You are on page 1of 2

‫‪ :‬دار عديل التي تعود أراضي بوجلود من بين ممتالكاته‬

‫أول سكن لحاكم فاس في عهد موالي عبد هللا ‪ ،‬دار عديل ‪ ،‬مبنى من القرن الثامن عشر أصبح ملًك ا للدولة وقد أصبح خزانة في القرن‬
‫‪.‬التاسع عشر‪ .‬ثم تم تحويله إلى متحف للحرف المغربية وبعد ذلك أصبح معهد للموسيقى األندلسية‬

‫‪.‬وجدت بعض األبحاث حول دار عديل وتاريخها مختلف قليًال حسب الباحثين والمؤرخين‬

‫كانت عائلة عديل موجودة في فاس منذ ما يقرب من مائتي عام وأكثر‪ .‬كانت من العائالت المخزنية العريقة والمعروفة‪ ،‬لقد بنوا منازل‬
‫جميلة والعديد من المؤسسات االستثمارية المعروفة للعموم‪ .‬وتنسب كلها تقريبا لدار عديل‪ ،‬من بينها فندق النجارين ‪ ،‬الذي يعرفه كل‬
‫زائر لفاس ‪ ،‬وفندق الصاغة‪ ،‬جميع المنشأت ذات النوعية الجيدة والمميزة للغاية للعمارة في فاس في النصف األول من القرن الثامن‬
‫‪.‬عشر‬

‫البد أن مثل هذا العرض للثروة قد أثار غضب ومراقبة‪ .‬السلطان نفسه‪ .‬تم وضع عديل في السجن‪ .‬أجمل زوجاته أخذت إلى حريم‬
‫السلطان ؛ تمت مصادرة ممتلكاته‪ .‬هكذا ‪ ،‬في ذروة الفوضى المغربية أنذاك‪ ،‬تم الحجز على جميع ممتالكته‪ .‬لكن ال شيء يدوم في هذا‬
‫العالم‪ُ .‬أطلق سراح عديل ‪ ،‬إن لم ُيعاد له ممتلكاته ‪ ،‬وتقول الحكاية أن السلطان ‪ ،‬لتجنب القيل والقال ‪ ،‬أخد فقط دار عديل كممتلكاته‬
‫‪.‬الشخصية ‪ ،‬وأصبح فندق النجارين والصاغة لألحباس‬

‫عديل هو اسم حاكم فاس الذي عاش في عهد موالي الرشيد في القرن الثامن عشر من عصرنا‪ .‬قيل أن ثروته كبيرة‪ .‬قام ببناء العديد من"‬
‫‪.‬المباني والفنادق والقصر الذي كان يسكن فيه في حي واد الرشاشة‬

‫كما ال نغفل عن ذكر دار الشريفة ‪ ،‬وهو منزل مجاور لدار عديل وملجأ للزوجات المنتميات إلى الساللة العلوية ‪ ،‬والخادمات المسنات‪،‬‬
‫واألرامل المعوزات‪ .‬لقد عاشوا هناك بشكل تحت إشراف الخدم ‪ ...‬على الجانب اآلخر ‪ ،‬كان المنظر يطل إلى األسفل على دار بو علي‬
‫‪.‬حيث كان بالط الباشا‬

‫‪. Éditions du CNRS 1989‬في قصور ومساكن فاس ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬الفترة العلوية (القرنين السابع عشر والثامن عشر) ‪ ،‬بقلم ج‬
‫‪ :‬هنا قصة أصل دار عديل مختلفة قليًال ‪،‬‬

‫تظهر دار عديل اليوم كواحدة من أروع األمثلة على العمارة الكالسيكية التي تم بناؤها في فاس بين القرنين السابع عشر والثامن عشر‪ .‬تم‬
‫اختيار منطقة زقاق البغل الواقعة بالمدينة العتيقة (بين درب سيدي النعلي أو النالي ودرب واد رشاشا ‪ ،‬التي كانت المياه الجوفية التي‬
‫زودت بها دار عديل سابقًا) لتشييدها ؛ أقام العديد من الشخصيات العظيمة من المخزن وكذلك التجار األغنياء هناك ‪ ،‬وآخر الباشوات ‪،‬‬
‫وترك حكام المدينة في هذه األماكن ذكرى مساكنهم الفاخرة‪ .‬سنرى أن أحدهم أقام على وجه التحديد في دار عديل ‪ ،‬التي ترك اسمه لها‪.‬‬
‫لذلك ليس من المستغرب أن يكون هناك العديد من المباني الدينية التي أقيمت ‪ ،‬بال شك ‪ ،‬من قبل أغنى األعيان في الحي الذي يسعى إليه‬
‫‪.‬مجتمع فاسي وراقي‬

‫على الرغم من أننا ال نعرف التاريخ الدقيق لتأسيسها (أواخر القرن السابع عشر أو أوائل القرن الثامن عشر) ‪ ،‬إال أننا نعلم أن دار عديل‬
‫قد تم تشكيلها كممتلكات حبوس وربما تم االنتهاء منها في األصل من خالل عدة مساكن ثانوية مع مباني خارجية‪ .‬ربما استفاد عبد الخالق‬
‫عديل أحد أصحابها األوائل من عقار بهذه األهمية‪ .‬يقال ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬أن ازدهار تجارته (باإلضافة إلى تجارته في الشمع ‪ ،‬كان التاجر‬
‫الغني مسؤوًال عن تنظيم الحج إلى مكة كل عام) وقد مكنه صعوده الخاص من تولي منصب محافظ فاس تحت حكم موالي عبد هللا (‬
‫‪ - )1757-1694‬خلفًا لوالده موالي إسماعيل (‪ - .)1727-1645‬من المحتمل أننا مدينون له ببناء بعض المباني المدنية والدينية ‪ ،‬بما‬
‫‪.‬في ذلك فندق النجارين‬

‫وعندما توفي عام ‪ ، 1747‬دفن هذا المحافظ بزاوية سيدي عبد القادر الفاسي‪ .‬لم ُيعرف أن خلفه وريث استمر في العيش في دار عديل‪.‬‬
‫على ما يبدو ‪ ،‬منذ أن أصبح هذا المبنى ملًك ا للدولة (أو المخزن) ما زال قائمًا حتى يومنا هذا‪ .‬في القرن الماضي ‪ ،‬هذا الحاكم وجد نفسه‬
‫مكلًف ا بوزارة الخزانة مسؤوًال عن تحصيل الرسوم التجارية وتلبية احتياجات قصر السلطان ‪ ،‬بمساعدة مساعدين أمين (األمانة) ومحتسب‬
‫(وكيل التجار)‬

‫السلطان سيدي محمد بن عبد هللا ‪ ،‬في منتصف القرن الثامن عشر ‪ ،‬أمر باعتقال األمين الحاج الخياط عديل وإخوانه إلجبارهم على دفع"‬
‫‪.‬مبالغ مالية لبيت المال‪ ،‬جزء منها مستحق على والدهم‪ .‬حجز السلطان على منزلهم وتم نقل إدارة الضرائب إلى هناك‬

‫كان ))‪ l’Hôtel de la Monnaie (Dar Sekka‬ذكر روجر لوتورنو في "فاس قبل الحماية" أن فندق دي ال موناي (دار السكة)‬
‫يقع في دار عديل ‪ ،‬مع ملحق في فندق برأس الشراطين‪ .‬في دار السكة ‪ ،‬كان يتم إذابة أو سك العمالت المعدنية الفضية أو البرونزية‬
‫منخفضة القيمة ‪" ،‬و القديمة من عام ‪ ، 1881‬طلب السلطان موالي الحسن القطع مع أوروبا من هذه الناحية وكانت دار السكة تستخدم‬
‫‪.‬فقط لدمغ المجوهرات الفضية والذهبية‪ .‬كان األمين مسلما مسؤوًال عن هذا العمل‬
‫🌿🌸 فاس_زمان‪#‬‬

‫✒ ‪#Attouf_youssef‬‬

You might also like