوري للنشر والتوزيع ،2018،ص ص .125-124
2شافية كتاف ،دور األدوات املالية اإلسالمية يف تنشيط وتطوير السوق املالية اإلسالمية دراسة تطبيقية لتجارب بعض األسواق املالية العربية
واإلسالمية ،اجلزائر ،2013 ،ص.13
74
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حصصا شائعة يف ملكية أعيان أو منافع أو خدمات أو موجودات مشروع معني ،أو نشاط استثماري
خاص ،وذلك بعد حتصيل قيمة الصكوك وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله.
وميكن القول أن الصكوك اإلسالمية هي :أوراق مالية متساوية القيمة حمددة املدة ،تصدر وفق صيغ التمويل
اإلسالمية تعطي حلاملها حق االشرتاك مع الغري بنسبة مئوية يف ملكية وصايف إيرادات أو أرباح وخسائر
موجودات مشروع استثماري قائم فعال ،أو يتم إنشاؤه من حصيلة االكتتاب وهي قابلة للتداول واإلطفاء
واالسرتداد عند احلاجة بضوابط وقيود معينة ،وميكن حصر موجودات املشروع االستثماري يف أن تكون أعيانا
أو منافع أو خدمات ،أو حقوق مالية أو معنوية أو خليط من بعضها أو كلها حسب قواعد مالية إسالمية
معينة 1ومن األدوات املالية اإلسالمية اليت ميكن تداوهلا يف سوق النقد اإلسالمي جند ،صكوك املضاربة ،وهي
وثائق موحدة القيمة صادرة بأمساء من يكتتبون فيها مقابل دفع القيمة احملررة هبا وذلك على أساس مشاركة
نتائج األرباح وااليرادات املتحققة من املشروع املستثمر فيه حبسب النسب املعلنة على الشيوع املتبقية من
األرباح الصافية2.صكوك املشاركة ،وهو شبيه بصكوك املضاربة مع فارق وحيد هو أن صكوك املشاركة هلم
احلق يف املشاركة يف اإلدارة من خالل اختيار ممثل هلم يف اإلدارة3.صكوك اإلجارة ،وتلجأ كثري من الشركات
كبرية كانت أم صغرية لصيغة اإلجارة للحصول على أصول رأمسالية حتتاج هلا إذا مل تكن ترغب يف اثقال
مركزها املايل بديون أو الستخدام سيولتها يف أعمال أخرى أو إذا مل تكن لديها سيولة كافية ،وقد تلجأ
الشركات لصيغة اإلجارة للحصول على مزايا ضريبية أو إجراء معاجلات حسابية تظهر أداء أفضل4.صكوك
صناديق االستثمار اإلسالمية ،حيث تعترب صناديق االستثمار اإلسالمية أحد املؤسسات املالية اإلسالمية
اليت تتوىل جتميع أموال املستثمرين يف شكل صكوك استثمارية يتم توظيفها يف وفقا لصيغ االستثمار املناسبة
على أن يتم توزيع صايف العائد فيما بينهم5 .عمليات التصكيك لألصول أو التوريق وهو عملية توريق
1مرمي خليفة املخمرين ،طار النظري للصكوك اإلسالمية ،دار املالية ،االمارات العربية املتحدة ،ص ،8متاح على الرابط:
https://www.dof.gov.ae/en-us/publications/Lists/ContentListing/Attachments/585/Islamic%20Bonds%20.pdf
2أمحد حممد حممود نصار ،االستثمار باملشاركة يف البنوك اإلسالمية (الشركات ،املضاربة ،األسهم ،السندات والصكوك) ،دار الكتاب العلمية،
لبنان ،2010،ص.118
3منذر قحف ،أساسيات التمويل اإلسالمي ،دار املنهل ،2013 ،ص.372
4عادل عوض با بكر ،استكمال موضوع الصكوك اإلسالمية ،الدورة احلادية والعشرون ملؤمتر جممع الفقه اإلسالمي الدويل ،ص .7متاح على الرابط:
https://books-library.net/free-688370165-download
5مطه عبد احلميد حممد ،االصالح املصريف للبنوك االسالمية والتقليدية :يف ضوء مقررات بازل ،3دار التعليم اجلامعي ،اإلسكندرية ،مصر،2019 ،
ص.64
75
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لألصول املختلفة اليت تتمتع هبا املؤسسات املالية اإلسالمية أحد األدوات املالية اهلامة قصرية األجل واليت
ميكن االستفادة منها على مستوى إدارة املطلوبات واملوجودات بصورة مثلى.1
القوانني احلاكمة لألسهم ال تتضمن هذا االلتزام خضوع كل معامالت الصكوك ألحكام الشريعة اإلسالمية
الصكوك تصدر ملشروع معني ال جيوز تغيريه وهي قليلة ميكن جمللس الشركة مصدر األسهم أن تغري
نشاطها ،وهي عالية املخاطر املخاطر.
جيوز للدولة أن تقدم ضمانات على سبيل التربع حلملة ال يتم ذلك بالنسبة حلملة األسهم
الصكوك للتحفيز
الصكوك حتدد مبدة زمنية ،فقد يكون إصدار صكوك االستثمار األسهم مشاركة دائمة يف الشركة تبقى مدة حياة
لتمويل مشروع معني أو لتمويل مشروع بطريقة املشاركة الشركة وإلن انتقلت ملكيتها من شخص إىل
املتناقضة ،حبيث يتم إطفاء بعض الصكوك على مراحل زمنية شخص آخر ألهنا متثل رأس مال الشركة املصدرة،
فهي إذن غري قابلة للرد من جانب الشركة. معينة.
مالكو الصكوك ال يشاركون يف إدارة املشروع بطريق مباشر بل يشرتك مالكو األسهم يف إدارة الشركة ،عن طريق
يكتفون بتوكيل املضارب وحده ،حيث يلتزم املضارب يف إدارته انتخاب جملس لإلدارة من بينهم.
للمشروع بأحكام عقد املضاربة وشروطها الشرعية ،وملالكي
الصكوك أن يكونوا من بينهم أو من غريهم جملس مراقبة يرعى
مصاحلهم ،وحيمي حقوقهم يف مواجهة املضارب ،ويكون
مسؤوال عن مراقبة تنفيذ شروط العقد اليت تضمنتها نشرة
اإلصدار ،وما يلحق هبا من دارسات اجلدوى والبيانات
واملعلومات اليت تنص عليها هذه النشرة.
المصدر :مرمي خليفة املخمرين ،طار النظري للصكوك اإلسالمية ،دار املالية ،االمارات العربية املتحدة ،ص ص
.11-10
1قندوز عبد الكرمي ،اهلندسة املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق ،مؤسسة الرسالة ناشرون ،لبنان ،2008 ،ص.183
76
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حامل السند ال ميت بصلة لألصول املالية مشاركة يف ملكية املوجودات اليت متثلها الصكوك
للشركة(دين)
حامل السند ال يتحمل أية مضار أو خسارة تلحق املشاركة يف الربح واخلسارة على السواء
بالشركة
حق السند ميثل حصة يف التمويل املايل التقليدي. ميثل سهما ماليا يف األصول واملنافع واحلقوق.
الصك يعترب دليال وبرهانا على نقل امللكية يف عملييت السند ال يعين نقل امللكية باحلصة بل باملبلغ النقدي.
البيع والشراء.
املدة ال ترتبط باملشروع ،وقد تزيد أو تنقص عن فرتة مدة الصكوك هي مدة استمرارية املشروع املعىن أو
املشروع النشاط ،وترتبط به وتنتهي بانتهائه
ال يتضمن نشرة اإلصدار ضوابط شرعية. نشرة اإلصدار تتضمن القواعد الشرعية ،وجيب
مراعاهتا ،ومن خيالفها يتحمل املسؤولية.
المصدر :مرمي خليفة املخمرين ،طار النظري للصكوك اإلسالمية ،دار املالية ،االمارات العربية املتحدة ،ص .11
يعد سوق رأس املال ضرورة عصرية ومطلبا حيويا لدعم النمو االقتصادي للدول اإلسالمية ،وما مسي كذلك إال
لكونه السوق اليت يلجأ إليها أصحاب املشروعات لتكوين رأس املال يف مشروعاهتم املختلفة لكنه وحبالته الراهنة
والقائمة يف إطار النظام االقتصادي الوضعي ،يشوبه الكثري من املخالفات الشرعية وتتم فيه العديد من التعامالت
والصفقات احملظورة ،ولذلك كان لزاما ظهور ما يعرف بسوق رأس املال اإلسالمي ،وهو مصطلح ينصرف بوجه
عام للداللة على التعامل بالتمويل املتوسط وطويل األجل ،وذلك عن طريق جتميع مدخرات املسلمني اخلاصة.
والرمسية ،ومن مث استثمارها عن طريق التعامل باألوراق املالية املتوسطة وطويلة األجل ،وذلك على النحو الذي
1
جتيزه الشريعة اإلسالمية.
77
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ويشكل سوق رأس املال اإلسالمية جزاء ال يتجزأ من النظام املايل اإلسالمي وبشكل عام تضم سوق رأس املال
اإلسالمي عنصرين رئيسيني ومها سوق الدين وسوق األسهم اليت متكنان من تعبئة املوارد املالية بكفاءة وختصيصها
على حنو أمثل ،ورغم أهنا مشاهبة السوق رأس املال التقليدية ،ختتلف أسواق رأس املال اإلسالمية يف عناصر
جوهرية هلا جذور عميقة يف الشريعة ،ونتيجة لذلك تقدم سوق رأس املال اإلسالمية أدوات مثل األسهم وأدوات
الدين اإلسالمية وغريها من االدوات املتوفقة مع مبادئ الشريعة وتؤدي أسواق رأس املال اإلسالمية دورا مكمال
1
للصريفة اإلسالمية يف جمال االستثمار ومكونة نظاما ماليا إسالميا متكامال.
1.4األسهم:
هناك أنواع عديدة من األسهم ،وهذا التنوع يرجع إىل اعتبارات متعددة ،ومعرفة هذه األنواع وتصورها يف غاية
األمهية ،لتنزيل احلكم الشرعي عليها ،إذ احلكم على الشيء فرع من تصوره ،ومن مث سوف نبحث يف هذه األنواع
وفقا لسبعة اعتبارات:
وتنقسم األسهم حسب هذا االعتبار إىل أسهم عينية وهي األسهم اليت يكتتب هبا املساهم بدفع قيمتها عينا مثل
عقار أو منقول وال تدفع بالنقود ،وقد اختلف الفقهاء يف جواز االشرتاك باحلصص العينية .األسهم النقدية وهي
اليت يكتتب هبا املساهم ويدفع قيمتها نقدا ،وهذا النوع من األسهم جائز باتفاق الفقهاء ،حيث أمجعوا على
جواز املشاركة باألمثان املطلقة.
تنقسم األسهم حسب هذا االعتبار إىل أسهم عادية وهي اليت تتساوى يف قيمتها وتعطي املسامهني حقوقا
متساوية ،ويعطي صاحبها قدر من الربح يتفق مع ما دفعه للشركة دون أي زيادة أو نقصان ،كذلك يتحمل
اخلسارة بقدر أسهمه ،واحلكم الشرعي هلذا النوع من األسهم هو اجلواز بغري خالف.
1عبد العزيز بن متعب الرشيد وآخرون ،النظام املايل اإلسالمي املبادئ واملمارسات ،نسخة مرتمجة ،األكادميية العاملية للبحوث الشرعية للنشر،2014 ،
ص ص.62-61
78
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-أسهم ممتازة ،وهي اليت تعطي صاحبها حقوقا خاصة ،وختتص مبزايا ال توجد يف األسهم العادية ،وتغطي
صاحبها حقوق إضافية على احلقوق األساسية حلاملي األسهم جلذب االكتتاب هبا ،وهذه احلقوق ختتلف من
1
شركة ألخرى حسب الشروط املتعلقة بإصدار األسهم املمتازة.
-أسهم مؤجلة ،وهي اليت تعطى للمؤسسني ،وملن يقومون برتويج األسهم اجلديدة للشركة عند إنشائها ،وتسمى
مؤجلة ألهنا ال تستحق نصيبا من األرباح املوزعة إال بعد سداد حاملي بقية األسهم ،وهذا النوع من األسهم غري
جائز شرعا ،ألن عقد الشركة يف الفقه اإلسالمي يقوم على املساواة بني مجيع الشركاء وحتمل اجلميع املخاطرة
واستحقاقهم األرباح.
وتنقسم إىل أسهم امسية ،وهي األسهم اليت حتمل اسم املساهم ،ويسجل عليها اسم حاملها ،وتثبت ملكيته هلا،
وتتداول بطريق التسجيل ،وهذا النوع من األسهم جيوز شرعا إصدارها والتداول هبا ،إذ األصل أن ملكيته حبصة يف
الشركة تعطيه احلق يف محل الصكوك املثبتة حلصته.
-أسهم حلاملها ،وهي األسهم اليت ال حتمل اسم حاملها ،ويعترب حامل السهم هو املالك يف نظر الشركة ،وحيازته
دليل على ملكيته ،ويف حكم هذا النوع من األسهم عدم جواز إصدار السهم حلامله ،جلهالة الشريك ،ألنه
يفضي إىل النزاع واخلصومة ،كما يؤدي إىل إضاعة حقوق صاحبها ،إن اغتصبها أو التقطها شخص أخر أو
ضاعت ،فإن حامله سيكون شريك بدون وجه حق ،وعلى هذا فإن هذه األسهم تعترب باطلة ،وجيب رد قيمتها
إىل املساهم األول أو استبداهلا بقيمتها اإلمسية ،وإال كانت شركة فاسدة.
-أسهم ألمر وهي األسهم اليت يكتب عليها عبارة ألمر وتتداول بطريقة التهري دون الرجوع إىل الشركة ،فيصبح
الثاين هو مالك السهم اجلديد ،واألول متخليا عنه وهذا النوع من األسهم جائز شرعا ،النتفاء اجلهالة مبعرفة
2
املساهم الثاين ،وال يفضي إىل منازعة أو ضرر.
1نبيل خليل طه مسور ،سوق األوراق املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق رأس املال اإلسالمي يف ماليزيا" ،اجلامعة االسلمية،
،2007ص ص .47-46
2نبيل خليل طه سمور ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .49-48
79
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وهي األسهم اليت ال جيوز لصاحبها اسرتداد قيمتها مادامت الشركة قائمة ،وال تعود للمساهم إال عند التصفية
النهائية للشركة ،وهذا النوع من األسهم جائز شرعا وهو األصل والقاعدة يف الشركات.
-أسهم التمتع ،وهي اليت تستهلكها الشركة ،بأن ترد قيمتها إىل املساهم قبل انقضاء الشركة ،ويبقى صاحبها
شريكاً له احلق يف احلصول على األرباح ،والتصويت يف اجلمعية العمومية ،ويطلق على هذه العملية باالستهالك،
ويكون ذلك بعدة طرق كأن تشرتي الشركة جزء من األسهم أو تسحب الشركة من التداول يف كل سنة عدد من
األسهم بطريقة القرعة وتدفع قيمتها ملالكيها من األرباح.
قد حيمل السهم أكثر من قيمة ،وهذه القيم هي القيمة اإلمسية ،وهي القيمة اليت تبني يف السهم ،أي القيمة اليت
تدون يف الصك الذي يعطى ملالك السهم ،واليت دفعت من املساهم المتالك السهم ،واحلكم الشرعي هلذه القيمة
جائز شرعا ،ألن األصل أن يكون الصك الذي يثبت حصة الشريك يف رأس املال مطابقا للمبلغ الذي مت دفعه
من قبل املساهم.
-قيمة اإلصدار ،وهي القيمة اليت يصدر هبا السهم عند التأسيس أو عند زيادة رأس املال مضافا إليها مصاريف
وعالوة اإلصدار واحلكم الشرعي هلذه القيمة هي اجلواز ،إذ ال يوجد ما مينع من إضافة ما حتتاجه الشركة من
مصروفات إىل قيمة السهم.
-القيمة احلقيقية ،وهو النصيب الذي يستحقه السهم يف صايف أموال الشركة بعد حسم ديوهنا ،وإعطاء القيمة
احلقيقية أمر يقره الفقه اإلسالمي ،وحسب ما حتققه الشركة من أرباح أو خسائر تؤثر يف القيمة احلقيقية للسهم.
-القيمة السوقية ،وهي قيمة السهم يف السوق املايل حبسب العرض والطلب واملضاربات والظروف السياسية
واالقتصادية ،واعتبار هذه القيمة وتداول األسهم على ضوئها أمر ال يتعارض مع قواعد الشريعة اإلسالمية ،حيث
1
جيوز عرض األسهم للبيع بأقل أو أكثر من قيمتها اإلمسية وحسب سعر السوق.
80
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وتنقسم األسهم وفقا هلذا االعتبار إىل أسهم مصوتة ،وهي األسهم اليت جتمع بني حقوق امللكية ،وحق اإلدارة
والتصويت واالنتخاب ،وهي جائزة شرعا .أسهم غري مصوتة :وهي األسهم اليت متثل حقوق املشاركة يف أرباح
املشروع ،دون أن يكون ملالكيها حق اإلدارة أو التصويت أو االنتخاب أو الرتشيح لعضوية جملس اإلدارة ،وهذا
النوع من األسهم غري جائز شرعا.
وتنقسم األسهم وفقا هلذا االعتبار إىل ،أسهم يدفع صاحبها قيمتها .أسهم منح ،وهي األسهم اليت متنحها
الشركة للمسامهني جماناً يف حالة زيادة رأس مال الشركة يف حال ترحيل جزء من األرباح احملتجزة ،أو االحتياطي
إىل رأس املال األصلي ،ويتم توزيعها بصورة تتناسب مع مقدار األسهم ،وهذا النوع من األسهم جائز شرعا ما دام
املنح يتم بالتناسب مع مقدار األسهم ،إذن هذا املال حق املسامهني ،فلهم احلق يف احلصول عليه بأي طريق
1
مشروع.
اختلف الفقهاء املعاصرون يف حكم التعامل باألسهم الصادرة من شركات املسامهة تبعا الختالف حكم الشركات
املسامهة على القولني:
-القول األول ،إباحة الشركات املسامهة العامة وكذلك األسهم الصادرة منها.
ولكل فريق من الفريقان األدلة الفقهية اليت استند عليها يف اإلباحة أو التحرمي ،ولكن لسنا بصدد اخلوض يف
االختالفات الفقهية ومناقشة أدلة كل فريق ،ونكتفي بعرض الرأي الراجح يف املسألة.
-عند إنشاء شركة مسامهة ،يتم تقسيم رأس ماهلا إىل أسهم ذات قيمة إمسية متساوية ،وتطرح هذه األسهم
لالكتتاب العام ،وإذا كانت الشركة قائمة ،وأرادت زيادة رأس ماهلا ،فيتم ذلك عن طريق االكتتاب
اخلاص أي بعرض أسهمها على أفراد حمدودين كاملسامهني القدامى ،وتسمى هذه العملية السوق األولية.
81
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-تداول األسهم ،يعد التداول من اخلصائص اجلوهرية للسهم ،وهي العملية الالحقة إلصدار األسهم ،وتتم
هذه العملية يف السوق الثانوية ،ويقصد بالتداول هو إمكانية انتقال ملكية السهم من شخص البائع
ألخر هو املشرتي بإحدى الطرق التالية:
-التسجيل ،أي القيد يف سجل املسامهني اليت تفتحه الشركة يتم التداول باألسهم اإلمسية.
-التظهري ،طريقة لتداول األسهم ألمر حبيث بنقل ملكيتها بالكتابة على ظهر السهم.
وحكم إصدار وتداول األسهم يف الفقه اإلسالمي اختلف فيه كثري من الفقهاء والباحثون املعاصرون ولقد انقسموا
على رأيني مها:
الرأي األول ،جواز إصدار وتداول األسهم ،وهو ما ذهب إليه مجهور الفقهاء.
الرأي الثاين ،عدم جواز إصدار وتداول أسهم الشركات املسامهة العامة.
الرأي الراجح ،جواز إصدار وتداول األسهم يف إطار من الضوابط الشرعية ،ولكن جواز تداول األسهم
ليس على إطالقه بل هناك ضوابط للتعامل هبا واليت ميكن إمجاهلا يف النقاط التالية:
أال يرتتب على التعامل هبا أي حمظور شرعي ،كالربا والغرر واجلهالة.
أن تكون صادرة عن شركة تتوفر فيها قواعد وأسس املشاركة يف األعباء وحتمل املخاطر.
أن تكون طبيعة نشاط الشركة مباحا فالشركات اإلنتاجية واخلدمية اليت تعمل يف إنتاج سلعة.
حمرمة كاخلمور أو حلم اخلنزير ،فال جيوز التعامل بأسهمها ،وكذلك الشركات اليت تقدم خدمات حمرمة
كالدعارة والسحر والشعوذة أيضاً ال جيوز التعامل بأسهمها.1
82
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-القول األول ،حترمي مجيع أنواع السندات ،وهذا ما ذهب إليه غالبية الفقهاء.
-الرأي الراجح ،بعد عرض أراء الفقهاء املعاصرين يف حكم إصدار وتداول السندات من بني حمرم
هلا مطلقاً ،وجلميع أنواعها ،ومبيح هلا بشروط ،وجميز ألنواعها املختلفة ،يؤيد الباحث ترجيح،
الرأي القاضي بأن مجيع أنواع السندات اليت مر ذكرها حمرمة شرعا ما دامت تصدر بفائدة ثابتة
وحمددة ،وتسرتد قيمتها يف مواعيد استحقاقها ،سواء كانت اجلهة املصدرة هلا شركة أم حكومة،
باستثناء سندات املقارضة اإلسالمية ،واليت قدمها مفكرو اإلسالم املعاصرين بديال ألدوات
1
التمويل الربوي.
وأمجع الفقهاء املعاصرين على اعتبار السندات بأهنا قروض ربوية تقع يف دائرة احلرام وبالتايل اقتضى منهم
توفري األدوات املالية الشرعية البديلة اليت حيقق الغرض بعيدا عن األضرار اليت تقرتن بذلك احملرم ،ويبعد الناس
عن الوقوع فيه .إذ أن إجياد األدوات املالية اإلسالمية البديلة للسندات من الضرورات الشرعية واالقتصادية،
وذلك إلخراج الناس من دائرة الربا احملرمة ،وجلذب أموال املسلمني املستمرين يف التعامل يف السندات احملرمة
لالستفادة منها يف التنمية ،وهناك صيغتان رئيسيتان للبدائل الشرعية:
-البديل الثاين ويتمثل يف املشاركة يف األرباح واخلسارة ،طبقاً لقاعدة الغنم بالغرم.
إن طرح واختيار صيغة من صيغ البدائل الشرعية تعتمد على نوع املعاملة أو املشروع أو احلاجة ،فإذا كانت
اجلهة احملتاجة إىل املال هي احلكومة أو أي جهة تقدم خدمة عامة للمجتمع ،وذلك لسد عجز امليزانية أو
لسد نفقات املرافق العامة من تعليم وصحة وحنوه مما ال يدر ريعا ،فيمكن طرح عدة بدائل منها:
تعجيل الزكاة
1نبيل خليل طه مسور ،مرجع سبق ذكره ،اجلامعة اإلسالمية-غـزة ،200،ص .63
83
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وأما إذا كانت اجلهة شركة أو مؤسسة تريد زيادة رأمساهلا لتوسيع مشاريعها االنتاجية ،فيمكن توفري هذا
التمويل عن طريق:
وقد عرض الباحثون يف هذا اجملال جمموعة من الصيغ البديلة للسندات احملرمة وهي سندات املقارضة أو صكوك
املضاربة ،وعرفت بأهنا وثائق حمددة القيمة تصدر بأمساء مالكيها مقابل األموال اليت قدموها لصاحب املشروع
بعينه ،بقصد تنفيذ املشروع واستغالله وحتقيق الربح ،وحيصل مالكوها على نسبة حمددة من أرباح املشروع ،وال
تنتج هذه السندات أي فوائد ،وتكفل احلكومة تسديد قيمة السندات اإلمسية الواجب استهالكها بالكامل يف
املواعيد املقررة ،وتصبح املبالغ املدفوعة هلذا السبب قروض ممنوحة للمشروع من دون فائدة مستحقة الوفاء فور
اإلطفاء الكامل للسندات ،وتقوم سندات املقارضة على العناصر اآلتية:
-متثل سندات املقارضة حصص شائعة يف رأس مال املضاربة متساوية القيمة ،وحامل السند مالك
حلصة شائعة يف املشروع.
-االكتتاب يف هذه السندات إجياب ،وموافقة اجلهة املصدرة قبول ،وذلك كاإلجياب والقبول يف عقد
املضاربة ،البد يف احلالني من مراعاة شروط صحة املضاربة كالعلم برأس املال ونسبة توزيع األرباح.
-يسرتد صاحب السند قيمته تدرجيياً من صايف أرباح اجلهة املصدرة ،حبيث ختصص نسبة منها
الستهالك قيمة السند األصلية ،ولكن جيب أن يتم ذلك شرعاً حبسب القيمة السوقية للسند ال
القيمة اإلمسية.
84
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-يضمن طرف ثالث كالدولة رأس مال املكتتبني حبيث ال يتعرضون للخسارة ،وحيصلون على أمواهلم
كاملة ،سواء ربح املشروع أم خسر ،تشجيعاً لالكتتاب يف هذه السندات.
وقد عرض هذا البديل على جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره الرابع جبدة وجاء يف قراره أن الصورة املقبولة
شرعا لسندات املقارضة بوجه عام ،ال بد أن تتوفر فيها العناصر اآلتية
أن ميثل صك ملكية شائعة يف املشروع الذي أصدرت الصكوك إلنشائه ومتويله.
البد أن تشتمل نشرة اإلصدار على مجيع البيانات املطلوبة شرعاً يف عقد املضاربة.
أن تكون صكوك املضاربة قابلة للتداول بعد انتهاء الفرتة احملددة لالكتتاب .أن من يتلقى حصيلة
االكتتاب يف الصكوك الستثمارها ،وإقامة املشروع هو املضارب ،أي عامل املضاربة وال ميلك من
املشروع إال بقدر ما يسهم به من شراء بعض الصكوك.
-صكوك املضاربة طويلة األجل ،وترتاوح مدهتا من عشر إىل عشرين سنة وتكون غري خمصصة ملشروع
معني ،وإمنا ختول مستثمرها املضارب حق االستثمار املطلق ويبني يف كل سنة األرباح اليت حتققت
أو اخلسائر اليت حلقت فينال كل صك حصته من األرباح أو اخلسائر.
-صكوك املضاربة ملشروع معني ،وتكون حمددة مبدة حسب عمر املشروع ،حيث يقسم ما حيتاج إليه
املشروع على صكوك متساوية حمددة القيمة تقوم بإصدارها جهة معينة كالبنك مثال مث تطرح يف
األسواق ،ويقوم طرف ثالث بالوعد بالتربع دون مقابل مببلغ خمصص جلرب اخلسران يف حال تعرض
املشروع للخسارة ،ويتفرع من هذا النوع عدة أنواع خمتلفة:
-صكوك املضاربة املسرتدة بالتدريج ،وذلك بأن ترد قيمة الصكوك مع أرباحها يف مدة زمنية حمددة
كنسبة من قيمة الصك كل سنة مثال.
-صكوك املضاربة املسرتدة يف آخر املشروع ،وذلك بأن ترد قيمة الصكوك باإلضافة إىل األرباح أو
اخلسائر إن وجدت يف آخر املشروع.
-صكوك املضاربة املنتهية بالتمليك ،ويكون ذلك برد قيمة الصكوك من خالل التعويض عنها جبزء
من املشروع.
85
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-صكوك املضاربة على شكل فئات متنوعة مثل 100دوالر أو أكثر أو أقل ملدة حمددة ثالث
1
سنوات قابلة للتجديد.
وتقوم هذه الشهادات على أحكام املضاربة فأصحاب الودائع أو الشهادات ميثلون رأس املال ،وتقوم اجلهة
املصدرة بدور املضارب ،مع االتفاق على نسبة الربح وحتمل رب املال اخلسارة ،وتصدرها املصارف
واملؤسسات املالية لتمويل جتارة الدول اإلسالمية ،وال يقل أجلها عن عام ،وهي نوعان:
-شهادات االستثمار املخصص (اإلصدار األساسي) ،وهي جمموع الشهادات اليت تصدر عند
تأسيس احملفظة االستثمارية ،وتقتصر ملكيتها على البنوك أو املؤسسات املالية اإلسالمية.
-شهادات االستثمار العام (اإلصدارات الالحقة) ،وهي جمموع الشهادات اليت تصدر بعد تأسيس
حمفظة االستثمار ،وتطرح لالكتتاب العام وهذه الشهادات متتاز بإمكانية تسييلها.
3.2.4صكوك المشاركة:
إن فلسفة االقتصاد اإلسالمي يف صكوك املشاركة تقوم على أساليب املشاركة مبختلف صورها من املشاركة
باألموال ،مث املشاركة احلقيقية يف األرباح أو اخلسائر أو املشاركة باملال من جانب والعمل واخلربة من جانب آخر،
وهذا األساس يف املشاركة يعطى الضمان لتقليص خطر التعرض للخسارة ،وهو صورة من صور التكافل والتعاون
من خالل ختصيص جزء معني من أرباح الشركة للمخاطر وبذلك يتنازل املسامهون عن نصيب ضئيل من أرباحهم
لتغطية اخلسارة اليت تلحق بعض الصفقات يف بعض السنوات .ولكن املشكلة من الناحية الشرعية تظهر بالنسبة
للمودعني املستثمرين ،حيث أن هؤالء ال يتحملون اخلسارة إال بقدر اخلسارة اليت حتققت ألمواهلم وحسب
سنوات املشاركة ،ولذلك فالعالج ميكن أن يتم يف احدى الصور التالية:
-أن يعد طرف ثالث بالتربع ملثل هذه اخلسارة إن حتققت كما يف صكوك املضاربة.
-أن يتم حتديد مشروع معني يشرتك فيه املضاربون ويلتزمون باملدة احملددة له وحينئذ يتفقون على ختصيص
جزء من األرباح ملثل هذه املخاطر ،مث يتم توزيع األرباح مجيعاً مبا فيها االحتياطي على اجلميع حسب
النسب املتفق عليها.
86
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
صكوك املشاركة يف مشروع معني :واإلدارة ملصدرها ،أو جلهة أخرى بنسبة من األرباح.
صكوك املشاركة املؤقتة بفرتة زمنية حمددة :وهلا عدة صور :صكوك املشاركة املسرتدة بالتدريج
1
واملسرتدة خالل زمن حمدد ،واملنتهية بالتمليك.
4.2.4صكوك اإليجار:
وهلا صورتان:
-صكوك اإلجيار املتناقصة :وهي شهادات تشبه شهادات االستثمار املخصص ،ولكنها ختتلف عنها
يف أهنا متثل نوعاً من املسامهة املتناقصة ،حيث تشمل أقساط اإلجيار أرباح املؤجر إضافة إىل
استهالك رأس املال ،وعلى هذا فإن شهادات اإلجيار هذه سوف تصفى تدرجيياً حىت تنتهي متاماً مع
أخر األقساط.
-صكوك اإلجيار الثابتة :وهي شهادات إجيار غري متناقصة القيمة تقدم كاملها معدل ربح أعلى من
الشهادات املتناقصة نتيجة إلمكان إعادة استثمار األقساط املدفوعة ،وذلك ألن اجلهة اليت تصدرها
مثل املصارف واملؤسسات املالية واإلنتاجية والتجارية تستثمر حصيلة األقساط املدفوعة يف عقود
إجيارات جديدة.
-إصدار سندات اخلزينة للمشاركة يف املشاريع املنتجة للدخل ،وذلك على أساس بيع املشروع املعني
مقابل إعطاء سندات متثل حصص امتالك وانتفاع بريع املشروع.
-إصدار اخلزينة اإلجيارية ملشاريع مملوكة ملؤسسات وشركات مسامهة ذات نفع عام باعتبار أن هذه
السندات متثل حصص امتالك قابلة للتأجري.
87
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-إصدار سندات اخلزينة بطريق السلم ،وذلك على أساس بيع اإلنتاج يف املستقبل مع تنظيم بيوع
السلم األول والبيوع املوازية من أجل املوازنة بني الكميات املسلم فيها بالبيع واملطلوبة بالشراء مع
مراعاة القواعد الشرعية فيها من حيث املشاركة وعدم ضمان املصدر لرأس املال أي وجود خماطرة
وعدم حتديد أية نسبة من الفوائد ،وإمنا ربطها باألرباح احلقيقة ،إضافة إىل شروط عقد السلم من
حيث املواصفات ،وتسليم الثمن يف جملس العقد.
إن البدائل الشرعية للسندات ،تبني أن الشريعة اإلسالمية قادرة على إجياد بدائل لالستثمار ،ولديها القدرة
على تنظيم وتداول األسهم والسندات" الشرعية " املعروضة للبيع ،وتوفر للمساهم أو لصاحب وديعة
االستثمار املرتبطة مبشروع حمدد أن حيول أسهمه أو وديعته إىل سيولة مىت احتاج إىل ذلك ،وكذلك متكني
أصحاب األموال السائلة الراغبني يف االستثمار أن يستثمرها يف مشروعات يتوقعون رحبها دون الوقوع يف الربا
1
أخذاً أو عطاء.
العمليات العاجلة هي بيع وشراء لألوراق املالية بني طرفني أحدمها البائع والذي يسلم فيها األوراق املالية ،والطرف
اآلخر هو املشرتي الذي يسلم مثن األوراق املالية فورا أو خالل يومان من الزمن ،وهذه العملية تتم يف قاعة
التداول ببورصة األوراق املالية ،واليت بدورها تقوم بإمتام الصفقة بني البائع واملشرتي ،وتكون هذه العمليات على
أصول مادية متثل حقوقا ألصحاب املشروع على أصوله املادية ،وحيقق املتعاملني يف البورصة من هذه العمليات
العاجلة أمرين:
-أرباح رأمسالية من خالل املضاربة على ارتفاع أسعارها ،وإعادة بيعها عند حتقق ذلك.
والعمليات العاجلة اليت تتم يف سوق األوراق املالية جائزة شرعا ما مل تكن على األوراق حمظور التعامل هبا
كالسندات ،وذلك ألن شروط عقد البيع والشراء من إجياب وقبول وشروط العاقدين واملعقود عليه تنطبق على
88
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تلك العمليات .باإلضافة لذلك هناك صور أخرى من البيوع اليت جيري التعامل هبا يف سوق األوراق املالية وضمن
إطار العمليات العاجلة وهي على شكلني:
هو بيع ألوراق مالية مقرتضة على أمل أن ينخفض السعر ،مث شراء األوراق املباعة وإعادهتا إىل مالكيها ،ويتم
تسهيل هذه العملية من خالل مساسرة األوراق املالية وهو الذي يرتب لعملية الشراء ،ويطلق على الشخص الذي
قام بالبيع على املكشوف أنه أخذ مكانا قصريا.
هو أيضا عملية مضاربة تستهدف متكني التجار من الربح من خالل اخنفاض أسعار األسهم.
وفقا للتعريفات السابقة للبيع على املكشوف جند أن هذه العملية تعتمد على ما يلي:
-الغرض من البيع هو استفادة العميل من الفرق بني السعرين ،وأما السمسار فيحصل على عائد من
استخدام النقود.
-يدخل ضمن العمليات اآلجلة ألن العميل ملزم بتسليم األوراق املالية املقرتضة إىل املشرتين ،وملزم بتسليم
األوراق املقرتضة إىل السمسار ،وذلك بشرائها من السوق.
بناءا على هذه االعتبارات ،فإن البيع على املكشوف غري جائز باعتبار أنه من القمار ،ولو كان هناك عملية بيع
وشراء إال أن الغرض من هذه العملية ليس البيع والشراء ،وإمنا املقامرة ،كما أن السمسار يتصرف يف مال غريه
بغري إذنه.
2.1.5التعامل بالهامش:
الشراء باهلامش يشبه البيع على املكشوف من حيث أن كال منهما يقوم على القرض ووجه االختالف بني هذين
النوعني من البيوع أن البائع على املكشوف يقرتض من مسساره نقودا ليشرتي مزيد من األوراق املالية اليت أصدر
إليها أمر بشرائها.
89
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وأما التعامل باهلامش فيقوم املشرتي بدفع نسبة معينة من القيمة السوقية لألوراق املالية املشرتاه ،ويعترب باقي
الثمن قرضا يقدمه السمسار إىل املشرتي ،وترهن األوراق املالية املشرتاه لدى السمسار كضمان للقرض حيث
يقوم هذا األخري باالقرتاض بضماهنا من املصارف مع سعر فائدة أقل.
-اهلامش االبتدائي ،وهو الذي يتعلق بالقرض لشراء األسهم يف اليوم األول فقط ،وعادة ما يستخدم
للمضاربات السريعة.
-اهلامش االستمراري ،وهو الذي يتعلق بالقرض لشراء األسهم ملا بعد اليوم األول.
وملا كان من الثابت أن التعامل باهلامش يقوم على القروض املشروطة بفائدة ثابتة حمددة زمنيا ومقدارا ،فاجتمعت
يف هذا العقد عناصر الديون الثالثة وهي ،وجود دين مستقر يف الذمة لطرف على آخر ،األجل ،زيادة مشروطة
1
يف الدين مقابل األجل .ومن مث يرتتب على هذا أن القول حبرمة هذا النوع من البيوع بدون خالف.
تعرف العمليات اآلجلة بأهنا العمليات اليت يتفق فيها الطرفان على تأجيل التسليم ودفع الثمن إىل يوم معني
يسمى يوم التصفية ،وأن الغرض األساسي من عقد هذه العمليات احلصول على ربح يأخذه املضارب ميثل قيمة
الفرق بني السعر الذي عقدت به العملية وبني السعر يوم التصفية.
-أن يبيع ما اشرتاه أو يشرتي ما باعه ويقبض الفرق بني السعرين قبل موعد التصفية وذلك بعد رضا الطرف
األخر.
-تأجيل التصفية إىل موعد التصفية املقبلة بدفع مبلغ يسمى ببدل التأجيل.
90
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وتعرف بأهنا العمليات اليت جتري بني طرفني ،البائع واملشرتي ،يتحدد فيها مقدار ونوعية الصفقة املتعامل هبا
وسعرها ،وذلك ليسلم كل من الصفقة ومثنها ،سعر الصفقة يوم التعاقد ،يف يوم حمدد يف املستقبل يسمى بيوم
التسوية ،ويف مكان معني.
-عمليات يكون التعامل فيها بالنقد ،ولكن تنفيذها يؤخر إىل اجل مضروب متفق عليه.
-عمليات تتحدد فيها يف يوم التعاقد األمور اآلتية :سعر الصفقة ،مقدار ونوعية الصفقة ،مكان وتاريخ
التسليم.
-عقود هذه العمليات غري منمطة حيث تعتمد على التفاوض بني الطرفني على مقدار الصفقة وسعرها يوم
التعاقد.
وهذا النوع من العمليات ال يتم فيه تسليم املعقود عليه ،وال الثمن ،بل يشرتط تأجيلهما ،وعلى هذا األساس فإن
العملية ال يقبلها الفقه االسالمي ،ألن شرط صحة العقود أن يتم تسليم العوضني أو أحدمها وال جيوز اشرتاط
تأجيل االثنني ،كما أن هذه العمليات دخلت فيها اجلهالة من أوسع أبواهبا ،وفيها إضرار بأحد الطرفني حيث ال
يكسب أحدمها إال على حساب األخر ،كما هو احلال يف القمار.
وهي أن يلتزم كل من البائع واملشرتي بتصفية العمليات يف تاريخ معني ،إال أن يشرتط ألحد الطرفني اخليار يف
عدم تنفيذ العملية ،وذلك مقابل ختليه عن مبلغ من املال يتم االتفاق عليه مسبقا ،وهذا املبلغ مبثابة تعويض عن
عدم تنفيذ العملية.
-العمليات الشرطية للمشرتي ،ويكون املشرتي خمري بني استالم الصكوك وتسليم الثمن تنفيذ العملية وبني
التخلي عن التعويض عدم تنفيذ العملية ويكون البائع ملزم بالقرار النهائي للمشرتي.
-العمليات الشرطية للبائع ،ويكون اخليار للبائع يف يوم جواب الشرط بني تنفيذ الصفقة وبني التنازل عن
تنفيذها ،مقابل دفع تعويض متفق عليه مسبقا.
91
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وحكم العمليات اآلجلة بشرط التعويض ال خيتلف عن احلكم يف العمليات اآلجلة الباتة يف أن العقد مل يتم من
الناحية الشرعية ،ألنه مل يتم فيه التسلم والتسلم ،ال للثمن ،وال للمثمن ،بل اشرتط فيه تأخري االثنني معاً ،لذلك
فهي عمليات غري جائزة شرعا.
ويف هذا النوع من العمليات حيق لواحد من املتعاملني االستزادة من البيع أو الشراء عند حلول األجل املتفق،
حبيث يكون له احلق يف مضاعفة الكمية اليت اشرتاها أو باعها ،وذلك بسعر يوم التعاقد إذا رأى أن التصفية يف
صاحله ،ويف مقابل ذلك يدفع تعويضاً مناسبا يتفق عليه وال يرد إىل دافعه ،وختتلف قيمة هذا التعويض باختالف
نسبة الكمية املضاعفة.
وحكم هذا النوع عدم اجلواز شرعا ،وذلك لعدم توفر أركان العقد حيث يتضمن نوع من املغامرة ،فضال على
ذلك أنه يتضمن يف ظاهره بيعا متضمنا بوعد ،بل يتضمن بيع آخر ،وبالتايل يعترب من البيوع املنهي عنها ألنه
يتضمن صفقتني يف صفقة واحدة.
يف هذه العمليات يكون البائع واملشرتي هلما حق اخليار يف إبرام الصفقة يف موعد التصفية بأي من السعرين،
وللمتعامل اخليار يف الشراء بالسعر األعلى ،أو البيع بالسعر األدىن فاملتعاملون هبذه العمليات يعتقدون أنه
سيحدث تغري كبري يف أسعار األوراق املالية ارتفاعا أو هبوطا ،بينما بائعو هذه األوراق يعتقدون أن األسعار لن
يطرأ عليها أي تغري كبري ،بل إن السوق ستبقى هادئة.
وهذا النوع من العمليات ال يعترب بيعا يف نظر الشريعة ألن من الشروط األساسية له حتديد الثمن ،باإلضافة إىل
عدم حتقق أركان العقد ،فإن فيه اشرتاط تأجيل الثمن املخري واملثمن ولذلك فال جيوز شرعا.
5.2.5المرابحة والوضيعة:
ويكون لكال املتعاملني اخليار يف طلب تأجيل موعد تسوية الصفقة حىت موعد التصفية الالحق ،وحيدث ذلك
عندما يشعر املتعاملون يف السوق بأهنم لن يستطيعوا تنفيذ الصفقة اليت عقدوها ،نظراً لتطور األسعار خالفا
لتقديراهتم فيلجئون إىل املراحبة والوضيعة ،والوضيعة تعين أن البائع عندما يعرف انه سوف خيسر بسبب ارتفاع
92
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
األسعار يف موعد التصفية ،فيطلب تأجيل تنفيذ الصفقة ،وحينئذ ينبغي أن يبحث عن متعامل يف السوق ميلك
ذات النوع من األسهم ،فيشرتيها منه يف موعد التصفية ،ويبيعها مرة أخرى على أساس موعد التصفية التايل.
وهذه العمليات غري صحيحة ،وال جتوز شرعاً لعدم توفر أركان البيع ،فهي مبثابة قرض ربوي مقابل التأجيل أو
إعارة األسهم لقاء فائدة ربوية.
وتعرف تلك العمليات بأهنا اليت جتعل ألحد املتعاقدين احلق واخليار يف أن يكون مشرتيا أو بائعا ملقدار معني يف
ميعاد معني ،أو أن يفسخ العقد يف األجل املضروب ،أو يقبله بشرط أن يدفع تعويضاً عند التعاقد يكون عادة
ضعف التعويض الذي يدفع يف العملية الشرطية البسيطة ،واملضارب الذي يدفع التعويض يراقب تقلبات األسعار
ليغتنم الفرصة يف حالة الصعود أو اهلبوط.
وحكم هذه العمليات عدم اجلواز ،الشتماهلا على صفقتني يف صفقة واحدة ،األمر الذي جيعلها غري جائزة شرعا.
أن مت استعراض األنواع املختلفة للعمليات اآلجلة ،والتكيف الفقهي لكل نوع يف ظل الشريعة اإلسالمية ،نشري
إىل أن قرار جملس اجملمع الفقهي اإلسالمي يف دورته األوىل مبكة املكرمة يف قراره املتعلق بأسواق األوراق املالية أن
العقود اآلجلة بأنواعها اليت جتري يف السوق املالية " البورصة " غري جائزة شرعاً ،ألهنا تشتمل على بيع الشخص
1
ما ال ميلك.
عرفت أسواق األوراق املالية اإلسالمية تطورا ملحوظا من حيث نطاق التعامالت املالية أو من حيث حجم
اإلصدارات لألوراق املالية اإلسالمية ،كما كانت نتائج مؤشرات أسواق األوراق املالية اإلسالمية يف الغالب
إجيابية ،ولتطوير أسواق األوراق املالية جيب أن تتوفر أدوات اإلستثمار اليت تتيح فرص استثمارية جلميع املتعاملني
كبار أو صغار ،مع أكرب عوائد وبأقل خماطر ،وهذا لن يكون إال بتطوير املنتجات املالية بواسطة اهلندسة املالية
اإلسالمية .وفيما يلي سنتناول املشتقات املالية التقليدية وحكمها الفقهي والتكييف الفقهي هلا يف إطار اهلندسة
املالية اإلسالمية.
93
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ومن الواضح أن هناك فروقا جوهرية بني اخليار الشرعي املعروف يف الفقه اإلسالمي وعقود اخليارات املتداولة يف
األسواق املالية ،التقليدية من أبرز هذه الفروق أن اخليار الشرعي ليس له وجود مستقل دون عقد البيع ،فهو جزء
من عقد البيع ،وأحكامه الشرعية مرتبطة بعقد البيع ،أما اخليار املايل فهو عقد مستقل ناجز فيه عاقدان وصيغة
وحمل العقد ،وهو حق معنوي والتزام وليس حمله أسهم أو سندات أو أعيان.
وإن عقود االختيارات-كما جتري اليوم يف األسواق املالية-هي عقود مستحدثة ال تنطوي حتت أي عقد من
العقود الشرعية املسماة ومبا أن املعقود عليه ليس ماال وال منفعة وال حقا ماليا جيوز االعتياض عنه فإنه غري جائز
1
شرعا ومبا أن هذه العقود ال جتوز ابتداء فال جيوز تداوله.
سبقت اإلشارة إىل أن للعقود اآلجلة واملستقبليات أشكال عديدة ،فهناك عقود آجلة للسلع أو ألذونات اخلزانة
أو السندات أو القروض أو حىت أسعار الفائدة كما أن هناك مستقبليات للسلع واألوراق املالية والعمالت
واملؤشرات وأسعار الفائدة ،إخل ...وبالرغم من وجود اختالفات بني العقود اآلجلة واملستقبليات ،فإنه جيمع بينها
اال تفاق على تسليم أصول معينة يف تواريخ حمددة مستقبال .ومن املؤكد أن بعض هذه العقود واضح احلرمة
كمستقبليات أسعار الفائدة واملؤشرات ،وبعضها ميكن أن يكون مسموحا شرعا إذا ما ترافق هذا مع بعض
الضوابط الشرعية.
وحرصا على سالمة عقود اخليارات والعقود اآلجلة واملستقبلية من الناحية الشرعية ،وبعدها عن املخالفات أو
الشبهات ،فإن اقرتاح سوق مؤسسة مالية إسالمية خاصة هبذه العقود يف املرحلة األوىل له ما يربره ،وميكن أن تقوم
هذه السوق يف البداية بدور تأمني وضمان للمتعاملني ،فبالنسبة ملالك األسهم الذي يشرتي خيار البيع ويدفع
العم ولة فإنه يؤمن أسهمه من اخنفاض أسعارها ،أما طالب خيار شراء لألسهم فإنه أشبه ببيع العربون كما تقدم
وهذه أغراض مشروعة ميكن هلذه السوق أن تقوم وتؤمن للطرفني ،ولكن ضمن ضوابط أخرى كما سيأيت بيانه.
كما ميكن هلذه السوق ضمان سالمة تنفيذ العقود اآلجلة واملستقبليات من خالل قيامها بدور الوسيط بني
البائعني واملشرتين لعقود السلم وعقود االستصناع اليت هي أقرب ما تكون للعقود اآلجلة واملستقبليات .وهي
بذلك ختدم فئة التجار واملستثمرين الذين يطلبون شراء السلع املؤجلة باالسرتخاص من خالل عقد السلم أو
يطلبون سلعا مصنعة من خالل عقد االستصناع ،كما ختدم فئة املزارعني والتجار أو الصناع وذلك بضمان تأمني
حماصيلهم أو منتجاهتم أو بضائعهم بأسعار معقولة.
1كمال توفيق حطاب ،مرجع سبق ذكره ،جامعة الريموك ،إربد ،ص.10
94
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-تقوم هذه السوق بإصدار عقود اخليارات وتنظيمها ،على شكل عقود منطية ،كأن ميثل كل عقد
مائة سهم مثال بسعر حمدد يسلم خالل فرتة حمددة 90يوم مثال.
-تقوم بإصدار عقود آجلة منطية متثل عددا من السلع اهلامة واألساسية.
-تقوم بإصدار عقود مستقبلية صناعية متثل أغلب السلع اليت يتم االتفاق على تصنيعها يف
االقتصادات املعاصرة ،وقد تبدأ من األثاث واملفروشات وتصل إىل عقود تصنيع الطائرات.
-تقوم بتلقي طلبات الشراء وبيع عقود اخليارات والعقود اآلجلة بأنواعها املختلفة ،كما تقوم
مبقابلة هذه الطلبات مع بعضها ،أو تقوم بنفسها بتنفيذ الشراء أو البيع.
-متثل ملتقى للبائعني واملشرتين للعقود املؤجلة واملستقبليات واخليارات حبيث يسهل االتصال
والتفاوض مبا يؤدي إىل حتديد أسعار عادلة.
-آلية عمل السوق :تعترب هذه السوق أشبه بشركة تأمني إسالمية لألسهم واألوراق املالية
واخليارات والعقود اآلجلة واملستقبليات ،ويتم تداول العقود اآلجلة واملستقبليات يف إطار
الضوابط الشرعية اليت حتكم عقود السلم واالستصناع.
1.6عقود الخيار:
هي عقود تعطي ملالكها احلق وليس االلتزام بالبيع أو الشراء وهي حمددة بتاريخ مسبق ومن أهم أنواع
اخليارات ،خيار الطلب أو الشراء ،خيار العرض أو البيع .وتعترب عقود اخليار حمرمة لألسباب الشرعية التالية
-ما يتضمنه بيع عقد اخليار من أكل املال بالباطل ،فيما إذا مل يتهيأ ملشرتيه استعماله بسبب عدم تغري
األسعار يف صاحله.
95
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-التعامل يف عقود اخليار قائم على القمار وامليسر بالنسبة ملشرتي عقد اخليار وبائعه على السواء ،يف
احلاالت اليت تنتهي بالتسوية النقدية بني الطرفني.
-عقد اخليار يدخل يف بيع اإلنسان ما ال ميلك إذا كان حمرر لالختيار.
من خالل االستقراء والتأمل ميكن أن يندرج عقد اخليار الذي تتعامل به األسواق املالية يف الوقت احلاضر
بعد إضافة الضوابط الشرعية وتغيري العقود املنظمة هلذه العقود حتت عدد من العقود والتكيفات الفقهية التالية:
وعقد خيار الشراء هو بيع العربون ،فهو أشبه ما يكون ببيع العربون وبيع العربون جائز عند احلنابلة على خالف
اجلمهور ،ومثاله أن يشرتي الرجل السلعة بقيمة 1000دوالر فيدفع من مثنها جزءا 10 ،دوالر مثال ،ويقول
للبائع إذا مل أشرتي منك غدا فمبلغ 10دوالر لك ،ويعد هذا العقد ملزما يف حق البائع أي أنه ال يستطيع أن
ميتنع عن تنفيذه ،أما املشرتي فهو باخليار خالل املدة املتفق عليها.
ودون اخلوض يف اخلالف الفقهي يف بيع العربون ،فاألرجح هو رأي اجمليزين خاصة وأن أدلتهم هي األقوى،
باإلضافة إىل أن هذا الرأي هو الذي ينسجم مع حتقيق املقاصد الشرعية املتمثلة يف دفع الضرر واحلرج واملشقة
ففي حترمي العربون تضييق على الناس ومصاحلهم والسماح بإيقاع الضرر ،واملتمثل يف تفويت الفرص على البائع أو
املؤجر أو تعريض األعيان واخلدمات لتقلبات األسعار وتدهورها .وقياسا على حكم بيع العربون ميكن القول جبواز
عقود اخليار للشراء إذا سلمت من املخالفات الشرعية واليت متس األصل املتعاقد عليه ومدى توافها مع أحكام
الشريعة اإلسالمية.
األرجح من أراء الفقهاء جواز أخد األجرة على االلتزام أو الضمان أو الكفالة لقوة األدلة ،ويتحقق من خالهلا
مصاحل ومكاسب لطريف املعاملة أو مبا ال خيالف املقاصد الشرعية ،وقياسا على هذا احلكم ميكن القول جبواز خيار
البيع إذ خال من املخالفات الشرعية األخرى ،فمالك األوراق املالية الذي يدفع العمولة مقابل أن يكون له احلق
96
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يف البيع يف الفرتة املتفق عليها ،يقوم حبماية ممتلكاته من األوراق املالية بشراء التزام من الطرف اآلخر بضمان هذه
األوراق بشرائها إذا رغب الطرف األول.
وكنتيجة ملا سبق فإن التكييف الفقهي خليار الشراء والبيع إمكانية قياس حكم عقود خيار الشراء على حكم
العربون وحكم خيار البيع على حكم االلتزام أو الكفالة أو الضمان ،وهذا ينسجم مع حتقيق املقاصد الشرعية،
املتمثلة يف دفع الضرر واحلرج واملشقة.
كما سبق ذكره يف اجلانب املتعلق باملشتقات املالية بأن العقود األجلة هي عقود يلتزم مبقتضاها طرفا العقد بشراء
أو بيع أصل معني يف تاريخ حمدد يف املستقبل ،وبسعر متفق عليه يف تاريخ التعاقد يسمى سعر التنفيذ والعقود
اآلجلة ال يتم تداوهلا أو املتاجرة فيها يف سوق األوراق املالية وسوق األدوات املالية املشتقة كباقي املشتقات ،بل
هي جمرد اتفاق خاص ومغلق بني الطرفني ،فهو عقد يلتزم فيه البائع أن يسلم للمشرتي حمل التعاقد يف تاريخ
1
الحق بسعر يتفق عليه وقت التعاقد يطلق عليه سعر التنفيذ.
وللتوضيح أكثر ،فهي عبارة عن اتفاقية بني شخصني لتسليم أصل معني يف وقت الحق مستقبال وبسعر حمدد
يسمى سعر التنفيذ .وتعترب املعامالت اآلجلة حمرمة شرعا وذلك ملا يلي:
-ملا فيها من اشرتاط تأجيل تسليم املبيع وهو هنا األسهم وهو حمرم شرعا.
-مبا فيها من تأجيل الثمن واملثمن وهو بيع الدين بالدين اجملمع على حترميه.
-إن غالب التعامالت يف املعامالت اآلجلة جيري على املكشوف وهو يدخل يف بيع اإلنسان ما ليس
عنده.
ومن أوجه التكييف الشرعي للعقود اآلجلة هي عقود السلم ،فإذا ما كانت السلعة طيبة مباحة وكانت العقود اليت
متثلها أو األسهم املتداولة متثل شركات مشروعة فإن العقود اآلجلة واملستقبليات يف هذه احلالة هي أشبه ما تكون
بعقود السلم اجلائزة شرعا .وهنالك تشابه كبري بني عقد السلم والعقود اآلجلة ،حيث يوجد عقد بيع يتفق فيه
1مصطفى يوسف كايف ،املشتقات املالية وأدواهتا املستحدثة ،ألفا للوثائق ،اجلزائر ،الطبعة األوىل ،2018 ،ص.204
97
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الطرفان على التعاقد على بيع بثمن معلوم يؤجل فيه تسليم السلعة املوصوفة بالذمة وصفا مضبوطا إىل أجل
معلوم ،ومع ذلك فإهنا ختتلف عن عقد السلم يف عدة أمور:
-رأس املال يف العقود اآلجلة واملستقبليات ال يدفع معجال بل يقتصر على دفع نسبة منه فكأن البدلني فيه
مؤجالن.
وتظهر حكمة مشروعية عقد السلم من حاجة الناس إليه وضرورته هلم ،خاصة احملتاجني أو املفلسني منهم،
فالبائع حباجة إىل رأس مال ونفقات يستخدمها إلنتاج سلعته ،وللنفقة على نفسه وأهله إىل أن حيني موعد
اإلنتاج ،ويكون قد سوق سلعته مس بقا ،فال يتعرض ألعباء تسويقها ،واملشرتي حباجة إىل سعر أرخص من سعر
1
البيع احلايل للسلعة اليت يريد شراءها فالسلم يليب احلاجتني وحيقق املصلحتني العامة واخلاصة.
المستقبلية: 3.6العقود
العقود املستقبلية هي عقود يتم فيها االتفاق على الشيء املبيع وسعره وكميته عند إبرام العقد ،على أن يتم
التسليم ودفع الثمن يف املستقبل ،فالعقد املستقبلي عقد على شيء معني أو موصوف يف الذمة مؤجل بثمن
مؤجل .وتنقسم العقود املستقبلية إىل العقود املستقبلية على السلع وعلى األوراق املالية وعلى املؤشرات وفيما يلي
احلكم الفقهي لكل منها
-ما يف العقود من الربا اجملمع على حترميه وهو ربا النسيئة وذلك يف حالة العقود املستقبلية على الذهب والفضة.
1حممد سليمان األشقر ط ،عقد السلم وعقد االستصناع وإمكانية استفادة البنوك اإلسالمية منها ،دار النفائس ،األردن ،1995 ،ص ص .98-97
98
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وفيها العقود املستقبلية على األسهم والعقود املستقبلية على األوراق املالية ذات الدخل الثابت وكالمها حمرم لألدلة
التالية:
-العقود املستقبلية على األسهم ال جيوز إبرامها على األسهم وذلك لألدلة التالية:
ملا يف العقود املستقبلية من تأجيل تسليم األسهم ويف ذلك تأجيل املبيع املعني وهو غري جائز شرعا.
يف العقود املستقبلية يتم تأجيل الثمن واملثمن وهو ال جيوز ألنه من بيع الدين بالدين اجملمع على حترميه.
ال ميلك البائع يف الغالب األسهم اليت أبرم عليها عقدا مستقبليا فيكون بائعا ملا هو مملوكا لغريه.
-العقود املستقبلية على األوراق املالية ذات الدخل الثابت ،وتعرف أيضا بالعقود املستقبلية على أسعار
الفائدة وحكمها الفقهي هو التحرمي وذلك ملا يلي:
ملا يف ذلك من بيع الدين لغري من هو عليه بثمن مؤجل ،وهو غري جائز ملا فيه من بيع الدين بالدين
املنهي عنه.
الدين الذي متثله هذه األوراق من النقود وإذا بيعت بنقود كما هو احلال يف العقود املستقبلية كان ذلك
صرفا مل تتوفر فيه شروطه فكان حراما.
-ملا يف هذه العقود من وقوع العقد على ما ليس مبال وال يؤول إىل املال وذلك ال جيوز ألن مؤشرات
األسهم أرقام جمردة يقع العقد عليها ،وليس على األسهم املتمثلة يف تلك املؤشرات.
-ملا يف هذه العقود من الرهان احملرم بإمجاع املسلمني ،ألن حقيقتها هي املراهنة من حيث بلوغها رقما معينا
أو عدمه ،على أن يدفع من خيسر الرهان إىل الطرف األخر الفرق بني الرقم املعني املراهن عليه املسمى
بسعر التنفيذ وبني الرقم الذي يصل إليه املؤشر فعال يف األجل املطلوب.
-فيها يتم تأجيل تسليم الثمن واملثمن وهذا ال جيوز ألنه من بيع الدين بالدين اجملمع على حترمييه.
99
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-ما يف هذه العقود من قمار إذا كانت تنتهي بالتسوية النقدية واحملاسبة على فروق األسعار دون أن يكون
التسليم والتسلم مبين على نية للمتعاقدين .
ومن أوجه التكييف لعقود املستقبليات اعتبارها يف إطار عقد االستصناع ،حيث يعرف هذا األخري بأنه عقد مع
صانع على عمل شيء معني يف الذمة ،كاالتفاق مع جنار على صناعة مكتب أو مقاعد أو غرفة مفروشات أو مع
صانع أحذية على صناعة حذاء ،وتكون العينني املمنوعة ومادهتا األولية من الصانع ويكون هذا املعقود عليه هو
العمل فقط ألن االستصناع طلب الصنع وهو العمل ،فإذا كانت العني أو املادة األولية كاألخشاب واجللود من
املستصنع ال من الصانع فإن العقد يكون إجارة ال استصناع.
وهذا العقد يسد حاجة من حاجات اجملتمع ،مل يكن مسموحا من خالل عقد السلم وهي السماح بتأخري تسليم
الثمن نقدا ،خاصة عندما تكون العني املطلوب صنعها باهظة القيمة ،وهذا ألنه ستبقى دوما يف كل عصر بعض
السلع ال يتيسر أبدا أن تصنع أو تنتج قبل وجود مشرتي معني ملتزم بشرائها ،ففي مثل هذه السلع ميكن
للمشرتي شرعا أن يتوىل هو متويل البائع.
وقد قرر جممع الفقه اإلسالمي يف دورته السابعة عام 1412هـ عدم اشرتاط تعجيل الثمن يف االستصناع ونظرا
1
للخالف الفقهي حول السلم واالستصناع فقد اقرتح البعض بدائل شرعية متمثلة يف صكوك املقارضة.
وتربز أمهية عقد االستصناع يف أن هذا العقد يتمتع بالعديد من املزايا اليت قد ال توجد يف غريه من عقود البيع
وهي :
-أن فيه ال كثري من التيسري على املسلمني ،ألنه ال يشرتط فيه تسليم الثمن وال املثمن ،فهو تكملة جلانبني
مهمني مها عقد السلم الذي ال يشرتط فيه وجود املسلم فيه ،ولكن جيب تسليم الثمن يف اجمللس ،وعقد
البيع اآلجل الذي ال يشرتط فيه تسليم الثمن ،ولكن ال بد فيه من وجود املبيع وتسليمه إىل املشرتي،
وهذا قد ال يسد كل احلاجيات لإلنسان اليت تتغري وتتطور من زمن آلخر ،كما أن اإلجارة على العمل
ال تسد تلك احلاجيات ،لذلك أباح اإلسالم عقد االستصناع لتكتمل به اجلوانب الثالثة .
100
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-إن يف التعامل بعقد االستصناع رفق بكل من الصانع واملستصنع ،فالرفق بالصانع يتمثل يف كون ما يصنعه
قد جرى بيعه مسبقا ،فال حيتاج إىل البحث عن أسواق لسلعته لبيعها ،فرمبا ال يتمكن من بيعها فورا مما
يكلفه أموال حلفظها وحراستها وختزينها ،وما إىل ذلك من اخلسارة ،اليت قد تلحقه من جراء ذلك،
وباإلضافة إىل ذلك فإن الصانع حيصل على املواد اخلام بسعر أقل مما لو اشرتاها املستصنع ،وذلك لعلمه
بتلك املواد وأماكن وجودها وجتارهتا جتارها ،حبكم تعامله مع أولئك التجار ،أما من جهة املستصنع فإنه
يستطيع أن يضع الشروط وحيدد املواصفات اليت يرغب فيها واليت تناسب وتالئم حاجته ،وقدرته املادية،
فرمبا يكون ما يالئم غريه مما هو موجود يف األسواق ال يالئمه؛ فباالستصناع حيصل على ما يريده من
1
مصنوعات باملواصفات اليت يرغب فيها.
-إن التعامل بعقد االستصناع وتفعيله يساهم بشكل مباشر يف حتقيق االكتفاء الذايت واألمن االقتصادي،
وخاصة مع اتباع األساليب احلديثة يف جمال الصناعة واليت من شأهنا أن تؤدي إىل زيادة اإلنتاج الصناعي
من حيث كميته وكيفيته وتنوعه ،حبيث يشمل مجيع اجملاالت ،ولذلك فإنه من الصعب إجياد وسيلة
ميكن أن تقدم متويال متكامال لقطاع الصناعة كعقد االستصناع الذي يعد من أفضل األدوات املالية
ذات الكفاءة التمويلية العاملية ،لتعبئة املدخرات وتوظيفها يف قنوات اإلنتاج احلقيقي الذي حيقق أفضل
العوائد املمكنة ،واجملزية على رأس املال واليت تصب يف دائرة اإلنتاج احلقيقي وذلك بتوظيف القوى
العاملة ،وتشغيل الطاقات اإلنتاجية واستثمار األموال ،ويف الوقت نفسه تيسر للناس احلصول على
السلع املصنعة اليت حيتاجون إليها ،وتفتح اجملال أمام العاطلني عن العمل للحصول على أعمال مناسبة،
2
مما يؤدي إىل اخنفاض مستوى البطالة والتضخم وزيادة اإلنتاج ،وحتقيق األمن االقتصادي للمجتمع.
1أمحد السالوس ،فقه البيع واالستيثاق والتطبيق املعاصر ،سلسله رقم 14من إصدارات جممع فقهاء الشريعة بأمريكا ،مكتبة دار القرأن ،مصر ،الطبعة
األوىل ،سنة ،2004ص .516
2كاسب عبد الكرمي البدران ،عقد االستصناع أو عقد املقاولة يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة ،رسالة ماجستري ،املعهد العايل للقضاء ،السعودية،
،1979ص.104
101
الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخالصة:
والحظنا كذلك بأن التعامل يف عقود اخليارات والعقود اآلجلة واملستقبلية يف السوق املالية التقليدية ،من الضروري
أن يكون متكيفا مع الشروط الشرعية ،وأن يبتعد عن املعامالت املشبوهة ،ومن مث ضمان سالمة تنفيذ هذه
العقود ،من خالل األدوات املالية االسلمية التالية:
102
الخاتمة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخاتمة
عموما استخلصنا من حمتوى هذه املطبوعة أن زيادة ثقافة االدخار بني أفراد اجملتمع تلعب دورا كبريا يف
جذب األموال حنو خدمة االقتصاد ،والذي لن يكون إال من خالل تشجيع هؤالء األفراد على شراء األوراق املالية
سواء كانت أسهما أو سندات ،خاصة بالنسبة لألفراد ذوي الدخول املتوسطة الذين ال يتمكنون من القيام
مشاريع مبفردهم ،لذلك جيب العمل باستمرار من أجل خلق الفرص هلؤالء حىت يتم حتويل الفائض من األموال
مقابل أدوات مالية لتمويل استثمارات املؤسسات االقتصادية وميزانية احلكومة ،حبيث تستخدم املؤسسات هذا
املال يف شراء وسائل اإلنتاج ،أما احلكومة فتستخدمه يف إجناز برامج التنمية.
وإن وجود بورصة د سوف يؤدي دورا بارزا يف االقتصاد ،وإذا ما دققنا يف ذكر أهم الفوائد املرتتبة عن هذا الوجود
فيمكن حصرها يف النقاد التالية:
زياد حجم االدخار الوطين باحلجم املطلوب الذي يشجع االستثمار املنتج ،من خالل الدفع باملدخرين
بالتدريج حنو شراء األوراق املالية ،اليت تقوم بإصدارها الشركات يف سوق اإلصدار ،حبيث يتم توظيف
وتوجيه هده األموال حنو االستثمارات املالئمة املنشئة للقيمة املضافة ومناصب الشغل.
يتيح للمستثمرين أصحاب األوراق املالية احلصول على عوائد يف املستقبل تساعدهم على زيادة دخوهلم
مما حيسن مستوى معيشتهم.
يسمح للحكومة باالقرتاض العام من اجلمهور عن طريق قيام اخلزينة العمومية بطرح سندات حكومية
لتمويل نفقاهتا املتزايدة يف جمال االستثمار العمومي.
كما الحظنا أن السوق املالية يف قسمها املنظم والرمسي (البورصة) البد أن ينشطها مشاركون ومتدخلون رئيسيون،
حيث يؤدي غياب أحد هذه األطراف بالتأكيد إىل نشوء االختالالت يف نشاط البورصة ،واملشاركون يف البورصة
هم على التوايل:
شركات البورصة اليت تنظم وتنفذ كافة العمليات كوسيط ،وتتعلق تلك العمليات بشراء وبيع األوراق
املالية ،وكذلك تسوية عقود األدوات املالية عند تاريخ االستحقاق للقيم املنقولة.
بنوك االستثمار اليت حتتكر عملية إصدار األسهم يف السوق االويل لصاحل شركات املسامهة.
أما املتدخلون فهم كالتايل:
شركات املسامهة املصدرة لألوراق املالية األسهم والسندات.
103
الخاتمة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
املستثمرين وهم األشخاص الطبيعيون واالعتباريون الذين يقومون بتوظيف أمواهلم املدخرة قصد احلصول
على عوائد يف شكل أرباح وفوائد.
املضاربون الصحيون وهم األشخاص الذين هلم القدرة على توفري السيولة عند احلاجة للمستثمرين
البائعني ألوراقهم املالية يف السوق الثانوي.
كما استنتجنا أيضا أنه وإلمتام عملية طرح األوراق املالية األسهم والسندات هلا أساليب معينة ميكن تلخيصيها
بالشكل التال:
وجود بنك استثمار يتوىل عملية اإلصدار لشركات املسامهة واحلكومية.
قيام بنك استثمار بتصريف األوراق املالية للمستثمرين املعروفني.
باإلضافة اىل ما مت استنتاجه يف دراستنا للمحاور الثالثة األوىل اتضح لدينا أن سوق املال يشمل كذلك معامالت
يف املشتقات املالية مثل:
العقود املستقبلية اليت تتصف بالنمطية عكس العقود اآلجلة الغري منطية اليت يتم تتداوهلا يف البورصة الغري
رمسية
وجود فروق أخرى بني العقود املستقبلية والعقود اآلجلة ولكن يبقى امهها يتمثل يف خماطر عدم القدرة
على الوفاء والتخلص من االلتزامات يف العقود األجلة.
ومن تناولنا ملوضوع السوق املالية اإلسالمية وجدنا أهنا ختتلف اختالفا كبريا وواضحا عن السوق املالية التقليدية
خاصة يف اجلانب املتص ل باألدوات ،فالسوق املالية اإلسالمية تنشط وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية خصوصا
فيما يتعلق باملتعاملني واألدوات املالية املتداولة واالْساليب ،لذلك جند أن السوق املالية اإلسالمية
يضم مساسرة وشركات تريد اصدار وطرح األوراق املالية اليت جتيزها الشريعة اإلسالمية اليت من أمهها
األسهم وصكوك االستثمار الشرعية املتمثلة يف صكوك املشاركة واالجارة واملضاربة واالستصناع.
إدارة هذه األدوات املالية االسالمية بأساليب للتعامل املتمثلة يف عقود املراحبة واملشاركة واملضاربة.
104
ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قائمة المراجع:
-1حسن حممد الرفاعي ،سوق األوراق املالية :من املخاطر إىل األزمات قراءة يف أبعادها املالية وأحكامها
يف االقتصاد اإلسالمي ،امللتقى الدويل الثاين :متطلبات التنمية يف أعقاب إفرازات األزمة املالية العاملية "
جامعة بشار ،اجلزائر
-2هيئة السوق املالية ،االستثمارات املالية وأسواق األسهم ،الرياض ،اململكة العربية السعودية.
https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_7.pdf
-3هيئة قطر لألسواق املالية ،مدخل إىل أسواق املال ،الرياض ،اململكة العربية السعودية.
https://www.qfma.org.qa/English/MediaCenter/Documents/investorawareness/Int
roduction_to_capital_markets.pdf
-4مبارك بن سليمان ال فواز ،األسواق املالية من منظور إسالمي ،مركز النشر العلمي ،الطبعة األوىل،
السعودية.2010،
file:///C:/Users/MY%20COMPUTER/Downloads/03-Mubarak%20(1).pdf
-5هيئة السوق املالية ،دليل املصطلحات االستثمارية الرياض ،اململكة العربية السعودية.
-6إبراهيم الكراسنة ،إرشادات عملية يف تقييم األسهم والسندات ،معهد السياسات االقتصادية ،صندوق
النقد العريب.2018،
-8نبيل خليل طه مسور ،سوق األوراق املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق «دراسة حالة سوق رأس املال
اإلسالمي يف ماليزيا ،اجلامعة اإلسالمية-غـزة.2007،
https://www.houmsilaw.com/img/uploads1/research_260.pdf
105
ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-9عيسى حممد الغزايل ،حتليل األسواق املالية ،جملة جسر التنمية ،سلسلة دورية تعىن بقضايا التنمية يف
األقطار العربية ،العدد 2004 ،27
-10زاهرة يونـس حممـد سـودة ،تنظيـم عقـود االختيـار فـي األسـواق املـالية من النواحي القانونية والفنية
والضريبية والشرعية ،جامعة النجاح الوطنية نابلس ،فلسطني ،2006،نقال عن منري إبراهيم هنيدي :إدارة
األسواق واملنشآت املالية .1999،
-12رمضان عبد اهلل الصاوي ،عمليات البورصة يف ميزان الفقه اإلسالمي ،جملة الفقه اإلسالمي .بنك ديب
اإلسالمي ،االمارات العربية املتحدة.2018،
https://www.aliqtisadalislami.net/
-13كمال توفيق حطاب ،حنو سوق مالية إسالمية ،جامعة الريموك ،إربد.
https://kamalhattab.info/blog/wpcontent/uploads/2008/03/sook.pdf
-14حسني عبد املطلب األسرج ،آليات تفعيل البورصة العربية املوحدة ،االهرام االقتصادي ،مصر.2005 ،
-15عصام أو النصر ،أسواق األوراق املالية (البورصة) يف ميزان الفقه اإلسالمي ،دار النشر للجامعات ،مصر،
القاهرة.2006 ،
-16بلعزوز بن علي وآخرون ،دليلك يف االقتصاد من خالل 300سؤال وجواب ،مطبعة اخللدونية،2008 ،
اجلزائر.
--17عبد النافع عبد اهلل الزراري وآخرون ،األسواق املالية ،الطبعة األوىل ،األردن ،دار وائل للنشر.2001 ،
-18قط سليم ،مفاضلة االستثمار بني سوق األوراق املالية املعاصرة وسوق األوراق املالية اإلسالمية جامعة حممد
خيضر ،اجلزائر.2016 ،
-19حيدر يونس املوسوي ،السوق املايل اإلسالمي ،جمموعة اليازوري للنشر والتوزيع.2018،
-20شافية كتاف ،دور األدوات املالية اإلسالمية يف تنشيط وتطوير السوق املالية اإلسالمية دراسة تطبيقية
لتجارب بعض األسواق املالية العربية واإلسالمية ،اجلزائر.2013 ،
-21مرمي خليفة املخمرين ،طار النظري للصكوك اإلسالمية ،دار املالية ،االمارات العربية املتحدة.
106
ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-30كاسب عبد الكرمي البدران ،عقد االستصناع أو عقد املقاولة يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة ،رسالة
ماجستري ،املعهد العايل للقضاء ،السعودية1997. ،
-31قندوز عبد الكرمي ،اهلندسة املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق ،مؤسسة الرسالة ناشرون ،لبنان.2008 ،
107
ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
3- Hull, John C., Options, Futures, and Other Derivatives, fifth Edition,
Prentice Hull, 2003.
https://oxford.universitypressscholarship.com/view/10.1093/acprof:oso/9780
199971541.001.0001/acprof-9780199971541
108