You are on page 1of 109

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫محاضرات في مقياس‬
‫األسواق المالية‬
‫موجهة إلى طلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي بنكي‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬بلعيدي محمد‬

‫أستاذ محاضر قسم "أ" بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫جامعة قسنطينة‪-2‬عبد الحميد مهري‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020 :‬‬


‫المق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم ـ ـ ـ ـ ـ ـة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫المقدمة‬
‫أصبحت عملية استقطاب األموال الفائضة‪ ،‬اليت تعود لألفراد واملؤسسات‪ ،‬من أبرز وأهم العمليات اليت تقوم هبا‬
‫الدول حاليا‪ ،‬وهذا بغرض حتقيق هدف توفري مصادر متويل مستدمية لالقتصاد القومي‪ .‬ويف واقع األمر لن يتحقق‬
‫هذا اهلدف‪ ،‬إال عن طريق حتفيز أصحاب الفوائض املالية بت ى الوسائل واألدوات‪ ،‬من ببار وصغار املدررين‪،‬‬
‫للدفع هبم حنو شراء األوراق املالية من أسهم وسندات‪ ،‬اليت تصدرها التربات واحلكومات‪ ،‬وبالتايل سوف‬
‫يتمكنون من توظيف مدرراهتم واحلصول على عوائد يف املستقبل‪ .‬ويتطلب جناح استقطاب األموال‪ ،‬توافر‬
‫االستقرار املايل والسياسي دارل الدولة الواحدة‪ ،‬باإلضافة إىل توفري إطار قانوين حلماية حقوق املتعاملني يف هذا‬
‫السوق‪ ،‬مما يسهل تدفق رؤوس األموال املطلوبة إىل السوق املالية ‪ ،‬ويف هذا السياق تأيت هذه املطبوعة لتوضح‬
‫أبثر موضوع السوق املالية‪ ،‬ولبلوغ هذا الغرض قسمنا حمتواها‪ ،‬إىل مخسة فصول وهي مرتبة بالتايل‪:‬‬

‫الفصل االول‪-‬مفهوم األسواق املالية‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪-‬األدوات املالية املتداولة‪.‬‬

‫الفصل الثالث – عمليات البورصة‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪-‬عقود املعامالت يف األسواق املالية‪.‬‬

‫الفصل الخامس ‪-‬األسواق املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫وامجاال تناول الفصل األول من املطبوعة مفهوم األسواق املالية‪ ،‬واملقومات االقتصادية األساسية اليت تؤدي إىل‬
‫انتاء وإقامة سوق لألوراق املالية اليت تصدرها شربات املسامهة واحلكومات‪ ،‬وملعرفة الفائدة واملنافع املنتظرة من‬
‫أداء هذا السوق تطلب منا التطرق اىل حتليل عنصر أمهية وجود األسواق املالية يف حتريك النتاط االقتصادي‪،‬‬
‫وهي املهمة الرئيسية اليت يقوم هبا من رالل تتجيع اجلمهور على االدرار واالستثمار يف شراء األوراق املالية‪،‬‬
‫لزيادة معدل النمو االقتصادي‪ ،‬يف ظل اخنفاض املخاطر‪ ،‬وح ى نستوعب موضوع سوق املال بان من الضروري‬
‫جدا الكتف عن أنواع األسواق املالية ورصائصها وبفاءهتا املتمثلة أساسا يف نوعني من الكفاءة‪ ،‬ومها الكفاءة‬
‫التتغيلية والسعرية للسوق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫أما الفصل الثاين من املطبوعة فقد تضمن بالدراسة والتحليل األدوات املالية املتداولة يف سوق رأس املال‪ ،‬واليت‬
‫تتمثل يف األسهم العادية واملمتازة والسندات‪ ،‬حيث مت إعطاء معلومات وافية وبافية عن بل ورقة مالية‪ ،‬السيما‬
‫فيما يتعلق حبقوق حامل السهم العادي واملمتاز بصكوك ملكية‪ ،‬مزايا وعيوب االستثمار يف السهم العادي‬
‫واملمتاز‪ ،‬وللوقوف على أهم االرتالفات املوجودة بني السهم العادي واملمتاز‪ ،‬قمنا بإجراء مقارنة بينهما‪ ،‬يف‬
‫املقابل رصص لالستثمار يف السندات جزء مهم من الدراسة‪ ،‬علما أهنا متثل صك دين على املؤسسات‬
‫واحلكومات اليت تصدرها‪ ،‬حبيث مت التفريق بدقة بني هذه األوراق املالية رصوصا من ناحية مدة االستثمار‬
‫القصرية والطويلة األجل‪ ،‬ويف سياق متصل بان من األمهية مبا بان أن نذبر عوامل حتديد سعر الفائدة على‬
‫السند‪ ،‬رصائصها أنواعها مثل السندات احلكومية والسندات القابلة للتحويل واالستدعاء بذلك خماطر االستثمار‬
‫فيها‪ ،‬بما مت من ناحية وضع مقارنة‬

‫بني السندات واألسهم‪ ،‬ومن ناحية أررى ذبر أهم األدوات املالية املتداولة يف السوق النقدي من مثل أذون‬
‫اخلزانة‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬شهادات اإليداع القابلة للتداول‪ ،‬القبوالت املصرفية‪ ،‬واتفاقيات إعادة التراء‪.‬‬

‫واحتوى الفصل الثالث من املطبوعة بافة العمليات اليت ميكن أن جيريها املتعاملون يف البورصة‪ ،‬ولقد مت يف هذا‬
‫اجملال إعطاء مفهوم واصح لعمليات البورصة‪ ،‬تبعه بعد ذلك ترتيب وذبر أهم أنواع هذه العمليات‪ ،‬واملتمثلة‬
‫باألساس يف العمليات العاجلة اآلجلة‪ ،‬من جهة أررى قمنا بتحديد أهم االطراف املتدرلة واملتاربني يف اجراء‬
‫عمليات طرح وتداول األوراق املالية‪.‬‬

‫الفصل الرابع تناول بالترح والتحليل موضوع عقود املعامالت يف األسواق املالية الفورية واآلجلة يف السوق املنظمة‬
‫والغري منظمة للمتتقات املالية‪ ،‬باإلضافة اىل تبيان أوجه االرتالف األساسية اليت تظهر بني العقود اآلجلة‬
‫والعقود املستقبلية عقود اخليارات‪.‬‬

‫وأرريا تطرق الفصل اخلامس إىل مسألة السوق املالية اإلسالمية‪ ،‬تعريفها‪ ،‬رصائصها‪ ،‬طبيعتها ومقوماهتا‪،‬‬
‫وظائفها وبذلك مت حتديد االرتالف بني السوق املالية اإلسالمية والتقليدية‪ ،‬باإلضافة إىل تقدمي شرح حكم‬
‫التعامل يف األسهم والسندات‪ ،‬العقود اآلجلة واملستقبلية وعقود اخليارات وفق ضوابط التريعة ومنظور إسالمي‪،‬‬
‫مع طرح مقرتح بيفية إقامة سوق مالية إسالمية السوق املالية اإلسالمية املقرتحة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪2-1‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪9-3‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪10‬‬ ‫فهرس الجداول‬

‫‪11‬‬ ‫فهرس األشكال‬

‫‪12‬‬ ‫الفصل األول‪-‬األسواق المالية‬

‫‪12‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪13‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم األسواق المالية‪:‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪ .2‬المقومات االقتصادية األساسية ألنشاء سوق األوراق المالية‪:‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪ .3‬أهمية وجود األسواق المالية في النشاط االقتصادي‬

‫‪19‬‬ ‫‪ .4‬وظائف األسواق المالية‪:‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪ 1.4‬تشجيع االدخار‪:‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪ 2.4‬تخفيض المخاطر‪:‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪ 3.4‬زيادة النمو االقتصادي‪:‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪ .5‬أنواع األسواق المالية‪:‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪ .6‬خصائص األسواق المالية‪:‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪ 1.7‬الكفاءة التشغيلية للسوق‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪26‬‬ ‫‪ 2.7‬الكفاءة السعرية للسوق‪:‬‬

‫‪28‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫‪29‬‬ ‫الفصل الثاني‪-‬األدوات المالية المتداولة‬

‫‪29‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪30‬‬ ‫‪.1‬األدوات المالية المتداولة في سوق رأس المال‬

‫‪31‬‬ ‫‪1.1‬األسهم العادية‬

‫‪31‬‬ ‫‪ 1.1.1‬حقوق حامل السهم العادي‬

‫‪32‬‬ ‫‪ 2.1.1‬مزايا األسهم العادية كمصدر للتحويل‬

‫‪32‬‬ ‫‪ 3.1.1‬عيوب األسهم العادية كمصدر للتحويل‬

‫‪33‬‬ ‫‪ 2.1‬األسهم الممتازة‬

‫‪34‬‬ ‫‪ 1.2.1‬مزايا األسهم الممتازة كمصدر للتحويل‬

‫‪35‬‬ ‫‪ 2.2.1‬عيوب األسهم الممتازة كمصدر للتحويل‬

‫‪36‬‬ ‫‪ 3.1‬مقارنة بين األسهم العادية والممتازة‬

‫‪37‬‬ ‫‪ 4.1‬السندات‬

‫‪39‬‬ ‫‪ 1.4.1‬اإلستثمار في السندات من حيث المدة‬

‫‪41‬‬ ‫‪ 2.4.1‬عوامل تحديد سعر الفائدة على السند‬

‫‪43‬‬ ‫‪ 3.4.1‬خصائص السندات‬

‫‪43‬‬ ‫‪ 4.4.1‬أنواع السندات‬

‫‪4‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪45‬‬ ‫‪ 5.4.1‬مخاطر االستثمار في السندات‬

‫‪47‬‬ ‫‪ 6.4.1‬أنواع السندات الحكومية‬

‫‪48‬‬ ‫‪ 7.4.1‬المقارنة بين السندات واألسهم‬

‫‪49‬‬ ‫‪.2‬األدوات المالية المتداولة في سوق النقد‬

‫‪49‬‬ ‫‪ 1.2‬أذون الخزانة‬

‫‪49‬‬ ‫‪ 2.2‬األوراق التجارية‬

‫‪49‬‬ ‫‪ 3.2‬شهادات اإليداع القابلة للتداول‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 4.2‬القبوالت المصرفية‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 5.2‬قرض الدوالر األوروبي‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 6.2‬اتفاقيات إعادة الشراء‬

‫‪52‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬

‫‪53‬‬ ‫الفصل الثالث‪-‬عمليات البورصة‬

‫‪53‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪54‬‬ ‫‪.1‬مفهوم عمليات البورصة‬

‫‪54‬‬ ‫‪.2‬أنواع العمليات في البورصة‬

‫‪54‬‬ ‫‪ 1.2‬العمليات العاجلة‬

‫‪56‬‬ ‫‪2.2‬العمليات اآلجلة‬

‫‪58‬‬ ‫‪ 3.2‬المشاركون في عمليات البورصة‬

‫‪5‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪59‬‬ ‫‪ 4.2‬االطراف المتدخلة في اجراء العمليات في البورصة‬

‫‪60‬‬ ‫‪ 5.2‬عمليات الطرح واإلصدار في البورصة‬

‫‪61‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬

‫‪62‬‬ ‫الفصل الرابع‪-‬عقود المعامالت في األسواق المالية‬

‫‪62‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪63‬‬ ‫‪.1‬عقود المعامالت في السوق الفورية‬

‫‪63‬‬ ‫‪.2‬عقود المعامالت في السوق األجل‬

‫‪64‬‬ ‫‪.3‬العقود اآلجلة والمستقبلية‬

‫‪64‬‬ ‫‪ 1.3‬السوق المنظمة للمشتقات المالية‬

‫‪64‬‬ ‫‪2.3‬السوق الغير منظمة للمشتقات المالية‬

‫‪65‬‬ ‫‪ 3.3‬العقود المستقبلية‬

‫‪66‬‬ ‫‪ 4.3‬العقود اآلجلة‬

‫‪66‬‬ ‫‪ 5.3‬أوجه االختالف بين العقود اآلجلة والعقود المستقبلية‬

‫‪68‬‬ ‫‪ 6.3‬عقود الخيارات‬

‫‪70‬‬ ‫خالصة الفصل الرابع‬

‫‪71‬‬ ‫الفصل الخامس‪-‬األسواق المالية اإلسالمية‬

‫‪71‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪72‬‬ ‫‪.1‬تعريف السوق المالية اإلسالمية‬

‫‪6‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪73‬‬ ‫‪.2‬خصائص وطبيعة األسواق المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪.3‬أنواع األسواق المالية اإلسالمية‬

‫‪74‬‬ ‫‪ 1.3‬من حيث األدوات المالية التداول‬

‫‪74‬‬ ‫‪ 1.1.3‬سوق النقد اإلسالمي‬

‫‪77‬‬ ‫‪ 2.1.3‬سوق رأس المال اإلسالمية‬

‫‪78‬‬ ‫‪.4‬األوراق المالية المتداولة في السوق المالية اإلسالمية‬

‫‪78‬‬ ‫‪1.4‬األسهم‬

‫‪78‬‬ ‫‪ 1.1.4‬األسهم من حيث طبيعة الحصة التي يقدمها الشريك‬

‫‪78‬‬ ‫‪ 2.1.4‬األسهم من حيث الحقوق الممنوحة لصاحبها‬

‫‪79‬‬ ‫‪ 3.1.4‬األسهم من حيث طريقة التداول أو الشكل القانوني‬

‫‪80‬‬ ‫‪ 4.1.4‬األسهم من حيث القيمة أو أسهم رأس المال‬

‫‪80‬‬ ‫‪ 5.1.4‬األسهم من حيث االستهالك واسترداد القيمة‬

‫‪81‬‬ ‫‪ 6.1.4‬األسهم من حيث التصويت‬

‫‪81‬‬ ‫‪ 7.1.4‬األسهم من حيث المنح أو عدمه‬

‫‪81‬‬ ‫‪ 8.1.4‬حكم التعامل باألسهم في نظر الشريعة اإلسالمية‬

‫‪82‬‬ ‫‪ 2.4‬السندات واألدوات المالية الشرعية البديلة‬

‫‪86‬‬ ‫‪ 1.2.4‬سندات المقارضة أو صكوك المضاربة‬

‫‪86‬‬ ‫‪ 2.2.4‬شهادات االستثمار اإلسالمي‬

‫‪7‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪86‬‬ ‫‪ 3.2.4‬صكوك المشاركة‬

‫‪87‬‬ ‫‪ 4.2.4‬صكوك اإليجار‬

‫‪88‬‬ ‫‪ .5‬عمليات البورصة في منظور الفقه اإلسالمي‬

‫‪88‬‬ ‫‪ 1.5‬العمليات العاجلة في السوق المالية اإلسالمية‬

‫‪89‬‬ ‫‪ 1.1.5‬البيع على المكشوف‬

‫‪89‬‬ ‫‪ 2.1.5‬التعامل بالهامش‬

‫‪90‬‬ ‫‪2.5‬العمليات اآلجلة في السوق المالية اإلسالمية‬

‫‪90‬‬ ‫‪ 1.2.5‬العمليات اآلجلة الباتة القطعية‬

‫‪91‬‬ ‫‪ 2.2.5‬العمليات الشرطية البسيطة أو العمليات اآلجلة بشرط التعويض‬

‫‪92‬‬ ‫‪ 3.2.5‬العمليات المضاعفة أو البيع مع خيار الزيادة‬

‫‪93‬‬ ‫‪ 6.2.5‬العمليات الخيارية المزدوجة أو الشرطية المركبة‬

‫‪93‬‬ ‫‪ .6‬المشتقات المالية اإلسالمية‬

‫‪95‬‬ ‫‪1.6‬عقود الخيار‬

‫‪96‬‬ ‫‪ 1.1.6‬عقد خيار الشراء‬

‫‪96‬‬ ‫‪ 2.1.6‬عقد خيار البيع‬

‫‪97‬‬ ‫‪ 2.6‬العقود األجلة‬

‫‪98‬‬ ‫‪ 3.6‬العقود المستقبلية‬

‫‪98‬‬ ‫‪ 1.3.6‬العقود المستقبلية للسلع‬

‫‪8‬‬
‫فهرس المحتويات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪98‬‬ ‫‪ 2.3.6‬العقود المستقبلية على األوراق المالية‬

‫‪99‬‬ ‫‪ 3.3.6‬العقود المستقبلية على مؤشرات األسهم‬

‫‪99‬‬ ‫‪ 4.3.6‬العقود المستقبلية على العمالت‬

‫‪102‬‬ ‫خالصة الفصل الخامس‬

‫‪104-103‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪108-105‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪9‬‬
‫فهرس الجداول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫فهرس الجداول‪:‬‬

‫ص‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬

‫‪19-18‬‬ ‫أمهية وجود األسواق املالية يف النشاط االقتصادي‬ ‫‪-1‬‬

‫‪20‬‬ ‫التمويل املباشر والتمويل الغري مباشر لألسواق املالية‬ ‫‪-2‬‬

‫‪22-21‬‬ ‫الوظائف االقتصادية لسوق املال اجتاه املتعاملني االقتصاديني‬ ‫‪-3‬‬

‫‪24‬‬ ‫سوق رأس املال الطويل األجل وسوق النقد القصري األجل‬ ‫‪-4‬‬

‫‪31‬‬ ‫القيمة اإلمسية والدفرتية والسوقية لألسهم العادية‬ ‫‪-5‬‬

‫‪33‬‬ ‫مزايا وعيوب األسهم العادية كمصدر للتمويل‬ ‫‪-6‬‬

‫‪34‬‬ ‫القيمة اإلمسية والدفرتية والسوقية لألسهم املمتازة‬ ‫‪-7‬‬

‫‪36‬‬ ‫مزايا وعيوب األسهم املمتازة كمصدر للتمويل‬ ‫‪-8‬‬

‫‪40‬‬ ‫كيفية حساب العائد الكلي على السندات إىل تاريخ االستحقاق‬ ‫‪-9‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪ -10‬خصائص السندات اليت تصدرها شركت املسامهة‬

‫‪44‬‬ ‫‪ -11‬أنواع أخرى من السندات اليت تصدرها الشركات واحلكومات‬

‫‪58‬‬ ‫‪ -12‬أنواع العمليات العاجلة اآلجلة يف البورصة‬

‫‪69‬‬ ‫‪ -13‬أرباح وخسائر طريف عقد خيار الشراء عند تاريخ التنفيذ‬

‫‪76‬‬ ‫‪ -14‬مقارنة بني الصكوك االسالمية واالسهم‬

‫‪77‬‬ ‫‪ -15‬مقارنة بني الصكوك االسالمية والسندات‬

‫‪10‬‬
‫فهرس األشكال‪:‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫فهرس األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬

‫‪16‬‬ ‫‪ -1‬تصنيف أفراد اجملتمع اقتصاديا‬

‫‪42‬‬ ‫‪ -2‬تطور العائد الكلي للسندات عند تاريخ االستحقاق‬

‫‪65‬‬ ‫‪ -3‬املقارنة بني سوق املشتقات املالية املنظمة والغري منظمة‬

‫‪67‬‬ ‫‪ -4‬التسوية اليومية للعقود املستقبلية‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األسواق المالية‬

‫الفصل األول‬

‫األسواق المالية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫سوق املال وكغريها من األسواق هي املاكا الذي ياكو فيه التعامل على نوع خاص من السلع وهي‬
‫األوراق املالية‪ ،‬كما أهنا تشاكل قناة مهمة لتمويل املؤسسات االقتصادية واحلاكومات‪ ،‬وهي يف العموم تنقسم إىل‬
‫قسمن رئيسيني ومها‪ :‬السوق النقدي وسوق رأس املال‪ ،‬حيث يقوم السوق النقدي بصفة خاصة بتوفري التمويل‬
‫قصري االجل الذي ال يتعدى السنة الواحدة‪ ،‬بينما سوق رأس املال فهو السوق الذي يساهم يف توفري األموال ملدة‬
‫طويلة‪ .‬ويدخل يف تنشيط سوق املال العديد من املتعاملني واملستثمرين واملدخرين واملستثمرين السماسرة‪ ،‬أو‬
‫والوسطاء من خالل املشاركة يف عملية إصدار وتداول األوراق املالية سواء كانت أسهم أو سندات يف السوق‬
‫األويل والثانوي الذي يتفرع اىل سوق منظمة تعرف بالبورصة الرمسية وهي البورصة اليت تباع وتشرتى فيها أسهم‬
‫وسندات الشركات املدرجة‪ ،‬وأخرى سوق غري منظمة تعرف بالبورصة غري الرمسية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ .1‬مفهوم األسواق المالية‪:‬‬


‫سـوق األوراق املاليـة هو املاكـا الـذي يـتم فيـه إصدار وتـداول األوراق املاليـة الطويلة األجل‪ ،‬وقـد عرفهـا‬
‫الفاكـر املـايل املعاصـر بأهنا سوق خمصصة لعقد صفقات بيع وشراء األسهم والسندات‪ .‬لاكن هذا التعريف موجز‪،‬‬
‫ـتمرة ثابتة املاكـا ‪ ،‬تقـام يف مراكــز التجــارة يف‬
‫عرفها بشاكل أوسع‪ ،‬فقـال عنهـا‪ ،‬أهنا هـي سـوق مس ّ‬ ‫وهناك من ّ‬
‫مواعيــد حمــددةـ يف الغالب أ تاكــو يوميــة‪ ،‬جيتمــع فيهــا أصــحاب رؤوس األم ـوال ومســاعديهم للتعامل يف األوراق‬
‫‪1‬‬
‫املالية وفقا لنظ ٍم ثابتة ولوائح حمددة‪.‬‬
‫وحىت نفرق بني مفهوم سوق املال والبورصة‪ ،‬فتعرف بورصة األوراق املالية على بأهنا السوق املنظمة‪ ،‬وما هي إال‬
‫سوق لتداول األوراق املالية بواسطة أشخاص مؤهلني وخمتصني جدا يف هذا النوع من النشاط وهذه التعامالت‬
‫جتري يف ماكا حمدد وهو البورصة ومياكن تصنيف أفراد اجملتمع اقتصاديا إىل جمموعتني‪ :‬ويف أوقات حمددة وحباكم‬
‫‪2‬‬
‫املتعاملني فيها تشريعات ولوائح معينة وتقوم على إدارهتا هيئة تتوىل االشراف على التنفيذ واللوائح والتشريعات‪.‬‬
‫وحىت نستوعب موضوع سوق املال جيدا فمن الضروري كذلك أ نفهم شيئا مهم وهو الذي يتعلق بالسوق‬
‫الرمسية والسوق الغري رمسية‪ ،‬وعموما يتقسم سوق املال إىل قسمني أساسني ومها‪ ،‬سوق النقد (األدوات املالية‬
‫قصرية األجل) وسوق رأي املال (األدوات املالية طويلة األجل)‪ ،‬وينقسم سوق رأس املال بدوره إىل سوق إصدار‬
‫أويل وسوق تداول ثانوي‪ ،‬هذا األخري جنده يتفرع إىل سوق رمسي وأخر غري رمسي‪.‬‬
‫ويطلق على السوق الرمسية كذلك اسم السوق املنظمة أو "البورصة" وهي اليت جيري فيها التعامل على األوراق‬
‫املالية اليت تصدرها شركات املسامهة املقيدة يف البورصة‪ ،‬بينما السوق غري الرمسية أو الغري منظمة‪ ،‬وهي اليت جيري‬
‫فيها التعامل على األوراق املالية غري املقيدة يف السوق الرمسية‪ ،‬أي خارج البورصة‪ ،‬ولذلك فهي تعرف أيضا باسم‬
‫‪3‬‬
‫السوق املوازية‪.‬‬
‫وياكمن دور السوق الثانوي أو سوق التداول لألوراق املالية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من خالله مياكن تسجيل األوراق املالية مما جيعلها أكثر قبوال وجاذبية‪.‬‬
‫‪ -‬تصريف اإلصدارات اجلديدة وإال البد من االحتفاظ هبا حىت تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫‪ 1‬حسن حممد الرفا عي‪ ،‬سوق األوراق املالية‪ :‬من املخاطر إىل األزمات قراءة يف أبعادها املالية وأحاكامها يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬امللتقى الدويل الثاين‪:‬‬
‫متطلبات التنمية يف أعقاب إفرازات األزمة املالية العاملية " جامعة بشار‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2010،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 2‬حسني عبد املطلب األسرج‪ ،‬آليات تفعيل البورصة العربية املوحدة‪ ،‬االهرام االقتصادي‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 3‬عصام أو النصر‪ ،‬أسواق األوراق املالية (البورصة) يف ميزا الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ص‪.31-30‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬يساعد السوق الثانوي على تسعري األوراق املالية يف السوق األوىل حبيث كلما ارتفع سعر‬
‫‪1‬‬
‫األوراق املالية يف السوق الثانوي ارتفع سعرها يف السوق األوىل‪.‬‬
‫وهناك أيضا ما يصطلح عليه بالسوق الثالث والرابع لألوراق املالية‪ ،‬وقبل ذلك هناك السوق األوىل (األوىل‪-‬‬
‫اإلصدار) والسوق الثانوي (التداول) كما سلف ذكره‪.‬‬
‫إذا فمفهوم السوق الثالث هو ذلك القطاع من السوق غري املنظم ويتاكو من بيوت السمسرة‪ ،‬وميارس السوق‬
‫الثالث دور املنافس للمتخصصني أي أعضاء السوق املنظم والعمالء يف هذه السوق هم املؤسسات االستثمارية‬
‫الاكبرية حبيث تتاح هلا الفرصة للتفاوض يف مقدار العمولة ويف املقابل ال تتمتع خبصم يف العمولة عند تعاملها مع‬
‫األسواق املنظمة‪ ،‬كذلك بيوت السمسرة هي األخرى ال تدفع رسوم عضوية مما جيعلها أ ختفض من التاكاليف‬
‫خلدماهتا املقدمة‪.‬‬
‫أما مفهوم السوق الرابع ف هو السوق الذي جيمع املؤسسات االستثمارية الاكبرية واألفراد األغنياء‪ ،‬حبيث يتعاملو‬
‫فيما بينهم يف شراء وبيع األوراق املالية وهذا التعامل كاسرتاتيجية للحد من العموالت اليت يدفعوهنا للسماسرة وتتم‬
‫‪2‬‬
‫هذه العمليات فيما بينهم عن طريق وسيط‪ ،‬ويتميز هذا السوق بالسرعة واخنفاض التاكاليف‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة كذلك أنه يوجد فرق واضخ بني االستثمار واملضاربة يف البورصة‪ ،‬حيث االستثمار يف االوراق املالية‬
‫خيتلف عن املضاربة فيها حيث املستثمر يسعى لتحقيق األما واالستقرار لرأمساله االصلي مع ضما دخل‬
‫مستمر سنوي‪ ،‬من عوائد أرباح األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمار يف االوراق املالية خيار مطروح للمستثمر الذي يرغب يف تنمية ثروته من خالل اإلستثمار يف‬
‫البورصة‪ ،‬أما املضارب فإنه مييل اىل الشراء والبيع‪.‬‬
‫‪ -‬هناك صعوبات يف اختاذ القرار بالنسبة للمستثمر أو املضارب‪ ،‬عندما تاكو أسعار األسهم واملنتجات‬
‫عرضة للتأثري يف االرتفاع واالخنفاض‪ .‬وكذلك عندما تاكو سوق البورصة جديدة هلذا يستحسن التعامل‬
‫داخل شركات هلا عالقة واسعة بالبورصة وختضع للتسيري اجلماعي وكذلك ختضع لنظام قانو فعال يسري‬
‫‪3‬‬
‫الشركة وحيمي املساهم‪.‬‬

‫‪ 1‬بلعزوز بن علي وآخرو ‪ ،‬دليلك يف االقتصاد من خالل ‪ 300‬سؤال وجواب‪ ،‬مطبعة اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪148‬‬
‫‪ 2‬بلعزوز بن علي وآخرو ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.149‬‬
‫‪ 3‬بلعزوز بن علي وآخرو ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪179.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬أفراد مستثمرو ‪ :‬وهؤالء لديهم الرغبة يف إنشاء الشركات واملؤسسات وإقامة املشاريع املختلفة‪ ،‬ولاكن‬
‫رمبا ال توجد لديهم األموال الاكافية لتنفيذ ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬أفراد مدخرو ‪ :‬لديهم األموال ولاكن ليس لديهم الرغبة أو املعرفة أو القدرة على استثمارها بأنفسهم‪.‬‬

‫ويلجأ املستثمرو إىل احلصول على األموال املدخرة ملساعدهتم على إنشاء الشركات‪ ،‬فيقومو بتقسيم رؤوس‬
‫أموال الشركات إىل حصص أو أجزاء يعرف كل جزء منها بالسهم وعرضها للبيع حيث يقوم كل مدخر‬
‫بشراء عدد من هذه األسهم يف حدود ما ميلك من مدخرات‪ .‬وإ ما يشرتيه املدخر من أسهم جيعله مسامها‬
‫ومشاركا يف رأس مال الشركة‪ ،‬وبالتايل يف إدارهتا وقراراهتا املختلفة مبقدار حصته يف رأس مال الشركة‪.‬‬
‫ويقدم املدخرو على شراء األسهم لغرضني‪ ،‬األول ويتعلق باحلصول على جزء من األرباح اليت حتققها الشركة‬
‫ويعرف هذا باألرباح املوزعة‪ .‬والثاين قد ياكو يف حالة ارتفاع أسعار هذه األسهم نتيجة لزيادة الطلب عليها‬
‫بسبب منو أعمال الشركة وزيادة أرباحها‪ ،‬فتزيد قيمة ما ميتلاكه املستثمر من األسهم‪ ،‬ويعرف هذا باألرباح‬
‫الرأمسالية‪ .‬وغالبا ما ينتمي املدخرو إىل فئات خمتلفة من اجملتمع‪ ،‬فمنهم العاملو واملوظفو واملتقاعدو‬
‫الذين يستطيعو ادخار جزء من دخوهلم‪ .‬ويف أحوال أخرى ال يرغب املستثمرو أصحاب الشركات أ‬
‫يشاركهم املدخرو يف إدارة الشركة وقراراهتا‪ ،‬لذا يلجؤو إىل احلصول على أموال املدخرين عرب االقرتاض منهم‬
‫عن طريق اصدار السندات أو الصاكوك‪ ،‬فيقوم املستثمرو بتقسيم ما حيتاجو إليه من أموال لشركاهتم إىل‬
‫حصص أو أجزاء يعرف كل جزء منها بالسند أو الصك‪ ،‬ويقوم املدخرو بشراء هذه السندات كل يف حدود‬
‫ما يرغب وميلك من مدخرات‪ ،‬على أمل حتقيق عائد من حيازهتا مث اسرتداد قيمتها بعد أ ينتهي أجلها‪.1‬‬

‫‪1‬هيئة السوق املالية‪ ،‬االستثمارات املالية وأسواق األسهم الرياض‪ ،‬اململاكة العربية السعودية‪ ،‬ص ص ‪ .5-3‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_7.pdf‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ .2‬المقومات االقتصادية األساسية ألنشاء سوق األوراق المالية‪:‬‬

‫ومن املقومات االقتصادية األساسية ألنشاء سوق األوراق املالية‪:‬‬

‫‪ -‬توافر االستقرار النقدي والسياسي لتشجيع االستثمار وتسهيل تدفق رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -‬وجود اإلطار التشريعي والتنظيمي والرقايب املتواز القادر على مواكبة التطور بشاكل مستمر للتاكيف‬
‫مع املتغريات‪ ،‬وطمأنة املستثمرين واملدخرين‪.‬‬

‫‪ -‬توفري احلماية الالزمة حلقوق املتعاملني‪ ،‬وخلق جو من الثقة يف األسواق ‪.‬‬

‫‪ -‬وضوح اخلطة االقتصادية املتبعة يف الدولة بشاكل حيدد دور رأس املال اخلاص‪.‬‬

‫‪ -‬إتباع السياسات اليت تشجع االدخار واالستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬توافر مشاريع ذات اجلدوى اقتصادية والرحبية وهلا القدرة على باستيعاب رؤوس األموال املتاحة‪.‬‬

‫‪ -‬وجود مؤسسات مالية ومصرفية من التخصصات كافة مبا يقود لتشاكيل بيئة متاكاملة من املؤسسات‬
‫املالية اليت تسمح بتعبئة املدخرات‪ ،‬ووالدة لقروض االستثمار‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬توافر شباكة جيدة من املتعاملني والوسطاء يف السوق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬توافر درجة عالية من الشفافية واحلوكمة يف الشركات املصدرة لألوراق املالية‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه كذلك أ سعي املؤسسات االقتصادية إلدراج أوراقها املالية يف البورصة سوف حيقق هلا الاكثري من‬
‫املنافع والفوائد نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬الرتويج والدعاية‪ ،‬حيث أ إدراج الشركة ألسهمها يف البورصة يتـيح هلـا الفرصـة للتـرويج والدعاية عن‬
‫نفسها ونشاطها مما جيعلها على اتصال مباشر جبمهور املستثمرين واملتعاملني يف البورصة‬

‫‪ -‬التقييم العادل‪ ،‬فالبورصة توفر آلية للعرض والطلب على أسعار األسهم للشركات املدرجة فـي السوق مما‬
‫يعاكس القيم احلقيقية للسهم‪.‬‬

‫‪ -‬كفاءة نظام التداول واملقاصة والتسوية االلاكرتونية‪ ،‬حيث توفر البورصـة نظامـا للتداول واملقاصة يقدم‬
‫أفضل اخلدمات يف هذا اجملال باالعتماد على األنظمـة االلاكرتونيـة احلديثة إلمتام عمليات البيع والشراء‬
‫ونقل امللاكية‪.‬‬

‫‪ -‬فرص احلصول على التمويل اإلضايف للشركات املدرجة‪ ،‬فالبورصة تقدم أحـدث التقنيـات واألساليب‬
‫إليصال املعلومات اخلاصة بأسعار األسهم للـشركات املدرجـة وإفصاحها ومؤشرات التداول للمهتمني‬
‫باالستثمار‪ ،‬وبالتايل جذب االستثمار لتلك الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬فرص التملك واالندماج‪ ،‬حيث مياكن للشركات االستفادة من مزايا السوق يف تـسهيل وتنظـيم عمليات‬
‫االندماج والتملك من خالل إجراءاته التنظيمية والفنية والتشريعية اليت حتاكم التداول واملقاصة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬نشر معلومات فورية ودقيقة للشركات واملستثمرين‪.‬‬

‫‪1‬هيئة قطر لألسواق املالية‪ ،‬مدخل إىل أسواق املال‪ ،‬ص‪ .8‬متاح عل الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.qfma.org.qa/English/MediaCenter/Documents/investorawareness/Introduction_to_capital_markets.‬‬
‫‪pdf‬‬
‫‪ 2‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬سوق األوراق املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق "دراسة حالة سوق رأس املال اإلسالمي يف ماليزيا" ‪ ،‬الدامعة االسالمية‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪ .34‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://iugspace.iugaza.edu.ps/bitstream/handle/20.500.12358/18947/file_1.pdf?sequence=1&isAllowed=y‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ .3‬أهمية وجود األسواق المالية في النشاط االقتصادي‬

‫وتعترب األسواق املالية ركن من أركا هياكل النظام التمويلي يف النظم االقتصادية اليت تعتمد بالدرجة األوىل‬
‫على النشاط الفردي واحلرية االقتصادية‪ ،‬فهي تسعى دوما وباستمرار إىل حتقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تشجيع االدخار لدى األفراد وتنميته‪.‬‬

‫‪ -‬متويل املؤسسات اليت تستثمر يف خمتلف القطاعات‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية االقتصاد الوطين وتطويره‪.‬‬

‫‪ -‬توفري قنوات أخرى لألفراد لتحقيق العوائد ومن مث زيادة الدخل الشخصي والثروة‪.‬‬

‫إذ تقوم بتجميع خمتلف املدخرات بأشاكاهلا وآجاهلا كافة وتعيد استثمارها بشاكل مباشر أو غري مباشر‪ ،‬فالعالقة‬
‫مباشرة بني النمو االقتصادي وزيادة الاكفاءة اإلنتاجية من جهة‪ ،‬وبني منو سوق رأس املال احمللية وبصفة خاصة‬
‫‪1‬‬
‫سوق األوراق املالية من جهة أخرى‪.‬‬

‫واجلدول املقابل سوف يوضح بالتدقيق أمهية وجود األسواق املالية يف توفري التمويل القصري والطويل واألجل‬
‫لتحريك النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬أمهية وجود األسواق املالية يف النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫أهمية أسواق المالية‬

‫متتع بقدرة كبرية على جذب الفائض من رأس املال غري املوظف وغري املعبأ يف‬ ‫األهمية األولى‬
‫االقتصاد‪ ،‬وذلك من خالل عمليات االستثمار اليت يقوم هبا األفراد أو الشركات يف‬
‫األسهم والسندات والصاكوك اليت يتم طرحها‪.‬‬

‫املسامهة وبشاكل فاعل يف زيادة مستويات اإلنتاج من خالل متويل الفرص االستثمارية‬ ‫األهمية الثانية‬
‫ذات اجلدوى االقتصادية اليت تؤدي بدورها إىل ورفع مستويات التشغيل والتوظيف‪.‬‬

‫‪1‬هيئة قطر لألسواق املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫تشاكل حافزا ودافعا للشركات املدرجة ملتابعة أداء وحركة أسهمها يف السوق بشاكل‬ ‫األهمية الثالثة‬
‫دائم‪ ،‬وتعمل على حتسني أدائها ونتائج أعماهلا مبا ينعاكس إجيابا على أسعار أسهمها‬
‫املتداولة‪.‬‬

‫توفر فرصا استثمارية متنوعة ومتعددة األحجام والقيم وبالتايل تشاكل قنوات دخل‬ ‫األهمية الرابعة‬
‫واستثمار لألفراد والشركات على اختالف أحجامهم ومؤهالهتم وأهدافهم‪.‬‬

‫احلد من ارتفاع معدالت التضخم يف هياكل االقتصاد‪ ،‬حيث تساعد املالية على جذب‬ ‫األهمية‬
‫املدخرات من األفرادً واملؤسسات وبالتايل امتصاص فائض السيولة النقدية‪ ،‬وتوجيه‬ ‫الخامسة‬
‫هذه املدخرات حنو االستثمار بدال من االستهالك‪.‬‬

‫االستفادة من التطورات املالية واالقتصادية العاملية‪ ،‬حيث تعمل على زيادة الرتابط مع‬ ‫األهمية‬
‫العامل اخلارجي من خالل ارتباطها باألسواق املالية العاملية وجذب االستثمارات‬ ‫السادسة‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫تعمل على تشجيع االدخار االستثماري بشاكل عام وتشجيع صغار املدخرين على‬ ‫األهمية السابعة‬
‫االدخار وبوجه خاص الذين ال يستطيعو إقامة املشاريع االستثمارية ألسباب منها ما‬
‫يتعلق بصغر حجم مدخراهتم أو عدم معرفتهم بفرص االستثمار املتاحة واجملدية‪.‬‬

‫توفر السوق مؤشرا يوميا حول ظروف االستثمار واجتاهاته وهو مؤشر يعاكس قوة‬ ‫األهمية الثامنة‬
‫االقتصاد الوطين أو ضعفه كما أنه يعاكس مستوى ألداء للقطاعات االقتصادية وكذلك‬
‫األداء املايل للشركات االستثمارية املدرجة يف السوق‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫‪ .4‬وظائف األسواق المالية‪:‬‬

‫تتمثل الوظيفة األساسية للسوق املالية يف تيسري حصول الفئات ذات العجز املايل على األموال الالزمة هلا‬
‫من الفئات ذات الفائض املايل‪ ،‬إما بطريق مباشر‪ ،‬أو بطريق غري مباشر‪ ،‬كما تؤكد على ذلك الاكتابات‬
‫املتخصصة يف هذا الشأ ‪ .‬فقد جاء يف كتاب مقدمة يف األسواق املالية‪ ،‬بأ اهلدف األساسي من وجود األسواق‬
‫املالية يف االقتصاد القومي هو‪ :‬تنظيم تدفق األموال من الوحدات االقتصادية‪ ،‬اليت تتوفر فيها أموال فائضة عن‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫احتياجاهتا االستثمارية‪ ،‬إىل الوحدات االقتصادية اليت تعاين من عجز يف األموال‪ ،‬بالقياس إىل حجم براجمها‬
‫االستثمارية‪ .‬إ الوظيفة األساسية لسوق املال هي حتقيق التدفقات الفعالة وذات الاكفاءة العالية ألموال‬
‫االستثمارات الطويلة األجل من املدخرين إىل املستثمرين‪ .‬وكذلك إ سوق املال يؤدي من خالل منشآته وظيفة‬
‫اقتصادية هامة‪ ،‬تتمثل يف حتويل موارد مالية من الوحدات ذات الفائض إىل الوحدات ذات العجز وتؤدي السوق‬
‫املالية هذه الوظيفة بطريقني من طرق التمويل ومها التمويل املباشر والغري مباشر‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2‬التمويل املباشر والتمويل الغري مباشر لألسواق املالية‪.‬‬

‫التمويل الغير مباشر‬ ‫التمويل المباشر‬

‫‪ -‬عــن طريــق االق ـرتاض املباشــر أو حيــث تقــوم البنــوك التجاريــة‪ ،‬وشــركات التــأمني‪،‬‬
‫وص ــناديق املعاش ــات كمؤسس ــات مالي ــة وس ــيطة‬ ‫إص ــدار األوراق املالي ــة املختلف ــة‪،‬‬
‫األســهم والس ــندات وأذونــات اخلزينــة بتجميــع األم ـوال مــن الوحــدات ذات الفــائض مــن‬
‫خالل‪:‬‬ ‫العمومية‪:‬‬

‫‪-‬الودائع اجلارية‪ ،‬والودائع ألجل‪ ،‬وودائع التوفري‪.‬‬ ‫وفيـه حتصـل الوحـدات ذات االحتيـاج‬
‫املـايل علـى احتياجاهتـا املاليـة مباشــرة‬
‫‪ -‬إصــدار أوراق ماليــة خاصــة‪ ،‬مثــل وثـائق التــأمني‬
‫من الوحدات ذات الفائض‪.‬‬
‫عل ــى احلي ــاة‪ ،‬وش ــهادات اإلي ــداع‪ ،‬وش ــهادات‬
‫االستثمار‪.‬‬ ‫والتمويل املباشر ياكو ‪:‬‬

‫وتقــوم هــذه املؤسســات باســتخدام هــذه األم ـوال يف‬ ‫وســاطة مــن املؤسســات‬ ‫‪ -‬بــدو‬
‫تقـد القـروض ملـن حيتاجهـا‪ ،‬أو شـراء األوراق املاليـة‬ ‫املالية‪.‬‬
‫اجلديدة اليت تصدرها الوحدات ذات االحتياج املايل‪.‬‬
‫‪ -‬االس ــتعانة خب ــدمات بع ــض‬
‫ومسـي متـويال غـري مباشـر مـن أل األمـوال انتقلـت مـن‬ ‫املؤسسـات املاليـة الـيت متلـك أسـاليب‬
‫الوحـدات ذات الفـائض إىل الوحـدات ذات االحتيـاج‬ ‫تس ــويقية متنوع ــة مث ــل‪ ،‬مص ــارف‬
‫بواسطة هذه املؤسسات الوسيطة‪.‬‬ ‫االستثمار‪ ،‬ومساسرة األوراق املالية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 1.4‬تشجيع االدخار‪:‬‬

‫وذلك من خالل توفري جماالت تشغيل األموال املدخرة‪ ،‬وخباصة بالنسبة إىل الذين تزيد دخوهلم على‬
‫مصروفاهتم وال يتوفر لديهم الوقت الاكايف ملتابعة مشاريع استثمارية يرغبو يف إقامتها‪.‬ولذلك فإ ما يوفره‬
‫االستثمار يف سوق األسهم من فرص استثمارية جيدة‪ ،‬حيفز املدخرين على زيادة مدخراهتم واالستفادة من الفرص‬
‫االستثمارية يف السوق‪ ،‬ويوفر رأس املال الاكايف للشركات للقيام باالستثمار‪.‬‬

‫‪ 2.4‬تخفيض المخاطر‪:‬‬

‫يقلل االستثمار يف سوق األسهم من خماطر ضياع املدخرات واألموال إذا استثمرها املدخر بنفسه يف جماالت‬
‫أخرى ال ميلك خربة كافية فيها‪ .‬كذلك يلغي واحداً من أخطار االستثمار بوجه عام هو خطر شح السيولة‪ ،‬إذ‬
‫مياكن للمستثمر بيع األسهم بسهولة وبسرعة وتسييلها عند احلاجة إىل النقود‪.‬‬

‫‪ 3.4‬زيادة النمو االقتصادي‪:‬‬

‫يسهم متويل املشروعات واالستثمارات املدرجة بسوق األسهم يف زيادة اإلنتاج من السلع واخلدمات ويف منو‬
‫االقتصاد‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل زيادة الفرص الوظيفية للباحثني عن العمل‪ .‬كذلك يسهم انتقاء أسهم مشروعات‬
‫‪1‬‬
‫وشركات بعينها يف توجيه األموال واملدخرات حنو املشروعات األكثر جدوى ورحبية‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)3‬الوظائف االقتصادية لسوق املال اجتاه املتعاملني االقتصاديني‪.‬‬

‫توجي ـ ــه االدخ ـ ــار الاكل ـ ــي حن ـ ــو خلدم ـ ــة االقتص ـ ــاد ال ـ ــوطين م ـ ــع املس ـ ــامهة الفعال ـ ــة‬ ‫االقتصاد‬
‫يف دعم االئتما الذي تقدمه البنوك لالقتصاد الوطين‪.‬‬
‫املس ـ ـ ـ ــامهة يف متوي ـ ـ ـ ــل نفق ـ ـ ـ ــات احلاكوم ـ ـ ـ ــة االس ـ ـ ـ ــتثمارية املتزاي ـ ـ ـ ــدة (مش ـ ـ ـ ــروعات‬ ‫احلاكومة‬
‫التنميـ ـ ــة) عـ ـ ــن طريـ ـ ــق االق ـ ـ ـرتاض العـ ـ ــام مـ ـ ــن خـ ـ ــالل طـ ـ ــرح الس ـ ـ ــندات واألذو‬
‫اليت تصدرها اخلزينة العمومية ذات اآلجال املختلفة‪.‬‬
‫مس ـ ــاعدة الش ـ ــركات ال ـ ــيت ل ـ ــديها عج ـ ــز عل ـ ــى االس ـ ــتفادة م ـ ــن أم ـ ـ ـوال الفئ ـ ــات‬ ‫الشركات‬
‫اليت لديها فائض إىل الفئات يف شاكل شركاء أو مقرضني‪.‬‬

‫‪1‬هيئة السوق المالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫تنميـ ــة ثقافـ ــة االدخـ ــار لـ ــدى األف ـ ـراد وتش ـ ــجيعهم علـ ــى االس ـ ــتثمار ع ـ ــن طري ـ ــق‬ ‫األفراد‬
‫ش ـ ـ ـراء األوراق املالي ـ ـ ــة سـ ـ ـ ـواء كان ـ ـ ــت أس ـ ـ ــهما أو س ـ ـ ــندات‪ ،‬وه ـ ـ ــذا عل ـ ـ ــى ق ـ ـ ــدر‬
‫أم ـ ـ ـواهلم‪ ،‬خاص ـ ــة بالنس ـ ــبة لص ـ ــغار امل ـ ــدخرين الع ـ ــاجزين عل ـ ــى القي ـ ــام مبش ـ ــاريع‬
‫مبف ـ ــردهم‪ .‬وك ـ ــذلك حص ـ ــول األفـ ـ ـراد عل ـ ــى دخ ـ ــول أعل ـ ــى عن ـ ــد حل ـ ــول توزي ـ ــع‬
‫األرب ـ ــاح عل ـ ــى األسـ ـ ــهم إذا مس ـ ــامهني أو انته ـ ــاء آجـ ـ ــال اس ـ ــتحقاق السـ ـ ــندات‬
‫إذا كانوا مفرضني‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث‪.‬‬

‫‪ .5‬أنواع األسواق المالية‪:‬‬

‫يعد االستثمار يف األوراق املالية من أكثر أنواع االستثمار غري املباشر شيوعا‪ ،‬وذلك ملا يتمتع به من سهولة‬
‫وبساطة‪ ،‬وال حيتاج إىل جهود كبرية إلجنازه‪ ،‬أو خربات متخصصة يف هذا اجملال‪ ،‬ناهيك عن قدرة أنواع‬
‫املستثمرين كاف على اختالف قيم رأس ماهلم يف الدخول إىل أسواق األوراق املالية‪ ،‬وإجياد الفرص االستثمارية‬
‫اليت تناسبهم وبأي طريقة شاءوا‪ .‬ومع التطور التقين احلاصل فإ بإماكا املستثمرين االستثمار من أي ماكا ‪ ،‬ويف‬
‫أي زما ‪ ،‬وتنطوي حتت االستثمار يف األوراق املالية خماطر مبستويات خمتلفة تبعا لسرعة تغري أسعار األوراق املالية‬
‫احملمولة بني االرتفاع واالخنفاض‪ ،‬ويعتمد ذلك على أداء الشركة واالقتصاد‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬وحرصا على عدم تعرض‬
‫املستثمرين للخسائر‪ ،‬فمن األفضل تاكوين حمفظة استثمارية متنوعة تسهم يف تقليل مستوى املخاطر املصاحبة‬
‫لالستثمار‪.‬‬

‫ويف األصل توجد يف سوق املال ثالث طرق رئيسية الستثمار أمواهلم وهي‪:‬‬

‫‪ -‬الطريقة األوىل وتتمثل يف سوق االكتتاب لألول مرة‪ ،‬والذي يعين االستثمار يف اكتتاب األوراق املالية اليت‬
‫يتم إصدارها يف السوق األولية‪ ،‬وتعد من أسهل طرق االستثمار‪ ،‬ذلك أل املستثمر حيقق عائدا من‬
‫الفارق بني سعر االكتتاب وسعر التداول بعد اإلدراج يف البورصة‪ .‬وتبدأ عملية االكتتاب عندما يباع‬
‫سهم الشركة للجمهور للمرة األوىل بقصد احلصول على سيولة مالية للشركة صاحبة الطرح‪ ،‬وهناك دوافع‬
‫غري مالية لعملية الطرح هلا عالقة بتحسني وإظهار اسم الشركة وتسويقها بشاكل جيد‪ ،‬وتبقى الدوافع‬
‫املالية أهم الدوافع وراء التوجه للطرح ويتطلب التوسع احلاصل على األنشطة االقتصادية واستمرار تنوعها‬
‫حتول العديد من الشركات لألدراج لدى األسواق‪ ،‬وشهدت أسواق االكتتابات حتوالت وتطورات عملية‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫متسارعة أسهمت يف تضاعف عدد الشركات اليت مت االكتتاب عليها‪ ،‬وتعددت أشاكال وأحجام‬
‫عمليات متويل رأس املال‪.‬‬

‫‪ -‬الطريقة الثانية وتتمثل يف سوق التداول داخل البورصة واليت تعنس االستثمار عن طريق بيع وشراء األوراق‬
‫املالية املتداولة يف السوق الثانوية هبدف حتقيق عائد رأمسايل وتوزيعات نقدية من خالل األرباح اليت‬
‫حتققها الشركة يف نشاطها األساسي‪.1‬‬

‫‪ -‬الطريقة الثالثة سوق التداول خارج البورصة واليت تعين سوق التداول املوازي‪ ،‬ويطلق عليها السوق غري‬
‫املنظمة كما ذكرنا‪ ،‬والسوق غري الرمسية‪ ،‬والسوق املوازية ‪.‬وتتميز هذه السوق بعدم وجود ماكا حمدد‬
‫إلجراء التعامل‪ ،‬وإمنا يتم االتـصال بني املتعاملني وعقد الصفقات من خالل شباكة كبرية من أجهزة‬
‫االتـصال القويـة‪ ،‬كاخلطوط اهلاتفية‪ ،‬أو أطراف احلاسوب‪ ،‬وغريها من وسائل االتصال السريعة اليت تربط‬
‫‪2‬‬
‫بني املتعاملني‪.‬‬

‫وبتعبري أخر أكثر وضح تتاكو السوق املالية من جزأين أساسني‪ ،‬اجلزء األول ويتمثل يف السوق األولية‪ ،‬وفيه يتم‬
‫عرض األموال والطلب عليها‪ ،‬وذلـك عـن طريـق إصدار أدوات مالية متثل هذه األموال‪ .‬اجلزء الثاين ويتمثل يف‬
‫السوق الثانوية‪ ،‬وفيه يتم تداول األدوات املالية بالبيع والشراء‪ .‬وتتنوع األدوات املالية املذكورة أعاله‪ ،‬بالنظر إىل‬
‫أجل استحقاقها إلـى أدوات ماليـة ذات أجل طويل‪ ،‬كاألسهم والسندات‪ ،‬وأدوات مالية ذات أجل قـصري‪ ،‬كـأذو‬
‫اخلزينة العمومية‪ .‬ويطلق على السوق اليت يتم فيها إصدار وتداول األدوات املالية ذات األجـل الطويل بسوق رأس‬
‫املال‪ ،‬بينما يطلق على السوق اليت يتم فيها إصـدار وتداول األدوات املالية ذات األجل القصري بسوق النقد‪ ،‬ويتم‬
‫تداول هذه األدوات املالية إما أ جيري يف قاعات معـدة لـذلك‪ ،‬وإمـا أ جيري من خالل ماكاتب مساسرة األوراق‬
‫املالية‪ ،‬والوسطاء املاليني‪ ،‬ويطلق على القاعة املخصصة للتداول بالبورصة‪ ،‬أو السوق املنظمة‪ ،‬بينمـا يطلق على‬
‫التداول الذي يتم من خالل ماكاتب السماسرة والوسطاء‪ ،‬بسـوق التـداول خارج البورصة‪3.‬ويف اجلدول املقابل‬
‫توصيف موجز وسريع لاكل نوع من هذه األسواق املالية‪:‬‬

‫‪1‬هيئة قطر لألسواق املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪2‬مبارك بن سليما ال فواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬السعودية‪ ،2010،‬ص ‪ .9‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪file:///C:/Users/MY%20COMPUTER/Downloads/03-Mubarak%20(1).pdf‬‬
‫‪3‬مبارك بن سليما ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.7-6‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الجدول رقم (‪ :)4‬سوق رأس املال الطويل األجل وسوق النقد القصري األجل‪.‬‬

‫سوق النقد‪:‬‬ ‫سوق رأس المال‪:‬‬

‫‪-‬ذات األجـ ـ ــل املتوسـ ـ ــط والطويـ ـ ــل ‪-‬ذات األج ـ ـ ــل القص ـ ـ ــري وأج ـ ـ ــل اس ـ ـ ــتحقاقها يق ـ ـ ــل ع ـ ـ ــن س ـ ـ ــنة‬
‫وأجـ ــل اسـ ــتحقاقها يزيـ ــد عـ ــن سـ ــنة واح ـ ــدة (أق ـ ــل م ـ ــن ‪ 12‬ش ـ ــهرا)‪ .‬وه ـ ــي س ـ ــوق تتمي ـ ــز بس ـ ــيولتها‬
‫العالية والتـي مياكن حتويلها إىل نقود يف مدة قصرية‪.‬‬ ‫واحدة (‪12‬أكثر شهرا)‪.‬‬

‫‪ -‬يتعامـ ـ ــل فيهـ ـ ــا بـ ـ ــاألدوات املاليـ ـ ــة ‪ -‬م ـ ـ ـ ــن خالهل ـ ـ ـ ــا مياك ـ ـ ـ ــن احلص ـ ـ ـ ــول عل ـ ـ ـ ــى الق ـ ـ ـ ــروض قص ـ ـ ـ ــرية‬
‫ال ـ ــيت تع ـ ــرب ع ـ ـ ــن دي ـ ـ ــن كالس ـ ــندات األج ــل‪ ،‬س ـ ـواء كـ ــا ذل ــك م ـ ــن خ ـ ــالل عق ـ ــد الق ـ ــرض املباشـ ــر‪،‬‬
‫أم م ـ ـ ـ ــثال م ـ ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ــالل إص ـ ـ ـ ــدار ش ـ ـ ـ ــهادات اإلي ـ ـ ـ ــداع القابل ـ ـ ـ ــة‬ ‫أو عن ملاكية كاألسهم‪.‬‬
‫للتداول‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫وهناك نوعا رئيسا من أسواق األسهم‪ :‬السوق األولية والسوق الثانوية‪ .‬السوق األولية وهي سوق إصدار‬
‫السهم‪ ،‬أي عندما تؤسس الشركة وتطرح أسهمها للمتعاملني ألول مرة‪ ،‬أو عند زيادة رأس مال إحدى الشركات‬
‫القائمة ‪.‬فإذا أُدرجت هذه األسهم بالسوق استطاع املشرتي األول للسهم أ يبيعه يف سوق التداول اليت تعرف‬
‫بالسوق الثانوية ‪.‬أي أ األسهم تصدر وتباع بالسوق األولية‪ ،‬مث يتم تداوهلا بيعاً وشراءً بعد ذلك بالسوق‬
‫الثانوية‪.1‬‬

‫‪ .6‬خصائص األسواق المالية‪:‬‬

‫تتميز األسواق املالية بعدد من اخلصائص اليت متيزها عن غريها من األسواق كأسواق السلع أو أسواق العقارات‬
‫وغريها‪.‬إذ يتم البيع والشراء يف األسواق التقليدية على سلع وخدمات متوافرة بشاكل مادي ملموس‪.‬‬

‫وحتقق منفعة ملن حيوزها من جراء استهالكها‪ .‬ولعل من أهم اخلصائص اليت تتمتع هبا األسواق املالية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اخلاصية األوىل‪:‬‬

‫‪1‬هيئة السوق املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫البيع والشراء يف أسواق األوراق املالية ال حيتاج للوجود املادي للصاكوك واألوراق املالية وغريها‪ ،‬إذ أنه يتم عرب‬
‫شباكات احلاسب اآليل‪.‬‬

‫‪ -‬اخلاصية الثانية‪:‬‬

‫األوراق املالية كاألسهم والسندات ال تستهلك يف حد ذاهتا بل تستخدم للحصول على العوائد واألرباح املتحققة‬
‫من االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬اخلاصية الثالثة‪:‬‬

‫تتميز التعامالت اليومية يف األسواق املالية بالضخامة مقارنة باألسواق األخرى فقد تتعدى التعامالت اليومية‬
‫املليارات باألسواق املالية جندها قد ال تتعدى املاليني يف أي سوق أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬اخلاصية الرابعة‪:‬‬

‫أحيانا يلزم القانو املتعاملني يف سوق األوراق املالية الشراء والبيع من خالل وسيط مايل‪ ،‬أما يف األسواق التقليدية‬
‫فال يوجد إلزام يف االستعانة بوسيط‪.1‬‬

‫‪ .7‬كفاءة األسواق المالية‪:‬‬

‫توصف السوق بأهنا ذات كفاءة عندما تنعاكس من خالهلا كافة املعلومات وكافة القرارات اإلدارية على‬
‫األوراق املالية إجيابا وسلبا فرتتفع أو تنخفض عند تلقي السوق هلذه املعلومات أو القرارات‪.‬‬

‫‪ 1.7‬الكفاءة التشغيلية للسوق‪:‬‬

‫يقصد بالاكفاءة التشغيلية للسوق مدى تاك اليف املعامالت يف السوق‪ ،‬وتقاس عادة مبقدار التباين (فرق السعر)‬
‫بني سعر البيع وسعر الشراء‪ ،‬والعالقة بني الاكفاءة التشغيلية وفرق السعر عالقة عاكسية حيث تنخفض الاكفاءة‬
‫التشغيلية بارتفاع فرق السعر وترتفع باخنفاضه‪.‬‬

‫‪1‬هيئة السوق املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره الرياض‪ ،‬اململاكة العربية السعودية‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_7.pdf‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 2.7‬الكفاءة السعرية للسوق‪:‬‬

‫يقصد بالاكفاءة التسعريية للسوق قدرة السوق على التسعري الصحيح للورقة املالية‪ .‬وكلما زادت سرعة ودقة‬
‫السوق املايل يف تسعري األوراق املالية كلما زادت كفاءته التسعريية‪ .‬وتنقسم األسواق حسب كفاءهتا التسعريية إىل‬
‫ثالث مستويات هي‪ :‬أسواق ضعيفة الاكفاءة‪ ،‬وأسواق متوسطة وعالية الاكفاءة‪.‬‬

‫‪ -‬أسواق ضعيفة الاكفاءة‪:‬‬

‫يف األسواق ضعيفة الاكفاءة تعاكس أسعار األوراق املالية السائدة يف حلظة معينة معرفة املتداولني باألسعار‬
‫املاضية للورقة املالية وحجم تداوهلا‪.‬‬

‫‪ -‬أسواق متوسطة الاكفاءة‪:‬‬

‫يف األسواق متوسطة الاكفاءة تعاكس أسعار األوراق املالية السائدة يف حلظة معينة معرفة املتداولني باكافة‬
‫املعلومات املعلنة عن الشركات حمل التداول مثل األرباح احملققة واألرباح املوزعة أو املقرر توزيعها وغريها من‬
‫البيانات املنشورة يف القوائم املالية اليت تؤثر على حركة أسعار األوراق املالية‪.‬‬

‫‪ -‬أسواق عالية الاكفاءة‪:‬‬

‫يف األسواق عالية الاكفاءة ال تعاكس أسعار األوراق املالية السائدة يف حلظة معينة فقط املعلومات املنشورة‬
‫وإمنا كل ما مياكن أ ياكو معلوما عن الشركة مبا فيها املعلومات الداخلية للشركة‪ .‬وتوصف السوق بأهنا عالية‬
‫الاكفاءة إذا كانت القيمة السوقية ألي ورقة مالية تعاكس قيمتها احلقيقية‪ ،‬مبعىن أ السوق تسعر األوراق‬
‫‪1‬‬
‫املالية مبا ينبغي أ تاكو عليه‪.‬‬

‫ومياكن تلخيص كفاءة سوق األوراق املالية حسب ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أ أسعار الورقة املالية السهم أو السند تتحدد تبعا لاكامل املعلومات املتوافرة عن االقتصاد والقطاعات‬
‫والشركات املصدرة لتلك الورقة‪.‬‬

‫‪1‬هيئة السوق املالية‪ ،‬دليل املصطلحات االستثمارية الرياض‪ ،‬اململاكة العربية السعودية‪ ،‬ص ص ‪.7-6‬‬
‫متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_10.pdf‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬أ أسعار األوراق املالية املتداولة تتحدد بصورة صحيحة‪ ،‬والسعر الصحيح للورقة املالية سواء أكانت‬
‫سهما أم سندا هو الذي يعاكس مجيع املعلومات املتاحة يف حينها عن الورقة املالية اليت تؤثر يف قرارات‬
‫الشراء والبيع‪.‬‬

‫جيب أ تاكو مجيع املعلومات املهمة للحاكم على السهم والسند وحتديد السعر الصحيح هلما متاحة‬ ‫‪-‬‬
‫جلميع املتعاملني‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلك املعلومات اليت جيب أ تتوفر التايل‪:‬‬

‫‪ -‬رحبية الشركات احملققة السنويًا‪.‬‬

‫‪ -‬التغريات الطارئة يف إدارة الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬الشركات املنافسة يف نفس النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫العقود املربمة من طرف الشركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬أ ياكو للمتعاملني القدرة على احلصول على حتليالت سليمة للمعلومات الواردة مبا يساعد على‬
‫احلاكم على السعر الصحيح للسهم أو السند‪.‬‬

‫أال ياكو ألي بائع أو مشرتي القدرة على التأثري يف أسعار السوق الصحيحة صعودا أو هبوطا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بسبب قدراته املالية الاكبرية‪ ،‬أو فرض قيود على حرية البيع والشراء ألي متعامل ويف أي وقت‪.1‬‬

‫‪1‬هيئة السوق املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.8-7‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫إ دراستنا حملور األسواق املالية أدى بنا إىل الوقوف على أمهيتها يف االقتصاديات احلديثة‪ ،‬حبيث جند كثري من‬
‫الدول اليت هتدف إىل حتقيق مراحل متقدمة من التنمية االقتصادية تعمل جاهدة من أجل توفري االستقرار‬
‫السياسي والنقدي لفتح اجملال أمام تدفق رؤوس األموال احمللية واألجنبية لرتقية االستثمار املنتج‪ ،‬والذي تدعمه بعد‬
‫االدخار نحو األسواق المالية التي لها القدرة على االستقطاب‬ ‫ذلك عن طريق وضع إطار تشريعي ينظم عملية توجيه‬
‫المستمر لرؤوس األموال لتمويل المشاريع ذات اجلدوى االقتصادية‪ ،‬اليت تقوم هبا احلاكومات واملؤسسات االقتصادية‬
‫املدرجة يف البورصة من خالل بيع األوراق املالية من أسهم وسندات يف سوق االصدار‪.‬‬

‫ويعترب االستثمار يف سوق األوراق املالية من أكثر أنواع االستثمار الذي يقصده أصحاب الفوائض املالية بإجياد‬
‫الفرص االستثمارية من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬شراء األوراق املالية املناسبة من سوق االصدار اليت تتيح هلم احلصول على عوائد مستقبلية مرضية‪.‬‬

‫‪ -‬أ تتمتع األوراق املالية املشرتاه مبستويات خماطر معدومة أو متدنية جتنبهم من اخلسائر الناجتة عن‬
‫أي تقلبات غري مرغوبة يف أسعار األوراق املالية يف سوق التداول‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األدوات المالية المتداولة‬

‫الفصل الثاني‬

‫األدوات المالية المتداولة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يوجد العديد من األدوات املالية يف سوق املال بشقيه السوق النقدي وسوق رأس املال‪ ،‬فالسوق النقدي‬
‫يعرف تداول األدوات املالية قصرية األجل واليت اشهرها األوراق التجارية‪ ،‬أما األدوات املالية املتداولة يف سوق‬
‫رأس املال وبالضبط يف البورصة هي تشمل أنواع من األسهم والسندات‪ ،‬ويف واقع األمر ميكن التمييز بني كل‬
‫هذه األنواع‪ ،‬حيث جند االسهم تنقسم إىل أسهم عادية وأخرى ممتازة‪ ،‬فاألسهم العادية هي صكوك ملكية متثل‬
‫جزء من ملكية الشركة‪ ،‬ويستفيد حاملها على نصيب معني من توزيعات األرباح إذا ما تحققت‪ ،‬أما األسهم‬
‫املمتازة فهي اليت تضيف حلاملها حقوقا وعوائد ال حيصل عليها أصحاب األسهم والسندات اليت بدورها تنقسم‬
‫إىل عدة أنواع مع التنويه بأن هناك سندات تصدرها شركات القطاع اخلاص والعام وشركاته وسندات تصدرها‬
‫احلكومات‪ ،‬حيث تعد والسندات املصدرة من طرف الشركات مبثابة متويل لالستثمار يضمنه املركز املايل‬
‫للشركة‪ ،‬بينما السندات احلكومية فهي تعترب قرضا هبدف اىل تغدية العجز يف امليزانية العامة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ .1‬األدوات المالية المتداولة في سوق رأس المال‪:‬‬

‫وتشمل سوق رأس املال األوراق املالية‪ ،‬كاألسهم والسندات‪ ،‬وكذلك ًيتم فيها تداول العمالت‪ .‬وتبعا لذلك‬
‫تتفرع األسواق املالية إىل أسواق األسهم وأسواق السندات وأسواق العمالت‪ .‬وتعد األسهم صكوك ملكية جلزء‬
‫من رأس مال الشركة اليت تصدرها‪ ،‬يف حني تعد السندات صكوك مديونية على اجلهة اليت تصدرها‪ ،‬فإذا قمت‬
‫بشراء سهم ما فقد أصبحت شريكا أو مسامها يف الشركة‪ ،‬أما إذا قمت بشراء سند على أحد الشركات فقد‬
‫أصبحت دائنا هلا‪.‬‬

‫وهناك أنواع متعددة لألسهم اليت يتم تداوهلا بالسوق‪ ،‬فهناك األسهم العادية اليت تعطي حاملها احلق يف حضور‬
‫اجلمعية العمومية للشركة وإبداء رأيه يف طريقة إدارة الشركة ‪.‬وهناك أسهم املنحة‪ ،‬وهي اليت توزع جمانا على مالكي‬
‫األسهم العادية‪ ،‬بغرض زيادة ما ميلكونه يف الشركة وكذلك لزيادة رأس مال الشركة‪ .‬أما األسهم املمتازة فهي اليت‬
‫متنح مالكها حقوقا وأولوية يف احلصول على حقوقه من الشركة‪.‬‬

‫عموما السهم يف حقيقته جزء من رأس مال شركة املسامهة‪ ،‬حيث يقـسم رأس مال الشركة عند تأسيسها إىل أجزاء‬
‫متساوية‪ ،‬ميثل كل جزء منها سهما‪ ،‬وميثَل هذا السهم بصك يثبت ملكية املساهم له‪ ،‬ويسمى هذا الصك أيضا‬
‫سهما‪ ،‬فالسهم إذا هو حق الشريك يف الشركة‪ ،‬وهو أيضا الصك املثبت هلذا احلق‪.1‬‬

‫وتنقسم األسهم إىل نوعني مها‪:‬‬

‫‪ -‬األسهم النقدية‪ :‬وهي األسهم اليت تعطى للشريك إذا قدم حصته يف رأس مال الشركة نقودا‪.‬‬

‫‪ -‬ا ألسهم العينية‪ :‬وهي األسهم اليت تعطى للشريك إذا قدم حصته يف رأس مال الشركة عينا‪ ،‬كـأرض‪ ،‬أو مبنـى‪ ،‬أو‬
‫بضاعة‪ ،‬أو مصنع‪.‬‬

‫وتنقسم األسهم حسب الشكل إىل ثالثة أنواع هي ‪:‬‬

‫‪ -‬األسهم االمسية‪ :‬وهي األسهم اليت حتمل اسم مالكها‪ ،‬وذلك بـأن يدون امسه على شهادة السهم‪.‬‬

‫‪ -‬األسهم حلاملها‪ :‬وهي األسهم اليت ال يذكر فيها اسم مالكها‪ ،‬وإمنا يذكر فيها ما يشري إىل أهنا حلاملها‪ ،‬حيث‬
‫يعترب حاملها مالكا هلا‪.‬‬

‫‪1‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬األسهم اإلذنية أو ألمر‪ :‬وهي األسهم اليت يذكر فيها اسم مالكهـا‪ ،‬مع ذكر كوهنا إلذنه أو ألمره‪.1‬‬

‫وتنقسم األسهم حسب ملكيتها إىل نوعني مها أسهما عادية وأخرى ممتازة‪:‬‬

‫‪ 1.1‬األسهم العادية‪:‬‬

‫ميثل السهم العادي مستند ملكية له قيمة امسية‪ ،‬وقيمة دفرتية‪ ،‬وقيمة سوقية‪ ،‬وتتمثل القيمة االمسية يف القيمة‬
‫املدونة على قسيمة السهم‪ ،‬وعادة ما يكون منصوص عليها يف عقد التأسيس‪ ،‬أما القيمة الدفرتية فتتمثل يف قيمة‬
‫حقوق امللكية‪ ،‬اليت ال تتضمن األسهم املمتازة مقسومة على عدد األسهم العادية املصدرة‪ ،‬وأخريا تتمثل القيمة‬
‫‪2‬‬
‫السوقية يف قيمة السهم يف سوق رأس املال‪ ،‬وقد تكون هذه القيمة أكثر أو أقل من القيمة الدفرتية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5‬القيمة اإلمسية والدفرتية والسوقية لألسهم العادية‪.‬‬

‫مفهوم قيم األسهم العادية‬

‫القيمة املدونة على قسيمة السهم املنصوص عليها يف عقد التأسيس‬ ‫القيمة االمسية‬

‫قيمة حقوق امللكية مقسومة على عدد األسهم العادية املصدرة‬ ‫القيمة الدفرتية‬

‫القيمة يف سوق رأس املال وقد تكون أكثر أو أقل من القيمة الدفرتية‬ ‫القيمة السوقية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫‪ 1.1.1‬حقوق حامل السهم العادي‪:‬‬

‫يتمتع حامل السهم العادي أو املستثمر ببعض احلقوق من أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬احلق يف التصويت يف اجلمعية العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬احلق يف نقل ملكية األسهم بالبيع أو بأي طريق آخر‪.‬‬

‫‪1‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪2‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬إرشادات عملية يف تقييم األسهم والسندات‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،2018،‬ص‪ .7‬مناح على‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.amf.org.ae/sites/default/files/Research%20and%20Studies/AMF%20Economic%20Papers/ar/%20‬‬
‫‪%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84.pdf‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫احلق يف احلصول على األرباح إذا ما قررت اإلدارة توزيعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كما يتمتع كذلك حامل السهم العادي مبيزة هامة وهي مسؤولية حمدودة حبصته يف رأس املال‪ .‬أما بالنسبة لعيوب‬
‫األسهم العادية من وجهة نظر املستثمر فمن أبرزها على اإلطالق أن حاملها ليس له احلق يف املطالبة بتوزيعات‪،‬‬
‫ما مل حتقق الشركة أرباحا أو إذا حققت أرباحا ومل تقرر الشركة توزيعها‪. 1‬‬

‫‪ 2.1.1‬مزايا األسهم العادية كمصدر للتحويل‪:‬‬

‫هناك ثالثة مزايا وفوائد رئيسة ترتبط باستخدام األسهم العادية كمصدر للتمويل طويل األجل لشركات املسامهة‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن الشركة غري ملزمة قانونيا بإجراء توزيعات حلملة هذه األسهم‪.‬‬

‫‪ -‬متثل هذه األسهم مصدر دائم للتمويل إذ ال جيوز حلاملها اسرتداد قيمتها من الشركة اليت أصدرهتا‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار املزيد من األسهم العادية يؤدي إىل اخنفاض نسبة القروض إىل حقوق امللكية‪ ،‬وهو أمر يرتتب عليه زيادة‬
‫القدرة االقرتاضية املستقبلية للشركة‪.‬‬

‫‪ 3.1.1‬عيوب األسهم العادية كمصدر للتحويل‪:‬‬

‫وإىل جانب هذه املزايا يعرتي التمويل باألسهم العادية بعض العيوب من أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع التكلفة اليت تتحملها شركة املسامهة ويرجع ذلك إىل سببني رئيسيني‪ :‬أوهلما أن العائد الذي يطلبه محلة هذه‬
‫األسهم عادة ما يكون مرتفعا‪ ،‬نظرا للمخاطر اليت تتعرض هلا األموال املستثمرة‪ .‬ثانيهما أن أرباح األسهم على‬
‫عكس فوائد القروض ال تعترب من بني التكاليف اليت ختصم قبل حساب الضريبة‪ ،‬ومن مث ال يتولد عنها أي‬
‫وفورات ضريبية‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار أسهم جديدة حيتمل أن يرتتب عليه دخول ملسامهني جدد‪ ،‬مما يعين تشتت أكرب لألصوات يف اجلمعية‬
‫العمومية‪ ،‬وقد يكون يف هذا إضعاف ملركز املالك القدامى‪ ،‬غري أن هذا العيب قد ميكن التغلب عليه بإعطاء‬
‫‪1‬‬
‫املالك القدامى حق األولوية يف شراء اإلصدارات اجلديدة من األسهم العادية‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪.7‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫جدول رقم (‪ :)6‬مزايا وعيوب األسهم العادية كمصدر للتمويل‪.‬‬

‫األسهم العادية‬

‫العيوب‬ ‫المزايا‬

‫ارتفاع التكلفة اليت تتحملها الشركة عند اصدارها‬ ‫الشركة غري ملزمة قانونيا بإجراء توزيعات حلملة‬
‫لألسهم العادية‬ ‫األسهم العادية‬

‫العائد الذي يطلبه محلة هذه األسهم عادة ما يكون‬ ‫األسهم العادية متثل مصدر دائم للتمويل‬
‫مرتفعا نظرا للمخاطر اليت تتعرض هلا األموال املستثمرة‬

‫أرباحها على عكس فوائد القروض ال تعترب من بني‬ ‫ال جيوز حلاملها اسرتداد قيمتها من الشركة اليت‬
‫التكاليف اليت ختصم قبل حساب الضريبة ومن مث ال‬ ‫أصدرهتا‬
‫يتولد عنها أي وفورات ضريبية‬

‫إصدار أسهم جديدة حيتمل أن يرتتب عليه دخول‬ ‫إصدار املزيد من األسهم العادية يؤدي إىل‬
‫ملسامهني جدد مما يعين تشتت أكرب لألصوات يف‬ ‫اخنفاض نسبة القروض إىل حقوق امللكية مما‬
‫اجلمعية العمومية‪ ،‬وقد يكون يف هذا إضعاف ملركز‬ ‫يزيد من قدرة االقرتاض للشركة يف املستقبل‬
‫املالك القدامى‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫‪ 2.1‬األسهم الممتازة‪:‬‬

‫ميثل السهم املمتاز مستند ملكية له قيمة امسية وقيمة دفرتية وقيمة سوقية‪ ،‬شأنه يف ذلك شأن السهم العادي‬
‫وجتمع األسهم املمتازة بني مسات األسهم العادية والسندات‪ .‬فالسهم املمتاز رغم دلك يشبه السهم العادي يف‬
‫بعض النواحي من أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬ميثل صك ملكية ليس له تاريخ استحقاق‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪.10‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫مسؤولية حامله حمدودة مبقدار مسامهته‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ال حيق حلملة هذه األسهم املطالبة بنصيبهم يف األرباح إال إذا قررت إدارة الشركة إجراء توزيعات‪.‬‬

‫قد يكون حلملة األسهم املمتازة األولوية يف شراء أي إصدارات جديدة من األسهم املمتازة‪ .‬تقوم هبا الشركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومن ناحية أخرى تشبه األسهم املمتازة السندات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن نصيب السهم من األرباح حمدد بنسبة معينة من قيمته االمسية‪.‬‬

‫‪ -‬ال جيوز حلملة األسهم العادية احلصول على حقهم يف األرباح أو أموال التصفية قبل أن حيصل محلة األسهم‬
‫املمتازة كلهم على نصيبهم منها ‪.‬‬

‫وفيما يلي نعرض مزايا وعيوب األسهم املمتازة للتمويل‪.1‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬القيمة اإلمسية والدفرتية والسوقية لألسهم املمتازة‪.‬‬

‫قيم األسهم الممتازة‬

‫القيمة املدونة على قسيمة السهم املنصوص عليها يف عقد التأسيس‬ ‫ق‪-‬إسمية‬

‫قيمة حقوق امللكية مقسومة على عدد األسهم املمتازة املصدرة‬ ‫ق‪-‬دفترية‬

‫القيمة يف سوق رأس املال وقد تكون أكثر أو أقل من القيمة الدفرتية‬ ‫ق‪-‬سوقية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫‪ 1.2.1‬مزايا األسهم الممتازة كمصدر للتحويل‪:‬‬

‫تتمتع الشركات اليت تعتمد على األسهم املمتازة يف التمويل مبزايا أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬الشركات ليست ملزمة قانونا بإجراء توزيعات سنوية وأهنا توزيعات حمدودة مبقدار معني‪.‬‬

‫ال حيق حلملة هذه األسهم التصويت إال يف احلاالت الصعبة للشركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.17-16‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬إصدار املزيد من األسهم املمتازة يسهم يف ختفيض نسبة األموال املقرتضة‪ ،‬وهو أمر ينجر عنه زيادة طاقة االقرتاض‬
‫املستقبلية للشركة‪.‬‬

‫‪ -‬قرار إصدار األسهم املمتازة قد يتضمن إعطاء املنشأة احلق يف استدعاء األسهم اليت أصدرهتا‪ ،‬وذلك يف مقابل أن‬
‫حيصل حامله على مبلغ يفوق قيمته االمسية‪ ،‬وميثل هذا احلق ميزة بالنسبة للشركة إذ ميكنها االستفادة من اخنفاض‬
‫أسعار الفائدة يف السوق‪ ،‬وذلك بالتخلص من األسهم املمتازة اليت سبق أن أصدرهتا‪ ،‬وإحالهلا بسندات كوبون‬
‫منخفض أو بأسهم ممتازة ذات معدل ربح منخفض‪.‬‬

‫‪ 2.2.1‬عيوب األسهم الممتازة كمصدر للتحويل‪:‬‬

‫وإذا كان لألسهم املمتازة كل هذه املزايا فإهنا ال ختلو من العيوب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع تكلفتها نسبيا‪ ،‬فتكلفة التمويل باألسهم املمتازة تفوق تكلفة االقرتاض‪ ،‬ويرجع هذا إىل أن توزيعات‬
‫األسهم املمتازة‪ ،‬على عكس الفوائد ختضع للضريبة‪ ،‬فالشركة ال حتقق من ورائها وفورات ضريبية‪.‬‬

‫‪ -‬محلة األسهم املمتازة يتعرضون ملخاطر أكرب من تلك اليت يتعرض هلا املقرضني ومن مث يطالبون مبعدل أعلى‬
‫للعائد ‪.‬فعلى عكس املقرضني ليس هناك ما يضمن حصول محلة األسهم املمتازة على عائد دوري‪.‬‬

‫‪ -‬يف حالة اإلفالس التصفية يأيت محلة األسهم املمتازة يف املرتبة الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬ليس حلملة هذه األسهم املطالبة بنصيبهم يف األرباح إال إذا قررت اإلدارة إجراء توزيعات‪ ،‬إال أهنم حيتفظون حبقهم‬
‫مستقبال يف احلصول على مستحقاهتم من أرباح السنوات اليت مل جيري فيها توزيع وذلك قبل أن حيصل محلة‬
‫األسهم العادية على أي توزيعات ‪.‬‬

‫‪ -‬حق محلة األسهم املمتازة يف التصويت يف املسائل اليت تتعلق بفرض قيود على إجراء التوزيعات‪ ،‬أو يف حالة عدم‬
‫‪1‬‬
‫كفاية األموال اليت ينبغي احتجازها الستدعاء األسهم املمتازة نفسها‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.18-17‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫جدول رقم (‪ :)8‬مزايا وعيوب األسهم املمتازة كمصدر للتمويل‬

‫العيوب‬ ‫المزايا‬

‫ارتفاع تكلفة هذه األسهم نسبيا فتكلفة التمويل باألسهم‬ ‫الشركات ليست ملزمة قانونا بإجراء‬
‫املمتازة تفوق تكلفة االقرتاض فتوزيعات األسهم املمتازة‪ ،‬على‬ ‫توزيعات وإن كانت فهي توزيعات‬
‫عكس الفوائد‪ ،‬ال ختضع للضريبة ومن مث ال حتقق الشركة من‬ ‫حمدودة مبقدار معني‬
‫ورائها وفورات ضريبية‬

‫محلة هذه األسهم يتعرضون ملخاطر من مث يطالبون بعائد‬ ‫ال حيق حلملة هذه األسهم التصويت إال‬
‫أعلى‪ ،‬عكس املقرضني فليس هناك ما يضمن حصول محلة‬ ‫يف احلاالت اليت تعاين فيها الشركة من‬
‫األسهم املمتازة على عائد دوري‬ ‫مشاكل صعبة‬

‫يأيت محلة هذه األسهم يف املرتبة الثانية يف حالة إفالس الشركة‬ ‫إصدار املزيد من هذه األسهم يسهم يف‬
‫وتوزيع أموال التصفية‬ ‫ختفيض نسبة األموال املقرتضة إىل‬
‫األموال اململوكة‪ ،‬وهو أمر يرتتب عليه‬
‫ليس حلملة هذه األسهم املطالبة بنصيبهم يف األرباح إال إذا‬
‫زيادة طاقة االقرتاض للشركة يف املستقبل‬
‫قررت اإلدارة إجراء توزيعات‬

‫حيتفظ محلة هذه األسهم حبقهم مستقبال يف احلصول على‬ ‫قرار إصدار هذه األسهم قد يتضمن‬
‫مستحقاهتم من أرباح السنوات اليت مل جيري فيها توزيع وذلك‬ ‫إعطاء الشركة احلق يف استدعاء األسهم‬
‫قبل أن حيصل محلة األسهم العادية على أي توزيعات‬ ‫اليت أصدرهتا أي إعادة شرائها‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫‪ 3.1‬مقارنة بين األسهم العادية والممتازة‪:‬‬

‫عادة ما خيلط الكثري بني مفهوم األسهم العادية واملمتازة‪ ،‬فاألسهم العادية متثل قسم من ملكية الشركة وحيصل‬
‫السهم الواحد فيها على نصيب من األرباح الصافية اليت توزعها الشركات املصدرة هلا‪ ،‬وميكن لصاحب السهم‬
‫االشرتاك يف التصويت على قرارات الشركة‪ ،‬وكذلك احلق يف انتخاب أعضاء جملس إدارة الشركة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫باإلضافة إىل أن ارتفاع العوائد على السهم العادي يرتتب عليها خماطر كبرية‪ ،‬أيضا يف حالة افالس الشركة‪ ،‬فلن‬
‫يتحصل صاحب السهم العادي على أمواله إال بعد دفع الشركة لديوهنا البنكية وديون السندات وديون األسهم‬
‫املمتازة‪ ،‬ميكن لصاحب السهم العادي تدنية هذه املخاطر عن طريق امتالك جمموعة من األوراق املالية‪.‬‬

‫بينما يكون صا حب السهم املمتاز مالكا جلزء من رأمسال الشركة ويف نفس الوقت مدينا هلا‪ ،‬لكنه ال يتمتع مثله‬
‫مثل السند حبقوق التصويت على قرارات الشركة‪ ،‬وال احلق يف انتخاب جملس إدارة الشركة‪.‬‬

‫ولكن من جهة فاألسهم املمتازة تضمن ألصحاهبا نسب ثابتة من األرباح املوزعة‪ ،‬على عكس األسهم العادية‪،‬‬
‫ضف إىل ذلك أن عوائد السهم املمتاز الثابتة‪ ،‬تؤدي إىل اخنفاض املخاطر يف حالة االستثمار فيه‪ ،‬ميزة أخرى‬
‫متتاز هبا األسهم املمتازة هي أهنا يف حالة افالس الشركة يتم سداد قيمتها قبل األسهم العادية وبعد السندات‪.‬‬

‫‪ 4.1‬السندات‪:‬‬

‫السندات من األوراق املالية اليت تصدرها الشركات املسامهة أو املؤسسات أو الدول وهي الصكوك القابلة للتداول‬
‫‪1‬‬
‫اليت تصدرها الشركات أو املؤسسات وميثل هذا الصك قرضا طويل األجل يعقد عادة عن طريق االكتتاب العام‪.‬‬

‫ويتمثل االستثمار يف األوراق املالية بشكل أساسي كما سلف قوله يف األسهم والسندات اليت تصدرها شركات‬
‫املسامهة او احلكومات يف شكل صكوك يتم تبادهلا يف سوق األوراق املالية أو يتم االعرتاف هبا كأداة لالستثمار‬
‫يف مكان إصدارها أو تبادهلا حيث متثل السندات ديون على الشركة املصدرة‪ ،‬يرتتب عليها حقوق حلاملها تتمثل‬
‫يف الفوائد اليت تستحق على تلك السندات وفقا معدل الفائدة احملدد والفرتة الزمنية املنقضية‪ ،‬باإلضافة إىل حق‬
‫اسرتداد القيمة االمسية لتلك السندات يف تاريخ االستحقاق احملدد‪.‬‬

‫حيث تعترب السندات إحدى أهم وسائل التمويل املايل املتاحة للشركات واحلكومات‪ ،‬اليت عن طريقها تستطيع‬
‫هذه اجلهات احلصول على رأس املال الالزم للنمو والتطوير واملنافسة‪ .‬فبالنسبة للحكومات فهي تلجأ إىل‬
‫السندات لتغطية ما عليها من ديون قصرية األجل أو لتنفيذ ما لديها من مشاريع تنموية‪ .‬وألن احلكومات ال‬
‫تستطيع إصدار أسهم لرفع رأس ماهلا كما تفعل الشركات فإن خيار السندات دائما هو املفضل لدى احلكومات‪.‬‬

‫عالوة على ذلك وبسبب قوة احلكومات ككيان سياسي واقتصادي ميكن االعتماد عليه‪ ،‬فإهنا تستطيع عادة أن‬
‫تصدر سندات بتكلفة أقل من التكلفة اليت تدفعها الشركات‪ .‬وطبيعي أنه كلما قل عامل املخاطرة يف االستثمار‬

‫‪ 1‬احلناوي‪ ،‬حممد صاحل‪ ،‬أساسيات االستثمار يف بورصة األوراق املالية الطبعة ‪ ،2‬الدار اجلامعة‪ ،‬مصر‪ 1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫قل العائد املمكن من االستثمار‪ .‬السبب اآلخر لقبول السندات احلكومية قوة شعبيتها يعود مليزهتا الضريبية يف‬
‫الدول اليت تفرض ضرائب على دخل املواطن‪ ،‬حيث إنه يف كثري من األحيان ال يقوم املستثمر بدفع ضرائب على‬
‫‪1‬‬
‫أرباحه املتحققة من االستثمار يف السندات احلكومية‪.‬‬

‫إذا عموما فالسندات هي من األوراق املالية اليت تصدرها الشركات املسامهة أو الـدول‪ ،‬وهي الصكوك القابلة‬
‫للتداول اليت تصدرها كما قلنا‪ ،‬الشركات أو احلكومات وميثل هـذا الـصك قرضـا طويل األجل يعقد عادة عن طريق‬
‫‪2‬‬
‫االكتتاب العام‪.‬‬

‫وقد حتتاج احلكومة أو إحدى الشركات إىل التمويل‪ ،‬وقد ال يفضل احلصول على ذلك التمويل بإصدار أسهم‬
‫جديدة‪ .‬ونظرا لكرب املبلغ وصعوبة تدبريه من مقرض واحد‪ ،‬وخاصة أنه يكون آلجال طويلة‪ ،‬وكذلك تتغري تكلفة‬
‫القرض من مقرض آلخر‪ ،‬ومن وقت آلخر‪ ،‬فإنه يتم تقسيم القرض إىل أجزاء صغرية يسمى كل منها سندا‪،‬‬
‫ويطرح للجمهور‪ 3.‬ويف تعريف جامع للسندات‪ ،‬فهي صكوك متساوية القيمة‪ ،‬ومتثل ديونا يف ذمة الـشركة اليت‬
‫أصدرهتا‪ ،‬وتثبت حق حامليها فيما قدموه من مال‪ ،‬أو اقتضاء الدين املثبت على الـصكوك فــي مواعيــد‬
‫اســتحقاقها‪ ،‬وتكــون هــذه الــصكوك قابلــة للتــداول بــالطرق التجارية‪4.‬والسندات مبثابة عقد أو اتفاق بني اجلهة‬
‫املصدرة واملستثمر‪ ،‬مبقتضى هذا االتفاق يقرض املستثمر اجلهة املصدرة مبلغا ملدة حمددة وسعر فائدة معني‪.‬والسند‬
‫خيتلف عن القرض ألنه قابل للتداول حيث ميكن بيعه‪ ،‬وهو بذلك حيتفظ بدرجة عالية من السيولة حلامله‪ ،‬وقد‬
‫يتضمن العقد شروطا أخرى لصاحل املقرض مثل رهن بعض األصول الثابتة‪ ،‬كما قد يتضمن شروطا لصاحل‬
‫املقرتض مثل حق استدعاء السندات قبل تاريخ استحقاقها‪ ،.‬والسندات تتضمن عالقة دائنيه ومديونية تربط بني‬
‫مصدري السندات باعتبارهم مدينني‪ ،‬ومالكي السندات باعتبارهم دائنني‪ ،‬ويتعهد املقرتض بدفع فائدة حمددة‬
‫‪5‬‬
‫سنويا يف حالة السندات ذات الفائدة الثابتة‪ ،‬وال ترتبط مبا حتققه اجلهة املصدرة من أرباح أو خسائر‪.‬‬

‫‪1‬أوراس حسان‪ ،‬المحاسبة عن االستثمار في السندات‪ ،‬ص‪ .1‬متاح على الرابط‪:‬‬


‫‪https://www.academia.edu/35299372/‬‬
‫‪2‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬سوق األوراق المالية اإلسالمية بين النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق رأس المال اإلسالمي في ماليزيا‪ ،‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية‪-‬غـزة‪ ،2007،‬ص‪ .70‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.houmsilaw.com/img/uploads1/research_260.pdf‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Alasrag, Hussien, Role of the Egyptian securities market on saving development, Munich Personal RePEc‬‬
‫‪Archive, 2002, P46. https://mpra.ub.unimuenchen.de/2387/1/MPRA_paper_2387.pdf‬‬
‫‪4‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Alasrag, Hussien, Op. Cit, P46.‬‬
‫‪https://mpra.ub.uni-muenchen.de/2387/1/MPRA_paper_2387.pdf‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫كذلك السند هو أداة دين يباع من قبل الشركات أو احلكومات بغرض احلصول على األموال‪ .‬ويكون مالك‬
‫السند (املستثمر) هو الدائن للشركة وليس مالك يف الشركة كما هو احلال يف األسهم‪ ،‬ومعظم السندات تتضمن‬
‫عبارة بأن املصدر املقرتض أو بائع السند يتعهد بدفع إىل املستثمر املقرض أو حامل السند سلسلة من الدفعات‬
‫‪1‬‬
‫النقدية واملالية كل ستة باإلضافة إىل مبلغ واحد عند هناية عمر السند‪.‬‬

‫ولكن من جهة فاألسهم املمتازة تضمن ألصحاهبا نسب ثابتة من األرباح املوزعة‪ ،‬على عكس األسهم العادية‪،‬‬
‫ضف إىل ذلك أن عوائد السهم املمتاز الثابتة‪ ،‬تؤدي إىل اخنفاض املخاطر يف حالة االستثمار فيه‪ ،‬ميزة أخرى‬
‫متتاز هبا األسهم املمتازة هي أهنا يف حالة افالس الشركة يتم سداد قيمتها قبل األسهم العادية وبعد السندات‪.‬‬

‫‪ 1.4.1‬اإلستثمار في السندات من حيث المدة‪:‬‬

‫أوال ويتعلق باالستثمار قصري األجل‪ ،‬و تتميز االدارة الرشيدة يف االستخدام األمثل للموارد املالية املتاحة‪ ،‬املتمثلة‬
‫بعدم تعطيل النقدية الفائضة عن االستثمار‪ ،‬حيث غالبا ما يتم اللجوء الستثمار النقدية الفائضة لفرتات قصرة‬
‫هبدف حتقيق عائد مايل من خالل فوائدها املستحقة أو هبدف املضاربة لتحقيق مكاسب من بيعها‪ ،‬مع ضمان‬
‫سرعة حتويلها إىل نقدية عند بروز احلاجة اليها‪ ،‬ويعترب االستثمار قصري األجل عندما يكون االستثمار ملدة ال تزيد‬
‫عن السنة املالية‪ ،‬وبناء على ما تقدم فإن االستثمارات يف األوراق املالية تعترب ضمن األصول املتداولة مىت توافر‬
‫فيها الشرطان األساسيان ومها ‪:‬‬

‫‪ ‬أن تتمكن الوحدة االقتصادية من بيع استثماراهتا وحتويلها إىل نقدية يف فرتة زمنية وجيزة دون التعرض أيل خماطر‬
‫ناجتة عن عدم القدرة على تصفيتها وحتويلها إىل النقدية الالزمة للعمليات التشغيلية‪ ،‬وذلك يتطلب ضرورة وجود‬
‫اسواق مالية منتظمة ميكن من خالهلا بيع هذه االستثمارات ‪..‬‬

‫‪ ‬نية االدارة تتجه حنو حتويل االستثمارات إىل سيولة نقدية خالل السنة أو دورة التشغيل أيهما أقل‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬االستثمار طويل األجل‪ ،‬والذي بقصد به االستثمارات طويلة األجل يف السندات توظيف األموال‬
‫العائدة ألشخاص لفرتة تفوق س نة يف سندات شركة أو عدة شركات اخرى وذلك لتحقيق عائد مايل ثابت‪،‬‬

‫‪1‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،2018،‬ص‪.49‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫أو إلجياد اسواق منتجات الشركة املستثمرة أو احلصول على املواد اخلام‪ ،‬أو السيطرة على اسواق معينة‪ ،‬أو‬
‫على شركات تابعة للدولة اخرى‪. 1‬‬

‫جدول رقم (‪ :)9‬كيفية حساب العائد الكلي على السندات إىل تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫إلى‬ ‫الكلي‬ ‫العائد‬ ‫المدة‬ ‫العائد السنوي‬ ‫سعر الفائدة ‪%‬‬ ‫القيمة اسمية‬
‫تاريخ االستحقاق‬

‫‪ 250‬دج‬ ‫‪ 5‬سنوات‬ ‫‪ 50‬دج‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1000‬‬

‫‪ 1600‬دج‬ ‫‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 160‬دج‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪ 4500‬دج‬ ‫‪ 15‬سنوات‬ ‫‪ 300‬دج‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3000‬‬

‫‪ 9600‬دج‬ ‫‪ 20‬سنوات‬ ‫‪ 480‬دج‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4000‬‬

‫‪ 18750‬دج‬ ‫‪ 25‬سنوات‬ ‫‪ 750‬دج‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5000‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫مثال توضيحي‪:‬‬

‫لتكن لدينا السندات ذات قيمة امسية تبلغ ‪ 1000‬دينار جزائري حيث تكون هذه القيمة مطبوعة على السند‬
‫وكذلك سعر الفائدة على هذا السند‪ .‬وسعر فائدة ‪ %5‬فإن مبلغ الفائدة السنوي على هذا السند يبلغ ‪ 50‬دينار‬
‫جزائري‪ .‬وعادة ما تكون الدفعات بشكل نصف سنوي‪ ،‬وبالتايل فإن حامل هذا السند سيحصل على ‪ 25‬دينار‬
‫جزائري كل ستة أشهر‪.‬‬

‫ص‪1.3‬‬ ‫أوراس حسان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫كما يوجد للسند موعد استحقاق والذي يتم فيه قيام الشركة املقرتضة بدفع قيمة السند إىل حامله باإلضافة إىل‬
‫مبلغ دفعات سعر الفائدة املستحقة عن تلك الفرتة‪ .‬فإذا قامت شركة بإصدار سند مدته ‪ 5‬سنوات وبسعر فائدة‬
‫قدره ‪.% 5‬‬

‫معىن ذلك أن هذه الشركة ستدفع للمستثمر يف كل ستة ‪ 50‬دينار جزائري وهذا ملدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫مبلغ ‪ 1000‬دينار جزائري يف هناية السنة اخلامسة‪ ،‬ويتم حتديد الدفعات أوال من خالل ضرب سعر فائدة السند‬
‫بالقيمة االمسية للسند‪ ،‬مث حساب العائد الكلي عند تاريخ االستحقاق بالطريقة التالية‪:‬‬

‫حساب العائد الكلي= (سعر الفائدة ‪‬القيمة االمسية للسند)‪ ‬مدة االستثمار‬

‫(‪ 10000.05‬دح)‪50=5 ‬دج‪ 250=5‬دج قيمة الفوائد الثابت املرتاكمة عند تاريخ االستحقاق‬

‫‪ 2.4.1‬عوامل تحديد سعر الفائدة على السند‪:‬‬

‫‪ -‬عامل ا ملخاطر بالنسبة إىل الشركة املصدرة‪ .‬فالشركات الكبرية أو ذات السمعة والتصنيف العايل يكون درجة‬
‫املخاطر على االستثمار فيها منخفضة‪ ،‬وبالتايل يكون سعر الفائدة الذي يطلبه املستثمر منخفض‪.‬‬

‫الفرتة الزمنية حتدد سعر الفائدة‪ ،‬فكلما كانت فرتة السند أطول يف املدة كلما كان سعر الفائدة على السند أعلى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬تطور العائد الكلي للسندات عند تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪- -‬‬

‫‪18750‬‬
‫‪9600‬‬
‫‪4500‬‬
‫‪1600‬‬
‫‪250‬‬

‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪480‬‬ ‫‪750‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪5000‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫وعادة ما يكون العائد يف السندات على الشكل التايل‪:‬‬

‫‪ -‬العائد الثابت ويتحدد بنسبة فائدة ثابتة من القيمة االمسية اليت تصدر هبا السندات العادية‬

‫‪ -‬العائد املتغري يتحدد بنسبة فائدة متغرية حسب تقلبات القيمة السوقية للسند وهذ بغرض مواجهة خماطر التضخم‬
‫أي ارتفاع أسعار السلع واخلدمات‪ ،‬اليت تؤدي إىل اخنفاض القدرة الشرائية‪ ،‬وقيمة العوائد املتحصل عليها من‬
‫طرف املستثمر‪.‬‬

‫‪ -‬العائد املعدوم وينتج عن السندات اليت تصدر مبعدل فائدة معدوم أو ذات الكوبون الصفري‪ ،‬ومعىن ذلك أهنا تباع‬
‫خبصم من قيمها االمسية عند اإلصدار‪ ،‬وعند تاريخ االستحقاق يسرتد العائد يف شكل الفارق بني القيمة االمسية‬
‫‪1‬‬
‫للسند والقيمة االمسية املخصومة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد النافع عبد اهلل الزراري وآخرون‪ ،‬األسواق املالية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األردن‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،2001 ،‬ص‪.166‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 3.4.1‬خصائص السندات‪:‬‬

‫ميكن تلخيص وحتليل اخلصائص اليت تتمتع هبا السندات كالتايل وهذا يف اجلدول رقم ‪ 10‬املقابل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬خصائص السندات اليت تصدرها شركت املسامهة‪.‬‬

‫حبيث تلتزم بدفع فائدة دورية للمقرض مع التعهد بإعادة املبلغ املقرتض عند هناية تاريخ‬ ‫السند التزام‬
‫االستحقاق‪.‬‬

‫حلامله‪ ،‬على اجلهة املقرتضة وهو ليس شريكا‪ ،‬فمصدر السند مدين حلامل السند‪.‬‬ ‫السند دين‬

‫حامل السند حيصل على فائدته مهما حققت الشركة أرباحا أو خسائر‪ ،‬فالشركة‪ ،‬ستقوم‬ ‫عند حتقيق األرباح‬
‫بسداد فوائد السند حلامله يف احلالتني‪.‬‬ ‫واخلسائر‬

‫يف حالة عدم قدرة اجلهة املقرتضة أي الشركة بسداد األصل والفائدة على السندات وإعادة‬ ‫عند االفالس‬
‫الدين‪ ،‬فإنه سييتم تصفيتها لسداد فوائد السندات والقرض‪.‬‬

‫حتقق السندات ميزة ضريبية للشركة ِ‬


‫املصدرة‪ ،‬حيث يتم خصم فوائد السند قبل احتساب‬ ‫امليزة الضريبية‬
‫الضريبة‪ ،‬وهذا باعتبار تلك الفوائد اليت تدفعها الشركة ضمن التكاليف تتحملها‪.‬‬

‫ال حيق حلامل السند التدخل بأي صفة يف إدارة الشركة املصدرة للسند‪.‬‬ ‫إدارة الشركة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫كما متتاز السندات بأهنا صكوك تصدر بقيمة امسية متساوية‪ ،‬ال تقبل التجزئة أمام اجلهة املصدرة هلا‪ ،‬ملالكها‬
‫احلق يف اسرتداد قيمة السند عند حلول األجل‪ ،‬حق مالك السند يف تداول سنده حسب شكل السند فإذا‬
‫كان السند امسيا فإنه سينقل بالقيد يف دفاتر الشركة أما إذا كان حلامله فسوف يتم تداوله بالتسليم املادي‪.‬‬

‫‪ 4.4.1‬أنواع السندات‪:‬‬

‫‪ -‬السندات القابلة للتحويل‪ ،‬وهي سندات دين تصدرها الشركات مع أحقية استبداهلا بعدد من األسهم‬
‫العادية يف نفس الشركة املصدرة بنسبة تبادل حمددة سلفا‪ .‬ونسبة التحويل هي عدد األسهم العادية اليت ميكن‬
‫احلصول عليها بتحويل السند القابل للتحويل‪ ،‬أو األسهم املمتازة القابلة للتحويل إىل أسهم عادية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬السند األبدي‪ ،‬وهو السند الذي يدر عائدا حمددا إىل األبد وليس له تاريخ استحقاق‪ ،‬وعادة ما تكون‬
‫هذه السندات يف صورة أسهم ممتازة‪.‬‬

‫‪ -‬سندات قابلة لالستدعاء‪ ،‬و هي سندات تعطي احلق ملصدر السند الستدعاء جزء أو كل السندات‬
‫املصدرة قبل تاريخ االستحقاق‪ .‬وسعر االستدعاء هو السعر الواجب دفعه حلامل السند عند اسرتداد الورقة‬
‫املالية قبل تاريخ االستحقاق‪ ،‬وهذا السعر عادة يكون مساويا للقيمة االمسية مضافا إليها عالوة استدعاء‪.1‬‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬أنواع أخرى من السندات تصدرها الشركات واحلكومات‪.‬‬

‫‪ .‬رمبا تكون السندات مضمونة بعقارات أو أصول أخرى وقد تكون غري مضمونة‬ ‫السندات املضمونة وغري‬
‫املضمونة‬

‫السندات املصدرة من الشركة قابلة للتحويل إىل أوراق مالية أخرى‪.‬‬ ‫سندات قابلة للتحول‬

‫ظهر نوعان من السندات يف حماولة جذب راس املال يف سوق املال الضيقة‪ .‬فهناك‬ ‫سندات تسدد مقابل‬
‫السندات اليت تسدد مقابل بضاعة يف تاريخ االستحقاق‪.‬‬ ‫بضاعة‬

‫تصدر الشركات كذلك سندات بدون حتديد فائدة ولكن خبصم وهي تباع خبصم‬ ‫سندات بخصم‬
‫‪.‬ميثل الفائدة اليت حيصل عليها مشرتي السند عند االستحقاق‬

‫وهي سندات تصدر باسم مالكها ألول مرة‪.‬‬ ‫سندات اسمية‬

‫عندما يتم التنازل عن سندات اسمية لطرف أخر فإهنا ال تبق مسجلة باسم مالكها‬ ‫سندات حلاملها‬
‫بل يتم حتويلها من هذا املالك االصلي جمرد التسليم‪ ،‬فيصبح املالك اجلديد حامل‬
‫للسند‪.‬‬

‫ال تدر فائدة إال إذا حققت الشركة املصدرة أرباح‪.‬‬ ‫سندات دخل‬

‫فوائدها تسدد يف احلقيقة من مصادر إيراد حمددة وغالبا ما تصدر عن احلكومة‪.‬‬ ‫سندات إيراد‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫هيئة السوق املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص ص ‪.13-12‬‬
‫‪https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_10.pdf‬‬
‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 5.4.1‬مخاطر االستثمار في السندات‪:‬‬

‫ان املستثمر يف شراء السندات يركز أكثر ما يركز على التدفقات املالية النقدية اليت تتولد عن العائد السنوي‪،‬‬
‫والسيما أن الفوائد اليت جينيها حامل السند تتأثر مبجموعة من العوامل وتأثري هذه العوامل على عائد السندات‬
‫مبثابة املخاطر اليت تتعرض هلا السندات وميكن توضيح هذه املخاطر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬خماطر التضخم أو خماطر القوة الشرائية‪ :‬ان وجود حالة التضخم يف اقتصاد ما يؤدي اىل اخنفاض القدرة الشرائية‬
‫لقيمة االستثمار يف االوراق املالية او العائد‪ .‬ان االستثمار يف االوراق املالية ذات العائد الثابت مثل السندات‬
‫تكون أكثر عرضة ملخاطر التضخم ويعود السبب اىل ان القيمة السوقية للسندات يف سوق االوراق املالية ال‬
‫تستجيب بطبيعتها اىل التغريات احلاصلة بسبب الظروف التضخمية‪.‬‬
‫‪ -‬خماطر أسعار الفائدة‪ :‬وهي املخاطر النامجة عن التقلبات املفاجئة يف معدالت العائد املتوقعة عن معدالت العائد‬
‫الفعلية بسبب التغريات الىت حتصل يف أسعار الفائدة السوقية خالل فرتة االستثمار يف الورقة املالية (السند)‪.‬‬
‫‪ -‬خماطر السيولة‪ :‬تتمثل السيولة يف قدرة حامل السند على التخلص من السند بالبيع يف أي وقت شاء وبالسعر‬
‫املناسب‪ ،‬فكلما اخنفض احتمال بيع السند قبل تاريخ استحقاقه وبسعر سوق عادل كلما زادت وتضاعفت‬
‫خماطر سيولة السند‪.‬‬
‫‪ -‬خماطر عدم القدرة على السداد‪ :‬حيدث ذلك يف حالة عدم قدرة املؤسسات املصدرة للسندات على تسديد قيمة‬
‫السندات او الفوائد يف الوقت املناسب واملتفق عليه‪ .‬وميكن ملخاطر عدم قدرة السداد أن تنشأ يف نوعني من‬
‫املخاطر يف املؤسسات املصدرة للسندات هي خماطر االعمال وخماطر املالية‪.‬‬
‫‪ -‬خماطر اعادة االستثمار‪ :‬هي تلك املخاطر اليت تنجم عن اعادة استثمار الفوائد اليت حيصل عليها املستثمر حامل‬
‫السند‪ ،‬باإلضافة اىل القيمة االمسية للسند اليت يسرتدها حامل السند يف تاريخ االستحقاق عن السعر فائدة‬
‫منخفض عن سعر الفائدة السائدة يف السوق وقت اصدار السند واليت على أساسها قبل املستثمر وجلأ اىل شراء‬
‫السند‪.‬‬
‫و إن املستثمر يف شراء السندات يهتم أكثر بالتدفقات املالية النقدية‪ ،‬اليت يتحصل عليها يف شكل فوائد دورية‪،‬‬
‫واليت تدفعه ا له الشركة‪ .‬وعموما فإن هذه الفوائد تتأثر مبجموعة من املخاطر وهي كالتايل‪ :‬خطر التضخم‪ ،‬خطر‬
‫‪1‬‬
‫أسعار الفائدة‪ ،‬خطر السيولة‪ ،‬خطر عدم القدرة على السداد‪ ،‬خطر إعادة االستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬لعزوز علي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.177‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وقد تقف يف وجه الشركات جمموعتان من القيود ايل جتعلها ال تلجأ إىل اصدار السندات‪ ،‬جملموعة األوىل وهي‬
‫القيود االقتصادية واليت متثل جمموعة من االعتبارات يتوجب على اجلهة اليت تصدر السندات أن تدخلها يف‬
‫حساهبا عند قيامها بإصدار السندات من أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬إن اصدار السندات يترتب على الشركة املصدرة مجلة من االلتزامات يتوجب عليها الوفاء هبا يف مجيع االحوال‬
‫والظروف‪ ،‬وإال تسبب ذلك يف اهنيار مركزها املايل‪ ،‬لذلك البد من توخي الدقة يف تقدير كل الظروف‬
‫واالعتبارات قبل االقدام على إصدار السندات‪.‬‬
‫‪ -‬إن االفراط يف إصدار السندات (إذا كان ذلك ممكن) قد يضعف الثقة فيها‪ ،‬ومن مث يضطر الشركة املصدرة إىل‬
‫رفع أسعار الفائدة لتشجيع املستثمرين على شرائها‪ ،‬مما ينتج عنه حتميل هذه الشركة ألعباء إضافية غالبا ما تكون‬
‫غري خمططة‪.‬‬
‫‪ -‬كلما بالغت الشركة يف إصدار السندات كلما اخنفضت نسبة ضماناهتا يؤدي إىل اخنفاض االقبال عليه‬
‫وبالتايل تدهور قيمتها يف االسواق املالية‬
‫اجملموعة الثانية هي القيود القانونية هنا يتدخل القانون يف تنظيم عملية االصدار هبدف توفري الضمانات الالزمة‬
‫للمتعاملني هبا أي محلتها‪:‬‬
‫‪ -‬ان القوانني الىت تنظم نشاطات الشركات املسامهة غالبا ما تضع قيودا على إصدار السندات‪ ،‬كأن ينص القانون‬
‫على عدم جتاوز قيمة السندات املصدرة لنسبة معينة من االسهم‪.‬‬
‫وعندما تقرتض من جهة معينة‪ ،‬كالبنوك مثال‪ ،‬فإهنا قد تلتزم جتاهها بعدم إصدار سندات جديدة‪ ،‬وذلك هبدف‬
‫عدم إضعاف الضمانات مقابل القروض اليت قدمتها البنوك‪ ،‬الن يف إصدار السندات زيادة يف التزامات الشركة‬
‫جتاه الغري مما يؤدي إىل اخنفاض الضمانات مقابل هذه االلتزامات‪.‬‬
‫وإن اجلواب عن هذا السؤال يكمن يف دوافع ومربرات معينة لدى تلك الشركة تدفعها إىل تفاصيل سداد بعض او‬
‫كل سنداهتا قبل ألجل احملدد مسبقا منها‪:‬‬
‫‪ ‬ختفيض أعباء السندات‪ :‬عندما يكون سعر الفائدة اجلاري يف السوق اقل من سعر الفائدة االمسي (الذي صدرت‬
‫به السندات)‪ ،‬فقد تلجأ الشركة املصدرة إىل سداد سنداهتا القدمية (ذات السعر املرتفع للفائدة) إصدار سندات‬
‫جديدة بسعر الفائدة املعمول به يف السوق (الذي أصبح أقل من سعر الفائدة االمسي السابق)‪ .‬بذلك تتمكن‬
‫هذه الشركة من ختفيض أعباء السندات املتمثلة يف الفوائد اليت تدفعها حلملة السندات‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وجود مصادر وجماالت أكثر مالئمة للتمويل‪ :‬عندما تتواجد لدى الشركة أموال عاطلة فقد تستعملها يف سداد‬
‫جزء من السندات هبدف التخلص من اعبائها وأيضا استغالل هذه االموال بعدم إبقائها جممدة‪.‬‬
‫‪ ‬استبدال السندات بأسهم (خاصة يف فرتات الرواج االقتصادي) حيث تستطيع بيع االسهم بأسعار تتجاوز بكثري‬
‫قيمتها االمسية‪.‬‬
‫‪ ‬التخلص من القيود وااللتزامات‪ :‬اليت تفرضها على الشركة عملية إصدار السندات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬دعم املركز املايل للشركة بواسطة ختفيف االلتزامات املالية املرتتبة عليها‪.‬‬

‫‪ 6.4.1‬أنواع السندات الحكومية‪:‬‬

‫قد تضطر احلكومات عندما تصل إىل مرحلة تنفيذ للموازنة العامة إىل البحث عن مصادر للتمويل‪ ،‬خاصة يف ظل‬
‫عدم توافر األموال يف اخلزينة العمومية أثناء بداية تنفيذ امليزانية‪ ،‬مما يدفعها إىل نوعني من املصادر ومها‪:‬‬

‫‪ -‬االقرتاض من األفراد واملؤسسات االقتصادية واملالية‬

‫االقرتاض عن طريق إصدار نقود جديدة من طرف البنك املركزي‬ ‫‪-‬‬

‫وتعترب طريفة االقرتاض من األفراد واملؤسسات االقتصادية واملالية (اجلمهور)‬

‫الطريقة األمثل لتمويل عجز امليزانية العامة مقارنة بالتمويل من خالل طبع النقود املباشر‪ ،‬الذي قد يؤدي يف‬
‫غالب األحيان‪ ،‬إىل ارتفاع كمية النقود يف االقتصاد مقابل السلع املنتجة فرتتفع أسعارها‪ ،‬حيث تقوم احلكومة‬
‫بتحويل األموال املقرتضة حنو خمتلف املؤسسات االقتصادية عرب قناة املشاريع العمومية‪.‬‬

‫وهناك نوعان من القروض اليت تعلن عنها احلكومة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬قروض الفائدة فقط‪ ،‬حيث يطلق اسم أذونات اخلزينة على القروض املخصومة الصافية واليت تتميز بقصر أجلها‬
‫اليت هي ال تتجاوز ‪ 12‬شهرا (‪ 1‬سنة)‪.‬‬

‫‪ -‬القروض الصافية املخصومة‪ :‬ويطلق اسم السندات احلكومية أو اخلزينة على قروض الفائدة فقط واليت تتميز بطول‬
‫‪2‬‬
‫أجلها على قروض الفائدة فقط واليت تتميز بطول أجلها وهي من ‪ 1‬سنة وحىت ‪ 30‬سنة‬

‫‪ 1‬بلعزوز بن علي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.169‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Saunders, Anthony‬‬ ‫‪& Cornett, Marcia Millon, Financial Markets and Institutions, McGraw-‬‬
‫‪Hill/Irwin.2007.P156.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 7.4.1‬المقارنة بين السندات واألسهم‪:‬‬

‫ختتلف السندات عن االسهم اختالفا مطلقا وهذا واضح من خالل دراستنا السابقة هلذه األصول املالية وميكن‬
‫مقارنة السندات باألسهم ومن مث استنتاج الفرق بينهما‪:‬‬

‫‪ -‬السندات دين على مصدرها‪ ،‬بينما االسهم جزء من رأمسال الشركة املصدرة هلا‪ ،‬وبتايل فإن للسندات هم دائنو‬
‫الشركة‪ ،‬بينما مشرتو األسهم فهم يعتربون مالك وشركاء يف رأمسال الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬حيصل مشرتو السندات على فائدة حمددة عند اإلصدار‪ ،‬بينما حيصل مشرتو األسهم على حصة أو نصيب من‬
‫االرباح يتحدد وفقا لعدد االسهم وحجم هذه األرباح احملققة من طرف الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬حصول مشرتي اال سهم على عوائد يف هناية السنة املالية‪ ،‬يرتبط أصال باختاذ القرار من طرف الشركة بتوزيع‬
‫األرباح‪ ،‬بينما حيصل مشرتو السندات على فوائد بعيدا عن أي قرار للشركة بتوزيع األرباح أو ال‪.‬‬

‫‪ -‬يستعيد مشرتو السندات على أمواهلم وحقوقهم قبل ان يستعيد مشرتو االسهم على اي جزء من األموا واحلقوق‪،‬‬
‫عند تصفية الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬للسندات تاريخ استحقاق ينتهي عند يوم معني‪ ،‬البد على الشركة املصدرة هلا ان تدفع قيمتها ملشرتيها‪ ،‬أما‬
‫االسهم فليس هلا تاريخ استحقاق فمشرتوها متعاقدون مع الشركة مبدة غري حمددة‪.‬‬

‫‪ -‬ليس ملشرتي السندات احلق يف املشاركة يف جملس إدارة الشركة‪ ،‬بينما مشرتو االسهم فإهنم يتمتعون حبق املشاركة‬
‫يف جملس إدارة الشركة خصوصا يف جمال التصويت لتخاذ القرارات‪.‬‬

‫‪ -‬مشرتو السندات ترهن هلم الشركة جزء من األصول الثابتة‪ ،‬للشركة بينما مشرتو األسهم فأمواهلم مرهونة جبميع‬
‫األصول الثابتة للشركة‪.‬‬

‫‪ -‬تكون اصدارات ا لشركات من السندات أقل من اصدارات األسهم‪ ،‬حبيث أن األسهم تعد مصدرا متويليا طويل‬
‫االجل‪ ،‬ال ترتب عنه التزامات معينة على الشركة‪ ،‬فالشركة ليست ملزمة بتوزيع ارباح على مشرتي األسهم‪ ،‬بينما‬
‫هي ملومة بقوة القانون توزيع العوائد على مشرتي السندات‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪.2‬األدوات المالية المتداولة في سوق النقد‪:‬‬

‫وهي األدوات اليت ميكن التداول فيها حيث حيق حلاملها بيعها لطرف ثالث‪ ،‬وميكن تداوهلا حصرا إما يف السوق‬
‫النقدية أو يف سوق رأس املال‪ ،‬وهي ختتلف عن بعضها وفقا لنوعها أو ملدة استثمارها أو للسوق الذي تتداول‬
‫فيه‪ ،‬وتتداول األدوات املالية قصرية األجل يف سـوق النقد واليت تتم بسيولة عالية وعائد منخفض نظرا ألن‬
‫املخاطرة منخفضة يف هذا النـوع مـن االستثمار‪.‬‬

‫وهي السوق اليت من خالهلا ميكن احلصول على القروض قصرية األجل‪ ،‬أي اليت ال يزيد أجل استحقاقها عن‬
‫سنة‪ ،‬سواء أكان ذلك مـن خـالل عقـد القـرض املباشر‪ ،‬أم من خالل إصدار األوراق املالية اليت تتميز بسيولتها‬
‫العالية‪ ،‬أي التـي ميكن حتويلها إىل نقود خالل مدة قصرية‪ ،‬كشهادات اإليداع القابلة للتداول‪ .‬ومسيت هذه السوق‬
‫بـ (سوق النقد) ألنه ميكن حتويل األصـول املاليـة املتداولة فيها إىل نقود‪ ،‬بسرعة وسهولة‪ ،‬أو ألن هذه األصول‬
‫‪1‬‬
‫ميكن أن تقوم بوظيفة أو أكثر من وظائف النقود‪ ،‬أو جملموع األمرين‪.‬‬

‫وتتميز هذه األوراق بآجاهلا القصرية كما ذكرنا‪ ،‬وتعد املؤسسات احلكومية والشركات الكبرية املصدر األساسي‬
‫هلا‪ .‬وفيما يلي أكثر تلك األوراق تداوال‪:‬‬

‫‪ 1.2‬أذون الخزانة‪:‬‬

‫هي أوراق مالية تصدرها احلكومة وحيصل حاملها على عائد ثابت يف تاريخ حمدد وتصدر بتواريخ استحقاق خمتلفة‬
‫عادة ما تكون ‪ 91‬يوما أو ‪ 182‬يوما‪ .‬وتباع هذه األوراق خبصم‪ ،‬أي أنه ال يتم دفع الفائدة للمستثمر بل يتم‬
‫حتديد السعر بناء على مقدار اخلصم‪.‬‬

‫‪ 2.2‬األوراق التجارية‪:‬‬

‫هي وعد غري مؤكد بالدفع تصدرها الشركات املعروفة واليت ما يرتاوح استحقاقها ما بني عدة أيام و‪ 270‬يوما كما‬
‫أهنا تباع خبصم‪.‬‬

‫‪ 3.2‬شهادات اإليداع القابلة للتداول‪:‬‬

‫‪1‬مبارك بن سليمان أل فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ص ‪.8-7‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫هي عبارة عن إيصال تطرحه البنوك يثبت أن حامله قد أودع مبلغا معينا وملدة حمددة وبفائدة معلومة وميكن‬
‫حلامل تلك الشهادات إما االحتفاظ هبا حىت تاريخ استحقاقها أو بيعها يف السوق الثانوية‪.‬‬

‫‪ 4.2‬القبوالت المصرفية‪:‬‬

‫ظهرت هذه الورقة يف األساس خلدمة حركة التجارة الدولية‪ ،‬وهي أمر بالدفع مسحوب على بنك من طرف‬
‫عميل‪ ،‬حيث يقبل البنك دفع مبلغ معني‪ ،‬يف تاريخ حمدد‪ .‬والقبوالت املصرفية قابلة للتداول يف سوق النقد‬
‫‪1‬‬
‫حيث ميكن حلاملها بيعها خبصم‪.‬‬

‫‪ 5.2‬قرض الدوالر األوروبي‪:‬‬

‫يتسم الدوالر األمريكي حبالة من االستقرار والثبات والذي جعله عملة عاملية نتيجـة لقوة االقتصاد األمريكي‪ ،‬مما‬
‫جعل مجيع البنوك املركزية يف العامل حتتفظ جبـزء مـن احتياجاهتا على شكل دوالر أمريكي‪ ،‬لدعم عملتها احمللية من‬
‫جهة‪ ،‬وتسوية التزاماهتـا اخلارجية من جهة أخرى‪ ،‬وتقوم املصارف التجارية بأخذ قروض تسمى قروض الدوالر‬
‫األمريكي خللق أصول استثمارية قابلة للتداول وألغراض أخرى‪ ،‬وتتميز بضخامة مبلغها وقصر تاريخ‬
‫‪2‬‬
‫االستحقاق‪.‬‬

‫‪ 6.2‬اتفاقيات إعادة الشراء‪:‬‬

‫وهي احدى األدوات االستثمارية قصرية األجل ويتم تداوهلا يف السوق النقديـة حيـث يلجأ إليها جتار األوراق‬
‫املالية للمساعدة يف متويل جزء مـن املخـزون‪ ،‬ليوم واحد أو أليام معدودة‪ ،‬ويكون ذلك بأن يقدم التاجر صفقة‬
‫من األوراق املالية ذات السيولة العاملية للمستثمر بصفة مؤقتة‪ ،‬ويقوم التاجر بعقد صفقة إعادة الشراء مـع ذلك‬
‫املستثمر لألوراق املالية املباعة له سابقا بسعر أعلى قليال من سعر البيع‪ .‬ويشـكل إمجايل الفرق بني السعرين هو‬
‫الربح الذي يستفيد منه املستثمر‪ ،‬وتستخدم هذه احلالة عنـد حاجة التاجر لسيولة نقدية لفرتة قصرية‪ ،‬ويستخدمها‬
‫‪3‬‬
‫املستثمر يف حالة وجود فائض مايل لديه‪.‬‬

‫‪ 1‬عيسى حممد الغزايل‪ ،‬حتليل األسواق املالية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬سلسلة دورية تعىن بقضايا التنمية يف األقطار العربية‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،27‬ص‪.5‬‬
‫‪ 2‬زاهرة يونـس حممـد سـودة‪ ،‬تنظيـم عقـود االختيـار فـي األسـواق املـالية من النواحي القانونية والفنية والضريبية والشرعية‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية نابلس‪،‬‬
‫فلسطني‪ ،2006،‬ص‪ .14‬نقال عن منري إبراهيم هنيدي‪ :‬إدارة األسواق واملنشآت املالية ‪.1999،‬‬
‫‪3‬زاهرة يونـس حممـد سـودة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .14‬نقال عن صيام‪ ،‬امحد زكريا‪ :‬مبادئ االستثمار‪.1997،‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وهي احدى األدوات االستثمارية قصرية األجل ويتم تداوهلا يف السوق النقديـة حيـث يلجأ إليها جتار األوراق‬
‫املالية للمساعدة يف متويل جزء مـن املخـزون‪ ،‬ليوم واحد أو أليام معدودة‪ ،‬ويكون ذلك بأن يقدم التاجر صفقة‬
‫من األوراق املا لية ذات السيولة العاملية للمستثمر بصفة مؤقتة‪ ،‬ويقوم التاجر بعقد صفقة إعادة الشراء مـع ذلك‬
‫املستثمر لألوراق املالية املباعة له سابقا بسعر أعلى قليال من سعر البيع‪ .‬ويشـكل إمجايل الفرق بني السعرين هو‬
‫الربح الذي يستفيد منه املستثمر‪ ،‬وتستخدم هذه احلالة عنـد حاجة التاجر لسيولة نقدية لفرتة قصرية‪ ،‬ويستخدمها‬
‫‪1‬‬
‫املستثمر يف حالة وجود فائض مايل لديه‪.‬‬

‫‪1‬زاهرة يونـس حممـد سـودة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .14‬نقال عن صيام‪ ،‬امحد زكريا‪ :‬مبادئ االستثمار‪.1997،‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫نستخلص مما احتواه هذا الفصل أن األدوات أو األوراق املالية بسوق املال تصدر وتتداول يف قسمني أساسني مها‬
‫السوق النقدي وسوق رأس املال‪ ،‬حيث يعمل‪:‬‬

‫‪ -‬السوق النقدي على طرح األدوات املالية اليت توفر للحكومات واملؤسسات االقتصادية التمويل القصري األجل من‬
‫خالل أنواع من سندات اخلزينة العمومية واألوراق التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬سوق رأس املال على اصدار األدوات املالية اليت تضمن دائما للحكومات واملؤسسات االقتصادية التمويل الطويل‬
‫األجل من خالل اصدار أنواع خمتلفة من األسهم والسندات‪ ،‬واليت هي مبثابة متويل لالستثمار العمومي للدولة‬
‫واالستثمار اخلاص للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عمليات البورصة‬

‫الفصل الثالث‬

‫عمليات البورصة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫من املعروف أن البورصة سوق رمسية تديرها هيئة وسلطة تضبط كيفية التعامل واالستثمار يف األدوات املالية‬
‫من أسهم وسندات بأنواعها وكذلك مشتقات مالية‪ ،‬خصوصا يف الظروف اليت تتغري فيها أسعار األوراق املالية‪،‬‬
‫ويكثر فيها نشاط السماسرة ضمن عمليات تنفيذ أوامر البيع والشراء لألوراق املالية بني املستثمرين واملضاربني‪.‬‬
‫وتقوم اهليئة املكلفة بتسيري عمليات البورصة يف هذا اإلطار باإلشراف على ببيع وشراء االدوات املالية بطريقة‬
‫دقيقيه ومنظمة وقانونية حىت ال تلحق املستثمرين احلقيقني خسائر يف رؤوس أمواهلم‪ .‬ويسهر على إمتام عمليات‬
‫البيع والشراء بنوك االستثمار أو مؤسسات الوساطة املالية‪ ،‬وهي مؤسسات جتارية معتمدة متلك رخصة القيام‬
‫جبميع املفاوضات للقيم املنقولة يف البورصة وهي وسيط إجباري لتسوية كل العقود والصفقات املتفق عليها بني كل‬
‫املتعاملني من املستثمرين الصغار والكبار‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪.1‬مفهوم عمليات البورصة‪:‬‬

‫البورصة سوق منظمة تقام يف مكان ثابت يتوىل اداراهتا واالشراف عليها هلا نظامها اخلاص حتكمها قوانني‬
‫ولوائح وأعراف وتقاليد ويأتيها املتعاملون يف األسهم والسندات الراغبني يف االستثمار والذين يريدون‬
‫االستفادة من تقلبات األسعار‪ ،‬تنعقد جلساهتا يف املقصورة يوميًا‪ ،‬حبيث يقوم الوسطاء املاليون بتنفيذ أوامر‬
‫‪1‬‬
‫البيع والشراء للبائعني واملشرتين‪.‬‬
‫ويتم بيع وشراء األسهم بشكل منظم وقانوين حىت ال تضيع حقوق املتعاملني‪ .‬وتتم مجيع عمليات البيع‬
‫والشراء عادة عن طريق شركات الوساطة املالية املرخص هلا من قبل اجلهة املشرفة على السوق وهي إدارة‬
‫السوق املالية‪.‬‬
‫وتتنوع عمليات البورصة بني عمليات عاجلة وأخرى آجلة‪ ،‬وقبل البدء يف إلقاء الضوء على عمليات البورصة‬
‫نعرف البورصة على أهنا سوق منظمة لتداول األوراق املالية وحيكم املتعاملني تشريعات ولوائح معينة‪ ،‬تقوم على‬
‫‪2‬‬
‫إدارهتا هيئة تتوىل اإلشراف على تنفيذ اللوائح والتشريعات‪.‬‬

‫‪.2‬أنواع العمليات في البورصة‪:‬‬

‫أما عن العمليات اليت تتم يف البورصة فهي عمليات عاجلة وأخرى آجلة كاآليت‪:‬‬

‫‪ 1.2‬العمليات العاجلة‪:‬‬

‫يراد بالعمليات العاجلة يف سوق األوراق املالية العمليات اليت يتم فيها تسليم األوراق املالية املباعة‪ ،‬وتسليم مثنها‬
‫بعد تنفيذ العقد مباشرة‪ ،‬أو خالل مدة قصرية‪.‬‬

‫ويف هذا النوع من املعامالت يقوم مالك األسهم الراغب يف البيع بتسليم األسهم إىل الوسيط إما عند إصدار‬
‫األمر‪ ،‬أي قبل تنفيذ األمر وإبرام الصفقة‪ ،‬وهو ما تشرتطه بعض أسواق األسهم‪ ،‬وإما بعد تنفيذ األمر وإبرام‬
‫الصفقة‪ ،‬ويف كال احلالني يتم عمل الرتتيبات الالزمة من قبل إدارة السوق‪ ،‬لكي يقوم وسيط البائع بتسليم األسهم‬
‫‪3‬‬
‫املباعة إىل وسيط املشرتي‪ ،‬ليقوم بدوره بتسليمها إىل املشرتي ومثل ذلك يقال بالنسبة لتسليم الثمن‪.‬‬

‫‪ 1‬مسري عبد احلميد رضوان‪ ،‬سوق األوراق املالية ودورها يف متويل التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪ ،‬مصر‪ ،1997،‬ص‪.27‬‬
‫‪2‬رمضان عبد اهلل الصاوي‪ ،‬عمليات البورصة يف ميزان الفقه اإلسالمي‪ ،‬جملة الفقه اإلسالمي‪ .‬بنك ديب اإلسالمي‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪. .2018،‬‬
‫‪https://www.aliqtisadalislami.net/‬‬
‫‪ 3‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬السعودية‪ ،2010،‬ص‪.75‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وكذلك‪ ،‬هي العم ليات اليت يلتزم فيها البائع واملشرتي بتنفيذ عقودمها‪ ،‬حيث يقوم البائع بتسليم األوراق املالية‪،‬‬
‫ويقوم املشرتي بتسليم الثمن حاال أو خالل مدة قصرية ال تتجاوز ‪ 48‬ساعة‪ ،‬والبعض يزيد فيها إىل ‪ 5‬أيام‪ ،‬كما‬
‫سيأيت‪ ،‬واهلدف من هذه املعامالت هو االستفادة من عائدات أرباحها مع االحتفاظ باألوراق املالية‪ ،‬واملضاربة‬
‫على ارتفاع السعر عن طريق البيع والشراء الصوري‪.‬‬

‫وب اإلضافة إىل البيع املعتاد الذي يدفع فيه املشرتي الثمن من ماله املوجود يف ملكه‪ ،‬ويبيع فيه البائع األسهم‬
‫اململوكة له‪ ،‬يوجد يف السوق املالية نوعان آخران ال ميلك املشرتي يف أحدمها كامل الثمن عند الشراء‪ ،‬وال ميلك‬
‫البائع األسهم اليت باعها عند البيع‪ ،‬ويسمى األول منهما البيع على املكشوف‪ ،‬ويسمى الثاين منهما التعامل‬
‫‪1‬‬
‫باهلامش‪ ،‬وسيكون احلديث عنهما فيما يأيت‪:‬‬

‫‪ -‬البيع على املكشوف‪ ،‬وهو املعروف بالبيع القصري‪ ،‬وحيدث عندما يتوقع أحد األشخاص أن أسهم شركة‬
‫ما ستنخفض فيجري عملية بيع قصري باقرتاض عدد من األسهم من أحد السماسرة‪ ،‬وحيتفظ السمسار‬
‫هبذه األسهم لضمان السداد‪ ،‬مث يقوم املقرتض ببيعها بالسعر السائد مث يقوم بإعادة شرائها عند اخنفاض‬
‫‪2‬‬
‫السعر‪ ،‬ويقوم بسداد القرض وحيتفظ بفارق السعر الذي حتقق له‪.‬‬

‫وللدقة أكثر تقوم فكرة هذا النوع من البيوع على بيع أوراق مالية مقرتضة‪ ،‬يقوم البائع باقرتاضها من‬
‫السمسار الذي يتعامل معه‪ ،‬أو من غريه‪ ،‬وتسليمها للمشرتي‪ ،‬على أن يقوم فيما بعد بشرائها من‬
‫السوق‪ ،‬وتسليمها للمقرض‪ ،‬مىت طلبها‪ ،‬ومن هنا فقد عرف البيع على املكشوف بأنه قيام شخص ببيع‬
‫أوراق مالية ال ميلكها‪ ،‬عن طريق اقرتاضها من آخرين "شركة السمسرة أو شخص آخر" مقابل االلتزام‬
‫بإعادة شرائها‪ ،‬وتسليمها للمقرض‪ ،‬يف وقت حمدد‪ .‬واهلدف األساس من البيع على املكشوف هو‬
‫املضاربة على فروق األسعار‪ ،‬من أجل حتقيق ربح يف األجل القصري‪ ،‬ولذلك فإنه ال يقدم عليه إال من‬
‫يتوقع اخنفاض أسعار األوراق املالية يف املستقبل‪ ،‬حبيث يربح الفرق بني السعر املرتفع الذي باعها به يف‬
‫احلال‪ ،‬والسعر املنخفض الذي يشرتيها به يف املستقبل‪.3‬‬

‫‪ 1‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬


‫‪ 2‬رمضان عبد اهلل الصاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪https://www.aliqtisadalislami.net/‬‬
‫‪ 3‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬التعامل باهلامش‪ ،‬أو الشراء جبزء من الثمن‪ ،‬واقرتاض جزء آخر من السمسار مقابل فائدة شهرية يدفعها‬
‫‪1‬‬
‫له؛ كي يشرتي كميات أكرب من األوراق املالية‪ ،‬ويقوم برهنها عند السمسار ضمانا للقرض‪.‬‬

‫والتعامل باهلامش أو الشراء باهلامش هو نوع من أنواع املعامالت العاجلة‪ ،‬يراد به‪ :‬أن يقوم املستثمر بدفع جزء‬
‫من مثن األسهم اليت يريد شراءها من أمواله اخلاصة‪ ،‬ودفع اجلزء الباقي من أموال مقرتضة‪ .‬وحيصل املشرتي على‬
‫القرض إما من أحد املصارف‪ ،‬أو غريه من املؤسسات التمويلية‪ ،‬أو من أحد بيوت السمسرة‪ ،‬ويتم ذلك يف احلالة‬
‫األخرية عن طريق اتفاق خاص‪ ،‬يعقده املشرتي مع أحد بيوت السمسرة‪ ،‬يقوم بيت السمسرة مبقتضاه بإقراضه‬
‫جزءا من مثن األسهم اليت يريد شراءها على أن تسجل األسهم املشرتاه باسم بيت السمسرة‪.‬‬

‫والغرض من ذلك أن يتمكن بيت السمسرة من اقرتاض املبلغ من أحد املصارف‪ ،‬ورهن األسهم لديه يف مقابل‬
‫ذلك‪ ،‬حيث إن بيت السمسرة يقوم يف العادة باقرتاض املبلغ الذي يريد إقراضه للمشرتي من أحد املصارف‬
‫بفائدة معينة‪ ،‬مث يقوم بإقراضه إىل املشرتي بفائدة أعلى‪ .‬واملبلغ النقدي الذي يدفعه املستثمر من أمواله اخلاصة‬
‫يسمى اهلامش‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬هامش مبدئي‪ ،‬وهو احلد األدىن الذي يشرتط أن يدفعه املشرتي من ماله اخلاص عند‬
‫إرادة الشراء‪ ،‬وحيدد بنسبة معينة من مثن األسهم املشرتاة ‪ ،‬وهامش وقاية يتم دفعه بعد ذلك‪ ،‬عند اقتضاء األمر؛‬
‫‪2‬‬
‫وهلذا أطلق عل هذا النوع من املعامالت الشراء باهلامش‪.‬‬

‫وهناك أيضا عمليات فورية‪ ،‬وهي تلك اليت يتم الشراء فيها بكامل الثمن‪ ،‬وهي وإن كانت قليلة إال أهنا موجودة‬
‫ويتم التعامل هبا‪.‬‬

‫‪ 2.2‬العمليات اآلجلة‪:‬‬

‫العمليات اآلجلة نوع من أنوع العمليات اليت جتري يف بورصات األوراق املالية‪ ،‬وهي عقود بيع‪ ،‬يتفق فيها على‬
‫نوع األوراق املالية حمل الصفقة‪ ،‬وعددها‪ ،‬ومثنها‪ ،‬عند إبرام العقد‪ ،‬على أن يتم تسليم األوراق املباعة وتسليم‬
‫الثمن يف تاريخ الحق‪ ،‬يسمى يوم التصفية ‪.‬ومن هنا فإنه ميكن تعريفها تعري ًفا خمتصرا بأهنا‪ ،‬بيع أوراق مالية‬

‫‪1‬رمضان عبد اهلل الصاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪https://www.aliqtisadalislami.net/‬‬
‫‪ 2‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫مؤجلة‪ ،‬بثمن مؤجل ‪.‬وهبذا ختتلف املعامالت اآلجلة عن البيع بأجل‪ ،‬وهو البيع الذي حيصل فيه تسليم األوراق‬
‫وقت العقد‪ ،‬وتأجيل دفع الثمن إىل أجل أو آجال حمددة‪.1‬‬

‫وهي العمليات اليت يلتزم فيها البائع واملشرتي بتصفيتها يف تاريخ مقبل معني جيري التسلم والتسليم فيه‪ ،‬عدا‬
‫احلاالت اليت يتفق الطرفان على تأجيلها وتعويضها‪.‬‬

‫وتتنوع العمليات اآلجلة إىل‪:‬‬

‫‪ -‬عمليات باتة‪ :‬وهي اليت يلتزم املتعاقدان فيها مبوعد ثابت يسمى بيوم التصفية؛ يلتزمان فيه بدفع الثمن‬
‫وتسلم األوراق املالية حمل الصفقة‪ ،‬وليس هلما احلق الرجوع عنها‪ ،‬إال أنه ميكن تأجيل التصفية إىل موعد‬
‫الحق‪.‬‬

‫‪ -‬العمليات الشرطية‪ :‬وهلا ثالث صور‪:‬‬

‫‪ ‬الصورة األوىل‪ :‬صورة العمليات البسيطة‪ ،‬وهي اليت خيري فيها املشرتي بني استالم الصكوك وتسليم‬
‫الثمن أو عدم إمتام العملية يف مقابل تعويض يقوم بدفعه عند عدم التنفيذ‪.‬‬

‫‪ ‬ا لصورة الثانية‪ :‬صورة العمليات املركبة‪ ،‬وهي اليت خيري املضارب فيها بني أن يكون بائعا أو مشرتيا أو‬
‫أن يفسخ العقد حسب مصلحته‪.‬‬

‫‪ ‬الصورة الثالثة‪ :‬صورة العمليات املضاعفة‪ ،‬حيث حيق للمضارب فيها مضاعفة كمية السلعة املتعاقد‬
‫‪.‬‬
‫عليها ملضاعفة الربح‪ ،‬مقابل تعويض يدفعه من يرغب يف املضاعفة‬

‫‪ -‬التعامل باملؤشرات‪ :‬حيث يتم التعامل بطريق التعاقد بيعا وشراء على عقود بعينها يف املؤشر على اعتبار‬
‫أنه سلعة من السلع يتم حتقيق الربح فيه للمشرتي عند ارتفاع املؤشر‪ ،‬وباخنفاضه يتعرض للخسارة‪ ،‬على‬
‫‪.2‬‬
‫عكس البائع‪ ،‬وشراء املؤشر أو بيعه خيتلف عن شراء وبيع األسهم املعدة يف حساب املتعامل‬

‫‪ 1‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ 2‬رمضان عبد اهلل الصاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪https://www.aliqtisadalislami.net/‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الجدول رقم (‪ :)12‬أنواع العمليات العاجلة اآلجلة يف البورصة‪.‬‬

‫‪ ‬عمليات فورية حاضرة‬ ‫‪ ‬العمليات العاجلة‬

‫‪ ‬عمليات البيع على املكشوف‬

‫‪ ‬عمليات التعامل باهلامش‬

‫‪ -‬العمليات الباتة‬ ‫‪ ‬العمليات اآلجلة‬

‫‪ -‬العمليات الشرطية‬

‫‪ -‬عمليات التعامل باملؤشرات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫‪ 3.2‬المشاركون في عمليات البورصة‪:‬‬

‫ميكن توضيح املشاركني يف البورصة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬شركات البورصة‪ :‬هي شركة جتارية معتمدة من طرف إدارة البورصة للقيم وهي تقوم بكل املفاوضات‬
‫للقيم املنقولة يف السوق املنظمة وسوق التداول‪ ،‬وهي وسيط البد منه إلبرام العقود يف خمتلف الصفات‪.‬‬
‫وتعترب شركات البورصة فاعل رئيسي يف البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬البنوك واملؤسسات املالية‪ :‬تستحوذ البنوك التجارية واملؤسسات املالية على حجم كبري من عمليات‬
‫البورصة‪ ،‬وهلا جمموعة من الوظائف منها االستشارة والوساطة بني الشركات واملقرضني من اجلمهور‪،‬‬
‫كذلك تلعب دورا مهما ونشيطا وفعاال فيما يتعلق تصريف األسهم والسندات العائدة للشركات‬
‫املصدرة‪.‬‬

‫‪ -‬هيئات توظيف األموال‪ :‬وهي متلك مبالغ نقدية ضخمة مستثمرة يف البورصة ومن أهم هذه اهليئات جند‬
‫صناديق التأمني‪ ،‬صناديق التقاعد‪ ،‬أجهزة التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬مسريي احلسابات لألشخاص واملؤسسات‪ :‬وهم يؤدون ثالث وظائف ‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ ‬وظيفة الوساطة واليت يتقاضون عنها عمولة‪.‬‬

‫‪ ‬وظيفة ادارة حسابات لألشخاص املستثمرين والشركات املصدرة‪.‬‬

‫‪ ‬وظيفة مستشارين يف جمال االستثمارات املالية‪.‬‬

‫‪ -‬املدخرين‪ :‬وهم األشخاص الذين يقومون بعملية البيع والشراء لألوراق املالية هبدف االستثمار يف‬
‫البورصة‪ ،‬حبيث يتوجهون يف ظل هذا اهلدف إىل املؤسسات املالية وشركات البورصة من أجل توظيف‬
‫أمواهلم للحصول على عوائد يف املستقبل‬

‫‪ -‬املؤسسات ‪ :‬تلجأ املؤسسات العمومية واخلاصة إىل البورصة لرفع وزيادة رأمساهلا من خالل إصدار‬
‫األسهم‪ ،‬وهي تساهم يف تنشيط عمليات البورصة‪ ،‬ويتكون رأمسال املؤسسات يف نسبة كبرية منه من‬
‫الصادرات اليت أجرهتا هذه املؤسسات يف البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬الدولة‪ :‬تأيت الدولة يف املرتبة األوىل من حيث التعامل يف البورصة‪ ،‬أي من حيث الطلب على األموال‪،‬‬
‫حيث تلجأ إىل االقرتاض العام‪ ،‬بدال من اإلصدار النقدي‪ ،‬لتمويل العجز يف امليزانية العمودية عن طريق‬
‫إصدار السندات احلكومية‪.‬‬

‫‪ -‬احملللون املاليون‪ :‬أفراد متخصصون يف حتليل املراكز املالية املؤسسات‪ ،‬وهذا من أجل إعطاء صورة‬
‫صحيحة للمستثمرين عن هذه املؤسسات يف سوق البورصة‪ ،‬وهم متواجدون يف البنوك وشركات البورصة‬
‫ويف مجيع أجهزة التسيري‪ ،‬وآلرائهم أمهية كبرية‪.‬‬

‫‪ 4.2‬االطراف المتدخلة في اجراء العمليات في البورصة‪:‬‬

‫وميكن حصر أهم املتدخلني الذين يقومون بأجراء العمليات يف البورصة يف األطراف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األطراف املصدرة لألوراق املالية‪ :‬وهي شركات املسامهة‪ ،‬املؤسسات االقتصادية العمومية واخلاصة‪،‬‬
‫احلكومة واجلماعات اإلقليمية‪ ،‬تدخلهم يف البورصة يسمح هلم باحلصول على رؤوس األموال‬
‫املطلوبة‪ ،‬لتمويل العجز يف امليزانيات أو التوسع اخلارجي للشركات واملؤسسات ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬املستثمرين وهم على أنواع ‪:‬وهم خواص يبحثون عن توظيفات ملدخراهتم أو مؤسسات املالية ذات‬
‫الفوائض‪ .‬اخلواص االجانب واملؤسسات املالية األجنبية‪ .‬املستثمرين الرمسيون من هيئات متلك فوائض‬
‫مالية معتربة مثل صناديق املعاشات‪ ،‬صناديق التقاعد‪ ،‬شركات ذات التأمني‪.‬‬

‫‪ -‬الوسطاء‪ :‬ويتمثلون يف شركات البورصة والبنوك اليت تضمن عمل البورصة‪ ،‬حيث يقوم الوسطاء‬
‫بإجناز عمليات بيع وشراء األسهم والسندات وخمتلف العقود املالية‪ ،‬لصاحل املستثمرين‪ ،‬وجيب أن‬
‫يتمتع الوسطاء بضمانات كافية‪ ،‬وذلك محاية للعمليات املالية داخل البوصة ‪.‬‬

‫‪ -‬املضاربون‪ :‬وهم أشخاص يقومون بالشراء قصد إعادة البيع بعد مرور فرتة زمنية مقدرة‪ ،‬حبيق يتوقع‬
‫هؤالء ارتفاع أسعار األصول املالية اليت هي حبوزهتم لالستفادة من فورقات االسعار‪ ،‬وتتطلب‬
‫املضاربة دراسة دقيقة وحتليل حلركة االسعار يف البوصة‪.‬‬

‫‪ 5.2‬عمليات الطرح واإلصدار في البورصة‪:‬‬

‫‪ -‬تتوىل مؤسسة متخصصة مالية (بنك استثمار) يف عملية اإلصدار يف البورصة حلساب شركات املسامهة‪،‬‬
‫أو لفائدة ا خلزينة العمومية‪ ،‬ويقوم بنك االستثمار كوسيط أو مستشار بتحديد‪ :‬نوع الورقة املالية‪ ،‬وكمية‬
‫اإلصدار‪ ،‬وحتديد تاريخ االستحقاق‪ ،‬ومعدل الفائدة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تقوم جهة اإلصدار املتمثلة يف بنك االستثمار بنفسه باالتصال مباشرة مبشرتي األوراق املالية‪ ،‬لكي‬
‫تبيع هلم األسهم والسندات املصدرة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتم دعوة املستثمرين احملتملني وتستخدم معهم أسلوب املزاد من خالل تقدمي عطاءات تتضمن هذه‬
‫العطاءات الكميات املراد شرائها‪ ،‬وسعر الشراء وعادة ما يستخدم أسلوب املزاد لتصريف إصدارات‬
‫سندات اخلزينة وأذون اخلزينة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫ميكن حصر ما استنتجناه من دراستنا هلذا الفصل هو أن عمليات البورصة هي‪ ،‬أوال‪ ،‬لعمليات العاجلة اليت عن‬
‫طريقها وبتدخل وسيط يتم تنفيذ عقد بيع وشراء األوراق املالية املباعة مباشرة أو بعد مدة قصرية من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تسليم األوراق املالية املباعة من طرف البائع‪.‬‬

‫‪ -‬تسليم مثن األوراق املالية املشرتاه من طرف املشرتي‪.‬‬

‫أما العمليات اآلجلة فهي تلك العمليات اليت جتري يف البورصة واليت تكون من خالل إبرام عقود بيع وشراء‬
‫لألوراق املالية حتدد فيها‪:‬‬

‫‪ -‬نوع األوراق املالية حمل الصفقة‪.‬‬

‫‪ -‬عدد األوراق املالية املتفق على بيعها وشرائها‪.‬‬

‫‪ -‬سعر األوراق املالية عند إبرام العقد‪.‬‬

‫‪ -‬تسليم األوراق املباعة وتسليم الثمن يف تاريخ الحق مؤجل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عقود المعامالت‬

‫الفصل الرابع‬

‫عقود المعامالت في األسواق المالية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعد املشتقات األدوات املاية اييت عكست ايتطورات ايعمةق اييت عرفتها ف أسواق املال‪ ،‬وقد ازداد‬
‫وتضاعف ايتعامل يف هذه األدوات‪ ،‬حةث تستخدم هذه األدوات يلتحوط ضد خماطر ايتقلبات يف أسعار األوراق‬
‫املاية من أسهم وسندات‪ ،‬واملشتقات املاية تعرف بأهنا عقود ماية تشتق من األصول املاية املتكون منها‬
‫كايسندات واألسهم‪ .‬وتستخدم عقود املعامالت يف األسواق املاية هبدف تغطة خماطر ايتغري يف أسعار ايسندات‬
‫واألسهم‪ ،‬ويكون ايتعامل بايبةع وايشراء يف املشتقات املاية من خالل ايبورص ايرمسة وايغري رمسة ‪ .‬وهناك عدة‬
‫أنواع من أدوات عقود املعامالت واييت من أمهها وأكثرها تعامال عقود اخلةارات‪ ،‬وايعقود اآلجل ‪ ،‬وايعقود‬
‫املستقبلة ‪ ،‬وميكن ايتفريق بسهوي بني هذه ايعقود خصوصا فةما يتعلق بإمكانة تداوهلا يف ايبورص ايرمسة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪.1‬عقود المعامالت في السوق الفورية‪:‬‬

‫يف األسواق ايفردي تكون شروط االسـتالم وايتسـلةم يألدوات املاية فوري وتنتقل حقوق امللكة عند عملة‬
‫ايبةع وايشراء بعد دفـع قةمتهـا واستالمها من قبل ايبائع‪ .1‬وبايتايل فاملقصود بايسوق ايفوري أو احلاضرة أيضا‪،‬‬
‫ايسوق اييت يتم فةه ا تسلةم وتسلم األوراق املاية اييت متت علةها ايصفقات‪ ،‬أو تسوي املعامل يف ذات ايةوم‪،‬‬
‫أو خالل فرتة قصرية أي أيام ايعمل واييت دحددها اهلةة املشرف عل تداول األوراق املاية ‪.‬‬

‫‪.2‬عقود المعامالت في السوق األجل‪:‬‬

‫وهي املعامالت اجلاري يف األسواق املستقبلة أو يف سوق املشتقات املاية ‪ ،‬واييت يتم فةها االتفاق عل شراء أسهم‬
‫أو سندات وحىت عمالت أجنبة وتسلةمها يف موعد يتفق علةه ايطرفان املتعاقدان يف املستقبل‪ ،‬وبسـعر متفـق علةه‬
‫حلظ توقةع عقد ايشراء‪.‬‬
‫وعموما املعامالت يف سوق املشتقات املاية ‪ ،‬هي املعامالت اييت جتري يف سوق منظم (هناك سوق غري منظم‬
‫يلمشتقات) تربم فةه صفقات عقود عل أصول أو أوراق ماية معةن تنفذ يف املستقبل‪ ،‬ويه آيةات إشراف ونظم‬
‫‪2‬‬
‫تداول ختتلف عن أسواق األوراق املاية ايفوري ‪.‬‬
‫وهناك ثالث أنواع رئةس يلمشتقات كما ذكرنا سابقاً‪ ،‬وهي ايعقود اآلجل ‪ ،‬وايعقود املستقبلة ‪ ،‬واخلةارات‪.‬‬
‫واملشتقات املاية هي‪:‬‬
‫‪ -‬أدوات ماية استثماري جديدة ومتنوع ‪ ،‬مشتق من أدوات ماية تقلةدي كاألسهم وايسندات‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات ماية استثماري تشتق قةمتها من أسعار األسهم وايسندات‪.‬‬
‫‪ -‬هي نوع من ايعقود املاية اييت تشتق قةمتها من قةم األسهم أو ايسندات‪.‬‬
‫ومن أبرز أشكاهلا عقود اخلةارات‪ ،‬عقود املستقبلة ‪ ،‬ايعقود اآلجل ‪.‬‬
‫املشتقات املاية هي كذيك عقود ماية تشتق قةمتها من قةم أصول ماية أسهم وسندات‪ ،‬وتكون يتلك ايعقود‬
‫املاية فرتة استحقاق حمددة باإلضاف إىل سعر يتم دحديدها عند إبرام ايعقد بني ايبائع واملشرتي‪.‬‬

‫‪1‬زاهرة يونـس حممـد سـودة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬جامع اينجاح ايوطنة ‪2006 ،‬ص‪،40‬‬
‫‪https://scholar.najah.edu/sites/default/files/allthesis/regulation_of_options_in_money_markets_from_the_legal_a‬‬
‫‪rtistic_taxable_and_religious_sides.pdf‬‬
‫‪2‬هةة ايسوق املاية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ايرياض‪ ،‬اململك ايعربة ايسعودي ‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪.3‬العقود اآلجلة والمستقبلية‪:‬‬

‫‪ 1.3‬السوق المنظمة للمشتقات المالية‪:‬‬

‫وهي تلك األسواق اييت يتبادل فةها األفراد عقود منظم وحمددة اخلصائص من قبل ايسوق نفسها‪ ،‬وقد أوجدت‬
‫هذه األسواق منذ فرتة طويل فمثال جملس شةكاغو يلتجارة وايذي مت استحداثه عام ‪ 1848‬يلجمع بني املزارعني‬
‫وايتجار معا‪ ،‬وكانت مهمته ايرئةسة بشكل مبدئي حةنذاك أن حيدد كمة ومواصفات احلبوب اييت كانت تتداول‬
‫يف اجمللس‪ ،‬مث تطورت هذه ايعقود وصوال إىل ايعقود املستقبلة ‪ ،‬وسرعان ما بدأ املضاربون يتاجرون بتلك ايعقود‪،‬‬
‫واييت وجدوها أكثر جاذبة من املتاجرة باحلبوب نفسها‪ .‬ومن األسواق املنظم املنافس جمللس شةكاغو‪ ،‬هو سوق‬
‫شةكاغو ايتجاري وايذي تأسس عام ‪ 1919‬وسوق شةكاغو يلخةارات بتداول بدأ خةار ايشراء عل ‪ 16‬سهم‬
‫عام ‪ ، 1973‬يف حني تداول خةار ايبةع يف ايسوق املنظم أول مرة عام ‪. 1977‬واآلن يدينا أسواق منظم‬
‫يلمشتقات يف معظم أحناء ايعامل ومن هذه األسواق سوق يندن ايدويل يلمستقبلةات‪.‬‬

‫‪ 2.3‬السوق الغير منظمة للمشتقات المالية‪:‬‬

‫ال تتم كل املبادالت يف سوق منظم ‪ ،‬حةث تعترب األسواق غري املنظم بديل مهم يألسواق املنظم ‪ ،‬وبقةاس‬
‫حجم املبادالت اييت تتم يف كال من ايسوقني جند أن األسواق غري املنظم قد أصبحت أكرب حجما من األسواق‬
‫املنظم نفسها‪ ،‬حةث تتجسد هذه األسواق يف شبك اتصاالت بني املتعاملني عرب اهلواتف واحلواسةب املرتبط مع‬
‫بعضها ايبعض عرب شبك األنرتنت ‪ ،‬وغايبا ما تكون املبادالت يف ايسوق غري املنظم بني شركتني مايةتني أو شرك‬
‫ماية وأحد زبائنها (مدير شرك ‪ ،‬مدير صندوق)‪ ،‬وأهم ما ميةز هذه األسواق أن عقودها غري منمط وحمددة‬
‫اخلصائص كما يف ايسوق املنظم ‪ ،‬ويلمشاركني فةها هلم احلري يف ايتفاوض عل شروط ايعقد‪ ،‬إال أن هناك‬
‫مشكل تتعلق هبذه األسواق وهي وجود خماطر ائتمان (يف حال عدم احرتام أحد أطراف ايعقد ايتزاماته ومل ينفذ‬
‫ايعقد)‪ ،‬يف حني أن األسواق املنظم وضعت آيةات كفةل بإيغاء مثل هذه املخاطر‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Hull, John C., Options, Futures, and Other Derivatives, 5th Edition, Prenti ce Hull, 2003, pp. 1-2.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الشكل رقم (‪ :)3‬املقارن بني سوق املشتقات املاية املنظم وايغري منظم ‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد ايباحث‪.‬‬

‫‪ 3.3‬العقود المستقبلية‪:‬‬

‫ميكن اينظر يلعقود املستقبلة عل أهنا عقود آجل يتم تداوهلا يف ايسوق املنظم خبصائص ومواصفات منمط‬
‫وحمددة‪ ،‬وكما ميكن تعريف ايعقود املستقبلة عل أهنا اتفاق بني طرفني عل تبادل أصل ما مبوعد حمدد باملستقبل‬
‫وبسعر يتم دحديده وقت تنفةذ هذا ايعقد أو االتفاق‪ ،‬وجلعل ايتداول ممكنا دحدد ايسوق مسات معةاري أو منطة‬
‫معةن يلعقد‪ ،‬ومبا أنه يةس بايضرورة أن يعرف طريف ايعقد بعضهما ايبعض‪ ،‬فإن ايسوق تقوم بتوفري آية تعطي‬
‫كال من ايطرفني ضمانا بأن ايعقد سةنفذ‪ ،‬وبشكل عام فإن آية تداول ايعقود املستقبلة متكن طريف ايعقد من‬
‫جتنب اجناز عملة ايتسلةم ويكون ذيك عن طريق ايتسوي اينقدي أو اجراء عملة مقاص إيغاء االيتزام بني طريف‬
‫ايعقد‪ ،‬وال يسمح يلعقود املستقبلة أن تتداول إال يف األسواق املرخص واخلاضع إلشراف هةة تداول ايعقود‬
‫‪1‬‬
‫املستقبلة يلسلع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Rechtschaffen, Alan N., Capital Markets, Derivatives and the Law, Oxford University Press, Inc, 2009, p. 163.‬‬
‫‪https://books.google.dz/‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 4.3‬العقود اآلجلة‪:‬‬

‫ايعقد اآلجل هو اتفاق بني طرفني حةث يوافقان عل تبادل كمة معةن من أصل ما بسعر حمدد عل أن يكون‬
‫ايتسلةم يف موعد حمدد يف املستقبل‪ .‬هذا وختتلف ايعقود اآلجل عن ايعقود املستقبلة ‪ ،‬يف أن بنود ايعقد غري‬
‫منمط أو حمددة وال يتم تداوهلا يف األسواق املنظم‪ ،‬وذيك ألهنا عقود تفاوضة بني طرفني حبةث ميكن أن تصاغ‬
‫بنود ايعقد األجل بايشكل ايذي يليب احتةاجات طريف ايعقد‪ .‬أما املخاطر املرتبط بايعقود اآلجل فهي نفس‬
‫املخاطر اينامج عن تداول هذه ايعقود يف أسواق غري منظم واييت تتجسد يف احتماية عدم ايتزام أحد طريف ايعقد‬
‫بتعهداته‪ ،‬ومبا أن ايعقد األجل مثله مثل أي عقد تفاوضي بني طرفني فهناك عائق واضح يتمثل يف أن ايبائع يف‬
‫ايعقد األجل يتوجب علةه أن جيد من هو مستعد يلدخول يف هذا ايعقد كمشرتي يألصل طاملا أن ايعقود اآلجل‬
‫ال يتم تداوهلا يف أسواق منظم ‪ ،‬حةث يقوم ايسماسرة يف هذه األخرية باجلمع بني ايباع واملشرتين‪ .‬هذا وال تعترب‬
‫ايعقود اآلجل كأدوات ماية مناسب وفعاي يلتحوط ضد املخاطر‪ ،‬ويكن اهلدف ايرئةسي من استخدام تلك‬
‫ايعقود هو تسهةل عملة بةع ايسلع وتسلةمها باينسب يلبائع‪ ،‬وضمان احلصول عل االحتةاجات املستقبلة من‬
‫سلع ما باينسب يلمشرتي‪.1‬‬

‫‪ 5.3‬أوجه االختالف بين العقود اآلجلة والعقود المستقبلية‪:‬‬

‫ايعقود املستقبلة يف األسواق املاية ‪ ،‬هي يف األصل عقود آجل ويكنها متتاز باينمطة عكس ايعقود اآلجل ‪ ،‬ويتم‬
‫تتداوهلا دائما يف األسواق املنظم ‪ ،‬ومةزة ايتنمةط يلعقود املستقبلة أو (اينموذج املوحد) حيتوي ايعناصر االتة ‪:‬‬

‫‪ -‬حجم ايعقد املربم بني طريف ايعقد‪.‬‬

‫‪ -‬تاريخ تسلةم ايصفق ملشرتي ايعقد‪.‬‬

‫‪ -‬مواصفات األصل املايل‪.‬‬

‫‪ -‬ايسعر وعدد ايعقود بعد تفاض طريف ايعقد‪.‬‬

‫ويف ايواقع توجد أربع اختالفات أساسة بني ايعقود املستقبلة وايعقود اآلجل ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Rechtschaffen, Alan N., Op. Cit, P163.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬خماطر عدم ايقدرة عل ايوفاء‪ :‬تكون خماطر عدم ايقدرة عل ايوفاء (خماطر ايطرف األخر) أكرب يف‬
‫ايعقود اآلجل وايسبب يعود يف ذيك إىل عدم تداوهلا يف ايسوق املنظم عكس ايعقود املستقبلة اييت يتم‬
‫تتداوهلا يف ايسوق املنظم ‪.‬‬

‫‪ -‬خماطر عدم ايقدرة عل ايتخلص من ايتزامات ايعقد‪ :‬يف ايعقود املستقبلة قد نأخذ مبا يسم باملركز‬
‫املضاد وبايتايل ميكن ايتخلص من ه ذه ايعقود هبذه ايطريق ‪ .‬أما يف ايعقد اآلجل فال ميكن االنسحاب‬
‫من ايتعاقد إال بإعادة ايتفاوض مع ايطرف اآلخر‪ ،‬ويذيك تتعرض ايعقود اآلجل ملخاطر تسويق ايعقد‪.‬‬

‫‪ -‬تكلف املعامالت‪ :‬ايعقود املستقبلة يرتتب عل كل مستثمر يتعامل فةها دحمل عموالت مسسرة وضرائب‬
‫أقل‪ ،‬مقارن بايعقود اآلجل اييت يتحمل فةها املتعامل تكايةف أكرب‪.‬‬

‫‪ -‬ايتسوي ايةومة يلعقد‪ :‬يف ايعقود املستقبلة تتم تسوي األرباح واخلسائر يومةا عن طريق قةام كل من طريف‬
‫ايعقد بفتح حساب يدى غرف املقاص ‪ ،‬وبايتايل اينتائج دحسب كل يوم يكل طرف‪ ،‬أما يف ايعقود اآلجل‬
‫فإن ايتسوي تتم مرة واحدة يف تاريخ تنفةذ ايعقد املتفق علةه‪.‬‬

‫المنحنى رقم (‪ :)4‬التسوية اليومية للعقود المستقبلية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد ايباحث‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 6.3‬عقود الخيارات‪:‬‬

‫هي عقود بني طرفان يرتب عنها ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬تنفةذ عملة بةع أو شراء قدر معني من أصل مايل يف تاريخ الحق وبسعر حيدد عند ايتعاقد‪.‬‬
‫‪ -‬دفع مشرتي ايعقد عالوة أو عربون يلبائع عند دحرير ايعقد بةنهما‪ ،‬وال تكون هذه ايعالوة قابل يلرد سواء‬
‫مت تنفةذ ايعقد من عدمه‪.‬‬
‫‪ -‬عقد اخلةار يعطي ملشرتيه احلق يف تنفةذ أو عدم تنفةذ االتفاق وذيك مقابل دفع مبلغ معني يف شكل‬
‫عالوة غري قابل يلرد كنوع من ايتعويض يبائع ايعقد‬
‫‪ -‬عقد اخلةار أحد األدوات املاية اييت يستخدمها املستثمرون يلحماي من خماطر تقلبات أسعار األوراق‬
‫املاية ‪ ،‬كما يستخدمها املضاربون هبدف جين األرباح‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬

‫ينفرتض أنه بتاريخ ايةوم مثال قام مشرتي ما يألوراق املاية بايتفاوض وطلب كمة من األسهم قدرها ‪1000‬‬
‫سهم ‪-‬عقد خةار‪-‬من بائع هلا يف ايبورص بسعر ‪ 100‬دينار جزائري يلسهم ايواحد‪ ،‬عل أن يكون دفع قةم‬
‫هذه األسهم مؤجال بعد ‪ 3‬أشهر‪ ،‬هذا مقابل تسديد املشرتي يعقد اخلةار يلبائع‪ ،‬عربونا قدره ‪ 10‬دينار جزائري‪،‬‬
‫يدفعه عن كل سهم وغري قابل يالسرتداد‪ ،‬يعطةه احلق عند هناي تاريخ ايعقد يف ممارس أو عدم ممارس ايشراء ي ـ‬
‫‪ 1000‬سهم‪.‬‬

‫‪ -‬وينفرتض أنه بعد ‪ 3‬أشهر أصبح سعر ايسهم ايواحد يف ايبورص يساوي ‪ 150‬دينار جزائري‪ ،‬ففي مثل هذه‬
‫احلاي سنكتشف مباشرة أن مشرتي خةار ايشراء سوف ميارس حقه يف شراء ‪ 1000‬سهم من بائع ايعقد‪،‬‬
‫أي أنه سةنفذ ايشراء مث بةع تلك األسهم يف ايبورص بـ ‪ 150‬دينار جزائري‪ ،‬ألن هذا ايسعر سةحقق يه‬
‫عائدا قدره ‪ 50‬دينار جزائري يكل سهم‪.‬‬
‫وإذا ما قام خبصم ‪ 10‬دينار جزائري قةم ايعربون ايذي دفعه عن كل سهم قبل ‪ 3‬أشهر‪ ،‬فإن ايعائد ايصايف‬
‫عن كل سهم سةكون ‪ 40‬دينار جزائري عن كل سهم‪ ،‬وبايتايل فإن حصةل ما جناه من أرباح كلة يساوي‬
‫‪ 40000‬دينار جزائري (‪ 40‬دينار جزائري ‪ 1000 x‬سهم)‪ .‬بةنما خسائر بائع اخلةار فستبلغ ‪40000‬‬
‫دينار جزائري‪ ،‬أي (‪ 50000‬دينار جزائري ‪ 10000-‬دينار جزائري مثن ايعربون)‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬ينفرتض كذيك أنه بعد ‪ 3‬أشهر اخنفض سعر ايسهم ايواحد يف ايبورص إىل ‪ 60‬دينار جزائري‪ ،‬يف هذه‬
‫احلاي جند أن مشرتي اخلةار سةرتاجع عن شراء ‪ 1000‬سهم‪ ،‬أي أنه ين ينفذ حق ايشراء‪ ،‬ألن هذا ايسعر‬
‫سوف حيقق يه خسارة قدرها ‪ 40‬دينار جزائري يلسهم ايواحد (‪ 40‬دينار جزائري ‪ 1000 x‬سهم =‬
‫‪ 40000‬خسائر كلة )‪.‬‬
‫ومن مث فإنه خسارته ستنحصر فقط يف ‪ 10‬دينار جزائري قةم ايعربون أو متن عقد خةار ايشراء ايذي دفعه‬
‫عن كل سهم قبل ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وبايتايل فاخلسارة ايفعلة ستكون مقدرة إال ب ـ ‪ 10000‬دينار جزائري (‪10‬‬
‫دينار جزائري ‪ 1000 x‬سهم)‪ .‬بةنما أرباح بائع اخلةار فستبلغ ‪ 10000‬دينار جزائري مثن ايعربون أو‬
‫ايعموي ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)13‬أرباح وخسائر طريف عقد خةار ايشراء عند تاريخ ايتنفةذ‪.‬‬
‫خيار في حالة ارتفاع سعر السهم في في حالة انخفاض سعر السهم في‬ ‫عقد‬ ‫طرفي‬
‫السوق‬ ‫السوق‬ ‫الشراء‬

‫حيقق خسائر بقةم ايعالوة فقط‬ ‫حيقق أرباح ‪-‬قةم ايعالوة‬ ‫مشتري العقد‬

‫حيقق خسائر‪ +‬أرباح بقةم ايعالوة حيقق أرباح بقةم ايعالوة فقط‬ ‫بائع العقد‬
‫فقط‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد ايباحث‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫يف ايفصل ايرابع استخلصنا بأن عقود املعامالت هي عل نوعني معامالت يف ايسوق ايفوري وأخرى يف ايسوق‬
‫يتم تسوي معامالت يف ذات ايةوم‪ ،‬أو خالل أيام قلةل جدا واييت دحددها إدارة‬ ‫األجل ففي ايسوق ايفوري‬
‫ايبورص ‪ .‬أما عقود املعامالت يف ايسوق األجل‪ ،‬فهي تلك املعامالت اييت جتري يف سوق املشتقات املاية املتعلق‬
‫باخلةارات وايعقود اآلجل واملستقبلة ‪ ،‬واييت جتري يف سوق منظم‪ ،‬وهي أدوات ماية استثماري مشتق من األسهم‬
‫وايسندات‪ ،‬وتشتق كذيك قةمتها من أسعارها‪ .‬ويتم يف ايسوق األجل االتفاق عل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬شراء أدوات ماية وتسلةمها يف موعد يتفق علةه املشرتي وايبائع يف املستقبل‬

‫‪ -‬دحديد متن ايصفق يف تاريخ توقةع عقد ايشراء‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األسواق المالية اإلسالمية‬

‫الفصل الخامس‬

‫األسواق المالية اإلسالمية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫أضحى التمويل عن طريق األسواق املالية االسالمية يستقطب اهتمام الكثري من االقتصاديني املسلمني بسبب‬
‫خلوه من شبهة معدالت الفائدة اليت يرتكز عليها التمويل يف األسواق املالية التقليدية‪ ،‬ولقد أصبح السوق املايل‬
‫االسالمي أحد أهم قنوات التمويل املثلى اليت تعمل على حتريك النمو االقتصادي السيما يف البلدان العربية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬وهذا من خالل توفري أوراق وأدوات مالية لألفراد واملؤسسات االقتصادية وفق أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ويواصل العديد من الباحثني واخلرباء يف حقل األسواق املالية االسالمية على العمل من أجل ابتكار‬
‫أنواع جديدة من األوراق املالية تضمن من خالهلا االقتصاديات متويل نشاط املؤسسات يف جانب االستغالل‬
‫وأيضا االستثمارات املتوسطة والطويلة األجل‬

‫‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪.1‬تعريف السوق المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫هي املكان الذي تتداول فيه األموال قصد تنشيط استثمارها عن طريق األدوات املالية وفق الضوابط الشرعية‬
‫للمعامالت املالية‪ ،‬ويقصد بالضوابط الشرعية ملعامالت أسواق األوراق املالية األحكام والقواعد واألسس الكلية‬
‫املستمدة من مصادر الشريعة اإلسالمية واليت حتكم املعامالت املالية يف هذه األسواق‪ ،‬ويقصد مبصادر الشريعة‬
‫‪1‬‬
‫اإلسالمية يف هذا الصدد القران الكرمي والسنة الشريفة ورأي مجهور الفقهاء‪.‬‬

‫ولقد حث اإلسالم على حفظ املال وتنميته واستثماره بأفضل وأكفأ الوسائل واألساليب املشروعة‪ ،‬ومن أجل‬
‫ذلك فقد وضع العديد من الضوابط الشرعية اليت تكفل حسن إدارة املال واستثماره‪ ،‬ومن ذلك مشروعية البيع‬
‫والتجارة وحرمة الربا واالكتناز واالحتكار وكافة أشكال املقامرات واملراهنات اليت تتضمن أكل أموال الناس‬
‫بالباطل‪ .‬وانطالقا مما تقدم‪ ،‬تعترب السوق املالية اإلسالمية فرصة هامة جدا لكل مستثمر مسلم‪ ،‬حيث يتمكن من‬
‫تقليل خسائره وخماطرة وزيادة عائداته‪ ،‬وذلك من خالل تنويع حمفظته املالية‪ ،‬واختيار األدوات األقوى واألكثر‬
‫جناحا‪ ،‬ومشروعية‪ .‬كما متثل السوق املالية اإلسالمية حمطة هامة إلعادة تنقية وضخ األموال احلالل ومتويل‬
‫املشروعات البناءة والناجحة مما يؤدي إىل زيادة معدل النمو االقتصادي من خالل زيادة إنتاج الطيبات يف‬
‫اجملتمع‪ .‬إن سوق املال اإلسالمي مبا ميكن أن تتضمنه أدوات إسالمية متقدمة مثل عقود اخليارات واملستقبليات‬
‫والعقود اآلجلة بعد تطويرها مبا ينفق والشريعة اإلسالمية‪ ،‬سوف تسهم يف تطوير نوعية العمل املصريف اإلسالمي‪،‬‬
‫مبا يؤدي إىل زيادة الكفاءة والعدالة‪ ،‬وبالتايل زيادة معدالت النمو والرفاهية‪.2‬‬

‫وتقوم السوق املالية اإلسالمية على االلتزام الشرعي يف كل عناصر السوق من بضاعة وحقوق للمتعاملني‬
‫وأساليب إجراء الصفقات واملعامالت دون التقيد بوجود مكان معني‪.‬‬

‫كما تعرف األسواق املالية اإلسالمية بأهنا أسواق لتبادل الثروات املالية اليت ترتبط قيمتها حبركة األموال يف‬
‫املستقبل‪ ،‬وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية وتعتمد على املشاركة يف الربح واخلسارة‪.‬‬

‫كما ينصرف مفهوم سوق األوراق املالية اإلسالمية إىل الداللة على التعامل بالتمويل املتوسط وطويل األجل‪،‬‬
‫وذلك عن طريق جتميع املدخرات واستثمارها حسب قواعد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬عصام أو النصر‪ ،‬أسواق مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪2‬كمال توفيق حطاب‪ ،‬حنو سوق مالية إسالمية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد‪ ،‬ص‪ .2‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://kamalhattab.info/blog/wp-content/uploads/2008/03/sook.pdf‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وقد عرفها الدكتور أمحد حمي الدين أمحد بأهنا سوق منظمة تنعقد يف مكان معني ويف أوقات دورية للتعامل‬
‫الشرعي بيعا وشراء ملختلف األوراق املالية‪ ،‬وهتدف إىل تعبئة املخدرات النقدية وتوجهيها حنو املشروعات املنتجة‬
‫للسلع واخلدمات‪.‬‬

‫ويقصد بالسوق املنظمة أهنا ختضع لقوانني ولوائح تنظم إداراهتا وحتكم عملياهتا‪ ،‬ويقصد بالتعامل الشرعي أن‬
‫جيري التداول على أوراق مالية يصح إصدارها شرعا وبصيغ مشروعة‪ ،‬وأن تتقيد كافة عملياهتا باإلطار الشرعي‬
‫للمعامالت‪ ،‬كما أظهر هذا التعريف دور سوق ألوراق املالية اإلسالمية يف املسامهة يف احداث تنمية اقتصادية‬
‫وذلك من خالل جتميع املدخرات ومتويل املشروعات الناجحة‪.‬‬

‫وميكن تعريف سوق األوراق املالية اإلسالمية كذلك بأهنا ذلك اإلطار أو اجملال الشرعي الذي يتم فيه إصدار‬
‫األدوات املالية من طرف أصحاب العجز‪ ،‬مث اقتناؤها وتداوهلا عرب قنوات إيصال فعالة بني أصحاب الفائض‬
‫وبصورة منظمة ومراقبة على أسس شرعية من طرف اهليئة الشرعية للسوق وذلك من أجل تثمري األموال يف إطار‬
‫‪1‬‬
‫شرعي‪.‬‬

‫‪ .2‬خصائص وطبيعة األسواق المالية اإلسالمية‪:‬‬


‫تناولنا يف الفصول السابقة السوق املايل التقليدي واركانه الرئيسية فضال عن أدواته وتقسيماته‪ ،‬وتعرفنا على أهم‬
‫عوامل جناح هذه السوق ولكن نريد معرفة االختالف بني هذه السوق والسوق املالية اإلسالمية‪ ،‬واملقصود بقيام‬
‫سوق مالية إسالمية هو قيام سوق متفقة ومراعية ألحكام الشريعة اإلسالمية فيما يتعلق بنوعية املتعاملني يف‬
‫السوق واألدوات املالية املتداولة فيه وأساليب التعامل يف اطاره وتتميز السوق املالية اإلسالمية عن السوق املالية‬
‫التقليدية يف عدة جوانب هي‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬من حيث املتعاملني يف السوق‪ ،‬اذ تضم السوق املالية اإلسالمية السماسرة والشركات (شركات‬
‫االكتتاب والتغطية واملقاصة) واليت تتعامل يف األوراق املالية اجلائزة شرعا وهذا ال مينع دخول الشركات‬
‫واملؤسسات التقليدية ضمن التعامالت ضمن هذه السوق املالية ولكن يف نطاق املعامالت اليت جتيزها‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬قط سليم‪ ،‬مفاضلة االستثمار بني سوق األوراق املالية املعاصرة وسوق األوراق املالية اإلسالمية جامعة حممد خيضر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2016 ،‬ص‬
‫ص‪.131-130‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬من حيث األوراق املالية املتداولة يف السوق املالية اإلسالمية ومن أبرزها األسهم وصكوك االستثمار‬
‫الشرعية بأنواعها (صكوك املشاركة واإلجارة واملضاربة واالستصناع)‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬من حيث أساليب التعامل يف السوق املالية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ومن مث يتم االلتزام‬
‫بإصدار األوراق املالية باألحكام املنظمة للعقود الشرعية املؤسسة عليها مثل عقد املراحبة واملشاركة‬
‫واملضاربة‪ ،‬كذلك يتم االلتزام يف تداوهلا باألحكام والقني اإلسالمية وبصور البيع املقبولة شرعا ومن مث ال‬
‫‪1‬‬
‫وجود يف هذا السوق للتعامل باملشتقات وال املستقبليات‪.‬‬

‫‪.3‬أنواع األسواق المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ 1.3‬من حيث األدوات المالية التداول‪:‬‬

‫‪ 1.1.3‬سوق النقد اإلسالمي‪:‬‬

‫ويف ظل املزايا والفوائد العديدة اليت تتصف هبا األسواق النقدية التقليدية‪ ،‬فإن النظام املصريف واملايل اإلسالمي‬
‫يف البالد اإلسالمية يف أمس احلاجة ملثل هذه السوق‪ ،‬ملا تؤديه من وظائف مهمة تعترب من أهم مكونات‬
‫السوق املالية اإلسالمية‪ ،‬غري أنّه ويف إطار سوق النقد التقليدي فإن أهم األدوات اليت تتعامل هبا هذه‬
‫األسواق هي أذونات اخلزينة‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬شهادات اإليداع القابلة للتداول‪ ،‬قبوالت مصرفية‪ ،‬وهي‬
‫أدوات تستند يف جمملها على الفائدة احملرمة شرعا‪ ،‬وهي بذلك تشكل عائقا أمام املصارف واملؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬اليت تتحاشى وتتفادى التعامل بالفوائد الربوية‪ .‬وحىت تكون للمصارف واملؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية فرصة االستفادة من املزايا اهلائلة اليت تتيحها األسواق النقدية‪ ،‬ال بد من العمل على تطوير أدوات‬
‫مالية إسالمية قصرية األجل ال تتضمن عالقة الدائنية واملديونية‪ ،‬ويف الوقت نفسه تؤدي وظائف مماثلة لتلك‬
‫اليت تؤديها األدوات التقليدية‪ ،‬ويف هذا اإلطار ظهرت فكرة الصكوك اإلسالمية اليت حلت حمل السندات‬
‫الربوية‪ ،‬وهي عبارة عن أدوات ملكية قصرية األجل مت تطويرها لتليب احتياجات املتعاملني فيها من اجلمهور‬
‫واملؤسسات‪.2‬وعرفت هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية الصكوك اإلسالمية اليت أطلقت‬
‫عليها اسم صكوك االستثمار متيزا هلا عن األسهم والسندات التقليدية بأهنا وثائق متساوية القيمة متثل‬

‫‪ 1‬حيدر يونس املوسوي‪ ،‬السوق املايل اإلسالمي‪ ،‬جمموعة اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،2018،‬ص ص ‪.125-124‬‬
‫‪ 2‬شافية كتاف‪ ،‬دور األدوات املالية اإلسالمية يف تنشيط وتطوير السوق املالية اإلسالمية دراسة تطبيقية لتجارب بعض األسواق املالية العربية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.13‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫حصصا شائعة يف ملكية أعيان أو منافع أو خدمات أو موجودات مشروع معني‪ ،‬أو نشاط استثماري‬
‫خاص‪ ،‬وذلك بعد حتصيل قيمة الصكوك وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله‪.‬‬
‫وميكن القول أن الصكوك اإلسالمية هي‪ :‬أوراق مالية متساوية القيمة حمددة املدة‪ ،‬تصدر وفق صيغ التمويل‬
‫اإلسالمية تعطي حلاملها حق االشرتاك مع الغري بنسبة مئوية يف ملكية وصايف إيرادات أو أرباح وخسائر‬
‫موجودات مشروع استثماري قائم فعال‪ ،‬أو يتم إنشاؤه من حصيلة االكتتاب وهي قابلة للتداول واإلطفاء‬
‫واالسرتداد عند احلاجة بضوابط وقيود معينة‪ ،‬وميكن حصر موجودات املشروع االستثماري يف أن تكون أعيانا‬
‫أو منافع أو خدمات‪ ،‬أو حقوق مالية أو معنوية أو خليط من بعضها أو كلها حسب قواعد مالية إسالمية‬
‫معينة‪ 1‬ومن األدوات املالية اإلسالمية اليت ميكن تداوهلا يف سوق النقد اإلسالمي جند‪ ،‬صكوك املضاربة‪ ،‬وهي‬
‫وثائق موحدة القيمة صادرة بأمساء من يكتتبون فيها مقابل دفع القيمة احملررة هبا وذلك على أساس مشاركة‬
‫نتائج األرباح وااليرادات املتحققة من املشروع املستثمر فيه حبسب النسب املعلنة على الشيوع املتبقية من‬
‫األرباح الصافية‪2.‬صكوك املشاركة‪ ،‬وهو شبيه بصكوك املضاربة مع فارق وحيد هو أن صكوك املشاركة هلم‬
‫احلق يف املشاركة يف اإلدارة من خالل اختيار ممثل هلم يف اإلدارة‪3.‬صكوك اإلجارة‪ ،‬وتلجأ كثري من الشركات‬
‫كبرية كانت أم صغرية لصيغة اإلجارة للحصول على أصول رأمسالية حتتاج هلا إذا مل تكن ترغب يف اثقال‬
‫مركزها املايل بديون أو الستخدام سيولتها يف أعمال أخرى أو إذا مل تكن لديها سيولة كافية‪ ،‬وقد تلجأ‬
‫الشركات لصيغة اإلجارة للحصول على مزايا ضريبية أو إجراء معاجلات حسابية تظهر أداء أفضل‪4.‬صكوك‬
‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬حيث تعترب صناديق االستثمار اإلسالمية أحد املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫اليت تتوىل جتميع أموال املستثمرين يف شكل صكوك استثمارية يتم توظيفها يف وفقا لصيغ االستثمار املناسبة‬
‫على أن يتم توزيع صايف العائد فيما بينهم‪5 .‬عمليات التصكيك لألصول أو التوريق وهو عملية توريق‬

‫‪ 1‬مرمي خليفة املخمرين‪ ،‬طار النظري للصكوك اإلسالمية‪ ،‬دار املالية‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص‪ ،8‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.dof.gov.ae/en-us/publications/Lists/ContentListing/Attachments/585/Islamic%20Bonds%20.pdf‬‬
‫‪ 2‬أمحد حممد حممود نصار‪ ،‬االستثمار باملشاركة يف البنوك اإلسالمية (الشركات‪ ،‬املضاربة‪ ،‬األسهم‪ ،‬السندات والصكوك)‪ ،‬دار الكتاب العلمية‪،‬‬
‫لبنان‪ ،2010،‬ص‪.118‬‬
‫‪ 3‬منذر قحف‪ ،‬أساسيات التمويل اإلسالمي‪ ،‬دار املنهل‪ ،2013 ،‬ص‪.372‬‬
‫‪ 4‬عادل عوض با بكر‪ ،‬استكمال موضوع الصكوك اإلسالمية‪ ،‬الدورة احلادية والعشرون ملؤمتر جممع الفقه اإلسالمي الدويل‪ ،‬ص‪ .7‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://books-library.net/free-688370165-download‬‬
‫‪5‬مطه عبد احلميد حممد‪ ،‬االصالح املصريف للبنوك االسالمية والتقليدية‪ :‬يف ضوء مقررات بازل ‪ ،3‬دار التعليم اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2019 ،‬‬
‫ص‪.64‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫لألصول املختلفة اليت تتمتع هبا املؤسسات املالية اإلسالمية أحد األدوات املالية اهلامة قصرية األجل واليت‬
‫ميكن االستفادة منها على مستوى إدارة املطلوبات واملوجودات بصورة مثلى‪.1‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)14‬مقارنة بني الصكوك االسالمية واالسهم‬


‫األسهم التقليدية‬ ‫الصكوك اإلسالمية‬

‫القوانني احلاكمة لألسهم ال تتضمن هذا االلتزام‬ ‫خضوع كل معامالت الصكوك ألحكام الشريعة اإلسالمية‬

‫الصكوك تصدر ملشروع معني ال جيوز تغيريه وهي قليلة ميكن جمللس الشركة مصدر األسهم أن تغري‬
‫نشاطها‪ ،‬وهي عالية املخاطر‬ ‫املخاطر‪.‬‬

‫جيوز للدولة أن تقدم ضمانات على سبيل التربع حلملة ال يتم ذلك بالنسبة حلملة األسهم‬
‫الصكوك للتحفيز‬

‫الصكوك حتدد مبدة زمنية‪ ،‬فقد يكون إصدار صكوك االستثمار األسهم مشاركة دائمة يف الشركة تبقى مدة حياة‬
‫لتمويل مشروع معني أو لتمويل مشروع بطريقة املشاركة الشركة وإلن انتقلت ملكيتها من شخص إىل‬
‫املتناقضة‪ ،‬حبيث يتم إطفاء بعض الصكوك على مراحل زمنية شخص آخر ألهنا متثل رأس مال الشركة املصدرة‪،‬‬
‫فهي إذن غري قابلة للرد من جانب الشركة‪.‬‬ ‫معينة‪.‬‬

‫مالكو الصكوك ال يشاركون يف إدارة املشروع بطريق مباشر بل يشرتك مالكو األسهم يف إدارة الشركة‪ ،‬عن طريق‬
‫يكتفون بتوكيل املضارب وحده‪ ،‬حيث يلتزم املضارب يف إدارته انتخاب جملس لإلدارة من بينهم‪.‬‬
‫للمشروع بأحكام عقد املضاربة وشروطها الشرعية‪ ،‬وملالكي‬
‫الصكوك أن يكونوا من بينهم أو من غريهم جملس مراقبة يرعى‬
‫مصاحلهم‪ ،‬وحيمي حقوقهم يف مواجهة املضارب‪ ،‬ويكون‬
‫مسؤوال عن مراقبة تنفيذ شروط العقد اليت تضمنتها نشرة‬
‫اإلصدار‪ ،‬وما يلحق هبا من دارسات اجلدوى والبيانات‬
‫واملعلومات اليت تنص عليها هذه النشرة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬مرمي خليفة املخمرين‪ ،‬طار النظري للصكوك اإلسالمية‪ ،‬دار املالية‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص ص‬
‫‪.11-10‬‬

‫‪ 1‬قندوز عبد الكرمي‪ ،‬اهلندسة املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،2008 ،‬ص‪.183‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الجدول رقم (‪ :)15‬مقارنة بين الصكوك االسالمية والسندات‬


‫السندات‬ ‫الصكوك االسالمية‬

‫حامل السند ال ميت بصلة لألصول املالية‬ ‫مشاركة يف ملكية املوجودات اليت متثلها الصكوك‬
‫للشركة(دين)‬

‫حامل السند ال يتحمل أية مضار أو خسارة تلحق‬ ‫املشاركة يف الربح واخلسارة على السواء‬
‫بالشركة‬

‫حق السند ميثل حصة يف التمويل املايل التقليدي‪.‬‬ ‫ميثل سهما ماليا يف األصول واملنافع واحلقوق‪.‬‬

‫الصك يعترب دليال وبرهانا على نقل امللكية يف عملييت السند ال يعين نقل امللكية باحلصة بل باملبلغ النقدي‪.‬‬
‫البيع والشراء‪.‬‬

‫املدة ال ترتبط باملشروع‪ ،‬وقد تزيد أو تنقص عن فرتة‬ ‫مدة الصكوك هي مدة استمرارية املشروع املعىن أو‬
‫املشروع‬ ‫النشاط‪ ،‬وترتبط به وتنتهي بانتهائه‬

‫ال يتضمن نشرة اإلصدار ضوابط شرعية‪.‬‬ ‫نشرة اإلصدار تتضمن القواعد الشرعية‪ ،‬وجيب‬
‫مراعاهتا‪ ،‬ومن خيالفها يتحمل املسؤولية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬مرمي خليفة املخمرين‪ ،‬طار النظري للصكوك اإلسالمية‪ ،‬دار املالية‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪ 2.1.3‬سوق رأس المال اإلسالمية‪:‬‬

‫يعد سوق رأس املال ضرورة عصرية ومطلبا حيويا لدعم النمو االقتصادي للدول اإلسالمية‪ ،‬وما مسي كذلك إال‬
‫لكونه السوق اليت يلجأ إليها أصحاب املشروعات لتكوين رأس املال يف مشروعاهتم املختلفة لكنه وحبالته الراهنة‬
‫والقائمة يف إطار النظام االقتصادي الوضعي‪ ،‬يشوبه الكثري من املخالفات الشرعية وتتم فيه العديد من التعامالت‬
‫والصفقات احملظورة‪ ،‬ولذلك كان لزاما ظهور ما يعرف بسوق رأس املال اإلسالمي‪ ،‬وهو مصطلح ينصرف بوجه‬
‫عام للداللة على التعامل بالتمويل املتوسط وطويل األجل‪ ،‬وذلك عن طريق جتميع مدخرات املسلمني اخلاصة‪.‬‬
‫والرمسية‪ ،‬ومن مث استثمارها عن طريق التعامل باألوراق املالية املتوسطة وطويلة األجل‪ ،‬وذلك على النحو الذي‬
‫‪1‬‬
‫جتيزه الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬شافية كتاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.17-19‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ويشكل سوق رأس املال اإلسالمية جزاء ال يتجزأ من النظام املايل اإلسالمي وبشكل عام تضم سوق رأس املال‬
‫اإلسالمي عنصرين رئيسيني ومها سوق الدين وسوق األسهم اليت متكنان من تعبئة املوارد املالية بكفاءة وختصيصها‬
‫على حنو أمثل‪ ،‬ورغم أهنا مشاهبة السوق رأس املال التقليدية‪ ،‬ختتلف أسواق رأس املال اإلسالمية يف عناصر‬
‫جوهرية هلا جذور عميقة يف الشريعة‪ ،‬ونتيجة لذلك تقدم سوق رأس املال اإلسالمية أدوات مثل األسهم وأدوات‬
‫الدين اإلسالمية وغريها من االدوات املتوفقة مع مبادئ الشريعة وتؤدي أسواق رأس املال اإلسالمية دورا مكمال‬
‫‪1‬‬
‫للصريفة اإلسالمية يف جمال االستثمار ومكونة نظاما ماليا إسالميا متكامال‪.‬‬

‫‪.4‬األوراق المالية المتداولة في السوق المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ 1.4‬األسهم‪:‬‬

‫هناك أنواع عديدة من األسهم‪ ،‬وهذا التنوع يرجع إىل اعتبارات متعددة‪ ،‬ومعرفة هذه األنواع وتصورها يف غاية‬
‫األمهية‪ ،‬لتنزيل احلكم الشرعي عليها‪ ،‬إذ احلكم على الشيء فرع من تصوره‪ ،‬ومن مث سوف نبحث يف هذه األنواع‬
‫وفقا لسبعة اعتبارات‪:‬‬

‫‪ 1.1.4‬األسهم من حيث طبيعة الحصة التي يقدمها الشريك‪:‬‬

‫وتنقسم األسهم حسب هذا االعتبار إىل أسهم عينية وهي األسهم اليت يكتتب هبا املساهم بدفع قيمتها عينا مثل‬
‫عقار أو منقول وال تدفع بالنقود‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء يف جواز االشرتاك باحلصص العينية‪ .‬األسهم النقدية وهي‬
‫اليت يكتتب هبا املساهم ويدفع قيمتها نقدا‪ ،‬وهذا النوع من األسهم جائز باتفاق الفقهاء‪ ،‬حيث أمجعوا على‬
‫جواز املشاركة باألمثان املطلقة‪.‬‬

‫‪ 2.1.4‬األسهم من حيث الحقوق الممنوحة لصاحبها‪:‬‬

‫تنقسم األسهم حسب هذا االعتبار إىل أسهم عادية وهي اليت تتساوى يف قيمتها وتعطي املسامهني حقوقا‬
‫متساوية‪ ،‬ويعطي صاحبها قدر من الربح يتفق مع ما دفعه للشركة دون أي زيادة أو نقصان‪ ،‬كذلك يتحمل‬
‫اخلسارة بقدر أسهمه‪ ،‬واحلكم الشرعي هلذا النوع من األسهم هو اجلواز بغري خالف‪.‬‬

‫‪1‬عبد العزيز بن متعب الرشيد وآخرون‪ ،‬النظام املايل اإلسالمي املبادئ واملمارسات‪ ،‬نسخة مرتمجة‪ ،‬األكادميية العاملية للبحوث الشرعية للنشر‪،2014 ،‬‬
‫ص ص‪.62-61‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬أسهم ممتازة‪ ،‬وهي اليت تعطي صاحبها حقوقا خاصة‪ ،‬وختتص مبزايا ال توجد يف األسهم العادية‪ ،‬وتغطي‬
‫صاحبها حقوق إضافية على احلقوق األساسية حلاملي األسهم جلذب االكتتاب هبا‪ ،‬وهذه احلقوق ختتلف من‬
‫‪1‬‬
‫شركة ألخرى حسب الشروط املتعلقة بإصدار األسهم املمتازة‪.‬‬

‫‪-‬أسهم مؤجلة‪ ،‬وهي اليت تعطى للمؤسسني‪ ،‬وملن يقومون برتويج األسهم اجلديدة للشركة عند إنشائها‪ ،‬وتسمى‬
‫مؤجلة ألهنا ال تستحق نصيبا من األرباح املوزعة إال بعد سداد حاملي بقية األسهم‪ ،‬وهذا النوع من األسهم غري‬
‫جائز شرعا‪ ،‬ألن عقد الشركة يف الفقه اإلسالمي يقوم على املساواة بني مجيع الشركاء وحتمل اجلميع املخاطرة‬
‫واستحقاقهم األرباح‪.‬‬

‫‪ 3.1.4‬األسهم من حيث طريقة التداول أو الشكل القانوني‪:‬‬

‫وتنقسم إىل أسهم امسية‪ ،‬وهي األسهم اليت حتمل اسم املساهم‪ ،‬ويسجل عليها اسم حاملها‪ ،‬وتثبت ملكيته هلا‪،‬‬
‫وتتداول بطريق التسجيل‪ ،‬وهذا النوع من األسهم جيوز شرعا إصدارها والتداول هبا‪ ،‬إذ األصل أن ملكيته حبصة يف‬
‫الشركة تعطيه احلق يف محل الصكوك املثبتة حلصته‪.‬‬

‫‪-‬أسهم حلاملها‪ ،‬وهي األسهم اليت ال حتمل اسم حاملها‪ ،‬ويعترب حامل السهم هو املالك يف نظر الشركة‪ ،‬وحيازته‬
‫دليل على ملكيته‪ ،‬ويف حكم هذا النوع من األسهم عدم جواز إصدار السهم حلامله‪ ،‬جلهالة الشريك‪ ،‬ألنه‬
‫يفضي إىل النزاع واخلصومة‪ ،‬كما يؤدي إىل إضاعة حقوق صاحبها‪ ،‬إن اغتصبها أو التقطها شخص أخر أو‬
‫ضاعت‪ ،‬فإن حامله سيكون شريك بدون وجه حق‪ ،‬وعلى هذا فإن هذه األسهم تعترب باطلة‪ ،‬وجيب رد قيمتها‬
‫إىل املساهم األول أو استبداهلا بقيمتها اإلمسية‪ ،‬وإال كانت شركة فاسدة‪.‬‬

‫‪ -‬أسهم ألمر وهي األسهم اليت يكتب عليها عبارة ألمر وتتداول بطريقة التهري دون الرجوع إىل الشركة‪ ،‬فيصبح‬
‫الثاين هو مالك السهم اجلديد‪ ،‬واألول متخليا عنه وهذا النوع من األسهم جائز شرعا‪ ،‬النتفاء اجلهالة مبعرفة‬
‫‪2‬‬
‫املساهم الثاين‪ ،‬وال يفضي إىل منازعة أو ضرر‪.‬‬

‫‪ 1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬سوق األوراق املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق رأس املال اإلسالمي يف ماليزيا" ‪ ،‬اجلامعة االسلمية‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ص ‪.47-46‬‬
‫‪ 2‬نبيل خليل طه سمور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.49-48‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 4.1.4‬األسهم من حيث القيمة أو أسهم رأس المال‪:‬‬

‫وهي األسهم اليت ال جيوز لصاحبها اسرتداد قيمتها مادامت الشركة قائمة‪ ،‬وال تعود للمساهم إال عند التصفية‬
‫النهائية للشركة‪ ،‬وهذا النوع من األسهم جائز شرعا وهو األصل والقاعدة يف الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬أسهم التمتع‪ ،‬وهي اليت تستهلكها الشركة‪ ،‬بأن ترد قيمتها إىل املساهم قبل انقضاء الشركة‪ ،‬ويبقى صاحبها‬
‫شريكاً له احلق يف احلصول على األرباح‪ ،‬والتصويت يف اجلمعية العمومية‪ ،‬ويطلق على هذه العملية باالستهالك‪،‬‬
‫ويكون ذلك بعدة طرق كأن تشرتي الشركة جزء من األسهم أو تسحب الشركة من التداول يف كل سنة عدد من‬
‫األسهم بطريقة القرعة وتدفع قيمتها ملالكيها من األرباح‪.‬‬

‫‪ 5.1.4‬األسهم من حيث االستهالك واسترداد القيمة‪:‬‬

‫قد حيمل السهم أكثر من قيمة‪ ،‬وهذه القيم هي القيمة اإلمسية‪ ،‬وهي القيمة اليت تبني يف السهم‪ ،‬أي القيمة اليت‬
‫تدون يف الصك الذي يعطى ملالك السهم‪ ،‬واليت دفعت من املساهم المتالك السهم‪ ،‬واحلكم الشرعي هلذه القيمة‬
‫جائز شرعا‪ ،‬ألن األصل أن يكون الصك الذي يثبت حصة الشريك يف رأس املال مطابقا للمبلغ الذي مت دفعه‬
‫من قبل املساهم‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة اإلصدار‪ ،‬وهي القيمة اليت يصدر هبا السهم عند التأسيس أو عند زيادة رأس املال مضافا إليها مصاريف‬
‫وعالوة اإلصدار واحلكم الشرعي هلذه القيمة هي اجلواز‪ ،‬إذ ال يوجد ما مينع من إضافة ما حتتاجه الشركة من‬
‫مصروفات إىل قيمة السهم‪.‬‬

‫‪ -‬القيمة احلقيقية‪ ،‬وهو النصيب الذي يستحقه السهم يف صايف أموال الشركة بعد حسم ديوهنا‪ ،‬وإعطاء القيمة‬
‫احلقيقية أمر يقره الفقه اإلسالمي‪ ،‬وحسب ما حتققه الشركة من أرباح أو خسائر تؤثر يف القيمة احلقيقية للسهم‪.‬‬

‫‪ -‬القيمة السوقية‪ ،‬وهي قيمة السهم يف السوق املايل حبسب العرض والطلب واملضاربات والظروف السياسية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬واعتبار هذه القيمة وتداول األسهم على ضوئها أمر ال يتعارض مع قواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث‬
‫‪1‬‬
‫جيوز عرض األسهم للبيع بأقل أو أكثر من قيمتها اإلمسية وحسب سعر السوق‪.‬‬

‫‪ 1‬نبيل خليل طه سمور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.50-49‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 6.1.4‬األسهم من حيث التصويت‪:‬‬

‫وتنقسم األسهم وفقا هلذا االعتبار إىل أسهم مصوتة‪ ،‬وهي األسهم اليت جتمع بني حقوق امللكية‪ ،‬وحق اإلدارة‬
‫والتصويت واالنتخاب‪ ،‬وهي جائزة شرعا‪ .‬أسهم غري مصوتة‪ :‬وهي األسهم اليت متثل حقوق املشاركة يف أرباح‬
‫املشروع‪ ،‬دون أن يكون ملالكيها حق اإلدارة أو التصويت أو االنتخاب أو الرتشيح لعضوية جملس اإلدارة‪ ،‬وهذا‬
‫النوع من األسهم غري جائز شرعا‪.‬‬

‫‪ 7.1.4‬األسهم من حيث المنح أو عدمه‪:‬‬

‫وتنقسم األسهم وفقا هلذا االعتبار إىل‪ ،‬أسهم يدفع صاحبها قيمتها‪ .‬أسهم منح‪ ،‬وهي األسهم اليت متنحها‬
‫الشركة للمسامهني جماناً يف حالة زيادة رأس مال الشركة يف حال ترحيل جزء من األرباح احملتجزة‪ ،‬أو االحتياطي‬
‫إىل رأس املال األصلي‪ ،‬ويتم توزيعها بصورة تتناسب مع مقدار األسهم‪ ،‬وهذا النوع من األسهم جائز شرعا ما دام‬
‫املنح يتم بالتناسب مع مقدار األسهم‪ ،‬إذن هذا املال حق املسامهني‪ ،‬فلهم احلق يف احلصول عليه بأي طريق‬
‫‪1‬‬
‫مشروع‪.‬‬

‫‪ 8.1.4‬حكم التعامل باألسهم في نظر الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫اختلف الفقهاء املعاصرون يف حكم التعامل باألسهم الصادرة من شركات املسامهة تبعا الختالف حكم الشركات‬
‫املسامهة على القولني‪:‬‬

‫‪ -‬القول األول‪ ،‬إباحة الشركات املسامهة العامة وكذلك األسهم الصادرة منها‪.‬‬

‫‪ -‬القول الثاين‪ ،‬حترمي شركة املسامهة‪.‬‬

‫ولكل فريق من الفريقان األدلة الفقهية اليت استند عليها يف اإلباحة أو التحرمي‪ ،‬ولكن لسنا بصدد اخلوض يف‬
‫االختالفات الفقهية ومناقشة أدلة كل فريق‪ ،‬ونكتفي بعرض الرأي الراجح يف املسألة‪.‬‬

‫‪ -‬عند إنشاء شركة مسامهة‪ ،‬يتم تقسيم رأس ماهلا إىل أسهم ذات قيمة إمسية متساوية‪ ،‬وتطرح هذه األسهم‬
‫لالكتتاب العام‪ ،‬وإذا كانت الشركة قائمة‪ ،‬وأرادت زيادة رأس ماهلا‪ ،‬فيتم ذلك عن طريق االكتتاب‬
‫اخلاص أي بعرض أسهمها على أفراد حمدودين كاملسامهني القدامى‪ ،‬وتسمى هذه العملية السوق األولية‪.‬‬

‫‪ 1 1‬نبيل خليل طه سمور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.51-50‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬تداول األسهم‪ ،‬يعد التداول من اخلصائص اجلوهرية للسهم‪ ،‬وهي العملية الالحقة إلصدار األسهم‪ ،‬وتتم‬
‫هذه العملية يف السوق الثانوية‪ ،‬ويقصد بالتداول هو إمكانية انتقال ملكية السهم من شخص البائع‬
‫ألخر هو املشرتي بإحدى الطرق التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التسجيل‪ ،‬أي القيد يف سجل املسامهني اليت تفتحه الشركة يتم التداول باألسهم اإلمسية‪.‬‬

‫‪ -‬احليازة الفعلية‪ ،‬ويكون ذلك بالتسليم املادي‪ ،‬وهذا يف األسهم حلاملها‪.‬‬

‫‪ -‬التظهري‪ ،‬طريقة لتداول األسهم ألمر حبيث بنقل ملكيتها بالكتابة على ظهر السهم‪.‬‬

‫وحكم إصدار وتداول األسهم يف الفقه اإلسالمي اختلف فيه كثري من الفقهاء والباحثون املعاصرون ولقد انقسموا‬
‫على رأيني مها‪:‬‬

‫‪ ‬الرأي األول‪ ،‬جواز إصدار وتداول األسهم‪ ،‬وهو ما ذهب إليه مجهور الفقهاء‪.‬‬

‫‪ ‬الرأي الثاين‪ ،‬عدم جواز إصدار وتداول أسهم الشركات املسامهة العامة‪.‬‬

‫‪ ‬الرأي الراجح‪ ،‬جواز إصدار وتداول األسهم يف إطار من الضوابط الشرعية‪ ،‬ولكن جواز تداول األسهم‬
‫ليس على إطالقه بل هناك ضوابط للتعامل هبا واليت ميكن إمجاهلا يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أال تكون األسهم من النوع احملرم شرعا كاألسهم املمتازة‪.‬‬

‫‪ ‬أال يرتتب على التعامل هبا أي حمظور شرعي‪ ،‬كالربا والغرر واجلهالة‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون صادرة عن شركة تتوفر فيها قواعد وأسس املشاركة يف األعباء وحتمل املخاطر‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون طبيعة نشاط الشركة مباحا فالشركات اإلنتاجية واخلدمية اليت تعمل يف إنتاج سلعة‪.‬‬

‫‪ ‬حمرمة كاخلمور أو حلم اخلنزير‪ ،‬فال جيوز التعامل بأسهمها‪ ،‬وكذلك الشركات اليت تقدم خدمات حمرمة‬
‫كالدعارة والسحر والشعوذة أيضاً ال جيوز التعامل بأسهمها‪.1‬‬

‫‪ 2.4‬السندات واألدوات المالية الشرعية البديلة‪:‬‬

‫اختلف الفقهاء املعاصرون يف حكم التعامل بالسندات على ثالثة أقوال‪:‬‬

‫‪1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.53-52‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬القول األول‪ ،‬حترمي مجيع أنواع السندات‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه غالبية الفقهاء‪.‬‬

‫‪ -‬القول الثاين‪ ،‬إباحة تداول بعض أنواع السندات‪.‬‬

‫‪ -‬القول الثالث‪ ،‬اإلباحة املقيدة بأسباب تربرها‪.‬‬

‫‪ -‬الرأي الراجح‪ ،‬بعد عرض أراء الفقهاء املعاصرين يف حكم إصدار وتداول السندات من بني حمرم‬
‫هلا مطلقاً‪ ،‬وجلميع أنواعها‪ ،‬ومبيح هلا بشروط‪ ،‬وجميز ألنواعها املختلفة‪ ،‬يؤيد الباحث ترجيح‪،‬‬
‫الرأي القاضي بأن مجيع أنواع السندات اليت مر ذكرها حمرمة شرعا ما دامت تصدر بفائدة ثابتة‬
‫وحمددة‪ ،‬وتسرتد قيمتها يف مواعيد استحقاقها‪ ،‬سواء كانت اجلهة املصدرة هلا شركة أم حكومة‪،‬‬
‫باستثناء سندات املقارضة اإلسالمية‪ ،‬واليت قدمها مفكرو اإلسالم املعاصرين بديال ألدوات‬
‫‪1‬‬
‫التمويل الربوي‪.‬‬

‫وأمجع الفقهاء املعاصرين على اعتبار السندات بأهنا قروض ربوية تقع يف دائرة احلرام وبالتايل اقتضى منهم‬
‫توفري األدوات املالية الشرعية البديلة اليت حيقق الغرض بعيدا عن األضرار اليت تقرتن بذلك احملرم‪ ،‬ويبعد الناس‬
‫عن الوقوع فيه‪ .‬إذ أن إجياد األدوات املالية اإلسالمية البديلة للسندات من الضرورات الشرعية واالقتصادية‪،‬‬
‫وذلك إلخراج الناس من دائرة الربا احملرمة‪ ،‬وجلذب أموال املسلمني املستمرين يف التعامل يف السندات احملرمة‬
‫لالستفادة منها يف التنمية‪ ،‬وهناك صيغتان رئيسيتان للبدائل الشرعية‪:‬‬

‫‪ -‬البديل األول ويتمثل يف القرض احلسن‪.‬‬

‫‪ -‬البديل الثاين ويتمثل يف املشاركة يف األرباح واخلسارة‪ ،‬طبقاً لقاعدة الغنم بالغرم‪.‬‬

‫إن طرح واختيار صيغة من صيغ البدائل الشرعية تعتمد على نوع املعاملة أو املشروع أو احلاجة‪ ،‬فإذا كانت‬
‫اجلهة احملتاجة إىل املال هي احلكومة أو أي جهة تقدم خدمة عامة للمجتمع‪ ،‬وذلك لسد عجز امليزانية أو‬
‫لسد نفقات املرافق العامة من تعليم وصحة وحنوه مما ال يدر ريعا‪ ،‬فيمكن طرح عدة بدائل منها‪:‬‬

‫‪ ‬القرض احلسن من األفراد‬

‫‪ ‬تعجيل الزكاة‬

‫‪1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪-‬غـزة‪ ،200،‬ص ‪.63‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ ‬احلض على بذل التربعات واإلنفاق يف سبيل اهلل‬

‫‪ ‬فرض ضرائب استثنائية‬

‫وأما إذا كانت اجلهة شركة أو مؤسسة تريد زيادة رأمساهلا لتوسيع مشاريعها االنتاجية‪ ،‬فيمكن توفري هذا‬
‫التمويل عن طريق‪:‬‬

‫‪ ‬االكتتاب بأسهم جديدة‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ ‬إنشاء مشاركات جديدة‪.‬‬

‫‪ 1.2.4‬سندات المقارضة أو صكوك المضاربة‪:‬‬

‫وقد عرض الباحثون يف هذا اجملال جمموعة من الصيغ البديلة للسندات احملرمة وهي سندات املقارضة أو صكوك‬
‫املضاربة‪ ،‬وعرفت بأهنا وثائق حمددة القيمة تصدر بأمساء مالكيها مقابل األموال اليت قدموها لصاحب املشروع‬
‫بعينه‪ ،‬بقصد تنفيذ املشروع واستغالله وحتقيق الربح‪ ،‬وحيصل مالكوها على نسبة حمددة من أرباح املشروع‪ ،‬وال‬
‫تنتج هذه السندات أي فوائد‪ ،‬وتكفل احلكومة تسديد قيمة السندات اإلمسية الواجب استهالكها بالكامل يف‬
‫املواعيد املقررة‪ ،‬وتصبح املبالغ املدفوعة هلذا السبب قروض ممنوحة للمشروع من دون فائدة مستحقة الوفاء فور‬
‫اإلطفاء الكامل للسندات‪ ،‬وتقوم سندات املقارضة على العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬متثل سندات املقارضة حصص شائعة يف رأس مال املضاربة متساوية القيمة‪ ،‬وحامل السند مالك‬
‫حلصة شائعة يف املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬االكتتاب يف هذه السندات إجياب‪ ،‬وموافقة اجلهة املصدرة قبول‪ ،‬وذلك كاإلجياب والقبول يف عقد‬
‫املضاربة‪ ،‬البد يف احلالني من مراعاة شروط صحة املضاربة كالعلم برأس املال ونسبة توزيع األرباح‪.‬‬

‫‪ -‬هذه السندات قابلة للتداول يف سوق األوراق املالية‪.‬‬

‫‪ -‬يسرتد صاحب السند قيمته تدرجيياً من صايف أرباح اجلهة املصدرة‪ ،‬حبيث ختصص نسبة منها‬
‫الستهالك قيمة السند األصلية‪ ،‬ولكن جيب أن يتم ذلك شرعاً حبسب القيمة السوقية للسند ال‬
‫القيمة اإلمسية‪.‬‬

‫‪ 1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.64‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬يضمن طرف ثالث كالدولة رأس مال املكتتبني حبيث ال يتعرضون للخسارة‪ ،‬وحيصلون على أمواهلم‬
‫كاملة‪ ،‬سواء ربح املشروع أم خسر‪ ،‬تشجيعاً لالكتتاب يف هذه السندات‪.‬‬

‫وقد عرض هذا البديل على جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره الرابع جبدة وجاء يف قراره أن الصورة املقبولة‬
‫شرعا لسندات املقارضة بوجه عام‪ ،‬ال بد أن تتوفر فيها العناصر اآلتية‬

‫‪ ‬أن ميثل صك ملكية شائعة يف املشروع الذي أصدرت الصكوك إلنشائه ومتويله‪.‬‬

‫‪ ‬البد أن تشتمل نشرة اإلصدار على مجيع البيانات املطلوبة شرعاً يف عقد املضاربة‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون صكوك املضاربة قابلة للتداول بعد انتهاء الفرتة احملددة لالكتتاب‪ .‬أن من يتلقى حصيلة‬
‫االكتتاب يف الصكوك الستثمارها‪ ،‬وإقامة املشروع هو املضارب‪ ،‬أي عامل املضاربة وال ميلك من‬
‫املشروع إال بقدر ما يسهم به من شراء بعض الصكوك‪.‬‬

‫وهناك أنواع خمتلفة لصكوك املضاربة هي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -‬صكوك املضاربة طويلة األجل‪ ،‬وترتاوح مدهتا من عشر إىل عشرين سنة وتكون غري خمصصة ملشروع‬
‫معني‪ ،‬وإمنا ختول مستثمرها املضارب حق االستثمار املطلق ويبني يف كل سنة األرباح اليت حتققت‬
‫أو اخلسائر اليت حلقت فينال كل صك حصته من األرباح أو اخلسائر‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك املضاربة ملشروع معني‪ ،‬وتكون حمددة مبدة حسب عمر املشروع‪ ،‬حيث يقسم ما حيتاج إليه‬
‫املشروع على صكوك متساوية حمددة القيمة تقوم بإصدارها جهة معينة كالبنك مثال مث تطرح يف‬
‫األسواق‪ ،‬ويقوم طرف ثالث بالوعد بالتربع دون مقابل مببلغ خمصص جلرب اخلسران يف حال تعرض‬
‫املشروع للخسارة‪ ،‬ويتفرع من هذا النوع عدة أنواع خمتلفة‪:‬‬

‫‪ -‬صكوك املضاربة املسرتدة بالتدريج‪ ،‬وذلك بأن ترد قيمة الصكوك مع أرباحها يف مدة زمنية حمددة‬
‫كنسبة من قيمة الصك كل سنة مثال‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك املضاربة املسرتدة يف آخر املشروع‪ ،‬وذلك بأن ترد قيمة الصكوك باإلضافة إىل األرباح أو‬
‫اخلسائر إن وجدت يف آخر املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك املضاربة املنتهية بالتمليك‪ ،‬ويكون ذلك برد قيمة الصكوك من خالل التعويض عنها جبزء‬
‫من املشروع‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬صكوك املضاربة على شكل فئات متنوعة مثل ‪ 100‬دوالر أو أكثر أو أقل ملدة حمددة ثالث‬
‫‪1‬‬
‫سنوات قابلة للتجديد‪.‬‬

‫‪ 2.2.4‬شهادات االستثمار اإلسالمي‪:‬‬

‫وتقوم هذه الشهادات على أحكام املضاربة فأصحاب الودائع أو الشهادات ميثلون رأس املال‪ ،‬وتقوم اجلهة‬
‫املصدرة بدور املضارب‪ ،‬مع االتفاق على نسبة الربح وحتمل رب املال اخلسارة‪ ،‬وتصدرها املصارف‬
‫واملؤسسات املالية لتمويل جتارة الدول اإلسالمية‪ ،‬وال يقل أجلها عن عام‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬

‫‪ -‬شهادات االستثمار املخصص (اإلصدار األساسي)‪ ،‬وهي جمموع الشهادات اليت تصدر عند‬
‫تأسيس احملفظة االستثمارية‪ ،‬وتقتصر ملكيتها على البنوك أو املؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬شهادات االستثمار العام (اإلصدارات الالحقة)‪ ،‬وهي جمموع الشهادات اليت تصدر بعد تأسيس‬
‫حمفظة االستثمار‪ ،‬وتطرح لالكتتاب العام وهذه الشهادات متتاز بإمكانية تسييلها‪.‬‬

‫‪ 3.2.4‬صكوك المشاركة‪:‬‬

‫إن فلسفة االقتصاد اإلسالمي يف صكوك املشاركة تقوم على أساليب املشاركة مبختلف صورها من املشاركة‬
‫باألموال‪ ،‬مث املشاركة احلقيقية يف األرباح أو اخلسائر أو املشاركة باملال من جانب والعمل واخلربة من جانب آخر‪،‬‬
‫وهذا األساس يف املشاركة يعطى الضمان لتقليص خطر التعرض للخسارة‪ ،‬وهو صورة من صور التكافل والتعاون‬
‫من خالل ختصيص جزء معني من أرباح الشركة للمخاطر وبذلك يتنازل املسامهون عن نصيب ضئيل من أرباحهم‬
‫لتغطية اخلسارة اليت تلحق بعض الصفقات يف بعض السنوات‪ .‬ولكن املشكلة من الناحية الشرعية تظهر بالنسبة‬
‫للمودعني املستثمرين‪ ،‬حيث أن هؤالء ال يتحملون اخلسارة إال بقدر اخلسارة اليت حتققت ألمواهلم وحسب‬
‫سنوات املشاركة‪ ،‬ولذلك فالعالج ميكن أن يتم يف احدى الصور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يعد طرف ثالث بالتربع ملثل هذه اخلسارة إن حتققت كما يف صكوك املضاربة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتم حتديد مشروع معني يشرتك فيه املضاربون ويلتزمون باملدة احملددة له وحينئذ يتفقون على ختصيص‬
‫جزء من األرباح ملثل هذه املخاطر‪ ،‬مث يتم توزيع األرباح مجيعاً مبا فيها االحتياطي على اجلميع حسب‬
‫النسب املتفق عليها‪.‬‬

‫نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ص ‪.66-65‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ومن الصور املطبقة لصكوك املشاركة‪:‬‬

‫‪ ‬صكوك املشاركة يف مشروع معني‪ :‬واإلدارة ملصدرها‪ ،‬أو جلهة أخرى بنسبة من األرباح‪.‬‬

‫‪ ‬صكوك املشاركة املؤقتة بفرتة زمنية حمددة‪ :‬وهلا عدة صور‪ :‬صكوك املشاركة املسرتدة بالتدريج‬
‫‪1‬‬
‫واملسرتدة خالل زمن حمدد‪ ،‬واملنتهية بالتمليك‪.‬‬

‫‪ 4.2.4‬صكوك اإليجار‪:‬‬

‫وهلا صورتان‪:‬‬

‫‪ -‬صكوك اإلجيار املتناقصة‪ :‬وهي شهادات تشبه شهادات االستثمار املخصص‪ ،‬ولكنها ختتلف عنها‬
‫يف أهنا متثل نوعاً من املسامهة املتناقصة‪ ،‬حيث تشمل أقساط اإلجيار أرباح املؤجر إضافة إىل‬
‫استهالك رأس املال‪ ،‬وعلى هذا فإن شهادات اإلجيار هذه سوف تصفى تدرجيياً حىت تنتهي متاماً مع‬
‫أخر األقساط‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك اإلجيار الثابتة‪ :‬وهي شهادات إجيار غري متناقصة القيمة تقدم كاملها معدل ربح أعلى من‬
‫الشهادات املتناقصة نتيجة إلمكان إعادة استثمار األقساط املدفوعة‪ ،‬وذلك ألن اجلهة اليت تصدرها‬
‫مثل املصارف واملؤسسات املالية واإلنتاجية والتجارية تستثمر حصيلة األقساط املدفوعة يف عقود‬
‫إجيارات جديدة‪.‬‬

‫‪ 5.2.4‬سندات الخزينة المخصصة لالستثمار اإلسالمي‪:‬‬

‫وتقوم فكرة إصدارها على األسس والقواعد التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار سندات اخلزينة للمشاركة يف املشاريع املنتجة للدخل‪ ،‬وذلك على أساس بيع املشروع املعني‬
‫مقابل إعطاء سندات متثل حصص امتالك وانتفاع بريع املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار اخلزينة اإلجيارية ملشاريع مملوكة ملؤسسات وشركات مسامهة ذات نفع عام باعتبار أن هذه‬
‫السندات متثل حصص امتالك قابلة للتأجري‪.‬‬

‫‪ 1 1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬إصدار سندات اخلزينة بطريق السلم‪ ،‬وذلك على أساس بيع اإلنتاج يف املستقبل مع تنظيم بيوع‬
‫السلم األول والبيوع املوازية من أجل املوازنة بني الكميات املسلم فيها بالبيع واملطلوبة بالشراء مع‬
‫مراعاة القواعد الشرعية فيها من حيث املشاركة وعدم ضمان املصدر لرأس املال أي وجود خماطرة‬
‫وعدم حتديد أية نسبة من الفوائد‪ ،‬وإمنا ربطها باألرباح احلقيقة‪ ،‬إضافة إىل شروط عقد السلم من‬
‫حيث املواصفات‪ ،‬وتسليم الثمن يف جملس العقد‪.‬‬

‫إن البدائل الشرعية للسندات‪ ،‬تبني أن الشريعة اإلسالمية قادرة على إجياد بدائل لالستثمار‪ ،‬ولديها القدرة‬
‫على تنظيم وتداول األسهم والسندات" الشرعية " املعروضة للبيع‪ ،‬وتوفر للمساهم أو لصاحب وديعة‬
‫االستثمار املرتبطة مبشروع حمدد أن حيول أسهمه أو وديعته إىل سيولة مىت احتاج إىل ذلك‪ ،‬وكذلك متكني‬
‫أصحاب األموال السائلة الراغبني يف االستثمار أن يستثمرها يف مشروعات يتوقعون رحبها دون الوقوع يف الربا‬
‫‪1‬‬
‫أخذاً أو عطاء‪.‬‬

‫‪ .5‬عمليات البورصة في منظور الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ 1.5‬العمليات العاجلة في السوق المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫العمليات العاجلة هي بيع وشراء لألوراق املالية بني طرفني أحدمها البائع والذي يسلم فيها األوراق املالية‪ ،‬والطرف‬
‫اآلخر هو املشرتي الذي يسلم مثن األوراق املالية فورا أو خالل يومان من الزمن‪ ،‬وهذه العملية تتم يف قاعة‬
‫التداول ببورصة األوراق املالية‪ ،‬واليت بدورها تقوم بإمتام الصفقة بني البائع واملشرتي‪ ،‬وتكون هذه العمليات على‬
‫أصول مادية متثل حقوقا ألصحاب املشروع على أصوله املادية‪ ،‬وحيقق املتعاملني يف البورصة من هذه العمليات‬
‫العاجلة أمرين‪:‬‬

‫‪ -‬ايرادات من خالل االحتفاظ باألوراق املالية واالستفادة من أرباحها عند التوزيع‪.‬‬

‫‪ -‬أرباح رأمسالية من خالل املضاربة على ارتفاع أسعارها‪ ،‬وإعادة بيعها عند حتقق ذلك‪.‬‬

‫والعمليات العاجلة اليت تتم يف سوق األوراق املالية جائزة شرعا ما مل تكن على األوراق حمظور التعامل هبا‬
‫كالسندات‪ ،‬وذلك ألن شروط عقد البيع والشراء من إجياب وقبول وشروط العاقدين واملعقود عليه تنطبق على‬

‫نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.68-64‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫تلك العمليات‪ .‬باإلضافة لذلك هناك صور أخرى من البيوع اليت جيري التعامل هبا يف سوق األوراق املالية وضمن‬
‫إطار العمليات العاجلة وهي على شكلني‪:‬‬

‫‪ 1.1.5‬البيع على المكشوف‪:‬‬

‫هو بيع ألوراق مالية مقرتضة على أمل أن ينخفض السعر‪ ،‬مث شراء األوراق املباعة وإعادهتا إىل مالكيها‪ ،‬ويتم‬
‫تسهيل هذه العملية من خالل مساسرة األوراق املالية وهو الذي يرتب لعملية الشراء‪ ،‬ويطلق على الشخص الذي‬
‫قام بالبيع على املكشوف أنه أخذ مكانا قصريا‪.‬‬

‫هو أيضا عملية مضاربة تستهدف متكني التجار من الربح من خالل اخنفاض أسعار األسهم‪.‬‬

‫وفقا للتعريفات السابقة للبيع على املكشوف جند أن هذه العملية تعتمد على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االقرتاض غري املشروط بفائدة ثابتة وغري حمددة مبدة زمنية‪.‬‬

‫‪ -‬املخاطرة على نزول األسعار‪ ،‬حيث احتمال الربح واخلسارة‪.‬‬

‫‪ -‬تسديد القرض‪ ،‬سواء كان راحبا أو خاسرا‬

‫‪ -‬الغرض من البيع هو استفادة العميل من الفرق بني السعرين‪ ،‬وأما السمسار فيحصل على عائد من‬
‫استخدام النقود‪.‬‬

‫‪ -‬يدخل ضمن العمليات اآلجلة ألن العميل ملزم بتسليم األوراق املالية املقرتضة إىل املشرتين‪ ،‬وملزم بتسليم‬
‫األوراق املقرتضة إىل السمسار‪ ،‬وذلك بشرائها من السوق‪.‬‬

‫بناءا على هذه االعتبارات‪ ،‬فإن البيع على املكشوف غري جائز باعتبار أنه من القمار‪ ،‬ولو كان هناك عملية بيع‬
‫وشراء إال أن الغرض من هذه العملية ليس البيع والشراء‪ ،‬وإمنا املقامرة‪ ،‬كما أن السمسار يتصرف يف مال غريه‬
‫بغري إذنه‪.‬‬

‫‪ 2.1.5‬التعامل بالهامش‪:‬‬

‫الشراء باهلامش يشبه البيع على املكشوف من حيث أن كال منهما يقوم على القرض ووجه االختالف بني هذين‬
‫النوعني من البيوع أن البائع على املكشوف يقرتض من مسساره نقودا ليشرتي مزيد من األوراق املالية اليت أصدر‬
‫إليها أمر بشرائها‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وأما التعامل باهلامش فيقوم املشرتي بدفع نسبة معينة من القيمة السوقية لألوراق املالية املشرتاه‪ ،‬ويعترب باقي‬
‫الثمن قرضا يقدمه السمسار إىل املشرتي‪ ،‬وترهن األوراق املالية املشرتاه لدى السمسار كضمان للقرض حيث‬
‫يقوم هذا األخري باالقرتاض بضماهنا من املصارف مع سعر فائدة أقل‪.‬‬

‫والتعامل باهلامش على نوعني‬

‫‪ -‬اهلامش االبتدائي‪ ،‬وهو الذي يتعلق بالقرض لشراء األسهم يف اليوم األول فقط‪ ،‬وعادة ما يستخدم‬
‫للمضاربات السريعة‪.‬‬

‫‪ -‬اهلامش االستمراري‪ ،‬وهو الذي يتعلق بالقرض لشراء األسهم ملا بعد اليوم األول‪.‬‬

‫وملا كان من الثابت أن التعامل باهلامش يقوم على القروض املشروطة بفائدة ثابتة حمددة زمنيا ومقدارا‪ ،‬فاجتمعت‬
‫يف هذا العقد عناصر الديون الثالثة وهي‪ ،‬وجود دين مستقر يف الذمة لطرف على آخر‪ ،‬األجل‪ ،‬زيادة مشروطة‬
‫‪1‬‬
‫يف الدين مقابل األجل‪ .‬ومن مث يرتتب على هذا أن القول حبرمة هذا النوع من البيوع بدون خالف‪.‬‬

‫‪ 2.5‬العمليات اآلجلة في السوق المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫تعرف العمليات اآلجلة بأهنا العمليات اليت يتفق فيها الطرفان على تأجيل التسليم ودفع الثمن إىل يوم معني‬
‫يسمى يوم التصفية‪ ،‬وأن الغرض األساسي من عقد هذه العمليات احلصول على ربح يأخذه املضارب ميثل قيمة‬
‫الفرق بني السعر الذي عقدت به العملية وبني السعر يوم التصفية‪.‬‬

‫وتتم عملية التصفية من خالل إحدى الصور الثالث اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬التسليم والتسلم الفعلي لألوراق املالية‪ ،‬والثمن من الطرفني البائع واملشرتي‪.‬‬

‫‪ -‬أن يبيع ما اشرتاه أو يشرتي ما باعه ويقبض الفرق بني السعرين قبل موعد التصفية وذلك بعد رضا الطرف‬
‫األخر‪.‬‬

‫‪ -‬تأجيل التصفية إىل موعد التصفية املقبلة بدفع مبلغ يسمى ببدل التأجيل‪.‬‬

‫‪ 1.2.5‬العمليات اآلجلة الباتة القطعية‪:‬‬

‫‪ 1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.74-72‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وتعرف بأهنا العمليات اليت جتري بني طرفني‪ ،‬البائع واملشرتي‪ ،‬يتحدد فيها مقدار ونوعية الصفقة املتعامل هبا‬
‫وسعرها‪ ،‬وذلك ليسلم كل من الصفقة ومثنها‪ ،‬سعر الصفقة يوم التعاقد‪ ،‬يف يوم حمدد يف املستقبل يسمى بيوم‬
‫التسوية‪ ،‬ويف مكان معني‪.‬‬

‫وتتميز العمليات اآلجلة الباتة أو القطعية مبا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عمليات يكون التعامل فيها بالنقد‪ ،‬ولكن تنفيذها يؤخر إىل اجل مضروب متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -‬عمليات تتحدد فيها يف يوم التعاقد األمور اآلتية ‪:‬سعر الصفقة‪ ،‬مقدار ونوعية الصفقة‪ ،‬مكان وتاريخ‬
‫التسليم‪.‬‬

‫‪ -‬يلزم فيها كل من البائع واملشرتي تنفيذ الصفقة يف األجل املضروب‪.‬‬

‫‪ -‬عقود هذه العمليات غري منمطة حيث تعتمد على التفاوض بني الطرفني على مقدار الصفقة وسعرها يوم‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫وهذا النوع من العمليات ال يتم فيه تسليم املعقود عليه‪ ،‬وال الثمن‪ ،‬بل يشرتط تأجيلهما‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن‬
‫العملية ال يقبلها الفقه االسالمي‪ ،‬ألن شرط صحة العقود أن يتم تسليم العوضني أو أحدمها وال جيوز اشرتاط‬
‫تأجيل االثنني‪ ،‬كما أن هذه العمليات دخلت فيها اجلهالة من أوسع أبواهبا‪ ،‬وفيها إضرار بأحد الطرفني حيث ال‬
‫يكسب أحدمها إال على حساب األخر‪ ،‬كما هو احلال يف القمار‪.‬‬

‫‪ 2.2.5‬العمليات الشرطية البسيطة أو العمليات اآلجلة بشرط التعويض‪:‬‬

‫وهي أن يلتزم كل من البائع واملشرتي بتصفية العمليات يف تاريخ معني‪ ،‬إال أن يشرتط ألحد الطرفني اخليار يف‬
‫عدم تنفيذ العملية‪ ،‬وذلك مقابل ختليه عن مبلغ من املال يتم االتفاق عليه مسبقا‪ ،‬وهذا املبلغ مبثابة تعويض عن‬
‫عدم تنفيذ العملية‪.‬‬

‫وتنقسم العمليات اآلجلة الشرطية إىل‪:‬‬

‫‪ -‬العمليات الشرطية للمشرتي‪ ،‬ويكون املشرتي خمري بني استالم الصكوك وتسليم الثمن تنفيذ العملية وبني‬
‫التخلي عن التعويض عدم تنفيذ العملية ويكون البائع ملزم بالقرار النهائي للمشرتي‪.‬‬

‫‪ -‬العمليات الشرطية للبائع‪ ،‬ويكون اخليار للبائع يف يوم جواب الشرط بني تنفيذ الصفقة وبني التنازل عن‬
‫تنفيذها‪ ،‬مقابل دفع تعويض متفق عليه مسبقا‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وحكم العمليات اآلجلة بشرط التعويض ال خيتلف عن احلكم يف العمليات اآلجلة الباتة يف أن العقد مل يتم من‬
‫الناحية الشرعية‪ ،‬ألنه مل يتم فيه التسلم والتسلم‪ ،‬ال للثمن‪ ،‬وال للمثمن‪ ،‬بل اشرتط فيه تأخري االثنني معاً‪ ،‬لذلك‬
‫فهي عمليات غري جائزة شرعا‪.‬‬

‫‪ 3.2.5‬العمليات المضاعفة أو البيع مع خيار الزيادة‪:‬‬

‫ويف هذا النوع من العمليات حيق لواحد من املتعاملني االستزادة من البيع أو الشراء عند حلول األجل املتفق‪،‬‬
‫حبيث يكون له احلق يف مضاعفة الكمية اليت اشرتاها أو باعها‪ ،‬وذلك بسعر يوم التعاقد إذا رأى أن التصفية يف‬
‫صاحله‪ ،‬ويف مقابل ذلك يدفع تعويضاً مناسبا يتفق عليه وال يرد إىل دافعه‪ ،‬وختتلف قيمة هذا التعويض باختالف‬
‫نسبة الكمية املضاعفة‪.‬‬

‫وحكم هذا النوع عدم اجلواز شرعا ‪ ،‬وذلك لعدم توفر أركان العقد حيث يتضمن نوع من املغامرة‪ ،‬فضال على‬
‫ذلك أنه يتضمن يف ظاهره بيعا متضمنا بوعد‪ ،‬بل يتضمن بيع آخر‪ ،‬وبالتايل يعترب من البيوع املنهي عنها ألنه‬
‫يتضمن صفقتني يف صفقة واحدة‪.‬‬

‫‪ 4.2.5‬العمليات اآلجلة بشرط االنتقاء‪:‬‬

‫يف هذه العمليات يكون البائع واملشرتي هلما حق اخليار يف إبرام الصفقة يف موعد التصفية بأي من السعرين‪،‬‬
‫وللمتعامل اخليار يف الشراء بالسعر األعلى‪ ،‬أو البيع بالسعر األدىن فاملتعاملون هبذه العمليات يعتقدون أنه‬
‫سيحدث تغري كبري يف أسعار األوراق املالية ارتفاعا أو هبوطا‪ ،‬بينما بائعو هذه األوراق يعتقدون أن األسعار لن‬
‫يطرأ عليها أي تغري كبري‪ ،‬بل إن السوق ستبقى هادئة‪.‬‬

‫وهذا النوع من العمليات ال يعترب بيعا يف نظر الشريعة ألن من الشروط األساسية له حتديد الثمن‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫عدم حتقق أركان العقد‪ ،‬فإن فيه اشرتاط تأجيل الثمن املخري واملثمن ولذلك فال جيوز شرعا‪.‬‬

‫‪ 5.2.5‬المرابحة والوضيعة‪:‬‬

‫ويكون لكال املتعاملني اخليار يف طلب تأجيل موعد تسوية الصفقة حىت موعد التصفية الالحق‪ ،‬وحيدث ذلك‬
‫عندما يشعر املتعاملون يف السوق بأهنم لن يستطيعوا تنفيذ الصفقة اليت عقدوها‪ ،‬نظراً لتطور األسعار خالفا‬
‫لتقديراهتم فيلجئون إىل املراحبة والوضيعة‪ ،‬والوضيعة تعين أن البائع عندما يعرف انه سوف خيسر بسبب ارتفاع‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫األسعار يف موعد التصفية‪ ،‬فيطلب تأجيل تنفيذ الصفقة‪ ،‬وحينئذ ينبغي أن يبحث عن متعامل يف السوق ميلك‬
‫ذات النوع من األسهم‪ ،‬فيشرتيها منه يف موعد التصفية‪ ،‬ويبيعها مرة أخرى على أساس موعد التصفية التايل‪.‬‬

‫وهذه العمليات غري صحيحة‪ ،‬وال جتوز شرعاً لعدم توفر أركان البيع‪ ،‬فهي مبثابة قرض ربوي مقابل التأجيل أو‬
‫إعارة األسهم لقاء فائدة ربوية‪.‬‬

‫‪ 6.2.5‬العمليات الخيارية المزدوجة أو الشرطية المركبة‪:‬‬

‫وتعرف تلك العمليات بأهنا اليت جتعل ألحد املتعاقدين احلق واخليار يف أن يكون مشرتيا أو بائعا ملقدار معني يف‬
‫ميعاد معني‪ ،‬أو أن يفسخ العقد يف األجل املضروب‪ ،‬أو يقبله بشرط أن يدفع تعويضاً عند التعاقد يكون عادة‬
‫ضعف التعويض الذي يدفع يف العملية الشرطية البسيطة‪ ،‬واملضارب الذي يدفع التعويض يراقب تقلبات األسعار‬
‫ليغتنم الفرصة يف حالة الصعود أو اهلبوط‪.‬‬

‫وحكم هذه العمليات عدم اجلواز‪ ،‬الشتماهلا على صفقتني يف صفقة واحدة‪ ،‬األمر الذي جيعلها غري جائزة شرعا‪.‬‬

‫أن مت استعراض األنواع املختلفة للعمليات اآلجلة‪ ،‬والتكيف الفقهي لكل نوع يف ظل الشريعة اإلسالمية‪ ،‬نشري‬
‫إىل أن قرار جملس اجملمع الفقهي اإلسالمي يف دورته األوىل مبكة املكرمة يف قراره املتعلق بأسواق األوراق املالية أن‬
‫العقود اآلجلة بأنواعها اليت جتري يف السوق املالية " البورصة " غري جائزة شرعاً‪ ،‬ألهنا تشتمل على بيع الشخص‬
‫‪1‬‬
‫ما ال ميلك‪.‬‬

‫‪ .6‬المشتقات المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫عرفت أسواق األوراق املالية اإلسالمية تطورا ملحوظا من حيث نطاق التعامالت املالية أو من حيث حجم‬
‫اإلصدارات لألوراق املالية اإلسالمية‪ ،‬كما كانت نتائج مؤشرات أسواق األوراق املالية اإلسالمية يف الغالب‬
‫إجيابية‪ ،‬ولتطوير أسواق األوراق املالية جيب أن تتوفر أدوات اإلستثمار اليت تتيح فرص استثمارية جلميع املتعاملني‬
‫كبار أو صغار‪ ،‬مع أكرب عوائد وبأقل خماطر‪ ،‬وهذا لن يكون إال بتطوير املنتجات املالية بواسطة اهلندسة املالية‬
‫اإلسالمية‪ .‬وفيما يلي سنتناول املشتقات املالية التقليدية وحكمها الفقهي والتكييف الفقهي هلا يف إطار اهلندسة‬
‫املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.78-75‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ومن الواضح أن هناك فروقا جوهرية بني اخليار الشرعي املعروف يف الفقه اإلسالمي وعقود اخليارات املتداولة يف‬
‫األسواق املالية‪ ،‬التقليدية من أبرز هذه الفروق أن اخليار الشرعي ليس له وجود مستقل دون عقد البيع‪ ،‬فهو جزء‬
‫من عقد البيع‪ ،‬وأحكامه الشرعية مرتبطة بعقد البيع‪ ،‬أما اخليار املايل فهو عقد مستقل ناجز فيه عاقدان وصيغة‬
‫وحمل العقد‪ ،‬وهو حق معنوي والتزام وليس حمله أسهم أو سندات أو أعيان‪.‬‬

‫وإن عقود االختيارات‪-‬كما جتري اليوم يف األسواق املالية‪-‬هي عقود مستحدثة ال تنطوي حتت أي عقد من‬
‫العقود الشرعية املسماة ومبا أن املعقود عليه ليس ماال وال منفعة وال حقا ماليا جيوز االعتياض عنه فإنه غري جائز‬
‫‪1‬‬
‫شرعا ومبا أن هذه العقود ال جتوز ابتداء فال جيوز تداوله‪.‬‬

‫سبقت اإلشارة إىل أن للعقود اآلجلة واملستقبليات أشكال عديدة‪ ،‬فهناك عقود آجلة للسلع أو ألذونات اخلزانة‬
‫أو السندات أو القروض أو حىت أسعار الفائدة كما أن هناك مستقبليات للسلع واألوراق املالية والعمالت‬
‫واملؤشرات وأسعار الفائدة‪ ،‬إخل ‪...‬وبالرغم من وجود اختالفات بني العقود اآلجلة واملستقبليات‪ ،‬فإنه جيمع بينها‬
‫اال تفاق على تسليم أصول معينة يف تواريخ حمددة مستقبال‪ .‬ومن املؤكد أن بعض هذه العقود واضح احلرمة‬
‫كمستقبليات أسعار الفائدة واملؤشرات‪ ،‬وبعضها ميكن أن يكون مسموحا شرعا إذا ما ترافق هذا مع بعض‬
‫الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫وحرصا على سالمة عقود اخليارات والعقود اآلجلة واملستقبلية من الناحية الشرعية‪ ،‬وبعدها عن املخالفات أو‬
‫الشبهات‪ ،‬فإن اقرتاح سوق مؤسسة مالية إسالمية خاصة هبذه العقود يف املرحلة األوىل له ما يربره‪ ،‬وميكن أن تقوم‬
‫هذه السوق يف البداية بدور تأمني وضمان للمتعاملني‪ ،‬فبالنسبة ملالك األسهم الذي يشرتي خيار البيع ويدفع‬
‫العم ولة فإنه يؤمن أسهمه من اخنفاض أسعارها‪ ،‬أما طالب خيار شراء لألسهم فإنه أشبه ببيع العربون كما تقدم‬
‫وهذه أغراض مشروعة ميكن هلذه السوق أن تقوم وتؤمن للطرفني‪ ،‬ولكن ضمن ضوابط أخرى كما سيأيت بيانه‪.‬‬
‫كما ميكن هلذه السوق ضمان سالمة تنفيذ العقود اآلجلة واملستقبليات من خالل قيامها بدور الوسيط بني‬
‫البائعني واملشرتين لعقود السلم وعقود االستصناع اليت هي أقرب ما تكون للعقود اآلجلة واملستقبليات‪ .‬وهي‬
‫بذلك ختدم فئة التجار واملستثمرين الذين يطلبون شراء السلع املؤجلة باالسرتخاص من خالل عقد السلم أو‬
‫يطلبون سلعا مصنعة من خالل عقد االستصناع‪ ،‬كما ختدم فئة املزارعني والتجار أو الصناع وذلك بضمان تأمني‬
‫حماصيلهم أو منتجاهتم أو بضائعهم بأسعار معقولة‪.‬‬

‫‪1‬كمال توفيق حطاب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وتتمثل وظائف السوق اإلسالمية املقرتحة للمشتقات املالية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم هذه السوق بإصدار عقود اخليارات وتنظيمها‪ ،‬على شكل عقود منطية‪ ،‬كأن ميثل كل عقد‬
‫مائة سهم مثال بسعر حمدد يسلم خالل فرتة حمددة ‪ 90‬يوم مثال‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بدور بيوت التسوية أو املقاصة يف بورصات العقود املعاصرة‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بإصدار عقود آجلة منطية متثل عددا من السلع اهلامة واألساسية‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بإصدار عقود مستقبلية صناعية متثل أغلب السلع اليت يتم االتفاق على تصنيعها يف‬
‫االقتصادات املعاصرة‪ ،‬وقد تبدأ من األثاث واملفروشات وتصل إىل عقود تصنيع الطائرات‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بتلقي طلبات الشراء وبيع عقود اخليارات والعقود اآلجلة بأنواعها املختلفة‪ ،‬كما تقوم‬
‫مبقابلة هذه الطلبات مع بعضها‪ ،‬أو تقوم بنفسها بتنفيذ الشراء أو البيع‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بتقدمي استشارات فنية للمستثمرين‪.‬‬

‫‪ -‬متثل ملتقى للبائعني واملشرتين للعقود املؤجلة واملستقبليات واخليارات حبيث يسهل االتصال‬
‫والتفاوض مبا يؤدي إىل حتديد أسعار عادلة‪.‬‬

‫‪ -‬آلية عمل السوق‪ :‬تعترب هذه السوق أشبه بشركة تأمني إسالمية لألسهم واألوراق املالية‬
‫واخليارات والعقود اآلجلة واملستقبليات‪ ،‬ويتم تداول العقود اآلجلة واملستقبليات يف إطار‬
‫الضوابط الشرعية اليت حتكم عقود السلم واالستصناع‪.‬‬

‫‪ 1.6‬عقود الخيار‪:‬‬

‫هي عقود تعطي ملالكها احلق وليس االلتزام بالبيع أو الشراء وهي حمددة بتاريخ مسبق ومن أهم أنواع‬
‫اخليارات‪ ،‬خيار الطلب أو الشراء‪ ،‬خيار العرض أو البيع‪ .‬وتعترب عقود اخليار حمرمة لألسباب الشرعية التالية‬

‫‪ -‬ما يتضمنه بيع عقد اخليار من أكل املال بالباطل‪ ،‬فيما إذا مل يتهيأ ملشرتيه استعماله بسبب عدم تغري‬
‫األسعار يف صاحله‪.‬‬

‫‪ -‬التعامل يف عقود اخليار قائم على الغرر‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬التعامل يف عقود اخليار قائم على القمار وامليسر بالنسبة ملشرتي عقد اخليار وبائعه على السواء‪ ،‬يف‬
‫احلاالت اليت تنتهي بالتسوية النقدية بني الطرفني‪.‬‬

‫‪ -‬عقد اخليار يدخل يف بيع اإلنسان ما ال ميلك إذا كان حمرر لالختيار‪.‬‬

‫من خالل االستقراء والتأمل ميكن أن يندرج عقد اخليار الذي تتعامل به األسواق املالية يف الوقت احلاضر‬

‫بعد إضافة الضوابط الشرعية وتغيري العقود املنظمة هلذه العقود حتت عدد من العقود والتكيفات الفقهية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عقد اخليار هو بيع عربون‪.‬‬

‫‪ -‬حمل عقد اخليار هو ضمان أو كفالة‪.‬‬

‫‪ 1.1.6‬عقد خيار الشراء‪:‬‬

‫وعقد خيار الشراء هو بيع العربون‪ ،‬فهو أشبه ما يكون ببيع العربون وبيع العربون جائز عند احلنابلة على خالف‬
‫اجلمهور‪ ،‬ومثاله أن يشرتي الرجل السلعة بقيمة ‪ 1000‬دوالر فيدفع من مثنها جزءا‪ 10 ،‬دوالر مثال‪ ،‬ويقول‬
‫للبائع إذا مل أشرتي منك غدا فمبلغ ‪ 10‬دوالر لك‪ ،‬ويعد هذا العقد ملزما يف حق البائع أي أنه ال يستطيع أن‬
‫ميتنع عن تنفيذه‪ ،‬أما املشرتي فهو باخليار خالل املدة املتفق عليها‪.‬‬

‫ودون اخلوض يف اخلالف الفقهي يف بيع العربون‪ ،‬فاألرجح هو رأي اجمليزين خاصة وأن أدلتهم هي األقوى‪،‬‬
‫باإلضافة إىل أن هذا الرأي هو الذي ينسجم مع حتقيق املقاصد الشرعية املتمثلة يف دفع الضرر واحلرج واملشقة‬
‫ففي حترمي العربون تضييق على الناس ومصاحلهم والسماح بإيقاع الضرر‪ ،‬واملتمثل يف تفويت الفرص على البائع أو‬
‫املؤجر أو تعريض األعيان واخلدمات لتقلبات األسعار وتدهورها‪ .‬وقياسا على حكم بيع العربون ميكن القول جبواز‬
‫عقود اخليار للشراء إذا سلمت من املخالفات الشرعية واليت متس األصل املتعاقد عليه ومدى توافها مع أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 2.1.6‬عقد خيار البيع‪:‬‬

‫األرجح من أراء الفقهاء جواز أخد األجرة على االلتزام أو الضمان أو الكفالة لقوة األدلة‪ ،‬ويتحقق من خالهلا‬
‫مصاحل ومكاسب لطريف املعاملة أو مبا ال خيالف املقاصد الشرعية‪ ،‬وقياسا على هذا احلكم ميكن القول جبواز خيار‬
‫البيع إذ خال من املخالفات الشرعية األخرى‪ ،‬فمالك األوراق املالية الذي يدفع العمولة مقابل أن يكون له احلق‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫يف البيع يف الفرتة املتفق عليها‪ ،‬يقوم حبماية ممتلكاته من األوراق املالية بشراء التزام من الطرف اآلخر بضمان هذه‬
‫األوراق بشرائها إذا رغب الطرف األول‪.‬‬

‫وكنتيجة ملا سبق فإن التكييف الفقهي خليار الشراء والبيع إمكانية قياس حكم عقود خيار الشراء على حكم‬
‫العربون وحكم خيار البيع على حكم االلتزام أو الكفالة أو الضمان‪ ،‬وهذا ينسجم مع حتقيق املقاصد الشرعية‪،‬‬
‫املتمثلة يف دفع الضرر واحلرج واملشقة‪.‬‬

‫األجلة‪:‬‬ ‫العقود‬ ‫‪2.6‬‬

‫كما سبق ذكره يف اجلانب املتعلق باملشتقات املالية بأن العقود األجلة هي عقود يلتزم مبقتضاها طرفا العقد بشراء‬
‫أو بيع أصل معني يف تاريخ حمدد يف املستقبل‪ ،‬وبسعر متفق عليه يف تاريخ التعاقد يسمى سعر التنفيذ والعقود‬
‫اآلجلة ال يتم تداوهلا أو املتاجرة فيها يف سوق األوراق املالية وسوق األدوات املالية املشتقة كباقي املشتقات‪ ،‬بل‬
‫هي جمرد اتفاق خاص ومغلق بني الطرفني‪ ،‬فهو عقد يلتزم فيه البائع أن يسلم للمشرتي حمل التعاقد يف تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫الحق بسعر يتفق عليه وقت التعاقد يطلق عليه سعر التنفيذ‪.‬‬

‫وللتوضيح أكثر‪ ،‬فهي عبارة عن اتفاقية بني شخصني لتسليم أصل معني يف وقت الحق مستقبال وبسعر حمدد‬
‫يسمى سعر التنفيذ‪ .‬وتعترب املعامالت اآلجلة حمرمة شرعا وذلك ملا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ملا فيها من اشرتاط تأجيل تسليم املبيع وهو هنا األسهم وهو حمرم شرعا‪.‬‬

‫‪ -‬مبا فيها من تأجيل الثمن واملثمن وهو بيع الدين بالدين اجملمع على حترميه‪.‬‬

‫‪ -‬إن غالب التعامالت يف املعامالت اآلجلة جيري على املكشوف وهو يدخل يف بيع اإلنسان ما ليس‬
‫عنده‪.‬‬

‫ومن أوجه التكييف الشرعي للعقود اآلجلة هي عقود السلم‪ ،‬فإذا ما كانت السلعة طيبة مباحة وكانت العقود اليت‬
‫متثلها أو األسهم املتداولة متثل شركات مشروعة فإن العقود اآلجلة واملستقبليات يف هذه احلالة هي أشبه ما تكون‬
‫بعقود السلم اجلائزة شرعا‪ .‬وهنالك تشابه كبري بني عقد السلم والعقود اآلجلة‪ ،‬حيث يوجد عقد بيع يتفق فيه‬

‫‪ 1‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬املشتقات املالية وأدواهتا املستحدثة‪ ،‬ألفا للوثائق‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2018 ،‬ص‪.204‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الطرفان على التعاقد على بيع بثمن معلوم يؤجل فيه تسليم السلعة املوصوفة بالذمة وصفا مضبوطا إىل أجل‬
‫معلوم‪ ،‬ومع ذلك فإهنا ختتلف عن عقد السلم يف عدة أمور‪:‬‬

‫‪ -‬أن السلم فيه السلعة يباع قبل قبضه‪.‬‬

‫‪ -‬رأس املال يف العقود اآلجلة واملستقبليات ال يدفع معجال بل يقتصر على دفع نسبة منه فكأن البدلني فيه‬
‫مؤجالن‪.‬‬

‫‪ -‬أنه ال غرض للبائع واملشرتي بالسلعة وإمنا غرضها حتقيق الربح‪.‬‬

‫وتظهر حكمة مشروعية عقد السلم من حاجة الناس إليه وضرورته هلم‪ ،‬خاصة احملتاجني أو املفلسني منهم‪،‬‬
‫فالبائع حباجة إىل رأس مال ونفقات يستخدمها إلنتاج سلعته‪ ،‬وللنفقة على نفسه وأهله إىل أن حيني موعد‬
‫اإلنتاج‪ ،‬ويكون قد سوق سلعته مس بقا‪ ،‬فال يتعرض ألعباء تسويقها‪ ،‬واملشرتي حباجة إىل سعر أرخص من سعر‬
‫‪1‬‬
‫البيع احلايل للسلعة اليت يريد شراءها فالسلم يليب احلاجتني وحيقق املصلحتني العامة واخلاصة‪.‬‬

‫المستقبلية‪:‬‬ ‫‪ 3.6‬العقود‬

‫العقود املستقبلية هي عقود يتم فيها االتفاق على الشيء املبيع وسعره وكميته عند إبرام العقد‪ ،‬على أن يتم‬
‫التسليم ودفع الثمن يف املستقبل‪ ،‬فالعقد املستقبلي عقد على شيء معني أو موصوف يف الذمة مؤجل بثمن‬
‫مؤجل‪ .‬وتنقسم العقود املستقبلية إىل العقود املستقبلية على السلع وعلى األوراق املالية وعلى املؤشرات وفيما يلي‬
‫احلكم الفقهي لكل منها‬

‫‪ 1.3.6‬العقود المستقبلية للسلع‪:‬‬

‫ال جيوز إبرامها وذلك للمربرات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما يف هذه العقود من تأجيل الثمن واملثمن وهذا ال جيوز‪.‬‬

‫‪ -‬ما يف العقود من الربا اجملمع على حترميه وهو ربا النسيئة وذلك يف حالة العقود املستقبلية على الذهب والفضة‪.‬‬

‫‪ 2.3.6‬العقود المستقبلية على األوراق المالية‪:‬‬

‫‪ 1‬حممد سليمان األشقر ط‪ ،‬عقد السلم وعقد االستصناع وإمكانية استفادة البنوك اإلسالمية منها‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،1995 ،‬ص ص ‪.98-97‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وفيها العقود املستقبلية على األسهم والعقود املستقبلية على األوراق املالية ذات الدخل الثابت وكالمها حمرم لألدلة‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬العقود املستقبلية على األسهم ال جيوز إبرامها على األسهم وذلك لألدلة التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ملا يف العقود املستقبلية من تأجيل تسليم األسهم ويف ذلك تأجيل املبيع املعني وهو غري جائز شرعا‪.‬‬

‫‪ ‬يف العقود املستقبلية يتم تأجيل الثمن واملثمن وهو ال جيوز ألنه من بيع الدين بالدين اجملمع على حترميه‪.‬‬

‫‪ ‬ال ميلك البائع يف الغالب األسهم اليت أبرم عليها عقدا مستقبليا فيكون بائعا ملا هو مملوكا لغريه‪.‬‬

‫‪ -‬العقود املستقبلية على األوراق املالية ذات الدخل الثابت‪ ،‬وتعرف أيضا بالعقود املستقبلية على أسعار‬
‫الفائدة وحكمها الفقهي هو التحرمي وذلك ملا يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ملا يف ذلك من بيع الدين لغري من هو عليه بثمن مؤجل‪ ،‬وهو غري جائز ملا فيه من بيع الدين بالدين‬
‫املنهي عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الدين الذي متثله هذه األوراق من النقود وإذا بيعت بنقود كما هو احلال يف العقود املستقبلية كان ذلك‬
‫صرفا مل تتوفر فيه شروطه فكان حراما‪.‬‬

‫‪ 3.3.6‬العقود المستقبلية على مؤشرات األسهم‪:‬‬

‫وحكمه التحرمي وذلك ملا يأيت‪:‬‬

‫‪ -‬ملا يف هذه العقود من وقوع العقد على ما ليس مبال وال يؤول إىل املال وذلك ال جيوز ألن مؤشرات‬
‫األسهم أرقام جمردة يقع العقد عليها‪ ،‬وليس على األسهم املتمثلة يف تلك املؤشرات‪.‬‬

‫‪ -‬ملا يف هذه العقود من الرهان احملرم بإمجاع املسلمني‪ ،‬ألن حقيقتها هي املراهنة من حيث بلوغها رقما معينا‬
‫أو عدمه‪ ،‬على أن يدفع من خيسر الرهان إىل الطرف األخر الفرق بني الرقم املعني املراهن عليه املسمى‬
‫بسعر التنفيذ وبني الرقم الذي يصل إليه املؤشر فعال يف األجل املطلوب‪.‬‬

‫‪ 4.3.6‬العقود المستقبلية على العمالت‪:‬‬

‫هي حمرمة شرعا ملا يأيت من أسباب‪:‬‬

‫‪ -‬فيها يتم تأجيل تسليم الثمن واملثمن وهذا ال جيوز ألنه من بيع الدين بالدين اجملمع على حترمييه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬ما يف هذه العقود من ربا وهو ربا النسيئة‪.‬‬

‫‪ -‬ما يف هذه العقود من قمار إذا كانت تنتهي بالتسوية النقدية واحملاسبة على فروق األسعار دون أن يكون‬
‫التسليم والتسلم مبين على نية للمتعاقدين ‪.‬‬

‫ومن أوجه التكييف لعقود املستقبليات اعتبارها يف إطار عقد االستصناع‪ ،‬حيث يعرف هذا األخري بأنه عقد مع‬
‫صانع على عمل شيء معني يف الذمة‪ ،‬كاالتفاق مع جنار على صناعة مكتب أو مقاعد أو غرفة مفروشات أو مع‬
‫صانع أحذية على صناعة حذاء‪ ،‬وتكون العينني املمنوعة ومادهتا األولية من الصانع ويكون هذا املعقود عليه هو‬
‫العمل فقط ألن االستصناع طلب الصنع وهو العمل‪ ،‬فإذا كانت العني أو املادة األولية كاألخشاب واجللود من‬
‫املستصنع ال من الصانع فإن العقد يكون إجارة ال استصناع‪.‬‬

‫وهذا العقد يسد حاجة من حاجات اجملتمع‪ ،‬مل يكن مسموحا من خالل عقد السلم وهي السماح بتأخري تسليم‬
‫الثمن نقدا‪ ،‬خاصة عندما تكون العني املطلوب صنعها باهظة القيمة‪ ،‬وهذا ألنه ستبقى دوما يف كل عصر بعض‬
‫السلع ال يتيسر أبدا أن تصنع أو تنتج قبل وجود مشرتي معني ملتزم بشرائها‪ ،‬ففي مثل هذه السلع ميكن‬
‫للمشرتي شرعا أن يتوىل هو متويل البائع‪.‬‬

‫وقد قرر جممع الفقه اإلسالمي يف دورته السابعة عام ‪1412‬هـ عدم اشرتاط تعجيل الثمن يف االستصناع ونظرا‬
‫‪1‬‬
‫للخالف الفقهي حول السلم واالستصناع فقد اقرتح البعض بدائل شرعية متمثلة يف صكوك املقارضة‪.‬‬

‫وتربز أمهية عقد االستصناع يف أن هذا العقد يتمتع بالعديد من املزايا اليت قد ال توجد يف غريه من عقود البيع‬
‫وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن فيه ال كثري من التيسري على املسلمني‪ ،‬ألنه ال يشرتط فيه تسليم الثمن وال املثمن‪ ،‬فهو تكملة جلانبني‬
‫مهمني مها عقد السلم الذي ال يشرتط فيه وجود املسلم فيه‪ ،‬ولكن جيب تسليم الثمن يف اجمللس‪ ،‬وعقد‬
‫البيع اآلجل الذي ال يشرتط فيه تسليم الثمن‪ ،‬ولكن ال بد فيه من وجود املبيع وتسليمه إىل املشرتي‪،‬‬
‫وهذا قد ال يسد كل احلاجيات لإلنسان اليت تتغري وتتطور من زمن آلخر‪ ،‬كما أن اإلجارة على العمل‬
‫ال تسد تلك احلاجيات‪ ،‬لذلك أباح اإلسالم عقد االستصناع لتكتمل به اجلوانب الثالثة ‪.‬‬

‫‪ 1‬قط سليم مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.234-229‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬إن يف التعامل بعقد االستصناع رفق بكل من الصانع واملستصنع‪ ،‬فالرفق بالصانع يتمثل يف كون ما يصنعه‬
‫قد جرى بيعه مسبقا‪ ،‬فال حيتاج إىل البحث عن أسواق لسلعته لبيعها‪ ،‬فرمبا ال يتمكن من بيعها فورا مما‬
‫يكلفه أموال حلفظها وحراستها وختزينها‪ ،‬وما إىل ذلك من اخلسارة‪ ،‬اليت قد تلحقه من جراء ذلك‪،‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك فإن الصانع حيصل على املواد اخلام بسعر أقل مما لو اشرتاها املستصنع‪ ،‬وذلك لعلمه‬
‫بتلك املواد وأماكن وجودها وجتارهتا جتارها‪ ،‬حبكم تعامله مع أولئك التجار‪ ،‬أما من جهة املستصنع فإنه‬
‫يستطيع أن يضع الشروط وحيدد املواصفات اليت يرغب فيها واليت تناسب وتالئم حاجته‪ ،‬وقدرته املادية‪،‬‬
‫فرمبا يكون ما يالئم غريه مما هو موجود يف األسواق ال يالئمه؛ فباالستصناع حيصل على ما يريده من‬
‫‪1‬‬
‫مصنوعات باملواصفات اليت يرغب فيها‪.‬‬

‫‪ -‬إن التعامل بعقد االستصناع وتفعيله يساهم بشكل مباشر يف حتقيق االكتفاء الذايت واألمن االقتصادي‪،‬‬
‫وخاصة مع اتباع األساليب احلديثة يف جمال الصناعة واليت من شأهنا أن تؤدي إىل زيادة اإلنتاج الصناعي‬
‫من حيث كميته وكيفيته وتنوعه‪ ،‬حبيث يشمل مجيع اجملاالت‪ ،‬ولذلك فإنه من الصعب إجياد وسيلة‬
‫ميكن أن تقدم متويال متكامال لقطاع الصناعة كعقد االستصناع الذي يعد من أفضل األدوات املالية‬
‫ذات الكفاءة التمويلية العاملية‪ ،‬لتعبئة املدخرات وتوظيفها يف قنوات اإلنتاج احلقيقي الذي حيقق أفضل‬
‫العوائد املمكنة‪ ،‬واجملزية على رأس املال واليت تصب يف دائرة اإلنتاج احلقيقي وذلك بتوظيف القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وتشغيل الطاقات اإلنتاجية واستثمار األموال‪ ،‬ويف الوقت نفسه تيسر للناس احلصول على‬
‫السلع املصنعة اليت حيتاجون إليها‪ ،‬وتفتح اجملال أمام العاطلني عن العمل للحصول على أعمال مناسبة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫مما يؤدي إىل اخنفاض مستوى البطالة والتضخم وزيادة اإلنتاج‪ ،‬وحتقيق األمن االقتصادي للمجتمع‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد السالوس‪ ،‬فقه البيع واالستيثاق والتطبيق املعاصر‪ ،‬سلسله رقم ‪ 14‬من إصدارات جممع فقهاء الشريعة بأمريكا‪ ،‬مكتبة دار القرأن‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬ص ‪.516‬‬
‫‪ 2‬كاسب عبد الكرمي البدران‪ ،‬عقد االستصناع أو عقد املقاولة يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬املعهد العايل للقضاء‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫‪ ،1979‬ص‪.104‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫تتميز املعامالت يف األدوات املالية املصدرة يف السوق املالية اإلسالمية كوهنا‪:‬‬

‫‪ -‬ختضع ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬تصدر من أجل متويل مشاريع قليلة املخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬حمددة مبدة زمنية لتمويل مشروع معني بطريق شرعية‬

‫‪ -‬مالكوها يقومون بتوكيل املضارب إلدارة املشروع بأحكام عقد شرعي‪.‬‬

‫‪ -‬تشارك يف ملكية االصول اليت متثلها‪.‬‬

‫‪ -‬تشارك يف الربح واخلسارة اليت ترتتب عن املشروع‪.‬‬

‫والحظنا كذلك بأن التعامل يف عقود اخليارات والعقود اآلجلة واملستقبلية يف السوق املالية التقليدية‪ ،‬من الضروري‬
‫أن يكون متكيفا مع الشروط الشرعية‪ ،‬وأن يبتعد عن املعامالت املشبوهة‪ ،‬ومن مث ضمان سالمة تنفيذ هذه‬
‫العقود‪ ،‬من خالل األدوات املالية االسلمية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بيع العربون اليت تكون أقرب من عقود اخليار‪.‬‬

‫‪ -‬عقود السلم اليت تكون أقرب من العقود اآلجلة‪.‬‬

‫‪ -‬عقود االستصناع اليت تكون أقرب من العقود املستقبلية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الخاتمة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الخاتمة‬

‫عموما استخلصنا من حمتوى هذه املطبوعة أن زيادة ثقافة االدخار بني أفراد اجملتمع تلعب دورا كبريا يف‬
‫جذب األموال حنو خدمة االقتصاد‪ ،‬والذي لن يكون إال من خالل تشجيع هؤالء األفراد على شراء األوراق املالية‬
‫سواء كانت أسهما أو سندات‪ ،‬خاصة بالنسبة لألفراد ذوي الدخول املتوسطة الذين ال يتمكنون من القيام‬
‫مشاريع مبفردهم‪ ،‬لذلك جيب العمل باستمرار من أجل خلق الفرص هلؤالء حىت يتم حتويل الفائض من األموال‬
‫مقابل أدوات مالية لتمويل استثمارات املؤسسات االقتصادية وميزانية احلكومة‪ ،‬حبيث تستخدم املؤسسات هذا‬
‫املال يف شراء وسائل اإلنتاج‪ ،‬أما احلكومة فتستخدمه يف إجناز برامج التنمية‪.‬‬
‫وإن وجود بورصة د سوف يؤدي دورا بارزا يف االقتصاد‪ ،‬وإذا ما دققنا يف ذكر أهم الفوائد املرتتبة عن هذا الوجود‬
‫فيمكن حصرها يف النقاد التالية‪:‬‬
‫‪ ‬زياد حجم االدخار الوطين باحلجم املطلوب الذي يشجع االستثمار املنتج‪ ،‬من خالل الدفع باملدخرين‬
‫بالتدريج حنو شراء األوراق املالية‪ ،‬اليت تقوم بإصدارها الشركات يف سوق اإلصدار‪ ،‬حبيث يتم توظيف‬
‫وتوجيه هده األموال حنو االستثمارات املالئمة املنشئة للقيمة املضافة ومناصب الشغل‪.‬‬
‫‪ ‬يتيح للمستثمرين أصحاب األوراق املالية احلصول على عوائد يف املستقبل تساعدهم على زيادة دخوهلم‬
‫مما حيسن مستوى معيشتهم‪.‬‬
‫‪ ‬يسمح للحكومة باالقرتاض العام من اجلمهور عن طريق قيام اخلزينة العمومية بطرح سندات حكومية‬
‫لتمويل نفقاهتا املتزايدة يف جمال االستثمار العمومي‪.‬‬
‫كما الحظنا أن السوق املالية يف قسمها املنظم والرمسي (البورصة) البد أن ينشطها مشاركون ومتدخلون رئيسيون‪،‬‬
‫حيث يؤدي غياب أحد هذه األطراف بالتأكيد إىل نشوء االختالالت يف نشاط البورصة‪ ،‬واملشاركون يف البورصة‬
‫هم على التوايل‪:‬‬
‫‪ ‬شركات البورصة اليت تنظم وتنفذ كافة العمليات كوسيط‪ ،‬وتتعلق تلك العمليات بشراء وبيع األوراق‬
‫املالية‪ ،‬وكذلك تسوية عقود األدوات املالية عند تاريخ االستحقاق للقيم املنقولة‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك االستثمار اليت حتتكر عملية إصدار األسهم يف السوق االويل لصاحل شركات املسامهة‪.‬‬
‫أما املتدخلون فهم كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬شركات املسامهة املصدرة لألوراق املالية األسهم والسندات‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الخاتمة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ ‬املستثمرين وهم األشخاص الطبيعيون واالعتباريون الذين يقومون بتوظيف أمواهلم املدخرة قصد احلصول‬
‫على عوائد يف شكل أرباح وفوائد‪.‬‬
‫‪ ‬املضاربون الصحيون وهم األشخاص الذين هلم القدرة على توفري السيولة عند احلاجة للمستثمرين‬
‫البائعني ألوراقهم املالية يف السوق الثانوي‪.‬‬
‫كما استنتجنا أيضا أنه وإلمتام عملية طرح األوراق املالية األسهم والسندات هلا أساليب معينة ميكن تلخيصيها‬
‫بالشكل التال‪:‬‬
‫‪ ‬وجود بنك استثمار يتوىل عملية اإلصدار لشركات املسامهة واحلكومية‪.‬‬
‫‪ ‬قيام بنك استثمار بتصريف األوراق املالية للمستثمرين املعروفني‪.‬‬
‫باإلضافة اىل ما مت استنتاجه يف دراستنا للمحاور الثالثة األوىل اتضح لدينا أن سوق املال يشمل كذلك معامالت‬
‫يف املشتقات املالية مثل‪:‬‬
‫‪ ‬العقود املستقبلية اليت تتصف بالنمطية عكس العقود اآلجلة الغري منطية اليت يتم تتداوهلا يف البورصة الغري‬
‫رمسية‬
‫‪ ‬وجود فروق أخرى بني العقود املستقبلية والعقود اآلجلة ولكن يبقى امهها يتمثل يف خماطر عدم القدرة‬
‫على الوفاء والتخلص من االلتزامات يف العقود األجلة‪.‬‬

‫ومن تناولنا ملوضوع السوق املالية اإلسالمية وجدنا أهنا ختتلف اختالفا كبريا وواضحا عن السوق املالية التقليدية‬
‫خاصة يف اجلانب املتص ل باألدوات‪ ،‬فالسوق املالية اإلسالمية تنشط وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية خصوصا‬
‫فيما يتعلق باملتعاملني واألدوات املالية املتداولة واالْساليب‪ ،‬لذلك جند أن السوق املالية اإلسالمية‬

‫‪ ‬يضم مساسرة وشركات تريد اصدار وطرح األوراق املالية اليت جتيزها الشريعة اإلسالمية اليت من أمهها‬
‫األسهم وصكوك االستثمار الشرعية املتمثلة يف صكوك املشاركة واالجارة واملضاربة واالستصناع‪.‬‬

‫‪ ‬إدارة هذه األدوات املالية االسالمية بأساليب للتعامل املتمثلة يف عقود املراحبة واملشاركة واملضاربة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬المراج باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬حسن حممد الرفاعي‪ ،‬سوق األوراق املالية‪ :‬من املخاطر إىل األزمات قراءة يف أبعادها املالية وأحكامها‬
‫يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬امللتقى الدويل الثاين‪ :‬متطلبات التنمية يف أعقاب إفرازات األزمة املالية العاملية "‬
‫جامعة بشار‪ ،‬اجلزائر‬

‫‪ -2‬هيئة السوق املالية‪ ،‬االستثمارات املالية وأسواق األسهم‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_7.pdf‬‬

‫‪ -3‬هيئة قطر لألسواق املالية‪ ،‬مدخل إىل أسواق املال‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪https://www.qfma.org.qa/English/MediaCenter/Documents/investorawareness/Int‬‬
‫‪roduction_to_capital_markets.pdf‬‬

‫‪ -4‬مبارك بن سليمان ال فواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫السعودية‪.2010،‬‬
‫‪file:///C:/Users/MY%20COMPUTER/Downloads/03-Mubarak%20(1).pdf‬‬

‫‪ -5‬هيئة السوق املالية‪ ،‬دليل املصطلحات االستثمارية الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -6‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬إرشادات عملية يف تقييم األسهم والسندات‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬صندوق‬
‫النقد العريب‪.2018،‬‬

‫‪ -7‬أوراس حسان‪ ،‬احملاسبة عن االستثمار يف السندات‪.‬‬


‫‪https://www.academia.edu/35299372/‬‬

‫‪ -8‬نبيل خليل طه مسور‪ ،‬سوق األوراق املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق «دراسة حالة سوق رأس املال‬
‫اإلسالمي يف ماليزيا‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪-‬غـزة‪.2007،‬‬
‫‪https://www.houmsilaw.com/img/uploads1/research_260.pdf‬‬

‫‪105‬‬
‫ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -9‬عيسى حممد الغزايل‪ ،‬حتليل األسواق املالية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬سلسلة دورية تعىن بقضايا التنمية يف‬
‫األقطار العربية‪ ،‬العدد ‪2004 ،27‬‬

‫‪-10‬زاهرة يونـس حممـد سـودة‪ ،‬تنظيـم عقـود االختيـار فـي األسـواق املـالية من النواحي القانونية والفنية‬
‫والضريبية والشرعية‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية نابلس‪ ،‬فلسطني‪ ،2006،‬نقال عن منري إبراهيم هنيدي‪ :‬إدارة‬
‫األسواق واملنشآت املالية ‪.1999،‬‬

‫‪-11‬إبراهيم نافع قوشجي‪ ،‬السوق املالية‪ ،‬جامعة محاة‪.2014 ،‬‬


‫‪https://cma.org.sa/Awareness/Publications/booklets/Booklet_10.pdf‬‬

‫‪-12‬رمضان عبد اهلل الصاوي‪ ،‬عمليات البورصة يف ميزان الفقه اإلسالمي‪ ،‬جملة الفقه اإلسالمي‪ .‬بنك ديب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪.2018،‬‬
‫‪https://www.aliqtisadalislami.net/‬‬

‫‪-13‬كمال توفيق حطاب‪ ،‬حنو سوق مالية إسالمية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد‪.‬‬
‫‪https://kamalhattab.info/blog/wpcontent/uploads/2008/03/sook.pdf‬‬

‫‪-14‬حسني عبد املطلب األسرج‪ ،‬آليات تفعيل البورصة العربية املوحدة‪ ،‬االهرام االقتصادي‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪-15‬عصام أو النصر‪ ،‬أسواق األوراق املالية (البورصة) يف ميزان الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪-16‬بلعزوز بن علي وآخرون‪ ،‬دليلك يف االقتصاد من خالل ‪ 300‬سؤال وجواب‪ ،‬مطبعة اخللدونية‪،2008 ،‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪--17‬عبد النافع عبد اهلل الزراري وآخرون‪ ،‬األسواق املالية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األردن‪ ،‬دار وائل للنشر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -18‬قط سليم‪ ،‬مفاضلة االستثمار بني سوق األوراق املالية املعاصرة وسوق األوراق املالية اإلسالمية جامعة حممد‬
‫خيضر‪ ،‬اجلزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪-19‬حيدر يونس املوسوي‪ ،‬السوق املايل اإلسالمي‪ ،‬جمموعة اليازوري للنشر والتوزيع‪.2018،‬‬
‫‪-20‬شافية كتاف‪ ،‬دور األدوات املالية اإلسالمية يف تنشيط وتطوير السوق املالية اإلسالمية دراسة تطبيقية‬
‫لتجارب بعض األسواق املالية العربية واإلسالمية‪ ،‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪-21‬مرمي خليفة املخمرين‪ ،‬طار النظري للصكوك اإلسالمية‪ ،‬دار املالية‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫متاح على الرابط‪:‬‬


‫‪https://www.dof.gov.ae/enus/publications/Lists/ContentListing/Attachments/585‬‬
‫‪/Islamic%20Bonds%20.pdf‬‬
‫‪-22‬أمحد حممد حممود نصار‪ ،‬االستثمار باملشاركة يف البنوك اإلسالمية (الشركات‪ ،‬املضاربة‪ ،‬األسهم‪ ،‬السندات‬
‫والصكوك)‪ ،‬دار الكتاب العلمية‪ ،‬لبنان‪.2010،‬‬
‫‪-23‬منذر قحف‪ ،‬أساسيات التمويل اإلسالمي‪ ،‬دار املنهل‪.2013 ،‬‬
‫‪-24‬عادل عوض با بكر‪ ،‬استكمال موضوع الصكوك اإلسالمية‪ ،‬الدورة احلادية والعشرون ملؤمتر جممع الفقه‬
‫اإلسالمي الدويل‪.‬‬
‫متاح على الرابط‪https://books-library.net/free-688370165-download :‬‬
‫‪-25‬طه عبد احلميد حممد‪ ،‬االصالح املصريف للبنوك االسالمية والتقليدية‪ :‬يف ضوء مقررات بازل ‪ ،3‬دار التعليم‬
‫اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪-26‬عبد العزيز بن متعب الرشيد وآخرون‪ ،‬النظام املايل اإلسالمي املبادئ واملمارسات‪ ،‬نسخة مرتمجة‪ ،‬األكادميية‬
‫العاملية للبحوث الشرعية للنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪-27‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬املشتقات املالية وأدواهتا املستحدثة‪ ،‬ألفا للوثائق‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2018 ،‬‬
‫‪-28‬حممد سليمان األشقر ط‪ ،‬عقد السلم وعقد االستصناع وإمكانية استفادة البنوك اإلسالمية منها‪ ،‬دار‬
‫النفائس‪ ،‬األردن‪.1995 ،‬‬
‫‪-29‬أمحد السالوس‪ ،‬فقه البيع واالستيثاق والتطبيق املعاصر‪ ،‬سلسله رقم ‪ 14‬من إصدارات جممع فقهاء الشريعة‬
‫بأمريكا‪ ،‬مكتبة دار القرأن‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة ‪.2004‬‬

‫‪-30‬كاسب عبد الكرمي البدران‪ ،‬عقد االستصناع أو عقد املقاولة يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬املعهد العايل للقضاء‪ ،‬السعودية‪1997. ،‬‬

‫‪-31‬قندوز عبد الكرمي‪ ،‬اهلندسة املالية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬لبنان‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪1- Alasrag, Hussien, Role of the Egyptian securities market on saving‬‬


‫‪development,‬‬ ‫‪Munich‬‬ ‫‪Personal‬‬ ‫‪RePEc‬‬ ‫‪Archive,‬‬ ‫‪2002.‬‬
‫‪https://mpra.ub.uni-muenchen.de/2387/1/MPRA_paper_2387.pdf‬‬

‫‪107‬‬
‫ق ائمة المراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

2- Saunders, Anthony & Cornett, Marcia Millon, Financial Markets and


Institutions, McGraw-Hill/Irwin.2007.

3- Hull, John C., Options, Futures, and Other Derivatives, fifth Edition,
Prentice Hull, 2003.

4- Rechtschaffen, Alan N., Capital Markets, Derivatives And The Law,


Oxford Scholarship Online, 2019.

https://oxford.universitypressscholarship.com/view/10.1093/acprof:oso/9780
199971541.001.0001/acprof-9780199971541

108

You might also like