Professional Documents
Culture Documents
دروس عبر الخط مقياس مدارس و مناهج
دروس عبر الخط مقياس مدارس و مناهج
السنة الدراسية
2021-2022
1
المركز الجامعي مرسلي عبد اهلل-تيبازة-
معهد العلوم اإلجتماعية واإلنسانية
قسم العلوم االجتماعية
2
محاضرات السداسي الثاني
المدارس المنهجية الكبرى
-1المدرسة اإلسالمية
-2المدرسة الماركسية
-3المدرسة الماركسية المحدثة
-4المدرسة الوضعية
-5المدرسة البنيوية
-6المدرسة الوظيفية
-7المدرسة الوثائقية ومدرسة الحوليات
-8المدرسة األمريكية (نختصرها في عملية التوثيق)
-9المدرسة التحليل النفسي
ماهي&&ة المعرف&&ة :قب ل التط رق إلى مفه وم المعرف ة العلمي ة نتط رق بالتحدي د إلى الكلم تين -1
المكون تين له ذا المفه وم كونهم ا يش كالن ه ذا المفه وم و يلتقي ان مع ه في نط اق مح دد وهم ا المعرف ة
والعلم.
فالمعرفة هي مفهوم شامل وعام بكل ما يحيط باإلنسان من أحكام وتصورات ومفاهيم ومعتق دات في
مختل ف مج االت النش اط اإلنس اني .وهي تع ني ك ذلك ذل ك الرص يد الهائ ل من المع ارف والعل وم
و المعلومات التي اكتسبها اإلنسان خالل مسيرته الطويلة بحواسه و فكره وعقله.
أما العلم فهو نوع من المعارف تتسم بالوحدة و التكامل والنسقية ،كما يعتمد العلم على مبادئ تميزه
عن باقي أنواع المعارف األخرى ،و بتعبير آخر فإن العلم هو " المعرفة المصنفة التي تم الوصول
إليها بإتباع قواعد المنهج العلمي الصحيح مصاغة في قوانين عامة للظواهر الفردية المتفرقة.
وعلي ه ف إن المعرف ة أش مل وأوس ع من العلم ،إذ يبقى العلم يق وم على دراس ة وتحلي ل الظ واهر ،وهو
ج زء من المعرف ة .بمع نى آخ ر أن المعرف ة ش املة وعام ة تتض من مختل ف الج وانب اإلنس انية و في
شتى المجاالت و التخصصات ،فإذا استطاع اإلنسان في مجال معين و تخصص دقيق أن يحدد ذلك
3
المج ال المع رفي بدق ة و يق وم بالتج ارب العلمي ة ،و يص ل إلى نت ائج دقيق ة فيم ا يتعل ق ب ذلك الج انب
المعرفي فإنه في هذه الحالة تصبح تلك المعرفة علما قائما بذاته.
أنواع المعرفة :المعرفة عملية جدلية معقدة تحدث بأشكال مختلفة ولها مراحلها ،فقد تكون :
المعرفة الحسية التي مصدرها التقليد المحاكاة: -1
يتحص ل عليه ا اإلنس ان عن طري ق حواس ه ،وه ذا الن وع من المعرف ة يقتص ر على مج رد مالحظ ة
الص الت
بسيطة التي تقف عند مستوى اإلدراك الحسي العادي دون أن تتجه هذه المعرفة إلى إيجاد ّ
أو تسعى إلى إدراك العالقات القائمة بين الظواهر.
كما أن هذه المعرفة تأخذ شكال من التقليد مع أهل الثقة أو مصدر القوة شكالَ أحد المصادر الهامة
ساحرها أو ممارس الطب فيها
َ للمعرفة منذ أقدم العصور ،فعندما يلجأ الشخص إلى زعيم القبيلة أو
طامعا في الشفاء من مرض ،فهو يطلب المعرفة من
ً مستشيرا في أمر ما أو آمالً في إزالة ٍ
كرب أو
ً
()1
أشخاص لهم مكانتهم االجتماعية الخاصة بين قومهم.
يعد من أقدم األنماط المعرفية التي عرفتها اإلنسانية،
بالرغم من كون هذا الشكل من أشكال المعرفة ّ
و رغم الس يرورة اإلجتماعي ة و م ا أحرزت ه من تق دم إال أن ه ذا النم وذج أعطى حض وره بش كل
ملموس.
-2المعرفة الفلسفية ( التأملية ):
كثيرا ما يلجأ اإلنسان في سعيه لمعرفة أمور يجهلها أو فشل في تحصيل المعرفة حولها إلى نسب
ً
تل ك األم ور إلى ق وى مجهول ة ...خارق ة وق اهرة ،وخاص ة أن وس يلة ذل ك اإلنس ان في تحص يل
()2
المعرفة لم تخرج كثيرا عن حواسه وذاته.
-1صالح مصطفى الفوال :مناهج البحث في العلوم االجتماعية ،مكتبة غريب للطباعة ،القاهرة ،1982 ،ص.11
4
فعندما ينتقل تفكير اإلنسان من مرحلة اإلحساس إلى التأمل في األسباب البعيدة ( ما وراء الطبيعة
أو م ا س ماها "أوجس ت ك ونت" المرحل ة الميتافيزيقي ة ) والموض وعات المعق دة ك البحث عن الم وت
والحياة ،وصفات الخالق ووجوده ،وهذا النوع من المعرفة يتحصل عليه اإلنسان بواسطة استعمال
فك ره ال حواس ه ،حيث يس تخدم أس اليب التفك ير و التأم ل الفلس في لمعرف ة الس باب والحتمي ات البعيدة
الظواهر ،مما يتعذر حسمه بالتجربة.
-3المعرفة التي مصدرها التراث:
التراث الذي نعنيه هنا هو التراث المأخوذ عن مشاهير العلماء ،حيث سادت قناعة بأن قدماء العلماء
لهم نفس قداسة رجال الدين ...فهم منزهون عن الخطأ وكل ما يقولونه هو دائما صحيحا ال يقبل
()1
مجرد شك باعتبارهم قد ملكوا الحقيقة المطلقة.
جدال وال حتى ّ
-4المعرفة العلمية (مصدرها أهل الخبرة):
إذا استطاع اإلنسان عن طريق المالحظة والفرضية والتجربة التوصل إلى تفسير الظاهرة بصورة
علمي ة ،وأن يك رر التجرب ة ع دة م رات ليتوص ل إلى نفس النتيج ة ،ف إن المعرف ة في ه ذه الحال ة هي
معرف &&ة علمية ال تي تق وم أساس ا على األس لوب اإلس تقرائي وال ذي يعتم د على المالحظ ة المنظم ة
للظواهر و فرض الفروض و إجراء التجارب و جمع البيانات و تحليلها ،للتأكد من صحة الفروض
أو عدم صحتها.
وأه ل الخ برة هن ا ...هم المتخصص ون ،وم ا دام وا متخصص ين فالب د أنهم ملك وا فن ون المعرف ة
وتقنياته ا ،ل ذلك تجب الثق ة بهم وأخ ذ المعرف ة عنهم ،لكن ه ل االس تعداد بقب ول آراء ه ؤالء اس تعداد
()2
مطلق أو غير مشروط ؟!
بمع نى أن المعرف ة العلمي ة هي المعرف ة ال تي تق وم على أس اس المنهجي ة في الدراس ة الش املة
للموض وع ،بحيث تك ون النتيج ة النهائي ة قائم ة على تحلي ل دقي ق للحق ائق ،ومس تندة على األدل ة و
الشواهد المتوفرة على محتوى الموضوع ،وهي نوع من المعرفة المتنامية باستمرار و ال يمكن أن
تكتفي بما تم اكتسابه ألن هدفها هو زيادة اكتشافاتها حول الظواهر دون توقف ،أي أن كل اكتشاف
يؤدي إلى اكتشاف آخر و هكذا دواليك ( .وهو ما يعبر عنه عادة بتراكم المعارف الذي ال نهاية له،
أو ما يعرف أيضا بتتابع ثورات المعرفة ).
5
المعرفة التي مصدرها التفكير االستنباطي:
االستنباط :ينهض على مبدأ ما يصدق على الكل وإ نما يصدق بالضرورة على الجزء ،لذا فاإلنسان
يس عى من خالل االس تنباط إلى إثب ات أن الج زء يق ع منطقي ا في إط ار الك ل ،ووس يلة اإلنس ان في
()1
تحقيق هدفه االستنباطي هي القياس.
والقياس في سعيه إلثبات أن الخاص جزء من العام إنما يعمل على اختبار صدق نتيجة ما أو حقيقة
معين ة ،ولكن األم ر ليس به ذه البس اطة ،ألن القي اس ينهض على ثالث قض ايا ،األولى والثاني ة
قض يتان تمهي ديتان ...مهمتهم ا األساس ية التمهي د للوص ول إلى النتيج ة ،ل ذلك فهم ا مق دمتان ،أم ا
()2
القضية الثالثة فهي بالطبع النتيجة التي مهدت لها المقدمتان.
ولمزيد من الشرح نقدم القضية االستنباطية المشهورة التي تقول" :كل البشر ميتون « مقدمة كبرى»
()3
اإلمبراطور بشر « مقدمة صغرى» إذن ...اإلمبراطور ميت « نتيجة»"
و علي&&ه ف&&إن أطروح&&ة االس&&تنباط :االس تنباط العلمي ه و اس تدالل مس تمد من افتراض ات عام ة بغي ة
التحقق من صحتها في الواقع ،و تدعي هذه األطروحة أن العالقات الممكنة بين الظواهر ما هي إال
بن اءات فكري ة يمكن التحق ق منه ا في الواق ع الحق ا ،وعلي ه و حس ب ه ذه األطروح ة ف إن االف تراض
يبنى أوال ثم يتم التحقق منه ال حقا.
6
المحاضرة الثانية :البحث العلمي ،أنواعه و خصائصه
تمهيد:
لقد تفطنت الدول المتقدمة في هذه األهمية التي يوليها البحث العلمي ،فبدأت في تشجيعه و تطويره،
و بذلك أولت أهمية كبرى في تكوين الرأس المال البشري الذي ُيعد بمثابة ركيزة أولية في إنتاج
المعرفي الذي بدوره ينعكس على تحصيل حاصل تطور المجتمعات ،و لكي تنهض الدول المتخلفة
من س باتها العمي ق و ت واكب التط ور التكنول وجي الحاص ل في ال دول المتقدم ة ،ل زم على قادته ا
السياس ين و ال تربويين أن يواكب وا المجتمع ات المتقدم ة في ه ذا التط ور و أن يول وا إهتمام ا أك بر
للبحث العلمي ،و ذل ك من خالل إعتب اره المح رك األساس ي لعجل ة التنمي ة في أي بل د ،ه ذا األخ ير
الذي هو الفعل المعرفي و الفعل العلمي الذي ينتج المعرفة العلمية ،فما هو البحث العلمي؟ و ماهي
خصائصه ؟ و ماهي أـنواعه؟
مفهوم& البحث العلمي : -1
في محاولة تعريف " البحث العلمي " يجب أوال أن نقف عند التساؤالت التالية :كيف يجب أن ننظر
1
إلى البحث العلمي ؟
هن اك ع دد من التعريف ات في إط ار البحث عن تحدي د مفه وم البحث العلمي نورده ا فيم ا يلي ،كم ا
جاءت تاركين للقارئ حرية االختيار للتعريف الذي يرى فيه الدقة والموضوعية ،وإ ذا حاولنا تحليل
مصطلح “البحث العلمي” نجد أنه يتكون هذا المدلول من كلمتين :البحث ،والعلمي.
البحث فهو :مصدر الفعل الماضي بحث ،ومعن اه طلب ،فتش ،تقصى ،تتب ع ،تحرى ،س أل ،ح اول،
اكتشف ،فيكون معنى البحث لغويا هو الطلب ،والتفتيش ،والتقصي لحقيقة من الحقائق ،أو أمر من
األمور ،فالبحث عملية استقصاء منظمة ودقيقة لجمع الشواهد واألدلة ،بهدف اكتشاف معلومات أو
عالق ات جدي دة أو تكمي ل ن اقص أو تص حيح خط أ .على أن يتقي د الب احث بإتب اع خط وات للبحث
العلمي وأن يختار المنهج واألدوات الالزمة للبحث وجمع المعلومات.
أما العلمي فه و :كلم ة منس وبة إلى العلم ،والعلم يع ني المعرف ة ،والدراي ة ،واإلدراك للحق ائق ،ف العلم
()2
يعني اإلحاطة واإللمام بالحقائق ،وكل ما يتصل بها.
و ب التركيب بين م دلول الكلم ة األولى "البحث" و م دلول الكلم ة الثاني ة " العلمي " تص بح عب ارة "
البحث العلمي" تع ني لغ ة التقص ي و التف تيش و التتب ع لموض وع ه و العلم و وف ق قواع د و ش روط
هي األخرى حكرا على العلم.
و بم ركب ه اتين الكلم تين فيعت بر البحث العلمي"ه و وس يلة لالس تعالم واالستقص اء المنظم وال دقيق
الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح
الرشيد بشير صالح ،مناهج البحث التربوي ،دار الكتاب الحديث ،ط ،1الكويت.2000 ، 1
-2غازي عناية :إعداد البحث العلمي ،دار الشهاب ،باتنة ،الجزائر ،1985 ،ص .11
7
المعلومات الموجودة فعالً ،على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق ،خطوات المنهج العلمي،
واختي ار الطريق ة واألدوات الالزم ة للبحث وجم ع البيان ات”والمعلوم ات ال واردة في الع رض بحجج
1
وأدلة وبراهين ومصادر كافية.
ويمكن تعريف البحث العلمي أيضا بأنه عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفاً لحقيقة جديدة،
أو التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثها ،وإ ضافة شيء جديد لها ،أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها
شخص باحث بتقصيها وكشفها وحلها.
والعلم أساس ه المعرف ة ،إال أن ه أوس ع منه ا إلمام ا وإ حاط ة ،ف العلم يع ني اإللم ام بالحق ائق الكلي ة،
والمركب ة ،في حين تع ني المعرف ة اإللم ام بالحق ائق الجزئي ة والبس يطة .ومن هن ا ف العلم يطل ق ع ادة
على مجموع ة مس ائل ،وأم ور وحق ائق كلي ة تجمعه ا جه ة واح دة :كعلم الكالم وعلم النح و ،وعلم
()2
الكونيات ،وعلم اآلثار وعلم النبات.
فمادة البحث العلمي هي مادة جد خصبة و هي التي تؤهل الباحث في دراسته على تقصي الحقائق
العلمي ة و الوص ول الى نت ائج يقيني ة تص بح بمثاب ة ق انون ع ام يحكم الظ اهرة بغض النظ ر عن ن وع
ه ذه الظ اهرة س واء أك انت ظ اهرة إجتماعي ة أو نفس ية أو تربوي ة أو إعالمي ة...إلخ ،فه و تؤه ل
الباحث إلى البحث ومن ثم إلى التفاوت العلمي في نتائج البحث العلمي و في الدرجات العلمية.
-2أنواع البحث العلمي:
إن البحث العلمي ه و أول وس يلة علمي ة ته دف إلى إيج اد حل ول واس تخالص نت ائج ألبح اث
ولمشكالت علمية معينة وللوصول إلى نتائج ايجابية يجب إتباع جميع خطوات البحث العلمي.
البحث العلمي النظري :ويستهدف الوصول إلى المعرفة من أجل المعرفة فقط دون أن يكون هناك
ه دف تط بيقي مقص ود ،ف البحث العلمي النظ ري ،يق وم ب ه الب احث فق ط من أج ل اإلحاط ة بالحقيق ة
العلمية ،وتحصيلها ودون النظر إلى التطبيقات العلمية لها.
البحث العلمي التط&&بيقي :ويس تهدف الوص ول إلى المعرف ة ليس فق ط ب المعنى المح دد له ا وألجله ا،
وإ نما تحقيقا وابتكارا لكل معين ،ومقبول للقضايا والمشكالت التي تهم المجتمع ،ويعاني منها.
8
تحديد الظاهرة المراد دراستها ،أو وجود ظاهرة تستدعي البحث. -1
تحديد الموضوع الذي سيقوم به الباحث. -2
تحديد عنوان الموضوع ،واألخذ بعين االعتبار المحددات الزمانية والمكانية. -3
يجب أن نحدد الطرق المنهجية اإلجرائية سواء كانت تلك الطرق متعلقة بالبحث النظري أو -4
البحث التجريبي ،كما يجب أخذها بعين االعتبار حتى تشكل إجراءات دقيقة للبحث المنوي القيام به
أدوات البحث المس تخدمة ،تع د أداة الدراس ة من الج وانب المهم ة خاص ة فيم ا يتعل ق -5
بالدراس ات التجريبي ة ممثال ذل ك في اختي ار األداة وتحدي د وظيفته ا في جم ع المعلوم ات المتعلق ة
(1
بموضوع الدراسة ،كما يرتبط استخدام األداة بطبيعة المنهج المستخدم في الدراسة...
-3خصائص التفكير العلمي:
المقدم على مستوى كفؤ من
بد من توافرها ليصبح البحث ّ
معينة ومعايير ال ّ
العلمي خصائص ّ
ّ للبحث
أهم هذه الخصائص:
األبحاث ،ومن ّ
العلمي ة الدقيقة؛ حيث
ّ الخاصية تعني أن يكون الباحث ملتزم اً بالمقاييس
ّ لموضوعية :وهذه
ّ ا -1
وتقوي وجهة نظره ،وعليه أيض اً أن يذكر الحقائق يعمل على وضع ك ّل الحقائق واألدلّ ة التي تدعم ّ
توص ل إليه ا منطقي ة ،وأن
ّ ال تي ق د تتع ارض م ع حقائق ه وتص وراته ،على أن تك ون النتيج ة ال تي
يعترف بالنتائج التي استخلصها حتى لو خالفت رأيه الذي بنى عليه بحثه.
اعتم&&اد األس&&اليب الص&&حيحة والهادفة :وه ذه الخاص ّية تع ني أن يعم ل الب احث على دراس ة -2
علمي ة وهادف ة
المش كلة ال تي يطرحه ا من ك ّل الج وانب ،وأن يج د حاّلً له ا ،على أن يس تخدم طرق اً ّ
العلمي ة كأساس :يجب على الباحث أن ُي راعي
ّ تساعده في الوصول للنتائج المطلوبة .اعتماد القواعد
علمي ة مطلوب ة بش كل كب ير خالل البحث في
العلمي ة ال تي تعتم د على قواع د ّ
ّ في بحث ه األس اليب
سيتوص ل إليها
ّ أي من هذه القواعد يخ ّل بشكل كبير بالنتائج التي
الموضوع ،وإ ّن إغفال أو إهمال ّ
الباحث في النهاية.
الفكري :وه ذه الخاص ية تتطلّب من الب احث أن يح اول معرف ة الحقيق ة فق ط دون أن
ّ االنفتاح -3
يخل ط بين أفك اره والتزامات ه ومعتقدات ه ،بمع نى أن ال يك ون متزمت اً في ط رح رؤي ة واح دة فق ط من
عقلي ة متفتحة على ك ّل األفكار األخرى التي قد تعارضه،
منطلق تفكيره وحده ،ويجب أن يكون ذا ّ
حتى لو لم تعجبه.
العلمي أن ال يتس ّرع الب احث
ّ أهم خص ائص البحث نهائي&ة متس&رعة :من ّّ عدم إصدار أحك&ام -4
في إص دار األحك ام ،وعلي ه أن يت ّأنى بدرج ة كب يرة قب ل أن ُيص در حكم اً من األحك ام ،وال تي في
- 1نبيل احمد عبد الهادي :منهجية البحث في العلوم اإلنسانية ،األهلية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2006 ،ص ص 24-23
9
النهاي ة يجب أن تك ون مس تندةً إلى ب راهين وحجج ،وأن يعم ل على إثب ات نظريت ه ال تي ب نى بحث ه
عليها.
العنوان :عنوان البحث أو الرسالة بمثابة توضيح لما يحتوي عليه موضوع البحث ،ويكتب في عدد
قلي ل من الكلم ات ،ال تتج اوز س تين حرفً ا ،على أن تتض من متغ يرات الدراس ة ،وعلى الب احث أن
يخت ار األلف اظ الواض حة ،م ع االبتع اد عن الغ ريب والمبهم ،إال إذا اقتض ت الدراس ة تض مين مف اهيم
غير دارجة ،وهنا يجب أن يضع الباحث تعريفًا إجرائيًّا لها.
المقدم&&ة :والمقدم ة البحثي ة توض يح لماهي ة موض وع البحث بص ورة عمومي ة ،وتكتب في فق رات،
ودون أن يك ون به ا أي توثيق ات ،وحجم المقدم ة ال يق ل عن نص ف ص فحة ،وال يزي د على خمس
صفحات ،ويجب أن يكون هناك تناغم بين حجم البحث أو الرسالة ،وحجم المقدمة العلمية.
ص&&ياغة اإلش&&كالية :وهي عب ارة عن فق رة أو اثن تين تتض من ج وانب المش كلة بش كل مختص ر ،كي
التجريبي ،أو االستداللي ،أو االستقرائي ...إلخ ،مع توضيح سبب اختياره لمناهج معينة من مناهج
البحث العلمي دون غيرها.
األسئلة والفرضيات :تمث ل األس ئلة والفرض يات عص ب البحث العلمي ،وجمي ع األج زاء ال تي تليهم ا
ترتبط بهما بصورة مباشرة ،وهي تمثل التوقعات المحتملة؛ لمعالجة قضية أو موضوع البحث.
اإلطار النظري :يتألف اإلطار النظري ألي بحث علمي من مجموعة األبواب ،وما يتفرع منها من
فص ول ،وبالتبعي ة م ا تنقس م إلي ه الفص ول لمب احث ،ثم بالمث ل مط الب ،ويمكن أن يض اف إلى ذل ك
جزء المؤلفات السابقة في فصل منفصل حال توافر ذلك.
النتائج والتوصيات والمقترحات :بعد تدوين اإلطار النظري ،وما يتضمنه من شروح وتفصيالت،
يس تخلص الب احث نت ائج البحث ،ثم يلي ذل ك وض ع توص يات مثم رة ،ثم مقترح ات لموض وعات في
نفس تخصص البحث ،ويدعو الباحث غيره لتفصيلها.
10
استعراض ا لمفه وم
ً خاتم &&ة البحث :ينهي ال دارس أو الب احث رس الته بخاتم ة البحث ،وال تي تش مل
11
المحاضرة الثالثة :مناهج البحث المستخدمة في العلوم االجتماعية
تمهيد:
ك ل دراس ة علمي ة تحت اج إلى منهج تعتم د علي ه أو ع دة من اهج و ذل ك وفق ا لطبيع ة الموض وع ،إذ
يعتبرالمنهج الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للموضوع إلكتشاف الحقيقة ،و إستنادا ذلك إلى
الدراسة.
بصدد ّ
طبيعة الموضوع و عمال على تحليل إشكالية البحث في الموضوع الذي هو ّ
أوال :مفهوم المنهج :
يش ير مص طلح المنهج إلى جمل ة اإلج راءات واألس اليب ال تي يس تخدمها الب احث في جم ع البيان ات
وتص نيفها وتحليله ا ،ويوض ح م ا انبنت علي ه من مس لمات نظري ة وأس ئلة محوري ة ،ت بين تبعاته ا
وتوقعاته ا ،وتعمم نتائجه ا وتق ترح تطبيق ات جديدة ،ويكشف عن المبادئ واألس س المنطقي ة في ح ل
المشكالت كما تقترح صياغات جديدة لتلك المشكالت.
المناهج هي طريقة تفكير و عمل منظم يقوم على المالحظة و الحقائق العلمية . 1
الموضوعية :أي البعد عن التحيز و الميول الشخصي . 2
الديناميكية و المرونة أي قابلية التعديل و التغيير نظرا لما يطرأ من جديد في العلوم . 3
التعميم :إمكانية تعميم نتائج البحوث و االستفادة منها في دراسة ظواهر أخرى مشابهة . 4
القدرة على التنبؤ :أي أن المناهج قادرة على وضع تصور لما يمكن أن تكون عليه ظواهر 5
مدروسة مستقبال .
-1البديات األولى:
ارتبطت ب دايات الفك ر االجتم اعي اإلنس اني بالحض ارات القديم ة و خاص ة المص رية و اليوناني ة و
بالذات عند أفالطون و تلميذه أرسطو ،و قد مهدت لهما أعمال خالدة لمفكرين من الشرق و الغرب
( األقدمين أمثال :سولون ( 559 – 640ق.م ) صاحب كتاب دستور سولون و اكتيانوفون
480 – 570ق.م ) الذي بحث في االقتصاد المنزلي و التربية االجتماعية السياسية و الطغيان و
أث ره على الف رد و المجتم ع كم ا ال ننس ى دور س قراط ( 399 – 469ق.م ) و منهج ه الق ائم على
12
الش كل و التجرب ة ك دليل مقن ع كم ا ال ننس ى دور الفيلس وف اليون اني أبيق ور 270 – 341ق.م )
مكتشف الدوافع اإلنسانية .
إن التاريخ المصري القديم حافل باإلسهامات الفكرية اإلنسانية بما حواه من فكر اجتماعي ناضج ،
و قد برز الفكر االجتماعي المصري القديم من خالل :
ب رز المص ريون في ع دة مج االت علمي ة ( ص ناعة الحلي ،األواني النحاس ية و الذهبي ة ، -
تشخيص األمراض و معالجتها ،التحنيط ،الزراعة ،حفظ المعلومات و الدواوين ) ... ،
إتباع المصريين لمناهج علمية مثل المسوح االجتماعية الشاملة ،و ملء االستمارات لجمع -
البيانات ،و قد أكد جورج سارتون في كتابه ( تاريخ العلم ) 1956فقال ( المصريون القدامى لم
يب دأوا إقام ة العلم و اس تخدامه فق ط و إنم ا قطع وا أش واطا طويل ة في نفس الطري ق ـ طري ق المنهج
العلمي ـ الذي ما زلنا نسير فيه حتى اليوم ) .
ه ذا و ق د لعبت جامع ة اإلس كندرية المؤسس ة في ب دايات الق رن الث الث قب ل الميالد دورا ب ارزا في
التع اون بين علم اء مص ر و علم اء اإلغري ق ،فق د ك ان س تراتون أول رئيس له ا ،و من علمائه ا
أرخميتس الرياضي الشهير و بطليموس الفلكي و إقليدس المهندس و جالينوس الطبيب الفاضل .
إضافة إلى ما سبق فإن المجتمع المصري كان بناؤه اجتماعيا يتكون من ثالث طبقات ( آل -
فرعون و رجال الدين طبقة ،األشراف طبقة ثانية ،و الشعوب طبقة ثالثة )
-3عند المسيحيين:
ارتبط الفكر االجتماعي اإلنساني بمساهمات عديدة لمفكرين مسيحيين أمثال كليمان االسكندري (
212 – 150ق م ) ،الق ديس أوغس طين ( 430 – 354ق م ) ،توم اس االكوي ني ( – 1255
1274م ) ..الخ .
الهوتي يوناني مسيحي ،تتلمذ على يد رئيس مدرسة التعليم الديني باإلسكندرية ،له إلمام باآلداب
اإلغريقي ة ،دع ا لتحري ر العب اد ،و ح ارب التمي يز العنص ري ،و ن ادى بالمس اواة االجتماعي ة بين
األحرار و العبيد .
13
مزج بين المسيحية و الفلسفة اليونانية و تصور مجتمعين :
فيلس وف اله وتي ايط الي ك اثوليكي داف ع عن المس يحية و اهتم بنظ ام ال رق و ن ادى بالقض اء على
الفوارق بين األغنياء و الفقراء و دافع عن الملكية الفردية.
-4عند المسلمين:
أب دع المس لمون في ع دة مج االت علمي ة و خاص ة في العل وم االجتماعي ة و اإلنس انية و من
هؤالء :الفارابي ،ابن مسكويه ،البيروني ،اإلمام الغزالي ،ابن حزم األندلسي ،ابن سينا ،ابن
خلدون .. ،الخ
من خالل كتابه ( آراء أهل المدينة الفاضلة ) عرض أفكارا اجتماعية إنسانية عديدة منها :
حدد الفارابي أشكال التجمع اإلنساني و صنفها إلى مجتمعات كاملة و أخرى عكس ذلك ، -
فالمجتمعات الكاملة تكون على مستوى المعمورة ثم على المستوى القومي ثم على المستوى المدني
( المدينة ) .
طبيع ة الم دن ص نفها الف ارابي إلى م دن فاض لة تتع اون فيه ا األف راد و يرأس ها رئيس ن اجح -
بشروط مكتسبة أساسها الحكمة و شروط فطرية .
ح دد الف ارابي عوام ل توح د المجتم ع و تفكك ه ،فعوام ل التوح د تنقس م إلى عوام ل عرقي ة -
( وح دة الجنس ) و ثقافي ة ( وح دة اللغ ة ) و طبيعي ة ( وح دة البيئ ة ) و اجتماعي ة ( المص اهرة ) و
نفس ية ( وح دة األخالق ) ،و عوام ل التفك ك هي البع د عن أس باب الفض يلة ،و ع دم الق درة على
تحقيق السعادة ( سعادة العقل ) و ( فعل الخير ) و ( القرب من اهلل )
14
هناك عدة طرق و مناهج مستخدمة حسب موضوع البحث و خصائصه ،فالبحث في الرياضيات
(الكم المج رد ) ال يمكن أن يك ون بالمالحظ ة و التجرب ة ،و البحث في الم ادة الحي ة أو الميت ة ال
يمكن أن ي درس باالس تدالل النظ ري وح ده ،و موض ع األخالق يختل ف في طريق ة بحث ه عن علم
المنط ق االس تداللي ،و هك ذا تتن وع المن اهج من علم آلخ ر ،و ال يمكن وض ع تص نيف موح د
لمختلف العلوم ،و إنما هناك عدة تصنيفات منها :
تصنيف ماركيز :صنف المناهج إلى 6كما يلي :التاريخي ،التجريبي ،الفلسفي ، –1
دراسة الحالة األنتروبولوجي ( تطور علم اإلنسان عبر التاريخ ) ،دراسات مسحية .
تصنيف ويتني :صنف المناهج إلى : 7التاريخي ،التجريبي ،الوصفي ،الفلسفي ، –2
التنبؤي ،االجتماعي اإلبداعي .
تصنيف غود و سكاتس :صنف المناهج إلى : 5التاريخي ،التجريبي ،الوصفي ، –3
دراسة الحالة ،دراسة النمو و التطور .
15
المحاضرة الرابعة :المنهج الكمي والكيفي
تمهيد:
ال يوجد هن اك منهج واح د للبحث العلمي ،ب ل تتع دد من اهج البحث العملي ،وذل ك لكي تناس ب هذه
المن اهج كاف ة البح وث ،ويجب على الب احث أن يك ون دارس ا لك ل من اهج البحث العلمي وعارف ا
بخصائصها ،وذلك لكي يستطيع اختيار المنهج المناسب لبحثه العلمي ،وفيما يلي سوف نعرض أهم
المناهج إستخداما في البحث العلمي .
-منهجية كمية تعود اصولها الى المدرسة الوضعية ،وتمثلها من البراديغمات (مصطلح البراديغم (
" )Paradigmeكلم ة التيني ة في األص ل ( ،)paradigmaوفي العص ور القديم ة أي قب ل تط ور
العلوم الحديثة ،كانت هذه الكلمة تعني أي نوع من النموذج يمكن نسخه أو القياس عليه أو مقارنة
شيء آخر".
-منهجية كيفية :يعتبر البحث النوعي عموما على أنه الدراسة التي يمكن القيام بها أو إجراءها في
الس ياق أو الموق ف الط بيعي ،حيث يق وم الب احث بجم ع البيان ات أو الكلم ات أو الص ور ،ثم يحلله ا
بطريقة استقرائية وتصف العملية بلغة مقنعة ومعبرة.
-1ال ترك ز البح وث النوعي ة على الط رق الرقمي ة واالحص ائية في تفس ير البيان ات المجمع ة
والنت ائج ،كم ا في البح وث الكمي ة ،ب ل تعم ل على تفس ير الظ واهر المبحوث ة بأس لوب إنش ائي يعتم د
التعبير بعبارات وجمل توضح ماهية وطبيعة تلك الظواهر ،وعالقاتها المتداخلة مع بعضها.
-2يس تخدم الب احث الن وعي المالحظ ة المتفاعل ة ،والمقابل ة الشخص ية المتعمق ة ،وتحلي ل الوث اق،
كأدوات لجمع البيانات .وقد تختلف طريقة المقابلة هنا ،بين فرد وآخر من أفراد مجتمع الدراسة ،أو
عينته .بخالف الباحث الكمي الذي تكون فيه أسئلة المقابلة (واالستبيان) نمطية ،ومعدة مسبقاً
-3يح اول الب احث في البحث الن وعي فهم الظ اهرة في ظروفه ا ال تي تمت فيه ا .وال يه دف إلى
تعميم النتائج .بينما يعتمد البحث الكمي على قياس الظاهرة ،وإ يجاد العالقات بين األسباب والنتائج،
والتعبير عنها (رقمياً) ،وتعميم نتائجها على حاالت أخرى
-4غالباً ما يختار الباحث ،في البحث النوعي ،عينة مقصودة (عمدية) ،تكون محدودة العدد ،بينما
يخت ار الب احث ،في البحث الكمي عين ة عش وائية في الغ الب ،تك ون ممثل ة لمجتم ع الدراس ة ،بغ رض
تعميم النتائج على الحاالت المشابهة األخرى.
16
-5ال يكون الباحث محايداً ،في البحث النوعي ،بل تكون لديه مرونة في التغيير في خطة البحث،
وف ق مجري ات البحث والبيان ات المجمع ة .فه و يض ع خط ة أولي ة قابل ة للتع ديل .بينم ا يل تزم الب احث
الكمي بالخط ة الموض وعة ،والمواف ق عليه ا ،وأس ئلة البحث بش كل مس بق ،يل تزم به ا خالل بحث ه.
وعلى هذا األساس فإنه عندما يضع أسئلة المقابلة واالستبيان ،بشكل مسبق ،ال يغير فيها ،ويلتزم
بسمات الصدق والثبات في أدوات جمع البيانات.
-6المنهج ان الن وعي والكمي ليس ا متعارض ين أو متض ادين ،حيث أن ه يمكن اس تخدامهما مع اً في
نفس البحث .فيكون جانباً من البحث نوعي ،وجانب اً آخر ،يكمله ،كمي .ويحصل الباحث على نتائج
من خالل خلط المنهجين.
كذلك فإنه يمكن أن يستخدم البحث النوعي لدراسة الظواهر والحاالت التي ال تتوفر معلومات وافية
عنه ا ،أو لمعرف ة أش ياء جدي دة عن ح االت مطل وب التعم ق فيه ا ،بغ رض فحص ها ودراس تها الحق اً
بطريقة وببحث كمي
-7يستخدم البحث النوعي عادة في المجاالت التي يتبين للباحث أن األساليب والمقاييس الكمية ال
تستطيع وصف أو تفسير المشكلة أو الحالة المعروضة .مثال ذلك دراسة خاصية التفوق واإلبداع
عند الطلبة أو الموظفين ،والخصائص العقلية الذهنية اإلبداعية ،عند األفراد والجماعات
-8يجم ع الب احث الن وعي بيانات ه ،ويش تق معلومات ه مي دانياً ،من المص ادر الطبيعي ة لألح داث .حيث
يعمل الباحث موقعياً ،طيلة فترة البحث ،في مكان الظاهرة أو الحدث ،ويشتق معلومات من العاملين
في الموقع ،إضافة إلى الوثائق التي قد تتوفر في ذلك الموقع .وقد يحتاج إلى جمع مزيد من البيانات
والمعلومات من أشخاص آخرين في مواقع أخرى ،ولهم عالقة بمجريات األمور في الموقع المعني
البحث. ب
الب احث في البحث الن وعي يك ون ه و األداة األساس ية لجم ع المعلوم ات .ويعتم د في مقابالت ه
ومش اهداته وتحريات ه على إمكانات ه الذاتي ة ومهارات ه في التحلي ل والتفس ير .ل ذا فه و يتح دث م ع
المبحوثين ،أو يالحظ أنشطتهم ،أو يقرأ وثائقهم وسجالتهم ،من موقف ومنطلق خاص به
-9يس لم البحث الن وعي ب أن الس لوك اإلنس اني مرتب ط بالبيئ ة ال تي يج ري به ا البحث ويعيش فيه ا
المبحوثين .وهنالك تأثيرات اجتماعية وثقافية وتاريخية على الخبرات اإلنسانية .بينما تدعو البحوث
الكمية إلى عزل السلوك اإلنساني عن المحيط الذي يتواجد فيه األفراد المعنيين بالبحث .
17
-10ال يتح دد البحث الن وعي بفرض ية مع دة مس بقاً ،أو يخت بر العالق ة بين المتغ يرات المس تقلة
والمتغ يرات التابع ة المع دة مس بقاً .ب ل أن ه ي درس جمي ع العوام ل والم ؤثرات في موق ف معين ،أي
الخبرة اإلنسانية بشكل كلي أوالً .لذا يأخذ الباحث من المقابلة أو المالحظة األولى معنى ما يسمع أو
ي رى ،ثم يض ع في ض وءه تخمين ات تتط ور الحق اً إلى فرض يات ،يعم ل على تأكي دها أو نفيه ا ،من
خالل مقابالته ومالحظاته الالحقة ،ويخرج بالتفسيرات والنتائج
-11عملي ات جم ع البيان ات والمعلوم ات تت داخل م ع عملي ات تحليله ا في البحث الن وعي .ك ذلك
يتطلب البحث النوعي وقتاً أطول في تحليل البيانات من البحث الكمي .فهو يحتاج إلى وقت مساوي
لوقت جمع البيانات ،ويتطلب تحليل مستمر ومتزامن مع جمع البيانات .وبعبارة أوضح أن الباحث
ال ينتظر حتى يتم جمع البيانات كاملة ليبدأ بالتحليل ،كما هو الحال في البحث الكمي
18
المحاضرة الخامسة :المنهج الوصفي
-تمهيد:
كم ا يع د ه ذا المنهج الطريق ة ال تي يس عى من خالله ا الب احث إلى جم ع البيان ات والحق ائق ح ول
الظواهر االجتماعية بصفة كيفية (.)Qualitative
كما ال تتوقف مهام هذا المنهج في جمع الحقائق والبيانات الكيفية ،بل يتعدى هذا ليصل إلى التحليل
الكيفي الدقيق ثم في األخير إلى نتائج قابلة للتعميم ،كما يعد هذا المنهج طريقة يعتمدها الباحث بغية
الحصول على معلومات متنوعة ودقيقة تصور الواقع االجتماعي كما هو وتساهم بصفة فعالة في
تحليل ظواهر هذا الواقع.
و عموم ا فهم الحاض ر لتوجي ه المس تقبل بوص ف الحاض ر وص فا دقيق ا يس اعد على التنب ؤ
للمستقبل و تجنب المفاجآت
استخداماته و مجال تطبيقه
عموم ا يتالءم المنهج الوص في م ع العل وم االجتماعي ة و اإلنس انية و يك ثر اس تخدامه في المج االت
العس كرية ألن ه ي زود ال دارس بمعلوم ات حقيقي ة عن الوض ع ال راهن ،أم ا في المج ال الق انوني
فيس تخدم لتط وير المنظوم ة القانوني ة و دراس ات المؤسس ات العقابي ة و إج راء تحقيق ات عن خفاي ا
النزاعات القانونية و نمو السمات اإلجرامية في المجتمع .
19
مراحل البحث في المنهج الوصفي :
أ ) االستكشاف و الصياغة :يتم فيها استطالع مجال محدد للبحث االجتماعي و تحديد المفاهيم و
األولويات أو جمع المعلومات العامة عن المشكلة كاستشارة األفراد ذوي الخبرة بالمشكلة و العودة
على تراث العلوم االجتماعية المتصلة بالمشكلة
ب ) التش خيص و الوص ف المعم ق :و في ه تح دد الخص ائص و تجم ع المعلوم ات بوص ف دقي ق
لموضوع البحث .و عليه فالفرق بين الدراسة االستطالعية و الدراسة الوصفية المعمقة األولى يهتم
فيها الباحث بدراسات سابقة حول المشكلة أما الثانية فتشخص الظاهرة مباشرة .
يستخدم الباحث في المنهج الوصفي أساليب مختلفة مثل الدراسات المسحية ،دراسة الحالة ،تحليل
المحتوى ،دراسة النمو و التطور ..الخ
شرح أسلوب المسح :يتمثل في جمع البيانات و المعلومات عن عدد كبير من األفراد ،على نطاق
جغ رافي كب ير أو ص غير ،و يك ون ش امال ،أو بطريق ة العين ات للحص ول على نت ائج دقيق ة ،و
تصنف الدراسات المسحية إلى مسوح تعليمية ( التعليم ) و اجتماعية ،مسوح للرأي العام . ،
وعلي ه نق ول ب أن الدراس ات الوص فية في الحقيق ة هي دراس ات تش مل على العدي د من المن اهج
كالمسوح ،دراسات الحالة ،دراسات تحليل المضمون ،دراسات الرأي العام...إلخ.
20
محاضرة السادسة :المنـهج التاريـخي ( الوثائقي )
تمهيد:
المنهج التاريخي هو وصف األحداث التاريخية بطريقة موضوعية في سياق زمني و مكاني باستخدام
طريق ة اس تقرائية يغلب عليه ا الط ابع النق دي و التحليلي و الكش ف عن العالق ات الس ببية لألح داث
الماضية.
تعريفه :هو قواعد و إجراءات يتبعها الباحث في جمع المادة التاريخية و دراستها و نقدها و
تحليلها و استخالص النتائج منها لفهم الحاضر و التنبؤ بالمستقبل
يمثل النقد الخارجي والذي يسمى أيضا بنقد األصالة أو بنقد التنقيب ،في إيجاد أصل الوثيقة،
أي إرجاع الوثيقة إلى زمانها الحقيقي ومعرفة كاتبها أو مؤلفيها ،ومكانها األصلي ،وكذلك تقييم حالتها
أي إدراك إن كانت تامة أم ال ،فاسدة أم ال ،بالكشف عن مواطن الزيف والنسخ والعثور على األخطاء
الممكنة)1(.
ولهذا نجد أن العالمة عبد الرحمن ابن خلدون عندما شرع في تأسيس العلم الجديد –العمران البشري-
أول م ا ق ام ب ه ه و إع ادة االعتب ار لعلم الت اريخ حيث ق ال في ه ذا الش أن" :أن فن الت اريخ فن غزي ر
المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من األمم في أخالقهم واألنبياء في
سيرهم والملوك في دولهم وسياستهم ،حتى تتم فائدة اإلقتداء في ذلك لما يروقه في أحوال الدين والدنيا
فه و (أي الم ؤرخ) محت اج إلى مع ارف متنوع ة وحس ن نظ ر وتثبت يفض يان إلى الح ق وينكب ان عن
الم زالت والمغال ط ألن األخب ار إذا اعتم د فيه ا على مج رد النق ل لم ي ؤمن مزل ة الق دم ،والت اريخ في
ظ اهره ال يزي د عن أخب ار األي ام وال دول والس وابق من الق رون األولى وفي باطن ه (أي الت اريخ) نظ ر
وأسبابها")2(. وتحقيق وتحليل وعلم بكيفيات الوقائع
تهتم بماضي مختلف الفروع العلمية ألن الباحث في أي مجال علمي مضطر إلى الدراسة التاريخية في
تخصص ه ألن لك ل علم ت اريخ ،و ذل ك بتتب ع الظ اهرة المدروس ة س ابقا و ه ا م ا أش ار إلي ه ريكم&&ان
21
بقول ه " :إن المنهج التاريخي يعتمد أساس&&ا على فهم التغ&&يرات و المظ&&اهر المختلف&&ة للظ&&اهرة من خالل
النظر عليها في سياقها التاريخي" .
أهميته :
فهم الجوانب االيجابية و السلبية لحياة الناس الستخالص العبر .
اتساع مجاالت استخدام المنهج التاريخي إذ يستخدم في مختلف العلوم و ليس في مجال التاريخ
فقط
مآخذه :رغم أهمية المنهج التاريخي إال أن مصادره ليست موضوعية خاصة األفراد الذين تضعف
ذاكرتهم أو يميلون إلى التحيز أو المبالغة مما يصعب تطبيق المنهج التاريخي و رغم ذلك يبقى المنهج
التاريخي قائما بأسلوب دقيق و منهجي و ضروري .
يستند المنهج التاريخي إلى عدة مصادر تختلف و تتنوع بطبيعة المادة التاريخية ،فهناك مصادر مادية
و أخرى مكتوبة و ثالثة مصورة و رابعة شفوية .
أ ) المص &&ادر المادية :مث ل أن واع الفن ون و العم ارة و الزخرف ة و المنحوت ات ،المب اني التذكاري ة
( الظ اهرة أو المغم ورة ) ،تعت بر ه ذه الش واهد كاش فة وص ادقة عن النش اط اإلنس اني دون تحري ف او
تغيير ما عدا الظروف الطبيعية .
من حيث النوع :تنقسم إلى وثائق شخصية ( السير الذاتية ) ،المراسالت و الخطابات ..الخ
و وث& &&ائق رس& &&مية ( المعاه دات ،العق ود ،س جالت المح اكم ) ... ،تتض منها دور المحفوظ ات و
األرشيف
من حيث القيمة :تص نف الوث ائق إلى وث ائق مكتوب ة أولي ة تتض منها دور الرش يف و أغلبه ا
تق ارير س رية ،معاه دات ،س جالت .. ،الخ ،و أخ رى ذات قيم ة ثانوي ة و هي عب ارة عن كتاب ات
تاريخية منقولة تتضمنها المكتبات العامة ،و نتعامل معها بحذر .
22
ج ) الوثائق المصورة :تش مل الفن ون ،الرس وم ،الصور ،األش رطة الس معية البص رية ،الخرائ ط و
غيرها
د ) المصادر الشفوية :أق وال تؤخ ذ من ش هود عي ان ممن عايش وا الح دث أو حكم و أمث ال و أغ اني و
أشعار ..تعتمد على الذاكرة و تخضع للتمحيص و النقد .
و هي الخطوة األولى و الهامة و تخضع لعدة معايير تتعلق بالموضوع و الباحث .و عند اختيار
الموضوع ال بد من اعتماد المعايير التالية :
تحدي د اإلش كالية بط رح أس ئلة فرعي ة أساس ية تش مل اإلط ار الرم اني و المك اني و الن وعي 1
للموضوع
االبتعاد عن القضايا المتخصصة جدا خاصة بالنسبة للباحث المبتدئ . 3
امتالك الباحث لمؤهالت شخصية ( هدوء األعصاب قوة المالحظة ،اإلبداع ،الشجاعة ) .. 7
فضال عن مؤهالت علمية و لغوية
بعد اختيار الموضوع يضع الباحث تصميما أو ليا قابال للتغيير حسب المادة الموفرة و تتضمن خطة
العمل :مقدمة +متن عرض +خاتمة ( كتاب مناهج البحث العلمي لـ :عمار بوحوش )
أ ) المقدمة :تتضمن اإلحاطة بالموضوع العام المعالج مع ضبط إطاره الزماني و المكاني و موقعه
من تاريخ ه الع ام و المحلي إض افة إلى دواعي االختي ار و المش اكل المعترض ة و النت ائج الم أمول
الوصول إليها مع اإلشارة لإلشكالية و المنهج المتبع و كل ذلك في حدود 10صفحات .
23
ب ) المتن ( الع&رض ) :يتض من أقس ام و فص ول متسلس لة مرتب ة زمني ا و نوعي ا و كمي ا ،تتف رع إلى
جزئيات أو أحداث أو أفكار رئيسية و ذلك حسب النقاط التالية :
كل فصل يبدأ بتمهيد يوضح الواقع التاريخي بالتحليل و المناقشة و عرض األدلة و الشواهد
التي تسبق تسجيل الحقائق في كل فصل .
تحدي د المس ائل الرئيس ية في الفص ول و ع رض المش كالت الجزئي ة في الفق رات المؤلف ة لك ل
فصل .
ج ) الخاتمة :خالصة أفكار الموضوع و ما توص ل إليه الباحث من أفك ار و اس تنتاجات و تس اؤالت
لقضايا لم يتوصل فيها الباحث إلى جواب مقنع
يتعرف الباحث على المادة البحثية بالرجوع إلى المراجع العامة مثل :دوائر المعارف ،قوام المراجع
( البيبلوغرافيا ) ،المدونات العامة ،الدوريات العلمية و الكتب العامة و الدراسات الحديثة
نم اذج الموس وعات المس اعدة :مث ل الموس وعة الفرنس ية الك برى ،الموس وعة اإلس المية ،
الموسوعة البريطانية ..
يتوجب على الباحث نقد الوثيقة التاريخية ألن األصل في التاريخ االتهام و عليه يكون النقد ظاهريا و
باطنيا
أ ) النقد الظاهري ( الخارجي ) ينقد الباحث ظاهر الوثيقة بإثبات صحة األصل و السالمة من التزييف
و ينقسم إلى قسمين :
نقد تصحيحي للوثيقة و نقد يبحث عما أدخل على الوثيقة من إضافات .
نقد التصحيح :يهدف إلثبات صحة األصل و يشمل المصدر المكتوب و الرواية الشفوية
24
أ – 1وج&&ود وثيق&&ة أص&&لية :يق وم الب احث بإثب ات ص حتها بفحص ال ورق ،الخ ط ،الح بر ،األخت ام ،
طبيعة المفردات .
أ – 2فقدان األصل و وجود نسخة لها أخطاء :يتوجب على الباحث تصحيحها
ج 1ـ النق&&د الب&&اطني االيج&&ابي :ه و إدراك الم دلول الحقيقي للنص و تحدي د معاني ة الخفي ة من خالل
شرح المصطلحات
ج 2ـ النق&د الب&اطني الس&لبي :معرف ة ظ روف كتاب ة النص من ط رف الك اتب و م دى ص حتها و م دى
صدقه و هذا يستوجب على الباحث التعرف على عصر و بيئة و معارف لكاتب .
و الخالص ة هي أن النق د الظ اهري و الب اطني يؤك د ص حة الوثيق ة ش كال و مض مونا و ل ذلك ق ال أس&&د
رستم في كتابه مصطلح التاريخ :إذا ضاعت األصول ضاع التاريخ معها .
الصياغة :
بعد العمليات السابقة يشرع الباحث في تحليل المادة التاريخية و ترتيبها و إعادة إنشائها .
المزايا:
ال يمكن لنا فهم أي ظاهرة دون العودة إلى ماضيها -نشأتها فتطورها والمراحل التي مرت بها-
وهذا يسهل لنا عملية التحليل والنقد والوصول إلى تنبؤات علمية وعملية.
إن المنهج الت اريخي ليس مج رد عملي ة بحث عن الوث ائق ب ل يعت بر أيض ا إج راءا إلثب ات أص الة
()1
الوثائق ولترميزها والحفاظ عليها.
25
المحاضرة السابعة :المنهج التجريبي&
تمهيد :
ه و منهج يفس ر الوق ائع الخارج ة عن العق ل أو النفس بالتجرب ة ،دون االعتم اد على قواع د المنط ق
الصورية ،و يقوم على نوعين من المتغيرات
المتغير التابع :و هو الفعل الناتج أو نوع السلوك الناتج عن تأثير العامل المستقل في الظاهرة
إذا كانت الخطوات السابقة تهم العلوم التجريبية فإن العلوم االجتماعية تعتمد الخطوات التالية :
.1الشعور بالمشكلة
.4بناء اإلشكالية
.5صياغة فرضيات
.6وضع تصميم منهجي حسب متغيرات الموضوع و أدوات التجربة كاختبار عينة البحث أو تصنيف
المبحوثين إلى مجموعة أو مجموعات
26
7ـ إجراء التجربة وقياس نتائجها
ـ طريقة التجريب في طريقة المجموعة الواح&دة :ته دف إلى اختب ار م دى ت أثير المتغ ير المس تقل لحث
المتغ ير الت ابع ،فمثال نج ري اختب ار على مجموع ة طلب ة للتأك د من م دى نجاع ة تط بيق برن امج اللغ ة
العربية مثال
ـ طريق&&ة المجموع&&تين المتك&&افئتين :نقس م الطلب ة إلى مجوع تين الختب ار ص حة برن امج م ا فنخض ع
المجموع ة األولى الختب ار في البرن امج الجدي د و الثاني ة الختب ار في برن امج ق ديم ف إذا ك انت نت ائج
المجموعة األولى أحسن من الثانية نتأكد بجدوى البرنامج الجديد .
27
المحاضرة الثامنة &:المنهج اإلحصائي
-تمهيد:
ُيعد المنهج اإلحصائي من بين المناهج العلمية التي أضفت الصيغة العلمية على األبحاث السياسية
واالجتماعية والتي تهم بدراسة وتحليل الظاهرة االجتماعية من الناحية الكمية ،ويرجع ظهور في مي دان
العل وم االجتماعي ة إلى التع اون الس ائد بين ه ذه العل وم و الرياض يات في العه د األغ ريقي وال س يما ل دىا
لفيثاغوريين الذين كانوا يستخدمون اإلحصاء في أبحاثهم ,غير أن إستعماله تعزز وتجلت قيمته العلمية
والعملية واضحا في أبحاث كل من (أميل دور كهايم-وهال واكس) حول ظاهرة االنتحار كما ساهمت
دراسة كل من (مونتير –و روسو) في تطور المنهج اإلحصائي في ميدان العلوم االجتماعية كما شمل
التط ور في المنهج اإلحص ائي جمي ع العل وم األخ رى ,اإلداري ة,السياس ية ,القانوني ة ,االقتص ادية,النفس ية
وغيرها من العلوم األخري ويرجع سبب تطور استعماله في العلوم المختلف إلى التطور التكنولوجي
الهائ ل وم ا نتج عن ه من تط ور في مج ال الحاس بات اإللكتروني ة والط رق والوس ائل اإلحص ائية
األخري ,مثل نظام اإلحصائي ( ) SPSS,EXEL
-التعري ف اإلص طالحي للمنهج اإلحص ائي :ف رع من الدارس ات الرياض ية ال تي تعتم د على جمي ع
المعلوم ات والبيان ات لظه ور معين ة وتنظيمه ا وتبويبه ا وعرض ها ج دوليا أو بياني ا تم تحليله ا رياض يا
واستخالص النتائج بشأنها والعمل على تفسيرها .
فيع رف المنهج اإلحص ائي على أن ه :عب ارة عن مجموع ة من األساس يات المتنوع ة المس تعملة لجم ع
المعطيات اإلحصائية وتحليلها رياضيا لعرض إظهار االستدالالت العلمية التي قد تبدو في الغالب غير
واضحة ،هو منهج رياضي يستخدم في أغلب األبحاث االجتماعية والعلمية ،واإلحصاء يعني معالجة
العالقات بين الظواهر أو القيم معالجة رقمية ،أي انه يعالج النتائج التي يحصل عليها الباحث ويترجمها
إلى أرقام عددية ،فهو إذن يقوم بعملية جمع وعرض للبيانات العددية التي يحصل عليها في موضوع
معين مما يعطي حقيقة رياضية للنتيجة بحيث ال يمكن الشك فيها ،ولكن يبقى بعد ذلك أن يقوم بتفسير
األرقام تفسيرا علميا لبيان ما تدل عليه من معان.
28
يه دف المنهج اإلحص ائي إلى تجمي ع البيان ات بطريق ة كمي ة ،إذ يظه ر نت ائج البحث في ش كل أرق ام
ورسومات بيانية تبتعد عن التعبيرات الفضفاضة كقولنا "المحاكم تبتعد بشكل ملحوظ عن إنهاء العالقات
الزوجي ة" ف العلم ال يحب ذ كث يرا مث ل ه ذه التعب يرات ،كلم ا أمكن ترجمته ا إلى أرق ام وبيان ات إحص ائية
تعطينا تصورا كميا دقيقا.
كما يعد المنهج اإلحصائي طريقة رقمية رياضية تسمح لنا بمعالجة وتحليل البيانات الكيفية المتحصل
عليها ميدانيا وترجمتها إلى أرقام ونسب.
وق د أص بح الي وم ه ذا المنهج أك ثر رواج ا واس تعماال ،ب ل أص بح ج زءا ال يتج زأ من الدراس ات العلمي ة
الميداني ة ،وه ذا م ا دع ا العدي د بالعلم اء إلى التص دي له اجس وهيمن ة ه ذه الطريق ة خاص ة بالدراس ات
السوسيولوجية.
ينف رد ه ذا المنهج بالعدي د من الخص ائص وال تي ق د ال نج دها عن د ب اقي المن اهج المعتم دة في
الدراسات االجتماعية حيث:
يعت بر المنهج اإلحص ائي وس يلة جدي دة للتج رد من الذاتي ة ،إذ تعكس النت ائج اإلحص ائية الحقيق ة -1
العلمية بطريقة موضوعية.
إذا وج دت وق ائع معين ة وق ام ب احثون بقياس ها عن طري ق المنهج اإلحص ائي فال ش ك أنهم -2
سيحصلون على نتائج متوافقة.
تظه ر نت ائج البحث اإلحص ائي في ص ورة كمي ة تع بر تعب يرا دقيق ا عن الظ اهرة ،حيث تعكس -3
الرسومات والجداول والمنحنيات البيانية تطور الظاهرة وعالقتها بظاهرة أخرى بشكل دقيق.
1
عبد الناصر جندلي ,تقنيات ومناهج البحث في العلوم السياسية و اإلجتماعية ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر ,2005ص.02
29
النتائج الكمية التي تفسر الظاهرة تسمح لنا بالتنبؤ الجيد بتطور الظاهرة مستقبال. -4
المنهج اإلحصائي ساهم في حل الكثير من المشكالت االجتماعية مثل الكثافة السكانية وتنامي -5
ظ اهرة الطالق والتس رب المدرس ي والعج ز الص حي وغيره ا ،إذ س مح للدول ة بالت دخل لعالج ه ذه
()1
الظواهر وغيرها.
وعلي ه أص بح إتب اع المنهج اإلحص ائي من أولوي ات البح وث والدراس ات وه ذا في ك ل المس تويات
التعليمي ة ،ويعتبر هاجس ا عند الكث ير من الب احثين ،وه ذا م ا دع ا بعض العلم اء للتح ذير من التعميم
للمعرفة ونتائجها.
30
المحاضرة التاسعة :منهج& دراسة الحالة
-تمهيد:
يس اعد نهج دراس ة الحال ة في دراس ة األح داث المهم ة والت داخالت ،وتط ور السياس ات ،واإلص الحات
المبنية على برامج معينة ،وذلك عن طريق دراستها بالتفصيل في سياق الحياة الواقعية ،ويعد هذا النهج
مفي داً في اإلجاب ة على أس ئلة البحث ال تي ال ُيمكن للمنهج التجري بي اإلجاب ة عليه ا ،وت زداد أهمي ة ه ذا
النهج اآلن في أماكن الرعاية الصحية لمالئمته لألبحاث الطبية المعقدة والعميقة ،ومع أن استخدام هذا
الن وع من منهجي ات البحث يمث ل تح دياا للب احثين إال ّأن ه ُي ؤدي إلى رؤي ة واض حة وش املة للعدي د من
الجوانب الهامة للرعاية الصحية .
تع رف دراس ة الحال ة على أنه ا تحلي ل مكث ف لوح دة واح دة ربم ا تك ون شخص ا أو مجتمع ا بن اء على
عوام ل التنمي ة في بيئ ة الوح دة ،كم ا أنه ا دراس ة تفص يلية لف رد أو مجموع ة كنم وذج لظ اهرة طبي ة أو
اجتماعي ة أو نفس ية .وتع رف أيض ا على أنه ا بحث أو دراس ة مكثف ة وعميق ة عن ش خص أو مجموع ة
أش خاص أو وح دة عن طري ق دراس ة بيان ات متعلق ة بمجموع ة متغ يرات عن الحال ة به دف إيجاد تعميم
عدة فئات في البحث ،وتعد دراسة الحالة أحد منهجيات البحث التي ُيشاع استخدامها في أبحاث
ُيناسب ّ
العلوم اإلنسانية واالجتماعية.
()1
-2أنواع دراسة الحالة :
عدة أنواع من دراسة الحالة تتميز عن بعضها بحسب الطريقة المتبعة في البحث والهدف
ُيوجد هناك ّ
من إجرائها ،وفيما يأتي بعض أنواع هذه الدراسات:
دراسات الحالة الجماعية :تشمل دراسة مجموعة من األفراد في بيئة معينة أو دراسة مجتمع كامل.
تم التوص ل
دراس&&ات الحال&&ة الوص&&فية :تب دأ ه ذه الدراس ات بنظري ة وص فية ،ثم تُق ارن المعلوم ات ال تي ّ
إليها مع النظرية الموجودة مسبقاً.
-1إحسان محمد الحسن :مناهج البحث اٌجتماعي ،دار وائل ،األردن ،2005 ،ص .68
31
دراسات الحالة االستكشافية :تُق ّدم ه ذه الدراس ات به دف البحث بش كل أك ثر عمق اً ،ويس مح ه ذا الن وع
بجمع المزيد من المعلومات قبل تطوير أسئلة البحث والفرضيات.
مم ا ه و
دراسات الحالة اآللية :تح دث عن دما يس مح الف رد أو المجموع ة للب احث بفهم أش ياء عنهم أك ثر ّ
واضح في البداية للمراقبين.
دراسات الحالة الجوهرية :تُعنى بدراسة الحاالت التي يكون فيها لدى الباحث اهتمام شخصي بقضية
البحث؛ كمالحظ ات ج ان بياجي ه عن أطفال ه؛ حيث تعت بر أمثل ةً جي دةً لكيفي ة مس اهمة دراس ة الحال ة
الجوهرية في تطوير نظرية نفسية معينة.
دراس&&ات الحال&&ة التراكمي&&ة :تعم ل على تجمي ع المعلوم ات من ع ّدة مواق ع في أوق ات مختلف ة ،والفك رة
أن جم ع الدراس ات الس ابقة سيس مح بمزي د من التعميم دون تكلف ة إض افية أو
وراء ه ذه الدراس ات هي ّ
وقت إضافي ُيصرف على دراسات جديدة وربما تكون مكررة.
دراسات الحالة الحرجة :تدرس موقع اً واحداً أو أكثر بغرض فحص حالة ذات أهمية كبيرة ،وفي هذه
ويركز أكثر على التشكيك أو الطعن في مسلمات عام ة،الحالة يكون االهتمام بتعميم هذه الدراسة قليالًُ ،
وتُعد هذه الطريقة مفيدة في اإلجابة عن أسئلة البحث المتعلقة بالسببية.
تعت بر دراس ة الحال ة مهم ة وض رورية في كث ير من مج االت الدراس ة والبحث ،وتعطي نت ائج جي دة في
سياقات عديدة منها ما يأتي:
دراسة الحالة التي تهدف إلى اكتساب معرفة محددة ومتعمقة وسياقية حول موضوع معين في
ألنها تسمح باستكشاف الخصائص الرئيسية ،والمعاني ،واآلثار المترتبة
العالم الحقيقي ،وذلك ّ
على الحالة التي قيد الدراسة.
دراس ة حال ة معقّ دة حيث تس اعد على اكتش اف عوام ل مح ددة بعم ق ،كم ا تُلقي الض وء على
ج وانب مهم ة من مش كلة البحث ،وتس مح ك ذلك ب إجراء مقارن ة عن د إج راء دراس ة ح االت
متعددة .تقديم األطروحات؛ وذلك ألنها تُحافظ على تركيز الباحث ،وتُس اعده على إدارة البحث
عندما ال يتوفر الوقت أو الموارد للقيام بأبحاث على نطاق واسع .فوائد دراسة الحالة ُيوجد
عدة فوائد ومميزات الستخدام دراسة الحالة في البحث ،ومنها ما يأتي:
المحتوى :تتطلب بعض دراسات الحالة تقديم ملخص ُيوفر سياقاً لبقية التحليل ،ويشمل الجزء الرئيسي
منه على تطبيق المفاهيم والنظريات الموضوعة لدراسة الحالة ،كما تتطلب دراسة الحالة عرض أمثلة
تدعم نظرية البحث.
الهيكل :تتّخذ معظم دراسات الحالة هيكل المقال ،ويحتوي المقال على مقدمة ،وسلسلة فقرات ،وخاتمة،
ولكن تختلف دراسة الحالة عن المقال باحتوائها على عناوين تستند إلى المعلومات الواردة في وصف
قضية البحث أو إلى معايير مميزة للقضية ،مثالً في دراسة حالة عميل ما؛ والتي تتطلب التعريف بأهم
القضايا ووضع خطة عمل ،تكون عناوين الدراسة كما يأتي :ملخص الحالة ،وتحديد القضايا الرئيسية،
وخطة العمل المقترحة.
األسلوب :يعتمد أسلوب الدراسة على اختيار الضمير الذي يستخدمه الباحث؛ فبعض الدراسات تتطلب
اس تخدام ص يغة الغ ائب ،مث ل :ه و ،وهي ،وهم ،أو أس ماء أش خاص ،أو العمي ل ،وغيره ا ،وذل ك عن د
مناقشة النظريات أو الدراسات السابقة أو قضية البحث ،وأحيان اً تتطلب الدراسة استخدام ضمير المتكلم
عن د التعب ير عن انطب اع الب احث عن قض ية البحث ،أو تأثيره ا الشخص ي علي ه ،أو عن د توض يح كيفي ة
تط بيق النظري ات على قض ية البحث .كيفي ة إج راء دراس ة الحال ة يتب ع إج راء دراس ة الحال ة خط وات
معينة ،وهي كما يأتي:
-اختي&&ار الحالة :تُخت ار الحال ة ،وتُوض ع قي د الدراس ة بع د وض ع مش كلة وأس ئلة البحث ،وعلى عكس
ويمكن أن تك ون حال ةً عادي ة ،أو الكمي ف إن عين ة الدراس ة ال تك ون عش وائية تُخت ار عن قص دُ ، البحث ّ
همل ة ،أو تُمث ل فئ ة ،أو تجرب ة ،أو ظ اهرةً معين ة ،والحال ة الجي دة يجب اتّص افها بم ا ي أتي :تُق دم
حال ةً ُم َ
رؤية جديدة أو غير متوقعة في موضوع البحث .تُمثل تحدياً لالفتراضات والنظريات الحالية .تقترح
مسارات عملية لحل مشكلة معينة .تفتح اتجاهات جديدة للبحث في المستقبل.
-بناء اإلطار النظري :تُركز دراس ة الحال ة على التفاص يل أك ثر من العمومي ات ،ولكن ه ذا ال يع ني أن
تكون دراسة الحالة وصفاً منعزالً لقضية البحث ،بل يجب أن تُ ِّ
قدم وصفاً تكاملي اً مع المعرفة الموجودة
عن موضوع الدراسة عن طريق بناء إطار نظري يهدف إلى ما يأتي :تقديم نموذج لنظرية من خالل
التوس ع في النظري ة من خالل توض يح إمكاني ة رب ط
ّ فس ر النظري ة موض وع البحث.
توض يح كي ف تُ ِّ
33
تحدي النظرية من خالل تقديم حالة شاذة ال تتناسب مع االفتراضات الس ائدة.
المفاهيم واألفكار الجديدةّ .
التأ ّك د من األس اس األك اديمي لتحلي ل قض ية البحث؛ وذل ك بمراجع ة المص ادر المتعلق ة بقض ية البحث،
وتحديد المفاهيم والنظريات األساسية لتوجيه التحليل والتفسير ضمن إطار واضح.
-جم&&ع البيان&&اتُ :يوج د هن اك العدي د من ط رق البحث ال تي ُيمكن اس تخدامها لجم ع البيان ات المتعلق ة
ولكنها دراسة في نطاق محدود ،وغالب اً بالبحث ،وتستخدم دراسة الحالة ما ُيعرف باسم البيانات الكميةّ ،
م ا تُجم ع البيان ات النوعي ة في ه ذا الن وع من الدراس ات باس تخدام بعض الط رق ،مث ل :المق ابالت،
والمالحظ ة ،وتحلي ل المص ادر األولي ة والثانوي ة ،مث ل :الص ور ،والمق االت الص حفية ،والس جالت
الرس مية ،وته دف عملي ة جم ع البيان ات إلى الحص ول على أك بر ق در ممكن من الفهم الش امل للقض ية
وسياقها.
-وصف وتحلي&&ل الحال&&ة :يحت اج الب احث في ه ذه المرحل ة من البحث إلى رب ط جمي ع الج وانب المتعلق ة
بموضوع البحث؛ وذلك إلعطاء صورة متكاملة عن الموضوع ،وتعتمد طريقة عرض النتائج على نوع
البحث حيث تُعرض أحيان اً مع ورقة البحث ،أو ضمن فصول منفصلة للطرق والنتائج ،وتعتمد بعض
األبحاث األسلوب السردي الذي يهدف إلى استكشاف الحالة من زوايا مختلفة ،وتحليل معانيها باس تخدام
التحلي ل النص ي أو تحلي ل الخط اب على س بيل المث ال ،وفي جمي ع الح االت يجب التأ ّك د من إعط اء
تفاص يل متعلق ة بسياق موض وع البحث ،وربطها باألدبي ات وبالنظري ة ،كم ا يجب مناقش ة كيفي ة تناس ب
هذه التفاصيل مع األنماط السائدة أو كيفية اختالفها عنها.
34
المحاضرة العاشرة :تحليل المضمون (تحليل المحتوى)
تمهيد: -
يعت بر أس لوب تحلي ل المحت وى أح د أس اليب البحث العلمي الش ائعة االس تخدام في مج ال دراس ة م واد
االتص ال ،ويه دف ه ذا األس لوب إلى التع رف بطريق ة علمي ة منظم ة على اتجاه ات الم ادة ال تي يتم
تحليله ا ،وك ذلك الوقوف على خصائص ها بحيث يتم ك ل ذلك بعي دا عن االنطباع ات الذاتي ة أو المعالج ة
()1
العشوائية.
وق د ب دأ االهتم ام في أمر تحلي ل المحتوى واس تخدامه كوس يلة للبحث في منتص ف الثالثين ات من الق رن
الماض ي ،حيث ق ام ك ل من "ج ري" ( )Grayو"ل يري" ( )Learyع ام ،1935بوض ع أس اليب ومع ايير
محددة للحكم على درجة مقروئية الكتب المدرسية ،وقد تم لهم اختيار خمسة معايير ،ولذلك من بين ما
يقرب ( )82معيارا ،كان يعتقد أنها تصلح لهذا الغرض ،وفي عام 1944توصل ( )Lorgإلى تحديد
()2
ثالثة معايير فقط لهذه الغاية من بينها عدد الكلمات الصعبة وطول الجمل وصعوبة التراكيب اللغوية.
وقد أسهم "بلوم" ( )Bloomكثيرا في تسهيل أمر تحليل محتوى المواد الدراسية عندما نشر عام 1956
()3
تصنيفاته لألهداف المعرفية ،والتي تالها تصنيفات لألهداف الوجدانية واألهداف النفس حركية.
ومن الجدير بالذكر أن أسلوب تحليل المحتوى لم يقتصر استخدامه على األمور التربوية أو النفسية ،ب ل
أن هذا االستخدام قد شاع ونما بصورة ملحوظة في مجال الدراسات االجتماعية ،وبخاصة في مجال
دراسة مواد االتصال الجماهيري من صحف ومجالت ونشرات إذاعية أو تلفزيونية وما شابه ،وكان
من أوائل من أعطاه تعريفا محددا في هذا المجال ،هو "ليتس و بول" عام ،1942إذ حصرا تعريفهما
بالوظائف التالية التي يغطيها تحليل المضمون وهي:
-تحديد تكرارات ظهور أو ورود أو حدوث هذه الخصائص بدرجة عالية من الضبط الدقيق المحكم،
أو تحديد القيم الكمية لهذه التكرارات.
-إمكانية تمييزها أيضا باصطالحات ذات صلة بطبيعة فروض الدراسة ومجاالتها.
-1عبد الرحمن عدس :أسلوب تحليل المحتوى ،ورشة البحث التربوي ،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،تونس ،1991 ،ص .01
35
-الض بط ال دقيق المحكم له ذه االص طالحات المس تخدمة في إمكاني ة التع رف على الخص ائص الرمزي ة
()1
التي تمت دراستها.
وفي ه ذا الس ياق وبع د ح والي أربعين عام ا من التعري ف األول المش ار إلي ه ق دم "كل وز كرين دوف" ع ام
1970تعريفا مقتضبا ومحددا لتحاليل المحتوى مؤاده أن هذا األسلوب هو أحد األساليب البحثية التي
تس تخدم في تحلي ل الم واد اإلعالمي ة به دف التوص ل إلى اس تدالالت واس تنتاجات ص حيحة ومطابق ة في
()2
حالة إعادة البحث أو التحليل.
للوقوف على ماهية أسلوب تحليل المحتوى ،وللتعرف على جوانبه المختلفة ،نورد ما ذكره "جري" (
)Grayبهذا الخصوص حيث يق ول أن تحليل المحتوى هو بمثابة وصف كمي ومنتظم لم ادة م ا ،وأن
هذا األسلوب يستخدم في تحليل مضمون أشياء مثل الكتب والوثائق واألعمال الفنية من موسيقى ورسم
وصور وغيرها ،وفي حالة تحليل محتوى الكتب المدرسية يكون االهتمام موجها نحو معرفة مستوى
مقروئي ة تل ك الكتب ،ودرج ة التح يز الموج ودة في طريق ة ع رض مادته ا ،وق د تك ون دراس ات تحلي ل
المحتوى سهلة ال تعدو أن تكون تعدادا لبعض األمور المطلوبة ،وقد تكون في الوقت ذاته معقدة عندما
()3
تحاول الكشف عن درجة التحيز في مثل هذه الكتب.
ويعرف على أنه "أسلوب أو أداة للبحث العلمي يمكن أن يستخدمه الباحثون في مجاالت بحثية متنوعة،ّ
وعلى األخص في علم اإلعالم لوص ف المحت وى الظ اهر والمض مون الص ريح للم ادة اإلعالمي ة الم راد
تحليلها من حيث الشكل والمضمون ،تلبية لالحتياجات البحثية المصاغة في تساؤالت البحث أو فروضه
األساسية ،طبقا للتصنيفات الموضوعية التي يحددها الباحث وذلك بهدف استخدام هذه البيانات بعد ذلك،
أم ا في وص ف ه ذه الم واد اإلعالمي ة ال تي تعكس الس لوك االتص الي العل ني للق ائمين باالتص ال أو
الكتشاف الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية أو العقائدية التي تنبع منها الرسالة اإلعالمية ،وللتعرف
على مقاصد القائمين باالتصال من خالل الكلمات والجمل والرموز والصور وكافة األساليب التعبيرية
يعبر بها القائمون باالتصال عن أفكارهم ومفاهيمهم ،وذلك بشرط أن تتم عملية
شكال ومضمونا ،والتي ّ
-1رشدي طعيمة :تحليل المحتوى في العلوم اإلنسانية ،عالم الكتب ،القاهرة ،1987 ،ص .23
36
التحلي ل بص ورة منتظم ة ووف ق أس س منهجي ة ومع ايير موض وعية ،وأن يس تند الب احث في عملي ة جم ع
()1
البيانات وتبويبها وتحليلها على األسلوب الكمي بصفة أساسية".
-3الكشف عن االختالفات بين مضمون االتصال في الدول المختلفة ،إذ يستطيع التحليل المنظم لمواد
االتص ال من الكش ف عن أوج ه االختالف بين ال دول في نظرته ا وتفس يرها لم واد االتص ال ،وي برز لن ا
مثل هذا التحليل القضايا ذات االهتمام المشترك بين الدول والشعوب ...الكشف عن أشكال التفاوت بين
الدول والشعوب.
-4المقارن ة بين وس ائل االتص ال :وه ذا التحلي ل يمكن أن ي بين لن ا الف روق بين وس ائل االتص ال في
عرضها لقضية معينة.
-5الكشف عن أساليب الدعاية :دراسة االتجاهات السائدة في مادة من مواد االتصال تساعد بال ريب
في الكشف عن أساليب الدعاية في المادة المدروسة.
-6قي اس مقروئي ة الكتب المدرس ية :أي قي اس س هولة أو ص عوبة النص وذل ك بدراس ة العوام ل ال تي
تؤثر في هذا المستوى مثل المفردات والتراكيب اللغوية ،والمفاهيم والطباعة وغيرها.
-7الكش ف عن المالمح األس لوبية :أي الكش ف عن م ا تتس م ب ه األجن اس األدبي ة ش عرا أو ن ثرا من
خصائص مميزة تعبر عن كاتبها أو العصر الذي أنتجت فيه أو المكان الذي صدرت منه.
-8الكش ف عن االهتمام ات أو المي ول أو القيم االجتماعي ة :ويقص د ب ذلك التع رف إلى األنم اط الثقافي ة
الشائعة في مجتمع معين والوقوف على ما يسمى بروح العصر.
-9الكش ف عن ب ؤرة االهتم ام ،إذ من الممكن باس تخدام أس لوب تحلي ل المحت وى التع رف على
الموضوعات والقضايا التي تشغل الجماهير أو قطاعات منها في فترة زمنية معينة ،وذلك بتحليل بعض
المواد اإلعالمية التي تنشر فيها هذه القضايا.
37
-10مطابقة المحتوى العلمي في الكتب المدرسية لألهداف التربوية المتوخاة ،فمن خالل عملية تحليل
المحت وى في ض وء األه داف التربوي ة المختلف ة ،يمكن أن يتض ح أي األه داف ج رى الترك يز عليه ا
()1
بصورة مقبولة ،وأيها لم يحظ بمثل هذا النوع من التركيز.
-2تحديد مجتمع البحث (كتب ،مقاالت ،رسوم كاريكاتيرية ،صور فنية ،برامج إعالمية ،شعر...إلخ).
-3وضع الفروض.
نقص د بفئ ات التحلي ل ووحدات ه العناص ر الرئيس ية والثانوي ة ال تي يتم وض ع وح دات التحلي ل فيه ا ،ومن
المفروض أن تكون هذه الفئات شاملة لمختلف الجوانب التي يتعرض لها الباحث في تحليله للمضمون
()2
المعين ،وأن تكون الحدود بينهما واضحة دون تداخل وأن تبتعد عن العمومية والسعة.
فإذا كنا بصدد تحليل مقروئية كتاب القراءة لصف ما ،فمن المفروض أن تكون الفئات كالتالي:
-الكلمات الصعبة.
-الجمل الطويلة.
()3
-التراكيب المعقدة.
38
المحاضرة الحادية عشر :المنهج المقارن
-6المنهج المقارن:
هو شكل من أشكال المناهج التي يتم استخدامها في البحث العلمي ،والهدف من هذا المنهج هو عمل
مجموعة من المقارنات بين الظواهر المتعلقة بالبحث العلمي ،وذلك للتعرف على وجه الشبه فيما بينهم،
أيضا ،وبالتالي يكون أمام الباحث العلمي فرصة للتعرف على كل شيء غامض
وكذلك وجه االختالف ً
متعلق بالظاهر ،ويستطيع تفسيرها بكل سهولة.
ويتميز هذا المنهج بالمرون ة حيث أن العديد من العلوم ُيمكن أن يتم استخدامه من خاللها سواء أكانت
علوم اجتماعية أو علوم علمية ،وهناك العديد من الطرق التي تستطيع من خاللها استخدام هذا المنهج،
أيضا له خطوات ،وسوف نتناول الحديث عن هذا كله بالتفصيل.
وليس هذا فقط بل ً
()1
طرق استخدام& المنهج المقارن
وهن اك مجموع ة من الخط وات أو الط رق ال تي تس تطيع به ا أن تس تخدم ه ذا المنهج أثن اء عم ل بحث
علمي في العلوم االجتماعية ،فيمكنك االختيار من بينهم بما يتناسب مع أفكار وتطلعاتك لبحثك العلمي
أيضا ،ومن أهم الطرق ما يلي:
والهدف منه ً
طريقة االتفاق
طريقة االختالف
وطريق ة االختالف في المنهج المق ارن من اكتش فها ه و الب احث العلمي س تيوارت ،فعلى س بيل المث ال
عندما يكون هناك مجموعتين أو أكثر من مجموعة ،وهذه المجموعات تشترك مع بعضها البعض في
- 1علي عبد الرزاق جبلي و عبد العاطي السيد :علم االجتماع ،دار المعرفة الجامعية ،القاهرة ،2004 ،ص .98
39
كاف ة الص فات ،إال أن هن اك ص فة واح دة فق ط اختلف وا فيه ا ،فالفرق ة بينهم ال ذي أحدث ه ه و ه ذه الص فة
المختلفة فيما بينهم.
()1
الطريقة المشتركة
ه ذه الطريق ة اس تطاعت أن تجم ع م ا بين االختالف واالتفاق في آن واح د ،فعندما يقوم الب احث العلمي
باس تخدام طريق ة االتف اق فإن ه ب ذلك ق د اس تطاع الوص ول إلى العام ل المش ترك ،بينم ا في حال ة طريق ة
االختالف يك ون ه ذا دلي ل وبره ان على أن النظري ة ال يمكن له ا أن تح دث ب دون أن يك ون العام ل
المشترك موجود.
في جمي ع الظ واهر الطبيعي ة أو الح االت ال ب د أن يك ون هن اك عالق ة بين الس بب والمس بب ،وفي ح ال
حتم ا إلى ح دوث تغي يرات في المس بب
ح دث أي ن وع من أن واع التغي يرات في الس بب ،ف إن ه ذا ي ؤدي ً
أيضا ،سواء في حالة الزيادة أو العكس.
ً
طريقة العوامل المتبقية
يمكن اس تخدام ه ذه الطريق ة عن دما يك ون الب احث العلمي على علم كام ل ب الكثير من أج زاء الظ اهرة،
وبالتالي وبسبب هذه المعلومات يستطيع أن يستنتج ما تبقى من الظاهرة من مجهول أو أمور غامضة
بطريقة سهلة.
خطوات المنهج المقارن
وح تى تنجح في البحث العلمي عن دما تب دأ ب ه وتق رر أن تق وم باس تخدام المنهج المق ارن ،فإن ك في ه ذه
الحال ة ينبغي أن تس ير وف ق خط وات ه ذا المنهج ،حيث أن ل ه ع دد من الخط وات ال تي س تؤدي ب ك في
نهاية المطاف إلى الوصول إلى نتائج ،ومن أبرز تلك الخطوات ما يلي:
تحديد موضوع المقارنة :على الباحث العلمي أن يقوم بتحديد موضوع البحث الذي سيقوم بعمل مقارنه
ل ه ،ولكن ينبغي أن يق وم الب احث ب االطالع على مش كلة البحث العلمي الخ اص ب ه بش كل ُكلي ،وبالت الي
ينبغي أن عليه أن يتعرف على العينة التي سيعمل عليها.
40
االختالف ونقطة وضع متغيرات المقارنة :وفي هذه المرحلة سيقوم الباحث بالوصول إلى نقطة االتفاق
بين المتغيرات التي سيقوم بوضعها في بداية بحثه العلمي ،ويستطيع هنا أن يقوم بدراسة المتغيرات
بطريقة سهلة.
تفسير بيانات موضوع المقارنة :ال بد أن يقوم الباحث العلمي باالطالع على عدد من األبحاث العلمية
أيض ا
التي تناقش نفس الظاهرة التي سيدرها ،وبالتالي سيكون من السهل المقارنة وبالتالي من السهل ً
الوصول إلى نتائج نهائية.
الوصول إلى نتائج المقارنة :بعد أن ينتهي الباحث العلمي من عمل مقارنة بين موضوع الدراسة وبين
النتائج التي حصل عليها من البحث يستطيع في هذه الحالة أن يقوم بنشر بحثه العلمي المزود بعدد من
النتائج التي تخدم العلم.
يستطيع الطالب من خالل استخدام هذا المنهج أن يفهمون ما يدرسون من مواد دراسية ،حيث أنه يقوم
بتقسيم كافة المواد ويتعرف على أوجه الشبه واالختالف.
يس تطيع الب احث العلمي فهم العالق ة ال تي تجم ع م ا بين مكون ات النص وص ال تي يعم ل الب احث العلمي
على مقارنتها.
من خالل ه ذا المنهج ُيمكن وبك ل س هولة للب احث أن يتع رف على الدراس ة ال تي تناس به ويس ير وفقه ا
ويستبعد الدراسة التي ال تناسبه وال تناسب بحثه.
أيض ا من
وبهذا نكون قد وفرنا لك كل ما يخص المنهج المقارن وأنواعه وطريقة استخدامه والهدف ً
اس تخدامه ،ويعت بر ه و من أفض ل من اهج البحث العلمي المتبع ة في اآلون ة األخ يرة لس هولة اس تخدامه
والوصول من خالله إلى سلبيات وإ يجابيات الدراسة ومن ثم الوصول إلى النتائج.
41
المحاضرة الثانية عشر :منهج المسح اإلجتماعي
-1السيد علي شنا :نظرية علم االجتماع ،اإلسكندرية ،مؤسسة شباب الجامعة ،1998 ،ص 288
42
الرأي عام ،فهو وسيلة هامة وفعالة لقياس تأثير المواد اإلعالمية على الجمهور وتقييم أثرها بتشكيل
توجهات الرأي العام.
-1خليل عمر :نقد الفكر االجتماعي المعاصر ،دراسة تحليلية و نقدية ،دار اآلفاق الجديدة ،القاهرة ،2001 ،ص ص 136 ،135
43
ُيستخدم المسح االجتماعي بمجاالت عديدة من أهمها:
المجتمعي ة ،حيث تُجم ع البيان ات والمعلوم ات
-1دراس ة الخص ائص الديموغرافي ة والبيئي ة ألح د الفئ ات ُ
ذات الص لة ب الظروف المعيش ية والبيئي ة لألس رة مث ل الجنس والن وع وال دين والمس توى التعليمي وع دد
األبناء والحالة االجتماعية وما إلى ذلك.
-2دراسة الجوانب االقتصادية واالجتماعية لفئة ُمجتمعية ،حيث تُجمع البيانات ذات الصلة باألوضاع
المختلفة.
االقتصادية واالجتماعية مثل مستويات المعيشة ومستويات الدخل واألنشطة االجتماعية ُ
-3دراسة الجوانب الثقافية مثل التقاليد والعادات والقيم والمعايير األخالقية والسلوكية.
المجتمع ودوافعه وآراءه.
-4دراسة توجهات ُ
)1
مزايا المسح االجتماعي
-1إمكاني ة تطبيق ه م ع مجتمع ات البحث الكب يرة على النقيض من غ يره من المن اهج مث ل المنهج
التجريبي.
-2تنفيذه وفقً ا لخطوات ُمحددة وبطريقة ُمنظمة وخضوعه لإلشراف والتنظيم بما يكفل الثقة بالبيانات
المجمعة وإ مكانية االعتماد عليها.
ُ
-3إمكانية تدريب القائمين على جمع البيانات على استخدام أدوات البحث وجمع البيانات الالزمة.
المجمع ة بس هولة نظ ًرا ألن جميعه ا تن درج ض من إط ار ُمح دد،
-4إمكاني ة تص نيف وتنظيم البيان ات ُ
عالوة على سهولة تحليل هذه البيانات.
المجتمع أو على ُمجتمع أخر بنفس الدولة أو بدولة أخرى.-5إمكانية إعادة تطبيق البحث على نفس ُ
المتغ يرات ذات الص لة
-6س هولة ترم يز البيان ات الوص فية وتس جيلها على هيئ ة أرق ام ،لتيس ير دراس ة ُ
بمشكلة البحث وفرضياته.
ُ
عيوب المسح االجتماعي
سواء عن عمد أو عن
ً -1قد ال ُيجيب أفراد عينة الدراسة عن أسئلة البحث بالكامل أو بصورة خاطئة،
غير عمد.
-2افتقاره للعمق وسطحية نتائجه ،وبالتالي قد ال تعكس نتائج المسح الواقع الفعلي أو تفتقر إلى الدقة أو
تخالف توقعات الباحثين.
-1محمود عودة :نظرية علم االجتماع دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،2003 ،ص .320
44
-3ص عوبة االعتم اد على نت ائج المس ح ،رغم تناول ه المس ح للج انبين النظ ري والعملي على ح د س واء،
إلصدار التعميمات وساعة المدى أو استنتاج النظريات العلمية ،إال إذا كان هذا المسح في إطار برنامج
وينفذ بشكل دوري.طويل المدى ُ
-نظرا ألن المسح االجتماعي يعتمد على دراسة الواقع الحاضر ،ال ُيمكن االعتماد عليه ببعض أنواع
ً 4
الدراسات مثل الدراسات التي تتناول تطور الظواهر االجتماعية.
-5قد ال يتمكن الباحث من الحصول على اإلجابات من كافة أفراد عينة البحث فضاًل عن إمكانية تحيز
القائمين على المسح ،مما يؤثر بدوره على إمكانية تعميم النتائج.
المحددة بالبحث للحصول على معلومات دقيقة وثابتة. -6قد ال تكفي العينة ُ
-7يتطلب المسح االجتماعي الكثير من الوقت والجهد والموارد الفنية والبشرية التي يؤثر عدم وجودها
حتما على جودة نتائج المسح.
ً
-8يعتم د المس ح االجتم اعي في األس اس على تع اون أف راد عين ة الدراس ة ،ل ذا ق د يض طر الب احث إلى
تقلي ل ع دد األس ئلة ح تى ال يتس بب ب أي إزع اج أو ض يق له ؤالء األف راد ،وب ذلك تك ون البيان ات
المجمعة منقوصة ،وال شك أن لذلك أثر سلبي على دقة النتائج وصحتها.والمعلومات ُ
ختام ا ،ي وفر المس ح االجتم اعي قاع دة معلوم ات ُمفص لة ُيس تعان به ا ألغ راض التخطي ط والتنمي ة
ً
المجتمعي ة بمختل ف
المختلف ة للفئ ات ُ
المجتمعي ة ولتط وير السياس ات واالس تراتيجيات ولتلبي ة المتطلب ات ُ
ُ
أنواعها.
45