You are on page 1of 19

‫ّ‬

‫وزارة التعلي ــم العال ــي و البحث العلمي‬

‫جامعــة اإلخوة منت ــوري قسنطين ــة ‪1‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كلية اآلداب و اللـ ــغات‬
‫ّ‬
‫قسم اآلداب و اللغة العربية‬
‫المقياس ‪ :‬علم ّ‬
‫الداللة ‪ /‬تطبيق‬
‫ّ‬
‫تخصص دراسات ّ‬
‫لغوية ‪ /‬املجموعة ّ‬ ‫ّ‬ ‫المستوى ‪ّ :‬‬
‫الر ابعة ‪ /‬األفواج ‪11/11/11 /9 :‬‬ ‫السنة الثانية ليسانس ‪/‬‬

‫محاضرات في علم ّ‬
‫الداللة‬

‫ّ‬
‫ميسية‬ ‫إعداد األستاذة ‪ :‬رفيقة بن‬
‫ّ‬
‫الجامعية ‪1211-1212‬م‬ ‫ّ‬
‫السنة‬

‫‪1‬‬
‫املحاضرة األولى ‪ :‬مدخل إلى علم ّ‬
‫الداللة‬
‫ّ ّ‬
‫عل ّ‬
‫مية ‪:‬‬ ‫األهداف الت‬

‫عرف على مفهوم َّ‬ ‫ّ‬


‫الت ّ‬
‫الداللة لغة و اصطالحا‬ ‫‪-‬‬

‫الداللة ‪ /‬مجاالت علم ّ‬


‫الداللة ‪ /‬موضوع علم ّ‬
‫عرف على مفهوم علم ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫الداللة‬ ‫‪-‬‬

‫ّأوال ‪ :‬مفهوم ّ‬
‫الداللة‬

‫‪ /1‬لغة‬

‫أ‪ّ /‬‬
‫الداللة في القرآن الكريم ‪:‬‬

‫أورد القرآن الكريم صيغة " َد َّل " بمشتقاتها املختلفة في ثمانية مواضع اشتركت في إبراز اإلطار المفهومي لها ‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬ ‫التوجيه و ّ‬
‫لم تخرج عن معاني ‪ :‬اإلظهار و اإلبانة و اإليضاح و ّ‬
‫النصح اإلرشاد و اإلعالم و اإلشارة ‪ ،‬و يترتب على‬

‫ذلك وجود طرفين ؛ طرف دا ّل و طرف مدلول عليه ‪ ،‬و فيما يلي توضيح لمواضعها ‪:‬‬

‫َ َ َّ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫ّ‬
‫ورفل َّما ذاقا الش َج َرة‬ ‫‪ – 1‬قال تعالى في سورة األعراف حكاية عن غواية الشيطان آلدم و زوجه‪ ﴿ :‬فدالهما ِبغر ٍ‬
‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ْ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َبدت ل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َوط ِفقا َيخ ِصف ِان َعل ْي ِه َما ِمن َو َر ِق ال َجن ِة َون َاد ُاه َما َرُّب ُه َما أل ْم أ ْن َهك َما َعن ِتلك َما الش َج َر ِة َو أقل‬
‫ّ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫لك َما ِإ َّن الش ْيطآن لك َما َع ُد ٌّو ُّم ِبين ﴾ [ األعراف ‪ ] 11:‬؛ أي ‪ :‬استنزلهما إلى األكل من الشجرة بغروره ‪ ،‬أي ‪ :‬بخداعه‬
‫ّ‬
‫الغش ‪ ،‬و إطماعهما أن يكونا ملكين أو خالدين ( ‪. )1‬‬ ‫ّ‬ ‫صح و إبطان‬‫ِ‬ ‫الن‬ ‫إظهار‬
‫ِ‬ ‫ّإياهما و‬

‫ْ ُ ْ ْ َّ َ‬ ‫َ ُّ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َّ ْ َ ُ‬
‫ان َق َ‬
‫ال َيا َآد ُم َه ْل أ ُدل َك َعلى ش َج َر ِة الخل ِد َو ُمل ٍك ال َي ْبلى﴾ [ طه ‪ ] 112:‬؛‬ ‫‪ - 2‬قال تعالى ‪ ﴿ :‬فوسوس ِإلي ِه الشيط‬
‫ّ‬
‫حيث وردت اآلية في سياق االستفهام الذي يشعر بالنصح و يؤثر قبول من يخاطبه ( ‪. )2‬‬

‫َ ُّ ُ َ‬ ‫َ ََ َ ْ‬ ‫َ َ َْ ََْ ْ َ َ‬
‫اض َع ِمن ق ْب ُل فقالت َه ْل أ ُدلك ْم َعلى‬ ‫ّ‬
‫‪ - 1‬قال تعالى ‪ :‬حكاية عن قصة موس ى عليه السالم ‪ ﴿ :‬وح َّرمنا علي ِه المر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ ُُ َ َ‬
‫ون ُه ل ُك ْم َو ُه ْم ل ُه َناص ُحو َن﴾ [ القصص ‪ ] 11:‬؛ أي ‪ :‬أرشدكم (‪. )3‬‬
‫ِ‬ ‫أه ِل بي ٍت يكفل‬

‫‪2‬‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ُ ُل َ ْ َ ُ ُّ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ‬
‫اك ِإلى أ ِّم َك ك ْي تق َّر َع ْي ُن َها َوال ت ْح َزن ﴾ [‬‫‪ – 4‬قال تعالى ‪ِ ﴿ :‬إذ تم ِش ي أختك فتقو هل أدلكم على من يكفله فرجعن‬

‫طه ‪. ] 42:‬‬

‫ً‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ ّ َ َ ْ َ َ َّ ّ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ً ُ َّ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ‬
‫س َعل ْي ِه َد ِليال ﴾[ الفرقان‬‫الظل ولو شاء لجعله س ِاكنا ثم جعلنا الشم‬ ‫‪ – 5‬قال تعالى ‪ ﴿ :‬ألم تر ِإلى رِبك كيف مد ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ، ] 42‬فلوال الشمس ما ُعرف الظل ‪ ،‬فالشمس دليل على وجود الظ ّل ‪ ،‬فكلمة " دليال " في اآلية الكريمة هي بمعنى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دالة ؛ ّ‬
‫ألن الوظيفة التي تقوم بها الشمس في هذا المقام هي وظيفة إظهار الظ ّل و اإلرشاد إليه ‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ ََ َ َ َ َ ْ َ‬


‫خر ﴿ فل َّما قض ْينا َعل ْي ِه ال َم ْوت َما َدل ُه ْم َعلى َم ْو ِت ِه ِإال َد َّابة‬ ‫‪ – 1‬قال تعالى عن األرض التي أكلت عصا سليمان حتى‬

‫فالدابة و أكلها العصا دال و هيئة سليمان ‪ ،‬و هو‬ ‫نس َأ َت ُه ﴾ [ سبأ ‪ ] 14:‬؛ أي ‪ :‬أرشدهم إليه (‪ّ ، ) 4‬‬ ‫َْ‬
‫األ ْرض َت ْأ ُك ُل م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السنوات ‪،‬‬ ‫الدابة أرشدت اآلخرين إلى موت سليمان ‪ ،‬فأظهرت و أبانت ما كان خافيا طيلة تلك ّ‬ ‫ميت مدلول ‪ ،‬أي ّأن ّ‬ ‫ّ‬

‫واضحا ّبي ًنا للجميع ‪.‬‬


‫ً‬ ‫َ‬
‫سليمان‬ ‫و بذلك أعلمت اآلخرين ما لم يعلموه من قبل ‪ ،‬حتى صار موت‬

‫َّ ُ َ َ ْ‬ ‫َ ُُ َ ُْ ُ‬ ‫َ ُّ ُ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ين كف ُروا َه ْل ن ُدلك ْم َعلى َر ُج ٍل ُين ِّبئك ْم ِإذا ُم ِّزقت ْم ك َّل ُم َم َّز ٍق ِإنك ْم ل ِفي خل ٍق َج ِد ٍيد﴾ [‬ ‫‪ -7‬قال تعالى ‪ ﴿ :‬وقال ال ِذ‬

‫سبأ ‪. ] 7 :‬‬

‫يكم ّم ْن َع َذاب َأليم ﴾ [ ّ‬


‫الصف ‪ ] 12 :‬؛ أي ‪:‬‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ُّ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫نج‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 8‬قال تعالى ‪ ﴿ :‬يا أيها ال ِذين آمنوا هل أدلكم على ِتجار ٍة ت ِ‬
‫أرشدكم ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ب‪ّ /‬‬


‫السنة النبوية الشريفة ‪:‬‬ ‫الداللة في‬

‫ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحابوا َأو‬
‫الجنة حتى تؤمنوا ‪ ،‬وال تؤمنوا حتى ُّ‬ ‫روي في األثر ّأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ « :‬ال تدخلو‬
‫ُّ ُ‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ُ‬
‫الم بينك ْم » (‪ ، )5‬حيث لم يختلف معنى كلمة " ُأدلك ْم " في‬ ‫موه ت َح َاب ْبت ْم ؟ أفشوا الس‬ ‫ال أدلك ْم على ش ْي ٍء إذا فعلت‬
‫ّ ي ّ‬
‫الشريف ّ‬
‫عما ورد في القرآن الكريم من معنى ‪.‬‬ ‫الحديث النبو‬

‫ّ‬ ‫ج‪ّ /‬‬


‫الداللة في معاجم اللغة‬

‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫المعجمية ّ‬ ‫مما ال شك فيه ّأن ّ‬
‫ّ‬
‫المرجعية األولى لهذا اللفظ باعتبار داللته األولى ‪،‬‬ ‫العربية تمثل‬ ‫ألي لفظ في‬ ‫الصورة‬
‫ّ‬ ‫الصورة األساسية ملحيطها ّ‬ ‫ّ‬
‫تمثل ّ‬ ‫ّ‬
‫الداللي (‪ ،)6‬و فيما يلي بيان لما أوردته معاجم اللغة في‬ ‫المعجمية لأللفاظ‬ ‫فالحالة‬

‫تبيين معنى كلمة " داللة " ‪:‬‬

‫َّ ُ‬ ‫ّ‬
‫الداللة في‬ ‫العربية ‪ :‬يورد الجوهري ( ت ‪ 198‬ه ) قوله حول معنى لفظ " َد َّل"‪ ،‬فيقول ‪« :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ /1‬تاج اللغة وصحاح‬
‫ً ُ ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لولة ‪ ،‬في معنى ‪ :‬أرشده إليه » (‪)7‬‬ ‫اللغة مصدر دله على الطريق َداللة و داللة و د‬

‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫َّ‬
‫فاندل‬ ‫‪ / 1‬لسان العرب ‪ :‬يقول ابن منظور( ت ‪711‬ه ) في معنى كلمة " َد َّل" ‪ « :‬و َدل ُه على الش يء يدله َدال و َداللة‬
‫ً‬ ‫ًَ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ال و قد دله على الطريق يدل ُه َداللة وداللة و ُدلولة‬ ‫ليل ‪َّ :‬‬
‫الد ُ‬ ‫ليل ‪ :‬ما ُيستدل به ‪ ،‬و َّ‬
‫الد ُ‬ ‫ده إليه ‪.... ،‬و َّ‬
‫الد ُ‬ ‫‪َّ :‬‬
‫سد ُ‬

‫ليل و َّ‬
‫الدليلي‬ ‫الفتح أعلى ‪ ،‬و ّكلها بمعنى واحد و هو أرشد و هدى ‪ ،‬و َّ‬
‫الد ُ‬ ‫ضمها ‪ ،‬و ُ‬ ‫الدال أو كسرها أو ّ‬ ‫بفتح َّ‬
‫ّ‬
‫الذي يدل َك » (‪. )8‬‬

‫َّ َ‬ ‫ّ‬
‫اللغوي لكلمة" َّ‬ ‫‪ / 1‬القاموس املحيط ‪ّ :‬‬
‫دل " فيقول ‪ « :‬و قد دلت تدل و‬ ‫يحدد الفيروزآبادي ( ت ‪817‬ه ) الوضع‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫الدالة ما تدل به على حميمك ‪ ،‬و َدل ُه‬ ‫ده إليه ‪ ،‬و ُيثلث و ُدلولة ‪ ،‬و‬ ‫فاندل ‪َّ :‬‬
‫سد ُ‬ ‫َّ‬ ‫الدل كالهدي ‪ .....‬و َدل ُه عليه َداللة‬
‫َّ‬
‫ً‬
‫داللة ‪ ،‬و َدلوا ُله َ‬
‫فاند َّل ‪َّ :‬‬
‫سدده إليه » (‪. )9‬‬ ‫عليه‬

‫فظ َ‬
‫عند إطالقه » (‪)11‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫أن « ّ‬
‫اإلرشاد و ما يقتضيه الل‬ ‫الداللة ‪:‬‬ ‫المعجم الوسيط ‪ :‬جاء في المعجم الوسيط‬ ‫‪/4‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫المتنوعة يستنتج ما يلي ‪:‬‬ ‫و بالكشف عن االستعمال اللغوي لهذه الكلمة من خالل المعاجم اللغوية‬

‫ّ‬
‫الثالثي َ‬ ‫* ّ‬
‫"د َّل" ‪.‬‬ ‫الداللة مصدر للفعل‬

‫ّ ّ‬
‫اللغوية لكلمة داللة هي " َد َ‬
‫لل"‪.‬‬ ‫*المادة‬

‫ّ‬ ‫َ‬
‫* المعنى املحوري الذي تدور حوله مادة " دل َل" هو اإلرشاد و التسديد و الهدي ‪ ،‬و هو معنى ّيتفق مع ورد في القرآن‬
‫ّ َّ َّ َّ َّ‬
‫بوية الشريفة ‪.‬‬ ‫الكريم و السنة الن‬

‫ثانيا ‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫ّ‬ ‫عدت من صميم ّ‬
‫اللية التي ّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫التراث العربي بمنأى عن االهتمام بالقضايا ّ‬
‫الدرس اللساني الحديث ‪ ،‬و قد‬ ‫لم يكن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الداللة في رحاب ّ‬
‫وجدت ّ‬
‫سيتم توضيحه من خالل هذه‬ ‫الدرس الفقهي و البالغي و الفلسفي و اللغوي ‪ ،‬و هو ما‬
‫ّ‬
‫التعاريف ‪:‬‬

‫ّ‬
‫‪ / 1‬تعريف اللغويين ‪:‬‬

‫ّ‬
‫اللغويين ّ‬
‫للداللة هو تعريف ّ‬
‫الراغب األصفهاني ( ت ‪ 521‬ه ) في مفرداته ‪ ،‬حيث‬ ‫ّإن خير تعريف ينوب عن تعريف‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫اللة ‪ :‬ما ُي ّ‬
‫الش يء ؛ كداللة األلفاظ على المعنى و داللة اإلشارات و ّ‬
‫الرموز و الكتابة‬ ‫توص ُل به إلى معرفة‬ ‫يقول ‪ « :‬الد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و العقود في الحساب و سواء كان ذلك بقصد ّ‬
‫فيعلم‬ ‫ممن يجعله داللة أو لم يكن بقصد ‪ ،‬كمن يرى حركة إنسان‬
‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ ْ َّ َ َّ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ّ‬
‫نسأت ُه ﴾ [ سبأ ‪» ] 14:‬‬ ‫ض تأكل ِم‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ة‬ ‫اب‬ ‫د‬ ‫ال‬‫إ‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫و‬‫م‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬‫ه‬‫ل‬ ‫د‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ت‬ ‫و‬‫م‬‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫ل‬‫ع‬ ‫ا‬‫ن‬‫ي‬‫ض‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫م‬‫ل‬‫ف‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫حي‬ ‫ه‬ ‫أن‬

‫(‪. )11‬‬

‫الراغب ّ‬
‫للداللة يستنتج ما يلي ‪:‬‬ ‫و من تعريف ّ‬

‫ّ‬ ‫التعريف إلى ّأن ّ‬


‫*أشار هذا ّ‬
‫لغويا أم غير لغو ّي ‪.‬‬
‫الش يء سواء أكان ّ‬ ‫كل ما ُي ّ‬
‫توصل به إلى معرفة‬ ‫الداللة هي ّ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُ‬


‫اإلشارة ‪ ،‬و ّ‬ ‫ُ‬ ‫الراغب ّ‬
‫قسم ّ‬‫* ّ‬
‫العقود في الحساب‬ ‫موز و الكتابة ‪ ،‬و‬ ‫الداللة إلى خمسة أصناف ‪ ،‬و هي ‪ :‬األلفاظ ‪ ،‬و‬
‫ّّ‬ ‫( وهي إشارات باألصابع ّ‬
‫التلفظ‬ ‫تدل على األعداد استخدمها العرب قديما في البيع و المعامالت استغناء عن‬

‫باألعداد ) (‪. )12‬‬

‫ّ‬
‫*الدالالت قد تكون مصحوبة بقصد ‪ ،‬و قد ال يصحبها ذلك القصد ‪ ،‬فالمصحوبة بقصد تكون مقترنة بنية‬
‫ّ‬
‫وضعية ‪ ،‬مثل وضع رمز الميزان داللة على العدالة ‪ ،‬و غير مصحوبة‬ ‫ّ‬
‫التبليغ ‪ ،‬و غالبا ما تكون دالالت‬
‫معينة ‪ ،‬مثل ‪ّ :‬‬
‫الدخان داللة على اشتعال‬ ‫الرغم من إفادتها داللة ّ‬ ‫بقصد تكون غير مقترنة بنية ّ‬
‫التبليغ على ّ‬
‫ّ‬
‫النار‪ ،‬تقطيب الجبين داللة على الغضب ‪ ،‬و هو أمر طبيعي لم يكن الغرض منه إبراز داللة الغضب على‬
‫ّ‬
‫الرغم من إفادته ذلك ‪.‬‬
‫الراغب في تقسيمه ّ‬
‫للداللة على تقسيم الجاحظ ( ت ‪155‬ه ) (‪. )13‬‬ ‫*اعتمد ّ‬
‫‪5‬‬
‫ُ‬
‫تدرس من معنى و إشارات و‬ ‫فحدد ّ‬
‫للداللة ما‬ ‫الداللة الحديث ‪ّ ،‬‬
‫بكل أجزاء علم ّ‬ ‫*أحاط هذا ّ‬
‫التعريف ّ‬

‫رموز و كتابة (‪. )14‬‬

‫‪ - /1‬تعريف الفالسفة و المناطقة ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫عرفت عند الفالسفة ّ‬ ‫ّاتفق الفالسفة و المناطقة في تعريفهم ّ‬
‫للداللة ‪ ،‬حيث ّ‬
‫بأنها ‪ « :‬أن يكون الش يء‬
‫ّ‬
‫الش يء اآلخر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الش يء ّ‬
‫األول ّ‬
‫يسمى مدلوال » (‪. )15‬‬ ‫يسمى داال ‪ ،‬و‬ ‫بحالة يلزم من العلم به العلم بش يء آخر و‬
‫ّ‬ ‫و جود ّ‬
‫دليل على اشتعال النار‬ ‫الدخان‬ ‫مثال ‪:‬‬

‫العلم بش يء آخر‬ ‫كون الش يء بحالة‬

‫مدلول‬ ‫ّ‬
‫دال‬

‫يء آخر (‪)16‬‬ ‫عرفت عند المناطقة ّ‬


‫بأنها ‪ « :‬كون الش يء بحالة إذا علمت بوجوده انتقل ذهنك إلى وجود ش‬ ‫و ّ‬

‫‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤشر على نقص‬ ‫دليل على أنه به علة كالمرض مثال (أو هو‬ ‫مثال ‪ :‬ضعف الجسم‬
‫ّ‬
‫التغذية )‬

‫َّ‬
‫انتقل ذهنك إلى وجود ش يء‬ ‫كون الش يء بحالة‬

‫آخر‬

‫مدلول‬ ‫ّ‬
‫دال‬

‫‪6‬‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ / 1‬تعريف األصوليين ( مصطلح يطلق على من ّ‬
‫تبحرو تمكن من علم أصول الفقه ) ‪ :‬يورد الشريف‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الداللة هي‬ ‫الجرجاني ( ت ‪ 811‬ه ) في تعريفاته كالما جامعا عن الداللة في المفهوم األصولي ‪ ،‬فيقول ‪« :‬‬
‫ّ‬
‫الثاني هو المدلول‬ ‫األول هو َّ‬ ‫َّ‬
‫الش يء َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫الدال ‪ ،‬و‬ ‫كون الش يء بحالة يلزم من العلم به العلم بش يء آخر ‪ ،‬و‬

‫‪. )17( »......‬‬


‫ّ‬
‫الشريف الجرجاني ّ‬
‫للداللة يستنتج ما يلي ‪:‬‬ ‫و من خالل تعريف‬
‫للداللة ‪ ،‬و قد بدا هذا واضحا من بداية ّ‬
‫التعريف في‬ ‫التعريف بتعريف الفالسفة و المناطقة ّ‬
‫*تأثر هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التشابه اللفظي ‪.‬‬
‫الداللة ‪ ،‬و هي ‪ّ :‬‬
‫الدال و المدلول ‪ ،‬و قد أشير إلى هذا األمر في تعريف‬ ‫التعريف إلى عناصر ّ‬
‫*أشار هذا ّ‬

‫الفالسفة و المناطقة ‪.‬‬


‫ّ َّ ُ‬ ‫تقسم ّ‬
‫الداللة إلى ّ‬
‫لفظية و غير َّ‬ ‫فظية ‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ّ‬ ‫* ّركز هذا ّ‬
‫التعريف على ّ‬
‫فظية يكون‬ ‫لفظية ؛ فالل‬ ‫الداللة‬
‫َ َّ‬ ‫فظية يكون فيها َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫الل َّ‬ ‫فيها ّ‬
‫غير اللفظ (‪. )18‬‬ ‫الدال‬ ‫الدال لفظا ‪ ،‬و غير‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫و في ّ‬
‫الوضعية هي كون اللفظ بحيث متى أطلق أو‬ ‫الداللة اللفظية‬ ‫نص آخر يقول الشريف الجرجاني ‪« :‬‬
‫َّ َّ َ‬
‫لفظ َّ‬
‫الد َّ‬ ‫خي َل ُف َ‬
‫هم منه معناه للعلم بوضعه ‪ ،‬و هي المنقسمة إلى المطابقة و َّ‬ ‫ُت ّ‬
‫ال‬ ‫التضمن و االلتزام ؛ ألن ال‬
‫ّ‬ ‫ضع له بالمطابقة و على جزئه َّ‬
‫بالوضع يدل على تمام ما ُو َ‬
‫بالتضمن ‪ ،‬و على ما يالزمه في الذهن بااللتزام ؛‬
‫الناطق بالمطابقة ‪ ،‬و على جزئه َّ‬
‫بالتضمن ‪ ،‬و على قابل العلم‬ ‫كاإلنسان َّ‬
‫فإنه يدل على تمام الحيوان َّ‬

‫بااللتزام » (‪.)19‬‬
‫ّ‬
‫و يستخلص من هذا التعريف ما يلي ‪:‬‬
‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ّ‬
‫الل َّ‬ ‫التعريف إلى نوع من أنواع ّ‬
‫*أشار هذا ّ‬
‫الوضعية‬ ‫الداللة‬ ‫فظية ‪ ،‬و هي‬ ‫الداللة‬
‫المتعارف عليها ‪ ،‬بمعنى جعل ش يء بإزاء ش يء آخر ‪ ،‬بحيث إذا ُفه َم َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫األو ُل‬ ‫االتفاقية‬ ‫الداللة‬ ‫و يقصد بها «‬
‫ً‬
‫ناتجة من َّ‬
‫التواضع و االصطالح ‪ ،‬فكل ّ‬ ‫ُ‬
‫المالزمة بين َّ‬
‫الد ّ‬ ‫ُ َ ّ‬
‫دال‬ ‫ال و المدلول‬ ‫الثاني » (‪ ، )21‬أي أن تكون‬ ‫فهم‬

‫‪7‬‬
‫ال على ذلك َّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫االتفاق (‪ )21‬؛ كلفظ الماء َّ‬
‫السائل املخصوص بالوضع‬ ‫مرتبط بمدلول بحسب الوضع و‬

‫و االصطالح و غير ذلك ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ّ‬ ‫قسمت ّ‬
‫* ّ‬
‫الوضعية إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬ ‫فظية‬ ‫الداللة‬

‫ّ‬
‫أ‪ -‬داللة المطابقة ‪ :‬و هي داللة اللفظ على تمام ما وضع له ‪ ،‬فيطابقه مطابقة تامة ؛ كداللة لفظ اإلنسان على‬
‫ّ‬
‫تمام معناه بأنه حيوان ناطق ‪ ،‬و داللة لفظ الكتاب على تمام معناه ‪ ،‬فيدخل فيه جميع أوراقه و ما فيه من نقوش‬

‫و غالف (‪.)22‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫ضمن ‪ :‬و هي عبارة عن داللة اللفظ على جزء المعنى الموضوع له ؛ كداللة لفظ اإلنسان على‬ ‫ب – داللة‬

‫الحيوان وحده ‪ ،‬أو داللة لفظ الكتاب على الورق وحده (‪. )23‬‬

‫ّ‬
‫اللفظ على معنى خارج عن معناه الموضوع له ‪ّ ،‬‬
‫و‬ ‫لكنه مرتبط به‬ ‫ج – داللة االلتزام ‪ :‬و هي عبارة عن داللة‬
‫ّ‬
‫و‬ ‫مالزم له بواسطة انتقال الذهن عن مدلول اللفظ إلى األمر الخارج ؛ كداللة لفظ اإلنسان على الكاتب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضاحك (‪ ،)24‬و داللة لفظ األسد على الشجاعة و غير ذلك ‪.‬‬

‫ُ ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫عرف البالغيون ّ‬


‫الداللة ّ‬ ‫‪ / 4‬تعريف البالغيين ‪ّ :‬‬
‫خيل فهم منه معناه للعلم‬‫بأنها ‪ « :‬كون اللفظ بحيث متى أطلق أو ت‬
‫َّ َّ‬
‫اللفظ َّ‬ ‫ُ‬
‫المنقسمة إلى المطابقة و َّ‬
‫ال بالوضع يدل على تمام ما وض َع له »‬
‫الد َّ‬ ‫التضمن و االلتزام ؛ ألن‬ ‫بوضعه ‪ ،‬و هي‬

‫(‪. )25‬‬

‫و‬ ‫للداللة ّأنهم لم يختلفوا في تعريفهم ّ‬


‫للداللة عن تعريف أهل األصول و المنطق‬ ‫و يفهم من تعريف البالغيين ّ‬

‫الفالسفة ‪.‬‬

‫مما سبق ذكره حول تعريفات ّ‬


‫الداللة في مختلف العلوم يستنتج ّأنها تعريفات متقاربة ‪ ،‬يكاد اختالفها ال يتجاوز‬ ‫و ّ‬

‫حدود االختالف في األلفاظ ‪.‬‬

‫‪ /5‬تعريف املحدثين ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ّ‬
‫فتتجلى في ّأن مصطلح ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البد من اإلشارة في تعريف املحدثين إلى قضيتين رئيستين ؛ ّ‬
‫الداللة أشير‬ ‫القضية األولى‬ ‫فأما‬
‫ّ‬
‫الل ّ‬ ‫إليه في ّ‬
‫غوية الحديثة على نحو ثالثة آراء ‪:‬‬ ‫الدراسات‬

‫فإن مصطلح علم ّ‬


‫الداللة‬ ‫الداللة والمعنى ‪ ،‬و انطالقا من هذه الفكرة ّ‬
‫األول ‪ :‬يرى ّأن هناك ترادفا بين ّ‬
‫الرأي ّ‬
‫أ‪ّ -‬‬

‫يستعمل مرادفا لمصطلح علم المعنى ‪ ،‬يقول عزمي إسالم ‪ .... « :‬كثيرا ما تستخدم كلمتا " معنى" و" داللة "‬
‫على ّأنهما مترادفتان ‪ ،‬و ّ‬
‫خاصة حينما يكون المعنى مقصورا على األلفاظ المفردة ‪ ،‬و لذلك عادة ما تترجم كلمة‬
‫الخاص بالمفردات بوجه عام – تترجم بـ " علم ّ‬
‫الداللة" ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ، semantics‬و هي كما ذكرنا العلم الذي يدرس المعنى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الداللة طالما ّأن المعنى يمكن أن يكون للفظ ‪،‬‬
‫أعم و أشمل من مفهوم ّ‬
‫إال ّأن مفهوم المعنى ‪ ،‬كما ذكرنا من قبل ّ‬
‫كما يمكن أن يكون للعبارة أو الجملة ‪ ،‬و ال يكون مقصورا ّ‬
‫بالضرورة على األلفاظ وحدها » ‪ ، )26( .‬كما يذكر‬
‫أحمد مختارعمر مقابالت مصطلح علم ّ‬
‫الداللة مشيرا إلى تسميته أيضا بعلم المعنى دون اعتراض على ذلك ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقول ‪ « :‬أطلقت عليه ّ‬
‫اإلنجليزية ‪ ،‬أشهرها اآلن كلمة ‪ّ ، semantics‬أما في اللغة العر ّبية ‪،‬‬ ‫عدة أسماء في اللغة‬

‫يسميه علم المعنى ( و لكن حذار من استخدام صيغة الجمع و القول علم المعاني ‪ ،‬أل ّن األخير فرع من‬
‫فبعضهم ّ‬

‫ّ‬
‫الفرنسية » ‪ ، )27( .‬كما ال يجد‬ ‫ّ‬
‫اإلنجليزية أو‬ ‫فروع البالغة ) ‪ ،‬و بعضهم يطلق عليه ّ‬
‫السيمانتيك أخذا من الكلمة‬
‫ّ‬ ‫محمد ّ‬
‫أحمد ّ‬
‫قدور بأسا في استعمال المصطلحين معا ‪ ،‬يقول ‪ « :‬ومهما يكن من أمر ‪ ،‬فإننا ال نجد بأسا في‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫استعمال المصطلحين " معنى" و"داللة" ّ‬
‫غوية كافة ‪ ،‬مع تأكيد ما ذهبنا إليه من تفضيل‬ ‫للتعبير عن الوظائف الل‬
‫ّ‬
‫اللغة من وظائف في سياق الكالم ‪)28( . » .‬‬ ‫مصطلح داللة لوصف مجموع ما ّ‬
‫تؤديه جوانب‬

‫ّ‬
‫باللفظ و العبارة و الجملة ‪ ،‬و اهتمام ّ‬ ‫ّ‬
‫الثاني ‪ :‬يرى ّأن المعنى أوسع من ّ‬ ‫ّ‬
‫الداللة‬ ‫الداللة الهتمام المعنى‬ ‫الرأي‬
‫ّ‬
‫إال ّأن مفهوم المعنى ‪ ،‬كما ذكرنا من قبل ّ‬
‫أعم و أشمل من مفهوم‬ ‫باأللفاظ المفردة ‪ ،‬يقول عزمي إسالم ‪« :‬‬
‫ّ‬
‫الداللة طالما ّأن المعنى يمكن أن يكون للفظ ‪ ،‬كما يمكن أن يكون للعبارة أو الجملة ‪ ،‬و ال يكون مقصورا‬
‫ّ‬

‫» ‪)29( .‬‬ ‫ّ‬


‫بالضرورة على األلفاظ وحدها‬

‫فالداللة تشمل ّ‬
‫الداللة أوسع من المعنى ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الثالث ‪ :‬يرى ّأن ّ‬ ‫ّ‬
‫الدال و المدلول و العالقة بينهما ‪ ،‬و يقابل‬ ‫الرأي‬
‫الداللة ‪ ،‬إضافة إلى ذلك فموضوع ّ‬
‫الداللة يشمل إلى جانب ذلك ّ‬
‫كل ما‬ ‫أي ّأن المعنى جزء من ّ‬
‫المعنى المدلول ‪ّ ،‬‬
‫‪9‬‬
‫ّ‬
‫المعجمية ‪ ،‬كما ّأن مصطلح المعنى‬
‫ّ‬ ‫حوية و‬ ‫رفية و ّ‬
‫الن ّ‬ ‫وتية و ّ‬
‫الص ّ‬ ‫اللغة ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫يمت إلى المعنى بصلة في جميع جوانب‬
‫مؤيدا فكرة ّأن ّ‬
‫الداللة أوسع من‬ ‫محمد ّ‬
‫قدور ّ‬ ‫ال يحتوي على اشتقاقات مثلما يحتويه مصطلح داللة ‪ ،‬يقول أحمد ّ‬
‫ّ‬
‫الرغم من اعترافه في مقام آخر أنه ال يجد بأسا في استعمال المصطلحين معا " معنى " و" داللة" « ّإن‬
‫المعنى على ّ‬
‫كل ما ّ‬
‫يمت إلى المعنى بصلة في‬ ‫الداللة ال يقتصر على المسائل التي ّتتصل بداللة األلفاظ ‪ ،‬بل يشمل ّ‬
‫موضوع ّ‬

‫الداللة كما يرى كثير من ّ‬


‫المعجمية ‪ ،‬فعلم ّ‬
‫ّ‬ ‫رفية ّ‬
‫والن ّ‬ ‫وتية و ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫اللغة ّ‬
‫الص ّ‬
‫الدارسين مسؤول‬ ‫حوية و‬ ‫جميع جوانب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫مصطلحي معنى و‬ ‫الداللة في مستويات ّ‬
‫التحليل اللغو ّي كافة ‪ ،‬و ال ّبد من اإلشارة هنا إلى ّأن استخدام‬ ‫عن د اسة ّ‬
‫ر‬
‫داللة ال يشير إلى فروق واضحة بينهما ‪ ،)31( . » .‬و يقول فايز ّ‬
‫الداية أيضا ‪ « :‬آثرنا كذلك ترك مصطلح ( المعنى) ؛‬
‫دل ‪ّ ،‬‬
‫الد ّ‬
‫ال‬ ‫الداللة ‪ّ ،‬‬ ‫فرعية مرَنة نجدها في ّ‬
‫مادة ( ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن فيه عموما من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى ال يعين على اشتقاقات ّ‬
‫محمد المبارك فيرى ّأن ّ‬
‫الداللة ليست مرادفة للمعنى ‪،‬‬ ‫اللي‪ّ ، )31( » . .....‬أما ّ‬
‫الد ّ‬‫الدالالت ‪ّ ،‬‬
‫‪ ،‬المدلول ‪ ،‬المدلوالت ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫اللفظ ‪ ،‬و المدلول هو المعنى ‪ ،‬و ّ‬ ‫ألن ّ‬
‫ّ‬
‫أو االرتباط بينهما ‪ ،‬يقول ‪ ... « :‬و‬ ‫الداللة هي العالقة بينهما‬ ‫الدال هو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على هذا ّ‬
‫اللغة رمز ّ‬
‫دال هو‬ ‫فالداللة ليست مرادفة للمعنى ‪ ،‬ففي االتصال اللغو ّي ‪ ،‬أي نقل األفكار عن طريق‬
‫ّ‬
‫اللفظ ومدلول هو المعنى ‪ ،‬وداللته و هي االرتباط بينهما ‪.....‬و العلم الباحث ما بين األلفاظ و المعاني من صالت هو‬
‫مبحث ّ‬
‫الداللة في علم اللغة ‪)32( . » .‬‬

‫ّ ّ‬ ‫مما قيل سابقا ّأنه و على ّ‬


‫الرغم من عدم وجود حدود واضحة تفصل بين المعنى و ّ‬ ‫و يستخلص ّ‬
‫الداللة ‪ ،‬إال أنه‬
‫ّ‬
‫يمثل محور علم ّ‬ ‫الداللة أوسع من المعنى انطالقا من اعتبارين ؛ ّأولهما ّ‬
‫يمكننا القول ّإن ّ‬
‫الداللة ‪،‬‬ ‫‪،‬أن المعنى‬
‫الداللة هو العلم الذي يقوم بد اسة المعنى ‪ ،‬و محور اهتمامه هو د اسة المعنى ‪ ،‬و ثانيهما ّأن ّ‬
‫الداللة تشمل‬ ‫فعلم ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫الدال و المدلول و العالقة بينهما ‪ ،‬في حين ّأن المعنى يقابل المدلول ‪ ،‬أي أنه جزء منه ‪.‬‬
‫ّ‬

‫الد ّ‬‫النظريات ّ‬
‫بتعدد ّ‬
‫تعدد ّ‬
‫غوية الحديثة ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ّ‬ ‫الداللة في ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الثانية و هي ّأن مفهوم ّ‬
‫اللية ‪ّ ،‬‬
‫فكل‬ ‫الدراسات‬ ‫ّأما القضية‬
‫لوكية ورائدها بلومفيلد ترى ب ّ‬
‫أن معنى‬ ‫الس ّ‬‫ظرية ّ‬ ‫خاص ‪ ،‬ف ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫نظرّية تبحث في ّ‬
‫كيفية تحديد المعنى على نحو‬
‫ّ‬
‫المتكلم واالستجابة التي يحدثها ا ّ‬ ‫الكلمة ّ‬
‫يتحدد من خالل ّ‬
‫لسامع ‪ ،‬و‬ ‫المنبه و االستجابة ‪ ،‬أي الموقف الذي يحدثه‬
‫بأن المعنى ّ‬
‫اإلشارية و ائداها أوجدن و ريتشاردز ‪،‬ترى ّ‬ ‫ّ‬
‫يتحدد من خالل ما يشار إليه في الخارج أو العالقة‬ ‫ّ ر‬ ‫الن ّ‬
‫ظرية‬
‫‪10‬‬
‫ّ ّ‬
‫ممثليها جون لوك ‪ ،‬ترى ّأن معنى الكلمة هو ال ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظرية ّ‬ ‫التعبير و ما يشير إليه ‪ ،‬و ّ‬
‫الن ّ‬ ‫بين ّ‬
‫صور الذي‬ ‫صورية و أهم‬ ‫الت‬
‫التواصل بينهما ‪ ،‬أي ّأن معنى الكلمة هو ّ‬
‫الت ّ‬ ‫يتم ّ‬ ‫ّ‬
‫المتكلم و يحصل ّ‬
‫للسامع حين ّ‬
‫صور أو الفكرة الموجودة في‬ ‫يحمله‬
‫ياقية وزعيمها فيرث ‪ ،‬ترى ّأن معنى الكلمة ّ‬
‫الس ّ‬ ‫ّ‬
‫الذهن ‪ ،‬و ّ‬
‫النظرّية ّ‬
‫يتحدد من خالل استعمالها ‪ ،‬يقول أندري مارتني‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫يتحدد إال من‬ ‫اللية ‪ ،‬ترى ّأن معنى الكلمة ال‬
‫الد ّ‬‫تتوفر الكلمة على المعنى " ‪ ،‬ونظرية الحقول ّ‬ ‫" خارج ّ‬
‫السياق ال‬
‫معين ‪ ،‬فالكلمة مكانها في نظام من العالقات التي تربطها بكلمات أخرى على ّ‬
‫حد تعبير‬ ‫داللي ّ‬
‫خالل تواجدها في مجال ّ‬

‫ّ‬
‫بكيفية و طريقة تحديد المعنى‪.‬‬ ‫ستيفن أولمان ‪ ،‬و غيرها من ّ‬
‫النظريات األخرى التي ّ‬
‫تهتم‬

‫ّ‬ ‫ثانيا ‪ :‬علم ّ‬


‫الداللة – المصطلح و التسمية و المفهوم و الموضوع ‪:‬‬

‫‪ / 1‬مصطلح علم ّ‬
‫الداللة ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تبلور مصطلح علم ّ‬


‫الفرنسية ‪ Sémantique‬لدى اللغوي الفرنس ي ميشال بريال في أواخر القرن‬ ‫الداللة في صورته‬
‫الدالالت ‪ ،‬ليقابل " علم ّ‬ ‫ّ‬
‫اللغة العام هو علم ّ‬ ‫ّ‬
‫التاسع عشر‪ 1881‬م ‪ّ ،‬‬
‫الصوتيات " الذي يعنى‬ ‫ليعبر عن فرع من علم‬
‫ّ‬
‫ثم تبعه في ذلك دار َمس ِتترفي كتابه "المعنون بـ ‪" :‬حياة األلفاظ " ‪vie des mots‬‬ ‫الل ّ‬
‫غوية (‪ّ ،)33‬‬ ‫بدراسة األصوات‬
‫ّ‬ ‫داللية ّ‬
‫تطرق فيه إلى مسائل ّ‬‫‪ La‬الذي صدر سنة ‪ 1887‬م ‪ ،‬و ّ‬
‫متعددة ( دالالت األلفاظ في اللغات القديمة التي تنتمي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الالتنية و ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المؤسس‬ ‫السنسكريتية ) ( ‪ ،) 34‬و في سنة ‪ 1897‬م نشر ميشال بريال كتابه‬ ‫األوروبية و‬ ‫الهندية‬ ‫إلى الفصيلة‬

‫السيمانتيك ( ‪ ، ) essai de semantique‬و قد عني فيه بدالالت األلفاظ‬ ‫لعلم ّ‬


‫الداللة المعنون بـ ‪ :‬مقالة في ّ‬
‫ّ‬ ‫اليونانية و ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السنسكريتية و الالتينية ‪ ،‬و‬ ‫الهندية األورو ّبية ‪ ،‬مثل‬ ‫في اللغات القديمة التي تنتمي إلى الفصيلة‬
‫ّ‬
‫اللغة و ّأول دراسة حديثة ّ‬
‫لتطور معاني الكلمات ‪،)15( .‬‬ ‫اعتبر بحثه و قتئذ ثورة في دراسة علم‬
‫ّ‬
‫و‬ ‫و في سنة ‪ 1911‬م ظهر كتاب آخر تحت عنوان " معنى المعنى " الذي ألفه االنجليزيان أوجدن‬
‫ريتشاردز‪ ، ogdan, Richards‬و قد جاء هذا الكتاب نتيجة ّ‬
‫التأثير الكبير الذي أحدثه ميشال بريال ‪ ،‬إذ كان‬
‫تهتم بالمعنى هي ّ‬
‫السيمانتيك (‪)36‬‬ ‫هامة ّ‬
‫قضية ّ‬ ‫ّ‬
‫الموجه إلى ّ‬ ‫بمثابة‬

‫‪11‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪semantikos‬؛ أي ‪ :‬يعني ‪ّ ،‬‬
‫يدل ‪،‬‬ ‫ّأما أصل اصطالح الكلمة فقد أرجع إلى أصل يوناني مؤنث ‪ sémantiké‬مذكر‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬
‫االنجليزية ‪ ،‬و حظي بإجماع جعله‬ ‫االصطالح إلى‬ ‫كتب اللغة هذا‬ ‫و مصدره كلمة ‪ ، séma‬أي ‪ :‬إشارة و قد نقلت‬

‫متداوال بغير لبس ‪).37( semantics‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غير ّأنه و ّ‬


‫العربي ‪ ،‬فإننا نجد فيه أيضا هذا االستخدام اللغوي و هو ما يؤكد ّأن أصل‬
‫ّ‬ ‫التراث اللغو ّي‬ ‫بالرجوع إلى‬
‫و ّ‬
‫تنوع‬ ‫ّ‬
‫أسبقية وضع المصطلح ‪ ،‬و يبقى فقط الفرق في طريقة االستخدام ‪،‬‬ ‫الكلمة عربي ‪ ،‬و ّأن العرب لهم‬

‫المناهج (‪.)38‬‬

‫َ ْ َ ُ َن َ ْ ً‬ ‫نستدل بما ورد في ّ‬


‫ضال ِّم َن‬ ‫التنزيل العزيز ‪ ،‬حيث وردت كلمة " سيما " في قوله تعالى ‪ ﴿ :‬يبتغو ف‬ ‫ّ‬ ‫و في هذا ّ‬
‫الصدد‬
‫ّ ْ َ َ ُّ ُ‬ ‫َّ َ ْ َ ً َ ُ ْ ُ ُ‬
‫ود﴾ [ الفتح ‪ ] 19:‬؛ أي عالماتهم بائنة على وجوههم من أثر‬ ‫الل ِه و ِرضو انا ِسيماهم ِفي وج ِ‬
‫وه ِهم ِمن أث ِرالسج ِ‬
‫السجود ‪ ،‬و هي عالمة حسنة (‪. )39‬‬ ‫ّ‬

‫َّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ّ َ َ َْ َ َ ََْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ ّ َ َّ‬


‫اط ِيرال ُمقنط َر ِة ِم َن الذ َه ِب‬
‫النساء والب ِنين والقن ِ‬
‫ُ‬
‫اس ح ُّب الش َهو ِ‬
‫ات ِمن ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫و في قوله أيضا عز و تقدس ‪ ﴿ :‬زِين ِللن ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ْ َّ ْ َ ْ‬
‫السما و السومة ‪ ،‬و هي‬ ‫مة هي التي عليها ّ‬ ‫َ‬
‫الخيل المسو‬ ‫ض ِة َوالخ ْي ِل ال ُم َس َّو َم ِة ﴾ [ آل عمران ‪ ] 14 :‬؛ أي ‪َّ :‬أن‬ ‫وال ِف‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫العالمة (‪ ، )1‬و قيل ‪ :‬هي المعل َمة (‪. )41‬‬

‫الس ُ‬
‫يمياء ‪:‬‬ ‫يم ُاء و ّ‬ ‫يم ُة و ّ‬
‫الس َ‬ ‫وم ُة و ّ‬
‫الس َ‬ ‫كما وردت في معجم لسان العرب ‪ ،‬حيث يقول ابن منظور ‪ « :‬والس َ‬
‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫وم ُة َّ‬
‫بالض ّم العالمة تج َع ُل على الشاة ‪ ،‬و في الحرب أيضا ‪....‬‬ ‫يم َة‪ .....‬الس َ‬ ‫س ‪َ :‬ج َع َل عليه ّ‬
‫الس َ‬ ‫سو َم َ‬
‫الفر َ‬ ‫العالمة ‪ ،‬و َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫عالمات على صوف الغنم‪» ...‬‬ ‫ّ‬
‫‪.....‬السي ُم ال‬ ‫معناه عالمة وهي مأخوذة من َو َسم ُت أس ُم‬
‫ُ‬ ‫يما حسنة‬‫قولهم ‪ :‬عليه س َ‬

‫(‪. )41‬‬

‫و‬ ‫ّ‬
‫الفرنسية‬
‫ّ‬ ‫الداللة ّ‬
‫عدة تسميات ‪ ،‬منها ‪ Sémantique :‬باللغة‬ ‫‪ /1‬أسماؤه ‪ُ :‬أ َ‬
‫طلق على مصطلح علم ّ‬

‫الداللة ‪ ،‬بفتح َّ‬


‫يسميه علم َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدال و كسرها ‪ ،‬و‬ ‫العربية ‪ ،‬فبعضهم ّ‬ ‫االنجليزية ‪ّ ،‬أما في اللغة‬ ‫‪ semantics‬باللغة‬

‫السين ‪ّ ،‬‬
‫مادة ( َس َو َم ) ‪.‬‬ ‫السابق ‪ ،‬م ‪ / 1‬ج ‪ / 14‬ص ‪ ، 1158‬باب ّ‬
‫‪ - )1‬ينظر‪ :‬ابن منظور ‪ ،‬المصدر ّ‬
‫‪12‬‬
‫ّ‬
‫الفرنسية أو االنجليزية‬ ‫يسميه علم المعنى ‪ ،‬و بعضهم يطلق عليه اسم ّ‬
‫السيمانتيك ‪ ،‬أخذا من الكلمة‬ ‫بعضهم ّ‬

‫(‪.)42‬‬

‫و لكن المصطلح األكثراستعماال اليوم هو علم ّ‬


‫الداللة ‪.‬‬

‫‪ /1‬مفهوم علم ّ‬
‫الداللة ‪:‬‬

‫األربعين تعريفا ‪ ،‬و قد ذكر أحمد مختارعمر في كتابه " علم ّ‬


‫الداللة " بعضا منها على‬ ‫َ‬ ‫تعريفات علم ّ‬
‫الداللة‬ ‫ُ‬ ‫بلغت‬
‫هذا ّ‬
‫النحو ‪:‬‬

‫‪ -‬هو " دراسة المعنى " ‪.‬‬

‫‪ "-‬العلم الذي يدرس المعنى "‬

‫ّ‬
‫‪ "-‬ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى "‪. )43( .‬‬

‫(‬ ‫الس ّ‬
‫لوكية‬ ‫كيفية تحديد المعنى ‪ ،‬منها ّ‬
‫النظرّية ّ‬ ‫بنظرية المعنى مختلف ّ‬
‫النظريات التي تبحث في ّ‬ ‫ّ‬ ‫و يقصد‬
‫ّ‬ ‫بأن معنى الكلمة ّ‬
‫يتحدد من خالل ّ‬ ‫بلومفيلد) التي ترى ّ‬
‫المنبه و االستجابة ‪ ،‬أي الموقف الذي يحدثه المتكلم‬
‫اإلشارية ( أوجدن و ريتشاردز) ‪،‬و التي ترى ّأن المعنى ّ‬
‫يتحدد من خالل‬ ‫ّ‬ ‫السامع ‪ ،‬و ّ‬
‫النظرّية‬ ‫واالستجابة التي يحدثها ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظرّية ّ‬
‫التعبير و ما يشير إليه ‪ ،‬و ّ‬
‫ما يشار إليه في الخارج أو العالقة بين ّ‬
‫صورية ( جون لوك ) ‪ ،‬التي ترى أن‬ ‫الت‬
‫ّ‬
‫التواصل بينهما ‪ ،‬أي أ ّن معنى الكلمة هو‬
‫يتم ّ‬ ‫المتكلم و يحصل ّ‬
‫للسامع حين ّ‬ ‫معنى الكلمة هو ّ‬
‫الت ّ‬
‫صور الذي يحمله‬
‫ياقية ( فيرث) ‪ ،‬التي ترى ّأن معنى الكلمة ّ‬
‫الس ّ‬‫ظرية ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬
‫الذهن ‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫يتحدد من خالل‬ ‫صور أو الفكرة الموجودة في‬
‫ّ‬
‫اللية ‪ ،‬حيث إ ّن‬
‫الد ّ‬‫تتوفر الكلمة على المعنى " ونظرية الحقول ّ‬ ‫استعمالها ‪ ،‬يقول أندري مارتني " خارج ّ‬
‫السياق ال‬
‫يتحدد في ضوئها إ ّال من خالل تواجدها في مجال ّ‬
‫داللي ّ‬
‫معين ‪ ،‬فالكلمة مكانها في نظام من العالقات‬ ‫معنى الكلمة ال ّ‬

‫ّ‬
‫بكيفية و طريقة‬ ‫حد تعبير ستيفن أولمان ‪ ،‬و غيرها من ّ‬
‫النظريات األخرى التي ّ‬
‫تهتم‬ ‫التي تربطها بكلمات أخرى على ّ‬

‫تحديد المعنى ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حتى يكو َن قادرا على حمل المعنى ‪)44(.‬‬
‫الرمز َّ‬ ‫َ‬
‫الواجب توافرها في َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪ "-‬ذلك الفرع الذي يدرس الشروط‬

‫يء آخر عند حضوره ‪)45( .‬‬ ‫ّ ّ‬


‫بالرمز أنه مثير بديل يستدعي لنفسه نفس االستجابة التي قد يستدعيها ش‬ ‫و يقصد‬

‫و من شروطه ‪:‬‬

‫لغويا أم غير لغو ّي ‪.‬‬


‫‪-‬أن يكون حامال للمعنى سواء أكان ّ‬

‫ّ‬
‫وضعيا ‪.‬‬ ‫‪-‬أن يكون‬

‫ّ‬
‫الرمز اللغو ّي ‪.‬‬ ‫قصديا ّ‬
‫خاصة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬أن يكون‬

‫الداللة أيضا في قوله ‪ " :‬علم ّ‬


‫الداللة أو دراسة المعنى فرع من‬ ‫السعران ( ‪1991‬م‪1911/‬م) علم ّ‬
‫يعرف محمود ّ‬
‫و ّ‬

‫القاموسية ‪ّ ،‬إنه ّ‬
‫قمة هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفونولوجية و ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدراسات ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫اللغة ‪ ،‬هو غاية ّ‬
‫الدراسات "‬ ‫حوية و‬ ‫وتية و‬ ‫فروع علم‬
‫نص ّ‬
‫السعران إلى مجموعة من القضايا ‪ ،‬نوجزها فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪ ، )46(.‬إذ يشير ّ‬

‫‪-‬علم ّ‬
‫الداللة مرادف لعلم المعنى في نظره ‪.‬‬

‫‪-‬مجال اهتمام علم ّ‬


‫الداللة هو دراسة المعنى ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪-‬علم ّ‬
‫الداللة فرع من فروع علم اللغة ‪،‬‬

‫المعجمية) ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫رفية ‪ّ ،‬‬
‫الن ّ‬ ‫وتية ‪ّ ،‬‬
‫الص ّ‬ ‫غوية األخرى ( ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ّ‬ ‫الداللة هدف ّ‬
‫‪ -‬علم ّ‬
‫ألن المعنى حصيلة‬ ‫حوية ‪،‬‬ ‫الدراسات‬
‫ّ ّ‬
‫يتحدد إال عن طريق تضافر هذه المستويات فيما بينها ‪.‬‬ ‫لهذه المستويات ‪ ،‬إذ ال‬

‫‪ / 4‬موضوع علم ّ‬
‫الداللة ‪:‬‬

‫ّ‬
‫الداللة يستنتج ّأن موضوعه ال يقتصر على دراسة المعنى اللغوي ‪ ،‬بل يدرس‬
‫السابقة لعلم ّ‬ ‫انطالقا من ّ‬
‫التعريفات ّ‬

‫لغوية و قد تكون غير ّ‬


‫لغوية (‪)47‬‬ ‫الرموز قد تكون ّ‬
‫أو ّ‬ ‫َّ‬
‫أي ش يء يقوم بدور العالمة أو ّ‬
‫الرمز ‪ ،‬هذه العالمات‬

‫‪14‬‬
‫ّ‬
‫اللغوية ؛ كإشارات المرور التي تحيل إلى معنى دون لفظ ‪ ،‬و إيماءة ّ‬ ‫ّ‬
‫الرأس‬ ‫فاللغوية ‪ ،‬كالكلمات و الجمل ‪ ،‬و غير‬
‫الدال على الغضب ‪ ،‬ورمز الميزان ّ‬
‫الدال‬ ‫الدالة على الخجل و تقطيب الجبين ّ‬
‫الرفض ‪ ،‬وحمرة الوجه ّ‬ ‫ّ‬
‫الدالة على ّ‬
‫ّ‬
‫اللغوية التي تحمل معنى ّ‬ ‫على العدالة ‪ ...‬و غير ذلك من ّ‬
‫معينا من دون لفظ ‪.‬‬ ‫الرموز غير‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إال ّأن تركيزه يكون‬ ‫لغوية أم غير َّ‬
‫الرموز سواء أكانت َّ‬ ‫و رغم اهتمام علم ّ‬
‫الداللة بدراسة ّ‬
‫منصبا على المعنى‬ ‫لغوية ‪،‬‬
‫ّ‬
‫الل َّ‬ ‫ّ‬
‫اللغوي في مجال ّ‬
‫غوية (‪. )48‬‬ ‫الدراسة‬

‫‪ /5‬مجاالت علم ّ‬
‫الداللة ‪:‬‬

‫الد ّ‬
‫اللية يمكن إيجازها فيما يلي ‪:‬‬ ‫الداللة بالكثير من القضايا ّ‬
‫يهت ّم علم ّ‬
‫ّ‬

‫أ‪-‬معاني المفردات ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫تطور موضوع علم ّ‬


‫لقد ّ‬
‫الداللة عبر تاريخه الحديث ‪ ،‬ففي بدايته كان محط اهتمامه هو البحث في أصل معاني‬
‫تطور تللك المعاني ‪ ،‬وهذا المفهوم التصق بتعريف هذا العلم عند عدد من ّ‬
‫الدارسين ‪:‬‬ ‫الكلمات وطرائق ّ‬

‫و قد‬ ‫‪ ) essai de semantique‬سنة ‪1897‬‬ ‫السيمانتيك (‬‫‪ -‬كتب ميشال بريال بحثا بعنوان مقالة في ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و‬ ‫الهندية األورو ّبية ‪ ،‬مثل اليونان ّية‬ ‫عني فيه بدالالت األلفاظ في اللغات القديمة التي تنتمي إلى الفصيلة‬
‫ّ‬
‫اللغة و ّأول دراسة حديثة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لتطور معاني الكلمات‬ ‫السنسكريتية و الالتينية ‪ ،‬و اعتبر بحثه و قتئذ ثورة في دراسة علم‬
‫‪)49( .‬‬

‫ّ‬
‫يبين بييرجيرو في كتابه ‪ La Semantique‬موضوع هذا العلم بأنه " ُيعنى بدراسة معنى الكلمات " ‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬

‫ّ‬ ‫يعرف ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫كل من ستيفن أولمان و ماريو باي ‪ Semantics‬بأنه " دراسة معاني الكلمات (‪. )49‬‬

‫ب‪-‬المعنى حصيلة لتضافرمستويات أخرى ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تطور العلم أصبح واضحا ّأن ّ‬


‫مع ّ‬
‫حل مشكلة معاني المفردات ما هو إال خطوة بداية من سلسلة طويلة من‬
‫تؤدي إلى كشف المعنى ‪ ،‬و إذا كان الهدف من علم ّ‬
‫الداللة الوصول إلى المعنى ‪ ،‬فعليه أن يعالج‬ ‫الخطوات التي ّ‬

‫‪15‬‬
‫وتي ‪ ،‬و ّ‬
‫الص ّ‬ ‫أهم هذه المستويات ‪ ،‬المستوى ّ‬
‫الص ّ‬ ‫المعجمي ‪ ،‬ومن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رفي‬ ‫مستويات أخرى من اللغة بجانب المستوى‬
‫ركيبي ( ّ‬ ‫ّ‬
‫النحو ّي) ‪.‬‬ ‫الت ّ‬ ‫و‬

‫ضاد ‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫الترادف ‪ّ ،‬‬
‫الت ّ‬ ‫الد ّ‬
‫اللية ‪ :‬و ّ‬ ‫ج‪-‬العالقات ّ‬
‫يتحدد المعنى من‬ ‫أهم هذه العالقات ‪ ،‬المشترك اللفظي ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ّ‬
‫فظي هو داللة اللفظ الواحد على معنيين مختلفين أو أكثر‬ ‫خالل هذه العالقات بطرائق مختلفة ؛ فالمشترك‬
‫الع ْي ُن ‪ :‬مطر ّأيام ال ُي ُ‬
‫قلع ‪،‬‬ ‫قد من ّ‬
‫الدراهم ‪َ ،‬‬ ‫الع ْي ُن ‪َّ :‬‬
‫الن ُ‬ ‫الع ْي ُن ‪ :‬عين اإلنسان التي ينظر بها ‪َ ،‬‬
‫‪ .‬مثل ‪َ :‬‬

‫ّ‬
‫الطبيعة ‪ ،...‬و ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫اللفظ على معنى واحد ‪ ،‬مثل ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫الترادف هو داللة ّ‬
‫ضاد و‬ ‫السليقة ‪ ،‬الغريزة ‪،‬‬ ‫عدة كلمات مختلفة‬ ‫و‬
‫ّ‬
‫الليل ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫متضادين ‪ ،‬مثل ‪َّ :‬‬ ‫ّ‬
‫النهار ‪ .‬و ثانيهما وجود‬ ‫الصريم ‪:‬‬ ‫يحمل معنيين ‪ ،‬أحدهما داللة اللفظ الواحد على معنيين‬
‫السواد ‪ّ ،‬‬ ‫ويتضادان ً‬
‫معنى ‪ ،‬نحو البياض و ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫السخاء و البخل) ‪.‬‬ ‫لفظين يختلفان لفظا‬

‫ظرية ّ‬ ‫اإلشارية ‪ّ ،‬‬ ‫لوكية ‪ّ ،‬‬ ‫أهمها ‪ّ :‬‬ ‫الد ّ‬‫ظريات ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬
‫صو ّرية‬
‫الت ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظرّية‬ ‫الس ّ‬‫النظرّية ّ‬ ‫اللية الحديثة ‪ ،‬و ّ‬ ‫د‪-‬المعنى في ضوء‬
‫كل ّ‬
‫نظرية بشكل مختلف عن األخرى ‪.‬‬ ‫اللية ‪ ،....‬حيث ّ‬
‫يتحدد المعنى في ّ‬ ‫الد ّ‬‫نظرية الحقول ّ‬
‫ياقية ‪ّ ،‬‬
‫الس ّ‬‫ظرية ّ‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫الن ّ‬

‫وتية ‪ّ ،‬‬
‫الداللة ّ‬
‫الص ّ‬ ‫عدة أقسام ‪ ،‬وهي ‪ّ :‬‬
‫الداللة ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫اللغويين املحدثين إلى ّ‬ ‫هـ ‪-‬أنواع ّ‬
‫الداللة ‪ :‬حيث ّ‬
‫رفية ‪،‬‬ ‫قسمت عند‬
‫الس ّ‬
‫ياقية ‪.‬‬ ‫المعجمية ‪ّ ،‬‬
‫الداللة ّ‬ ‫ّ‬ ‫حوية ‪ّ ،‬‬
‫الداللة‬ ‫الداللة ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬

‫‪-‬العالقة بين ّ‬
‫الدال و المدلول ‪.‬‬

‫المتعلقة بال ّلغة في ّ‬


‫حد ذاتها ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الد ّ‬
‫اخلية‬ ‫يتغير ألسباب و دوافع كثيرة ‪ ،‬منها ّ‬
‫اللي ‪ ،‬حيث ّإن معنى الكلمات ّ‬
‫الد ّ‬‫غير ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬‫و‪-‬‬
‫فسية و غيرها ‪ ،‬كما ّ‬ ‫الحضارية و ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الث ّ‬‫ّ‬ ‫االجتماعية و ّ‬
‫التار ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتجسد هذا‬ ‫قافية و‬ ‫يخية و‬ ‫الخارجية ‪ ،‬كاألسباب‬ ‫و منها‬

‫و غيرها ‪.‬‬ ‫الس ّ‬


‫مو واالنحطاط‬ ‫التخصيص ّ‬
‫والتعميم و االنتقال و ّ‬ ‫معينة ‪ ،‬منها ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّغير في مظاهر و أشكال ّ‬

‫قائمة المصادرو المراجع ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الد ّ‬‫طور ّ‬ ‫ّ‬


‫الت ّ‬ ‫قدور ‪ ،‬في ّ‬
‫محمد ّ‬
‫‪-‬أحمد ّ‬
‫العربية األردني ‪ ،‬العدد‬ ‫اللي ‪ ،‬بحث منشور في مجلة مجمع اللغة‬ ‫الداللة و‬

‫‪1249 ، 11‬هـ ‪1989 -‬م ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-‬أحمد مختار عمر ‪ ،‬علم ّ‬
‫الداللة ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط ‪ 1985 ، 1‬م ‪ ،‬ط ‪1988 ،1‬م ‪ ،‬ط ‪1991 ، 1‬م ‪ ،‬ط‪4‬‬

‫‪ 1991 ،‬م ‪ ،‬ط ‪1998 ، 5‬م ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬


‫المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء و المتكلمين ‪ ،‬تحقيق و تقديم حسن‬
‫‪-‬اآلمدي ‪ ،‬سيف الدين ( ت ‪ 111‬ه) ‪ِ :‬‬
‫محمود الشافعي ‪ ،‬الناشر مكتبة وهبة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط ‪ 1411 ، 1‬ه – ‪ 1991‬م ‪،‬‬

‫و‬ ‫حيان ‪ ،‬أثير ّ‬


‫الدين أبو عبد الله ّ‬
‫محمد بن يوسف( ت ‪ 754‬هـ) ‪ ،‬البحر املحيط ‪ ،‬دراسة‬ ‫‪-‬األندلس ي ‪ ،‬أبو ّ‬

‫ّ‬
‫العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‬ ‫تحقيق و تعليق عادل أحمد عبد الموجود ‪ ،‬علي محمد ّ‬
‫معوض وآخرين ‪ ،‬دار الكتب‬

‫ط‪ 1411 ، 1‬ه – ‪ 1991‬م‪.‬‬

‫ّ‬
‫الثقافة ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -‬تمام ّ‬
‫الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط ‪1994‬م‪.‬‬ ‫العربية معناها و مبناها ‪ ،‬دار‬ ‫حسان ‪ ،‬اللغة‬

‫ّ‬ ‫ّ َ‬
‫هانوي ‪ّ ،‬‬
‫محمد علي ( ت بعد ‪ 1158‬ه ) ‪ :‬موسوعة كشاف اصطالحات الفنون و العلوم ‪ ،‬تقديم و إشراف و‬ ‫‪-‬الت‬

‫مراجعة رفيق العجم تحقيق علي دحروج ‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون ‪ ،‬ط ‪ 1991 ، 1‬م ‪ ،‬ج ‪. 1‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التبيين ‪ ،‬تحقيق عبد ّ‬
‫السالم ّ‬
‫محمد هارون ‪ ،‬الناشر مكتبة‬ ‫‪-‬الجاحظ ‪ ،‬أبو عثمان بن عمرو بن بحر‪ :‬البيان و‬

‫الخانجي بالقاهرة ‪ ،‬ط ‪ 1418 ، 7‬ه – ‪ 1998‬م ‪ ،‬ج ‪. 1‬‬

‫ّ‬ ‫محمد عبد العبود ‪،‬مصطلحات ّ‬


‫العربية دراسة في ضوء علم اللغة الحديث ‪،‬دار الكتب العلم ّية‬
‫ّ‬ ‫الداللة‬ ‫‪-‬جاسم ّ‬

‫‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪1418 ، 1‬هـ ‪1227-‬م‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪--‬الجوهري ‪ ،‬إسماعيل بن ّ‬


‫العربية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار ‪ ،‬دار العلم‬ ‫حماد ‪ :‬تاج اللغة و صحاح‬

‫للماليين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪ 1992 ، 4‬م ‪ ،‬ج ‪. 1‬‬

‫ّ‬
‫و‬ ‫محمد ‪ ،‬المفردات في غريب القرآن ‪ّ ،‬تم التحقيق‬
‫الراغب األصفهاني ‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن ّ‬
‫‪ّ -‬‬

‫اإلعداد بمركز الدراسات و البحوث بمكتبة نزار مصطفى الباز ‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫السرخس ي ‪ ،‬حققه أبو الوفا األفغاني ‪ُ ،‬عنيت بنشره‬
‫محمد بن أحمد بن أبي سهل ‪ :‬أصول ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫السرخس ي ‪ ،‬أبو بكر ّ‬
‫ّ‬
‫النعمانية بحيدر آباد ّ‬
‫الدكن بالهند ‪ ،‬ج ‪. 1‬‬ ‫لجنة إحياء المعارف‬

‫السيد الشريف ُ‬
‫الجرجاني علي بن ّ‬
‫محمد ‪ ،‬معجم التعريفات ‪ ،‬تحقيق و دراسة محمد صديق المنشاوي ‪ ،‬دار‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫الفضيلة للنشر و التوزيع و التصدير ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫الر اية و ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫الش ْو َكا ِني ‪ّ ،‬‬


‫محمد بن علي بن ّ‬ ‫َّ‬
‫اية من علم‬
‫الدر ِ‬
‫ِ‬ ‫محمد ( ت ‪ 1152‬ه ) ‪ ،‬فتح الق ِد ِير الج ِام ِع بين فني ِّ و ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫التفسير ‪ ،‬اعتنى به وراجع أصوله يوسف الغوش ‪ ،‬دار المعرفة بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪ 1418 ، 4‬ه ‪ 1227 ،‬م ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حققه و ضبط ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطبري ‪ّ ،‬‬
‫نصه و علق‬ ‫محمد بن جرير‪ ( ،‬ت ‪ 112‬هـ) ‪ ،‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪ ،‬هذبه و‬ ‫‪-‬‬
‫عواد معروف ‪ ،‬عصام فارس الحرثاني ‪ّ ،‬‬
‫مؤسسة ّ‬ ‫ّ‬
‫بشار ّ‬
‫الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪ 1415 1‬ه ‪ 1994 ،‬م‪.‬‬ ‫عليه‬

‫الحولية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السادسة ‪ ،‬جامعة‬ ‫تحليلية ‪ ،‬دار النشر ‪ ،‬حوليات كلية اآلداب ‪،‬‬ ‫‪-‬عزمي إسالم ‪ ،‬مفهوم المعنى دراسة‬
‫ّ‬
‫الكويت ‪1425 ،‬هـ ‪1985-‬م ‪.‬‬

‫محمد بن يعقوب ‪ :‬القاموس املحيط ‪ ،‬تحقيق مكتب تحقيق التراث في ّ‬


‫مؤسسة‬ ‫‪-‬الفيروز آبادي ‪ ،‬مجد ّ‬
‫الدين ّ‬

‫الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪ 1411 ، 8‬ه ‪ 1225 ،‬م ‪ ،‬م ‪/ 1‬‬ ‫العرقسوس ي ‪ّ ،‬‬
‫مؤسسة ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الرسالة إشراف محمد نعيم‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬فايز ّ‬


‫الداية ‪ ،‬علم الداللة العربي بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ 1417 ،‬ه – ‪ 1991‬م ‪.‬‬

‫‪-‬كلود جرمان ‪ ،‬ريمون لوبلون ‪ :‬علم ّ‬


‫الداللة ‪ ،‬ترجمة نور الهدى لوشن ‪ ،‬منشورات جامعة قاز يونس ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬

‫‪ 1997‬م ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية ‪ ،‬معجم ألفاظ القرآن الكريم ‪ 1429 ،‬ه – ‪ 1989‬م ‪.‬‬ ‫‪-‬مجمع اللغة‬

‫ّ‬
‫‪-‬مجمع اللغة العربية بالقاهرة ‪ :‬المعجم الوسيط ‪ :‬مكتبة الشروق الدولية ‪ ،‬ط ‪ 1415 ، 4‬ه ‪ 1224 ،‬م ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫العربية وعرض لمنهج الع ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ربية‬ ‫تحليلية مقارنة للكلمة‬ ‫العربية ‪،‬دراسة‬ ‫محمد المبارك ‪،‬فقه اللغة وخصائص‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األصيل في التجديد والتوليد ‪،‬دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫اللغة ّ‬
‫مقدمة للقارئ العربي ‪ ،‬دار ّ‬ ‫‪-‬محمود ّ‬
‫العربية للطباعة و النشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‬ ‫النهضة‬ ‫السعران ‪ ،‬علم‬

‫َّ‬
‫المظفر ‪ّ ،‬‬
‫المنطق ‪ 1417 ،‬ه – ‪1221‬م ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫محمد رضا ( ت ‪ 1181‬ه ) ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-‬ابن منظور ‪ ،‬أبو الفضل جمال ّ‬


‫الدين بن مكرم ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬دار الحديث ‪ 1417 ،‬ه – ‪ 1221‬م ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫و‬ ‫‪ -‬النسفي ‪ ،‬أبو البركات عبد الله بن محمود ( ت ‪712‬ه ) ‪ :‬تفسير النسفي – مدارك التنزيل‬
‫قدم له محيي ّ‬
‫خرج أحاديثه يوسف علي بدوي ‪ ،‬اجعه و ّ‬ ‫ّ‬
‫حققه و ّ‬ ‫ّ‬
‫الدين ديب منو ‪ ،‬دار الكلم‬ ‫ر‬ ‫حقائق التأويل –‬
‫ّ‬
‫الطيب ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪ 1419 1‬ه – ‪ 1988‬م ‪ ،‬ج ‪.1‬‬

‫ُ‬ ‫ّ‬
‫النيسابوري ‪ ،‬أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ( ت ‪ 111‬ه ) ‪ :‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان‬
‫ّ‬
‫التوزيع ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الرياض ‪ ،‬ط ‪ 1417 ، 1‬ه – ‪ 1221‬م ‪.‬‬ ‫‪ ، .‬دار طيبة للنشر و‬

‫‪19‬‬

You might also like