You are on page 1of 5

‫‪2020/2019‬‬ ‫اجملموعة األوىل‬ ‫السنة أوىل‬ ‫فلسفة القانون السداسي االول والثاين‬

‫إشكالية تكوين علم املناهج‪:‬‬


‫اختلف الفالسفة يف رلال تكوين علم ادلناىج‪،‬و قد أاثر"كلود برانر "ىذا اإلشكال يف‬
‫كتابو"ادلدخل لدراسة الطب التجرييب ‪".‬و قد ظهرت ثالثة آراء حول كيفية تكون ادلناىج‬
‫العلمية‪،‬و ىل يتم وضعها من طرف فالسفة و علماء متخصصٌن يف علم ادلناىج مسبقا‪ ،‬أم يتم‬
‫وضعها من طرف العلماء ادلتخصصٌن يف سلتلف العلوم‪،‬حيث يتخصص كل عامل بوضع ادلناىج‬
‫اليت تالؤم حبثو‪.‬‬
‫ظهرت ثالثة آراء يف هذا اجملال‪:‬‬
‫الرأي األول‪:‬‬
‫يرى أنصار ىذا الرأي أن ادلناىج جيب أن تصاغ من طرف فالسفة و علماء مناىج‪ ،‬حيث‬
‫أن ىذه العملية فلسفية‪ ،‬و حيتاج األمر إىل عملية الكشف عن الروابط و العالقة ما بٌن ادلبادئ‬
‫اليت حتكم العلوم انطالقا من فكرة وحدة العقل اإلنساين و وحدة ادلنهج‪ .‬من خالل ذلك‪،‬يرى‬
‫أنصار ىذا االجتاه أن صياغة ادلناىج ال يقوم هبا الباحثٌن أو العلماء ادلتخصصٌن‪،‬حيث أن الباحث‬
‫أو العامل ادلتخصص ال ديكنو الوصول إىل الروابط اليت حتكم العلوم مبختلف أنواعها‪،‬يف حٌن أن‬
‫الفيلسوف أو عامل ادلناىج يستطيع الوصول إىل ذلك‪،‬ألن ىذه العملية ىي عملية فلسفة ابلدرجة‬
‫األوىل‬
‫الرأي الثاين‪:‬‬
‫و من زعماء ىذا االجتاه"كود برانر"‪،‬حيث يرى أن ادلناىج يضعها العلماء ادلتخصصون كل‬
‫حسب ميدان ختصصو‪،‬فالعامل ادلتخصص يف ميدان معٌن أدرى بذلك التخصص منغًنه يف اجملاالت‬
‫األخرى‪،‬و أدرى ابدلناىج ادلتبعة يف ىذا اجملال و ما خيدم حبثو و موضوعو‪،‬فال يستطيع الفيلسوف‬
‫أن يضع منهجا يسًن عليو الباحث ادلتخصص لعدم درايتو‬
‫بكل دقائق ىذا التخصص و ما يتطلبو من وسائل و أدوات منهجية‪.‬‬
‫الرأي الثالث‪:‬‬
‫‪2020/2019‬‬ ‫اجملموعة األوىل‬ ‫السنة أوىل‬ ‫فلسفة القانون السداسي االول والثاين‬

‫يعتمد ىذا االجتاه على ادلزج بٌن الرأي األول و الرأي الثاين فهو يرى أن الفيلسوف ىو وحده من‬
‫يكشف على العالقات بٌن سلتلف العلوم و الروابط بينها‪،‬و ذلذا فالفيلسوف يضع ادلبادئ األساسية‬
‫لكل منهج‪،‬و دور العامل ادلتخصص ىو البحث عن آليات تطبيق ادلنهج يف ختصصو‪،‬فيكون بذلك‬
‫للفيلسوف رلالو‪،‬و يكون للعامل ادلتخصص رلالو اخلاص بو‪..‬‬
‫اختالف علماء املناهج حول تصنيف املناهج العلمية‪:‬‬
‫من بٌن التصنيفات احلديثة يف رلال التصنيفات احلديثة يف رلال علم ادلناىج ىناك‪:‬‬
‫‪-‬تصنيف ويثين"‪"withney‬‬
‫‪-‬تصنيف ماركيز" "‪Marquis‬‬
‫‪-‬تصنيف جود و سكيتس( ‪) good/scates‬‬
‫‪1‬تصنيف ويتين‪" Withney‬‬
‫يقسم"ويتين"ادلناىج إىل‬
‫‪-‬منهج وصفي‬
‫‪-‬منهج اترخيي‬
‫‪-‬منهج جترييب‬
‫‪-‬البحث الفلسفي‬
‫‪-‬البحث االجتماعي‬
‫‪-‬البحث اإلبداعي‬
‫من خالل ىذا التقسيم الذي اعتمده"ويتين"‪،‬نالحظ أنو خيلط بٌن ادلنهج و البحث‪،‬‬
‫فالبحثاالجتماعي مثال ليس منهجا و إمنا ىو من أنواع البحوث‪،‬و ىذا البحث حيتاج إىل منهج يف‬
‫إعداده‪.‬‬
‫‪-2‬تصنيف ماركيز‪" Marquis :‬‬
‫‪-‬ادلنهج الفلسفي‬
‫‪2020/2019‬‬ ‫اجملموعة األوىل‬ ‫السنة أوىل‬ ‫فلسفة القانون السداسي االول والثاين‬

‫‪-‬منهج دراسة احلالة‬


‫‪-‬ادلنهج التارخيي‬
‫‪-‬منهج ادلسح‬
‫‪-‬ادلنهج التجرييب‬
‫يعترب ىذا التقسيم منهج دراسة احلالة و منهج ادلسح منهجٌن أساسيٌن‪،‬لكن مها يف األصل‬
‫منهجيٌن فرعيٌن اتبعٌن إىل ادلنهج الوصفي‪.‬‬
‫‪-3‬تصنيف جود و سكيتس"‪" good/scates :‬‬
‫‪-‬ادلنهج التارخيي‬
‫‪-‬ادلنهج الوصفي‬
‫‪-‬منهج ادلسح الوصفي‬
‫ادلنهج التجرييب‬
‫‪-‬منهج دراسة احلالة‬
‫‪-‬منهج دراسة النمو و التطور و الوراثة‬
‫من خالل مالحظة التقسيم‪،‬نالحظ أنو وقع يف نفس التقسيم الذي اعتمده التقسيم السابق يف‬
‫ما خيص منهج ادلسح و منهج دراسة احلالة‪،‬و اعتبارىم منهجيٌن أساسيٌن‬
‫‪-‬العلوم اإلنسانية و املناهج العلمية‪:‬‬
‫يطرح البعض إشكالية خضوع العلوم اإلنسانية لقواعد ادلنهج‪،‬و ىذا يطرح من جهة أخرى مدى‬
‫علمية العلوم اإلنسانية ابدلعىن الدقيق للعلم‪.‬ففي السابق مل ييتقبل العلماء تطبيق ادلناىج العلمية يف‬
‫رلال العلوم اإلنسانية فقد كان البعض ينظر إىل ىذه العلوم أبهنا ليست علوما كما ىو احلال‬
‫ابلنسبة للعلوم الطبيعية‪،‬إال أن ىذا األمر من جهة أخرى يطرح خصوصية العلوم اإلنسانية و تعقد‬
‫ظواىرىا‪،‬و عدم جتانسها وعدم ثباهتا و صعوبة استخدام التجريب يف ىذا اجملال ابإلضافة إىل‬
‫ضعف ادلوضوعية يف رلال الدراسات اإلنسانية نظرا التصاذلا ابإلنسان موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪2020/2019‬‬ ‫اجملموعة األوىل‬ ‫السنة أوىل‬ ‫فلسفة القانون السداسي االول والثاين‬

‫‪-1‬تعقيد الظواهر اإلنسانية‪:‬‬


‫تتعلق الظاىرة اإلنسانية بعناصر متعددة و معقدة‪،‬مثل العناصر اجلغرافية و االقتصادية و السياسية و‬
‫الثقافية ابإلضافة إىل ادلعتقدات و العادات و األعراف من خالل كل ذلك جيد الباحث نفسو يف‬
‫رلال الدراسات اإلنسانية و االجتماعية أمام تنوع كبًن و متغًنات كثًنة تتدخل الظاىرة اإلنسانية‬
‫و يزيدىا تعقيدا‪.‬‬
‫و إذا كان من خصائص العلم ىو السببية و التعميم ابلنسبة كنتائج اليت تنتج من نفس األسباب‬
‫فإن األمر ابلنسبة للعلوم اإلنسانية معقد جدا‪،‬لدرجة أننا جند صعوبة كبًنة يف حتديد ىذه األسباب‬
‫ابلكامل‬
‫‪-2‬عدم جتانس الظاهرة اإلنسانية‪:‬‬
‫يقوم البحث العلمي على فرضية التجانس أو فرضية وحدة الطبيعة‪،‬و الظواىر‬
‫الطبيعية نتيجة تشابو بعضها ديكن تقسيمها إىل فئات متجانسة و استخراج القوانٌن اليت حتكم كل‬
‫فئة على حدا‪.‬لكن الظواىر السلوكية ظواىر فردية و يصعب تكرارىا و من مث من‬
‫الصعب أن حنصل على تعميمات‪.‬‬
‫‪-3‬ديناميكية الظواهر السلوكية‪:‬‬
‫نتيجة لسرعة تغًن الظاىرة اإلنسانية و السلوكية‪،‬فإن الباحث قد جيد نفسو يف الوقت الذي يدرس‬
‫فيو الظاىرة السلوكية اإلنسانية أنو يدرس الظاىرة من الناحية التارخيية و ليس دراستها يف الوقت‬
‫الراىن ألن مثة تغًن حدث للظاىرة ادلدروسة‪.‬‬
‫‪-4‬عدم القدرة على استخدام التجريب يف جمال الظاهرة اإلنسانية‪:‬‬
‫إذا كانت التجربة من ركائز البحث العلمي‪،‬فإهنا يف رلال العلوم اإلنسانية ال مكان ذلا‪،‬فالظاىرة‬
‫اإلنسانية ظاىرة سلوكية ال نستطيع إخضاعها للتجريب‪،‬فهي ظاىرة معنوية غًن ملموسة‪.‬و قد بدأ‬
‫الباحثون يف رلال علم النفس زلاولة استخدام التجريب الدراسات النفسية إال أن ذلك يبقى زلدودا‬
‫جدا‬
‫‪2020/2019‬‬ ‫اجملموعة األوىل‬ ‫السنة أوىل‬ ‫فلسفة القانون السداسي االول والثاين‬

‫‪-5‬صعوبة التقيد بضوابط املوضوعية يف جمال الدراسات اإلنسانية‪:‬‬


‫إن ادلوضوعية ىي من خصائص العلم و البحث العلمي و قد حياول الباحث يف رلال العلوم‬
‫اإلنسانية أن يتقيد بضوابط ادلوضوعية‪،‬إال أنو جيد نفسو أحياان يف اجتاه فكري معٌن‪،‬و قد جتعل‬
‫الباحث يوصف أبنو متحيز إىل تيار معٌن‪،‬مثل االجتاه االشرتاكي أو االجتاه الليربايل‪،‬أو غًن ذلك‬
‫إن دراسة الباحث االجتماعي لظاىرة إنسانية معينة جتعلو يسعى لتحقيق نتائج يف البحث تتوافق‬
‫مع معتقداتو و ذاتيتو أي مع عواطفو و أحاسيسو و غًن ذلك‪،‬يف حٌن أن األمر يف رلال العلوم‬
‫الطبيعية جيعل من الظاىرة ادلدروسة ظاىرو مادية موجودة خارج فكر و وعي اإلنسان و ىنا جيد‬
‫نفسو يتعامل معها بكل حياد‪.‬‬
‫من خالل كل ما تطرقنا لو‪ ،‬نالحظ أن الظاىرة اإلنسانية ىي ظاىرة معقدة و صعبة التعامل معها‬
‫من خالل ذلك اعترب بعض العلماء أن العلوم اإلنسانية ال ديكن أن نطبق عليها ادلنهج العلمي‬
‫الذي يتميز ابلتجريد و العموم و الوصول إىل نتائج نستطيع تعميمها‪،‬و من مث فقد اعتربىا البعض‬
‫أبهنا ال ترقى إىل درجة العلم‪،‬و االعتقاد بعدم إمكانية تطبيق ادلناىج العلمية عليها‪.‬‬

You might also like