You are on page 1of 120

‫للسنة السابعة الثانوية‬

‫لشعب‪ :‬اآلداب العصرية ـ الرياضيات ـ العلوم‬

‫المؤلفون‪:‬‬

‫مفتش تعليم ثانوي‬ ‫محمد بن عبد الودود بن حيبل‬


‫مفتش تعليم ثانوي‬ ‫األمانة بن إبراهيم‬
‫مفتش تعليم ثانوي‬ ‫سيدي عالي بن محمد المختار‬

‫المراجعة والتدقيق‪:‬‬
‫محمد عبد هللا بن محمد محمود‬
‫مفتش تعليم أساسي‬

‫‪5102‬‬
2
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة الكتاب‬

‫إخوتنا األساتذة أبناءنا التالميذ‬


‫يسر لجنة التأليف أن تقدم لكم كتاب التربية اإلسالمية للسنة السابعة لشعب الرياضيات والعلوم واآلداب العصرية‪ ،‬الذي تم‬
‫تأليفه بعد صدور المرسوم رقم‪ 7643 :‬بتاريخ ‪ 5106-01-55‬المنظم للتوقيت والضوارب على مستوى التعليم الثانوي ‪.‬‬
‫وقد راعينا في تـأليفه األمور التالية ‪:‬‬
‫‪ – 0‬مستويات التالميذ في هذه المرحلة وإمكاناتهم العلمية والعقلية والعاطفية‪.‬‬
‫‪ – 5‬الحرص على أن تكون المعلومـات الواردة في الكتاب صحيحـة في مضمونها سلسة في أسلوبها مؤصلة ومعزوة إلى‬
‫مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪ – 7‬االحتياط في األحكام الشرعية‪ ،‬مما جعلنا نقتصر على الراجح والمشهور دون الخـوض في األقوال واآلراء الفرعية‪.‬‬
‫وقد نهجنا في تأليفه الخطة التالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬في محور القرآن الكريم ‪:‬‬
‫‪ -‬عنوان الدرس مشفوعا بالنص القرآني‬
‫‪ -‬تفسير الكلمات‬
‫‪ -‬تعليق على اآليات‬
‫‪ -‬يستفاد من اآليات‬
‫‪ -‬األسئلة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أصول التشريع اإلسالمي ‪:‬‬
‫‪ -‬المنطلق‬
‫‪ -‬العرض‬
‫‪ -‬الخالصة‬
‫‪ -‬األسئلة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السيرة ‪:‬‬


‫‪ -‬المنطلق‬
‫‪ -‬عرض عبر وحدات‬
‫‪ -‬الخالصة‬
‫‪ -‬األسئلة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫رابعا ‪ :‬في محور الفقه ‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف بموضوع الدرس‬
‫‪ -‬المشروعية من نص قرآني أو حديثي أو هما معا‪.‬‬
‫‪ -‬تفصيل األحكام ‪.‬‬
‫‪ -‬الخالصة‬
‫‪ -‬األسئلة‪.‬‬
‫أما الفئة المستهــدفة بالكتاب‪ ،‬فهي أساسا التالميذ ليجنبهم عناء البحث في مصادر المادة‪ ،‬ولكنه دعامة ووسيلة لألستاذ تساعده‬
‫في تقديم الدروس وإنجاز المقرر إال أنه ليس المرجع الوحيد له‪.‬‬
‫وإذا كنا قد حرصنا جهدنا على أن يخرج هذا الكتاب أجود ما يكون شكال ومضمونا فإننا ال ندعي له الكمال‪ ،‬بل إننا نعتبره –‬
‫كأي عمل إنساني – قابال للخطإ والقصور "ولو كان من عند غير اهلل لوجدوا فيه اختالفا كثيرا"‪.‬‬
‫وهذا ما جعلنا نعول ك ثيرا على مالحظات األساتذة والمفتشين وكل المربين وحتى المطالعين للكتاب لالستفادة منها في طباعاته‬
‫الالحقة‪.‬‬

‫المؤلفون‬

‫‪4‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫والصالة والسالم على أشرف المرسلين‬

‫مقدمة الطبعة األولى‬

‫يسر المعهد التربوي الوطني أن يقدم للجمهور المدرسي كتاب التربية اإلسالمية للسنة‬
‫السابعة من التعليم الثانوي (شعب الرياضيات‪ ،‬والعلوم الطبيعية‪ ،‬واآلداب العصرية) وفق المنهاج‬
‫الجديد‪.‬‬
‫وغير خاف أن قرار السلطات العمومية بإعادة التربية اإلسالمية إلى هذا المستوى التعليمي‬
‫نابع من الحرص على تحصين النشء من غوائل االنحراف وبوائق الغلو والتطرّف‪ ،‬وتبصيره‬
‫بأمور دينه على النهج الوسطي‪ .‬وأملنا أن يس ّد هذا اإلصدار ثغرة النقص الذي كان مسجال في‬
‫توفير مرجع للتلميذ واألستاذ في هذه المادة الحيوية ضمن برنامج صف ِمفصلي يحضّ ر المتحانات‬
‫شهادة الباكالوريا‪.‬‬

‫المدير العام‬
‫سيدي محمد كابر سيدي‬

‫‪5‬‬
6
7
8
‫الدرس األول‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 46‬إلى اآلية ‪44‬‬
‫برواية ورش عن نافع ‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫القسيسون‪ :‬جمع قسيس وهم علماء النصارى المستقيمون على دينهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرهبان‪ :‬المنقطعون للعبادة في صوامع على الطريقة النصرانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفيض من الدمع‪ :‬تمتلئ حتى ينهمر سيل دمعها بغزارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القوم الصالحين‪ :‬أمة محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فأثابهم هللا‪ :‬جازاهم بتحقيق مبتغاهم من دخول الجنة والخلود فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشاهدين‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم وأمته‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعليق على اآليات‪:‬‬


‫بعدددد مدددا تقددددم فدددي صددددر سدددورة المائددددة مدددن تبيدددين لحقدددائق اليهدددود والنصدددارى ونكدددثهم لعهدددود هللا‬
‫ومواثيقدددده التددددي أخددددقها علدددديهم بنقامددددة أددددعائر الدددددين وامتثددددال أوامددددر وا يمددددان برسددددله علدددديهم الصدددد ة‬
‫والسددد م ونصدددرتهم وتأييددددهمه تدددأتي هدددق اآليدددات لتكشددد لندددا عدددن مواقددد وعوا ددد اليهدددود والنصدددارى‬
‫والمشركين اتجا المسلمين ليكونوا على وعي وبصيرة بها‪.‬‬
‫فأأدددد تلدددا الطوائددد عدددداوة للمسدددلمين هدددم اليهدددود والمشدددركون مدددن أهدددل مكدددة و يرهددداهإ العبدددرة‬
‫بعمددددوم اللفددددص ا بخصددددو السددددببه وقددددد تجسددددد لددددا فددددي عندددداد هدددداتين الطددددائفتين ووقوفهمددددا فددددي وجدددده‬
‫ا سددد م وإعراضدددهم عنددده وتصدددديهم ألتباعددده وأنصدددار ومحددداواتهم اليائسدددة الق ددداء علدددى الرسدددالة فدددي‬
‫مهددددهاه فقدددد مدددارس المشدددركون القتدددل والتنكيدددل وجميدددع أصدددنان األ ى بكدددل مدددن يددددخل فدددي ديدددن محمدددد‬
‫صددددلى هللا عليدددده وسددددلمه ومددددن لددددا المحاصددددرة ااقتصدددداديةه وااجتماعيددددة لددددهه ولعشدددديرتهه ثددددم محاولددددة‬
‫ا تياله في نهاية المطان‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أما اليهود فننهم أكثر مكرا وأخبث نية ه فقد كانوا يؤلبون القبائل على الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪1‬‬
‫ويخبرونهم ‪ -‬بوصفهم أهل كتاب – أنه ليس النبي المنتظر مع معرفتهم له {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}‬
‫‪2‬‬
‫ومعرفتهم بصدق رسالته { فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة هللا على الكافرين}‬
‫كمدددا نق دددوا العهدددوده والمواثيدددق التدددي كاندددب بيدددنهم وبينددده وحددداولوا قتلددده فدددي أكثدددر مدددن مدددرةه تدددارة‬
‫بتسميم الطعام له وتارة بمحاولة إلقاء صخرة على رأسه‪.‬‬
‫أمددددا الطائفددددة الثالثددددة وهددددي النصددددارىه وخاصددددة الددددقين لددددم يحرفددددواه ولددددم يبدددددلواه واتبعددددوا مددددا فددددي‬
‫ا نجيدددله فهدددم أقدددرب مدددودةه ومحبدددة لمسددد م والمسدددلمينه فقدددد جعدددل هللا فدددي قلدددوبهم الرأفدددة والرحمدددة وهدددم‬
‫منقدددادون للحدددقه فلمدددا سدددمعوا القدددرين عرفدددوا أنددده وحدددي مدددن هللاه ففاضدددب عيدددونهم بالددددمع ويمندددوا لبدددا‬
‫لألجر فأثابهم هللا بما قالوا جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها‪.‬‬
‫وقددد وردت عدددة روايددات فددي سددبب نددزول هددق اآليددات ‪ :‬فقيددل إنهددا نزلددب فددي النجاأددي ووفددد الددقي‬
‫بعثددده إلدددى رسدددول هللا صدددلى هللا عليددده وسدددلمه وقيدددل نزلدددب فدددي وفدددد مدددن نصدددارى نجدددران قددددم إلدددى مكدددة‬
‫واجتمددددع برسددددول هللا صددددلى هللا عليدددده وسددددلمه فلمدددددا سددددمعوا القددددرين خشددددعوا وفاضددددب عيددددونهم بالددددددمع‬
‫ويمنوا‪.‬‬
‫وعددن عبددد هللا بددن الزبيددر قددال‪ :‬نزلددب هددق اآليددة فددي النجاأددي وأصددحابه‪(:‬وإ ا سددمعوا مددا أنددزل إلددى‬
‫الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع‪ )....‬السنن الكبرى للنسائي ‪00147‬‬

‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ ) 0‬أدددددة عدددددداوة اليهدددددود لمسدددد م والمسدددددلمين مندددددق بدايددددة ا سددددد م وحتدددددى اآلنه يدددددل علدددددى لدددددا‬
‫تاريخهم الحافل بالمكائد والدسائس ضد ا س م والمسلمين‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أن مدددن النصدددارى مدددن يمدددن بالرسدددول صدددلى هللا عليددده وسدددلم وخشدددع وانقددداد عنددددما سدددمع القدددرينه‬
‫فهددددم أقددددرب مددددودة للددددقين يمنددددواه ومددددنهم مددددن أعددددر ه واسددددتكبر فهددددو كدددداليهود فددددي الجددددزاء‬
‫والمصير‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ف ددددل أمدددددة محمددددد صدددددلى هللا عليدددده وسدددددلمه فقددددد جعلهدددددم هللا أددددهداء علدددددى الندددداسه ووصدددددفهم‬
‫بالص ح‪.‬‬
‫‪ ) 4‬أن جزاء المحسنين الجنة وجزاء المكقبين النار‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫عداوة للمسلمين؟ ومن هي‬ ‫له من هي أأد تلا الطوائ‬ ‫‪ )0‬كرت اآليات وائ تشترك في ال‬
‫أقربهم مودة للمسلمين ؟‬
‫‪ )5‬لما ا كان اليهود أأد الناس عداوة للمؤمنين ؟‬
‫‪ )7‬ما السبب في كون بعض النصارى كان أقرب مودة للمسلمين‬
‫من اليهود ؟‬
‫‪ )6‬ما الصفات التي أثنى هللا بها على هق الطائفة من النصارى ؟‬
‫‪ )2‬فيمن نزلب اآليات التي تتحدث عن أقرب الناس مودة للقين يمنوا؟‬

‫‪ - 1‬البقرة اآلية ‪.045‬‬


‫‪ - 2‬القرة اآلية ‪.89‬‬

‫‪01‬‬
‫الدرس الثاني‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 89‬إلى اآلية ‪10‬‬
‫برواية ورش عن نافع‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫ا تعتدوا‪ :‬ا تتجاوزوا حدود هللا بتحريم ما أحل أو تحليل ما حرم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللغدددو‪ :‬اليمدددين مدددن يدددر قصدددد أي مدددا يسدددبق إليددده اللسدددان مدددن يدددر قصدددد الحلددد ه‬ ‫‪-‬‬
‫أو الحل على أمر يعتقد الحال وقوعه فيتبين خ فه‪.‬‬
‫ما عقدتم األيمان‪ :‬القي قصدتم الحل عليه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أوسط ما تطعمون‪ :‬أ لب الطعام في البلد ا أدونه وا أع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكفارة‪ :‬في الشرع ما يكفر به القنب ف يؤاخق به فاعله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعليق على اآليات‪:‬‬
‫ورد فدددي سدددبب ندددزول اآليتدددين األوليدددين أن جماعدددة مدددن أصدددحاب النبدددي صدددلى هللا عليددده وسدددلم بلغدددب‬
‫مددددنهم الموعظددددة وخددددون هللا أن حددددرم بع ددددهم علددددى نفسدددده النسدددداء والطيبهوبع ددددهم الفطددددره وبع ددددهم‬
‫الندددوم بالليدددله فلمدددا علدددم رسدددول هللا صدددلى هللا عليددده وسدددلم بخبدددرهم قدددال‪(:‬أمدددا أندددا فدددأقوم وأندددام وأصدددوم‬
‫وأفطر ويتي النساء وأنال الطيب فمن ر ب عن سنتي فليس مني) روا البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وقدددد وردت اآليدددات بصددديغة ا لخطددداب لكافدددة المدددؤمنين محدددقرة لهدددم مدددن تجددداوز مدددا حدددد هللا لهدددم سدددواء‬
‫كددان لددا بتحددريم مددا أحددل أو بتحليددل مددا حددرمه ألن فددي كليهمددا تجدداوزا لحدددود هللاه قددال تعددالى‪{ :‬تلددا حدددود‬

‫‪00‬‬
‫هللا فدددد تعتدددددوها ومددددن يتعددددد حدددددود هللا فأولئددددا هددددم الظددددالمون}‪3‬ه وقددددال {ومددددن يتعددددد حدددددود هللا فقددددد لددددم‬
‫نفسه}‪.4‬‬
‫وا يحدددرم علدددى المسدددلم أددديء ممدددا أحدددل هللا لددده إ ا حرمددده علدددى نفسدددهه بدددل إن لدددا لغدددو أدددرعا‪ .‬قدددال‬
‫مالددا فدددي من حددرم علدددى نفسدده أددديئا مدددن الحدد ل أو عمدددم فقددال الحددد ل حدددرام‪ :‬إندده ا أددديء عليدده فدددي أددديء‬
‫مدددن الحددد ل إا الزوجدددة فننهدددا تحدددرم عليددده مدددا لدددم يندددو إخراجهدددا قبدددل النطدددق بصددديغة التحدددريم علدددى حكدددم‬
‫ااستثناء في اليمين‪.‬‬
‫وقوله تعــالى‪{ :‬إن هللا ا يحب المعتدين} تأكيـد للنهي قبلها وللتحـقير مـن كل تعـد‪.‬‬
‫وقولددده تعدددالى‪{ :‬وكلدددوا ممدددا رزقكدددم هللا حددد ا يبدددا} فيددده امتندددان مدددن هللا تعدددالى علدددى المسدددلمين بمدددا‬
‫أحل لهم من الطيبات‪.‬‬
‫{وكلدددوا} فدددي هدددق اآليدددة بمعندددى تمتعدددوا باألكدددل والشدددر ب واللبددداس والركدددوب و يدددر لدددا مدددن وسدددائل‬
‫التمتع المباح‪.‬‬
‫ثدددم يتنددداول الجدددزء الثددداني مدددن اآليدددات موضدددوع اليمدددين وأنواعهدددا وأحكامهدددا وهدددو موضدددوع و صدددلة‬
‫وثيقدددة بمدددا قبلدددهه حيدددث إن النفدددر الدددقين كدددانوا سدددببا فدددي ندددزول هدددق اآليدددات وجددددوا أنفسدددهم فدددي حدددر مدددن‬
‫الوفددداء بمقت دددى أيمدددانهم عدددن ااسدددتمتاع بالطيبدددات فقدددالوا لرسدددول هللا صدددلى هللا عليددده وسدددلم كيددد نصدددنع‬
‫بأيمانندددا التددددي حلفناهددددا فدددأنزل هللا تعددددالى {ا يؤاخددددقكم هللا بددداللغو فددددي أيمددددانكم} اآليدددةه فشددددرع هللا الكفددددارة‬
‫وفصل أنواع اليمين ‪ :‬فاليمين قسمان ‪ :‬يمين لغو ويمين منعقدة‪.‬‬
‫فأمددا يمددين اللغددوه سددواء كانددب التددي يحلفهددا ا لحددال علددى أمددر مددا يعتقددد صدددقه فيتبددين خ فدده أو‬
‫التددي ا يقصدددها الحدددال بددل تجددري علدددى لسددانه عددادة مدددن يددر قصددد وا تأكيدددد كقولدده فددي حديثددده‪ :‬ا وهللا‬
‫وبلى وهللاه فهق اليمين ا مؤاخقة فيها با ثم وا بالكفارة‪.‬‬
‫وفددددي المو ددددن والبخدددداري أن عائشددددة كانددددب تقددددول‪ :‬لغددددو اليمددددين قددددول ا نسددددان ‪(:‬ا وهللا)ه و(بلددددى‬
‫وهللا)ه وأمدددا اليمدددين المنعقددددة وهدددي التدددي عقدددد عليهدددا صددداحبها العزيمدددة وصدددمم نيتددده علدددى فعدددل مقت ددداهاه‬
‫فتلزم الحانث فيها الكفارة‪.‬‬
‫وكفددددارة اليمددددين يجتمددددع فيهددددا التخييددددر والترتيددددبه فددددالتخيير بددددين ث ثددددة أأددددياء مددددقكورة فددددي اآليددددة‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ - 0‬إ عدددددام عشدددددرة مسددددداكين عامدددددا وسدددددطا مدددددن أ لدددددب مدددددا يطعدددددم بددددده المكفدددددر أهلدددددهه‬
‫وإ عددددامهم هنددددا بمعنددددى إأددددباعهم مددددرتين ددددداء وعشدددداءه أو دددددائين أو عشدددداءينه‬
‫وا يجزئ فيها إ عام مي وا ني وا من تلزمه نفقته‪.‬‬
‫‪ - 5‬كسوتهم كسوة تصح بها الص ة على أقل تقدير‪.‬كما في المو ن‬
‫‪ - 7‬تحرير رقبة مؤمنة سليمة من العيوب مثل الصمم والبكم والعر والعور ‪ ...‬إلخ‬
‫والعلمدددداء علددددى أن العتددددق هددددو أف ددددل أنددددواع الكفددددارة وتليدددده الكسددددوة ثددددم ا عددددامه وبدددددأ هللا تعددددالى‬
‫باأليسره فاأليسره إا إ ا وقع الحنث في فترة مسغبة فيكون ا عام أف ل من العتق‪.‬‬
‫‪ - 6‬فمددن لددم يجددد أي مددن ا قدددرة لدده علددى ا عددام وا الكسددوة وا العتددقه فعليدده أن يصددوم ث ثددة أيددامه‬
‫وا يشتر فيها التتابع عند مالاه وإن كان أف ل‪.‬‬
‫ما يحل به‪:‬‬
‫في المو ن والصحيحين عن ابن عمر مرفوعا‪(:‬إن هللا ينهاكم أن تحلفوا‬
‫بآبائكم فمن كان حالفا فليحل باهلل أو ليصمب) لفص المو ن‪.‬‬
‫حكم اليمين‪:‬‬
‫األصل فيه الجواز ويعر وجوبه حقاق الحق‪.‬‬
‫حكم الحنث‪ :‬في المو أ ومسلم عن أبي هريرة مرفوعا‪ (:‬من حل على يمين فرأى خيرا منها فليكفر عن‬
‫يمينه وليفعل القي هو خير) ‪.‬‬

‫‪ - 3‬البقرة اآلية ‪227‬‬


‫‪ - 4‬الطالق اآلية ‪0‬‬
‫‪02‬‬
‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬أن الثنددداء علدددى الرهبدددان والقسيسدددين فدددي اآليدددات السدددابقة ا يقت دددي الثنددداء علدددى كافدددة أحدددوالهم‬
‫الرهبانيةه ف رهبانية في ا س م‪.‬‬
‫والرهبانيدددة التنطدددع والتشددددد فدددي الددددين كااختصددداء ولدددبس المسدددوح وتدددرك أكدددل الملدددقاته وهدددو‬
‫ما كان يفعله رهبان النصارى‪.‬‬
‫‪ )5‬أن تحريم ما أحل هللا أو تحليل ما حرم تجاوز لحدود هللا‪.‬‬
‫‪ )7‬أن اليمدددين نوعددددان‪ :‬يمددددين لغددددو وا مؤاخددددقة فيهدددداه ويمدددين منعقدددددة وتلددددزم الحانددددث فيهددددا الكفددددارة‬
‫بنحدددددى المسددددائل المددددقكورة فددددي اآل يدددداته وا يجددددزئ الصدددديام إا مددددن ا قدددددرة لدددده علددددى ا عددددام أو‬
‫الكسوة أو العتق‪.‬‬
‫‪ )6‬أنددده ينبغدددي للمدددؤمن أن يحفدددص أيمانددده بعددددم الحلددد ويكفدددر عنهدددا فدددي حالدددة الحندددث‪.‬‬
‫ويجب عليه تحنيث نفسه والكفارة إ ا حل على معصية‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬هل كانب جميع تصرفات الرهبان والقسيسين مقبولة من المنظور ا س مي؟ ولما ا ؟‬
‫تصرن‬ ‫‪ )5‬ما سبب نزول قوله تعالى { يا أيها القين يمنوا ا تحرموا يبات ما أحل هللا لكم} ؟ وكي‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مع من نزلب فيهم اآلية ؟‬
‫‪ )7‬بين أنواع اليمين وما يترتب أرعا على كل نوع ‪.‬‬
‫‪ )6‬ا كر أنواع الكفارة المترتبة على الحنث في اليمين المنعقدة‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫الدرس الثالث‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 15‬إلى اآلية ‪12‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫الخمر‪ :‬كل مسكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الميسر‪ :‬القمار أو كل لهو كان فيه مال أو عقوبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األنصاب‪ :‬األصنام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األزام‪ :‬القداح جمع قدح وهو سهم الميسر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رجس‪ :‬إثم وخبث ودنس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجتنبو ‪ :‬أبعدو وا تنتفعوا به‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توليتم‪ :‬خالفتم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جناح‪ :‬حر ه إثم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعليق على اآليات‪:‬‬


‫تصون هق اآليات ث ثا من ال روريات السب‪:‬‬
‫‪ - 1‬الدين‬
‫‪ - 2‬العقل‬
‫‪ - 3‬المال‬
‫وقدددد ندددزل فدددي هدددق اآليدددات التحدددريم البدددات للخمدددره وكدددان تحريمهدددا بالتددددريم وبآيدددات متباعددددة فدددي‬
‫النددددـزوله فقددددد كددددان العددددرب مددددولعين بشددددربهاه قالددددب عائشددددة رضددددي هللا عنهددددا ‪" :‬لددددو نددددزل أول أدددديء ا‬
‫تشربوا الخمر ما تركوها"‪ .‬البخاري ‪.6117‬‬

‫‪04‬‬
‫وأول مدددا ندددزل فدددي أدددأنها قولددده تعدددالى { يسدددألونا عدددن الخمدددر والميسدددر قدددل فيهمدددا إثدددم كبيدددر ومندددافع‬
‫للندداس وإثمهمددا أكبددر مددن نفعهمددا} (البقددرة ‪ ) 501‬فتركهددا بعددض الندداس وقددالوا ا حاجددة لنددا فيمددا فيدده إثددم‬
‫كبيره وأربها بع هم وقالوا نأخق منفعتها ونترك إثمها‪.‬‬
‫ثددددم نددددزل قولدددده تعددددالى‪{ :‬يددددا أيهددددا الددددقين يمنددددوا ا تقربددددوا الصدددد ة وأنددددتم سددددكارى‪( }...‬النسدددداء ‪)67‬‬
‫فتركهدددا بعدددض النددداس وقدددالوا ا حاجدددة لندددا فيمدددا يشدددغلنا عدددن الصددد ة وأدددربها بع دددهم فدددي يدددر أوقدددات‬
‫الص ة حتى نزلب هق اآلية( يـأيها القين يمنوا إنما الخمر والميسر‪ )...‬فتركوها وقالوا انتهينا‪.‬‬
‫ووردت روايتان في سبب نزول اآلية‪.‬‬
‫األولى أن عمر قال‪ ( :‬اللهم بين لنا بيانا أافيا في الخمر) أبو داود والترمقي والنسائي‬
‫والثانيدددة أن سدددعد بدددن أبدددي وقدددا كدددان يشدددرب الخمدددر مدددع رجدددل مدددن األنصدددار فلمدددا ثمددد تشددداجرا‬
‫ف دددرب األنصددداري أنددد سدددعد حتدددى أدددقه فانتصدددر لكدددل منهمدددا فريقددده (مدددن المهددداجرين واألنصدددار) حتدددى‬
‫كادت الحرب أن تقع بين المسلمين‪.‬وحديث سعد في الصحيحين‪.‬‬
‫وقدددد بيندددب هدددق اآليدددات أحكدددام الخمدددر والميسدددر واألنصددداب واألزامه فكلهدددا حدددرام وهدددي مدددن عمدددل‬
‫الشيطان وتصد عن كر هللا وعن الص ة وتوقع العداوة والبغ اء بين متعا يها‪.‬‬
‫وفهددم مددن سددياق اآليدددات ومددن فعددل الصددحابة بعدددد نزولهددا حرمددة اانتفدداع بدددالخمره فدد يجددوز ملكهدددا‬
‫وا بيعها وا تخليلها ولكن إ ا تخللب وحدها جاز استعمالها‪.‬‬
‫كما قال جمهور العلماء بنجاستها‪.‬‬
‫ولمدددددا ندددددزل تحدددددريم الخمدددددر وعددددددد هللا عيوبهدددددا أسددددد الصدددددحابة علدددددى الدددددقين مددددداتوا مدددددنهم وهدددددم‬
‫يشدددربونها قبدددل أن تحدددرم فندددـزل قولددده تعدددالى ‪ { :‬لددديس علدددى الدددقين يمندددوا وعملدددوا الصدددالحات جنددداح فيمدددا‬
‫عموا} ف حر وا إثم على من أتى ما هو مباح له‪.‬‬

‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬أن هللا أحل الطيبات وحرم الخبائث المف ية إلى المفاسد‪.‬‬
‫‪ )5‬أن القرين قد تدر بحكمة بالغة في تحريم الخمر حتى أصبح من السهل على األنفس تركها‪.‬‬
‫‪ )7‬يجدددب علدددى المسدددلم أن يلتدددزم بطاعدددة هللا و اعدددة رسدددوله صدددلى هللا عليددده وسدددلمه وأن يكدددون دائدددم‬
‫التيقص والحقر‪.‬‬
‫‪ )6‬أن هللا ا يؤاخدددق أحددددا بعمدددل لدددم يحرمددده عليدددهه وأنددده ا يؤاخدددق أحددددا علدددى ارتكابددده إا بعدددد أن يعلدددم‬
‫بالتحريم‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬للخمر والميسر واألنصاب أضرار مادية واجتماعية ا كر بع ها‪.‬‬
‫‪ )5‬ا كر المراحل التي مر بها تحريم الخمر‪.‬‬
‫‪ )7‬ما الحكمة من التدر في تحريم الخمر ؟‬
‫‪ )6‬وردت في أأن الخمر ييات كثيرة‪ .‬ا كر اآلية التي بتب في التحريم‪.‬‬
‫‪ )2‬ما أنما الميسر والقمار التي يمارسها أهل البا ل اليوم؟ وبم تنصحهم؟‬

‫‪05‬‬
‫الدرس الرابع‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 14‬إلى اآلية ‪14‬‬
‫النص برواية ورش عن نافع‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫ليبلونكم‪ :‬ليختبرنكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأنتم حرم‪ :‬وأنتم محرمون بحم أو عمرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فجزاء مثل ما قتل من النعم‪ :‬أي أبيهه في الخلقة والصورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هديا بالغ الكعبة‪ :‬نعما يساق وينحر في مكةه ناقة كان أو بقرة أو أاة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدل لا‪ :‬بالفتح المماثل من ير الجنسه وبالكسره المثيل في الوزن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوبال‪ :‬العاقبة السيئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صيد البحر‪ :‬ما أخق منه حيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و عامه‪ :‬ما مات فيه من حيوانه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫للسيارة‪ :‬القافلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعليق على اآليات‪:‬‬
‫ابتلى هللا المؤمنين في هق اآلية بتحريم الصيد عليهم في زمن ا حرامه كما ابتلى بني إسرائيل بتحريم‬
‫الصيد عليهم يوم السبب ليعلم من يطيعه فيجازيه ومن يعصيه فيعاقبه‪.‬‬
‫فيحرم على المحرم قت ل الصيد البري أو التعر له بأي مكرو في حالين حال ا حرام بحم أو عمرة‪.‬‬
‫‪ -‬حال كون الصيد في أحد الحرمين (حرم مكة أو حرم المدينة)‪.‬‬
‫فنن قتل الصيد متعمدا أو أكل منه في إحدى الحالتين وجب عليه أن يعطي جزاء ه وجمهور العلماء على‬
‫أن العمد والخطأ والجهل سواء‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫وجزاء الصيد ث ثة أمور على التخيير هي ‪:‬‬
‫‪ -‬دفع مماثله من األنعام‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم كفارته عاما‪.‬‬
‫‪ -‬صوم عدة أيام كفارة عنه‪.‬‬
‫ولما كان عامة الناس ا تمكنهم معرفة المماثل للصيد أمر من لزمه جزاء الصيد بتحكيم حكمين تتحقق‬
‫فيهما صفتا العدالة والمعرفةه يحكمان على المحرم القي قتل الصيد بمماثله في الصورة والخلقةه ففي النعامة‬
‫مث بدنة وفي حمار الوحش بقرة وفي الظبي أاة‪ .‬وأقل ما يجزئ عند مالا في الجزاء هو ما يجزئ في‬
‫األضحية‪.‬‬
‫أما الطعام فكيفية تقدير ‪ :‬أن يحدد عدد المساكين القين يكفيهم جزاء الصيده فيعطى لكل مسكين مد‪.‬وفي‬
‫الصيام يصوم عن كل مد يوما‪.‬‬
‫ومن الحكمة في وجوب دفع الجزاء توفير مصدر دخل ألهل مكة وعقوبة المتعدي لحدود هللا لينال جزاء‬
‫مخالفته ويقوق وبال فعلهه وتخصيص حرم زماني ومكاني ينعم فيه الناس والوحش والشجر باألمن والس م‪.‬‬
‫وفي اآلية الموالية يقكر هللا تعالى أنه قد عفا عن المسلمين ما سل من قتل الصيد إبان ا حرام وداخل‬
‫الحرمه ويهدد باانتقام من انتها حرمة الصيد في ا حرام أو الحرم بعد هقا التحريم والوعيد‪.‬‬
‫ويروى في سبب نزول هق اآلية أنها نزلب عام الحديبية لما أحرم بعض الناس مع النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ولم يحرم بع همه فكان إ ا عر لهم صيد اختلفب فيه أحوالهم واأتبه حكمه عليهمه فأنزل هللا هق‬
‫اآلية بيانا ألحكام أحوالهم ومحظورات حجهم وعمرتهم‪.‬‬
‫وإ ا كان هللا قد حرم على المحرمين صيد البره فقد أحل لهم صيد البحر وهو كل حيوان أخق منه حيا‬
‫و عامه وهو كل ما لفظه أو فا عليه مما يعيش فيه عادة من حيوان‪.‬‬
‫ثم ختم اآليات باألمر بالتقوىه وهي امتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه‪.‬‬
‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬تحريم الصيد في الحرم وفي حالة ا حرام‪.‬‬
‫‪ )5‬من قتل صيدا في الحرم فعليه تعويض مثله أو ثمنه عاماه فيطعم كل مسكين مداه أو يصوم مكان كل‬
‫مد يوما‪.‬‬
‫‪ )7‬حلية صيد البحر و عامه‪.‬‬
‫‪ )6‬وجوب تعظيم ومهابة البيب الحرام‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أن هللا أعقر الناس بنرسال الرسل إليهم‪.‬‬
‫‪ ) 4‬أنه على المؤمن أن يميز بين الخبيث والطيبه وأن يدرك أن ما حرمه هللا هو الخبيث وما أحله هو‬
‫الطيب‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬بين حكم الصيد في الحرم أو في حالة ا حرام ‪.‬‬
‫‪ )5‬بين كفارة الصيده وهل هي على الترتيب أو التخيير‪.‬‬
‫‪ )7‬ما المنهم القي يتبعه المسلم للتمييز بين الخبيث والطيب ؟‬

‫‪07‬‬
‫الدرس الخامس‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 11‬إلى اآلية ‪014‬‬
‫النص برواية ورش عن نافع‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫جعل‪ :‬خلق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قياما للناس‪ :‬ص حا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشهر الحرام‪ :‬األأهر الحرم ( و القعدةه و الحجةه محرمه رجب)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الهدي‪ :‬ما يهدى إلى البيب من النعم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الق ئد‪ :‬جمع ق دة وهي ما يقلد الحا أو المعتمر هديه ليكون أمانا له‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخبيث‪ :‬الكافر أو المال الحرام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطيب‪ :‬المؤمن أو المال الح ل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما جعل هللا‪ :‬ما أرع وا سمى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البحيرة‪ :‬عند أهل الجاهلية الناقة المشقوقة األ نه كانوا يشقون أ نها عند البطن‬ ‫‪-‬‬
‫العاأر ويتركون حلبها رمزا لتعظيمها‪.‬‬
‫السائبة‪ :‬التي ترك ركوبها تعظيما لآللهة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوصيلة‪ :‬الناقة تبكر بأنثى ثم تثني بها أي ا فتسيب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحامي‪ :‬فحل ا بل إ ا أنجب عددا من ا ناث والقكور سيبو ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعليق على اآليات‪:‬‬
‫جعل هللا الكعبة البيب الحرام ص حا للناس وجعلها حرما مكانيا يعظمه الناس ويفدون إليه من كل حدب‬
‫وصوبه فهي م لكل خائ وأمان من كل المه كما جعل األأهر الحرم حرما زمانيا ينعم فيه الناس باألمن‬
‫‪08‬‬
‫والس م ويص لحون فيه ما أفسدته الحرب من أؤونهم حتى كان أحدهم يلقي قاتل أبيه في الحرم أو في األأهر‬
‫الحرم ف يمسه بسوءه كما عظموا الهدي القي يساق إلى البيب وكل من قصد حاجا أو معتمرا‪.‬‬

‫كل لا رحمة من هللا تعالى بعباد ولطفا منه بهم ألنه المدبر ألمور السماوات واألر ه فهو أدرى‬
‫بمصالح عباد ه وهو أديد العقاب وواسع الرحمةه مما يردع الناس عن مخالفة أمر خوفا من العقاب ويدفعهم‬
‫إلى اعته معا في األجر والثواب‪.‬‬
‫وفي اآلية الموالية {ما على الرسول إا الب غ} يحدد القرين مسؤولية رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫بالتبليغ لما أمر بهه أما الهداية والتوفيق فمن هللا القي {يعلم ما يسرون وما يعلنون}‪.‬‬
‫ثم يوضح القرين الفرق بين المؤمن والكافر والحــــ ل والحرامه فليسا سواء ولـو كثر الحرام وعظــم‬
‫أمر الكفار‪.‬‬
‫قال تعالى‪{:‬كم من فئة قليلة لبب فئة كثيرة بن ن هللا}(البقرة ‪) 520‬‬
‫وقال‪{:‬يمحق هللا الربا ويربي الصدقات}(البقرة ‪.) 532‬‬
‫وفي اآلية الموالية ينهى هللا المؤمنين عن السؤال عن األمور التي يكون في جوابها حر لهم أو إساءة‬
‫إلى بع هم أو زيادة تكلي لهمه أما األمور الشرعية التي يسأل عنها لبا للعلم ودفعا لمأكال ف حر وا إثم‬
‫في السؤال عنها إ ا وقعب‪.‬‬
‫وف ي اآلية األخيرة يبين هللا بط ن بعض العادات التي تواضع عليها أهل الجاهلية كتحريمهم على‬
‫أنفسهم بعض األنعام التي أحلها لهمه فقد افتروا عليه في تسميتها وتعظيمها‪.‬‬
‫ثم ختم اآليات بالتنبيه إلى أن الكفار كلما دعوا إلى اتباع الحق أعرضوا وقالوا حسبنا ما ورثنا عن يبائنا‬
‫وهم يعلمون أن يباءهم ليسوا على أيء‪.‬‬
‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬رحمة هللا تعالى بعباد ه إ جعل لهم حرما زمانيا هو األأهر الحرم وحرما مكانيا هو حرم مكة التي‬
‫حرمها إبراهيم عليه الس مه وحرم المدينة التي حرمها محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ )5‬ف ل الح ل على الحرام ه وقوة الحق على البا ل وعزة المسلمين على الكفار‪.‬‬

‫‪ )7‬النهي عن السؤال عن ما ا تدعو المصلحة أو الحاجة إلى السؤال عنه‪.‬‬


‫‪ )6‬بط ن بعض العادات التي تواضع عليها أهل الجاهلية زعما منهم أن هللا أرعهاه فالحسن ما حسنه‬
‫الشرع والقبيح ما قبحه‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬ما الحكمة من كون مكة حرما يعظمه الناس ؟‬
‫‪ )5‬ما المصلحة من كون األأهر الحرم فترة أمن وس م في الجاهلية ؟‬
‫‪ )7‬ما مهمة الرسل عليهم الص ة والس م ؟‬
‫‪ )6‬من يوفق العبد لميمان ويهديه سواء السبيل؟ عزز إجابتا بالدليل‪.‬‬
‫‪ ) 2‬قارن بين كثير المال الحرام وقليل المال الح ل وكثرة الكفار‬
‫وقلة المؤمنين‪.‬‬
‫‪ ) 4‬بين ضرر األوثان والبدع على عقيدة المسلم وحياته ااجتماعية‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫الدرس السادس‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 013‬إلى اآلية ‪001‬‬
‫النص برواية ورش عن نافع ‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫إ ا اهتديتم‪ :‬إ ا أمرتم بالمعرون ونهيتم عن المنكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضربتم في األر ‪ :‬كناية عن السفر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحبسونهما‪ :‬توقفونهما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن ارتبتم‪ :‬أككتم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فنن عثر‪ :‬ا لع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استحقا‪ :‬استوجبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهادتنا‪ :‬يميننا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحق‪ :‬أصدق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لا أدنى‪ :‬أقرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫على وجهها‪ :‬على حقيقتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفاسق‪ :‬الخار من الطاعة إلى المعصية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعليق على اآليات‪:‬‬


‫في اآلية األولى يخا ب هللا عباد المؤمنين يمرا إياهم أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير حسب جهدهم‬
‫و اقتهمه فمن أصلح نفسه وسعى في ص ح أخيه ا ي ر فساد من فسد بعد لاه فاهلل يجازي كل إنسان‬
‫بعمله "إن خيرا فخير وإن أرا فشر"‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وا يمكن أن يكون المراد هنا بقوله تعالى ‪{ :‬عليكم أنفسكم} ترك األمر بالمعرون والنهي عن المنكره‬
‫إ أن من تركهما مع القدرة ا يعتبر مهتديا‪.‬‬
‫روي عن أبي بكر رضي هللا عنه قوله ‪ " :‬أيها الناس إنكم تقرأون هق اآلية {يا أيها القين يمنوا عليكم‬
‫أنفسكم ا ي ركم من ضل إ ا اهتديتم} وإنكم ت عونها على ير موضعها وإني سمعب رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن الناس إ ا رأوا الظالم فلم يأخقوا على يديه أوأا أن يعمهم هللا بعقاب منه"‪.‬أبو داود‬
‫والترمقي وابن ماجه‪ .‬وفي اآلية الموالية {يا أيها القين يمنوا أهادة بينكم} ورد في هق اآلية حكم توثيق‬
‫الوصيةه وهي من التشريعات التي وردت في هق السورة‪.‬‬
‫س ْه ٍم َم َع‬ ‫وسبب نزول اآل ية كما في البخاري عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬قَا َل ‪َ ":‬خ َر َ َر ُج ٌل ِمنْ بَنِي َ‬
‫سلِ ٌم ه فَلَ َّما قَ ِد َما ِبتَ ِر َكتِ ِه فَقَدُوا َجاما ِمنْ فِ َّ ٍة‬ ‫س ِب َها ُم ْ‬ ‫س ْه ِم ُّي ِبأ َ ْر ٍ لَ ْي َ‬ ‫يم الدَّا ِريه َو َع ِدي ْب ِن بَدَّا ٍء ه فَ َماتَ ال َّ‬ ‫تَ ِم ٍ‬
‫يمه‬ ‫ُ‬
‫سلَّ َمه ث َّم ُو ِج َد ا ْل َجا ُم ِب َم َّكةَه فَقَالُوا‪ :‬ا ْبتَ ْعنَا ُ ِمنْ تَ ِم ٍ‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫هللا َ‬‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َ‬
‫به فَأ ْحلَفَهُ َما َر ُ‬ ‫َ‬
‫ُم َخ َّوصا ِمنْ َه ٍ‬
‫اح ِب ِه ْمه قَا َل‪َ :‬و ِفي ِه ْم نَزَ لَبْ‬
‫ص ِ‬‫أ َها َد ِت ِه َماه َوإِنَّ ا ْل َجا َم ِل َ‬
‫ق ِمنْ َ‬ ‫َ‬
‫ش َها َدتُنَا أ َح ُّ‬ ‫َ‬
‫يه فَقَا َم َر ُج َ ِن ِمنْ أ ْو ِليَا ِئ ِهه فَ َحلَفَا لَ َ‬‫َو َع ِد ٍّ‬
‫َ‬
‫أ َها َدةُ بَ ْي ِن ُك ْم إِ َ ا َح َ َر أ َح َد ُك ُم ا ْل َم ْوتُّ )‬ ‫َ‬
‫َه ِق ِ ْاآليَةُ‪( :‬يَأيُّ َها الَّ ِقينَ ي َمنُوا َ‬
‫فينبغي ل لمؤمن إ ا أحس بالموت أن يشهد عدلين من المسلمين على وصيته أو على ماله القي يريد‬
‫وصوله إلى ويه إ ا كان في مكان يوجد فيه المسلمونه أما إ ا كان مسافرا وفي بلد ا يوجد فيه إا الكفار‬
‫فليشهد اثنين من الكفار ه فهناك إ ن أر ان أهاد الكفار هما‪:‬‬
‫‪ )0‬أن يكون في السفر‪.‬‬
‫‪ )2‬أن يكون مجال الشهادة هو الوصية‪.‬‬
‫فن ا قدما وأديا الشهادةه على وصيته حلفا بعد ال ص ة أنهما ما كقبا وا بدا وأن ما أهدا به حق ما كتما‬
‫فيه أهادة هللاه وحكم بشهادتهما ه فنن عثر بعد لا على أنهما كقبا أو خانا أو نحو لا مما هو إثم ه حل‬
‫رج ن من أولياء الميب مبينين في صيغة حلفهما أن أهادتهما أحق من أهادة الشاهدين األولينه وأنهما لم‬
‫يتجاو زا الحق فيما قاا في الشاهدين وهما يدركان أن اعتداءهما بتوجيه تهمة كا بة إلى الشاهدين يعتبر لما‬
‫يجعل مرتكبيه مستحقين لسخط هللاه وحينها تبطل أهادة األولين وتعتمد أهادة األخيرين‪.‬‬
‫ثم يبين تعالى الحكمة من وراء ا جراءات التي وردت في اآليات ابتداء بالحل بعد الص ة أمام الناس‬
‫وانتهاء بنع م الشاهدين أنهما إ ا تبينب خيانتهما فستعطى الفرصة للمستحقين ليحلفوا ويستحقواه فهق‬
‫ا جراءات أدعى للشاهدين إلى الصدق رهبة من هللا أو خوفا من الف يحة أمام الناس { لا أدنى أن يأتوا‬
‫بالشهادة على وجههاه أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم}‪.‬‬

‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬أن من أصلح نفسه وسعى في ص ح أخيه ا نسان باألمر بالمعرون والنهي عن المنكر ا ي ر بعد لا‬
‫ض ل من ضل‪.‬‬
‫‪ )5‬األمر با أهاد على الوصية‪.‬‬
‫‪ )7‬دقة النظام ا س مي في ضمان العدل وإيصال الحقوق إلى ويها‪.‬‬
‫في المعام ت‪.‬‬ ‫‪ )6‬الشعور برقابة هللا والخون من عقابه كفيل بدفع الناس إلى الصدق وا خ‬
‫‪ )2‬ا تقبل أهادة ير المسلمين إا في الوصية في السفر عند من يجيزها‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬ما المعنى الصحيح لقوله تعالى {يا أيها القين يمنوا عليكم أنفسكم ‪}...‬؟‬
‫‪ )5‬متى تقبل أهادة الكافر ؟‬
‫‪ )7‬نلمس من خ ل ما رأينا في الوصية دوافع أو ضغو ا تحتم على‬
‫الشاهدين قـول الحق‪ .‬ما هي ؟‬
‫‪ )6‬ما الحكم إ ا تبين أن الشاهدين األولين قد خانا أو كتما في أهادتهما؟‬

‫‪20‬‬
‫الدرس السابع‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 000‬إلى اآلية ‪112‬‬
‫النص برواية ورش عن نافع ‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫ما ا أجبتم‪ :‬ما ا كان جواب أممكم لكم لما دعوتموهم إلى التوحيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ا علم لنا‪ :‬ا نعلم ببا ن ما أجابوا بهه بل علم لا كله لا وحدك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إ أيدتا‪ :‬قويتا ونصرتا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫روح القدس‪ :‬اسم لجبريل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المهد‪ :‬الموضع يهيأ للصبي ويو أ له‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخلق‪ :‬تصور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األكمه ‪ :‬القي ولد أعمى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كففب ‪ :‬منعب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البينات‪ :‬المعجزات والداات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعليق على اآليات‪:‬‬
‫ورد في اآلية األولى أن هللا تعالى يسأل الرسل عما أجابتهم به أممهم التي أرسلـوا إليها فيجيبونه‬
‫بقولهم ‪" :‬ا علم لنا" واختل في تفسير هقا الجوابه فقيل معنا ‪ :‬ا علم لنا ببا ن ما أجابب به أممناه وقيل‬
‫إنهم يقهلون لهول الموق عن الجواب ثم يجيبون بعد ما تثوب إليهم عقولهم بقولهم‪{ :‬ا علم لنا} وضع‬
‫بعض المفسرين هقا القول لقوله تعالى‪{ :‬ا يحزنهم الفزع األكبر}‪ 5‬وقال ابن عباس معنى اآلية {ا علم لنا إا‬
‫علم أنب أعلم به منا}‪.‬ابن كثير ‪.433 5‬‬
‫وفي اآلية الموالية يبين هللا تعالى ما من به على عبد ورسوله عيسى عليه الس م من المعجزات‬
‫الباهرة وخوارق العاداته إ أيد بروح القدس وهو جبريل عليه الس م وجعله نبيا داعيا إلى هللا في صغر‬

‫‪ - 5‬سورة األنبياء اآلية ‪.013‬‬

‫‪22‬‬
‫وكبر ه فأنطقه في المهد صغيرا فشهد ببراءة أمه واعترن هلل بالعبودية وبأنه أرسله لدعوة الناس لعبادة هللا‬
‫وحد ‪.‬‬
‫ومن نعم هللا على عيسى عليه الس م تعليمه الكتاب والحكمةه وهي‪ :‬فهم التوراةه ومن معجزاته عليه‬
‫الس م خلق الطير من الطين ه إ كان يصور منه كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيصبح ائرا يطير بن ن هللاه ومنها‬
‫إحياء الموتى بن ن هللا ه فقد كان يدعوهم بأسمائهم فيقومون من قبورهم بن ن هللا ومشيئته‪.‬‬
‫ومنها أن ك عنه بني إسرائيل وعصمه منهم حين جاءهم بالمعجزات واآليات القا عة على نبوته‬
‫ورسالته إليهم فكقبو واتهمو بالسحر وسعوا في قتله وصلبه فنجا هللا منهم و هر من دنسهم ورفعه إليه‪.‬‬
‫ويفهم من قوله تعالى ‪{ :‬تكلم الناس في المهد وكه } نزوله عليه الس م قبل قيام الساعة ألنه رفع قبل‬
‫أن يبلغ مرحلة الكهولة‪.‬‬

‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬أن هللا تعالى سائل الرسل يوم القيامة عما أجيبوا به من قبل من أرسلوا إليهم‪.‬‬
‫‪ )5‬أمولية علم هللا لكل أيء وعظيم قدرته التي ا يعجزها أيء‪.‬‬
‫‪ )7‬ينبغي لمن سأله عن مسألة من هو أعلم منه أن يرد العلم إلى هللاه كما كان الصحابة يفعلونه وكما‬
‫في اآلية‪.‬‬
‫أما من ا يعلم فيجاب بقا لسؤاله‪.‬‬
‫‪ )6‬الخلق وا يجاد من صنع هللا جل وع ه وليس من تأثير األسباب‪ .‬فقد خلق هللا يدم من ير أب وا‬
‫أمه وخلق منه حواء من ير أمه وخلق عيسى دون أب‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أن هللا قد أجرى على يد نبيه عيسى معجزات دالة على صدق رسالته مثل إحياء الموتى بن ن هللا‬
‫‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬عن أي أيء سون يسأل هللا الرسل ؟ وبأي أيء يجيبونه ؟‬
‫‪ )5‬ما النعم التي أنعم هللا بها على عيسى؟‬
‫‪ )7‬ا كر بعض معجزات عيسى عليه الس م‪.‬‬
‫‪ )6‬بما ا أجاب بنو إسرائيل عيسى بعد هق البراهين السا عة والبينات الظاهرة؟ وما ا تستخلص من‬
‫لا؟‬

‫‪23‬‬
‫الدرس الثامن‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 113‬إلى اآلية ‪117‬‬
‫النص برواية ورش عن نافع ‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫إ أوحيب‪ :‬ألهمب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحواريون‪ :‬المراد هنا أتباع عيسى القين نصرو ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عيدا‪ :‬كرى يحتفل بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يية‪ :‬حجةه ع مةه برهانا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعليق على اآليات‪:‬‬


‫يتواصل في هق اآليات كر النعم التي أنعم هللا بها على نبيه عيسىه ومن جملتها أنه وفق الحواريين‬
‫ل ستجابة لدعوته والتصديق به‪.‬‬
‫وقد استجاب الحواريون فآمنوا باهلل ربا وبعيسى نبيا ورسواه وقد أأهدوا هللا على أنفسهم بأنهم‬
‫مسلمون مخلصون هلل بن عان وخ وع وانقياده و لبوا من عيسى بتلط وأدب معجزة خارقة جديدة هي أن‬
‫ينـزل هللا عليهم مائدة من السماءه { إ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربا أن ينـزل علينا مائدة‬
‫من السماء} والمعنى يا عيسى هل باستطاعتا أن تسأل رباه وقد اقتصر ابن كثير على هقا التفسير رعيا‬
‫لقراءة الكسائي‪ ( :‬هل تَستطي ُع َر َبا) أو هل يرضى ربا ويختار أن ينـزل علينا مائدة من السماءه وهقا هو‬
‫المراد بااستطاعةه ومن ير الممكن أن يشكوا في قدرة هللا على أي أمر وهم مؤمنونه وإنما أرادوا زيادة‬
‫ا مئنان قلوبهم با يمان بأن ينتقلوا من الدليل القطعي إلى الدليل المحسوسه فنن النفوس بالمحسوس ينسه‬
‫مثل قول إبراهيم عليه الس م { رب أرني كي تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} البقرة‬
‫‪541‬‬

‫‪24‬‬
‫ولم يكن إبراهيم عليه الس م أاكا في قدرة هللا على إحياء الموتى‪.‬‬
‫وقول عيسى‪{ :‬اتقوا هللا إن كنتم مؤمنين} أمر بم زمة التقوى وعدم تزلزل ا يمانه وقد يفهم من ك مه‬
‫نهي عن لب المعجزاته أي إن كنتم مؤمنين فقد حصل إيمانكم فما الحاجة بالمعجزات فصرحوا له باألسباب‬
‫التي حملتهم على لب المائدة‪ « .‬قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من‬
‫الشاهدين»‪.‬‬
‫فقكروا األهدان المتوخاة من لبهم وهي‪:‬‬
‫‪ -‬نريد أن نأكل عاما نزل من عند هللا إكراما لنا وليس أك لدفع الجوع بل هو‬
‫أكل للتشري ‪.‬‬
‫‪ -‬وتطمئن قلوبنا بمعاينة المعجزةه فيقوى إيماننا‪.‬‬
‫‪ -‬ونعلم علم ال رورة والمشاهدة أن قد صدقتنا‪.‬‬
‫‪ -‬ونكون عليها من الشاهدين أي من الشاهدين على هق المعجزة فنبلغها من‬
‫لم يشهدها‪.‬‬
‫‪ -‬ويكون يوم نزولها يوما مشهودا نحتفل بقكرا ‪.‬‬
‫وبعد السؤال ومسو اته توجه عيسى إلى ربه بالص ة والبكاء والت رع البا منه تأييد بهق المعجزة‬
‫التي سيكون يومها يوم عيده أي يكون اليوم الموافق لنـزولها من كل سنة عيدا ألول أمته ويخرها ويية خالدة‬
‫دالة على صدق نبوته عليه الس م‪.‬‬
‫فأجاب هللا دعوة عيسى عليه الس م وقال {إني منـزلها عليكم} فنـزلب تحملها الم ئكة حتى وضعب بين‬
‫أيديهم وعليها مختل أنواع األ عمة‪.‬‬
‫وبين تعالى أن من كفر بعد نزول هق المعجزة عقب عقابا أأد من عقاب سائر الكفار ألنه تعاضد لديهم‬
‫دليل الوحي والحس فلم يبق لهم عقر‪.‬‬

‫يستفاد من اآليات‪:‬‬

‫‪ )0‬مؤازرة هللا لرسله والدعاة إليه ودعمهم بالمعجزات والكرامات والتمكين‪.‬‬


‫‪ )5‬استجابة هللا لدعاء عباد المؤمنين‪.‬‬
‫‪ )7‬تأييد هللا الدعاة إليه بتوفيق الناس لقبول دعوتهم‪.‬‬
‫‪ )6‬إدراك الحواريين لمسؤوليتهم عن أمتهم وأنهم سيكونون عليهم من الشاهدين‪.‬‬
‫‪ )2‬أنه ا عقر بعد قيام الحجة‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬ما معنى الوحي إلى الحواريين ؟‬
‫‪ )5‬ما معنى قوله تعالى على لسان الحواريين ‪( :‬هل يستطيع ربا‪)...‬؟‬
‫‪ )7‬ما المراد بالعيد في قوله تعالى ‪{ :‬تكون لنا عيدا} ؟‬
‫‪ )6‬ما ا يريد الحواريون من إنزال المائدة ؟‬

‫‪25‬‬
‫الدرس التاسع‪:‬‬
‫سورة المائدة‬
‫من اآلية ‪ 004‬إلى اآلية ‪055‬‬
‫النص برواية ورش عن نافع ‪:‬‬

‫تفسير الكلمات‪:‬‬
‫‪ -‬سبحانا‪ :‬تنـزيها لاه عما ا يليق با من الشريا و ير ‪.‬‬
‫‪ -‬ما يكون لي‪ :‬ما ينبغي لي‪.‬‬
‫‪ -‬أهيدا ‪ :‬رقيبا‪.‬‬
‫‪ -‬توفيتني‪ :‬قب تني بالرفع إلى السماء‪.‬‬
‫‪ -‬العزيز‪ :‬الغالب على أمر ‪.‬‬
‫‪ -‬الحكيم‪ :‬الخبير في صنعه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تعليق على اآليات‪:‬‬
‫بعدما مر بنا سابقا من كر النعم التي من هللا بها على نبيه عيسى عليه الس مه تأتي هق اآليات التي‬
‫تبدأ بسؤال موجه إلى عيسى وهو في نفس الوقب توبيخ لقومه المؤلهين له {وإ قال هللا يا عيسى ابن مريم‬
‫ءانب قلب للناس اتخقوني وأمي الهين ‪ ...‬إلخ}‪.‬‬
‫وأكثر المفسرين على أن هقا القول من هللا يوم القيامة لقرينتين‪ :‬إحداهما أن عبادة عيسى وقعب بعد‬
‫رفعه‪.‬‬
‫والثانية قوله تعالى ‪{ :‬هقا يوم ينفع الصادقين صدقهم}‪.‬‬
‫وهللا يعلم أن عيسى لم يقل لا ولكنه أراد إقامة الحجة على الن صارى بتوجيه السؤال إلى عيسى عليه‬
‫الس م‪ .‬وجاء جواب عيسى مطابقا لقلا إ بادر بتنـزيه هللا تعالى قبل تبرئة نفسه بقوله {سبحانا} وبما أنه‬
‫ينـز هللا عن لا فلم يأمر به ‪.‬‬
‫ثم برأ نفسه بقوله‪{ :‬ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} ثم ارتقى بالتبرئة فقال ‪{ :‬إن كنب قلته فقد‬
‫علمته} وهق حجة بالغة تؤكد أن عيسى عليه الس م لم يقل ما نسب إليه ه ثم تابع أسلوبه التنـزيهي بقوله ‪:‬‬
‫" تعلم ما في نفسي وا أعلم ما في نفسا" فنسب إلى هللا ا حا ة بكل أيء وإلى نفسه جهل ما في علم هللا‬
‫مما لم يوح إليه فيه أيءه ثم تابع تبرئة نفسه بقوله‪{ :‬إنا أنب ع م الغيوب}ليقول إن من ا علم له بالغيب ا‬
‫يمكن أن يكون إلها‪.‬‬
‫وبعد أن برأ نفسه من أن يكون أمر النصارى بما اختلقوا فيه من دعوى األلوهيةه بين أنه دعاهم إلى‬
‫ا يمان باهلل رب العالمين ا أريا لهه ربه وربهم ( ما قلب لهم إا ما أمرتني به أن اعبدوا هللا ربي وربكم)‪.‬‬
‫وقد كان عيسى أهيدا عليهم يقر ما يقولون وما يفعلون من حق ويرد البا ل وينكر ه ولما رفعه هللا‬
‫إليه لم يعد مسؤوا عنهمه وهللا هو الرقيب على معتقداتهم وأفعالهم وأقوالهمه ألنه ا تخفى عليه خافية {ما‬
‫قلب لهم إا ما أمرتني به أن اعبدوا هللا ربي وربكم وكنب عليهم أهيدا ما دمب فيهم فلما توفيتني كنب أنب‬
‫الرقيب عليهم وأنب على كل أيء أهيد}‪.‬‬
‫وفي النهاية فو عيسى عليه الس م أمر قومه إلى هللا فهو أعلم بما يجازيهم بهه فنن يعقبهم فهم‬
‫عبيد يفعل بهم ما يشاء بحق وعدل وإن يغفر لهم فننه أهل لقلا‪.‬‬
‫{إن تعقبهم فننهم عبادك وإن تغفر لهم فننا أنب العزيز الحكيم} ثم يقول تعالى‪{ :‬هقا يوم ينفع الصادقين‬
‫صدقهم لهم جنات تجري من تحتها األنهار} وقد رضي هللا عنهم ورضوا عنه‪.‬‬
‫ثم تختم السورة بملخص عقيدة التوحيد وهي ملا هللا تعالى لجميع الموجوداته فالملا والتصرن كله‬
‫هلل وحد ه ا مشارك له فيه وا منازع { هلل ملا السماوات واألر وما فيهن وهو على كل أيء قدير}‪.‬‬

‫يستفاد من اآليات‪:‬‬
‫‪ )0‬براءة عيسى عليه الس م مما اعتقد فيه النصارى من األلوهية‬
‫والمعتقد الفاسد‪.‬‬
‫‪ )5‬إحا ة علم هللا بكل أيء‪.‬‬
‫‪ )7‬معرفة قدرة هللا تستلزم التواضع له‪.‬‬
‫‪ )6‬أهادة هللا لنبيه عيسى عليه الس م بتبليغ ما أمر بتبليغه دون‬
‫زيادة أو نقص‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫كانب استجابتهم لها ؟‬ ‫‪ )0‬ما وصية عيسى لقومه؟ وكي‬
‫‪ )5‬ما الدليل القي قدم عيسى على براءته من دعوى األلوهية؟‬
‫‪ )7‬ما ثمرة الصدق؟ ومتى تكون؟‬
‫‪ )6‬تبين اآليات جانبا من أدب األنبياء مع هللا‪ .‬وضح لا!‬
‫‪" )2‬قال هللا هقا يوم ينفع الصادقين صدقهم ‪ "...‬هقا مصير الصادقين‪.‬‬
‫من اآلية مصير يرهم ؟‬ ‫فهل يستش‬

‫‪28‬‬
29
31
‫الدرس العاأر‪:‬‬

‫المصالح المرسلة – سد القرائع‬


‫قال تعالى‪{ :‬ما يريد هللا ليجعل عليكم من حر }‪6‬‬
‫وقال‪{ :‬وا تسبوا القين يدعون من دون هللا فيسبوا هللا عدوا بغير علم}‪7‬‬

‫أوا‪ :‬المصالح المرسلة‪:‬‬

‫سلَةُ ِه َي المطلقة من ااعتبار وا لغاء فل ْم يشهد لها أصل باعتبا ٍر وا‬


‫صالِ ُح ا ْل ُم ْر َ‬
‫بها‪ :‬ا ْل َم َ‬
‫‪ – 0‬التعري‬
‫إلغا ٍء‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أنواع المصالح وحجية المصلحة المرسلة‪:‬‬

‫أنواع المصالح ث ثة‪:‬‬


‫ــ األولى‪ :‬مصالح معتبرة في الشرع أرعَب األحكام من أجل َها وبنيب عليهاه كحفص ال روريات السب‬
‫مث ‪.‬‬
‫ــ الثانية‪ :‬مصالح ُملغاة‪ :‬لم يعتبرها الشرع نحو ما أفتى به يحي بن يحي أمير األندلس من وجوب‬
‫الصوم كفارة عن تعمد الفطره فننه رأى قدرته على ا نفاق والعتق فغلص عليه ليرتدعه فهق‬
‫المصلحة ملغاة ألن تشون الشارع إلى ا نفاق والعتق أكبر من تشوفه إلى التغليص على‬
‫األميربالمشقة الحاصلة بالصوم‪.‬‬
‫ــ الثالثة مصالح ل ْم يتع َّر لها الشرع ا باعتبا ٍر وا بنلغا ٍءه وهي المصالح المرسلةه وهي حجة عند‬
‫مالا وأحمد و يرهماه وقد اأتر وا للعمل بها‪:‬‬
‫َّ‬
‫س المصالحِ التي جاء ب َها‪.‬‬ ‫‪ -0‬أن تكون م ئمة لمقاصد الشرعه أي من جن ِ‬
‫َّ‬
‫‪ -5‬أن ا تُخال أص من أصول ِه وا تُنافي دلي من أدل ِة أحكا ِم ِه‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تكون معقولة في اتها‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكون في األخق بها رفع حر أو دفع مفسدة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون مصلحة عامة تجلب المنفعة لجمهور الناس أو لكثير منهم‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ا تكون في مجال العبادات ألنها توقيفية ا مجال للراي فيها‪.‬‬

‫ومن أمثلة المصالح المرسلة‪ :‬جمع القرين الكريمه وتدوين علوم الشرعه وت مين الصناعه وإراقة‬
‫اللـبن المغشوشه ومشا رة الـواة أموالهم التي اكتسبوها زمن وايتهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سد القرائع‪:‬‬


‫‪ 0‬ــ تعريفه‪ :‬القريعة هي الوسيلة إلى الشيء مطلـقا مصلحة كانب أم مفسدةه لـكن ـلب إ ـ ق اسـم‬
‫سا ِئ ِل ِب َّ‬
‫الق َرا ِئ ِع َوه َُو‬ ‫{القرائع} على الوسائل المف ية إلى المفاسد‪ ,‬قال القرافي في الفروق‪َ { :‬و ُربَّ َما َعبَّ َر عَنْ ا ْل َو َ‬
‫ص َحا ِبنَا}‪ .‬والوسائل تابعة لمقاصدهاه فوسيلة الحرام حرامه ووسيلة المكرو مكروهةه ووسيلة‬ ‫اص ِط َ ُح أَ ْ‬
‫ْ‬
‫المندوب مندوبةه وما ا يتم الواجب إا به فهو واجبه وكلما سقط اعتبار المقصد سقط اعتبار وسيلته‪.‬‬

‫‪ 5‬ــ حجيته‪ :‬يقوم سد القرائع على جلبِ المنافعِ ودفعِ الم ار وهق من أهم ايات التشريع‪.‬‬

‫‪ - 6‬المائدة ‪5‬‬
‫‪ - 7‬األنعام ‪019‬‬
‫‪30‬‬
‫ومن أدلة القائلين بسد القرائع قوله تعالى‪{ :‬وا تسبوا القين يدعون من دون هللا فيسبوا هللا عدوا بغير‬
‫علم} ه فاآلية نهب عن سب يلهة القي يعلم من حاله أنه سيؤدي به الجهل والظلم إلى سب هللاه فهقا منع جائز‬
‫أو مطلوب ألنه يؤدي إلى أأد المحرمات‪.‬‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم‪ ( :‬إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه قالوا يا رسول هللا‪ :‬وكي يسب‬
‫الرجل والديه قال‪ :‬يسب أبا الرجل فيسب أبا ويسب أمه فيسب أمه)‪ .8‬وقوله صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬معا هللا‬
‫أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)‪ 9‬قال لا لما أأير عليه بقتل رأس المنافقين عبد هللا بن أبي‪ ..‬فلم‬
‫يقتله ألنه يحسب في الظاهر من أصحابه صلى هللا عليه وسلم لي ينفر لا من ا س م‪.‬‬

‫أنواع القرائع‪:‬‬
‫تنقسم القرائع إلى ث ث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ـ ريعة معتبرة اتفاقا وهي ما كانب المفسدة فيها أ لب وأكثر َك َحف ِر ْاآلبَارِ فِي الط ُرق العامة ألنه‬
‫سب َّ‬
‫هللاَ تَ َعالَى‪.‬‬ ‫صنَ ِام إن كان يؤدي إلى ُّ‬ ‫سب ْاألَ ْ‬
‫يؤدي إلى ا ضرار بالناس وإت ن ممتلكاتهمه َوك َ‬
‫ــ ريعة ملغاة اتفاقا وهي ما كان احتمال النفع فيها أكبر مثل رس العنب القي هو المادة األولى‬
‫لصناعة الخمر‪.‬‬
‫ــ ريعة اختل فيها هل تسد أم ا كت مين الصناع وكالحكم بالعلم هل يحرم ألنه وسيلة للق اء‬
‫سيلَةٌ لِ َ‬
‫سلَ ِ جر نفعا‪.‬‬ ‫بالبا ل من ق اة السوء أم ا يحرم وكبيوع اآلجال ألنه َو ِ‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫ـ المصالح ث ثة أنواع‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مصالح معتبرة في الشرع أرعَب األحكام من أجل َها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مصالح ُملغاة‪ :‬لم يعتبرها الشرع‪.‬‬
‫والثالثة مصالح ل ْم يشهد الشرع باعتبا ٍر وا بنلغا ٍء لها ه وهي المصالح المرسلةه وهي حجة عند مالا‬
‫وأحمده ويشر ل لعمل بها أن تكون م ئمة لمقاصد الشرعه وأن تكون معقولة في اتها‪ ,‬وأن يكون في األخق‬
‫بها رفع حر ‪ ,‬وأن ا تكون في مجال العبادات ألنها توقيفية ا مجال للراي فيها‪.‬‬
‫ومن أمثلة المصالح المرسلة‪ :‬جمع القرين الكريمه وتدوين علوم الشرعه وت مين الصناعه ومشا رة‬
‫الـواة أموالهم التي اكتسبوها زمن وايتهم‪.‬‬
‫ــ القريعة هي الوسيلة إلى الشيء مطلـقاه لـكن ـلب إ ـ قها على الوسائل المف ية إلى المفاسد‪ ,‬وسد‬
‫القرائع مشروع بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫ْ‬
‫والقرائع ث ثة أنواع‪ :‬ريعة معتبرة اتفاقا يجب سدها وهي ما كانب المفسدة فيها أكثر َك َحف ِر ْاآلبَا ِر فِي‬
‫الطُ ُرق العامةه و ريعة ملغاة اتفاقا ف يجب سدها وهي ما ترجح فيها جانب المنفعة كغرس العنب‪ .‬وما تساوى‬
‫فيه األمران فهو محل خ نه أباحه الشافعي وحرمه مالا‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ -0‬عرن المصالح المرسلة‪.‬‬
‫‪ –5‬بين أنواع المصالح وا كر أرو العمل بالمصلحة المرسلة‪.‬‬
‫‪ -7‬عرن سد القريعة وا كر حجيتها‪.‬‬
‫‪ - 6‬بين أنواع القرائع‪.‬‬

‫‪ - 8‬متفق عليه‬
‫‪ - 9‬روا الشيخان‬
‫‪32‬‬
‫الدرس الحادي عشر‪:‬‬
‫عمل أهل المدينة‬
‫‪10‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع يبها)‬
‫‪ (1‬مفهوم عمل أهل المدينة‪:‬‬
‫يستخلص من ك م المالكية ونظرتهم لعمل أهل المدينة (أو إجماع أهل المدينة) أنه‪ :‬األحكام واألعمال‬
‫التي م ى عليها إجماع أهل المدينة من الصحابة والتابعين القين أدركهم مالا وأخق عنهم من أمثال فقهاء‬
‫المدينة السبعة ونافع مولى ابن عمر وربيعة بن أبي عبد الرحمن‪.‬‬
‫وواضح من عمل مالا أنه ا يميز في عمل أهل المدينة بين ما كان ريقه النقل و ما كان ريقه‬
‫ااجتهاد وااستنبا ه وسواء عند تعلق األمر بالعبادات أو المعام ته فالكل داخل عند في عمل أهل المدينة‪.‬‬
‫‪ (2‬حجيته‪:‬‬
‫ينقسم عمل أهل المدينة إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما كان ريقه النقل سواء كان قوا كألفا األ ان وا قامة والتشهد أو فع كص ته وحجه صلى‬
‫هللا عليه وسلم فهقا محل اتفاق بين العلماء وا خ ن في قبوله منهم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما كان ريقه ااجتهاد وااستنبا وبهقا أخق مالا وجعله حجة قطعية تقدم على خبر اآلحاد‬
‫والقياس ير الجليه واستدل‪ :‬بحديث ( إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع يبها) قال‪ :‬والخطأ‪ :‬خبث‪.‬‬
‫‪ -‬وبأن المدينة مهبط الوحي وأهلها عاينوا التطبيق والممارسة من النبي صلى هللا عليه وسلمه‬
‫وتجسدت فيهم الشريعة روحا وعم ثم جاء من بعدهم أبناؤهم القين أهدوا لهم بالف ل وأخقوا عنهم‪.‬‬
‫‪ -‬وبأنها قد ورثب علم السنة وفقه ا س مه وخصوصا في العصر القي أدركها فيه مالاه ولهقا جعل‬
‫إجماعها حجة قطعية‪.‬‬
‫ومن هنا خالفه جمهور العلماء وخصوصا الشافعي قائ في كتابه الرسالة‪ :‬إن ا جماع يصعب تحققه‬
‫ولو سلم فهم ا يجمعون إا على ما أجمع عليه كافة المسلمين‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫يعتبر عمل أهل المدينة أو إجماعهم حجة عند ا مام مالا ومصدرا مقدما على خبر اآلحاد وعلى القياس‬
‫ير الجليه إ هو أحكام وأفعال أدرك عليها مالا أئمة التابعين من أمثال فقهاء المدينة السبعة وهم‪( :‬عروة‬
‫بن الزبير ‪ -‬القاسم بن محمد – عبيد هللا بن ع بد هللا بن عتبة بن مسعودهوخارجة بن زيد بن ثاببهوسليمان بن‬
‫يساره وسعيد بن المسيبه وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام)‪.‬‬
‫واستدل مالا بحديث الشيخين‪ ( :‬إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع يبها) ‪.‬‬
‫كما استدل بأن المدينة مهبط الوحيه وأن أهلها عاينوا التطب يق منه صلى هللا عليه وسلم ومن أصحابه‬
‫وهم أدرى بآخر القولين وأأد له اتباعا وأحر على الحقه تناقلوا هقا العمل خلفا عن سل ه وقد أدرك مالا‬
‫أج ء التابعين وأخق عنهم‪.‬‬
‫وخال مالكا في لا األئمة الث ثة و يرهم مفرقين بين ما كان ريقه النقل كألفا األ ان وصفة الحم‬
‫والص ة فيوافقون المالكية في كونه حجة وبين ما ريقه ااجتهاد ف يعتبرونه حجة‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ )0‬عرن عمل أهل المدينة و بين أدلة ا مام مالا في حجيته‪.‬‬
‫سم العلماء عمل أهل المدينة ؟‬
‫‪ )3‬إلى كم من قسم ق ٌ‬
‫‪ )4‬لما ا فرقوا بين ما ريقه النقل وبين ما ريقه ااجتهاد؟‬
‫‪ )5‬لما ا قدم مالا عمل أهل المدينة على خبر اآلحاد‪......‬؟‬

‫‪ - 10‬البخاري ومسلم ومالك في الموطإ واللفظ له‬

‫‪33‬‬
‫الدرس الثاني عشر‬

‫أرع من قبلنا‬
‫‪11‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬أرع لكم من الدين ما وصى به نوحا }‬

‫‪ – 0‬تعريفه وأنواعه‪:‬‬
‫المراد بشرع من قبلنا الوحي القي أنزله هللا على من سبقوا محمدا صلى هللا عليه وسلم من الرسل‬
‫عليهم الص ة والس م‪.‬‬
‫وهو قسمان‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬ما لم يقكر في أرعنا مما لم يثببه وهقا ليس بشرع لنا ويعرن با سرائيليات‪ .‬ويجب‬
‫التحفص منه‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬ما ورد في أرعنا وينقسم إلى ث ثة أنواع‪:‬‬
‫ي – ما ورد في الكتاب أو السنة وخو بنا به فهقا ا خ ن في أنه أرع لنا مثل قوله تعالى‪{ :‬كتب عليكم‬
‫‪12‬‬
‫الصيام كما كتب على القين من قبلكم }‬
‫‪13‬‬
‫وقوله تعالى {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}‬
‫ب – ما ورد في الكتاب أو السنة ثم نسخ عنا وهقا ا خ ن أي ا في أنه ليس أرعا لنا مثل وضع‬
‫ا صر والت ييقات التي كانب على اليهوده فقد كانوا ا تقبل منهم التوبة إا بقتل النفس وا الص ة إا في‬
‫المساجده ورفع عنا لا ففي حديث مسلم أنه صلى هللا عليه وسلم كان إ ا قرأ قوله تعالى‪:‬‬
‫( ربنا وا تحمل علينا إصرا كما حملته على القين من قبلنا ربنا وا تحملنا ما ا اقة لنا به ) قال‪ :‬قال‬
‫هللا قد فعلب"‪.14‬‬
‫– ما ورد في الكتاب والسنة مما لم يثبب نسخهه وهقا محل خ نه وبه قالب المالكية والحنفية‬
‫مستدلين بما يلي‪:‬‬
‫‪ – 0‬أنه ما كر في أرعنا إا من أجل العمل به‪.‬‬
‫‪ – 2‬قوله تعالى‪{ :‬أرع لكم من الدين ما وصى به نوحا} فقد دلب على اتحاد أرعنا وأرعهمه فن ا كر‬
‫في أرعنا كان أرعا لنا‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ – 3‬قوله تعالى‪{ :‬أولئا القين هدى هللا فبهدا هم اقتد } ه فقد أمر نبينا صلى هللا عليه وسلم با قتداء‬
‫بهؤاء األنبياء‪.‬‬
‫‪ – 4‬استداله صلى هللا عليه وسلم على قوله ( من نسي ص ة أو نام عنها فليق ها إ ا كرها بقوله تعالى‬
‫{وأقم الص ة لقكري}‪ 16‬والخطاب فيها لموسىه فهقا دليل صريح على أنه أرع لنا ‪.‬‬
‫وقال الشافعي هقا القسم ليس أرعا لنا مستدا بقوله تعالى (لكل جعلنا منكم أرعة ومنهاجا)‪ 17‬وباألثر‬
‫المروي عن معا (كي تق ي ‪ ....‬قال أق ي بكتاب هللا قال فنن لم يكن في كتاب هللا قال فأق ي بسنة رسول‬

‫‪ - 11‬الشورى‪2/‬‬
‫‪ - 12‬البقرة ‪082‬‬
‫‪ - 13‬المائدة ‪46‬‬
‫‪ - 14‬رواه مسلم‬
‫‪ - 15‬األنعام ‪90‬‬
‫‪ - 16‬اآلية ‪03‬من سورة طه ‪ ,‬والحديث أخرجه البخاري ومسلم‬
‫‪34‬‬
‫هللا) ‪18‬ه قال الشافعي فلم ي قكر أرع من قبلنا ولم يقكر به رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه ورد المحتجون‬
‫للعمل بشرع من قبلنا هق الحجة بأن أرع من قبلنا ليس أيئا خارجا عن الكتاب والسنة‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫من األدلة المختل فيها أرع من قبلناه وهو قسمان ‪:‬‬
‫‪ – 0‬ما لم يثبب في أرعناه فهقا ليس أرعا لنا اتفاقا‪.‬‬
‫‪ – 2‬ما كر في أرعنا وهو ث ثة أنواع‪:‬‬
‫ي – ما أمرنا به فهقا أرع لنا اتفاقا كالصوم والقصا ‪.‬‬
‫ب – ما كر في أرعنا وثبب نسخهه فهقا ليس أرعا لنا اتفاقا كالتوبة‬
‫بقتل النفس وعدم صحة الص ة بغير المسجد‪.‬‬
‫– ما كر ولم يثبب نسخهه فقال مالا وأبو حنيفة هو أرع لنا لقوله تعالى (أرع لكم من الدين ما‬
‫وصى به نوحا) وقوله (فبهداهم اقتد ) ولحديث مسلم (من نسي ص ة أو نام عنها‪.)..‬‬
‫أما الشافعي ف يرى أنه أرع لنا محتجا بقوله تعالى (لكل جعلنا منكم أرعة ومنهاجا)‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ – 0‬بين المقصود من أرع من قبلنا‪.‬‬
‫‪ – 2‬إلى كم قسم ينقسم أرع من قبلنا؟‬
‫‪ – 3‬ما محل الخ ن فيه؟‬
‫‪ – 4‬بين أدلة القائلين بحجيته‪.‬‬

‫‪ - 17‬المائدة ‪51‬‬
‫‪ - 18‬الترمذي وأبو داود‬
‫‪35‬‬
‫الدرس الثالث عشر‪:‬‬
‫العام والخا‬
‫‪19‬‬
‫قال تعالى {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}‬
‫‪20‬‬
‫وقال تعالى {وما من إله إا هللا}‬

‫أوا العام‪:‬‬
‫‪ – 0‬التعري ‪:‬‬
‫العام لغة‪ :‬الشامله واصط حا لفص يشمل الصالح له دفعة من ير حصر ‪.‬‬
‫فهو لفص موضوع للدالة على جميع ما يدخل تحته من األفراد على سبيل العموم وااستغراق‪ .‬ويجب‬
‫العمل به حتى يقوم دليل على التخصيصه فالعبرة بعموم اللفص ا بخصو السبب ‪.‬‬

‫‪ – 5‬ألفا ه‪:‬‬
‫للعموم ألفا وعبارات عديدة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسماء تدل بمعناها ووضعها على العموم مثل‪ :‬كله جميعهكافةه قال تعالى‪{:‬كل من عليها فان}‬
‫الرحمن ‪.26‬‬
‫بـ أسماء الشر ‪ :‬منه ماه متىه أينماه أيه قال تعالى‪( :‬من عمل صالحا فلنفسه) وقال (وما تنفقوا‬
‫‪21‬‬
‫من خير فنن هللا به عليم)‬
‫– أسماء ااستفهام‪ :‬منه ماه قال تعالى‪{ :‬ومن أحسن قوا ممن دعا إلى هللا وعمل صالحا وقال‬
‫إنني من المسلمين }‪.22‬‬
‫د ‪ -‬األسماء الموصولة‪ :‬منه ماه القيه التيه وفروعهماه قال تعالى‪{ :‬ولينصرن هللا من ينصر }‬
‫الحم ‪41‬‬
‫هـ ‪ -‬النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشر قال تعالى {وما من إله إا هللا } وقال {واعبدوا هللا‬
‫وا تشركوا به أيئا }‪23‬ه وقال‪{ :‬وإن أحد من المشركين استجارك فأجر } التوبة ‪6‬‬
‫و‪ -‬المعرن با ضافة مفردا كان أو جمعا قال تعالى {يا قومنا أجيبوا داعي هللا}‪ 24‬ه وقال تعالى‪:‬‬
‫{يوصيكم هللا في أوادكم } النساء ‪00‬‬
‫‪25‬‬
‫ز – المعرن بال الجنسية قال تعالى (إن المسلمين والمسلمات‪)....‬‬

‫‪:‬‬ ‫ثانيا الخا‬


‫العام إما باق على عمومه أو مراد به الخصو ه وهقا نادر مثل قوله تعالى (القين قال لهم الناس إن‬
‫الناس قد جمعوا لكم)‪ 26‬فالناس األولى المراد بها نعيم بن مسعود والثانية أبو سفيان وقريشه أو مخصصه‬

‫‪ - 19‬فصلت ‪46‬‬
‫‪ - 20‬آل عمران ‪62‬‬
‫‪ - 21‬البقرة ‪272‬‬
‫‪ - 22‬فصلت ‪33‬‬
‫‪ - 23‬النساء ‪36‬‬
‫‪ - 24‬األحقاف‪30‬‬
‫‪ - 25‬األحزاب ‪35‬‬
‫‪ – 5‬آل عمران ‪.073‬‬
‫‪36‬‬
‫والتخصيص لغة‪ :‬ضد العمومهواصط حا ‪ :‬قصر العام على بعض أفراد ه فالعام المخصص هو القي عارضه‬
‫دليل خا وهقا كثير‪.‬‬
‫والمخصص قسمان‪:‬‬
‫األول المتصل وهو القي ا يستقل بنفسه عن العام كااستثناء والصفة والشر والغايةه نحو قوله‬
‫‪27‬‬
‫تعالى‪ {:‬إن ا نسان لفي خسر إا القين يمنوا وعملوا الصالحات}‬
‫القسم الثاني‪ :‬المنفصل وهو الك م المستقله وهو كثير في الكتاب والسنةه‬
‫‪28‬‬
‫‪ 0‬ـ تخصيص الكتاب بالكتاب مثل قوله تعالى‪{ :‬والمطلقات يتربصن بأنفسهن ث ثة قروء} فهقا عام‬
‫في كل مطلقة خصص بقوله تعالى { وال ئي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ث ثة أأهر‬
‫‪29‬‬
‫وال ئى لم يح ن وأوات األحمال أجلهن أن ي عن حملهن}‬
‫‪30‬‬
‫‪ - 5‬تخصيص القرين بالسنة مثل قوله تعالى (يوصيكم هللا في أوادكم) خصص بحديث ‪( :‬نحن معاأر‬
‫‪32‬‬
‫األنبياء ا نورث )‪ 31‬وبحديث ( القاتل ا يرث)‬
‫‪ - 7‬تخصيص السنة بالسنة حديث "في ما سقب السماء العشر"‪ 33‬خصص بحديث (ليس فيما دون‬
‫‪34‬‬
‫خمسة أوسق صدقة)‬
‫وقد يقع التخصيص بالحس وبا جماع والقياس مثال الحس قوله تعالى في ريح عاد‪{ :‬تدمر كل أيء‬
‫بأمر ربها }‪ 35‬ونحن نشاهد األر والسماء والجبال لم تدمرها ريح عاد‪.‬‬
‫وقد أنكر بعض األصوليين التمثيل بهق اآلية للتخصيص بالحس وجعلوها مخصصة بقوله تعالى في‬
‫اآلية األخرى‪{ :‬ما تقر من أيء أتب عليه إا جعلته كالرميم} والقصة واحدةه والمخصص –هنا‪ -‬هو‪":‬أتب‬
‫عليه"‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫أوا‪ :‬العام وهو في اللغة مشتق من العموم بمعنى الشمول واصط حا لفص يستغرق الصالح له دفعة من‬
‫ير حصر‪.‬‬
‫ويجب العمل بالعام ما لم يدل دليل على تخصيصهه ولو ورد في سبب خا ه فالعبرة بعموم اللفص ا‬
‫بخصو السببه وألفا العموم المشهورة هي‪:‬‬
‫‪ – 0‬كله وجميعه وعامةه وكافة‪.....‬‬
‫‪ – 2‬أسماء الشر ‪ :‬منه ماه متىه أينماه مهما‪.....‬‬
‫‪ – 3‬أسماء ااستفهام‪ :‬منه ماه متىه أين‪.....‬‬
‫‪ – 4‬األسماء الموصولة ‪ :‬منه ماه القي والتي وفروعهما‪......‬‬
‫‪ – 5‬النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشر ‪.‬‬
‫‪ – 6‬المعرن با ضافة جمعا كان أو مفردا‪.‬‬
‫‪ – 7‬المعرن بال الجنسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخا وهو في اللغة ضد العام واصط حا‪ :‬قصر العام على بعض أفراد ‪.‬‬

‫‪ - 27‬العصر‪24‬‬
‫‪ - 28‬البقرة ‪226‬‬
‫‪ - 29‬الطالق ‪4‬‬
‫‪ - 30‬النساء ‪00‬‬
‫‪ - 31‬الموطأ والصحيحان‬
‫‪ - 32‬أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه والبهيقي‬
‫‪ - 33‬متفق عليه‬
‫‪ - 34‬الموطأ والصحيحان‬
‫‪ - 35‬األحقاف ‪24‬‬
‫‪37‬‬
‫والمخصص قسمان‪:‬‬
‫‪ – 0‬متصل وهو ما ا يستقل بنفسه دون العام كااستثناء والشر والصفةه وبدل البعض من الكل‪...‬‬
‫‪ – 2‬منفصدددل وهدددو مدددا يسدددتقل بنفسددده كالكتددداب والسدددنة فدددنن كددد منهمدددا يخصدددص اآلخدددره وقدددد يقدددع‬
‫التخصيص بالحس وبا جماع وبالقياس‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ - 0‬عرن العام في ااصط ح‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما األلفا الموضوعة للعموم بقاتها؟‬
‫‪ - 3‬بين ما في اآلية (يوصيكم هللا في أوادكم ) من العموم‪.‬‬
‫‪ - 4‬عرن التخصيص لغة واصط حا‪.‬‬
‫‪ - 5‬بين أنواع التخصيص‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الدرس الرابع عشر‪:‬‬

‫المطلق والمقيد‬
‫‪36‬‬
‫قال تعالى‪{ :‬ا يؤاخقكم هللا باللغو في أيمانكم}‬

‫‪ – 0‬التعري ‪:‬‬
‫المطلق لغة‪ :‬ضد المقيد واصط حا‪ :‬اللفص الدال على الماهية ب قيد‪.‬‬
‫والمقيد لغة‪ :‬ضد المطلق‪.‬‬
‫وفي ااصط ح‪ :‬ما دل على الماهية الموصوفة بأمر زائد عليهاه ويجب العمل بالمطلق حتى يدل دليل‬
‫على تقييد ‪.‬‬

‫ق والتقييد‪:‬‬ ‫‪ – 5‬أحوال ا‬
‫لم ق والتقييد أربع حاات‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫األولى‪ :‬أن يتحدا في الحكم والسبب مثل حال الدم في اآليتين {حرمب عليكم الميتة والدم} وقوله تعالى‬
‫{ قل ا أجد فيما أوحي إلي محرما على اعم يطعمه إا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا}‪ 38‬وهنا اتفق العلماء‬
‫على حمل المطلق على المقيد فيكون الحرام ‪ :‬الدم المسفوح‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن يتحدا في الحكم ويختلفا في الموضوع (السبب) مثل الرقبة فهي مطلقة في كفارة اليمين (أو‬
‫تحرير رقبة)‪ 39‬مقيدة في كفارة قتل الخطأ (فتحرير رقبة مؤمنة)‪ 40‬فالحكم واحد وهو الكفارة والسبب مختل ‪.‬‬
‫وهنا اختل العلماءه فمنهم من يحمل المطلق على المقيد كمالا فيشتر ا يمان في الجميعه أما أبو‬
‫حنيفة ف يحمله عليه‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬أن يتحدا في السبب ويختلفا في الحكم مثل ا عام والكسوة في قوله تعالى (فكفارته إ عام‬
‫عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم)‪ 41‬فا عام مقيد بالوسطية والكسوة مطلقةه فقالب‬
‫ائفة يحمل المطلق هنا على المقيد وخال مالا ف يحمله عليه‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬أن يختلفا فيهما معاه كاأليدي فننها مطلقة في قطع السرقة قال تعالى( والسارق والسارقة‬
‫فاقطعوا أيديهما)‪ 42‬ومقيدة في يية الوضوء قال تعالى ( يأيها القين يمنوا إ ا قمتم إلى الص ة فا سلوا وجوهكم‬
‫وأيديكم إلى المرافق )‪43‬ه وهنا ا يحمل المطلق على المقيد اتفاقا‪.‬‬

‫‪ - 36‬المائدة ‪89‬‬
‫‪ - 37‬المائدة ‪3‬‬
‫‪ - 38‬األنعام ‪045‬‬
‫‪ - 39‬المائدة ‪89‬‬
‫‪ - 40‬النساء ‪92‬‬
‫‪ - 41‬المائدة ‪89‬‬
‫‪ - 42‬المائدة ‪73‬‬
‫‪ - 43‬المائدة ‪50‬‬
‫‪39‬‬
‫الخ صة‪:‬‬
‫المطلق لغة‪ :‬ضد المقيد واصط حا‪ :‬هو اللفص الدال على الماهية ب قيد‪ .‬والمقيد في اللغة ير المطلق‪.‬‬
‫واصط حا هو‪ :‬الدال على الماهية الموصوفة بأمر زائد عليهاه ويجب العمل بالمطلق حتى يثبب التقييد‪.‬‬
‫وللمطلق مع المقيد أربع حاات‪:‬‬
‫‪ – 0‬أن يتحدا في الحكم والسبب (الموضوع) فيحمل المطلق على المقيد اتفاقا مثل حال الدم في قوله‬
‫تعالى‪( :‬حرمب عليكم الميتة والدم ) و قوله تعالى (أو دما مسفوحا)‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يتحدا في الحكم دون السبب مثل الرقبة فهي مطلقة في كفارة اليمين مقيدة في كفارة قتل الخطأه‬
‫وهنا يحمل مالا المطلق على المقيد خ فا ألبي حنيفة‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يختلفا في الحكم دون السبب مثل ا عام والكسوة في قوله تعالى‪( :‬فكفارته إ عام عشرة‬
‫مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم) وهنا ا يحمل مالا المطلق على المقيد‪.‬‬
‫‪ – 4‬أن يختلفا فيهما معا كاأليدي فهي مطلقة في القطع للسرقة ومقيدة في يية الوضوء‪ .‬وهنا ا يحمل‬
‫المطلق على المقيد اتفاقا‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ - 0‬عرن المقيد ومثل له‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما العمل إ ا ورد النص مطلقا؟‬
‫‪ - 3‬كم أحوال المطلق مع المقيد؟‬
‫‪ – 4‬ما ا يعني حمل المطلق على المقيد؟‬

‫‪41‬‬
‫الدرس الخامس عشر‪:‬‬

‫النص والظاهر والمؤول‬

‫ينقسم اللفص من حيث هور دالته وخفاؤها إلى قسمين‪ :‬واضح الدالةه وخفي الدالة‪.‬‬
‫فواضح الدالةه ينقسم إلى قسمين هما‪ :‬النص والظاهر‪.‬‬
‫وخفي الدالةه ينقسم إلى قسمين هما‪ :‬المجمل والمتشابه‪.‬‬
‫احتِ َما ٌل وا يحتمل إا معنى واحداه فهو ما دل على معنا دالة ا‬ ‫ــ النص هو القي ا يَت ََو َّجهُ إلَ ْي ِه ْ‬
‫تحتمل التأويله مثاله قوله تعالى‪{ :‬تِ ْلاَ َعش ََرةٌ َكا ِملَةٌ}[البقرة ‪ .]014‬وحكمه‪ :‬أن يصار إليه وا‬
‫يعدل عنه إا بنسخ‪.‬‬
‫ــ والظاهر لغة الواضح والبينه واصط حا هو ما دل بنفسه على معنى راجح مع احتمال ير ه‬
‫أوهو ما احتمل معنيين فأكثره هو في أحدهما أ هر منه في اآلخره وكان الشافعي يسمي الظاهر‬
‫نصا‪.‬‬
‫والظاهر ضربان اهر بوضع اللغة كاامر يحتمل الوجوب ويحتمل الندب إا أنه في الوجوبه أ هره‬
‫وكالنهي يحتمل التحريم ويحتمل الكراهة لكنه أ هر في التحريم وكسائر االفا المحتملة لمعنيين هو في‬
‫أحدهما أ هر‪.‬‬
‫و اهر بوضع الشرع كاألسماء المنقولة من اللغة الى الشرع كالص ة في اللغة اسم للدعاء وفي الشرع‬
‫اسم للعبادة المعروفةه والحم في اللغة اسم للقصد وفي الشرع اسم للعبادة المعروفةه و ير لا من ااسماء‬
‫المنقولة من اللغة الى الشرع‪.‬‬

‫حكم العمل بالظاهر‪:‬‬


‫يحمل الظاهر على أ هر معانيهه ويجب العمل به إا إ ا وجد دليل يصرفه عن اهر ؛ وا يجوز العدول‬
‫عنه إا بدليل أقوى منه يدل على صرن اللفص عن اهر المتبادر منه إلى ااحتمال المرجوحه وهقا ما يسمى‬
‫بالتأويل‪.‬‬
‫ــ والمؤول في اللغة‪ :‬اسم مفعول من التأويله وهو ما تؤول إليه حقيقة الشيء ويطلق على التفسيره‬
‫فالتأويل هو صرن الك م عن حقيقته ومعنا الظاهر إلى معنى أخر يحتملهه والمؤول في‬
‫ااصط ح هو اللفص المصرون عن اهر المتبادر منه إلى محتمل مرجوح لدليل اقت ى لا‪.‬‬

‫أقسام التأويل‪:‬‬
‫التأويل قسمان‪ :‬تأويل صحيحه قريبه وتأويل فاسد بعيده فالتأويل الصحيح هو صرن اللفص عن اهر‬
‫بدليل صحيح في نفس األمر يدل على لاه كتأويل قوله تعالى‪( :‬إِ َ ا قُ ْمتُ ْم إِلَى ال َّ‬
‫ص ِة) بنرادة القيام لها‪.‬‬
‫والتأويل الفاسده هو صرن اللفص عن اهر ألمر يظنه الصارن دلي ه وليس بدليل في نفس األمره‬
‫اح َها بَا ِ ٌل} بأن المراد بالمرأة‪ :‬الصغيرة‪ .‬قال في المراقي‪:‬‬ ‫كتأويل حديث‪{ :‬أَيُّ َما ا ْم َرأَ ٍة نَ َك َحبْ بِ َغ ْيرِ إِ ْ ِن َولِي َها فَنِ َك ُ‬

‫واقسدددددددددددمه للفاسدددددددددددد والصدددددددددددحيح‬ ‫حمددددددل لظدددددداهر علددددددى المرجددددددوح‬


‫مددددددع قددددددوة الدددددددليل عنددددددد المسددددددتدل‬ ‫صدددحيحه وهدددو القريددددب مدددا حمددددل‬
‫ومدددددددددددددا خددددددددددددد فلعبدددددددددددددا يفيدددددددددددددد‬ ‫و يددددددددددددر الفاسددددددددددددد والبعيددددددددددددد‬
‫إيددددددددا تددددددددأوي لدددددددددى المختصددددددددر‪.‬‬ ‫والخلدددد َ فددددي فهددددم الكتدددداب صددددير‬

‫‪40‬‬
‫والمؤول والمجمل يشتركان في أن ك منهما يفيد معنيين فأكثر‪ ,‬إا أن المعاني في التأويل يصحبها‬
‫رجحانه والمعاني في ا جمال متساوية ا رجحان بينها‪.‬‬

‫أرو التأويل الصحيح‪:‬‬


‫يشتر لصحة التأويل أربعة أرو ‪:‬‬
‫ــ األول‪ :‬أن يكون اللفص محتم للمعنى القي تأوله المتأول في لغة العرب‪.‬‬
‫معانه وتعين‬
‫ٍ‬ ‫ــ الثاني‪ :‬إقامة الدليل على تعين لا المعنى المقصوده ألن اللفص قد تكون له عدة‬
‫بع ها يحتا إلى دليل‪.‬‬
‫ــ الثالث‪ :‬صحة الدليل الصارن للفص عن اهر ‪.‬‬
‫ــ الرابع س مة لا الدليل من معار ‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫ينقسم اللفص من حيث هور دالته وخفاؤها إلى قسمين‪ :‬واضح الدالةه وخفي الدالة‪.‬‬
‫فواضح الدالةه ينقسم إلى قسمين هما‪ :‬النص والظاهر‪.‬‬
‫وخفي الدالةه ينقسم إلى قسمين هما‪ :‬المجمل والمتشابه‪.‬‬
‫ــ النص هو القي ا َيت ََو َّجهُ إلَ ْي ِه ْ‬
‫اح ِت َما ٌل وا يحتمل إا معنى واحدا‪.‬‬
‫ــ والظاهر هو ما دل بنفسه على معنى راجح مع احتمال ير ‪.‬‬
‫والظاهر ضربان‪ :‬اهر بوضع اللغة كاامر يحتمل الوجوب ويحتمل الندب إا أنه في الوجوبه‬
‫أ هرهو اهر بوضع الشرع كاألسماء المنقولة من اللغة إلى الشرع‪.‬‬
‫يحمل الظاهر على أ هر معانيهه ويجب العمل به إا إ ا وجد دليل يصرفه عن اهر ‪.‬‬
‫والمؤل هو اللفص المصرون عن اهر المتبادر منه إلى محتمل مرجوح لدليل اقت ى لا‪.‬‬
‫التأويل قسمان‪ :‬تأويل صحيح وهو صرن اللفص بدليل يدل على لا‪.‬‬
‫والتأويل الفاسده هو صرن اللفص عن اهر ألمر يظنه الصارن دلي ه وليس بدليل في حقيقة األمر‪.‬‬
‫يشتر لصحة التأويل أربعة أرو ‪:‬‬
‫ــ األول‪ :‬أن يكون اللفص محتم للمعنى القي أول إليه في لغة العرب‪.‬‬
‫ــ الثاني‪ :‬إقامة الدليل على تعين لا المعنى المقصود‪.‬‬
‫ــ الثالث‪ :‬صحة الدليل الصارن للفص عن اهر ‪.‬‬
‫ــ الرابع س مة لا الدليل من معار ‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ -0‬إلى كم من قسم ينقسم اللفص من حيث هور دالته وخفاؤها؟ مثل لكل قسم‪.‬‬
‫‪ -5‬ما حكم العمل بالظاهر؟‬
‫‪ -7‬ما أقسام التأويل؟‬
‫‪ -6‬بين أرو التأويل الصحيح‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الدرس السادس عشر‪:‬‬
‫المجمل والمبين‬
‫قدددددال تعدددددالى‪{ :‬وأقيمدددددوا الصددددد ة ويتدددددوا الزكددددداة}‪44‬ه وقدددددال تعدددددالى‪( :‬وإن لقتمدددددوهن مدددددن قبدددددل أ ن‬
‫تمسددددوهن وقدددددد فرضدددددتم لهدددددن فري دددددة فنصددددد مدددددا فرضدددددتم إا أن يعفدددددون أو يعفدددددو الدددددقي بيدددددد عقددددددة‬
‫النكاح)‪.45‬‬

‫أوا‪ :‬المجمل‪:‬‬
‫‪ – 0‬التعري ‪:‬‬
‫المجمل لغة‪ :‬المبهم واصط حا‪ :‬اللفص القي لم تت ح دالته‪.‬‬
‫‪ – 5‬المبين‪:‬‬
‫التبيدددين هدددو إخدددرا المشدددكل إلدددى حيدددز الظهدددوره والمبدددين بالكسدددر ‪ :‬هدددو الموضدددح جمدددال المجمدددله‬
‫وبالفتح النص القي كان فيه إجمال‪.‬‬
‫والتبيدددين واجدددب علدددى النبدددي صدددلى هللا عليددده وسدددلم عندددد الحاجدددةه وقدددد بدددين صدددلى هللا عليددده وسدددلمه‬
‫ويجب البحث عن المبين متى وجد مجمل ‪.‬‬
‫‪ – 7‬أنواع ا جمال‪:‬‬
‫يكون ا جمال تارة ب‪:‬‬
‫ي – بسددددبب ااأددددتراك اللغددددوي كمددددا فددددي القددددرء فددددي قولدددده تعددددالى {والمطلقـددددـات يتربصددددن بأنفسددددهن‬
‫ث ثة قروء}‪46‬ه قال مالا والشافعي وجمهور من العلماء المراد به الطهر مستدلين بأدلة منها‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى {فطلقوهن لعدتهن}‪ 47‬أي في عدتهن أي في هرهن‬
‫‪ -‬وحديث الشيخين ومالا في المو ن‪( :‬مر فليراجعها)ه‬
‫‪ -‬وبأن العدد مقكر بالتاء ث ثة قروء والطهر مقكر والحي ات مؤنثة‪.‬‬
‫وقدددددال أبدددددو حنيفدددددة و ائفدددددة مدددددن العلمددددداء المدددددراد بدددددالقرء الحددددديض مسدددددتدلين بحدددددديث البيهقدددددي‬
‫والدارقطني‪( :‬دعي الص ة أيام أقرائا) وألن الغر معرفة خلو الرحم‪.‬‬
‫ب – بسبب ا د ام نحو (ا ت ار والدة بولدها)‪ 48‬فاحتمل البناء للفاعل والمفعول‪.‬‬
‫– بسدددبب تعاقدددب معددداني الحدددرون نحدددو (ومدددا يعلدددم تأويلددده إا هللا والراسدددخون فدددي العلدددم‪ 49)...‬هدددل‬
‫الواو للعط أو ل ستئنان‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫د – ا جمدددال فدددي التركيدددب مثدددل (أو يعفدددو الدددقي بيدددد عقددددة النكددداح) فهدددل هدددو الدددولي كمدددا لمالدددا أو‬
‫الزو كما للشافعي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المبين بصيغة اسم الفاعل أو المفعول‪.‬‬


‫فددداألول وهدددو اسدددم الفاعدددل‪ :‬المدددراد بددده الدددنص وهدددو إمدددا قدددرين أو سدددنة‪ .‬والثددداني‪ :‬وهدددو اسدددم المفعدددول‬
‫قسمان‪:‬‬
‫‪ -‬ندددص بدددأن لدددم يحتمدددل إا معندددى واحددددا نحدددو ( فصددديام ث ثدددة أيدددام فدددي الحدددم وسدددبعة إ ا رجعدددتم تلدددا‬
‫عشرة كاملة)‪.‬‬
‫‪ -‬اهر بأن احتمل معنيين أحدهما أرجح‪.‬‬

‫‪ - 44‬البقرة‪43‬‬
‫‪ - 45‬البقرة ‪037‬‬
‫‪ - 46‬البقرة ‪228‬‬
‫‪ - 47‬الطالق ‪0‬‬
‫‪ - 48‬البقرة ‪230‬‬
‫‪ - 49‬آل عمران ‪7‬‬
‫‪ - 50‬البقرة ‪037‬‬
‫‪43‬‬
‫الخ صة‪:‬‬
‫أوا المجمددددل‪ :‬وهددددو لغددددة المددددبهم واصددددط حا مددددا لددددم تت ددددح دالتددددهه فدددداللفص إمددددا أن يحتمددددل معنددددى‬
‫واحدا فهو النص أو يحتمل معنيين أحدهما أرجح فهو الظاهر والمرجوح هو المحتمل‪.‬‬
‫فددددنن تسدددداوت معانيدددده كددددان مجمدددد ه وإن وجدددددت قرينددددة تددددرجح أحددددد المعنيددددين عمددددل بمقت دددداها وإا‬
‫ترك‪.‬‬
‫وأسباب ا جمال نوعان‪:‬‬
‫‪ – 0‬ا جمال في المفرده ويكون‪:‬‬
‫‪ -‬في ااسم نحو القرء هل هو الطهر أو الحيض‪.‬‬
‫‪ -‬فددددي الحددددرن مثددددل الددددواو فددددي قولدددده تعددددالى (والراسددددخون فددددي العلددددم ) هددددل هددددو ل سددددتئنان أو‬
‫العط ‪.‬‬
‫‪ -‬في الفعل (ا ت ار والدة بولدها)‪.‬‬
‫‪ – 2‬المركب نحو قوله تعالى (أو يعفو القي بيد عقدة النكاح)‪.‬‬
‫ثانيدددا‪ :‬المبدددين‪ :‬وهدددو بدددالفتح الدددنص أو الظددداهر وبالكسدددر الموضدددح جمدددال المجمدددله وهدددو إمدددا قدددرين‬
‫أو سنة‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ - 0‬عرن ا جمال‪.‬‬
‫‪ - 2‬بين أنواع ا جمال‪.‬‬
‫‪ - 3‬مثل لمجمال في التركيب‪.‬‬
‫‪ - 4‬عرن المبين‪.‬‬
‫‪ - 5‬بين أقسام التبيين‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الدرس السابع عشر‬

‫األدلة‬ ‫تعار‬
‫التعادل هو التعار والتقابل بين الدليلين والتساوي بينهما على سبيل التمانع بأن يثبب أحدهما ما‬
‫ينفيه اآلخرهوالترجيح هو تقوية أحد الدليلين للعمل بهه والتعار ا يتصور بين دليلين قطعيينه فيمتنع‬
‫وجود تعار حقيقي بين النصو الشرعية القطعيةه وإ ا بدا تعار نصين منها فننما هو تعار في‬
‫والترجيح ا‬
‫ُ‬ ‫الظاهر وليس بتعار حقيقيه ويشتر لوقوع هقا التعار أن يكون الدلي ن في قوة واحدةه‬
‫الترجيح‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يكونُ إاّ مع وجو ِد التعا ُر ه فن ا انتفى التعا ُر ُ انتفى‬

‫‪ ‬التوفيق بين الدليلين المتعارضين‪:‬‬


‫وضع األصوليون قواعد زالة التعار الظاهر في النصو واألدلة‪.‬‬
‫ومن تلا القواعد‪ :‬التوفيق بين الدليلينه ثم الترجيح ألحدهماه والعمل عـلى الـنسخه إن تـمب أرو هه‬
‫ثم الـتوق أو التخيير‪.‬‬
‫فنن وجد مث نصان متساويان في الـقوة و اهرهم ا التعار وفق بينهما بطريق من رق الجمع‬
‫والتوفيق إن أمكن للعمل بهما ألن إعمال الدليلين أولى من إلغائهما أو إلغاء أحدهما‪.‬‬

‫‪ ‬ــ رق التوفيق بين الدليلين المتعارضين‪:‬‬


‫منها‪ :‬تأويل أحد النصين على نحو ا يعار النص اآلخره مثل اعتبار أحدهما مخصصا لآلخر أو مقيدا‬
‫لهه فيخصص العام بالخا ويحمل المطلق على المقيد‪.‬‬
‫مثال حمل العام على الخا قوله صلى هللا عليه وسلم كما في حديث البخاري‪{ :‬فيما سقب السما ُء‪...‬‬
‫العش ُر} وحديث مسلم‪:‬‬
‫ُ‬
‫بحيث يكونُ معنا ‪ :‬فيما‬ ‫قه‬ ‫ق صدقةٌ}ه فيحمل األول على ما بلغ خمسةَ أو ُ‬
‫س ٍ‬ ‫س ٍ‬‫{ليس فيما دون خمسة أو ُ‬
‫سقب السما ُء العش ُر إ ا بلغ خمسةَ أوس ٍ‬
‫ق‪.‬‬
‫ومثال حمل المطلق على المقيد إن اتفقا في الحكم والسبب كن ق الدم في سورة المائدةه وتقييد في‬
‫سورة األنعام بكونه مسفوحاه فيحـمل المطلـق في هـق الصورة على المقيد ويكون الدم الحرام في اآليتين هو‬
‫الدم المسفوح اتفاقهما في الحكم والسبب ألن الحكم هو الحرمة والسبب هو ال رر الناأئ عن تناول الدم‪.‬‬
‫أما إن اختلفا في السبب والحكم كن ق األيدي في يية القطع ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما‪)..‬‬
‫وتقييدها في يية الوضوء ( ‪..‬وأيديكم إلى المرافق) ففي هق الصورة يبقى كل على حكمه وا يحمل أحدهما‬
‫على اآلخر اخت ن الحكم والسببه فالسببان مختلفان وهما السرقة وإرادة الص ةه والحكمان مختلفان وهما‬
‫القطعه ووجوب الغسله بل يعمل بالمطلق في موضعهه والمقيد في موضعه إ ا ارتبا بين األمرين‪.‬‬

‫‪ - ‬ترجيح أحد الدليلين المتعارضين‪:‬‬


‫إ ا تعقر الجمع بين الدليلين عمل على الترجيح إن وجد مرجح‪ ,‬وترجيح األدلة يكون على حسب قوتهاه‬
‫فيرجح النص من الكتاب والسنة على القياسه ويرجح ا جماع على القياسه ويقدم إجماع الصحابة على‬
‫إجماع التابعين‪ .‬ويرجح الحديث المتواتر على حديث اآلحاده ويقدم حديث اآلحاد على ا جماع السكوتيه‬
‫ويرجح بكثرة األدلة وبكثرة الرواةه والمسند من األحاديث على المرسله ويقدم الخبر الفصيح على ير‬
‫الفصيحه ويرجح الخبر المدني على الخبر المكي لتأخر عنه‪.‬‬
‫ويرجح الحكم الثابب بعبارة النص على الحكم الثابب بنأارته‪ ,‬وتقدم دالة ااقت اء على دالة ا أارة‬
‫وا يماءه ويرجح ا لنص على الظاهرهوالظاهر على المؤوله ويرجح المنطوق على المفهوم‪ ,‬ومفهوم الموافقة‬
‫على مفهوم المخالفة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المجتهد عن‬ ‫فنن تساوى الدلي ن في المرجحات ولم يمكن التوفيق بينهما ولم يعلم الناسخ منهما توق‬
‫المصيب واح ٌد وأن ير مخطئ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ناسب القو َل بأن‬
‫ُ‬ ‫العمل بهماه وهقا التوقُّ يُ‬
‫ناسب القول بنن ك َّل مجته ٍد‬
‫ُ‬ ‫وقيل يتخير بينهما في العمل والق اء‪ ,‬ويخير المستفتي في الفتوى‪ ,‬وهقا يُ‬
‫مصيبه وقيل‪ :‬يتساقطان وينتقل إلى دليل يخر كما في تعار البينتين‪ .‬و هب بع هم إلى أنه‬ ‫ٌ‬ ‫في الظنيات‬
‫يأخ َق باألأد ألنه األحو ‪ .‬و هب يخرون إلى أنه يأخق باأليسر لقوله صلى هللا عليه وسلم‪ { :‬يَسرواه وا‬
‫َ‬
‫تُ َعسروا} متفق عليه‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫التعادل هو التعار والتقابل بين الدليلينه بحيث يثبب أحدهما ما ينفيه ااخر‪.‬‬
‫و الترجيح هو تقوية أحد الدليلين على اآلخر للعمل به‪.‬‬
‫وا يتصور التعار بين دليلين قطعيين‪.‬‬
‫يشتر في التعار بين الدليلين أن يكونا على درجة واحدة من القوة‪.‬‬
‫وضع األصوليون القواعد التالية للترجيح بين األدلة‪:‬‬
‫ـ التوفيق‬
‫ـ الترجيح‬
‫ـ العمل على النسخ‬
‫ـ التوق عن الدليلين أو التخيير بينهما‬
‫يتم التوفيق بين الدليلين إما بــ ‪:‬‬
‫تأويل أحد النصين على نحو ا يعار النص اآلخر‪.‬‬
‫اعتبار أحدهما مخصصا لعموم ااخر أو مقيدا أل قه‪.‬‬
‫إّ ا تعقر الجمع بين الدليلين صير إلى ترجح أحدهما على اآلخره فيرجح النص من الكتاب أو السنة على‬
‫القياسه ويرجح النص على الظاهره والظاهر على المؤوله والمنطوق على المفهومه ومفهوم الموافقة على‬
‫مفهوم المخالفة‪.‬‬

‫المجتهد عن‬ ‫إ ا تساوى الدلي ن في المرج حات ولم يمكن التوفيق بينهما ولم يعلم الناسخ منهما توق‬
‫العمل بهما ه وقيل يتساقطان وينتقل إلى دليل يخر‪ ,‬وقيل يعمل باألأده وقيل يعمل باأليسر‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫عرن التعار بين الدليلين‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫ما القواعد التي وضعها األصوليون زالة التعار بين الدليلين؟‬ ‫‪-5‬‬
‫؟‬ ‫ما الخيارات التي يلجا إليها المجتهد للتوفيق بين دليلين اهرهما التعار‬ ‫‪-7‬‬
‫مثل لحمل العام على الخا والمطلق على المقيد‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪46‬‬
‫الدرس الثامن عشر‪:‬‬
‫الفتوى‬
‫الفتوى‪:‬‬ ‫‪ ‬تعري‬
‫الفتدددوى أو الفتيددددا هددددي لغددددة‪ :‬ا خبددددار والجددددواب عمدددا أأددددكل‪ ,‬واصددددط حا‪ :‬ا خبددددار بحكددددم أددددرعي ا‬
‫علدددى سدددبيل ا لدددزامه والمفتدددي هدددو المجتهدددد المخبدددر عدددن الحكدددم الشدددرعيه والمسدددتفتي هدددو‪ :‬السدددائل عدددن‬
‫لا الحكمه أما المقلد ف يفتي وإنما ينقل لمستفتيه النصو بأمانة‪.‬‬

‫‪ ‬ــ الفرق بين الفتوى والق اء‪:‬‬


‫الفرق بينهما أن الفتوى هي ا خبار بحكم أرعي ا على سبيل ا لزام ‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫أما الق اء فهو‪ :‬ا خبار بحكم أرعي على وجه ا لزام‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أن حكددددم القاضددددي خددددا ّ ا يتعدددددّى المحكددددوم عليدددده أوالمحكددددوم لددددهه بخدددد ن فتددددوى المفتددددي‬ ‫‪-7‬‬
‫فننها تشمل المستفتي وتشمل ير ممن وافقه في حاله‪.‬‬
‫أن ا لق دددداء خددددا بالمعددددام ت والخصددددوماته بخدددد ن الفتددددوى فننهددددا تكددددون فددددي العبددددادات‬ ‫‪-6‬‬
‫والمعام ت و ير لاه فهي أعم منه‪.‬‬
‫أن الفتددددوى تكددددون مددددن أي عددددالمه بينمددددا ا يكددددون الق دددداء إا مددددن القاضددددي المنصددددب بددددأمر‬ ‫‪-2‬‬
‫ا مامه أو القي تعين عليه‪.‬‬

‫‪ ‬حكم الفتوى‪:‬‬
‫الفتدددوى تعتريهدددا أحكدددام الشدددرع فتجدددوز للمؤهدددل لهدددا باأدددتهار بدددالعلم والعدالدددة وانتصدددابه للفتدددوى‪,‬‬
‫وهدددي فدددر كفايدددة إ ا تعددددد المفتدددون فدددي البلدددده وقدددد تكدددون فدددر عدددين إ ا انفدددرد المفتدددي أو إ ا خشدددي‬
‫ت َوالهُددددَى ِمدددنْ بَ ْعددد ِد َمدددا بَيَّنَّدددا ُ لِلنَّدددا ِ‬
‫س‬ ‫فدددوات النازلدددة لقولددده تعدددالى‪( :‬إِنَّ الَّددد ِقينَ يَ ْكتُ ُمدددونَ َمدددا أَ ْنزَ ْلنَدددا ِمدددنَ البَينَدددا ِ‬
‫ب أُولَئِاَ يَ ْل َعنُهُ ُم هللاُ َويَ ْل َعنُهُ ُم ال َّ ِعنُونَ ) ولقوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫فِي ال ِكتَا ِ‬
‫{ من سئل عن علم فكتمه ألجمه هللا بلجام من نار يوم القيامة}ه روا أبو داوود وابن ماجه‪.‬‬
‫وتندب إ ا سئل المفتي عن أمر متوقع ولما يحدث بعد‪.‬‬
‫ش َمدددا‬ ‫اح َ‬
‫ددو ِ‬ ‫َ‬
‫ددي الفد َ‬ ‫ُ‬
‫وتحددرم الفتدددوى علدددى المفتدددي إ ا لدددم يكدددن أهددد لهدددا لقولددده تعدددالى‪( :‬قددد ْل إِنَّ َمدددا َحددد َّر َم َربد َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سددد ْلطَانا َوأنْ تَقُولدددوا‬ ‫الحدددق َوأَنْ تُ ْ‬
‫شددد ِر ُكوا ِبددداهللِ َمدددا لَددد ْم يُنَدددز ْل ِبددد ِه ُ‬ ‫ددر ِم ْن َهدددا َو َمدددا بَطَدددنَ َوا ِ ْثددد َم َوالبَ ْغد َ‬
‫ددي ِب َغ ْيددد ِر َ‬ ‫َ َهد َ‬
‫َعلَدددى هللاِ َمدددا َا تَ ْعلَ ُمدددونَ ) األعدددران ‪ 77‬فدددالمفتي إ ا أفتدددى بغيدددر علدددم ضدددل وأضدددله وكدددقا تحدددرم الفتدددوى إ ا‬
‫كان السائل يريد تتبع الرخص أو يستفتي لغر سيئ أو إ ا ترتب علي الفتوى ضرر أكبر‪.‬‬
‫وتكدددر الفتدددوى فدددي أمدددر مسدددتبعد الوقدددوعه أو إ ا كدددان المفتدددي فدددي حدددال انشدددغاله أو كغ دددب أدددديده‬
‫ددوع مفدددر ٍ ه أو إ ا كدددان المسدددتفتي يبحدددث عمدددا يوافدددق رضددده مدددن الفتدددوىه أوإ ا سدددأل عمدددا ا يعنيددده‬ ‫أو جد ٍ‬
‫وا يفيد ه أو إ كان السؤال عن المتشابهاته أو عن علة حكم تعبدي‪.‬‬
‫وتجدددب الفتدددوى بدددالمتفق عليددده أواه ثدددم بدددالراجح وهدددو مدددا قدددوي دليلدددهه ثدددم بالمشدددهور وهدددو مدددا كثدددر‬
‫قائلددددهه ثددددم بددددالقول المسدددداوي وا يجددددوز التسدددداهل فددددي الفتددددوى أو التسددددارع فيهددددا‪ .‬قددددال النابغددددة الغدددد وي‬
‫رحمه هللا‪:‬‬
‫بددددددل تحددددددرم الفتددددددوى بغيددددددر ااقددددددوى‬ ‫ولدددددم يجددددددز تسددددداهل فددددددي الفتددددددوى‬
‫عدددددددن الفتدددددددداوى والق دددددددداء صددددددددرفا‬ ‫وكدددددددددددل عدددددددددددالم بدددددددددددقاك عرفدددددددددددا‬
‫فعلمـــــــــــــــــــه وديــنــــه أجيـحــــا‪.‬‬ ‫إ كـــــل من لم يعتبــــر ترجيحـــــــا‬

‫أركان الفتوى‪:‬‬
‫تقوم الفتوى على ث ثة أركان هي‪ :‬المفتيه والمستفتيه والمفتى به أوالفتوى‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ ‬أرو المفتى‪:‬‬
‫المفتددددي قددددائم مقددددام النبددددي صددددلى هللا عليدددده وسددددلم ونائددددب عندددده فددددي التبليددددغ ومخبددددر عددددن هللا تعددددالى‬
‫فيشتر فيه ا س مه والتكلي ه والعلمه والعدالةه والورعه قال في المراقي‪:‬‬

‫للعلددم والدددين الددور ْع‪.‬‬ ‫إن لددم ي د‬ ‫ب يتبددددددد ْع‬


‫ولددددددديس فدددددددي فتدددددددوا مفددددددد ٍ‬

‫ويشدددددتر أن يكدددددون عالمدددددا علمدددددا أدددددام بالكتددددداب والسدددددنة وعلومهمدددددا وعارفدددددا بلغدددددة العدددددربه‬
‫وباألصددددول والفددددروع ومددددوا ن ا جمدددداع والخدددد نه وأن يكددددون قددددادرا علددددى اسددددتنبا األحكددددام مددددن األدلددددة‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪ ‬ــ أقسام ال ُم ْفتِين‪:‬‬


‫ينقسم المفتونه إلى ث ثة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬المجتهدددد المطلدددق وهدددو المجتهدددد المسدددتقل الدددقي تدددوفرت فيددده أدددرو ااجتهددداد كا مدددام مالدددا‬
‫مدددث ه والثددداني‪ :‬المجتهدددد المقيدددد وهدددو قسدددمان‪ :‬أولهمدددا‪ :‬مجتهدددد المدددقهبه وهدددو مدددن لدددم تتدددوفر فيددده كدددل‬
‫الشددددرو المطلوبددددة فددددي المجتهددددد المطلددددقه ولكددددن لدددده أددددرو ااجتهدددداد المقيددددد بمددددقهب معددددينه وأددددر ه‬
‫الددتمكن مددن تخدددريم األحكددام علددى قو اعدددد إمامدده وأددرو هه وقدددد مثلددوا لدده بدددابن القاسددمه وثانيهمددا‪ :‬مجتهدددد‬
‫الفتدددوى وهدددو دون مجتهدددد المدددقهب لكنددده متبحدددر فدددي مدددقهب إمامددده إا أنددده ا يدددتقن أصدددول الفقددده وقواعدددد ه‬
‫أمدددا رابدددع األقسدددام الث ثدددة فغيدددر داخدددل فدددي مراتدددب ااجتهددداد وهدددو مدددن قدددرأ بعدددض مختصدددرات المدددقهب فدددي‬
‫ضددددمنها مسددددائل عامددددة مخصو صددددة فددددي يرهددددا ومطلقددددة ومقيدددددة فددددي يرهددددا أو فيهددددا ضددددع وا تحقيددددق‬
‫عندددد وا علدددم لددده بالمخصصدددات والقيدددود وا تمييدددز للمشدددهور مدددن ال دددعي ‪ .‬قدددال النابغدددة الغددد وي رحمددده‬
‫هللا‪:‬‬
‫ث ثدددددددددددددة ا الرابدددددددددددددع المفتوندددددددددددددا‬ ‫خددددددددق بقددددددددات الندددددددداس إ يفتونددددددددا‬
‫بمدددددددددددددددددددددقهب وااول المؤيدددددددددددددددددددددد‬ ‫مجتهددددددددددددددددان مطلدددددددددددددددق مقيدددددددددددددددد‬
‫بمالددددددددا والثدددددددداني بددددددددابن القاسددددددددم‬ ‫فمثلددددددددددددوا األول فددددددددددددي المقاسددددددددددددم‬
‫كدددددددان أصدددددددح علدددددددم مدددددددن تقدددددددددما‬ ‫و ان نددددددددداا ايدددددددددة العلدددددددددم ومدددددددددا‬
‫مسدددددددددتبحرا لكنددددددددده فدددددددددي يهدددددددددب‬ ‫والثالددددددددث المددددددددتقن فقدددددددده مددددددددقهب‬
‫كسددددددددددددائر األصددددددددددددول والقواعددددددددددددد‬ ‫إ لددددددددم يحددددددددط بجملددددددددة المقاصدددددددددد‬
‫فدددددي مدددددقهب علدددددى كتددددداب مختصدددددر‬ ‫ورابددددددع األقسددددددام مددددددن قددددددد اقتصددددددر‬
‫قدددددد خصصدددددب فدددددي يدددددر وقيددددددت‬ ‫فددددددي ضددددددمنه مسددددددائل مددددددا أدددددديدت‬
‫في يــــر وكيفـــــب وزيفــــــــــب‪.‬‬ ‫وفيـــــــه أقــــــوال ضعـــــان ضعفب‬

‫وقوله في يهب أي في لمة الجهل باألصول والقواعده‬

‫‪ ‬يداب المفتي والمستفتي‪:‬‬


‫ينبغدددي للمفتدددي أن يكدددون سدددالما مدددن تشدددويش الفكدددر وانشدددغال القلدددب وقدددادرا علدددى موازندددة األقدددوال‬
‫وتدددددر جيح بع دددددها علدددددى بعدددددضه وأن يقدددددول ا أدرى فيمدددددا ا يعلمدددددهه وعليددددده أن يتلطددددد بالمسدددددتفتي وا‬
‫يتددددأ ى مندددده وا يكشدددد سددددر وا يتكبددددر عليدددده وأن يكددددون عارفددددا لعددددرن بلددددد المسددددتفتي وبصدددديرا بمكددددر‬
‫الندددداس وخددددداعهم خشددددية أن يوقعددددو فددددي مكددددرو ه وأن يتريددددث فددددي الفتددددوى حتددددى يت ددددح لدددده حكمهددددا‬
‫وم بساتها‪.‬‬
‫وأن يفتدددي السدددائل بمدددا يناسدددب حالددده مدددن التوجيدددهه فيفتدددي الفاسدددق الدددقي يريدددد التوبدددة بعظددديم رحمدددة‬
‫هللا تعالىه ويفتي مريد الشر بالترهيب والتشديد‪.‬‬
‫وينبغددددي للمسددددتفتي أن ا يريددددد بسددددؤاله إا الحددددقه ا تتبددددع الددددرخص أو إفحددددام المفتددددي أو يددددر لددددا‬
‫مددن المقاصددد السدديئةه وأن ا يسددتفتي إا مدددن يغلدد ب علددى ندده أندده أهدددل للفتددوىه وعليدده أن يعمددل بدددالفتوى‬

‫‪48‬‬
‫إ ا ا مأندددددب نفسددددده إليهددددداه وأن ا يسدددددتحي مدددددن السدددددؤال عمدددددا أأدددددكل عليدددددهه وأن ا يسدددددأل عدددددن أدددددرار‬
‫المسائله أو عما ا فائدة فيهه وأن يكون سؤاله لحاجة‪.‬‬

‫ــ الخ صة‬ ‫‪‬‬


‫الفتددددوى أو الفتيددددا لغددددة‪ :‬ا خبددددار عمددددا أأددددكل‪ ,‬واصددددط حا‪ :‬ا خبددددار بحكددددم أددددرعي ا علددددى سددددبيل‬
‫ا لزام‪ ,‬والمفتي هو المخبر عن حكم أرعيه والمستفتي هو‪ :‬السائل عن لا الحكم‪.‬‬
‫والفدددرق بدددين الفتدددوى والق ددداء أن الفتدددوى إخبدددار بحكدددم أدددرعي ا علدددى سدددبيل ا لدددزامه وتكدددون فدددي‬
‫العبدددادات والمعدددام ته بخددد ن الق ددداء فننددده إخبدددار بحكدددم أدددرعي علدددى وجددده ا لدددزام خدددا بالمعدددام ت‬
‫والخصدددوماته فحكدددم القاضدددي ا يتعددددّى المحكدددوم عليدددده أو المحكدددوم لدددهه أمدددا الفتدددوى فتشدددمل المسددددتفتي‬
‫و ير إن وافقه في حالهه والفتوى تكون من أي عالم بينما ا يكون الق اء إا من القاضي‪.‬‬
‫والفتددددوى تجددددوز للم ؤهددددل لهدددداه وتكددددون فددددر كفايددددة إ ا تعدددددد المفتددددونه وتكددددون فددددر عددددين إ ا‬
‫انفدددرد المفتدددي أو إ ا خشدددي فدددوات النازلدددةه وتحدددرم علدددى المفتدددي إن جهدددل الحكدددمه وتكدددر فدددي أمدددر مسدددتبعد‬
‫الوقوع‪ ,‬أو إ ا كان المفتي منشغل الفكر بغ ب ونحو ‪.‬‬
‫وتجددب الفتددوى بددالمتفق عليدده‪ ,‬ثددم بددالراجح وهددو مددا قددوي دليلدده‪ ,‬ثددم بالمشددهور وهددو مددا كثددر قائلدده‪,‬‬
‫ثم بالقول المساوي وا يجوز التساهل في الفتوى أو التسارع فيها‪.‬‬
‫وأركان الفتوى ث ثة هي‪ :‬المفتيه والمستفتيه والفتوىه‬
‫والمفتدددي قدددائم مقدددام النبدددي صدددلى هللا عليددده وسدددلم ونائدددب عنددده فدددي التبليدددغ ومخبدددر عدددن هللا تعدددالى‬
‫فيشتر في حقه ا س مه والتكلي ه والعلمه والعدالةه والورع‪.‬‬
‫ينقسدددم المفتدددونه إلدددى ث ثدددة أقسدددام‪ :‬األول‪ :‬مجتهدددد مطلدددق كمالدددا مدددث ه والثددداني‪ :‬مجتهدددد المدددقهب‬
‫كابن القاسمه والثالث‪ :‬مجتهد الفتوى وهو دون مجتهد المقهب‪.‬‬

‫‪ ‬األسئلة‪:‬‬
‫عرن الفتوى وا كر الفرق بينها وبين الق اء‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫تعتري الفتوى األحكام الشرعية‪ .‬وضح لا‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ما الشرو الواجب توفرها في المفتي لكي يعمل بفتوا ؟‬ ‫‪-7‬‬
‫ما اآلداب التي ينبغي أن يتحلى بها المفتي والمستفتي؟‬ ‫‪-6‬‬

‫‪49‬‬
‫الدرس التاسع عشر‪:‬‬

‫نشأة المقاهب الفقهية األربعة‬


‫‪ ‬ــ التعري بالمقاهب الفقهية‪:‬‬
‫المقاهب جمع مقهب والمقهب لغة‪ :‬مصدر ميمي يطلق على محل القهاب أو زمانهه والمقهب اصط حا‪:‬‬
‫هو ما هب إليه المجتهد من األحكام الفرعية المستفادة من األدلة الظنيةه فالمقهب المالكي مث هو ما هب‬
‫إليه ا مام مالا من األحكام ااجتهادية استنتاجا واستنبا ا وهكقا‪.‬‬
‫والمقاهب الفقهية األربعة هي التي حظيب بقبول كبير واأتهرت وانتشرت بشكل واسع بين أهل السنة‬
‫وهي التي تمثل ااجتهادات الفقهية الراجعة لألئمة األربعة‪ :‬أبي حنيفةه ومالاه والشافعيه وأحمده رحمهم هللا‬
‫تعالى‪.‬‬
‫وهق المقاهب عبارة عن اجتهادات في فهم نصو الشريعة وتنزيلها على الواقعه وا يوجد بينها‬
‫اخت ن في العقيدةه وإنما يوجد بينها على مستوى األحكام الفرعية الظنيةه فهي متفقة في األصوله وإن‬
‫اختلفب في الفروع أو بع ها‪.‬‬
‫وما نسب إلى أصحابها من اجتهاد إنما يستندون فيه إلى الكتاب والسنةه وقد نقل الشعراني في الميزان‬
‫أن األئمة األربعة كلهم قالوا‪ :‬إ ا صح الحديث فهو مقهبنا‪.‬‬
‫وقد حكى ابن القيم عن أبي حنيفة وأبي يوس أنهما قاا ا يحل ألحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين‬
‫قلنا ه ونقل ابن عبد البر بنسناد متصل أن مالكا قال‪ :‬إنما انا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فما وافق‬
‫الكتاب والسنة فخقو وما لم يوافقهما فاتركو ‪ .‬واأتهر عن الشافعي قوله‪ :‬إ ا صح الحديث فهو مقهبي‪ .‬ونقل‬
‫عن ا مام أحمد أنه كان يقول في فتاويه‪ :‬ا تكتبوا عني أيئا وا تقلدوني وا تقلدوا ف نا وف نا وخقوا من‬
‫حيث أخقواه وقد قال بعض الفقهاء في هقا‪.‬‬
‫ا ينبغدددددددددي لمدددددددددن لددددددددده إسددددددددد م‬ ‫قدددددددددددال أبدددددددددددو حنيفدددددددددددة ا مدددددددددددام‬
‫علدددى الكتددداب والحدددديث المرت دددى‬ ‫أخددددددددق بددددددددأقوالي حتددددددددى تعرضددددددددا‬
‫قدددددال بدددددقا وأدددددار نحدددددو الحجدددددر‬ ‫ومالددددددددددددا إمددددددددددددام دار الهجددددددددددددر‬
‫ومندددددده مددددددردود سددددددوى الرسددددددول‬ ‫كدددددددددددل كددددددددددد م منددددددددددده و قبدددددددددددول‬
‫قددددددددولي مخالفدددددددددا لمدددددددددا رويدددددددددتم‬ ‫والشددددددددددددافعي قددددددددددددال إن رأيددددددددددددتم‬
‫بقددددددددددولي المخددددددددددال األخبددددددددددارا‬ ‫مددددددن الحددددددديث فاضددددددربوا الجدددددددارا‬
‫مددددا قلتدددده بددددل أصددددل لددددا ا لبددددوا‬ ‫وأحمدددددددددد قدددددددددال لهدددددددددم ا تكتبدددددددددوا‬
‫واعمددددل بهددددا فدددددنن فيهددددا منفعددددده‪.‬‬ ‫فاسدددددددمع مقالدددددددة الهدددددددداة ااربعددددددده‬

‫‪ ‬نشأة المقاهب الفقهية‪:‬‬


‫هرت المقاهب في عهد تابعي التابعين و لا بعد أن انتشر ا س م واختلطب الح ارات وتغيرت‬
‫األوضاع عما كانب عليهه ومن أهم عوامل نشأتها‪ :‬اخت ن الفقهاء في األحكام الشرعية المستنبطة من األدلة‬
‫المحتملة‪.‬‬
‫وقد انتشرت هق المقاهب في القرن الثاني وما بعد ه وأولها المقهب الحنفي القي انتشر في القرن‬
‫الثانيه ثم المقهب المالكي كقلاه أما المقهب الشافعي والحنبلي فقد انتشرا بعد لا في القرن الثالث وما بعد‬
‫ويعد المقهب الحنبلي من أقلهم انتشارا وقد يرجع السبب إلى أنه ما هر إا بعد أن احتلب المقاهب الث ثة‬
‫األمصار قبله‪.‬‬
‫وهؤاء األئمة كلهم أئمة أج ء اأتهروا بالعلم وااستقامة والتمسا بالسنةه وأهد لهم الجميع بالعلم‬
‫والف ل والعدالة وا مامةه والهداية والدراية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ولهم أتباع خدموا مقاهبهمه وجمعوا مسائلهم وفتاواهم ونقحوهاه وكتبوا في لا وأضافوا وحققوا‬
‫وعلقوا وهقبوا حتى انتشرت هق المقاهب واأتهرت وازدهرت‪ .‬وهق المقاهب هي التي ُكتب لها البقاء إلى‬
‫اآلنه‬
‫وهي التي يتعين على العوام تقليد أئمتهاه دون يرهم‪.‬‬
‫قال سيدي عبد هللا العلوى‪:‬‬
‫دددددو يرهددددددا الجميدددددد ُع منعدددددده‬
‫وقفد َ‬ ‫والمجمدددددع اليدددددوم عليددددده ااربعددددده‬
‫ديدددددددن الهددددددددى ألنددددددده مجتهدددددددد‪.‬‬ ‫حتدددددى يجددددديء الفدددددا مى المجددددددد‬
‫وقال الع مة محمد مولود بن أحمد فال‪:‬‬
‫والحنفدددددي وأحمدددددد اليدددددوم امندددددع‬ ‫بددددل نهددددم يددددر مالددددا والشددددافعي‬
‫فدددي منعددده الحطددداب وابدددن سدددودة‬ ‫أن يقتفيددددددددده مقتددددددددد وعمددددددددددتي‬
‫ثم يقول بعد هقا‪:‬‬
‫منددددددددددددع أن يتبددددددددددددع الحطدددددددددددداب‬ ‫واليددددوم مددددا أفتددددى بدددده األصددددحاب‬
‫والمددددددازري والبرزلددددددي النيددددددرين‬ ‫معتمدددددددا علددددددى إمددددددام الحددددددرمين‬
‫و يدددددرهم مدددددن دددددرر األأدددددران‪.‬‬ ‫وحجددددددددددة ا سدددددددددد م والقرافددددددددددي‬
‫أما يرالمقاهب األربعة من المقاهب الفقهية فقد انقر أتباعه ولم يبق منه إا بعض الكتب المنسوبة‬
‫إلى أصحابهه كمقهب‪ :‬الليث بن سعده وسفيان الثوريه والحسن البصريه وعبد الرحمن األوزاعيه ومحمد‬
‫بن جرير الطبريه وداود بن علي األصفهاني المشهور بالظاهريه وهو من أهل القرن الرابعه وقد ُع َّد مقهبه‬
‫هو الخامسه وقد كان له نفو و هور باألندلس وبالمغرب على الخصو أيام الدولة الموحدية‪.‬‬
‫تأسس المقهب الحنفي بالعراق وانتشر فيه وفي تركيا والهند والسنده وأمال مصر ووسط أسياه‬
‫وتأسس المقهب المالكي في الح جازه وانتشر في عموم المغرب العربي وأمال إفريقيا والسودان ومصر‬
‫وا مارات العربية المتحدة‪ .‬كما تأسس المقهب الشافعي بالعراق ومصره وانتشر فيهما وفي الشام واليمن وفي‬
‫القرن األفريقي وجنوب أرق يسيا‪ .‬أما المقهب الحنبلي فقد تأسس في العراقه وانتشر في الحجاز والكويب‬
‫وله وجود بمصر والشام‪.‬‬
‫‪ ‬ــ الخ صة‪:‬‬
‫ــ المقهب اصط حا‪ :‬هو ما هب إليه المجتهد من األحكام الفرعية المستفادة من األدلة الظنيةه‬
‫والمقاهب الفقهية األربعة كلها مقاهب سنية حظيب بقبول كبير وهي التي كتب لها البقاءه‬
‫وتجسدت فيها اجتهادات المجتهدين في فهم نصو الشريعة‪.‬‬
‫ــ ا يوجد بين هق المقاهب األربع ة اخت ن في العقيدةه وإنما يوجد بينها بعض ااخت ن في األحكام‬
‫الفرعية الظنيةه فهي متفقة في األصول‪( :‬العقيدة)ه ا في كل الفروع‪.‬‬
‫ــ نشأت المقاهب في القرن الثاني الهجري فما بعد ه وانتشرت في عموم الب د ا س ميةه ومن أهم‬
‫عوامل نشأتها‪ :‬اخت ن العلماء في األ حكام الشرعية المستنبطة من األدلة الظنيةه واتساع الدولة‬
‫ا س ميةه وحدوث مسائل ومستجدات لم تكن معروفة في العهدين النبوي والراأدي‪.‬‬
‫ــ وأول هق المقاهب هورا هو‪ :‬المقهب الحنفيه ثم المالكيه ثم الشافعيه ثم الحنبليه‬
‫وأئمة هؤاء المقاهب كلهم مجتهدون اأتهروا بال علم وااستقامة والتمسا بالسنةه وهم القين يتعين‬
‫على العوام تقليد أحدهمه ولهم أتباع خدموا مقاهبهمه وجمعوا فتاواهم ونقحوهاه وكتبوا في لا وأضافوا‬
‫وحققوا وعلقوا وهقبوا حتى انتشرت هق المقاهب واأتهرت وازدهرته أما ير هق األربعة من المقاهب‬
‫الفقهية األخرى فقد ان قر أتباعه ولم يبق منه إا بعض الكتب المنسوبة إلى أصحابه‪.‬‬
‫‪ ‬األسئلة‪:‬‬
‫‪0‬ـ عرن المقهب الفقهي وبين األسباب التي أدت إلى هور المقاهب الفقهية‪.‬‬
‫‪5‬ـ لما ا اأتهرت وانتشرت المقاهب األربعة دون يرها من المقاهب الفقهية األخرى؟‬
‫‪7‬ـ رتب المقاهب األربعة حسب نشأتها‪.‬‬
‫‪6‬ـ ا كر بعض األئمة المجتهدين القين لم يكتب لمقاهبهم البقاء‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الدرس العشرون‪:‬‬

‫مقهب ا مام أبي حنيفة‬


‫به‪:‬‬ ‫‪ - ‬التعري‬
‫هو أبو حنيفة النعمان بن ثابب بن زو ي الفارسي نسبا التيمي واء العراقي الكوفي التابعيه وهو إمام‬
‫أهل الرأي وفقيه أهل العراقه وأحد األئمة األربعة القين اجتهدوا واستنبطوا األحكام الفقهية من القرين‬
‫والسنةه ولد بالكوفة سنة‪ 41 :‬هـ ونشأ بها‪ .‬كان رحمه هللا عابدا زاهدا تقيا ورعا كريماه وكان حسن الوجهه‬
‫والثيابه واألخ ق يب الرائحة والمعاأرةه حسن المواساة خوانه‪.‬‬

‫‪ ‬ــ أأهر أيوخه‪:‬‬


‫تلقى العلم عن كثير من علماء التابعين والتقى بكبار الفقهاء والحفّا فأخق القراءة عن ا مام عاصم أحد‬
‫القراء السبعةه وروى الحديث عن ا مام الزهريه وأخق الفقه عن عطاء بن أبي رباح وحماد بن أبي سليمان‬
‫القي أخق عن إبراهيم النخعي عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنهه وقد ازم ا مام أبو حنيفة أيخه حمادا‬
‫هقا نحو‪ :‬ثماني عشرة سنةه ثم لبث ب ع سنين بمكة المكرمة مجاورا البيب الحرام أخق حينها العلم عن ت ميق‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهماه كما أخق عن زيد بن علي رضي هللا عنه ومحمد الباقر وابنه جعفر الصادق‪.‬‬
‫دخل أبو حنيفة يوما على المنصور فقال له أحد الجالسين‪ :‬هقا عالِم الدنيا اليومه فقال له المنصور‪ :‬يا‬
‫نعمان عمن أخقتَ العلم؟ قال‪ :‬من أصحاب عبد هللا بن عمر عن عبد هللا بن عمر‪ ,‬ومن أصحاب عبد هللا بن‬
‫عباس عن عبد هللا بن عباس ومن أصحاب عبد هللا بن مسعود عن عبد هللا بن مسعود‪ .‬فقال المنصور احتطب‬
‫لنفسا‪.‬‬
‫ابتدأ في بواكير أبابه بعلم الك م فجادل المعتزلة ونازل أصحاب النحله لكنه راجع نفسه وترك المجادلة‬
‫والخو في الك م واتجه إل ى الفقه والحديث واستخرا األحكام من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ومن أمثلة منا رته ألصحاب النحل ما جرى له مع ال حاك بن قيس الخارجي القي يستبيح قتل‬
‫مخالفيهه فقد دخل ال حاك المسجد على أبى حنيفة وقال له‪ :‬تب فقال مم أتوب؟ قال من تجويزك الحكمينه‬
‫فقال له أبو حنيفة‪ :‬تقتلنى أو تنا رنى فقال بل أنا ركه قال فان اختلفنا فى أئ مما تنا رنا فيه فمن بينى‬
‫وبينا؟ قال اجعل أنب من أئبه فقال أبو حنيفة لرجل من أصحاب ال حاك اقعد فاحكم بيننا فى ما نختل فيه‬
‫إن اختلفناه ثم قال لل حاك أترضى بهقا بينى وبينا قال نعمه قال أبو حنيفة‪ :‬فأنب قد جوزت التحكيم فانقطع‬
‫ال حاك‪.‬‬
‫‪ ‬ــ جلوسه للتدريس و ريقته في الدرس‪:‬‬
‫بعد وفاة أيخه‪ :‬حماد بن أبي سليمان ترأس هو حلقة الدرس بعد والت الت ميق حوله ينهلون من‬
‫علمه وفقههه وتقوم ريقته في الدرس على المحاورة فكان يعر المسألة أوا على ت ميق ويبين األسس‬
‫التي تبني عليها أحكامها فيناقشونها معه وكل يدلي برأيهه وبعد أن يقلب النظر من كل نواحيه يدلي هو بالرأي‬
‫القي أنتجته المحاورات ويكون ما انتهى إليه هو القول الفصل فيقر الجميع ويرضونهه وفي الدرس على هقا‬
‫النحو تثقي للمتعلم وتمحيص آلراء المعلم لهقا كان علم أبي حنيفة رحمه هللا في نمو متواصل وفكر في تقدم‬
‫مستمر‪.‬‬

‫‪ ‬ــ رف ه تولي الق اء‪:‬‬


‫روى الخطيب بسند ه أن ابن هبيرة‪( :‬عامل مروان على العراق) أمر أبا حنيفة أن يلي ق اء الكوفةه‬
‫فأبىه ف ربه عشرة أيامه في كل يوم عشرة أسوا ه على أن يلي الق اءه فلم يفعله فلما أيس منه خلى سبيله‪.‬‬
‫وأح ر أبو جعفر المنصور من الكوفة إلى بغداده فأراد أن يوليه الق اء فأبىه فأمر به إلى الحبسه ثم‬
‫عرضه عليه مرة أخرى فقال‪ :‬ا أصلح لقلا فقال له المنصور كقببه ثم عر عليه الثانيةه فقال‪ :‬قد حكمب‬

‫‪52‬‬
‫لي على نفسا كي يحل لا أن تولي قاضيا على أمانتا وهو كقابه وقال له‪ :‬إن كنب َّ‬
‫كقابا ف أصلح للق اءه‬
‫وإن كنب صادقا فقد أخبرت أمير المؤمنين أنى ا أصلح لهه فر َّد إلى الحبس إلى أن مات فيهه على أصح‬
‫الروايات‪.‬‬
‫‪ ‬ــ أصول المقهب الحنفي وخصائصه‪:‬‬
‫اعتمد في مقهبه على‪ :‬الكتابه والسنةه وأقوال الصحابةه والقياسه وااستحسانه وا جماعه والعرن‬
‫الصحيح القي ا يخال نصا أرعياه وكان يقول رحمه هللا‪ ( :‬إني يخق بكتاب هللا إ ا وجدتهه فما لم أجد فيه‬
‫أخقت بسنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه فن ا لم أجد فيها أخقت بقول أصحابه من أئبه وأدع قول من‬
‫أئبه ثم ا أخر من قولهم إلى قول يرهمه فن ا انتهى األمر إ لى أقوال التابعين فلي أن أجتهد كما اجتهدوا)‪.‬‬
‫وتت ح من ك مه هقا أصول مقهبه ومراتبها على النحو القي كر ‪.‬‬
‫ويعتبر المقهب الحنفي من أكثر المقاهب ا س مية انتشارا في العالم ا س مي فقد كان هو المقهب‬
‫الرسمي في الخ فة العباسية ثم في العثمانيةه وتتلخص أهم خصائصه فيما يلي‪:‬‬
‫ــ اعتبار القياس وااستحسان وروح مقاصد النص الشرعي بصفة أوسع‪.‬‬
‫ــ اعتبار العلل وااعتماد عليها في كثير من األمور ااستنبا ية‪.‬‬
‫ــ اافتاء في كثير من المسائل اافتراضية قبل وقوعها‪.‬‬
‫ــ التوسع في الحيل الشرعية التي ليسب صريحة في النهيه مثال الا ما روا ابن الجوزي في األ كياء‬
‫عن يحيى بن جعفر قال سمعب أبا حنيفة يقول‪ :‬احتجب إلى ماء بالبادية فجاءني أعرابي ومعه قربة من ماء‬
‫فأبى أن يبيعنيها إا بخمسة دراهم فدفعتها إليه وقب ب القربة ثم قلب يا أعرابي ما رأيا في السويق فقال هات‬
‫فأعطيته سويقا ملتوتا با لزيب فجعل يأكل حتى امتأل ثم عطش فقال أربة فقلب بخمسة دراهم فلم أنقصه من‬
‫خمسة دراهم على قدح من ماء فاسترددت الخمسة وبقي معي الماء‪.‬‬
‫‪ ‬ــ بعض مواقفه العلمية‪:‬‬
‫انتفض أهل الموصل على المنصور وكان المنصور قد اأتر عليهم أنهم إن انتف وا حلَّب دماؤهمه‬
‫فجمع الفقهاء وقال لهم‪ :‬أليس صح أنَّ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪{ :‬المؤمنون عند أرو هم}‬
‫علي وها هم قد خرجوا وانتف وا ولقد حلَّب دماؤهم فما ا‬ ‫ّ‬ ‫يلتزمون بهاه وأهل الموصل قد اأتر وا أا يخرجوا‬
‫ترون؟ قال أحد الحاضرين‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ :‬إن عفوتَ فأنب أهل العفو وإن عاقببَ فبما يستحقونه التفب‬
‫المنصور إلى أبي حنيفة يسألهه فقال أبو حنيفة‪ :‬إنهم أر وا لا ما ا يملكونه وأر بَ عليهم ما ليس لا ألنَّ‬
‫يح ُّل إا بنحدى ث ث فنن أخقتهم أخقتَ بما ا يح ُّل وأر هللا أحق أن يوفى بهه عندئق أمر‬ ‫دم المسلم ا ِ‬
‫المنصور الجميع أن ينصرفوا ما عدا أبا حنيفة و قال له‪ :‬إنَّ الحق ما قلبَ ه انص ِرن إلى ب دك‪.‬‬
‫ويحكى أن أبا حنيفة وأى به بعض أعدائه إلى النمصور وقال‪ :‬إنه يخال رأي جدك ابن عباس في‬
‫جواز ااستثناء المنفصله فاستح ر لينكر عليهه فقال أبو حنيفة هقا يرجع عليا إنا تأخق البيعة باأليمان‬
‫أفترضى أن يخرجوا من عندك فيستثنوا فيخرجوا علياه فاستحسن ك مه وأمر بنخرا الطاعن فيهه وكان ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما يجوز ااستثناء المنفصل لستة أأهر‪.‬‬
‫ووقع مرة بين الخليفة المنصور وزوجته أقاق وخ ن بسبب ميله عنهاه فطلبب منه العدل فقال لها من‬
‫ترضين في الحكومة بيني وبينا؟ قالب أبا حنيفةه فرضي هو به فجاء فقال له‪ :‬يا أبا حنيفة زوجتي تخاصمني‬
‫فانصفني منهاه فقال له أبو حنيفة‪ :‬لِيتكلَّم أمير المؤمنين‪ .‬فقال المنصور‪ :‬كم يح ُّل للرجال أن يتزو من‬
‫ب‪ .‬فقال أبو حنيفة‪ :‬يا أمير المؤمنين إنما أح َّل هللا هقا ألهل‬ ‫النساء؟ قال‪ :‬أربع‪ .‬قال المنصور لزوجته‪ :‬أسمع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫العدل فمن لم يعدل أو خان أن ا يعدل فواحدة لقوله تعالى‪( :‬فنِنْ ِخفتُ ْم أا تَ ْع ِدلوا ف َو ِ‬
‫احدَة) النساء‪ :‬اآلية ‪7‬‬
‫فسكب المنصور و ال سكوتهه فقام أبو حنيفة وخر فلما بلغ منزله أرسلب إليه زوجة المنصور خادما‬
‫ومعه مال وثيابه فردها وقال‪ :‬أقر ئها الس م وقل لها إنما ناضلبُ عن ديني وقمبُ بقلا المقام هلل ولم أرد بقلا‬
‫تقربا إلى أحد وا التمسبُ به دنيا‪.‬‬

‫ت ميق ومؤلفاته‪:‬‬
‫أخددق عندده كثيددر مددن أهددل العلددم مددن أأددهرهم‪ :‬ابندده حمدداده ومددن ت ميددق ‪ :‬زفددر بددن الهددقيله والقاضددي‬
‫أبددو يوسدد ه والقاضددي أبددو ليلددىه ومحمددد بددن الحسددن الشدديبانيه وهددؤاء الث ثددة هددم الددقين نشددروا مقهبدده‬
‫وإن خالفو في بعض المسائله وروى له الترمقي والنسائي في سننهما‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫لدده عدددة رسددائل جلهددا فددي علددم الك د م منهددا‪ :‬كتدداب الفقدده األكبددره وكتدداب فددي الددرد علددى القدريددةه ولدده‬
‫رسددالة العدددالم والمدددتعلم يدددقكر فيهدددا ثمددرات العلدددم ونتائجددده ومدددا يسدددوغ للمددتعلم أن يفعلددده ومدددا ا يسدددوغ لدددهه‬
‫ولم يؤل كتبا في الفقهه بل إن ت ميق هم القين قاموا بنقل مقهبه وتدوين يرائه‪.‬‬

‫عطفه على جار السكير‪:‬‬


‫قددددال كدددان ألبددددي حنيفدددة جددددار سددددوء يشدددرب فددددي الحاندددة ثددددم يرجدددع بالليددددل يتغنددددى‬ ‫عدددن أبددددي يوسددد‬
‫ويقول‪:‬‬

‫ليددددددددوم كريهددددددددة وسددددددددداد ثغددددددددر‬ ‫أضدددددداعوني وأي فتددددددى أضددددددداعوا‬


‫وقددددددد أددددددرعب أسددددددنتها لنحددددددري‬ ‫وخلدددددددددددوني لمعتدددددددددددرك المنايدددددددددددا‬
‫ولددددم تددددا نسددددبتي فددددي يل عمددددرو‪.‬‬ ‫كددددددأني لددددددم أكددددددن فدددددديهم وسدددددديطا‬

‫ف د يددزال يشددرب ويددردد هددقاه حتددى يأخددق النددومه وكددان أبددو حنيفددة يصددلي الليددل كلددهه ويسددمع جلبتدده‬
‫ففقدددد صدددوتهه فسدددأل عندددهه فقيدددل‪ :‬أخدددق الحدددرس مندددق ليدددال وهدددو محبدددوسه فدددقهب أبدددو حنيفدددة إلدددى األميدددر‬
‫يريددد تخليصددهه فلمددا أ لقددو جدداء إلددى أبددي حنيفددة يشددكر فقددال لدده أبددو حنيفددة يددا فتددى هددل أضددعناك فقددال‪:‬‬
‫اه بل حفظب ورعيبه جزاك هللا خيراه وتاب ولم يعد إلى ما كان عليه‪.‬‬

‫وفاته وثناء العلماء عليه‪:‬‬


‫تدددوفى ببغدددداد سدددنة‪ 021 :‬هدددـ فدددي اليدددوم الدددقي ولدددد فيددده الشدددافعي رحمهمدددا هللا تعدددالى ويقدددع قبدددر فدددي‬
‫منطقة األعظمية على الجانب الشرقي من نهر دجلة‪.‬‬
‫قددال عندده ا مددام الشددافعي رحمدده هللا‪ :‬الندداس عيددال علددى أبددي حنيفددة فددي الفقدده مددن أراد أن يتبحددر فددي الفقدده‬
‫فهددو عيددال علددى أبددي حنيفددةه ومددن أراد أن يتبحددر فددي الشددعر فهددو عيددال علددى زهيددر بددن أبددي سددلمىه ومددن‬
‫أراد أن يتبحدددر فدددي المغدددازي فهدددو عيدددال علدددى محمدددد بدددن إسدددحاقه ومدددن أراد أن يتبحدددر فدددي النحدددو فهدددو‬
‫عيددال علدددى الكسدددائيه ومددن أراد أن يتبحدددر فدددي تفسددير القدددرين فهدددو عيددال علدددى مقاتدددل بددن سدددليمان فالنددداس‬
‫عيال على هؤاء الخمسة‪.‬‬
‫وقيددل لمالددا هددل رأيددب أبددا حنيفددة قددال نعددم رأيددب رجدد لددو كلمددا فددى هددق السددارية أن يجعلهددا هبددا‬
‫لقددام بحجتددهه وقددال عندده يحيددى بددن معددين‪ :‬القددراءة عندددي قددراءة َحمددزةه والفقدده فقدده أبددي حنيفددةه علددى هددقا‬
‫أدركدددب النددداسه وقدددال ابدددن المبدددارك‪ :‬مدددا رأيدددب أحددددا أورع مدددن أبدددي حنيفدددة‪ .‬وقدددال أبدددو يوسددد ‪ :‬مدددا رأيدددب‬
‫أحدا أعلم بتفسير الحديثه ومواضع النكب التي فيه من الفقهه من أبي حنيفة‪.‬‬
‫وقددال عبددد هللا بددن المبددارك‪ :‬قلددب لسددفيان الثددوري‪ :‬يددا أبددا عبددد هللا مددا أبعددد أبددا حنيفددة عددن الغيبددة مددا سددمعته‬
‫يغتاب عدوا قطهه قال‪ :‬هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يقهبها‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫ــ هو أبو حنيفة النعمان بن ثابب الفارسي نسبا التيمي واء العراقي الكوفي التابعيه ولد بالكوفة‬
‫سنة‪ 41 :‬هـ ونشأ بها‪ .‬وكان تقيا زاهدا كريما حسن الخلق والمعاأرة‪.‬‬
‫ــ تلقى العلم عن كثير من علماء التابعين و يرهمه وابتدأ في أول أمر بعلم الك م فنازل المعتزلة‬
‫وأصحاب النحله ثم اتجه إلى الفقه والحديث واستنبا األحكام من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ــ جلس للت دريس والفتوى بعد وفاة أيخه حماد بن أبي سليمان والت الط ب حوله ينهلون من‬
‫علمه‪.‬‬
‫ــ لب منه في عهد المنصور أن يتولى الق اء فرفض وضرب وسجن ولم يقبل توليه‪.‬‬
‫ــ تتمثل أصول مقهبه في الكتابه والسنةه وأقوال الصحابةه والقياسه وااستحسانه وا جماعه‬
‫والعرن الصحيحه وتتلخص أهم خصائص مقهبه فيما يلي‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ــ اعتبار القياس وااستحسان وروح مقاصد النص الشرعي‪.‬‬
‫ــ اعتبار العلل وااعتماد عليها في كثير من األمور ااستنبا ية‪.‬‬
‫ــ اافتاء في كثير من المسائل اافتراضية قبل وقوعها‪.‬‬
‫ــ التوسع في الحيل الشرعية التي ليسب صريحة في النهي‪.‬‬
‫ــ من أأهر من أخق عنه‪ :‬ابنه حماده والقاضي أبو يوس ه والقاضي أبو ليلىه ومحمد بن الحسن‬
‫الشيباني‪.‬‬
‫ــ له عدة رسائل جلها في علم الك م منها‪ :‬كتاب الفقه األكبره وكتاب في الرد على القدريةه وله‬
‫رسالة العالم والمتعلم‪.‬‬
‫ــ توفى ببغداد سنة‪021 :‬هـ ه وقد أثنى عليه كثير من أهل العلم منهم‪ :‬مالاه والشافعيه وابن‬
‫المباركه وأبو يوس و يرهم‪.‬‬

‫األسئلة‬
‫نشأ؟‬ ‫من هو ا مام أبو حنيفة؟ ومتى ولد؟ وكي‬ ‫‪-0‬‬
‫متى جلس ا مام أبو حنيفة للتدريس؟‬ ‫‪-5‬‬
‫لقي أبو حنيفة األ ى في سبيل رف ه لمنصب الق اء‪ .‬وضح لا‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ألبددددي حنيفددددة منددددا رات هددددرت فيهددددا رجاحددددة عقلدددده وقوتدددده فددددي الجدددددال والمنددددا رة‪ .‬ا كددددر‬ ‫‪-6‬‬
‫بع ا منها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الدرس الواحد والعشرون‬

‫مقهب ا مام مالا‬


‫به‪:‬‬ ‫التعري‬
‫هو أبو عبد هللا مالا بن أنس بن مالا بن أبي عامر األصبحي الحميري المدنيه وهو أيخ األئمة وإمام‬
‫دار الهجرة وأحد األئمة األربعة عند أهل السنة وعالم أهل الحجازه وهو من تابعى التابعينه ينتهي نسبه إلى‬
‫قبيلة يمنية هي‪ :‬و أصبحه وأم مالا هي العالية بنب أريا األزديةه فأبو وأمه عربيان يمنيان‪ .‬وأنس بن‬
‫مالا هقا ليس هو أنس بن مالا الصحابي الخزرجي‪.‬‬
‫ــ مولد ونشأته‪:‬‬
‫ولد في ربيع األول سنة‪ 17 :‬هـ‪ .‬بالمدينة المنورة مهبط الوحي ومهد التشريع ا س مي‪.‬‬
‫ــ لبه للعلم‪:‬‬
‫وساعد على لا حدة القكاء وقوة الحافظة والعزم‬ ‫بدأ ا مام مالا يطلب العلم منق صغر بجد وإخ‬
‫وحسن األخ قه وقد تحمل في سبيل العلم كل الصعاب وعانى وصابر وبقل وقته وأرهق جسمه وأنفق ماله‬
‫حتى باع سق بيته ليستمر في لب العلم وتحمل حدة الشيوخ و هب إليهم في أدة القر والحر‪.‬‬
‫فانقطع إلى ابن هرمز سبع سنين كاملة وكثيرا ما كان يجلس ببابه ساعات ويلة حتى يجد من وقب‬
‫أستا فرا ا يسمح له بالجلوس إليهه وكان يقول عن نفسه‪( :‬كنب يتي ابن هرمز من بكرة فما أخر من بيته‬
‫حتى الليل)ه وقال‪ ( :‬كنب يتي نافعا نص النهار وما تظلني الشجر من الشمس إلى خروجه)‪ .‬وقال مالا‬
‫{أهدت العيد فقلب هقا اليو م يخلو فيه ابن أهاب فانصرفب من المصلى حتى جلسب على بابه فسمعته يقول‬
‫لجاريته‪:‬‬
‫أنظري من على البابه فنظرت فسمعتها تقول‪ :‬مواك األأقر مالاه قال أدخليه فدخلب فقال ما أراك‬
‫انصرفب بعد إلى منزلا؟ قلب اه قال هل أكلب أيئا قلب ا قال فا عم قلب ا حاجة لي فيهه قال فما تريد قلب‪:‬‬
‫تحدثني فحدثني سبعة عشر حديثا ثم قال وما ينفعا إن حدثتا وا تحفظها قلب إن أئب رددتها عليا فرددتها‬
‫عليهه فقلب زدني قال حسبا إن كنب رويب هق األحاديث فأنب من الحفا قلب قد رويتها}ه وقال عنه ابن‬
‫القاسم‪ ( :‬أف ى بمالا لب العلم إلى أن نقض سق بيته فباع خشبه)ه‬
‫وقال الزبيري‪( :‬سمعب مالكا يقول كتبب بيدي مائة أل حديث)‪.‬‬
‫ـ أيوخه‪:‬‬
‫ازم مالا رحمه هللا عددا من كبار العلماءه وأخق عن كثير منهمه ومن أأهرهم‪:‬‬
‫ــ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ المدنيه القي أخق عنه القراءة عرضاه وربيعة بن عبد‬
‫الرحمن المعرون بربيعة الرأيه ونافع مولى ابن عمر رضي هللا عنهم وأبي الزناده وابن أهاب الزهريه‬
‫وجعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي الب رضي هللا عنهم‪ .‬وعبد الرحمن بن هرمز‪.‬‬
‫وابن المنكدر‪ :‬محمد بن عبد هللا بن الهدير التيمي القرأي المدني‪.‬‬
‫وهؤاء الشيوخ قسم منهم أخق عنه فقه األثر كنافع مولى عبد هللا بن عمر وأبي الزناد وابن أهاب‬
‫الزهريه وقسم منهم أخق عنه فقه الرأي كربيعة الرأي ويحى بن سعيد األنصاريه وقسم أخق عنه العقائد وما‬
‫يتعلق بالفرق وكثيرا من الثقافة ا س مية كابن هرمز‪.‬‬

‫ــ تثبته في العلم وفي إصدار الفتوى‪:‬‬


‫عرن عن ا مام مالا أنه كانه كثير التثبب والتحري في رواية الحديث وفي إصدار الفتوىه وكان مدققا‬
‫في لا كل التدقيقه فكان ينتقي الرواة ا ثبات الثقات المتقين المتفقهين وا يغتر بمظهر الراوي أو هيئتهه‬
‫ولقا كان يقول رحمه هللا‪{ :‬إن هقا العلم د ين فانظروا عمن تأخقون دينكم لقد أدركب سبعين ممن يقول‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عند هق األسا ين وأأار الى مسجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فما أخقت عنهم أيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيب مال لكان أمينا إا أنهم لم يكونوا من أهل هقا الشأن}ه‬
‫وكان يقول‪ { :‬ا يؤخق العلم من أربعة ويؤخق ممن سوى لا ا يؤخق من سفيه يعلن السفهه وا من كقاب‬
‫يكقب في أحاديث الناسه وا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هوا ه وا من أيخ له ف ل وعبادة إ ا كان ا‬
‫يعرن ما يحدث به} انتهى ك مه بتصرن قليل‪.‬‬

‫فروايته عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تعد السلسلة القهبية‪ :‬لقا قال ا مام البخاري رحمه هللا‪:‬‬
‫أوثق الرواية‪ :‬مالا عن نافع عن عبد هللا بن عمر‪.‬‬

‫وكان يقول‪ُ { :‬جنَّةُ ال َعا ِل ِم‪ :‬اَ أَ ْد ِريه َفن ِ َ ا أَ َف َل َها أ ُ ِ‬


‫ص ْيبَبْ َم َقا ِتلُهُ}ه وقال ابن القاسم سمعب مالكا يقول‪:‬‬
‫{إني ألفكر في مسألة منق ب ع عشرة سنة فما اتفق لي فيها رأي إلى اآلنه وكان يقول ربما وردت علي‬
‫المسألة فأسهر فيها عامة ليلتي}ه وعن سعيد بن سليمان قال‪ :‬قلما سمعب مالكا يفتي بشئ إا ت هق اآلية‪:‬‬
‫( إن نظن إا نا وما نحن بمستيقنين)الجاثية اآلية‪75 :‬‬

‫يكون خ صه‬ ‫نفسه على الجنة والنار وكي‬ ‫وكان مالا يقول‪{ :‬من أحب أن يجيب عن مسألة فليعر‬
‫في اآلخرة ثم يجيب}‪.‬‬

‫وعرن عن ا مام مالا رحمه هللا تعظيمه لحديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه فكان إ ا أراد أن‬
‫يجلس للحديث ا تسل وتبخر وتطيبه فنن رفع أحد صوته فى مجلسهه قال‪ :‬قال هللا تعالى‪َ ( :‬يا أَ ُّي َها الَّ ِقينَ ي َمنُوا‬
‫ت النَّ ِبى )الحجرات اآلية‪5 :‬ه فمن رفع صوته عند حديث النبى صلى هللا عليه‬ ‫ص ْو ِ‬
‫ق َ‬ ‫اَ ت َْرفَ ُعوا أَ ْ‬
‫ص َواتَ ُك ْم فَ ْو َ‬
‫وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫ــ جلوسه للدرس‪:‬‬


‫بعد أن نهل مالا رحمه هللا من العلم وتبحر في علمي الرواية والدراية واستوثق لنفسه جلس للتعليم‬
‫وا فتاء يعلم الناس بعد أن تعلم وينقل إليهم سنة النبي صلى هللا عليه وسلم كما رواها عن الثقاته‬
‫وكان في أول أمر يجلس في مسجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ثم انتقل درسه إلى بيته لما مر‬
‫بسلس البول‪.‬‬
‫وكان في درسه مجلسان‪ :‬أحدهما للحديثه واآلخر للفتيا في األحكام التي تقعه وكان إ ا أتا الناس‬
‫تخر إليهم الجارية فتقول لهم‪ :‬يقول لكم الشيخ‪ :‬أتريدون الحديث أم المسائل فن ا قالوا المسائل خر إليهم‬
‫فأفتاهمه وكان ا يفتي إا على المسائل الواقعةه وكان يرى أن الفتيا ابت ء للعالمه ويعتبرها أمرا صعبا ما دام‬
‫يترتب عليها تحليل أو تحريمه فقد سأله مرة سائل وقال له‪ :‬مسألة خفيفةه فغ ب مالا وقال‪ :‬مسألة خفيفة‬
‫سنُ ْل ِقي َعلَ ْياَ قَ ْوا ثَ ِقي ) المزمل اآلية‪2:‬‬
‫ليس في العلم أيء خفي أما سمعب قوله تعالى‪( :‬إِنَّا َ‬

‫لقا كان يتحرز من الخطن وا يجيب إا عما يعلمه فنن كان ا يعلم قال (ا أدري) يتحصن بها من الخطنه‬
‫وقد جاء مرة من يسأله عن مسألةه و كر أنه أرسل فيها من مسيرة ستة أأهر من المغرب فقال‪( :‬أخبر القي‬
‫أرسلا أن ا علم لي بها)ه فقال‪ :‬ومن يعلمها؟ قال‪ :‬القي علمه هللاه وقد سئل رحمه هللا عن ثمان وأربعين‬
‫مسألة فقال في اثنتين وث ثين منها ا أدري‪.‬‬

‫وإن قالوا نريد الحديث قال لهم اجلسوا ودخل مغتسله فا تسل وتطيب ولبس ثيابا جددا وتعمم وخر‬
‫إليهم في خشوع ووقاره ويوضع عود ف يزال يبخر حتى يفرغ من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫ــ محنته‪:‬‬
‫كانب المحنة في عهد أبي جعفر المنصور سنة‪064 :‬هـه لما حدّث مالا بحديث‪{ :‬ليس على مستكر‬
‫ق} ه أيام خرو محمد المهدي على العباسيين مدعيا أن بيعة المنصور أخقت كرهاه فاعتبر المنصور‬
‫‪57‬‬
‫الحديث ريعة بطال البيعةه فنهى والي المدينة مالكا باسم المنصور عن أن يحدث بالحديثه ثم دس إليه من‬
‫يسأله عنه فحدث به على رؤس الناسه عند لا ضرب مالكا بالسيا ضربا أديدا‪.‬‬

‫لكن لما حم المنصور اعتقر لمالا وقال له‪ :‬وهللا القي ا إله إا هو ما أمرت بالقي كان وا علمته وإنه‬
‫ا يزال أهل الحرمين بخير ما كنب بين أ هرهم وإني أخالا أمانا لهم من عقاب هللاه‬

‫وقال له إنه أمر بمعاقبة الوالي على ما صدر منهه فقال مالا‪ :‬عافى هللا أمير المؤمنين وأكرم مثوا ه قد‬
‫عفوت عنه لقرابته من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقرابته مناه فقال المنصور‪ :‬عفا هللا عنا ووصلا‪.‬‬

‫ــ أصول مقهبه‪:‬‬


‫تتمثل أصول مقهبه في القرينه والسنةه وا جماعه والقياس وااستحسان وعمل أهل المدينة القي كان‬
‫أيخه ربيعة يقدمه على خبر اآلحاد ير المشهورةه ويقول‪ :‬أل عن أل خير من واحد عن واحده وكقا‬
‫فتاوى الصحابةه وسد القرائعه ومؤداها أن ما يؤدي إلى حرام يكون حراماه وما يؤدي إلى ح ل يكون ح اه‬
‫وما ي ؤدي إلى مصلحة يكون مطلوباه وما يؤدي إلى مفسدة يكون محرماه والمصالح المرسلة إ ا كان في األخق‬
‫بها رفع للحر ولم تعار أص وا إجماعا‪.‬‬
‫يقول ابن تيمية رحمه هللا حول هق األصول‪ { :‬من تدبر أصول ا س م وقواعد الشريعة وجد أصول مالا‬
‫وأهل المدينة أصح األصول والقواعد}‪.‬‬

‫ــ أأهر ت ميق ‪:‬‬


‫من أأهر ت مقته‪ :‬محمد بن إدريس الشافعي‪ .‬وعبد الرحمن بن القاسم‪ .‬وعبد هللا بن وهب‪ .‬وأأهب بن‬
‫عبد العزيز القيسي‪ .‬ويحي بن يحي وهو القي نشر مقهبه في األندلس‪ .‬وروى عنه ا مام أبو حنيفةه وأيخه‬
‫الزهريه وأخق عنه ا مام األوزاعي ويحيى بن سعيد‪ .‬وقد قال مالا رحمه هللا‪ :‬قل رجل أخقت عنه العلم مات‬
‫حتى جاءني واستفتاني‪.‬‬

‫ـــ مؤلفاته‪:‬‬
‫أل مالا رحمه هللا عدة كتب أأهرها كتاب المو أ وهو الكتاب القي بقب أهرته اآلفاق واعترن‬
‫األئمة له بالسبق على كل كتب الحديثه وقد جمع فيه بين الحديث وفتاوى الصحابة والتابعين ورتبه على‬
‫أبواب الفقه‪ .‬أما بقية تآليفه كما قال عيا ( فننما رواها عنه من كتب بها إليه أو سأله إياها أحد من أصحابه‬
‫ولم تروها الكافة) ومنها‪:‬‬
‫ــ رسالته إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية‪.‬‬
‫ــ كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر‪.‬‬
‫ــ رسالة في األق ية كتب بها إلى بعض الق اة‪.‬‬
‫ــ رسالته في الفتوى‪.‬‬
‫ــ رسالته إلى هارون الرأيد في اآلداب والمواعص‬
‫وقد عن في نسبتها إليه بعض أئمة المالكية‪.‬‬
‫ــ كتابه في التفسير لغريب القرين‪.‬‬
‫ــ كتاب سما كتاب السير‪.‬‬
‫ــ رسالته إلى الليث في إجماع أهل المدينة‪.‬‬
‫ــ وقد روى عنه ت ميق يراء مختلفة ودونوها في كتب كالمدونة‪.‬‬

‫ــ وفاته‪:‬‬
‫توفي رحمه هللا في ربيع األول سنة‪ 031 :‬هـه بالمدينة المنورة ودفن في البقيعه وصلى عليه أمير‬
‫المدينة‪ :‬عبد هللا بن محمد بن إبراهيم العباسي وأيع جنازته واأترك في حمل نعشه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ــ ثناء العلماء عليه‪:‬‬
‫اس أَ ْكبَا َد ا ْ ِ ِب ِل‬
‫وأ ُا أَنْ يَ ْ ِر َب الن َّ ُ‬
‫روى الترمقى من حديث أبي هريرة رضي هللا عنه يرفعه‪ :‬قال { يُ ِ‬
‫طلُبُونَ ا ْل ِع ْل َم فَ َ يَ ِجدُونَ أَ َحدا أَ ْعلَ َم ِمنْ عَالِ ِم ا ْل َم ِدينَ ِة}ه فهقا الحديث ساقه المالكية للدالة على تقدم مالا وأنه‬
‫يَ ْ‬
‫هو المقصود بهقا الخبر‪.‬‬
‫وثبب عن مالا أنه قال‪{ :‬ما أفتيب حتى أهد لي سبعون أني أهل لقلا}ه وقال ا مام الشافعى‪{ :‬مالا‬
‫أستا ي وعنه أخقت العلم وهو الحجة بيني وبين هللا تعالى وما أحد أمنّ علي من مالاه وإ ا كر العلماء فمالا‬
‫النجم الثاقبه وقال‪ :‬لوا مالا وابن عيينة لقهب علم الحجاز}ه وقال ابن وهب‪ :‬لوا مالا والليث ل للنا‪ .‬وعن‬
‫عبد هللا بن أحمد بن حنبل قال قلب ألبي من أثبب أصحاب الزهري؟ قال‪ :‬مالا أثبب في كل أيء‪.‬‬
‫كتاب بعد كتاب هللا أكثر صوابا من مو أ مالا}‪ .‬وقال‬ ‫وقال الشافعي عن المو ن‪{:‬ما في األر‬
‫البخاري‪ ( :‬أصح األسانيد كلها مالا عن نافع عن ابن عمر)‪.‬‬
‫وقد احتم الشافعي على محمد بن الحسن في ترجيح علم مالا على علم أبي حنيفة حين تنا را في لا‬
‫فقال له الشافعي‪ :‬ا نصان تريد أم المكابرة؟ قال ا نصانه قال الشافعي‪ :‬ناأدتا هللا من أعلم بالقرين صاحبنا‬
‫أو صاحبكم؟ قال‪ :‬اللهم صاحبكمه قال‪ :‬ناأدتا هللا من أعلم بالسنة‪ :‬صاحبنا أو صاحبكم؟ قال‪ :‬اللهم صاحبكمه‬
‫قال‪ :‬ناأدتا هللا من أعلم بأقاويل أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المتقدمين‪ :‬صاحبنا أو صاحبكم؟‬
‫قال‪ :‬اللهم صاحبكمه قال الشافعي‪ :‬فلم يبق إا القياسه والقياس ا يكون إا على هق األأياءه فعلى أي أيء‬
‫يقيس؟ وقال يحيى بن يحيى التميمي‪ { :‬أقمب عند مالا بن أنس بعد كمال سماعي منه سنة أتعلم هيئته‬
‫وأمائلهه فننها أمائل الصحابة والتابعين}‪.‬‬

‫ــ الخ صة‪:‬‬


‫ــ ا مام مالا هو أبو عبد هللا مالا بن أنس األصبحي الحميري المدنيه أيخ األئمة وإمام دار الهجرة‬
‫من تابعى التابعينه أبو وأمه عربيان يمنيان‪ .‬ولد سنة‪ 17 :‬هـ‪ .‬بالمدينة المنورة‪.‬‬
‫ــ جد في لب العلم منق صغر وتحمل في سبيله كل الصعابه وأخق عن كثير من أهل العلمه كربيعة‬
‫الرأيه وابن هرمزه وابن أهاب الزهري ونافع مولى عبد هللا بن عمر‪.‬‬
‫ــ كان حاد القكاء قوي الحافظة حسن األخ قه كثير التثبب في رواية الحديث وفي الفتوىه وكان‬
‫كثير التعظيم لحديث النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ــ جلس للتعليم وا فتاء بعد أن نهل من العلمه وكان في الدرس مجلسان‪ :‬أحدهما للحديثه واآلخر‬
‫للفتيا في األحكام التي تقعه وكان ا يجيب إا عما يعلمه‪.‬‬
‫ــ تعر في عهد المنصور لمحنة أديدة وضرب بالسيا لما حدّث بحديثه صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫ق} ه لكن المنصور اعتقر له عما صدر من واليه‪.‬‬ ‫{ليس على مستكر‬
‫ــ تتمثل أصول مقهبه في القري نه والسنةه وا جماعه والقياس وااستحسانه وعمل أهل المدينةه‬
‫وفتاوى الصحابةه وسد القرائعه والمصالح المرسلة‪.‬‬
‫ــ أخق عنه كثير من أهل العلم منهم‪ :‬ا مام الشافعيه وابن القاسمه وابن وهبه وأأهبه ويحي بن‬
‫يحيه وروى عنه أيخه الزهريه وا مام أبو حنيفة‪.‬‬
‫ــ له عدة كتب أأهرها وأهمها‪ :‬كتاب المو أ‪.‬‬
‫ــ توفي رحمه هللا بالمدينة المنورة سنة‪ 031 :‬هـه ودفن في البقيعه وقد أثنى عليه كثير من أهل‬
‫العلم كا مام‪ :‬الشافعى وأحمد بن حنبله وابن وهبه ويحيى بن يحيى‪.‬‬

‫‪ -‬األسئلة‬
‫‪0‬ـ عرن ا مام مالكا وبين مسيرته العلمية‪ .‬وتثبته في أخق العلم‪.‬‬
‫‪5‬ـ اأتهر مالا بالعلمه فمن هم أبرز أيوخه؟‬
‫لها في حياته‪.‬‬ ‫‪7‬ـ لقي مالا في سبيل ورعه األ ى والمحن‪ .‬أبرز أأد محنة تعر‬
‫‪6‬ـ ما أبرز أصول مقهب ا مام مالا؟‬
‫‪2‬ـ من أأهر ت مقة ا مام مالا؟‬
‫‪59‬‬
‫الدرس الثاني والعشرون‬

‫مقهب ا مام الشافعي‬


‫به‪:‬‬ ‫ــ التعري‬
‫هو أبو عبد هللا محمد بن إدريس الشافعي المطّلبي القرأي ثالث األئمة األربعةه يلتقي نسبه مع رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم في عبد منان‪ .‬وأمه فا مة بنب عبد هللا اليمنية األزديةه‬

‫ــ مولد ونشأته‪:‬‬


‫ولد بالشام بغزة سنة‪ 021 :‬هـ في السنة التي توفي فيها أبو حنيفةه ونشأ يتيما فقيراه فقد توفي أبو‬
‫وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتينه فنشأ بها‪.‬‬
‫وحفص القرأن في سنته السابعة وكان في صبا يجالس العلماءه ويكتب ما يستفيد ه وقد كان في ابتداء‬
‫أمر يطلب الشعره واألدب وأيام العربه وقد لبث ب ع سنين في قبيلة هقيل وهي من أفصح وأأعر قبائل‬
‫العرب حتى حفص أأعارا وأخبارا كثيرةه ثم أخق يتعلم الفقه على مفتي مكة المكرمة في زمنه‪ :‬مسلم بن خالد‬
‫الزنجي و ير من أئمة الحرم المكي‪.‬‬
‫ثم انتقل إلى المدينة المنورة فقرأ المو أ على مالا وازمه نحو تسع سنين من يخر حياتهه وكان يوما‬
‫جالسا بين يديه فجاء رجل فقال لمالا‪ :‬إني رجل أبيع القماريه وإني بعب في يومي هقا قمريا فرد علي‬
‫المشتريه وقال‪ :‬قمريا ا يصيحه فحلفب له بالط ق إنه ا يهدأ من الصياحه فقال له مالا‪ :‬لقب زوجتا وا‬
‫سبيل لا عليها! وكان الشافعي يومئق ابن أربع عشرة سنةه فقال لقلا الرجل‪ :‬أيهما أكثر‪ :‬صياح قمريا أم‬
‫سكوته؟ فقال‪ :‬بل صياحهه فقال‪ :‬ا ق عليا‪ .‬فعلم بقلا مالاه فقال‪ :‬يا م من أين لا هقا؟ فقال‪ :‬ألنا‬
‫حدثتني عن الزهريه عن أبي سلمة بن عبد الرحمنه عن أم سلمة أن فا مة بنب قيس قالب‪ :‬يا رسول هللا إن‬
‫أبا جهم ومعاوية خطبانيه فقال صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫{ أما معاوية فصعلوك ا مال له وأما أبو جهم ف ي ع عصا عن عاتقه}ه وقد علم صلى هللا عليه وسلم‬
‫أن أبا جهم كان يأكل وينام ويستريحه وقد قال‪ :‬ا ي ع عصا على المجازه والعرب تجعل أ لب الفعلين‬
‫كمداومتهه ولما كان صياح قمري هقا أكثر من سكوتهه جعلته كصياحه دائما‪ .‬فتعجب مالا رحمه هللا من‬
‫احتجاجهه وقال له‪ :‬أفب فقد ين لا أن تفتي ‪.‬‬
‫ثم انتقل الشافعي رحمه هللا إلى اليمنه حيث تولى عم هناك لوالي اليمنه واأتهر من عدله وحسن‬
‫سيرته وحمله الناس على السنةه والطرائق الجميلة أأياء كثيرة معروفة‪.‬‬

‫ــ محنته‪:‬‬
‫لما وصل الشافع ي إلى اليمن وعمل بها و اع صيته وارتفع أأنه نزل بنجران حيئق وال لوم فحسد‬
‫الشافعي وأخق يكيد لهه وكتب إلي الرأيد أن هنا سبعة من العلوية قد تحركوا وأخان أن يخرجوا وأن الشافعي‬
‫معهمه فكتب إليه الرأيد أن أحمل هؤاء واحمل الشافعي معهمه وجيء بالشافعي من اليمن إلى بغداد مكب‬
‫بالحديد سنة‪ 046 :‬هـ ه ولما مثل بين يدي الرأيد وسمع حجتهه أعجب به وأكرمهه ونجا هللا من تلا المحنةه‬
‫بل إنها كانب خيرا له حيث اأتغل بالعلم ونشر وأاع كر وف لهه و لب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام‬
‫أهل الحديث في عصر أن يصن كتابا في أصول الفقه فصن كتاب الرسالة وهي أول كتاب صن في أصول‬
‫الفقهه كما صن في العراق كتابه القديمه ويسمى كتاب الحجةه ولوا تلا المحنة انصرن الشافعي إلى الواية‬
‫ولحرم خلق كثير من علمه‪.‬‬
‫ثم بعد إقامته ببغداد خر إلى مصر سنة‪ 011 :‬هـه وقيل‪ :‬سنة ‪ 511‬هـه ونشر بها مقهبه وصن كتبه‬
‫الجديدة كلهاه وسار كر في البلدانه وقصد الناس من الشامه والعراقه واليمنه وسائر النواحي لألخق عنهه‬
‫وسماع كتبه الجديدةه وأخقها عنهه وساد أهل مصره و يرهم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ــ أيوخه‪:‬‬
‫من أبرزهم‪ :‬مسلم بن خالد الزنجيه وا مام مالاه وسفيان بن عيينةه والقاضي محمد بن الحسن‬
‫الشيبانيه‬

‫ــ جلوسه للدرس‪:‬‬


‫يعتبر الشافعي رحمه هللا موسوعة في علوم الدين واللغة العربية و يرهماه وي حص هقا من ك مه‬
‫رحمه هللاه فقد قال‪{ :‬من تعلم القرين عظمب قيمته ومن نظر في الفقه نبل قدر ومن كتب الحديث قويب حجته‬
‫ومن نظر فى اللغة رق بعه ومن نظر فى الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه}ه ولما جلس‬
‫للتدريس كان يوزع وقته فيخصص أول الوقب ألهل القرينه ثم يخصص وقتا ألهل الحديثه ووقتا للمقاكرة‬
‫والنظره ووقتا ألهل العربية والنحو والشعر والعرو ه وقد كان رحمه هللا يحقر من علم الك مه فكان يقول‪:‬‬
‫{ إياكم والنظر في الك م فنن الرجل لو سئل عن مسألة في الفقه فأخطأ فيها كان أكبر أيء أن ي حا منهه‬
‫ولو سئل عن مسألة من الك م فأخطا فيها نسب إلى البدعة}ه وكان يقول لط به‪{ :‬إن الك م ا اية لهه‬
‫تنا روا في أيء إن أخطأتم فيه يقال أخطأتمه وا يقال كفرتم}‪.‬‬

‫ــ ت ميق ‪:‬‬


‫من أأهرهم‪ :‬األمام أبو عبد هللا أحمد بن حنبله وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبىه والربيع بن سليمان‬
‫الجيزىه وأبو بكر الحميدى المكيه وأبو على الحسن بن محمد الزعفرانىه وأبو يوس يحى البو يه‬
‫وإسماعيل بن يحي المزنيه كما أخق عنه ابن راهويه وهو في سن قريبة من سنه‪.‬‬

‫ــ مؤلفاته‪:‬‬
‫له مؤلفات عديدة من أأهرها‪ :‬رسالته في أصول الفقه وهو الكتاب القي ابتكر ولم يسبق إليهه وكتابه‪:‬‬
‫(األم) في الفقه الشافعيه وكتاب الحجة‪ .‬وديوان أعر‪.‬‬

‫ــ خصائص وأصول المقهب الشافعي‪:‬‬


‫جمع الشافعي رحمه هللا بين فقه الرأي ألصحاب أبي حنيفةه وفقه الحديث ألصحاب مالا و لا نتيجة‬
‫ألخق عن أيوخ من المقهبينه لقا كان مقهبه وسطا بين المقهبين ومزيم منهماه ويرى بعض الفقهاء أنه‬
‫أقرب إلى مدرسة الحديث منه إلى مدرسة الرأي‪.‬‬
‫ومن أهم خصائص مقهبه‪ :‬عدم اعتبار ااستحسان والمصالح المرسلةه ويعتبر ا مام الشافعي رحمه‬
‫هللا رائدا في علم أصول الفقه حيث استنبطه وأل فيه رسالته التي بين فيها معالمه ومسائله ورتبها وفصلها‪.‬‬
‫وتتلخص أصول مقهبه رحمه هللا فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -0‬الكتاب‪.‬‬
‫‪ -5‬السنة الثابتة‪.‬‬
‫‪ -7‬ا جماع وأصحه عند إجماع الخلفاء الراأدين والصحابة رضي هللا عنهم‪.‬‬
‫‪ -6‬القياس‪.‬‬
‫‪ - 2‬أقوال الصحابة‪.‬‬
‫ــ وفاته‪:‬‬
‫توفي بمصر سنة‪ 516 :‬هـه وهو ابن أربع وخمسين سنةه قال تلميق الربيع‪ :‬توفي الشافعي رحمه هللا‬
‫ليلة الجمعة بعد المغربه وأنا عند ه ودفن بعد العصر يوم الجمعة يخر يوم من رجب سنة أربع ومائتينه وقبر‬
‫بمصره وقد قال الشافعي عندما أراد السفر من بغداد إلى مصر‪:‬‬

‫ومددن دونهددا قط د ُع المهام ده والقفدد ِر‬ ‫لقد أصبحبْ نفسي تتوق إلى مصد ِر‬
‫أُسددداق إليهدددا أم أُسددداق إلدددى القبددد ِر‪.‬‬ ‫فواللدددـه مدددا أدريه أللفدددوز والغندددى‬

‫‪60‬‬
‫ومن كلماته المأثورة عنه في مرضه القي مات فيه قوله لما قيل له كي أصبحب؟ قال‪ :‬أصبحب من‬
‫الدنيا راح ه و خواني مفارقاه ولكأس المنية أارباه ولسوء أعمالي م قياه وعلى هللا تعالى وارداه وا أدري‬
‫روحي تصير إلى الجنة فأهنئهاه أو إلى النار فأعزيهاه ثم بكى وأنشأ يقول‪:‬‬

‫جعلب الرجا مني لعفوك سلما‬ ‫ولما قسا قلبي وضاقب مقاهبي‬
‫بعفوك ربي كان عفوك أعظما‪.‬‬ ‫نبي فلما قرنته‬ ‫تعا مني‬

‫‪ -‬ثناء العلماء عليه‪:‬‬


‫قال عنه ا مام أحمد بن حنبل ابنه عبد هللا لما سأله عن الشافعي قال له‪:‬‬
‫{يا بني‪ :‬كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فانظر هل لهقين من خل أو منهما عو }ه وقال‬
‫عنه أي ا‪ { :‬ما من أحد بيد محبرة إا وللشافعي في رقبته منة}‪ .‬ويرى أحمد بن حنبل ــ استنادا إلى حديث‬
‫سنَ ٍة َمنْ يُ َجد ُد لَ َها ِدينَ َها}ه ــ أن عمر بن عبد العزيز‬ ‫ث ِل َه ِق ِ ْاألُ َّم ِة َعلَى َرأْ ِ‬
‫س ُكل ِمائَ ِة َ‬ ‫أبي داوود‪{ :‬إِنَّ َّ َ‬
‫هللا َي ْب َع ُ‬
‫كان على رأس المائة األولى وأن الشافعي كان على رأس المائة الثانيةه ويقول يونس بن عبد األعلى‪{ :‬كان‬
‫الشافعي إ ا أخق في العربية قلب‪ :‬هو بهقا أعلمه وإ ا تكلم في الشعر وإنشاد قلب‪ :‬هو بهقا أعلمه وإن تكلم في‬
‫الفقه قلب‪ :‬هو بهقا أعلمه وقال عنه بعض ت ميق ‪ :‬إ ا أخق الشافعي في التفسير كان كأنه أاهد التنزيل‪.‬‬
‫ــ الخ صة‪:‬‬
‫ــ هو أبو عبد هللا محمد بن إدريس الشافعي المطّلبي القرأيه ولد بغزة سنة‪021 :‬هـه ونشأ يتيما فقيراه‬
‫حفص القرأن في صغر وكان أول أمر يطلب الشعره واألدب وأيام العربه ثم أخق يتعلم الفقه بمكةه وانتقل إلى‬
‫المدينة فقرأ على مالا المو أه وازمه نحو تسع سنينه ثم هب إلى اليمنه فتولى عم هناك لوالي اليمنه‬
‫و اع عدله وصيتهه لكن حسد والي نجران وأخق يكيد لهه حتى حمل إلى بغداد مكب بالحديده ولما سمع‬
‫الرأيد حجتهه أعجب به وأكرمهه ونجا هللا من تلا المحنة‪.‬‬
‫ثم اأتغل بالعلم ونشر ببغداده وبعد لا خر إلى مصر ونشر بها مقهبه‪.‬‬
‫ــ من أأهر أيوخه‪ :‬مسلم بن خالد الزنجيه وا مام مالاه والقاضي محمد بن الحسن الشيباني‪.‬‬
‫ــ كان رحمه هللا موسوعة في علوم الدين واللغة العربية و يرهماه وكان يوزع وقته فيخصص وقتا‬
‫ألهل القرينه ووقتا ألهل الحديثه ووقتا ألهل العربية ووقتا للمقاكرة والنظره وكان يحقر من علم الك م‪.‬‬
‫ــ أخق عنه كثيرون من أأهرهم‪ :‬أحمد بن حنبله وله عدة مؤلفات من أأهرها‪ :‬رسالته في أصول الفقهه‬
‫وكتابه‪( :‬األم) في الفقهه وديوان أعر‪.‬‬

‫ــ تتلخص أصول مقهبه في‪ :‬الكتابه والسنةه وا جماع و القياسه وأقوال الصحابة رضي هللا عنهمه‬
‫ومن أهم خصائص هقا المقهب‪ :‬عدم اعتبار ااستحسان والمصالح المرسلة‪.‬‬
‫ــ توفي رحمه هللا بمصر سنة‪ 516 :‬هـه وهو ابن أربع وخمسين سنةه وقد أثنى عليه كثير من أهل العلم‬
‫منهم ا مام أحمد بن حنبل‪.‬‬

‫‪ -‬األسئلة‬
‫متى ولد ا مام الشافعي؟ وكي نشأ؟‬ ‫‪-0‬‬
‫ما المحنة التي تعر لها ا مام الشافعي؟‬ ‫‪-5‬‬
‫من أأهر أيوخ ا مام الشافعي؟ ومن أبرز ت ميق ؟ وما أهم مؤلفاته؟‬ ‫‪-7‬‬
‫بين خصائص مقهب ا مام الشافعي‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪62‬‬
‫الدرس الثالث والعشرون‬

‫مقهب ا مام أحمد بن حنبل‬


‫ــ التعري به‪:‬‬
‫هو أبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني نسبة إلى قبيلة أيبانه وهو عربي النسب من جهة‬
‫أبيه ومن جهة أمهه وحنبل اسم جد ه أما أبو فهو محمد بن حنبل بن ه له ولد في بغداد سنة‪ 046 :‬هـ‪.‬‬
‫ــ نشأته‪:‬‬
‫نشأ أحمد بن حنبل يتيماه وتعلم القرين وحفظه في صغر ه ثم بعد الخامسة عشرة من عمر بدأ يطلب‬
‫العلم عند ا مام أبي يوس القاضيه وهو محدث ومن أئمة الرأيه ثم تح َّول إلى مجالس الحديثه وأخق يتنقل‬
‫في سبيله فقهب إلى الشام والحجاز واليمن والعراق وفارس وخراسان والتقى بالشافعي في الحرم في أول‬
‫رحلة إلى الحجاز وأ ُ ِ‬
‫عج َب به كثيرا‪.‬‬
‫اتص ا مام أحمد رحمه هللا بالتق وى والورع والزهد والصبر وقوة الحفص والهيبة والوقاره وكان‬
‫يرفض عطاء الواة والخلفاءه كما رفض تولي الق اء باليمن لما لب منه‪.‬‬
‫ــ خصائص مقهبه‪:‬‬
‫مقهب أحمد بن حنبل من أكثر المقاهب السنية محافظة على النصو وابتعادا عن الرأي حتى عرن‬
‫سا أحمد بنصو الشّرع التي لب عليها التيسيره وكان أديد الورع فيما‬ ‫فقهه بالفقه بالمأثوره وقد تم َّ‬
‫يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حقا هلل تعالى ا يجوز التساهل فيه أو التهاون به‪.‬‬
‫أما في المعام ت فيتميز فقهه بالسهولة والمرونةه وكان أديد الورع في الفتاوى وكان ينهى ت مقته أن‬
‫يكتبوا عنه ير األحاديثه فن ا رأى أحدا يكتب عنه الفتاوىه نها وقال له‪ { :‬لعلي أ لع فيما بعد على ما لم‬
‫أ لع عليه فأ ير فتواي فأين أجدك ألخبرك)؟ه‬
‫ولم يدون أحمد مقهبه في الفقه خ فا لغير من األئمة القين تركوا فقها مدوناه إا أن ت ميق بعد قاموا‬
‫بتدوينه من بعد ه وقد قال أحمد بن حنبل رحمه هللا‪:‬‬
‫يثار‬ ‫للفتى‬ ‫المطية‬ ‫نعم‬ ‫أخبار‬ ‫النبي محمد‬ ‫دين‬
‫فالرأي ليل والحديث نهار‪.‬‬ ‫ا تر بن عن الحديث وأهله‬

‫ــ أصول مقهبه‪:‬‬


‫كان ا مام أحمد يستمد فقهه أوا من‪ :‬القرينه ثم السنة ه ثم ا جماع إن وجده وكان يستبعد وجود ه ثم‬
‫فتوى الصحابي القي ا يعلم له مخال ه أما إن تعددت فتاوى الصحابة أو الصحابي فننه يختار منها ما هو‬
‫أقرب إلي الكتاب والسنةه ثم القياس عند ال رورةه وهو يخر المراتب عند ه وكان يأخق بااستصحاب‬
‫والمصالح المرسلة ويعتمد سد القرائع‪.‬‬
‫ــ محنته‪:‬‬
‫حاصل تلا المحنة أن المأمون أعلن في سنة (‪504‬هـ دعوته إلى القول بخلق القرينه وحمل الفقهاء‬
‫على تلا الدعوةه ولو اقت ى لا تعقيبهمه فامتثلوا خوفا ورهباه وامتنع أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح عن‬
‫القول بخلق القرينه ف ُكبّ بالحديده وبُعث بهما إلى بغداد إلى المأمون القي كان في رسوس‪( :‬مدينة في‬
‫تركيا) لينظر في أمرهماه ير أنه توفي وهما في ريقهما إليهه فأعيدا مكبّلين إلى بغداده وفي ريق العودة‬
‫توفي محمد بن نوح بمدينة الرقةه بعد أن أوصى رفيقه بقوله‪{ :‬أنب رجل يُقتدى بهه وقد م َّد الخلق أعناقهم‬
‫فاتق هللا واثبب ألمر هللا}‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إليا لما يكون منا؛‬
‫وحمل إلى الخليفة المعتصم القي سار على‬ ‫وقد ثبب أحمد على موقفه‪ :‬بأن القرين ك م هللا ير مخلوقه ُ‬
‫نهم أخيه في ريق الفتنةه وعقب أحمد وسجن يلة ثمانية وعشرين أهراه لكن لا لم يزد إا ثباتا على‬
‫موقفهه ولما ولي المتوكل بن الواثق الخ فة سنة‪575 :‬هـ أبطل قول المعتزلة بخلق القرينه وأقر قول أهل‬
‫السنة ور َّد ااعتبار لممام أحمد وأرسل له العطايا لكنه رفض قبولها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ــ أيوخه‪:‬‬
‫من أأهرهم‪ :‬ا مام الشافعيه وسفيان بن عيينةه وأبو داود الطيالسيه ووكيع بن الجراح والوليد بن‬
‫مسلم ويحيى القطانه وإبراهيم بن سعيده ويحيى بن سعيد ويزيد ابن هارونه وعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫ــ مؤلفاته‪:‬‬
‫من أأهر مؤلفاته‪ :‬المسند في الحديث‪ .‬وكتاب الناسخ والمنسوخ‪ .‬وكتاب األأربة‪ .‬وكتاب العلل‪ .‬وكتاب‬
‫الص ة وما يلزم فيها‪ .‬وكتاب السنن في الفقهه وكتاب الزهد‪ .‬وكتاب ف ائل الصحابة‪ .‬ورسالة الرد على‬
‫الجهمية‪.‬‬
‫ــ ت ميق ‪ :‬من أأهرهم‪ :‬الشيخان‪ :‬البخاريه ومسلمه وأبو داود صاحب السنن‪ .‬وولدا ‪ :‬عبدهللا وصالح‪.‬‬
‫وأبوبكر المعرون باألثرمه وأبو زرعة الدمشقيه وإبراهيم بن إسحاق الحربي‪.‬‬
‫ــ وفاته‪ :‬توفي ا مام أحمد رحمه هللا يوم الجمعة ببغداد سنة‪ 560:‬هـ ودفن بها‪.‬‬
‫ــ ثناء العلماء عليه‪:‬‬
‫أثنى عليه كثير من العلماء منهم أيخه‪ :‬ا مام الشافعي القي قال فيه‪{ :‬خرجبُ من بغداد وما خلَّفبُ بها‬
‫أحدا أورع وا أتقى وا أفقه من أحمد بن حنبل}ه وقال الشافعي أي ا‪ :‬أحمد إمام في ثمان خصال‪ :‬إمام في‬
‫الحديثه إمام في الفقهه إمام في اللغةه إمام في القرينه إمام في ال فقره إمام في الزهده إمام في الورعه إمام في‬
‫األولين واآلخرين من كل‬‫السنةه وقال عنه إبراهيم الحربي‪{ :‬رأيب أحمد ابن حنبله فرأيب كأنّ هللا جمع له علم ّ‬
‫صن يقول ما يشاء ويمسا ع ّما يشاء} ه ولم يكن ابن حنبل يخو في أيء مما يخو فيه الناس من أمر‬
‫الدنياه وقال عنه يحيى بن معين‪ :‬ما رأيب مثل أحمد بن حنبل صحبنا خمسين سنة ما افتخر علينا بشئ مما‬
‫كان فيه من الص ح والخير‪.‬‬
‫ــ الخ صة‪:‬‬
‫ــ هو أبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيه وهو عربي النسب من جهة أبيه ومن جهة أمهه‬
‫وحنبل اسم جد أما أبو فهو محمد بن حنبل‪.‬‬
‫ــ ولد ببغداد سنة‪ 046 :‬هـه ونشأ يتيماه وقد حفص القرين الكريم في صغر ه ثم تح َّول إلى مجالس‬
‫الحديثه وأخق يتنقل في سبيله إلى الشام والحجاز واليمن والعراق وفارس وخراسانه ومن أأهر‬
‫أيوخه‪ :‬ا مام الشافعيه وسفيان بن عيينةه وأبو داود الطيالسي‪.‬‬
‫ــ اتص ا مام أحمد رحمه هللا بالتقوى والورع والزهد والصبر وقوة الحفص والهيبة والوقاره وكان‬
‫يرفض عطاء الواة والخلفاءه كما رفض تولي الق اء باليمن لما لب منه‪.‬‬
‫ــ يتميز مقهبه رحمه هللا بأنه أبعد المقاهب السنية عن الرأي حتى عرن فقهه بالفقه بالمأثوره وكان‬
‫أديد الورع فيما يتعلق ب العباداته أما في المعام ت فنن فقهه يتميز بالسهولة والمرونة‪.‬‬
‫ــ أصول مقهبه هي القرينه ثم السنةه ثم ا جماع إن وجده ثم فتوى الصحابي القي ا يعلم له‬
‫مخال ه ثم القياس عند ال رورة وهو يخر المراتب عند ه وكان يأخق بااستصحاب والمصالح‬
‫المرسلة ويعتمد سد القرائع‪.‬‬
‫ــ تعر لمحنة أديدة لما امتنع عن القول بخلق القرين وعقب وسجنه لكنه ثبب على موقفه حتى‬
‫خر من تلا المحنة منتصرا‪.‬‬
‫ــ له عدة مؤلفات أأهرها‪ :‬مسند في الحديثه ومن أأهر به‪ :‬البخاريه ومسلمه وأبو داود‬
‫صاحب السنن‪.‬‬
‫ــ توفي رحمه هللا ببغداد ودفن بها سنة‪ 560:‬هـه وقد أثنى عليه بالخير كثير من العلماء منهم أيخه‪:‬‬
‫ا مام الشافعيه ومنهم يحيى بن معين‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫متى ولد ا مام أحمد بن حنبل؟ وكي نشأ؟ وبما ا اتص ؟‬ ‫‪-0‬‬
‫ما أبرز خصائص ا مام أحمد بن حنبل؟‬ ‫‪-5‬‬
‫حصلب ألحمد بن حنبل محنةه فكي واجهها؟‬ ‫‪-7‬‬
‫متى توفي ابن حنبل؟‬ ‫‪-6‬‬
‫من هم أأهر أيوخه؟ وما أأهر مؤلفاته؟‬ ‫‪-2‬‬

‫‪64‬‬
65
66
‫الدرس الرابع والعشرون‬

‫ا مامة‪ :‬تعريفها ـ مشروعيتها ـ انعقادها ـ الشرو‬


‫المطلوبة في ا مام ـ مهماته‬
‫أوا‪ :‬تعريفها‪:‬‬
‫ا مام لغة المتبوع مأخو من أم القوم يؤمهم أي تقدمهم وصار لهم إماما يقتدون به‪ .‬أما ا مام في‬
‫ااصط ح – في هقا الباب – فهو المسؤول األول في السلطة السياسية والدينية سواء سمي إماما أو رئيسا‬
‫أو ملكا أو أميرا أو خليفة أو سلطانا‪...‬فكل هق األسماء تأتي بمعنى واحد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعية ا مامة‪:‬‬


‫حكم نصب ا مام الوجوب على الكفايةه فا لمسلمون يجب عليهم أن يختاروا من بينهم من تتوفر فيه‬
‫الشرو المطلوبة في ا مام ويجعلو إماما لهم تجتمع به الكلمة وتدفع به الم ار وتجلب به المنافع وتنفق به‬
‫أحكام هللا في أرضه‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ومن أدلة وجوب نصب ا مام قوله تعالى ‪( :‬وإ قال ربا للم ئكة إني جاعل في األر خليفة )‬
‫وقوله‪( :‬يا داود إنا جعلناك خليفة في األر ‪ 52)..‬وقوله صلى هللا عليه وسلم (إ ا خر ث ثة في سفر‬
‫فليؤمروا عليهم أحدهم )‪ . 53‬وقد أجمع الصحابة ومن بعدهم أن ا مامة دعيمة من دعائم الشرع ا مجال فيها‬
‫للتهاون أو التأخير ألن في الشرع أمورا واجبة ا تمكن إقامتها دون ا مام كالجهاد والقصا والحدود ‪.....‬‬
‫وما ا يتم الواجب إا به فهو واجب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انعقادها‪:‬‬
‫تنعقد ا مامة بأحد األمور التالية‪:‬‬
‫‪ – 0‬النص و لا فيما لو نص النبي صلى هللا عليه وسلم على أن ف نا هو الخليفة من بعد ه ويرى بعض‬
‫العلماء أن خ فة أبي بكر الصديق من هقا الباب ألن في تقديمه للص ة إأارة إلى تقديمه لممامة الكبرى‬
‫فارت اؤ لهم في دينهم يقت ي ارت اء لهم في دنياهم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬اتفاق أهل الحل والعقده أي أهل الشورى على بيعة إمامه ويمكن أن تكون إمامة أبي بكر من هقا‬
‫النوع جماع المهاجرين واألنصار عليها‪.‬‬
‫وأهل الحل والعقد هم من توفرت فيهم ث ثة أرو ‪:‬‬
‫‪ - 1‬العلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬سداد الرأي‪.‬‬
‫‪ - 3‬العدالة‪.‬‬

‫‪ – 3‬أن يعهد الخليفة السابق إلى خليفة جديدهكما وقع من أبي بكر لعمر رضي هللا عنهماه وكما فعله‬
‫عمر – رضي هللا عنه – من جعله الخ فة في ستة وتركها أورى بينهم وهم بقية العشرة المشهود لهم‬
‫بالجنة‪.‬‬
‫‪ – 4‬التغلب‪ :‬فمن تغلب على الناس وانتزع السلطة بالقوة حتى استتب له األمر أصبح له ما لممام‬
‫وعليه ما عليهه ويمثل بعض العلماء لهقا النوع بعبد الملا بن مروان مع عبد هللا بن الزبير‪.‬‬

‫‪ - 51‬سورة البقرة ‪29‬‬


‫‪ - 52‬سورة ص ‪25‬‬
‫‪ - 53‬أبو داود‬
‫‪67‬‬
‫رابعا‪ :‬أرو ا مام‪:‬‬
‫ا مامة أعظم أمانة يمكن أن يتقلدها ا نسان في األمةه لقلا تقت ي ا مامة وجود مؤه ت وأرو‬
‫معينة ينبغي توفرها في كل من يرأح أو يترأح لهاه وهق الشرو هي‪:‬‬
‫‪ – 0‬أن يكون من قريش عند الجمهور لما ورد في لا من أحاديث صحيحة منها ما روا البخاري في‬
‫صحيحه من حديث معاوية‪ ( :‬إن هقا األمر في قريش ا يعاديهم أحد إا كبه هللا في النار على وجهه ما أقاموا‬
‫الدين)ه وهقا الشر مختل فيه‪ ,‬ومحل الخ ن إ ا تساوى القرأي مع ير في الكفاءةه أما إ ا كان ير‬
‫أكثر منه كفاءة فهو أولى بالخ فة‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يكون كرا وهو أمر ا خ ن فيه بين العلماء لما في صحيح البخاري و ير أن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم لما بلغه أن فارس ملكوا ابنة كسرى قال ‪( :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون حرا لما روا البخاري عن أنس ومسلم عن وائل‪ ( :‬اسمعوا وأ يعوا وإن ولي عليكم عبد‬
‫حبشي كأن رأسه زبيبة) وإن كان مقيدا بحديث‬
‫البخاري السابق ( إن هقا األمر في قريش ا يعاديهم أحد إا كبه هللا في النار على وجهه ما أقاموا‬
‫الدين)‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن يكون ب الغاه ف تجوز إمامة الصبي إجماعا لعدم قدرته على القيام‬
‫بهق المسؤولية‪.‬‬
‫‪ – 5‬أن يكون عاق ه ف تجوز إمامة ير العاقل كالمجنون والمعتــو ‪ ....‬وهو أمر ا خ ن فيه ‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن يكون عداه ف تجوز إمامة الفاسق ابتداء اتفاقا ه بدليل قوله تعالى (قال إني جاعلا للناس‬
‫إماما قال ومن ريتي قال ا ينال عهدي الظالمين)‪ 54‬ويدخل في اأترا العدالة ا س م ألن العدل ا يكون إا‬
‫مسلما‪.‬‬
‫‪ – 7‬أن يكون عالما بالشرع صالحا للق اء مستغنيا عن ااستفتاء البا‪.‬‬
‫‪ – 8‬أن يكون سليم الحواس واألع اء ليس أعمى وا زمناه ويستدل لهقين الشر ين ‪ 3( :‬ه ‪ ) 4‬بقوله‬
‫‪55‬‬
‫تعالى في الوت ‪ ( :‬إن هللا اصطفا عليكم وزاد بسطة في العلم والجسم)‬
‫‪ – 9‬أن يكون أجاعاه ا خبرة بأمور الحرب وتدبير الجيوش وسد الثغور وحماية بي ة ا س م ‪.‬‬
‫‪ – 01‬أن يكون حازما صارما ا تلحقه رقة في إقامة الحدود ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مهمات ا مام‪:‬‬


‫تتمحور مهمات ا مام في اتجاهين رئيسين‪:‬‬
‫أ– التمكين لشرع هللا في األر وتبليغه بالدعوة إلى كل من لم يبلغهه وحمايته من التغيير والتبديله‬
‫وتعليمه للناس والحكم به فيما بينهمه وأمرهم بالمعرون ونهيهم عن المنكر وسد ثغور الب د عن األعداء‪.....‬‬
‫ب – رعاية المصالح وحماية األمن العامه والسهر على النظام وإنصان المظلومين وردع الظالمينه‬
‫وجمع المداخيل بننصان وتوزيعها بعدالةه وتولية األمناء األكفاء على العامةه وتوفير العمل لكل قادر عليه‬
‫وإعانة كل عاجزه وتقدير األعطيات والحقوق ‪....‬‬
‫وفي نظم األحكام السلطانية للماوردي‪:‬‬

‫من حقهم قام فقلا استحـــق‬ ‫وحيثما ا مام بالقي سبـــق‬


‫لم يتغير حالـــه وسلمــــا‪.‬‬ ‫عليهم الطاعة والنصـــرة ما‬

‫تعدد ا مام‬
‫منعب نصو السنة ودواوين الفقه تعدد ا مامه ومن لا ما في القر بي‪:‬‬
‫(قال أبو المعالي‪ :‬هب أصحابنا إلى منع عقد ا مامة لشخصين في رفي العالم ثم قالوا‪ :‬لو اتفق عقد‬
‫ا مامة لشخصين تنزل منزلة تزويم وليين امرأة واحدة‪)...‬ه‬

‫‪ - 54‬البقرة ‪023‬‬
‫‪ - 55‬البقرة ‪345‬‬
‫‪68‬‬
‫وفي القر بي‪( :‬إ ا بويع لخليفتين فالخليفة األول وقتل اآلخره وجلب لقلا حديث أبي سعيد الخدري‬
‫وحديث عبد هللا بن عمرو بن العا وحديث عرفجة‪ ( :‬فاضربو بالسي كائنا من كان) واألحاديث كلها في‬
‫صحيح مسلم ومعناها واحد‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫‪ – 0‬ا مام لغة المتبوعه واصط حا المسؤول األول في السلطةه سواء كان رئيسا أو ملكا أو أميرا أو‬
‫سلطانا‪.‬‬
‫‪ – 2‬نصب ا مام واجب كتابا وسنة وإجماعاه وأدلة لا كثيرة‪.‬‬
‫‪ – 3‬تنعقد ا مامة بالنصه أو باتفاق أهل الحل والعقده أو بتعيين من الخليفة السابق موافق عليه من‬
‫قبل الناسه أو بالتغلبه وبسط السلطان‪.‬‬
‫‪ – 4‬ابد لكل مترأح لممامة من أن تتوفر فيه جملة من الشرو ‪ :‬كأن يكون كراه حراه بالغاه عاق ه‬
‫عداه سليم الحواسه عالما بالشرعه ساهرا على حماية بي ة ا س م صارما ا تأخق في الحق‬
‫لومة ائم‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ – 0‬ما المراد با مامة ؟ وما حكمها؟ وما دليل لا؟‬
‫‪ – 2‬ما أنسب الطرق لتولي ا مامة ولما ا؟‬
‫‪ – 3‬لممام أرو ه ما هي؟ ولما ا ابد من توفرها؟‬
‫‪ – 4‬فيم تتلخص أبرز مهمات ا مام ؟‬
‫‪ – 5‬جعل العلماء ا مامة في باب العقائد لما ا؟‬

‫‪69‬‬
‫الدرس الخامس والعشرون‪:‬‬

‫وجوب الحكم بما أنزل هللا ‪ -‬وجوب اعة ا مام في المعرون –‬


‫حكم الفئة البا ية‬
‫أوا‪ :‬وجوب الحكم بما أنزل هللا‪:‬‬
‫يراد بما أنزل هللا الوحي بنوعيه الكتاب والسنةه والمسلم ملزم بالخ وع لشرع هللا في جميع أؤون‬
‫حياته‪.‬‬
‫والحكم بما أنزل هللاه والتحاكم واا مئنان إلى أرع هللا مسألة عقدية أساسية تقت يها وحدانية هللا‬
‫تعالىه ف يكون الخ وع والعبادة إا له ( إن الحكم إا هلل أمر أا تعبدوا إا إيا )‪56‬ه وقد وص تعالى من لم‬
‫يحكم بما أنزل هللا بالكفر والظلم والفسق‪ ...‬ونفى ا يمان عمن لم ير بحكم هللا ويطمئن إليه قال تعالى‪( :‬ف‬
‫وربا ا يؤمنون حتى يحكموك فيما أجر بينهم ثم ا يجدوا في أنفسهم حرجا مما ق يب ويسلموا تسليما)‪.57‬‬
‫فاهلل تعالى أدرى بمصالح عباد فهو القائل‪( :‬ينتم أعلم أم هللا )‪ 58‬فالتحاكم إما أن يكون إلى أرع هللا‬
‫فيكون إيمانا باهلل وكفرا بالطا وته أو يكون إلى الطا وت فيكون إيمانا به وكفرا باهلله فاهلل تعالى يقول‪( :‬ألم‬
‫تر إلى القين يزعمون أنه م يمنوا بما أنزل إليا وما أنزل من قبلا يريدون أن يتحاكموا إلى الطا وت وقد أمروا‬
‫‪59‬‬
‫أن يكفروا به ‪)....‬‬
‫ـ فالمؤمن إنما يحكم أرع هللا ويرضى بحكمه اعة هلل ورسوله لقوله تعالى ‪( :‬ف وربا ا يؤمنون‪)...‬‬
‫وقوله‪ ( :‬إنما كان قول المؤمنين إ ا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأ عنا وأولئا هم‬
‫المفلحون)‪.60‬‬

‫ثانيا‪ :‬وجوب اعة السلطة العادلة‪:‬‬


‫بما أنه على السلطة واجبات كثيرةه فنن لها الطاعة على الرعيةه فطاعة أولي األمر واجبة كتابا وسنة‬
‫وإجماعاه ومن أدلة لا من القرين قوله تعالى‪( :‬يأيها القين يمنوا أ يعوا هللا وأ يعوا الرسول وأولي األمر‬
‫منكم )‪. 61‬‬
‫ومن السنة حديث البخاري ومسلم ومالا عن عبادة بن الصامب(‪ ..‬بايعنا رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫‪62‬‬
‫وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وفي يسرنا وعسرنا وأثرة علينا وأن ا ننازع األمر أهله‪)...‬‬
‫وحديث البخاري (اسمعوا وأ يعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة )‪.63‬‬
‫ومن ا جماع إجماع الصحابة ومن بعدهم على أن لممام على الرعية أن يطيعو في ير معصيةه فقد‬
‫ورد عن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه في خطبة توليه السلطة قوله‪( :‬أ يعوني ما أ عب هللا فيكم ‪ )...‬ولم‬
‫يعتر عليه أحد من الصحابة‪.‬‬
‫لكن اعة أولي األمر ليسب مطلقةه وإنما هي مقيدة بأا تكون في معصية هلل تعالى (ف اعة لمخلوق‬
‫في معصية الخالق) قال تعالى في حق نبيه المعصوم‪( :‬وا يعصينا في معرون)‪ 64‬فهو وإن كان نازا في بيعة‬
‫النساء عام لجميع المسلمينه ولقوله صلى هللا عليه وسلم في الحديث المتفق عليه‪:‬‬

‫‪ -56‬سورة يوسف ‪41‬‬


‫‪ - 57‬النساء ‪64‬‬
‫‪ - 58‬البقرة ‪039‬‬
‫‪ - 59‬النساء ‪59‬‬
‫‪ - 60‬النور ‪49‬‬
‫‪ - 61‬النساء‬
‫‪ - 62‬البخاري ومسلم والموطإ‬
‫‪ - 63‬البخاري‬
‫‪ - 64‬الممتحنة ‪02‬‬
‫‪71‬‬
‫( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كر ما لم يؤمر بمعصية فنن أمر بمعصية ف سمع وا‬
‫اعة) وقوله في حديث يخر متفق عليه (إنما الطاعة في المعرون)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حكم البغاة‪:‬‬


‫البغي لغة الظلم وااعتداءه واصط حا‪ ( :‬اامتناع عن اعة من ثبتب إمامته في ير معصية بمغالبة‬
‫ولو تأوا)‪.‬‬
‫ـ أما البا ية فهي فرقة خالفب ا مام لمنع حق أو لعزله ) كما في مختصر خليل‪.‬‬
‫ـ وقد قسم العلماء معارضة السلطة في ا س م إلى ث ثة أقسام‪:‬‬
‫ي – رفض الدخول فيما دخل الناس فيه دون أن يترجم لا في قول أو فعله وهي معارضة سلمية يترك‬
‫صاحبها وأأنه دون أن يتعر له‪.‬‬
‫ب – معارضة قولية وهي مطلوبة إن تمثلب في النقد البناء والقول الناصحه لما في الحديث المتفق عليه‬
‫(الدين النصيحة قلنا لمن قال‪ :‬هلل ولرسوله وألئمة المسلمين وعامتهم) ولما أثر عن الصديق رضي هللا عنه‬
‫من قوله‪( :‬فنن أسأت فقوموني ) وقوله (رحم هللا امرءا أهدى إلي معايبي) وقوله (ا خير فيكم إن لم تقولوها‬
‫وا خير فينا إن لم نسمعها)‪.‬‬
‫– معارضة مسلحة وهق يرتبط حكمها بسلوك السلطة التي وقع الخرو عليها فالمسؤول األول في‬
‫السلطة واحد من ث ثة‪:‬‬
‫‪ – 0‬عادل تتوفر فيه الشرو المطلوبةه ملتزم بأمر هللا اجتنابا وامتثااه وهقا ا خ ن في أنه ا يجوز‬
‫الخرو عليهه وا في أن الخارجين عليه بغاة له أن يقاتلهم وعلى المسلمين مساعدته في لا‪.‬‬
‫‪ – 2‬كافر خار عن الملة فهقا تحرم اعته ويجب الخرو عليه وجهاد جهاد في سبيل هللا لقوله‬
‫تعالى‪( :‬وأولي األمر منكم ) ف اعة ألولي األمر ما لم يكونوا منا أي من المسلمين‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ولما في الحديث من األمر بالسمع والطاعة ( إا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من هللا برهان) فعندئق‬
‫ا سمع وا اعة‪.‬‬
‫‪ – 3‬فاسق‪ :‬كأن يكون جائرا في األحكام يك لألموال العامة معط لشرع هللا ونحو لاه فموق الشرع‬
‫منه يتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫أ– ا تجوز اعته في معصية لألدلة اآلنفة القكر‪.‬‬
‫ب – يجب ا نكار عليه وا تبرأ القمة إا بقلاه فقد حرم هللا الركون إلى الظالمين في قوله تعالى (وا‬
‫تركنوا إلى القين لموا فتمسكم النار)‪ 66‬وفي صحيح مسلم (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرن برئ‬
‫ومن أنكر سلم ‪ )....‬وفي الحديث المتفق عليه‪ ( :‬السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كر ما لم‬
‫يؤمر بمعصية فنن أمر بمعصية ف سمع وا اعة)‪.‬‬
‫ولكن ا نكار عليه يتفاوت أرعا كما في حديث مسلم {من رأى منكم منكرا فليغير بيد فنن لم يستطع‬
‫فبلسانه فنن لم يستطع فبقلبه‪ } ...‬الحديثه فالتغيير باليد خا ب السلطانه والتغيير باللسان خا بالعلماءه أما‬
‫العامة فحسبهم ا نكار بقلوبهم‪.‬‬

‫– حكم الخرو عليه وقتال الخارجين عليه‪:‬‬


‫اختل في الخرو على السلطان الفاسق وفي قتال الخارجين عليه على قولين‪:‬‬
‫عليه إا إن كفر واستدلوا على هقا بأدلة منها‪ :‬حديث عبادة بن الصامب اآلن‬ ‫األول‪ :‬ا يجوز الخرو‬
‫القكر والقي منه‪:‬‬

‫‪ - 65‬البخاري‬
‫‪ 66‬سورة هود ‪003‬‬
‫‪70‬‬
‫(‪ ...‬وأن ا نندددازع األمدددر أهلددده إا أن تدددروا كفدددرا بواحدددا عنددددكم فيددده مدددن هللا برهدددان) وعددددم جدددواز الخدددرو‬
‫ال دددررين لمدددا فددي الخدددرو عليددده مددن ضدددرر معتبدددر أددرعاه فمدددن مدددأثور‬ ‫عليدده هدددو مددن بددداب ارتكددداب أخدد‬
‫القول‪( :‬فتنة عمياء أر من سلطة جائرة) ف يوجد أيء أسوأ من الفوضى و ياب النظام واألمن‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ا يجوز الخرو عليه ابتداء فنن خرجب عليه جماعة ف يجوز له وا لغير قتال الخارجين‬
‫عليهه فقد استفتى الرأيد مالكا في خروجه لقتال جماعة خرجب عليه فقال‪( :‬إن خرجوا عن لم السلطان ف‬
‫يجوز قتالهم)‪.‬‬
‫وينبغي هنا التفصيل بين السلطان القادر على تطبيق أرع هللا وإقامة الحدود دون أن يترتب على لا‬
‫ضرر على المسلمينه وترك إقامة الحدود استخفافا واستهجانا و استحسانا لغيرها من قوانين وضعية مخالفة‬
‫لشرع هللاه وبين العاجز عن إقامة الحدود وتطبيق الشرع مؤقتا خوفا من ضرر يلحق المسلمين جراء لا‪.‬‬
‫وعلى السلطة أن تتصل بالخارجين عليها وتفاوضهمه فنن تبين أن الحق معهم كان من واجب السلطة‬
‫الرجوع إلى الحق لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪67‬‬
‫( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع ) ه وإن أقامب السلطة الحجة على الخارجين عليها كان من‬
‫واجبهم أن يفيئوا إلى الصواب ويرجعوا إلى رأدهم ويتوبواه فنن فعلوا لا قبلب توبتهم وإن أبوا وتمادوا في‬
‫الطريق الخا ئ قوتلوا باعتبارهم بغاة لقوله تعالى‪...( :‬فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر هللا)‪ ,68‬لكن قتالهم‬
‫يختل عن قتال الكفاره فالمقصود منه ردعهم ا قتلهمه ف يتبع مهزومهم وا يقتل جريحهم وا أسيرهم ما لم‬
‫يقتله وا تسترق أسراهم وا تؤخق أموال هم نائمه وا تتل ه وا يفر في استخدام القوة ضدهمه وا‬
‫يصالحون على ماله وا يطالبون بغير التوبة والرجوع إلى الحق‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫‪ - 0‬المسلم ملزم بالخ وع لشرع هللا تعالى في جميع أؤون حياتهه قال تعالى‪( :‬إنما كان قول المؤمنين إ ا‬
‫دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأ عنا وأولئا هم المفلحون)‪.69‬‬
‫‪ - 2‬أوجب هللا اعة السلطة العادلة على الرعية في ير ما يية وحديثه من لا قوله تعالى‪( :‬أ يعوا هللا‬
‫وأ يعوا الرسول وأولي األمر منكم)‪.‬‬
‫وحديث ‪ ...( :‬بايعنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على السمع والطاعة‪ )...‬لكن وجوب اعة السلطة مقيد‬
‫بأا تكون في معصيةه ف اعة لمخلوق في معصية الخالق‪( .‬إنما الطاعة في المعرون) متفق عليه‬
‫‪ - 3‬دلب نصو كثيرة على أن إرأاد السلطة وتقويمها أمر مطلوب وا نى عنه (الدين النصيحة قلنا‬
‫لمن قال‪ :‬هلل ولرسوله وألئمة المسلمين وعامتهم ) ومن المأثور عن عمر في هقا الباب (ا خير فيكم إن‬
‫لم تقولوها وا خير فينا إن لم نسمعها) وا يجوز الخرو على السلطة ما لم يظهر منها كفر بواحه‬
‫والخارجون عليها دون مسوغ أرعي يعتبرون بغاة لها أن تقاتلهمه لكن قتالهم يختل عن قتال الكفار‬
‫في أمور كثيرة‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ – 0‬ما ا يعني الحكم بما أنزل هللا ولمن الحكم في ا س م؟ ؟‬
‫‪ –5‬هل للحاكم في ا س م مهما كان أن يحكم بغير أرع هللا لمصلحة يراها؟ ؟‬
‫‪( – 3‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وضح ما على ا مام وما له انط قا من هقا الحديث‪.‬‬
‫‪ – 4‬فيم يطاع المسؤول وفيم يعصى ؟ ومتى يجوز قتال الخارجين ؟ومتى يسمون بغاة؟‬
‫‪ – 5‬فيم يختل قتال البغاة عن الكفار؟ وما الدليل على جواز قتالهم؟‬

‫‪ - 67‬سورة يونس ‪35‬‬


‫‪ - 68‬سورة الحجرات ‪9‬‬
‫‪ - 69‬سورة النور ‪49‬‬
‫‪72‬‬
‫الدرس السادس والعشرون‪:‬‬

‫الق اء‪ :‬تعريفه ـ حكمه ـ أركانه ـ أرو تولي الق اء‬


‫أوا‪ :‬تعريفه‪:‬‬
‫الق اء لغة يطلق على عدة معان منها‪ :‬الحكمه واألمره والفصله ويأتي بمعنى الفراغ نحو ق ى حاجته‬
‫أي فرغ منهاه وبمعنى األداء نحو ق ى ف ن دينهه وبمعنى اله ك نحو‪ :‬ق ى نحبه‪.‬‬
‫أما الق اء في ااصط ح فهو‪ :‬ا خبار بحكم أرعي على سبيل ا لزامه وقد عرن بأنه‪ :‬فصل‬
‫الخصومات وقطع المنازعات على وجه مخصو ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حكمه‪:‬‬
‫حكم الق اء بالنسبة ل لسلطة الوجوبه فيجب عليها أن تنصب للناس من يحكم بينهم بالعدله فمن يكد‬
‫‪70‬‬
‫مسؤوليات السلطة إقامة العدل بين الناس بتولية األمناء األكفاء قال تعالى‪( :‬إن هللا يأمر بالعدل وا حسان‪)...‬‬
‫وفي الحديث القي روا مالا والشيخان مرفوعا عن ابن عمر‪( :‬كلكم راع وكلكم مسـؤول عن رعيتهه ا مام‬
‫راع ومســؤول عن رعيته ‪.)...‬‬
‫أما حكم الق اء بالنسبة إلى القاضيه فاألصل فيه أنه فر كفاية عند تعدد األكفاءه فنن لم يتعدد من‬
‫يقوم به تعين على من يصلح لهه كما يتعين عليه إن خشي ضياع الحق إن امتنع عنهه ويجوز لمن احتا له‬
‫من أجل تحصيل معاأه إن توف رت فيه أرو هه ويندب لمن يعلم أن توليه له أنفع للمسلمين من ير لكونه‬
‫أصلح له وأقدر عليه من ير ‪.‬‬
‫ويكر لمن لبه لتحصيل الجا ‪ ,‬ولمن كان ير أصلح منه للق اءه ويحرم على الجاهل والفاسق‬
‫والعاجز والمرتشي‪ ,‬وعلى من يستعين به على الظلم والمعاصي‪.‬‬
‫وقد ر بب في الق اء نصو وحقرت منه أخرى‪.‬‬
‫ـــ فمن أدلة التر يب فيه أن النبي صلى هللا عليه وسلم توا وتوا األنبياء قبلهه وقد بعث صلى هللا‬
‫عليه وسلم ك من علي بن أبي الب ومعا بن جبل قاضيين ه وفي الحديث المتفق عليه عن عمرو بن العا‬
‫مرفوعا‪ ( :‬إ ا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإ ا اجتهد فأخطأ فله أجر) وفي حديث أبي داوود عن أبي‬
‫هريرة ( من لب ق اء المسلمين حتى يناله ثم لب عدله جور فله الجنة ومن لب جور عدله فله النار)‬
‫وقد روى عن ابن مسعود أنه قال‪ ( :‬ألن أجلس قاضيا بين اثنين أحب إلي من عبادة سبعين سنة ) الفقه‬
‫‪.2361‬‬ ‫ا س مي وأدلته للزحيلي‬
‫ومن النصو الدالة على خطورة تولي منصب الق اء لما فيه من خطر قوله صلي هللا عليه وسلم في‬
‫الحديث القي روا األربعة عن بريدة وصححه الحاكم ( الق اة ث ثة اثنان في النار وواحد في الجنة)‬
‫فالقاضي القي في الجنة هو من عرن الحق وحكم بهه واللقان في النار‪ :‬أحدهما من عرن الحق وحكم‬
‫بغير ه والثاني من لم يعرن الحقه وإن حكم به‪.‬‬
‫وقوله في الحديث القي روا أحمد واألربعة عن أبي هريرة وصححه ابن حبان ( من ولي الق اء فقد‬
‫بح بغير سكين) ولهقا كان السل رحمهم هللا يمتنعون عن تولي منصب الق اء ويبتعدون عنه خشية خطر ‪.‬‬
‫ته‬ ‫ومه َوقَ ْ‬
‫ط ُع ا ْل ُخ ُ‬
‫صو َما ِ‬ ‫ظل ُ ِ‬ ‫وا ْل ِح ْك َمةُ ِمنَ ا ْلقَ َ ا ِء هي‪َ :‬ر ْف ُع التَّ َها ُر ِ وإأاعة العدل وقَ ْم ُع الظَّالِ ِم َونَ ْ‬
‫ص ُر ا ْل َم ْ‬
‫ون َوالنَّ ْه ُي ع َِن ا ْل ُم ْن َك ِر‪.‬‬ ‫َو ْ‬
‫األ ْم ُر بِا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫ثالثا‪ :‬أركانه‪:‬‬
‫ستَّةٌ على ما جاء في تبصرة ابن فرحون والبهجة في أرح التحفة‬ ‫أَ ْر َكان ا ْلقَ َ ا ِء ِ‬
‫اضي وهو النائب عن ا مام في تنفيق األحكام الشرعية‪.‬‬ ‫ــ أولها‪ :‬ا ْلقَ ِ‬
‫ــ الثاني‪ :‬ا ْل َم ْق ِ ّي بِ ِه َوه َُو ا ْل ُح ْك ُم ِمنْ ِكتَاب أو سنة أو إجماع إلخ‪.‬‬

‫‪ - 70‬سورة النحل ‪91‬‬


‫‪73‬‬
‫ــ الثالث‪:‬ا ْل َم ْق ِ ّي لَهُ‪ .‬والرابع‪ :‬ا ْل َم ْق ِ ّي َعلَ ْي ِه وهما‪( :‬المدعي والمدعى عليهه أو ا ْل َم ْح ُكو ُم لَهُ‪,‬‬
‫ا ْل َم ْح ُكو ُم َعلَ ْي ِه)‪.‬‬
‫ــ الخامس‪ :‬ا ْل َم ْق ِ ّي فِي ِه وهو الشيء المتنازع فيه بين الخصمين‪.‬‬
‫ـــ السادس‪َ :‬ك ْيفِيَّ ِة ا ْلقَ َ ا ِء‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أرو تولي الق اء‪:‬‬
‫ا يكون الشخص مؤه لشغل منصب قا قبل أن تتوفر فيه أرو هي‪:‬‬
‫‪ – 0‬القكورة‪ :‬فالمرأة ا تكون قاضيا عند الث ثةه خ فا ألبي حنيفة القي يري أنها تق ي فيما تشهد‬
‫فيهه وخ فا ابن جرير الطبري القي يري أنها تق ي في كل أيء‪.‬‬
‫‪ – 5‬العدالةه و تستلزم ا س مه والعقله والبلوغه والحريةه والمروءة وعدم الفسق‬
‫‪ – 3‬الفطنة حتى ا تنطلي على القاضي حيل الخصومه وا تفوته مدلوات األلفا من إقرار أو تعار‬
‫في اللفص‪.‬‬
‫‪ - 4‬العلم ف تصح تولية جاهل الق اءه والمشهور أن زيادة العلم أر كمال ا أر صحة‪.‬‬
‫‪ – 5‬س مة الحواس و لا بأن ا يكون أعمى أو أصم أو أبكمه فمن اتص بأحد هق األوصان ا تجوز‬
‫توليته ابتداءه ويجب عزله إن رأ عليه وتنفق أحكامه‪.‬‬
‫الخ صة‪:‬‬
‫الق اء لغة يطلق على عدة معان منها‪ :‬الحكمه واألمره والفصله واله كه واصط حا هو ا خبار بحكم‬
‫أرعي على سبيل ا لزامه فنن كان ا خبار بالحكم ا على سبيل ا لزام سمي فتوى‪.‬‬
‫وحكم الق اء بالنسبة للسلطة الوجوبه قامة العدل بين للناس‪ ,‬أما حكمه بالنسبة للقاضي فتعتريه‬
‫أحكام الشرع فيجب كفاية إن تعدد األكفاءه وقد يتعين على من يصلح لهه ويجوز لمن احتا له من أجل تحصيل‬
‫معاأه إن توفرت فيه أرو هه ويندب لمن يعلم أن توليه له أنفع للمسلمينه ويكر لمن لبه لتحصيل الجا‬
‫ولمن كان ير أصلح منه للق اءه ويحرم على الجاهل والفاسق والمرتشي إلخ‪.‬‬
‫الق اء منصب خطير مر ب فيه أرعا إن توفرت الشرو ه ومحقر منه عند عدم توفرها‪.‬‬
‫ور ْف ُع الظلم وإأاعة العدل بين الناس‪.‬‬ ‫ته َ‬ ‫صو َما ِ‬‫وا ْل ِح ْك َمةُ ِمنه هي‪ :‬قَ ْط ُع ا ْل ُخ ُ‬
‫اضيه وا ْل َم ْق ِ ّي بِ ِه َوه َُو ا ْل ُح ْك ُمه والمدعيه والمدعى عليهه وا ْل َم ْق ِ ّي فِيهِ‬ ‫ستَّةٌ أركان هي‪ :‬ا ْلقَ ِ‬ ‫للق اء ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وهو الشيء المتنازع فيه بين الخصمينه وك ْيفِيَّ ِة الق َ ا ِء‪.‬‬
‫يشتر في الشخص حتى يكون مؤه الق اء أرو هي‪ :‬ا س مه والتكلي ه والحريةه والقكورة‪,‬‬
‫والقدرةه والعلمه والعدالةه والفطنة‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ – 0‬عرن الق اء لغة واصط حا وبين حكمه بالنسبة لكل من الحاكم (ا مام) والقاضي‪.‬‬
‫‪ – 2‬ا كر حكمه والحكمة منه‪.‬‬
‫‪ – 3‬تحدث عن أركان الق اء‪.‬‬
‫‪ – 4‬متى يكون الشخص مؤه لمنصب الق اء؟‬

‫‪74‬‬
‫الدرس السابع والعشرون‪:‬‬

‫يداب القاضي ‪ -‬ص حياته ‪ -‬أعوانه‬


‫أوا‪ -‬يداب القاضي‪:‬‬
‫ينبغي للقاضي أن يتحلى في سيرته بكل اآلداب المرضية واألخ ق الرفيعة التي يكون بها محل ثقة‬
‫وتقدير‪ ,‬وأن يكون ملتزما بآداب الشرع ومبتعدا عن كل ما يشينه أو يحط من قدر ومنصبهه وعن كل ما يخل‬
‫بالمروءة والعدالة‪.‬‬
‫وعلى العموم فنن يداب القاضي تنقسم إلي قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬يداب واجبة منها‪:‬‬
‫‪ - 0‬ااستماع إلي الخصمين والتسوية بينهما في كل أيءه الحكم بالعدل حسب الحجم الظاهرةه‬
‫فالقاضي ا يحكم بعلمهه وحكمه ا يحل حراما وا يحرم ح اه وإنما هو لرفع النـزاع ‪.‬‬
‫َص ُمونَ إِلَ َّي َولَ َع َّل بَ ْع َ ُك ْم أَ ْل َحنُ بِ ُح َّجتِ ِه ِمنْ‬‫لقوله صلى هللا عليه وسلم كما في حديث البخاري‪{ :‬إِنَّ ُك ْم ت َْخت ِ‬
‫ط َعة ِمنْ النَّا ِر فَ َ يَأْ ُخ ْقهَا}‬ ‫أ ْيئا بِقَ ْولِهِ فَنِنَّ َما أَ ْقطَ ُع لَهُ قِ ْ‬
‫ض فَ َمنْ قَ َ ْيبُ لَهُ بِ َحق أَ ِخي ِه َ‬ ‫بَ ْع ٍ‬
‫بان ) متفق‬ ‫‪ – 2‬ا يحكم وهو في حالة تشويش فكر بغ ب ونحو ( ا يحكم أحد بين اثنين وهو‬
‫عليه‬
‫‪ – 3‬ا يحكم فيما يتهم فيه كالحكم للقريب أو على العدو ‪.‬‬
‫‪ – 4‬ا يعطي رأيا أو استشارة أو يصدر فتوى فيما يحكم فيه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ – 5‬ا يقبل الرأوة بأي أكل من أأكالها لما في الحديث ( لعنة هللا على الراأي والمرتشي في الحكم)‬
‫‪ –6‬ا يقبل الهدية ممن لم يكن يتهادى معه قبل توليه الق اء‪.‬لحديث ابن اللُتبية في الصحيحين فنن‬
‫قبلها جعلها في بيب المال‪.‬‬
‫ص َدقاتِ بَنِي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ستَ ْع َم َل َر ُج َعلى َ‬ ‫وحديث ابن اللتبية كما في البخاري ومسلم هو أنه صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ا ْ‬
‫سلَّ َم‪:‬‬ ‫صلَّى َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬
‫هللا َ‬ ‫ي لِيه فقَا َل َر ُ‬ ‫سلَ ْي ٍم يُ ْدعَى ابْنَ الْلَّتَ ِبيَّ ِة فَلَ َّما قَ ِد َم قَا َل َه َقا لَ ُك ْم َو َه َقا لِي أ ُ ْه ِد َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ب أ ِبياَ َوأماَ َحتَّى تَأتِيَاَ َه ِديَّتُاَ ‪ }...‬الحديث‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سبَ فِي بَ ْي ِ‬ ‫َ‬
‫{ف َه َّ َجلَ ْ‬
‫‪ – 3‬أن يتفقد أعوانه ويكفهم عما قد يصدر منهم من تطاول على الناس واستغ ل للنفو ونحو لاه‬
‫وأن يتفقد السجون خشية أن يكون بها سجين بغير حق‪.‬‬
‫‪ – 8‬أن يعزر أاهد الزور وهو القي يشهد بما ا يعلم ويكون تعزير بمم مع التشهير به‪.‬‬

‫ب ‪ -‬يداب مستحبة منها‪:‬‬


‫‪ 0‬ــ أن يكون حسن الهيئة ا سمب وسكينة ووقار‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يكون ورعا يترك الشبهات خشية الوقوع في المحرمات‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون حليما ا يت جر وا يتأ ى بالخصومه فعليه أن يكون لينا في جانب الخصوم حازما في‬
‫جانب الحق‪.‬‬
‫‪ – 4‬أن يكون معلوم النسب ألن لا أوقر له في نفوس الناسه ف يكون ابن زنى أو لعان‪.‬‬
‫‪ – 5‬أن يكون نزيها مبتعدا عن األمور المباحة ير المشرفة‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن يكون بالغا درجة ااجتهاد لألخق من الكتاب والسنة إن وجد‪.‬‬
‫‪ – 7‬أن يكون عارفا بأمور التوثيق و رق إبرام العقود‪.‬‬
‫‪ – 8‬أن ا يكون قد تقدم عليه حد‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يقلل من الخلطاء ما لم تكن بينهم بطانة سوء فيكون اابتعاد عنها واجبا‪.‬‬
‫‪ – 01‬أن يؤدب من أساء عليه أو على أهود في مجلس الق اء خشية انتهاك حرمة مجلس العدالة‪.‬‬
‫‪ – 00‬أن يكون معروفا بااستشارة ا مستبدا برأيه‪.‬‬
‫‪ - 71‬روا األربعة وحسنه الترمقي وصححه ابن حبان وليس في النسائي‬
‫‪75‬‬
‫‪ -02‬أن يجلس في محل يصل إليه القوي وال عي ‪.‬‬
‫‪ -03‬أن ا يباأر الشراء بنفسه وا يشتري له أخص معرون أنه يشتري له خوفا من المحاباة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ص حيات القاضي‪:‬‬


‫تتحدد ص حيات القاضي من خ ل النظام الق ائي المتبع في هقا البلد أو اكه فيمكن أن تحدد السلطة‬
‫للقاضي نوعا من الق ايا يحكم فيه وا يتجاوز ولها أن تحدد له مجاا جغرافيا يحكم في جميع الق ايا‬
‫المطروحة فيه وا يتعدا ‪.‬‬
‫ومن الص حيات التي تخول للقاضي عادة‪:‬‬
‫‪ – 0‬الفصل بين الخصمين بحكم منفق جبراه أو بصلح عن ترا إ ا لم يتبين وجـــه الحكم‪.‬‬
‫‪ – 2‬ك الظلمة عن لمهم في األموال واألعرا ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ا أران مباأرة أو با نابة على المحجور عليهم كالمجانينه والسفهاء واليتامى‪.‬‬
‫‪ – 4‬ا أران مباأرة أو با نابة على تنفيق الحدوده وعلى تنفيق الوصايا حتى ا يقع لم أو حي أو‬
‫تعطيل‪.‬‬
‫‪ – 5‬ا أران على تسيير األوقان‪.‬‬
‫‪ – 6‬األمر بالمعرون والنهي عن المنكر ‪.‬‬
‫‪ – 7‬واية نكاح النساء اللواتي ا ولي لهن من النسب أو اللواتي ع لهن أولياؤهن عن الزوا من‬
‫الك ء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أعوان القاضي‪:‬‬


‫ابد للقاضي ألداء مهمته على الوجه المطلوب من مجموعة من األعوان عدول كلهم‪.‬‬
‫‪ – 0‬بواب يرتب الناس في الدخول حسب األحقية‪.‬‬
‫‪ – 2‬كاتب ضبط يسجل تصريحات الخصوم ودعوى كل منهم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أاهدا عدل يح ران مجلس الحكم ليحفظا إقرار الشهود خشية النكول عنها‪.‬‬
‫‪ – 4‬مزكي السر ويكون من أعدل الموجودين في البلد‪.‬‬
‫‪ – 5‬مترجم يترجم من القاضي وإليه إن دعب لقلا ضرورة‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫‪ 0‬ــ يداب القاضي قسمان‪:‬‬
‫أ‪ -‬يداب واجبة منها‪:‬‬
‫ااستماع إلي الخصمين والتسوية والعدل بينهما‪ ,‬وأن ا يحكم وهو مشوش الفكر بغ ب ونحو ‪ ,‬وا‬
‫يحكم فيما يتهم فيه كالحكم للقريب أو على العدو‪ ,‬وأن ا يفتي أو يعطي رأيا فيما يحكم فيهه وا يقبل الرأوةه‬
‫وكقا ا يقبل الهدية ممن لم يكن يدفعها له قبل توليه الق اءه و أن يتفقد أعوانه ويكفهم عما قد يصدر منهم من‬
‫تطاول على الناس واستغ ل للنفو ‪ ,‬وأن يعزر أاهد الزور‪.‬‬

‫ب ‪ -‬يداب مستحبة منها‪:‬‬


‫أن يكون حسن الهيئة ا سمب وسكينة ووقاره وأن يكون ورعاه حليما ا حزم في جانب الحقه معلوم‬
‫النسبه نزيها مبتعدا عن األمور المباحة ير المشرفةه بالغا درجة ااجتهاده إن أمكنه عارفا بأمور التوثيق‬
‫و رق إبرام العقود‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫وأن ا يتقدم عليه حده وأن يكون مقل من الخلطاءه يؤدب من أساء عليه أو على أهود في مجلس‬
‫الق اءه مستشيرا ألهل العقل ير مستبد برأيهه أن يجلس في محل يصل إليه القوي وال عي ه أن ا يباأر‬
‫الشراء بنفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ ومن الص حيات التي تخول للق اة عادة‪ :‬الفصل بين الخصمينه وك الظلمة عن لمهمه‬
‫وا أران على المحجور عليهمه وعلى تسيير األوقانه وتنفيق الحدوده‬
‫والوصاياه والواية على نكاح النساء اللواتي ا ولي لهن أو لهن أولياء ع لوهن عن النكاح المستوفي‬
‫الشرو ‪ .‬وعلى األمر بالمعرون والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ 7‬ــ للقاضي مجموعة من األعوان عدول كلهمه منهم‪ :‬بواب وكاتب ضبط وأاهدا عدل ومزكي السر‬
‫ومترجم إن دعب لقلا ضرورة‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ 0‬ــ ا كر يداب القاضي‪ ,‬وبين الواجب والمندوب منها‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ ما الحاات التي ا ينبغي للقاضي أن يحكم فيها؟‬
‫‪ 7‬ــ ما أبرز مهام القاضي؟‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ من هم أعوان القاضي؟ وما مهمة كل منهم ؟‬

‫‪77‬‬
‫الدرس الثامن والعشرون‪:‬‬

‫المد ِعي والمد َعى عليه والدعوى وكيفية التقاضي‬


‫أوا‪ :‬المدعي‪:‬‬
‫المدعي عرن بأنه هو الب الحقه وعرن بأنه هو من تجرد قوله عما يصدقه من أصل أو عرن أو‬
‫كان المتنازع عليه بيد ير ‪.‬‬
‫ـ فمثال تأييد األصل‪ :‬أن يتنازع اثنان في دين يطلبه أحدهما على اآلخر فالطالب مدع ألن األصل براءة‬
‫القمة‪.‬‬
‫‪ -‬ومثال تأييد العرن‪ :‬أن يتنازع جزار وتلميق في دفتر فالجزار في هق الحالة مدع حسب العرنه فنن‬
‫كان موضوع النـزاع جلدا كان التلميق مدعيا حسب العرن‪.‬‬
‫ولو تنازع أخصان في أيء وكان بيد أحدهما كان القي ليس بيد مدعيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدعى عليه‪:‬‬


‫المدعى عليه عرن بأنه هو المطلوب بحق الغيره وعرن بأنه هو من تعزز قوله بما يصدقه من أصل أو‬
‫عرن أو كان المتنازع عليه بيد ه فهو إ ن عكس المدعي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدعوى‪:‬‬
‫ص َحقَّهُ ِمنْ َ‬
‫يخ َر لدى القاضي‪.‬‬ ‫الدعوى‪ :‬هي َلَ ُ‬
‫ب أ َْخ ٍ‬
‫وا تعتبر دعوى المدعي إا إ ا توفرت فيها الشرو التالية‪:‬‬
‫‪ 0‬ــ أن تكون الدعوى معلومة فلو قال‪ :‬لي عليه أيء لم تسمع دعوا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ أن تكون محققةه ا نحو أ ن أن لي على ف ن كقا‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ أن تكون في معين كهق الدار مث ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن تكون الدعوى معتبرة أرعاه ف تصح بأل من ثمن خمر مث ‪.‬‬
‫‪ – 5‬أن تكون مما يتعلق بها حكمه بخ ن الدعوى في الشيء التافه الحقير‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن ا يكقبها العرن والعادة مثل دعوى صب أو سرقة على صالح‪.‬‬
‫‪ – 7‬أن يبين المدعي السبب القي من أجله ادعى ما ادعى كلي عليه مال من قر أو سيارة من‬
‫بيع إلخ‪.‬‬
‫‪ – 8‬أن تكون مما تلزم المدعَى عليه لو أقر بهاه بخ ن الدعوى على صبي أو مجنون من بيع‬
‫ونحو من المعام ته أو دعوى لو أقر بها المدعي ا يجبر على الوفاء بها كالوعد أو النقر‬
‫أو الهبة‪...‬‬

‫رابعا‪ :‬كيفية التقاضي‪:‬‬


‫كيفية التقاضي تتوق على أأياء كمعرفة ما هو حكمه وما ليس بحكمه وكتمييز المدعي والمدعى عليهه‬
‫ومعرفة الدعوى الصحيحة وأرو ها وكيفية تصحيحهاه ومعرفة تنزيل األحكام على الوقائع‪ ,‬وكالتسوية بين‬
‫الخصمين في المجلس وما يتعلق بقلاه‬
‫وكيفية التقاضي ـــ إ ا مثل الخصمان أمام القاضي ــ أن يبدأ بالمد ِعي فنن كانب دعوا صحيحة مستوفية‬
‫كل الشرو المطلوبة أمر القاضي المدعَى عليه بالجوابه وهو في هق الحال إما أن يعترن أو يمتنع عن‬
‫الجواب أو ينكره ولكل حالة من هق الث ث حكمها‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -0‬فنن ا عترن بصحة الدعوى حكم عليه القاضي وارتفع النـزاعه ألن ااعتران سيد األدلة‪.‬‬
‫‪ – 2‬وإن امتنع عن الجواب حبسه القاضي مدة حتى يعترن أو ينكره فنن تمادى على اامتناع حكم‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ – 3‬وإن أنكره سأل القاضي في هق الحال المد ِعي ألا بينةه فنن نفى وجود بينة عند حكم عليه من‬
‫ير تحلي المدعَى عليهه إن كان المتنازع فيه ير ماله فنن كان موضوع النـزاع ماا استحلفهه‬
‫وإن كر المدعي أن له بينة وثبتب عند القاضي عدالتها حكم بمقت اها بعد ا عقار فيها للمدعَى‬
‫عليه‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫ــ المد ِعي هو الب الحق‪ ,‬وعرن بأنه هو من تجرد قوله عما يصدقه من أصل أو عرن أو كان‬
‫المتنازع عليه بيد ير ‪.‬‬
‫ــ المدعَى عليه هو المطلوب بحق الغيره وعرن بأنه هو من تعزز قوله بما يصدقه من أصل أو عرن أو‬
‫كان المتنازع عليه بيد ه أو الدعوى أن ف نا نقر له أو وعد بعدة أو هبة‪.‬‬
‫ص َحقَّهُ ِمنْ ي َخ َر ِفي ُح ُ و ِر ا ْل َحا ِك ِمه وا تعتبر الدعوى إا إ ا كانب معلومة‬ ‫ــ الدعوى‪ :‬هي َلَ ُ‬
‫ب أ َْخ ٍ‬
‫ومحققة وفي معين كهق الدار مث ‪ ,‬ويشتر أن تكون مما يتعلق به حكمه وأن ا يكقبها عرن أو عادة وأن‬
‫يبين المدعي السبب القي من أجله ادعى ما ادعىه وأن تكون مما تلزم المدعَى عليه لو أقر بها‪ ,‬بخ ن‬
‫الدعوى على صبي أو مجنون من بيع ونحو ‪.‬‬
‫ــ تتوق كيفية التقاضي على أأياء كمعرفة ما هو حكمه وما ليس بحكمه وكتمييز المدعي والمدعَى‬
‫عليه‪ ,‬ومعرفة تنزيل األحكام على الوقائع‪ ,‬والتسوية بين الخصوم إلخه وكيفية التقاضي أن يبدأ القاضي‬
‫بالمد ِعي فنن كانب دعوا صحيحة مستوفية كل الشرو أمر المدعَى عليه بالجوابه فنن اعترن بصحة‬
‫الدعوى حكم عليهه وإن امتنع عن الجواب حبسه مدة حتى يعترن أو ينكره فنن تمادى على اامتناع حكم‬
‫عليه‪.‬‬
‫وإن أنكره سأل القاضي المد ِعي ألا بينةه فنن نفى وجود بينة عند حكم عليه من ير تحلي المدعَى‬
‫عليهه إ ن كان المتنازع فيه ير ماله فنن كان موضوع النـزاع ماا استحلفهه وإن كر المدعي أن له بينة‬
‫وثبتب عند القاضي عدالتها حكم بمقت اها بعد ا عقار فيها للمدعَى عليه‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ – 0‬ما ا يميز المدعي من المدعى عليه؟‬
‫‪ – 5‬عرن الدعوىه ومثل للدعوى التي يكقبها العرن والعادة‪.‬‬
‫‪ – 7‬متى ا تسمع الدعوى؟ وما أرو اعتبارها ؟‬
‫‪ – 6‬ما القي على القاضي فعله إ ا امتنع المدعى عليه عن ا جابة؟‬

‫‪79‬‬
‫الدرس التاسع والعشرون‬

‫الصلح‪ :‬تعريفه ‪ -‬مشروعيته – حكمه ‪ -‬األحكام المتعلقة به‪.‬‬


‫تعريفه‪:‬‬
‫ح‪ :‬عقد‬
‫ااص ِط ِ‬ ‫ْ‬ ‫ص ِمه َوفِي‬ ‫حه ِخ نُ ا ْل ُم َخ َ‬
‫اص َم ِة َوالت ََّخا ُ‬ ‫َّصالُ ِ‬ ‫س ٌم ِب َم ْعنَى ا ْل ُم َ‬
‫صالَ َح ِة َوالت َ‬ ‫الص ْل ُح فِي اللُّ َغ ِة‪ :‬ا ْ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص ُل ِبهَ إِلَى ال ُم َوافقَةِ بَيْنَ ال ُم ْختَلِفِينَ والغر منه َرفع ال ُمنَازَ َع ِة ِبالت ََّر ِ‬
‫اضيه‬ ‫ومه َويُت ََو َّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْ‬
‫ع بَيْنَ ال ُخ ُ‬‫يَ ْرتَفِ ُع ِبهَ النزَا ُ‬
‫ق أو ير لا‪.‬‬ ‫عين أو منفعةه أو إسقا دين أو ح ٍّ‬ ‫بتمليا ٍ‬
‫ِ‬ ‫سواء تعلق األمر‬
‫ُ‬
‫ن ُوقو ِع ِه‪.‬‬ ‫َ‬
‫اعه أ ْو َخ ْو ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق أ ْو َدع َْوى ِب ِع َو ٍ لِ َرف ِع نِزَ ٍ‬ ‫َ‬
‫وقد عرفه ابن عرفة بأنَّهُ انْتِقَا ٌل عَنْ َح ٍّ‬
‫مشروعيته‪:‬‬
‫صلِ ُحوا‬ ‫َان ِمنَ ا ْل ُمؤْ ِمنِينَ ا ْق َت َتلُوا فَأ َ ْ‬ ‫اعه قال تعالى‪َ ( :‬وإِنْ َائِفَت ِ‬ ‫سنَّ ِة َوا ِ ْج َم ِ‬ ‫ب َوال ُّ‬ ‫الصلح مشروع بِا ْل ِكتَا ِ‬
‫صلِ ُحوا بَ ْينَهُ َما‬ ‫هللا فَنِنْ فَا َءتْ فَأ َ ْ‬‫بَ ْينَهُ َما فَنِنْ بَغَبْ إِ ْحدَاهُ َما َعلَى ْاألُ ْخ َرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَ ْب ِغي َحتَّى تَفِي َء إِلَى أَ ْم ِر َّ ِ‬
‫صلِ ُحوا بَيْنَ أَ َخ َو ْي ُك ْم َواتَّقُوا َّ َ‬
‫هللا لَ َعلَّ ُك ْم ت ُْر َح ُمونَ )‬ ‫س ِطينَ إِنَّ َما ا ْل ُمؤْ ِمنُونَ إِ ْخ َوةٌ فَأ َ ْ‬ ‫هللا يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِ‬‫سطُوا إِنَّ َّ َ‬ ‫بِا ْل َعد ِْل َوأَ ْق ِ‬
‫الحجرات اآلية ‪.1‬‬
‫صلحا والصلح‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صلِ َحا بَ ْينهُ َما ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وقال‪َ ( :‬وإِ ِن ا ْم َرأة خافبْ ِمن بَ ْعلِ َها نشُوزا أ ْو إِع َْراضا ف ُجنا َح َعل ْي ِه َما أن يُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫خير) النساء اآلية ‪.054‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سل َم‪{ :‬أ َا أخبِ ُر ُك ْم بِأف َ َل ِمنْ د ََر َج ِة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫صلى هللاُ َعل ْي ِه َو َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هللا َ‬
‫سو ُل ِ‬ ‫وعَنْ أَبِي الد َّْردَا ِء رضي هللا عنه قا َل‪ :‬قا َل َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سا ُد َ اتِ الْبَ ْي ِن ِه َي ا ْل َحالِقَةُ} روا البخاري في‬ ‫ص َ ُح َ اتِ الْبَ ْي ِن َوفَ َ‬ ‫ص َدقَةِ قَالُوا بَلَى قَا َل إِ ْ‬ ‫ص َ ِة َوالصيَ ِام َوال َّ‬ ‫ال َّ‬
‫ْ‬
‫الصل ُح‬‫سل َم‪ُّ { :‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫صلى هللاُ َعل ْي ِه َو َ‬ ‫َّ‬ ‫هللا َ‬ ‫َّ‬
‫سو ُل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األدب المفرد والترمقيه وعَنْ أبِي ه َُر ْي َرةَ رضي هللا عنه قا َل‪ :‬قا َل َر ُ‬
‫ص ْلحا أَ َح َّل َح َراما أَ ْو َح َّر َم َح َ ا} أخرجه أبو داود‬ ‫سلِ ِمينَ ـ زَ ا َد أَ ْح َم ُد ـ إِ َّا ُ‬ ‫َجائِ ٌز بَيْنَ ا ْل ُم ْ‬
‫فالصلح إ ن مطلوب أرعا ا سيما بين األقارب وأهل الف له لقا قال عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪:‬‬
‫( رددوا الحكم بين وي األرحام حتى يصطلحوا فنن فصل الق اء يورث ال غائن)‬
‫حكمه وحكمته‪:‬‬
‫سدَة‪ .‬وهو نَ ْوع ِ‬
‫َان‪:‬‬ ‫صلَ َح ٍةه وقد يحرم عند تعين َم ْف َ‬ ‫ُوب إِلَ ْي ِهه َوقَ ْد يجب ِع ْن َد تَ َعيُّ ِن َم ْ‬
‫الصلح َم ْند ٌ‬
‫سهُ ا ْل ِع ْل ُم َوا ْل َع ْد ُل والتراضي‪.‬‬ ‫ص ْلح َجائِز أَ َ‬
‫سا ُ‬ ‫أ‪ُ -‬‬
‫ب‬
‫اج ِ‬ ‫َ‬
‫سقا َو ِ‬ ‫َ‬ ‫أو إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫صلح ير َجائِز و َم ْردُو ٌد َوه َُو ال ِقي يُ ِح ُّل َح َراما أ ْو ي ُ َحر ُم َح اه كصلح يَتَ َ َّمنُ لما ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب‪ُ -‬‬
‫ونحو لا‪.‬‬
‫وحكمة الصلح‪ :‬هي الحفا على المودة واأللفة بين المسلمينه فهو يق ي علي المنازعات التي من‬
‫أأنها إأاعة الحقد والكراهية بين الناسه وفيه تألي للقلوب وإزالة للشحناء والشقاقه وبه تصفو النفوسه‬
‫وتزول األحقاده وهو من أهم بواعث اا مئنان والسكينةه لقا فهو من أَ َجل القرباته وأعظم الطاعات إ ا كان‬
‫ح بَيْنَ النَّا ِ‬
‫س َو َمنْ‬ ‫صَ ٍ‬ ‫ون أَ ْو إِ ْ‬
‫ص َدقَ ٍة أَ ْو َم ْع ُر ٍ‬
‫لوجه هللاه قال تعالى‪َ ( :‬ا َخ ْي َر فِي َكثِي ٍر ِمنْ نَ ْج َواهُ ْم إِ َّا َمنْ أَ َم َر بِ َ‬
‫س ْونَ نُؤْ تِي ِه أَ ْجرا ع َِظيما) النساء اآلية‪006 :‬‬ ‫هللا فَ َ‬
‫ت َّ ِ‬‫ضا ِ‬ ‫يَ ْف َع ْل َ لِاَ ا ْبتِغَا َء َم ْر َ‬
‫أركان الصلح وأرو ه‪:‬‬
‫اب‬
‫يج ُ‬ ‫صالَ ُح َع ْنهُ)ه والصي َغةُ وهي (ا ِ َ‬ ‫صالَ ُح ِب ِه َوا ْل ُم َ‬‫َانه وا ْل َم َح ُّل َوه َُو (ا ْل ُم َ‬
‫للصلح ث ثة أركان هي‪ :‬ا ْل َعا ِقد ِ‬
‫وأا يشتمل الصلح على‬ ‫َوا ْلقَبُو ُل)‪ .‬أما أرو ه ف ِمنْ أهمها‪ :‬أهلية المتصالحين بأن يكون كل منهما أه للتعاقده ّ‬
‫تحريم ح ل‪ ,‬أو تحليل حرامه أو على جور أو لمه وأن ا يكون الصلح في حقوق هللا تعالى‪.‬‬
‫يم ألَنَّ َج َهالَةَ ا ْل َبد َِل تُؤَ دي‬ ‫ح ِب ِه أن يكون َم ْعلُوما إِنْ َكانَ ِم َّما يَ ْحتَا ُ إِلَى ا ْلقَ ْب ِ‬
‫ض َوالتَّ ْ‬
‫س ِل ِ‬ ‫ومن أرو ا ْل ُم َ‬
‫صالَ ِ‬
‫إِلَى ا ْل ُمنَازَ َع ِةه ويشتر أن يكون الصلح عن ريق ااختيار والتراضي ا عن ريق ا كرا ه لقوله تعالى‪( :‬إِنْ‬
‫هللاُ بَ ْينَهُ َما) سورة النساء اآلية‪72 :‬‬ ‫ص َ حا يُ َوفقِ َّ‬ ‫يُ ِريدَا إِ ْ‬
‫قال العلماء‪ :‬الصلح عقده والرضا أر في صحة العقود‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أبَ ِه العُقو ِد بِ ِهه َوت َُراعَى‬ ‫َ‬
‫ستَقِ بِ َقاتِ ِهه بَ ْل ه َُو فرع عَنْ َ ْي ِر ِ من العقود فيحمل َعلى أ ْ‬
‫َ‬ ‫ص ْلحِ َع ْقدا ُم ْ‬‫س ال ُّ‬ ‫ولَ ْي َ‬
‫ال بِ َم ْنفَ َعةٍ‬ ‫ص ْلحِ تَ ْثبُبُ له أَ ْح َكا ُمهُه َو ُّ‬
‫الص ْل ُح عَنْ َم ٍ‬ ‫ال مث بَ ْي ٌع بِلَ ْف ِص ال ُّ‬ ‫أ ُرو ُهُ َو ُم َتطَلَّبَاتُهُ فَ ُّ‬
‫الص ْل ُح عَنْ َم ٍ‬
‫ال بِ َم ٍ‬ ‫فِي ِه ُ‬

‫‪81‬‬
‫ص ْل ُح عَنْ نَ ْق ٍد‬ ‫الص ْل ُح عن دين ببع ه إبراءه َوال ُّ‬ ‫إجارةه والصلح على بعض المال المدعى هبة لبع ه الباقيه َو ُّ‬
‫سلَ ِم‪.‬‬
‫ون فِي الق َّم ِة له ُح ْكم ال َّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ال ُم َعيَّ ٍن ِب َم ْو ُ‬ ‫الص ْل ُح عَنْ َم ِ‬ ‫نه َو ُّ‬ ‫ص ْر ِ‬‫ِبنَ ْق ٍد لَهُ ُح ْك ُم ال َّ‬
‫ويشتر في الصلح بين المسلمين والكفار جنوح الكفار للصلح‪ ,‬وأن يحقق الصلح مصلحة لمس م‬
‫والمسلمين‪ ,‬وأن يتولى عقد ا مام أو من ينوب عنهه وأن يكون ألجل مسمى‪.‬‬
‫والص ْل ُح َبيْنَ أَه ِْل‬‫ُّ‬ ‫ص ْل ُح َبيْنَ ال َّز ْو َج ْي ِنه‬ ‫س ِل ِمينَ َوا ْل ُكفَّا ِره وال ُّ‬ ‫الص ْل ُح َبيْنَ ا ْل ُم ْ‬
‫ع‪ :‬منها ُّ‬ ‫الص ْل ُح أَ ْن َوا ٌ‬
‫أنواع الصلح‪ُّ :‬‬
‫ت ا ْل َع ْم ِد‪.‬‬
‫األموال َك َما فِي ِجنَايَا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ال أو فِي َ ْي ِر‬ ‫اص َم ْي ِن فِي األَ ْم َو ِ‬ ‫والص ْل ُح بَيْنَ ا ْل ُمت ََخ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ا ْل َعد ِْل َوأَه ِْل ا ْلبَ ْغ ِيه‬
‫الر ُجو َع َع ْنهُ بَ ْع َد تَ َما ِم ِهه أَ َّما‬ ‫س َخهُه أَ ِو ُّ‬ ‫الص ْل َح ِمنَ ا ْلعُقُو ِد ال ِز َم ِةه لِ َقلِاَ ا يَ ْملِ ُا أَ َح ُد ا ْل َعاقِ َد ْي ِن فَ ْ‬ ‫ما يترتب عليه‪ُّ :‬‬
‫إِ َ ا لَ ْم َي ِت َّم فَ ُح ْك َم لَهُ َوا أَثَ َر َيت ََرت َُّب َعلَ ْي ِه‪.‬‬

‫الخ صة‬
‫ص ُل ِب َها إِلَى ا ْل ُم َوافَقَ ِة َب ْي َنهماه والغر منه‬ ‫ومه َويُت ََو َّ‬
‫ص ِ‬ ‫ع َبيْنَ ا ْل ُخ ُ‬‫ــ الصلح صيغة توافقية َي ْرتَ ِف ُع ِب َها النزَ ا ُ‬
‫اضي‪ .‬وهو مطلوب أرعا اسيما بين األقارب وأهل الف ل تأليفا للقلوب وجبرا‬ ‫َر ْفع ا ْل ُمنَازَ َع ِة ِبالت ََّر ِ‬
‫للخوا ر‪.‬‬
‫صل َح ٍةه وقد يحرم عند‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ــ وهو مشروع بالكتاب والسنة وا جماع‪ ,‬وحكمه الندبه َوق ْد يجب ِعن َد تَ َعيُّ ِن َم ْ‬
‫سدَة‪.‬‬‫تعين َم ْف َ‬
‫ــ والحكمة من الصلح أنه يق ي علي المنازعات وفيه تألي للقلوب وإزالة للشحناء والشقاقه وبه‬
‫تصفو النفوسه وتزول األحقاده وهو من أهم بواعث اا مئنان والسكينة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫صال ُح َعنهُ)ه والصيغة وهي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫صالَ ُح بِ ِه َوا ْل ُم َ‬ ‫َانه وا ْل َم َح ُّل َوه َُو‪( :‬ا ْل ُم َ‬‫ــ للصلح ث ثة أركان هي‪ :‬ا ْلعَاقِد ِ‬
‫اب َوا ْلقَبُو ُل)‪.‬‬ ‫يج ُ‬ ‫(ا ِ َ‬
‫ّ‬
‫ــ يشتر في الصلح‪ :‬أهلية المتصالحين بأن يكون كل منهما أه للتعاقده وأا يشتمل الصلح على تحريم‬
‫ح ل أو تحليل حرامه أو على لم أو جوره وأن ا يكون الصلح في حقوق هللا تعالى‪ .‬ومن أرو‬
‫يم ألَنَّ َج َهالَةَ ا ْلبَد َِل تُؤَ دي إِلَى‬ ‫سلِ ِ‬ ‫ح بِهِ أن يكون َم ْعلُوما إِنْ َكانَ ِم َّما يَ ْحتَا ُ إِلَى ا ْلقَ ْب ِ‬
‫ض َوالتَّ ْ‬ ‫صالَ ِ‬ ‫ا ْل ُم َ‬
‫ا ْل ُمنَازَ َع ِةه ويشتر أن يكون الصلح عن ريق ااختيار والتراضي ا عن ريق ا كرا ه و لا ألن‬
‫الصلح عقد والرضا أر في صحة العقود‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ 0‬ــ عرن الصلح لغة واصط حا‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ تحدث عن مشروعية الصلح‪.‬‬
‫‪ 7‬ــ ا كر حكمه والحكمة منه‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ بين أركانه وأرو ه‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الدرس الث ثون‪:‬‬
‫الشهادة‪ :‬تعريفها – مشروعيتها – أقسامها – مراحلها ‪ -‬رفعها‬
‫أوا‪ :‬تعريفها‪:‬‬
‫الشهادة لغة تأتي لمعان منها‪ :‬الح ور وا خبار و قرار والمعاينة والبيانه أما في ااصط ح فهي‪:‬‬
‫إخبار عدل في معين يترافع فيه عند القاضيه ومع أن البينة تطلق على ااعتران وعلي الشهادةه فننه لب‬
‫إ قها على الشهادة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعيتها‪:‬‬
‫الشهادة مشروعة كتابا وسنة وإجماعا‪ :‬ومن أدلة لا قوله تعالى {واستشهدوا أهيدين من رجالكم فنن‬
‫لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء }‪ 72‬وقوله‪{ :‬وأأهدوا وي عدل منكم وأقيموا‬
‫‪74‬‬
‫الشهادة هلل }‪ 73‬وقوله تعالى‪( :‬وأأهدوا إ ا تبايعتم)‬
‫‪75‬‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم‪ { :‬البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه}‬
‫ثالثا‪ :‬أقسامها‪:‬‬
‫تنقسم الشهادة باعتبار موضوعها إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -0‬أهادة بالحقه وهي واجبة ولو كانب على القريب أو الصديق أو لصالح العدو والخصم لقوله‬
‫‪76‬‬
‫تعالى‪ ( :‬وا يجرمنكم أنآن قوم على أن ا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)‬
‫‪ 5‬ــ أهادة بالبا ل والزور مردودة با لة و حرام وقد قرن قول الزور في القرين بعبادة األوثان في‬
‫قوله تعالى {فاجتنبوا الرجس من األوثان واجتنبوا قول الزور}‪ 77‬وثبب في الصحيحين أن أهادة‬
‫الزور من أكبر الكبائر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مراحلها‪:‬‬
‫للشهادة ث ث مراحل هي‪ :‬ا أهاد والتحمل واألداء‪.‬‬
‫ي – ا أهاد وهو لب الشهادةه وحكمه في األصل الندب في ير النكاحه أما النكاح فواجب فيهه‬
‫ومن أدلة مشروعيته قوله تعالى‪{ :‬واستشهدوا أهيدين من رجالكم}‪.78‬‬
‫ب – التحمل وهو تحمل الشهود للشهادةه واألصل فيه أنه فر كفايةه وقد يتعين على الشاهد إن‬
‫ترتب عليه إحقاق حق أو إبطال با ل‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ومن أدلة مشروعية تحمل الشهادة قوله تعالى‪{ :‬وا يأبى الشهداء إ ا ما دعوا} ‪.‬‬
‫– األداء وهو ا د اء بالشهادة أمام القاضيه واألصل فيه أنه فر كفايةه لكنه قد يجب إ ا تعين‬
‫كأن يترتب عليه إحقاق حق أو إبطال با ل‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ومن أدلة مشروعية األداء قوله تعالى‪{ :‬وا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فننه يثم قلبه} ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬رفعها‪:‬‬
‫يختل رفع الشهادة باخت ن المشهود بهه فالمشهود به قد يكون حقا آلدميه وقد يكون حقا هلل تعالى ‪.‬‬
‫‪ – 0‬فنن تعلق األمر بحق اآلدمي فرفع الشاهد أهادته إلى القاضي قبل أن تطلب منه يبطلهاه لكن‬
‫يجب على الشاهد إب غ صاحب الحق‬

‫‪ - 72‬سورة البقرة ‪540‬‬


‫‪ - 73‬الط ق ‪5‬‬
‫‪ 74‬ــ سورة البقرة اآلية’ ‪.280‬‬
‫‪ 75‬ــ رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ - 76‬سورة المائدة ‪9‬‬
‫‪ - 77‬سورة الحج ‪28‬‬
‫‪ - 78‬سورة البقرة ‪280‬‬
‫‪ - 79‬سورة البقرة ‪280‬‬
‫‪ - 80‬سورة البقرة ‪282‬‬
‫‪82‬‬
‫بالشهادة إ ا لم يكن صاحب الحق على علم بقلاه وقد حمل حديث المو ن ومسلم عن زيد بن خالد‬
‫الجهني ( أا أخبركم بخير الشهداء القي يأتي بشهادته قبل أن يسألها) على هقا الوجه‪.‬‬
‫‪ – 2‬أما إ ا تعلق األمر بحق هلل تعالىه فنن كان مما يدوم تحريمه كاستمرار نكاح مطلقة ث ثا أو تملا‬
‫وق عام أو رضاع زوجين قبل الدخوله فننه يجب على الشاهد في هق الحال المبادرة برفع‬
‫أهادته‪ .‬وإن كان الحق المشهود فيه من حقوق هللا التي ينتهي تحريمها بانتهائها كشرب الخمر‬
‫والزنى جاز الرفع والستره والستر أولى في حق ير المجاهر بفسقه‪.‬‬
‫الخ صة‪:‬‬
‫‪ –0‬للشهادة في اللغة عدة معان منها الح ور وا خبار وا قرار والمعاينة‪ ...‬أما في ااصط ح فهي‪:‬‬
‫إخبار عدل في معين يترافع فيه عند القاضي‪.‬‬
‫‪ 5‬ــــ الشهادة مشروعة بالكتاب والسنة وا جماعه قال تعالى‪{ :‬وأأهدوا وي عدل منكم اآلية}ه‬
‫وقال‪( :‬وأأهدوا إ ا تبايعتم) وقال صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬البينة على المدعي واليمين على‬
‫المدعى عليه}‪.‬‬
‫‪ 7‬ـــ تنقسم الشهادة إلى أهادة بالحق والعدل مقبولة معتبرةه وإلى أهادة بالبا ل والزور مردودة‬
‫محرمة‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ للشهادة ث ث مراحل هي‪ :‬ا أهاد والتحمل واألداء‪.‬‬
‫فا أهاد هو لب الشهادةه وحكمه الندب في ير النكاحه أما النكاح فواجبه وتحمل الشهادة ه َُو ا ْل ِعل ُمْ‬
‫وق واألصل فيه أنه فر كفاية وقد يتعين إن ترتب عليه إحقاق حق أو إبطال با له أما‬ ‫ش َه ُد ِب ِه ِمنَ ا ْل ُحقُ ِ‬
‫ِب َما يُ ْ‬
‫أداء الشهادة فهو ا داء بها أمام القاضيه واألصل فيه أنه فر كفايةه وقد يصير فر عين إن ترتب عليه‬
‫إحقاق حق أو إبطال با ل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إ ا تعلق أمر الشهادة بحق آلدميه فرفع الشاهد أهادته إلى القاضي قبل أن تطلب منه يبطلهاه‬
‫لكن يجب عليه إب غ صاحب الحق بالشهادة‪.‬‬
‫أما إ ا تعلق األمر بحق هلل تعالى فنن كان مما يدوم تحريمه ك استمرار نكاح مطلقة ث ثا أو تملا وق‬
‫عام أو رضاع زوجين قبل الدخوله فننه يجب على الشاهد في هق الحال المبادرة برفع أهادته‪ .‬وإن كان الحق‬
‫المشهود فيه من حقوق هللا التي ينتهي تحريمها بانتهائها كشرب الخمر والزنى جاز الرفع والستره والستر‬
‫أولى في حق ير المجاهر بفسقه‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ – 0‬عرن الشهادة لغة واصط حا؟‬
‫‪ – 2‬ا كر بعض النصو الدالة على مشروعيتها‪.‬‬
‫‪ – 3‬ما هي أقسام الشهادة؟‬
‫‪ – 4‬ما مراحل الشهادة؟‬
‫‪ – 5‬بين حاات رفع الشهادة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الدرس الواحد والث ثون‬

‫البينات‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫البينة لغة البرهانه واصط حا الدليل الشرعي القي يرجح وجود دعوى أحد الخصمينه بحيث يحكم له‬
‫بمقت ا ‪.‬‬
‫فهي الحجة والدليل والبرهانه وتطلق على كل ما يبين الحق ويظهر ه فقد تكون البينة إقرارا أو‬
‫أهوداه وقد تكون قرائن وأماراته فكل لا يدخل تحب قول النبي صلي هللا عليه وسلم‪ (:‬البينة علي المدعى)‬
‫وقوله (بينتا أو يمينه)‪.‬‬

‫أنواعها‪:‬‬
‫أوا‪ :‬ا قرار‪:‬‬
‫وهو في اللغة ا ثبات مأخو من القرار وهو السكون والثبوت ألن ا قرار يثبب الحق علي المقر‪ .‬وفي‬
‫الشرع هو اعتران الشخص بحق عليه آلخر‪.‬‬
‫حجية ا قرار‪ :‬هو أقوي األدلة التي تثبب بها الحقوق بدليل قوله تعالى‪(:‬قال ءأقررتم وأخقتم علي الكم‬
‫إصري قالوا أقررنا قال فاأهدوا وأنا معكم من الشهدين) أل عمران اآلية‪.40 :‬‬
‫وفي الحديث ( ا د يا أنيس إلي امرأة هقا فنن اعترفب فا رجمها)‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫وأركان ا قرار أربعة هي‪ :‬المقر‪ -‬والمقر له‪ -‬والمقر به – والصيغة‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ المقر‪ :‬وأر ه أن يكون‪ :‬مكلفا ـ ير محجور عليه‪ -‬مختارا‪ -‬ليس متهما‪.‬‬
‫‪ 2‬المقر له‪ :‬ويشتر فيه أن يكون أه للتملا في الحال أو المآل إ ا كان المقربه ماا‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ الصيغة‪ :‬وتكون بكل ما يدل علي االتزام وااعتران بالحقه ويصح ا قرار باللفص المبهم‬
‫ويطلب من المقر تبيين المراد به فنن لم يبينه حمل على المدلول العرفي‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ المقر به‪ :‬وهو الشيء القي اعترن به المقر للمقر لهه وا يشتر تعيينه فتقبل فيه الجهالةه إ‬
‫ا تؤثر علي صحة ا قراره ويصح ا قرار باللفص المبهمه ويقبل تفسير المقر إن بين المراد من‬
‫لفظهه وإن لم يبين حمل إقرار على المدلول العرفي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشهادة‪:‬‬
‫تنقسم الشهادة باعتبار ما توجبه إلى خمس مراتب‪:‬‬
‫‪ – 0‬الشهادة على ما ا يثبب إا بأربعة عدول وهو أمران فقط‪ :‬الزنى واللوا ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ما ا يثبب إا بعدلين فأكثر وهو كل ما ليس بمال وا يئل إليه كالحدوده والقتل عمدا والنكاح‬
‫والط ق والرجعة‪.....‬‬
‫‪ – 3‬ما يثبب بعدل وامرأتين أو أحدهما مع يمين وهو األموال وما يؤول إليها كالخيار في البيع‬
‫واألجل وال مان والقتل خطأ ألنه يؤول إلى مال‪.‬‬
‫‪ – 4‬ما يثبب بشهادة امرأتين متصفتين بالعدالة دون يمين وهو ما ا يطلع عليه عادة إا النساء‬
‫كالوادة والرضاع واسته ل الصبي والحيض‪....‬‬
‫‪ 5‬ــ أهادة الواحد في باب الخبر في بعض الق ايا كشهادة الطبيب والمترجمه وكشهادة العدل الواحد‬
‫القي يرسله القاضي لقسم الشيء بين أهلهه قال في التحفة‪:‬‬
‫واثنان أولى عند كـــــل ي نظر‪.‬‬ ‫وواحد يجزئ في بـــــاب الخبر‬
‫‪ 6‬ــ أهادة جماعة الصبيان القكور في القتل والجراح فيما بينهم بشر التمييز وااتفاق في صورة‬
‫الشهادة وقبل أن يفترقوا أو يدخل بينهم كبير خشية أن يحرن أهادتهم‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهادة العرن‪:‬‬
‫وتقوم أهادة العرن مقام الشهادة‪:‬‬
‫ومن أمثلتها نكول المدعى عليه عن اليمين‪ :‬وحصول النـزاع بعد أخق الراهن رهنهه أو اانفراد بين‬
‫زوجينه فن ا حصل نزاع بعد الط ق في أأن المهر بين زوجين بعد خلوة ااهتداء فادعب الزوجة أنه حصل‬
‫مسيس وأنكر الزو حلفب واستحقب المهر كام ألن حصول الخلوة أاهد عرن لها‪.‬‬

‫الخ صة‬
‫تطلق البينة في ااصط ح على الدليل الشرعي القي يرجح وجود دعوى أحد الخصمينه بحيث يحكم له‬
‫بمقت ا ه وهي أنواع منها‪:‬‬
‫ــ ا قرار‬
‫المختار بشيء لزمه سواء كان حقا أو ماا‪.‬‬ ‫وهو سيد األدلةه فلو أقر المكل‬
‫ــ أركان ا قرار أربعة هي‪:‬‬
‫‪0‬ــ المقر‪ :‬وأر ه أن يكون مكلفا مختارا ير متهم وا محجور عليه‪.‬‬
‫‪2‬ــ المقر له‪ :‬ويشتر فيه أن يكون أه للتملا حاا أو مآا‪.‬‬
‫‪3‬ــ الصيغة‪ :‬وتكون بكل ما يدل علي ااعتران واالتزام بالحق‪.‬‬
‫‪4‬ــ المقر به‪ :‬وهو الشيء القي اعترن به المقر للمقر له‪.‬‬

‫ــ الشهادة‪ :‬وتنقسم باعتبار ما توجبه إلى سب مراتب‪:‬‬


‫‪ -0‬ما ا يثبب إا بأربعة عدول وهو أمران فقط‪ :‬الزنى واللوا ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما ا يثبب إا بعدلين فأكثر وهو كل ما ليس بمال وا يئل إليه كالحدوده والقتل عمدا والنكاح‬
‫والط ق والرجعة‪.....‬‬
‫‪ -3‬ما يثبب بعدل وامرأتين أو أحدهما مع يمين وهو األموال وما يؤول إليها‪.‬‬
‫‪ -4‬ما يثبب بشهادة امر أتين دون يمين وهو ما ا يطلع عليه عادة إا النساء كالوادة والرضاع‬
‫واسته ل الصبي والحيض‪....‬‬
‫‪ -5‬أهادة الواحد في باب الخبر في بعض الق ايا كشهادة الطبيب إلخ‪.‬‬
‫‪ -6‬أهادة جماعة الصبيان القكور في القتل والجراح فيما بينهم بشر التمييز وااتفاق في صورة‬
‫الشهادة ما لم يفترقوا أو يدخل بينهم كبير خشية أن يحرن أهادتهم‪.‬‬
‫ومن البينات أهادة العرن ومن أمثلتها‪ :‬أخق الراهن للرهن وحصول الخلوة بين الزوجين إن تنازعا في‬
‫المهر‪.‬‬

‫األسئلة‬
‫‪ –0‬عرن البينة لغة واصط حا‪.‬‬
‫‪2‬ـ بعض الحقوق ا يثبب إا بأربعة عدول وبع ها بعدلين وبع ها بعدل وامرأتينه أو أحدهما مع يمين‬
‫وبع ها بامرأتين دون يمين وضح لا‪.‬‬
‫‪3‬ـ ما أركان ا قرار؟ وما الحكم إ ا أقر الشخص بلفص مبهم؟‬
‫‪4‬ـ ا كر أمثلة من أمثلة أهادة العرن‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الدرس الثاني والث ثون‪:‬‬

‫العدالة‪ :‬تعريفها ‪ -‬أرو ها‪ -‬التبريز‪ -‬التعديل‪ -‬التجريح‬


‫أوا‪ :‬تعريفها‪:‬‬
‫ين َوا ْل ُم ُرو َءةه فهي ملكة تحمل‬ ‫واص ِط ِحا‪ِ :‬ه َي التمسا بالد ِ‬ ‫ْ‬ ‫ستِقَا َمةُه‬‫سطُه َواا ْعتِدَا ُل واا ْ‬ ‫الت ََّو ُّ‬ ‫ا ْل َعدَالَةُ ل َغة‬
‫َ‬
‫صغائِ َرها فِي‬ ‫َّ‬
‫ب كبَائِ َر القنوب دَائِماه َويَتقِي َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫زمة التقوى والمروءةه وال َعدْل ه َُو ال ِقي يَ ْجتنِ ُ‬ ‫صاحبها على م‬
‫َح فِي ا ْل ُم ُرو َء ِة قال في التحفة‪:‬‬ ‫ا ْاألَ ْم َر ا ْل ُمبَ َ‬
‫اح الَّ ِقي يَ ْقد ُ‬ ‫ال َغالِبِه َويَتَّقِي أ َ ْي‬
‫الصددددددددد َغائِرا‬
‫ب ّ‬ ‫َويتّقِدددددددددي فدددددددددي اا َ لددددددددد ِ‬ ‫ددددددددب ال َكبَدددددددددائرا‬
‫وال َعددددددددد ْد ُل َمدددددددددنْ يَ ْجتَنِد ُ‬
‫يقدددددددددددح فددددددددددي مددددددددددروءة ا نسددددددددددان‪.‬‬ ‫ومددددددددا أبدددددددديح وهددددددددو فددددددددي العيددددددددان‬

‫ثانيا‪ :‬أرو ها‪:‬‬


‫ا تقبل الشهادة من ير العدله والعدل هو من توفرت فيه جملة أرو هي‪:‬‬
‫‪ – 0‬ا س م ف تقبل أهادة الكافرهوقد أجازها بعض العلماء على الوصية في السفر لمن أدركه‬
‫الموت في ب د الكفر وا مسلم معه‪.‬‬
‫‪ – 2‬الحرية ف تقبل أهادة العبد لنقصه بالرق خ فا للظاهرية‪.‬‬
‫‪ - 3‬البلوغ ف تقبل أهادة الصبي إا على مثله بشرو معروفة‪.‬‬
‫‪ – 4‬العقل ف تقبل أهادة المجنون والمعتو ونحو لا‪.‬‬
‫‪ – 5‬الرأد ف تقبل أهادة المحجور عليه لسفه أو جنون‪.‬‬
‫‪ – 6‬الس مة من الفسقه والفسق يكون بااعتقاد كما يكون بالجارحةه فالفسق بااعتقاد هو‬
‫اانحران في المعت قده ومن أمثلته الخوار القين يكفرون مرتكب الكبيرةه والفسق بالجارحة هو‬
‫ا صرار علي الصغيرةه أو ارتكاب الكبيرة ولو دون إصرار عليها‪.‬‬
‫ب‬ ‫وعرن بعض العلماء الكبيرة بأنها كل‪ ( :‬ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في اآلخرة أو ختم بلعنة أو‬
‫أو نفي إيمان أو نفي دخول جنة)‬
‫‪ – 7‬حفص المروءة‪ :‬و المروءة عرفها ابن عرفة بأنها ( المحافظة على فعل مباح تركه يوجب القم‬
‫عرفاه وعلى ترك مباح فعله يوجب القم عرفا)‬
‫ثالثا‪ :‬التبريز‪:‬‬
‫المبرز بالكسر هو من فاق أقرانهه مأخو من برز الفرس عن الخيل إ ا سبقها‪ .‬فالمبرز من فاق أقرانه‬
‫عدالة وورعا‪.‬‬
‫فكل مبرز عدل وما كل عدل مبرزا‪ .‬وعليه تقبل أهادة المبرز في مسائل ا تقبل فيها أهادة العدل‪ .‬وا‬
‫يقدح في المبرز إا بقليل من القوادحه بينما يقدح في العدل ير المبرز بجميع القوادح‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التعديل‪:‬‬
‫التعديل هو أهادة مبرز لشخص بالعدالة‪.‬‬
‫ويسمى التعديل تزكيةه وهي تزكية الشهود أي تعديلهم‪.‬‬
‫و تشتر في المزكي (بالكسر) – زيادة علي أرو العدالة أرو عدة منها‪:‬‬
‫‪ -0‬أن يكون رج ه فليس للنساء أن يعدلن‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون هقا المزكي معروفا بالتبريز عند القاضي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون عالما بما تصح به الشهادة وبما يسقطها‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون فطنا ا يغتر بظواهر األمور‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون خالط المز َكى (بالفتح) مخالطة تخول له الحكم عليه‪.‬‬
‫‪ -6‬أن تكون التزكية بلفص‪ ( :‬أأهد أن ف نا عدل رضى) ف تقبل بغير هق الصيغة‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫كفايةه وقد يكون واجبا إ ا ترتب عليه إحقاق حق أو إبطــال با ــل‪.‬‬ ‫واألصل في التعديل أنه فر‬

‫خامسا‪ :‬التجريح‪:‬‬
‫وهو أهادة عدلين على حصول قادح في دين أو عر أخص ما‪.‬‬
‫‪ -‬واألصل فيه أنه فر كفايةه وقد يكون واجباه و لا إ ا ترتب عليه إحقاق حق أو إبطال با ل‪.‬‬
‫‪ -‬وا يقبل التجريح قبل توفر الشرو التالية‪:‬‬
‫‪ - 0‬كر الجرحةه ف يكفي مث ‪ :‬ف ن مردود الشهادةه بل ابد من تبيين وجه لاه ألنه قد‬
‫يكون جرحة عند قوم ما ليس بجرحة أرعا‪.‬‬
‫‪ – 2‬كر تاريخ ارتكاب الجرحة ألنه قد يتوب بعد لا‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يشهد على لا عدان‪.‬‬

‫والقوادح أو المجرحات كثيرة منها‪:‬‬


‫‪ - 0‬القرابة ف تقبل أهادة القريب لقريبه وتقبل عليه‪.‬‬
‫‪ – 2‬العداوة ف تقبل أهادة العدو على عدو وتقبل له‪.‬‬
‫‪ – 3‬جر النفع ف تقبل الشهادة إ ا كان الشاهد يجر بها نفعا لنفسه‪.‬‬
‫‪ – 4‬دفع ال ر ف تقبل الشهادة إ ا كان الشاهد يدفع بها ضررا عن نفسه‪.‬‬
‫‪ – 5‬أهادة من يأخق الرأوة أو يدفعها‪.‬‬
‫‪ – 6‬الحر على الشهادة كرفعها إلى القاضي قبل أن يطلبها من الشاهد‪.‬‬
‫‪ – 7‬أهادة المنفق عليه للمنفق‪.‬‬
‫‪ – 8‬أهادة من تكرر منه الحل بط ق ونحو ألن لا من أيمان الفساق‬
‫‪ – 9‬الركون للظالمين أو الفسقة أو اانتفاع بما علم صبه أو سرقته‪.‬‬
‫‪01‬ـ التساهل في أمر من أمور الدين كالص ة أو الطهارة أو الصوم أو نحو لا‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫ين َوا ْل ُم ُرو َءةه فهي ملكة تحمل صاحبها على م زمة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫ــ العدالة هي‪ :‬التمسا بالد ِ‬
‫ــ أرو العدالة هي ا س م والتكلي والحرية والس مة من الفسق والسفه والتغفيله وا تقبل الشهادة‬
‫من ير العدله والعدل هو من توفرت فيه أرو العدالة‪.‬‬
‫ــ تقبل أهادة المبرز في أمور ا تق بل فيها أهادة العدل ير المبرزه والمبرز عدل مع زيادة علم وورع‪.‬‬
‫فكل مبرز عدل وما كل عدل مبرزا‪.‬‬
‫ــ التعديل هو أهادة مبرز لشخص بالعدالةه واألصل فيه أنه فر كفاية وقد يكون فر عين‪.‬‬
‫ــ من أرو المزكي أن يكون رج ه فطناه معروفا بالتبريز عند القاضيه عالما بما تصح به الشهادة‬
‫وبما يسقطهاه يعرن المزكى معرفة تخول له الحكم عليهه وأن تكون صيغة تزكيته (أأهد أن ف نا‬
‫عدل رضى)‪.‬‬
‫ــ والتجريح هو الشهادة بحصول قادح في الدين أو العر ه واألصل فيه أنه فر كفايةه وقد يكون‬
‫واجباه وا بد فيه من كر الجرحة وتحديد تاريخها وثبوت لا أرعا‪.‬‬
‫ــ والقوادح أو الجرحات كثيرةه منها‪ :‬القرابة والعداوةه وجر النفع ودفع ال ره وأخق الرأوة أو دفعهاه‬
‫والحر على أداء الشهادةه والركون للظالمينه والتساهل في أمور الدينه والحل بأيمان الفساق‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ -0‬عرن العدالة لغة واصط حا‪.‬‬
‫‪ -2‬ا كر أرو العدالة‪.‬‬
‫‪ -3‬من المبرز؟ وما الفرق بين أهادة العدل وأهادة المبرز؟‬
‫‪ -4‬ما المقصود بالتعديل والتجريح؟‬
‫‪87‬‬
‫الدرس الثالث والث ثون‪:‬‬

‫الحقوق المتعلقة بالتركة قبل القسم‬


‫التركة‪:‬‬ ‫أوا‪ :‬تعري‬
‫التركة اصط حا‪ :‬ما تركه ا نسان بعد موته من المال‪َ ,‬وا ْل َج ْم ُع تَ ِر َكاتٌ ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعيتها‪:‬‬
‫لق َك ِر ِم ْث ُل َحص ْاألُ ْنثَيَ ْي ِن ‪...‬اآلية) ( )ه وقال صلى هللا‬
‫‪81‬‬ ‫هللاُ ِفي أَ ْو َا ِد ُك ْم ِل َّ‬
‫وصي ُك ُم َّ‬
‫األصل فيها قوله تعالى‪( :‬يُ ِ‬
‫عليه وسلم‪:‬‬
‫‪82‬‬
‫(الكفن من جميع المال) ( )‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الحقوق المتعلقة بالتركة قبل القسم‪:‬‬


‫‪ -‬الحقوق المتعلقة بالتركة قبل التقسيم تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ ) 0‬ما هو ثابب قبل الموت وهو متفرع إلى ما يلي‪:‬‬
‫أ ـ الحق العيني وهو ما ثبب قبل الموت وتعلق بعين من التركة‪.‬‬
‫ب ـ الدين العادي وهو ما ثبب قبل الموت وتعلق بالقمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما هو ثابب بالموت وهو متفرع إلى ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ما هو حق للميب وهو مؤن التجهيز وهو ثابب بالموت للميب نفسه‪.‬‬
‫ب ـ ما هو ثابب لغير الميب بسبب منه وهو الوصايا‪.‬‬
‫وتخر هق الحقوق من التركة حسب الترتيب التالي إ ا ضاق المال‬
‫عن استيعابهاه أما إ ا وسعها‬
‫المال فيعطى كل ي حق حقه من ير تكل ترتيب‪:‬‬
‫‪ - 0‬الحقوق العينية‪ :‬ومعناها أنها تتعلق بعين أي ات معينة‬
‫من التركةه فتلا القات يقدم فيها لا الحق حتى يستوفى كام قبل أي أيء يخر‪ .‬مثل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق المرتهن في الرهنه فلو رهن أخص دارا في‬
‫مبلغ مطالب به ومات قبل سداد ه فالدار تعلق بها حق للغير‬
‫وهو مقدم فيها‪.‬‬
‫ب ـ سلعة المفلس‪ :‬فن ا بعب من أخص ب اعة ولم يعطا‬
‫الثمن ومات فأنب أحق بب اعتا لتعلق حقا بها قبل‬
‫موت المفلس‪.‬‬
‫ـ األضحية بعد القبحه فقد تعينب وا يجوز بيع أي جزء‬
‫منها ولو لتكفين الميبه فلو مات قبل بحها لما كانب من‬
‫الحقوق العينية‪.‬‬
‫د ـ الدار التي تسكنها المعتـدةه ف يح ق للورثة استـردادها ولو لتكفين الميب‪.‬‬
‫هــ الهدي بعد تقليد والغنم بعد سوقها‪.‬‬
‫‪ - 2‬مؤن التجهيز‪ :‬من ترك ماا باقيا عن الحقوق العينية المتقدمةه فأول ما يلزم فيه حقوق الميبه‬
‫و لا كأجرة الغسل والحماله والحفار وأراء القبر إن احتيم له وثمن الكفن والحنو والقطنه وكل لا‬
‫بالمعرون وبحسب حال الميب من فقر و نى‪.‬‬

‫‪ 81‬ـ سورة النساء اآلية‪ 00 :‬ـ ‪.12‬‬


‫‪ 82‬ـ أبو داود والدارمي ووقفا ‪ ,‬وفي صحيح البخاري باب الكفن من جميع المال‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ - 3‬الديون العادية‪ :‬أعني أن الحق الثالث في التركة هو الديون الثابتة التي ا تتعلق بعين‪.‬‬
‫وتقدم ديون العباد على الحقوق المتمح ة هلل تعالى كالكفارات والنقور والزكاة إ ا كان المال ا يسع‬
‫الجميع‪.‬‬
‫‪ - 4‬الوصية‪ :‬وا تم ي إا في ثلث الباقي بعد هق الحقوق‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫الحقوق المتعلقة بالتركة إما أن تكون حقا ثابتا قبل الموته وهقا إن تعلق بعين فهو الحقوق العينيةه‬
‫وإن تعلق بالقمة فهو الدين‪ .‬وإما أن تكون الحقوق ثابتة بالموته وهق إن كانب حقا للميب فهي مؤن‬
‫التجهيزه وإن كانب حقا لغير بسببه فهي الوصية‪.‬‬
‫وهق الحقوق تؤخق من التركة على الترتيب بحيث ا يوصل إلى الثاني إا إ ا ف ل مال عن األوله‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫الحقوق العينيةه فمؤن التجهيزه فالدين الثاببه فالوصية في الثلث‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ عرن التركة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ كم هي الحقوق المتعلقة بالتركة قبل القسم؟ ا كر أمثلة منها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ا كر هق الحقوق حسب الترتيب في األولوية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ما الحقوق الثابتة قبل الموت؟ وما الثابتة بسبب الموت؟‬

‫‪89‬‬
‫الدرس الرابع والث ثون‬

‫أسباب ا رث وموانعه‬
‫أوا‪ :‬التعري ‪:‬‬
‫األسباب جمع سبب وهو لغة الحبل والموصل بين أيئينه واصط حا‪:‬‬
‫(ما يلزم من وجود الوجود ومن عدمه العدم) أي أن السبب يؤثر في‬
‫المسبب إيجابا وسلبا‪.‬‬
‫فعند انعدام السبب يمتنع ا رث وعند وجود يوجد ا رث‪.‬‬
‫وموانع ا رث جمع ما نع وهو لغة‪ :‬الحاجزه واصط حا‪( :‬ما يلزم من وجود العدمه وا يلزم من عدمه‬
‫أيء) والمانع إ ا وجد منع أي حجز ا رثه وإ ا عدم ا يلزم من لا وجود لمرث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشروعية‪:‬‬
‫قال تعالى { ولكم نص ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فنن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من‬
‫بعد وصية يوصين بها أو دين }(‪ )83‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬الواء لحمة كلحمة النسب ا يباع وا‬
‫يوهب)(‪ )84‬وقال (‪...‬وأنا مولى من ا مولى له أرث ما له وأفا عانه)(‪ )85‬وإنما يرث رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم باسم المسلمين‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬
‫وقال (القاتل ا يرث)( ) وقال أي ا ( ا يرث المسلم الكـافر وا الـكافر المسلم )( )‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب ا رث وموانعه‪:‬‬


‫أ ‪ -‬األسباب وهي أربعة‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ النكاح وهو سبب متفق عليهه ويرث به كل من الزوجين اآلخر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القرابة وهي سبب متفق عليه يرث بها أكثر الورثة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الواء وهو ع قة بين المعتق والمعتق وا خ ن في أن المعتق (بالكسر) من عصبة المعتق‬
‫(بالفتح) قال صلى هللا عليه وسلم ‪ (:‬الواء لحمـة كلحـمة النسب ا يباع وا يوهب) فمن أعتق رقبة‬
‫كان له واؤها فن ا مات المعتق (بالفتح) ه وليس له وارث من النسب كان الوارث هو المعتق‬
‫(بالكسر) أو ورثته‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ بيب المال ‪ :‬فهو وارث من ا وارث له ويعني لا أن من لم يوجد له وارث خا به كان إرثه لجميع‬
‫المسلمين ‪ .‬ودليل لا قوله عليه الص ة والس م‪ ( :‬أنا وارث من ا وارث له أعقل عنه وأرثه) (‪.)88‬‬
‫ب ‪ -‬الموانع وهي سبعة‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ القتل عمدا عدوانا‪ :‬ف يرث القاتل المقتول ألن من استعجل أيئا قبل أوانه عوقب بحرمانهه وألن‬
‫القاتل تسبب في إه ك المقتول ف يعقل أن يكون المقتول سببا في حصول القاتل على نعمة وهي‬
‫الماله قال عليه الص ة والس م‪( :‬ا يرث القاتل) (‪ .)89‬فنن كان القتل خطأ ورث القاتل من ير الديةه‬
‫ويرث إن كان القتل على وجه أرعي كتنفيق حكم أرعي عليه بالقتله والقاتل في هق الحالة هو‬
‫الشرع‪.‬‬

‫‪ -83‬النساء‪02‬‬
‫‪ -84‬رواه ابن حبان والحاكم وصححه وفي الموطإ‪ ( :‬الوالء نسب ثابت)‬

‫‪ - 85‬رواه النسائي ـ عانه‪ :‬العاني هو األسير‪.‬‬


‫‪ - 86‬رواه الترمذي وابن ماجه‬
‫‪ - 87‬متفق عليه‬
‫‪ - 88‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ -89‬رواه الترمذي وابن ماجه‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ 2‬ـ الرق (إن وجد)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اخت ن الدين هفالولد الكافر ا يرث أبا المسلمه والزو المسلم ا يرث زوجته الكتابية ألن سبب‬
‫الميراث المناصرة والواءه ول يسب بين كافر ومؤمن مناصرة وا واءه قال عليه الص ة والس م‪( :‬ا‬
‫يرث المسلم الكافر وا الكافر المسلم) المو أ والصحيحان‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الشا في أسبقية الموته أي الشا في أي المتوارثين بقي حيا بعد اآلخره لا أن من أرو الميراث‬
‫تحقق حياة الوارث بعد موت الموروث‪.‬‬
‫فلو توفي أخصان يتوارثان ولم يدر أيهما بقي حيا بعد اآلخر لم يتوارثا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ عدم حياة الولد عند الوادةه فن ا كان في التركة حمل وقفب حتى يتحقق من حياته وجنسه وعدد ‪.‬‬
‫ويحكم للمولود بالحياة إن صرخ عند الوادة أو بكى أو عطس أو نحو لاه ولو مات بعد لاه فنن لم‬
‫يحصل أيء من لا لم يرث ألن الميراث ا يبنى إا على يقين‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ولد اللعان‪ :‬فن ا ت عن الزوجان نفي نسب اابن عن األب ولم يبق له إا جهة األمه ف يرث وا يورث‬
‫إا منهاه فيرث األم وا خوة على أنهم إخوة ألم فقطه إا التوأم فهو أقيق فيرثه بالتعصيب كالشقيق‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ولد الزنى ف يرث وا يورث إا من جهة األم ألن الشرع ينفي وجود األبوة عنهه وا يرث من إخوته‬
‫إا على أنهم إخوة ألم وتوأمه أخ ألم فقط‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫لمرث أسباب تؤدي إليه وموانع تمنع منه‪.‬‬
‫وأسباب ا رث أربعة هي‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ النكاح إ ا كان عقد صحيحا أو مختلفا فيه وكانب الزوجية مستمرةه بل ولو وقع الط ق وكانب‬
‫الزوجة ما تزال في العدة والط ق رجعي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القرابة وبها يرث أكثر الورثة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الواء وبه يرث المعتق (بالكسر) المعتق (بالفتح) عند انعدام ورثته من القرابة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ بيب المال فمن ا وارث له فوارثه بيب المال‪.‬‬

‫وموانع ا رث سبعة‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ القتل عمدا عدوانا ‪.‬‬
‫وأما القتل خطأ فيرث فيه القاتل من ير الدية‪ .‬ويرث القاتل بموجب أرعي كالقصا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الرق‪ :‬فالعبد ا يرث وا يورث( إ ا ثبب أرعا أن عليه الرق)‬
‫‪ 3‬ـ اخت ن الدين ف يتوارث أهل ملتين قال عليه الص ة والس م‪ ( :‬ا يرث المسلم الكافر وا الكافر‬
‫المسلم)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الشا في أسبقية الموت ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ولد اللعان ف يرث وا يورث إا من جهة األمه وهو وتوأمه أخوان أقيقان‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ولد الزنىه مقطوع النسب من جهة األب ف يرث إا من جهة أمه وهو وتوأمه يتوارثان كنخوة ألم‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ عدم حياة المولود حال الوادةه مانع من إرثه‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ - 0‬عرن السبب والمانع لغة وأرعاه وبين أسباب ا رث وموانعه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ هل يتوارث الزوجان بعد حصول الط ق؟ وكي لا؟‬
‫‪ 3‬ـ متى يقع ا رث بالواء؟‬
‫‪ 4‬ـ بين موانع ا رث‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ لما ا يعد ااخت ن في الدين من موانع الميراث؟‬
‫‪ 6‬ـ ما الفرق بين توأمي اللعان والزنى؟‬
‫‪ 7‬ـ لما ا يمنع القاتل عمدا عدوانا من ا رث؟‬

‫‪90‬‬
‫الدرس الخامس والث ثون‪:‬‬

‫أصحاب الفرو‬
‫عند ما تق ى الحقوق المتعلقة بالتركة على الترتيب السابقه فنن الورثة يرثون الباقي إن توفر سبب‬
‫من أسباب ا رث وانتفب جميع موانعهه وينقسم الورثة إلى قسمين هما‪ :‬أهل الفرو والعصبة‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الفر‬ ‫أوا‪ :‬تعري‬


‫‪90‬‬
‫الفر لغة النصيب المحدده قال تعالى‪ ( :‬وقد فرضتم لهن فري ة) ( )‪.‬‬
‫وأرعا‪ :‬هو النصيب المحدد أرعا القي ا ينقص إا بالعو ل وا يزيد إا بالرد عند من يقول به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشروعية‪:‬‬
‫قال تعالى‪ :‬في سورة النساء‬

‫ثالثا ‪ :‬النصيب الموروث فرضا من التركة‪:‬‬


‫ـ النص ‪0/2‬‬
‫ـ الربع ‪0/4‬‬
‫ـ الثمن ‪0/8‬‬
‫ـ الثلثان ‪2/3‬‬
‫ـ الثلث ‪0/3‬‬
‫ـ السدس ‪0/6‬‬
‫ف يوجد وارث فرضا إا ونصيبه واحد من هق النسب السبه وإليا تفصيل لا‪.‬‬
‫ينقسم أصحاب الفرو إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ - 90‬البقرة ‪.235‬‬
‫‪92‬‬
‫السببية وهما‪:‬‬ ‫ي‪ -‬أصحاب الفرو‬
‫‪0‬ـ الزو ‪ :‬وهو ممن ا يحجبون حجب حرمانه وله في ا رث حالتان‪:‬‬
‫أ ـ النص فرضا ونرثه عند عدم وجود فرع وارث للزوجة (ا لفرع الوارث هو األبناء والبنات وبنو‬
‫وبنات األبناء)‬
‫ب ـ الربع فرضا وبرثه عند وجود فرع وارث للزوجة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الزوجة‪ :‬وهي ممن ا يحجب حجب حرمانه ولها في ا رث حالتان ‪:‬‬
‫أ ـ الربع فرضا وترثه أو ي رثنه عند عدم وجود فرع وارث للزو ه ويشتركن فيه إن تعددن‪.‬‬
‫ب ـ الثمن فرضا لها أو لهن عند وجود فرع وارث للزو مطلقا‪.‬‬
‫النسبية وهم‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬أصحاب الفرو‬
‫‪ 0‬ـ البنب وهي ممن ا يحجب وا تسقط من الميراثه ولها ث ث حاات‬
‫في الميراث هي‪:‬‬
‫أ ـ النص عند انفرادها وعدم وجود ابن معها‪.‬‬
‫ب ـ الثلثان عند تعددهن وحدهن دون األبناء‪.‬‬
‫ـ ا رث بالتعصيب‪ :‬للقكر مثل حص األنثيين إ ا كان معها ابن واحد‬
‫أو أكثر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بنب اابنه وقد تحجب وقد تسقطه ولها أربع حاات‪:‬‬
‫أ ـ عند انعدام األواد المباأرين أو البنات المباأراته فتعامل معاملة‬
‫البنب في أحوالها الث ثة السابقة‪.‬‬
‫ب ـ السدس فرضا لها أو لهن‪ :‬أي بنات اابن و لا مع وجود بنب‬
‫واحدةه تكملة للثلثينه ألن نصيب البنات ا يزيد على الثلثين‪.‬‬
‫ـ تحجب من ا رث عند وجود بنتين فأكثر‪.‬‬
‫د ‪ -‬قد ترث تعصيبا من الثلث الباقي بعد البنتين إن وجد معها‬
‫كر مساو لها أو أسفل منها {للقكر مثل حص األنثيين}‬
‫‪ 3‬ـ األب وهو ممن ا يحجب وا يسقط لعدم وجود واسطة دونهه‬
‫وله ث ثة أحوال‪:‬‬
‫أـ السدس فرضا عند وجود ابن وارث مباأرا كان أو ير مباأر‪.‬‬
‫ب ـ السدس فرضا والباقي تعصيبا عند وجود بنب وارثة‬
‫ولو ير مباأرة أو بنات‪.‬‬
‫ـ يرث ثلثي الباقي بعد أحد الزوجين إ ا انحصر الورثة في‬
‫األبوين مع أحد الزوجين (الغراوان)‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ األم وهي ممن ا يحجب حجب حرمان وا تسقط لعدم وجود واسطة بينها وبين الميبه ولها ث ثة‬
‫أحوال‪.‬‬
‫أ‪ -‬الثلث فرضا عند عدم وجود فرع وارث مطلقاه وعدم تعدد ا خوة مطلقا أي ا يوجد للميب اثنان من‬
‫ا خوة مطلقا أأقاء أو ألبه أو ألمه كورا أو إناثا‪.‬‬
‫ب ـ السدس فرضا عند فقد أحد الشر ين السابقين‪ :‬أي وجود فرع‬
‫وارث كرا أو أنثى مباأرا أو ير مباأره أو اثنين من ا خوة فأكثره‬
‫ولو لم يرثوا لوجود األب مث ه فنن األم تنتقل إلى السدس‪.‬‬

‫ـ ثلث الباقي عن ي الفر ه و لا إ ا انحصر الورثة في أحد الزوجين مع األبوينه فنن أحد‬
‫الزوجين يأخق فرضهه والباقي ثلثه لألم وثلثا لألبه وهما الغراوان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ األخب الشقيقة‪ :‬وألن بينها وبين الميب واسطة يمكن أن تحجب أو تسقطه ولها خمسة أحوال‪:‬‬
‫أ ـ النص فرضا‪ :‬و لا عند عدم وجود ا خوة األأقاء أو األب أو الجد أو الولد أو ولد اابن‪.‬‬
‫ب ـ الثلثان فرضا‪ :‬ل ثنتين فما فوق عند انعدام من كر سابقا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫فروضهم والباقي بين ا خوة‬ ‫‪ -‬تعصيبا بالغير و لا عند وجود األخ الشقيقه فيأخق أهل الفرو‬
‫(للقكر مثل حص األنثيين)‪.‬‬
‫د ـ تعصيبا مع الغير عند وجود األخوات مع البنب أو البناته وهقا التعصيب يختل عن األوله حيث هي‬
‫هنا تأخق ما بقي عن أصحاب الفرو ‪ :‬البنات و يرهن‪.‬‬
‫هـ ـ أن تحجب ف ترث أيئاه و لا لوجود األب أو اابن ولو ير مباأره فك هما يمنع األخب الشقيقة‬
‫مطلقا من ا رث‪.‬‬
‫‪ -6‬األخب ألب ولها أحوال ترث في بع هاه وقد تحجبه‬
‫وقد تسقطه وتفصيل لا كاآلتي‪:‬‬
‫ـ عند عدم ا خوة األأقاء مطلقا‪:‬‬
‫أ ـ فهي في هق الحالة تنـزل منـزلة الشقيقة‪.‬‬
‫ب ـ الثلثان عند تعددهن وحدهن أو النص عند انفرادها‪.‬‬
‫ـ التعصيب بالغير عند وجود األخ المساوي لها‪.‬‬
‫د ـ التعصيب مع الغير مع البنب أو بنب اابن ولو تعددن‪.‬‬
‫ـ مع وجود الشقيقات ولها األحوال اآلتية‪:‬‬
‫أ ـ السدس فرضا لألخب من األب الواحدة فأكثر مع أقيقة واحدةه‬
‫و لا تكملة للثلثين‪.‬‬
‫ب ـ السقو من الفر مع الشقيقتين فأكثره وقد ترث تعصيبا إن كان معها أخ من أبه فنن لم يكن لم‬
‫ترث ا بالفر وا بالتعصيب‪.‬‬
‫ـ الحجب‪ :‬أي المنع من ا رث لألخب بل لمخوة من األب جميعا باابن الوارث ولو ير مباأر وباألب‬
‫واألخ الشقيق‪ .‬والشقيقة الوارثة بالتعصيب مع الغير‪.‬‬
‫‪ - 7‬األخ أو ا خوة ألم وهم ممن يحجبونه لا أن من أدلى بواسطة منع من ا رث عند وجود تلا‬
‫الواسطة فهق قاعدة عامة من قواعد ا رثه وقد أق ا خوة ألم عنهاه فهم يرثون مع وجود األم‬
‫التي يدلون بهاه كما أن القكر منهم يستوي مع األنثى إن قسم الثلث بينهمه والقاعدة أنه للقكر مثل‬
‫حص األنثيينه أما هنا فللقكر مثل حص األنثىه كما أنهم يحجبون األم من الثلث إلى السدس مع‬
‫وجود األب أو الجد اللقين يحجبانهم‪.‬‬
‫ولألخ من األم ث ثة أحوال‪:‬‬
‫أـ السدس فرضاه وهو للواحد رج كان أو امرأة عند عدم وجود األصل أو الفرع الوارثين‪.‬‬
‫ب ـ الثلث إن تعددواه ويقسم بينهم على السوية للقكر مثل حص األنثى‪.‬‬
‫ـ الحجب أي المنع من ا رث مطلقا و لا بوجود الفرع أو األصل الوارث‪.‬‬
‫‪ - 8‬الجدة وا يرث من الجدات إا صنفان‪ :‬الجدة من األم وإن علب والجدة من األب وإن علب ولها‬
‫حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬ترث السدس فرضاه وأيتهما انفردت كان لها وتشتركان فيه‬
‫في حالتين‪:‬‬
‫ـ إن تساوتا في الدرجة من الميب‪.‬‬
‫ـ إن كانب الجدة من األم أبعد و التي من األب أقرب درجة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الحجب ف ترث أيئا بوجود هؤاء وهم‪:‬‬
‫‪ - 0‬األب ويحجب أمه فقط‬
‫‪ -2‬األم وتحجب الجدة مطلقا‬
‫‪ - 3‬جدة قربى من جهة األم تحجب البعدى من جهة األب‪.‬‬
‫‪ - 9‬الجد‪ :‬وا يرث مع وجود األبه وله أحوال بع ها يشبه أحوال األب‪.‬‬
‫وتفصيل لا كاآلتي‪:‬‬
‫أوا‪ :‬عند عدم ا خوة‪ :‬أأقاء أو ألبه فهو بمنـزلة األب‪.‬‬
‫أ‪ -‬السدس فرضا عند وجود ابن وارث‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫ب ‪ -‬السدس فرضا والباقي تعصيبا عند وجود أنثى وارثة‪.‬‬
‫‪ -‬التعصيب عند عدم الولد مطلقا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجد مع ا خوة‪:‬‬
‫وعند وجود الجد و ا خوة األأقاء أو ألب أو هما معا فهناك حالتان‪:‬‬
‫‪ -‬األولى وجود هما أي الجد وا خوة دون صاحب فر ه‬
‫وفي هق الحالة فالجد يأخق األف ل من‪:‬‬
‫ـ المقاسمة لمخوة كواحد منهم‪.‬‬
‫ـ أخق الثلث‪.‬‬
‫والمقاسمة أف ل للجد إن كان مع أقل من أخوين أو أربع أخوات‬
‫والثلث أف ل للجد إن كان مع أكثر من أخوين أو أربع أخوات‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية وجود الجد وا خوة مع ي فر ‪:‬‬
‫ففي هق الحالة يأخق صاحب الفر فرضهه ويخير الجد بعد لا‬
‫في واحد من ث ثة‪:‬‬
‫‪ -‬المقاسمة مع ا خوة للباقي‪.‬‬
‫‪ -‬ثلث الباقي ‪.‬‬
‫‪ -‬السدس من التركةه وا ينقص نصيبه عن السدس مهما كان‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬
‫وحالتهم مع العصبة‪... :‬‬ ‫يلخص الجدول التالي أنصبة أهل الفرو‬

‫حجب الميراث‬ ‫أر ميراث النصيب‬ ‫ورثة النص‬


‫ا يحجب أبدا حجب حرمان‬ ‫عند عدم فرع وارث مطلقا‬ ‫الزو‬
‫ا تحجب أبدا حجب حرمان‬ ‫مع عدم بنب أخرى أو ابن‬ ‫البنب‬
‫باابن حرمانا والبنب حجب نقصان‬ ‫مع عدم اابن المباأر مطلقا‬ ‫بنب اابن‬

‫إ ا لم يكن معها ولد كر أو أنثى أو باابن وابنه والبنب واألب‬ ‫الشقيقة‬


‫أب‬
‫أو جد أو أخ أقيق‬
‫باابن والشقيق واألب‬ ‫عند اانفراد عن ا خوة المساوين‬ ‫األخب ألب‬
‫وعن األخب الشقيقة واألب‬
‫حجب الميراث‬ ‫أرو ميراث النصيب‬ ‫ورثة الربع‪:‬‬
‫ا يحجب أبدا حجب حرمان‬ ‫عند وجود الفرع الوارث مطلقا‬ ‫الزو‬
‫ا يحجبن حجب حرمان‬ ‫عند عدم الفرع الوارث مطلقا‬ ‫الزوجة أو الزوجات‬
‫حجب الميراث‬ ‫أرو ميراث النصيب‬ ‫ورثة الثمن‪:‬‬
‫ا يحجبن حجب حرمان‬ ‫عند وجود الفرع الوارث مطلقا‬ ‫الزوجة‬
‫أو الزوجات‬
‫حجب الميراث‬ ‫أر ميراث النصيب‬ ‫ورثة الثلثين‪:‬‬
‫عند تعددهن وعدم وجود اابن ا يحجبن أبدا حجب حرمان‬ ‫البنتان فأكثر‬
‫المساوي لهن‬
‫عند عدم الولد المباأر وعدم اابن فقط‬ ‫بنتا ا بن فأكثر‬
‫المساوي لهن‬
‫عند تعددهن وعدم الشقيق وعدم باابن وابنه والبنب واألب‬ ‫الشقيقتان فأكثر‬
‫وجود األصل أو الفرع الوارث‬
‫‪95‬‬
‫عند تعددهنه وعدم معصبه وعدم باابن وابنه والبنب واألب‬ ‫األختان ألب‬
‫واألأقاء‬ ‫حاجب مطلقا وانعدام األأقاء‬
‫حجب الميراث‬ ‫أر ميراث النصيب‬ ‫ورثة الثلث‪:‬‬
‫عند عدم الفرع مطلقاه وعدم تعدد ا تحجب أبدا حجب حرمان‬ ‫األم‬
‫ا خوة مطلقا‬
‫عند تعددهم من اثنين فأكثر رجاا باألصل أو الفرع الوارث‬ ‫ا خوة ألم‬
‫أو نساء أو هما معا ( للقكر مثل حص‬
‫األنثى)‬
‫عند وجود مع ا خوة وعدم وجود يحجب باألب‪.‬‬ ‫الجد‬
‫األب وصاحب فر‬
‫حجب الميراث‬ ‫أر ميراث النصيب‬ ‫ورثة السدس‬
‫عند وجود اابنه أو البنب ولو ير ا يحجب أبدا حجب حرمان‬ ‫األب‬
‫مباأرين إ ا كانا وارثين‬
‫عند وجود الفرع الوارث مطلقا أو ا تحجب أبدا حجب حرمان‬ ‫األم‬
‫اثنين من ا خوة مطلقا‬
‫عند وجود بنب واحدةه وعدم ابن باألصل أو الفرع الوارث‬ ‫بنب اابن‬
‫مساو لها‬
‫باابن وابنه والبنب واألب‬ ‫األخ أو األخب من عند وجود أحدهما وحد‬
‫واألأقاء‬ ‫أم‬
‫مع اابن وإ ا ورث الجد ف يأخق األب فقط‬ ‫الجد‬
‫أقل من السدس‬
‫مع الشقيقة الواحدةه وعدم األخ تقدم‬ ‫األخب ألب‬
‫المساوي‬
‫‪ -0‬األم مطلقا‬ ‫عند عدم الحجب‬ ‫الجدة‬
‫‪ -‬الجدة‬
‫‪ -‬القربى من جهة األم‬
‫تحجب البعدى من‬
‫جهة األب‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ -0‬كم حاات الزوجة في الميراث؟ وما الدليل علي لا؟ مثل لما تقول‪.‬‬
‫‪ -2‬متى تحجب بنب اابن أو ابن اابن؟‬
‫‪ -3‬بم يمتاز ا خوة من أم عن يرهم ؟‬
‫‪ -4‬ما حاات األخب من أب؟ ومتى يحجب األخوة من األب؟‬
‫‪ - 5‬وزع الفري ة اآلتية‪ :‬مات رجل وترك‪ :‬زوجتين وبنتاه وأقيقة‪.‬‬
‫‪ - 6‬متى تحجب الجدة؟‬
‫‪ - 7‬كم أحوال الجدة؟‬
‫تمارين‪:‬‬
‫من ترك زوجة و بنتين وبنب ابنه وابن ابن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تركب زوجا وبنتاه وبنب ابن وأقيقة وأخا ألب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تركب ث ث بنات ابن وزوجاه وأماه وأخوين امه وجدا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تركب زوجاه وأما وبنتاه وأقيقة وأختا ألب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪96‬‬
‫الدرس السادس والث ثون‪:‬‬
‫العصبة‬
‫أوا‪ :‬التعري ‪:‬‬
‫العصبة هم قوم الرجل القين يتعصبون لهه وتطلق العصبة في باب الفرائض على الورثة القين ليس لهم‬
‫نصيب محدد في التركة‪.‬‬
‫واصط حا‪ :‬العاصب هو الوارث القي يأخق كل المال عند اانفراد أو ما بقي عن أصحاب الفرو إن‬
‫كانواه ومن خ ل التعري ن حص أن العاصب في ا رث له ث ثة أحوال‪.‬‬
‫أ‪ -‬أن يرث جميع المال إ ا لم يوجد وارث بفر كمن لم يترك إا أبا فالمال له جميعا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يرث الباقي عن أصحاب الفرو مثل‪ :‬من ترك زوجة و بنتا وأباه فالزوجة لها الثمن والبنب‬
‫لها النص والباقي لألب‪.‬‬
‫‪ -‬أن ا يرث أيئا لعدم بقائه عن وي الفـرو مثل من تركــب زوجاه وأقيقة وأخا ألب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشروعية‪:‬‬
‫قال تعالى {يوصيكم هللا في أوادكم للقكر مثل حص األنثيين }(‪)91‬‬
‫وقال تعالى {وألبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فنن لم يكن له ولد وورثه أبوا‬
‫فألمه الثلث } (‪ )92‬واآلية صريحة في أن من ورثه األبوان فنصيب األب ما بقي عن ثلث األمه كما يفهم منها‬
‫أن اابن مقدم في التعصيب علي األبه وهما يحجبان ا خوة مطلقا‪.‬‬
‫وقال تعالى { يستفتونا قل هللا يفتيكم في الك لة إن امرؤ هلا ليس له ولد و له أخب فلها نص ما ترك‬
‫وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فنن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجاا ونساء فللقكر مثل‬
‫حص األنثيين} (‪)93‬‬
‫أما ا خوة ألم ( األخيان) ف يرثون إا عند الك لة ( انقطاع النسب من األصل والفرع) قال تعالى (وإن‬
‫كان رجل يورث ك لة أو امرأة وله أخ أو أخب فلكل واحد منهما السدس فنن كانوا أكثر من لا فهم أركاء‬
‫في الثلث}ه وقال عليه الص ة والس م ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فألولى رجل كر) (‪)94‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع العصبة‪:‬‬
‫‪ - 0‬التعصيب بالغير وا يكون إا ألنثى من وي النص مع كر‪.‬‬
‫‪ - 2‬التعصيب مع الغير وا يكون إا ألنثى مع أنثى أي لألخوات مع البنات‪.‬‬
‫‪ - 3‬التعصيب بالنفس وهو األصل وهو( لكل كر ليس بينه وبين الميب أنثي ) فا لـزو ليس عاصبا ما لم‬
‫يكن ابن عمه فع قته سببية ا نسبيةه واألخ من أم ليس عاصبا لتوسط أنثي بينه وبين الميب‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ترتيب العصبة‪:‬‬
‫ق فيقدمون على يرهمه كما يحجب‬ ‫‪ - 0‬البنوة‪ :‬فاألبناء وإن سفلوا هم أقرب العصبة على ا‬
‫األقرب منهم األبعد‬
‫‪ - 2‬األبوة‪ :‬فاألب وإن ع يحتل الدرجة الثانيةه فيقدم عند عدم اابن‪.‬‬
‫‪ - 3‬الجد وا خوة وهم في درجة واحدةه ويقدم الشقيق علي ير ‪.‬‬
‫‪ - 4‬بنو ا خوةه ويقدم ابن األخ الشقيق علي ابن األخ ألب فقط‪.‬‬

‫‪ 91‬ـ سورة النساء ‪11‬‬


‫‪ 92‬ـ نفس اآلية السابقة‬
‫‪ - 93‬النساء اآلية ‪032‬‬
‫‪ - 94‬متفق عليه‬

‫‪97‬‬
‫‪ -5‬األعمام ويقدم العم الشقيق علي العم ألب عند ااجتماعه وأما العم القي هو أخو األب من األم‬
‫فليس عاصبا‪.‬‬
‫‪ -6‬بنو األعمام ويقدم ابن العم الشقيق علي ابن العم ألب‪.‬‬
‫‪ - 7‬المعتق فمن لم يجد عاصبا من النسب كان معتقه أو عصبة معتقههم ورثته‪.‬‬
‫‪ - 8‬بيب المال فمن ا وارث له بالنسب وا بالواء كان الوارث له جميع المسلمينه فيجعل ماله في‬
‫بيب مالهم‪( :‬خزينة الدولة)‪.‬‬
‫الخ صة‪:‬‬
‫العصبة في اللغة‪ :‬هم أقارب الرجل ألبيهه واصط حا‪ ( :‬العاصب هو الوارث القي يأخق كل المال عند‬
‫اانفراد وما بقي عن أصحاب الفرو إن كانوا) قال تعالى‪ ( :‬فنن لم يكن له ولد وورثه أبوا ف مه الثلث)ه‬
‫فيفهم منه أن األب وارث للباقي تعصيبا‪ .‬وقال عليه الص ة والس م‪ ( :‬ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فألولى‬
‫رجل كر)‪.‬‬
‫والتعصيب أنواع‪:‬‬
‫‪ )0‬تعصيب بالغير وا يكون إا من رجل امرأة ممن يرثن النص ه ودليليه قوله تعالى (فللـقكر مثل‬
‫حص األنثيين)‬
‫‪ )2‬التعصيب مع الغير وهو ثابب بالسنةه فقد ق ى النبي صلي هللا عليه وسلم في بنب وبنب ابن‬
‫وأخب بالنص للبنب والسدس لبنب اابن والباقي لألخب‪.‬‬
‫‪ )3‬التعصيب بالنفس وعند تعدد العصبة يكون علي الترتيب التالي‪:‬‬

‫اابن فابنه‬ ‫‪-‬‬


‫فاألب‬ ‫‪-‬‬
‫فالجد وا خوة ويقدم الشقيق علي ير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فابن األخ‬ ‫‪-‬‬
‫العم ويقدم الشقيق على العم ألب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فابن العمه ويقدم ابن العم الشقيق على ابن العم ألب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فالمعتق‬ ‫‪-‬‬
‫فبيب المال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األسئلة ‪:‬‬
‫‪ –0‬عرن العصبة‪ .‬وبين أقسامهم؟‬
‫‪ –5‬ما الدليل علي ميراث العصبة ؟ وما الدليل علي تقديم البنوة‬
‫واألبوة علي ا خوة ؟‬
‫‪ -7‬ما ا يفعل بميراث من لم يترك وارثا من النسب؟‪.‬‬
‫‪6‬ـ بين مراتب العصبة‪.‬‬

‫تمارين للحل‪:‬‬
‫‪ - 0‬مات رجل وترك زوجة و أبا وابنا وابن ابن‪.‬‬
‫‪ - 2‬مات رجل و ترك بنتا وأماه وزوجة وأقيقةه وأخا وأختا ألبه وبنتي ابن وجدا وعما‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الدرس السابع والث ثون‪:‬‬

‫العول واانكسار‬
‫أ ‪ -‬العول‪:‬‬
‫أوا‪ :‬تعريفه‪:‬‬
‫العول لغة‪ :‬الزيادة واارتفاعه واصط حا‪( :‬زيادة في السهام‬
‫ونقص في المقادير)ه وإن أئب قلب‪ :‬العول هو‪ :‬زيادة البسط‬
‫على المقام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشروعية‪:‬‬
‫لم يقع عول في زمن النبي صلى هللا عليه وسلم وا في زمن أبي بكر الصديق وإنما وقع في زمن عمره‬
‫حيث عرضب فري ة ورثها‪ :‬زو وأختان ألبه فجمع عمر الصحابة فاستشارهم فقال له العباس أريب لو أن‬
‫رج ترك ستة دراهم ولرجل عليه ث ثة وآلخر عليه أربعة أليس يجعل المال سبعة أجزاء؟ فوافق الصحابة‬
‫على لا ورأى عمر أن يشرك الجميع في تحمل ال رره فحكم بقلا وقال‪ :‬إن يكن صوابا فمن هللا وإن يكن‬
‫خطأ فمن عمر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أقسام الفرائض بالنسبة للعول ث ثة‪:‬‬


‫فيها قاصرين عن‬ ‫‪ 0‬ـ فري ة قاصرة وهي التي يكون أهل الفرو‬
‫والباقي‬ ‫استيعاب الماله أي بسطها أقل من مقامها مثل من ترك زوجة وبنتاه للزوجة الثمن وللبنب النص‬
‫‪ 5/8 = 4 + 0 3/8‬والباقي هو ‪ 3/8‬ألقرب عاصب‪ :‬بالنسب أو الواء أو ببيب المال‪.‬‬
‫أي بسطها‬ ‫‪ 5‬ـ فري ة عادلة‪ :‬وهي التي استوعبها أهل الفرو‬
‫يساوي مقامها‪.‬‬
‫مثل من تركب‪ :‬زوجا وأقيقةه وأخا ألب للزو النص‬
‫‪.‬‬ ‫وللشقيقة النص ولم يبق أيء للعاصب هنا عن أهل الفرو‬
‫وفي كلتا الحالتين يقسم المال على مقام الفري ة بحيث ي رب‬
‫لكل أخص نصيبه من البسط في نتيجة قسمة المال على المقام‪.‬‬
‫أحرى بقاء أيء للعصبة أي هي ما كان بسطها‬ ‫‪ -7‬فري ة عائلة‪ :‬وهي التي لم تستوعب أهل الفرو‬
‫أكبر من مقامهاه وعليه فان التركة تقسم هنا على البسط ا على المقام كما في الحالتين السابقتين‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وأصول الفرائض التي تعول ث ثة هي‪:‬‬
‫س ْب َع ٍةه َوإِلَى ثَ َمانِيَ ٍةه‬
‫الستةه وا ثنا عشره واألربعة والعشرونه فالستة قد تعول إلى أربع عوات‪ :‬إلى َ‬
‫س َع ٍةه َوإِلَى َعش ََر ٍةه فعولها إلى سبعة‪ :‬كزو ه وأقيقتين‪ .‬وعولها إلى ثمانيةه كزو وأقيقتين وأم‪.‬‬ ‫َوإِلَى تِ ْ‬
‫وعولها إلى تسعة كزو وأقيقتين وأختين ألم‪ .‬وعولها إلى عشرة كزو وأقيقتين وأختين ألم وأم‪.‬‬
‫ب‪ .‬والثانية إلى‬ ‫ب ِأل ٍ‬ ‫وا ثنا عشر قَ ْد تَعُول إِلَى ثَ َث عوات‪ :‬األولى إلى ث ثة عشر كَزَ ْو َج ٍة َوأ ُ ٍّم َوأ ُ ْخ ٍ‬
‫س ْب َعةَ َعش ََره كَزَ ْو َج ٍةه َوأ ُ ٍّمه َوأ ُ ْختَ ْي ِن ِأل ٍ‬
‫به َوأَ َخ َو ْي ِن‬ ‫سةَ َعش ََره كَزَ ْو ٍه وأقيقتينه وأختين ألم‪ .‬والثالثة إلى َ‬ ‫َخ ْم َ‬
‫ش ِرينَ ه كَزَ ْو َج ٍةه َو ِب ْنتَ ْي ِنه َوأ ُ ٍّمه َوأَبٍ وهي المنبرية‪.‬‬ ‫ِأل ٍّم‪ .‬واألربعة والعشرين قد تعول مرة واحدة إِلَى َ‬
‫س ْب َع ٍة َو ِع ْ‬

‫أمثلة‪:‬‬
‫ـ من تركب زوجا وأختين ألب وتركب مبلغ = ‪ 20 111‬فان المبلغ يقسم هنا على البسط ويكون‬
‫العمل على النحو اآلتي‪ :‬للزو ‪ 0/2‬لعدم فرع وارث ولألخوات ألب ‪ 2/3‬لعدم الحاجب والمعصبه‬
‫فتكون النتيجة‪ 7/6 = 4/6 + 3/6= 2/3 + 0/2 :‬فيقسم المبلغ على البسط القي هو هنا‪.7:‬‬
‫ويكون توزيع التركة كالتالي‪:‬‬

‫النصيب‬ ‫قيمة السهم‬ ‫السهام‬ ‫الفر‬ ‫الوارث‬


‫‪9111‬‬ ‫‪3111‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0/2‬‬ ‫الزو‬
‫‪02111‬‬ ‫‪3111‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2/3‬‬ ‫األختين‬
‫‪6111‬‬ ‫‪3111‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0/3‬‬ ‫األخب الواحدة‬

‫من ترك زوجة وأبا وأما وبنتين وترك ما قيمته ‪ 54111‬أوقية وهق الفري ة تسمى المنبرية ألن ا مام‬
‫علي بن أبي الب كان يخطب على المنبر فقال‪ {:‬الحمد هلل القي يق ي بالحق قطعا‪ ,‬ويجازي كل نفس بما‬
‫ار ثُ ُمنُ َها تُ ْ‬
‫سع ا} ه‬ ‫ص َ‬ ‫اب َع ْن َها أَثَنَا َء ُخ ْ‬
‫ط َب ِت ِه قَا ِئ ‪َ :‬‬ ‫تسعى‪ ,‬وإليه المآب و الرجعى‪ ,‬فسئل عن هق التركة فَأ َ َج َ‬
‫واسترسل‪ .‬لا أن للزوجة ‪ 0/8‬لوجود الفرع الوارثه ولألب ‪ 0/6‬لوجود الفرع الوارث األنثى وله الباقي‬
‫تعصيبا ولن يبقى أيءه ولألم ‪ 0/6‬لوجود الفرع الوارث وللبنتين ‪ 2/3‬لتعددهن وعدم اابنه فأصل المسألة‬
‫‪ 24‬وتعول إلى ‪ 27‬وتوزع على النحو التالي‪:‬‬

‫‪011‬‬
‫النصيب‬ ‫قيمة السهم‬ ‫السهام‬ ‫الفر‬ ‫الوارث‬
‫‪6111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0/8‬‬ ‫زوجة‬
‫‪8111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0/6‬‬ ‫أب‬
‫‪8111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0/6‬‬ ‫أم‬
‫‪32111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪2/3‬‬ ‫بنتين‬
‫‪06111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0/3‬‬ ‫لكل بنب‬
‫ب ‪ -‬اانكسار‬
‫لغة التجزئةه واصط حا‪ (:‬هو وجود السهام في عدد ا يقبل القسمة على أصحابها بعدد بيعي)‪.‬‬

‫وهنا يكون المطلوب من القاسم البحث عن عدد إن هو ضربه في المقام السابق وفي البسط كان الحاصل‬
‫هو أقل عدد تمكن قسمته على الورثة دون كسر‪.‬‬

‫فن ا وقع انكسار بين السهام وأصحابها نظر في الع قة بين السهام وأصحابهاه فهي ا بد أن تكون أحد‬
‫األنظار األربعة‪ :‬التباينه التوافقه التماثله التداخل‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫بين السهام ورؤوس أصحابها ن رب عدد الرؤوس في المقام السابق‬ ‫‪ – 0‬التباين‪ :‬فن ا حصل تباين‬
‫فالحاصل هو مقام جديد تقبل منه التركة القسمة دون كسره مع م حظة أن العدد الم روب في المقام سي رب‬
‫في البسط‪ :‬مثال‪ :‬مات رجل وترك زوجة وث ث أقيقات وأخا ألبه للزوجة‪ 0/4 :‬لعدم الولد الوارث مطلقاه‬
‫وللشقيقات ‪ 2/3‬لعدم معصب أو حاجب والباقي للعاصب‪.‬‬

‫فأصل المسألة من ‪ 02‬للزوجة‪ 3/ 02 = 0/4 :‬وللشقيقات ‪ 8/02 = 2/3‬ولألخ ألب الباقي وهو ‪.0/02‬‬

‫وقع في التركة انكسار في جانب الشقيقات ألن عدد رؤوسهن ‪ 3‬ونصيبهن ‪ 8‬والع قة بين ‪ 3‬و ‪ 8‬تباينه‬
‫فن رب عدد رؤوس الشقيقات وهو ‪ 3‬في أصل المسألة وهو ‪ 02‬فيصير أصلها الجديد هو ‪36‬ه ثم ن رب لكل‬
‫وارث نصيبه في ‪ 3‬فيصير نصيب الورثة كالتالي‪:‬‬

‫للزوجة ‪ 9/36 = 3 X 3/02‬وللشقيقات ‪24/36 = 3 X 8/02‬‬

‫وللعاصب ‪ 3/36 = 3 X 0/02‬فلكل أقيقة ‪ 8/36‬وبهقا يزول اانكسار‪.‬‬

‫‪ - 2‬التوافق‪ :‬والتوافق اسم للع قة بين عددين عندما ا يقبل أحدهما القسمة على اآلخر ولكن يقب ن‬
‫القسمة على عدد مشترك بينهما مثل ‪ 4‬و ‪ 6‬فيقب ن القسمة على ‪ 2‬مثال لا من ترك زوجةه وسب بنات وابن‬
‫أخه فيكون تصحيح التركة وتوزيعها كالتالي‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫مثل ‪ 7‬و ‪. 2‬‬ ‫‪ -‬التباين عالقة بين عددين عندما ال يقبل أحدهما القسمة على اآلخر أوال يقبالن القسمــــة على عدد آخر‬
‫‪010‬‬
‫للزوجة ‪ 0/8‬وللبنات ‪ 2/3‬وللعاصب الباقيه أصل المسألة ‪ 24‬للزوجة ‪3/24‬ه وللبنات ‪ 06/24‬وللعاصب‬
‫‪ 5/24‬ه وقع في التركة انكسار في جانب البنات ألن عدد رؤوسهن ‪ 6‬وسهامهن ‪06‬ه نقارن بين ‪ 6‬و ‪06‬‬
‫فن حص أن بينهما توافقا في العدد ‪ 2‬حيث يقبل كل منهما القسمة عليهه نقسم عدد الرؤوس وهو ‪ 6‬على الوفق‬
‫وهو ‪ 2‬الحاصل ‪ 3‬ن ربها في البسط وفي المقام فيصير أصل التركة ‪ 72 = 3 X 24‬فيصبـح نصيب الزوجة ‪3‬‬
‫‪ 9/ 72 = 3 X‬ونصيب البنات ‪ 48/72 = 06 X 3‬ونصيب العاصب ‪ 05/72 = 5 X 3‬فأصبح نصيب كل بنب‬
‫‪ 8/72‬وهكقا زال اانكسار‪.‬‬

‫الخ صة‪:‬‬

‫أوا‪ :‬العول‪:‬‬
‫وهو لغة‪ :‬الزيادة واصط حا‪( :‬نقص في النصيب وزيادة في األسهمه أو زيادة البسط على المقام)ه‬
‫والفرائض بالنسبة للعول ث ثة أقسام‪:‬‬
‫‪ – 0‬قاصرة وهي التي بسطها أقل من مقامها والباقي للعاصب‪.‬‬
‫‪ – 2‬عادلة وهي التي بسطها يساوي مقامهاه ف أيء للعاصب فيها‪.‬‬
‫‪ – 3‬عائلة وهي التي بسطها أكبر من مقامهاه والفرق بينها وبين اللتين قبلها هو أن التركة هنا‬
‫تقسم على البسط فتنقص سهام الورثةهواألصل أن تقسم على المقام كما في الفري تين‬
‫السابقتين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اانكسار‪:‬‬
‫هو لغة‪ :‬من الكسر أي التجزئةه واصط حا‪( :‬وجود السهام في عدد ا يقبل القسمة على أصحابها بعدد‬
‫بيعي)ه ولتصحيح المسألة ا بد من الحصول على عدد ي رب في المقام وفي البسط ليزول اانكسار‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ –0‬عرن العول واانكسار‪.‬‬
‫‪ –2‬ما الفري ة العائلة؟ والفري ة القاصرة؟‬
‫‪ –3‬أعط أمثلة للفري ة العائلة من مقام ستة وأخرى عائلة من مقام اثني عشره وأخرى عائلة من‬
‫مقام أربعة وعشرين‪.‬‬
‫‪ -4‬صحح الفري ة التالية‪ :‬مات وترك زوجة وأقيقتين وأما و ‪ 3‬إخوة ألم‪.‬‬

‫‪012‬‬
013
014
‫الدرس الثامن والث ثون‪:‬‬

‫رضي هللا عنه‬ ‫سعد بن أبي وقا‬


‫عن عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم أرق مقدمه إلى المدينة ات ليلة فقال‪{ :‬ليب‬
‫رج صالحا من أصحابي يحرسني الليلةه قالب‪ :‬فبينا نحن كقلا إ سمعنا خشخشة الس حه فقال‪ :‬من هقا؟ قال‬
‫سعد بن أبي وقا ؛ قال‪ :‬ما جاء با؟ قال‪ :‬وقع في نفسي خون على رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه فجئب‬
‫أحرسه؛ فدعا له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬قالب عائشة فنام النبي صلى هللا عليه وسلم حتى سمعنا‬
‫طيطه}البخاري ومسلم‬

‫‪ ‬ــ التعري به‪:‬‬


‫مالا بن وهيب بن عبد‬ ‫القرأي الزهري يكنى أبا إسحاقه واسم أبي وقا‬ ‫هو سعد بن أبي وقا‬
‫منانه وأمه حمنة بنب سفيان بن أبي أمية بن عبد أمس‪.‬‬

‫‪ ‬ــ إس مه‪:‬‬
‫الص ةه وهو‬ ‫أسلم سعد رضي هللا عنه بعد ستة هو سابعهمه وهو ابن تسع عشرة سنة قبل أن تفر‬
‫ممن أسلم على يد أبي بكر رضي هللا عنهه وقد حلفب أمه ا تكلمه أبدا وا تأكل وا تشرب حتى يكفر بدينهه‬
‫وقالب‪ :‬فزعمب أن هللا أوصاك بوالديا وأنا أما وأنا يمرك بهقاه ومكثب ث ثا حتى شي عليها من الجهد‪...‬‬
‫فأنزل هللا‪( :‬ووصينا اانسان بوالديه ــ إلى قوله ــ‪ :‬وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لا به علم ف‬
‫تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) لقمان اآلية‪02 :‬‬
‫وابن مسعود قوله تعالى‪( :‬وا تطرد اللقين يدعون ربهم‬ ‫وقد نزل في ستة نفر منهم سعد بن أبي وقا‬
‫بالغداة والعشي يريدون وجهه) األنعام اآلية‪ 25 :‬ه ويكفيه هقا من الثناء فليس بعد ثناء هللا تعالى ثناء‪.‬‬

‫‪ ‬ــ جهاد وحياته‪:‬‬


‫أهد بدرا والحديبية وسائر المشاهده وهو أول من رمى بسهم في سبيل هللاه و لا في سرية عبيدة بن‬
‫الحارثه أخر البخاري عنه أنه قال‪ { :‬إني ألول العرب رمى بسهم في سبيل هللا وكنا نغزو مع النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وما لنا عام إا ورق الشجر} البخاري‬
‫وكان أحد الفرسان الشجعان القين كانوا يحرسون رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مغازيهه ففي‬
‫الصحيحين عن عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم أرق مقدمه إلى المدينة ات ليلة فقال‪:‬‬
‫{ ليب رج صالحا من أصحابي يحرسني الليلةه قالب‪ :‬فبينا نحن كقلا إ سمعنا خشخشة الس حه فقال‪ :‬من‬

‫‪015‬‬
‫؛ قال‪ :‬ما جاء با؟ قال‪ :‬وقع في نفسي خون على رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫هقا؟ قال سعد بن أبي وقا‬
‫وسلمه فجئب أحرسه؛ فدعا له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬قالب عائشة فنام النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫حيث وفقه هللا لقلا فجاء لحراسة‬ ‫حتى سمعنا طيطه} ه وهقا الحديث معدود من مناقب سعد بن أبي وقا‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وهو القي فتح مدائن فارسه وفتح هللا على يد القادسيةه وقاتل الفرس قتاا أديداه ولما حالب بينه‬
‫وبينهم دجلة وهي كالبحر ا يعبر إا بالسفن اقتحمها بفرسه وتبعه المسلمونه وكان يقول في أثناء القطع‪:‬‬
‫حسبنا هللا ونعم الوكيله وخرجب تلا الخيل تنفض أعرافها وجميع الخلق والدواب سالمة‪.‬‬
‫وكان سعد واليا على الكوفة من قبل عمر رضي هللا عنهه فشكا أهلها إلى عمر ورمو بهتانا بعدم‬
‫الكفاءة فعزله وبعث رجاا يسألون عن حاله في مساجد الكوفة؛ فكانوا ا يأتون مسجدا من مساجدها إا أثنوا‬
‫قال‪ :‬كان ا يقسم بالسوية وا يعدل في الق يةه فقال سعد‪ :‬اللهم إن كان‬ ‫عليه خيرا وقالوا معروفاه إا رج‬
‫كا با فأ ل عمر وأ ل فقر وعرضه للفتنه قال عبد هللا بن عمر‪:‬‬
‫للجواري يغمزهنه وكان يقول إ ا سئل‪ :‬أيخ كبير مفتونه‬ ‫فرأيته قد سقط حاجبا من الكبر يتعر‬
‫أصابتني دعوة سعد‪.‬‬
‫وهو أحد الستة أهل الشو رى القين اختارهم عمره وأخبر أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم توفي وهو‬
‫ه وقال‪ :‬فنن أصاب األمر سعدا فقاكه وإا فليستعن به الخليفة بعديه فننني لم أعزله ــ يعني عن‬ ‫عنهم را‬
‫الكوفة ــ عن عجز وا خيانةه أخرجه البخاري‪.‬‬
‫ولما قتل عثمان رضي هللا عنه اعتزل سعد رضي هللا عنه الفتنة وأمر أهله أن ا يخبرو من أخبار‬
‫الناس بشيء حتى تجتمع األمة على إمام‪.‬‬

‫‪ ‬ــ بعض مناقبه‪:‬‬


‫ــ منها أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو يخرهم موتاه وقيل إنه يخر المهاجرين وفاة‪.‬‬
‫ــ ومنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد بقوله‪{ :‬يا سعد ارم فداك أبي وأمي}ه‬
‫متفق عليهه قال علي رضي هللا عنه‪ :‬ما سمعته صلى هللا عليه وسلم جمع أبويه ألحد إا لسعد بن‬
‫)‪.‬‬ ‫مالا (يعني ابن أبي وقا‬
‫ــ ومنها أنه كان مجاب الدعوة مشهورا بقلا تخان دعوته وترجى ا يشا في إجابتها عندهم و لا‬
‫أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال فيه‪{ :‬اللهم سدد رميته و أجب دعوته}ه روا الحاكم في‬
‫المستدرك وابن حبان في صحيحه‪.‬‬
‫عن كر‬ ‫فقد مر يوما بالكوفة على جماعة فيهم رجل يسب عثمان وعليا و لحة والزبير فقال للرجل ك‬
‫هؤاء القوم الصالحين فقال الرجل‪ :‬وإن لم أك ؟ قال أدعو هللا عليا فنفض الرجل يد في وجه سعد وقال‪:‬‬

‫‪016‬‬
‫ادع كأنا تخوفني بدعائا فصلى سعد ركعتين ثم قال‪ :‬اللهم إن كنب تعلم أن هقا الرجل يسب رجاا سبقب لهم‬
‫منا الحسنى إا أحللب به الساعة قارعة حتى يكون عبرة للناس قال الشعبي‪:‬‬
‫أخبرني من ح ر أنه لم يتم دعاء حتى خرجب ناقة من نوق بني ف ن فجمحب على الجماعة حتى‬
‫وصلب الرجل فلم تزل تخبطه بيدها ورجلها حتى ق ىه فقال الناس أجيبب دعوة أبي إسحاق‪.‬‬
‫لسانه ويد فيبسب يد وخرس لسانه‪.‬‬ ‫بسعد بعض فرسان جيشهه فقال سعد‪ :‬اللهم اكف‬ ‫وقد عر‬

‫‪ ‬ــ وفاته‪:‬‬
‫توفي رضي هللا عنه في خ فة معاوية سنة ‪22‬هـ على المشهور في قصر بالعقيق على عشرة أميال‬
‫من المدينةه وحمل إلى البقيع ودفن به وصلى عليه مروان بن الحكمه ولما ح رته الوفاة دعا بجبة له من‬
‫صون فقال‪ :‬كفنوني فيها فنني كنب لقيب المشركين فيها يوم بدر وهي علي وإنما كنب أخبؤها لقلا‪ .‬وقد‬
‫عاش رضي هللا عنه‪ :‬ب عا وسبعين سنة‪ .‬وقيل‪ :‬ب عا وثمانين سنة‪.‬‬

‫‪ ‬ــ الخ صة‪:‬‬


‫مالا بن‬ ‫هو الصحابي الجليل القرأي الزهري يكنى أبا إسحاقه واسم أبي وقا‬ ‫ــ سعد بن أبي وقا‬
‫وهيب بن عبد منانه أسلم رضي هللا عنه بعد ستة هو سابعهمه وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنةه حلفب‬
‫أمه ا تكلمه أبدا وا تأكل وا تشرب حتى يكفر بدينه فلم يطعهاه ونزل في لا قوله تعالى‪( :‬ووصينا اانسـن‬
‫بوالديه ــ إلى قوله‪ :‬وإن جاهدا ك على أن تشرك بي ما ليس لا به علم ف تطعهما اآلية)ه كما نزل فيه وفي‬
‫ستة نفر معه قوله تعالى‪( :‬وا تطرد اللقين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) اآلية‬
‫ــ أهد بدرا والحديبية وسائر المشاهده وهو أول من رمى بسهم في سبيل هللاه وكان أحد الشجعان القين‬
‫كان وا يحرسون رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مغازيهه وهو القي فتح مدائن فارسه وفتح هللا على يد‬
‫القادسية‪ .‬ــ وهو أحد الستة أهل الشورى القين اختارهم عمر ليختاروا خليفة من بينهمه وأخبر أن رسول هللا‬
‫ه ولما قتل عثمان رضي هللا عنه اعتزل سعد رضي هللا عنه الفتنة‬ ‫صلى هللا عليه وسلم توفي وهو عنهم را‬
‫وأمر أهله أن ا يخبرو من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع األمة على إمام‪.‬‬
‫ــ كان مجاب الدعوة مشهورا بقلاه لدعوة النبي هللا صلى هللا عليه وسلم له‪{:‬اللهم سدد رميته و أجب‬
‫دعوته}‬
‫ــ توفي رضي هللا عنه في خ فة معاوية سنة‪ 22 :‬هـ على المشهور‪.‬‬
‫ودفن بالبقيعه وعاش ب عا وسبعين سنةه وقيل‪ :‬ب عا وثمانين‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫‪ ‬ـ األسئلة‪:‬‬
‫؟ ومتى أسلم؟‬ ‫‪ 0‬ـ من هو سعد بن أبي وقا‬
‫‪ 5‬ـ ما المشاهد التي أارك فيها سعد خ ل حياته الجهادية؟‬
‫‪ 7‬ـ ا كر بعض مناقب سعد رضي هللا عنه‪.‬‬
‫سعد مما دار بين الصحابة رضي هللا عنهم في أأن الخ فة؟‬ ‫‪ 6‬ـ ما موق‬

‫‪018‬‬
‫الدرس التاسع والث ثون‪:‬‬

‫معا بن جبل رضي هللا عنه‪:‬‬


‫لما أراد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يبعث معا ا إلى اليمنه قال‪ :‬كي تق ي إ ا عر لا‬
‫ق اء؟ قال‪ :‬أق ي بكتاب هللا ‪ .‬قال‪ :‬فنن لم تجد في كتاب هللا ؟ قال‪ :‬فبسنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫فنن لم تجد في سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ قال‪ :‬أجتهد رأيي وا يلوه ف رب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم صدر وقال‪ :‬الحمد هلل القي وفق رسول رسول هللا لما يرضي رسول هللا‪ .‬أخرجه أحمد وأبو داود‬
‫والترمقي‬

‫‪ ‬ـ التعري به‪:‬‬


‫هو معا بن جبل بن عمرو بن أوس األنصاري الخزرجي المدني البدريه ا مام المقدم في علم الح ل‬
‫والحرامه وأمه‪ :‬هند بنب سهل من بني رفاعة من جهينةه يكنى أبا عبد الرحمنه أسلم وهو ابن ثمان عشرة‬
‫سنة‪.‬‬
‫وأهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع النبي صلى هللا عليه وسلمه وكان من أف ل‬
‫أباب األنصار حلما وحياء وسخاءه وكان جمي وسيماه يخى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بينه وبين عبد‬
‫هللا بن مسعود‪.‬‬

‫‪ ‬ـ قصة معا بن جبل مع صنم عمرو بن الجموح‪:‬‬


‫كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة وقد اتخق في دار صنما من خشبه فقرر معا بن‬
‫جبل ومعا بن عمرو بن الجموح ومن معهما ثنيه عن عبادة األصنام من خ ل إثبات أنها ا ت ر وا تنفعه‬
‫و ات ليلة حملوا صنم عمرو و رحو منكسا على رأسه في حفرة مملوءة باألققار‪.‬‬
‫فأصبح عمرو ولم يجد صنمه فغ ب وصار يبحث عنه حتى وجد و سله و يبه ثم قال‪ :‬وهللا لو أعلم‬
‫من فعل هقا با ألفعلن به كقا وكقاه وأخق يتوعد ويتهدده وفي الليلة التالية كرروا فعلتهمه فأخق عمرو صنمه‬
‫و سله كما فعل سابقاه وصاروا يفعلون لا كل ليلةه فما كان من عمرو في المرة الموالية إا أن سله و يبه‬
‫وعلق به سيفا وخا به قائ ‪ :‬إنني وهللا ا أعلم من يصنع با هقا فنن كان فيا خير فامتنع فهقا السي معاه‬
‫فلما نام أخقوا السي ثم قرنوا الصنم بحبل مع كلب ميب وألقو في تلا الحفرةه فلما أصبح عمرو ولم يجد‬
‫ب ميبه فلما ري وأبصر أأنه كلمه قومه ممن أسلمه‬ ‫الصنم مكانه خر يبحث عنه فوجد في حفرة مقرونا بكل ٍ‬
‫فأسلم وأدرك أن هق األصنام ا ت ر وا تنفعه وأنشأ يقول‪:‬‬

‫أندددددددب وكلدددددددب وسدددددددط بئدددددددر فدددددددي قدددددددرن‬ ‫وهللا لدددددددددددو كندددددددددددب إلهدددددددددددا لدددددددددددم تكدددددددددددن‬
‫الواهددددددددددددب الددددددددددددرازق ديددددددددددددان الدددددددددددددين‬ ‫الحمدددددددددددددددددد هلل العلدددددددددددددددددي ي المدددددددددددددددددنن‬
‫أكدددددددددون فدددددددددي لمدددددددددة قبدددددددددر مدددددددددرتهن‪.‬‬ ‫هدددددددددو الدددددددددقي أنقدددددددددقني مدددددددددن قبدددددددددل أن‬

‫‪ ‬ـ فقهه وف ائله‪:‬‬


‫كان معا رضي هللا عنه ممن جمع القرين على عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه وكانب الخزر‬
‫تفاخر األوس بقلا‪.‬‬
‫وعن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬خقوا القرين من أربعة‪ :‬من‬
‫ابن مسعوده وأبيه ومعا بن جبله وسالم مولى أبي حقيفة}أخرجه البخاري‬
‫وقال عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬كما في الترمقي والنسائي ومسند أحمد‪{:‬أعلمهم بالح ل‬
‫والحرام معا بن جبل}‪.‬‬
‫‪019‬‬
‫وقد بعثه النبي صلى هللا عليه وسلم إلى اليمن يعلم الناس القرين وأرائع ا س م ويق ي بينهم‪.‬‬
‫وقال له لما ودعه ـ كما في ا صابة في تمييز الصحابة‪{ :‬حفظا هللا من بين يديا ومن خلفا وعن‬
‫يمينا وعن أمالا ومن فوقا ومن تحتا ودرأ عنا أرور ا نس والجن}ه وعن أبي األسود عن عروة قال‪:‬‬
‫كان رسول هللاه صلى هللا عليه وسلمه استخل معا ا على مكة حين خر إلى حنينه وأمر أن يعلمهم القرين‪.‬‬
‫وروى أنس أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ { :‬أرحم أمتي بأمتي أبو بكره وأأدها في أمر هللا عمره‬
‫أبيه ولكل‬
‫وأصدقهم حياء عثمانه وأعلمهم بالح ل والحرام معا بن جبله وأفرضهم زيد بن ثاببه وأقرأهم ّ‬
‫أمة أمين وأمين هق األمة أبو عبيدة بن الجراح } روا الترمقي‬
‫وخطب عمر بن الخطاب رضي هللا عنه فقال‪ :‬من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معا بن جبله وقال‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬عجزت النساء أن يلدن مثل معا ه ولوا معا لهلا عمر‪.‬‬
‫ولمعا من األحاديث عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ 023 :‬حديثاه اتفق الشيخان على اثنين منهاه‬
‫وقد روى عنه جماعة منهم‪ :‬ابن عمره وابن عباسه وعبد هللا بن عمرو بن العا ه وجابره وأنسه ويخرون‬
‫من كبار التابعين‪.‬‬

‫‪ ‬ــ وفاته‪:‬‬
‫توفي رضي هللا عنه سنة‪04 :‬هـ بناحية األردن في اعون عمواس وهي قرية نسب لها الطاعون ألنه أول ما‬
‫بدأ منهاه قرية بين الرملة وبيب المقدسه وعاش أربعا وث ثين سنة وقيل ير لا‬

‫‪ ‬ــ الخ صة‪:‬‬


‫ــ هو الصحابي الجليل معا بن جبل األنصاري الخزرجي المدني البدريه ا مام المقدم في علم الح ل‬
‫والحرامه يكنى أبا عبد الرحمن‪.‬‬
‫ــ أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنةه وأهد العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلمه كان من خيرة أباب األنصاره يخى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بينه وبين عبد هللا‬
‫بن مسعود‪.‬‬
‫ــ كان ممن جمع القرين على عهد النبي هللا صلى هللا عليه وس لمه وكان أعلم األمة بالح ل والحرام‬
‫كما ثبب في الصحيح‪.‬‬
‫ــ وهو أحد األربعة القين أمر النبي هللا صلى هللا عليه وسلم أن يؤخق عنهم القرين‪ :‬هو وابن مسعوده‬
‫وأبيه وسالم مولى أبي حقيفة‪.‬‬
‫ــ بعثه النبي صلى هللا عليه وسلم إلى اليمن يعلم الناس القرين وأرائع ا س م ويق ي بينهمه وقد‬
‫وفقه هللا لما يرضي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ــ استخلفه رسول هللاه صلى هللا عليه وسلمه على مكة حين خر إلى حنينه وأمر أن يعلمهم‬
‫القرين‪.‬‬
‫ــ قال عنه عمر بن الخطاب رضي هللا‪ :‬من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معا بن جبله وقال عنه‬
‫أي ا‪ :‬عجز ت النساء أن يلدن مثل معا ه ولوا معا لهلا عمر‪.‬‬
‫ــ روى من أحاديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ 023 :‬حديثاه اتفق الشيخان على اثنين منهاه وقد‬
‫روى عنه جماعة منهم‪ :‬ابن عمره وابن عباسه وأنسه و يرهم‪.‬‬
‫ــ توفي رضي هللا عنه سنة‪04 :‬هـ بناحية األردن في اعون عمواس‪.‬‬

‫‪ ‬ـ األسئلة‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ عرن بمعا بن جبل رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ما الحيلة التي دبرها معا س م عمرو بن الجموح؟‬
‫‪ 7‬ـ ما أبرز المعارك التي أهدها معا بن جبل رضي هللا عنه؟‬
‫‪ 6‬ـ ا كر بعض مناقبه وا كر بما ا اأتهر رضي عنه بين الصحابة؟‬

‫‪001‬‬
‫الدرس األربعون‪:‬‬

‫زينب بنب جحش رضي هللا عنها‬


‫(فَلَ َّما قَ َ ى زَ ْي ٌد ِم ْن َها َو َرا زَ َّو ْجنَا َك َها ِل َك ْي َا َي ُكونَ َعلَى ا ْل ُمؤْ ِم ِنينَ َح َر ٌ ِفي أَ ْز َوا ِ أَ ْد ِع َيا ِئ ِه ْم إِ َ ا قَ َ ْوا‬
‫هللا َم ْف ُعوا) األحزاب اآلية ‪73‬‬ ‫ِم ْن ُهنَّ َو َرا َو َكانَ أَ ْم ُر َّ ِ‬

‫‪ ‬التعري بها‪:‬‬
‫هي أم المؤمنين زينب بنب جحش بن رئاب بن يعمر األسديةه أمها أميمة بنب عبد المطلب بن هاأم‬
‫عمة رسول هللا صلى هللا عليه وسلمهكانب تدعى برةه فلما تزوجها النبي صلى هللا عليه وسلم سماها زينب‪.‬‬
‫ولدت رضي هللا عنها بمكة المكرمة قبل الهجرة بأكثر من ث ثين سنةه وقيل ولدت قبلها بسبع عشرة‬
‫سنةه‬

‫‪ ‬ــ زواجها من زيد بن حارثة‪:‬‬


‫خطب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم زينب بنب جحش لموا زيد بن حارثةه فأببه فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬بَ ْل فَا ْن ِك ِحي ِهه فبينما هما يتحدَّثانه أنزل هللا تعالى‪َ ( :‬و َما َكانَ لِ ُمؤْ ِم ٍن َواَ ُمؤْ ِمنَ ٍة إِ َ ا قَ َ ى‬
‫سولُهُ أَ ْمرا أَنْ ت ُكونَ لَهُ ُم ا ْل ِخيَ َرةُ ِمنْ أَ ْم ِر ِه ْم) األحزاب اآلية ‪73‬‬ ‫َّ‬
‫هللاُ َو َر ُ‬
‫فقالب‪ :‬رضيته لي يا رسول هللا؟ قال‪ :‬نعمه قالب‪ :‬إ ن ا أعصي رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه‬
‫فتزوجها زيده وقد أراد النبي صلى هللا عليه وسلم أن يسقط بهقا الزوا تلا الفوارق الطبقيَّة الموروثة عن‬
‫الجاهليةه ويبين أنه ا ف ل ألحد على يخر إاَّ بالتقوى‪.‬‬

‫قها من زيد بن حارثة‪:‬‬ ‫‪ ‬ــ‬


‫قهاه لكن‬ ‫لم يستمر زوا زيد من زينب رضي هللا عنهماه فجاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم يريد‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم أمر بنمساكها وتقوى هللا تعالىه فأنزل هللا تعالى‪:‬‬
‫َّ‬
‫ساَ َما هللاُ ُم ْب ِدي ِه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫هللا َوتُخفِي فِي نف ِ‬
‫َّق َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوأَ ْن َع ْمبَ َعلَ ْي ِه أَ ْم ِ‬
‫ساْ َعلَ ْياَ زَ ْو َجاَ َوات ِ‬ ‫( َوإِ ْ تَقُو ُل لِلَّ ِقي أَ ْن َع َم َّ‬
‫ق أَنْ ت َْخشَا ُ) نفس اآلية‬ ‫هللاُ أَ َح ُّ‬
‫اس َو َّ‬
‫َوت َْخشَى النَّ َ‬
‫فاهلل تعالى قد أخبر نبيَّه صلى هللا عليه وسلم أن زينب بنب جحش ستكون زوجة من زوجاتهه لكنه‬
‫صلى هللا عليه وسلم خشي ألسنة المنافقين ألن زيدا ابنه صلى هللا عليه وسلم بالتبنيه فأ هر هللا ما كان في‬
‫صدر صلى هللا عليه وسلم؛ لتتبين حكمة التشريع من هقا الزوا ه وهي إبطال التبنيه وأول من يُطبق هقا‬
‫التشريع هو النبي صلى هللا عليه وسلم على َمنْ تبنَّا ؛ إ كان زيد منسوبا للنبي صلى هللا عليه وسلمه ثم بطل‬
‫التبني فنُسب ألبيه الحقيقي‪.‬‬

‫‪ ‬ـ زواجها من النبي صلى هللا عليه وسلم وإبطال التبني‪:‬‬


‫تزو النبي صلى هللا عليه وسلم زينب بنب جحش سنة ث ث من الهجرةه وقيل سنة خمسه فعلب‬
‫مكانتها وسما قدرهاه و لا بعد قها وانق اء عدتها من زيده وقد نزلب بسببها يية الحجابه وفي أأنها‬
‫نزل قوله تعالى‪( :‬فَلَ َّما قَ َ ى زَ ْي ٌد ِم ْن َها َو َرا زَ َّو ْجنَا َك َها لِ َك ْي َا َي ُكونَ َعلَى ا ْل ُمؤْ ِم ِنينَ َح َر ٌ ِفي أَ ْز َوا ِ أَ ْد ِع َيا ِئ ِه ْم إِ َ ا‬
‫هللا َم ْف ُعوا)‬‫قَ َ ْوا ِم ْن ُهنَّ َو َرا َو َكانَ أَ ْم ُر َّ ِ‬
‫وكان زيد يدعى ابن محمده فلما نزلب اآلية‪( :‬ادعوهم آلبائم هو أقسط عند هللا)ه وتزو النبي صلى هللا‬
‫سو َل َّ ِ‬
‫هللا‬ ‫عليه وسلم امرأته من بعد انتفى حكم التبنيه قال تعالى‪َ ( :‬ما َكانَ ُم َح َّم ٌد أَبَا أَ َح ٍد ِمنْ ِر َجالِ ُك ْم َولَ ِكنْ َر ُ‬
‫هللاُ بِ ُكل أ َْي ٍء َعلِيما) وكانب زينب رضي هللا عنها تفخر على نساء النبي صلى هللا عليه‬ ‫َو َخاتَ َم النَّبِيينَ َو َكانَ َّ‬
‫وسلم بأنها بنب عمتهه وبأن هللا زوجها له وهن زوجهن أولياؤهن‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ ‬ــ كرمها وبعض مناقبها‪:‬‬
‫كانب رضي هللا عنها كريمة خيّرة ورعة صوامة قوامة كثيرة التصدق تصنع بيدها ما تحسن صنعه ثم‬
‫تتصدق به على المساكينه وكانب أسرع نساء النبي لحاقا بهه تقول عائشة رضي هللا عنها‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪{ :‬أسرعكن لحاقا بي أ ولكن يدا} البخاري ومسلم‬
‫فكنا إ ا اجتمعنا في بيب إحدانا بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاوله‬
‫فلم نزل نفعل لا حتى توفيب زينب بنب جحشه ولم تكن بأ ولناه فعرفنا حينئق أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫إنما أراد بطول اليد الصدقة‪ .‬المستدرك للحاكم‬
‫وكان عطاء زينب اثني عشر ألفا لم تأخق إا عاما واحدا فجعلب تقول اللهم ا يدركني هقا المال من‬
‫قابل ف ننه فتنةه ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجةه فبلغ لا عمر فقال هق امرأة يراد بها خير‪.‬‬
‫روت رضي هللا عنها من األحاديث‪ :‬أحد عشر حديثا اتفق الشيخان على اثنين منهاه وروى عنها ابن‬
‫أخيها محمد بن عبد هللا بن جحش وأم حبيبة بنب أبي سفيان و يرهما‪.‬‬

‫‪ ‬ــ وفاتها‪:‬‬
‫توفيب سنة عشرينه في خ فة عمر رضي هللا عنها وعمرها خمسون سنةه وقيل عاأب ث ثا‬
‫وخمسينه وعن عمرة قالب‪ :‬سمعب عائشة تقول لقد هبب حميدة متعبدة مفزع اليتامى واألرامله وقالب عنها‬
‫عائشة أي ا‪ :‬ما رأيب امرأة قط خيرا في الدين وأتقى وأصدق حديثا وأوصل للرحم منها‪.‬‬

‫‪ ‬ــ الخ صة‪.‬‬


‫ــ زينب بنب جحش األسدية هي إحدى أمهات المؤمنين أمها أميمة بنب عبد المطلب عمة النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلمه كانب تدعى برة فسماها النبي صلى هللا عليه وسلم زينب‪ .‬ولدت بمكة المكرمة‬
‫قبل الهجرة ب‪ 77‬سنةه وقيل ب‪ 03‬سنة‪.‬‬
‫ــ زوجها النبي صلى هللا عليه وسلم من موا زيد بن حارثةه كي يبين بقلا أنه ا ف ل ألحد على‬
‫يخر إاَّ بالتقوى‪.‬‬
‫لكن لم يستمر زواجهماه فجاء زيد إلى النبي صلى هللا عليه وسلم يريد قهاه فأمر بنمساكها‬
‫وتقوى هللاه فأنزل هللا تعالى‪:‬‬
‫هللاُ ُم ْب ِدي ِه‬‫ساَ َما َّ‬ ‫هللا َوت ُْخ ِفي ِفي نَ ْف ِ‬
‫َّق َّ َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوأَ ْن َع ْمبَ َعلَ ْي ِه أَ ْم ِ‬
‫ساْ َعلَ ْياَ زَ ْو َجاَ َوات ِ‬ ‫( َوإِ ْ تَقُو ُل ِللَّ ِقي أَ ْن َع َم َّ‬
‫ق أَنْ ت َْخشَا ُ) اآليات فالنبي صلى هللا عليه وسلم علم بالوحي أن زينب ستكون زوجة‬ ‫هللاُ أَ َح ُّ‬
‫اس َو َّ‬‫َوت َْخشَى النَّ َ‬
‫لهه لكن لما كان زيد ابنه بالتبني خشي ألسنة المنافقينه فأ هر هللا ما كان في صدر ؛ لتتبين حكمة التشريع‬
‫من هقا الزوا ه وهي إبطال التبني‪.‬‬
‫قال تعالى‪( :‬فَلَ َّما قَ َ ى زَ ْي ٌد ِم ْن َها َو َرا زَ َّو ْجنَا َك َها ِل َك ْي َا َي ُكونَ َعلَى ا ْل ُمؤْ ِم ِنينَ َح َر ٌ ِفي أَ ْز َوا ِ أَ ْد ِع َيا ِئ ِه ْم‬
‫هللا َم ْف ُعوا)‬ ‫إِ َ ا قَ َ ْوا ِم ْن ُهنَّ َو َرا َو َكانَ أَ ْم ُر َّ ِ‬
‫كانب رضي هللا عنها ورعة صوامة قوامة كريمةه قالب عنها عائشة رضي هللا عنهما‪ :‬ما رأيب امرأة‬
‫قط خيرا في الدين وأتقى وأصدق حديثا وأوصل للرحم منها‪.‬‬
‫توفيب سنة عشرين في خ فة عمر رضي هللا عنه وهي بنب خمسينه وقيل عاأب ث ثا وخمسين رضي‬
‫هللا عنها‪.‬‬

‫‪ ‬األسئلة‪:‬‬
‫متى ولدت زينب بنب جحش رضي هللا عنها؟ وبم كانب تلقب في الجاهلية؟‬ ‫‪-0‬‬
‫من هو زو زينب األول؟ ومن زوجه إياها؟‬ ‫‪-5‬‬
‫ما الحكمة التي أرعب بزوا زينب رضي هللا عنها من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟‬ ‫‪-7‬‬
‫ا كر بعض مناقب زينب رضي هللا عنها وتاريخ وفاتها‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪002‬‬
‫الدرس الواحد واألربعون‪:‬‬

‫أبو أيوب األنصاري رضي هللا عنه‬


‫لما رمى أهل ا فا عائشة رضي هللا عنها في تلا الحادثةه قالب أم أيوب ألبي أيوب‪ :‬أا تسمع ما يقول‬
‫الناس في عائشة؟ه قال بلى و لا الكقبه أكنب فاعلة لا يا أم أيوب؟ قالب ا وهللا ما كنب ألفعلهه قال‪ :‬فعائشة‬
‫وهللا خير مناه وإنما هو زور وإفا وبا له وفي أبي أيوب نزلب هق اآلية‪:‬‬
‫( لوا إ سمعتمو ن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هقا إفا مبين) النور اآلية ‪,05‬‬

‫‪ ‬ــ التعري به‪:‬‬


‫هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبةه أبو أيوب األنصاري الخزرجي النجاري لبب عليه كنيتهه وأمه هند‬
‫بنب سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزر ه أهد العقبة وبدرا وسائر المشاهده يخى رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير‪.‬‬

‫‪ ‬ــ نزول النبي صلى هللا عليه وسلم عند ‪:‬‬


‫نزل عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا من مكةه وأقام عند حتى بنى‬
‫مسجد الشري في تلا السنة وبنى بيوت أمهات المؤمنينه ثم انتقل صلى هللا عليه وسلم إلى مسكنه‪.‬‬
‫وكان رضي هللا عن ه يكرم النبي صلى هللا عليه وسلمه وكان يحدثهم فيقول‪ :‬نزل النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم في بيتي األسفل وكنب في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمب أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء أفقة‬
‫أن يخلص إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه فنزلب إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأنا مشفقه فقلب‪:‬‬
‫يا رسول هللاه إنه ليس ينبغي أن نكون فوقاه انتقل إلى الغرفةه فأمر النبي صلى هللا عليه وسلم بمتاعه أن‬
‫ينقل ومتاعه قليله وقلب‪ (:‬يا رسول هللا كنب ترسل إلي بالطعامه فانظر فن ا رأيب أثر أصابعا وضعب فيه‬
‫يديه حتى كان هقا الطعامه قال‪ ّ:‬أجل إن ف يه بص فكرهب أن يكل من أجل الملاه وأما أنتم فكلوا) مسند أحمد‬
‫وقد وفد أبو أيوب على ابن عباس لما كان أميرا على البصرة لعلي رضي هللا عنهمه فبالغ ابن عباس في‬
‫إكرامهه وفرغ له بيته وقال ألصنعن با ما صنعب برسول هللا صلى هللا عليه وسلمه وقال له كم عليا من الدين‬
‫قال عشرون ألفاه فأعطا أربعين ألفا وعشرين مملوكا وقال لا ما في البيب كله‪.‬‬

‫‪ ‬ــ حراسته للرسول صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬


‫لما دخل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بصفية بنب حيي بات أبو أيوب ليلته قائما متوأحا سيفه‬
‫يحرس الرسول صلى هللا عليه وسلم ويطون بقبته حتى أصبحه فلما خر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫بكرة كبر أبو أيوب حين أبصر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد خر ه فسأله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫ما بالا يا أبا أيوبه قال‪ :‬لم أرقد ليلتي هق يا رسول هللاه فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬لم يا أبا أيوب‪:‬‬
‫قال‪ :‬لما د خلب بهق المرأة كرت أنا قتلب أباها وأخاها وزوجها وعامة عشيرتها فخفب‪ -‬لعمر هللا ‪ -‬أن‬
‫تغتالاه ف حا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقال له معروفا‪ .‬المستدرك للحاكم‬
‫‪ ‬موقفه من حادثة ا فا‪:‬‬
‫لما رمى أهل ا فا عائشة رضي هللا عنها في تلا الحادثةه قالب أم أيوب ألبي أيوب‪ :‬أا تسمع ما يقول‬
‫الناس في عائشة؟ه قال بلى و لا الكقبه أكنب فاعلة لا يا أم أيوب؟ قالب ا وهللا ما كنب ألفعلهه قال‪ :‬فعائشة‬
‫وهللا خير مناه وإنما هو زور وإفا وبا له وفي أبي أيوب نزلب هق اآلية ( لوا إ سمعتمو ن المؤمنون‬
‫والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هقا إفا مبين) النور اآلية ‪.05‬‬

‫‪003‬‬
‫‪ ‬ــ جهاد وبعض مناقبه‪:‬‬
‫ال ) وا أجدني إا خفيفا أو ثقي ه وقد أهد‬‫كان أبو أيوب يقول‪ :‬قال هللا عز وجل ( انفروا خفافا ً وثقا ً‬
‫رضي هللا عنه العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه وأهد فتح‬
‫مصره وا ستخلفه علي على المدينة لما خر إلى العراقه ثم لحق به وأهد معه قتال الخوار ‪.‬‬
‫روى من أحاديث النبي صلى هللا عليه و سلم‪ 021 :‬حديثا اتفق البخاري ومسلم على سبعة منهاه وروى‬
‫عنه جماعة من الصحابة منهم‪ :‬ابن عباس وابن عمر والبراء بن عازب وجابر بن سمرة وأنس بن مالا‬
‫و يرهم‪.‬‬
‫وروى عنه من التابعين‪ :‬سعيد بن المسيبه وعروةه وسالم بن عبد هللاه وأبو سلمةه وعطاء بن يساره‬
‫وعطاء بن يزيده و يرهم‪.‬‬
‫‪ ‬ــ وفاته‪:‬‬
‫توفي سنة‪25 :‬هـ بالقسطنطينية من ب د الروم‪( :‬استامبول اليوم) في زمن معاويةه تحب راية ابنه‬
‫يزيده ودفن قرب سورهاه وقبر معلوم مشهوره وكان الروم يتعاهدون قبر ه ويستسقون به ا ا قحطوا‪.‬‬
‫‪ ‬ــ الخ صة‪:‬‬
‫هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة أبو أيوب األنصاري الخزرجي النجاري لبب عليه كنيته‪ .‬نزل عند‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا من مكةه وأقام عند حتى بنى مسجد الشري ‪.‬‬
‫كان يكرم النبي صلى هللا عليه وسلمه وكان يرد عن عر زوجه عائشة رضي هللا عنها لما رماها أهل‬
‫ا فا في تلا الحادثةه وقد نزل في لا قوله تعالى‪ ( :‬لوا إ سمعتمو ن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم‬
‫خيرا وقالوا هقا إفا مبين)‬
‫أهد رضي هللا عنه العقبة وبدرا والمشاهد ك لهاه مع النبي صلى هللا عليه وسلمه كما أهد فتح مصره‬
‫واستخلفه علي رضي هللا عنه على المدينة لما خر إلى العراقه ثم لحق به وقاتل معه الخوار ‪.‬‬
‫روى من أحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم‪ 021 :‬حديثا اتفق البخاري ومسلم على سبعة منهاه وروى‬
‫عنه جماعة من الصحابة منهم‪ :‬ا بن عباس وابن عمر وأنس بن مالا و يرهمه كما وروى عنه جماعة من‬
‫التابعين‪ :‬منهم سعيد بن المسيبه وعروةه وسالم بن عبد هللاه وعطاء بن يساره و يرهم‪.‬‬
‫وقد وفد أبو أيوب على ابن عباس لما كان أميرا على البصرة لعلي رضي هللا عنهمه فبالغ ابن عباس في‬
‫إكرامه مكافأة له على إكرامه لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫توفي سنة‪25 :‬هـ بالقسطنطينية من ب د الروم‪( :‬استامبول اليوم) في زمن معاوية تحب راية ابنه يزيده‬
‫ودفن قرب سورهاه وقبر هناك معلوم مشهور‪.‬‬
‫‪ ‬ـ األسئلة‪:‬‬
‫عرن أبا أيوب رضي هللا عنهه وا كر تاريخ وفاته ومكان دفنه‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫كي عامل أبو أي وب رضي هللا عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فترة مقامه في بيته؟‬ ‫‪-2‬‬
‫بين موق أبي أيوب وزجه رضي هللا عنهما من حادثة ا فا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تحدث عن جهاد أبي أيوب رضي هللا عنه في حياة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وبعد‬ ‫‪-4‬‬
‫وفاته‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫الدرس الثاني واألربعون‪:‬‬

‫أسماء بنب أبي بكر الصديق رضي هللا عنها‬

‫ين َولَ ْم يُ ْخ ِر ُجو ُك ْم ِمنْ ِديَا ِر ُك ْم‬ ‫َن الَّ ِقينَ لَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫( َا يَ ْن َها ُك ُم َّ‬
‫هللاُ ع ِ‬
‫َن الَّ ِقينَ‬ ‫س ِطينَ إِنَّ َما يَ ْن َها ُك ُم َّ‬
‫هللاُ ع ِ‬ ‫أَنْ تَبَ ُّروهُ ْم َوتُ ْق ِسطُوا إِلَ ْي ِه ْم إِنَّ َّ َ‬
‫هللا يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِ‬
‫اج ُك ْم أَنْ ت ََولَّ ْوه ُْم‬
‫ين َوأَ ْخ َر ُجو ُك ْم ِمنْ ِديَا ِر ُك ْم َو َا َه ُروا َع َلى إِ ْخ َر ِ‬ ‫قَاتَلُو ُك ْم فِي الد ِ‬
‫َو َمنْ يَت ََولَّهُ ْم فَأُولَئِاَ هُ ُم الظَّالِ ُمونَ ) سورة الممتحنة اآلية ‪.4‬‬

‫‪ ‬ــ التعري بها‪:‬‬


‫هي أسماء بنب أبي بكر الصديق رضي هللا عنهما القرأية التيميةه زو الزبير بن العوامه وأم عبد هللا‬
‫بن الزبيره تلقب بقات النطاقينه سماها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بقلا لكونها أقب نطاقها نصفين عند‬
‫هجرته صلى هللا عليه وسلم هو وأبو بكر الصديق رضي هللا عنه فربطب السفرة التي فيها الزاد بنص نطاقها‬
‫وربطب ا لسقاء بالنص اآلخره فلقبب لقلا بقات النطاقينه فهي منقبة لها عظيمة عانتهما على الهجرة في‬
‫سبيل هللاه وقيل سبب لا أنه صلى هللا عليه وسلم قال لها‪ :‬أبدلا هللا بنطاقا هقا نطاقين في الجنةه وأمها‬
‫قتيلة بنب عبد العزى قرأية من بني عامر بن لؤيه وهي أكبر من عائشة بعشر سنين وأختها ألبيها‪.‬‬

‫‪ ‬ــ مولدها وإس مها‪:‬‬


‫ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنةه وأسلمب وهي صغيرة بمكة بعد سبعة عشر إنساناه وتزوجها‬
‫الزبير بن العوامه وهاجرت إلى المدينة وهي حامل منه بولد عبد هللا بن الزبير فوضعته بقباءه وهو أول‬
‫مولود للمهاجرين‪.‬‬
‫روت من أحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ستا وخمسين حديثاه اتفق البخاري ومسلم على أربعة‬
‫عشر منهاه‬
‫وروى عنها جماعة منهم‪ :‬عبد هللا بن عباس ومنهم ابناها‪ :‬عبد هللا وعروة وأحفادها و يرهم‪.‬‬

‫‪ ‬ــ دورها في نجاح الهجرة النبوية‪:‬‬


‫كان ألسماء رضي هللا عنها دور كبير وسعي مشكور في نجاح هجرة النبي صلى هللا عليه وسلم وأبي‬
‫بكر الصديق رضي هللا عنهه حيث كانب تعينهما فتأتيهما في ار ثور بالطعام والشراب إ ا أمسب وتعد لهما‬
‫الزاد للسفر‪.‬‬
‫قالب أسماء‪ :‬ولما خر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن‬
‫هشامه فوقفوا على باب أبى بكر فخرجب إليهم فقالوا‪ :‬أين أبوك؟ قلب‪ :‬ا أدري وهللا أين أبيه قالب‪ :‬فرفع أبو‬
‫جهل يد ه وكان فاحشا خبيثاه فلطم خدي لطمة رح منها قر يه ثم انصرفوا‪.‬‬
‫وعن ابن الزبير عن أسماء قالب‪ :‬لما خر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وخر أبو بكر معهه احتمل‬
‫أبو بكر ماله كله معهه خمسة يان درهم أو ستة يان درهمه فانطلق بها معهه قالب‪ :‬فدخل علينا جدي أبو‬
‫قحافةه وقد هب بصر ه فقال‪ :‬وهللا إني ألرا قد فجعكم بماله مع نفسهه قالب‪ :‬قلب ك يا أبب إنه قد ترك لنا‬

‫‪005‬‬
‫خيرا كثيراه قالب‪ :‬وأخقت أحجارا فوضعتها في كوة في البيب القي كان أبي ي ع ماله فيهه ثم وضعب عليها‬
‫ثوباه ثم أخقت بيد فقلب‪ :‬يا أبب ضع يدك على هقا الماله فوضع يد عليه فقال‪( :‬ا بأسه إ ا كان قد ترك لكم‬
‫هقا فقد أحسنه وفي هقا ب غ لكم) وا وهللا ما ترك لنا أيئاه ولكن أردت أن أسكن الشيخ بقلا‪.‬‬

‫‪ ‬ــ زيارة أمها لها‪:‬‬


‫قدمب علي أسماء رضي هللا عنها أمها قتيلة بنب عبد العزىه بهدايا فأبب أن تقبل هديتها أو تدخلها إلى‬
‫بيتهاه وأرسلب إلى عائشة‪ :‬سلي رسول هللا صلى هللا عليه وسلمه فقال لتدخلها ولتقبل هديتهاه ونزل في لا‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ين َولَ ْم يُ ْخ ِر ُجو ُك ْم ِمنْ ِديَا ِر ُك ْم أَنْ تَبَ ُّروهُ ْم َوتُ ْق ِسطُوا إِلَ ْي ِه ْم إِنَّ‬
‫َن الَّ ِقينَ لَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫هللاُ ع ِ‬ ‫( َا يَ ْن َها ُك ُم َّ‬
‫ين َوأَ ْخ َر ُجو ُك ْم ِمنْ ِديَا ِر ُك ْم َو َاه َُروا َعلَى إِ ْخ َر ِ‬
‫اج ُك ْم‬ ‫َن الَّ ِقينَ قَاتَلُو ُك ْم فِي الد ِ‬
‫هللاُ ع ِ‬‫س ِطينَ إِنَّ َما يَ ْن َها ُك ُم َّ‬ ‫هللا يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِ‬
‫َّ َ‬
‫أَنْ ت ََولَّ ْوهُ ْم َو َمنْ يَت ََولَّهُ ْم فَأُولَئِاَ هُ ُم الظَّالِ ُمونَ ) سورة الممتحنة‪.‬اآلية ‪.4‬‬

‫‪ ‬ـ رأيها على ابنها عبد هللا بن الزبير‪:‬‬


‫لما حاصر الحجا عبد هللا بن الزبير وتفرق عنه قومه وخقلو ورأى من أمرهم ما رأى دخل على أمه‬
‫ق إا اليسير ممن ليس عند من‬ ‫أسماء رضي هللا عنها فقال‪ :‬يا أما ه قد خقلني الناس حتى ولدي وأهلي ولم يب َ‬
‫بني أنب أعلم بنفسا؛ إن‬
‫الدفع إا صبر ساعةه والقوم يعطونني ما أردت من الدنياه فما رأيا؟ فقالب‪ :‬وهللا يا ّ‬
‫ض له فقد قتل عليه أصحاباه وا تمكن من رقبتا تلعب بها لمان بني‬ ‫كنب تعلم أنا على حق وتدعو إليه فام ِ‬
‫أميةه وإن كنب إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنب أهلكب نفسا ومن قتل معاه وإن قلب إني على حق فلما وهن‬
‫أصحابي ضعفب فهقا ليس فعل األحرار وا أهل الدين‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا أما ه أخان أن يمثلوا بي ويصلبونيه فقالب يا بني الشاة إ ا بحب ا تتألم بالسلخه فامض على‬
‫بصيرتا واستعن ّ‬
‫باهلله فدنا منها وقبّل رأسها وقال‪ :‬هقا رأيي القي خرجبُ به داعيا إلى يومي هقاه وما ركنب‬
‫إلى الدنياه وما أخرجني إا الغ ب هلله وأن تستح َّل حرماتهه ولكن أحببب أن أعلم رأيا فزدتني بصيرةه‬
‫فانظري يا أما إني مقتول من يومي هقا ف يشت ّد حزنا وسلمي ألمر هللا فنن ابنا لم يتعمد إتيان منكر وا‬
‫عم بفاحشةه ولم يجر ولم يغدر ولم يظلم ولم يقر على الظلم ولم يكن يثر عندي من رضا هللا تعالى اللهم إني‬
‫ا أقول هقا تزكية لنفسي ولكن تعزية ألمي لتسلو عني‪.‬‬
‫فقالب‪ :‬إني ألرجو أن يكون عزائي فيا جمي ه إن تقدمت ِنيه احتسبتاه وإن فرتَ ه سررت بظفركه‬
‫اخر حتى أنظر إا َم يصير أمركه فقال‪:‬‬
‫خيراه ف تدعي الدعاءه فدعب لهه فودعها وودعتهه ثم قالب‪ :‬اللهم ارحم ول لا القيام في‬ ‫جزاك هللا َ‬
‫الليل الطويل و لا التحنث والظمأ في الهواجر بالمدينة ومكة وبر بأبيه وبي؛ اللهم قد أسلمته ألمرك فيه‬
‫ورضيب بما ق يب فأثبني في عبد هللا ثواب الشاكرين الصابرين‪.‬‬

‫‪ ‬ـ موقفها من الحجا بعد مقتل ابنها الزبير‪:‬‬


‫لما قتل الحجا ابن الزبير وصلبه أرسل إلى أسماء أن تأتيه فأببه فأرسل إليها لتأتين أو ألبعثن إليا‬
‫من يسحبا بقرونا حتى يأتيني باه فأرسلب إليه وهللا ا يتيا حتى تبعث إلي من يسحبني بقرونيه فلما رأى‬
‫لا م ى حتى دخل عليهاه وقال لها‪ :‬كي رأيتني صنعب بابنا؟ قالب رأيتا أفسدت عليه دنيا ه وأفسد عليا‬
‫يخرتاه وقد بلغني أنا كنب تعير بأني ات النطاقين وقد وهللا كنب ات نطاقينه أما أحدهما فنني كنب أرفع‬
‫فيه عام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم و عام أبيه وأما اآلخر فنطاق المرأة التي ا تستغني عنه فأي لا‬
‫ويل أما عيرته به؟‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫قال يا أما إن أمير المؤمنين أوصاني با فهل لا من حاجة؟ فقالب لسب لا بأم ولكني أم المصلوب على‬
‫رأس الثنية وما لي من حاجةه ولكن انتظر حتى أحدثا ما سمعب من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إني‬
‫سمعته يقول يخر في ثقي كقاب ومبير فأما الكقاب فقد رأينا تعني المختار بن أبي عبيده وأما المبير‪:‬‬
‫(المهلا) فانبه فقال أبير المنافقينه قالب بل تبير المؤمنينه فغ ب وقام من عندها ولم يراجعها‪.‬‬

‫‪ ‬ـ كرمها‪:‬‬
‫كانب امرأة سخية النفسه وكانب توصي أهلها وبناتها بالتصدقه تقول‪ :‬يا بناتي تصدقن وا تنتظرن‬
‫الف ل فننكن إن انتظرتن الف ل لم تجدنهه وإن تصدقتن لم تجدن فقد ‪.‬‬
‫وعن القاسم بن محمد قال‪ :‬سمعب ابن الزبير يقول‪ :‬ما رأيب امرأة قط أجود من عائشة وأسماءه‬
‫وجودهما مختل ه أما عائشة فكانب تجمع الشئ إلى الشئ حتى إ ا اجتمع عندها وضعته مواضعهه وأما‬
‫أسماء فننها كانب ا تدخر أيئا لغد‪.‬‬

‫‪ ‬ـ وفاتها‪:‬‬
‫عاأب أسماء إلى أن ولي ولدها عبد هللا بن الزبير الخ فة ثم إلى أن قتله وقد توفيب بمكة سنة‪37 :‬هـ‬
‫بعد مقتل ابنها بقليله قيل بعشر لياله وقيل بعشرين يوماه وبلغب ‪ 011‬سنة لم تسقط لها سن ولم ينكر لها‬
‫عقله وهي يخر المهاجرات وفاة رضي هللا عنها‪.‬‬

‫‪ ‬ــ الخ صة‪:‬‬


‫هي أسماء ات النطاقين بنب أ بي بكر الصديق رضي هللا عنهماه ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين‬
‫سنةه وأسلمب وهي صغيرة بمكة بعد سبعة عشر إنساناه وتزوجها الزبير بن العوام‪.‬‬
‫ثم هاجرت إلى المدينة وهي حامل منه بعبد هللا بن الزبير‪.‬‬
‫روت من أحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم‪ 24 :‬حديثا اتفق البخاري ومسلم على ‪ 56‬منها‪.‬‬
‫روى عنها جماعة منهم‪ :‬ابن عباس ومنهم ابناها‪ :‬عبد هللا وعروة وأحفادها و يرهم‪.‬‬
‫كان لها رضي هللا عنها دور كبير وسعي مشكور في نجاح الهجرة النبويةه وهي التي نزل في أأنها مع‬
‫ين َولَ ْم يُ ْخ ِر ُجو ُك ْم ِمنْ ِد َيا ِر ُك ْم أَنْ تَ َب ُّروهُ ْم َوتُ ْق ِ‬
‫سطُوا‬ ‫هللاُ ع َِن الَّ ِقينَ لَ ْم يُقَا ِتلُو ُك ْم فِي الد ِ‬
‫أمها قوله تعالى‪َ ( :‬ا يَ ْن َها ُك ُم َّ‬
‫س ِطينَ ) اآليات‬ ‫هللا يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِ‬
‫إِلَ ْي ِه ْم إِنَّ َّ َ‬
‫قدمب ابنها عبد هللا بن الزبير توجيهات رائعة حين حاصر الحجا ‪ .‬ولما قتله الحجا وصلبه كان لها‬
‫مع الحجا موق قوي وحديث مسكب ومؤثر‪.‬‬
‫كانب سخية النفسه توصي أهلها وبناتها با حسان والتصدقه فعن القاسم بن محمد قال سمعب ابن‬
‫الزبير يقول ما رأيب امرأة قط أجود من عائشة وأسماءه وجودهما مختل ه أما عائشة فكانب تجمع الشئ إلى‬
‫الشئ حتى إ ا اجتمع عندها وضعته مواضعهه وأما أسماء فننها كانب ا تدخر أيئا لغد‪.‬‬
‫توفيب بمكة سنة‪ 37 :‬ه بعد مقتل ابنها عبد هللا بقليله قيل بعشر لياله وقيل بعشرين يوماه وبلغب ‪011‬‬
‫سنة لم تسقط لها سن ولم ينكر لها عقله وهي يخر المهاجرات وفاة‪.‬‬
‫رضي هللا عنها‪.‬‬

‫‪007‬‬
‫‪ ‬ـ األسئلة‪:‬‬
‫‪ -0‬عرن بأسماء بنب أبي بكر وا كر تاريخ مي دها‪.‬‬
‫‪ -2‬ما الدور القي لعبته أسماء من أجل نجاح الهجرة؟‬
‫‪ -3‬ما الرأي القي قدمته أسماء ابنها حين استطلع رأيها في يخر يوم من صراعه مع الحجا ؟‬
‫وكي تعاملب مع ما أصابه؟‬
‫‪ -4‬ما الصفات والسجايا التي اتصفب بها أسماء رضي هللا عنها؟‬

‫‪008‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الدرس‬ ‫رقم الدرس‬ ‫المحور‬
‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪5‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪9‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪88 -84 :‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪11‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪90 - 89 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫دروس القرآن الكريم‬


‫‪14‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪95 -92 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪98 - 96 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪18‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪016 -99 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪20‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪001 -017 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪22‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪002 -000 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪24‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪007 -003 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪26‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآليات من‪021 -008 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪31‬‬ ‫المصالح المرسلة وسد الذرائع‬ ‫‪01‬‬


‫‪33‬‬ ‫عمل أهل المدينة‬ ‫‪00‬‬
‫‪34‬‬ ‫شرع من قبلنا‬ ‫‪02‬‬
‫‪36‬‬ ‫العام والخاص‬ ‫‪03‬‬
‫‪39‬‬ ‫المطلق والمقيد‬ ‫‪04‬‬
‫دروس األصول‬

‫‪41‬‬ ‫النص والظاهر والمؤول‬ ‫‪05‬‬


‫‪43‬‬ ‫المجمل والمبين‬ ‫‪06‬‬
‫‪45‬‬ ‫تعارض األدلة‬ ‫‪07‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفتوى‬ ‫‪08‬‬
‫‪50‬‬ ‫نشأة المذاهب الفقهية األربعة‬ ‫‪09‬‬
‫‪52‬‬ ‫مذهب اإلمام ابي حنيفة (أصول مذهبه)‬ ‫‪21‬‬
‫‪56‬‬ ‫( ‪)............‬‬ ‫مذهب اإلمام مالك‬ ‫‪20‬‬
‫‪60‬‬ ‫مذهب اإلمام الشافعي ( ‪)............‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪009‬‬
‫‪63‬‬ ‫مذهب اإلمام أحمد ( ‪)............‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪67‬‬ ‫اإلمامة‪ :‬تعريفها ـ مشروعيتها ـ انعقادها ـ الشروط‬ ‫‪24‬‬
‫المطلوبة في اإلمام ـ مهماته‬
‫‪70‬‬ ‫وجوب الحكم بما أنزل هللا ‪ -‬وجوب طاعة اإلمام في‬ ‫‪25‬‬
‫المعروف – حكم الفئة الباغية‬
‫‪73‬‬ ‫القضاء‪ :‬تعريفه ـ حكمه ـ أركانه ـ شروط تولية‬ ‫‪26‬‬
‫القضاة‬
‫‪75‬‬ ‫آداب القاضي ‪ -‬صالحياته ‪ -‬أعوانه‬ ‫‪27‬‬
‫‪78‬‬ ‫المدعي والمدعَى عليه والدعوى وكيفية التقاضي‬ ‫‪28‬‬
‫‪80‬‬ ‫الصلح‪ :‬تعريفه ‪ -‬مشروعيته – حكمه ‪ -‬األحكام ‪-‬‬ ‫‪29‬‬

‫دروس الفقه‬
‫المتعلقة به‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫الشهادة‪ :‬تعريفها – مشروعيتها – أقسامها – مراحلها‬ ‫‪31‬‬
‫‪ -‬رفعها‬
‫‪84‬‬ ‫الـبــــــــــيـــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــــــات‬ ‫‪30‬‬
‫‪86‬‬ ‫العدالة‪ :‬تعريفها ‪ -‬شروطها‪ -‬التبريز‪ -‬التعديل‬ ‫‪32‬‬
‫التجريح‬
‫‪88‬‬ ‫الحقوق المتعلقة بالتركة قبل القسم‬ ‫‪33‬‬
‫‪90‬‬ ‫أسباب اإلرث وموانعه‬ ‫‪34‬‬
‫‪92‬‬ ‫أصحاب الفروض‬ ‫‪35‬‬
‫‪97‬‬ ‫العصبة‬ ‫‪36‬‬
‫‪99‬‬ ‫العول واالنكسار‬ ‫‪37‬‬
‫‪109‬‬ ‫سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه‬ ‫‪38‬‬
‫معاذ بن جبل رضي هللا عنه‬ ‫‪39‬‬
‫دروس السيرة‬
‫‪105‬‬
‫‪109‬‬ ‫زينب بنت جحش رضي هللا عنها‬ ‫‪41‬‬
‫‪111‬‬ ‫أبو أيوب األنصاري رضي هللا عنه‬ ‫‪40‬‬
‫‪115‬‬ ‫أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي هللا عنها‬ ‫‪42‬‬
‫‪119‬‬ ‫الفهرست‬

‫‪021‬‬

You might also like