Professional Documents
Culture Documents
المنهجية أو البلاغة القانونية -عبد المجيد الزروقي (Unjuriste.com)
المنهجية أو البلاغة القانونية -عبد المجيد الزروقي (Unjuriste.com)
المختص
ّ مج ّمع األطرش للكتاب
تونس
2013
الكتاب :المنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبير عن التّفكير
الكاتب :عبد المجيد ّ
الز ّروقي
الطبعة الثّانية :تونس 2013 ّ
الحقوق محفوظة للمؤلّف
مجمع األطرش للكتاب المختص
95شارع لندرة – تونس 1000
الهاتف71 241 123 :
الفاكس71 330 490 :
البريد االلكترونيE_mail: contact@latrach_edition.com :
الموقعwww.latrach_edition.com :
رب العالمين ،وص ّلى هللا على سيّدنا مح ّمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما
الحمد ّ ّلِل ّ
نص كما ينبغي يهدف هذا الكتاب إلى تحديد العمليّات التي ال بدّ من تراكبها وتراكمها إلنتاج ّ
اإلنتاج وذلك في اختصاص القانون (يمكن أن يعني الكتاب اختصاصات جامعيّة أخرى
كالفلسفة ،واآلداب ،وعلم االجتماع ،والتّاريخ ،واالقتصاد ،وغير ذلك) .فإذا ت ّم تحديد هذه
ص كما ينبغي العمليّات ،أمكن وضع السّيناريوهات البيداغوجيّة المناسبة لتعليم إنتاج النّ ّ
التّعليم.
مدعوين لتعليم كيفيّة
ّ مدعوين لإلنتاج ،وإلى ال
ّ وعليه فالكتاب مو ّجه إلى شريحتين :إلى ال
اإلنتاج.
أن أشياء قد تفوته إن قرأ الكتاب في شريحة األولى ،فينبغي تنبيهه إلى ّ فإذا كان القارئ من ال ّ
ّ
السّنة األولى من دراسته الجامعيّة .فإن حصل هذا ،فيجب أن ال يتهم نفسه وأن يكتفي بما لم
يفته .ث ّم عليه بعد ذلك ،كلّما تقدّم خطوة في دراسته ،أن يعود إلى الكتابّ :أوالً ليرسّخ ما
القراء المذكورةصل .وهكذا فالكتاب ،وبالنّسبة إلى شريحة ّ صل ما لم يح ِّ ّ ترسّخ ،وثانيا ً ليح ِّ ّ
مرة واحدة؛ وهو قابل ألن يستغنى عنه بغيره؛ وقد ال للت ّ ّو ،لم يوضع – ككثير غيره – ليقرأ ّ
يغني هو عن غيره.
عبد المجيد ّ
الز ّروقي
abdelmagidzarrouki@gmail.com
المقدّمة
―.1التّفكري.
المنهجيّة نظام ينبغي أن تسير عليه عمليّة معيّنة ،كي تكون مقبولة؛ ومن ث ّم كي
يكون ما تفضي إليه مقبوال بدوره .1والعمليّة المقصودة هنا لها جانبان ،أو إن
شئنا العمليّة المقصودة هنا عمليّتان :عمليّة أصليّة ،وعمليّة شكليّة.
سيّد كمال الحيدري ،المذهب الذّاتي في نظريّة المعرفة ،دار فراقد ،إيران .قم ،2005 ،ص .27 2ال ّ
انظر كذلك ومع شيء من التّفصيل من يقول" :ما هي إذن العمليَّة العقلية؟ وما هو الفكر؟ يقول الحكيم
السّبزواري في منظومته( :الفكر حركة إلى المبادي ..ومن مبادي إلى المراد) .توضيحه :الفكر حركة ذهنيّة
من المراد أي المجهول إلى المبادي أي المعلومات المسبقة ،ث ّم من المبادي إلى المراد .فاإلنسان عندما يف ّكر
يفرق بين ما إذا كان المجهول من التّص ّورات أو التّصديقات ،فهناك نقص وجهل يريد أن يكشف مجهوالً ما ،ال ّ
ّ
وفراغ في البين ،البدَّ وأن يمتلئ .وألجل ذلك ،يستعين المفكِّر برأسماله العلمي – إن كان عنده – ليتاجر به
فيربح بتبديل المجهول معلوماً ،ومن أجل ذلك ع ِّ ّرف الفكر بأنَّه« :إجراء عمليَّة عقليّة في المعلومات الحاضرة
ألجل الوصول إلى المطلوب» أو «مالحظة المعقول لتحصيل المجهول» أو «حركة العقل بين المعلوم
األول :مواجهة المشكل وهو المجهول .الثّاني: تمر على عقله خمسة أدوارّ : والمجهول» .فاإلنسان في تفكيره ُّ
معرفة نوع المشكل .فربّما يواجه المشكل وال يعرف نوعه ،هل هو من المسائل الكيميائيّة أو الفيزيائيّة أو
الط ّبيَّة أو األدبيَّة ،فال يمكن لمثل هذا اإلنسان أن يف ّكِّر في مجال ذلك المشكل أصالً وإن كانت لديه مخزونات
علميَّة كثيرة ،فالبدَّ إذا ً من معرفة نوعه .الثّالث :حركة العقل من المشكل إلى المعلومات المخزونة عنده .هذا
الرياضيّة ،ينتقل منه ّأول مرحلة للتفكير ويطلق عليها الحركة الذّاهبة [ ]...وإذا كان المجهول مثالً من المسائل ّ
الرياضيّة بمقدار حاجته لح ِّّل طلِّعا ً على المعادالت ّ الرياضيّة التي في ذهنه بشرط أن يكون م َّ إلى المعلومات ّ
ّ
الرياضيّات ،ال يمكنه ح ّل أهون المسائل؟ فكيف بصعابها ؟ فبالتالي مع فرض المجهول ،فمن لم يعرف ألِّف باء ّ
الرابع :حركة العقل – الرياضيَّة ،سوف يمكنه أن ينتقل منها إلى المجهول ليبدِّّله معلوما ًّ . امتالكه للمعلومات ّ
ثانيا ً – بين المعلومات للفحص عنها وتأليف ما يناسب المشكل ويصلح لحلّه .وتس َّمى بالحركة الدّائريَّة ،وهذه
تصوريَّة أو قوانين عا َّمة تصديقيَّة ،فالمف ّكِّرُّ الحركة إنَّما هي في المفاهيم التي موطنها الذّهن والتِّّي تش ّكِّل كلّيّات
وينظمها لح ِّّل مجهوله [ ]...الخامس :هو حركة العقل – ثالثا ً ِّ ّ ينتخب المفاهيم المناسبة أو القوانين العا َّمة فيؤلِّّفها
الراجعة ،وتمثلّ – من المعلومات التي استطاع تأليفها م ّما عنده إلى المطلوب .وهو االستنتاج وتس ّمى الحركة ّ
ألن تاجر المرحلة األخيرة بعد جمع المعلومات وترتيبها ،فينتقل الذّهن فيها إلى المطلوب ،وهنا نهاية المطاف َّ
أن الربح الوافر من خالل المعلومات المسبقة التِّّي كانت تمثِّّل رأس ماله .وال يخفى َّ العلم سوف يكتسب ّ
العمليّات الثّالث األخيرة هي التي لها أهميَّة بالغة في ساحة التّفكير ،ألنَّها هي العمليّات الفكريّة بالفعل ،حيث
اشتمالها على الحركة واالنتقال .وأ ّما األولى والثّانية فليستا من الفكر في شيء ،بل يمثِّّالن تمهيدا ً ومقدَّمةً
قوة الحدس .ولو اشتدَّ هذا لألدوار الالحقة .فربَّ َم ْن يستغني عنهما ،فال يحتاج إليهما أصالً ،وهو الذي لديه َّ
قوة قدسيَّة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ،والذّكي الحدس وكَمل ،فسوف يصل إلى مستوى الذّكاء وهو َّ
شيخ إبراهيم األنصاري ،دروس في علم المنطقhttp://www.dahsha.com ، هو سريع القطع بالحق" .ال ّ
( 24سبتمبر .)2010
صريحة شي العقل ،مجموعة من العمليّات الذّهنيّة ال ّ انظر أيضا تحت عبارة "تفكير" (" :)Raisonnementتم ّ
صريحة التي تؤدّي من أحكام معيّنة إلى أحكام جديدة .ويمثّل وضع التّفكير االستنباط ّ
ي أو غير ال ّ
( )raisonnement déductifفي شكل قياسا ً ( ]...[ )syllogismeويعدّ تسلسل عدد من العمليّات التّفكيريّة
ي"Gérard Legrand, Dictionnaire de philosophie, Bordas, . ي أو الفلسف ّنسيج الخطاب العلم ّ
Paris, 1983.
وانظر:
J.-F. Richard, sous le mot : raisonnement (philo. géné.), Encyclopédie philosophique
universelle. Les notions philosophiques, P.U.F., Paris, 1 re éd., 1990 ; Robert
Blanché, sous le mot : raisonnement, Encyclopædia Universalis, 2010 ; Jean-Claude
Anscombre et Oswald Ducrot, L’argumentation dans la langue, Margada, 3e éd.,
1997, p. 28 ; Chaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca, Traité de l’argumentation.
La nouvelle rhétorique, éd. de l’Université de Bruxelles, 1992, p. 10 ; André
LALANDE, Vocabulaire technique et critique de la philosophie, P.U.F., Paris, 1993,
sous le mot : Raisonnement; John Stuart Mill, Système de logique déductive et
inductive, Traduit de la sixième édition anglaise (1865) par Louis Peisse, Félix
3 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
والمو ِّ ّجهات الواجب أن يخضع إليها – كان تفكيرا صحيحا ،أي كانت المعرفة
صل إليها مقبولة ،والنّتيجة المنتهى إليها صحيحة. المتو ّ
فلدينا إذن معرفة أولى؛ ث ّم إنّنا نستعمل قواعد مقبولة (أو نفترض أنّها مقبولة
من المتلقّي) نَ ْعبر بواسطتها إلى معرفة جديدة .هذه المعرفة الجديدة مقبولة ّ
ألن
الوصول إليها ت ّم ِّوفق إجراء مقبول.
ص ّحة) ،ألنّه
فترض ال ّ صحيح (أو الم َ هذا هو التّفكير أو االستدالل أو ِّ
الحجاج ال ّ
لدينا نتيجة هي المعرفة الجديدة ،ووصلنا إليها ،ال كما اتّفق ،بل بواسطة قاعدة
عملت للعبور :أي فترض كونها مقبولة) .وهذه القاعدة هي التي است ِّ مقبولة (أو م َ
هي دليل (أو ح ّجة) ،وتحديدا ً دليل مستنبط به .وينبغي أن ال تنسى المعرفة
المنطلق منها .فهي بدورها دليل (ح ّجة أخرى) على النّتيجة .لكنّها دليل مستنبط
منه.3
ص ّحة) فحسب ،قلنا المفترض ال ّ
َ صحيح (أوفإذا ع ّممنا اآلن وأخذنا ال التّفكير ال ّ
إن لديناّ :أوالً دليل مستنبَط منه (أو لدينا :مستدَ ٌّل منه – مستن َبط منه – ح ّجة ّ
أولى) ،ولدينا ثانيا ً دليل مستنبَط به (أو لدينا :مستد ٌّل به – مستنبَط به – ح ّجة
ثانية) ،ولدينا ثالثا ً نتيجة (مستدَ ّل عليه – مستنبَط – محت ّج له).
النّتيجة
= المست َد ّل عليه
= المستنبَط
= المحت ّج له
―.2التّعبري.
صحيح ،كما قلنا ،هو الذي خضع لكن التّفكير ال ّ
هذه هي مفردات مطلق التّفكيرّ .
للقواعد الواجب أن يخضع لها ،أي الذي اتّبع ما تقوله المنهجيّة .فإذا نجحنا في
اإلتيان بمثل هذا التّفكير ،بقي – إن أريد التّواصل مع اآلخر –4أن يت ّم التّعبير
ع ّما وقع التّفكير به .والتّعبير بدوره ينبغي أن يسير على نظام معيّن لكي يحقّق
الغاية منه .وغاية العاقل حين يتكلّم بما ف ّكر فيه :أن يس َمع منه5؛ وحين يكتبه :أن
يف َهم عنه .وال يتأتّى له ذلك إالّ بالوضوح .6والوصول إلى الوضوح يستدعي
اتّباع قواعد ،ويقتضي الخضوع إلى منهجيّة.
شكليّة – ينبغي أن تسير كعمليّة فعمليّة التّعبير عن التّفكير إذن – وهي العمليّة ال ّ
التّفكير نفسها وفق نظام لكي تكون سليمة ولكي تح ِّقّق نتيجتها.
―.3منهجيّة التّفكري ومنهجيّة التّعبري أو البالغة.
وعليه فالمنهجيّة قسمان :منهجيّة للتّفكير (أو منهجيّة للمعنى) ،ومنهجيّة للتّعبير
عن التّفكير7؛ منهجيّة لألصل ،وأخرى لل ّ
شكل.8
يجب ات ّباع القواعد الواردة لكي يكون الت ّفكير سليما
الت ّفكير:
في منهج ّية الت ّفكير. ونتائجه صحيحة،
عمل ّية
يجب ات ّباع القواعد الواردة لكي يؤدّي الت ّعبير الغاية الت ّعبير ع ّما وقع
في منهجيّة الت ّعبير. منه وال يكون عبثا، الت ّفكير به:
الرئيس).
ّ
الطبعة الثّانيةصادرة في بيروت ( .)2010ويشاء هللا أن تن َجز ّ الطبعة األولى ال ّمالحظة :ما جاء للت ّ ّو قيل في ّ
بالرئيس المتحدَّث عنه ومن ث ّم في تغييره. وقد حدثت في تونس ثورة نجحت في 14جانفي 2011في اإلطاحة ّ
انظر أيضا ً حول المغالطة :هادي فضل هللا ،مقدّمات في علم المنطق ،دار الهادي ،بيروت ،ط 1423 ،2هـ /
2003م ،ص 382وما بعدها؛ John Stuart Mill, préc., Livre V : Le sophisme ; Ad. Franck,
Esquisse d’une histoire de la logique, Librairie classique de L. Hachette, Paris, s. d.,
p. 174 et s.
أن غرض المتكلّم البيان ،لكنّه قد يخالف هذا األصل متى كان اإلبهام غرضا مقصودا مطلوبا. وهكذا فاألصل ّ
شاوش، بعبارة ابن جنّي في الخصائص :البيان يصلحه ويفسده غرض المتكلّم .وكذلك شأن اإلبهام .مح ّمد ال ّ
ص" ،جامعة منّوبة .كلّيّة اآلداب– منّوبة/ أصول تحليل الخطاب في ال ّنظريّة النّحويّة العربيّة .تأسيس "نحو ال ّن ّ
المؤسّسة العربيّة للتّوزيع ،تونس ،ط ،2001 ،1ج ،2ص .1157
7حول المنهجيّة بقسميها انظرJean-Louis Bergel, Méthodologie juridique, P.U.F., Paris, :
1re éd., 2001.
نص – عن مراحل ثالث :االكتشاف (أي يخص بناء ّ ّ أن كتب المنهجيّة والبالغة تتحدّث – فيما 8سنرى الحقا ً ّ
أن االكتشاف استق ّل وصار علما ً قائما ً التّفكير) ،والتّرتيب (ترتيب ما وقع التّفكير به) ،والتّعبير .كما سنرى ّ
بذاته .وهذا الكتاب هو للمنهجيّة بعد أن خرج منها االكتشاف .ولقد جمعنا ما بقي ال تحت عنوان التّرتيب
والتّعبير بل تحت عنوان التّعبير عن التّفكير (أي أنّنا جمعنا التّرتيب والتّعبير المتحدّث عنه في كتب المنهجيّة
والبالغة تحت عنوان" :التّعبير عن الت ّفكير").
ّ
ي موضوع) .لكن ت ّم التوسّع في ّ
تقابل كلمةَ بالغة عبارة Rhétorique؛ وتعني في أصلها فن التكلم (في أ ّ
ّ ّ 9
ي موضوع). ّ
معناها ليشمل أيضا فن الكتابة (في أ ّ
فن الت ّ ّ
كلم. وفي هذا االتّجاه يقول "أ .بارون" (" :)A. Baronبحسب أصلها [ ]...ال تعني (عبارة البالغة) إالّ ّ
فن الكتابة ،أيّا كان الموضوع المدروس"A. Baron, . لكن معنى اللفظة تغيّر وتوسّع وصار يفيد اليوم ك ّل ّ ّ
préc., p. 387.
10انظر ما سيأتي في الفقرة عدد 4و.12
املقدّمة 6
تستعمل هذه العبارة ،ومن جهة أخرى باإلشارة إلى عالقته بسياق فكري
معاصر يسعى إلى تحيين مسألة البالغة.
―.4ميدان املنهجيّة أو البالغة عامٌّ.
ي دون
تختص بحقل معرف ّ
ّ ي ،ال ي وال ّ
شكل ّ والبالغة أو المنهجيّة ،بجانبيها األصل ّ
آخر .وإلى شيء من هذا أشار واحد من أقدم وأه ّم من كتب في المسألة:
"مادّة البالغة ،حسب البعض ،يه اخلطاب [ ]...فاذا كنّا نعين ابخلطاب متتالية من اللكامت
معّي ،فلن يكون هذا مادّة بل فعل البالغة ،كام أأ ّن التّمثال فعل النّ ّحات أل ّن
حول موضوع ّ
الفن .لكن اذا عنينا ابلبالغة اللكامت يف ذاهتا ،فهذه ال تعدّ شيئا اذااخلطاب اكلتّمثال نتاج ّ
فصلناها عن ا ألفاكر اليت تس ندها .و ّمث أخرون يرون مادّة البالغة يف احلجج اليت ّ
خاصيهتا
فالفن هو اذلي خيلقها ويه حباجة اىل املادّة لكن احلجج يه أأيضا جزء من الفعلّ ، االقناعّ .
لك املواضيع اليت [ ]...ابلنّس بة ا ّيل – ولن أأعدم ُسلطات لفائدة قويل – مادّة البالغة يه ّ
تُدعى للتّحدّث عهنا".12
شعريّة" A. ( Poétique 11بل يمكن إضافة لفظ ثالث يعتبره البعض مرادفا للبالغة؛ واللفظ المقصود هو "ال ّ
ّ
.)Baron, préc., p. 151بعبارة واحدة يمكن استعمال "المنهجيّة القانونيّة" و"البالغة القانونيّة" و"الشعريّة
القانونيّة" على أنّها لمعنى واحد.
"La matière de la rhétorique, selon quelques-uns, est le discours […] Si, par 12
discours, on entend une suite de paroles sur un sujet quelconque, ce ne sera pas là la
matière, mais l’œuvre de la rhétorique, comme la statue l’œuvre d’un statutaire ; car
un discours est un produit de l’art comme une statue. Mais si l’on entend par ce
terme les mots mêmes, ceux-ci ne sont rien, séparés des idées qui les soutiennent.
D’autres voient la matière de la rhétorique dans des arguments propres à
convaincre ; mais eux aussi sont une partie de l’œuvre ; c’est l’art qui les crée et ils
ont besoin de matière […] Pour moi j’estime - et je ne manque pas d’autorités - que
la rhétorique a pour matière tous les sujets sur lesquels elle sera appelée à parler".
Quintilien, Institution oratoire. Texte revu et traduit avec introduction et notes par
Henri Bornecque, éd. Garnier Frères, Paris, s.d., p. 288 et 289.
7 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن ما سيقال هنا حول المواضيع المكتوبة وأ ّما األمر الثّاني ،فيتل ّخص في ّ
ي منهجيّته؛ لكن في هذه شفويّة .نعم للموضوع ال ّ
شفو ّ ينسحب على المواضيع ال ّ
ي؛ فإذا
ي مع الموضوع الكتاب ّ المنهجيّة قسم يشترك فيه الموضوع ال ّ
شفو ّ
تعرضنا بنفس المناسبة إلى
ي ،نكون قد ّ تعرضنا إلى منهجيّة الموضوع الكتاب ّ ّ
ي .
15 قسم من منهجيّة الموضوع ال ّ
شفو ّ
يHenri Mazeaud, Méthodes de travail, : شفو ّ 15انظر مثال حول منهجيّة الموضوع ال ّ
Monchrestien, Paris, 1993, n° 47 et s. ; Ahmed Hosny, Méthodologie de la
compréhension et de l’explication de texte avec exercices corrigés, C.P.U., Tunis,
2000, p. 66 ; Denis Baril, Technique de l’expression écrite et orale, Dalloz, Paris,
2008, p. 311 et s. ; Helene S. Shapo, Marilyn R. Walter and Elisabeth Fajans,
Writing and analysis in the law, Fondation Press, New York, 2003, p. 453.
وإن أه ّم مشكل يواجهه من يقف أمام لجنة امتحان ،وعموما من يتكلّم شفويّا أمام غير سيحاسبه على ما يقول، ّ
إنأن ما به حال طبيعي :يقول أرسطو ّ هو التّهيّب والخوف ( .)Le tracوينبغي على هذا المتكلّم أن يعلم ّ
الخطيب الذي ال يخاف هو شخص غير مسؤول وينبغي أن يمنع من الخطابة .بل يمكن أن نزيد فنقول لمن يقف
ألن كالّ منهم سيتكلّم
إن أعضاءها – إن كانوا مسؤولين طبعا – سيكونون بدورهم على نفس الحالّ ، أمام لجنة ّ
يتكون من أمرين :فأ ّما
ي– ّ أمام الغير .والعالج الوحيد للتّهيّب – ك ّل تهيّب سواء كان في امتحان شفو ّ
ي أو كتاب ّ
األول فهو اإلعداد الجيّد قبل االمتحان إلى أن يصل المرء إلى هذه القناعة :أنّه فعل ك ّل ما عليه وأنّه لم األمر ّ
يعد مسؤوال من هذه الجهة :جهة اإلعداد .وأ ّما األمر الثّاني فهو االنغماس كلّيّا فيما هو بصدده من فعل اتّصال
فن اإللقاءغلب على الخوف وردت في ص 278من كتاب :طارق مح ّمد السويدانّ ، بالغير (انظر مراجع للت ّ ّ
الرائع ،اإلبداع الفكري ،الكويت ،ط 1424 ،1هـ – 2003م .وانظر داخل الكتاب إلى طرق تسمح بالتّعامل ّ
مع الخوف :ص 116وما بعدها .انظر أيضاًDominique Chassé et Richard Prégent, Préparer :
– et donner un exposé, Presses internationales polytechniques, Montréal – Québec
. )Canada, 2e éd, 2007, p. 39 et s.
ّ ّ ّ
ي فعلى المتكلم أن يعلم أن لديه وسيلتين للتواصل :األلفاظ هذا بالنّسبة إلى ك ّل امتحان ،أ ّما في االمتحان الشفو ّ
ّ
وجسده (انظر إلى ما سيأتي بالفقرة عدد 11من حديث عن خمسة مراحل :ثالثة منها يشترك فيها الموضوع
ي).شفو ّ صان الموضوع ال ّ ي؛ واثنان يخ ّ شفو ّي وال ّ
الكتاب ّ
فأ ّما عن األلفاظ فينبغي أن يكون أسلوب صياغتها أسلوبا شفويّا .ث ّم ينبغي أن ينطق بها بصوت مسموع،
أن النّاس يتفاوتون في ومفهوم ،وغير رتيب ،ليس صياحا لك ّنه ليس همسا( ،إلخ .).وهنا ال بدّ من مالحظة ّ
صوت الجهوري وغير ذلك أن امتالك صوت على النّحو المطلوب .لذا على من ح ِّرم العطاء المتمثّل في ال ّ
الطبيعة .إالّ أ ّنه من المه ّم أن ال يصل إلى الحدود التي تصبح فيها طريقة نطقه مصطنعة. سِّن م ّما وهبته ّ يح ّ
ّ
بعبارة أخرى عليه أن يحسّن من طبيعة ما عنده مع اإلبقاء على تلك الطبيعة (انظرDominique Chassé :
.)et Richard Prégent, préc., p. 40, 44, 45,etc.
وأ ّما الجسد ،وعموما الهيئة ،فينبغي ّأوال استغاللها لكي تساعد األلفاظ في اإلبالغ .وينبغي ثانيا أن تكون في
فالجلسة مثال وحركات اليد وتقاسيم الوجه تناسب مع القول .والقول موضوعه علمي؛ أي هو أمر جدّي .وعليه ِّ
والنّظرة وغير ذلك ينبغي أن تكون بدورها ِّج ِّدّيّة .بعبارة أخرى ينبغي أن ال يحصل ما تحدّث عنه أحدهم :شفاه
تقول نعم؛ وعين تقول ربّما .وال يتّسع المقام ألن نذكر هنا ما هي حركات اليد التي تساعد األلفاظ وتترجم
الجلسة التي تترجم الوقار وما هي التي ال تترجمه، الجدّية وما هي الحركات التي ال تساعد وال تترجم ،ما هي ِّ
سِّن منها نعم ،لكن ال ينسلخ إلخ .إالّ أنّه ينبغي التّنبيه هنا أيضا إلى أنّه على المتكلّم أن يبقى على طبيعته :يح ّ
شكل جزء من عمليّة اإلبالغ ومن ث ّم من عمليّة سنتناولها الحقا هي عمليّة الحِّ جاج .لكن ث ّم عنها .وهكذا فال ّ
فارق بين الحِّ جاج من جهة واالستعمال ( )manipulationواإلغراء ( )séductionمن جهة أخرى .ففي
لحريّة المتلقّي .أ ّما في االستعمال
الحِّ جاج ،نجد الحجج بيّنة وداخلة في الموضوع (إلخ .).وعليه نجد احتراما ّ
شكل عمال مشروعا .أ ّما االستعمال واإلغراء فيعدّ واإلغراء فال نجد ما سبق .لذا يعدّ الحِّ جاج بالمضمون وبال ّ
عمال من أعمال العنف المعنوي (انظر ما سيأتي في الفقرة عدد .)14
شكل إلى مواجهة أمرين :عدم مدعو من خالل المضمون وال ّ ّ أن المتكلِّّم شفويّا
وقد ينبغي أن نختم باإلشارة إلى ّ
انتباه السّامع ونسيانه .والمطلوب أن يكسب في المواجهتين.
9 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
)أن ما سيقال هنا حول نوع من المواضيع (المقالة ّ فمفاده،وأ ّما األمر الثّالث
فهذان البحثان.16ينسحب على مذ ّكرات "الماجستير" وأطروحات الدّكتوراه
.17 ومن ث ّم أكثر عمقا،هما في نهاية المطاف مقالة وإن كانا أكثر تفصيال
.132 ي ما سيأتي بهامش من هوامش الفقرة عدد ّ انظر أيضا حول الموضوع ال
ّ شفو
:ً انظر أيضا. الوارد ذكره منذ قليل،الرائع ّ ،فن اإللقاء كتاب طارق مح ّمد السويدان
ّ فن اإللقاء ّ وانظر حول
، المكتب الجامعي الحديث، كيفيّة كتابة األبحاث العلميّة والقانونيّة وإعداد المحاضرات،محيي مح ّمد مسعد
. وما بعدها121 ص،2009 ،اإلسكندريّة
Dominique Chassé et Richard Prégent, préc., p. 79. :وانظر قائمة المراجع الواردة في كتاب
:)تتمثّل القائمة فيما يلي (سنوردها كما جاءت
ANHOLT, Robert R. H. Dazzle’Em with style : the Art of Oral Scientific
Presentation, New York, W.H. Freeman, 1994.
BÉNICHOUX, Roger. Guide de la communication médicale et scientifique :
comment écrire, comment dire (en français et en anglais), 3e éd., Montpellier
(France), Sauramps, 1997.
FLETCHER, Leon. How to design and deliver speeches, 8 th ed., Boston, Allyn and
Bacon, 2003.
GIRARD, Francine. Apprendre à communiquer en public, 2e éd. rev. et corr., Mont
Saint-Hilaire (Québec), La Lignée, 1985.
GRENIER, Susane, BÉRARD Sylvie (sous la direction de Sophie Malavoy). Guide
pratique de la communication scientifique : comment captiver son auditoire.
Montréal, Association francophone pour le savoir – Acfas, 2002.
HUBA, Mary E., FREED, Jann E. Learner-Centerd Assessment on college
Campuses : Shifting the focus to learning, Boston, Allyn and Bacon, 2000.
KENNY, Peter. A Hand Book of Public Speeking for scientists and Engineers,
Bristol (Grande Bretagne), Adam Hilger, 1982.
SERVICE DE PÉDAGOGIE UNIVERSITAIRE DES FACULTÉS
UNIVERSITAIRES NOTRE-DAME DE LA PAIX DE NAMUR. « Le (power)
point sur les logiciels de présentation ». Réseau, n° 55 (aout 2004), [en ligne].
[http://www.det.fundp.ac.be/spu/arch_reseau.htm] (recupéré le 27 mai 2005).
STEVEN, Dannelle D., LEVI, Antonia J. Introduction to rubrics : an Assesment
Tool to save Grading Time, Convey Effective Feedback and Promote Student
Learning. Sterling (Virginia), Stylus Publishing, 2005.
VILLENEUVE, Stéphane. « Les logiciels de présentation en pédagogie : efficacité
de l’utilisation des logiciels de présentation en pédagogie universitaire », Revue
internationale des technologies en pédagogie universitaire 1 (1), 2004 [en ligne]
[http://www.profetic.org/revue] (recupéré le 27 mai 2005).
WIGGINS, Grant, Educative Assessment : Designing Assessments to Inform and
Improve Student Performance, San Francisco, Jossey-Bass, 1998.
" واآلن أصبح يقال "أطروحة،)dissertation doctorale( " في السّابق كان يقال "مقالة دكتوراه16
Marc Lemieux, La récente popularité du plan en deux parties, R.R.J : انظر.« Thèse »
1987-3, p. 825, note n° 3.
Adolphe :)dissertation originale( " "مقالة أصليّة:انظر أيضا ً من يتحدّث عن األطروحة كـ
Nysenholc et Thomas Gergely, Information et persuasion. Argumenter, De Boeck
Université, Bruxelles, 2 e éd., 2000, p. 53.
وأن تتّخذ،للطلبة في مرحلة الماجستير والدّكتوراه دروس في منهجيّة البحث عموما ّ ينبغي أن تعطى17
حول مثل هذه الدّروس وصعوباتها.االستراتيجيّات الالّزمة لجعلهم يهت ّمون بها مثل اهتمامهم بمواضيع بحوثهم
املقدّمة 10
أن ما سيقال هنا حول أغلب أنواع المواضيع الرابع ،فحاصله ّ وأ ّما األمر ّ
صصة أو في الكتب ينسحب على ما ينشر من بحوث قانونيّة في المجالّت المتخ ّ
(إلخ .).فالمقالة أو التّعليق على قرار (إلخ ).الذي ينشر في مجلّة مثال ال يختلف
في شيء – من زاوية متطلّبات منهجيّة التّعبير – عن المقالة أو التّعليق( 18إلخ).
الذي يؤتى به في امتحان من امتحانات اإلجازة.
على هذا ،فما يمكن أن يعنيه عملنا واسع :مواضيع االمتحانات ،النظريّة
شفويّة والكتابيّة؛ ومذ ّكرات "الماجستير" وأطروحات الدّكتوراه؛ والتطبيقيّة ،ال ّ
صصة .بل يمكن لهذا العمل – كما قيل والبحوث التي تنشر في المجالّت المتخ ّ
– أن يعني المواضيع في اختصاصات غير اختصاص القانون.
مواضيع االمتحانات
لكن تنبغي التّفرقة بين ما يمكن أن يعنيه هذا العمل وما سيكون الموضوع
المباشر للخطاب في هذا العمل .نعم العمل يمكن أن يعني جميع ما تقدّم ،إالّ ّ
أن
الخطاب فيه لن يتو ّجه مباشرة إالّ إلى :مواضيع امتحانات اإلجازة في القانون،
الكتابيّة ،النّظريّة والتّطبيقيّة.
العمل الذي سنقوم به الخطاب المباشر سيه ّم بعض ما يكت َب
يه ّم جميع ما يكتب في في اختصاص القانون :مواضيع
اختصاص القانون امتحانات اإلجازة في القانون،
الكتابيّة ،النّظريّة والت ّطبيقيّة.
"ينبغي ملن كتب كتااب أأالّ يكتبه االّ عىل أأ ّن النّاس لكّهم هل أأعداء ،ولكّهم عامل اب ألمور ،ولكّهم
متفرغ هل".20
ّ
( 19أبو عثمان عمرو بن بحر) الجاحظ ،كتاب الحيوان .تحقيق :عبد السّالم مح ّمد هارون ،دار الكتاب العربي،
بيروت ،ط ،1969 ،3ج ،1ص .88
والعدو يحذر منه .فإذا زاد وفهم عن
ّ عدواً؛
... 20إذن ،على الممت َحن ،إن سمع للجاحظ ،أن يعتبر الممتحِّ ن ّ
"كانتيليان" ( ،)Quintilienعليه أن يحذر حتّى إذا كان الممتحِّ ن صديقاً :ث ّم من يظلم ،لكي يبدو (أمام ال ّناس)
عادال.
وبالفعل "نصح «كانتيليان» بالحذر حين يكون القاضي صديقا :هنالك قضاة دون ضمير يظلمون لكي يبدو أنّهم
ال يظلمون"Quintilien, Vol. II, Liv. IV, chap. I, § 18, cité par : Chaïm Perelman et .
Lucie Olbrechts-Tyteca, préc., p. 608.
املقدّمة 12
لك النّاس ،هلم نظرة لعيوب املتلكّم أأكرث ِحدّ ة و أأكرث نفاذا من نظرهتم
لك النّاس ،أأو تقريب ًا ّ
" ّ
حملاس نه :فأأق ّل نقيصة متحو أأمجل الفضائل" .
21
الرجل أي على من يكتب أن يعرف ما معنى إتيان فعل الكتابة ،تماما ً كما َ
عرف ّ
األس َْود ما معنى أن يكون أس َْوداً:
السواد هو أأمر ّ
يسء مبا عيل ّمرات عديدة أأ ّن ّ
تكرر أأ ّمي ّ
"لقد مسعت كثريا هذا التّفكري .أأمل ّ
لك النّاس ،البيض و ّ
السود، فيه الكفاية ليك جيعلين أأجتنّب الوقوع يف أأصغر ا ألخطاء؟ نعم ّ
متّفقون عىل أأ ّن ا ألسود ،وهو اذلي يدعو لونه لقليل من التّساهل ،ال ميكن قبوهل االّ مىت
ترصف مكالك".22
ّ
"Tout le monde, ou presque, a un regard plus vif et plus pénétrant pour les défauts 21
que pour les qualités de l’orateur. La moindre tache efface les plus beaux mérites".
Cicéron, préc., p. 59.
"J’ai souvent entendu ce raisonnement. Ma mère ne m’a-t-elle pas maintes fois 22
répété que c’est déjà assez mal que je sois noir pour éviter de commettre la plus
petite faute? Oui, je sais que tout le monde, Blanc et Noir, est d’accord sur le fait
qu’un nègre, appelant si peu d’indulgence de par sa couleur, n’est tolérable que dans
la mesure où il se comporte comme un saint". J. Zorel, La rue Cases Nègres, p. 292,
cité par : Chaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca, préc., p. 439.
23جاء عند الجاحظ في حديثه عن معنى البالغة أن ث ّم من يقول :من أفهمك حاجته فهو بليغ( .أبو عثمان عمرو
بن بحر)الجاحظ ،البيان والتّبيين .تحقيق فوزي عطوي ،دار صعب ،بيروت ،1968 ،ص .98
13 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
صحيح أنّا هنا سنكتب ،وبهذا العنوان ينبغي أن نتقيّد بما تفرضه المنهجيّةّ .
لكن
أن غايتنا الوضوح ،وبهذا العنوان لن نتقيّد بالمنهجيّة إذا لم تحقّق
صحيح أيضا ّ
ال ّ
ما نهدف إليه .فاتّباع المنهجيّة من قِّبلنا سيدور وجودا وعدما مع تحقّق أو عدم
تحقّق الوضوح .بعبارة أخرى سنتّبع في هذا العمل ما قاله
"كانتيليان"(:)Quintilien
"ا ّن البالغة أأمر سهل ،لو اكن ميكن حرصها يف بضع صفحات من القواعد [ ]...فتعالميها
ليست قوانّي ال ميكن خرقها .وفعال فا ّن احلاجة يه اليت جعلت من تكل القواعد ما يه عليه.
و أأان ال أأنكر أأ ّن هذه القواعد ذات فائدة يف أأغلب ا ألحيان ،واالّ ملا كتبت يف البالغة .لكن اذا
اكنت الفائدة من القواعد يه نفسها اليت تدعو خلرق القواعد ،فينبغي تقدمي الفائدة عىل
القاعدة".24
وعليه ،فقواعد المنهجيّة يجب أن تت َّ َبع ،متى حقّقت الوضوح؛ ويجب أن تترك،
متى كان في تركها تحقيق للوضوح .25هذا ما سنفعله ونحن نكتبّ .
لكن األمر
ينبغي أن يكون مختلفا بالنّسبة إلى من يقوم بموضوع امتحان .فتقييمه يت ّم على
أساس مدى احترام المنهجيّة .لذا ينبغي أن ال يفارق هذا االحترام تحت أيّة
ذريعة وإن كانت ذريعة الوضوح.
بعبارة أخرى :يجب التّفريق بين عمل ال يقدَّم في امتحان ،أو ال يقيَّم إالّ على
أساس تحقيق غاية الوضوح والوصول إلى القارئ؛ فهذا العمل يجب أن يحترم
المنهجيّة؛ واحترامه للمنهجيّة يجعله يحقّق في أغلب الحاالت غاية الوضوح.
لكن ينبغي لهذا العمل ،في بعض المواضع االستثنائيّة ،أن ال يحترم المنهجيّة
ليصل إلى الهدف .أ ّما العمل الذي يقيّم على أساس احترام المنهجيّة فقط (وهي
حال مواضيع االمتحان) فينبغي أن ال يحيد صاحبه تحت أيّة ح ّجة عن اتّباع
القواعد.
"La rhétorique serait chose par trop facile, si on pouvait la renfermer toute entière 24
dans quelques pages de règles … Ses préceptes ne sont des lois et des plébiscites
dont on ne puisse s’écarter. C’est le besoin qui les a faits ce qu’ils sont. Je ne nie pas
que le plus souvent ils ne soient utiles ; autrement je n’écrirais pas. Mais si cette
même utilité nous conseille de nous en écarter, il faut la préférer à toutes les règles".
Quintilien d’après : A. Baron, De la rhétorique ou de la composition oratoire et
littéraire, Lib. Polytechnique d’Aug. Dec., Bruxelles, 2e éd, 1853, p. 182.
أدق :إذا لم تح ّقق قاعدة الوضو َح في موضع ما ،يصير تركها هو ما توجبه المنهجيّة في ذلك
25بعبارة ّ
الموضع.
املقدّمة 14
فإن ما سنقوله لقارئنا ينبغي أن يتّبعه ،أ ّما كيف سنقوله فينبغي أن ال يأخذ
لذا ّ
صة أن ال يرى فيه تناقضا ً مع ما سنذكره على أنّه المطلوب منه.بجميعه ،وخا ّ
―.9إعمال املنهجيّة و"تنميط" البحوث.
خط احترام المنهجيّة حيث يجب وعدم احترامها حيث سابق – ّ ّ
الخط ال ّ في نفس
يجب – يمكن أن نزيد فنقول إنّنا ،كـ" :كانتيليان"( ،26)Quintilienلن نسعى
مشوق (ومن ث ّم ممتع) ،بل فقط إلى تقديم عمل نافع؛ لن نبحث ّ إلى تقديم عمل
عن فكرة ث ّم نثبتها داخل مادّة "منهجيّة المواضيع" ،بل سنكتفي بتحليل هذه
المادّة وبعرض عناصرها .نعم خطابنا هو عن مواضيع االمتحانات ،أي عن
لكن خطابنا في نفسه لن يكون ِّحجاجيّا ،بل سيكون ي ...نعم ّ ...خطاب ِّحجاج ّ
تفسيريّا ،هدفه اإلفهام ،وتحديدًا هدفه تعليم مهارة (.27)savoir faire
وأكثر م ّما سبق ،سنسعى – حتّى ونحن نقدِّّم عرضا تحليليّا – أن نأتي بما قاله
من تقدّمنا دون أن نضيف إليه (في أغلب األحيان) شيئا .لذا لن يكون في عملنا
جديد ،بل أكثر عملنا سيكون نقال وفيّا ً ألعمال جاءت قبلنا .هذا يعني أنّنا
سنستعير من اآلخرين ،بل يعني أنّنا سنستعير كثيرا وطويال .مع ذلك يمكننا أن
نقول ما قال "مونتانيي" (:)Montaigne
سؤال اآلن :أليس القول أصال بمنهجيّة تعبير– ومن ث ّم تهيئة نموذج قابل ألن وال ّ
يستنسخ –"تنميطا" للبحوث وتجميدا لإلبداع ؟ ألن يفتح بهذا الباب لـ" :القول 29
الجاهز" ( ،)Le prêt-à-parlerتماما كما يفتح القول بمنهجيّة تفكير الباب لـ:
"التّفكير الجاهز" ()Le prêt-à-penser؟
سل أن مفردات التّواصل مر ِّسل ورسالة ومر َ للجواب ينبغي أن نبدأ بمالحظة ّ
ي
إليه .والمر ِّسل يؤدّي وظيفته كما ينبغي ،إذا نجح في الجمع بين شيء داخل ّ
سياق ،إذاي (العبارات المكتوبة وال ّ (الفكرة الموجودة في ذهنه) وشيء خارج ّ
ي قادرا على أن يوصل شيء الخارج ّ كان التّواصل سيت ّم كتابة) جمعا ً يجعل ال ّ
سل إليه وظيفته، ي .في المقابل ،يؤدّي المر َ سل إليه إلى عين ال ّ
شيء الدّاخل ّ المر َ
ي ليصل بواسطتها إلى شيء الخارج ّ إذا نجح في استغالل القدرة الكامنة في ال ّ
ي الموجود في ذهن المر ِّسل .بعبارة واحدة :يؤد ّي المر ِّسل عين ال ّ
شيء الدّاخل ّ
سل إليه وظيفته ،إذا كان وظيفته ،إذا كان يحسن الكتابة واإلنتاج؛ ويؤد ّي المر َ
يحسن القراءة والفهم والتّأويل .30ومن يسأل عن المقاييس التي تجعل اإلنتاج أو
أن علوما عديدة انبرت لتقديم الجواب :من البالغة والمنطق الفهم حسناً ،يجد ّ
يص وعلم النّفس العرفان ّ سابقين إلى لسانيّات النّ ّ وغير ذلك لدى ال ّ
( )psycholinguistiqueوغير ذلك لدى المعاصرين .على هذا نحن أمام
31
مفترق طرق تلتقي فيه اختصاصات كثيرة تسعى جميعها (بصفة ضمنيّة)
أن اإلنتاج والفهم الجيّدين ليسا أمورا وهبيّة ،بل أمور كسبيّة .32بعبارة إلثبات ّ
أخرى :التقت علوم كثيرة ،قديمة وجديدة ،للكشف عن العمليّات التي ال بدّ من
ص المكتوب) كما تراكبها وتراكمها للحصول على اإلنتاج (ما يه ّمنا هنا هو النّ ّ
ينبغي اإلنتاج ،وعلى الفهم كما يحسن الفهم .وما تكشفه هذه العلوم قابل ألن
سيناريوهات البيداغوجيّة لتعليم اإلنتاج أو لتعليم الفهم يستغ ّل في وضع ال ّ
الجيّدين .33لكن المشكل أنّنا حين نعرف المقاييس التي تسمح باإلنتاج والفهم
" 29الفائدة األساسيّة من اتّخاذ منهج تتمثّل في تهيئة مثال دقيق وقابل للتّكرار"Jean-Louis Sourioux et .
Pierre Lerat, L’analyse de texte. Méthode générale et applications au droit, Dalloz,
Paris, 3e éd., 1992, p. 9.
30قارن معAndré-Jacques Deschênes, La compréhension et la production de textes. :
Monographie de psychologie, Presses de l’Université du Québec, 1988, p. 104 et s.
31قارن معCatherine Fuchs, Linguistique. Le langage au carrefour des disciplines, :
Encyclopædia Universalis 2010.
32قارن معCéline Beaudet (Université de Sherbrooke), Clarté, lisibilité, intelligibilité :
des textes : un état de la question et une proposition pédagogique, Recherches en
rédaction professionnelle, vol. 1, no 1, hiver 2001.
33قارن معAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 11, 103, etc ; Lamia Amel Ammari, :
املقدّمة 16
Le rôle de l’image dans la compréhension d’un texte sur l’hygiène dentaire en
contexte bilingue, Mémoire élaboré en vue de l’obtention du diplôme de Magistère
1. Option : Sciences du Langage, Université Mohamed Boudiaf-M’sila, Faculté des
Lettres et des Sciences Sociales. Département de Français. École Doctorale de
Français, 2007 – 2008, p. 40 et s.
ص الجيّد وتعليمها رهان ها ّم ينبغي كسبه ،إن أريد أن يتقلّص الت ّح ّكم إلى حدود 34وعليه فتعيين مقاييس ال ّن ّ
تعرض من سيحاول اإلصالح في هذا ي هنا أن ي ّ معقولة في كثير من االختصاصات الجامعيّة .ومن ّ
الطبيع ّ
االتّجاه إلى عراقيل يضعها أمامه جميع الذين يستفيدون من التّح ّكم.
األول
اجلزء ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة
―.11تقسيم اجلزء وفهرسة مضمونه.
صا؟
كيف نقوم بموضوع؟ كيف نبني ن ّ
نص
تجيب كتب البالغة ،35ومنذ القديم ،فتقول :ينبغي للقيام بموضوع ولبناء ّ
المرور بثالث مراحل:
مرحلة االكتشاف ()inventio / invention؛
ث ّم مرحلة التّرتيب ()dispositio / disposition؛
ث ّم مرحلة التّعبير (.36)elocutio / élocution
35تنبغي مالحظة أ ّنه ،ومنذ ثالثين سنة تقريباً ،ظهرت بحوث في علوم متعدّدة تحاول توصيف سيرورة عمليّة
إنتاج ال ّنصوص .جاء في أحد كتب علم النّفس" :فقط منذ بداية الثّمانينات بدأ الباحثون في تأليف النّصوص
باقتراح قوالب أو نماذج تفسيريّة للسّيرورات التي يقتضيها هذا النّشاط .فقبل ذلك كان غياب األبحاث االختباريّة
مسودات أو اقتراحات جزئيّة ال يمكنها فعال قد منع صياغة قوالب كهذه .وما تزال النّظريّات المطروحة حديثا ّ
اإلحاطة بك ّل السّيرورات الواردة في نشاط تأويل النّصوص" .أندريه – جاك ديشين ،استيعاب ال ّنصوص
وفهمها ،ترجمة :هيثم لَمع ،المؤسّسة الجامعيّة للدّراسات والنّشر والتّوزيع ،بيروت ،ط 1411 ،1هـ 1991 /م،
ص .89انظر أيضا الكتاب في لغته األصليّةAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 75. :
36انظر مثالA. Baron, préc., p. 388. :
ص في الذّاكرة وإلقاؤه بوقار وأناقة. ّ ّ نال تثبيت أخريين: مرحلتين ص شفويّا فينبغي أن نزيد فإذا كان النّ ّ
شفوي خمسة أجزاء -1 :العثور على األفكار؛ -2ال فقط ترتيبها ،بل توزيعها وتنسيقها بمهارة الفن ال ّ
"يتض ّمن ّ
وفق أه ّميتها؛ -3كسوتها وزخرفتها بالعبارة المناسبة؛ -4تثبيتها في الذّاكرة؛ -5إلقاؤها بوقار وبأناقة
( Cicéron, préc., p. 71. V. aussi : p. 191..")débiter les idées avec dignité et avec grâce
الرابعة ،كما نرى ،هي مرحلة اتّخاذ اإلجراءات المساعدة على التّذ ّكر .أ ّما المرحلة األخيرة فهي والمرحلة ّ
مرحلة اإللقاء أو "مسرحة" الكالم على حدّ عبارة "بارت"" .هنريش بليت" ،البالغة واألسلوبيّة .نحو نموذج
شرق ،بيروت ،1999 ،ص .34نشر ص ،ترجمة وتقديم وتعليق مح ّمد العمري ،إفريقيا ال ّ سيميائي لتحليل ال ّن ّ
ي فيHeinrich F. Plett, Rhétorique et stylistique, in : Théorie de la : ص األصل ّ النّ ّ
littérature, Collection Connaissance des Langues, sous la direction d’Henri Heirch,
Publié avec le Concours du Centre National des Lettres, Picard, Paris, 1981.
الرائعة ألرسطو، انظر كذلك من يقول" :تحتوي البالغة على أقسام أربعة ،وذلك ما ظهر في الكتابات ّ
وشيشرون ،وكافتيليان - :االبتداع أو البحث عن البراهين والحجج [ – ]...التّرتيب أو البحث عن النّظام الذي
شكل األكثر وضوحا ،واألكثر يجب أن تكون هذه الحجج منتظمة فيه – .التّعبير أو طريقة العرض ،وذلك بال ّ
إدهاشا [ –]...الفعل الذي يعالج القصد في سرعة ال ّنطق ،والحركات ،وتغييرات المالمح" .پيير جيرو،
األسلوبيّة ،ترجمة منذر عيّاشي ،مركز اإلنماء الحضاري ،د .م ،.ط ،1994 ،2ص .19
انظر أيضا من يقول" :يقسّم العرف األرسطي ،المتبنّى من أهل البالغة الالتينيّين (كانتيليان) ،البالغة إلى ثالثة
األول) الحجج أو االكتشاف ( .)les pisteisيتمث ّل األمر هنا في انتخاب المحتوى (ماذا فصول كبيرة( :الفصل ّ
ي ضرب من ّ أ في لمن؟ م؟ّ يتكل (من ّة يالوضع فق وو ) les topoi, lieux (المواضع يقال؟) انطالقا من شبكة
صة ،التّأييد،الخطاب؟)( .الفصل الثّاني) التّرتيب ( )la taxisويتعلّق بنظام تعاقب األجزاء (االستهالل ،الق ّ
الخاتمة ( .)exorde, narration, confirmation, péroraisonالفصل الثّالث) التّعبير ( ،)la lexisوهو
صور البالغيّة ،والتّركيب العا ّم ويتعلق باختيار الكلمات ،وال ّ ّ يمس بالجانب الجمالي للخطاب، ّ لحظة ها ّمة ألنّه
للجملة؛ يضاف إلى ذلك الفعل ( ،)l'hupocrisisويتعلّق بإصالح صوت وحركات الخطيب.
صور البالغيّة (مجاز ،كنايةmétaphore, métonymie, ، صة التّفكير في ال ّوطوال قرون غلب التّعبير وخا ّ
ّ
صور البالغيّة نفسها ،بعد إعادة صياغتها على أنها ،synecdoqueإلخ .).وفي القرن العشرين وجدت ال ّ
ص األدبي .لكن ،وبالموازاة ،عرف صرح البالغة عمليّات (جاكبسون ،مجموعة مو) ،في قلب التّفكير حول النّ ّ
منذ نهاية السّبعينات إعادة اهتمام به داخل األلسنيّة نفسها من خالل النّظريّات التّداوليّة – التّنصيصيّة ( les
( )théories pragmatico-énonciativesڤرايس ،دوكرو) التي اعتنت بالقيمة الحِّ جاجيّة للتّنصيصات
والخطابات"Catherine Fuchs, Linguistique (notions de base), Encyclopædia .
Universalis 2010.
ص أكثر تفصيالً م ّما سبق: ونجد في بعض الكتب عرضا لمراحل إنتاج ال ّن ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة 20
سنتعرض الحقا وبالتّفصيل إلى هذه المراحل ،لكن لنقل اآلن بصفة مجملة: ّ وإنّا
في مرحلة االكتشاف نصل إلى وضع مضمون الموضوع وإعداد ما سيقال؛ في
ننظم المضمون؛ أ ّما في مرحلة التّعبير فنصوغ المضمون. مرحلة التّرتيب ّ
وقد ال يت ّم قطع هذه المراحل بهذا التّرتيب ،أي قد يحصل انحراف (بسبب
ص مثالً من التّرتيب
ظهور نتائج غير مرضيّة في مرحلة ما) فيعود منتِّج النّ ّ
فإن عمليّة اإلنتاج ال تنتهي في الحقيقة بانتهاء المراحل إلى االكتشاف .لذا ّ
صه .
37
الرضا عن ن ّالثّالث ،بل تنتهي حين يصل المنتِّج إلى درجة معيّنة من ّ
ص ّ
أن ورضاه هذا ينبغي ،وفقا ً لما سبق ،أن ال يوجد إالّ متى َ
ض ِّمن صاحب النّ ّ
صا ً ومن يقوم
صه سيحقّق الغاية منه .والغاية التي ينبغي أن يحقّقها من ينتج ن ّ
ن ّ
بموضوع هي – كما رأينا – أن يكون ما يأتي به واضحا .والوضوح يعني
النّجاح في االكتشاف وفي التّرتيب وفي التّعبير.
بعبارة أخرى :يجب أن يكون االكتشاف كما يجب ،ث ّم يجب أن يكون التّرتيب
كما يجب ،ث ّم يجب أن يكون التّعبير كما يجب.38
سؤال :ما الذي يجب في االكتشاف ،وما الذي يجب في التّرتيب ،وما الذي وال ّ
يجب في التّعبير؟
إن العنوان الذي نحن بصدده هو للعناصر المشتركة .لذا سنأتي بالذي يجب في ّ
ك ّل موضوع اكتشافاً ،ث ّم ترتيباً ،ث ّم تعبيراً.
"ابلنّس بة اىل القداىم ،البالغة يه ّفن اقناع املس متعّي أأو القضاة .يتعلّق ا ألمر اذن ّ
بتعّل كيفيّة
االقناع بواسطة جحج .هبذا ميث ّل عّل احلجج أأ ّول فقرة يف عنوان الاكتشاف ،أأي أأ ّن البالغة
تبد أأ بكتاب يف املنطق .أأ ّما اليوم ،فقد ختلّت البالغة لفائدة املنطق عن احلجج".39
"Pour les anciens, la rhétorique est l’art de persuader des auditeurs ou des juges. Il 39
s’agit donc d’apprendre à convaincre par des arguments. La science des arguments
devient le premier paragraphe du titre invention. La rhétorique commence par un
traité de logique. Aujourd’hui, la rhétorique a abandonné à la logique les
arguments". A. Baron, préc., p. 136 et s.
40انظر مثالJean-Louis Bergel, Méthodologie juridique (préc.) ; Neil Maccormick, :
Raisonnement juridique et théorie du droit, P.U.F., Paris, 1996 ; Marie-Laure
Mathieu-Isorche, Le raisonnement juridique, P.U.F., Paris, 2001 ; Otto Pfersman et
Gérard Timsit, Raisonnement juridique et interprétation, Publications de La
Sorbonne, Paris, 2001 ; Paul Delnoy, Éléments de méthodologie juridique, Larcier,
Bruxelles, 2006.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 24
المبررات
ّ مبرراته .من هذه
ي له ّ ي عن التّعبير القانون ّ واستقالل التّفكير القانون ّ
أن اتّساع علم َما مدعاة لتقسيم العمل اتّساع ميدان ك ّل واحد منهما .ومعلوم ّ
داخله ،أي مدعاة لتجزئته إلى علوم.
سرعة لكن ،رغم اإلقرار باالستقالل وبمشروعيّته ،سنتناول – ولو على وجه ال ّ
سبب أن من المه ّم أن نعرف ،على األق ّل بصفة سطحيّة ،فيم يتمثّل – التّفكير .وال ّ
المضمون الذي سنتعلّم الحقا ً كيفيّة ترتيبه وكيفيّة التّعبير عنه.
―.14أهمّيّة االستدالل (أو احلِجاج أو التّفكري ،إخل.).
إن المضمون – الذي نسعى الكتشافه – يتمثّل في الحجج .ففي ك ّل ولقد قلنا بعد ّ
موضوع 42ينبغي أن ال يؤتى بالمحتوى كما اتّفق ،بل ينبغي جعل القارئ يذعن
بالقضايا المعروضة عليه .ولن يتحقّق ذلك إالّ متى ت ّمت البرهنة على ص ّحة تلك
القضايا .فالحجاج إذن قدرة ينبغي امتالكها ،واالستدالل مهار ة 43يجب
تحصيلها.44
بعبارة مختلفة ،ينبغي أن ال تكون األعمال وثوقيّة ،فتقدّم أطروحات دون
االحتجاج لها .في المقابل ،ينبغي أن ال ترفَض في األعمال أطروحات دون
فالحجاج من هذا المنظور ها ّم إذن.46
االحتجاج ضدّهاِّ .45
―.15منوذج لالستدالل.
والحجاج أو االستدالل أو التّفكير ،الذي يعمد إليه من يقوم بموضوع ،أنواع.ِّ
لكن لن يتّسع المجال إالّ لذكر واحد اخترنا أن يكون ذاك الذي ال يكاد يخلو منه
وفي المقابل ،حين يؤخذ التّواصل على أنّه مجموعة من المسارات الوظيفيّة التي تنزل بقدر المخاطب لتعتبره
فن اإلقناع» وسائليّا ً ينحصر في[« ]...هدفا ً تجاريّا ً» ()cible de marketing؛ وأسوء من هذا ،حين يصبح « ّ
تصرف ،عندها نكون قد قدّمنا الفاعليّة على التّماثل. ّ مجموعة تقنيّات
إنسانوي» ( )humanisteواضح يتمثّل في إقناع اآلخر ّ « خيار خارج ره تصو
ّ يمكن ال الحقيقي لذا ّ
فإن الحِّ جاج
مع احترامه []...
ي محايداً ،بل هو شديد االرتباط بالدّيموقراطيّة .فعلى ي ،ال يمكن اعتبار الخطاب الحِّ جاج ّ وفي المستوى السّياس ّ
الظهر للحجاج ولرفضه .باختصار ،حين يعمد مر التّاريخ ،كان التّخلّي عن الدّيموقراطيّة مالزما ً إلدارة ّ ّ
المواطن للحِّ جاج فهو ينتج ديموقراطيّة .بل يمكن أن نتساءل هل توجد مصادر أخرى للدّيموقراطيّة غير
أن دورها هو تقنين الدّيموقراطيّة لضمان الحِّ جاج :مثالً ،هل المؤسّسات في ذاتها هي مصدر الدّيموقراطيّة ،أم ّ
ممارستها؟ من الواضح أنّه في غياب أفعال حِّ جاج حقيقيّة ال يمكن للدّيموقراطيّة أن توجد .وبموازاة ذلك ،ال
يمكن أن توجد مواطنة حقيقيّة دون ممارسة حجاجيّة ودون قدرة على الحجاج ودون ثقافة حجاج.
من هذا المنظور ،يمكن أخالقيّا أن نصف بالهشاشة قطاعات اقتصاديّة (مثل البيع واإلشهار والتّجارة عموما)،
الراهن ،كون صة مع خضوعها لمتطلّبات الفاعليّة التي تزيد إلحاحا ً يوما ً بعد يوم .وهذا يفسّر ،في وقتنا ّ خا ّ
عروض التّكوين في الحجاج تنحصر غالبا في التّكوين على المناورة واالستعمال ( .)manipulationفما يت ّم
تعليمه تقنيات تعتيم وتقنيات عدم شفافيّة ،تهدف إلى تحصيل إذعان المخاطب دون حِّ جاج [ ]...وما ينبغي
أني [ ]...لكن يبدو ّأن مجتمعنا ليس له موقف واضح من هذا األمر .نعم هنالك تراجع للعنف المادّ ّ اإلقرار به ّ
ي []...ي ومعنو ّ العدوانيّة أخذت أشكال عنف نفس ّ
وبالتّالزم مع ما سبق يبقى استعمال اإلثارة الجنسيّة ( )érotismeوالذي ع ِّّمم في اإلشهار أمرا غير مشروع
وإن كان يعجب.
وصمت المواطنين (عن مثل هذه الممارسات) يعبّر عن شكل من التّنازل عن الدّيموقراطيّة.
تبرر الغاية ال ّنبيلة المناورة كوسيلة؟ من أمثلة ذلك الحمالت ضدّ التّدخين التي تبدو بعد تحليلها في المقابل هل ّ
فقيرة من الحجج الحقيقيّة ومدغدغة للعواطف .بعبارة أع ّم :هل يمكن الفصل بين أخالق الغاية وأخالق الوسيلة؟
يجيب أرسطو في كتاب البالغة :يمنع القانون إغراء القاضي في المحافل السّياسيّة والقضائيّة .فالخطيب ينبغي
أن يرافع «داخل الموضوع» [ ]...وك ّل تنصيص «خارج الموضوع» يهدف إلى خلق مناخ مالئم والتّأثير في
العواطف واإلغراء [ ]...يعدّ ممنوعاً ،وتوصيفه أنّه ممارسة ديماغوجيّة .من هذا المنطلق ينبغي أن نتساءل ما
قررنا تطبيق هذا القانون .وهكذا فأخالق صة في مجال اإلشهار ،لو ّ الذي سيبقى من المشهد اإلعالمي ،وخا ّ
الغاية ينبغي أن تتبعها أخالق الوسيلة .من جهة أخرى ستسمح هذه التّبعيّة بفرز دقيق ينتهي بالتّمييز بين الحجج
ي ،ينبغي أن ينحصر التّبادل في ي وبين الحجج غير المقبولة .في نظام ديموقراط ّ المقبولة بالمعنى األرسط ّ
ي". ّ ّياس
س ال الميدان صة في الحجج المقبولة خا ّ
Extrait d’un article rédigé par : Alain Nossereau, L'argumentation en
communication, Synthèse de l'intervention de Philippe Breton, enseignant à la
Sorbonne et chercheur au laboratoire Cultures et Sociétés du CNRS de Strasbourg,
lors du colloque national du 25 au 28 août 2003 à Paris, intitulé : « Pour une
refondation des enseignements de communication des organisations ? ».
http://www.educnet.education.fr.
انظر مداخلة "فيليب بروتون" نفسهPhilippe Breton, Comment s'y prend-on pour :
argumenter ?, Colloque « Pour une refondation des enseignements de
communication des organisations », http://eduscol.education.fr (21 juin 2012).
انظر أيضاChristian Boix (sous la direction de), Argumentation, manipulation, :
persuasion, L’Harmattan, Paris, 2007.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 26
موضوع .والمقصود :االستدالل على معنى لفظ القانون ،ومن ث ّم على حكم
القانون .وما سنقوله هنا يصلح تقريبا ً لك ّل استدالل قد يقام به في موضوع.
―.16املوجِّهات العامّة لالستدالل :املنطق العامّ.
إن االستدالل يرتبط بجميع والحديث عن النّموذج المختار يستدعي البدء بالقول ّ
العلوم البشريّة .فك ّل عالم يمارس فيما يتعلّق بموضوع اختصاصه عمليّة
الطبيعيّة يمارس عمليّة التّفكير في الجسم وعوارضه تفكير .47فعالم العلوم ّ
ولواحقه من حركة وسكون وغير ذلك .وعالم اللغة يف ّكر في الحرف واللفظة
ص .وعليه ،فالعمليّات التّفكيريّة تختلف من حيث المادّة من علم إلى والجملة والنّ ّ
ّ
لكن الطبيعة ليست المادّة التي يعمل عليها اللغوي. آخر .فالمادّة في علم ّ
شكل صورة .مثال ذلك صورة ال ّ العمليّات التّفكيريّة تتّحد جميعها من حيث ال ّ
الطبيعة وعند الفيلسوف وعند العالم األول من القياس التي نجدها عند عالم ّ ّ
بالقانون وغيرهم.
الطبيعة يقول :هذا شيء؛ وك ّل شيء ال يمكن أن يتنقّل بسرعة تفوق فعالم ّ
سرعة الضّوء ( 300.000كيلومتر في الثّانية)؛ فهذا ال يمكن أن يتنقّل بسرعة
مستقرة ،ضغط ك ّل
ّ تفوق سرعة الضّوء .أو يقول :هذا غاز؛ وفي درجة حرارة
غاز موجود في وعاء مغلق يتناسب عكسا ً مع مقدار الغاز؛ فهذا ضغطه يتناسب
مستقرة.
ّ عكسا ً مع مقداره حين يكون في وعاء مغلق وفي درجة حرارة
والفيلسوف يقول :العالم متغيّر؛ وك ّل متغيّر حادث؛ فالعالم حادث.
ي" يقول :دفع ما ال يلزم إثراء بال سبب؛ وك ّل إثراء بال سبب يستوجب و"القانون ّ
الردّ.
الردّ؛ فدفع ما ال يلزم يستوجب ّ ّ
―.17القياس.
األول من القياس ( )syllogismeموجود في جميع األمثلة، شكل ّ فإن ال ّ
وهكذاّ ،
أن المادّة اختلفت من مثال إلى آخر ،ومن ث ّم من علم أو اختصاص إلى آخر. إالّ ّ
قوة
صورة؛ أي ث ّم ّ بعبارة مختلفة :تلتقي جميع العمليّات التّفكيريّة ال ّ
سابقة في ال ّ
األول من األشكال
شكل ّ واحدة أو عنصر مشترك يو ّجهها ،هو قانون إنتاج ال ّ
األربعة في القياس.
تصرف يجعلها ته ّم مباشرة ما نحن بصدده.ّ 47هنا سننقل أفكارا جاءت في دروس ال ّسيّد كمال الحيدري لكن مع
صياغة ستكون مأخوذة بصفة كاملة أو تكاد من صرف المشار إليه ،فاألفكار وحتّى ال ّ
وعليه ،إذا استثني التّ ّ
سيّد كمال الحيدري بقلم :محمود الكتاب التّالي :القطع .دراسة في حجّيته وأقسامه وأحكامه .تقرير ألبحاث ال ّ
نعمة الجيّاشي ،دار فراقد ،إيران 1428 ،هـ 2006 /م ،ص 63وما بعدها.
27 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
" 48المنطق«:هو قانون الت ّفكير الصّحيح» .فإذا أراد اإلنسان أن يف ّكِّر تفكيراً صحيحا ً البدَّ أن يراعي هذا
القانون [ ]...وقد ع ّرف علم المنطق أيضا بأنّه« :علم يبحث عن القواعد العا ّمة للت ّفكير الصّحيح» .فهو يبحث
يخص جانبا ً معيَّناً ،إذ َّ
أن ّ ي في مختلف مجاالت الحياة ،ال ما عن القواعد المتعلّقة بجميع حقول التّفكير اإلنسان ّ
خاص كعلم النّحو أو البالغة أو األصول أو التّفسير فال عالقة للمنطق بها بما ّ هناك قواعد يحتاج إليها في علم
صحيح هي قواعد ذلك العلم .نعم للمنطق إشراف دقيق على مدى صحَّتها أو سقمها .فهو إذن وسيلة للتّفكير ال ّ
في كافّة مجاالت العلوم على اختالفها ،ولهذا س ّمي باآللة وع ّرف بأنه« :آلة قانونيّة تعصم مراعاتها الذّهنَ عن
الخطأ في الفكر» .فهو معدود من العلوم اآلليَّة ال العلوم الذّاتيّة ألنَّه ليس علما ً مستقالًّ في قبال العلوم األخرى بل
ي علم كان إالّ مع مراعاة قوانين المنطق ومالحظة هو خادم جميع العلوم ،فال يتم ّكن اإلنسان أن يف ّكِّر في أ ّ
قواعده بد َّقة ،فحينئذ سوف يعتصم ذهنه عن الخطأ في التّفكير في تلك العلوم ،بل حتَّى في المجاالت العرفيَّة
والمحادثات يحتاج اإلنسان إلى معرفة المنطق وتطبيق قواعده .من هذا المنطلق يس َّمى هذا العلم بعلم القسطاس
ومفاهيم علميّة يقيَّم به وزن المعلومات التي يكتسبها اإلنسان َ مختص بأمور عقليّة
ّ والميزان ،فهو ميزان دقيق
ويميَّز به صحّة المعلومات وسقمها ،وهو المعيار الذي يمكن بواسطته ضمان النّتائج السّليمة للتّفكير.
أن اإلنسان مفطور على التّفكير ،وبه يتميّز عن غيره من الكائنات ،إالّ أ َّنه من أجل أه ّميّة المنطق :رغم ّ
صورة وكذلك من حيث المحتوى والمادّة ،يحتاج إلى معرفة قواعد تصحيح تفكيره من حيث األسلوب وال ّ
فيتورط في الخطأ َّ ّ
الحق من الباطل المنطق وقوانينه ،وإالّ سوف ال يتم َّكن من أن يف ّكِّر تفكيرا ً صحيحا ،يميِّّز به
ّ
واالنحراف الفكري من غير أن يعرف سبب ذلك .وبنا ًء عليه يستخدم هذا العلم في تصحيح عمليّة التفكير في
مجال العلوم األخرى ،فمن لم تكن لديه أيّة مخزونات علميّة ،ال يمكنه استخدام قواعد المنطق أصالً ،فهو
طلع على كالغواص من غير بحر أو كالنّجّار من غير أخشاب ،كما أنَّه لو كان بحرا ً من العلوم –وهو غير م َّ ّ
قوانين المنطق أو ال يراعيها –فال ضمان لصحَّة أفكاره أصالً.
أن هذا العلم يبرمج ويرتِّّب المعلومات الذّهنيّة المسبقة ليستنتج من خاللها نتيجةً صحيحةً مطابقة والحاصلَّ :
ّوري) ألنَّه يتعامل مع صورة التّفكير وأسلوبه ،وأ ّما محتوى ّ ص ال المنطق ( بـ ي م
ّ ِّ س األساس، هذا للواقع .وعلى
شيخ إبراهيم التّفكير وموادّه فالمنطق يعالجها بنحو عا ّم فحسب في مبحث يس َّمى (الصّناعات الخمس)".ال ّ
األنصاري ،دروس في المنطق (م س).
صورة ،أي يقول لنا هل التّفكير سليم ي بال ّ يتكون التّفكير من صورة ومادّة .يعتني المنطق ّ ّ 49بعبارة أخرى،
شيء الذي عدّ غازا ً هو حقّا غاز ،أي يقول لنا ما الغاز. الطبيعة مثالً بالمادّة فيقول لنا هل ال ّ صورةً .ويعتني عالم ّ
ي– وصورة التّفكير ومادّته كانتا متداخلتين إلى أن جاء اليونانيّون – وهنا تكمن أه ّم إضافة قدّموها للفكر البشر ّ
ويطورها وذلك في إطار علم استحدثوه ّ خاص يدرسها ويدقّقها ّ ففصلوا صورة التّفكير لينفَق في شأنها جهد
ي ،لو نظرنا إليه من حيث موضوعه الذي هو صور ّ (بالتّحديد ،استخرجوه من جميع العلوم) هو علم المنطق (ال ّ
أن موضوعه مستخرج من جميع العلوم ،ومن ث ّم فهو يه ّمها صورة التّفكير؛ والعا ّم لو نظرنا إليه من حيث ّ
جميعاً).
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 28
مادّة الت ّفكير في العلم أو مادّة الت ّفكير في العلم أو
االختصاص (ب) االختصاص (أ)
صورة الت ّفكير في
جميع العلوم
واالختصاصات:
المنطق العا ّم
مادّة الت ّفكير في العلم أو
إلخ.
االختصاص (ج)
صورة ال بالمادّة يستدعي التّدقيق .هذا التّدقيق سنأتي به من خالل أن المنطق يهت ّم بال ّ وما جاء أعاله من ّ
المقتطف التّالي:
ي هو القطع الناشئ عن البرهان والذي يساوق المطابقة مع الواقع دائما ً باعتبار ّ المنطق اليقين "المراد من
ّ
إن اعتماد القوانين المنطقيّة تعصم الذهن عن الخطأ في الفكر، اعتماده البرهان وسيلة للوصول إليه ،ولهذا قالوا َّ
أن ذلك هو ما يتصدَّى علم المنطق لضبطه، صة بصورة الدّليل باعتبار َّ إن العصمة إنَّما تكون مخت ّ وما يقال َّ
ألن البرهان العاصم عن الخطأ ال يعالج صورة القياس – مثال – فحسب بل هو يعالج موادّه غير تا ّم ،وذلك َّ
ستّ البديهيّة والتي تكون مطابقتها للواقع ي أن تكون من القضايا ال ّ أيضا ً فيشترط في موادّ القياس البرهان ّ
ّ ً
أن صورة القياس الواقعة في إطاره بديهيّة أيضا فذلك هو الضّمان لحقانيّة مضمونة باعتبارها بديهيّة وباعتبار ّ
اليقين النّاتج عن البرهان ،وأ ّما القضايا األخرى التي ال تكون بديهيّة فضمان حقّانيّة اليقين بما ينتج عنها هو
سيّات والتّجريبيّات والحدسيّات األوليّات والفطريّات والح ّ ستّ البديهيّة والتي هي ّ رجوعها إلى إحدى القضايا ال ّ
ي ،موقع مكتبة ّ األصول واليقين ي
ّ المنطق اليقين عبارة: تحت ، ي
ّ األصول المعجم والمتواترات" .مح ّمد صنقور،
الرشاد 1( http://www. Ali12.com ،نوفمبر .)2010 ّ
أن الفكر أن موضوع هذا العلم ومحوره هو الفكر ،وبما َّ ويمكن تفصيل ما جاء للت ّ ّو بالقول" :بعد أن ات َّضح ّ
نتطرق إلى العلم الذي هو ّ ي أن يتو ّقف على المعلومات الذّهنيّة المسبقة وربط بعضها ببعض ،فمن الضّرور ّ
وحصولي .هذا الت ّقسيم ّ حضوري
ّ شيء على ما هو عليه وأقسامه تمهيدا ً لعمليّة التّفكير ،فنقول :العلم انكشاف ال ّ
بأن أفضل ي في تمييز المسائل المنطقيّة عن غيرها [ ]...ونرى ّ من التّقسيمات األساسيّة التي لها دور رئيس ّ
الحصولي هو حضور ّ وسيلة لتعريفهما هو بيان الفروق بينهما .وقد ذكروا فروقا ثالثة:الفرق األول :العلم
الحضوري هو حضور نفس المعلوم لدى العالم [ ]...الفرق الثاني :المعلوم ّ صورة المعلوم لدى العالم .والعلم
ي عين وجوده ّ العلم وجوده ، الحضوري
ّ بالعلم والمعلوم . ي
ّ العين وجوده غير ي الحصولي ،وجوده العلم ّ ّ بالعلم
ي فيكون لها وجود علمي وهو الوجود أن الصورة تتواجد في الذهن في العلم الحصول ّ ّ ي .توضيح :قلنا َّ العين ّ
ي .فالوجودان اختلفا ال بالحقيقة فال تباين بينهما وال ي .وهناك وجود آخر في الخارج يس ّمى الوجود العين ّ الذّهن ّ
سعة أمر واحد بسيط ،بل الفرق بينهما إنما هو في الشّدة والضّعف وال ّ هني) ٌ العيني والذّ ّ ّ انفصال ،ألن الوجود (
ي ،كعلم النّفس بذاتها وصفاتها ّ العين وجوده عين هو ي
ّ العلم جوده و ّ
فإن ، ي
ّ ر الحضو العلم والضّيق فحسب .وأ ّما
فإن هذا وحاالتها الحسنة والقبيحة .فعندما يعلم اإلنسان بحزنه وسروره وإخالصه واطمئنانه وحسده وحقدهّ ،
صفات بل عرفها معرفةً حضوريَّة ،فهي بحقيقتها ووجودها صور الذّهنيَّة لتلك ال ّ العلم لم يصل إليه من خالل ال ّ
ي حاضرة لديه .وهكذا علمه بنفسه فهو يعرف نفسه ال من خالل انعكاس صورة من نفسه في ذهنه بل العين ّ
ي لجميع العلوم ّ ئيس الر
ّ المنشأ هي – فس ّ نال معرفة أعني – المعرفة هذه الحقيقة وفي .ً ة ي
ّ حضور ً ةمعرف يعرفها
الحضوريّة ،فمن عرف نفسه فقد عرف حاالتها وصفاتها جميعا ً بنفس العلم ،غاية ما هناك أنّه ربَّما ال ير ّكِّز
صور والتّصديق .وأ ّما العلم الحصولي ينقسم إلى الت ّ ّ ّ فيها أو يتجاهلها وهذا أمر آخر .الفرق الثّالث :العلم
ألن موطنه النّفس بما هي هي ال الذّهن الذي هو موطن صور والتّصديق .ذلك َّ الحضوري فال ينقسم إلى الت ّ ّ ّ
ي .ث ّم: ّ هنّ ذ ال لإلدراك قسمان صديق ّ توال ر صو
ُّ ّ ت ال َّ
أن وسيأتي . تصديق وال ر تصو
ُّ اإلدراك ،وحيث ال إدراك فال
ألن هذا العلم يش ّكِّل ي فقطَّ ، تتعلق أبحاثه بالعلم الحصول ّ ي وإنّما ّ إن علم المنطق ال عالقة له بالعلم الحضور ّ َّ
29 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
محتويات الذّهن التي بها تت ُّم عمليّة التّفكير ،ولهذا سوف تقتصر أبحاثنا المنطقيّة في بيان هذا القسم من العلم.
ي يعني انطباع إن العلم الحصول ّ الحصولي .على ضوء ما ذكرنا في المقدَّمة ،نستنتج أمرينَّ –: ّ تعريف العلم
ي إالّ أدق :حضور صورة الشّيء في الذهن – .إنَّه ال يحصل العلم الحصول ّ ّ شيء في الذهن .أو بتعبير ّ ّ صورة ال ّ
صورة الحاضرة لدى اإلنسان التي تش ّكِّل حالةً من حاالت النّفس مندمجة ي وهو العلم بال ّ من خالل علم حضور ّ
سه وحاالتها لما تم َّكن من إدراك صورة الذّهنيّة هي صورة المعلوم ،وعليه فلوال إدراك اإلنسان نف َ معها ،وهذه ال ّ
صور التي تنعكس في نفسه – ك ُّل ذلك بالعلم ّ ال ويعرف ه س
َ نف يعرف اإلنسان َّ
أن فبما عنها، خارج ي شيء آخر أ ّ
االرتسامي
ّ الحصولي
ّ ي –يتمكن من معرفة الحقائق العينيَّة واألشياء الخارجيّة [( ]...و) ينقسم العلم َّ الحضور ّ
ّصور هو« :إدراك الشّيء إدراكا ساذجا» ،ونعني من اإلدراك صور والتّصديق( .و) الت ّ إلى قسمين هما :التّ ّ
السّاذج ،اإلدراك الخالي من الحكم ،بمعنى أنّه ال يقترن معه اإليجاب وال السّلب (اإلثبات أو النفي) ،وال
يصاحبه اإلذعان وال اليقين( .أ ّما) الت ّصديق (فـ)هو« :اإلدراك المشتمل على الحكم» [( ]...أي) إدراك مشتمل
شيء أو ثبوت شيء لشيء .والحكم بمطابقة النّسبة على اإلثبات أو النّفي ،مضافا إلى اإلذعان واليقين بثبوت ال ّ
األول: الحصولي إلى قسمين :القسم ّ ّ للواقع أو عدم مطابقتها له [( ]...زيادة على ما ورد للتّو) ينقسم العلم
صور ي (التّ ّ ّ الحصول للعلم بقين ّا س ال القسمين ي .وبلحاظ ي أو االكتساب ّ ي .القسم الثّاني :ال ّنظر ّ ي أو البديه ّ الضّرور ّ
ي والتّصديق ّ ظر ّ
ن ال ر صو ُّ ّ ت وال ي ّ ّرور ض ال صديق ّ ت وال ي ّ ّرور ض ال ر التصو
ُّ : هي ٌ أربعة م
ٌ أقسا تنتج ) والتّصديق
تصورا ً كان أو تصديقا)ً البديهيّ ( : ّ ّروري أو ّ (أوال) ـ الض ي .فينبغي أن نبيّن هذه األقسام [ ]...فنقولّ : النّظر ّ
ب ونظر وفكر» فيحصل بالبداهة والضّرورة ،من غير تعب ومن غير س ٍ «هو الذي ال يحتاج في حصوله إلى َك ْ
بأن الك ّل أعظم من شيء .ومثل :التّصديق ّ تصور مفهوم الوجود واإلمكان والعدم وال ّ ّ إجراء عمليّة فكريَّة .مثل:
االكتسابي« :هو الذي يحتاج إلى ّ أو ظري
ّ ّ ن ال ـ (ثانيا) . 4 = 2 × 2 َّ
أن أو يجتمعان، أن النّقيضين ال الجزء ،أو ّ
وتصور حقيقة الكهرباء ُّ الروح تصور مفهوم ّ ّ كسب ونظر وفكر فال يحصل إالّ من خالل عمليّة الت ّفكير» .مثل:
وأن = 15 × 15 متحركة َّ ّ بأن األرض ساكنة أو والجن والحرارة والبرودة واإلنسان والماء .ومثل :التّصديق ّ ّ
صورات نظريّة وليست وأن أبعاد الكون متناهية أو غير متناهية .ك ّل هذه التّصديقات وتلك التّ ُّ َّ 225
صورات بديهيَّة ّ ّ تال بعض كون إلى َّى د أ الذي ّرّ س ال هو ما : ه بأن نتساءل أن زم ّ ال ال من ه إن : ثم ّة[]... ي ضرور
صورات الضّروريّة ؟ وهل هناك ضابطة صورات النّظريّة والتّ ّ ي بين الت ّ ّ وبعضها نظريَّة؟ وما هو الفارق الجذر ّ
صور إن هناك ميزانا ً ي َميَّز به التّ ّ ي؟ أقول :نعم َّ صور الضّرور ّ ي والت ّ ّ صور النّظر ّ يمكننا أن نميِّّز من خاللها الت ّ ّ
ي ،وإن كان مر ّكبا ً فهو ّ يه بد مفهوم هو ف ً ابسيط كان إن يّ ر صو
ّ ّ تال المفهوم : وهو صور النّظر ّ
ي ي من التّ ّ الضّرور ّ
متحرك باإلرادة ناطق ّ ّاس س ح نام ي
ّ جسمان جوهر هَّ ن أل مختلفة مفاهيم من ب ّ
ك مر اإلنسان فمفهوم . ي
ّ نظر مفهوم
ّ
والجن أن الكهرباء المعرف ،كما ّ ِّ ّ ي يفتقر – ألجل الوصول إلى تمام حقيقته – إلى ي نظر ّ تصور ّ ُّ فإذا ً هو مفهوم
والمالئكة كذلك ،ومفهوم الوجود وال ّشيء والعدم واإلمكان والوجوب ليست مر َّكبة من عناصر ذهنيَّة مختلفة،
المعرف. ِّ ّ بل هي بسيطة .فإذن هي مفاهيم ضروريّة واضحة ال غموض فيها وال غبار عليها ،حيث ال تفتقر إلى
ألن التّعريف إنَّما إن المفاهيم التي تحتاج إلى تعريف هي مفاهيم نظريّة لمكان تر ُّكبهاَّ ، على ضوء ذلك نقولَّ :
هو بسط المفهوم بذكر أجزائه الذاتيَّة التي هي الجنس والفصل وأ ّما المفهوم البسيط حيث ال جنس له وال فصل ّ
المعرف يعني ّ فال تركيب فيه فهو واضح مبسوط ال يفتقر إلى شرح وبسط وتعريف ،بل ال يمكن تعريفه .ثم :إنّ
صورات ّ ّ ت ال ا م
ّ أ صورات النّظريَّة كما أن الحجة هي التّفكير في مجال التّصديقات ال ّنظريَّة، التّفكير في مجال الت ّ ُّ
عرف وال إلى الحجّة ،وعليه ك ُّل من تم َّكن من تعريف المفاهيم َّ الم إلى ال تحتاج فال ّةي البديه البديهيّة والتّصديقات
صورات ،وك ُّل من تمكن من إقامة الحجَّة بنحو صحيح َّ تعريفا ً صحيحا ً فهو الذي بإمكانه أن يفكِّر في مجال الت ّ
ّ ّ
يتورط في الخطأ واالنحراف ،فهو الذي يتيسَّر له التّفكير بنحو صحيح في مجال التّصديقات َّ من غير أن
النّظريَّة حيث يبدّل المجهوالت التّصديقيَّة إلى معلومات تصديقيَّة [ ]...ومن هنا قسم المنطقيّون أبحاث هذا
بالمعرف .وقسم ّ صوريّة وهذا ما يس ّمى العلم – الذي يعلّمنا كيف نف ّكّر – إلى قسمين :قسم يرتبط بالمفاهيم التّ ّ
يرتبط بالمفاهيم التّصديقيّة وهذا ما يس ّمى بالحجّة.
عرف .والعنوان األول :هو الم ِّ ّ إن المنطق – كما شرحنا – يعالج عنوانين رئيسيّين :العنوان ّ أبحاث المنطقَّ .
ّصورات.الحجة :هو التّفكير في مجال الت ّصديقات( .و) عرف :هو الت ّفكير في مجال الت ّ ّ الم الثاني :هو الحجَّة.
جميع أبحاث المنطق تتر َّكز في هذين العنوانين .ومن ناحية أخرى الحديث عن خصوص الحجة واالستدالل
األول :هيئة الحجَّة وصورتها .القسم الثّاني :مادّة الحجَّة ومحتواها .على ضوئه يتشعب إلى قسمين :القسم ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 30
عرف .المبحث الثاني :الحجّة كهيئة .المبحث الثّالث :الحجَّة أصبحت أبحاث المنطق ثالثة :المبحث األول :الم ِّ ّ
عرف والحجَّة ،مقدّمات لها أه ّميَّة سواء أن لبحث الم ِّ ّ صناعات الخمس [ .)]...وحيث ّ كمادّة (وهو المس ّمى بال ّ
عرف والحجَّة ،أو كمصطلحات تستخدم في العلوم المختلفة ،أصبحت أبحاث المنطق ست ّة :البحث لمعرفة الم ِّ ّ
عرف والقسمة .البحث ِّ ّ الم وهو :الث ّ ث ال للبحث ّمات د مق وهي ي
ّ ّ الكل مباحث : انيّ ث ال البحث . األلفاظ مباحث األول:
ّ
سادس واألخير: الرابع :القضايا وأنواعها وهذا البحث هو مقدَّمة للبحث الخامس :وهو الحجّة .البحث ال ّ ّ
صناعات الخمس [ ]...الصّناعات الخمس .يشتمل القياس على مادّة وصورة [ ]...ومادّة القياس هي :مقدّمات ال ّ
صغرى) في أنفسها مع قطع ال ّنظر عن ص ّحة تأليفها مع بعض ،فبحسب اختالفها من ناحية القياس (الكبرى وال ّ
التّسليم بصدقها وعدم صدقها وبحسب اختالف المقدّمات ونتائجها والغرض من تأليفها ينقسم القياس إلى)1( :
شعر ( )5المغالطة [( ]...والبحث عن هذه األقسام الخمسة أو البرهان )2( ،الجدل )3( ،الخطابة )4( ،ال ّ
شيخ إبراهيم األنصاري ،دروس في صناعات الخمس ،فيقال مثال صناعة البرهان ،إلخ .").ال ّ استعمالها هي ال ّ
المنطق (م س).
حصولي
ّ
الت ّصديق بأنّ النّقيضين ال يجتمعان ،إلخ. ضروري
ّ
تصديق
متحركة ،إلخ.
ّ الت ّصديق بأنّ األرض نظري
ّ
لمعرف
المعرف +مقدّمتين ل ّ
ّ إذن يبحث المنطق في ّصورات
الت ّ
المعرف أي:
موضوع المنطق
إذن يبحث المنطق في الحجّة صورة (القياس) ومادّة أي :الحجّة الت ّصديقات
+مقدّمة (القضايا) +خاتمة (الصّناعات الخمس) النّظريّة
31 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الزمان الماضي، ففي علم التّاريخ مثال ،وهو علم اكتشاف ما وقع في العالم في ّ
المؤرخ عمليّة التّفكير حينما يريد معرفة حدث َما .هذه العمليّة التّفكيريّة
ّ يمارس
المرتبطة بذلك الحدث لها مو ِّ ّجهات عا ّمة بقطع النّظر عن الحدث المذكور.
وهذه المو ِّ ّجهات العا ّمة صالحة ألن تقوم بنفس الدّور ،دور توجيه الفكر ،وذلك
أن هذه المو ِّ ّجهات ال تبحث في في ك ّل حدث من أحداث التّاريخ .ومن المعلوم ّ
األبواب المعقودة لهذا الحدث التّاريخي أو ذاك ،بل يبحث عنها بنحو مستق ّل
خاص أو لم يس ّم .هذه المو ِّ ّجهات هي منطق علم التّاريخ .وقدّ سواء س ِّ ّمي باسم
كانت مقدّمة ابن خلدون بمثابة محاولة الكتشافه .وهكذا فالباحث في منطق
50
علم التّاريخ ال يتناول هذا الحدث أو ذاك ،بل يتناول المراحل التي ّ
تمر بها
المؤرخ.
ّ عمليّة التّفكير عند
―.20املنهجيّة القانونيّة.
خاص لبعض العلوم وراء المنطق العا ّمِّ .51م ْن هذا البعض مِّنَ
ّ إذن ث ّم منطق
العلوم نجد علم القانون حيث تعدّ ما يس ّمى اآلن بالمنهجيّة القانونيّة منطقه
أن عمليّة استنباط األحكام من القانون ،تخضع لنوعين من الخاص .هذا يعني ّ
ّ
المو ِّ ّجهات.
ي مثل المادّيّة
ي وإلى محاوالت أخرى في الفكر الغرب ّ انظر إشارة إلى هذه المحاولة في الفكر اإلسالم ّ
50
ّ
صدر ،مقدّمات في التفسير الموضوعي للقرآن ،دار شامخ ،د سيّد مح ّمد باقر ال ّ ّ
التاريخيّة وغيرها ،وذلك عند :ال ّ
م ،د ت ،ص .57
بعبارة أخرى ،أتى ابن خلدون و"ماركس" (إلخ ).في إطار علم التّاريخ بما أتاه اإلغريق في إطار جميع العلوم.
ي ،إلخ) على النّحو التّالي: ويمكن رسم ك ّل محاولة من هذا النّوع (الخلدون ّ
ي ،والماركس ّ
مادّة الت ّفكير في العلم أو مادّة الت ّفكير في العلم أو
االختصاص (أ) في فرعه االختصاص (أ) في فرعه
الثّاني األول
ّ
صورة الت ّفكير في جميع فروع العلم أو
االختصاص (أ):
الخاص بـ (أ) أو منهجيّة (أ)
ّ المنطق
مادّة الت ّفكير في العلم أو
إلخ. االختصاص (أ) في فرعه
الثّالث
... 51نقول :بعض العلوم ،والسّبب أ ّننا ال نجد محاولة داخل ك ّل علم للفصل – فيما ّ
يتعلق بمختلف فروع ذلك
صورة الجامعة بين فروع ك ّل واحد من العلم – بين مادّة التّفكير وصورته .فمن ينظر إلى أغلب العلوم يجد ّ
أن ال ّ
هذه العلوم قد بقيت ممتزجة بالمادّة .ولع ّل السّبب يكمن في ّ
أن الحاجة إلى إخراج علم مستق ّل لصورة الفروع
ليست ملحّة أو هي غير موجودة.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 32
معنى القانون
―.22صياغة االستدالل.
صل فيوالمجال ال يسمح هنا – بسبب االستقالل المتحدّث عنه سابقا – 54بأن نف ّ
األول من المقدّمات ،أي ال يسمح بأن نورد مسائل علم المنطقّ .
لكن النّوع ّ
المجال قد يفرض اإلشارة إلى نقطة تتعلّق بالتّعبير .فالقياس ()syllogisme
ي من أقسام االستدالل .55وهو يتّخذ في كتب المنطق شكال مثالً قسم رئيس ّ
استعمل القياس في شكله المعروف في الكتب ،أدّى ذلك إلى جعل
ِّ معيّنا .56فإذا
العمل رتيباً .في هذا المعنى يقول أحدهم:
بتصرف يسير ّ 55هنالك قسمان رئيسيّان لالستدالل :االستنباط (القياس) واالستقراء (هنا أيضا سننقل حرفيّا أو
ما جاء عند ال ّسيّد كمال الحيدري :المذهب الذّاتي في نظريّة المعرفة ،دار فراقد ،إيران 1426 ،هـ 2005 /م،
ص 24وما بعدها).
واالستنباط هو االستدالل الذي ال تكبر نتيجته مقدّماته .فالمقدِّّمات هنا إ ّما أنّها أكبر أو أنّها مساوية للنّتيجة.
ومثال المقدّمات األكبر من النّتيجة أن نقول مثال :دفع ما ال يلزم هو إثراء بال سبب ،وك ّل إثراء بال سبب يوجب
الردّ .فهنا النّتيجة أصغر من مقدّماتها ألنّها تتعلّق بنوع من أنواع اإلثراء وهو دفع الردّ ،فدفع ما ال يلزم يوجب ّ ّ
ما ال يلزم .أ ّما المقدّمة "ك ّل إثراء ،"...فهي أكبر ألنّها تشمل جميع أنواع اإلثراء.
الطريقة هي الخاص .وهذه ّ ّ فهنا وكما يالحظ سار الت ّفكير ،أي سارت عمليّة االستدالل والحِّ جاج ،من العا ّم إلى
الطريقة االستنباطيّة وتس ّمى بالقياس (.)syllogisme
صامت يموت، ومثال المقدّمة المساوية للنّتيجة أن نقول :الحيوان إ ّما ناطق وإ ّما صامت ،والنّاطق يموت وال ّ
صامت ألن ال ّصامت يموت" ّ فالحيوان يموت .فهنا النّتيجة "الحيوان يموت" مساوية للمقّدّمة "النّاطق يموت وال ّ
والنّاطق هما ك ّل الحيوان ِّوفقا للمقدّمة األخرى القائلة "الحيوان إ ّما صامت وإ ّما ناطق".
أن األول ّ
ّ ثال الم مع الفرق الطريقة االستنباطيّة .لكن الطريقة ،أي ّ وهنا أيضا ت ّم الوصول إلى النّتيجة بنفس ّ
النّتيجة مساوية للمقدّمة التي ساهمت في تكوين الدّليل عليها.
فإذا ت ّم المرور اآلن إلى االستقراء ،قيل إنّه استدالل وحِّ جاج تجيء النّتيجة فيه أكبر من المقدّمات التي ساهمت
في تكوينه.
ص إلى العا ّم .لذا يعدّ سيرا معاكسا للسّير االستنباط ّ
ي. ي هو من الخا ّ فالسّير الفكري االستقرائ ّ
واالستنباط يورث يقينا بالنّتيجة ألنّه كلّما كان شيء عنصرا من مجموعة ،وكانت عناصر تلك المجموعة
صفة (إذا كانت المقدّمة– وهي أكبر أو مساوية شيء متّصفا بتلك ال ّ تتّصف بصفة ،يلزم عن ذلك أن يكون ذلك ال ّ
للنّتيجة – صحيحة ،فاستنادا إلى مبدأ عدم التّناقض تكون النتيجة صحيحة).
ّ
الخاص كان التّعميم يقينيّا ّ أفراد جميع أ ّما االستقراء ،فإن كان كامال أدّى بدوره إلى اليقين .أي أنّه إذا ت ّم استقراء
الخاص لننتهي إلى العا ّم .فالنّتيجة ّ وله نفس درجة الجزم التي يعطيها القياس .والسّبب في الحقيقة أ ّننا لم نس ِّْر من
ليست أصغر من المقدّمات بل هي مساوية لها.
لكن االستقراء قد ال يكون كامال .واالستقراء غير الكامل أو النّاقص ال يعطي علما .فإذا أخذنا عددا كبيرا من ّ
خاص لم يدرس ّ الخاص) ،لم يكن ذلك كافيا للقول بالعا ّم على سبيل اليقين .فما بقي من أمثلة أي من ّ األمثلة (من
يمكن أن ال يكون كالذي درس ومن ث ّم يمكن أن ال يكون التّعميم صحيحا (إذا كانت المقدّمة– وهي أصغر من
اإلوز ( .)cygnesفلقد ّ النّتيجة – صحيحة ،فال تناقض في أن تكون النّتيجة خاطئة .ويمكن أن يعطى هنا مثال
إن لونه أبيض إلى أن اكتشف في القرن التّاسع عشر في أستراليا إوز لونه أسود).
ّ قيل انطالقا م ّما ع ِّرف منه ّ
الطبيعيّة منها من فيزياء صة ّ ّ وخا العلوم جميع ّ
ألن م
ّ األه ّليل د ال هّ نوأ ا م
ً عل االستقرائي، وهذه ثغرة في الدّليل
وطبّ وفلك تعتمد المالحظة (دراسة ظاهرة في سيرها العادي) والتّجربة (دراسة ظاهرة بخلقها في المخبر)
لكي تصل إلى تعميمات ،أي إلى نتائج تس ّميها تلك العلوم بالقوانين (للثّقة في درجة اليقين بها).
ي الذي يسير من الخاص إلى العا ّم إلى الدّليل القي ّ
اس ّ ي الذي يسير من أرجع الدّليل االستقرائ ّ ولسدّ هذه الثّغرة ِّ
ي – وبعد الحصول خالل االستقراء النّاقص على عدد كبير من األمثلة – الخاص .فالدّليل االستقرائ ّ
ّ العا ّم إلى
والظاهرة (ب) اقترنتا خالل ّ الظاهرة (أ) شكل القياسي وذلك على النّحو التّاليّ : ي ويتّخذ ال ّ ينطلق من مبدأ عقل ّ
فإن إحداهما سبب لألخرى .وتفسير ذلك ّ
أن مرات كثيرة ّ مرات كثيرة ،وكلّما اقترنت ظاهرتان ّ االستقراء في ّ
أن (أ) سبب لـ( :ب). صدفة ال تحصل دائما وال بكثرة .ويستنتج م ّما تقدّم ّ ال ّ
إنوعليه فاالستقراء ال ّناقص ال يفيد علما ،أ ّما المالحظة والتّجربة (أي االستقراء النّاقص +المبدأ القائل ّ
صدفة ال تكون دائميّة وال أكثريّة) فيفيدان اليقين. ال ّ
أن الفكر صوري – ّ يصورها المنطق ال ّ ّ أن" :طريقة تولّد المعارف البشريّة – حسبما ويمكن أن نضيف لما سبق ّ
يسير دائما من معارف ّأوليّة ضروريّة هي أساس المعرفة البشريّة إلى استنباط معارف نظريّة جديدة بطريق
صورة فعلم المنطق هو ي خطأ يفترض إن كان في ال ّ البرهان والقياس ،التي يحدّد صورتها علم المنطق ،فأ ّ
العاصم منه ،وإن كان في مادّة القياس :فإن كانت المادّة ّأوليّة فال مجال لوقوع الخطأ فيها ،وإن كانت ثانويّة
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 34
املنطقي اذلي ينبغي أأن يظ ّل دوم ًا متشدّدا يف منطقيّته عىل مس توى ّ " عىل الاكتب ،وهو
ا ألصل ،أأن ال يس تعمل االّ اندرا ا ألشاكل املدرس ّية املتصلّبة .فقليل من املواضيع تقبلها،
القراء يصرب عىل راتبهتا .عىل قياسه أأن يتّبع جدل سيرسون الشّ لكي (حيث تُرفق وقليل من ّ
يتكونلك مقدّ مة ابلربهان علهيا) واضامر (سرنى الحقا القياس :الفقرة عدد .190وس نجده ّ ّ
عادة من مقدّ متّي كربى وصغرى ومن نتيجة .واالضامر حذف احدى املقدّ متّي أأو حذف
النّتيجة .وي ّمت ذكل غالبا لوضوح احملذوف .مثال :أأان أأفكّر ،اذن أأان موجود .هنا ُحذفت املقدّ مة
لك من يفكّر موجود ،اذن أأان موجود) 57 الكربى اذ متام الالكم أأن يُقال :أأان أأفكّر ،و ّ
الصغرى ،وعىل املقدّ متّيدميوس تّي؛ عىل املقدّ مة الكربى أأن ال تكون دوما متبوعة ابملقدّ مة ّ
أأن ال تعقهبام دوما النّتيجة؛ ليحذف الاكتب جزء ا ِحلجاج اذلي ميكن بسهوةل أأن يصل اليه
املتلقّي؛ أأو ليقلب ّالّتتيب العادي لهذا ا ِحلجاج [ ]...بعبارة خمترصة ،ال ينبغي أأن ننىس أأ ّن
املنطقي".58
ّ ّ
الطبيعة االنسانيّة تراتح قليال اىل رصامة التّعبري
صورةمستنتجة فال محالة تكون مستنتجة من برهان وقياس فينقل الكالم إليه حتّى ينتهي إلى خطأ يكون في ال ّ
األوليّة في الفكر
األوليّة ال خطأ فيها بحسب الفرض لكونها ضروريّة .وقد اصطلح على المعارف ّ ّ
ألن المعارف ّ
األول ،وعلى المعارف المستنتجة منها بمدركات العقل الثّاني" .بحوث في علم البشري بمدركات العقل ّ
سيّد محمود الهاشمي ،ج ،1
صدر ،ال ّ األصول ،مباحث الحجج واألمارات ،تقريرا ألبحاث ال ّسيّد مح ّمد باقر ال ّ
الحجج واألمارات ،ص .130
56في كتب المنطق عند العرب والمسلمين :مقدّمة صغرى ث ّم مقدّمة كبرى فنتيجة؛ وفي كتب المنطق في
الغرب :مقدّمة كبرى ث ّم مقدّمة صغرى فنتيجة .انظر الفقرة عدد .190
57انظر حول اإلضمار أو القياس المائل بالنّقصان ( :)enthymèmeالغزالي ،معيار العلم في المنطق ،شرح
أحمد شمس الدّين ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،ط ،1990 ،1ص 167وما يليها؛
André Lalande, Vocabulaire technique et critique de la philosophie, P.U.F., Paris, 3 e
éd., 1993 ; Sir William Hamilton Bart, Lectures on metaphysics and logic, William
Blackwood and sons, Edinburgh and London, s. d., vol. 3, p. 386 et s.
"Que l’écrivain, logicien toujours sévère pour le fond, emploie rarement les 58
formes rigoureuses de l’école. Peu de sujets en admettent la raideur, peu de lecteurs
en supportent la monotonie. Que son syllogisme dérive le plus souvent à
l’épichérème de Cicéron ou à l’enthymème de Démosthène ; que la majeure ne soit
pas invariablement suivie de la mineure, et de concert avec elle n’amène pas
invariablement la conclusion ; qu’il supprime certains membres de l’argumentation
]…[ facile à suppléer, ou que, en les développant, il en intervertisse l’ordre normal
Bref, il ne faut pas oublier que la nature humaine s’accommode mal de la rigueur de
l’expression logique". A. Baron, préc., p. 181 et 182.
35 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
■ الح ّجة التي تعود إلى االتّساق ( :)argument a coherentiaو"هي الح ّجة
المشرع العاقل – والذي نفترض أيضا أنّه كامل ّ التي ،انطالقا من فكرة ّ
أن
ينظم وضعيّة واحدة بطريقتين ليس بينهما تالؤم، الفطنة والحذر – ال يمكن أن ّ
(...انطالقا من هذه الفكرة تقول الح ّجة) إنّه توجد قاعدة تسمح بإزالة واحد من
الحكمين المسبّب للتّعارض( .إذن) هذه الح ّجة تم ّكن القاضي من التّد ّخل إلنهاء
سكنا بفرض اتّساق القانون ،فهذا الح ّل (أي القاعدة (ذاك) التّعارض .لكن إذا تم ّ
ي".61 التي تم ّكن من إزالة التّعارض) موجود مسبقا في النّظام القانون ّ
■ ح ّجة الخ ْلف أو اإلحالة على العبث ( argument apagogique ou de
المشرع عاقل ،وأنّه لم ّ " :)réduction à l’absurdeبمقتضاها نفترض ّ
أن
يكن يستطيع قبول تأويل للقانون يؤد ّي إلى نتائج غير منطقيّة أو ظالمة []...
الطريقة في التّفكير [ ]...ستصبح أكثر انتشارا بعد الحرب العالميّة هذه ّ
الثّانية".62
يكرر ( argument ّ المشرع الذي الّ ■ الح ّجة االقتصاديّة أو فرض
)économique ou l’hypothèse du législateur non redondantأو
قاعدة اإلفادة أولى من اإلعادة والتّأسيس خير من التّأكيد :حاصل هذه الح ّجة
ص قد اكتفى "أن تأويالً ما ينبغي تركه ،ألنّه ،وفي صورة قبوله ،سيكون النّ ّ ّ
صا زائدا .لكن هذه نص آخر سابق ،ويكون من هنالك ن ّ ّ بإعادة ما ينتج عن
خاص أن ال يكون إالّ ّ الح ّجة ال تفرض نفسها دائما ،ألنّه من الممكن لقانون
تطبيقا لمبدأ".63
"L’argument a coherentia est celui qui, partant de l’idée qu’un législateur 61
raisonnable – et que l’on suppose aussi parfaitement prévoyant – ne peut pas régler
une même situation de deux façons incompatibles, il existe une règle permettant
d’écarter l’une des deux dispositions provoquant l’antinomie. Cet argument permet
au juge d’intervenir pour résoudre l’antinomie, mais si l’on s’en tient strictement à
l’hypothèse de la cohérence du droit cette solution préexisterait dans le système
juridique". Ch. Perelman, Logique juridique (préc.), p. 58.
الز ّروقي ،الحجّة العقليّة ومجلّة االلتزامات والعقود
انظر حول مسألة تعارض القواعد القانونيّة :عبد المجيد ّ
(دراسة تحليليّة للعالقة بين األحكام القانونيّة) ،منشور في :كتاب مائويّة مجلّة االلتزامات والعقود– 1906 .
،2006مركز النّشر الجامعي ،تونس ،2006 ،ص .133 – 59
"L’argument apagogique, ou de réduction à l’absurde, selon laquelle on suppose 62
que le législateur est raisonnable, et qu’il n’aurait pas pu admettre une interprétation
de la loi qui conduirait à des conséquences illogiques ou iniques […] Cette façon de
raisonner […] sera plus répandue après la deuxième guerre mondiale". Ch.
Perelman, Logique juridique (préc.), p. 58.
"L’argument économique ou l’hypothèse du législateur non redondant. Il affirme 63
essentiellement qu’une interprétation doit être écartée, parce que, si elle était admise,
37 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
المشرع العاجز
ّ أو فرض، أو ح ّجة طبيعة األشياء،»ي ّ « ■ ح ّجة
ّ الطبيع
argument naturaliste, ou de la nature des choses, ou (
"هذه الح ّجة تؤدّي إلى أنّه:)hypothèse du législateur impuissant
.64"ألن طبيعة األشياء تعارض ذلك ّ نص القانون ّ وفي وضعيّة معيّنة ال ينطبق
و"تتمثّل في البحث عن:)argument psychologique( ■ الح ّجة النّفسانيّة
] تستعمل...[ هذه الح ّجة.المشرع بفضل اللجوء إلى األعمال التّحضيريّة ّ إرادة
)] (والبحث في األعمال التّحضيريّة...[ إذا تعلّق األمر بقانون جديد،أكثر
المشرع من خالل التّفكير في
ّ يسمح بتحديد علّة القانون وذلك بإعادة بناء إرادة
وفي، وفي المبادئ التي رجع إليها،ي الذي كان عليه حلّه ّ المشكل الواقع
الحجاج يسمح بالتّدقيق ِّ هذا.ي ّ األول
ّ التّعديالت التي أدخلت على المشروع
.65"برفض تأويل للقانون كان سيبدو وجيها في غياب هذه الدّالئل
:)argument téléologique( ■ الح ّجة التي تعود إلى روح وهدف القانون
الروح والهدف "انطالقا من دراسة واقعيّة لألعمال ّ هنا ال نعيد بناء هذه
ّ هذه.بنص القانون نفسه
الطريقة ّ بل انطالقا من اعتبارات تتعلّق،التّحضيريّة
إذا كانت الدّراسة التّاريخيّة ال تنير،األكثر تجريدا للحجاج تفرض نفسها
ّ ألن المشاكل المثارة جديدة ولم تكن تطرح في ذلك
.66"الزمن ّ ،المؤول
ّ
le texte se bornerait à répéter ce qui résulte d’un texte légal antérieur, et qu’il
deviendrait, par le fait même, superflu. Mais cet argument ne s’impose pas toujours,
car il se peut qu’une réglementation particulière ne soit que l’application d’un
principe". Ch. Perelman, Logique juridique (préc.), p. 59.
"L’argument naturaliste, ou de la nature des choses, ou hypothèse du législateur 64
impuissant. Cet argument conclut du fait, que dans une situation donnée, un texte de
loi est inapplicable, car la nature des choses s’y oppose". Ch. Perelman, Logique
juridique (préc.), p. 59.
"L’argument psychologique consiste dans la recherche de la volonté du 65
législateur, grâce au recours aux travaux préparatoires. Cet argument […] est utilisé
plus fréquemment quand il s’agit d’une loi récente […] De telles recherches
permettent de préciser la raison de la loi, en reconstruisant l’intention du législateur,
en songeant au problème concret qu’il avait à résoudre, aux principes auxquels il se
réfère, aux amendements apportés au projet primitif. Cette argumentation permet,
plus particulièrement, de réfuter une interprétation de la loi qui aurait pu paraître
plausible en l’absence de ces indications". Ch. Perelman, Logique juridique (préc.),
p. 58.
Paul Bénichou, L’écrivain et ses :قرب ما جاء أعاله م ّما كتبه أحدهم في إطار نصوص ليست قانونيّة
ّ
travaux, cérès éd., Tunis, 1998, p. 14.
"L’argument téléologique, concernant l’esprit et le but de la loi, que l’on ne 66
reconstitue pas, cette fois, à partir de l’étude concrète des travaux préparatoires,
mais à partir de considérations sur le texte même de la loi. Cette façon plus abstraite
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 38
■ الح ّجة الت ّاريخيّة ( )argument historiqueأو "ح ّجة قرينة االستمراريّة،
مشرع محافظ ،أي تفترض بقاءه مخلصا ّ
للطريقة التي أراد أن أن ال ّوتفترض ّ
ينظم بها مادّة ما ،إالّ أن يغيّر صراحة النّصوص القانونيّة .لكن لنالحظ ّ
أن هذه ّ
الح ّجة تزاح أحيانا لفائدة حجج أخرى بدونها ما كان ليوجد أبدا انقالب في فقه
القضاء".67
األولى ( )argument a fortioriأو قياس األولى :68لدينا فرض ■ ح ّجة ْ
وحكم منطوق بهما؛ ولدينا فرض نقيض مسكوت عنه وعن حكمه؛ نبحث عن
نص آخر ،إلخ).؛ فإذا لم نجده ووجدنا الفرض النّقيض أولى شارع (في ّ قصد ال ّ
بالحكم الوارد للفرض المنطوق به ،نعطي هذا الحكم للفرض المسكوت عنه.
األولى شكالن:
ولح ّجة ْ
األول :من يمكنه األكثر ،يمكنه األقل ( Qui peut le plus peut le شكل ّ ال ّ
.)moinsفإذا كان القانون يم ّكن بالحوز من اكتساب الملكيّة ،فينبغي القول
ي آخر؛ ي أصل ّ ي ّ
حق عين ّ (رغم سكوته) بأنّه يم ّكن بنفس الوسيلة من اكتساب أ ّ
ي كامل ،أ ّما بقيّة الحقوق العينيّة األصليّة
ي أصل ّ أن الملكيّة ّ
حق عين ّ سبب ّ وال ّ
فحقوق ناقصة .
69
شكل الثّاني :من ال يمكنه األق ّل ال يمكنه األكثر ( Qui ne peut le moins ال ّ
.)ne peut le plusفإذا كانت الالفتة في الحديقة العموميّة (أي القانون) تمنعنا
من المشي فوق العشب ،فمن باب أولى أنّها تمنعنا من قلعه (فرض القلع
مسكوت عنه وعن حكمه).70
■ إلخ.76.
―.24مشكلة معرفة املنطق واملنهجيّة القانونيّة وتطبيق نظرّياتهما ،أو مشكلة غياب االستدالل
ي ،إذن إخبار عن القانون إن الوظيفة األساسيّة للدّروس (إلخ :).أن تخبر عن القانون (درس في القانون المدن ّ ّ 77
ي – إلخ .).ومعرفة المنطق العا ّم ي ،إذن إخبار عن القانون الدّستور ّ ي – درس في القانون الدّستور ّ المدن ّ
والخاص والت ّم ّكن من مهارة تطبيقهما هما ما يفتح الباب أمام الخبر عن القانون كي يكون خبرا ً علميّاً ،أي خبرا ً ّ
مرتبطا ً بالمخبر عنه على نحو الضّرورة ( nécessitéإذن لن نكون أمام افتراض ،حيث يرتبط الخبر بالمخبر
ي ،حيث يرتبط ي) وعلى نحو الكلّيّة ( universalitéإذن لن نكون أمام رأي شخص ّ عنه على نحو غير وجوب ّ
وألن ما يكتب من دروس (إلخ ).خال م ّما سبق ،فينبغي أن ّ الخبر بالمخبر عنه على نحو ال يشمل غير المخبِّر).
ي وليست علماً. يضاف لعناوينها ما ينبئ بحقيقتها وهي أنّها افتراض أو رأي شخص ّ
والخاص واكتساب مهارة تطبيقهما" .ومع ذلك فال ّ فإن ما ينبغي لمن يحاجج هو معرفة المنطق العا ّم وهكذا ّ
صنائع لم تنفعه نفس ي أيضا إذا تعلّم هذه ال ّ ّ المنطق ّ
فإن ، ي
ّ حو ّ
ن ل ا غير يخطب وأن ، ي
ّ المنطق غير يبرهن منكر أن
أنوتمرن يصير له استعمال هذه القوانين ملكة ،كما ّ ّ معرفته بهذه القوانين كثير نفع ما لم يحدث له ارتياض
مرن واكتساب الملكة. ي إذا تعلّم النّحو لم ينفعه العلم بال ّنحو في أن يستعمل النّحو استعماال بالغا إالّ بعد الت ّ ّ النّحو ّ
وقد تحصل ملكة في ال ّنحو من غير معرفة القوانين ،وفي الجدل وفي غير ذلك إالّ أنّها تكون ناقصة ،ولذلك
معولين على الملكة ...فإذن ال غنية يجوز أن تزول وتفسد ،كما زالت الملكة النّحويّة عند العرب ،ألنّهم كانوا ّ
شفا ،ص ،18منقول عن: يعول على ملكة غير صناعيّة" .ابن سينا ،ال ّ عن المنطق لمن أراد أن يستظهر ،وال ّ
سمير خير الدّين ،القواعد المنطقيّة (دروس بيانيّة في شرح المنطق وتطبيقاته) ،معهد المعارف الحكميّة،
بيروت ،ط .2006 ،1
ي مستق ّل في المنهجيّة ّ نظر درس وال م
ّ العا المنطق في درس ال تونس في القانون ّات ي 78ال يوجد اآلن في كلّ
الرياضيّات – في المرحلة الثّانويّة. درس – بصفة محتشمة داخل مادّة ّ القانونيّة .وفي السّابق ،كان المنطق ي ّ
وتنبغي الدّعوة اليوم ّأوالً إلى إرجاعه ،وثانيا ً إلى إرجاعه على نحو أوسع م ّما كان في الماضي حتّى يدخل
ي الذي اختاره وله معرفة بصورة التّفكير في جميع العلوم بما فيها التّلميذ إلى الجامعة وإلى االختصاص العلم ّ
للطالب تكوينا ً آخر فيسيختص فيه .كما تنبغي الدّعوة في اختصاص القانون إلى أن تضيف الجامعة ّ ّ العلم الذي
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :االكتشاف 42
شك ،تتطلّب بعض ا ألعامل العلم ّية من القارئ ،ومع املعارف املس ّبقة ،انتباها أأكرب من
"دون ّ
البعض الخر ،وال أأدّعي أأ ّن كتاب املياكنيك لـ« :الپالس» غامض أل ّن عا ّمة ّ
القراء ال
يفهمونه".81
المنطق العا ّم يدعّم ما يكون قد تلقّاه قبل ذلك في المرحلة الثّانويّة .ث ّم ينبغي أن يكلّل ما سبق بتكوين في المنهجيّة
كيف إالّ
َ القانونيّة (بتدريس هذه المادّة بصفة مستقلّة) ،وبتكوين كاف (على مستوى عدد السّاعات ،ألنّه ال
انطالقا ً من ك ّم معيّن).
ّ ّ
قوتها من االعتبار الذي يحمله المتلقي للمؤلف [( ]...وهي) تسمح باالستعاضة عن " 79تستمدّ حجّة السّلطة ّ
صة إذا أخذت شكل استشهادات ال تنتهي"Sylvie . ّ خا منها، اإلكثار عدم غي ينب االستدالل الحقيقي .لذا
Guichard, préc., p. 27.
انظر أيضا حول حجّة السّلطة ما جاء في عدد .23
المدرس ما لديه من معلومات ،بل ما لديه منّ 80هذا ما يفسّر انقالب الدّروس في الجامعة إلى دروس يفرغ فيها
ص – قال القانون ص – قالت محكمة كذا عن النّ ّ ص – قال فالن عن النّ ّ نوع معيّن من المعلومات (قال النّ ّ
قوة تذ ّكر ذاك النّوع من المعلومات
ي – قال – ...إلخ ،).ويفسّر انقالب االمتحانات إلى تمارين تقاس فيها ّ األجنب ّ
(بضاعتكم ردّت إليكم ،أو كما يقول المثل المنسوب إلى العصر الوسيط :ال جديد ،لكن من جديد « non du
.)nouveau, mais de nouveau » non nova, sed nove
...بعد أن يتغيّر القانون ،ال تبقى للدّروس فائدة ...إالّ الفائدة التّاريخيّة .وبعد مرور زمن ،ال يبقى في ذاكرة
الطالب شيء ...إالّ أ ّنه تلقّى ذات يوم دروسا ً في الجامعة. ّ
...ما قيل عن الدّروس يص ّح عن البحوث األخرى.
"Sans doute quelques ouvrages scientifiques demandent au lecteur, avec des 81
connaissances préalables, une plus grande attention que d’autres, et je ne prétends
pas que la Mécanique de Laplace soit obscure, parce que le commun des lecteurs ne
43 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
...نعم مطلوب ما سبق .لكن ،في نفس الوقت ،مطلوب م ّمن يكتب أن يصل
صون ّأوالً.
صون أيضاً ،بل المخت ّ
بمستوى ما يكتبه إلى درجة يستفيد منها المخت ّ
خط يتبع مسألة مستوى ما يكتب ،تنبغي اإلشارة إلى أنّه ال الحجج وال وفي ّ
متانة الحجج بنافعة مع البعض:
" أأراد ذئب ،حّي ر أأى َح ًال يرشب املاء من الهنّ ر ،أأن يتّخذ جحّة اكذبة ليأألكه .لأجل ذكل،
الرشب.ورمغ أأن ّه اكن يف ا ألعىل وامحلل يف ا ألسفل ،اهتّ م ا أل ّو ُل الث ّاين بتعكري املاء ومبنعه من ّ
لك حال ،فأأان يف ا ألسفل وال ميكن أأن أأجاب امحلل :ا ّين مل أأرشب االّ بطرف شفايه ،وعىل ّ
أأعكّر املاء املوجود يف ا ألعىل .ر ّد ّاذلئب – بعد أأن أأدرك أأن ّه مل حيقّق هدفه – :لكن يف ّ
الس نة
املاضية ش متت أأيب .مل أأكن قد ودلت وقهتا ،أأجاب امحلل .قال ّاذلئب :همام تكن مقدرتك عىل
مربرات لنفسك ،فا ّين أ ِ ُلكك".84
العثور بسهوةل عىل ّ
بعبارة ال تستعمل المجاز :تنبغي اإلشارة إلى الذين اعتادوا – كلّما اقتضت
مصلحتهم – إشهار وصف معدّ سلفا ً في وجه أعمال غيرهم :أن يقولوا هي غير
أن ذلك الوصف مفهومة (أو غير معهودة ،أو ما شابه ذلك) .فهؤالء اكتشفوا ّ
يم ّكنهم ،ال فقط من طعن وتصفية من يشاؤون ،85بل أيضا من التّعمية على
ذلك .86لذا ينبغي تنبيه – ال من سبقوا ،بل من لهم شيء من النّزاهة – إلى حقيقة
ي ال يقرأ إالّ بعد امتالك قدر معيّن من معارف أن العمل العلم ّ بسيطة مفادها ّ
ي ال يقرأ كما تقرأ الجريدة. معيّنةّ ،
وأن العمل العلم ّ
أن هنالك أعماال هي الغالبة والمعتادة ،وهي األعمال التي تعتمد والحاصل ّ
سلطة .وث ّم إلى جانب ما سبق االستثناء، باألساس أو التي تعتمد فقط ح ّجة ال ّ
أن ما ت ّم ترتيبه استدالالت تعتمد حججا ويتمثّل في األعمال التي نجد فيها ّ
متعدّدة ،وحججا مالئمة لما يع َمل عليه؛ ونجد فيها ،انطالقا من تلك الحجج،
صياغة لمقدّمات ث َّم وعي بطبيعتها وبقيمتها اإلثباتيّة؛ ونجد فيها وصوال بعد ك ّل
الذي سلف إلى نتائج ،وإلى نتائج ث ّم إدراك لقيمتها .بعبارة مختصرة :هنالك
سلطة؛ وهنالك االستثناء ،وفي االستثناء نجد سائد نجد ح ّجة ال ّ سائد ،وفي ال ّال ّ
سلطة الح ّجة .
87
حريّة التّعبير .لقد مارسوا االستبداد ضدّ ك ّل فكرة مخالفة ،وسدّوا الفتيّة لتونس كانوا مناهضين للحوار ولمبدأ ّ
ي في مؤسّسات الجامعة". صرف الدّكتاتور ّ سبيل التّرقية من درجة إلى أخرى في فترة تميّزت بالت ّ ّ
Abdeljelil Temimi, Dynamique de gestion et liberté d’expression à l’Université de
Tunis : La Faculté des lettres et sciences humaines et l’Institut supérieur de
documentation (I.S.D.) comme exemples, In Abdeljelil Temimi (Sous la direction
de), Liberté d’expression et production du savoir dans les universités et centres de
recherche arabes, Publications de la Fondation Temimi pour la recherche
scientifique et l’information, Zaghouan, 2000, p. p. 58, 59 et 75.
حول نفس النّوع من الممارسات وحول غيرها ولكن في قسم آخر من أقسام الجامعة التّونسيّة ،انظر:
Mohamed Tahar Mansouri, Les amphies du silence, Irtihal Editions, Tunis, 2012.
87ليس في حجّة السّلطة سلطة الحجّة ،أي ليست حجّة السّلطة حجّة تقبل بها ال ّنتيجة من ّ
الزاوية العلميّة .بعبارة
أكثر تفصيالً :نحن أمام نتيجة ،والمشكل :هل ت ّم الوصول إلى هذه النّتيجة بواسطة الدّليل المستنبط به الذي يجب
وبعد استعماله كما يجب؟ فإذا كان الجواب باإليجاب ،قبلنا النّتيجة ألنّها علميّة؛ وإن ال ،فال.
أن سلطة ما قالت بها ،نكون قد أجّلنا ح ّل المشكل ونقلنا السّؤال إلى مستوى آخر إن الدّليل على ال ّنتيجة ّ فإذا قلنا ّ
هو السّلطة :هل وصلت هذه السّلطة إلى النّتيجة بواسطة الدّليل المستنبط به الذي يجب وبعد استعماله كما يجب؟
فإن فعلت ،قبلنا ال ّنتيجة ألنّها علميّة؛ وإن لم تفعل ،لم نفعل.
ي.
في الحقيقة ،في إطار السّائد ال يوجد اكتشاف فعل ّ
88
الفصل الثّاني
التّرتيب disposition
(فعل تنظيم المضمون أو الحجج :التّخطيط)
ونمر اآلن إلى التّرتيب ومن بعده ّ 89لقد فرغنا من االكتشاف ،أي فرغنا من الحديث ع ّما ينبغي قوله (.)logos
ونمر
ّ إلى التّعبير ،أي إلى كيفيّة قول ما وصلنا إلى أ ّنه ينبغي قوله ( .)lexisبعبارة واحدة :فرغنا من األصل،
شكل (التّرتيب شكل ،والتّعبير شكل آخر) .انظرAntoine Compagnon, La notion de genre : اآلن إلى ال ّ
: 3. Politique des genres : Platon, http://www.fabula.org/compagnon/genre2.php (24
septembre 2010).
شكل ،كما يقول "أنطوان كومپانيون" ،يخضع للوظيفة (.)La forme dépend de la fonction وال ّ
Antoine Compagnon, La notion de genre: 2. Norme, essence ou structure?,
http://www.fabula.org/compagnon/genre2.php(24 septembre 2010).
المؤلف في نفس المكان وهو يتحدّث عن الوظائف الثّالث ّ قرب ما سنتناوله في هذا الفصل وفي الذي يليه من نفس ّ
للنّوع األدبي:
الطابع اآلمر أو التّفسيري أو الوصفي لل ّنوع .لكن عند أغلب المؤلّفين ،تماما "بحسب النّظريّات ،يت ّم التّركيز على ّ
كما عند «أرسطو» [ ،]...للنّوع بحسب لحظات التّفكير ثالث خصائص؛ إنّه وبالتّسلسل آمر وتفسيري ووصفي.
-األنواع قواعد آمرة .هي قواعد حسب أرسطو [ ]...والتراجيديا هي القيمة العليا [ ]...وشكلها ومضمونها لهما
(إن التّقسيم إلى أنواع) له تقريبا على الدّوام قيمة القاعدة .ويعطي «هوراس» ()Horace عالقة بغايتها [ّ ]...
شكل والمضمون []... [ ]...نصائح من أجل نسج أعمال ناجحة :هنالك معايير جودة مثل التّالؤم المتبادل بين ال ّ
شعر لـ« :بوالو» ( )Boileauبالت ّأكيد آمرا .هنا نلمس العالقة المتينة بين فن ال ّ
في العصر الكالسيكي ،يعدّ ّ
يزود النّوع النّقد بالمعايير للحكم على األعمال الفرديّة []... ّ قيمة: حكم بوصفه التّقسيمات النّوعيّة والنّقد
-النّوع جوهر؛ هو ال يصف األعمال فحسب ،بل يفسّرها .إنّه صنف غائي وجبري مماثل للنّموذج البيولوجي،
الطبيعيّات في التّقسيم [( ]...ولقد) تحدّث «أرسطو» عن األنواع وعن الغاية وعبارة نوع تنتمي لمنهج علماء ّ
صة بك ّل واحد منها [( ]...وتناولها) كجواهر ،كأوصاف جوهريّة لها طابعها المميّز [ ]...إذن ليس النّوع الخا ّ
يزود العمل الفردي بوحدة عضويّة []... فقط عالمة أو اسم صنف ،بل ال ّنوع اسم جوهر له غاية داخليّة ،وهو ّ
الطبيعة الدّاخليّة المحكومة بغايتها ،مبدأ الحركة الغائيّة. بالقوة ،اإلمكان الذي جعل ليتحقّق في فعلّ ، ّ إنّه الكينونة
ّ
الطبيعي (خالفا لألشياء الطبيعيّة) .وهكذا فإ ّن «أرسطو» تطورها ّ وإذا كانت األنواع جواهرا ،فيمكن تحديد ّ
إن العمل يلد العمل كما يلد اإلنسان اإلنسان ،وذلك وفق نموذج يتناول النّوع ككائن طبيعي (ال كاسم جامع)ّ .
تطوريّة « برونتيار» ( )Brunetièreعلى النّوع في القرن التّاسع عشر. إنجاب طبّقته ّ
صور نجده أيضا عند «أرسطو» [( ]...الذي) أتى بمقابالت ّ ّ تال اهذ . ي
ّ تفسير وال آمر ال ، ي
ّ وصف -النّوع بنية :إنّه
ي".ّ جوهر أثر لها وليس []... للعالمات مماثلة هي األنواع فأسماء هذا على األنواع. لترتيب واختالفات
"N’oubliez pas […] que la clarté résulte surtout du plan, de la disposition, et que la 90
loi souveraine de ce plan lui-même, comme pour l’ensemble de tout ouvrage, la loi de
l’unité". A. Baron, préc., p. 150.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 48
فحسب "أ .بارون"( )A. Baronإذن ،ينبغي – إن كانت الغاية المراد بلوغها
هي الوضوح –:
ي.91بأن وجود التّرتيب ضرور ّ
األول ،تبنّي الموقف القائل ّ
في إطار الخالف ّ
سس في إطار الخالف الثّاني ،تبنّي الموقف الذي مفاده ّ
أن التّرتيب يجب أن يؤ َّ
على مالحظة جهة واحدة في المرتَّب.92
وما ينبغي هو إثبات ص ّحة كالم "أ .بارون"( ،)A. Baronأي ما ينبغي إثبات
ص ّحة قضيّتين:
ينجر عن التّرتيب (المبحث ّ
األول). ّ القضيّة األولى :وضوح جوهر الموضوع
ينجر عن التّرتيب الذي الحظ جهةّ القضيّة الثّانية :وضوح جوهر الموضوع
واحدة في المرتَّب (المبحث الثّاني).
ينجر عن التّرتيب
ّ األول ― .وضوح جوهر الموضوع
المبحث ّ
―.27هل نرتّب؟
يمثّل الموضوع ،وتحديدا ً جوهره" ،كالًّ" (.)un toutويتر ّكب "الك ّل" من
مفردات وعناصر .فهل ينبغي اإلتيان بالعناصر كما اتّفق ،أم هل ال بدّ من ترتيبها
واإلتيان بها في تقسيم وتخطيط؟ بعبارة مختلفة :ما األفضل ،عدم التّرتيب أم
التّرتيب؟
ص ينساب بعفويّة؛ فإذا انساب بعفويّة ،قد ال لعدم التّرتيب مزيّة ،هي ترك النّ ّ
يعرف القارئ اآلن ما الذي سيالقيه بعد قليل ،أي قد يمثّل ما سيستقبله متتالية من
المفاجآت .هذا يشدّ أو يزيد من شدّ انتباهه .في نفس الوقت لعدم التّرتيب وجه
آخر :أنّه مصدر للغموض.
طب، في المقابل ،تنظيم انسياب العناصر وجعل هذا االنسياب معروفا ً من المخا َ
لكن التّنظيم –
يلغي عنصر المفاجأة وما يرتبط به من مزيّة شدّ االنتباه أو تقويته؛ ّ
ومن ث ّم معرفة القارئ مسبقا بما ينتظره – يسهم في جعل عناصر الموضوع
واضحة.
يقول "أ .بارون"(:)A. Baron
91قد يقصد بالتّرتيب تنظيم ك ّل العمل بردّه إلى مقدّمة وجوهر وخاتمة .لكن هنا لن يقصد بالتّرتيب إالّ تنظيم
الجوهر.
92وينبغي في هذا الموضع استحضار قولة "كانتيليان" ( )Quintilienالواردة في الفقرة عدد .3وهذا
ي شرط ،وجودا ً وعدماً ،مع الغاية منه. االستحضار يدعو للقولّ :
إن العقل يوجب أن يدور أ ّ
49 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
لك أأنواع التّقس مي .ورمغ االقرار معه بأأ ّن املتلكّم ،حّي ال ّ
يقسم ،يأأيت "اكن «فينيلون» يستنكر ّ
بيشء أأكرث عفويّة [ ]...االّ أأ ّين أأعّتف أأيضا بأأ ّن التّقس مي هل فوائد ،فهو يعّي عىل الانتباه،
ينظم ّمتيش اخلطاب ،وينقذه من الاحنرافات".93 وخيفّف العبء عىل ذاكرة املتلقّي ،و ّ
لك واحدة يف ماكهنا وري يك تكون ّ الّض ّ "بدون ّالّتتيب ،اذلي يضع يف ا ألفاكر التّسلسل ّ
تيب ا ألفاكر اليت اكت ُ ِشفت ويُظهر
ينسق ّالّت ُ
وتنتج أأثرها ،يكون الاكتشاف الك يشء .وفعال ّ
الارتباط فامي بيهنا".95
"Fénelon […] blâme toute espèce de division. Tout en avouant avec lui que, sans la 93
division, l’orateur a quelque chose de plus spontané, de plus libre dans son allure, je
reconnais aussi les avantages de cette forme. Elle soutient l’attention, soulage la
mémoire de l’auditeur, régularise la marche du discours, et oppose à ses écarts une
contrainte salutaire". A. Baron, préc., p. 138.
انظر أيضاًAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 26 et s.:
وانظر التّرجمة العربيّة لهذا الكتاب :أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص 25وما بعدها.
94انظر الفقرة عدد .2
"Sans la disposition, qui établit dans les idées l’enchaînement nécessaire pour que 95
chacune soit à sa place et produise son effet, l’invention n’est rien. La disposition
coordonne les pensées trouvées par l’invention, révèle leur dépendance".A. Baron,
préc., p. 103.
وفي نفس المعنى يقول "كوندياك" (:)Condillac
صور؛ ينبغي أيضا أن ّ
تتعلم النّظام الذي ستوصل به الواحدة "لكي تحْ سِّن الكتابة ،ال يكفي أن تحسن التّفكير والتّ ّ
صور الدّقيق ،وفي
ّ ّ تال على باكرا د تعو
ّ فكرك؛ ل ّ تحل كيف م تلو األخرى األفكار التي تدركها مجتمعة ،ينبغي أن تتعلّ
الربط بين األفكار"Condillac, cité par : A. Baron, préc., p. . نفس الوقت اجعل ألفة بينك وبين مبدأ ّ
217.
96انظرChaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca, préc., p. 650. :
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 50
بتظافر أمور ،أه ّمها التّرتيب .97من هنا نفهم لماذا شغل التّرتيب وال يزال أهل
البالغة وغيرهم:
"منذ الأزل ،شغل نظام املسائل املتناوةل ونظام احلجج املعمتدة ،حتت أأسامء اكلعرض و ّالّتتيب
وخاصة البالغة".98
منظري اجلدل ّ واملهنج ّيةّ ،
"التّخطيط [ ]...رشط للوضوح ،والوضوح هو الفضيةل ّالرئيس يّة لرجل القانون [ ]...والقيام
نكص عىل ا ألعقاب ،بعبارةميش وا ألعّي مغمضة ،خت ّبطٌٌ ،
مبوضوع دون وضع ختطيط [ٌ ]...
واحدة :بقا ٌء يف العمتة والارتباك".99
"بدون ختطيط ّنعرض أأنفس نا للنّس يان ،ل ّالمعقول ،للمغالطات ،لتجميع ما هو متنافر أأو
للتّكرار ،لعمليّات جرد ال لزوم لها ،للخروج عن املوضوع ،أأي للكّ ما من شأأنه تضليل
القارئ".100
لكليّات الفرنسيّة) ،أي "هنري مازو" الذي صار متّبعا ً في كلّيات القانون الفرنسيّة ومن ث ّم في الكلّيّات التي اتّبعت ا ّ
( ،)Henri Mazeaudيقول غير ذلك؟
ي
تعرضنا له (انظر الفقرة عدد 24و .)25ففي االكتشاف ليس هنالك اكتشاف حقيق ّ لع ّل الجواب موجود بعد فيما ّ
أن الممت َحن لم يشغِّّل إالّ ذاكرته) .ويتبع هذا أنّنا لن
(ليس هنالك حجج إالّ حجّة السّلطة .وهذا يعني ،في االمتحانّ ،
ي .بل حتّى إن وجد على مستوى الت ّعبير ،لن يبقى ما يحكم به على الكاتب نجد في التّعبير مجهوداً هو حقّا ً شخص ّ
أن فيه خلقا ً حقيقيّا ً من قِّبله إالّ التّخطيط (في أيّامنا هذه ،صارت تعطى مواضيع وتصلح وفق معايير بحيث ال على ّ
يبقى مطلوبا ً من الممت َ َحن – حتّى على مستوى التّخطيط – إالّ الذّاكرة الجيّدة !).
ويمكن أن نقدّم جوابا ً آخر على نفس السّؤال .فلقد رأينا في مقتطف سابق (انظره في الفقرة عدد )11من يقول ّ
إن
ومرة على التّعبير.
ّ ومرة على التّرتيب، ّ مرة على االكتشاف، البالغة – بحسب الفترات التّاريخيّة – ر ّكزت ّ
إن "هنري مازو" ( ،)Henri Mazeaudومن ورائه المدرسة الفرنسيّة لمنهجيّة التّعبير المعاصرة ويمكن القول ّ
لنا ،ير ّكزان على التّرتيب .فإذا نظرنا إلى مدارس أخرى ،معاصرة هي األخرى ،وجدناها تهت ّم أكثر باالكتشاف.
الظاهرة :البعض هذا عن اختصاص القانون .فإذا قارنّا اآلن بين االختصاصات الموجودة في وقتنا ،وجدنا نفس ّ
ير ّكز على مرحلة ،والبعض على أخرى.
بعبارة أخرى:
الزمن ،لقلنا :ث ّم فترات ر ّكِّز فيها على التّفكير ،وفترات على التّرتيب ،وفترات على لو أخذنا المسألة عمود ّيا ً في ّ
التّعبير.
لو أخذنا المسألة أفقيّا ً في ّ
الزمن ،وتحديدا في زمننا:
لقلنا فيما يتعلّق بجميع االختصاصات العلميّة :ث ّم اختصاصات تر ّكز على التّفكير ،وأخرى على التّرتيب.
ولقلنا فيما يتعلّق باختصاص القانون :ث ّم من ير ّكز على التّرتيب (الفرنسيّون ومن يقلّدهم ،كالتونسيّون وغيرهم)،
وث ّم من ير ّكز على التّفكير (األلمان).
"Sans plan, on s’expose aux oublis, aux illogismes, aux paralogismes, aux 100
juxtapositions abruptes ou aux répétitions, aux inventaires inutiles, aux hors-sujet, en
fait à tout ce qui déroutera un lecteur éventuel". Axel Preiss, La dissertation littéraire,
Armand Colin, Paris, 2e éd., 1989, p. 53.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 52
" 101يقول المثل :من يتشابهون ،يجتمعون""Qui se ressemble s’assemble, dit un proverbe". A. .
Baron, préc., p. 213 et 214.
"Psychologiquement et logiquement toute liaison implique une dissociation et 102
inversement : la même forme qui unit des éléments divers en un tout bien structuré les
dissocie du fond neutre dont elle les détache". Chaïm Perelman et Lucie Olbrechts-
Tyteca, préc., p. 256.
53 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
بعبارة أخرى:
– جمع المتماثالت وفصل المتخالفات يساعد في وضوح ك ّل عنصر من عناصر
"الك ّل"؛ فإذا توضّحت العناصر ،توضّح "الك ّل" في حد ّ ذاته.
– تقديم المجموعة المتقدّمة وتأخير المتأ ّخرة يعين على وضوح المجموعة؛ فإذا
توضّحت المجموعة ،توضّحت عناصرها؛ وإذا توضّحت جميع المجموعات،
توضّحت جميع العناصر؛ وإذا توضّحت جميع العناصر ،توضّح الموضوع.
103من زاوية الموضوع ،ك ّل عنصر هو مِّ ثل لجميع العناصر األخرى .لكن هنا نحن بصدد معيار أضيق للمثليّة.
وحين نتحدّث عن معيار أضي ق ،فهذا يفتح الباب ألن تختلف بعض عناصر الموضوع عن البعض اآلخر.
104التّقدّم والتأ ّخر قد ال يكونا من زاوية ّ
الزمن .فمثال المسبَّب مالزم للسّبب ويستحيل انفكاك ذاك عن هذا .مع ذلك
وبالرغم من أنّ
ّ فيتحرك المفتاح بسبب ذلك،
ّ وحركت يدك
ّ إن السّبب سابق .فـ "إذا أمسكت مفتاحا بيدك نقول ّ
فإن العقل يدرك ّ
أن حركة اليد متقدّمة على تتحرك فيها يدكّ ،ّ التي اللحظة نفس في ك يتحر
ّ المثال هذا في المفتاح
حركة المفتاح ،وحركة المفتاح متأ ّخرة عن حركة اليد ال من ناحية زمنيّة ،بل من ناحية تسلسل الوجود ...ويطلق
صدر ،دروس في علم األصول ،مركز األبحاث سيّد مح ّمد باقر ال ّ على هذا التّأ ّخر اسم التّأ ّخر ّ
الرتبي" .ال ّ
صدر ،قم 1421 ،هـ ،الحلقة األولى ،ص .119 صصيّة لل ّ
شهيد ال ّ والدّراسات التّخ ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 54
―.31تطبيق.
أن الموضوع" :قاعة الدّرس"؛ مثال ذلك ،لنفرض ّ
كون من مفردات ومن ي موضوع آخر –يمثّل "كالًّ" ،والك ّل يت ّ هذا الموضوع – كأ ّ
عناصر:
سبورة،عنصر :1ال ّ
ع :2الكراسي،
الطاوالت،عّ :3
ع :4جهاز التّكييف،
ع :5األستاذ،
عّ :6
الطلبة،
...إلى غير ذلك من العناصر التي باجتماعها نكون أمام "الك ّل" ،أي أمام
"الموضوع" ،أي في مثالنا أمام "قاعة الدّرس".
فإذا أردنا أن نعرض هذه العناصر عرضا ً واضحاً ،وجب:
ّأوالً ،أن نجمع المتماثالت ،ونفصل المتخالفات ،فيعطي ذلك مثالً المجموعتين
التّاليتين:
كائنات حيّة جمادات
الطاوالت ومع أمثالها من الجمادات؛ سبّورة تكون أوضح ،لو جاءت مع ّ فال ّ
سبّورة تكون أوضح ،لو جاءت منفصلة عن الكائنات الحيّة .وهكذا شأن ك ّل وال ّ
عنصر .فإذا توضّحت جميع عناصر قاعة الدّرس ،توضّحت بنفس المناسبة قاعة
الدّرس نفسها.
ثانياً ،أن نقد ِّّم المتقدِّّمة من المجموعتين ،ونؤ ِّ ّخر المتأ ّخرة .هذا العمل يمكن أن
يعطي مثالً الفقرتين التّاليتين:
55 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الفقرة )2جمادات
سبّورة
•ال ّ
•ال ّطاوالت
•إلخ.
•.......
•.......
الفقرة )2شروط
•.......
•.......
سياق الوارد للت ّ ّو – سياق التّخطيط الذي ال يخدم الغاية من الكالم – تحدّث
وفي ال ّ
عرض طالب على أستاذه موضوعا ً كان قد كتبه ،فقال األستاذ :لو أحدهم ،فقالَ :
صدفة
ي ترتيب تأتي به ال ّ رميت ،من أعْلى ش ْرفتي ،أوراقك على األرض ،لكان أ َّ
ليس أسوء من التّرتيب الذي جئتَ به.105
―.32تعريف التّخطيط.
أن تعريف التّخطيط ينبغي أن يكون كاآلتي:
يخلص م ّما تقدّم ّ
و
تقدم فيه المجموعة (من الحجج) المتق ّدّمة ،وتؤخر فيه المجموعة (من
الحجج) المتأ ّخرة.
هذا هو التّخطيط ،وهذا هو تعريفه .ونجد عند أحدهم نفس الكالم تقريبا ً حين
يقول:
"Monsieur, si, du haut de mon balcon, je jette votre manuscrit sur le sol, quelle que 105
soit l’organisation que le hasard de la chute pourra lui donner, ce ne pourra être plus
mauvais que ce vous venez de me présenter" : Raymond Gassin, Une méthodologie de
thèse de doctorat en droit, R.R.J. 1996-4, p. 1173.
"le plan n’est que le chemin suivi pour distribuer rationnellement et 106
chronologiquement les arguments". Henri Lamour, Technique de la dissertation,
P.U.F., Paris, 1990, p. 22.
57 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
خطي) ،بل ك ّل ما فيه تقديم للمتقد ّم ،وتحديدا ً تقديمجمعا ً للمتماثالت (لذلك هو ّ
للمتقدّم من العناصر الواحد منها على اآلخر .109ألجل ذلك ال يمكن أن يؤد ّي
الخطي إلى درجة وضوح تساوي تلك التي يؤدّي إليها التّخطيط الذي ّ التّخطيط
ينتهي إلى مجموعات ،ث ّم يقدّم المتقدّم من مجموعات العناصر ال من العناصر
كعناصر.
―.34التّخطيط اخلطّيّ موجود يف كلّ األحوال.
وأكثر م ّما سبق ،ال ينبغي من األصل مقابلة التّخطيط الذي يجمع المتماثالت ()...
سبب ّ
أن ك ّل سؤال عن الذي ينبغي أن يختار من بينهما .وال ّ ي ث ّم ال ّ ّ
الخط ّ بالتّخطيط
ي لهذه العناصر مجموعة وضعت فيها عناصر متماثلة سيكون داخلها ترتيب ّ
خط ّ
الخطي موجود في ك ّلّ سم تلك المجموعة إلى مجموعات .فالتّرتيب طالما لم نق ّ
سؤال هل يضاف إليه سؤال ليس هل يؤخذ به أو ال ،بل ال ّ األحوال ،وعليه فال ّ
التّخطيط الذي ينتهي إلى مجموعات أم ال.
شرط .انظر مثالً معجم اللغة الفرنسيّة: 107في معاجم اللغة التّخطيط أع ّم ألنّه يشمل أيضا ً ما لم يتوفّر فيه ال ّ
" "Petit ROBERT 1حين يقول:
« PLAN…II…2°…Plan d’une œuvre, d’un ouvrage : disposition, organisation de ses
parties… ».
الرقم 1والتي وصلت اآلن إلى الفقرة 33 الخطي يمكن أن نحيل على الفقرات التي تبدأ من ّ ّ 108كمثال للتّرتيب
التي نحن بصددها.
الخطي الذي يبنى على عنصر المكان ،ويقول: ّ الزمان ،يتحدّث أحدهم عن التّخطيط 109زيادة على ّ
ّ ّ ّ
ي) هو تنظيم نتبناه بسهولة ،ألنه يتطابق مع القطبين الكبيرين للعالم :المكان والزمان. ّ
الخط ّ "(التّنظيم
تكونها مت ّ ِّبعا حركة النّظرة التي تكتشف
ّ التي العناصر ّد د أع أن يمكن نشأة،م ،ّ ال مح أصف أن ي
ّ عل كان إذا المكان.
تلك العناصر في المكان :من اليسار إلى اليمين ،من األسفل إلى األعلى ،من ال مدخل إلى العمق ،إلخ]...[ .
بالطبع ترتيب لك ّل سرد تاريخي"Denis . ّ الزمني أكثر عفويّة ،وأكثر تداوال .إنّه الزمان .قد يكون التّرتيب ّ ّ
Baril, préc., p. 34 et s.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 58
سؤال كما تقدّم هو باإليجاب .لكن من يسأل" :هل نأتي بعناصر جواب هذا ال ّ
جوهر الموضوع في مجموعات؟" ،ث ّم يجيب" :نعم" ،سيجد نفسه مباشرة بعد
ذلك يسأل" :هل ث ّم عدد معيّن من المجموعات هو الذي ينبغي االنتهاء إليه وعدم
تجاوزه؟".
ي الوضوح ،ويقتضي الوضوح بعبارة أخرى :يقتضي الكالم والعمل الحجاج ّ
جمع المتماثالت ( ،)...أي يقتضي اإلتيان بجوهر الموضوع في مجموعات.
سؤال :هل يقتضي الوضوح عددا ً معيّنا ً من المجموعات؟ وال ّ
ي فيقبل البحث ع ّما يقتضيه الوضوح ،لنبحث ع ّما يقتضيه العرف األكاديم ّ
ي.
ي وغير القانون ّالوسط القانون ّ
―.35عدد اجملموعات يف عرف األكادمييّني يف اختصاص القانون.
ي ،يقول األكاديميّون الفرنسيّون – ويقلّدهم التّونسيّون وغيرهم في الوسط القانون ّ
أن جمع المتماثالت وفصل – :ينبغي أن يكون عدد المجموعات اثنين ،أي ّ
المتخالفات ينبغي أن تكون نتيجته مجموعتين.
يشير أحدهم إلى هذا قائالً:
"Les « poseurs de méthode » – c'est-à-dire ceux qui enseignent aux étudiants « où 110
trouver » et « comment exposer » le droit – affirment que la dissertation civile est
régie par l’exigence du plan équilibré en deux parties, une règle « assurément
excellente, voir indiscutable»". Marc Lemieux, préc., p. 823.
ي جيّدة ،بل ال تقبل ّ
المخطط االثنين ّ وما ورد في المقتطف بين عالمتي تنصيص – من ّ
أن القاعدة التي توجب
النّقاش – ينسبه "مارك لوميو" ( )Marc Lemieuxإلى "سيمون دريفوس" ( )Simone Dreyfusوتحديداً
إلى كتابهاLa thèse et le mémoire de doctorat : Étude méthodologique, Cujas, Paris, 2e :
éd., 1983, p. 147.
111نسب القول بالقاعدة منذ قليل إلى "سيمون دريفوس" ( )Simone Dreyfusوهي لم تكتب في قانون بعينه.
ي في مقال يه ّم التّعليق على القراراتJean Carbonnier, Notes :انظر أيضا من تحدّث عن التّخطيط االثنين ّ
59 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
إن قاعدة االثنيْنيّة ليست مطلقة ،فالتّخطيط يمكن أن يصل إلى ثالث
ث ّم ّ
مجموعات ،على أن ال يزيد على ذلك :
112
"جزءان عىل ا ألقلّ ،ثالثة عىل الأكرث؛ هذه يه القاعدة املقدّ سة .واجلزء الواحد ليس بعدُ
ختطيطا؛ أأ ّما ا ألجزاء ا ألربعة فهيي ما مل ي ُعد ختطيطا".113
املتكون من ثالثة أأجزاء هو تقريبا اثبت .فهو يرجع اىل تأأثري [ ( ]...أأحصاب
اخملطط ّ "ا ّن مصدر ّ
خيص ايقاع أأو وزن امجلةل ،اىل االيقاع والوزن الث ّاليث.
ّفن اخلطابة) .هؤالء اكنوا يعمدون ،فامي ّ
ولقد بقي هذا العرف حيّ ًا عند اليسوعيّّي [ ]...وربّام يكون تأأثري تفكري «س پينوزا» ذي االيقاع
الطرح /التّأأليف) هو اذلي أأثّر عىل زمالئنا يف (اختصاص) الداب".115(الطرح /نقيض ّ الث ّاليث ّ
"L’origine du plan en trois parties est à peu près certaine. Elle remonte à 115
l’influence […] (des) Oratoriens qui, pour le rythme de la phrase, adoptaient toujours
la cadence ternaire. Cette tradition est demeurée vivace chez les Jésuites […] Peut-être
aussi l’influence des raisonnements spinoziens à cadence ternaire (thèse, antithèse,
synthèse) a-t-elle marqué nos collègues des Lettres". Treillard, préc., p. 1.
المتكون من جزأين في مقاالت «كاپيتون» (« ،)Capitantوال» (« ،)Wahlپيك» ّ " 116لكنّنا ال نجد التّخطيط
(« ،)Picريپار» ( )Ripertأو «پالنيول» ( ،)Planiolوال في مقاالت «دوموڤ» (« ،)Demogueجيني»
متكون دائما من ّ إن فكرة تخطيط للمقاالت (« ،)Gényإيزمان» ( )Esmeinأو «سافاتيي» (ّ .)Savatier
صين الكبار في القانون المدني .بين جيلهم وجيلنا ،وجد تغيير مفاجئ في جزأين ،كانت ستثير دهشة هؤالء المخت ّ
«البنية – النّموذج» للمقالة .وفي التّاريخ الذي يرجع ألكثر من مائة عام للمقالة في القانون المدني يعدّ هذا التّغيير
حديثا جدّا"Marc Lemieux, préc., p. 823..
ّ
المؤلف: وفي نفس المقالة (ص 826وما بعدها) يضيف
"في البداية ،في مجلّة «تيميس» (« ،)Thémisفوليكس» ( )la Foelixأو «فولوفسكي» (– )la Wolowski
وعلى امتداد عقود في «مجلّة التّشريع» ( )Revue de législationوما تولّد عنها – كانت المقاالت في القانون
ي تقسيم [ ]...في «المجلّة الفصليّة» ( Revue حرة ،دون تخطيط ،وفي أحيان كثيرة بدون أ ّ المدني الفرنسي ّ
ي هو الموجود ،إ ّنه تخطيط مديري المجلّة، ّ
الخط ّ ( ]...[ )trimestrielleوفي بداية القرن العشرين) كان التّخطيط
تخطيط من يقلَّدهم اآلخرون« :وال» ( )Wahlو«دوموڤ» ( )Demogueو«إيزمان» ( ،)Esmeinوالذين
كانوا يكتبون العلم كتابة طوليّة [ ]...لقد كان التّخطيط من جزأين غير مستعمل طوال األربعين سنة األولى من
المجلة الفصليّة» ،ث ّم أصبح هو القاعدة بين سنة 1945و ،1955والسّنة المفصليّة هي .1946ولم تظهر «البنية ّ «
مرة إالّ سنة ،1925في مقالة لـ« :هنري مازو» ( ،)Henri Mazeaudأي بعد أكثر من مائة ّ ل ألو
ّ »موذج – النّ
األول من «تيميس» ( .)Thémisوإذا كان استعمال التّخطيط من جزأين ضئيال في عام على مقاالت العدد ّ
األول من القرن (العشرين) ،فقد شهد انفجارا لشعبيّته في عصر خمسينيّة «المجلّة الفصليّة للقانون النّصف ّ
تخرجوا في الخمسينيّات إن أطفال الخمسينيّة ،هؤالء الذين ّ المدني» (ّ .)Revue trimestrielle de droit civil
ي".
ي في مقاالت القانون المدن ّ من الجامعة حاملين دكتوراه دولة ،هم أصحاب االجتياح االثنين ّ
انظر في نفس االتّجاه من يقول:
ي؟ تخطيط منذ األزل؟ بالتّأكيد ال [ ]...لقد قال «هنري كاپيتون» ( ،)Henri Capitantفي "تخطيط ضرور ّ
كتابه حول أطروحة الدكتوراه في القانون المنشور سنة « :1926التّقسيمات التي ينبغي تبنّيها تكون متعدّدة كثيرا
أو قليال بحسب أه ّمية المادّة التي تت ّم معالجتها».
ي» يظهر األرقام التّالية [ ]...التي أستعيرها من «مارك لوميو» ( Marc المجلة الفصليّة للقانون المدن ّ ّ إن جرد « ّ
خطي2 ، :)Lemieuxعلى 77مقالة ظهرت بين 1902و 13 ،1910مقالة ال يوجد فيها تخطيط 41 ،تخطيطها ّ
ي .فإذا أخذنا ك ّل فترة ما قبل الحرب ،هذا يعطي من مجموع 271مقالة 46 :دون تقسيم120 ، فقط تخطيطها اثنين ّ
ي.
ي 8 ،اثنين ّ تخطيط ّ
خط ّ
ويمكن بالتّأكيد أن نتمسّك بظالميّة من سبقنا .لكن إذا كان «كاپيتون»« ،دوموڤ»« ،إيزمان»« ،جيني»،
ي قبول هذه الحجّة. «پالنيول»« ،سافاتيي» يجهلون التّخطيط من جزأين ،فيصعب عل ّ
إن األمور تغيّرت بعد الحرب ،وتغيّرت راديكاليّا .فعلى 20مقالة نشرت من 1946إلى 2 ،1950فقط بدون ّ
ي .لقد كان منتصف القرن العشرين هو المفصل األكيد. تخطيط ،لكن 16تخطيطها اثنين ّ
نظر له ،فغيره فعل ي نموذجا .وإذا لم يكن هو من ّ وفي الحقيقة ،فإ ّنه مع «هنري مازو» أصبح التّخطيط االثنين ّ
ي ،المكتبة العا ّمة للقانونذلك ،مثل «جيل ڤوبو» (( )Gilles Goubeauxالتّمارين الكتابيّة في القانون المدن ّ
وفقه القضاء ،1976 ،ص )Les épreuves écrites de droit civil, L.G.D.J., 1976, p. 27 .27الذي
كتب وهو يعطي نصائح منهجيّة« :إذا كان التّخطيط ضروريّا دائما ،فليس ضروريّا احترام قواعد مسبقة فيما
61 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
وأيًّا كان الخالف حول تاريخ الميالد ،فاالتّفاق حاصل على أن ث ّم اليوم عرف
أن التّخطيط يجب أن ي في فرنسا (وورثته :تونس ،إلخ ).يتمثّل في ّ ي قانون ّ أكاديم ّ
يكون إثنينيّا ً أو ثالثيّاً.
ومن يكتب موضوعاً ،عليه أن يتقيّد بهذا العدد .وال ّ
سؤالِّ :ل َم هذا العدد؟ ِّل َم ال
الطقس .وعلى من يريد أن يكون عددا ً غيره؟ الجواب :هذا هو العرف وهذا هو ّ
الطقس كما وضعه األكاديميّون.117 تقبل أعماله وأن يسمح له بالعبور ،أن يؤدّي ّ
―.36عدد اجملموعات الذي تستوجبه طبيعة القانون.
"منر [ ]...اىل «ماندغريز» ،اذلي اكنت مزيّته ا ألساس يّة أأن نقل اىل ا ألطراف ،اىل التّعليق عىل ّ
مصمه «مازو» (التّخطيط اال ّ
ثنيين) .هذا املهنج ال يتالءم ابلتّامم والكامل مع القرار ،املهنج اذلي ّ
التّعليق ألن ّه يتالءم ابلتّامم والكامل مع املقاةل :فالقانون املنطبق عىل ّ
مؤسسة أأو عىل أل ّية قانون ّية
الاجتاهّيس تتناولها املقاةل يبدو دوم ًا كتسوية بّي قوى ،بّي أأفاكر ،بّي مصاحل متعارضة .وتأأ ّمل ّ
منظمّي حول مركزين .مثال ذكل القانون املتعلّق املتعارضّي يربز يف أأغلب احلاالت أأهنّ ام ّ
صه» .لك ّنه أضاف في لحظتها« :لكن هذه القواعد موجودة ،لقد ضبطها عرف قديم [ ]...ويمكن أن ّ
نعرف يخ ّ
[البنية – النّموذج] :مقدّمة غنيّة ،يتبعها مضمون مقسّم إلى جزأين ،وك ّل جزء مقسّم إلى فرعين ،أخيرا وفي
العموم خاتمة».
ي عرف قديم؟ عرف قديم؟ أ ّ
أن األشغال المسيّرة ( )travaux dirigésوجدت في فرنسا مرة أخرى بـ« :مارك لوميو» الذي الحظ ّ سأستشهد ّ
ّ
والطلبة تلقّوا تكوينا معيّنا (االثنينيّة). في تلك الفترة (ونعرف التّمارين العمليّة التي صحبت مؤلّف «مازو»).
يدرسون في 1975 ي أصبحوا أساتذة ّ تكونوا في 1950على التّخطيط االثنين ّ وكما كتب «لوميو»ّ « ،
الطلبة الذين ّ
تكونوا في ... 1975 ّ
محاسن االثنينيّة» .سأضيف :الطلبة الذين ّ
ولقد كان لمناظرة التّبريز دور أيضا ،فنظام الت ّقسيم الذي كان وصفة في المناظرة صار وصفة (خارجها) .في هذا
االتّجاه أشار العميد كاربونيي وهو يكتب عن المالحظات حول القرارات ( Note sur des notes d’arrêts,
)D., 1970, chron., p. 137إلى «لعبة التّقسيم التي جاءتنا من درس التّبريز ،والتي طبعته بصالبة زائدة»".
Michel Vivant, préc., p. 970 et s.
117أشار "نيتشه" ( )Nietzscheو"ماكس ڥيبير" ( )Max Weberو"پيار بورديو" ()Pierre Bourdieu
أن المقبول أكاديميّا هو الذي تفسح له المنابر ،وهو الذي يسمع .أ ّما غير المقبول فال يترك له منبر، وغيرهم إلى ّ
أو ال يترك له منبر يسمِّ عF. Nietzsche, Humain, trop humain, Mercure de France, 1910, T. .
II, n° 151 ; Max Weber, Le métier et la vocation de savant, in : Le savant et le
politique. Préface de Raymond Aron, Librairie Plon, 1959 ; Pierre Bourdieu, Ce que
parler veut dire, in : Questions de sociologie, Cérès éd., Tunis, 1993.
ي .لذا نجد أحدهم ( J. ي أو ثالث ّ ّ
بمخطط اثنين ّ ي اليوم ال يسمح بالمرور إالّ لمن يكتب
ي القانون ّ
والوسط األكاديم ّ
)Rivero, Pour la leçon en équipe, D. 1976, chron. 25.يتحدّث – نعم في إطار مكان هو فرنسا
لكن كالمه يص ّح في أطر أخرى – عن :طقس عبور (أو ترقية) » .« rite de passage وميدان هو التّبريزّ ،
التّرتيب:العناصر املشرتكة يف املنهجيّة 62
تيسري التّعويض للضّ حيّة ابعفائه من اثبات خطأأ: واذلي حيمكه متطلَّبان هام،مبسؤوليّة النّاقل
الّضر اذلي مل يكن سبباّ و متكّي هذا النّاقل مع ذكل من التّ ّفص من الالزتام بتعويض،النّاقل
] هذا الالكم...[ وما مت ّت مالحظته للتّ ّو هو اذلي ّيربر عىل ما يبدو االثنين ّية.فيه
أأ ّن اشّتاط االثنينيّة ال ّيربره التّقليد والعرف الث ّابت (جحّة، وهذا هو امله ّم،(لـ«ماندغريز») يعين
.118" القانون: بل ّتربره طبيعة ما ُكتب،)السلطة ّ
جمموعتني.
رغم هذا النّقد ،يمكن القول إن من الواجب – ال في اختصاص القانون فحسب ،بل
أن نجد من ال يتّبع
في جميع االختصاصات – أن يكون التّرتيب في مجموعتينْ .
ي عقال صحيح ضرور ّ سبب ليس في كونه غير صحيح ّ
ألن ال ّ هذا الواجب ،فال ّ
أن يكون الواقع (على األقل في فرنسا وفي وليس ضروريّا ً واقع ًا 126؛ ث ّم ْ
" سقراط
[ّ ]...مث معل ّيتان من املفيد أأن ندرس بصفة مهنج ّية مزاايهام.
SOCRATE
[…] il y a deux procédés dont il serait intéressant d’étudier
méthodiquement les vertus.
فادر
ما هام؟
PHÈDRE
? Lesquels
سقراط
نغطي بنظرة واحدة ،و أأن نرجع اىل فكرة واحدة معلومات متناثرة هنا وهناك، العمليّة ا ألوىل :أأن ّ
نوّض بواسطة التّعريف املوضوع اذلي س نتناوهل .هذا ما فعلناه سابقا حّي ّعرفنا ّ
احلب. ليك ّ
لك ا ألحوال هو مسح لنا بأأن جنعل خطابنا واحضا ومتّسقا.
وتعريفنا قد يكون جيّدا أأو سي ّئا .يف ِ ّ
SOCRATE
C’est d’abord d’embrasser d’une seule vue et de ramener à une seule
idée les notions éparses de côté et d’autre afin d’éclaircir par la
définition le sujet qu’on va traiter. C’est ainsi que tout à l’heure nous
; avons défini l’amour ; notre définition a pu être bonne ou mauvaise
ي موضوع ،تخطيط يعطي مظهر سيطرة كلّيّة على الموضوع ،تخطيط "تخطيط من جزأين ،تخطيط أل ّ
127
أن الت ّفكير ،ومن بعد ذلك التّعبير ع ّما وقع التّفكير فيه يخلص من هذا المقتطف ّ
تعبيرا ً شفويّا ً أو تعبيرا ً مكتوباً ،ينبغي أن يتّبِّع طريقين:
ّأوال :إحالة العناصر المشتّتة والمبعثرة هنا وهناك على الوحدة ،أي جعل المتعدّد
واحدا ً (بالنّسبة إلى ما يه ّمنا ،مثالً في إطار المقالة ،صيغة الموضوع هي في
نفسها إحالة لعناصر مشتّتة ومبعثرة هنا وهناك على الوحدة).
ثانيا :تقسيم الواحد إلى عناصره ،أي جعل الواحد متعدّداً.
أن تقسيم الواحد ينبغي أن زيادة على ما سبق ،يستخلص من كالم "أفالطون" ّ
يكون إلى زوجين ،أي ينبغي جعل الواحد اثنين.
على هذا ،فالتّفكير ،ومن بعد ذلك التّعبير ع ّما وقع التّفكير فيه تعبيرا ً شفويّا ً أو
تعبيرا ً مكتوباً ،ينبغي أن َير ّد الواحد إلى اثنين .لماذا؟ لكي يكون الخطاب متّسقا ً
طب ،ال يقتضي فحسب وواضحا ً .فاتّساق الكالم ،ومن ث ّم وضوحه عند المخا َ
ي.التّرتيب إلى مجموعات ،بل يقتضي فوق ذلك التّرتيب االثنين ّ
الخطاب متّسقا ً
َ هذا الكالم مجمل ،ألنّه لم يبيّن كيف يجعل التّرتيب االثنين ّ
ي
وواضحاً .والمجمل يحتاج تفصيالً؛ والتّفصيل هنا يقتضي العودة إلى كتب
67 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
المنطق ،وتحديدا ً إلى مبحث القسمة .في هذا المبحث نجد تعريف القسمة ،وبيان
فائدتها ،وضبط أصولها:
لك واحد مقسام» ،و ّاليشء « َّاليشء :جتزئته وتفريقه اىل أأمور متباينة [ ]...ويس ّمى ّ "تعريفها :قسمة ّ
املقسم ،و«قس امي» (اترة) أأخرى ابلقياس من ا ألمور اليت انقسم الهيا «قسام» اترة ابلقياس اىل نفس َّ
صور قسم مقسم ،والتّ ّتصور وتصديق – مثال – فالعّل َّ اىل غريه من ا ألقسام .فاذا ّقسمنا العّل اىل ّ
من العّل وقس مي للتّصديق ،وهكذا التّصديق قسم وقس مي.
فائدهتا :تأ ّأسست حياة االنسان لكّها عىل القسمة ،ويه من ا ألمور الفطريّة اليت نشأأت معه عىل
ا ألرض ،فا ّن أأ ّول يشء يصنعه :تقس مي الأش ياء اىل سامويّة وأأرض ّية ،واملوجودات ا ألرض ّية اىل []...
وال يزال العّل عند االنسان يكشف هل كثريا من اخلطأأ يف تقس اميته وتنويعاته ،فيعدّلها .ويكشف هل
أأنواعا مل يكن قد عرفها يف املوجودات ا ّلطبيع ّية ،أأو ا ألمور اليت خيّتعها مهنا ويؤلّفها ،أأو مسائل
العلوم والفنون .وس يأأيت كيف نس تعّي ابلقسمة عىل حتصيل احلدود و ّالرسوم ( أأي التّعريفات)
مؤسس من أأ ّول ا ألمر عىل القسمة .وهذا أأ ّمه فوائد القسمة .وتنفع وكس هبا ،بل ّ
لك ح ّد انّام هو ّ
القسمة يف تدوين العلوم والفنون ،لتجعلها أأبوااب وفصوال ومسائل م ّمتّية ،ليس تطيع الباحث أأن
يلحق ما يعرض عليه من القضااي يف ابهبا ،بل العّل ال يكون علام ذا أأبواب ومسائل و أأحاكم االّ
ابلقسمة [ ]...والتّاجر – أأيضا – يلتجئ اىل القسمة يف تسجيل دفّته وتصنيف أأمواهل ،ليسهل
لك شأأن من عليه اس تخراج حساابته ومعرفة رحبه وخسارته [ ]...وهكذا تدخل القسمة يف ّ
شؤون حياتنا العلميّة والاعتياديّة ،وال يس تغين عهنا انسان .وهم ّمتنا مهنا هنا أأن نعرف كيف
نس تعّي هبا عىل حتصيل احلدود و ّالرسوم.
أأصول القسمة – 1 :ال بدّ من مثرة :ال حتسن القسمة االّ اذا اكن للتّقس مي مثرة انفعة يف غرض
املقسم ،بأأن ختتلف ا ألقسام يف امل ّمّيات وا ألحاكم املقصودة يف موضع القسمة [ – 2 ]...ال ب ّد من ّ
تصح القسمة االّ اذا اكنت ا ألقسام متباينة غري متداخةل ،ال يصدق أأحدها عىل تباين الأقسام :وال ّ
يتفرع عىل هذا ا ألصل ما صدق عليه الخر ،ويشري اىل هذا الأصل تعريف القسمة نفسه [ ]...و ّ
اليشء قسام منه أأمور :أأن ّه ال جيوز أأن جتعل قسم ا ّليشء قس امي هل [ ]...وال جيوز أأن جتعل قس مي ّ
تؤسس اليشء اىل نفسه وغريه [ – 3 ]...أأساس القسمة :وجيب أأن ّ تقسم ّ[ ]...وال جيوز أأن ّ
املقسم هجة واحدة وابعتبارها يكون التّقس مي. القسمة عىل أأساس واحد ،أأي جيب أأن يالحظ يف ّ
نؤسس تقس ميها :ا ّما عىل أأساس العلوم والفنون ،أأو عىل فاذا ّقسمنا كتب املكتبة ،فال ب ّد أأن ّ
أأسامء املؤلّفّي ،أأو عىل أأسامء الكتب .أأ ّما اذا خلطنا بيهنا فا ألقسام تتداخل وخيت ّل نظام الكتب،
مثل ما اذا خلطنا بّي أأسامء الكتب واملؤلّفّي ،فنالحظ يف حرف ا أللف مثال اترة امس الكتاب
مقسام لعدّة
اليشء الواحد قد يكون ّ و أأخرى امس املؤلّف ،بيامن أأ ّن كتابه قد يدخل يف حرف أخر .و ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 68
تقس اميت ابعتبار اختالف اجلهة املعتربة – أأي أأساس القسمة – [ – 4 ]...جامعة مانعة :وجيب
مقسم ،فتكون جامعة (يُقال أأيض ًا :منعكسة) مانعة
يف القسمة أأن يكون مجموع ا ألقسام مساواي لل َّ
مطردة) :جامعة مجليع ما ميكن أأن يدخل فيه من ا ألقسام – أأي حارصة لها ال يش ّذ(يُقال أأيض ًاّ :
مهنا يشء – ،مانعة عن دخول غري أأقسامه فيه".129
صل الكالم المجمل الذي تقدّم .فمن يرتّب ومن ينظر إلى أساس القسمة ،يجد ما يف ّ
سم أكثر من جهة؛ ومن يالحظ في إلى أكثر من مجموعتين ،يكون قد الحظ في المق َّ
سم أكثر من جهة ،يأتي بأقسام متداخلة ببعضها (ال يجمع المتماثالت) ،أي المق َّ
يأتي بترتيب ينقصه االتّساق ومن ث ّم الوضوح (بمعنى :ترتيب ال يجعل العناصر
أن العنصر – ليكون واضحا ً – ينبغي أن يج َمع مع من هم واضحة ،ألنّنا رأينا ّ
أن وضوح ك ّل عنصر يجعل مثله وأن يفصل ع ّمن هم مختلفون عنه؛ كما رأينا ّ
سم أي األقسام واضحة؛ ورأينا أنّه إذا توضّحت األقسام ،توضّح المق َّ
الموضوع).130
ويتحقّق عدم
ومالحظة جهة ...أقسامه غير متداخلة
تداخل األقسام يتحقّق وضوح
واحدة في ببعضها (تترجم جمعا
بمالحظة جهة الموضوع
المقسم تعطي للمتماثالت وفصال
واحدة في ب ...
بترتي ٍ
تقسيما اثنينيّا للمتخالفات)،
المقسم،
―.41مثال.
لنأت بما سبق في إطار مثال:
– لدينا صيغة موضوع نظري (ما سيأتي ينطبق على المواضيع التّطبيقيّة في
اختصاص القانون ،كما ينطبق على المواضيع في االختصاصات األخرى) ،أي
الزواج ،أو نحو ذلك؛لدينا واحد :البطالن ،أو موانع ّ
إن التّفكير والتّعبير عن التّفكير يحيالن الواحد إلى عناصره:
– قيل أعاله ّ
شيخ مح ّمد رضا المظفّر ،المنطق ،دار التّعارف للمطبوعات ،بيروت 1414 ،هـ 1995 /م ،ص 106وما 129ال ّ
بعدها .انظر أيضاLouis Liard, Logique, Masson et C , Paris, 4 éd., 1897, p. 17 et s. :
ie e
الزواج :قرابة + ع + 1ع + 2ع + 3ع + 4ع + ... + 5عع (في موضوع موانع ّ
حق الغير بعدّة +صورة حق الغير بزواج +تعلّق ّ مصاهرة +رضاعة +تعلّق ّ
الزوجين على شخصيّة :تفريق القاضي أبديّا ً بين ّ الفصل 76من مجلّة األحوال ال ّ
الزوجة هو من ّ
الزوج)؛ إثر انتفاء كون االبن الذي أنجبته ّ
– حين نجمع وفق وصف هو (أ) ما أمامنا من عناصر ،وتعطينا هذه العمليّة مثال
أن :ع 1و ع 5متماثالن ،أي في ك ّل واحد منها يوجد الوصف (أ) ...حين نفعل ما ّ
سبق ،فبنفس المناسبة تكون بقيّة العناصر أي ع 2وع 3وع[ 4إلخ ].متميّزة بوصف
هو نقيض الوصف (أ) .إذن :ع 2وع 3وع[ 4إلخ ].عناصر متماثلة ،أي في ك ّل
واحد منها يوجد الوصف (ما ليس أ).131
الزواج :حين نجمع وفق وصف – اآلن ،لن ِّع ْد نفس هذا القول بواسطة مثال موانع ّ
هو (التّأبيد) ما أمامنا من عناصر ،ستعطينا هذه العمليّة كون (القرابة +
شخصيّة) هي الرضاعة +صورة الفصل 76من مجلّة األحوال ال ّ المصاهرة ّ +
عناصر متماثلة ،أي في ك ّل واحد منها يوجد وصف التّأبيد؛ وحين نفعل ما سبق،
حق الغير بزواج +تعلّق ّ
حق الغير فبنفس المناسبة تكون بقيّة العناصر (أي تعلّق ّ
حق الغير بزواج + بعدّة) متميّزة بوصف هو نقيض وصف التّأبيد .إذن( :تعلّق ّ
حق الغير بعدّة) هما عنصران متماثالن ،أي في ك ّل واحد منها يوجد تعلّق ّ
الوصف (ما ليس التّأبيد).
131بعبارة أخرى :انعدام وصف هو وصف .انظرAbdelmagid Zarrouki, L’erreur, mode :
d’emploi ou l’erreur sans peine (préc.), p. 1905, n° 36.
قرب من "جون ستيوارت ميل" ( )John Stuart Millحين قال: ّ 132
الرابع لألسماء هو تقسيمها إلى إيجابيّة وسلبيّة :إيجابيّة مثل إنسان ،شجرة ،خ ِّيّر؛ سلبيّة مثل ال إنسان ،ال "التّقسيم ّ
ي؛ وبعد أن نعطي اسما لشيء أو لمجموعة أشياء ،يمكن أن ي يقابله اسم سلب ّ شجرة ،ال خيِّّر .ك ّل اسم واقع ّ
ي إيجاب ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 70
متداخلة (ليس هنالك عنصر داخل قسم المؤبّد نجده أيضا داخل قسم المؤقّت) ،أي
جعلنا نجمع المتماثالت ونفصل المتخالفات؛ واإلتيان بأقسام غير متداخلة ،أي
جمع المتماثالت ،يؤدّي إلى وضوح ك ّل عنصر من عناصر األقسام ،وإلى
سم ،أي الموضوع.133 وضوح ك ّل قسم ،وإلى وضوح المق ّ
شيء أو األشياء .نستعمل هذه األسماء السّلبيّة حين ينبغي أن نوجد اسما ثانيا يكون اسما لك ّل األشياء إالّ ذلك ال ّ
نتكلّم بصفة جماعيّة عن ك ّل األشياء غير شيء معيّن"John Stuart Mill, préc., Livre I : Des noms .
et des propositions, Ch. I, § 6.
وحين قال أيضا" :خذوا وصفا معيّنا؛ إن كانت بعض األشياء لها هذا الوصف وأخرى ال ،يمكنكم أن تبنوا على
هذا الوصف تقسيما لك ّل األشياء إلى صنفين"(Livre I , Ch. VII, § 4) .
مخطط مختلف ّ مالحظة :حين نأتي إلى نفس المادّة القانونيّة ونجمع عناصرها وفق وصف هو (ب) سنصل إلى
عن ذلك الذي وصلنا إليه أعاله حين أعملنا الوصف (أ) ،وهكذا مع أوصاف أخرى قابلة ألن تعمل في تلك المادّة.
ّ
المخططات: ي .ومثال هذه ّ
مخططات تعدّ تقليديّة في الوسط القانون ّ يخص
ّ 133وما جاء للت ّ ّو يحتاج توضيحا فيما
• .......
• .......
...نعم ال تعطى الفقرة الثّانية ذلك العنوان المتمثّل في صيغة سالبة ...نعم يبحث لها عن عنوان صيغته موجبة ،أي
(قرب من :أنطوان أرنولد وبيير نيكول ،م س ،ص يبحث لها عن وصف موجب يجمع العناصر التي تتر ّكب منها ّ
176و 177؛ )Antoine Arnold et Pierre Nicole, préc., p. 154.
لكن إيجاد هذا العنوان قد يكون صعبا: ّ ...
ولتبيان هذا نعود إلى ما سبق لنقول:
لقد جمعنا وفق وصف هو (أ) :هنا الحزمة أو المجموعة ستكون مغلقة ()un ensemble limitatif؛
وما بقي يجمعه وصف هو (ما ليس أ) :هنا الحزمة أو المجموعة ستكون مفتوحة (.)un ensemble résiduel
انظر حول المغلق والمفتوح من األصناف Jean-Louis Bergel, Théorie générale de droit, Paris,
Dalloz, 2e éd, 1989, n° 197, p. 209.
وانظر هذا الجزء من كالم لـ" :جون ستيوارت ميل" ت ّم إيراده منذ قليل:
الرابع لألسماء هو تقسيمها إلى إيجابيّة وسلبيّة :إيجابيّة مثل إنسان ،شجرة ،خ ِّيّر؛ سلبيّة مثل ال إنسان ،ال "التّقسيم ّ
ي؛ وبعد أن نعطي اسما لشيء أو لمجموعة أشياء ،يمكن أن ّ سلب اسم قابله ي يّ إيجاب ي
ّ واقع اسم ّ
ل ك . ر ي
ّ شجرة ،ال ِّ
خ
شيء أو األشياء .نستعمل هذه األسماء السّلبيّة حين ينبغي أن نوجد اسما ثانيا يكون اسما لك ّل األشياء إالّ ذلك ال ّ
نتكلّم بصفة جماعيّة عن ك ّل األشياء غير شيء معيّن".
وألن المجموعة مفتوحة يصعب إيجاد عنوان موجب لها. ّ
صعوبة .كيف؟ ي للهروب من ال ّ ّ
المخطط الثّالث ّ وهذا يفسّر اعتماد
لطبيعة /المجال /شروط االنطباق /اآلثار .ومع هذا ال يقبل في إن المؤسّسة تثير عادة أربعة مشاكل :ا ّ قيل أعاله ّ
فإن أحد المؤلّفين ()Henri Mazeaud, préc., n° 88 ي .لذلك ّ ّ باع الر
ّ ط ّ
المخط القانوني األكاديمي العرف
ص الفقرة الثّانية باآلثار .أ ّما في الفقرة األولى فندرس واحدا من المشاكل الثّالثة المتب ّقية هو يقول" :في العادة نَخ ّ
المشكل الذي يمثّل فائدة جدّيّة .أ ّما المشكلين المتبقّيين فيعالَجان في المقدّمة (فإذا كان ث ّم ،طبعا بعد استثناء اآلثار،
مخططا ثالثيّا)" (الحظ أنّه أقصى ّ مشكالن من المشاكل الثّالثة يحتاجان إلى دراسة مستفيضة فعندها نبني
ي لوجود العرف المتحدّث عنه أعاله). الرباع ّ ّ
المخطط ّ
ّ
ي سبب ال يباح به في العادة وهو إرادة تفادي انعدام التوازن (مثال حين ّ ّ
وم ّما يفسّر أيضا اعتماد المخطط الثالث ّ
لضعف حزمة اآلثار :لذا ،وتلبية لداعي الطبيعة والمجال معا في حزمة تكون هذه الحزمة مساوية تقريبا ِّ نجمع ّ
التّوازن ،نأتي بثالث حزم).
شرا هو انعدام التّوازن ،لكن أال نكون قد وقعنا في ّ تفادينا قد نكون ، ي
ّ الثالث ط ّ
المخط وباعتماد صورة، وفي هذه ال ّ
شر أكبر هو وضع ترتيب أقسامه متداخلة ،أي غير متّسقة ،ومن ث ّم غير واضحة؟ ّ
شرين يختار غير ي يقول هنا :بين ّ ّ القانون ي
ّ األكاديم فالعرف رى ي وكما لكن األهون. يختار ين شر
ّ بين قال: ي
األهون.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 72
وينبغي أن يع ّمم ما سبق (من قول بر ّد العناصر المتعدّدة إلى قسمين) على المواضيع التي ليست مؤسّسة .فهنا
يتكون من عناصر(لنقل مثال :أربعة ،وك ّل عنصر مختلف عن اآلخر) .نأخذ أيضا ً الموضوع يمثّل واحداً ،والواحد ّ
شيء" .أ ّما البقيّة فستكون متماثلة على مستوى كونها "ما ليس واحداًمن األربعة هوالها ّم ونجعله مجموعة" :ال ّ
ي أوشيء" .بعبارة أخرى ،نأخذ المه ّم ونجعله "شيئا" .أ ّما البقيّة فهي "ما ليس ال ّشيء" (أي نستعمل النّفي القبل ّ
ال ّ
التّناقض):
الفقرة ............... .1
.― تدقيق.43
: والتّدقيق يستدعي إيراد المقتطف التّالي.لكن هذا الكالم واجب التّدقيق
ّ
ابلتّذكري ابلتّفرقة اليت، يف الفصل املعنون ابلنّفي من كتابه فلسفة النّحو،»"يبد أأ «جوپرسون
تشلك مراوحة ُوجتمع كثنائ ّيات – وبّي ّ يقوم هبا املناطقة بّي العبارات املتناقضة – اليت
] بعض...[ العبارات املتضادّة – اليت تقبل عبارة وسط ًا ومن ّمث جتميعا ثالث ّي ًا واليت يّضب لها
أأسود؛، ثنائيّات من املتضادّين ( أأبيض: هكذا تربز ثالثة أأنظمة أأساس يّة متقاربة جدّ ا.– ا ألمثةل
غري، ال أأبيض؛ ممكن، وثنائ ّيات من املتناقضّي ( أأبيض،) وحق، ضعيف؛ جخول،قوي ّ ّمر؛،حلو
اثبت العدم؛، مّتدَّد فيه، وثالثيّات تتض ّمن وسطا بّي طرفّي (اثبت الوجود،).ممكن؛ اخل
.135 ") مكروه، ال يؤبه هل، الحق؛ حمبوب، مزامن،سابق
الالأبيض.2 الفقرة
"O. Jepersen dans le chapitre de sa philosophie de la grammaire qui a pour titre la 135
négation (The philosophy of grammar, Londres, 1924, Chap XXIV) commence par
rappeler la distinction que font les logiciens entre les termes contradictoires, qui
forment alternative et s’assemblent donc par couples, et les termes contraires, qui
admettent un terme moyen et se prêtent ainsi à des groupements ternaires, dont il
donne, dans un paragraphe sur quelques tripartitions, un certain nombre d’exemples.
On voit ainsi apparaître trois systèmes élémentaires, étroitement apparentés : des
couples de contraires (blanc, noir ; doux, amère ; fort, faible ; timide, hardi ; etc.) ; des
couples de contradictoires (blanc, non blanc ; possible, impossible ; etc.) ; enfin des
triades comportant un moyen entre deux extrêmes (démontré, indécis, réfuté ;
antérieur, simultané, postérieur ; aimable, indifférent, haïssable) ». Robert Blanché,
Structures intellectuelles. Essai sur l’organisation systématique des concepts, Lib.
Philo. J. Vrin, Paris, Seconde éd, 1969, p. 14.
: والتّناقض هو النّفي القبلي." وتقابلها في العربيّة "التّناقض،contradictoire جاءت في المقتطف عبارة136
والتّناقض يكون بين شيئين ال يكونان صحيحين معا ً وال خاطئين.» نضع نقيا ً قبله فيعطي ذلك «ال أ،»لدينا «أ
.ًمعا
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 74
الموضوع :الهدايا.137
معيار الت ّقسيم وهو واحد :يوم الحصول عليها.
التّخطيط:138
137قبل طرح هذا الموضوع ،وقبل تقديم تخطيط لجوهره ،ينبغي قراءة هذا الحوار الذي نجد كطرف من أطرافه
شخصيّة المعروفة «آليس»: ال ّ
" -هذا أمر يدعو للغيظ حقّاً :أن ترى بعض األشخاص غير قادرين على التّمييز بين ربطة عنق وربطة حزام.
تصرفت كجاهلة ،أجابت «آليس» بنبرة متواضعة جعلت «الكوكو الضّخم» يلين. ّ -أعرف أنّي
-إنّها ربطة عنق يا ابنتي ،كما الحظت أنت ذلك بنفسك .إنها هديّة من الملك األبيض والملكة البيضاء .ما
ّ
رأيك بهذا؟
-حقّاً؟ قالت «آليس» وهي سعيدة لكونها اختارت موضوع محاورة جيّد.
-أعطياني إيّاها ،واصل «الكوكو الضّخم» كالمه بلهجة متأ ّمل ثانيا ً رجليه وماسكا بإحدى ركبتيه ،كهديّة في
عيد «الميالدي».
-معذرة؟ قالت «آليس وهي متحيّرة جدّا (م ّما يقول).
( -لم االعتذار) أنت لم تسيئي لي بشيء.
-أردت أن أقول :ما هديّة عيد «الالميالد»؟
-هي هديّة تعطى لك حين ال يكون اليوم هو يوم عيد ميالدك.
ف ّكرت «آليس» برهة:
-أنا أفضّل هدايا عيد الميالد ،قالت «آليس» في نهاية المطاف.
-أنت ال تفقهين ما تقولين ،صرخ «الكوكو الضّخم» .كم في السّنة من يوم؟
-ثالثمائة وخمس وستّون.
-وكم من عيد ميالد لديكِّ ؟
-واحد.
-فإذا طرحت واحدا من ثالثمائة وخمس وستّون ،كم يبقى؟
-طبعا ،ثالثمائة وأربع وستّون.
الريبة «الكوكو الضّخم»: أخذت ّ
-أريد أن أرى هذا مكتوبا على الورق.
لم تستطع «آليس» أن تمسك نفسها عن الضّحك آخذة كنّشها لتكتب عمليّة ّ
الطرح:
365
– 1
----
364
الفقرة .1األبيض
الفقرة .2األحمر
والمالحظ هنا أنّه يمكن إقامة نفس البناء على التّناقض (األحمر هو ال أبيض،
واألبيض هو ال أحمر).
(لمبررات موضوعيّة) عن ثالثة أشياء (األبيض /األحمر/ ّ لكن لو أردنا التّكلّم
ي؟ الجواب ،كما
مضطرون عندها العتماد تخطيط ثالث ّ ّ األخضر) ،هل نحن
يستروح م ّما سبق ،بالنّفي ألنّه يمكن أن نجعل الترتيب اثنينيّاً:
الفقرة .1األبيض
الفقرة .2الالأبيض
• األحمر
• األخضر
(لمبررات موضوعيّة دائما) عن أربعة أشياء (األبيض/ّ فإذا قدّرنا أنّنا أردنا التكلّم
ي؟ ّ
مخطط رباع ّ مضطرون العتماد ّ األحمر /األخضر /األزرق) ،هل نحن
الجواب هنا أيضا بالنّفي ألنّه يمكن أن نجعل الترتيب اثنينيّاً:
139جاءت في المقتطف عبارة ،contrairesويقابلها في العربيّة "التّضادّ" .ونقول عن شيئين إنّهما متضادّان
حين ال يمكن أن يكونا صحيحين معاً ،لكن يمكن أن يكونا خاطئين معاً.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 76
الفقرة .1األبيض
الفقرة .2الالأبيض
• األحمر
• األخضر
• األزرق
الفقرة .1األبيض
الفقرة .2الالأبيض
• األحمر
• الالأحمر (األخضر واألزرق)
ي قابل دوما ومن خالل ي والذي يزيد على الثّالث ّ على هذا ،فالتّخطيط الثّالث ّ
ي أو ّ
المخطط الثّالث ّ مبرر (في اعتماد التّناقض أن يجعل اثنينيّاً .لذلك هو غير ّ
ي ابتعاد عن تحقيق جمع المتماثالت ،أي ابتعاد عن تحقيق الذي يزيد عن الثّالث ّ
طور على مستوى جمع المتماثالت بأن أن ك ّل ثالثة يمكن أن ت َّ الوضوح ،ذلك ّ
تجعل اثنين ،وكذلك األمر مع ك ّل أربعة ،إلخ.).
بعبارة أخرى ،ال يجد التّخطيط الثّالث ّ
ي تبريرا ً إالّ في قبوله من األكاديميّين (مثال
ي).
ي القانون ّ ذلك الوسط األكاديم ّ
―.44التّخطيط الثّالثيّ حيقّق الوضوح أحياناً.
سط في عناوين األجزاء (الفقرة ،1والفقرة ،2 أن هذا التّقسيم يبرز التّو ّ وب ِّيّن ّ
والفقرة ،)3أ ّما ذاك فال.
مبرر من زاوية جمع ي ،أي أمام تخطيط غير ّ وإنّا في هذا المثال أمام تخطيط ثالث ّ
ي ،بل من ي القانون ّ مبرر ،ال فقط من زاوية العرف األكاديم ّ المتماثالت .إالّ أنّه ّ
زاوية إضافيّة :تلبية غرض إظهار العالقة بين األشياء الثّالثة المتحدّث عنها.
عرض ي سبق أن قلنا ،حين الت ّ ّ سابق مثال تخطيط ثالث ّ وينبغي أن يزاد إلى المثال ال ّ
ّ ّ
مبرر .والمقصود التّخطيط التّالي :الطرح ( /)thèseنقيض الطرح إليه ،إنّه َّ
( /)antihèseالتّأليف ( .)synthèseففي نوع من المواضيع هو المقالة ،لدينا –
كما سنرى ذلك الحقا – 140فكرة .هذه الفكرة :إ ّما أن نعرضها ،وعرضها يرجعنا
ي؛ وإ ّما أن نخضعها للنّقاش .ونقاشها يكون أوضح لو بدأنا إلى التّخطيط االثنين ّ
بإيراد الفكرة ،ث ّم أتينا بنقيضها ،ث ّم ختمنا ك ّل ذلك بالتّأليف.
141
ي فال يجد ي هو الذي يحقّق غرض الوضوح .أ ّما الثّالث ّ فإن التّرتيب االثنين ّ
وهكذا ّ
إالّ بعضه الذي رأيناه للت ّ ّو ما ّ
يبرره.
صل أنّه وفي جميع االختصاصات :ال بدّ للمتكلّم من من جميع ما تقدّم نح ّ
الوضوح؛ والوضوح يقتضي أن يرتّب جوهر الموضوع في مجموعتين؛ لكن
يمكن أن يقتضي أن يت ّم تقسيم الجوهر إلى ثالث مجموعات.
―.45للموضوع الواحد ختطيط واحد؟
وسواء ذهبنا إلى خيار االثنَيْنيّة أو التّثليث ،فالموضوع الواحد يقبل عددا من
أن هنالك أكثر المخططات يتناسب وعدد معايير التّقسيم التي ترد عليه .هذا يعني ّ ّ
المخططات المقبولة تؤدّي إلى نفس ّ مخطط مقبول .لكن ال يعني ّ
أن ك ّل ّ من
مكونات الموضوع. النّتيجة على مستوى عرض ّ
صدر إن باإلمكان سيّد مح ّمد باقر ال ّ لنضرب مثاال :في مادّة أصول الفقه ،قال ال ّ
مخططين:ّ اعتماد
ي على نوع الدّليليّة من حيث كونه لفظيّا ً أو عقليّا ً أو تعبّديّا. مخطط ّأول مبن ّ ّ
سس على معيار آخر هو نوع الدّليل من حيث كونه مش ِّ ّخصا ً مخطط ثان يتأ ّ ّ
سطبمالك الكشف عنه أو مش ِّ ّخصا ً للوظيفة ال بتو ّ للوظيفة العمليّة تجاه الحكم ِّ
الكشف.
أن تقسيم الموضوع على نحو تتأتّى منه صدر ينبّه إلى ّسيّد مح ّمد باقر ال ّ لكن ال ّّ
بحوث ال تتأتّى (أو على األق ّل ال تتأتّى بسهولة) من تقسيمه على النّحو اآلخر.
سيّد:يقول ال ّ
79 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
"وامللحوظ أأ ّن التّقس مي الث ّاين [ ]...ي ّمتّي [ ]...بأأن ّه يلحظ فيه تقس مي البحوث اىل جماميع بنحو
متطابق مع أأحناء جت ّمعها يف جمال الاس تدالل الفقهيي .فالقواعد ا ألصوليّة العا ّمة يف ادلّ ليل
للفظي ،كأحباث ا ألوامر والنّوايه وغريها ،ال تنفصل عادة يف جمال التّطبيق والاس تدالل ا ّ
السريةالس ند ،كح ّج ّية خرب الواحد والتّواتر و ّ الفقهيي عن القواعد ا ألصول ّية ادلّ خيةل يف اثبات ّ
ّ
لفظي يلتفت اىل داللته وس نده معها، واالجامع ،أل ّن الفقيه حيامن يس تنبط احلمك من دليل ّ
ويُعمل القواعد ا ألصول ّية املناس بة يف لكّ من اجلهتّي .فالتّقس مي املذكور يراعي ذكل ،ويو ِّحد
عي .وهذا معىن أأ ّن التّصنيف فيه بنحو الرش ّالبحث عن مجموع تكل القواعد حتت عنوان ادلّ ليل ّ
الفقهيي ،بيامن ليس التّقس مي ا أل ّول
يناظر وضع القواعد ا ألصول ّية يف جمال التّطبيق والاس تدالل ّ
كذكل ،أل ّن أأحباث الظواهر وا أللفاظ فُ ِصلت فيه عن حبث جحّ ّية اخلرب ،بل عن حبث جحّ ّية
نفس ّالظهور أأيضا ،مع أأ ّن ّالظهور وجحّيّته عنرصان متالزمان عند الاستناد الهيام يف معليّة
الفقهيي .ويف مقابل ذكل ي ّمتّي التّقس مي ا أل ّول ابجراء التّصنيف عىل أأساس نوع الاس تدالل ّ
لك مجموعة تتّفق يف س نخ ادلّ ليليّة ويف كوهنا لفظيّة أأو عقليّة، ادلّ ليليّة للقاعدة ا ألصوليّة ،وجتميع ّ
برهان ّية أأو اس تقرائ ّية أأو تع ّبديّة جبعل الشّ ارع يف نطاق مس تق ّل .وهذا يتيح احلديث يف ّ
لك
السمة املشّتكة للقواعد نطاق من نطاقات هذا التّصنيف عن س نخ تكل ادلّ ليل ّية اليت يه ّ
ا ألصوليّة ادلّ اخةل فيذكل النّطاق ومهنجها وقواعدها العا ّمة .فالأ ّدةل الاس تقرائيّة مث ًال – بوصفها
ائ، خاصا يف التّقس مي املذكور– ميكن احلديث يف نطاقها عن أأصل املهنج الاس تقر ّ صنفا ّ
الرشع ّية – بوصفها متث ّل صنفا أخر من ادلّ ليل ّية وهو ادلّ ليل ّية التّع ّبديّة حبمك الشّ ارع– واحلجج ّ
لك صنف مبا يكون ميكن احلديث يف نطاقها عن أأصل احل ّجيّة التّعبّديّة وحتليلها .وهبذا يس هت ّل ّ
السهوةل وادلّ قّة يف مبثابة املنطق أأو املهنج ابلنّس بة اليه ،بيامن ال يتأأ ّّت ذكل بنفس ادلّ رجة من ّ
التّقس مي الث ّاين ،اذ قد تندمج مبوجبه القاعدة ذات ادلّ الةل اللفظيّة وا ألخرى الاس تقرائيّة والث ّالثة
يصح أأنالتّع ّبديّة يف صنف واحد ملسامههتا مجيعا يف الاس تنباط من دليل واحد .وهبذا قد ّ
يقال بأأ ّن التّقس مي ا أل ّول هو ا ألفضل اذا نظر اىل عّل ا ألصول بنظرة جتريديّة ،أأي بصورة
موزعا من منفصةل عن تطبيقه يف عّل الفقه ،و أأ ّن التّقس مي الث ّاين هو ا ألفضل حيامن ينظر اليه ّ
خالل التّطبيق وعّل الفقه .ومسأأةل تعيّي أأحد التّقس ميّي مسأأةل اختيار وتفضيل حسب وهجة
النّظر".142
لك قسمة ينبغي أأن تكون اثنينيّة .نعم"لقد ع ّذب «راموس» و أأنصاره أأنفسهم كثريا الثبات أأ ّن ّ
اذا اس تطعنا أأن نأأيت هبذه القسمة [ ]...فذاك أأفضل .لكن ،أل ّن الوضوح [ ]...هو أأكرث يشء
ينبغي أأخذه بعّي الاعتبار يف العلوم ،علينا أأن ال نرفض التّقس مي اىل ثالثة أأطراف و أأكرثّ ،
خاصة
عسف ليك نأأيت بتقس مي ّ
اثنيين :فعوض أأن بيعي ،وكنّا س ُنضط ّر اىل التّ ّ
الط ّاذا اكن هو التّقس مي ّ
خنفّف العبء عىل ّاذلهن – ويه الث ّمرة ا ّ
ملرجوة من التّقس مي – فاانّ نرهقه".143
"Ramus et ses partisans se sont fort tourmentés pour montrer que toutes les 143
divisions ne doivent avoir que deux membres. Tant qu’on peut le faire commodément,
c’est le meilleur ; mais la clarté et la facilité étant ce qu’on doit le plus considérer dans
les sciences, on ne doit pas rejeter les divisions en trois membres, et plus encore,
quand elles sont plus naturelles, et qu’on aurait besoin de subdivisions forcées pour les
faire toujours en deux membres : car alors, au lieu de soulager l’esprit, ce qui est le
principal fruit de la division, on l’accable". Antoine Arnold et Pierre Nicole, préc., p.
154 et 155.
انظر نفس المقتطف مترجما ترجمة مغايرة قليال لما أتينا به في المتن وذلك في :أنطوان أرنولد وبيير نيكول ،م
س ،ص 177و.178
144في المقالة األدبيّة قيل ما يلي" :بالغة التّمرين هي في هذا الميدان أق ّل تشدّدا .يمكن أن نذهب من اثنين إلى
81 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
(أ)............
(ب) ..........
(أ) ...........
(ب) ...........
سِّم الفروع أيضا [ (أ) و (ب) في المثال]؟ لكن هل يجب أن نزيد ونق ّ
مدعو ألن يمضي ٌّ أن الكاتب مرة أخرى غاية الوضوح :أي ّ ما يملي الجواب هو ّ
في فعل التّقسيم وألن ال يتوقّف عنه إالّ حين ينقلب من فعل توضيح وتيسير
سرها [بالنّسبة إلى امتحانات اإلجازة ،فالغالب ّ
أن للقراءة إلى فعل ير ِّبكها ويع ّ
الوضوح يتحقّق بتقسيم الفقرة إلى (أ) و(ب) كما في المثال الوارد أعاله .أي ّ
أن
الزيادة بتقسيم (أ) و (ب) يب ِّعد العمل عن الوضوح] .هنالك يصبح أن ّ الغالب ّ
مدعوا ً ألن يترك ترتيب العناصر في مجموعات وألن يستعيض عنه ّ المتكلّم
خطيّا ً (جاعال المتقدّم من هذه العناصر متقدّماً ،والمتأ ّخر بترتيب العناصر ترتيبا ً ّ
متأ ّخراً).145
وما جاء للت ّ ّو تحدّث عنه البعض قائال:
"ميكن أأن نالحظ أأ ّن التّقليل من التّقس مي اكالكثار منه نقيصة [( ]...فا أل ّول ال ّ
يوّض والث ّاين
رض «ڤراسو» – وهو من أأ ّمه شاريح أأرسطو – كثريا بكتابه حّي أأّت يبدّ د الانتباه) .وقد أأ ّ
فيه بتقس اميت عديدة :بكرثة التّقس مي نسقط فامي أأردان جتنّبه :الغموض".146
أربعة ،بل إلى خمسة فروع (الفروع هي أجزاء األجزاء) [( ]...دون خوف من لجنة االمتحان) من المه ّم أن تمثّل
الفروع وحدات مشروعة ،أن تنتظم وفق منطق هو منطق الموضوع"Sophie Le Ménahèse, préc., p. .
32.
ي الفقرة عدد .33 ّ
الخط ّ 145انظر حول التّرتيب
" […] on peut remarquer que c’est un égal défaut de ne pas faire assez et de faire 146
trop de divisions ; l’un n’éclaire pas assez l’esprit, et l’autre le dissipe trop. Grassot,
qui est un philosophe estimable entre les interprètes d’Aristote, a nui à son livre par le
trop gros nombre de divisions. On retombe par la dans la confusion que l’on prétend
éviter : confusum est quidquid in pulverem sectum est". Antoine Arnold et Pierre
Nicole, préc., p. 155.
انظر نفس المقتطف مترجما ترجمة مغايرة قليال لما أتينا به في المتن وذلك في :أنطوان أرنولد وبيير نيكول ،م
س ،ص .178
التّرتيب:العناصر املشرتكة يف املنهجيّة 82
)Laromiguière( " "الروميﭭويير:ولقد صحب هذا الكالم هامش فيه قول لـ
:يؤ ّكد على نفس الفكرة
فنبدّد،] نريد أأن ننري ا ألش ياء...[ "ال يشء أأق ّل حمكة من مضاعفة ا ألقسام فوق احلدّ الالزم
لكن االكثار، هنا التّقليل عيب. فنُث ِقل عليه ونرهقه،الشّ عاع؛ نريد أأن خنفّف ا ِحلمل عىل ّاذلهن
فال نرى، لكن عىل ا ألق ّل نرى شيئا؛ أأ ّما حّي نكرث،لك يشء ّ ال نرى، حفّي نقلّل:عيب أأكرب
.147"شيئا
أل ّن التتبّع يقتيض أأن حنتفظ،"«ا ّن االكثار من التّقس مي ومن تقس مي التّقس مي مينع من تتبّع النّ ّص
.)» وكيف يتأأ ّّت هذا اذا اكن التّخطيط جشرة ذات أأغصان كثرية» («مازو.ابلتّخطيط يف ّاذلاكرة
ّ « » انظر مقاةل «شارتييه،مكثال جيّد ملقاةل ذات أأغصان كثرية
]...[ »مقر ّالزوجيّة واحلياة العائليّة
.150")ٍّ(حيث يصل التّقس مي اىل احلدّ اذلي جند فيه عنواان هو فر ُع فرعِ فرعِ فرعِ فرعِ فرع
"Rien n’est moins judicieux que de multiplier les classes au -delà du besoin … On 147
veut éclairer les objets et l’on dissipe les rayons de lumière. On veut soulager l’esprit,
on le surcharge, on l’accable. Il y’aurait ici moins d’inconvénients à pécher par défaut
que par excès. En divisant trop peu, nous ne voyons pas tout, il est vrai, mais, du
moins, ce que nous avons sous les yeux nous le voyons. En divisant trop, au contraire,
tout échappe au regard, tout se perd dans la confusion ".
Laromiguière, Leç. de philosophie, part II, :أن صاحب القولة هو ّ وفيه نجد.109 انظر الهامش
Leç. X.
. لم يورد من ترجم كتاب أنطوان أرنولد وبيير نيكول هذا الهامش:مالحظة
Marc Lemieux, préc., p. 826, note n° 7. 148
Henri Mazeaud, Exercices pratiques : : يرسل "مارك لوميو" القارئ إلى المرجع التّالي149
méthodes générales de travail, Montchrestien, Paris , 1982, p. 91.
" « Trop de divisions et subdivisions empêchent, en effet, de suivre le 150
développement, car pour suivre, il faut garder le plan toujours à la mémoire, et
comment le faire si ce plan est un arbre aux rameaux touffus » (Mazeaud). Pour un bel
exemple de dissertation aux rameaux touffus, voir celle de Chartier, « Domicile
conjugal et vie familiale » (1971), R.T.D. civ. 510, où dans un article de 71 pages,
l’auteur sert au lecteur une subdivision intitulée « II.A.I.2.a.i. », comme si, sous la
lentille du « microscope cartésien » une telle division avait un sens".
83 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
مبخططات صغرية (des mini- "يه طرق تفكري وضعت لتنظمي احلجج .وميكن مقارنهتا ّ
،)plansمغرقة يف الشّ لكيّة ،ليس فهيا كثري من الابتاكر ،لكهنّ ا مفيدة لل ِحجاج .واعامل هذه
الطرق يف مواضيع صغرية يؤدّي تدرجي ّيا ّ
ابلطالب اىل امتالك أأصناف ذهن ّية [( ]...و أأدوات ّ
متش يات التّفكري املوجودة ميكن أأن
جاهزة مس بقا) يه رضوريّة جلرد مسائل متعدّدة .من مضن ّ
نذكر:
ميش اجلديل (طرح – نقيض ّ
الطرح – تأأليف)؛ -التّ ّ
-التّ ّ
ميش التّصنيفي ( .1عىل املس توى .2 – ...عىل املس توى )...؛
ميش التّعاريض (حماسن – مساوئ /أأس باب – أاثر /هدف – وسائل /ملاذا – كيف/ -التّ ّ
اخل).؛
طورات يف ّالزمن)؛ ميش ّالزمين ( أأو التّارخيي ،ويعرض للتّ ّ -التّ ّ
ميش ّالزتامين (وهو ّمتش يتو ّجه اىل ا ألش ياء يف تواقهتا)؛ -التّ ّ
املقارب (يمتث ّل ،يف دراس ٍّة ملفهوم مركزي ،يف التّفكري بطريقة ادلّ وائر متّحدة املركز
ميش ِ -التّ ّ
اليت تضيق ابلتّدرجي للوصول اىل املوضوع)؛
ميش املبا ِعد (رشط رضوري – رشط غري اكف)؛ -التّ ّ
-ثنائ ّية املاكن و ّالزمان".151
"Ce sont des méthodes de raisonnement destinée à mettre en ordre les arguments. 151
Ils peuvent être comparés à des mini-plans, très formels, peu originaux en soi, mais
utiles pour argumenter. Leur mise en pratique fréquente sur des petits sujets entraînera
» peu à peu l’étudiant à disposer de catégories mentales, de « montages pré-câblés
التّرتيب:العناصر املشرتكة يف املنهجيّة 84
وهي
تمسح ك ّل
الموضوع
ترتيب انتهى
إلى أقسام هي
جمع
للمتماثالت
()...
وهي وهي
مترابطة متوازنة
ببعضها فيما بينها
152من األسباب التي تدعو للحصر ،اإلشكاليّة في المقالة .مثال :لو كان الموضوع "الغلط" ،تكون مادّة الموضوع
الرضا – الغلط في الواقعة القانونيّة – الغلط الجماعي؛ فإذا حدّدت اإلشكاليّة
متكونة من :الغلط كعيب من عيوب ّ ّ
على أنّها "حماية استقرار العقود" ،فهذه اإلشكاليّة تقصي جز ًء من مادّة الموضوع.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 86
الذي سيترك .لذا ينبغي تقديم حجج لفائدة الحصر .هذه الحجج إ ّما أن تكون عامالً
شك أو عامالً لتأكيده ،وذلك بحسب ما إذا كانت قويّة أو ضعيفة .لذا، إلزالة ذلك ال ّ
شحون بحصر المواضيع التي يمتحنون وألن األمر فيه احتمال ،ال ينصح المتر ّ
ّ
فيها.
بعبارة أخرى ،من األسلم تحصيل شرط تغطية التّقسيم لك ّل مادّة الموضوع.
―.51الشّرط يف كتب البالغة.
هذا ال ّ
شرط ال نجده فحسب على لسان من كتب في البالغة القانونيّة ،153بل نجده
أيضا ً عند غيرهم:
―.52عرض الشّرط.
أن الموضوع (جوهره طبعا) ينبغي أن ي َردّ إلى فقرتين وعلى أقصى تقدير رأينا ّ
أن ك ّل فقرة ينبغي أن تردّ بدورها إلى فرعين [ (أ) و (ب) ] إلى ثالث .ورأينا ّ
وعلى أقصى تقدير إلى ثالثة [ (أ) و (ب) و (ج)].
ونرى اآلن أنّه ينبغي أن تكون الفقرة األولى متوازنة مع الفقرة الثّانية؛
وأنّه ينبغي أن يكون (أ) من الفقرة األولى في توازن مع (ب) من الفقرة األولى (أ
= ب)؛
وأنّه ينبغي أن يكون (أ) من الفقرة الثانية في توازن مع (ب) من الفقرة الثانية (أ
= ب).
شرط في المنهجيّة القانونيّة يمكن أن نذكرHenri Mazeaud, préc., p. 95. : 153من ضمن من تناول هذا ال ّ
"Que la division soit complète, c'est-à-dire qu’il n’y manque aucun des membres 154
qui font réellement partie". A. Baron, préc., p. 158 .
شيء المقسَّم" :أنطوان أرنولد" و"بيير نيكول" ،م س ،ص 179؛ انظر حول وجوب أن يمسح ك ّل تقسيم ال ّ
Antoine Arnold et Pierre Nicole, préc., p. 153.
87 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
خصصت 2/10 :من مجةل العمل للمقدّمة 4/10 ،للفقرة ا ألوىل، " (و) معوما يتحقّق التّوازن اذا ّ
3/10للفقرة الث ّانية 1/10 ،للخامتة؛ أأي ،وابلنّس بة اىل معل كتايب يّتكّب من 5صفحات :صفحة
تقريبا للمقدّمة ،صفحتان للفقرة الأوىل ،صفحة ونصف للث ّانية ،نصف صفحة للخالصة.
وابلنّس بة للعرض الشّ فوي اذلي يدوم 30دقيقة 6 :دقائق تقريبا للمقدّمة 12 ،دقيقة للفقرة
الأوىل 9 ،دقائق للث ّانية 3 ،دقائق للخامتة.
اخملصصوعىل أأيّة حال ،جتنّبوا قدر االماكن ختصيص وقت أأطول للفقرة الثّانية من الوقت ّ
للفقرة ا ألوىل .وعىل العكس ممّا س بق ال ختشوا من القيام بفقرة أأوىل أأطول من الثّانية .فميكنمك،
رضوراي ،أأن جتعلوا الفقرة ا ألوىل أأكرب ّمرتّي من الفقرة الثّانية وذكل
ّ ودون خوف واذا اكن ذكل
الكتايب ،حاولوا أأن حتقّقوا
ّ شفوي .وابلنّس بة اىل العمل
ّ عىل ا ألق ّل حّي يتعلّق ا ألمر بعرض
توازان أأكرب".155
الكتابي
ّ الموضوع
الخاتمة
10% المقدّمة
20%
الفقرة الثّانية
30%
الفقرة األولى
40%
الصّفحة 5 الصّفحة 4 الصّفحة 3 الصّفحة 2 الصّفحة 1
الفقرة
الثّانية
(وأن نجد الفقرة الفقرة الفقرة
في هذا الثّانية األولى األولى
الحيّز (ب) (قد يمكن أن
من الفقرة نضيف لـ:
ال ّثانية) "مازو" أ ّنه المقدّمة
(وأن نجد (وأن نجد ينبغي أن
في هذا في هذا نجد في هذا
الحيّز (أ) الحيّز (ب) الحيّز (أ)
من الفقرة من الفقرة من الفقرة
الخاتمة ال ّثانية) األولى) األولى)
89 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
0د الموضوع
6د ّفهي
الش ّ
( 30دقيقة)
المقدّمة
6د
الفقرة األولى
12د
18د
الفقرة الثانية
الخاتمة 9د
3د
30د 27د
156انظر نفس روح االتّساع عندGilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 43 et 44.:
وينبغي هنا تقديم مالحظتين:
صة – من ال يقول بالخاتمة .عندها ّ
المتعلق بالعناصر الخا ّ أن هنالك – كما سنرى ذلك الحقا ً في الجزء الثّاني ّأوالّ :
شفوي – تذهب الثّالث دقائق إلى الفقرة الثّانية حسب البعض (لألجزاء داخل الفقرات توقيت – لو أخذنا التّمرين ال ّ
أيضاً :مثال ،ث ّم من يقول بـ 5 :دقائق لـ( :أ) وبـ 7دقائق لـ( :ب) .هذا في الفقرة األولى ،أ ّما في الفقرة الثّانية
أن ما جاء اآلن قول ،وإلى مرة أخرى إلى ّفيعكس ويقول بـ 7 :دقائق لـ( :أ) وبـ 5دقائق لـ( :ب)[ ينبغي التّنبيه ّ
أن هنالك في هذه المسألة أقوال 8 :للمقدّمة – 5و 7لجزأي الفقرة األولى و 6و 4لجزأي الفقرة الثّانية ،إلخ.]. ّ
11د
الفقرة األولى ( 12د)
(أ) 5 :د
(ب) 7 :د
25د
30
د
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 90
هذا التّساهل في شرط التّوازن ،ومن ث ّم القول أصال بشرط الت ّوازن ،لم يَ ِّردْ
فحسب عند من كتب في منهجيّة المواضيع القانونيّة ،بل هو موجود أيضا عند من
ألّف في البالغة المتعلّقة بمواضيع أخرى.
يقول أحدهم:
"القاعدة الثّانية :أأن يكون بّي خمتلف ا ألجزاء تناسب ات ّم .وهناكل كتّاب – حتملهم عىل ذكل حامسة
تعن هلم يف البدء أأو اليت تبتسم هلم أأكرث ،جما ًال ال
خيصصون ل ألفاكر ،اليت ّ أأوىل ،أأو فلتات اخليال ّ -
يتناسب مع البقيّة .ويش به ما يأأتون به رسوم الاكرياكتور اليت جند فهيا ر أأسا كبريا وجسد و أأرجل قزم،
هش ومصاب الطبيعة كأهنّ ا نسيت قوانهيا فأأخرجت من جذع ٍّ ّ أأو هذه النّبااتت الغريبة اليت جند فهيا ّ
خيص التّناسب بّي خمتلف ا ألجزاء، ابلربد أأغصاان ال متناهية [ ]...لكن ال ينبغي التّشدّ د [ ]...فامي ّ
الطبائعميش ،من هذه الفلتات للخيال اليت تامتىش مع بعض ّ احلريّة يف التّ ّ
حفرمان الاكتب من هذه ّ
الكتابي
ّ الموضوع
4
/20
المقدّمة
3
/20 (أ)
3
/20 (ب) الفقرة 1
3
/20 (أ)
الفقرة 2
3
/20 (ب)
4
/20 الت ّخطيط
=
20
/20
ومن ينظر إلى توزيع ال ّنقاط ،يجد أ ّنه باإلمكان الحصول على أكبر عدد منها في المقدّمة وفي التّخطيط .والسّبب
ي إلى حدّ كبير .كما أنّه باإلمكان اإلتيان بتخطيط سليم أن باإلمكان اإلتيان بعناصر المقدّمة كاملة وعلى نحو مرض ّ
وبعنونة مرضيّة إلى حدّ كبير أيضاً .بقي الجوهر :هنا يصعب الحصول على عدد كبير من النّقاط لسببين على
األقلّّ :أوالً ،وقت االمتحان ال يسمح إالّ بدرجة عمق محدودة .ثانياً ،ث ّم دوما ً درجة عمق أكبر من تلك التي يبلغها
الممت َحن .وما سبق يجعل من يحسن منهجيّة التّعبير ال يحصل أبدا ً على عدد ضعيف .هذا عن أسوء االفتراضات
بالنّسبة إليه .أ ّما في االفتراضات الغالبة ،فتجده يحصل على المعدّل أو على عدد إ ّما قريب من المعدّل أو يزيد
عليه .بل بإمكانه أن يحصل على عدد ج ِّيّد ،لو نجح في اقتالع أكبر ك ّم ممكن من النّقاط على مستوى الجوهر .في
المقابل ،ال يمكن لمن ال يحسن منهجيّة التّعبير – في الحاالت السّاحقة – إالّ الحصول على عدد دون المعدّل.
فإذا مررنا اآلن إلى من يقولون بالخاتمة ،أمكن توزيع األعداد على النّحو التّالي 3 :نقاط للمقدّمة 12 ،نقطة
ّ
للمخطط. للجزأين ( 6لك ّل جزء من الجزأين ،وداخل الجزء 3لك ّل فرع من الفرعين) 1 ،نقطة للخاتمة 4 ،نقاط
91 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
ال فقط أأبتعد عن معارضة ختصيص الاكتب ا ألفاكر،] أأان...[ مّض ابملوهوبّي ّ هو أأمر،النّخبويّة
اذا اكن ذكل يرحي الانتباه اذلي،] خلروجه عن موضوعه...[ ] (بل) أأصفّق...[ احملبّذة دليه ابلتّطويل
.157" ويعلّق الانشغال (ابلكتاب هنهية) دون أأن جيهز عليه،اكن مشدودا لفّتة طويةل
ّ ي
ألن ّ واألمر طبيع. لكن ال تتشدّد فيه،وهكذا تشترط منهجيّة التّعبير التّوازن
فوق وقتل اإلبداع أوّ ّ قواعد البالغة وضعت لمنع عدم وضوح الكتابة ال لتعطيل الت
شرط ّ ومنها ال،شروط ّ هذا الكالم ينسحب بدرجات متفاوتة على ك ّل ال.التّجديد
.الموالي
(ج) ترتيب أقسامه مترابطة ببعضها
"La seconde règle, c’est que les diverses parties d’un écrit aient entre elles une 157
juste proportion. Il est des auteurs qui, emportés par une première fougue, ou
s’abandonnant par intervalles aux écarts de leur imagination, laissent prendre soit aux
idées qui s’offrent d’abord, soit à celles qui leur sourient davantage, un
développement auquel le reste ne correspond pas. On dirait de ces caricatures où le
dessinateur termine une tête gigantesque par un corps et des jambes de nain, ou encore
de ces plantes exotiques dans lesquels la nature, paraissant oublier ses lois, fait sortir
d’un tronc grêlé et fragile des branches interminables et des appendices monstrueux
[…] Point de sévérité outrée cependant pour tout ce qui tient aux proportions des
diverses parties. Défendre à l’écrivain cette liberté d’allure, ces écarts d’imagination
qui vont si bien à certaines natures d’élite, c’est afficher un rigorisme nuisible au
talent. Loin de m’opposer aux développements donnés à certaines idées favorites […]
j’applaudis […] aux digressions, qui divertissent l’attention trop longtemps soutenue
et suspendent l’intérêt sans le détruire". A. Baron, préc., p. 118 et 119.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّرتيب 92
يجعل التّخلّص طبيعيّا ً ومن ث ّم يسيراً؛ والتّخطيط الذي ال يترجم جمع المتماثالت
( )...يجعل التّخلص مصطنعا ً ومن ث ّم عسيراً.
وما سبق يه ّم التّخلّص من مجموعة من الحجج إلى مجموعة أخرى .158لكن ما
سبق ينطبق أيضا ً على التّخلّص داخل ك ّل مجموعة .في هذا الدّاخ ِّل ،التّرتيب –
ي ،ينبغي أن يقدَّم فيه العنصر المتقدِّّم ويؤ َّخر العنصر كما رأينا – ترتيب ّ
خط ٌّ
المتأ ِّ ّخر .159فإذا تحقّق هذا ،كان التّخلّص من عنصر إلى الذي يليه تخلّصا ً طبيعيّا ً
سهالً.160
إن هذا التّخلّص ينبغي أن يت ّم بواسطة تلخيص ما تقدّم .ويس ّمي هذا التّلخيص "خاتمات
158يقول بعضهم ّ
المراحل" (.)conclusions d'étapes
Édith Jaillardon et Dominique Roussillon, Outils pour la recherche juridique.
Méthodologie de la thèse de doctorat et du mémoire de master en droit, éd. des
archives contemporaines, Paris, s. d., p. 121.
159انظر الفقرة عدد .47
160جاء عند أحدهم (طارق مح ّمد السويدان ،م س ،ص )152جدوال أسمِّ ي "جدول وسائل االنتقال"
خالف ذلك ،ث ّم ،قريبا ،بعد ذلك ،وفورا ،الحقا، الزّ مان
في النّهاية ،حاليّا ،مؤ ّخراّ ،أوال – ثانيا ،في المستقبل،
التّالي.
(أ)...............
فروع مترابطــــــــــــــــــــــــــــــة
ةليؤكنتقصع
فــقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرات مــتـــرابـــــطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
خ د ح ة وز ن ل ف م ك
مترابطة
عناصر
ورؤعقربدلىت
حخغبانتفثيز
إنهاء (أ) بتخلّص إلى (ب)
(ب)..............
زنلفمكسورؤع
قربدلىتحخغ
مترابطة
عناصر
بانتفثيزةلي
ؤكنتقصعخدحةو
إنهاء (ب) بتخلّص إلى § . 2
(أ)...........
فروع مـتـرابـطـــــــــــــــــــــــــــة
و ت ي ق هـ ن خ ث ج ة صر
مترابطة
عناصر
ةليؤكنتقصعخد
غ ج ح ف ي ؤ آل ت ن ز ظ
زنلفمكسورؤعق
إنهاء (أ) بتخلّص إلــى (ب)
(ب)..........
ةليؤكنتقصعخ
مترابطة
عناصر
زنلفمكسورؤعق
غ ج ح ف ي ؤ آل ت ن ز ظ ذ
و ت ي ق هـ ن خ ث ج ة ص
زنلفمكسورؤعقر
صل أحدهم ما جاء للت ّ ّو ،وذلك في حديث ه ّم عموم البالغة:161
ويف ّ
وأيضا ،ث ّم ،وأكثر من ذلك ،وفوق هذا ،ومع ذلك كلّه، اإلضافة
واأله ّم ّية
وبالتّالي ،وباأله ّمية نفسها ،وأخيرا.
(فن التّخلّص) شيئا أخر غري دمج ا ألفاكر اخملتلفة (مع بعضها البعض) .و ّ
الطريقة الوحيدة "ال يبدو يل ّ
لبلوغه يه أأن ّ
ننظم جيّدا املادّة اليت نعمل علهيا ،أأن نرت ّب بصفة طبيع ّية أأجزاءها .لتتبع ا ألجزاء بعضها
البعض دون أأن تُربط بأأ ّي رابط مصطنع؛ فا ألجحار املقطوعة جيّدا ،كام يقول «سيرسون» ،تتّحد
الطريقة االّ يف البناايت
بنفسها دون حاجة اىل االمسنت .وما يقوهل حصيح ،االّ أأهنّ ا ال تتّحد هبذه ّ
ّالرومان ّية ،أأي يف الكتاابت النّاجتة عن تفكري معيق وحازم ،حيث يُبسط املوضوع بوضوح ،وحيث
تتجاذب ا ألفاكر وتتقابل كام ا ألجسام يف عامل «نيوتن» .يف هذا النّوع من ا ألعامل ،حّي ينهتيي الاكتب
من فكرة ّمير اىل أأخرى ببساطة وحسن ن ّية؛ هذا أأفضل من تكل التّخلّصات املتحاذقة اليت تعمتد
لك احلاالت -وتعمتد فقط -عىل العالقات بّي اللكامت ،عىل رابط ظاهر بّي الفقرة اليت تقريبا يف ّ
تنهتيي وبداية الفقرة اليت تلهيا".162
ونجد ،في كتب البالغة العربيّة ،ما يس ّمى بحسن التّخلّص .يقول أحدهم:
" ُحسن التّخلّص :هو أأن يس تطرد ...من معىن اىل معىن أخر ...بتخلّص سهل خيتلسه
اختالس ًا رش يق ًا دقيق املعىن حبيث ال يشعر ّ
السامع ( أأو القارئ) ابالنتقال من املعىن ا أل ّول االّ
حىت كأهنّ ام أأفرغا يف قالبوقد وقع يف الث ّاين لشدّ ة املامزجة والالتئام والانسجام بيهنامّ ،
واحد".163
ويقول آخر:
"الركن الث ّالث :أأن يكون خروج الاكتب من معىن اىل معىن برابطة لتكون رقاب املعاين أخذة
ّ
"[…] (L’art de la transition) ne me parait autre chose que la fusion même des idées 162
diverses. Le seul moyen d’y parvenir est de disposer si bien sa matière, d’en ordonner
si naturellement les parties, qu’elles se suivent l’une l’autre, sans se rattacher par
aucun lien artificiel. « Les pierres bien taillées, dit Cicéron, s’unissent d’elles-mêmes
sans le secours du ciment ». Et il dit vrai ; seulement elles ne s’unissent ainsi que dans
les constructions romaines, c'est-à-dire dans ces écrits profondément et énergiquement
médités, où le sujet se développe franchement, où les idées s’attirent et se balancent
comme les corps dans l’univers de Newton. Quand l’auteur de ces sortes d’ouvrages a
épuisé une pensée, il passe à l’autre avec simplicité et bonne foi ; et cela vaut bien
mieux que ces transitions subtiles presque toujours uniquement fondées sur des
rapports entre les mots, sur une liaison apparente entre le dernier du paragraphe qui
finit et le premier de celui qui commence». A. Baron, préc., p. 120 et 121.
163تقي الدّين أبي بكر علي بن عبد هللا الحموي األزراري (الوالدة 768 :هـ /الوفاة837 :هـ) ،خزانة األدب
لطبعة األولى ،1987 ،ج ،1ص .329 وغاية األرب .تحقيق :عصام شعيتو ،دار ومكتبة الهالل ،بيروت ،ا ّ
95 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي وال َحسن إالّ متى كان ث ّم ترابط ،أي في النّهاية وهكذا ،ال يتأتّى الت ّخلّص ّ
الطبيع ّ
إالّ متى كان ث ّم تخطيط نتج عن جمع المتماثالت (.)...
متكونة من قسمين أو ثالثة:ّ أن التّخطيط ينبغي أن يتمثّل في بنية
م ّما تقدّم يخلص ّ
هي جمع للمتماثالت ،وتمسح ك ّل جوانب الموضوع ،ومتوازنة ،ومترابطة.
بعبارات أخرى وردت في إطار الحديث عن أصول القسمة ،165ينبغي أن يكون
التّخطيط أو التّقسيم قد توفّرت فيه مواصفات معيّنة بأن كان متر ّكبا من أقسام:
مختلفة في المميّزات – متباينة – بنيت انطالقا من أساس واحد – مساوية
سم.للمق َّ
أقسامه مختلفة في
لم يجعل قسم الشّيء قسيما له
المميّزات
ّ
المخطط ينبغي أن يتوفّر هذه األوصاف للتّقسيم أو للتّخطيط أوصاف أصليّةّ .
لكن
صياغة مسألة تعبير. ي هو العنونة ،والعنونة صياغة ،وال ّ فيه وصف شكل ّ
164أبي الفتح ضياء الدّين نصر هللا بن مح ّمد بن مح ّمد بن عبد الكريم الموصلي (الوفاة 637 :هـ) ،المثل السّائر
شاعر ،تحقيق :مح ّمد محيي الدّين عبد الحميد ،المكتبة العصريّة ،بيروت ،1995 ،ج ،1ص في أدب الكاتب وال ّ
.87
165انظر الفقرة عدد .40
الفصل الثّالث
التّعبير élocution
صب المضمون أو الحجج في صيغ)ّّ (فعل
وفعل التّعبير مرتبط وثيق االرتباط بالفعلين الذين يسبقانه :االكتشاف والتّرتيب.
فكما ال قيمة لالكتشاف دون التّرتيب ،ال قيمة أيضا ً لهما معا ً دون التّعبير .فما
صياغة التي صغ ال ّ اكت ِّشف ،ث ّم ر ِّت ّب كما ينبغي ،يفقد كثيرا من فعاليّته إذا لم ي َ
تجب.
في المقابل ،إذا لم ينجح فعل االكتشاف أو فعل التّرتيب ،لن يكون إلنجاح فعل
التّعبير كبير فائدة .في هذا المعنى يقول أحدهم:
تصورا جل ّيا
لكن وضوح العبارة يقتيض ّ "ينبغي أأن يكون اخلطاب واحضا كضوء الشّ مس [ّ ]...
ل ألفاكر ومهنجا ابرعا يف تنظميها .ينبغي اذن و أأ ّو ًال أأن نتذكّر هنا ما قلناه سابقا حول
تصوره بطريقة جيّدة ،ي ّمت التّعبري عنه بطريقة واحضة ،واللكامت الاكتشاف و ّالّتتيب :ما ي ّمت ّ
اليت تقوهل تأأيت بيرس ،أأو عىل ا ألق ّل تنهتيي عن طريق التّأأ ّمل بأأن تأأيت وتنتظم عىل النّحو
صور ،واذا اكن ترتيهبا عسريا أأو غري متّسق ،فالعملاملراد .فاذا اكنت ا ألفاكر مهبمة وسي ّئة التّ ّ
عىل اللكامت لن يكون جمداي ألهنّ ا تظ ّل رمغ ذكل غامضة".167
سابق ولم تسلم هي ،أفسدت فمرحلة التّعبير إذن مرتبطة بما سبقها :إذا َ
س ِّلم ال ّ
سابق ،أفسد عليها سالمتها. س ِّلمت هي ولم يسلم ال ّ
عليه سالمته؛ وإذا َ
والتّعبير قسمان :تعبير يه ّم الحجج كمجموعات ،وتعبير يه ّم الحجج داخل ك ّل
للحجاج أواألول نجد الخطوط الكبرى ِّ مجموعة من المجموعات .في القسم ّ
صغرى األول)؛ وفي القسم الث ّاني نجد الخطوط ال ّ مسألة العناوين (المبحث ّ
للحجاج ،أي نجد مسألة تحرير جوهر الموضوع (المبحث الثّاني). ِّ
" 168يقال عنوان الكتاب وعنونته وهي اللغة الفصيحة .وبعضهم يقول :علونت فيقلب النون الما ً لقرب
مخرجهما من الفم ،ألنّهما يخرجان من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا .وقد قيل :العلوان فعوال من العالنية
ألنّك أعلنت به أمر الكتاب وم ّمن هو وإلى من هو .وسمعت أحمد بن يحيى يقول :أعلن أمرنا علونا ً وعلناً.
والعنوان العالمة [ ]...وقال المأمون لرجل رآه في موكبه فلم يعرفه ،وكان جسيماً :ما هذه الجسامة؟ قال:
"عنوان نعمة هللا ونعمتك يا أمير المؤمنين " [ ]...وحدثنا أبو ذكوان عن الت ّنوخي ،قال :يقال :عنوان الكتاب
شيء .وتقول العرب :ما عنوان بعيرك؟ أي ما أثره الذي وعينانه وعلوانه .والعنوان األثر الذي يعرف به ال ّ
يعرف به .وتقول علونت الكتاب أعلونه علونة وعلواناً ،فإذا أمرت قلت :علون يا معلون ،وعنونته عنونة
شاملة 24( http://www.shamela.ws :سبتمبر )2010 وعنواناً" .ال ّ
صولي ،أدب الكتاب ،موقع المكتبة ال ّ
[الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع] ،.ص 35وما بعدها.
"on ne fera pas figurer les titres des parties ou des sous -parties (ils font partie du 169
brouillon). Ces titres doivent se déduire aisément de la progression du raisonnement
et des transitions qui soulignent cette progression". Sophie Le Ménahèse-Lefay,
préc., p. 51.
Henri Mazeaud, préc., p. 102. 170
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 98
وينبغي استغالل ما جاء للت ّ ّو للقول بأنّه يطلب هنا إيراد تخلّص من عنوان الفقرة
إلى عنوان فروعها .فإذا ج ِّمع هذا القول مع ما سبق ،أمكن تكملة رسم جاء
أعاله:
99 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
(أ)عنوان الفرع
و ت ي ق هـ ن خ ث ج ة ص ش ح ة ش ض ش ك ط ه غ ق ل ال ة و ز ظ ب
وةليؤكنتقصعخدحةو
ة ل ي ؤ ك ن ت ق ص ع خ د ح ة ح ش ض ش ك ط ه غ ق ل ال ة و ز ظ ب
ةوةليؤكنتعخدحةوبؤ
ح ف ي ؤ آل ت ن ز ظ ذ ي ء ح ة و ة ش ض ش ك ط ه غ ق ل ال ة و ز ظ ب
ليؤكنتقصعخدحةو
إنهاء (أ) بتخلّص إلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى (ب)
(ب)عنوان الفرع
ة ل ي ؤ ك ن ت ق ص ع خ د ح ة و ك ش ض ش ك ط ه غ ق ل ال ة و ز ظ ب
سورؤعقربدايشضش
ز ن ل ف م ك س و ر ؤ ع ق ر ب ت ش ض ش ك ط ه غ ق ل ال ة و ز ظ ب
نزظذيءحةوةليؤكنت
غ ج ح ف ي ؤ آل ت ن ز ظ ذ ي ء ق ر
بدحةوةليؤكنتقصع
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 100
والعناوين ،كما قيل ،توضع لتحقيق غاية الوضوح .وللغاية نفسها ينبغي أن
تتوفّر فيها مواصفات .171ويمكن إرجاع هذه المواصفات إلى ّ
ست؛ ث ّم يمكن بعد
ي منها في مجموعة ليخلو وجه المجموعة الثّانية للمواصفات
ذلك جمع األساس ّ
أن التّبسيط يقتضي أن ننحو نحوا آخر ،فنورد المواصفاتغير األساسيّة .إالّ ّ
الواحدة منها تلو األخرى:172
بعناوين مقتضبة
بعناوين بسيطة
بعناوين تش ّد االنتباه
―.56عرض الشّرط.
يمكن أن يعطى للتّجاور ( )juxtapositionمثال أ ّول بسيط:
سِّم إلى: الموضوع :موانع ّ
الزواج ،وق ّ
في الفقرة الثّانية هنالك "تجاور"؛ وهو نقيصة؛ وتتمثّل في أنّنا لم ننجح في
العثور على صيغة تحمل في نفس الوقت المعطوف (وجود عدّة) والمعطوف
عليه (وجود زوجيّة) ،أي لم ننجح في العثور على عبارة "الموانع المؤقّتة" لكي
نضعها عنوانا ً للفقرة الثّانية.
كما يمكن أن يعطى للتّجاور مثال ثان بسيط بدوره:
سِّم إلى:
الزواج ،وق ّ الموضوع :موانع ّ
الفقرة .1الموانع المؤبّدة ووجود ع ّدة
أ) الموانع المؤبّدة
ب) وجود عدّة
الفقرة .2وجود زوجيّة
أ) ........
ب) .......
في الفقرة األولى هنالك "تجاور"؛ وهو نقيصة؛ بل هو نقيصة أخطر من
سابقة ألنّه ينبئ عن كوننا جمعنا متخالفات (جمعنا الموانع المؤبّدة النّقيصة ال ّ
بمانع ليس مؤبّدا).
وعلى هذا فالتّجاور:
إ ّما أنّه نقيصة خطيرة ألنّه يفشي جمعا للمتخالفات (هنا لسنا أمام أمر يه ّم
ي).
العنونة بل أمام مشكل أصل ّ
وإ ّما أنّه نقيصة أق ّل خطورة ألنّه يفضح كوننا لم نعثر على العنوان الجامع الذي
يترجم المثليّة.
زيادة على التّجاور ،قد يقع من يكتب في مشكل يتعلّق بمطابقة العنوان للمحتوى
الذي يجيء تحته.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 102
―.57عرض الشّرط.
شرط في صيغة تس ّهل حفظه ،قيل: إذا أريد اإلتيان بهذا ال ّ
ينبغي أن يكون ث ّم فناء للعنوان في المعَ ْن َون ،وفناء للمعَ ْن َون في العنوان ،أي
ينبغي أن يكون عنوان ك ّل فقرة مساويا ً لعنواني فرعيها.
وإ ّما
عنوان الفقرة في وادٍ ،وعنوان (أ) و (ب) في
وا ٍد آخر
محتوى عنوان
الفرع (أ) الفرع (أ)
محتوى عنوان
الفرع (ب) الفرع (ب)
قرب من :عمارة ناصر ،اللغة والتّأويل .مقاربات في الهرمينوطيقا الغربيّة والتّأويل العربي اإلسالمي، ّ 173
منشورات االختالف ،الجزائر /دار الفارابي ،بيروت /الدّار العربيّة للعلوم – ناشرون ،ط 1428 ،1هـ /
أن العناوين بنيت على طريقتين. "إن تاريخ العنوان في الثّقافة العربيّة اإلسالميّة يظهر ّ 2007م ،ص ّ :165
الطريق الطريق األولى :العنوان يشير ويد ّل بإيضاح إلى المقصود من الموضوع المطروح في متن المؤلَّفّ . ّ
الثّاني :العنوان ال يشير وال يد ّل بأيّة عالقة إلى المعنى العا ّم للموضوع المطروح في متن المؤلَّف".
انظر أيضاAntoine Compagnon, La seconde main ou le travail de la citation, :
Collection Critica, Cérès. éd., Tunis, 1997, Vol. 2, p. 436 et s.
174بسبب هذا االنعكاس أو بسبب افتراض القارئ لوجوده" ،كثيرا ما يتح ّكم العنوان في تأويل المتلقّي ،وكثيرا
أن القارئ يكيّف تأويله مع العنوان نص َما إلى تأويله وفق العنوان الجديد ،بمعنى ّ ما يؤدّي كذلك تغيير عنوان ّ
ص التّاليالجديد ،ويتجلّى هذا في النّصوص التي يصنعها علماء النّفس المعرفي الختبار افتراضاتهم ،والنّ ّ
نموذج منها:
يخطط للهرب ّ سجين
شيء ث ّم ف ّكر .لم تكن األمور تسير على ما يخطط للهرب .تردّد بعض ال ّ ّ نهض روكي ببطء من فراشه ،وهو
ّ
يظن أن الزنزانة قويّا ولكنّه الراهنة .كان قفل ّ يرام .وما يقلقه هو كونه مسجونا وتهمته ضعيفة .تأ ّمل وضعيّته ّ
بإمكانه كسره.
ص اختبرت مجموعتان ،سئلت المجموعة األولى عن واقع روكي فأجابت بأنّه سجين يف ّكر في الهرب بهذا ال ّن ّ
ص لمجموعة أخرى بعد أن وضع له عنوان جديد: شرطة ألقت القبض عليه .ث ّم قدِّّم نفس ال ّن ّ وأن ال ّ
من سجنه ّ
«مصارع في مأزق» ،فسئل أفرادها عن حال روكي فأجابوا بأنّه مصارع وأ ّنه يوجد في وضعيّة حرجة يودّ
ص (نقطة بدايته) أو أن عنوان ال ّن ّ شرطة وال بالسّجن .واتّضح لهؤالء الباحثين ّ الفكاك منها ،وأنّه ال عالقة له بال ّ
القراء يكيّفون تأويلهم مع ذلك العنوان" .مح ّمد ّ ويجعل ص ّ ّ
ن ل تأويال في ر المغرض في العنوان يؤث ّ ِّ ّ االسم
ص .مدخل إلى انسجام الخطاب ،المركز الثّقافي العربي ،بيروت – الدّار البيضاء ،ط ،1 خطابي ،لسانيّات ال ّن ّ ّ
،1991ص 60و.61
وزيادة على ما سبق ،ينبغي أن نضيف في إطار الحديث عن أنواع العناوين مثال القرآن والمناسبة بين السّور
أن تسمية السّورة باسم معيّن الزركشي إلى ّ خطابي ،م س ،ص 196و" :197يذهب ّ وأسمائها .انظر :مح ّمد ّ
ليس إالّ تعضيدا لتقليد معلوم لدى العرب ،وهو تقليد يراعي في كثير من المس ّميات أخذ أسمائها من نادر أو
الطويلة بما هوصه ( )...ويس ّمون الجملة من الكالم أو القصيدة ّ شيء من خلق أو صفة تخ ّ مستغرب يكون في ال ّ
ّ
أشهر فيها ،وعلى ذلك جرت أسماء سور الكتاب العزيز .وعلى هذا النحو س ّميت سورة البقرة بهذا االسم لقرينة
ذكر البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها .وس ّميت ال ّنساء أيضا بهذا االسم لما تردّد فيها من كثير أحكام
الزركشي جوابا عن أن ذكر حدث معيّن أو اسم ما في السّورة ليس كافيا لتبرير التّسمية ،وقد أورد ّ النّساء .غير ّ
هذا االعتراض .قال :قد ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم السّالم،
شعراء بأوعب م ّما تكررت هذه القصص في سورة األعراف وسورة هود وال ّ تختص باسم هود وحده؟ ّ ... ّ فلِّم
كتكرره في هذه السّورة، ّ يتكرر في واحدة من هذه السّور الثّالث اسم هود عليه السّالم ّ وردت في غيرها ،ولم
تكررصته في أربعة مواضع ...لكن هل يكفي ك ّم التّكرار لتبرير تسمية سورة ما بما ّ تكرر فيها عند ذكر ق ّ فإنّه ّ
صته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى جردت لذكر نوح وق ّ الزركشي :ل ّما ّ فيها؟ يجيب ّ
تكرر اسمه فيها ...يستنتج من هذا ّ
أن صة غيره ،وإن ّ صته وق ّبأن تس ّمى باسمه عليه السّالم من سورة تض ّمنت ق ّ
أن أسماء السّور أعالم عليها ،يد ّل على ذلك أنّك لو هناك عالقة وثيقة وقصديّة بين السّورة واسمها حتّى ّ
صة منها تلك المس ّماة بالحروف ألنّك إذا ناظرت سورة منها بما يماثلها وضعت اسم سورة ألخرى لم يجز ،خا ّ
في عدد كلماتها وحروفها وجدت الحروف المفتتح بها تلك السّورة أفرادا وتركيبا أكثر عددا في كلماتها منها في
نظيرتها ومماثلتها في عدد كلماتها وحروفها".
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 104
" -ال تبقي هناك ترثثرين لوحدك – قال «الكوكو الضّ خم» انظرا الهيا أل ّول ّمرة – لكن قويل
يل :ما امسك؟ وماذا تفعلّي هنا؟
-امسي «أليس» ،لكن ...
-هذا امس أأَحق ،قال «الكوكو الضّ خم» بنربة من نفذ صربه .ما معناه؟
-وهل ينبغي لالمس أأن يعين شيئا؟ ردّت «أليس» بصوت مّتدّد.
-طبعا ،أأجاب «الكوكو الضّ خم» مع ابتسامة صغرية .امسي أأان يعين شيئا ،ان ّه يعين الشّ لك
نت ،وابمس اكذلي ِكل ،ميكن أأن يكون اذلي يل ،وهو ابملناس بة شلك مجيل جدّا .أأ ّما أأ ِ
ِكل تقريبا أأ ّي شلك".175
"– Ne reste pas là à jacasser toute seule, dit le Gros Coco en la regardant pour la 175
première fois, mais apprends-moi ton nom et ce que tu viens faire ici.
… – Mon nom est Alice, mais
– En voilà un nom stupide déclara le Gros Coco d'un ton impatienté. Que veut-il
? dire
– Est-ce qu'il faut vraiment qu'un nom veuille dire quelque chose ? demanda Alice
d'un ton de doute.
– Naturellement, répondit le Gros Coco avec un rire bref. Mon nom, à moi, veut dire
quelque chose; il indique la forme que j'ai, et c'est une très belle forme, d'ailleurs.
Mais toi, avec un nom comme le tien, tu pourrais avoir presque n'importe quelle
forme". Lewis Carroll, De l'autre côté du miroir, 1872, Ch. VI.
175انظرSimone Dreyfus, La thèse et le mémoire de doctorat en droit, Lib. A. Colin, :
Paris, 1971, p. 181 et s.
وانظر :مح ّمد رضا المظفّر ،أصول الفقه ،مؤسّسة العلمي ،بيروت ،ط ،1990 ،2ص :29حيث تجد تقريبا بين
صورة ث ّم تعكسها) وبين الكلمة (الكلمة تعكس المعنى المقصود) والعنوان صورة في المرآة (المرآة تأخذ ال ّ
ال ّ
(العنوان يعكس المحتوى ،ومن هنا – والتّعبير للمؤلِّّف – فناء المعنون في العنوان).
وقرب من:
ّ
معجم اللغة الفرنسيّة «روبار الكبير» ( )Le Grand Robertتحت لفظة "عنوان" (" :)titreعبارة تقدّم أو
تستدعي مضمون كتاب [ ]...العناوين هي في الغالب كذّاب وقِّح .من لم يلعن إعالناتهم الكاذبة و(يلعن) ّ
فن
المشعوذ الذي يعد [ ]...على غالف الكتاب ما لن نجده في داخله («بالزاك»Balzac, Appendices, :
)V.XXXII, in Œ. Diverses, T. I, p. 638.
الروائيّين الذين يظنّون ،بعد أن يحصلوا على العنوان ،أنّهم يكتبون كتت ّمة ّ
الرواية نفسها [ ]...لن نرتكب خطأ ّ
(«جيرودو»)J. Giraudoux, La folle de Chaillot, I, p. 19.:
[ ]...عنوان (العمل) هو ضرب من السّراويل الدّاخليّة ،ضرب م ّما تستر به العورة ،ضرب من الكرامة
(«كينو».")R. Queneau, Bâtons, chiffres et lettres, p. 129 ». :
أن العنوان – تماما كالثّياب – قد يستتر به صاحبه ألسباب أخرى غير الحياء. ويمكن أن نضيف ّ
105 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
للعنوان أن يعكس المحتوى ،ك ّل المحتوى ،وال شيء غير المحتوى ( Le titre
doit refléter le contenu, tout le contenu, rien que le
.176)contenu
شرط الموالي. هذا المطلوب يحكم ال ّ
―.58عرض الشّرط.
العنوان كإشارة ّ
الطريق التي ينبغي أن تنبئ عن االتّجاه ال فقط بدقّة بل أيضا ً
في وقت قصير.
عرفت باالت ّجاه ،لكن في أكثر من الوقت
فإن كانت ث ّم إطالة ،تكون العناوين قد ّ
المطلوب.
ويمكن أن يعطى هنا مثال .نعم المثال ليس لعنوان فقرة أو عنوان فرع ...نعم
المثال لعنوان مقالة ،لكن المقصود ليس المثال في ذاته بل تقريب مسألة ّ
الطول:
"ا ألجل القصري دلعوى ضامن العيوب اخلفيّة ليس فيه تعدّاي ال عىل ّ
احلق يف حمامكة عادةل وال
نوين .أأوف!" .177
عىل مبد أأ الاس تقرار القا ّ
...طبعا ً ...لم يكن صاحب المقالة بحاجة إلى وضع عبارة «أوف» في
العنوان؛ لقد كانت ستخرج لوحدها من صدر القارئ.
وهكذا ال ينبغي أن نقطع نفَس قارئنا بالتّطويل؛ فاالقتضاب مطلوبّ .
لكن
سابق :مساواة العنوان االقتضاب ال ينبغي أن يكون على حساب ال ّ
شرط ال ّ
للمحتوى.
شرين يختار األهون".الشر أهون من بعض"؛و"بين ّ ّ ...يقولون " :بعض
178
يخص المسألة التي نحن بصددها ،أن نبذلما ينبغي من الجهد ّ هذا يعني ،فيما
لإلتيان بعناوين فيها ،وفي نفس الوقت ،وصف المساواة للمحتوى ووصف
االقتضاب.
لكن قد يتعذّر ،حتّى بعد الجهد ،تحقيق ما سبق .عندها ينبغي تحصيل شرط
المساواة والتّضحية بشرط االقتضاب .وهكذا ث ّم شرط مه ّم وآخر أه ّم .فإذا تعذّر
تحصيلهما معاً ،ترك المه ّم .هذا الكالم ينطبق أيضا ً على النّقطة الموالية.
―.59عرض الشّرط.
تعرف
إن اإلشارة ينبغي أن ّ إن العنوان كإشارة الطريق .وقيل ّ قيل سابقا ّ
باالتّجاه في وقت قصير .فلو كانت معقّدة (ينبغي أن يفتح معجم لفهمها ،إلخ،).
عرفت باالتّجاه ،لكن ليس في الوقت المرغوب فيه .فالبساطة إذن وصف ّ
مطلوب في العناوين (وفي غير العناوين كما سنرى ذلك الحقاً).
أن تحصيل هذا الوصف ينبغي أن ال يكون على حساب وصف المساواة مع إالّ ّ
المحتوى.
فالمساواة أه ّم .واأله ّم مقدّم – إن تعذّر الجمع – على المه ّم .نفس هذا القول
يخص الوصف الموالي. ّ ينبغي تبنّيه فيما
―.60عرض الشّرط.
تحصيل انتباه القارئ يس ّهل وضوح الموضوع عنده .180وم ّما يؤدّي إلى االنتباه
أن يؤتى بعناوين فيها ِّجدّة؛ أي بعناوين ليست مخلوقة بكثرة االستعمال.
لكن ما سبق ال يعني أن يكون في العناوين هزل .فالعمل المقام به عمل
جدّي.181
ويمكن أن تعطى هنا أمثلة لعناوين هي – على األق ّل في رأي من جاء بها– 182
هازلة.
األول:
المثال ّ
سويس ،كتب "موريس دوفرجي" ( Maurice سنة ،1956وعن قضيّة قنال ال ّ
)Duvergerبجريدة "لوموند"( )Le Mondeالفرنسيّة:
§ 1. Avant l’affaire, il s’agissait de coloniser le canal
§ 2. Après l’affaire, il s’agissait de canaliser le colonel (Nasser bien
)entendu
الفقرة األولى :قبل المشكلة ،تعلّق األمر باحتالل القنال (قنال السّويس)
تعلق األمر بتوجيه العقيد (جمال عبد النّاصر)الفقرة الثّانية :بعد المشكلةّ ،
ي.
ّ األصل ص
ّ ّ نال عبارات في الموجودة ة المقابل ّي د تؤ بترجمة مالحظة :لم نستطع أن نأتي
المثال الثّاني (يقول عنه وعن األمثلة التي ستأتي بعده إنّها متداولة في وسط
مناظرة التّبريز):
§ 1. Le nord de l’Amérique du sud
§ 2. Le sud de l’Amérique du nord
الفقرة األولى :شمال أمريكا الجنوبيّة
الفقرة الثّانية :جنوب أمريكا ال ّ
شماليّة
المثال الثّالث:
اس، 183يقول ابن المق ّفع" :إن سمعت من صاحبكَ كالما ً أو رأيتَ منه رأيا ً يعجبكَ ،فال تنتحله تزيّنا ً به عند النّ ِّ
أن انتحالك ذلكَ مسخطة واب إذا سمعته ،وتنسبه إلى صاحبهِّ .واعلم ّ ص َ واكتفِّ من التّزي ِّّن بأن تجتني ال ّ
الرج ِّل وتتكلّ َم بكالم ِّه وهو يسمع، ّ برأي تشير
َ أن ذلكَ بك غ
َ بل فإن .ً ا وسخف وأن فيه مع ذلك عارا ً لصاحبكَ ّ ،
ب في هذا ِّ واألد ق
ِّ الخل حسن
ِّ تمام ومن . اسِّ ّ نال في الفاشي ب
ِّ األد سوء من وهذا الحياء. َ ة ّ قل لم
ِّ ّ
الظ جمعتَ مع
وتنسب إليه رأيه وكالمه ،وتزيّنه مع ذلك ما َ الباب أن تسخو نفسكَ ألخيكَ بما انتحل من كالمك ورأيكَ ،
صغير واألدب الكبير ،دار صادر ،بيروت ،ب ت ،ص 98و.99 استطعتَ " .األدب ال ّ
انظر أيضا "أنطوان كونپانيون" ( )Antoine Campagonفي الدّرس الذي يتحدّث فيه ع ّما يس ّمى في اللغة
الفرنسيّة Qu'est-ce qu'un auteur ? 10. La disparition élocutoire du poète ( Plagiat
) .)http://www.fabula.org/compagnon/auteur10.php (24 septembre 2010يقول هذا
المؤلف لنفسه عمل غيره ،وإ ّما أن يضع عمله الفاشل تحت ّ المؤلّف" :يتحقّق الخداع في شكلين :إ ّما أن ينسب
صورة الثّانية عن «استبدال ّ ال في ،) plagiat ّة يأدب (سرقة انتحال صورة األولى نتحدّث عن اسم غيره؛ في ال ّ
المؤلّف» (]...[ )supposition d’auteur
(وإن) «فولتير» ( ،)Voltaireفي «المعجم الفلسفي» ( ،)le Dictionnaire philosophiqueفي مقالة ّ
مؤلف أفكار الغير على «السّرقة» ( ،)Plagiatوهي مقالة أدبيّة ودون انعكاسات قانونيّة ،يقول« :حين يبيع ّ
أنّها أفكاره ،هذا االختالس يس ّمى سرقة .ويمكن أن نس ّمي لصوصا ك ّل الملفّقين ( ،)compilateursك ّل صانعي
يكرروا وكما اتّفق اآلراء ،األخطاء ،الكذبات ،الحقائق المعاجم ،هؤالء الذين ال يفعلون شيئا آخر غير أن ّ
المطبوعة بعد في المعاجم السّابقة .لكنّهم على األق ّل لصوص حسنوا النّيّة ،إنّهم ال يدّعون ألنفسهم مزيّة
االكتشاف ،بل إنّهم ال يدّعون مزيّة كشف وتجميع موادّ للقدامى مخبّأة ،إنّهم لم يفعلوا إالّ أن نسخوا األعمال
س ّمهم،المضنية التي قام بها «ملفّقوا» القرن السّادس عشر ،إنّهم يبيعونك (ما لديك لكن في شكل مختلف) [َ ]...
إن أردت ،بائعي كتب ال مؤلّفين؛ أحرى أن تضعهم في صنف بائعي الثّياب القديمة ( )fripiersال في صنف
اللصوص .اللصوصيّة الحقيقيّة أن تنسب لنفسك أعمال اآلخرين ،أن تخيط في [( ]...أعمالك) مقتطفات طويلة
رث)، لكن القارئ الخبير ،وهو يرى [( ]...زينة من ذهب خيطت على ثوب ّ من كتاب جيّد مع تغييرات طفيفةّ .
اللص غير المو ّفق» []... ّ سيتعرف بسرعة على ّ
لكن المصادر تعدّدت منذ أن دخلت جنحة التّقليد في القانون، لقد كان يحال على «فولتير» لتعريف السّرقةّ ،
الغش الذي له ّ والمرجع المعتاد اآلن هو «مسائل في األدب القانوني :في السّرقة ،في استبدال المؤلّفين ،في
عالقة بالكتب ( 1812وQuestions de littérature légale : Du plagiat, de la ( »)1828
) )supposition d’auteurs, des supercheries qui ont rapport aux livres (1812 et 1828لـ:
ي وعالّمة: «شارل نودييه» ( ،)Charles Nodierوهو شاعر ومؤلّف فهارس ( ،)bibliographeرومنطيق ّ
منظرون وذوو خبرة عمليّةّ .
إن هذان الوصفان يحدّدان ك ّل من اهت ّم بالسّرقة ،وهم في الغالب وفي نفس الوقت ّ
صلبة للسّرقة عن سلسلة من كتاب «شارل نودييه» هو حقّا بحث في النّظريّة األدبيّة يهدف إلى تمييز النّواة ال ّ
المفاهيم القريبة ،مثل الموضع المشترك ( ،)le lieu communاالستشهاد ( ،)la citationالكناية
( ،)l’allusionااللتقاء ( ،)la rencontreالذّكرى (« - )la réminiscenceالذّاكرة تجعلك تأتي سرقات ال
إراديّة» ،أي مغتفرة حسب «نودييه» ،-التّرجمة ( ،)la traductionالنّقل ( ،)la transpositionالمالءمة
أن «نودييه» لعب بهذه المفاهيم ،وال ّنتيجة أنّه وبدوره اتّهم بالسّرقة []... ( ،)l’appropriationإلخ .والمثير ّ
مر بها شيئا فشيئا« :رونسارد» ّ الفرنسي األدب ّ
ل ك اللصوص، من لم يتّفق أن فضح مثل هذا العدد
( )Ronsardو«دي باالي» («،)du Bellayرابليه» ( )Rabelaisو«مونتانيي» (،)Montaigne
«پاسكال» (« ،)Pascalالفونتين» (« ،)La Fontaineكورناي» ( )Corneilleو«راسين» (،)Racine
«فولتير» ( )Voltaireطبعا« ،ديدرو» ( ،)Diderotث ّم «شاتوبرييون» (« ،)Chateaubriandستاندال»
109 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
[ ]...ونصل أحيانا عند التّثبّت في بعض الهوامش إلى مواقف سوريالة :مثال يشير األستاذ عبّاس الجراري في
عزونة ،»...هذا الهامش ( 152مجلة عالم الفكر ،ص )59إلى «الباحث التّونسي صديقنا الدّكتور جلّول ّ
الهامش نقله الكحالوي بحذافيره ...فسطا حتّى على أصدقاء األستاذ عبّاس الجراري ونسبهم إلى نفسه!! (انظر
الكحالوي ،ص .)92
أن الكحالوي ينسب كتب عبّاس الجراري إلى نفسه (انظر الهامش رقم 102مثال في كتاب والعجب العجاب ّ
الكحالوي :ص .)64يذكر الهامش ،وهو منقول حرفيّا عن بحث عبّاس الجراري (عالم الفكر ،ص :)41
األول من كتابنا (!!) :األدب المغربي من خالل ظواهره «انظر الموضوعات المتعلّقة بالمرابطين في الجزء ّ
الرباط )» ...وهكذا نسب الكحالوي كتاب عبّاس الجراري إلى نفسه !! فبعد أن سطا وقضاياه (دار المعارفّ .
على بحثه،أغار على بقيّة مؤلّفاته [."]...
صباح ،السّبت 27أكتوبر ،)2007 انظر أيضا جواب األستاذ مح ّمد الكحالوي على المقال الذي نشِّر ضدّه (ال ّ
صباح 30 ،أكتوبر .)2007 وانظر حول نفس القضيّة مقال كمال ال ّشيحاوي (ال ّ
ّ
ويمكن أن نزيد مثاال أحدث من السّابق .حاصل المثال أنه صدر في تونس كتاب عن المنهجيّة لمجموعة من
األساتذة:
فرحات الحرشاني (تحت إدارة) ،منهجيّة إعداد االمتحانات والمناظرات في القانون العا ّم ،مركز النّشر
الجامعي ،تونس/2008 ،
Ferhat Horchani (sous la direction de), Méthodologie de la préparation des examens
et des concours en droit public, Centre de Publication Universitaire, Tunis, 2008.
ص ممضى يتعلق بمنهجيّة االستشارة (ص 35وما بعده) .هذا ال ّن ّ نص ّفي الجزء الفرنسي من هذا الكتاب يوجد ّ
من "هيكل بن محفوظ".
ي
الكترون ّ موقع على وجدنا )2012 مارس (27 اليوم هذا في لكن
(http://www.jurisnantes.com/jurithode-le-guide-methodologique-f91/methodologie-
ص الذي وجدناه منسوب إلى شخص ص مع اختالفات طفيفة .وال ّن ّ )du-cas-pratique-t55.htmنفس النّ ّ
ومؤرخ في 30ماي .2006هذا يعني – إذا اعتمدنا تاريخ ّ اسمه "دافيد ميليسون" ،David Melison
نص هيكلص الموجود على االنترنت قد سرق ّ أن النّ ّ
ي (وهو ما ينبغي) – :إ ّما ّ اطالعنا على الموقع االلكترون ّ ّ
محفوظ ،وإ ّما العكس .والقول بإحدى الفرضيّتين رهين معرفة تاريخ وضع مقال االنترنت على الموقع المذكور
(التّاريخ الموجود عليه ليس حجّة أل ّنه يمكن تغييره).
األول
ص ّ ّ ّ
ص اآلخر موجود على االنترنت؛ أي ألن الن ّ ّ
وألن الن ّّ نص هيكل محفوظ موجود في كتاب، وألن ّّ
ص الثّاني كما جاء ّ ّ نال هذا سننقل ناّ نفإ نترنت، اال ن م يختفي أن فيمكن اني ّ ثال ص
ّ ّ نال ا م
ّ أ إليه، جوع الر
ّ دائما يمكن
بأن األمر يتعلّق بسرقة (بعد ذلك يمكن للقارئ أن يبحث من هو السّارق :هيكل ليتبيّن القارئ أن ال مجال للشّكّ ّ
ابن محفوظ أم "دافيد ميليسون"؟).
ص الممضى من ص الممضى من "دافيد ميليسون" ما هو موجود بحذافيره في النّ ّ سنسطر في ال ّن ّّ مالحظة:
هيكل محفوظ.
"Le cas pratique est le type d'épreuve dont la méthode est la plus facile à assimiler.
L'étude de cas est pratiquée par les lycéens ayant opté pour une terminale
économique et le droit est souvent présenté par les journaux sous l'angle de faits
divers résolus, ou de questions concrètes.
I Variantes : cas pratiques, consultations, conclusions...
La catégorie des cas pratiques telle que nous l'entendons n'est pas très homogène.
Elle recouvre des types de demandes sensiblement différentes.
Le sujet peut vous être présenté de manière objective, avec pour simple consigne
d'analyser la situation, auquel cas il convient d'envisager les différents problèmes
juridiques séparément, et sans prendre parti de manière irrationnelle.
Le sujet peut être plus original et se présenter sous la forme d'une consultation,
écrite ou orale. Remarque: certains enseignants adorent les simulations ! Lorsque le
sujet prend la forme d'une lettre, il est bon de répondre selon les usages, en rendant
si possible à l'auteur du sujet l'ironie dont il a fait preuve (mais sans signer). Le style
ne devra jamais être négligé, même si l'examinateur feint l'ignorance ou s'exprime
délibérément de manière incorrecte. L'erreur relevée avec tact éveillera l'admiration
111 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
Dans un cas pratique ouvert, l'étudiant doit soulever toutes les questions
intéressantes, parfois même imprévues par le créateur du sujet. Il faut néanmoins
garder présente à l'esprit l'impossibilité de tout remettre en cause. Les faits présentés
seront donc considérés comme vrais. En revanche, les allégations des parties
pourront être relativisées.
Lorsque le doute persiste, le cas doit être traité en envisageant les différentes
hypothèses. L'analyse juridique de la nature des biens figure fréquemment en bonne
place dans les sujets d'examen de première année. Les étudiants sont conviés à
qualifier tel pot de fleur ou telle statue. Le correcteur n'attend pas une réponse toute
faite, sauf lorsque les précisions sont suffisantes. Il souhaite voir posées les
questions complémentaires qui permettent de donner la solution.
Arrivons-en maintenant à l'analyse juridique. Une fois les hypothèses juridiques
clairement établies, des problèmes juridiques apparaissent. Un cas pratique tourne
souvent autour des actions que peuvent engager les parties, ou concerne encore
l'analyse de la validité d'un acte juridique. Les problèmes doivent être formulés au
brouillon, s'ils ne le sont pas déjà sous forme interrogative dans le sujet.
Impossible de contourner ici le lieu commun du syllogisme juridique. La proposition
principale, l'hypothèse, doit être confrontée au droit objectif pour en induire la
solution juridique. Après l'exposé des faits, qualifiés juridiquement, il faut donc
expliquer la règle juridique.
Par exemple, dans une hypothèse de consultation sur un divorce pour rupture de la
vie commune, il faudra indiquer les conditions imposées dans ce divorce (délai de la
séparation + caractères du délai + clause d'exceptionnelle dureté...). Si ces
conditionsde fond sont remplies, il faudra préciser le régime de l'action.
En droit des biens, on songera notamment à l'usucapion, qui repose sur de
nombreuses conditions, a fortiori lorsqu'elle est abrégée. Toutes les conditions seront
expliquées et rapportées à l'espèce, une à une.
Il existe plusieurs formules pour confronter la règle aux faits : «en l'espèce», «dans
le cas présent», «dans une telle hypothèse», «en l'occurrence» (attention aux
fautes)... La conclusion ou solution découle en principe de l'analyse des faits et des
conditions posées par le droit objectif. Dans certains cas, la solution ne se trouve pas
immédiatement. La question initiale peut faire apparaître, à l'analyse, d'autres
questions sous-jacentes, auxquelles il faudra apporter une réponse avant de trouver
la solution finale.
Jusque-là pourrait-on supposer, tout est simple. Le juriste serait, dans le sens
commun, l'homme averti des lois et de la jurisprudence. Ainsi, l'étude du droit se
résumerait à un apprentissage de solutions applicables à des cas particuliers. Et
pourtant, non ! Il ne suffit pas de décrire une situation, à supposer l'objectivité
envisageable, pour que le juriste sorte une solution de son chapeau, sans quoi la
justice aurait depuis longtemps été déléguée à un ordinateur. Pour que la solution
soit certaine, encore faut-il que les prémisses le soient aussi, et c'est loin d'être
évident. Tout d'abord, les faits sont souvent contestables. Mais surtout, la règle de
droit n'est pas toujours clairement imposée. Le droit positif est dynamique, et les
interprétations doctrinales variées. Face à une question, plusieurs approches sont
concevables. Le cas pratique sert bien sûr à faire émerger des solutions, mais comme
le répètent inlassablement les enseignants, seul le raisonnement compte. Dans les
premières années, il vaut quand même mieux adopter le raisonnement de
l'enseignant (ce conseil n'est pas valable pour les étudiants brillants) ! Les
113 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
أن اإلتيان بعناوين فيها "مطابقة" و"مقابلة" أمر غير لكن ما سبق ال يعني ّ
سنات المعنويّة .184من مرغوب فيه في ك ّل األحوال .ف ّ
الطباق والمقابلة من المح ّ
"الطباق .وهو ضرب من المحسّنات البديعيّة المعنويّة [( ]...و) اصطالحا هو الجمع بين لفظتين متقابلتين ّ 184
ي فيهما ّ المعنو قابل ّ تال يربط أن ّامع سال يستطيع متتاليتين جملتين في أو واحدة جملة في ذلك ويكون المعنى. في
[]...
شابي) []... الظالم عد ّو الحياة (ال ّ الظالم المستبدّ ** حبيب ّ أال أيّها ّ
الطباق بين اسمين: ويكون ّ
اْلخّ ر َوالظاهّر َوا ْلبَاطّ ن[ الحديد]3/ ه َو ْاألَول َو ْ َ
سبه ْم أ َ ْيقَاظا َوه ْم رقو ٌد[ الكهف]18/ َ وتَحْ َ
أو بين فعلين:
ض َحكَ َوأ َ ْبكَى (َ )43وأَنه ه َو أ َ َماتَ َوأَحْ يَا[ ال ّنجم]44 ،43/ َ وأَنه ه َو أ َ ْ
ثم َال َيموت فّيهَا َو َال يَحْ َيى[ األعلى]13/
أو بين حرفين:
وف[ البقرة]228/ علَي ّْهن ّبا ْل َمعْر ّ َ ولَهن مّ ثْل الذّي َ
الطباق بين اسم وفعل: ويكون ّ
اس[ األنعام]122/ أ َ َو َم ْن كَانَ َميْتا فأحْ يَ ْينَاه َو َج َع ْلنَا َله نورا يَ ْمشّي بّ ّه فّي الن ّ
َ َ
][،الزمر[،]36/غافر.]33/ ّ ][،الزمر23/ ّ [الرعد33/ ض ّل ّل َّللا فَ َما َله مّ ْن هَا ٍدّ َ و َم ْن ي ْ
والطباق نوعان :طباق السّلب وطباق اإليجاب []... ّ
ضدّان سلبا وإيجابا (إ ّما إيجابيّان أو سلبيّان) مثل: (وطباق اإليجاب) ما لم يختلف فيه ال ّ
ق ّل اللهم َما ّلكَ ا ْلم ْلكّ تؤْ تّي ا ْلم ْلكَ َم ْن تَشَاء َوت َ ْن ّزع ا ْلم ْلكَ مّ م ْن تَشَاء َوت ّعزُّ َم ْن تَشَاء َوت ّذ ُّل َم ْن تَشَاء[ آل
عمران]26/
عز >< تذ ّل ت ّ تؤتي >< تنزع
ضدّان إيجابا وسلبا بحيث يجمع بين فعلين من مصدر واحد أحدهما [( ]...أ ّما طباق السّلب فهو) ما اختلف فيه ال ّ
ي في كالم واحد مثل: مثبت واآلخر منف ّ
[الزمر]9/ ست َ ّوي ال ّذينَ يَ ْع َلمونَ َوال ّذينَ َال يَ ْعلَمونَ ّ َ ه ْل يَ ْ
ست َْخفونَ مّ نَ َّللاّ[ النّساء]108/ اس َو َال يَ ْست َْخفونَ مّ نَ الن ّ يَ ْ
شت َروا ّبآ َ َياتّي ث َ َمنا قَلّيال[ المائدة]44/ اخش َْو ّن َو َال ت َ ْ اس َو ْ فَ َال ت َْخشَوا الن َ
والمثال األخير قائم على األمر والنّهي وهو من نوع طباق السّلب []...
بالطباق ما بني على المضادّة تأويال في المعنى :يَ ْغفّر ّل َم ْن يَشَاء َويعَذّّب َم ْن يَشَاء[ آل ّ (و) يلحق
عمران[ ،]129/المائدة[ ،]18/الفتح]14/
يغفر >< يعذّب
[( ]...و) المقابلة [ ]...هي أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر ث ّم يؤتى بما يقابلهما على التّرتيب .وهي أع ّم من
الطباق اللفظة المفردة أ ّما مجال المقابلة فهو التّركيب والجملة. الطباق ألنّها تتض ّمن أكثر من مطابقة .فمجال ّ ّ
ْ ْ ْ
ت َويخ ّرج ال َميّتَ مّ نَ الح ّ
َي ّ ْ ْ ْ
فالمقابلة تقوم دائما بين مركبين أو بين جملتين مثل:يخ ّرج الحَي مّ نَ ال َميّ ّ ّ
[الروم]19/ [يونسّ ،]31/
ضحَكوا قَلّيال َو ْل َيبْكوا َكثّيرا[ التّوبة]82/ فَ ْل َي ْ
[ ]...وقد تقوم المقابلة [ ]...على مقابلة اثنين باثنين .مثال :إذا أوعد أ ّخر ،وإذا وعد عجّل.
بالرجل[( ]...وقد تكون) مقابلة ثالثة بثالثة .مثال :ما أحسن الدّين والدّنيا إذا اجتمعا ** وأقبح الكفر واإلفالس ّ
سنَى ()6 [( ]...وقد تكون) مقابلة أربعة بأربعة .مثال ،قوله تعالى :فَأَما َم ْن أ َ ْع َطى َواتقَى (َ )5وصَدقَ بّا ْلح ْ
سّره ّل ْلعس َْرى[ الليل." ]10 ،5/ سنيَ ّسنَى ( )9فَ َ ب بّا ْلح ْست َ ْغنَى (َ )8وكَذ َ سّره ّل ْليس َْرى (َ )7وأَما َم ْن بَخّ َل َوا ْ سنيَ ّ فَ َ
شعبة :اللغة واآلداب العربيّة (مرحلة أولى)، المستمر – ال ّ
ّ ّ ّ
خالد ميالد ،البالغة ،المعهد األعلى للتربية والتكوين
د.م ،.د .ت ،.ص 92وما بعدها.
انظر أيضا(" :المقابلة) أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معان متوافقة ،ث ّم يؤتى بما يقابل ذلك على التّرتيب...
الطمع .وقال خالد بن وسلم لألنصار :إنّكم لتكثرون عند الفزع ،وتقلّون عند ّ ّ صلى هللا عليه (مثال) ...قال ّ
عدو في العالنية .ال ّسيّد أحمد الهاشمي ،جواهر البالغة في ّ وال ّر، س ال في صديق له ليس رجال: صفوان يصف
المعاني والبيان والبديع ،تحقيق مح ّمد التّونجي ،مؤسّسة المعارف ،بيروت ،ص .)393
شحّات مح ّمد أبو والمطابقة "الجمع بين المتضادّين في كالم واحد ،أو ما هو كالكالم الواحد في االتّصال" .ال ّ
115 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
هذا المنطلق هما مطلوبان .لكن ما ال يرغب فيه هو المطابقة أو المقابلة التي
شكل على صناعة على الوظيفة وال ّ سف فيها ال ّ تنبئ بهزل ،وعموما تلك التي تتع ّ
المضمون.
يفرق بين المطابقة والمقابلة ،لذا سنورد له كالما ً جاء عند أحدهم (مالحظة :هو ّ
ّأوالً عن األولى ،وكالما ً ثانيا ً عن الثّانية):
ستيت ،دراسات منهجيّة في علم البديع ،د .ن ،.د .م ،.ط ، 1،1994ص .33
"وأكثر البالغيّين يجعلون المقابلة لونا مستقالّ من ألوان البديع ،ويبحثونها في باب خاص بها ،وخالفهم الخطيب
األول
فرق ابن أبي اإلصبع بينهما من وجهينّ : القزويني في ذلك فأدخلها في ّ
الطباق وجعلها قسما منه [ ]...وقد ّ
أن المطابقة ال تكون إالّ بالجمع بين ضدّين ،والمقابلة تكون غالبا بين أربعة أضداد ،ضدّان في صدر الكالم
ً ّ
ّ
وضدّان في عجزه" .الشحّات مح ّمد أبو ستيت ،م س ،ص .53
الطباق والمقابلة ،وهو فصل كما ترى يعتمد عدد األطراف ي بين ّ انظر أيضا من يقول" :فصل الدّرس البالغ ّ
ولكن ذلك ال يعني أنّهما
ّ المتقابلة (واحد في ّ
الطباق ،أ ّما في المقابلة فاثنان أو ثالثة أو أربعة أو خمسة أو ستّة)،
يختلفان في توليد المعنى في التّركيب" .األزهر الزنّاد ،دروس البالغة العربيّة .نحو رؤية جديدة ،المركز
الثّقافي العربي ،الدّار البيضاء – بيروت ،ط ،1992 ،1ص .178
شروق ،بيروت ،ط 1403 ،1هـ - فن البديع ،دار ال ّ
حول المقابلة والمطابقة انظر كذلك :عبد القادر حسينّ ،
1983م ،ص 45وما بعدها؛ رفيق خليل عطوي ،صناعة الكتابة .علم البيان – علم المعاني – علم البديع ،دار
العلم للماليين ،بيروت ،ط ،1998 ،1ص 120وما بعدها وص 127وما بعدها؛ جالل الدّين السّيوطي،
شؤون اإلسالميّة واألوقاف والدّعوة اإلتقان في علوم القرآن ،تحقيق مركز الدّراسات القرآنيّة ،وزارة ال ّ
شريف ،المملكة العربيّة السّعوديّة ،د .ت ،.ص 1776وما واإلرشاد ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف ال ّ
بعدها.
شحّات مح ّمد أبو ستيت ،م س ،ص 50و.51 185ال ّ
شحّات مح ّمد أبو ستيت ،م س ،ص 65و .67 186ال ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 116
الطباق ليس االّ انعاكسا للتّعارض املوجود حقيق ًة بّي ا ألفاكر ،بّي الوقائع ،بّي العواطف؛ " ّ
والتّقريب بّي ا ألفاكر يؤدّي اىل مزيد وضوح ،ومزيد ّقوة ،ومزيد أأانقة ،ومزيد تأأثري التّقريب
حىت أأ ّن مهنم من للطباق ّ بّي اللكامت .اذن من أأين جاء استناكر عدد من علامء البالغة ّ
عيب .وهو عيب حمهل ٌ الطباق يف غري ّ ذهب اىل منعه يف املواضيع اجلدّ يّة؟ اجلواب أأ ّن ّ
تحب ويف نفس الوقت خم ّيب للمال [ ]...ولقد أأوقع يف حباهل كثريا من الكتّاب ،بل مس ّ
تعسف الطباق كام ّ تعسفوا يف ّ يشوهون ا ألفاكر ّ
ليقربوا اللكامت .اهنّ م ّ ومن اجمليدين ،وجعلهم ّ
غريمه يف احلذف أأو يف اجملاز أأو يف صيغ املبالغة أأو يف الكناية .فهذه أأش ياء حس نة يف ذاهتا،
الطباق هو دوما عسف فهيا أأدّى اىل منع اس تعاملها .ا ّن شلك امجلةل يف ّ لكن اخلوف من التّ ّ
ّ
لك يشء االّ ّالراتبة [ ]...واملفارقةواحد .من هذه الوحدة تودل ّالراتبة .وميكن أأن يُغفر ّ
التّناظريّة حتلو للفكر برشط أأن تُعرض ابعتدال ويف حملّها .وفعال يقول «پاساكل» ا ّن اذلين
عسف عىل اللكامت مه اكذلين يرمسون ،ألجل التّامثل والتّناظر ،نوافذ يأأتون ّ
ابلطباق مع التّ ّ
الصور اليت جتب".187 ومه ّية .ا ّن القانون اذلي حيمكهم ليس وجوب التّلكّم كام جيب بل رمس ّ
"L’antithèse n’est que le reflet de l’opposition qui existe réellement dans les 187
idées, les faits, les sentiments; et ce rapprochement préalable entre les idées ne peut
que gagner en clarté, en force, en grâce, en pathétique, au rapprochement entre les
mots. D’où vient donc que tant de rhéteurs blâment l’antithèse, et que certains vont
jusqu’à la bannir des sujets sérieux ? C’est que si l’antithèse déplacée est un vice,
elle est un vice aimable et décevant, dulce vitium, disait Quintilien à propos de
Sénèque; qu’en conséquence, beaucoup d’écrivains et des plus ingénieux se sont
laissé prendre à ses charmes, qu’ils ont torturé les choses pour rapprocher les mots,
qu’ils ont abusé de l’antithèse, comme d’autres de l’ellipse, de la métaphore, de
l’hyperbole, de la périphrase, choses également bonnes en soi, et qu’enfin la peur de
l’abus a fait proscrire l’usage ; c’est que, d’une autre part, le tour de phrase, dans
l’antithèse, étant toujours le même, que de l’uniformité naît toujours l’ennui, et
qu’on pardonne tout plutôt que l’ennui […] Ces contrastes symétriques plaisent à
l’esprit, pourvu qu’ils soient présentés sobrement et à propos. « En effet, dit Pascal,
ceux qui font des antithèses en forçant les mots sont comme ceux qui font de fausses
fenêtres pour la symétrie. Leur règle n’est pas de parler juste mais de faire des
figures justes »". A. Baron, préc., p. 340 et s
انظر أيضا هذا المقتطف الذي يتناول عموم مسألة العالقة بين شكل الكالم ومحتوى الكالم:
"(القاعدة الذّهبيّة التي ينبغي أن يقتنع بها من يتكلّم ومن يكتب) ال يوجد ما هو أفضل من الحقيقة .وهذا ما يزيل
من الخطاب ما ال يتناهى من فضول القول وحشو المحسّنات البالغيّة ّ
الزائدة [ ]...وال شكّ ّ
أن [ ]...هذه القاعدة
تجعل األسلوب جا ّفا [( ]...لكن في المقابل هي تجعله) أكثر حيويّة [ ]...وأكثر جدّيّة [( ]...وهذا هو الالّئق)
قوة وأكثر دواما [( ]...أ ّما االنطباع) الذي ينشأ بالرجل [( ]...النّزيه .واالنطباع الذي يخلّفه هذا ّ
الرجل) أشدّ ّ ّ
117 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ويمكن أخذ المثال التّالي على أنّه لمطابقة أو لمقابلة مقبولة(يتعلّق األمر بطباق
بين حرفين):
الموضوع :األهليّة ّ
والزواج
لزواج (هنا ث ّم حذف ،وتمام الجملة أن نقول :األهليّة الفقر األولى :األهليّة لــــ ّ
شرط ّ
للزواج)
الزواج (هنا أيضا ث ّم حذف ،وتمام الجملة أن نقول: الفقرة الثّانية :األهليّة بــــ ّ
بالزواج).188سب ّ األهليّة تكت َ
أن من المطلوب أن تكون في العناوين ِّجدّة وطرافة .بل ّ
إن م ّما سبق يستخلص ّ
والطرافة مطلوبتان في ك ّل جوانب الموضوع .لكن ،حتّى ال نقدّم للقارئ ّ الجدّة
ِّ
إن التّجديد
صورة ناقصة ومن ث ّم خادعة ،ينبغي – في نفس الوقت الذي نقول له ّ
أمر مرغوب فيه –أن نحذّره من عواقبه المحتملة .عن هذه العواقب قال أحدهم:
"يف أأحاكمنا عىل الغري ،تعطي مالحظتنا لالبتاكر والتّجديد دلهيم مفعوال عكس يّا :فنحن
نسخر من اذلين ي ّمتّيون ،من اذلين ال يريدون أأن يفعلوا مثل الخرين .يف هذا ّ
الاجتاه يشري
حيب اجملدّدين ،ويف بعض فالر أأي العا ّم ال ّ «س تاندال» اىل أأ ّن الاختالف ّ
يودل الكراهيّةّ .
لكن هذا التّشدّد معهم ميكن تفسريه اذ هو يتسلّط عىل التّجديد البالد يعاقهبم القانونّ .
حنب اذلين يريدون ،رمغ كوهنم مثلنا ،أأن ّالزائف أأو اذلي ُحيمك عليه بكونه زائفا .فنحن ال ّ
يترصفون ،رمغ كوهنم يتساوون معنا ،عىل أأهنّ م يف درجة أأعىل []...
حنب اذلين ّ ي ّمتّيوا عنّا؛ ال ّ
يهترب من القانون أأو العرف يف الوقت اذلي ينبغي ،حسب ا ّن اجملدّ د خشص م ّمترد :فهو ّ
اعتقادان ،أأن خيضع هل .يف املقابل ،اذا حمكنا عىل الابتاكر اذلي أأّت به بأأن ّه ليس زائفا ،عندئذ
فقط من مراعاة صور التّأخير أو التّقديم البياني المتكلّفة [( ]...فانطباع زائف) يتخافت ويضمح ّل فور سماعه".
أنطوان أرنولد وبيير نيكول ،م س ،ص .205
"[…] il n’y a rien de beau que ce qui est vrai ; ce qui retrancherait des discours une
infinité de vains ornements […] Il est vrai que cette exactitude rend le style plus sec
et moins pompeux ; mais elle le rend aussi plus vif, plus sérieux, plus clair et plus
; digne d’un honnête homme ; l’impression en est bien plus forte et bien plus durable
au lieu que celle qui naît simplement de ces périodes si ajustées, est tellement
superficielle, qu’elle s’évanouit presque aussitôt qu’on les a entendues ». Antoine
Arnold et Pierre Nicole, préc., p. 262.
188
"Dans nos jugements sur autrui, la constatation d’une originalité semble produire 189
un résultat tout opposé : nous raillons ceux qui se distinguent, ceux qui « ne veulent
pas faire comme les autres ». « Différence engendre haine » remarque Sthendal.
L’opinion publique n’aime pas les novateurs, et, dans certains pays, la loi les punit.
Mais cette sévérité s’explique. Elle ne s’exerce que sur l’originalité fausse ou crue
comme telle. Nous n’aimons pas les hommes qui, étant comme nous, tiennent à se
distinguer de nous, les hommes qui, étant nos égaux, agissent comme nos supérieurs
[…] Un novateur, c’est un révolté: il se soustrait à la loi ou à la coutume quand, à
notre avis, il devrait s’y soumettre. Au contraire si nous jugeons que son originalité
n’est pas mensongère, nous déclarons qu’elle est, en autrui comme en nous, une
supériorité". Paul Lapie, Logique de la volonté, Bibliothèque de philosophie
contemporaine, Félix Alcan,Paris, 1902, p. 97 et 98.
119 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
المجردة ّ
أن ك ّل ّ سل بهذه المماثلة إلى التّوضيح ،إذ عن طريقها يرى بالعين ويتو ّ
أن الفقرة هي فعال قسيم للفقرة. فقرة هي من جنس الفقرة األخرى؛ أي يرى ّ
◄ وعنوان الفرع (أ) من الفقرة األولى :ينبغي أن يكون مماثال لعنوان الفرع
يخص الفقرة الثّانية).
ّ شيء فيما (ب) من الفقرة األولى (ونفس ال ّ
سابقة ،إذ عن طريق المماثلة سل بهذه المماثلة نفس ما أريد من المماثلة ال ّ ويتو ّ
أن (أ) هو من جنس (ب) والعكس بالعكس؛ المجردة ّ
ّ المتناولة اآلن يرى بالعين
أن ك ّل فرع هو فعالً قسيم للفرع اآلخر. أي يرى ّ
◄ ث ّم إنّعنوان الفقرة األولى والثّانية ،ينبغي أن يكشفا – إذا جمعناهما – عن
الموضوع حتّى لمن ال يعرفه.
صة شرط المطابقة للمحتوى فلو توفّرت المماثلة – مع ما سبق من شروط وخا ّ
– ألمكن بعمليّة جمع لألقسام (عمليّة جمع للفقرات) الوصول بيسر إلى المقسّم
وهو الموضوع.
◄ ونفس األمر مععنوان الفرع (أ) وعنوان الفرع (ب) من ك ّل فقرة ،فهما معا ً
ينبغي أن يَشِّيا بعنوان الفقرة التي هما جزء منها.
شروط المتناولة منذ قليل ،ألمكن بعمليّة الجمع لألقسام وهنا أيضاً ،لو توفّرت ال ّ
سم وهو الفقرة المعنيّة. (جمع الفروع) تحديد المق ّ
مجردة ال بمجهر ،ينبغي: ّ هكذا ،وبدون جهد ،بعين
لمن يقرأ عنوان (أ) و (ب) أن يجدهما قسيمين ،وأن يعرف بهما – كأقسام اآلن
سم أي الفقرة؛
– المق ّ
ولمن يقرأ عنوان الفقرة األولى والثّانية أن يجدهما قسيمين ،وأن يعرف بهما –
سم أي الموضوع. كأقسام اآلن – المق ّ
190انظر إلى كتب المنطق وإلى مبحث القسمة حيث ستجد حديثا عن القسيمين (الفقرة قسيم للفقرة ،والجزء
قسيم للجزء) ،وهو الذي يه ّمنا هنا.مح ّمد رضا المظفّر ،المنطق :م س ،ص 106وما بعدها؛ سمير خير الدّين،
القواعد المنطقيّة (دروس بيانيّة في شرح المنطق وتطبيقاته) ،معهد المعارف الحكميّة ،بيروت ،2006 ،ص
183وما بعدها.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 120
إذن ،ينبغي أن تكون العناوين ِّط َباقا ً ال يرى فيها تفاوت؛ أي ينبغي أن تكون
متّسقة وأن يكون فيها انتظام.
ي؛ وهو يورث وضوحا .لكن هذا االنتظام لن يكون ممكنا هذا االنتظام شكل ّ
سد جمعا ً
مر معنا وهو أن تكون البنية تج ّ
شرط األصلي الذي ّ بدون تحقّق ال ّ
للمتماثالت (.)...
فالوضوح ال يتحقّق إذن إالّ إذا ر ِّت ّبت عناصر الموضوع المتعدّدة بأن اختزلت
في مجموعتين (إلخ ،).داخل ك ّل واحدة منها مجموعتان (إلخ).؛ هذا من جهة
وضعت فوق هذه المجموعات عناوين تستجيب ِّ ومن جهة أخرى إالّ إذا
لمواصفات معيّنة.
هذا ع ن وضوح الموضوع في خطوطه الكبيرة ،لكن للموضوع خطوط صغيرة
ينبغي أن تكون بدورها واضحة.
121 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
شرق ،بيروت ،1999 ،ص .290 191مح ّمد العمري ،البالغة العربيّة .أصولها وامتداداتها ،أفريقيا ال ّ
شيخ بهيج غزاوي ،دار إحياء العلوم ،بيروت ،ط 192الخطيب القزويني ،اإليضاح في علوم البالغة ،تحقيق ال ّ
1419 ،4هـ 1998 /م ،ص .15
سيّد أحمد الهاشمي ،جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع ،تحقيق وشرح مح ّمد التّونجي ،مؤسّسة 193ال ّ
المعارف ،بيروت – لبنان ،ط 1420 ،1هـ 1999 /م ،ص .43
194مح ّمد العمري ،م س ،ص .292
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 122
"عفي عىل مجيع حماس نه ،و ّمعى عن سائر فضائهل .ألن ّه اذا مل ّيفرق بّي الكم جيِّد ،وأخر
رديء ،ولفظ حسن ،وأخر قبيح [ ]...ابن هجهل ،وظهر نقصه".195
.1فصاحة الكلمة
195ورد في :أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي (الوفاة 1418 :م) ،صبح األعشى في صناعة اإلنشا،
تحقيق عبد القادر زكار ،وزارة الثّقافة ،دمشق ،1981 ،ج ،1ص .219
196ياسين األيّوبي ومحيي الدّين ديب ،البالغة العربيّة وأساليب الكتابة ،مكتبة السّائح ،د .م 1418 ،.هـ /
1998م ،ص 134وما بعدها؛ ال ّسيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص .16
سقّا وعلي 197ياسين األيّوبي ومحيي الدّين ديب ،م س ،ص .134انظر أيضاً :محمود عابدين ،مصطفى ال ّ
الرحمانيّة بمصر ،1925 ،ص .39 السّباعي ،إنشاء المقاالت ،المطبعة ّ
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص 20؛ مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،علوم البالغة ،المؤسّسة الحديثة 198ال ّ
للكتاب ،طرابلس – لبنان ،2003 ،ص 28وما بعدها.
199الخطيب القزويني ،م س ،ص .9
123 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
واعتماد الكلمات الغريبة يفشي في الغالب تعالماً ،ومن ث ّم عدم علم .هذا ما انتبه
صة "آليس في بالد العجائب": له فرخ العقاب في ق ّ
"تلكّ ْم ببساطة ! صاح فرخُ العقاب .أأان ال أأفهم نصف هذه اللكامت الكبرية ،وفوق ذكل أأعتقد
أأن ّك أأنت أأيضا ال تفهمها!" .200
سمعسالمة من الكراهة في ال ّ – ال ّ
فالكلمة ينبغي أن ال تكون "وحشيّة تأنفها ِّ ّ
الطباع وتم ّجها األسماع وتنبو عنه كما
ينبو عن سماع األصوات المنكرة" .203ويمكن أن نلحق بالكلمة الوحشيّة الكلمة
العا ّميّة والدّخيلة .فك ّل واحدة منها ينبغي تجنّبها ما دام لها نظير في العربيّة.204
يقول الجرجاني:
"« Parle plus simplement! s’exclama l’Aiglon. Je ne comprends pas la moitié de 200
ces grands mots, et, par-dessus le marché, je crois que tu ne comprends pas, toi non
plus! »". Lewis Carroll, Alice au pays des merveilles, 1865, Ch. III.
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص 20؛ مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،م س ،ص 30وما بعدها. 201ال ّ
الرحمانيّة بمصر، سقا وعلي السّباعي ،إنشاء المقاالت ،المطبعة ّ ّ يقول بعضهم (محمود عابدين ،مصطفى ال ّ
صحيحة الفصيحة من معرفة قواعد تصريفها في ،1925ص " :)37ال بدّ بعد االستكثار من المفردات ال ّ
الزيادة ،والحذف ،واإلبدال ،واإلعالل ،والتّثنية ،والجمع ،والتّصغير ،والنّسب ،والتّذكير، االستعمال :من حيث ّ
ألن الكاتب إن لم يعلم ذلك تنكب سبل العرب ،وأوجد في كالمه محالّ ّ
للطاعن والتّأنيث ،والقصر ،والمدّ؛ ّ
صرف. والقادح" .وهكذا على من يكتب أن يكون له قدر من المعرفة بعلم ال ّ
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص 17؛ مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،م س ،ص 27وما بعدها. 202ال ّ
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص .21 203ال ّ
ونجد عند البعض جز ًءا من المواصفات الواردة أعاله ،ولكن في شكل وصايا ]...[":تخيّر الكلمات التي تعبّر
عن معناك خير أداء مفضّال األلفاظ السّهلة على ّ
الطويلة والغريبة [ ]...تجنّب الكلمات الدّخيلة أو العا ّميّة ما دام
ّ ّ
لها نظير في العربيّة [ ]...استعمل المألوف في اللغة [ ]...تجنب الزيادة على الحاجة" .محمود عابدين،
الرحمانيّة بمصر ،1925 ،ص 49وما بعدها. سقّا وعلي السّباعي ،إنشاء المقاالت ،المطبعة ّ
مصطفى ال ّ
سقّا وعلي السّباعي ،م س ،ص 50؛ األمير أبي مح ّمد عبد هللا بن مح ّمد بن 204محمود عابدين ،مصطفى ال ّ
سر الفصاحة ،دار الكتب العلميّة ،بيروت، سعيد بن سنان الخفاجي (و 423هـ 1032 /م – ت 466هـ)ّ ،
1402هـ 1982 /م ،ج ،1ص .107
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 124
السالسة ،واكلنّس مي يف ّ ِالرقّة ،واكلعسل يف احلالوة. "يف صفة الالكم :أألفاظه اكملاء يف ّ
يريدون أأ ّن اللفظ ال يس تغ ِلق ،وال يشتبه معناه ،وال يص ُعب ُالوقوف عليه ،وليس هو بغريب
للسان من أأجلهام. يش ي ُس تكره لكونه غري مأألوف ،أأو ليس يف حروفه تكر ٌير و ٌ
تنافر يُك ُّد ا ُ و ْح ّ
فصارت ذلكل اكملاء اذلي يسو ُغ يف احللق؛ والنّس مي يرسي يف البدن ،ويتخلَّل املساكل
اللطيفة منه ،وهيُ دي اىل القلب ر ْوح ًا ،ويُوجد يف الصدر انرشاح ًا ،ويُفيد النّفس نشاط ًا؛
وهت ُّش النّفس هل ،ومييل ّ
الطبع اليهُ ،وحي ُّب ورودُه عليه".205 واكلعسل اذلي ي َُّل طعمهِ ،
...هذه هي المواصفات التي تجعل الكلمة فصيحة .ومن يتأ ّمل يجد أنّه بفضل
الرديء ،وبمعونة بعضها اآلخر نكتب الج ِّيّد.
بعضها ال نكتب ّ
يقول "فولتير" (:)Voltaire
.2فصاحة الجملة
أن اللفظة المفردة بتجنّب ذلك في اللفظة الواحدة ،بل هذا في التّأليف أقبح وذلك ّ
ستمر في
ّ يستمر فيها من تكرار الحرف الواحد أو تقارب الحرف مثل ما ي ّ ال
الكالم المؤلّف إذا طال واتّسع".209
سالمة من ضعف التّأليف – ال ّ
فالكالم ينبغي أن ال يكون "جاريا على خالف ما اشتهر من قوانين النّحو
المعتبرة عند جمهور العلماء كوصل الضّميرين ،وتقديم غير األعرف منهما
على األعرف مع أنّه يجب الفصل في تلك الحالة [ ]...وكاإلضمار قبل ذكر
مرجعه لفظا ورتبة وحكما ً في غير أبوابه" .210ومثال الضّعف "قولنا :ضرب
فإن رجوع الضّمير إلى المفعول المتأ ّخر لفظا ممتنع عند الجمهور غالمه زيداّ ،
لئالّ يلزم رجوعه إلى ما هو متأ ِّ ّخر لفظا ً ورتبة" " .وجودة التّركيب وحسن
211
الرصف والتّركيب شعبة من التّأليف يزيد المعنى وضوحا ً وشرحاً ،ورداءة ّ
الرصف أن توضع األلفاظ في مواضعها ،وت َم َّكن في التّعمية [ ]...وحسن ّ
والزيادة إالّ ِّحذقا ال يفسِّد
ّ أماكنها؛ وال يستعمل فيها التّقديم والتّأخير ،والحذف
الرصف تقديم ما ينبغي تأخيره منها، الكالم وال يع ِّ ّمي المعنى [ ]...وسوء ّ
وصرفها عن وجوهها ،وتغيير صيغها ،ومخالفة االستعمال في نظمها" .
212
سالمة من التّعقيد – ال ّ
ي.
ي ومعنو ّ والتّعقيد قسمان :لفظ ّ
ي الدّاللة على المعنى المراد لخلل ي فهو أن يكون "الكالم خف ّ فأ ّما التّعقيد اللفظ ّ
واقع في نظمه وتركيبه ،بحيث ال يأتي رصف األلفاظ ِّوفق ترتيب المعاني،
وسبب ذلك الفصل بين كلمات توجب اللغة عدم الفصل بينها ،وتأخير األلفاظ
ي" .213ويمكن أن يدرج في التّعقيد عن مواطنها األصليّة لغرض غير بالغ ّ
209األمير أبي مح ّمد عبد هللا بن مح ّمد بن سعيد بن سنان الخفاجي (الوالدة 423 :هـ 1032 /م – الوفاة466 :
سر الفصاحة ،دار الكتب العلميّة ،بيروت 1402 ،هـ 1982 /م ،ص .97 هـ)ّ ،
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص 33؛ مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،م س ،ص .32 210ال ّ
ّ
المؤلف المر ّكب فيحتاج إلى معيار آخر، "وفائدة علم التّصريف مقصورة على تصحيح المفردات؛ أ ّما الكالم
تقاس به صحّة تركيبه وفساده ،وهو علم النّحو؛ فهو قانون ضبطه ،والمعين على فهمه ووضوحه ،وأنت إذا
تأ ّملت الملحون من كالم العا ّمة ألفيته مطابقا للمقام ،ولكنّه ال يأخذ بلبّك ،وال يقع من نفسك موقع كالم أهل
الفصاحة وذوي البيان .والكاتب إذا أتى في كالمه بما يطابق الغرض ث ّم لحن فيه ،ذهبت محاسن ما أتى به،
سقّا وعلي السّباعي ،م س ،ص 37و .38وهكذا على من يكتب وانهدمت بالغته" .محمود عابدين ،مصطفى ال ّ
أن يكون له قدر من المعرفة بعلم النّحو.
211الخطيب القزويني ،م س ،ص .9
شعر ،تحقيق علي مح ّمد البجاويصناعتين :الكتابة وال ّ ّ ال ،العسكري سهل) ( 212أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن
ومح ّمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصريّة ،بيروت 1406 ،هـ 1986/م ،ص .161
213مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،علوم البالغة (البديع والبيان والمعاني) ،المؤسّسة الحديثة للكتاب،
طرابلس – لبنان ،2003 ،ص .34
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 126
"غلب اجلهل علهيم فصاروا يس تجيدون الالكم اذا مل يقفوا عىل معناه االّ جبهد هجيد ،وال
يس تفصحونه االّ اذا وجدوا أألفاظه ّكزة غليظة ،وجاس ية غريبة .ويس تحقرون الالكم اذا ر أأوه
السهل أأمنع جانبا ،و أأ ّعز مطلبا؛ وهو أأحسن موقعا
سلسا عذاب وسهال حلوا .ومل يعلموا أأ ّن ّ
السهل املمتنع .وقد وصف الفضل بن سهل ،معرو و أأعذب مس متعا .ولهذا قيل :أأجود الالكم ّ
يظن أأن ّه يكتب مثل كتبه؛ فاذا
لك أأحد ّ
بن مسعدة ،فقال :هو أأبلغ النّاس؛ ومن بالغته أأ ّن ّ
راهما ،تع ّذرت عليه".219
وهكذا فتعقيد الجملة نقص .لكن ينبغي تمييزه عن التّجديد في سبك األلفاظ:
"الركن ّالرابع :أأن تكون أألفاظ الكتاب غري خملولقة بكرثة الاس تعامل( .ال) أأريد بذكل أأن تكون
ّ
أألفاظا غريبة فا ّن ذكل عيب فاحش .بل أأريد أأن تكون ا أللفاظ املس تعمةل مس بوكة س باك
السامع أأهنّ ا غري ما يف أأيدي النّاس ويه ممّا يف أأيدي النّاس .وهناك معّتك يظن ّ
غريبا ّ
الفصاحة اليت تظهر فيه اخلواطر براعهتا وا ألقالم جشاعهتا".220
سالمة من جميع هذه العيوب ،تكون الجملة فصيحة ،ومن ث ّم واضحة. وبال ّ
ويتحدّث أحدهم ،في إطار اللغة الفرنسيّة ،عن الوضوح (وضوح الجملة ولكن
أيضا الكلمة) .هذا الحديث قابل ،كما سنتبيّن ذلك بعد إيراده ،ألن يسحب على
ك ّل اللّغات:
"عنارص الوضوح يه :الفصاحة ،احل ْرفيّة ،ادلّ قّة ،ا ّلطبيع ّية []...
( 219أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل) العسكري ،م س ،ص .60
( 220أبو الفتح ضياء الدّين نصر هللا بن مح ّمد بن مح ّمد بن عبد الكريم الموصلي) بن األثير (الوفاة 637 :هـ)،
المثل السّائر في أدب الكاتب وال ّشاعر .تحقيق :مح ّمد محيي الدّين عبد الحميد ،المكتبة العصريّة ،بيروت،
،1995ج ،1ص .88
221علي بوملحم ،في األسلوب األدبي ،دار ومكتبة الهالل ،بيروت ،ط ،1995 ،2ص .26
شروط على النّحو التّالي: 222انظر أيضا من يضع ال ّ
صرف. ّ
صياغة بعدم اإلخالل بضوابط النحو وال ّ –1احترام قواعد التّأليف وال ّ
–2وضوح األفكار بعدم العبث بترتيب الكلمات وسياقها في الجملة.
قوة التّركيب وجزالته.
ّ –3
إلخ.
ياسين األيّوبي ومحيي الدّين ديب ،م س ،ص 141وما بعدها.
التّعبري:العناصر املشرتكة يف املنهجيّة 128
]...[ تمتث ّل الفصاحة يف أأن ال تُس تعمل االّ العبارات و ّالّتاكيب املوافقة لقوانّي العقل واللغة
ويلتحق هبذه العيوب اس تعامل اللكامت املهجورة.واللحن يف القول والعجمة يتناولها النّحو
]...[ ] والعا ّميّة...[ ] واملس تحدثة...[
يه، كام تقول املوسوعة،] فالعبارات...[ وتمتث ّل احل ْرفيّة يف العثور عىل اللكمة اليت تنبغي
، وقليل احل ْرفيّة ال يؤدّي االّ نصفها،] والتّعبري احل ْريف يؤدّي الفكرة اكمةل...[ صورة الفكرة
نضطر للبحث ّ ، نصل اىل الفكرة؛ يف الثّانية، يف احلاةل ا ألوىل.فيشوهها ّ أأ ّما عدمي احل ْرفيّة
]...[ نفقد معاملها،عهنا؛ يف الث ّالثة
] وأأكرب مزيّة...[ ينبغي أأن نُرِفق الفصاحة واحل ْرفيّة ابدلّ قّة وا ّلطبيعيّة، لبلوغ الوضوح،أأخريا
تعطل ّ تقص من الميّي ومن الشّ امل اللكامت اليت ّ لدلّ قّة أأهنّ ا تعطي الفكرة مظهرا واحضا بأأن
يقول.] لكن علينا أأن نعرف ماذا نقصد ابدلّ قّة...[ سريها وال تسمح للعقل بتتبّعها
بل أأن نقول ما ينبغي ال أأكرث وال، ال تمتث ّل ادلّ قّة يف أأن نكون رسيعّي ومقتضبّي:»« أأرسطو
] فاهنّ ا...[ اذا اكنت ادلّ قّة طبع ًا وسط ًا بّي التّفريط واالفراط،] ونعتقد أأن ّه...[ أأق ّل ممّا ينبغي
] وا ألسلوب احلقيقي هو هذه...[ عن االحاكم، عن احلقيقيّة،بذكل ال تنفصل عن ا ّلطبيع ّية
مع، مع الوضعيّة اليت يوجد فهيا،الطريقة يف الالكم اليت تتالءم تالؤما شديدا مع املتلكّم ّ
.223"يتحرك فيه
ّ الوسط اذلي
"[…] les éléments de la clarté […] sont la pureté, la propriété, la précision, le 223
naturel […]
La pureté consiste à n’employer que les termes et les constructions conformes aux
lois de la raison et à celle de la langue […] Le solécisme et le barbarisme sont du
domaine de la grammaire ; mais à ces vices se rattachent l’archaïsme (l’emploi d’un
mot vieilli), le néologisme (l’emploi d’un mot nouveau) et le jargon (langage
)corrompu) […]
La propriété consiste à rencontrer […] (l’expression) qui est la bonne […] Les
termes, dit l’encyclopédie, sont le portrait des idées : un terme propre rend l’idée
tout entière ; un terme peu propre ne la rend qu’à demi ; un terme impropre la rend
moins qu’il ne la défigure. Dans le premier cas, on saisit l’idée ; dans le second, on
la cherche ; dans le troisième, on la méconnaît […]
Enfin, pour parvenir à la clarté, il faut, avons-nous dit, réunir à la pureté et à la
propriété la précision et le naturel […] La grande vertu de la précision, c’est de
donner à l’idée une allure dégagée, en coupant de droite et de gauche les mots qui
embarrassent sa marche et ne permettent pas à l’esprit de la suivre […] Mais
sachons bien ce que l’on doit entendre par précision. « La précision, dit Aristote, ne
consiste pas à être rapide et concis, mais à dire ce qu’il faut, et ni plus ni moins qu’il
ne faut » […]On conçoit que si la précision n’est qu’un parfait tempérament entre le
défaut et l’excès […] elle est par là même inséparable du naturel, de la vérité, de la
justesse […] Le style vrai est cette façon de dire tellement d’accord avec la nature de
la personne qui parle, la position où elle se trouve, le milieu où elle agit ». A. Baron,
129 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
تلك هي إذن األوصاف األساسيّة التي تفضي إلى الوضوح .ويضيف المؤلّف
أوصافا ً أخرى:
"من ا ألوصاف اليت أأكّد علهيا بعض أأهل البالغة تأأكيدا شديدا الاتّساق [ ]...وهكذا
الّضوريّة دامئا ويف فالوضوح والفصاحة واحل ْرفيّة وا ّلطبيع ّية والاتّساق يه أأوصاف ا ألسلوب ّ
لك موقع [ ]...لكن ال ينبغي أأن تنسوا ما قيل أأعاله حول مالءمة الالكم [ ]...حفسب ّ
السامعيّي اذلين نتو ّجه الهيم ،والعرف ،و ّالظروف القراء أأو ّ
املوضوع ،والشّ لك املتب ّىن ،وطبقة ّ
(اخل ،).تكون الكتابة أأق ّل أأو أأكرث تمنيقا ،أأق ّل أأو أأكرث تنقيحا ،أأكرث بساطة أأو أأكرث رفعة []...
لك الكتب التّعلمييّة وادلّ ينيّة
ويف العموم ،فا ّن الكتب اليت تتناول مواضيع جدّ يّة [ ( ]...أأي) ّ
الس ياس ّية والتّارخي ّية تقتيض وقارا ورصانة يف ا ألسلوب ،وهدو ًء يف اللغة ،وحتفّظ ًا وا ألخالقيّة و ّ
كبريا يف اختيار اللكامت .يقول «فولتري» :ا ألسلوب ّالرصّي هو اذلي يتجنّب اللمعان والهزل.
فاذا سام أأحياان ،واذا ات ّفق هل أأن صار مؤثّرا ،فهو يعود رسيعا اىل احلمكة واىل البساطة النّبيةل
الطرافة .و أأكرب صعوبة يواهجها أأن ال يكون رتيب ًا []...
قوي ،لكنّه قليل ّ خاص ّيته .هو ّ اليت يه ّ
ورصانة ا ألسلوب ميكن ،لكّام ارتفع املوضوع وسام ،أأن تصل اىل النّبل [ ]...والنّبيل [ ]...ال
يس تعمل االّ العبارات [ ]...الأكرث تأأ ّد ًاب ولياقة".224
ومن ينظر في جملة هذه األوصاف التي تجعل الخطاب واضحاً ،يجد ّ
أن
لكن بعضهابعضها (الدّقّة ،إلخ ).يدخل ضمن العنوان الذي أسميناه الفصاحةّ .
اآلخر (رصانة األسلوب ،إلخ ).يفيض عنه ليدخل في العنوان الذي سنأتيه بعد
قليل والذي أسميناه المطابقة مع ما يقتضيه الحال .وعليه يكون ما هو واضح
عند المؤلّف ،صاحب المقتطفات التي وردت فيها األوصاف ،مرادف لما هو
بليغ عندنا .هذا عن فصاحة الكلمة والجملة ،لكن ث ّم فصاحة ثالثة هي فصاحة
ص.النّ ّ
.3فصاحة النّ ّ
ص
"نقل اجلرجاين أأهنّ م جعلوا الفصل والوصل حدّ ًا للبالغة ...وذهب اىل أأ ّن «العّل مبا ينبغي
أأن يُصنع يف امجلل من عطف بعضها عىل بعض ( أأي الوصل) أأو ترك العطف فهيا واجمليء هبا
منثورة تس تأأنف الواحدة مهنا بعد ا ألخرى ( أأي الفصل) من أأرسار البالغة»".225
والجمل في النّ ّ
ص على ثالثة أضرب:
s’agrandit, peut arriver à la noblesse […] la noblesse […] n’emploie que les termes
les plus généraux et les tournures les plus polies et les plus dignes». A. Baron, préc.,
p. 239 à 258.
فإذا أخذنا آخر ما ورد في كالم «أ .بارون» ،وجب أن نشير إلى أن ث ّم في الجامعة من يكتب في القانون
الروايات «البورنوغرافيّة» رواياتهم .قد الزنا وما شاكلها كما يكتب أصحاب ّ ي وتحديدا في جرائم ّ الجزائ ّ
ي» والوصف الدّقيق؛ ّ البورنوغراف « د ّرسال بين ً افرق م
ّ ث إن لهم قال ي أن ينبغي العلم. في يستحون ال هم ّ نإ يقولون
وإن ال تناقض بين اإلتيان باألمور كما هي والت ّأدّب والنّبل.
شاوش ،م س ،ج ،1ص .531 225مح ّمد ال ّ
131 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
معه يف معىن مثل أأن يكون الك الامسّي فاعال أأو مفعوال أأو مضافا اليه ،فيكون حقّها
العطف؛
–3ومجةل ليست يف يشء من احلالّي بل سبيلها مع اليت قبلها سبيل الامس مع الامس ال
يكون منه يف يشء فال يكون ا ّايه وال مشاراك هل يف معىن ،بل هو يشء ان ذكر مل يذكر االّ
بأأمر ينفرد به ويكون ذكر اذلي قبهل وترك ذكره سواء يف حاهل لعدم التّعلّق بينه وبينه ر أأسا،
وحق هذا ترك العطف البتّة".226
ّ
صّ .
لكن وهكذا فالعطف حيث يجب ،وتركه حيث ينبغي ،يحقّق فصاحة النّ ّ
ص ،ومن قبلها فصاحة الجملة ،ومن قبلهما فصاحة الكلمة ،ال تؤد ّي فصاحة النّ ّ
إلى البالغة إالّ متى كان ث ّم مع الفصاحة مطابقة لما يقتضيه الحال.
داولي
ّ (ب) المطابقة لما يقتضيه حال الخطاب أو المستوى الت ّ
"ينبغي للمتلكّم أأن يعرف أأقدار املعاين ويوازن بيهنا وبّي أأقدار املس متعّي وبّي أأقدار احلاالت
لك حاةل من ذكل مقاما".227 لك طبقة من ذكل الكما ول ّ فيجعل ل ّ
"مقامات الالكم متفاوتة ،مفقام التّنكري يُباين مقام التّعريف ،ومقام االطالق يُباين مقام
التّقييد ،ومقام التّقدمي يُباين مقام التّأأخري ،ومقام ّاذلكر يُباين مقام احلذف ،ومقام القرص يُباين
مقام خالفه ،ومقام الفصل يُباين مقام الوصل ،ومقام االجياز يُباين مقام االطناب واملساواة
[ ]...وارتفاع شأأن الالكم ابحلسن والقبول ،مبطابقته لالعتبار املناسب؛ واحنطاطه ،بعدم
مطابقته هل".228
شاوش ،م س ،ج ،1ص 534و535؛ انظر أيضا :ج ،2ص .1272لمزيد التّفصيل حول أحوال 226مح ّمد ال ّ
الجملة ،انظر :فضل حسن عبّاس ،البالغة .فنونها وأفنانها (علم المعاني) ،دار الفرقان ،إربد ،ط 1417 ،4هـ/
1998م ،ص 402وما بعدها.
( 227أبو عثمان عمرو بن بحر) الجاحظ ،البيان والتبيين ،تحقيق :فوزي عطوي ،دار صعب ،بيروت،1968 ،
ص .88
228الخطيب القزويني ،م س ،ص .13
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 132
سياسيّة، علم) ،ال ّ 229انظر أحدهم وهو يتناول بعض أنواع ال ّنصوص :العلميّة ،المدرسيّة (عرض العلم للت ّ ّ
اإلشهاريّة ،األدبيّةPatrick Charaudeau, Grammaire du sens et de l’expression, Hachette, .
Paris, 1992, p. 155 et s.
انظر أيضا "أنطوان كومپانيون" ( Antoine Compagnon, La notion de genre : 1. Introduction:
forme, style et genre littéraire, http://www.fabula.org/compagnon/genre1.php [24
)septembre 2010].وهو يتحدّث عن نفس المسألة ،ال من جهة من يكتب ،بل من جهة من يقرأ" :سأبدأ بأن
ي بالتيمور» .يرويها «ستاندال» في «راسين» ،و«شكسبير» في ،1823وقد صة «جند ّ صة .إنّها ق ّ أروي لكم ق ّ
ي في مه ّمة كانت وقتها حديثة جدّا .أنقل (لكم ما قال) «ستاندال» :في السّنة الفارطة (أوت ،)1823كان جند ّ
حراسة داخل مسرح «بالتيمور» ،فرأى «عطيل» الذي ه ّم ،في الفصل الخامس من التراجيديا التي تحمل نفس
ي ملعون امرأةً بيضاء» .في ي« :لن يقال أبدا إنّه وفي حضوري قتل زنج ٌّ االسم ،بقتل «ديدمونة» ،فصاح الجند ّ
ي من بندقيّته رصاصة كسرت ذراع الممثّل الذي كان يلعب دور «عطيل» [ ]...هنا ما نفس اللحظة أطلق الجند ّ
وأول هذه االتّفاقات ّ
أن ي .فاألدب ،كك ّل خطاب ،يفترض اتّفاقاتّ ، ي بالتيمور هو فكرة االتّفاق األدب ّ أثاره جند ّ
ي بالتيمور من قبل مسرحا ،لم ير أبدا مسرحيّة ،لم يكن يعرف ما الذي األمر يتعلّق باألدب .لم يدخل جند ّ
كمتفرج وأيضا كممثّل ،هو اختزان نظام توقّعاتّ .أول ما ّ ينتظره .األدب توقّع؛ والدّخول في األدب ،كقارئ أو
ي أكثر من غيره ،هو أ ّننا أمام خيال [ ]...في مذ ّكرات ،في سيرة حياة يتوقعّ يتو َّقع ،بمعنى ما يطلبه العمل األدب ّ
ّ
القارئ أن يقرأ ما حدث حقّا [ ]...حين أقرأ قصيدة عنوانها «سونيتة» ( sonnetقصيدة من 14بيتا) أتوقع أن
أجد أربع عشرة بيتا ،بيتان رباعيّان ( ،)deux quatrainsيتبعهما بيتان ثالثيّان ( ،)deux tercetsأو عشريّة
ي .آتي (أقدم على) الكتاب أو المسرحيّة ( )un dizainمتبوعة بـ« :ديستيك» ( .)un distiqueالتّوقّع نوع ّ
يتعلق بتراجيديا ،بسونيتة ،برواية بوليسيّة ،بسيرة ذاتيّة ،بأطروحة ،بمقالة ،بمذ ّكرة تختم إن األمر ّ يّ : بتو ّقع نوع ّ
أن االتّفاقات النّوعيّة يمكن أن تكون طبائعها مختلفة كثيرا: اإلجازة ...لقد اخترت عمدا أنواعا مختلفة لكي أبيّن ّ
ي [ ]...وأنا أقرأ، عرف النّوع المسرح ّ صيّة ت ّ ي بالتيمور يجهل خا ّ شكليّة ،موضوعيّة ،أسلوبيّة ...لقد كان جند ّ
ص؛ ال هذا ليس «سونيتة» أضع فرضا حول النّوع ،هذا الفرض يوجّه قراءتي؛ أصلح القراءة ،إذا ناقضها النّ ّ
فرنسيّة؛ ال ليس تراجيديا كالسيكيّة؛ ال ليس رواية سوداء ()roman noir؛ في نهاية المطاف قد ال ينتمي
العمل وال لواحد من األنواع المحدّدة .لكن ،لكي أصل إلى هذه النّتيجة ،ينبغي أن أكون قد قرأت وأنا أضع
ي ،وأن أكون قد راجعت هذه الفرضيّات بالتّدريج خالل القراءة". فرضيّات حول انتمائه النّوع ّ
ّ
المؤلف: انظر في نفس االتّجاه المقتطفات التّالية لنفس
أتكلم في المحاماة .ومنذ اليونانيّين ،كانت أشكال الخطاب اتّفاقات وقواعد ي الجامعة ال أتكلّم كما ّ "على كرس ّ
إجباريّة ،إنّها ليست ضرورات مثل أشكال اللغة .وينبغي أخذ عبارة ات ّفاقات وقواعد إجباريّة في معنى إنتاج ّ
ي
إن هدفها أن تشتغل على السّامع أو المتلقّي. عجب؛ ّ إن غاية البالغة هي أن (تجعلك) تقنِّع وت ِّ يّ . أكثر منه جزائ ّ
فإن أشكال الخطاب لها وظيفتان -1 :أن تنشِّأ توقّعا -2 ،أن تض َمن اعترافا .نموذج توقّع واعتراف :هكذا وهكذا ّ
يمكن وصف النّوع في مقاربة أولى []...
يخط لك ّل وضعيّ ِّة تواصل شك َل خطاب مقنّن ّ إن أشكال الخطاب اتّفاقيّة :هذا يعني أ ّنها تمثّل مؤسّسة ،ونظاما ّ
مضطر ،لكي يأخذ بعين االعتبار التّلقّي ووضعيّة الخطاب ،أن ّ ه ّ
ن لك جديدا، شيئا يوصل أن ف ّ المؤل يريد []...
أن «عطيل» ينتمي إلى نوع ي بالتيمور» ،الذي لم يعرف ّ ي [ ]...تذ ّكروا «جند ّ صه في عرف شكل ّ يدمج ن ّ
المسرح ،وإلى نوع أكبر هو األعمال الخياليّة والتّمثيل .هنا نحن أمام نموذج ّأول من االتّفاق يمكن تسميته (مع
ي أو «جيرار جينات» ( )Gérard Genetteو«جون – ماري شافر» ( )Jean-Marie Schaefferبالتّأسيس ّ
سِّس ،ألنّه ،بدون احترامه واالعتراف به ،يفشل التّواصل ،وال يعترف بالعمل كما هو ،ويؤخذ على أنّه المؤ ّ
ي مختلف. شيء آخر ،على أنّه فعل لغو ّ
الزاوية ،يعطي العمل مثاال لنوع ويح ّقق هذا ي [ ]...من هذه ّ إن االتّفاق المؤ ّسِّس ينشأ العمل في ذاته ،إنّه وجوب ّ ّ
ي ،والتي ي والدّالل ّ ّ
ص ،بنظامه الشكل ّ ّ
المرة ال بالفعل بل بالن ّ ّ ّ
النوع .وهنالك نماذج أخرى من االتفاقات تتعلق هذه ّ ّ
صيّة ،وعدم احترامها هو قلب للنّظام وليس فشال []... هي ربّما مألوفة أكثر .هذه االتّفاقات ليست تداوليّة بل ن ّ
ي فهو إ ّما لألخذ أو للتّرك"La notion de . ي ،أ ّما االتّفاق التّداول ّ ص ّويمكن أن نتجادل حول االتّفاق ال ّن ّ
genre: 2. Norme, essence ou ?structure
http://www.fabula.org/compagnon/genre2.php (24 septembre 2010).
133 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ص ينبغي أن يكون ي .فالكلمة ،بل الجملة ،بل النّ ّ وما يعنينا اآلن الخطاب العلم ّ
صورة اللفظيّة التي شكل أو ال ّ ي :هو ال ّ ي األسلوب .و"األسلوب العلم ّ
230
علم ّ
مقوماته:
ي" .وأه ّم ّ ِّ
231
تصاغ فيها المادّة العلميّة أو المضمون الفكر ّ
● "االلتزام باللغة العلميّة شكال" ،232ويكون ذلك باستعمال األلفاظ في المعاني
ي الذي نكتب فيه .233فإذا استعملنا هذه التي اتّفق عليها أهل االختصاص العلم ّ
ي ،فينبغي أن ننصب لذلك قرينة تبيّن األلفاظ في غير معناها االصطالح ّ
الخاص.
ّ ي
خروجنا عن المعنى العرف ّ
● "الدّقّة في صوغ العبارة صياغة تعتمد األلفاظ الحقائق ،وتبتعد عن استخدام
ي.
سنات الكالميّة" ،وذلك دون داع بالغ ّ
234
األلفاظ المجازيّة والمح ّ
"ال ّنوع قانون ،اتّفاق [ ]...وليس ماهية .ك ّل عمل ينتمي إلى نوع ،بمعنى :أفق توقّع [ ]...أي مجموعة قواعد
سابقة للعمل وموجّهة لتلقّيه"La notion de genre : 9. Approches formalistes des genres, .
http://www.fabula.org/compagnon/genre9.php (24 septembre 2010).
"حسب «فيتﭭنشتاين» ( ،)Wittgensteinفهم معنى تنصيص هو مثل تعلّم قواعد لعبة .للعب اللعبة ،يجب تعلّم
القواعد .لكن ث ّم ألعاب كثيرة (اللغة ،)la langueوتجب معرفة قواعد اللعبة المعنيّة (الكالم .)la paroleكيف
نعرف أيّة لعبة لعبت؟ كيف نعرف القاعدة التي ينبغي تطبيقها في حالة معيّنة؟ هذا هو المصدر المعهود
مؤولي التّنصيصات :هي اختالفات حول اللعبة مح ّل التّساؤل .أيّة قواعد ،أيّة لعبة هي المعنيّة؟ []... الختالفات ّ
مرة واحدة؟ ال يمكن أن نتعلّم قواعد تنصيص على أساس هذا لكن كيف نتعلّم قواعد لعبة لم تلعب أبدا وستلعب ّ
لكن اللعبة ليست مرتبطة بتنصيص التّنصيص لوحده (مثل رسالة هي في نفس الوقت رمز وشفرة لنفسها) [ّ ]...
إن دور األنواع في التّأويل يصبح أكثر ظهورا حين يفشل التأويل ،حين
ّ واحد بل بنوع من التّنصيصات [ّ ]...
يكون ث ّم مشكل (تذ ّكروا «بريزاسييه» ( )Brisacierفي بداية «فتيات ال ّنار» ( )Filles du feuوهو يخلط بين
المسرح والحياة)« :تتحدّث عن رواية ،ظننتك تتحدّث عن واقعة» «ظننتك تفهم ،لكنّي لم أعد متأ ّكدا»".
La notion de genre : 10. Genre et interprétation,
http://www.fabula.org/compagnon/genre10.php (24 septembre 2010).
"إذا كان المعنى يرتبط بالنّوع ،فينبغي ال فقط للتّأويل بل للتّنصيص أيضا (الكالم ،الكتابة) أن يكون محكوما
يخص النّماذج :طرق رؤية األشياء تخضع لنماذج. ّ بفكرة الكلّ .هذا ما بيّنه «ڤومبريش» ( )Gombrichفيما
تصور مو ِّ ّجه
ّ والرقابة تأتي متأ ّخرة .نضع كلمات الواحدة خلف األخرى مع أو تحت ّ ننقل بأن ننشِّأ ونراقب،
الزمنيّة للتّنصيص ،وهذا المفهوم ،بوصفه نموذجا ،يطابق ي يراقب السّيرورة ّللمعنى [ ]...ويوجد مفهوم شمول ّ
الزاوية المؤلّف هو ّأول قارئ المؤول ولكن أيضا بالنّسبة إلى المتلقّي (من هذه ّّ نظام توقّعات بال ّنسبة إلى
للمؤلّف)"
La notion de genre : 11. Genre et réception,
http://www.fabula.org/compagnon/genre11.php (24 septembre 2010).
230انظر حول األسلوب عموما:
Mikel Dufrenne, Style, Encyclopædia Universalis 2010; Buffon (1707 - 1788),
Discours sur le style : prononcé à l'Académie française / par M. de Buffon (le jour
de sa réception : 25 août 1753). [Document électronique. Source: http://www.
gallica. Fr (24 septembre 2010].
231عبد الهادي الفضلي ،أصول البحث ،مؤسّسة دار الكتاب اإلسالمي ،قم – إيران ،ص .211
232عبد الهادي الفضلي ،م س ،ص .211
233انظرDenis Huisman, préc., p. 45 et 46 :
234عبد الهادي الفضلي ،م س ،ص .211
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 134
"نريد أأن نهبر و أأن نفاجئ ،نريد أأن نكون أأكرث نباهة من القارئ و أأن نشعره بذكل []...
(واحلال أأن ّه ينبغي) أأن نعطيه دون أأن يبدو علينا أأ ّن دلينا ما يُعطى".236
وترجمةً للتّواضع ،منِّع على الكاتب استعمال ضمير المخاطب المفرد الحاضر.
فاألنا مكروهة كما قال "پاسكال" ( ،237)Pascalوتشتدّ كراهتها في الخطاب
ي .لذلك يطلب :إ ّما تغييب المتكلّم( 238بأن يقال" :يمكن القول ،"...أو ما
العلم ّ
هو في مقامها)؛ أو إحضار المتكلّم وتغييبه في نفس الوقت ،بجعله واحدا من
تتكون منه وم ّمن هم مثله .ويت ّم هذا باستعمال
قرائه أو ّ
تتكون منه ومن ّمجموعة ّ
ضمير المخاطب الجمع الحاضر (نحن) الذي يقصد به ال التّعظيم (نحن = أنا /
في الفرنسيّة )nous de majesté :بل التّواضع (نحن = أنا +أنتم؛ نحن = أنا
+هم /في الفرنسيّة.239)nous d’auteur :
المجرد
ّ وترجمةً للتّواضع أيضا ،ندِّب للكاتب استعمال األمثلة .فبواسطتها ّ
يقرب
من ذهن القارئ.240
الرسوم (والجداول البيانيّة ،إلخ.). وينبغي هنا استغالل الفرصة للحديث عن ّ
المجردة وتحوصلها ،م ّما يس ّهل المه ّمة على ّ تقرب األفكار فهذه أيضا ّ
صة مواضيع االمتحان – لكن التّعبير عن المحتوى – واألمر يه ّم خا ّ القارئّ .241
بالتّصوير واإلظهار للعيان ( )visualisationينبغي أن يكون زائدا ً ومضافا ً
أن مهارة التّعبير كتابةً هي سبب ّ ألداة التّعبير األخرى التي هي الكلمات .وال ّ
الرسوم فال تظهر بها عنصر من العناصر التي يقيَّم على أساسها الممت َحن ،أ ّما ّ
الرسوم وغيرها (تسطير الكلمات ،استعمال أن ّ المقدرة الكتابيّة .فالمبدأ إذن ّ
األرقام أو العالمات في التّرتيب والتّقسيم ،إلخ ).ممنوع؛ واالستثناء إباحتها (بل
ربّما استحبابها) إذا لم ت َِّرد كبديل للكتابة.242
ص بمسحة التّواضع .والتّواضع ليس هكذا – وبما سبق من أمور – يصطبغ النّ ّ
صه من يشتغل بالعلم .بل التّواضع رداء وصفا ً يضيفه إلى نفسه ومن ث ّم إلى ن ّ
يلبسه قهرا ً من غاص في بحر العلم ألنّه ما إن يدرك عمقا ً إالّ ويدرك في نفس
ي– بصفة عفويّة ال تصنّع فيها ص العلم ّ اللحظة أن ث ّم أعماقا ً أبعد .لذلك نجد النّ ّ
– ينبئنا بأسلوبه وبك ّل شيء فيه أنّا أمام "من يبحث" ال أمام "من وجد" .وال
ي ال ينتهي إلى نتائج أو ال يتّخذ مواقف أو ال أن النّ ّ
ص العلم ّ يعني ما قيل للت ّ ّو ّ
أن ما يتبنّاه ال يتبنّاه بصفة "دوغمائيّة" وأنّه يناضل عن آراء ،بل يعني فقط ّ
عا على المراجعة واإلصالح .ولقد حفظ لنا التّراث رسالة يترك دوما ً بابه م ْش َر ً
240حول المثال انظرA. Baron, préc., p. 182 ; Axel Preiss, préc., p. 69 :
نص ال تصحبه 241انظر التّجارب التي وقع القيام بها حول الفرق على مستوى تيسير الفهم على القارئ بين ّ
ونص تصحبه رسوم" :قام «دين» ( )Deanو«إينموه» ( )Enemohفي 1983بدراسة تأثير ّ رسوم (إلخ).
الرسم كانت له نتائج أفضل [ ]...واستنتجوا اطلع على ّأن من ّ نص صعب [ ]...الحظ المؤلّفان ّ رسم على فهم ّ
ص"André-Jacques . ّ
منظما للمعلومة المقدّمة في النّ ّ نص ألنّه يوفّر بيانا
ّ الرسم يس ّهل فهم وتذ ّكر
أن ّّ
Deschênes, préc., p. 18.
انظر نفس الكتاب في ترجمته العربيّة :أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص 13وما بعدها.
ي من أجل توضيحه ،هذا العمل والمراجع الواردة فيه: ص اللغو ّ صورة للنّ ّانظر أيضاً ،حول مصاحبة ال ّ
Lamia Amel Ammari, préc.
ي وإرفاقه بالحوامل البصريّة ( ،)supports visuelsانظرDominique : شفو ّ وبالنّسبة إلى العرض ال ّ
Chassé et Richard Prégent, péc., p. 30 et s.
242انظرHenri Lamour, préc., p. 124 et s. :
يهم عموم
الرموز َ ّ
الرموز .فعوض كتابة الكلمة باألحرف ،نمثلها بواسطة رمز .وبعض ّ ويمكن أن نضيف هنا َ
صصة مثل عالمة الرموز فيه ّم لغات متخ ّ
الرمز § للدّاللة على الفقرة .أ ّما البعض اآلخر من ّ اللغة مثل استعمال ّ
الرياضيّات (إلخ ).للدّاللة على الجمع. +المستعملة في ّ
أن القاعدة هنا – كغيرها من الرموز .لكن ينبغي التّنبيه إلى ّحق ّ الرسوم يص ّح في ّ وما قيل في المتن عن ّ
القواعد – تدور وجودا ً وعدما ً مع الغاية منها.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 136
" أأخربين من أأثق به] ]...أأن ّه رأك وقد بكيت يوما .فسأأكل هو ومن حّض عن باكئك .قلت:
الساعة بدليل ال حيل أأ ّن ا ألمر عىل خالف ما
مسأأةل اعتقدهتُ ا منذ ثالثّي س نة ّتبّي يل يف ّ
وقلت :ولع ّل اذلي الح أأيضا يكون مثل ا أل ّول".243
فبكيتُ ،
اكن عنديُ ،
الرازي :رسائل البن عربي ،دار إحياء التّراث العربي ،بيروت ،ص 3 243مقتطف من رسالة ابن عربي إلى ّ
و .4
244عبد الهادي الفضلي ،م س ،ص .212انظر أيضاChaïm Perelman et Lucie Olbrechts- :
Tyteca, préc., p. 667
ي
ويحدّثنا عبد الهادي الفضلي (م س ،ص 204إلى ص )211عن أسلوبين آخرين إلى جانب األسلوب العلم ّ
ي:
ي واألسلوب األدب ّ وهما األسلوب الخطاب ّ
ي في االتّصال بالنّاس ّ فو ّ
ش ال القول علي يعتمد ي
ّ أدب ّ
فن « وهي ،الخطابة إلى نسبة : ي" –1األسلوب الخطاب ّ
ي» .وأوضح عبد النّور في ( المعجم األدبي ) معنى إلبالغهم رأيا ً من اآلراء حول مشكلة ذات طابع جماع ّ
الفن وعناصر أسلوبه ومؤ ّهالت صاحبه ،قال« :خطابة الخطابة إيضاحا وافيا بإلقاء الضّوء على خصائص هذا ّ
يأن السّامعين يصغون إلى ما يقوله المتكلّم في موقف رسم ّ فن التّعبير عن األشياء بحيث ّ ّ – art aratoire : 1
الرابط بين أذهان السّامعين وقلوبهم من مختلف عن المجالس المألوفة في الحياة اليوميّة .وهي تشدّ – عادة – ّ
صل جهة ،واألفكار التي تتناهى إليهم من جهة أخرى .وهذا يفرض على المتكلّم أن يكون ذا ثقافة واسعة ليتو ّ
المحرضات النّفسيّة والعقليّة ّ إلى تنسيق خطبته ،وتوضيح األفكار التي يعالجها ،وطريقة عرضها لتتوافق مع
في الجمهور – 2 .من المفروض في الخطيب أن يكون مفيدا جذّابا مؤثّرا .وك ّل هذا يقضي بتمتّعه بعدد من
وأول ما يطلب منه أن يكون ب ِّيّن الذّكاء ،سريع الخاطر ،نافذ الميزات الذّهنيّة والجسميّة واألخالقيّة الضّروريّةّ .
الحجّة ،قادرا على تقليب األفكار على مختلف وجوهها .وأن تكون أحكامه صادقة ،مفصحة عن الحقيقة ،متينة
مطلعا على علم النّفس لدى الجماهير فيشعر برهافة حسّه ما يجب أن يقال ،وما المقدّمات والنّتائج .وأن يكون ّ
ّ
يتحتّم أن يهمل .وأن يدرك حجج الخصم وموقف الجمهور ،فيهيّئ لك ّل موقف ما يتطلب من حجج وبراهين.
وأن ي ْقدِّم على الهجوم عند الحاجة ،وينكفئ لالنقضاض عند المناسبة المواتية .وأن يغلّف أفكاره بأقوال دقيقة
فن الخطابة أن تكون ذاكرته أمينة، المدلول ،فكهة حينا ،ساخرة أحيانا ،آسرة النتباه الجمهور .كما يفرض عليه ّ
يتفرد
ّ وأن والمواقف. األفكار تجسيد شواهد .وأن يكون خياله حادّا قادرا على زاخرة بالمعلومات والمعارف وال ّ
بإحساس رهيف إلثارة العواطف وتحويلها من حالة إلى أخرى ،فإذا شاء أشجى جمهوره ،وإذا أراد أثار مرحه
تكون الخطيب البارع – 3 .ال حدود لمضمون الخطبةّ ،
ألن صفات مجتمعة هي التي ّ ِّ وضحكه .وك ّل هذه ال ّ
موضوعها شامل ،يعنى بجميع النّشاطات اإلنسانيّة التي يتيسّر التّعبير عنها بالكالم ،فليس ث ّمة موضوع عا ّم أو
ي ،أو ي ،أو فنّ ّ
ي ،أو أدب ّ ي ،أو سياس ّ ي ،أو اجتماع ّ ي ،أو اقتصاد ّ ي ،أو دين ّ ي ،أو أخالق ّ ي أو فكر ّ خاص ،مادّ ّ
ّ
ي :وأروع نموذج يذكر هنا ي ،لم يعبّر عنه بخطبة من الخطب» – .نموذج لألسلوب الخطاب ّ ي ،أو قضائ ّ علم ّ
ي هو خطبة اإلمام أمير المؤمنين ( ع ) في الجهاد .وهي من خطب (نهج البالغة) رقم مثاال لألسلوب الخطاب ّ
صة أوليائه ،وهو لباس التّقوى، فإن الجهاد باب من أبواب الجنّة ،فتحه هللا لخا ّ . 27قال عليه السّالم« :أ ّما بعدّ :
صغار ّ بال وديث البالء، وشمله ّ،
ل الذ ثوب هللا ألبسه عنه رغبة تركه فمن ودرع هللا الحصينة ،وج ّنته الوثيقة،
الحق منه بتضييع الجهاد ،وسيم الخسف ،ومنع ال َّنصف .أال وإنّي قد ّ والقماء ،وضرب على قلبه باإلسداد ،وأديل
وسرا وإعالنا ،وقلت لكم :اغزوهم قبل أن يغزوكم ،فوهللا ما غزي ّ دعوتكم إلى قتال هؤالء القوم ليال ونهارا،
قط في عقر دارهم إالّ ذلّوا ،فتواكلتم وتخاذلتم ،حتّى شنّت عليكم الغارات ،وملكت عليكم األوطان .وهذا قوم ّ
137 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أنأخو غامد وقد وردت خيله األنبار ،وقد قتل حسّان بن حسّان البكري ،وأزال خيلكم عن مسالحها .ولقد بلغني ّ
الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة ،واألخرى المعاهدة ،فينتزع حجلها وقلبها وقالئدها ورعاثها ،ما ّ
تمتنع منه إالّ باالسترجاع واالسترحام .ث ّم انصرفوا وافرين ،ما نال رجال منهم كلم ،وال أريق لهم دم ،فلو ّ
أن
امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ،ما كان به ملوما ،بل كان به جديرا .فيا عجباً ،عجبا ً وهللا يميت القلب،
وتفرقكم على حقّكم .فقبحا لكم وترحا ،حين صرتم غرضا ّ ويجلب اله ّم ،من اجتماع هؤالء القوم على باطلهم،
يرمى ،يغار عليكم وال تغيرون ،وتغزون وال ت َغزون ،ويعصى هللا وترضون .فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام
شتاء قلتم :هذه صبارة الحر؛ وإذا أمرتكم بالسّير إليهم في ال ّ ّ صيف قلتم :هذه ح ّمارة القيظ ،أمهلنا يسبخ عنّا ال ّ
تفرون ،فأنتم وهللا من والقر ّ ّ الحر
ّ والقر .فإذا كنتم من ّ الحر
ّ القر ،أمهلنا ينسلخ عنّا البرد .ك ّل هذا فرارا من ّ
الرجال وال رجال ،حلوم األطفال ،وعقول ربّات الحجال .لوددت أنّي لم أركم ،ولم أعرفكم. أفر .يا أشباه ّ السّيف ّ
وجرعتموني ّ جرت ندما ،وأعقبت سدما .قاتلكم هللا ،لقد مألتم قلبي قيحا ،وشحنتم صدري غيظا، معرفة وهللا ّ
إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ي رأيي بالعصيان والخذالن حتّى قالت قريشّ : ّ عل وأفسدتم أنفاسا، نغب التّهمام
ولكن ال علم له بالحرب .هلل أبوهم ،وهل أحد منهم أشدّ لها مراسا ،وأقدم فيها مقاما منّي ،لقد نهضت فيها وما
شريفة بلغت العشرين ،وها أنا ذا قد ذرفت على الستّين ،ولكن ال رأي لمن ال يطاع» .إن من يقرأ هذه الخطبة ال ّ
أن اإلمام ( ع ) قد اعتمد في أسلوبها على العناصر التّالية – 1 :انتقاء المفردات انتقاء قراءة نقديّة سيخلص إلى ّ
وجو الخطبة – 2 .قوة التّعبير المعرب عن مدى التّأثّر والتّأثير– 3 . ّ يتناسب وموضوع الخطابة ويلتقي
ي اندفاعا ودفعا. ي الفنّ ّ صيغة في موضعها السّياق ّ صيغ اإلنشائيّة كالتّعجّب واالستفهام استخداما يضع ال ّ استخدام ال ّ
ومقوماته ،إلى غيرها من عناصر أخرى أشار إليها دارسو بالغة ّ مكونات األسلوب وهذه العناصر من أه ّم ّ
ي الذي ينقل العاطفة ويرسم الخيال ويبرز المعنى». أن «التّعبير :هو القالب اللفظ ّ اإلمام ( ع ) .ويرجع هذا إلى ّ
ص األدب ّي» []... كما أنّه «عنصر أصيل ذو قيمة عظيمة في ال ّن ّ
ي البليغ الذي يقصد به التأثير في ي :نسبة إلى األدب الذي يراد به – هنا – «الكالم اإلنشائ ّ – 2األسلوب األدب ّ
يعرفه (المورد – مادّة القراء والسّامعين» .وهو ما يعرف قديما بـ (صناعة األدب) ،أو كما ّ ّ عواطف
صياغة ،والمعبّرة عن شكل أو ال ّ شعريّة المتميّزة بجمال ال ّ – literatureاألدب :مجموع اآلثار النّثريّة وال ّ
الزيّات بقوله« :أدب اللغة :ما أثر عن شعرائها وكتّابها من بدائع القول عرفه ّفكرات ذات قيمة باقية» .ومن قبله ّ
ويشف اللسان». ّ الحس
ّ ق ّ قوير فس ّ نال بّ ذ يه ام ّ م قيقة الر
ّ المعاني وتصوير المشتمل على تصوير األخيلة الدّقيقة
فن الكتابة ،ويعنى باآلثار ويتحدّث عنه عبد النّور فيقول« :األدب في معناه الحديث هو علم يشمل أصول ّ
ي ،والمبيّن بدقّة وأمانة عن العواطف التي شعريّة .وهو المعبّر عن حالة المجتمع البشر ّ ّ
الخطيّة ،ال ّنثريّة وال ّ
الطبيعة في جميع تعتمل في نفوس شعب أو جيل من ال ّناس ،أو أهل حضارة من الحضارات .موضوعه :وصف ّ
مظاهرها ،وفي معناها المطلق ،في أعماق اإلنسان ،وخارج نفسه ،بحيث أ ّنه يكشف عن المشاعر من أفراح
يمر في األذهان من الخواطر .من غاياته :أن يكون مصدرا من ويصور األخيلة واألحالم ،وك ّل ما ّ ّ وآالم،
مصادر المتعة المرتبطة بمصير اإلنسان وقضاياه االجتماعيّة الكبرى ،فيؤثّر فيها ويغنيها بعناصره الف ّنيّة.
شخصيّة البشريّة وإسعادها ،ويتيح لها التّبلور والكشف عن مكنوناتها .وهو يؤدّي، وبذلك يكون أداة في صقل ال ّ
المتطورة ،المعاني المتراكمة خالل األزمنة ،والمستحدثات المعاصرة في شموليّتها اإلنسانيّة أو ّ من خالل فنونه
شعوب كبيرة وصغيرة ،قديمة ومعاصرة ،في بناء حصريّتها الفرديّة .ويبرز في نصوصه المتوارثة إسهام ال ّ
شكل ليجعل منهما وحدة فنّيّة .يستوعب األدب معظم الفنون الحضارة ،متو ّخيا المزاوجة بين المضمون وال ّ
األخرى ويتجاوزها :باستعماله األصوات والجرس وتناغم المقاطع ،هو موسيقى؛ وبالتّأليف والتّركيب واللون
الزمان والمكان .ولذلك متخطيا ّ ّ يحلق بجناحي الفكر وبراعة األسلوب ،هو هندسة معماريّة ورسم ونحت .وهو ّ
الزمان والمكان تعجز عن تدميره ألن عوامل ّ تعرضا للفناءّ ، يعتبر األدب أكمل الفنون وأسماها .وهو أقلّها ّ
تتعرض ّ الرسّام قد
أن لوحة ّ ّ
والقضاء عليه ،ال سيما بعد اهتداء اإلنسان إلى عمليّة النّساخة والطباعة .ففي حين ّ
فإن األثر األدبي لتعدّد نسخه ،وانتشاره في أماكن مختلفة ينجو في ّ
يتحطمّ ، وأن التّمثال قد
للفساد أو للحريقّ ،
معظم األحيان من الضّياع »".
انظر أيضا حول مختلف األساليب كتب البالغة ومنها:
مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،م س ،ص 39وما بعدها.
وحول الخطابة انظر :مح ّمد أبو زهرة ،الخطابة .أصولها – تاريخها ف ي أزهر عصورها عند العرب ،دار الفكر
العربي .القاهرة ،د .ت.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 138
" أأن يس تطرد ...من معىن اىل معىن أخر ...بتخلّص سهل ،خيتلسه اختالسا ،رش يقا،
السامع ( أأو القارئ) ابالنتقال من املعىن ا أل ّول االّ وقد وقع يف
دقيق املعىن حبيث ال يشعر ّ
حىت كأهنّ ام أأفرغا يف قالب واحد".245
الث ّاين لشدّ ة املامزجة والالتئام والانسجام بيهنام ّ
ص.246تكون النّ ّ
بعبارة أخرى :ينبغي أن تكون هنالك عالقة بين األفكار التي ّ ِّ
الروابط المنطقيّة ( liens
وعالقة األفكار ببعضها يتحدّث عنها اليوم تحت اسم ّ
الروابط إلى قسمين :صريحة، .247)ou connecteurs logiquesوتنقسم هذه ّ
وضمنيّة.248
يخص اللغة الفرنسيّة مثالً – في
ّ صريحة ،249فيؤتى بها– فيما
الروابط ال ّ
○ فأ ّما ّ
جدول بياني:
245تقي الدّين أبي بكر علي بن عبد هللا الحموي األزراري (الوالدة 768 :هـ /الوفاة837 :هـ) ،خزانة األدب
الطبعة األولى ،1987 ،ج ،1ص .329 وغاية األرب .تحقيق :عصام شعيتو ،دار ومكتبة الهالل ،بيروتّ ،
وسنزيد على ما ورد في المتن مقتطفان.
األول:
المقتطف ّ
أن للكتابة شرائط وأركانا [ ]...وأ ّما األركان التي ال بدّ من إيداعها في" الفصل التّاسع :في أركان الكتابة :اعلم ّ
الركن الثّالث أن يكون خروج الكاتب من معنى إلى معنى برابطة لتكون ك ّل كتاب ...ذي شأن فخمسةّ ]...[ :
رقاب المعاني آخذة بعضها ببعض[ ]...ولذلك باب مفرد أيضا يس ّمى باب التّخلّص" .أبي الفتح ضياء الدّين
نصر هللا بن مح ّمد بن مح ّمد بن عبد الكريم الموصلي ،م س ،ج ،1ص .87
المقتطف الثّاني:
ّ ّ ّ
" فصل من الخاتمة في حسن االبتداء والتخلص واالنتهاء( :ينبغى للمتكلم) شاعرا كان أو كاتبا (أن يتأنّق) أي
يتبع االنق واألحسن [( ]...في ثالثة مواضع من كالمه حتّى تكون تلك المواضع الثّالثة أعذب لفظا) بأن تكون
في غاية البعد عن التّنافر والثقل (وأحسن سبكا) بأن تكون في غاية البعد عن التّعقيد والتّقديم والتّأخير الملبس
س السة وتكون المعاني مناسبة أللفاظها من غير أن والرقة وال ّ
ّ وأن تكون األلفاظ متقاربة في الجزلة والمتانة
شريف المعنى السّخيف أو على العكس بل يصاغان صياغة تناسب وتالؤم (وأص ّح معنى) بأن يكتسي اللفظ ال ّ
يسلم من التّناقض واالمتناع واالبتذال ومخالفة العرف ونحو ذلك[(]...وثانيها) أي ثاني المواضع التي ينبغي
للمتكلّم أن يتأنّق فيها (التّخلّص) أي الخروج( ...و) التّخلّص في العرف هو االنتقال م ّما افتتح به الكالم إلى
المقصود مع رعاية المناسبة .وإنّما ينبغي أن يتأنّق في التّخلّص أل ّن السّامع يكون مترقّبا االنتقال من االفتتاح
حرك من نشاطه وأعان على إصغاء ما بعده وإال الطرفين ّإلى المقصود كيف يكون ،فإن كان حسنا متالئم ّ
فبالعكس" .أسعد الدّين التّفتازاني ،مختصر المعاني ،دار الفكر ،د م 1411 ،هـ ،ص 315وما يليها.
246انظر أيضا ً حول التّخلّص ما ورد في الفقرة عدد ،53وانظر كذلكDenis Huisman, préc., p. 39 :
et s.
ي .حساب ّ ياضالر
ّ المنطق إلى مدخل هللا، فضل هادي مثال: انظر المنطق، كتب في وابط الر
ّ هذه حول 247
القضايا والمحموالت ،دار الهادي ،بيروت ،ط 1423 ،2هـ 2003 /م ،ص 46وما يليها.
وفي الكتب القانونيّة ،انظرFlorence Benoit et Olivier Benoit, Pratique de l’écrit juridique :
– et judiciaire. Consultation juridique – Note juridique – Acte judiciaire
Correspondance professionnelle – Fondamentaux du style et de la langue française,
Éditions Francis Lefebvre, Paris, 2009, p. 114.
248انظرDocument proposé par Stéphane Fontaine © mars 2000 et diffusé par le site :
][LETTRES.NET
249انظر مثالSylvie Guichard, préc., p. 77 et s. ; Ahmed Hosny, préc., p. 63 et s ; :
Suzete Silve, Étude comparative de quelques connecteur pragmatiques dans des
textes écrits en français avec leur traduction en portugais brésilien, Thèse présentée
139 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
prétexte que
إن السّاحة العربيّة خالية "تماما من مثل هذه المواضيع ،في الوقت الذي حظيت فيه دراسة 250يقول أحدهم ّ
الروابط الدّالليّة والحِّ جاجيّة باهتمام كبير من قِّبل األوساط العلميّة األوروبيّة واألمريكيّة ،فألّفت فيها عشرات
ّ
الروابط الحِّ جاجيّة كثيرة في اللغة العربيّة [ ]...ويمكن أن نذكر منها ما يلي :بل،
الكتب والدّراسات [( ]...و) ّ
أن ،إذ ،إذا ،الواو ،الفاء ،الالم ،كي ،إلخ .".أبو بكر العزاوي ،اللغة لكن ،إذن ،ال سيما ،حتّى ،ألن ،بما ّ
الرحاب الحديثة ،بيروت ،2009 ،ص .59 والحِّ جاج ،مؤسّسة ّ
صتعرضنا للتّنقيط – اآلن كرابط ضمني ،والحقا كعنصر من العناصر المعتبرة في تحليل ال ّن ّ 251يمكن تبرير ّ
ّ
– بكون استعمال بعض العالمات على األق ّل (مثل النقطة) صار منتظما عند من يكتبون اليوم باللغة العربيّة.
أن هذا العمل يتوجّه إلى من قد تطلب منهم الكتابة ال باللغة العربيّة فحسب ،بل وبالفرنسيّة أضف إلى ذلك ّ
(إلخ ).أيضا ً ،حيث التّنقيط ظاهرة متجذّرة في نحو اللغة .يقول أحدهم عن مسألة التّنقيط في اللغتين العربيّة
"إن الحديث عن ظاهرة التّنقيط راجع بالضّرورة إلى قضايا الوقف والتّنغيم ،وسنتبيّن في الحديث والفرنسيّةّ :
ص إلى جمل معتبرين تمثيلها الالّحق أمثلة من انعكاس ظاهرة التّنغيم وصور الوقف على عمليّة تقطيع ال ّن ّ
بعالمات الت ّنقيط من قبيل األمر السّطحي التّابع لطرق الكتابة وليس ظاهرة متجذّرة في نحو اللغة .على أنّنا نعلم
صصون لها ي – ما جعلهم يخ ّ الظاهرة قد أصبح لها من الوزن في أنحاء بعض اللغات – كالنّحو الفرنس ّ أن هذه ّ ّ
في مؤلّفاتهم فصوال ذكروا فيها من القواعد ما صيّر ظاهرة التنقيط جزءا من نحو لغتهم المكتوبة" .مح ّمد
ّ
شاوش ،م س ،ج ،1ص 226و.227 ال ّ
ص (طبعا ما ّ
ص ،أي من زاوية القارئ ال من زاوية منتج الن ّ ّ ّ
انظر حول التنقيط ودوره ،لكن من زاوية فهم الن ّ
يقال من زاوية يطابق أو على األق ّل يماثل ما يقال من ال ّزاوية المقابلة)Pierre Coirier, Daniel :
Gaonac’h et Jean-Michel Passerault, Psycholinguistique textuelle. Approche
cognitive de la compréhension et de la production des textes, Armand Colin, Paris,
1996, p. 133 et s. – 182 et s.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 142
ي ،ذلك ّ
الطالب المجتهد)؛ قبل ألفاظ البدل ،إذا أريد التّنبيه عليها (عل ّ
بين جملتين مرتبطتين لفظا ومعنى ،كأن تكون الثّانية صفة أو حاال أو ظرفا
(مثال :أبرم عقد ،يوم الجمعة الماضي ،موضوعه بيع أرض).
النّقطة والفاصل {؛} ،وتستعمل في الوقف الكافي:
بين الجمل المعطوف بعضها على بعض ،المشتركة في غرض واحد (مثال:
خير الكالم ما ق ّل ود ّل؛ ولم يطل فيم ّل)؛
قبل المفردات المعطوفة ،التي بينها مقارنة أو مشابهة أو تقسيم أو ترتيب أو
مط ّل عليك؛ وشيطان فتّان ،وأماني تفصيل (مثال :الدّنيا أمل بين يديك ،وأجل ِّ
جرارة العنان؛ تدعوك فتستجيب ،وترجوها فتخيب)؛ ّ
ضحة أو المؤ ّكدة لما قبلها (مثال :مصر كنانة هللا في أرضه؛ من قبل الجملة المو ِّ ّ
أرادها بسوء قصمه هللا).
النّقطة {،}.وتستعمل في الوقف التّا ّم ،وتوضع في نهاية الجملة المستقلّة ع ّما
بعدها معنى وإعرابا.
سم ،أو المجمل بعد النّقطتان {،}:وتوضع قبل الكالم المقول ،أو المنقول ،أو المق ّ
تفصيل؛ وفي بعض المواضع المه ّمة للحال والتّمييز ،مثل :منهومان ال يشبعان:
طالب علم ،وطالب مال.
أن كالما قد حذف لعدم الحاجة إليه نقط الحذف {[ ،}]...وتوضع للدّاللة على ّ
وغير ذلك من األسباب.
عالمة االستفهام {؟} ،وتوضع في آخر الجملة التي ابتدئت أو التي لم تبتدأ بأداة
استفهام.
عالمة االنفعال {!} ،وتوضع في آخر ك ّل جملة تد ّل على شعور أو وجدان أو
تأثّر من ك ّل حال فيها تع ّجب أو استغراب أو استنكار أو إغراء أو تحذير أو
سف أو دعاء ،كما توضع في آخر الجمل المبدوءة بصيغ المدح والذّ ّم. تأ ّ
صه.عالمتا التّنصيص {" "} ،ويوضع بينهما ما ينقل بن ّ
الشرطة {–} ،وتستعمل لفصل الجمل االعتراضيّة ،ع ّما قبلها وع ّما بعدها.
القوسان {( )} ،وتوضع بينهما العبارات التّفسيريّة والتي يراد توجيه النّظر
الطويلة المستقلّة معنى.252
إليها ،والجملة المعترضة ّ
ال أن نقلنا بصفة حرفيّة أو تكاد ما جاء عند :محمود عابدين ،مصطفى السّقا وعلي 252لم نفعل حول التّنقيط إ ّ
السّباعي ،م س ،ص 47و .48انظر أيضاً :مح ّمد منير حجاب ،األسس العلميّة لكتابة ّ
الرسائل الجامعيّة ،دار
الفجر للنّشر والتّوزيع ،القاهرة ،ط ،2000 ،3ص 90وما بعدها؛ مهدي فضل هللا ،أصول كتابة البحث
الطليعة ،بيروت ،ط ،1998 ،2ص 87وما بعدها .وانظر حول التّنقيط في اللغة وقواعد التّحقيق ،دار ّ
143 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الفرنسيّةMaurice Grevisse et André Goosse, Le bon usage, De Boek et Larcier, 2008, :
p 121 et s. ; Nelly Labère, Rédiger avec style, Studyrama, France, 2008, p. 24 et s.
صريحة والضّمنيّة إالّ أن نقلنا بصفة حرفيّة أو تكاد ما جاء فيDocument : الروابط ال ّ
253لم نفعل حول ّ
]proposé par Stéphane Fontaine © mars 2000 et diffusé par le site [LETTRES.NET
لملف – زيادة على الجدول الوارد في المتن – ما يلي: ولقد جاء في هذا ا ّ
ي؛ ويمكن أن تكون صريحة أو ضمنيّة. نص حِّ جاج ّ
"الروابط المنطقيّة :هي روابط تجمع األفكار فيما بينها في ّ ّ
(الروابط) المنطقيّة قد تكون لها طبيعة مختلفة لكي تعبّر عن الفوارق الدّقيقة بين األفكار. هذه العالقات ّ
-العالقات المعبّر عنها صراحة
يتمثّل التّفكير في متتالية من القضايا مستخلصة الواحدة من األخرى بهدف جعل شخص يذعن لرأي .وأيّا كانت
ي وصريح. تمش منطق ّ
ّ طبيعة الحِّ جاج ،فهو يستند إلى
يمكن إذن أن يتّبع تقدّما ،أو أن يرسم قطيعة ،مثبتا بذلك إ ّما سيالنا واتّساقا ،وإ ّما تنافرا وتخالفا []...
-في صورة العالقات المعبّر عنها ضمنا ،ال وجود لروابط منطقيّة ،وينبغي استنتاج العالقة المنطقيّة بمساعدة
السّياق وبالنّظر من قريب إلى:
تفرق بين فكرتين مع اإلبقاء ▪ التّنقيط :الفاصل يضيف فكرة ألخرى أو يقدّم تفصيال إضافيّا؛ النّقطة والفاصل ّ
ي بينهما؛ القوسان أو النّقطتان يمكن أن يقدّما مثاال ،سببا أو نتيجة؛ عالمة االستفهام تقدّم على تتابع منطق ّ
تفسيرا.
يتصور بها المتكلّم حِّ جاجه .وتمثّل
ّ الطريقة التيص :يمكن أن يكشف ،بمساعدة الفقرات مثالّ ، ▪ نظام النّ ّ
الفقرات دائما وحدات معنويّة حول فكرة ،محور معيّن .فإذا كانت مكثّفة ،طويلة ،وقليلة العدد ،كانت عرضا
الطابع المرتبك للتّفكير ،إلخ.منظمة ومختزلة؛ وإذا كانت كثيرة العدد وقصيرة ،عبّرت عن ّ لفكرة ّ
يتعلق األمر باألخذ بعين االعتبار للضّمائر ،ألزمان األفعال [ ]...التي يمكن أن تبرز عالقة ▪ نظام التّنصيصّ :
منطقيّة ضمنيّة".
شاوش ،م س ،ج ،2ص .777 254مح ّمد ال ّ
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 144
تسرع أو نتاج كسل .ولقد أوردنا سابقا (الفقرة عدد « )66پاسكال» وهو يقول ّ 255قد يكون التّطويل نتاج
لصديقه" :عذرا ً على إطالة ال ّرسالة ،لم أجد وقتا ً لجعلها مقتضبة".
« Excusez la longueur de cette lettre ; je n’ai pas eu le temps de la faire plus
courte » (Pascal, cité par : A. Baron, préc., p. 217).
الرجوع إلى علم البالغة ،وفيه نجد: 256ال يتّسع المقام لتفصيل أكبر ،لذا ينبغي ّ
– علم المعاني :ود راسته تعين على تأدية الكالم مطابقا لمقتضى الحال (نجد فيه :الخبر واإلنشاء ،واإليجاز
واإلطناب والمساواة ،وغير ذلك م ّما يتعلّق بالمطابقة مع ما يقتضيه الحال) .فهو إذن علم يجنّب الخطأ في تأدية
المعنى الذي يريده المتكلّم إليصاله إلى ذهن السّامع.
بتعلم تأدية المعنى بأساليب شتّى من تشبيه ومجاز وكناية وغير ذلك .وهو علم – علم البيان :ودراسته تسمح ّ
يجنّب الوقوع في التّعقيد المعنو ّ
ي.
– علم البديع :ودراسته تسمح بتعلّم تزيين األلفاظ (الجناس – االقتباس – السّجع) والمعاني (التّورية – ّ
الطباق –
ي. المقابلة – إلخ .).وهو علم قد يحتاج إليه أحيانا في ال ّن ّ
ص العلم ّ
انظر :علي الجارم ومصطفى أمين ،البالغة الواضحة .البيان والمعاني والبديع ،مكتبة اآلداب ،ط 1423 ،1هـ
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص .13 2002 /م ،ص 256؛ ال ّ
257قارن مع( :أبو عثمان عمرو بن بحر) الجاحظ ،البيان والتّبيين ،تحقيق :فوزي عطوي ،دار صعب –
بيروت ،1968 ،ص .60
الخط العربي انظر مثال :صالح بن إبراهيم الحسن ،الكتابة العربيّة من النّقوش إلى الكتاب المخطوط، ّ 258حول
الرياض 1424 ،هـ 2003 /م. دار الفيصل الثّقافيّةّ ،
إن للمواضيع ال ّ
شفويّة منهجيّتها التي لن يسمح ولقد قلنا سابقا إ ّن عملنا يه ّم المواضيع المكتوبة ،لكن قلنا أيضا ّ
عرض إليها. المجال بالت ّ ّ
ث ّم إ ّننا قلنا إننا سنتوجّه بالخطاب مباشرة إلى من يكتب في مواضيع اإلجازة ،لذا ال تدخل في عملنا مسائل ّ
النّصوص المرقونة من مذ ّكرات وأطروحات ونحوها .فلهذه األعمال ضوابط شكليّة يمكن أن نذكر منها:
الخط ،وحجمه ،والمسافة بين األسطر ،وغير ذلك. ّ – نوع
– بطاقة المراجع:
هنالك عدّة اقتراحات منها االقتراح التّالي:
بالنّسبة إلى الكتب
145 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
اسم ولقب المؤلّف (أو العكس :اللقب ث ّم االسم) /ث ّم فاصل ،ث ّم العنوان (لو كان ث ّم عنوان تابع ،sous-titre
نضع نقطة أو نقطتين ث ّم نأتي بالعنوان التّابع)( /ث ّم فاصل ،ث ّم المح ّقق إن كان الكتاب محقّقا)(/ث ّم فاصل ،ث ّم
السّلسلة إن كان الكتاب جزء من سلسلة وذلك بين قوسين) ث ّم فاصل ،ث ّم مكان النّشر /ث ّم فاصل أو نقطتان ،ث ّم
الطبعة) /ث ّم فاصل ،ث ّم سنة النّشر( /ث ّم الجزء،النّاشر (أو العكس :النّاشر ث ّم مكان النّشر)( //ث ّم فاصل ،ث ّم عدد ّ
صفحة.
متكونا من أكثر من جزء) /ث ّم ال ّ ّ إن كان العنوان
ي ،تونس ،مركز النّشر ،1999 ،ص .112 ّ المدن القانون فالن بن فالن،
ي .األموال ،تونس ،مركز النّشر.1999 ، ّ المدن ن القانو الن، فالن بن ف
ي .األموال ،تحقيق فالن آخر بن فالن آخر ،تونس ،مركز النّشر.1999 ، فالن بن فالن ،القانون المدن ّ
ي .األموال ،تحقيق فالن آخر بن فالن آخر ،سلسلة كتب القانون ،تونس ،مركز فالن بن فالن ،القانون المدن ّ
النّشر .1999 ،
ي .األموال ،تحقيق فالن آخر بن فالن آخر ،سلسلة كتب القانون) تونس ،مركز فالن بن فالن ،القانون المدن ّ
النّشر ،ط ،1999 ،10ج ،1ص .300
لو صدر الكتاب تحت إدارة شخص:
ي ،تونس ،مركز النّشر.1999 ، ّ المدن القانون )، sous dir. ّة: يبالفرنس مرجع فالن بن فالن (تحت إدارة .في
لو كان الكتاب جماعيّاً ،نذكر ّأول اسم في قائمة المؤلّفين لو كان عدد المؤلّفين كبيرا (يتجاوز الثّالثة):
ي ،تونس ،مركز النّشر.1999 ، فالن بن فالن (وآخرون .في مرجع بالفرنسيّة ،)et al :القانون المدن ّ
أن الكتاب ال لو لم نجد على الكتاب أحد المعطيات (مثال تاريخ النّشر) :إ ّما أن نترك المكان فارغا ويفهم قارئنا ّ
ظن أن يحوي تاريخ نشره (فالن بن فالن ،القانون المدني ،تونس ،مركز النّشر ،).وإ ّما – وهذا أفضل حتّى ال ي ّ
أن الكتاب هو دون (تختصر في ّأول حرف منها :د) تاريخ نشر (تختصر في ّأول ث ّم سهوا – أن نشير إلى ّ
ّ
ي ،تونس ،مركز النشر ،د ت) (لو كان المرجع بالفرنسيّةsans : حرف :ت) (فالن بن فالن ،القانون المدن ّ
dateواختصارها ،)s. d. :أو هو دون مكان نشر (د م) ،أو دون ناشر (د .ن .).انظر :منصور نعمان وغسّان
وفن ،دار الكندي للنّشر والتّوزيع ،إربد – األردن ،ط 1418 ،1هـ1998 / ذيب النّمري ،البحث العلمي .حرفة ّ
م ،ص .67
يمكن تثخين االسم واللقب (فالن بن فالن) .إن كان المرجع فرنسيّا مثال ،يمكن كتابة االسم واللقب أو اللقب
األول من االسم ( l’initial du ّ لوحده باألحرف الكبيرة( ،)majusculesكما يمكن االكتفاء بالحرف
.)prénom
ي ،تونس ،مركز النّشر).1999 ، يمكن إمالة العنوان (فالن بن فالن ،القانون المدن ّ
مكان النّشر يكتب باللغة األصليّة .مثال لو كنّا نكتب بالفرنسيّة ،نقول Londonوال نكتب .Londres
سنة النّشر هي سنة نشر الكتاب الذي استعملناه ال سنة ّأول طبعة.
بالنّسبة إلى المقاالت
فالن بن فالن ،البيع ،مجلّة القانون ،1900 ،ص .77 – 55
يمكن وضع العنوان بين عالمتي تنصيص ،ووضع اسم المجلّة مائال :فالن بن فالن" ،البيع" ،مج ّلة القانون،
،1900ص .55
شهر :فالن بن فالن" ،البيع" ،مج ّلة القانون ،جانفي – ،1900ص .77 – 55 قد يوضع ،قبل السّنة ،ال ّ
قد يوضع بعد السّنة العدد :فالن بن فالن" ،البيع" ،مج ّلة القانون ،2 – 1900 ،ص .77 – 55
إن أشرنا إلى أكثر من صفحة ،يمكن أن نضع :ص ( 77 – 55في مرجع بالفرنسيّة ،) p. :أو أن نضع ص ص
( 77 – 55في مرجع بالفرنسيّة.)pp. :
أن المقالة موجودة في كتاب جماعي: لو ّ
فالن بن فالن ،البيع ،مقالة منشورة في ( في مرجع بالفرنسيّة in :أو :)dansفالن بن فالن (تحت إدارة)،
القانون المدني ،تونس ،مركز النّشر ،1999 ،ص .78 – 54
بالنّسبة إلى األطروحات والمذ ّكرات:
فالن بن فالن ،البيع ،أطروحة دكتوراه (يمكن أن نضيف :تحت إشراف فالن بن فالن ،ولكن هذا غير سائد)،
كلّيّة كذا.1900 ،
داخل العمل ،يت ّم وضع المراجع في الهامش .وهنالك مختصرات في الهوامش أه ّمها:
كتاب سابق = ك س (في مرجع بالفرنسيّة op. cit.:؛ وهي اختصار لـ)ouvrage précité :
فالن بن فالن ،ك س ،ص .20
للمؤلف عدّة كتب ،يمكن أن نذكر إ ّما بداية العنوان أو السّنة لتمييز الكتب عن بعضها: ّ لو استعملنا
فالن بن فالن ،القانون (ك س) ،ص .20
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 146
ّ
ويؤ ّكد أحدهم على ما سبق – وذلك في خصوص الخط الفرنس ّ
ي – فيقول:
رضوراي أأن نكون أأمام ّ "ينبغي أأن يكون العرض جل ّيا اىل أأقىص حدّ ممكن .وال شك أأن ّه ليس
خطاط ،لكن ال بُدّ أأن نأأيت جبميع ا ألحرف يف شلكها التّا ّم ،ال بدّ من أأن نكتب خبطّ كبري مبا
ّ
فيه الكفاية ،من أأن نّتك املساحات ال ّالزمة بّي ا ألحرف واللكامت وا ألسطر ،ال بُدّ من أأن
ملون؛ مفن يكتب أأسوداً عىل أأبيض يُقر أأ جبهد أأق ّل حتت اانرةنتفادى الكتابة حبرب ابهت أأو ّ
لك ا ألساتذة يتّفقون عىل هذه النّقطة :يف أأغلب ا ألحيان سي ّئة أأو بأأعّي متعبة [( ]...وا ّن) ّ
ميكن أأن حتصل أأفضل ورقة امتحان عىل عدد ضعيف ،اذا عُرضت عرضا سي ّئ ًا .وهذا ال يُع ّد
خروجا عن العدل".261
"La présentation doit être aussi nette que possible. Sans doute la calligraphie 261
n’est-elle-pas nécessaire. Mais il est indispensable de former complètement tous les
caractères, « d’écrire assez gros, d’espacer suffisamment les lettres, les mots et les
lignes, d’éviter les ancres pâles et les ancres de couleur ; qui écrit noir sur blanc sera
lu aux moindres frais sous un mauvais éclairage et par des yeux fatigués ». Ces
conseils utiles nous sont donnés par le regretté René Duret dont on ne saurait assez
recommander la lecture du guide ; mais tous les professeurs s’accordent sur ce
; point : le meilleur devoir mal présenté peut souvent obtenir une très mauvaise note
et là encore ce n’est que justice". Denis Huisman, préc., p. 51.
شكل إلزالة اللبس وتيسير القراءة [( ]...منها) الفعل المبني " 262كثير من الكلمات العربيّة تحتاج إلى ال ّ
يكون ،الكتاب – الكتّاب [ ]...ومن الحاالت التي قد يحسن وضع للمجهول [( ]...ومنها كلمات مثل) يكون – ّ ِّ
صحيح غير مشهور []... شكل فيها أن يقدّم الكاتب المفعول على الفاعل ،أو أن يورد ّ
الطالب كلمات نطقها ال ّ ال ّ
شكل فال يشكل إالّ ما يحتاج إلى إيضاح ،ث ّم عليه أن يقتصد في شكل الطالب أالّ يبالغ في استعمال ال ّ وعلى ّ
الكلمة المبهمة ،بأن يشكل منها الحرف الذي سيجعل قراءتها أيسر ،وال يتعدّى هذا الحرف إلى سواه" .أحمد
شلبي ،كيف تكتب بحثا أو رسالة .دراسة منهجيّة لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدّكتوراه ،مكتبة
صعواد معروف ،ضبط ال ّن ّ النّهضة المصريّة ،القاهرة ،ط ،1992 ،21ص 109و .110انظر كذلك :ب ّشار ّ
الرسالة ،بيروت 1402 ،هـ 1982 /م ،ص 17وما بعدها. والتّعليق عليه ،مؤسّسة ّ
ّ ً ّ ّ
وانظر أيضا من يقول عن عصره إنه ك ِّره الشكل لمن يكتب إلى من هو أعلى منه ،إجالال له عن أن يتوهم عنه
صولي ،أدب الكتاب ،مصدر الكتاب: وعلو معرفته عن تقييد الحروف .ال ّ
ّ شك وسوء الفهم ،وتنزيها ً لعلومه ال ّ
شاملة 24( http://www.shamela.ws :سبتمبر ،)2010ج ،1ص [ ،11الكتاب مرقم آليا موقع المكتبة ال ّ
غير موافق للمطبوع].
263بسبب وجود القراءات.
العناصر املشرتكة يف املنهجيّة :التّعبري 148
خاص بصاحبه ،ومن ّمث غري املواضعات] :مفهنا املتواضع عليه ،ومن ّمث املقبول؛ ومهنا من هو ّ
املقبول) [ ]...وصل احلروف املفصوةل وفصل املوصوةل [ .]...تغيري احلروف عىل أأشاكلها
حىت تصري حىت ت ّمتّي عن غريها ّ [ ]...ضعف اخلطّ عن تقومي احلروف عىل أأشاكلها ّ
الصحيحة ّ
العّي املوصوةل اكلفاء واملفصوةل اكحلاء ،وهذا من رداءة اخلطّ وضعف اليد".264
خط واضح ،يكفي تذكير من يكتب أنّه بصدد فعل ولإلقناع بضرورة إتيان ّ
يستح ْل – قيام تواصل
ِّ خط واضح يصعب – إن لم تواصل مع الغير ،وأنّه بال ّ
من األصل.265
قرأ في وقت متأ ّخر كما يكفي تنبيهه – إن كان يكتب في امتحان – إلى أنّه قد ي َ
من الليل ،بعد عشرة أو عشرين غيره ،تحت تنوير غير كاف ... ،؛ أي يكفي
أن ورقة امتحانه لن يكون لها مصلح فتح عين من يكتب على حقيقة مفادها ّ
صبر ،في مكتب يجمع بين الهدوء ،واالتّساع، خاص بها ،ينتظرها بفارغ ال ّ ّ
والنّوافذ الكبيرة المطلّة على غابة تحتها بحر ،ويجمع غير ذلك من صنوف
الضّروريّات والكماليّات.266
بعبارة موجزة يكفي أن نقول :في الحاالت الغالبة ،يتناسب العدد عكسيّا مع
المجهود الذي بذِّل إلعطائه .267فكلّما ارتفع العمل في درجات الجودة – ومن
الخط – كلّما استدعى إصالحه مجهودا أق ّل؛ والعكس ّ عناصر جودته وضوح
بالعكس.
ّ
الخط غير الواضح ما يلي: ونجد في التّراث عن مساوئ
"وربّام اش متل اخلطّ القبيح ،عىل بالغة وبيان ،وفوائد مس تظرفة ،فريغب النّاظر عن الفائدة
اليت هو حمتاج الهيا لوحشة اخلطّ وقبحه".268
"ومن ا ألجعوبة يف اخلطوط كرثة اختالفها وا ألصول واحدة اكختالف خشوص النّاس مع
الصنعةّ ،
حىت ا ّن خطّ االنسان يصري كحليته ونعته يف ادلّ الةل عليه ،واللزوم هل، اجامتعهم يف ّ
واالضافة اليه" .
269
ّ
الخط يكون حسنا: ويضيف أحدهم قائال ّ
إن
"اذا اعتدلت أأقسامه ،وطالت أأ ِل ُفه وال ُمه ،واس تقامت سطوره ،وضاىه صعوده حدوره،
وتفتّحت عيونه ،ومل تشتبِه ر ُاؤه ونون ُه ،و أأرشق قرطاسه ،و أأظلمت أأنقاسه ،و أأرسع اىل العيون
تنوره ،وقدّ رت فصوهل ،واندجمت أأصوهل ،وتناسب دقيقه وجليهل، تصوره ،واىل القلوب ّ ّ
وتساوت أأطنابه ،واس تدارت أأهدابه ،وصغُرت نواجذه ،وانفتحت حماجره ،وخرج عن منط
حتصل جودةيتحرك وهو ساكن .وال ّ احملررين ،و ُخيِّل اليك أأن ّه ّ
الوراقّي ،وب ُعد عن تصنّع ّ ّ
لك حرف ما يس تحقّه من التّ ّقوس ،والاحنناء ،والانبطاح ،وغري ذكل من اخلطّ االّ ابعطاء ّ
الطول أأو ال ِقرص ،و ّالرقة أأو ال ِغلظة ،ومراعاة املناس بة بّي احلروف بعضها مع بعض ،وبّي ّ
اللكامت كذكل ،اىل غري ذكل ممّا هو معروف عند أأههل .ومن تمتّة ذكل مراعاة الفواصل
وحسن التّدبّر يف فصل اللكامت".272
( 272طاهر الجزائري) الدّمشقي ،توجيه ال ّنظر إلى أصول األثر ،تحقيق :عبد الفتّاح أبو غدة ،مكتبة المطبوعات
اإلسالمية ،حلب1416 ،هـ – 1995م ،ج ،2ص 795؛ انظر أيضا( :أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن مهران)
العسكري ،ديوان المعاني ،دار الجيل ،بيروت ،ج ،2د ت ،ص .75انظر أوصافا أخرى عند :الثّعالبي ،سحر
شاملةhttp://www.shamela.ws : وسر البراعة ،مصدر الكتاب :مصدر الكتاب :موقع المكتبة ال ّ ّ البالغة
( 24سبتمبر ،)2010ص [ ،13الكتاب مرقّم آليّا غير موافق للمطبوع] ؛ الثّعالبي ،لباب اآلداب ،مصدر
شاملة 24( http://www.shamela.ws :سبتمبر ،)2010ص [ ،9الكتاب مرقّم آليّا الكتاب :موقع المكتبة ال ّ
غير موافق للمطبوع].
( 273أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن مهران) العسكري ،م س :ديوان المعاني ج ،2ص .86
اجلزء الثّاين
اخلاصة يف املنهجيّة
ّ العناصر
―.70تقسيم اجلزء وفهرسة مضمونه.
يتنوع الخطاب:
ّ
ي ( ،)discours descriptifوهدفه أن يرينا شخصا أو فمنه الخطاب الوصف ّ
شيئا؛ أن يقول لنا ما هو؟ ما خصائصه ؟ فوظيفته إذن إعالميّة ،ألنّه يعطي
معلومات عن أشخاص أو أشياء.
ي ( ،)discours explicatifووظيفته – كما الخطاب ومنه الخطاب التّفسير ّ
ي – أن يعطي معلومات ،لكنّه يسعى زيادة على ذلك إلى إفهامها للمتلقّي. الوصف ّ
إن له وظيفة أخرى وهنا نجد الموسوعات ،والكتب المدرسيّة ،وغير ذلك .ث ّم ّ
هي تعليم مهارة ( ،)savoir faireوذلك بأن يساعد المتلقّي على القيام بفعل
معيّن .وهنا نجد ما يكتب تحت اسم طرق االستعمال ،أو اسم الوصفات ،أو اسم
قواعد اللعبة ،أو غير ذلك.
ي ( ،)discours argumentatifووظيفته – ليست الحجاج ّ ومنه الخطاب ِّ
تقديم معلومة ،وال حتّى إفهامها – بل هدفه إبداء رأي للمتلقّي وإقناعه بأمر.
لكن أليس في بعض الوصف إفهام ،وفي بعض اإلفهام إقناع؟ أليست هذه
األنواع متداخلة ببعضها؟
الجواب :بلى ،ونعم .الجواب بلى لمن ينظر إلى النّتيجة :فمن قدِّّم له وصف قد
َيفهم ،ومن َيفهم قد يقتنع .والجواب نعم لمن ينظر إلى هدف المر ِّسل :فهذا قد
يريد نقل معلومات ليس إالّ ،وقد يريد تقديم معلومات وجعلها مفهومة ،وقد يريد
الزاوية– زاوية قصد المر ِّسل – يكون الخطاب إبداء رأي واإلقناع به .من هذه ّ
وصفيّا ،أو تفسيريّا ،أو ِّحجاجيّا.
ي ،وجدنا من أمثلته البحث ( ،)essaiوالحكاية الحجاج ّفإذا اهتممنا بالخطاب ِّ
على لسان الحيوانات ( ،)fableوالحكاية الفلسفيّة ( conte
شعر ،واإلشهار ( ،274)publicitéوغير ذلك. ،)philosophiqueوبعض ال ّ
سم
الحجاجيّة بل أحدها فقط هو ذاك الذي يتج ّ أن عملنا لن يه ّم ك ّل الخطابات ِّ إالّ ّ
في المواضيع القانونيّة.
ي يتمثّل
ي .والموضوع النّظر ّ ي ،وآخر تطبيق ّ هذه المواضيع قسمان :قسم نظر ّ
ي فمواضيع ،منها التّعليق على قرار ،والتّعليق في المقالة؛ أ ّما الموضوع التّطبيق ّ
ّ
صة المتعلقةنص ،واالستشارة القانونيّة .لذا سنرى :من جهة العناصر الخا ّ على ّ
صةاألول) ،ومن جهة أخرى العناصر الخا ّ ي (الفصل ّ بالموضوع النّظر ّ
المتعلّقة بالمواضيع التّطبيقيّة (الفصل الثاني).
ّ
274رأينا في هامش من الفقرة عدد 14كيف ينقلب الحِّ جاج في بعض القطاعات إلى مناورة واستعمال وإغراء،
ي.
أي بعبارة واحدة إلى عنف معنو ّ
األول
الفصل ّ
صة بالموضوع النّ ّ
ظري (المقالة القانونيّة) العناصر الخا ّ
ومنها المقالة التّأ ّمليّة ،وتتناول مواضيع الفلسفة ،لكن دون التّقيّد بمنهجها.
– وأ ّما المقالة الموضوعيّة (أو العلميّة لو نظرنا ال إلى موقف الكاتب بل إلى
أسلوبه) ،فشكل اقتبسه رجال العلم من شكل المقالة الذّاتيّة ،وذلك لنشر بحوثهم.
صحف شكل وسيلة للتّعبير أن وجدت ،لغاية النّشر ،ال ّ ونتج عن اتّخاذ هذا ال ّ
صصة.278 والمجالّت العلميّة المتخ ِّ ّ
وتتكون المقالة الموضوعيّة في العادة من مقدّمة (تحوي عناصر معيّنة) ،ومن ّ
خطة مضبوطة ،وتدور حول فكرة رئيسيّة واحدة)، جوهر (تسير عناصره ِّوفق ّ
ومن خاتمة (تل ّخص ما أريد إثباته).279
ويمكن تعريف هذا النّوع من المقالة بالقول إنّه:
بحث (أو عمل ِّحجاجي) يحاول ح ّل وعالج مشكل .
280
وبغض النّظر عن هدف الكاتب – يمكن أن ندرج جميع ما ّ الحال .282وعموما –
ي تحت اسم المقالة الذّاتيّة/ يعرض من مسائل علميّة بأسلوب أدب ّ
الموضوعيّة.283
وإن ما يعنينا اآلن في هذا المكان من بحثنا هو المقالة الموضوعيّة .فإذا أردنا ّ
عوضت سسات التّعليميّة ،أمكن القول إنّها ّ
نؤرخ لدخولها كتمرين في المؤ ّ أن ّ
سابع عشر نقاش األطروحات الذي كان شفويّا في الجامعات القديمة. في القرن ال ّ
ث ّم ع ِّ ّمم هذا التّمرين إلى أن صرنا نجده اليوم في مختلف المستويات الدّراسيّة
وفي مختلف الحقول من آداب وعلوم إنسانية واجتماعيّة .بل إنّنا نجد هذا
التّمرين أيضا في مناظرات االنتداب لبعض المهن .هذا عن فرنسا وعن العالم
ي"؛ أ ّما في الجامعات البريطانيّة واألمريكيّة فنجد ،كبديل للمقالة، "الفرنكفون ّ
تلخيص القراءات ( ،)résumé de lectureوالمالحظات النّقديّة ( notes
،)critiquesوالنِّّقاشات ( ،)discussionsوغير ذلك م ّما يدرج تحت عبارة
ي"( .)papersأ ّما كلمة ( ،)dissertationفال تعني في العالم "األنجلوسكسون ّ
إالّ أطروحة تختم دراسة جامعيّة.
ي" (أو المقالة الموضوعيّة) ،وكما تقدّم ،تمرين والمقالة بمعناها "الفرنكفون ّ
لكن المقالة عمل يهجره (بسبب متطلّباته يطلب كثيرا م ّمن يكتب ألجل امتحانّ .
صة منها التّقيّد بمشكل) أغلب من يكتب لغير امتحان.284 المنهجيّة ،وخا ّ
إن المقالة ،وهذا تقدّم أيضا ،تمرين موجود في حقل اآلداب والعلوم اإلنسانيّة ث ّم ّ
واالجتماعيّة .هذا يعني أنّها موجودة في حقل العلوم القانونيّة .
285
ّ
مرة في القرن التاسع عشر (في ال ّسنوات « .)1820بورلي» (،)Bourlet ألول ّي [ ]...ظهرت ّ كتمرين أكاديم ّ
في أعماله العلنيّة للحصول على الدكتوراه ( )Actes publics pour le doctoratالتي نوقشت في كلّيّة
الحقوق في باريس يوم 5ماي ،1820كتب« :نعني بالمقالة خطابا متتابعا ،مترابطا في جميع أجزائه ،ويعلن
تمش ،عن نظام »"Michel Vivant, préc., p. 970, n° 6. . ّ عن
157 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الشّخصيّة
إلخ.
ي ،يمكن القول – استئناسا بما قيل سابقا حول عموم المقالة
في هذا الحقل القانون ّ
الموضوعيّة – ّ
إن:
جاجي) يحاول ح ّل وعالج مشكل ّ المقالة القانونيّة هي بحث (أو عمل ّح
قانوني.
ّ
La dissertation juridique est un essai (ou un travail
argumentatif) pour résoudre et traiter un problème
juridique.
وأه ّم ما يمكن ترتيبه على ما سبق أمران:
ي اختصاص ،يكون قبل الطالب ،الذي يدخل الجامعة في أ ّ أن ّ األول ّ
– األمر ّ
ذلك قد قام :في مرحلة أولى بمقاالت ذاتيّة (اإلنشاء ،)286وفي مرحلة ثانية
بمقاالت موضوعيّة (في الفلسفة ،إلخ .287).وألنّه تعلّم بعد ،أو يفترض أنّه تعلّم
بعد ،منهجيّةَ نوع أو أكثر من المقاالت الموضوعيّة ،فال سبب يدعوه للخشية
صة ،ومعالجة الموضوعات الفكريّة .علي رضا، إن أه ّم أغراض اإلنشاء :الوصف ،والق ّ 286للدّقّة ينبغي القول ّ
شرق العربي ،بيروت -حلب ،ط ،3د .ت ،.ص .12 اإلنشاء السّهل ،دار ال ّ
يتعلق بما قبل الجامعة ،المؤلّفات التّالية :إبراهيم بن صالح ،التّدريب على
287انظر على سبيل المثال ،وفيما ّ
ي ،دار مح ّمد علي الحا ّمي للنّشر،
ي .تعليم أساس ّص الحِّ جاجي – منهجيّة التّحرير .التّاسعة أساس ّاإلنشاء :ال ّن ّ
صفاقس1997 ،؛ هند بن صالح ،دراسة منهجيّة في اإلنشاء والتّحليل لتالميذ الباكالوريا ،دار مح ّمد علي
الحا ّمي للنّشر ،صفاقس1988 ،؛ محي الدّين الكالعي ،طريقة المقال :قواعد منهجيّة ونماذج مطبّقة في تحليل
الزواري،سارة التّونسي ّ
ّ ص والمقالة الفلسفيّة ،دار مح ّمد علي الحا ّمي للنّشر ،صفاقس ،ط 2005 ،2؛ النّ ّ
الزواري ،د .م1998 ،.؛ مح ّمد الغنّوشي والحبيب كتيتة ،م س. سارة التّونسي ّ
منهجيّة الكتابة الفلسفيّةّ ،
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 158
من امتحانات الجامعة ومن المقاالت فيها .فما سيجده في اختصاص الفلسفة أو
التّاريخ أو العربيّة أو علم االقتصاد أو علم االجتماع أو علم القانون (إلخ ).هو
ما كان قد تعلّمه أو شيئا قريبا جدّا م ّما كان قد تعلّمه.
المرحلة الثّالثة
المرحلة الثّانية: (الجامعة):
أنواع من جنس
المقاالت نفس األنواع من
الموضوعيّة أو المقاالت الموضوعيّة أو
العلميّة (في مقاالت من نفس الجنس
المرحلة األولى:
نوع من المقاالت الفلسفة ،إلخ).
الذّاتيّة أو األدبيّة
إذن لن تطلَب ،م ّمن يدخل الجامعة ،مهارة ( )savoir faireغير متو ِّفّرة عنده.
الطالب أكثر في بل ما سيطلب بلوغ درجة أعلى داخل تلك المهارة .وكلّما تقدّم ّ
سنة األولى من اإلجازة إلى أطروحة مستوى دراسته الجامعيّة (من ال ّ
الدّكتوراه) ،كلّما كانت درجة المهارة التي ستطلب منه أعلى فأعلى.
أن ما كتب حول منهجيّة هذا النّوع أو ذاك من المقالة – األمر الثّاني ّ
الموضوعيّة هو نفسه ما كتِّب حول منهجيّة بقيّة األنواع .فمنهجيّة المقالة
الفلسفيّة مثال قيل فيها نفس ما قيل عن المقالة االقتصاديّة أو االجتماعيّة أو
القانونيّة أو غير ذلك (مع اختالفات طفيفة بين هذه االختصاصات :في بعضها
تطلب عنونة األجزاء ،وفي بعضها اآلخر يطلب عدم العنونة؛ في بعضها يحبّذ
المخطط من ثالثة أجزاء؛ إلخ.).ّ ّ
المخطط من جزأين ،وفي بعضها اآلخر يحبّذ
وهكذا يمكن لمن يكتب في منهجيّة المقالة القانونيّة أن يستفيد م ّما يكتب خارج
هذا اإلطار .هذا ما سنفعله ونحن نعرض إلجراءات إنجاز المقالة القانونيّة.
لكن بعد عرض إجراءات اإلنجاز ،أي بعد عرض المنهجيّة ،ينبغي إتباع ذلك
بالممارسة والتّطبيق.
األول) ،وآخر ّ ك ّل هذا يعطي عنوانين :واحد لعرض المنهجيّة (المبحث
لتجسيمها (المبحث الثّاني).
159 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
نص .وإن وردت ومعها سؤال (ما رأيك في ...؟ /إلخ ).أو فالموضوع دراسة ّ
مرافق آخر يتقدّمها أو يأتي بعدها (من قبيل :حلّل وناقش /علّق على هذا التّأكيد
معتمدا ما تلقّيته في الدّرس أو في مطالعاتك /إلخ ،).فالموضوع مقالة طالت
ي ،وسنجده كالمقالة ،ومن ث ّم المقولة أم قصرت (سنصل إلى دراسة النّ ّ
ص الفقه ّ
سنجد هذا الكالم الذي يميّز بينهما غير ذي فائدة ).
289
يتفرع بدورهوكما تقدّم يمكن أيضا أن يكون الموضوع بال مقولة .وهذا القسم ّ
سؤال ،وموضوع ورد في هذه إلى نوعين :موضوع لّم يت ّخذ صيغة ال ّ
صيغة.290
ال ّ
288عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،لبنات في منهجيّة القيام بالمواضيع القانونيّة،
كلّيّة العلوم القانونيّة والسّياسيّة واالجتماعيّة بتونس ،د ت ،ص .4وهنالك وثيقة ثانية (لبنات في المنهجيّة ،كلّيّة
العلوم القانونيّة والسّياسيّة واالجتماعيّة بتونس )2003/ 2002 ،على صفحتها األولى أسماء أخرى غير
ي لألولى لكنّها ال تذكر ذلك (تضيف الوثيقة األسماء الموجودة في الوثيقة األولى .والوثيقة الثّانية نقل َحرف ّ
ي ،ويه ّم الثّاني التّعليق على قرار .والجزءان هما ترجمة لما نص قانون ّاألول التّعليق على ّ الثّانية جزأين :يه ّم ّ
ورد في كتاب "ڥيليپ بيهر" Philippe Bihrو"جيل ڤوبو" Gilles Goubeauxتحت نفس العنوانين.
والوثيقة ال تذكر أنّها ترجمة).
بأن الوثيقة األولى ،وإن لم يوجد عليها تاريخ ،إالّ أنّها ي ّ
شخص ّ إن الوثيقة الثّانية هي النّاقلة علمنا ال ّ
وسبب قولنا ّ
(أول اطالع لنا عليها يرجع إلى سنة .)1990 ّ ّ
أقدم من الوثيقة الثانية ّ
بعد الوثيقة الثّانية ،ظهرت في السّنة الجامعيّة 2010 /2009وفي نفس الكلّيّة وثيقة ثالثة بأسماء ثالثة.
صة عن ذكر "ڥيليپ بيهر" هذا يعني ،إذا كان ث ّم تع ّمد (ولسنا أمام سهو – عن ذكر أصحاب الوثيقة األولى وخا ّ
وزع الوثيقة) ،أنّنا أمامي الذي ّ مجرد تعداد ألسماء المنتمين إلى الفريق البيداغوج ّ ّ و"جيل ڤوبو" – يصحبه
سرقة .انظر حول السّرقة أحد هوامش الفقرة عدد .60
ي مع فإذا تركنا هذه المسألة وعدنا إلى المراجع ،أمكن إعطاء الكتاب التّالي على أن فيه مثاال لموضوع نظر ّ
مقولةFerhat Horchani et Monji Ben Rais, Méthodologie du sujet théorique et du cas :
pratique en Droit International, in : Ferhat Horchani (sous la direction de),
Méthodologie de la préparation des examens et des concours en droit public, Centre
de Publication Universitaire, Tunis, 2008, p. 45 et s.
289انظر الفقرة عدد 170وما بعدها.
290انظر هذه التّقسيمات خارج دائرة المواضيع القانونيّة ،وذلك عندPierre Brunel, La dissertation :
de littérature générale et comparée, Armand Colin, Paris, 1996, p. 22.
161 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الموضوع ال ّن ّ
ظري
وفي جميع األحوال ،يؤ ّكد ك ّل من كتب في منهجيّة أو بالغة التّعبير على
ي ،ولكن أيضا التّطبيق ّ
ي) بالكيف ضرورة قراءة صيغة الموضوع (النّظر ّ
(تأنّي ،تركيز ،إلخ ).وبالك ّم (يختلف عدد القراءات باختالف المقروء
صيغة ،ومن ث ّم الموضوع.291 والقارئين)الذين يحتاجهما إدراك الفهم :فهم ال ّ
ويعطي أحدهم أمثلة لقراءات لم تستجب للمواصفات ،فأخطأت الهدف الذي هو
تناول ك ّل الموضوع وال شيء غير الموضوع:
املعنوي» .هنا من غري املفيد تناول النّظام القانو ّين ّ " )1لنفرض أأ ّن املوضوع« :مفهوم الشّ خص
املعنوي .ومن اخلطأأ اخللط بّي املفهوم والنّظام ،أأو تناول املسأألتّي.
ّ للشّ خص
)2لنفرض أأ ّن املوضوع« :االنصاف والقانون» .هذا املوضوع يدعو ليشء من التّفكري:
جمرد قمية أأخالقيّة ،قاعدة قانون ّية؟
-من هجة ،هل ميث ّل االنصاف ،وهو ّ
-من هجة أأخرى ،هل ميكن للقايض اس تعامل االنصاف لتقومي القاعدة القانون ّية؟ اجلواب
ابالجياب لس ببّي :أأ ّو ًال ،أل ّن القانون يدعو القايض أأحياان ليحمك وفق االنصاف؛ اثني ًا ،أل ّن
القايض ،وحتت غطاء التّأأويل ،يعطي نفسه يف بعض احلاالت سلطة اصالح القوانّي اجلائرة.
وورقة امتحان ال حتوي واحدة من هاتّي املسأألتّي ال ميكن أأن حتصل عىل املعدّل.
السابق .ان ّه ال يدعو )3لنفرض أأ ّن املوضوع« :القايض واالنصاف» .هذا املوضوع خمتلف عن ّ
االّ لعرض مسأأةل واحدة :هل ميكن للقايض أأن حيمك وفق االنصاف؟ وعليه يكون من غري
291انظر على سبيل المثال في تونس :مح ّمد كمال شرف الدّين وكمال نﭭرة ،منهجيّة التّمارين القانونيّة ،كلّيّة
الحقوق والعلوم السّياسيّة بتونس (ب ت) ،ص 15؛ وفي فرنساGilles Goubeaux et Philippe Bihr, :
préc., p. 35 et s.
والتّأكيد على القراءة بمواصفاتها المطلوبة موجود كذلك عند من كتب في المنهجيّة والبالغة في غير التّآليف
القانونيّة .انظر مثالAxel Preiss, préc., p. 21 et s. ; Anne-Marie Lefebvre, La dissertation :
sur un sujet littéraire, Albin Michel, Paris, 1996, p. 15.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 162
أن الهدف من القراءة بالمواصفات المطلوبة أن نصيب هدفا فال يتبيّن م ّما سبق ّ
سل بها نتيجة .بتفصيل أكبر:
نحيد عنه قيد أنملة .فصيغة الموضوع إذن أداة نتو ّ
لدينا لفظ (بمفرده ،أو بمعيّة غيره الذي يم ِّث ّل وإيّاه جملة أو أكثر) ،واللفظ عند
إطالقه يستدعي المعنى في الذّهن ،والمعنى في الذّهن يعبّر عن المرجع (قد
يكون المرجع شيئا موجودا في الخارج ،وقد ال يكون).293
" 1) Soit le sujet : « La notion de personne morale ». Il est inutile de traiter le 292
régime juridique de la personne morale. Ce serait une erreur de confondre les
concepts de notion et de régime, ou de traiter les deux questions.
2) Soit le sujet : « L’équité et le droit ». Ce sujet invite à quelques réflexions :
? - D’une part, l’équité, simple valeur morale, constitue-t-elle une règle de droit
- D’autre part, l’équité peut-elle être utilisée par le juge pour corriger la règle de
droit ? La réponse est affirmative, pour deux raisons : d’abord, la loi invite parfois le
juge à statuer en équité ; ensuite, le juge, sous couvert d’interprétation de la loi,
s’octroie en certaines occasions le pouvoir de corriger les lois iniques.
Une copie qui omettrait l’une de ces questions ne pourrait obtenir la moyenne.
3) Soit le sujet : « Le juge et l’équité ». Ce sujet est différent du précédent. Il
n’invite à exposer qu’une seule question : le juge peut-il statuer en équité ? Il serait
donc inopportun de consacrer un développement substantiel à l’équité, envisagée en
tant que source d’une règle de droit". Jérôme Bonnard, Méthodes de travail
de l’étudiant en droit, Hachette, Paris, 2002, p. 52.
" 293لإللمام بك ّل حجم اإلشكاليّة األنطولوجيّة التي يتض ّمنها ك ّل خطاب ،من المناسب االنطالق من التّفرقة التي
شهير في 1892بين المعنى ( )sens/ sinnوالمرجع أدخلها «ج .فراج» ( )G. Fregeفي مقاله ال ّ
( .)signification ou référence/ bedeutungالمعنى هو ما تقوله عبارة لغويّة؛ المرجع هو الموضوع
فإن «الغالب في إيانا» ( )le vainqueur d'Iénaو«المغلوب في واترلو» ( le الذي قيل حوله ما قيل .وهكذا ّ
،)vaincu de Waterlooأو «تلميذ أفالطون» و«أستاذ اإلسكندر» ،هما معنيان مختلفان ،لكنّهما يحيالن
على وحدة واحدة« ،ناپليون» أو «أرسطو».
صوت .أن تعني ويمكن أن يكون ث ّم معنى وال يكون هنالك مرجع ،مثل أن نتحدّث عن سرعة تفوق سرعة ال ّ
ي (ال يمكن إرجاعه ال إلى الحقيقة المادّيّة
(أن يكون ث ّم معنى) وأن تعيّن (شيئا) ال يتطابقان إذن؛ فالمعنى ذهن ّ
صور والتّمثّل) ،أ ّما المرجع فهو يضيف زعم مسك الحقيقة []...
لألشياء وال إلى الحقيقة الذّهنيّة للتّ ّ
ك ّل كلمة تحيل على شيء (مرجع)؛ فإذا كانت الكلمة اسما علما ،فموضوعها شيء يمكن أن نقول عنه إنّه
موجود؛ وإالّ فالكلمة مفهوم يمكن فقط أن نوجده« .ك ّل كلمة لها مرجع بهذا المعنى البسيط أنّها رموز تقوم مقام
أشياء غير نفسها» ،و«راسل» ( )Russellيستقبل بطريقة ليبيراليّة في مملكة األشياء اللحظات والنّقاط .خارج
الوجود الذي ال يعترف به إالّ لألشياء ،هنالك بقيّة الوحدات« :األعداد ،اآللهات الهوميريّة ،العالقات ،األوهام،
الرباعيّة ،لها جميعا كينونة ( ،)être/ beingألنّه ،إذا لم تكن ث ّم وحدات من هذا النّوع ،فلن المكان ذو األبعاد ّ
صيّة عا ّمة لك ّل األشياء ،والتّنصيص على شيء هو أن نظهر أ ّنه نستطيع أن ننشأ جمال حولها .إذن الكينونة خا ّ
كائن»"Paul Ricœur, Ontologie, Encyclopædia Universalis, 2010. .
الرمز اللغوي ( )signe linguistiqueبين :الدّال ( le signifiant/ le فرق في ّ انظر كذلك من يقول" :ي َّ
)motوالمدلول ([ )le signifiéالمفهوم المعيَّن من الدّال] والمرجع ([ )le référentالحقيقة المطابقة لمفهوم
المدلول] .مثال «كلب» :كلمة «كلب» هي دالّ؛ مفهوم «كلب» ،حيوان من ذوات األربع ،من الثّدييّات ،له شعر
...هو المدلول؛ والمرجع كلب محدّد عناه المتكلّم"Ahmed Hosny, préc., p. 74..
صة ص 953وما بعدها. انظر أيضا :مح ّمد ال ّشاوش ،م س ،ج ،2ص 635وما بعدها وخا ّ
163 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
المعنى أو
المدلول
Signifié
المرجع
اللفظ أو الدّال
Denotatum
signifiant
ou Référent
م ّما سبق ينبغي االحتفاظ بأن لدينا لفظ ،وأن علينا أن نجد معناه ،لكي نصل إلى
المرجع .لكن كيف نجد المعنى؟
وينبغي التّنبيه إلى الفرق بين الخبر حيث الخارج حاصل قبل اللفظ واإلنشاء حيث الخارج غير حاصل قبل
ي هو اإلخبار ،وليس للجملة اإلنشائيّة خارج إنّما لهاصلة" :للجملة الخبريّة خارج وعمل لغو ّ اللفظ .بعبارة مف ّ
شاوش ،م س ،ج ،2ص .776 ّ
ويجزى" مح ّمد ال ّ العمل اللغوي الذي ينجز بها
أن االسم العلم ضرب من الوحدات اللغويّة له خارج وليس له معنى: كما ينبغي التّنبيه إلى ّ
صة العالميّة المعروفة ( De l’autre côté du miroir. [ انظر إلى الفقرة عدد 57حيث ورد مقتطف من الق ّ
كارول" ( )Lewis Carrollتناول مسألة كون االسم )1872. Ch. VI : Le Gros Cocoللكاتب "لويس ّ
العلم ليس له معنى].
والظروف المبهمة فلها معنى وليس لها خارج .وبالنّسبة إلى سائر الوحدات من أفعال ّ أ ّما األدوات من الحروف
وأسماء فقد اعتبرت من قبيل الوحدات التي يكون لها معنى باعتبارها وحدات نظام ،فإذا تحقّقت باالستعمال
شاوش ،م س ،ج ،2ص .)983وبالنّسبة إلى اسم االستفهام فهو أصبحت وحدات ذات معنى وخارج (مح ّمد ال ّ
"أقرب إلى تلك الوحدات اللغويّة التي ليست من قبيل األسماء واألفعال ،والتي ال تقوم وظيفتها على اإلحالة
على شيء في الخارج لكونها ال توافق ذاتا وال حدثا إنّما هي من قبيل الوحدات التي لها داللة وليس لها إحالة،
شاوش ،م س ،ج ،2ص .)1256 الظروف والحروف (مح ّمد ال ّ الزاوية تقارب ّ وهي من هذه ّ
Catherine Kerbrat-Orecchioni, Sémantique, Encyclopædia Universalis 2010. 294
انظرOgden C. K., Richards I. A, T., The meaning of meaning, Routledge and :
Kegan Paul, London, 1923 ; Olivier Soutet, Linguistique, P.U.F., Paris, 1 re éd., 2005,
p. 112 ; Dictionnaire de linguistique Larousse, Lib Larousse, Paris, 1973 : sous le
; » mot « référence
ص وداللته (محاور اإلحالة الكالميّة) ،منشورات وزارة الثّقافة ،دمشق ،1998 ،ص مريم فرنسيس ،بناء ال ّن ّ
.14
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 164
295انظر حول ما سبق :عبد الهادي الفضلي ،دروس في أصول فقه اإلمامية ،مؤسّسة أ ّم القرى للتّحقيق
صالً ومختلفا قليالً ع ّما
والنّشر ،د م ،ط 1420 ،1هـ ،ص 426وما بعدها و ص .450انظر أيضا عرضا ً مف ّ
جاء أعاله ،وذلك في الفقرة عدد 132وما بعدها.
"[…] trop souvent, c’est seulement en corrigeant les compositions que 296
l’examinateur s’aperçoit que le texte qu’il a libellé, peut prêter à des interprétations
différentes". Henri Mazeaud, préc., n° 30.
وما ورد في المتن يتبع مسألة أع ّم ،هي دور القارئ في عمليّة التّأويل:
"بعض النّقّاد يفرضون على أنفسهم االمتحان التّالي ،بصفة صريحة أو ضمنيّة :تأويلي ،هل يمكن أن أقترحه
نتكلم مع مؤلّف حقيقي نالقيه في «الفناك» ()la Fnac؛ كما لو كان يمكن على المؤلّف ،وأجعله يقبل به؟ كما ّ
أن أطلب من «بودلير» ( )Baudelaireأو «ماالرمي» ( :)Mallarméهل هذا ما أردتم قوله؟ ال أستطيع أن
أكلّمهم بالهاتف ألسألهم عن رأيهم .وعلى ك ّل رأيهم ال يح ّل المشكل .وليس ث ّم تأويل يستطيع أن يقدَّم على أنّه
165 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
وقد ال نحتاج إلى اإلشارة إلى أحيان ال تستدعي فيها جميع ألفاظ الموضوع
توقّفا ً عند معناها ،أو مرورا ً بجميع المستويات من معجميّة وصرفيّة وغير ذلك:
لكن الحذر واجب هنا .ويكفي للحذر ّ ي المسافات. فالوضوح يسمح بط ّ
استحضار ما قاله بعضهم وإن كان في سياق مختلف:
ينجر يف أأغلب "ا ّن انطباع الوضوح ،املرتبط بكون التّعبري اذلي حنن بصدده هل معىن واحداّ ،
ا ألحيان عن هجلنا أأو عن عدم خصوبة خيالنا .هذا ما أأحسن «لوك» مالحظته حّي كتب:
« أأكرث من خشص ّ
ظن ،من القراءة ا ألوىل ،أأن ّه فهم مقطعا من الكتاب املقدّ س [ّ ( ]...مث
أأدرك) – بعد أأن ّاطلع عىل التّفاسري اليت زادت أأو ّودلت شكوكه ،و أألقت من ّمث النّ ّص يف
صغ بصفة دقيقة إالّ من «پول لكن االمتحان المتحدّث عنه ليس بغير الدّارج ،ولم ي َ ص)ّ . معنى (المؤلّف ،وال النّ ّ
ّ
تجرأت أحيانا على أن أستخرج من األعمال ما لم يضعه المؤلفون ربّما بينيشو» (« :)Paul Bénichouإذا ّ
عن بصيرة ،فذلك ألملي أن يقبلوا اكتشافه إن كان موجودا ،هذا إذا افترضنا أنّهم يلقون عناية لمجهوداتي
وللغتي» ( .)L'Écrivain et ses travaux, Corti, 1967هذا المقتطف يوضّح موقفا سائدا« .بينيشو» ال
يرجع أبدا القصد ( )intentionإلى سبق القصد ( :)préméditationتوجد في األعمال معاني لم توضع فيها
«عن بصيرة» .أغلب ال ّنصوص تكشف مواقفا ،فروضا واعتقادات غير معترف بها من المؤلّف .إنّها جزء من
المؤلف ودون وعي التّعبير عنه .إذن ّ ص يمكن تفسيره بالفرض الذي قصد المعنى ،إذا كان حضورها في النّ ّ
يمكننا عرضها عليه والحصول على موافقته ،إذا كان حيّا؛ أو على األق ّل أن نمتنع ،إذا كان ميّتا ،عن ك ّل تأويل
نعتقد أنّه لم يكن ليوافق عليه .حسب «بينيشو» ،معيار أو حدود التّأويل إذن هو ما كان المؤلّف سيوافق عليه ،لو
تواصلت معه .هذا يفترض مسارا بكامله .ينبغي في البدء أن أز ّوده بإطار تأويلي ،هذا من شأنه أن يؤدّي بعيدا
ي ،إلخ .ينبغي أن أعطي للمؤلّف درسا كامال ي ،بسيكو -تحليل ّ ي ،بسيكولوج ّ ي ،إيديولوج ّ في صورة تأويل تاريخ ّ
حول ما حصل منذ الوقت الذي وجد فيه .ورغم التّغييرات التّاريخيّة ،يضع «بينيشو» فرضا قويّا وإنسانو ّيا
صا كما لو كان يمكنني أن أتحاور مع مؤلّفه .ومبدؤه في أؤول ن ّ الطبيعة اإلنسانيّةّ : ( )humanisteحول ديمومة ّ
صا في تاريخ األفكار األدبيّة ،وأ ّنه كان يعمل على تحيين األطر االحتراز يفسّر على ك ّل حال أنّه كان مخت ّ
صريحة في الوثائق المعاصرة ي وال ّ العقليّة التي كان يعمل داخلها المؤلّفون ،هذه األطر الضّمنيّة في العمل األدب ّ
للمؤلف إلقناعه ببداهة المعنى المعطى لتأليفه .وهكذا لن يتن ّكر لنا [ ]...في ّ التي يمكن بصفة مثاليّة إراءتها
مؤلف على قيد الحياة ،يمكن أن نسأله عن درجة وعيه بهذه التّداعيات :ال ليؤيّد أو ال يؤيّد التّأويالت، صورة ّ
ص .سيجيب بطريقة مثاليّة« :ال ،لم أرد أن ي واإلمكانيّات الموجودة في ال ّن ّ لكن لتبيان الفجوات بين القصد الواقع ّ
ص يقوله ،وأشكركم على أنّكم جعلتموني واعيا به» .هكذا ،وكما طلب «بينيشو» ،لن أقول هذا ،لكن أسلّم ّ
بأن النّ ّ
يتن ّكر لنا .كتب «پول موران» ( )Paul Morandفي مذكراته :في «مونتيرلون» (:)Dans Montherlant
ّ
تخلت عنّي .ال امرأة تتخلّى عن رجل؛ هذا غير موجود؛ األمر يتعلّق بالتّأكيد برجل .هذا []... صديقة خسيسة ّ
مثل [« ]...پروست» ( )Proustحين جعل السّجينة تضع يديها في جيب المِّ بذل ( )robe de chambreناسيا
أن ال َمباذل ال جيوب لها! «مونتيرلون»« ،پروست» ،هل كانا يقبالن هذه التّأويالت؟ أو «بودلير»« ،بودلير ّ
ونؤول،
ّ سارتر» ( ،)le Baudelaire de Sartreشديد العدوانيّة بسبب فشله؟ ك ّل هذا يبيّن أ ّننا ،ونحن نقرأ
ي لـ« :مونتانيي» المؤلّف .جميعهم لن يكون له الموقف الليبيرال ّ ِّ نضع بالضّرورة فروضا حول
( ،)Montaigneحين تحدّث عن «قارئ مدّع» ( )un suffisant lecteurيقرأ في «البحث» ()les Essais
أكثر م ّما كان «مونتانيي» واعيا بوضعه فيها« :القارئ المدّعي يكتشف كثيرا في كتابات غيره كماالت غير
المؤلف والحظها ،ويعطي تلك الكتابات معاني [ ]...أكثر غنى» .لم يكن «مونتانيي» ّ تلك التي وضعها
صا أفضل ّ ن دائما) غالبا، (أحيانا، نفهم أن يقبل كان أويل.ّ تال بواسطة المكتشف المعنى من مصدوما بهذا الملحق
قرائه األوائل ،مع أخذ المسافة التّاريخيّة ،وبمساعدة معارف جديدة"Antoine Compagnon, Qu'est-. من ّ
ce qu'un ?auteur 12. L'auteur et le droit au respect,
http://www.fabula.org/compagnon/auteur12.php (24 septembre 2010).
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 166
وهكذا ،ال بدّ من قراءة بمواصفات معيّنة .لكن ،ال بدّ معها من مقدرة فنيّة على
استخراج المعنى .فالقراءة – وإن تأنّت ما َو ِّسعَها أن تتأنّى – ال تنفع من لم
صل القدرة؛ والقدرة – وإن بلغت ما َو ِّسعَها أن تبلغ – قد ال تفيد من لم يبصريح ّ
جر مثال.
حرف ّ
فإذا توفّرت القراءة بالمواصفات المطلوبة ،وتوفّرت معها القدرة المستوجبة،
صلة ّ
أن كانت النّتيجة تطابقا للمعنى مع المرجع .بعبارة أبسط :كانت المح ّ
الطريق صار سالكا لكي نقوم بالموضوع ،ال بغيره م ّما هو أكبر أو أصغر منه ّ
أو مختلفا عنه.
قراءة لصيغة
الموضوع:
+قدرة فنّ ّية على أن
تستخلَص من صيغة -متأنّية،
الموضوع المعاني: -بتركيز،
عندها تكون النّتيجة -المعجم ّية، -إلخ.
متمثّلة في أنّ :
-الصّرفيّة،
إمكانيّة القيام -إلخ.
بالموضوع
صارت مفتوحة
"Le plus souvent l’impression de clarté, liée à l’univocité, résulte de l’ignorance 297
ou d’un manque d’imagination. C’est ce que Locke a fort bien noté, quand il écrit :
« Plus d’un homme qui, à première lecture, avait cru comprendre un passage de
l’Écriture ou une clause du Code en a tout à fait perdu l’intelligence, après avoir
consulté des commentateurs dont les élucidations ont accru ses doutes ou leurs ont
donné naissance, et plongé le texte dans l’obscurité » ". Locke, An essay concerning
human understanding, liv. III, chap. IX, § 9, p. 389, cité par : Chaïm Perelman et
Lucie Olbrechts-Tyteca, préc., p. 168.
167 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
مادّة
الموضوع المعنى
صيغة
الموضوع
ينصب اخلالف عىل حدود املوضوع .ومن الأ ّمه ّية مباكن أأن ال هنمل جانبا يدخل يف"معوماّ ،
املوضوع ،ويف املقابل من ا ألمهّ ّية مباكن أأن ال نتناول ما هو خارج عنه .فكّروا طويال []...
فاذا تردّدمت يف حدود املوضوع ،فافصحوا (للقارئ) عن تردّدمك".298
وبعد ما سبق ،أي بعد تحديد مادّة الموضوع ،ينبغي أن نحفر في ذاكرتنا باحثين
تعرضت لتلك عن أجزاء الدّرس (أو أجزاء الكتب ،أو المقاالت ،إلخ ).التي ّ
"Généralement, la divergence porte sur les limites du sujet. Or, il est capital de ne 298
pas laisser de côté ce qui fait partie du sujet et de ne pas traiter ce qui est en dehors.
Réfléchissez longuement […] Si vous hésitez sur le contenu du sujet, indiquez votre
hésitation". Henri Mazeaud, préc., n° 30.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 168
.1استخراج اإلشكاليّة
/1 .1ما اإلشكاليّة؟
ميش اذلي ينبغي ات ّباعه يف املقاةل هو اليت :ينبغي يف أخر الفرض لك مقاةل يه برهنة .والتّ ّ
" ّ
(الامتحان) أأن يكون دلينا اعتقاد بأأن ّنا فهمنا ،وجدان ،أأو عىل ا ألق ّل طرحنا مشالك .ا ّن ا ألمر
299في بعض األحيان يسمح للممت َحن ببعض المراجع .وقد يقال هنا إن ال حاجة للذّاكرة .هذا الكالم غير
كلما دخل الممت َحن بذاكرة ممتلئة ،ومن ث ّم كلّما كانت حاجته إلى المراجع
صحيح .فوقت االمتحان محدود .لذا ّ
التي م ّكِّن منها أقلّ ،كلّما كانت مه ّمته أيسر.
Henri Mazeaud, préc., n° 31. 300
169 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
] (ماذا...[ عىل هذا فا ّن أأفضل مقياس للمقاةل النّاحجة يمتث ّل يف أأن نسأأل.يتعلّق ابثبات يشء
] فاذا اكن...[ ابلّضورة أأن يثبت أأطروحة ّ أأثبتنا؟) ا ّن فرضا يف الفلسفة أأو يف التّارخي ينبغي
. ")] (بوصف الومه...[ فينبغي أأن ال نكتفي،»موضوعنا هو «الومه
301
اهنّ ا املوضوع وقد،] (و) االشاكليّة سؤال...[ "حفص املوضوع ينبغي أأن يسمح ابعداد اشاكليّة
] (و) املقاةل ال...[ سايس ّ السؤال ا أل
ّ ( و) االشاكل ّية يشء أأ.سايس اذلي يثريه ّ صيغ يف شلك
العلمي حول هذا املوضوعّ ال اىل ملء صفحات من الالكم،تأأخذ معناها اكمال االّ اذا معدت
.302")] (واالجابة عليه...[ بل اىل طرح سؤال،أأو ذاك
"Toute dissertation est une démonstration. La marche à suivre dans la disse rtation 301
est la suivante : il faut qu’à la fin du devoir on ait l’impression d’avoir compris,
trouvé, ou au moins posé une question. Il s’agit de prouver quelque chose. A cet
égard, le meilleur critère de la dissertation réussie consiste à se demander à la
manière de Roberval sortant d’Iphigénie : "Qu’est-ce que cela prouve ?" […] un
devoir de philosophie ou d’histoire doit absolument avoir prouvé une thèse […] Si
l’on a pour sujet la rêverie, il ne faut pas se contenter d’une […] description". Denis
Huisman, préc., p. 23.
"L’examen du sujet doit permettre l’élaboration d’une problématique […] La 302
problématique est une question, c’est le sujet énoncé sous la forme de la question
fondamentale qu’il suscite. La problématique est essentielle […] La dissertation ne
prend tout son sens que dans la mesure où elle s’assigne moins de remplir quelques
pages de propos savants sur tel ou tel sujet que de poser une question à laquelle le
devoir va permettre de répondre". Sophie Le Ménahèse-Lefay, préc., p. 20.
"On peut la définir […] comme une perspective choisie pour traiter un sujet". 303
Henri Lamour, préc., p. 21.
"[…] ce qu’on appelait autrefois […] « l’idée directrice » d’une dissertation (et 304
que nous préférons appeler l’orientation générale d’une dissertation vers un
problème fondamental) est vraiment la grande loi du genre". A. Chassang et Ch.
Senninger, La dissertation littéraire générale, Lib. Hachette, Paris, 1955, p. 10.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 170
هذا عن كتب منهجيّة المقالة غير القانونيّة ،أ ّما في المؤلّفات عن المقالة القانونيّة
فنجد:
"تع ّد املقاةل فرصة المتحان [ ]...متكّن ا ّلطالب من مهنج ّية تقدمي (املعلومات اليت أأخذها من
السؤال املطروح".305 احملارضات وغريها ،واليت اس توعهبا) يف نطاق ّ
معّي حيدّده ّ
ظري هو معل ّية فكريّة هتدف اىل حتديد موقف من اشاكل [ ]...املوضوع النّظ ّ
ري "املوضوع النّ ّ
اشاكل واملطلوب منك ّ
حهل".306
"انتاج مقاةل هو اثبات فكرة أأو أأكرث بواسطة احلجج القانونيّة املناس بة".307
"ا ألفاكر ِ ّ
املوهجة [ ]...اليت س تثبتون حصّهتا يف جوهر املوضوع [ ]...ينبغي أأن تكون اخليط
ّالرابط لعملمك".308
"ينبغي وضع الفكرة العا ّمة مثلام توضع نظريّة الثباهتا ،أأو فرض ّية لتأأكيدها ،وذكل حبسب ما اذا
لك ا ألحوال ،ينبغي أأن تكون
الطريقة الاس تقرائيّة .يف ّ الطريقة الاس تنباطيّة ،أأو ّ اس تعملنا ّ
305مح ّمد كمال شرف الدّين وكمال نﭭرة ،م س ،ص .15
306عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .3
"Disserter, c’est prouver une ou plusieurs idées au moyen d ’arguments de droit 307
pertinents". Jérôme Bonnard, préc., p. 59.
"[…] idées directrices […] dont vous allez démontrer la réalité dans le corps de 308
vos développements […] Elles doivent être, en effet, le fil conducteur de votre
travail". Henri Mazeaud, préc., n° 84.
"[…] idée ou […] (des) idées essentielles animant le sujet […] (dont on va faire) 309
la démonstration". Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc, p. 73 (v. aussi : p. 64).
"Toute partie devant développer une idée centrale, l’exposé consistera à exposer 310
deux idées principales". Treillard, préc., p. 7.
171 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
ا ألطروحة (ال ختتلف املقاةل عن أأطروحة ادلّ كتوراه االّ يف كون ا ألوىل أأصغر) يف أأجزاهئا
.311" أأي تربيرا للفكرة العا ّمة،برهنة واسعة
ومن. مفوضوعها هو اثبات حصّة فكرة أأو أأكرث. وليست تالوة أأو عرضا ليشء،"املقاةل برهنة
املمكن جدّ ا ادلّ فاع عن أأطروحة حزبيّة برشط أأن ي ّمت ذكل بدقّة ورصامة؛ فال وجود
البلوغ، ا ألمانة: ويعين توفّر صفات متعدّدة، لكن يوجد هاجس املوضوعيّة،للموضوعيّة
.312 "... الاتّساق،)ابلبحث اىل هنايته (وعدم الوقوف حّي ال خيدم ما تبقّى أأطروحتنا
] (فـ)موضوع...[ تفكري؛ وليست عرضا ملعلومات أأو تالوة دلرس أأو كتاب،"املقاةل برهنة
.313"املقاةل اثبات حصّة فكرة أأو أأكرث
"L’idée générale doit être conçue à la manière d’un théorème à démontrer, ou 311
encore d’une hypothèse à valider selon que l’on recourt à la méthode déductive ou à
la méthode inductive. Dans tous les cas la thèse (la remarque concerne aussi la
dissertation qui est une petite thèse) doit dans ses parties être une vaste
démonstration, c’est-à-dire une justification de l’idée générale". Raymond Gassin,
préc., p. 1171.
"Une dissertation est une démonstration et non une récitation ou un exposé 312
factualiste. Son objet est de prouver l’exactitude d’une ou de plusieurs idées. Il est
parfaitement possible de défendre une thèse partisane à condition que cela soit fait
rigoureusement ; l’objectivité n’existe pas mais le souci d’objectivité existe et
implique plusieurs qualités : honnêteté, exhaustivité, cohérence … ". Claude
Leclercq, Jean-Pierre Lukaszewics et André Chaminade, Travaux dirigés de droit
administratif. Dissertation – Cas pratiques – Commentaire d’arrêts, litec, Paris, 3e
éd., 1991, p. 3 (9e éd., 2002, p. 1).
"Une dissertation est une démonstration, un raisonnement. Ce n ’est pas un 313
étalage de connaissances ni une récitation du cours ou d’un manuel […] L’objet de
la dissertation est de prouver la véracité […] l’exactitude d’une ou de plusieurs
idées". Ferhat Horchani et Monji Ben Rais, Sujet théorique et sujet pratique, in :
Ferhat Horchani (sous la direction de), préc., p. 19 et 20.
االستشارة،ي
ّ قانون نص
ّ على عليقّ ت ال: دراسة وتطبيقات في. منهجيّة قانونيّة، مح ّمد محفوظ:انظر أيضا
، تونس،المختص
ّ منشورات مج ّمع األطرش للكتاب، المقالة القانونيّة، دراسة الالّئحة القانونيّة،القانونيّة
.120 ص،2010
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 172
المقالة هي برهنةٌ
وما سبق مجمل ،والمجمل يستدعي تفصيال :فالمقالة كما نعلم تنطلق من
صيغة معيار يسمح بتقسيم المواضيعموضوع ،والموضوع يأتي في صيغة ،وال ّ
صل في تعريف اإلشكاليّة بأن نتحدّث عنهإلى نوعين314؛ وما ينبغي هو أن نف ّ
نوعي المواضيع النّظريّة.
ْ داخل ك ّل نوع من
/1 .1 .1الموضوع النّ ّ
ظري بدون مقولة
()sujet sans citation
―.79تقسيم وفهرسة.
ي ،وقد يكون استفهاميّا.
قد يكون هذا الموضوع غير استفهام ّ
/1 .1 .1 .1الموضوع في صيغة غير
االستفهام ()sujet non interrogatif
―.80تقسيم وفهرسة.
ي عن شكلين :فإ ّما أن ال يكون جملة؛ وإ ّما
ال يخرج الموضوع غير االستفهام ّ
أن يكون جملة خبريّة.
―.81تقسيم وفهرسة.
الموضوع الذي ليس جملة قد يكون مفهوما أو أمرا واحدا ،وقد يكون أكثر من
مفهوم ع ِّطف الواحد على اآلخر بأداة العطف «الواو» .وسواء كان أمرا واحدا
أو أكثر ،فجميعها بمثابة مخبَر عنه ينتظر خبره.
جملة خبريّة
مفهوم واحد صيغة
ليس جملة ،بل الموضوع
أكثر من مفهوم مخبر عنه ينتظر
عطف الواحد على خبره
اْلخر بالواو
" ―.82األشكلة" تتمّ بالعثور على خرب ميثّل فكرة ،أي بؤرة توتّر.
نقصد بالمفهوم الواحد معنى محدّدا :أن تحوي صيغة الموضوع أمرا هو بمثابة
مخبر عنه ينتظر خبرا .ولع ّل تقديم أمثلة يسعفنا أكثر في تبيان ما نريد:
شفعة.– الموضوع :ال ّ
– الموضوع :الدّولة االتّحاديّة.
– الموضوع :الغلط.
– الموضوع :شروط الغلط.
– الموضوع :مبدأ سلطان اإلرادة.
–إلخ.
و"أشكلة" ( )problématisationهذه المواضيع تكون بالبحث عن خبر
شفعة هي ...؛ الدّولة االتّحاديّة هي ...؛ الغلط هو ...؛ وهكذا) يمثّل فكرة (ال ّ
تحكم المخبر عنه أو أجزا ًء منه.
مجرد
ّ بعبارة أخرى :ينبغي أن نبحث عن خبر ال يكون ،بعد التّفصيل فيه،
مكونات وعناصر المخبر عنه.315 وصف وكشف حساب عن ّ ِّ
ً316
لنوضّح ما جاء للت ّ ّو بواسطة مثالين ،وليكن ّأولهما مثاال خياليّا .
أن الموضوع هو" :طائرة الكونكورد" (.)Le Concorde لنفرض ّ
ولنفرض أنّه وقع القيام به على األنحاء األربعة التّالية:
النّحو ّ
األول:
الطائرة ()Construction de l’avion الفقرة .1بناء ّ
الطائرة ()Exploitation de l’avion الفقرة .2استغالل ّ
النّحو الثّاني:
الفقرة .1األبعاد التكنولوجيّة ()Aspects technologiques
الفقرة .2األبعاد االقتصاديّة ()Aspects économiques
النّحو الثّالث:
الطائرة ()Naissance de l’avion الفقرة .1والدة ّ
الطائرة خارج الخدمة ()Mise hors service de l’avion الفقرة .2وضع ّ
النّحو ّ
الرابع:
ي ( Le Concorde est une réussite الفقرة .1الكنكورد :نجاح تكنولوج ّ
)technologique
ي ( Le Concorde est un échec الفقرة .2الكنكورد :فشل تجار ّ
)commercial
أن التّخطيط هو جواب اإلشكاليّة .إذن من من المعلوم – وهذا سنعود له الحقا ً – ّ
أن عناوين الفقرات التّخطيطات األربعة نستطيع أن نعرف (بعد أن نفترض ّ
تترجم محتوياتها) ما الذي مثّل إشكاليّة عند أصحابها.
ومكونات مادّة ،هي مادّة طائرة
ّ ِّ األول والثّاني والثّالث نجد عناصر في التّخطيط ّ
الكونكورد (بناؤها ،استغاللها ،التّكنولوجيا التي استعملت فيها ،مردودها
أن الخبر هو نفس ي ،والدتها ،إحالتها على التّقاعد) .هذا يد ّل على ّ االقتصاد ّ
تكونه.
المخبر عنه ،وتحديدا العناصر التي ّ ِّ
المكونة لمادّة
ّ ِّ الرابع .فهنا نجد – زيادة على العناصر األمر مختلف مع التّخطيط ّ
طائرة الكونكورد :بناؤها ،استغاللها ،التّكنولوجيا التي استعملت فيها ،مردودها
ي ،إلخ – .فكرة تحكم هذه العناصر أو على األق ّل بعضها .تتمثّل هذه االقتصاد ّ
أن الخبر مختلف عن الفكرة في النّجاح (أو في نقيضه :الفشل).هذا يد ّل على ّ
المخبر عنه ،أي يد ّل على أنّنا أمام إشكاليّة.
بعبارة أخرى :لدينا فكرة (فكرة النّجاح :وجوده /انعدامه) .هذه الفكرة دخلنا بها
إلى مادّة ،أي أنّها و ّجهت تناولنا لعناصر المادّة (من هنا جاء تسميتها بالفكرة
ينجر عن هذا أنّنا أمام مقالةّ ،
ألن المقالة كما تقدّم ّ المو ِّ ّجهة .)idée directrice
هي إثبات شيء.
175 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الرابع
الت ّخطيط ّ الت ّخطيطات الثّالثة األولى
عنصر ...
شرطين بفكرة ،أي سنثبت ونبرهن على أمر .بعبارة شبيهاتها ،سندخل إلى ال ّ
واحدة :ستكون لدينا إشكاليّة ،وسنقوم من ث ّم بمقالة.
أن هنالك شرطين وأنّهما حاسم ومغتفر .حتّى وقد ينتهي بنا المطاف إلى إثبات ّ
شرطين ،بل أثبتنا في هذه الحالة نكون قد قمنا بمقالة ،ألنّنا لم نكتف بعرض ال ّ
شرطين هما حقّا ً شرطان. مثال أن ال ّ
لنقل جميع ما سبق بتعابير مغايرة:
الموضوع مخبر عنه (طائرة الكونكورد) .وما ينبغي هو أن نجد خبرا
(النّجاح) .بهذا نكون أمام إسناد شيء (النّجاح) لشيء (طائرة الكونكورد) .هذا
أناإلسناد ينبغي أن ال يكون بديهيّا ،أي ينبغي أن يكون إسنادا ً قَ ِّلقاً .هذا يعني ّ
أن سؤال اإلسناد (هل الخبر يمثّل بؤرة توتّر ( ،)foyer de tensionأي ّ
طائرة الكونكورد تمثّل نجاحا؟) مح ِّيّر ومربك ( question
،)embarrassanteوجوابه ليس بديهيّا.
في الحالة المعاكسة ،أي حين يكون الخبر ليس بؤرة توتّر ،ويكون اإلسناد ليس
مربكا ،وجوابه بديهيّاً ،في هذه الحالة لن يكون ث ّم إثبات لشيء ولن تكون ث ّم
مكونة لمادّة .نعم هذا مقالة .ك ّل ما سيكون :سرد وكشف حساب عن عناصر ّ ِّ
الكشف قد يكون دقيقا ،نعم قد يكون عميقا ،لكن ك ّل هذا ال يجعله مقالة.
أن هذه فإذا كان الموضوع "شروط الغلط" ،وإذا كان الجميع متّفقا على ّ
أن شروط شروط هي "حاسم" و"مغتفر" ،فال يمكن أن تكون اإلشكاليّة "هل ّ ال ّ
سبب أن ال توتّر على هذا المستوى .وألنّه ال الغلط هي حاسم ومغتفر؟" .وال ّ
توتّر ،سيكون جواب اإلشكاليّة الموهومة وصفا ً للمتّفق عليه ال غير ،وكشف
شروط هي "حاسم حساب عنه ليس إالّ .فعلى هذا المستوى – مستوى كون ال ّ
ومغتفر" – ث ّم سكون وهدوء .فإذا وجد من يستطيع أن يرى ما لم ير (مثال:
شروط هي غير تلك المتّفق شروط هي أكثر ،أو أق ّل ،أو ال شروط ،أو ال ّ ال ّ
سكون ،عندها توجد
317
عليها) ،إذا وجد من يستطيع كشف توت ّر في ذلك ال ّ
اإلشكاليّة.
صوفيّة المعروفة باسمه :التّيجانيّة) بأن نجعلها ويمكن أن نستغ ّل مقولة لل ّشيخ أحمد التّيجاني (صاحب ّ
الطريقة ال ّ
شيخ :العالِّم هو الذي يشكِّل الواضح (حيث ث ّم وضوح ،ث ّم سكون) ،ويوضّح المشكِّل ته ّم ما نحن بصدده .يقول ال ّ
(إذن ،يوصلنا العالِّم إلى سكون غير ذاك الذي جعلنا نفارقه :يوصلنا إلى سكون العلم .انظر الفقرة عدد .)91
318انظر حول تعريف القانون من خالل غاياتهJean-Louis Bergel, Théorie générale du droit, :
Dalloz, Paris, 2e éd., 1989, p. 276 et s.
الز ّروقي ،مقدّمة للقانون ،كلّيّة العلوم القانونيّة والسّياسيّة واالجتماعيّة تونس2009 ، وإن لنا درسا (عبد المجيد ّ
ّ
عرفنا القانون من حيثيّات عدّة منها غاياته .ولقد بدا لنا من المفيد إيراد– )2010لم ننشره بعد .في هذا الدّرس ّ
ما جاء فيه .لكن سنحذف هنا الهوامش ،ومن ث ّم المؤلّفات التي نقلنا عنها األفكار وأحيانا بصفة حرفيّة ،وذلك
لإلنقاص من طول المقتطف .وث ّم مالحظة أخرى :نحن نأخذ ،كما قيل ،من درس لم ينشر بعد .هذا يعني أنّه قد
يصدر وقد ال يصدر .وإن صدر ،هذا يعني أنّه قد يصدر وفيه المحتوى الذي سنذكره وقد يصدر وهذا المحتوى
قد تغيّر .رغم هذه األمور ،رأينا كما تقدّم إيراد ما يلي:
"ما العلّة الغائيّة للقانون؟ ما الذي يبعث عليه ّأوالً وما الذي يطلب أن يوجد آخراً؟ الجواب :خلف ك ّل قانون ث ّم
أمر وربّما أكثر دعا إلى وضعه ،وهذا األمر هو ما يطلب أن يتح ّقق من خالل إعمال القانون .على هذا تتعدّد
الغايات بتعدّد القوانين .فإذا تعدّدت الغايات ،لم يمكن دراستها في إطار عمل يع ّم ك ّل القوانين كالذي نحن
أن هنالك بعض صحيح أيضا ً ّ بصدده ،بل فقط بمناسبة دراسة ك ّل قانون على حدة .ك ّل ما سبق صحيحّ ،
لكن ال ّ
الغايات تقف خلف أغلب القوانين .لذا ال يمكن عدم البحث فيها وذلك على األق ّل لسببين:
ي، أن معرفة الغاية من القانون تحكم عمليّة إعطائه المعنى ،أي عمليّة تأويله .والتّأويل أمر حيو ّ األول ّ
السّبب ّ
صل عن طريق التّأويل. فما ينطبق ليس القانون بل معناه ،والمعنى يح ّ
السّبب الثّاني مرتبط أكثر من السّابق بالدّراسة الجامعيّة .في هذه الدّراسة نقوم بعمل يس ّمى المقالة .والمقالة
حاصلها أن نجد فكرة في مادّة قانونيّة .فإذا عرفنا الغاية أو الغايات من وراء المادّة القانونيّة التي نكتب في
إطارها المقالة ،استطعنا بنفس المناسبة معرفة الفكرة أو األفكار التي تحكم تلك المادّة ،أي استطعنا القيام
بالمقالة.
هذان السّببان لوحدهما كافيان لجعلنا نحاول استخراج أه ّم الغايات التي تقف خلف وضع أغلب القوانين.
شريعة.ي حين استخرج ما يس ّمى بمقاصد ال ّ هذا العمل أتِّي به بعد في إطار القانون اإلسالم ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 178
أ ّما في إطار القوانين الوضعيّة المعاصرة ،فالفقهاء مختلفون في تحديد الغايات التي تقف خلفه .فث ّم من يقول
قوة األ ّمة وتقدّم اإلنسانيّة
إن الغايات هي ّإنّها تتمثّل في العدل وحسن سلوك األفراد ونفعهم وأمنهم .وث ّم من يقول ّ
ي .وث ّم من يضيف إلى الغايات التّقليديّة – التي هي العدل وال ّنظام واألمن والسّير المنتظم للجهاز االجتماع ّ
أن غايات القانون الكبرى أربع :العدالة ،حسن والحريّة .وهنالك من يجد ّّ والتّقدّم – غايات سياسيّة كالمساواة
السّلوك ،خدمة األفراد ،وخدمة المجتمع.
أن مختلف األنظمة القانونيّة تدور بين غايتين :تحقيق ما إلى جانب هذه األقوال ،يمكن اإلتيان بقول آخر مفاده ّ
هو عادل ( ،)le justeأو تحقيق ما هو نافع ( .)l’utileهاتان الغايتان تمثّالن العنوان الجامع الذي تندرج فيه
جميع غايات القانون.
الطرف الضّعيف في العقد ،أو تكون حماية االستقرار ،أو بعبارة أخرى :قد تكون غاية قانون معيّن حماية ّ
تكون تكريس موروث المجتمع والمحافظة عليه .هذه الغايات وغيرها م ّما يشاكلها ال بدّ من أنّها تدخل إ ّما ضمن
عنوان «العادل» أو ضمن عنوان «النّافع».
يعرف القانون بحسب غاياته أن يفعل ذلك من خالل هذا العنوان الجامع. لذا ينبغي لمن ّ
صة ،أي ما ينبغي هو تناول بعض الغايات لكن ما ينبغي أيضا ً هو إفراد عنوان لبعض الغايات التي لها أه ّميّة خا ّ
خاص بها.
ّ ومرة تحت عنوانمرة تحت العنوان الجامعّ ، مرتينّ :
الها ّمة ّ
حسب النّفعيّين ،ينبغي تقديم قيمة المبادرة ( )l’esprit d’entrepriseوقيمة المنافسة وقيمة النّ ّ
مو
(.)croissance
ونجد قواعد قانونيّة في مجاالت اقتصاديّة وغير اقتصاديّة ال يمكن تبريرها إالّ بواسطة فكرة النّفع (.)utilité
شروط التّعسّفيّة ،إذا كان من شأنها تعطيل ّ
حريّة السّوق. مثال ذلك القاعدة التي تمنع ال ّ
مع النّفع ،توجد فكرة العدل ( .)justiceوفعال قد تهدف القاعدة القانونيّة إلى إرساء ما هو عادل .والعادل يرتبط
بعدّة أمور منها المساواة ومنها إيجاد توازن في عالقة قانونيّة ما .مثال ذلك قانون يسعى لتوازن حقوق
وواجبات طرفي عقد ما (بند عدم المنافسة في عقد شغل ،حين يشترط القانون أن يكون محدود الفاعليّة في
ي
شرع ّ الزمان والمكان ،وذلك إلرساء توازن بين مصلحة المشغّل ومصلحة العامل) .مثال ذلك أيضا الدّفاع ال ّ ّ
صة والعا ّمة حيث نجد الذي تحكمه فكرة التّوازن بين االعتداء وردّة الفعل عليه ،أو مثال االنتزاع للمصلحة الخا ّ
غاية إيجاد توازن بين من ينتزع ومن ينتزع منه .في جميع هذه األمثلة وفي غيرها تقف خلف القاعدة القانونيّة
فكرة العدل .ولقد اختلف في تقسيم العدل .لكن ث ّم من يردّه إلى ما يأتي:
ّأوالً العدالة التّبادليّة ( .)justice commutativeوحاصلها إيجاد التّوازن بين األداء واألداء المقابل .هنا نجد
العديد من القواعد القانونيّة التي تقف وراءها هذه الغاية .مثال ذلك القاعدة التي تمنع اشتراط عدم إشراك
شريك في شركة في األرباح أو في الخسائر ،أو القاعدة التي تقول بعدم دفع األجرة في أيّام اإلضراب ،أو ال ّ
الظروف تنفيذه مرهقا ألحد األطراف ،أو القاعدة التي تقول بدفع القاعدة التي تقول بمراجعة العقد إن جعلت ّ
دين الميّت قبل تنفيذ وصيّته .في هذه األمثلة وفي غيرها نجد فكرة ّ
أن األداء ينبغي أن يقابله أداء مثله.
ثانيا ً العدل التّوزيعي ( .)justice distributiveويهدف إلى إيجاد أفضل قسمة ممكنة لألموال وللحقوق
والواجبات بين األفراد ولو كان ذلك على حساب التّوازن بين األداء واألداء المقابل .مثال ذلك تمتيع جميع
بغض ال ّنظر عن مبلغ الجباية الذي يدفعه ك ّل واحد منهم .مثال ذلك أيضا ً القواعد التي ّ المواطنين بمرفق عا ّم
المتسوغين أو تحمي الع ّمال. ّ تحمي
ثالثا ً العدل القانوني ( .)justice légaleويتمثّل في الواجب المحمول على ك ّل أفراد المجتمع في اإلسهام في
تحقيق المصلحة العا ّمة باحترام حقوق المجموعة عليهم.
إن موقف القانون من العدل يمكن أن يتّخذ ثالثة أشكال :أن يكون القانون محايدا وال عالقة له ويقول أحدهم ّ
الربا .أن يخالف العدل يكرس العدالة كأن يمنع ّي .أن ّ بالعدل .مثال ذلك القواعد الف ّنيّة مثل قواعد اإلشهار العقار ّ
ويجعل له غايات أخرى مثل النّظام واألمن والسّلم واالستقرار .فقاعدة التّقادم المسقط لدعوى أداء الدّيون تدير
ظهرها لغاية العدل وتهدف لتحقيق االستقرار ،أي تهدف للنّفع.
وهكذا تتراوح على القانون غايتا العدل والنّفع .لكن هل الفكرتان متعارضتان بحيث يكون العادل «ال نافعا»
فالقوة
ّ والنّافع «ال عادال»؟ الجواب بالنّفي فالعادل قد يكون أيضا نافعا والنّافع قد يكون في نفس الوقت عادال.
الملزمة للعقد ،والعقوبات المدنيّة والجزائيّة ،وحقوق اإلنسان ،ك ّل ذلك وغيره عادل ونافع معاً.
وسواء تطابق العدل مع النّفع أو تعارض الواحد منهما مع اآلخر ،فغاية القوانين ك ّل القوانين مرتبطة بهذين
صة إلى جانب وجودها تحت العنوان العا ّم ،أي المفهومين .لكن يمكن أن نجد بعض الغايات تحت عناوين خا ّ
عنوان العدل والنّفع.
179 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن للفرد حقيقة مستقلّة عن المجتمع وأ ّنه ينبغي عدّه قيمة أساسيّة على ي على اعتبار ّ يقوم المذهب الفرد ّ
فإن الفرد ال يكون وسيلة ي .فما دام «الفرد سابقا على المجتمع وأساس وجودهّ ، ي واالقتصاد ّ المستوى السّياس ّ
مبررا ً باعتباره وسيلة صحيح ،بمعنى أن يكون وجود المجتمع ّ لتحقيق أغراض المجتمع وإنّما العكس هو ال ّ
المنظم ،كان يتمتّع بحقوق طبيعيّة .وهو الذي ّ ي
لتحقيق غايات الفرد .فاإلنسان الفرد ،قبل قيام المجتمع السّياس ّ
ي
ّ ّياسس ال المجتمع فوجود ذلك وعلى وحمايتها. المنظم من أجل تأكيد هذه الحقوق ّ ي
أنشأ بإرادته المجتمع السّياس ّ
يتصور للسّلطة التي ّ الطبيعيّة لألفراد ،تلك الحقوق السّابقة على وجود المجتمع ،وال يبرره إالّ حماية الحقوق ّ ال ّ
إنومبرر قيامهاّ . ّ لم تنشأ إالّ من أجل حماية هذه الحقوق أن ترتكب عدوانا ً عليها ،إنّها بذلك تفقد سبب وجودها
ي يدعو إلى تقييد السّلطة فإن المذهب الفرد ّ السّلطة ضرورة والضّرورة تقدّر بقدرها ال تعدوها ،ومن ث ّم ّ
ي .في هذا الميدان) يجب أن يعطى ووضعها في أضيق نطاق ممكن [( ]...لهذا الكالم ترجمة في الميدان القانون ّ
حق الملكيّة حق غيره في التّملّك [( ]...و) ّ (حريّة تملّك) ما يستطيع أن يتملّكه ما دام ال يعتدي على ّ ّ الفرد []...
ّ
فإن سلطان اإلرادة الفرديّة [ ]...يجب أن يسود العالقات التعاقديّة بين حق مقدّس ال يجوز تقييده [ ]...كذلك ّ ّ
األفراد ،ويجب أن تظ ّل السّلطة بعيدة عن هذا الميدان ال تقترب منه إالّ من أجل إنفاذ سلطان اإلرادة []...
وحمايته».
الحريّة.
ّ وإن تد ّخل فلحماية بعبارة تجمل ما سبق :ينبغي أن ال يتد ّخل القانون في ميدان الملكيّة والعقد (إلخّ ،).
الحريّة ،فينبغي أن يكون ذلك في أضيق نطاق ممكن .هذه الغايات تترجمها عدّة ّ لكن إن استدعى األمر تقييد
إن قوانين في ميداني األموال والعقود .من ذلك قانون 29جويلية 1991المتعلّق بالمنافسة واألسعار القائل ّ
حريّة .ففي هذا القانون وغيره من القوانين الكثيرة ،نجد تكريسا لسلطان أسعار الموادّ والمنتوجات تحدّد بك ّل ّ
الحريّة الفرديّة.
ّ اإلرادة أي نجد قواعد غايتها حماية
في مقابل المذهب الفردي ،يوجد المذهب االشتراكي .يرى هذا المذهب أ ّن حقيقة اإلنسان تتمثّل في كونه كائنا
اجتماعيّا ال يستطيع العيش إالّ داخل مجتمع« .ولذلك يجب النّظر إلى مصلحة المجتمع ّأوال .فإذا تحقّقت سعادة
فإن سعادة األفراد ورفاهيّتهم تتحقّق تبعا لذلك .وهذه هي غاية القانون وفق المذهب المجتمع [ ]...ورفاهيّتهّ ،
صة لألفراد ،بل يجب أن والحريّات الخا ّ
ّ ي[( ]...لذا فـ) القانون ال يجب أن يقف عند حدّ تحديد الحقوق االشتراك ّ
يكون للقانون دورا إيجابيّا [( ]...فـ) يتد ّخل في الحياة [ ]...السّياسيّة واالقتصاديّة لتحقيق المساواة الفعليّة بين
أفراد المجتمع .وتختلف المذاهب االشتراكيّة في تحقيق العدالة االجتماعيّة والمساواة بين األفراد .فمن المذاهب
ما رأى االحتفاظ بالملكيّة الفرديّة على أن توجّه من قبل الدّولة لصالح المجموع [( ]...أي) أن تكون لها وظيفة
اجتماعيّة [ ]...فالحقوق جميعها [ ]...ملك للجماعة .وإذا منحتها لفرد أو أفراد ،فليس معنى ذلك [ ]...االستقالل
ّ
فالحق صالحة. بحق توجيه الحقوق الوجهة االجتماعيّة ال ّ ّ بالحق استقالال مطلقا ،وإنّما تحتفظ الجماعة لنفسها ّ
يسمح به [ ]...طالما أنّه ال يتعارض مع وظيفته االجتماعيّة واالقتصاديّة» .ولالشتراكيّة لون آخر يتمثّل في
ي يقول بهذا اللون شيوعيّة مكانها .وسواء كنّا في نظام سياس ّ إلغاء الملكيّة الفرديّة وإحالل الملكيّة الجماعيّة أو ال ّ
أو ذاك من االشتراكيّة ،فالقوانين ستترجم غايات ذاك النّظام .وهكذا ،قد نجد أنظمة قوانينها تترجم الفرديّة
ي وقوانين لها نفَس وأنظمة قوانينها تترجم االشتراكيّة .بل داخل النّظام الواحد ،قد نجد قوانين لها نفَس فرد ّ
الحريّة.
ّ لحريّة الفرد وفي جانب آخر تقييدا لهذه ي .بل داخل القانون الواحد قد نجد في جانب تكريسا ّ اشتراك ّ
أن األمور في الغالب ال تت ّم في شكل تعارض :إ ّما وإ ّما ،بل في شكل «توليفة». هذا يعني ّ
حق غايتي األصالة والمعاصرة. ما جاء للت ّ ّو يص ّح في ّ
لك ّل مجتمع موروث .وقد يأتي القانون للحفاظ على هذا الموروث أو لتغييره .بل يمكن للقانون أن يزاوج بين
الحفاظ وبين التّغيير .وهنا يمكن تقديم أمثلة كثيرة جدّا لقوانين كانت غايتها واحدة من الغايات التي سبقت .ففي
أن نصوص الميراث قد شخصيّة ،بل إذا أخذنا جانبا منها – أن نجد ّتونس يمكن – إذا أخذنا فقط مجلّة األحوال ال ّ
ص يقرأ من البعض الزوجات فقد غيّر الموروث .نفس ال ّن ّ ص الذي يمنع تعدّد ّ حافظت على الموروث .أ ّما النّ ّ
على أنّه ليس تغييرا ،بل تأويال جديدا للموروث ،أي هو مزاوجة بين الموروث والتّغيير وليس تغييرا صرفا.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 180
ّ
المنظمة للفعل ،أدركنا صلة مجموعة من القواعد القانونيّة
موضوع هي في المح ّ
أن مادّة الموضوع الذي نشتغل عليه تهدف إلى تحقيق غاية من بنفس المناسبة ّ
الغايات التي نجدها في التّعريف المذكور .فإذا وضعنا يدنا على هذه الغاية،
نكون قد وضعنا يدنا على إشكاليّة موضوعنا (أي على الفكرة التي تحكم المادّة
القانونيّة التي نشتغل عليها؛ أو بتعبير سبق معنا :على بؤرة التّوتّر في
الموضوع).
يحق للقانون أن تكون له ّ والسّؤال هنا ليس على مستوى مالحظة أن للقانون هذه الغاية أو تلك ،بل السّؤال هل
هذه الغاية أو تلك؟ بعبارة أخرى :هل من المشروع للقانون أن يكون وسيلة من وسائل تغيير نمط عيش األفراد
وقيمهم؟
ي الذي يقبل للقانون مثل هذا ي الذي يرفض للقانون هذا الدّور ،والمذهب اإلراد ّ هنا ث ّم مذهبان :المذهب الحتم ّ
الدّور.
لكن يبدو أن ث ّم معطى ينبغي إدخاله في االعتبار وهو مدى تعبير القانون عن إرادة المجتمع :هل المجتمع (أو
على األق ّل أغلبه) يريد في لحظة ما أن يغيّر أو هو ال يريد أن يغيّر؟
فإذا وافق القانون ما يريده المجتمع ،كان ما يأتي به مشروعا ً سواء تمثّل في محافظة على الموروث أو في
تغييره أو في مزاوجة بين االثنين.
أ ّما إذا لم يوافق القانون ما يريده المجتمع ،فالقانون غير مشروع.
فالحفاظ كحفاظ والتّغيير كتغيير والمزاوجة كمزاوجة ال تتأتّى منها المشروعيّة ،بل إرادة المجتمع في لحظة ما
إن هذه اإلرادة للمجتمع تتغيّر ،وإذا تغيّرت ،ستصبح مصدر مشروعيّة شيء آخر هي مصدر المشروعيّة .ث ّم ّ
غير الذي كان.
إن خيار الحفاظ أو خيار التّغيير أو خيار فإذا طرحنا ما سبق داخل المجتمعات اإلسالميّة ،أمكن القول عموما ّ
المزاوجة لم يت ّم باستشارة حقيقيّة للمجتمع ولم يكن فيه أخذ برأيه وفق طرق يمكن التّثبّت منها.
مرت به أغلب البالد اإلسالميّة – حاول المستعمر تغيير المجتمع بما يخدم ي– وقد ّ ففي فترة االستعمار الغرب ّ
ي مثال وتتبعناّ رنس الف االستعمار أخذنا فإذا الغرض. هذا في استعملها التي األدوات مصالحه .وكان القانون من
الوثائق التّاريخيّة ،وجدنا أ ّنه سعى إلى أن يوجد قانونا يأخذ مكان القانون اإلسالمي .هذا السّعي – ولكي ال
ت به دفعة واحدة ،بل حاول أن يأتي به بالتّدريج. يفشل – لم يَأ ِّ
بعد االستعمار قامت أنظمة فحافظ بعضها وغيّر بعضها وزاوج بعضها .لكن لم تكن هذه األنظمة أنظمة
ديموقراطيّة حقيقيّة لكي يعدّ ما أتت به مشروعاً.
ّ
فإذا تركنا األنظمة ،وجدنا البعض يقول« :فالمجتمع التونسي ينبغي أن يكون فيه القانون الوضعي سائدا ودون
للمشرع الذي له السّيادة المطلقة
ّ فإن األمر موكول سواه .وإذا كان هناك مجال لالستلهام من التّقاليد اإلسالميّة ّ
في اتّخاذ القرار وتوفير أسلوبه وتحديد مداه .إ ّنه يمثّل السّلطة المناسبة للتّوفيق بين المتناقضات أي بين احترام
طور ومستلزمات التّقدّم» .هذا الكالم سليم شعب وتراثه التّاريخي وقناعاته الدّينيّة وبين متطلّبات التّ ّ هويّة ال ّ
شرع منتخبا بطريقة ديموقراطيّة حقيقيّة من طرف أفراد المجتمع .أ ّما إذا لم يكن األمر بشرط أن يكون الم ّ
كذلك ،فمثل هذا الكالم يسمح لنخبة محافظة أو علمانيّة تكون في السّلطة من أن تبقي الموروث أو تستبدله تبعا
لقناعاتها ال تبعا لقناعات أفراد المجتمع .بعبارة واحدة :يسمح ذاك الكالم بتبرير الديكتاتوريّة.
أن للقانون غايات .بعض هذه الغايات متناقض .والقوانين إ ّما أن تسعى لتحقيق أحد أطراف من ك ّل ما تقدّم نتبيّن ّ
التّناقض أو للمزاوجة بينها في توازن تختلف مفرداته بحسب الحاالت .زيادة على الغايات المتناقضة ،نجد
غايات متداخلة .فالعادل يمكن أن يكون اشتراكيّا ً أو مستمدّا من الموروث .فالغايات إذن ليست مستقلّة عن
بعضها حتّى ال يمكن رؤية هذه الغاية تحت اسم آخر .وعلى ك ّل فمعرفة القانون – زيادة على أمور أخرى
ذكرناها لها عالقة بالتّأويل وبالمقالة – رهين معرفة غاياته .ومبحث الغايات مرتبط وثيق االرتباط بفلسفة
القانون كما تناولناها سابقا ،م ّما يعني تداخل تعريف القانون من خالل أوصافه بتعريف القانون من خالل
غاياته".
181 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
وينبغي أن يكون التّوتّر المكتشف حقيقيّا ،وليس وهما يتهيّأ فقط لصاحب المقالة
(أو المذ ّكرة ،أو األطروحة) دون أن تكون هنالك حجج جدّيّة عليه .فكما ال
مجرد وهم.
ّ مقالة حيث ال توتّر ،كذلك ال مقالة حيث التّوتّر
نفرق بين التّوتّر الوهمي والتّوتّر غير المتوقّع الذي لم ير من قبل. وينبغي أن ّ
فاألول يجعلنا نقوم بمقالة ،أو مذ ّكرة ،أو أطروحة ،ليست مقالة ،أو مذ ّكرة ،أو ّ
ّ
أطروحة .أ ّما الثاني فيجعلنا نقوم بمقالة ،ومذ ّكرة ،وأطروحة ،ال فقط حقيقيّة ،بل
وأيضا طريفة (.)originale
كما ينبغي أن نشير– دون أن يكون في ذلك تناقض مع ما سبق – إلى أنّه يمكن
أن تكون اإلشكاليّة "ما هي شروط الغلط؟" ،ويكون جوابها النّهائي متمثّال فيما
هو متّفق عليه .لكن ينبغي قبل ذلك أن نكون قد نجحنا في وضع هذا الجواب
ي ال َو ْه َم فيه وال اصطناع. موضع تردّد حقيق ّ
صيغة إلى بؤرة توتّر .مثال ذلك: هذا عن المواضيع المحايدة ،لكن أحيانا تنبّه ال ّ
صور ،ينبغي أن تطور مبدأ سلطان اإلرادة .في هذه ال ّ الزواج؛ ّ الحريّة في أحكام ّ ّ
الحريّة؛ الت ّ ّ
طور). ّ ال تخرج "األشكلة" عن اإلطار الذي رسم لنا (في المثالين:
وكأن صياغتها ليست ما ّ بعبارة مختلفة :ينبغي أن ننظر إلى هذه المواضيع
طور ومبدأ سلطان اإلرادة .بهذه الزواج؛ الت ّ ّسبق ،بل هي :الحريّة وأحكام ّ
أن االشتغال على هذه المواضيع هو كاالشتغال على مواضيع النّظرة ندرك ّ
العالقة التي ستأتي معنا .
319
والمشكل الذي تثيره بعض المواضيع النّظريّة هو تحديد المائز بينها وبين
ي أو أكثر .فما الفارق مثال بين أن يكون نص قانون ّ
ّ ي :دراسة تمرين تطبيق ّ
الموضوع :الغلط؛ أو أن يكون :علّق على الفصول 44إلى 48من مجلّة
االلتزامات والعقود.320
سؤال استباق أمر سيأتي هو تعريف التّمرين المتمثّل تقتضي اإلجابة على هذا ال ّ
ي ،321أي التّمرين المتمثّل في التّحليل أو التّعليق. نص قانون ّ في دراسة ّ
ص وردّه إلى فحسب البعض ،التّحليل يساوي التّعليق ،وكالهما :إ ّما تفكيك للنّ ّ
عناصره322؛ وإ ّما ما سبق ومعه تقييم العناصر (تبيان مواطن حسنها ،ومواطن
قبحها).
وحسب البعض اآلخر ،التّحليل ليس مرادفا للتّعليق :فالتّحليل يطلق على
التّفكيك؛ أ ّما التّعليق فيطلق على أمر مغاير هو التّفكيك ومعه التّقييم.323
وفي ك ّل األحوال ،المطلوب عرض عناصر وربّما تقييمها أيضا .لكن األمر
مختلف في الموضوع النّظري .فكما رأينا ال بدّ في المقالة من إشكاليّة .وعليه ال
يمكن في موضوع "الغلط" أن نكتفي بعرض مختلف عناصر الغلط وبوصفها،
بل ينبغي أن نبحث عن بؤرة توتّر ضمن تلك العناصر وأن نجعلها المو ِّ ّجه العا ّم
لتناول العناصر .وكما قيل :المقالة إثبات فكرة بواسطة حجج .وهنا سيت ّم اإلثبات
فإن من ينتهي من قراءة المقالة سيجد أن ث ّم في إطار عناصر الغلط .وهكذا ّ
عرض إليه من عناصر الغلط. عرض لجميع ما وقع الت ّ ّ فكرة عا ّمة و ّجهت الت ّ ّ
ولتفصيل ما جاء للت ّ ّو ،سننقل بطريقة تكاد أن تكون حرفيّة ما جاء عند
أحدهم:324
الخاص.
ّ أن موضوع المقالة :الغلط في القانون – لنفرض ّ
الراء) ( ،)sujet transversalبمعنى َعرض" (بكسر ّ – فهذا الموضوع "مست ِّ
ي .بل هو موضوع يمكن الخاص بما في ذلك القانون الجزائ ّ ّ أنّه ممتدّ في القانون
مدّه إلى القانون العا ّم.325
ي الذي يثيره الموضوع هل الغلط منتج آلثار قانونيّة؟ – نقطة :1المشكل األساس ّ
طى عن غلط في إطار عقد ،هل الرضا المع َ أي هل ينتج حقوقا والتزامات؟ هل ّ
أن قرار وزير (إلخ ،).ات ُّ ِّخذ عن غلط ،يمكن الرضا يلزم صاحبه؟ ...أو هل ّ هذا ّ
إبطاله؟
أن جواب القانون :اآلثار القانونيّة األساسيّة للغلط مرتبطة – نقطة :2يبدو ّ
بامتداد الغلط.
تنجر عنه آثار؛ بمعنى أنّه ال ينتج ّ فمن جهة أولى ،حين يكون الغلط فرديّا ال
ي ،إلخ. حقوقا وال التزامات؛ فالعقد المبرم عن غلط يبطل ،وكذلك العمل اإلدار ّ
لكن من جهة ثانية ،وحين يكون الغلط جماعيّا ،فإنّه يوضع في نفس المقام الذي
توضع فيه الحقيقة فينتج مثلها اآلثار القانونيّةError communis facit jus :
،2007ص .244
Jean-Louis Sourioux et Pierre Lerat, préc., p. 1. 323
وانظر الفقرة عدد .132
Raymond Gassin, préc, p. 1171 et 1172. 324
325عندها ينبغي أن ال تكون صيغة الموضوع :الغلط في القانون .بل ينبغي – لكي ال يحصل سوء تفاهم بأن
يذهب إلى كون الموضوع يتعلّق بما أوردته مجلّة االلتزامات والعقود مثال تحت الفصل – 44أن تكون
الخاص والعا ّم.
ّ صيغة :الغلط في القانون
ال ّ
183 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
موظف في البلديّة ليس ّ تزوجا في البلديّة /من أبرم زواجهما(مثال :رجل وامرأة ّ
الرجل والمرأة غلطا :ظنّا أنّهما تعامال ي /إذن ارتكب ّ له وصف المأمور العموم ّ
أن زواجهما مبرم ِّو ْفق ما يقتضيه القانون والحال أنّه ي ومن ث ّم ّمع مأمور عموم ّ
ي] .إذنشخص مأمور عموم ّ أن ذلك ال ّ
يظن ّ
ّ ي [الك ّلليس كذلك /هذا الغلط جماع ّ
هذا الغلط يوضع في نفس المقام الذي توضع فيه الحقيقة فينتج مثلها اآلثار
ي). القانونيّة :أي نعدّ العقد وكأنّه أبرم بواسطة مأمور عموم ّ
ي حقيق ّ
يكونان جزأي الموضوع: – نقطة :3ما سبق يسمح باستخراج عنصرين ّ
الفردي
ّ الفقرة .1الغلط
الجماعي
ّ الفقرة .2الغلط
ظن عادة ،ال يقوم بذاته .فما يعطيه معناه هو ّ
المخطط ،وخالفا لما ي ّ ّ
"لكن هذا –
المنجرة عن الغلط متوقّفة على ّ الفكرة العا ّمة التي مفادها ّ
أن اآلثار القانونيّة
امتداد الغلط .فإذا لم يت ّم التّصريح بهذه الفكرة ،وإذا لم تجعل حاكمة لك ّل جوهر
فإن هذا الجوهر لن يكون مرضيا وذلك حتّى إن كان التّقسيم إلى غلط العملّ ،
يبرر" .
326
ي قابال ألن َّ
ي وغلط جماع ّ فرد ّ
ّ
المخطط: نتصور أفكارا عا ّمة أخرى تؤد ّي إلى نفس ّ – ويمكن أن
سابق :هل يس ِّقط الغلط العالئق القانونيّة التي مثال ذلك أن نطرح سؤاال معاكسا لل ّ
المخطط الذي تقد ّم ،لكن على أساس ّ سؤال يؤدّي إلى نفس أبرمت في ظلّه؟ فهذا ال ّ
ي يس ِّقط العالئق القانونيّة
فكرة عا ّمة مناقضة للفكرة الواردة أعاله :الغلط الفرد ّ
ي يستر بطالن هذه العالئق. التي أبرمت في ظلّه؛ والغلط الجماع ّ
المخطط :طبيعةّ وهنالك مثال آخر وفكرة عا ّمة أخرى تتناسب مع نفس
المصلحة المأخوذة بعين االعتبار .فالمصلحة العا ّمة تؤد ّي إلى جعل الغلط
عطي عنَ تبرر تصحيح رضا أ صة فال ّ ي ينتج آثارا؛ أ ّما المصلحة الخا ّ الجماع ّ
غلط.
مخططا مرتبطا ارتباطا وثيقا ّ أن المثال المختار ه ّم – "علينا أن نالحظ ّ
بالموضوع ( un plan très individualisé par rapport au sujet
ّ
المخطط "مفتاحا وإن ضرورة وجود فكرة عا ّمة ألظهر حين يكون ّ .)traité
عموميّا" (» ،)un plan « passe-partoutمثل:
شروط /آثار؛
آثار تجاه األطراف /آثار تجاه الغير؛
ّ
الطبيعة القانونيّة/النّظام القانون ّ
ي؛
إلخ.
مخططات تسمح باالستدالل على ك ّل شيء (وهذا سبب ها ّم لالبتعاد عنها). ّ فهذه
تتوج بفكرة عا ّمة ،فقدت ما تملكه من قيمة هي بعد ضعيفة" .
327
فإذا لم ّ
―.83فكرةٌ ،أو على األقلّ "ظاهر" فكرة ،أو على أقلّ األقلّ ...
لكن أحيانا ال يجد الممت َحن هذه الفكرة التي تحكم المادّة .328هنا يأتي أحدهم
329
الفقرة .2آثار
يّ ،
ألن المقتطف سيصلح لنا الحقا :انظر ما سيأتي حول "ظاهر الفكرة". عدنا هنا إلى النّقل الحرف ّ
327
إن تساهله مشروط بأن يأتي صاحب هذا النّوع من الدّراسة الجامعيّة .ث ّم ّ
المخططات بمقدّمة متقنة .ويقصد بالمقدّمة المتقنة ،المقدّمة التي حوت جميع
330 ّ
عناصرها.331
ّ
مخططاتهم صله أيضا أولئك الذين "يكسون" واإلتقان في المقدّمة ينبغي أن يح ِّ ّ
بمخططات "كاسيات عاريات") .فهؤالء أيضا ّ بظاهر فكرة (أي من يأتون
الممتحن لكونه أمام
ِّ مدعوون إلحسان االستهالل كي يخفّفوا من تأثير اكتشاف ّ
"ظاهر فكرة" ال أمام فكرة.
وينبغي القول للذين يدخلون االمتحانات أنّه وفي بعض المراجع توجد
ي) أله ّم أنواع صيغ المواضيع.332 مخططات (تس ّمى كما تقدّم :مفتاح عموم ّ ّ
المخططات ال تحوي فكرة .لكن باإلمكان اعتمادها لربح الوقت يوم ّ هذه
االمتحان على مستوى العثور على بنية بالمواصفات المطلوبة .ث ّم ينبغي
مباشرة بعد ذلك البحث عن فكرة وتركيبها على تلك البنية.
اطالع على تعريف القانون ،وتحديدا على هذا البحث سيكون يسيرا لمن له ّ
ي موضوع نعمل تعريف القانون من حيثيّة غاياته .وفعالً ال تخرج مادّة أ ّ
333
المنظمة للفعل .بهذا الوصف ّ عليه عن أن تكون مجموعة من القواعد القانونيّة
هي تهدف إلى تحقيق غاية من الغايات التي نجدها في التّعريف المذكور .هذه
الغاية يمكن أن تمثّل الفكرة (أو بتعبير آخر :بؤرة التّوتّر) التي نبني عليها
التّخطيط ،أو التي نر ّكبها على التّخطيط لو أخذناه جاهزا.
هكذا يمكن أن نعثر وبيسر على فكرة .فإن لم ننجح (مثال بسبب أنّنا لم ندرس
تعريف القانون من حيثيّة غاياته) ،334فينبغي – كما قال منذ حين أحد الفقهاء –
أن نأتي بـ"ظاهر فكرة" ...وذلك "أضعف اإليمان".
―.84إشكاليّة واحدة ألكثر من موضوع؟ /أكثر من إشكاليّة ملوضوع واحد؟
والبحث عن فكرة مو ِّ ّجهة ( )idée directriceأو "األشكلة"
( )problématisationهو ،كما تقدّم ،وضع اإلصبع على موطن توتّر في
ّ
المخطط، تكون مادّته .وليس ث ّم ،على غرار
الموضوع وفي العناصر التي ّ ِّ
335ما نس ّميه اآلن أفكارا تمتدّ أفقيّا هو ما تناولناه منذ قليل كأفكار هي غايات القانون (الفقرة عدد .82على
مستوى الهوامش).
187 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
فكرة ،لكن بينها رابط يبقي العمل متماسكا) .بعبارة واحدة :حين نقوم بموضوع،
نأتي فيه بإشكاليّة واحدة وإن كان يحتمل إشكاليّات أخرى.
أن صيغة الموضوع يمكن أن تكون متمثّلة في أمر واحد هو م ّما تقدّم يخلص ّ
صيغة أكثر
بمثابة مخبر عنه ينتظر خبره .إلى جانب هذا ،يمكن أن نجد في ال ّ
من مفهوم عطف الواحد على اآلخر بالواو.
"غالبا ما ترد املواضيع [ ]...يف شلك مفهومّي أأو أأكرث جيمع بيهنام أأو بيهنا حرف عطف .يف
الصورة جيب تأأويل حرف العطف .والواو ميكن أأن يفيد املقارنة أأو العالقة.
هذه ّ
– وهو يفيد العالقة ان اكن لطريف ّالربط (املقصود :املعطوف عليه واملعطوف) طبيعة خمتلفة.
مثال:
الماركسيّة (= نظريّة)
و
عالقة طبيعة مختلفة
القانون (= مجموعة
قواعد)
– وهو يفيد املقارنة ان اكن لطريف ّالربط نفس ّ
الطبيعة.
مثال:
شكالن الدّول االتّحاديّة
نفس
مقارنة ّ
الطبيعة
من أشكال و
الدّول االتّحادات التعاقديّة
ّ
ويف بعض ا ألحيان ميكن أأن تفيد الواو عالقة ومقارنة (كام س ُي ّ
تبّي :ليس يف نفس الوقت ،بل
و ٌاو أأوىل ملعىن والثّانية للخر).
مثال:
املاركس يّة واملدرسة ادلّ س توريّة ومسأأةل ّ
احلريّة.
الواو ا ألوىل تفيد مقارنة بّي ّ
نظريتّي؛
والواو الثّانية تفيد عالقة النّظريّتّي مبسأأةل ّ
احلريّة.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 188
فرق بين "واو" (تقابلها في الفرنسيّة )et :العالقة و "واو" وهكذا ي َّ
المقارنة؛ويقال ّ
إن "الواو" هي للعالقة ،إذا لم يكن للمعطوف والمعطوف عليه
الطبيعة؛ وإنّها للمقارنة ،إذا كانت لهما نفس ّ
الطبيعة. نفس ّ
―.86كلّ "واو" هي للعالقة.
أن نتيجة المقارنةقول ّ
بأن ويمكن نقاش ما سبق بأن نسأل –حين ننظر إلى ّ
المعطوف والمعطوف عليه بينهما وحدة في نقاط وبينهما اختالف في نقاط
أخرى– :أليست الوحدة واالختالف عالقات؟ ومن ث ّم أليست هذه المواضيع
أن المواضيع جنسكغيرها مواضيع "عالقة"؟ فإذا أجبنا ببلى ،أي إذا أجبنا ّ
واحد هو مواضيع العالقة ،يمكن بعد ذلك القول إنّه ث ّم –داخل هذا الجنس– نوع
يطلب فيه البحث في عالئق بعينها هي الوحدة واالختالف.337
―.87كلّ "واو" هي للعالقة .التّفصيل يف القضيّة.
هذا الموقف هو ما يذهب إليه بعضهم ،حين يقول:338
تتكون منهما صيغةينبغي تعريف حرف العطف الموضوع بين العبارتين اللتين ّ
أن ك ّل عبارة تمثّل موضوعا منفصال، الموضوع .واألكيد أنّه ال ينبغي أن نفهم ّ
الروابط
بل بالعكس تفيد أداة العطف العالقة .بعبارة أخرى :المطلوب عرض ّ
ي نوعالتي توجد بين مجموعتين من الموادّ .وعليه فالمشكل هو تحديدِّ :من أ ّ
شرات تساعد على هذا التّحديد: الروابط؟ ويمكن هنا تقديم مؤ ّ
هي هذه ّ
336عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص 5و .6انظر في نفس االتّجاه:
سيّاري ،تمارين في مادّة القانون اإلداري .الموضوع النّظري ،في :فرحات حرشاني (تحت إشراف)، مح ّمد ال ّ
منهجيّة إعداد االمتحانات والمناظرات في القانون العا ّم ،مركز النّشر الجامعي ،تونس ،2008 ،ص 30؛ غازي
الغرايري ،تمرين في مادّة المنازعات اإلداريّة ،في :فرحات حرشاني (تحت إشراف) ،م س ،ص 61و62؛
.Mounir Snoussi, préc., p. 2
337هذا عن النّقاش ،وهو ممكن كما يرى .لكن الواجب تركه إن كان من جاؤوا بالتّفرقة هم بصدد اصطالح ،إذ
ال تنبغي المضايقة والمشاحّة في األلفاظ واألسماء .انظر حول ما سبق :عبد المجيد ّ
الز ّروقي ،الحجّة العقليّة
ومجلّة االلتزامات والعقود (م س) ،ص ،66الهامش .23ولقد وردت في نفس المكان مقولة لـCicéron :
أن المقارنة تطرح مسألتي الوحدة واالختالف" :المقارنة [ ]...تطرح مسألة الوحدة واالختالف بين مفادها ّ
صديق"Cicéron, De L’orateur, Texte établi, . ّ وال قّ متمل ال ّ، د لمستبوا الملك واالحترام، الخوف شيئين:
traduit et annoté par François Richard, Garnier, Paris, p. 433.
338سنحاول هنا ما استطعنا القيام بترجمة وفيّة لما قاله (مع إضافة على مستوى المقارنة) "جيل ڤوبو"
و"ڥيليپ بيهر"Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 41 et 42. :
189 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ّ
األولين متشابهين ،والثانيين مختلفين .ما هي الواقعة أو باألبيض أو إحساس باألبيض واآلخر باألسود .أس ّمي ّ
شعور بالتّماثل أو باالختالف. ّ
الظاهرة التي تعدّ أساسا لهذه العالقة؟ هي ّأوال اإلحساس المزدوج ،ث ّم ما نس ّميه ال ّ
ّ ّ
لنقف عند هذه الخصوصيّة .التشابه هو بالتأكيد شعور ،حالة نفسيّة لدى المالحظ.
شعور باللونين حالة نفسيّة ثالثة وقعت بعد اإلحساس بك ّل لون من اللونين ،أو يكون (أيضا أن يكون هذا ال ّ
شعور بتعاقبهما) فقط مشموال في األحاسيس نفسها ،فهذا قابل للنّقاش؛ لكن في الحالتين ،اإلحساس بالتّشابه ال ّ
أن التّشابه
وبضدّه ،االختالف ،هو جزء من طبيعتنا ،جزء قابل لقليل من الت ّحليل [ ]...ينتج عن ذلك ّ
خاص.
ّ واالختالف ،تماما كالتّقدّم والتّأ ّخر والتّزامن ،ينبغي أن تص ّنف لوحدها بين العالقات كأشياء من نوع
صة ال يمكن تبسيطها وال يمكن إنّها أوصاف مؤسّسة على الوقائع ،أي على حاالت نفسيّة ،لكن على حاالت خا ّ
تفسيرها.
وكثير من العالقات المعبّر عنها بأسماء أخرى هي في الحقيقة حاالت تشابه ،مثال ذلك المساواة التي ليست إالّ
اسما للتّعبير عن التّشابه التّا ّم المس ّمى بالوحدة بين شيئين اعتبرا من حيثيّة أوصافهما"John Stuart Mill, .
préc., Livre I, Ch. III, § 11.
341الغزالي ،معيار العام في المنطق ،شرحه أحمد شمس الدّين ،دار الكتب العلميّة ،بيروت – لبنان 1410 ،هـ/
1990م ،ص 329و.330انظر في نفس االتّجاه :علي بن مح ّمد بن علي الجرجاني (الوالدة 740 :هـ1339 /
م – الوفاة 816 :هـ 1413 /م) ،التّعريفات ،تحقيق إبراهيم األبياري ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،ط 1405 ،1
هـ 1985 /م ،ص 274و.275
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 190
بعبارة مختلفة ،نقوم بهذه المواضيع على ال ّنحو التّالي :نعتبر المبدأ الفلسف ّ
ي (إلخ ).مفهوما واقعيّا (بمعنى 342
ي .نردّ هذا المفهوم إلى عناصره ث ّم نرتّب هذه العناصر ّ القانون المفهوم إلى ونذهب جانبا نتركه . ) ي
ّ قانون غير
بمخطط ّأول ،فثان ،إلخ[ .جميعها تتوفّر فيه المواصفات] .بعد ّ ترتيبا وفق المواصفات التي سبقت معنا ،ونخرج
ي.
ذلك ،نختار منها الذي نجد أجزاءه في ارتباط مع المفهوم الواقع ّ
191 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
"الواو" لـ :الدّور الذي تلعبه -عبارة تفيد قاعدة فنّ ّية
العبارة الفنّيّة في الحقل الذي تفيده -األخرى تفيد مجموعة من
العبارة الثّانية الموا ّد
وهكذا فاإلشكاليّة في مثل هذه المواضيع تكمن في العالقة .بعبارة مختلفة :يمكن
عدّ المعطوف والمعطوف عليه معا بمثابة مخبر عنه ينتظر خبرا ،كما يمكن عد ّ
ي فيالعالقة بينهما بمثابة الخبر الذي يمثّل بؤرة التّوتّر وما هو إشكال ّ
الموضوع.
إذن ال اختالف في الجوهر بين الموضوع الذي فيه عطف بين أمرين أو أكثر
وما سبقه من أنواع المواضيع ،أي الموضوع الذي نجد في صيغته أمرا
ومفهوما واحدا.
والموضوع الذي فيه عطف والموضوع الذي فيه مفهوم واحد كالهما موضوع
صيغته ليست جملة .إلى جانبهما يوجد الموضوع الذي صيغته تمثّل جملة
خبريّة.
"ان ورد املوضوع يف صيغة اقرار ،جيب حتويل ذكل االقرار اىل سؤال".343
صورة ،من االصطناع القول إنّنا وصلنا إلى اإلشكاليّة من خالل في هذه ال ّ
سؤال :ما الغلط؟ال ّ
بعبارة أخرى :تدخل المواضيع الثّالثة األولى ضمن قسم الموضوع الذي يمثّل
سؤال مفهوما واحدا .وطريقة "أشكلتها" تت ّم على النّحو الذي سبق معنا ،أي ّ
أن ال ّ
343عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .5
344عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .5
345انظر الفقرة عدد .84
193 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
مجرد تبديل لصيغة ّ ينبغي أن يتعلّق بالفكرة التي تحكم المادّة ال أن يكون نتاج
الموضوع من إقرار إلى سؤال.
بقي الموضوع المصاغ في جملة خبريّة .كيف تت ّم "أشكلة" هذا الموضوع؟
إذا انطلقنا من المثال الذي لدينا :التّغرير غلط محدث ،قلنا :لدينا في صيغة
الموضوع خبر أس ِّند باإلثبات (يمكن أن يحصل اإلسناد بالنّفي) للمخبر عنه؛
ي هنا :أن يرى اإلسناد ليس بديهيّا ،أي أن يكشف عن كونه إسنادا ً ق ِّلقاً. واإلشكال ّ
وهكذا ال اختالف بين هذا النّوع من المواضيع وبين الموضوع الذي تحوي
صيغته مفهوما واحدا .ففي الحالتين نحن أمام مخبر عنه .وفي الحالتين نحن
أمام خبر .هذا الخبر إ ّما أنّه موجود في صيغة الموضوع ،والمطلوب منّا أن
نجعل وضعيّته كخبر مح ّل تردّد؛ وإ ّما أنّه غير موجود ،والمطلوب منّا أن
نوجده ،وأن نوجده بوصف معيّن :خبر ث َ ّم تردّد في إعطائه اسم ووضعيّة الخبر.
فإذا أردنا اآلن أن نتناول "أشكلة" الموضوع المتمثّل في صيغة خبريّة من
زاوية أخرى ،قلنا :تت ّم هذه "األشكلة" بتحويل اإلسناد في الجملة إلى موضع
تساؤل .فإذا صرنا أمام سؤال ،صارت معالجة هذا الموضوع مماثلة لمعالجة
نوع آخر من المواضيع ،هو الموضوع الذي يرد في صيغة استفهام.
هذا الكالم يعني أنّه ال يمكن قبول قول أصحاب المقتطف الوارد أعاله .وفعال
حولناي كما يس ّمونه) متمثّال في جملة خبريّة ،وإذا ّ إذا كان الموضوع (اإلقرار ّ
الجملة الخبريّة إلى استفهام (كما يدعون إلى ذلك) ،لم يكن هذا كافيا في ك ّل
األحوال ألن نكون أمام إشكاليّة.
األول ،أن يكون الخبر متمثّال في بؤرة بعبارة أخرى ،ث ّم فرضان :الفرض ّ
توتّر؛ في هذه الحالة إذا بدّلنا الجملة من خبريّة إلى استفهاميّة ،بقينا دوما مع
بؤرة التّوتّر ذاتها ،أي مع فكرة وإشكاليّة .الفرض الثّاني ،أن ال يكون الخبر
متمثّال في بؤرة توتّر؛ في هذه الحالة إذا بدّلنا الجملة من خبريّة إلى استفهاميّة،
بقينا دوما مع غياب بؤرة توتّر ،أي مع غياب فكرة وغياب إشكاليّة؛ وفي هذه
صورة ،ينبغي أن نواصل البحث وراء االستفهام للوصول إلى بؤرة توتّر .هذا ال ّ
حولنا نحن صيغته إلى سؤال ،بل الكالم ينطبق ال فقط على الموضوع الذي ّ
على الموضوع الذي هو من األصل سؤال.
"ان ورد املوضوع يف صيغة اس تفهام ،يكفي أأن أأستبدل املفاهمي واللكامت أأو احلروف املفاتيح
مبعانهيا.
مثل:
بيعي؟ الوضعي عن القانون ّ
الط ّ ّ هل يغين القانون
يصبح:
السلطات أأال حاجة لنا بقواعد قانون ّية طبيع ّية 347اىل جانب القواعد اليت ّمت اقرارها من ِقبل ّ
املؤهّةل حسب االجراءات القانونيّة؟".348
السؤال اذلي ينبغي عليك تناوهل قد طرح مبارشة يف صيغة املوضوع .عندها " أأحياان ،يكون ّ
السؤال املطروح .مثال ذكل :عوض أأن يعطي ا ألس تاذ مكوضوع ينبغي اجلواب بدقّة عىل ّ
الرشاكت» ،يفضّ ل صياغة أأكرث حتديدا «هل ينبغي تعديل قانون «مشاريع تعديل قانون ّ
خشص .ذلا
ّ الرشاكت؟» .ويف العموم ،يدعو هذا النّوع من املواضيع ّ
الطالب اىل أأخذ موقف ّ
ينبغي عليه مجع عنارص ح ّل املشلك املطروح من ادلّ رس أأو من الكتب ،وتنظميها لبناء
346ورد هذا المثال في :عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .5
تسرب ،لذا ت ّم تعويض "موضوعيّة" بـ" :طبيعيّة".
347في المقتطف قيل "موضوعيّة ،وهذا خطأ ّ
348عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .5
انظر إلى من يذهب في نفس االتّجاهMounir Snoussi, Méthodologie du sujet théorique, in : :
Ferhat Horchani (sous la direction de), préc., p. 2.
195 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
يعرب عنلك جزء أأن ّ ختطيط يف شلك جواب عىل ذاك املشلك .ويف العادة ،ينبغي لعنوان ّ
أأجوبة واحضة ودقيقة عىل املشلك املطروح.
لنفرض أأ ّن املوضوع «هل ميث ّل فقه القضاء مصدرا للقانون؟»( ،يف هذا املوضوع) أأثبت
خاصا للقانون ( ،)1لكن هل «العميد اكربونييه» الفكرتّي التّاليتّي :فقه القضاء ليس مصدرا ّ
فعرب عن فكرتّي مغايرتّي :فقه القضاء مصدر تأأثري معترب عىل القانون ( .)2أأ ّما «اكپيتون»ّ ،
للقانون متاما كام هو شأأن القانون نفسه ( ،)1وهذا املصدر يصبح أأكرب من زاوية المكّ لكّام تقدّ م
القانون يف العمر(.349 ")2
"Parfois, la question que vous devez traiter est directement posée dans le sujet. Il 349
convient alors de répondre précisément à la question posée. Par exemple, au lieu de
donner comme sujet : « Les projets de réforme du droit des sociétés », l’enseignant
peut préférer des formulations plus ciblées : « Faut-il réformer le droit des
sociétés ? ». En général, ce genre de sujet invite l’étudiant à prendre
personnellement position. Il doit donc réunir les éléments de résolution du sujet
présentés dans le cours ou les manuels, et les organiser pour construire un plan sous
forme de réponse à la question posée. Normalement, les intitulés de chacune des
parties doivent exprimer des réponses claires et précises à la question posée. Soit le
sujet : « La jurisprudence constitue-t-elle une source de droit ? » Le doyen
Carbonnier démontre les deux idées suivantes : « La jurisprudence n’est pas une
source spécifique du droit (I), mais elle exerce une influence considérable sur le
droit (II) ». Capitant exprimait deux autres idées : « La jurisprudence est une source
du droit comme la loi elle-même (I), et cette source devient de plus en plus
abondante à mesure que la loi vieillit (II) »". Jérôme Bonnard, préc., p. 56.
املقالة:العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة 196
إن اإلشكاليّة في ّ ، بعد جمع هذه األجوبة وبعد محاولة تدقيقها،ويمكن القول
.سؤالّ المواضيع االستفهاميّة ليست ال
األولّ سؤال كما قد يفهم من المقتطف ّ هل هي إذن صيغة مرادفة لصيغة ال
الوارد أعاله؟
وال في، ال في صيغته التي قدِّّمت لنا،سؤال ّ فاإلشكاليّة ليست ال. ال:الجواب
صيغة نصل إليها نحن بعد تحديد معنى ما هو من المفاتيح من كلمات
.الموضوع
إذن ما هي؟ كيف نستخرجها؟
سؤال مح ِّيّرا ومر ِّبكا ّ فالجواب أنّها ما يجعل ال،فأ ّما ما اإلشكاليّة
.351)embarrassant(
هذه،سؤال ّ بأن نجلّي بؤرة التّوتّر والقلق في ال: فالجواب،وأ ّما كيف نستخرجها
بمجرد
ّ ال يخرج من أفواهنا،ً بل متردِّّدا،البؤرة التي تجعل الجواب ليس بديهيّا
.سؤال آذانناّ أن يبلغ ال
الحق في عدم تطبيق ّ ما هي شروط الغلط؟ هل التّغرير غلط محدث؟ هل لنا
،صور ال يكفي أن نستبدل الكلمات المفاتيح بمرادفاتها ّ القانون؟ في جميع هذه ال
أو عن كون،سؤال عن شروط الغلط ّ ما الذي يجعل ال:بل ينبغي أن نبحث
أو عن إمكانيّة عدم تطبيق القانون سؤاال مح ِّيّرا؟ أين،التّغرير غلطا محدثا
"Les libellés interrogatifs […] appellent de la part du candidat une nouvelle 350
formulation de la question qui la fasse apparaître sous un jour nouveau, processus
de problématisation qui nous est maintenant familier. Il est en effet nécessaire de
préciser ce point : un libellé qui formule une question indique seulement un but à
atteindre, comparable à : « Comment allez-vous de Toulouse à Paris ? » Il revient au
candidat de brasser cette question pour aboutir à une formulation différente qui
réponde encore au sujet, du type : « Quel est l’itinéraire le plus efficace pour une
conduite nocturne entre Toulouse et Paris ? » Le libellé stipule un but, le candidat
donne des moyens pour l’atteindre. Ils ne peuvent être que personnels et choisis.
Comme on ne peut pas aller de Toulouse à Paris à la fois à pied, à cheval, en voiture,
en avion, par les voies fluviales, par l’autoroute et les départementales, de jour et de
nuit, en semaine et le dimanche, il appartient donc à chacun d’isoler la question ou
le problème qui lui parait le plus intéressant à traiter". Henri Lamour, préc., p. 70 et
71.
.)question/ problématique( ي ّ اإلشكال /ّؤال
س ال :داخله وهنالك ،ّؤال
س ال مطلق هنالك أخرى بعبارة 351
المجردة (ال
ّ ...هذه هي اإلشكاليّة .وكما يالحظ ،اإلشكاليّة أمر ال يرى بالعين
ي .طبعا ً مع استثناء الحالة التي يس َّهل فيها
ترى في صيغة الموضوع االستفهام ّ
شحين بأن يصاغ الموضوع صياغة تكشف مباشرة عن اإلشكاليّة). على المتر ّ
فإذا قيل المقالة إشكاليّة ،يكون قد قيل :المقالة أن ترى توتّرا حيث ترى العين
المجردة سكونا؛ المقالة أن ترى قلقا ً حيث يرى اطمئنان وهدوء .بعبارة ّ
مختصرة :المقالة أن ترى ما ال يرى.
والتّوتّر أنواع ودرجات .فبعد كشف واحد ،يمكن أن نعثر على آخر؛ وبعد
الوصول إلى طبقة أولى ،يمكن أن نزيد من الحفر فنعثر على طبقات أخرى.
لذلك تتعدّد إشكاليّات الموضوع الواحد ،ولذلك يكون بعضها أعمق من بعض.
يمتحن
ِّ إن من يعطي مثال موضوع "ما هي شروط الغلط؟" يقصد أن وقد يقال ّ
مدى إلمام الممت َحن بالمعلومات التي أعطاها له في الدّرس؛ أي قد يقال ّ
إن
شرطان ال أكثر وال أق ّل .ينبغي ّ
الردّ هنا صاحب الموضوع قصد أن يعرض ال ّ
الممتحن قصد ما سبق ،فعلى الممت َحن أن يقوم بما ط ِّلب منه.
ِّ أن بالقول :إن ثبت ّ
للممتحن أن يس ّمي ما طلبه مقالة.353
ِّ لكن ال ّ
يحق
أن األمر لم ك ّل هذا إذا كانت صيغة الموضوع النّظري استفهاميّة .وما يالحظ ّ
يختلف مع ما سبق من مواضيع صيغتها غير استفهاميّة :فـ"األشكلة" هنا
كـ"األشكلة" هناك .بقي الموضوع مع مقولة.
/2 .1 .1الموضوع النّ ّ
ظري مع مقولة ()sujet avec citation
―.90طريقة األشكلة.
أن المقولة ،إن وردت ومعها سؤال (ما رأيك في...؟ /إلخ ).أو رأينا سابقاّ 354
مرافق آخر يتقدّمها أو يأتي بعدها (من نحو :حلّل وناقش /علّق على هذا التّأكيد
ي
كليّة العلوم القانون ّية والسّياسيّة واالجتماعيّة بتونس على موقعها االلكترون ّ ّ 353نشرت
الرئيسيّة
( 2[ http://www.fsjpst.rnu.tnأوت )]2010بعض محاضر إصالح مواضيع امتحانات الدّورة ّ
ودورة التّدارك لل ّسنة الجامعيّة .2010 – 2009والبادرة طيّبة على أكثر من مستوى ،أبرزها ال ّ
شفافيّة .لذا
ينبغي أن تع ّمم .لكن من ينظر إلى المقاالت التي أعطيت ّ
للطلبة من السّنة األولى من اإلجازة إلى الماجستير،
ّ
وتحديدا من ينظر إلى محاضر إصالح هذه المقاالت ،يجد أن األغلبيّة السّاحقة ال تحوي إشكاليّة ،بل تحوي
جردا للمعلومات المعطاة في المحاضرات .هذا يعني ّ
أن ما أسماه أغلب األساتذة مقالة ليس له (إذا نظرنا إلى
ومبررا في امتحان السّنة األولى
ّ مفهوما هذا يكون وقد محاضر اإلصالح التي قدّموها) من المقالة إالّ االسم.
من اإلجازة (انظر ما جاء في الفقرة عدد ،)83لكن هل يمكن أن نجد عذرا في جعل ك ّل سنوات الدّراسة
الجامعيّة سنة أولى من اإلجازة؟؟؟
354انظر الفقرة عدد .74
199 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
استفهامي
ّ
***
استفهامي
ّ غير
إثبات فكرة في
عناصر مادّة
قانون ّية
(أ) من
الفقرة
الثّانية
...نعم سندخل في تفاصيل ...نعم وكلّما كان العمل أعمق كانت التّفاصيل أكبر
لكن دخولنا في التّفاصيل لن يجعلنا ولن يجعل قارئنا من بعدنا يتيه :فالفكرة
ّ ...
مستمرة جميع األجزاء.357
ّ ستشدّ إليها وبصفة
يقول أحدهم:
لك خطاب هو واحدُ ،وخيزتل يف قض ّية [ ]...ووحدة الهدف تؤدّي اىل أأن نبرص من نظرة " ّ
لك أأبواهبا [ ]...اخلطاب
لك شوارعها و ّالساحة العا ّمة ملدين ٍّة ّ
واحدة الكتاب لكّه ،كام نبرص من ّ
هو القضيّة وقد فُ ّ ِصلت ،القضيّة يه اخلطاب وقد اخ ُت ِرص".358
صلت
الفكرة وقد ف ّ ّ هي المقالة
"Tout discours est un, il se réduit à une seule proposition … Cette unité de 358
dessein fait qu’on voit d’un seul coup d’œil l’ouvrage entier, comme on voit de la
place publique d’une ville toutes les rues et toutes les portes … Le discours est la
proposition développée ; la proposition est le discours en abrégé". Fénelon, cité par :
A. Baron, préc., p. 102.
Sophie Le Ménachèze-Lefay, préc., p. 16. 359
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 202
الصغريّ ،مث الأرقام العرب ّيةّ ،مث أأيضا ...ما يُدريين ماذا أأيضا! حلسنا ألحرف ذات احلجم ّ
احلظّ ،لقد أأوجد أأسالفنا وا ألجانب ّّمكً من ّالرموز الس تعامالتنا ّ
حىت أأن ّه ابالماكن أأن ن ُنشئ
هبا ،وبدون عناء ،صيدل ّية صينيّة !
حمشوة مبثل هذه ّالرموز ،ال تثري وال حتلّل وال حت ّل أأ ّي مشلك ،وال تتّخذ موقفا ا ّن مقاةل ّ
لفائدة أأو ض ّد يشء ،يه يف هناية املطاف صيدليّة صينيّة".360
"Cette méthode a été adoptée aussi par nos camarades. Dans leurs articles et 360
discours, dans leurs livres et rapports, ils utilisent d’abord les chiffres chinois en
caractères majuscules, ensuite les chiffres chinois en caractères minuscules, puis les
signes cycliques et les douze signes du zodiaque chinois, puis encore les lettres
majuscules A, B, C, D, les lettres minuscules a, b, c, d, les chiffres arabes, et que
sais – je encore ! Nos ancêtres et les étrangers ont heureusement créé tant de
symboles à notre usage que nous pouvons ouvrir sans peine une pharmacie
chinoise ! Un article qui bourré de tels symboles, ne soulève, n’analyse, ne résout
aucun problème, et ne se prononce ni pour ni contre quoi que ce soit reste en fin de
compte une pharmacie chinoise". Mao Tsé-Tung, Écrits, Coll. « Maspero », II, p.
142-143, cité par Jacques Derrida, La dissémination, Collection "Tel Quel", Seuil,
Paris, 1972, p. 30, note n° 14.
203 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي اليوم – وألجل تحقيق الغاية المتمثّلة في شدّ انتباه لكن العرف األكاديم ّ ّ
القارئ– يقول بوضع عنصر الفائدة في المقدّمة .بهذا القول تكون الفائدة التي
أن الفكرةنضعها في المقدّمة ليست فائدة لثبوت الفكرة ،بل فائدة على تقدير ّ
ستثبت.
ويقضي العقل ،إذا اتّبعنا العرف ووضعنا الفائدة في المقدّمة ،أن نورد الفكرة
ونورد بعد ذلك الفائدة منها .هذا ما يقول به البعض في إطار المقالة غير
سحب على المقالة أن هذا القول واجب ال ّ القانونيّة . 363وحين نتأ ّمل ،نجد ّ
سائد القول بوضع سائد في هذه المقالة ليس ما سبق ،بل ال ّ القانونيّة .لكن ال ّ
تعرض فيه لعنصر عنصر الفائدة في مكان في المقدّمة سابق للمكان الذي ي ّ
اإلشكاليّة أو عنصر الفكرة.364
―.95الفائدة من الفائدة.
وفي ك ّل األحوال ،الستخراج الفائدةِّ فائدة ،إذ أنّه يسهم في تحقيق الوضوح.
يقول أحدهم:
"سأأذهب اىل ما أأبعد :الفائدة نفسها عنرص من عنارص الوضوح .يقول «فيلامن» مبهارة« :رمغ
القصة غامضة ألهنّ ا ال جتعكل هت ّمت» .تعلّموا كيف
املهنج ،رمغ التّوارخي ،رمغ التّفاصيل ،هذه ّ
جتعلوان هن ّمت ،نتأأثّر ،وعندها تكون ّقصتمك واحضة ،دقيقة ،قريبة من احلقيقة".365
ويضيف غيره أنّه ال يؤبه إلثبات ،إذا لم يت ّم إبراز ما يدعو لالكتراث واالهتمام
به:
كريس ،مث ّبتّي بكبة أأنظارمه عىل أأحذيهتم ومعلنّي جفأأة ،ألنفسهم أأو للخرين "اسّتخوا عىل ّ
– ال أأحد يعرف –« :فالن وفالن أأثبتوا أأ ّن أأنىث الفأأر ا ألبيض تس تجيب سلبا لصعقة
قلت هلمّ ،مث ماذا؟ قولوا يل أأ ّو ًال ملاذا ينبغي أأن أأه ّمت، الكهرابء « .»...حس ن ًا ،أأهيّ ا ّ
السادةُ ،
عندها سأألقي ّ
السمع»".366
لكن استخراج الفائدة ليس كلّه فائدة إذ قد يدخل في باب "شاكر نفسه يقرئك
سالم" .يقول «جاك دريدا» – وحديثه ه ّم الفائدة وزاد عليها ليشمل ك ّل ال ّ
المقدّمة ،بل ك ّل مقدّمة –:
جس ل ألب "(ال تنصح البالغة الالكس يكيّة بـ ):املقدّمة ،هذا الادّعاء ،ال ُعجب ،االجعاب ّالرن ّ
اببنه« .املقدّ مة يه جحر عرثة أخر ،ا ألان ممقوتة ،يقول «پاساكل» [ ]...عىل كتابك أأن يتحدّث
عن نفسه بنفسه ،اذا اس تطاع أأن يكون مقرو ًء بّي الخرين» (فولتري) .ولقد [( ]...قال)
عسف يف املقدّ مات» ،وهو يتناول الكتاابت «كوندييّاك» ،حتت عنوان « ّفن الكتابة ،التّ ّ
التّعلمي ّية« :املقدّمات مصدر أخر للتّع ّسف .هنا يربز تفاخر اكتب يغايل عىل حنو مثري
للسخريّة يف قمية املواضيع اليت يتناولها [ ]...أأن يتحدّث املرء عن أأعامهل ،عن سهره ،عن ّ
يقص لك ا ألفاكر اليت دليه [ ]...أأن ّ العوائق اليت اكن عليه جتاوزها ،أأن يُطلع العموم عىل ّ
لك مشلك اىل الوسائل العديدة خيص ّ اترخي احملاوالت غري النّاحجة اليت قام هبا ،أأن يشري فامي ّ
تفّن يف تضخمي لك هذا ّحلهل اذا مل يكن ّمث االّ وس يةل واحدة يه املرادة واملمكنة الاس تعاملّ ، ّ
رضوري ،لن يبقى فهيا
ّ لك ما هو غري الكتاب جلعل القارئ ميلّ .فاذا حذفنا من هذه الكتب ّ
يشء تقريبا .وك ّأين هبؤالء الكتّاب مل يريدوا أأن يصنعوا االّ مقدّ مة للمواضيع اليت تناولوها :اهنّ م
يهنون كتهبم وقد نسوا أأن حيلّوا املشألك اليت أأاثروها» .ذلا يقّتح «كوندييّاك» حذف املقدّ مات
لك الالكم اذلي ميكن أأن ي ُس تغىن عنه» [( ]...و) «كوندي ّياك» مل يفعل (فامي جاء عىل و« ّ
لسانه للتّ ّو) االّ أأن ّكرر «البرواير» اذلي [( ]...اكن قد) قال« :اذا حذفنا من كثري من الكتب
[ ]...تنبيه القارئ ،ورساةل االهداء ،واملقدّ مة ،وال ِفهرس [ ]...فلن تبق االّ بضع صفحات
تحق امس الكتاب»".367 تس ّ
" Ils s’affalent sur une chaise, fixant maussadement leurs souliers et annoncent 366
brusquement, à eux-mêmes ou à d’autres, on ne le sait jamais : « Un tel et un tel ont
montré … que la femelle du rat blanc répond négativement au choc électrique … ».
«Très bien, monsieurs, leur dis-je, alors quoi ? Dites-moi d’abord pourquoi je dois
m’en soucier, alors j’écouterais »".
هذا المقتطف موجود في كتابChaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca, Traité de :
l’argumentation. La nouvelle rhétorique, éd de l’Université de Bruxelles, 1992, p.
23.
"C’est pourquoi il est de bon ton, dans la rhétorique classique, de déconseiller la 367
préface, sa suffisance, sa complaisance, l’admiration narcissique du père pour le
fils.« Les préfaces sont un autre écueil ; le moi est haïssable, disait Pascal […] C’est
املقالة:العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة 206
يظ ّل لإلتيان بالفائدة من اإلشكاليّة، رغم ذلك.وقد يمكن القول بوجاهة هذا النّقد
. وهي المساهمة في توضيح العمل،فائدة ال يمكن التّضحية بها
تكون،خرجت اإلشكاليّة ْ َفإذا أب ِّْرز
ِّ ومن قبل ذلك إذا است،ت أه ّميّة اإلشكاليّة
.الخطوة الموالية متمثّلة في البحث عن عناصر الجواب على اإلشكاليّة
à votre livre à parler pour lui-même, s’il parvient à être lu dans la foule ». (Voltaire).
Traitant Du genre didactique, Condillac décrit, dans De l’art d’écrire, l’Abus des
préfaces : « Les préfaces sont une autre source d’abus. C’est là que se déploie
l’ostentation d’un auteur qui exagère ridiculement le prix des sujets qu’il traite […]
parler de ses travaux, de ses veilles, des obstacles qu’on a eus à surmonter, faire part
au public de toutes les idées qu’on a eues […] donner l’histoire de toutes les
tentatives qui ont été faites sans succès ; indiquer sur chaque question plusieurs
moyens de la résoudre, lorsqu’il n’y en a qu’un dont on veuille, et dont on puisse
faire usage ; c’est l’art de grossir un livre pour ennuyer son lecteur. Si l’on
retranchait de ces ouvrages tout ce qui est inutile, il ne resterait presque rien. On
dirait que ces auteurs n’ont voulu faire que la préface des sujets qu’ils se proposaient
de traiter : ils finissent, et ils ont oublié de résoudre les questions qu’ils avaient
agitées ». Condillac propose alors d’« élaguer » les préfaces et « tous les mots dont
on peut se passer » […] Condillac répète La Bruyère qui lui-même … (dit) « Si l’on
ôte de beaucoup d’ouvrages […] l’Avertissement au lecteur, l’Épître dédicatoire, la
Préface, la Table […] il reste à peine assez de pages pour mériter le nom de livre»".
Jacques Derrida, La dissémination, Collection « Tel Quel », Seuil, Paris,1972, p.
52. note 26.
"(La préface) est la parole du père assistant son écrit, répondant de son fils, 368
s’essoufflant à soutenir, à retenir, à idéaliser […] La scène se jouerait […] entre le
père et le fils […] Le narcissisme est la loi". Jacques Derrida, préc., p. 52 et 53. V.
dans le même sens p. 35.
207 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
369انظر مثال إشكاليّة أخرىAbdelmagid Zarrouki, L’erreur, mode d’emploi ou l’erreur :
sans peine ( préc.), p. 1887, n° 6.
370انظر الفقرة عدد 12وما بعدها.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 208
مادّة الموضوع
استخراج فكرة مركزيّة
المكونة
ّ والعناصر
(ف )
للمادّة :ع ،1ع ،2إلخ.
سف ،بأن نرى الفكرة فيوهنا ينبغي ،ونحن نربط الفكرة بالمادّة ،أن نحذر التع ّ
عناصر للمادّة أجنبيّة عنها ،تماما ً كما كانت تلك المرأة في بالد العجائب تجد
عبرة في ك ّل شيء:
"«مك يه همووسة ابس تخالص عربة من ّ
لك يشء» قالت «أليس» بيهنا وبّي نفسها.
« أأراهن عىل أأن ِّك تتساءلّي ملاذا ال أأضع ذراعي حول خرصك؟ قالت «ادلّ وقة» بعد برهة من
جرب؟» الصمت .أل ّين لست متأأكّدة من مزاج طائرك .هل ّ
عيل أأن أأ ّ ّ
209 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
قالت «أليس» حبذر ويه ال تريد أأبدا أأن تراها ّمتر من الالكم اىل، قد يصيبك مبنقاره-
.التّجربة
والعربة اليت تُس تخلص أأ ّن من،الطريقة ّ الطري واخلردل يلكعان بنفس ّ هذا. هذا حصيح-
. جيمتعان،يتشاهبان
.» الحظت «أليس،الطري ّ لكن اخلردل ال يش به هذا النّوع من ّ -
«كن كيفام: والعربة اليت تُس تخلص من هذه الواقعة.» قالت «ادلّ وقة، أأان متّفقة معك متاما-
«ال تعتقد أأبدا نفسك خمتلفا ّمعا بدا:تريد أأن تبدو» أأو ليك أأحتدّث بطريقة أأكرث وضوح ًا
.»للنّاس أأو أأ ّن ما كنت أأو كنت س تكون هو خمتلف ّمعا كنت واكن سيبدو خمتلفا
لكن، أأ ّين كنت سأأفهم أأكرث لو ر أأيت هذا مكتواب، الحظت «أليس» بأأدب، أأعتقد-
.371"أأخىش أأ ّين مل أأس تطع تتبّع ما قُل ِته
"« Quelle manie elle a de tirer une morale de tout ! » pensa Alice. 371
« Je parie que tu te demandes pourquoi je ne mets pas mon bras autour de ta taille,
reprit la Duchesse après un moment de silence. C’est parce que je ne suis pas sûre de
l’humeur de ton flamant. Faut-il que je tente l’expérience ?
– Il pourrait vous piquer d’un coup de bec, dit prudemment Alice qui ne tenait pas
du tout à la voir tenter l’expérience.
– Tout à fait exact. Les flamants et la moutarde piquent également. Et la morale de
ce fait est : « Qui se ressemble, s’assemble ».
– Mais la moutarde ne ressemble pas à un flamant, fit remarquer Alice.
– Je suis entièrement d’accord avec toi, dit la Duchesse. Et la morale de ce fait est :
« Sois ce que tu veux avoir l’air d’être » ou, pour parler plus clairement : « Ne te
crois jamais différente de ce qui aurait pu paraître aux autres que ce que tu étais ou
aurais pu être n’était pas différent de ce que tu avais été qui aurait pu leur paraître
différent ».
– Je crois, fit observer Alice poliment, que je comprendrais cela beaucoup mieux si
je le voyais écrit ; mais je crains de ne pas très bien vous suivre quand vous le dites".
Lewis Carroll, Alice au pays des merveilles, 1865, Chapitre I.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 210
لدينا اآلن الفكرة مرتبطة بعناصر متعدّدة :ف +ع ،1ف +ع ،2ف +
ع ،3وهكذا .وعلينا اآلن أن:
◄ نجمع المتماثالت ونفصل المتخالفات ،فنصل إلى مجموعتين (أو ثالث على
أقصى تقدير).
مجموعة أشياء
مجموعة أشياء
مختلفة عن أشياء
متماثلة
المجموعة األخرى
• ف +ع2 • ف +ع1
• ف +ع10 • ف +ع4
• إلخ. • إلخ.
• ف +ع2
• ف +ع10
• إلخ.
• ف +ع1
• ف +ع4
• إلخ.
211 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
◄ نأتي إلى المجموعة األولى (الفقرة ،)1ونرجعها إلى عناصرها:أي نفتح الحزمة
األولى (الفقرة )1ونسقط منها عناصرها التي ستقع كما اتّفق.
ث ّم نجمع المتماثالت ...
ث ّم نقدّم المتقد ّم ...
فنصل إلى مجموعتين (أو إلى ثالث كحدّ أقصى) داخل المجموعة األولى (الفقرة
،)1
وواحدة من المجموعتين متقدّمة على األخرى.
الفقرة .1مجموعة من المجموعتين
(أ)
(ب )
(أ)
(ب )
(ب )
وحين ال نجد فكرة ونبقى فقط أمام عناصر (ع /1ع/2ع/3إلخ :).نجمع
المتماثالت ...ونقد ّم المتقدّم من العناصر ،ث ّم نغلّف المجموعتين بـ" :ظاهر
فكرة".
ّ
بالمخططات ويمكن أن نستعين لهذا الغرض بكتب المنهجيّة في الجزء المتعلّق
ّ
المخططات أو خزنّا في الذّاكرة هذه
النّموذجيّة ( . 372) plans-typesفإذا ّ
ّ
لمخطط صة مرتبطة باالمتحانات .وإالّ فإ ّنه ينبغي القول إن ال وجود 372ما جاء أعاله يه ّم فقط ظروفا ً خا ّ
صدَفة دون وظيفة تنتظر مجيء َ فارغا، شكال ّ الإ ط ّ
المخط ليس وفعال، ي. ّ
لمخطط نموذج ّ ي" :ال وجود
نموذج ّ
ّ
مخطط لك ّل ي مضمون .هنالكّ أ شكل ال المضمون، هذا شكل ّ الإ آخر شيئا إذن ليس مقالة تخطيط []... مادّة
المخطط يتغيّر حسب المواضيع"Dominique Folscheid et . ّ ّ
مخطط لهذه المقالة .والنّظام أو مضمون،
Jean-Jacques Wunenburger, Méthodologie philosophique, P.U.F., Paris, 1992, p.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 212
صيغة ستحيلنا على واحد من بعضها ،ننظر إلى صيغة موضوعنا .وال ّ
ي" الذي تقترحه هذه الكتب.بعد ذلك نغ ِّلّف المخططات /المفتاح العموم ّ ّ "
ّ
المخطط الذي أ ِّحلنا عليه بـ" :ظاهر فكرة".
ّ
المخططات النّموذجيّة" موجودة عند العديد من المخططات /المفاتيح" أو "ّ و"
المؤلّفين ،منهم:
200 et 201.
373ث ّم مؤلَّف باللغة العربيّة نقل فيه صاحباه ما جاء عند "جون -پيار ڤريدال" :عكاشة مح ّمد عبد العال وسامي
بديع منصور ،المنهجيّة القانونيّة ،منشورات الحلبي الحقوقيّة ،بيروت ،2002 ،ص 110وما بعدها (في طبعة
:2009ص 234وما بعدها).
213 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
(ثانيا) .1المخ ّططات المبنيّة على مخرج واقعي ( plans par issues
)concrètes
تصورين (أو ثالثة) يمثّالن الح ّل والمخرج ّ إمكان دراسة الموضوع على أساس
الممكن:
◄ المخارج التّقنيّة ()issues techniques
ي ()plan par sanctions techniques مخطط الجزاء التّقن ّ ّ ♦
يبنى على الجزاء :بطالن /معارضة /فسخ /تعويض /إقالة /إلخ.
ي ← إبطال بند ،عامل إلبطال العقد /إبطال بند ،عامل مثال :إبطال بند تعاقد ّ
لتغيير العقد.
مخطط الوصف التّقني ()plan par qualifications techniques ّ ♦
ي الذي يعاقب به عدم تنفيذ متع ّمد للعقد ← الغرامة التّهديديّة مثال :المبلغ المال ّ
ي /التّعويض. شرط الجزائ ّ ( /)l’astreinteال ّ
ي.
حق عين ّ يّ / حق شخص ّ صيد على أرض الغير ← ّ حق ال ّمثالّ :
ي على وسائل فنّيّة ()plan par procédés techniques مخطط مبن ّ ّ ♦
اإلتيان بتقنيتين (أو أكثر) يمكن أن تتناول بواسطتهما المادّة.
ي ← مساواة بإيجاد تماثل /مساواة بإيجاد مثال :المساواة في القانون المدن ّ
تخالف.
◄ المخارج العمليّة ()issues pratiques
المقصود هو النّتائج العمليّة التي تؤدّي إليها التّقنية القانونيّة.
الطالق ← التّعويض الزوجة عن الضّرر المادّي الناشئ عن ّ مثال :تعويض ّ
برأس مال /التّعويض بجراية.
(ثانيا) .2المخ ّططات المبنيّة على المصادر الواقعيّة ( plans par origines
)concrètes
المخططات المبنيّة على المصادر التّقنيّة ( plans par origines ّ ◄
)techniques
مثال :التّعويض عن الضّرر النّاشئ عن عدم تنفيذ العقد ← التّعويض عن
ي) /التّعويض شرط الجزائ ّ ي (بند تحديد المسؤوليّة – ال ّ طريق االتّفاق التّعاقد ّ
عن طريق القضاء (االسترداد – التّقدير – إلخ.).
خاص بشخصه / ّ حق الدّائن ّ
حق حق الدّائن في إبطال عقود مدينه ← ّ مثالّ :
حق المدين.مشتق من ّ ّ حق الدّائن ّ
حق ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 214
المخططات المبنيّة على المصادر العمليّة ( plans par origines ّ ◄
)pratiques
مثال :المسؤوليّة التّعاقديّة للبائع المحترف ← في إطار عالقته بمحترف /في
إطار عالقته بمستهلك.
تدخل األشخاص ( plans par ّ (ثانيا).3المخ ّططات المبنيّة على
)interventions de personnes
المخطط على فعل أو عدم فعل األشخاص ،والمصالح، ّ المقصود هو بناء
ّ
والمنظمات ،إلخ.
مثال ذكر سابقا :التّعويض عن الضّرر النّاشئ عن عدم تنفيذ العقد ← التّعويض
ي) /التّعويض شرط الجزائ ّ عن طريق اتّفاق األطراف (بند تحديد المسؤوليّة – ال ّ
عن طريق القضاء (االسترداد – التّقدير –إلخ.).
مثال :إفراغ البضائع المنقولة ← من قِّبَل النّاقل /من قِّبَل المرسل إليه /من قِّبَل
مقاول تفريغ البضائع.
(ثانيا) .4المخ ّططات التّزامنيّة ()plans synchroniques
تكون:
بمكوناته أو بميدانه أوّ ◄ بتوصيف المفهوم المدروس (اإلتيان بمعياره أو
خصائصه) (الفقرة ،)1وبمعالجة دخوله في الحياة القانونيّة (نظامه ،أو آثاره ،أو
جزاؤه ،أو إجراءاته ،إلخ().الفقرة .)2
المخططات :وصف ( /)descriptionسير ()fonctionnement؛ ّ مثال ذلك
شروط /اآلثار؛ النّشأة/ الطبيعة /النّظام؛ ال ّ مجال /آثار؛ نشأة /آثار؛ مفهوم /نظام؛ ّ
االنقضاء؛ المجال /النّظام؛ المصادر /الفوائد؛ المعيار /المنتفعون؛ المعيار/
شيء؛ إلخ. شيء /مدّة ال ّ الطبيعة /اإلعمال؛ نشأة ال ّ النّتائج؛ ّ
الخاص (الفقرة .)2
ّ ◄ بجعل العا ّم (الفقرة )1في قبالة
المخططات :المبدأ /حدوده. ّ مثال ذلك
أو بجعل القانون العا ّم (الفقرة )1في قبالة الحلول االستثنائيّة (الفقرة .)2
◄ بتمييز ميادين اآلثار الفنّيّة.
ويمكن أن نف ّكر هنا في:
شيوع بين صالحيّات (أو العكس) .مثال :ال ّ (الفقرة )1الملكيّة (الفقرة )2ال ّ
صالحيّات /الحسابات. الزوجين ← ال ّ ّ
215 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
سبب في مادّة المسؤوليّة عن (الفقرة )1األصل (الفقرة )2اإلجراءات .مثال :ال ّ
فعل األشياء ← القواعد األصليّة /قواعد اإلثبات.
الت ّمييز بين ميدانين أو اختصاصين قانونيّين .مثال ذلك :دافع ما ال يلزمه ←
دافع ما ال يلزمه ونظريّة الغلط /دافع ما ال يلزمه ونظريّة اإلثراء بدون سبب.
ططات الغائيّة ( plans de finalité / (ثالثا) المخ ّ
)téléologiques
مبررة بداعيين أو هنا تكون الحلول ،التي يطلب الموضوع كشف حساب عنهاّ ،
ي بعين االعتبار ،أو ال يأخذها بعين االعتبار، ثالثة دواعي يأخذها النّظام القانون ّ
أو يالئم بينها .وعليه ،هناك مواضيع يت ّم تناولها على أساس المصالح القائمة ،أو
على أساس ال ِّقيم التي يريد القانون تكريسها أو محاربتها:
(ثالثا) .1المخ ّططات المبنيّة على المصالح القائمة (plans par intérêt en
)présence
األول
مخطط يقوم جزؤه ّ ّ ◄ مصلحة شخصين أو مجموعة أشخاص .مثال ذلك
على مصلحة ته ّم البائع ،والثّاني على مصلحة ته ّم المشتري.
مخطط يقوم جزؤه ّ ◄ مصلحة ثالثة أشخاص أو مجموعة أشخاص .مثال ذلك
الزوجين ،والثّاني على مصلحة ته ّم األبناء ،والثّالث األول على مصلحة ته ّم ّ ّ
على مصلحة ته ّم الغير.
◄ مصلحة شخص واحد في وضعيّتين أو ثالث وضعيّات مختلفة.
ّ
الطفل هو الذي ألحق الضّرر /الطفل الطفل والمسؤوليّة التّقصيريّة ← ّ مثالّ :
ضرر. لحق به ال ّ هو الذي ِّ
(ثالثا) .2المخ ّططات المبنيّة على ال ِّقيم)(plans de valeurs
المقصود بال ِّقيَم هنا ال ِّقيَم في معنى واسع ،أي المقصود الدّواعي األخالقيّة أو
الفنّيّة التي تجمع جملة من الحلول القانونيّة.
تطور مفهوم حسن النّيّة ← حسن النّيّة هو غياب إتيان سوء /حسن النّيّة مثالّ :
ي – الجماعي). هو االعتقاد الخاطئ (الفرد ّ
حريّة التّعاقد /حماية توازن العقد.مثال :حماية المستهلك ← حماية ّ
ططات النّظريّة /العمليّة )(plans idéo-pratiques (رابعا) المخ ّ
ي (الفقرة )2 فيها عرض للقانون وفيها تحاليل نظريّة( :الفقرة )1الح ّل المبدئ ّ
ي ،إلخ.الح ّل القضائ ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 216
الفقرة .2عنوان
(أ) عنوان
(ب) عنوان
ومن المواصفات ،كما رأينا ،أن يساوي العنوان المعنون .لذا ينبغي أن نجد في
العنوان ال فقط المادّة القانونيّة وعناصرها ،بل ينبغي أن نجد مع ما سبق الفكرة.
فمحتوى المجموعات كما سلف فكرة ت ّم ربطها بعناصر.
الفقرة .1عنوان يحمل الفكرة
بل نجد حتّى من يمزج فيضع الفكرة في العناوين الكبيرة ويترك العناوين
صغيرة محايدة.
ال ّ
الفقرة .1عنوان يحمل الفكرة
فإذا انتهينا من وضع العناوين على ك ّل مجموعة ،تكون الخطوة الموالية أن
نرتّب ما بداخلها.
―.99املخطّطات الصّغرية.
ك ّل شيء داخل ك ّل مجموعة ينبغي أن يكون مو َّجها نحو الفكرة ،وينبغي أن
يؤتى به كجواب أو كمسهم في الجواب على اإلشكاليّة .وال يخرج عن هذا
الحكم إعطاء مثال ،أو القيام بوصف ،أو نحو ذلك .فك ّل محتوى في الجوهر
ينبغي أن يكون ح ّجة ،وأن يثبت أو أن ينفي .هذا االرتباط باإلشكاليّة ينبغي أن
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 218
يكون ظاهرا ال يخطئه حتّى قارئ قليل االنتباه .376هذا يعني أن نرتّب الحجج
على النّحو الذي سبق أن تحدّثنا عنه .فبجمع المتماثالت وبتقديم المتقد ّم ينساب
الحجاج ،ويقوى من هنالك تر ّكزه ث ّم فاعليّته .وإذا كان التّرتيب إلى مجموعات
ِّ
ّ
مخططات مخططات ،فترتيب الحجج داخل المجموعات يفضي إلى ّ يفضي إلى
صغيرة ال تعطى تفريعاتها عناوين إالّ ّ
والمخططات ال ّ صغيرة (.)mini plans
أنّها – كك ّل ترتيب – ضروريّة لتحقيق الوضوح.
― .100خمطّط صغري واحد يف كلّ املوضوع .مقاربة املوضوع.
تعرضنا إلى طرق جاهزة لترتيب الحجج .377بهذه ّ
الطرق يسير ولقد سبق أن ّ
الحجاج في جميع العمل على نمط واحد .هذا النّمط يس ّمى مقاربة الموضوع ِّ
ي اليوم أن ال يطلب اعتماد مقاربة( .)approche du sujetوالعرف األكاديم ّ
لكن البعض في األطروحات وفي المقاالت يلزم نفسه بذلك .هذا ما واحدةّ .
ي الذي سيسير صص جز ًء في المقدّمة يعلن فيه عن النّمط ِّ
الحجاج ّ يجعله يخ ّ
يتعرض فيه للمقاربة.
صص جز ًء ّ عليه عمله ،أي أنّه يخ ّ
―.101املسوّدة أو العمل التّحضرييّ.
وبغض النّظر عن هذه المسألة التي ال تطلب ،فالتّرتيب في ذاته – وبمواصفات ّ
معيّنة – شرط واجب التّوفّر على مستوى صغير ،تماما ً كما رأيناه واجب
الوجود على مستوى كبير.
والتّرتيب مرحلة تعقب استخراج اإلشكاليّة وإبراز فائدتها وتحديد عناصر
الجواب عليها.
واستخراج اإلشكاليّة وما يتبعه مرحلة تلي استحضار مادّة الموضوع.
واستحضار مادّة الموضوع مرحلة تأتي بعد تحديد معنى صيغة الموضوع.
وجميع هذه المراحل اختزلناها – أسوة بكتب البالغة القديمة – في قسمين:
أن مؤلّفات منهجيّة المواضيع القانونيّة تنظر إلىاالكتشاف ،والتّرتيب .ومعلوم ّ
شروع في العمل كيفما سيقدّم للقارئ. جميع تلك المراحل على أنّها تأتي قبل ال ّ
ي أو ما يقرب من ذلك. المسودة أو العمل التّحضير ّ
ّ لذلك تختزلها في قسم تس ّميه
صيغة الموضوع
صيغة
الموضوع
استخراج معناها
مادّة الموضوع
مادّة
االكـتـشـاف
الموضوع
استحضار عناصرها
العمـــــل الت ّ
استخراج
اإلشكاليّة
حضيــــــــــري
إشكاليّة
استخراج فائدتها الموضوع
عليها
ترتيب هذه
العناصر في
مجموعات
(بمواصفات
معيّنة) وعنونة ك ّل
التــرتـيـب
مجموعة تخطيط
الموضوع
والعمل التّحضير ّ
ي ها ّم ،فإذا قمنا به على النّحو الواجب (خا ّ
صة إذا استخرجنا
صلة) ،لن يبقى لنا بعد ذلك إالّ أن نخيط أمورا ً
عناصر ك ّل مجموعة بصفة مف ّ
هي جاهزة بعد وموجودة أمامنا .لذا يقول بعضهم إن باإلمكان تخصيص ثلثا
وقت االمتحان لمرحلة التّحضير .378ففي امتحان بثالث ساعات ،يمكن أن ننفق
ساعتين في هذه المرحلة ،على أن نترك ساعة أو تزيد لتحرير ما يقرب من ال ّ
378عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .1
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 220
(أ) المقدّمة
كتايب يّتكّب من 5صفحات :صفحة تقريبا للمقدّ مة ،صفحتان للفقرة ا ألوىل،
"ابلنّس بة اىل معل ّ
صفحة ونصف للثّانية ،نصف صفحة للخالصة.
ابلنّس بة اىل العرض الشّ ّ
فوي اذلي يدوم 30دقيقة 6 :دقائق تقريبا للمقدّ مة 12 ،دقيقة للفقرة
ا ألوىل 9 ،دقائق للثّانية 3 ،دقائق للخالصة".382
صصه المبتدئون للمراجعة يكون أقصر من ذاك الذي ينفقه غير أن الوقت الذي يخ ّ 379جاء عند البعض ّ
ّ
المبتدئين" :تظهر البحوث التجريبيّة التي وقع القيام بها على أنشطة المراجعة اختالفات ها ّمة بين من لهم خبرة
صص من لهم خبرة وقتا أطول لعمليّة المراجعة ،ويكتشفون مشاكل أكثر ،ويقومون ومن هم مبتدئون .عموما يخ ّ
بمراجعات تتعلّق بجميع مستويات اإلنتاج"Pierre Coirier, Daniel Gaonac’h et Jean-Michel .
Passerault, préc., p. 161 et 162.
380انظر الفقرة عدد 64وما بعدها.
Jérôme Bonnard, préc., p. 67. 381
221 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
وأه ّم عناصر المقدّمة موجود بعد لدينا ألنّنا اشتغلنا عليه ضمن ما اشتغلنا عليه
المسودة بما
ّ في مرحلة االكتشاف .للتّأ ّكد من هذا ،يكفي أن نقارن الذي عندنا في
مكونات المقدّمة .وإنّنا ،وبعد عرض ما تقوله ورد في مؤلّفات المنهجيّة حول ّ ِّ
بعض هذه المؤلّفات ،سننطلق منها لنقد ّم اقتراحا.
األول
القول ّ
"حتتوي املقدّ مة عىل أأربعة عنارص:
)1التّعريف بعنارص املوضوع ...
)2بيان الفائدة من املوضوع :الفائدة النّظريّة – الفائدة العمل ّية.
)3بسط املشلك القانو ّين...
)4عرض ّ
اخملطط املتّبع وتعليل ذكل".383
القول الثّاني
"حتتوي املقدّ مة عىل عنارص رضوريّة وعنارص ّ
متغرية:
الّضوريّة )1العنارص ّ
– تعريف املفاهمي ومتيّيها عن املفاهمي اجملاورة.
– جمال املوضوع.
– طرح االشاكل.
– االعالن عن املوقف منه.
– االعالن عن ا ألقسام ا ألساس يّة ّ
للخطة.
)2العنارص ّ
املتغرية
– أأ ّمهية املوضوع :وميكن أأن تمكن هذه ا أل ّمهية حسب املواضيع يف أن ّية ( )actualitéاملسأأةل
خيي)Historique( . املطروحة؛ يف بعدها التّار ّ
نس ،فال بأأس أأن نذكّر يف املقدّ مة وبرسعة مبوقف
الوضعي التّو ّ
ّ – ان تعلّق املوضوع ابلقانون
بعض التّرشيعات ا ألجنب ّية من املسأأةل.
مالحظة .1اجتناب مقدّمات املقدّمات ،أأي تكل اليت ترجعنا اىل عصور غابرة :االنسان
اجامتعي ّ
ابلطبع. ّ حيوان
للطالب أأن يتعامل مع العنارص اليت وقع عرضها ،لكن عليه أأن ينهتيي مالحظة .2ميكن ّ
مبقدّ مته رضورة اىل ثالثة عنارص مرت ّبة ّالّتتيب التّايل :اشاكل – موقف – أأقسام
أأساس ّية".384
القول الثّالث
ميكن ّتبين موقف مفاده تقس مي املقدّ مة اىل ثالثة أأجزاء .ومن انفةل القول التّأأكيد عىل أأن ال
يُعلن عن هذا التّقس مي ،وعىل أأن يظ ّل مبثابة ختطيط غري مر ّئ:
)1الث ّلث ا أل ّول :حتديد املوضوع
هنا "منوضع" مادّة املوضوع داخل القانون أأو داخل جزء منه لو أأ ّن تكل املادّة حمدودة
الامتداد.
وينبغي ،يف أأقرب وقت ممكن ،أأن نذكر صيغة املوضوع يك يعّل القارئ ما اذلي س يقر أأ .لكن
ينبغي ،وحنن نذكر ما نذكر ،أأن ال نُشعر القارئ بأأ ّن هذه يه صيغة املوضوع.
ّمث ينبغي امتام هذا التّحديد اجلغرايف بذكر س ياج املادّة :الفصول القانونيّة ،أأو القضاء لو مل يوجد
قانون.
وهذه املعطيات حول مصدر املادّة س تعمتد لالنتقال اىل بقيّة حمتوايت املقدّ مة.
)2الث ّلث الث ّاين :ابراز أأ ّمهية املوضوع
نظري ها ّم.
– نقاش ّ
– فوائد معليّة.
384عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .8
األول والثّاني أتيا في مؤلّفين تونسيّين .ويمكن أن نضيف إليهما:
وإن القول ّ ّ
سيّاري ،م س ،ص .28 مح ّمد ال ّ
; Mounir Snoussi, préc., p. 8 ; Ferhat Horchani et Monji Ben Rais, préc., p. 17 et 18
Leïla Chikhaoui et Raïa Choubani, Méthodologie du sujet théorique et du cas
pratique en droit financier, in : Ferhat Horchani (sous la direction de), préc., p. 103
et s.
223 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
– مسأأةل أأعيد جتديد طرهحا يف كتاب أأو أأطروحة أأو يف قضاء حديث .واذا اكن ّمث اختالف
بّي حمامك ا ألصل وحممكة التّعقيب ،فهذا جيعل الفائدة حيّة أأكرث .وهنا ينبغي تفسري الاختالف
لكن دون ذكر أأس بابه .فهذه ا ألس باب سّتد يف اجلوهر .وتبلغ الفائدة درجهتا القصوى ،لو أأن ّنا
أأمام تغيري يف موقف حممكة التّعقيب.
– رؤية القانون اذلي نعمل عليه خمتلفة عن رؤية غريه .وهنا أأيضا يدخل تفسري الأس باب يف
اجلوهر ،لكن ذكر اختالف ّالرؤية مظهر لفائدة املوضوع.
حتّض لتغيري القانون (هنا أأيضا س نكون أأمام اختالف رؤى). – هناكل أأعامل ِ ّ
ويف هذا الث ّلث الث ّاين ،ينبغي أأيض ًا عرض املعطيات التّارخي ّية املتعلّقة ابملا ّدة .فاذا اكنت هذه
املادّة مس تحدثة ،فال بأأس من أأن نقول بأأن ال أأثر لها فامي س بق من قوانّي.
السابقة للتّ ّعرض اىل القانون املقارن. وينبغي أأيضا اس تغالل واحدة من الفرضيّات امخلس ّ
خاصة اذا اكن القانون اذلي نعمل عليه خيتلف عن غريه ،أأو اذا اكن ويكون هذا مقبوالّ ،
س يلحقه تغيري.
لك مقدّ مة ينبغي أأن نأأيت ابلتّارخي والقانون املقارن معا ،أأي أأن نأأيت بقانون لك ،يف ِ ّ وعىل ٍّّ
مقارن يف ّالزمان واملاكن.
)3الث ّلث ا ألخري :االشاكليّة واالعالن عن ّ
اخملطط.385
الرابع
القول ّ
ينبغي أأن تس هت ّل املقدّ مة بتعريف ،وبتحديد املوضوع.
فوي) والقارئ (ابلنّس بة اىل التّمرين املكتوب) ينبغي أأن يعّل
فالسامع (ابلنّس بة اىل التّمرين الشّ ّ
ّ
سي
ومن البدء فمي متث ّل العمل.
حاول أأن ت ُِّقدم ا ألس باب اليت جعلتك تقص هذه النّقطة أأو تكل ،وذكلحّي ُحت ِّدد املوضوعْ ،
حّي تشعر بعدم الاطمئنان من اتيان االقصاء .قد يعيبون عليك قرار االقصاء .لكن ا ألخطر
أأن يعاب عليك عدم التّ ّعرض لتكل النّقطة بسبب هجكل لها.
وحّي حتمك املوضوع نصوص قانونيّةّ ،
فتعرض الهيا.
ّمث ب ِ ّ ّْي بعد ذكل جدوى املوضوع ...أأ ْ
ظهر ملاذا حيتاج املوضوع معاجلة ،وذكل ليك تش ّد
سامعك أأو قارئك اىل معكل ...اجهتدْ يف االتيان أأ ّو ًال ابجلدوى العمل ّية ألهنّ ا ا ألسهل يف
معليّة العرض و ألهنّ ا اليت تشدّ أأكرث .لكن ال هتمل اجلدوى النّظريّة.
ان اكن التّارخي جديرا بأأن يؤّت به ،فضعه يف املقدّ مة (طبع ًا ،ان اكن التّارخي من الأ ّمه ّية حبيث
لك املوضوع ،مفاكنه عندها س يكون اجلوهر ال املقدّ مة). حيمك ّ
لكن ماكن هذه املعطيات هو ميكنك أأن تضع أأيضا يف املقدّ مة معطيات من القانون املقارنّ ،
عادة اخلالصة.
املوهجة للموضوع .تكل االّ أأ ّن أأ ّمه يشء يف املقدّ مة هو االعالن عن (الفكرة أأو) ا ألفاكر ِ ّ
(الفكرة أأو) ا ألفاكر اليت اس تخرجهتا من املادّة القانون ّية اليت ِمعلت علهيا .أأي تكل (الفكرة أأو)
ا ألفاكر اليت س تثبت حصّهتا يف اجلوهر .فهذه (الفكرة أأو) ا ألفاكر يه اخليط ّالرابط لعمكل.
وليك نس تطيع أأن نتتبَّعك ،ينبغي أأن نعرفها .ال تّتك املس متع أأو القارئ يصل لوحده وشيئا
فشيئا اىل ما لن تكشفه هل االّ حّي تنهتيي .ال ختش من أأن تذكر ومن البدء ِو ْهجتك ألن ّه ال
أأحد س ُيجهِد نفسه ويتنبّأأ بذكل :أأنت لست بصدد كتابة ّقصة بوليس يّة.
واالتيان (ابلفكرة أأو) ا ألفاكر املُو ِ ّهجة ها ّم ألن ّك وعىل هذه (الفكرة أأو) ا ألفاكر س تجهد نفسك
الرشوع يف الفقرة ا ألوىل.386 اخملطط اذلي س تعلن عنه ،وبوضوح ،قبل ّ اخملطط .هذا ّ يف بناء ّ
القول الخامس
تنقسم عنارص املقدّ مة اىل أأربعة أأقسام:
◄ القسم ا أل ّول :عنارص حتوهيا املقدّ مة دامئ ًا ،وهذا هو احل ّد ا ألدىن اذلي ميكن أأن حتويه
("…)"l’introduction comportera toujours au moins
ـ تقدمي املوضوع
طريقتان للتّقدمي:
طريقة "ال ِق ْمع" ( .)technique de l’entonnoirمثال :موضوعنا الغلط .نبد أأ بنقطة أأوسع
(عيوب ّالرضا مثال)ّ ،مث نضيّق للوصول اىل املوضوع.
الرضــــــــــــا
عيوب ّ
الغلط
الغلط
عيـــــــــــــــــــــوب
الرضـــــــــــــــــــــــا
ّ
الغلط
ـ فائدة املوضوع
♦الفائدة العمل ّية:
ّنبّي:
أأ ّن املوضوع يُطرح كثريا.
أأ ّن احللول اليت ستُس تخرج هت ّم أأشخاصا كثريين أأو لها أاثر اقتصاديّة ها ّمة...
ان أأمكن ،ف ِتبيان كون املوضوع أ ّين يضاعف من ديناميكيّة املقاةل.
♦الفائدة النّظريّة:
لها مس توايت عدّ ة ،ميكن أأن يُذكر مهنا خ ّاصة:
تطور العادات أأو اجملمتع أأو ا ألفاكر الفلسفيّة ... أأ ّن ما س يعاجل يف العمل يّتمج ّ
نظرايت قانون ّية أأساس ّية.
ميس ّأأ ّن ما س يعاجل يف العمل ّ
فين (وجود حتاليل ومواقف متعدّدة ممكنة) ... أأ ّن ما س يعاجل يف العمل هو نقاش ّ ّ
ـ االعالن عن التّخطيط
نبد أأ ابالعالن عن الفكرة أأو ا ألفاكر ا ألساس ّية اليت حتمك املوضوعّ .مث نعلن عن ترتيب
الاس تدالل (...اىل أأن نصل اىل وضع امجلةل اليت حتمل) عنوان الفقرتّي أأو الثالث فقرات.
◄ القسم الث ّاين :عنارص حتوهيا املقدّمة تقريبا دامئا ( l’introduction comportera
")"… presque toujours
ـ تعريف املصطلحات الفنّيّة.
الوضعي (النّصوص ،اخل.).
ّ ـ ذكر مصادر القانون
◄ يُضاف غالب ًا قسم اثلث (":)"Il … (s’ajoutera à l’introduction) souvent
حتديد املوضوع (فقط حّي يكون ّمث مشلك عىل هذا املس توى).
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 226
هذه إذن عناصر المقدّمة ،وهذه هي األقوال فيها .وكما يرى ال توجد اختالفات
تذكر بين المؤلّفين .لذا يمكن لمن يقوم بمقالة أن يتّبع من يشاء .لكنّنا هنا سنزيده
مجرد تأليف يجمع بين ّ اقتراحا .واالقتراح لن يعدو أن يكون في أساسه إالّ
األقوال :ما ورد منها بعد ،وما ضاق عنها المكان.
―.105حلظات ثالث.
مشى صاحب المقالة في طريق تفضي ك ّل نقطة منه إلى نقطة موالية .هذا
ط ِّلع عليه القارئ ،لكي يشاركه ،ويوافقه ،ويقبل منه التّسلسل ينبغي أن ي ْ
الوصول إلى ما وصل إليهْ .
وإطالع القارئ يت ّم في المقدّمة .وال نحتاج بعد هذا
ي .كما ال نحتاج لتفسير
لمزيد كالم حول أه ّميتها ،فالمقدّمة لوحدها عمل ِّحجاج ّ
ي ،انظر الفقرة عدد .33 ّ
الخط ّ 387حول التّخطيط
388انظر الفقرة عدد 30وما بعدها.
لنص لـ" :جيل ڤوبو" و"ڥيليپ بيهر"( Gilles
ّ 389ما جاء أعاله ترجمة حاولَ ْ
ت ،ما َو ِّس َعها ذلك ،أن تكون وفيّة
.)Goubeaux et Philippe Bihr, préc, p. 62 et s. – p. 73 et s.
227 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
شيء بذكر أحد أفراده ومصادقه مثاال له. ♦ تعريف بالمثال :تعريف ال ّ
المعرف.
ّ ♦ تعريف بالتّشبيه :ذكر ما يشبه
♦ تعريف بالمرادف.
ي.395♦ تعريف سلب ّ
إلى جانب ما سبق ،ث ّم تنويع آخر للتّعريفات:
ي (وفيه الحدّ ّ
والرسم)، ♦ التّعريف الحقيق ّ
ي (ما كان تعريفا لماهية اعتباريّة أي كائنة في االعتبار ♦ والتّعريف االسم ّ
ي وال ثبوت لها في الخارج مثل تعريفات العلوم والمصطلحات داخل العلوم العقل ّ
وغير ذلك)،
ي ،وغيره)، ي (التّعريف المعجم ّ ♦ والتّعريف اللفظ ّ
♦ إلخ.396.
– بالحدّ النّاقص :جسم (جنس بعيد) عاقل (فصل) /عاقل (فصل لوحده)؛
ي).
ي) يأكل اللحم ،والخضروات ،إلخ( .وصف عرض ّ بالرسم التّا ّم :عاقل (وصف ذات ّ – ّ
بالرسم النّاقص :آكل اللحم ،والخضروات ،إلخ. – ّ
الز ّروقي ،أحكام ي (إلخ :).عبد المجيد ّ ي والوصف العرض ّ انظر حول معنى الجنس والفصل والوصف الذّات ّ
صة :الفقرة عدد 52وما بعدها والفقرة عدد .64 الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 43وما بعدها ،وخا ّ
شيخ مح ّمد رضا المظفّر ،المنطق ،دار التّعارف للمطبوعات ،بيروت1414 ،هـ1995 /م ،ص 97وما 395ال ّ
"إن أفضل التّعاريف وأكملها ،هو بعدها؛ سمير خير الدّين ،م س ،ص 169وما بعدها .يقول سمير خير الدّينّ :
ي ،أي إدراك حقائق المعرف بالتّفصيل ،وهو محقّق للهدف المنطق ّ ّ التّعريف بالحدّ التّا ّم ،فهو الذي يشرح حقيقة
األشياء .وعليه ،إن استطعنا أن نصل إلى حقائق األشياء فبها ونعمت .ولكن ،بمالحظة ما ذكره السّهروردي
أن حقائق االطالع على حقائق األشياء وفصولها من األمور المستحيلة أو المتعذّرة ،باعتبار ّ ّ وغيره [( ]...فـ)
األشياء وبواطنها ال يعلمها إالّ هللا تعالى وهو أطلعهم عليها .بل قد يقال بعدم الحاجة إلى الحدّ التّا ّم إالّ في األمور
التي تتطلّب معرفة بحقائقها الواقعيّة .وليست ك ّل األشياء لها حقائق واقعيّة ،إذ نجد بعضها اعتباريّا ً عرفيّاً ،أو
شرعيّا ً توقيفيّاً ،أو اصطالحيّا ً خاضعا ً لموازين علم ما" (سمير خير الدّين ،م س ،ص .)175
الرشد، 396يعقوب بن عبد الو ّهاب الباحسين ،طرق االستدالل ومقدّماتها عند المناطقة واألصوليّين ،مكتبة ّ
الرياض ،2001 ،ص 140وما بعدها. ّ
وانظر من يقول (:)John Stuart Mill, préc., Liv. I, Ch. VII, § 1
عريف تحليل .حلَّ َل تعني أرجع كالًّ َ إن الت ّ"لم يكن دون سبب قول «كونديياك» ( )Condillacوكتّاب آخرين ّ
تعرف مجموعة أوصاف مجتمعة بكلمتين أو نعوض كلمة ّ تكونه؛ وهذا ما نفعله حين ّ مر ّكبا ً إلى العناصر التي ّ ِّ
األول من التّعريف ّ وع ّ نال هذا ّ
أن ورغم ... أصغر موعات مج في أو ة ي
ّ فرد بصفة تعرف نفس األوصاف أكثر ّ
ي أن تكون ّ ّرور ضال من أن دائما رئي فقد كامال، تعريفا المناطقة عموم ومن القدامى من ر ب
ِّ اعت قد الكامل غير
ألن القاعدة أن يؤخذ التّعريف من جوهر األوصاف المستعملة تنتمي حقّا إلى إيحاء ( )connotationالكلمةّ ،
صنف؛ وهذا لن يتحقّق ،إذا أدخلنا األوصاف التي ال توحي بها ( )ne connote pasالكلمة .من أجل ذلك، ال ّ
يعرف فيها اسم صنف بواسطة وصف من أوصافه فإن النّوع الثّاني من التّعريفات غير الكاملة – التي ّ ّ
ي ،وذلك بحسب الهدف صف التّعريف الحقيق ّ ّ عرض ال يدخل في إيحاءاته – يرتقي إلى العرضيّة ،أي بواسطة َ
بمؤلف ،أنّ صة
فن أو علم أو نظريّات خا ّ الخاص الذي وضع له .لقد قلنا في الفصل السّابق :يحدث ،في عرض ّ ّ
خاص
ّ نرى من المفيد إعطا َء اسم عا ّم ،دون أن نبدّل ما يعيّنه ( ،)dénotationإليحاء ()connotation
صا مختلف عن ذلك الذي له في العرف .هذا يؤدّي إلى أن يصبح تعريف االسم باألوصاف التي تمثّل إيحاء خا ّ
صة ومجرد وصف – في الحالة الخا ّ ّ ( – )connotation spécialeرغم كونه في الغالب عرضيّا محضا،
ي ذو يدين» ،والذي هو تعريف ّ دي ث حيوان تعريفا مشروعا وكامال .هذا ما حدث في مثال ذكر أعاله« :اإلنسان
إن التّعريفات العلميّة، ي لإلنسان باعتباره نوعا داخل جنس الحيوان في تصنيف «كوفييه» (ّ ... )Cuvier علم ّ
229 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي ،هي تقريبا على الدّوام من هذا النّوع للعبارات العلميّة ،أو للعبارات العرفيّة المستعملة في معنى علم ّ
األخير".
وانظر أيضا حول التعريفE. Goblot, Traité de logique, Librairie Armand Colin, Paris, :
;1918, p. 117 et s.; Louis Liard, préc., p. 18 et s.
المنظمة العربيّة للتّرجمة. ّ الطيّب الب ّكوش وصالح الماجري، روبير مارتان ،في سبيل منطق للمعنى ،ترجمة ّ
توزيع :مركز دراسات الوحدة العربيّة ،بيروت ،ط ،2006 ،1ص 71وما بعدها.
وانظر أيضا هذا المقتطف في قواعد التّعريف" :قواعد للتّعريفات -1 :عدم تعريف شيء معروف إلى حدّ أنّه ال
ي تعبير غامض أو مشترك دون تعريف -3 .أن ال نستعمل توجد عبارات أوضح لتفسيره – 2 .عدم القبول بأ ّ
في تعريف المصطلحات إالّ عبارات معروفة ،أو عبارات ت ّم بعد تفسيرها"Pascal, De l’autorité en .
matière de philosophie. De l’esprit géométrique. Entrtien avec M. De Sacy, Félix
Alcan, Paris, 1886, p. 74 et s.
وانظر في نفس االتّجاه القائل بضرورة عدم توضيح الواضح لئِّالّ يصير بالتّوضيح غير واضحAntoine :
Arnold et Pierre Nicole, La Logique ou l’art de penser (ouvrage paru en 1662 et
connu sous le nom de Logique de Port-Royal). Notes et postface de Charles
Jourdain, Collection Tel, Éditions Gallimard, 1992, p. 33 et p. 64.
أن الغاية من التّعريف هي تبيين انظر كذلك حول شروط التّعريف " :شروط الت ّعريف :على ضوء ما قلنا من َّ
المعرف وتمييزه عما عداه ،فمن الضّروري االلتزام بالشّروط الخمسة الت ّالية: َّ مفهوم
المعرف مانعا ً جامعا أو ( َّ
مطردا ً و منعكسا ً) ِّ ّ صدق ،أي يكون للمعرف في ال ّ َّ المعرف مساويا ًِّ ّ األول :أن يكونّ
المعرف،
َّ المعرف ،ومعنى جامع أو منعكس أنّه يشمل جميع أفراد َّ مطرد أنّه ال يشمل إالّ أفراد ومعنى مانع أو ّ
ال يشذّ منها واحد.
فال يص ّح الت ّعريف باألمور اْلتية:
– 1باألع ّم :ألنّه ليس بمانع ،كتعريف العصفور بأنّه حيوان يطير.
باألخص :ألنه ليس بجامع ،كتعريف اإلنسان بأ ّنه حيوان متعلّم. ّ –2
ألن المتباينين ال يص ّح حمل أحدهما على اآلخر. – 3بالمباينّ :
المعرف.
َّ المعرف أجلى مفهوما ً وأعرف عند المخاطب من ِّ ّ الثّاني :أن يكون
فال يجوز الت ّعريف باألمرين التّاليين:
الزوج بواحد .وكتعريف األب بأنّه والد الظهور والخفاء :كتعريف الفرد بأنّه عدد ينقص عن ّ – 1بالمساوي في ّ
االبن ،وكتعريف فوق بأ ّنه ليس بتحت.
قوة تشبه الوجود. – 2باألخفى معرفة :كتعريف النّور بأ ّنه ّ
المعرف في المفهوم ،كتعريف الحركة باالنتقال واإلنسان بالبشر تعريفا ً َّ المعرف عين ِّ ّ الث ّالث :أن ال يكون
ّ ّ ّ
ي ،بل يجب تغايرهما ،إ ّما باإلجمال والتفصيل كما في الحدّ التا ّم ،أو بالمفهوم كما في التعريف حقيقيا ً غير لفظ ّ
بغيره.
شيء على المعرف ،لوجب أن يكون معلوما ً قبل أن يكون معلوماً ،وللزم أن يتو ّقف ال ّ َّ ولو ص ّح التّعريف بعين
نفسه .وهذا محال ألنَّه نتيجة الدّور الذي سيأتي بيانه.
شيء معلوما ً قبل أن يكون معلوماً ،أو إلى أن يتو ّقف الرابع :أن يكون خاليا من الدّور ألنّه يؤول إلى أن يكون ال ّ ّ
شيء على نفسه ،والدّور على نحوين: ال ّ
شمس إذ يقال في شمس بأنّها (كوكب يطلع في النّهار) .والنّهار ال يعرف إالّ بال ّ المصرح) مثل :تعريف ال ّ ّ (الدّور
شمس على معرفة النّهار ،ومعرفة النّهار –حسب شمس) .فتوقفت معرفة ال ّ تعريفه( :النّهار :زمان تطلع فيه ال ّ
شمس.شمس متوقّفة على معرفة ال ّ شمس ،فتكون معرفة ال ّ الفرض – متوقّفة على معرفة ال ّ
ّ ّ ّ
(الدّور المضمر) مثل :تعريف االثنين بأنهما زوج َّأول .والزوج يعرف بأنه منقسم بمتساويين والمتساويان
شيئان يعرفان بأنّهما اثنان .فرجع األمر باألخير إلى تعريف يعرفان بأنّهما شيئان أحدهما يطابق اآلخر .وال ّ
االثنين باالثنين.
الخامس :أن تكون األلفاظ المستعملة في التّعريف ،واضحة ال إبهام فيها ،فال يص ّح استعمال األلفاظ الغريبة وال
شيخ إبراهيم األنصاري ،دروس في المنطق (م س). الغامضة ،وال المشتركة والمجازات بدون القرينة" .ال ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 230
المقصود هنا فصول القانون ،إن وجدت ،وإن لم تكن كثيرة بحيث يث ِّقل تعدادها
تنظم مباشرة المادّة ،يمكن أن نذكر هنا فقهالمقدّمة .فإذا لم توجد نصوص ّ
القضاء الذي قال بها (انطالقا من القانون).
– تحديد ما يحيط بسياج المادّة
المقصود هنا ،إن كان الموضوع الغلط مثال ،أن نشير إلى عيوب اإلرادة .في
هذا اإلطار ينبغي أن ال نذهب بعيدا فنأتي بمحيط المحيط وبمقدّمة المقدّمة.
ويقول البعض ،كما رأينا ذلك ،إنّه ينبغي ،في أقرب وقت ممكن ،أن نذكر
صيغة الموضوع كي يعلم القارئ ما الذي سيقرأ .لكن ينبغي ونحن نذكر ما
بأن هذه هي صيغة الموضوع .397هذا عن الموضوع نذكر ،أن ال نشعر القارئ ّ
ي وفي الموضوع مع مقولة ي ،أ ّما في الموضوع االستفهام ّ غير االستفهام ّ
سؤال أو المقولة .فإذا كانت المقولة طويلة ،اكتفينا
398
فينبغي أن نذكر حرفيّا ال ّ
ي لمحتواها. بوصف وف ّ
بهذه النّقاط ،أو على األق ّل ببعضها ،نكشف للقارئ مادّة الموضوع .ويمكن أن
نمر إلى غيره .كما يمكن أن نبدأ بما يحيط بسياج المادّة. نبدأ بالتّعريف ،ث ّم ّ
إن البداية يمكن أن تتّخذ:
وفي هذا اإلطار قال أحدهم ّ
شكال "بانوراميّا" ( ،)forme panoramiqueوالمقصود ما أسميناه منذ قليل
محيط سياج المادّة؛
صلةشكال دقيقا ( ،)forme ponctuelleوالمقصود أن ننطلق من مثال وثيق ال ّ
بالموضوع؛
شكال لفظيّا ( ،)forme terminologiqueوالمقصود أن نبدأ بالمعاني
والتّعريفات؛
شكال يتمثّل في مقولة ( ،)forme par citationوالمقصود أن نبدأ بفتح
لمؤلّف399؛
عالمتي تنصيص إليراد كالم ِّ ْ
وغير ذلك من األشكال .
400
وعلى ك ّل ،فالمطلوب – أيّا ً كانت النّقاط التي سنأتي بها ،وأيّا ً كان ترتيبها – أن
ال ننتهي من هذه اللحظة األولى إال ّوقد كشفنا بوضوح المادّة القانونيّة التي
)IIفي المرحلة ال ّثانية (من الجزء )IIفي المرحلة ال ّثانية (من الجزء
ال ّثاني من المقدّمة) نطرح اإلشكاليّة ال ّثاني من المقدّمة) نجيب على
– وصياغة اإلشكاليّة تكون في شكل اإلشكاليّة (نذكر الفرض ،أو
األطروحة ،إلخ). استفهام.
ويعطي بعضهم أمثلة لصيغ تطرح (انظر حول جواب اإلشكاليّة :عدد
صفحة)
IIIعلى يمين ال ّ بواسطتها اإلشكاليّة:
"ولقد اخترنا أن نجعل مركز تفكيرنا
أن المه ّم هو أن ( ... :؟)" " /يبدو ّ
نبرز (اإلشكاليّة التّالية ... :؟)" /
"سنطرح اإلشكاليّة في هذه
العبارات ... :؟ "" / 403يبدو ّ
أن
ي هنا هو ... :؟" / المشكل األساس ّ
شينا ... :؟سنعرف إذن موضوع تم ّ ّ
/وهكذا ستكون اإلشكاليّة ... :؟ /ما
تقدّم يدعو لتدقيق مجال تفكيرنا...( :
؟) .بعبارة أخرى ... :؟ /إلخ.404 ".
– ويمكن أن تكون صياغة اإلشكاليّة
ي" : 405هذه في شكل غير استفهام ّ
هي أطروحتنا / ... :م ّما سبق تطفو
الفكرة الت ّالية / 406 "... :إلخ.
وصياغة اإلشكاليّة في شكل
ألن العادة ّ
أن ّ ي أفضل، استفهام ّ
القارئ يدرك بيسر أكبر أنّه أمام
اإلشكاليّة حين يجد أمامه سؤاال.
سبب ،من المفيد إعادة – لنفس ال ّ
Henri Lamour, préc., p. 29 :" Nous choisirons de centrer notre réflexion ( : … ?)/ 403
Il nous semble important de mettre ici en évidence (la problématique suivante : …) /
Nous poserons la problématique en ces termes … ».
Henri Lamour, préc., p.50 : " Le problème essentiel semble être le suivant : …/ 404
Nous définirons donc ainsi l’objet de notre démarche :…/ Nous poserons la
problématique en ces termes : …/ etc. ».
صيغة النّحويّة المتبنّاة صيغة استفهاميّة"Sophie Le Ménachèse- .
ي أن تكون ال ّ ضرور ّ " 405ليس من ال ّ
Lefay, préc., p. 21.
لكن ث ّم من يقول (وقوله قابل للنّقاش):
" -يجب أن تأخذ شكل االستفهام"Mounir Snoussi, préc., p. 6..
" -تنبغي صياغتها في شكل سؤال"Ferhat Horchani et Monji Ben Rais, préc., p. 18. .
Henri Lamour, préc., p.50 : " Telle sera notre thèse … / Il émerge donc l’idée 406
que …".
233 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
)1الكشف عن المادّة
القانونيّة التي سنشتغل )1الكشف عن المادّة
عليها القانونيّة التي سنشتغل
عليها
***
الت ّعريفات -تحديد سياج
= ***
المادّة -تحديد ما يحيط التعريفات -تحديد سياج
بالمادّة المادّة -تحديد ما يحيط
بالمادّة
والنّظريّة كقنطرة نعبر
أوال :اإلشكال ّية
ّ - عليها إلى اإلشكاليّة (يمكن
-ثانيا :جواب اإلشكاليّة أن نأتي هنا بالقانون
(أوالفرض أو األطروحة) المقارن ،إلخ).
-ثالثا :الفائدة من إثبات -ثانيا :اإلشكاليّة
صحّة الجواب (من إثبات -ثالثا :جواب اإلشكاليّة
الفرض وانقالبه أطروحة) (أو الفرض أو األطروحة)
وينبغي أن نأتي بجميع العناصر :مترابطة فيما بينها ،يفضي الواحد منها
إفضا ًء سهال إلى الذي يليه ،فال يشعر القارئ أنّه انتقل من عنصر إالّ بعد أن
يكون قد دخل بعد في الذي يليه .بعبارة موجزة :ينبغي اإلتيان بالعناصر على
أفضل نحو.
وقد قيل:
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 236
" (عىل من يتلكّم) أأن جيعل أأ ّول الالكم رقيقا سهال ،واّض املعاين …مناس با للمقام حبيث
السامع اىل االصغاء بلكّيته ،ألن ّه أأ ّول ما يقرع ّ
السمع ،وبه يعرف (ما) عنده .قال ابن جيذب ّ
رش يق :ا ّن ُحسن الافتتاح داعية الانرشاح ،ومطيّة النّجاح …وقد جاء يف ا ألخبار أأ ّن
( …ما ُيكتب) ُقف ٌل و أأ ّو ُهل مفتاحه".410
وقيل أيضا:
"من حماسن املقدّ مة تس تخلصون عيوهبا .فاذا اكنت قويّة جدّ ا ،أأخّاذة جدّ ا ،أأو المعة
ومدروسة جدّ ا ،من حيث ا ألفاكر أأو الأسلوب ،فاهنّ ا تضلّل القارئ أأو ّ
السامع .هذا ا ألخري
خرج لت ّوه من احلياة احلقيقيّة ،فال ميكنه أأن يكون ومن البدء مثل الاكتب اذلي نضجت
ا ألمور عنده شيئا فشيئا عىل انر التّأأ ّمل .بعد مثل هذه املقدّ مة (القويّة ،اخل ).اليت ويف
الغالب ّمتين مبا لن مينحه العمل ،يأأيت هذا ا ألخري فاترا وخم ّيبا للمال .وعىل فرض الوفاء مبا
وعدت به ،فا ّن اخلطر أأن حنجب من البدء ما س يأأيت الحقا ونعمل من ّمث ضدّ قانون
التّ ّ
طور".411
فإذا اتّبعنا جميع ما سبق وأنهينا المقدّمة ،تكون المرحلة الموالية تحرير الجوهر.
(ب) الجوهر
―.110تقسيم وفهرسة.
تعنون أجزاء
َ ينبغي أن يرت َّب الجوهر وفق مواصفات معيّنة .ث ّم ينبغي أن
التّرتيب .وأخيرا ينبغي أن تكون هذه األجزاء مترابطة فيما بينها.
.1التّخطيط
―.111إحالة.
يكفي هنا أن نحيل على ما قيل سابقا.412
.2العناوين
―.112إحالة.
هنا أيضا ال نحتاج إالّ لإلحالة على ما تقدّم.413
.3التّخلّص ()transition
―.113اخلامتات الصّغرية.
وبالتّخلّص – إن كان طبيعيّا ً وحسنا ً كما أسلفنا –417يكون صاحب المقالة قد
تأنّق في وسطها.ولقد رأينا من قبل أنّه ينبغي أن يتأنّق في بدايته ا. 418
والمطلوب ،باإلضافة إلى ما سبق ،التّأنّق في نهايتها.
(ج) الخاتمة
"ال خنمت.
ال حاجة لنا خبامتة ألن ّه س بق أأن أأعلنّا عن املوقف يف املقدّ مة.
ال حاجة لنا حبوصةل يه يف الواقع تكرار".419
"[ ]...هبذا ميكن تفسري كون اخلامتة عدمية الفائدة يف أأغلب ا ألحيان .فا ألفاكر ا ألساس ّية
عُرضت يف املقدّ مة ،وا ِحلجاج أأيت به يف اجلوهر .اذن مل يعد ّمث يشء يُضاف [ ]...لكن هذا
الالكم ليس حصيحا يف املطلق :فأأحياان جتد اخلامتة ما ي ّربرها ،ا ْذ أأهنّ ا تسمح ابالنفتاح الحقا
عىل مشألك أأخرى .االّ أأن ّه ال بُدّ ،لتقدير كون اخلامتة مناس بة ( أأو غري مناس بة) ،من امتالك
جتربة .هذا ما يفتقده عادة طالب املرحةل ا ألوىل .ذلا من ا ألفضل الامتناع وعدم القيام خبامتة
املّتّشّي من أأن يعمدوا اىل أأن يضعوا فهيا عنارص لها ماكن أأفضل يف ماكن أل ّن هذا حيمي ّ
أخر".420
Quintilien, vol. III, liv. IX, chap. III, § 55, cité par : Chaïm Perelman et Lucie
Olbrechts-Tyteca, préc., p. 667.
417انظر الفقرة عدد .53
418انظر الفقرة عدد .109
419عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص .9
"… par-là s’explique encore que, la plupart du temps, une conclusion soit 420
inutile. Les grandes idées ayant été exposées dans l’introduction, la démonstration
en ayant été faite dans les développements, il n’y a plus rien à ajouter (un
« C.Q.F.D. » satisfait ne serait qu’un signe de vanité dont il vaut mieux se
239 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن تكرار ما سبق في العمل وعدم إضافة جديدوكما يرى ،يتّفق القوالن على ّ
يجعل الخاتمة غير مفيدة.
لكن ث ّم من يقول – كأنّه يردّ على هذين القولين –:
dispenser). Ce n’est cependant pas là une règle absolue. Quelquefois, en effet, une
conclusion se justifie parce qu’elle permet d’envisager une ouverture ultérieure sur
d’autres problèmes. Mais, pour en apprécier l’opportunité, il faut une expérience
qui, normalement, fait défaut aux étudiants du premier cycle. Mieux vaut donc
s’abstenir de conclure, ce qui d’ailleurs présente l’avantage de garder les candidats
de la tentation de réserver pour une telle conclusion des éléments qui seraient mieux
placés ailleurs ». Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 34.
"La conclusion doit contenir le résultat de votre travail. Résumez donc l ’essentiel 421
de ce qui se dégage de votre étude. Sans doute, vous avez déjà, dans l’introduction,
signalé les idées générales qui gouvernent le sujet. Mais, à ce moment-là, vous les
avez simplement annoncées, sans les justifier. Vous avez demandé que l’on vous
fasse crédit. Maintenant vous avez tenu votre promesse et vous vous justifiez de
l’avoir tenue. Ce que vous devez apparaître dans la conclusion, c’est donc
précisément que vous avez démontré l’exactitude des idées avancées". Henri
Mazeaud, préc., n° 91.
انظر أيضا من يرى الخاتمة ضروريّةJérome Bonnard, préc., p. 86. :
صص (انظر الفقرة عدد 92من كتاب وألن "هنري مازو" ( )Henri Mazeaudيقول بالخاتمة ،فهو يخ ّ ّ
"هنري مازو") لها مساحة في العمل:
األول 3/10 ،للجزء الثّاني 1/10 ،للخاتمة
2/10للمقدّمة 4/ 10 ،للجزء ّ
األول ،صفحة ونصف للجزء الثّاني، ي بخمس صفحات ،تقريبا :صفحة للمقدّمة ،صفحتان للجزء ّ – عرض كتاب ّ
نصف صفحة للخاتمة.
األول 9 ،دقائق للجزء الثّاني3 ،ي بثالثين دقيقة ،تقريبا 6 :دقائق للمقدّمة 12 ،دقيقة للجزء ّ – عرض شفو ّ
دقائق للخاتمة.
يوزعون العدد على النّحو التّالي 4 :نقاط للمقدّمة12 ،
إن من ال يقولون بالخاتمة عادة ما ّ ويمكن أن نزيد فنقول ّ
ّ
للمخطط. نقطة للجزأين ( 6لك ّل جزء من الجزأين؛ وداخل الجزء 3 ،لك ّل فرع من الفرعين) 4 ،نقاط
فإذا قيل بالخاتمة ،أمكن توزيع األعداد على النّحو التّالي 3 :نقاط للمقدّمة 12 ،نقطة للجزأين ( 6لك ّل جزء من
ّ
للمخطط. الجزأين؛ وداخل الجزء 3 ،لك ّل فرع من الفرعين) 1 ،للخاتمة 4 ،نقاط
الرسوم الواردة في الفقرة عدد .52انظر ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 240
ألن ما جاء في المقدّمة فرض – الخاتمة ليست تكرارا لما جاء في المقدّمةّ ،
( ،)hypothèseأ ّما في الخاتمة فسيختلف األمر ألنّنا سنكون أمام أطروحة
لكن هذاصلة :أتينا باإلشكاليّة في المقدّمة؛ ث ّم قدّمنا جوابهاّ ،( .)thèseبعبارة مف ّ
الجواب لم يكن قد ص ّح عندها؛ ث ّم جئنا بجوهر الموضوع ،وأثبتنا فيه تدريجيّا
ذلك الجواب؛ وحين انتهينا من الجوهر ،كان اإلثبات قد اكتمل وصار ما لم يكن
مجرد فرض طرحا. ّ ثابتا ثابتا ،وما كان
– والخاتمة ليست تكرارا لما جاء في الجوهر .فما جاء في الجوهر إثباتات
جزئيّة .أ ّما في الخاتمة فسنأتي بتأليف لتلك اإلثباتات ،أي سنأتي بالنّتيجة الكلّيّة
والنّهائيّة (.)le bilan général et définitif
وعليه ينبغي اإلتيان بخاتمة ،422وينبغي اإلتيان فيها بتأليف اإلثباتات.
لكن ينبغي – كما تقول الكتابات – أن نزيد وأن نفتح العمل الذي قمنا به على
نتعرض إلى القانون المقارن أو إلى مشاريع تنقيح ّ آفاق أخرى :مثال ذلك أن
لكن األفضل أن نرتقي بالنّقاش ،وأن للقانون إن لم نفعل ذلك في المقدّمة ّ .
423
نربط األطروحة بميدان أع ّم من الميدان الذي عملنا فيه وبمادّة غير المادّة التي
متكونة من جزأين: ّ اشتغلنا عليها .وهكذا تكون الخاتمة
المكونات الثّالثة للمقدّمة ،وذلك لكي
ّ ي ،وينبغي أن نصوغه وأمامنا – جزء تأليف ّ
تكون هنالك وحدة في التّعبي ر . 424وللغرض نفسه ينبغي أن تكون أمامنا
صغيرة.
الخاتمات ال ّ
– وجزء لفتح نافذة على آفاق جديدة.
ويمكن للمستطيع أن يضيف جز ًء أخيرا يختم به الخاتمة :مقولة بليغة له أو
لغيره .425مثال ذلك ما جاء في خاتمة محاضرة لـ" :جون كاربونييه" ( Jean
:)Carbonnier
"«ماكس فيبري» [ ]...قال ا ّن القانون ذاهب حنو عقلنة متصاعدة [ ]...قال أأيضا [ ]...ا ّن هذه
السحر [ ]...ا ّن الالعقالن ّية اختفت واىل ا ألبد [ ]...هبذا []...العقلنة أأهنت واىل ا ألبد عرص ّ
(الالكم يبدو عامل الاجامتع «ماكس فيبري» عىل غري) ما ينبغي أأن يكون عليه عامل اجامتعٍّ ]...[ :عامل
―.115األسلوب يف اخلامتة.
وعموماً ،ما ال ينبغي ،أن تخرج الخاتمة ع ّما ينبغي .وما ينبغي سبق معنا .لكن
يجب أن نزيد عليه التّأنّق.
يقول أحدهم:
السمع ويرتسم يف النّفس .فان"ينبغي للمتلكّم أأن يتأأن ّق يف ( ...الانهتاء) ،ألن ّه أخر ما يعيه ّ
حىت جرب ما وقع فامي س بقه من التّقصري واالّ لاكن عىل
تَله ّالسمع واس ّ
اكن حس نا خمتارا تلقاء ّ
"Max Weber … avait dit que le droit allait vers une rationalisation croissante 426
… il disait aussi … que cette rationalité du droit avait clos pour toujours l’air des
enchantements … que la magie avait pour toujours disparu … Il se montrait bien
affirmatif pour un sociologue … Un sociologue ne doit jamais dire : pour
toujours".
محاضرة ألقيت في 17ماي ،1994وعنوانها ،L’âme dans les choses inaniméesوذلك في كلّيّة
صوت عن هذه المحاضرة ومنها صورة وال ّالعلوم القانونيّة والسّياسيّة واالجتماعيّة التي توجد بمكتبتها نسخة بال ّ
أخذ المقتطف الوارد في المتن.
427أشرنا في الفقرة عدد 94إلى من يضع كعنصر من عناصر الخاتمة (ال من عناصر المقدّمة) :الفائدة من
كون الفكرة قد ثبتت.
" 428أملك قليال من الذّاكرة؛ وحين يقال لي خطاب طويل ،أنسى ما يتحدّث عنه"Platon, Protagoras .
(Traduction, introduction et commentaires de Monique Trédé et Paul Demont),
Librairie générale française (Classiques de la philosophie), 1993, 334 c-338 e (p.
103).
429قارن معDenis Huisman, préc., p. 36 et s. :
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 242
حىت ربّام أأنساه احملاسن املوردة فامي س بق ( ...وأأحس نه) أأي أأحسن الانهتاء (ما
العكس ّ
أذن ابنهتاء الالكم) حىت ال يبقى للنّفس ّ
تشوق اىل ما وراءه".430
ويضيف آخر:
الس بك ،حصيح املعىن ،مشعرا "(عىل املتلكّم أأن جيعل) أخر الكمه عذب اللفظ ،حسن ّ
حىت تتحقّق براعة املقطع حبسن اخلتام ،اذ هو أخر ما يبقى يف ا ألسامع .وربّام ُح ِفظابلتّامم ّ
من بّي سائر الالكم لقرب العهد به .يعين أأن يكون أخر الالكم مس تعذاب حس نا ،لتبقى ّذلته
يف ا ألسامع ،مؤذان ابالنهتاء".431
صعب أأن تُهنيي الالكم؛ وال يشء تُعرف به ّقوة احلصان مثل [( ]...التّوقّف توقّفا"ان ّه أل ٌمر ٌ
الس باق فال يس تطيع؛ واذا أأرادحفىت بّي املُجيدين ،أأرى من يرغب يف اهناء ّ ودائراي)ّ .
ات ّما ّ
حىت بّي املُجيدين من العثور عىل نقطة خيمت هبا خطواته ،جتده يرثثر [( ]...بعبارة واحدةّ :مث ّ
تراه ،كضعاف الأرجل ،ال يس تطيع التّوقّف عند خطّ الوصول)" .432
430أسعد الدّين التّفتازاني ،مختصر المعاني ،دار الفكر ،دم 1411 ،هـ ،ص 315وما يليها.
سيّد أحمد الهاشمي ،م س ،ص .450 431ال ّ
ّ ّ
وفي نفس االتجاه نجد من يقول" :األسطر األخيرة لورقة االمتحان تؤثر حتما على القارئ"Sylvie .
Guichard, préc., p. 71.
"C’est chose difficile de fermer un propos ; et n’est rien où la force de cheval se 432
connaisse plus qu’à faire un arrêt rond et net. Entre les pertinents même, j’en vois
qui veulent et ne peuvent défaire de leur course. Cependant qu’ils cherchent le point
de clore le pas, ils s’en vont balivernant et traînant, comme des hommes qui
défaillent de faiblesse". Montaigne, cité par : A. Baron, préc., p. 190.
243 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
***
-حدّد أجزاء الخاتمة.
-استبدل هذه األجزاء بأخرى من صنعك.
***
-عد إلى المقدّمة ،وضع فيها إشكاليّة حقيقيّة (هذا في صورة ما إذا قدّمت
طوع المقدّمة ،والجوهر ،والخاتمة، ّ
للطالب مقالة ليس فيها هذه اإلشكاليّة) ث ّم ّ
وأعد صياغتها على أساس هذه اإلشكاليّة.
-استبدل العناوين الموجودة بعناوين تحمل الفكرة المو ِّ ّجهة.
***
مالحظة :يمكن إضافة أسئلة ومها ّم أخرى للت ّ ّ
درب عليها ،أو استبدال بعض ما
ورد أعاله بغيره الذي يؤدّي بطريقة أفضل الغرض.
―.117املوضوع.
زيادة على ما تقدّم ،ينبغي أن ينصبّ الت ّدريب على ك ّل صيغ الموضوع النّظري
التي سبقت معنا:434
الموضوع الذي نجد في صيغته مفهوما واحدا؛
الموضوع الذي نجد في صيغته عطفا بين مفهومين أو أكثر؛
الموضوع الذي نجد في صيغته جملة خبريّة؛
الموضوع الذي تمثّل صيغته جملة استفهام؛
الموضوع مع مقولة.
األول :التّغرير
الموضوع ّ
اإلشكاليّة :هل التّغرير غلط محدث /يص ّح في هذا الموضوع ما سيجيء في
موضوع "التّغرير والغلط" مع تعديالت طفيفة في المقدّمة.
435
الموضوع الثّاني :الغلط
436
الموضوع الثّالث :تأويل العقد والقانون
1885 et s.
436يمكن أن ننقل هنا ما جاء في المقالة الت ّالية (مع تعديالت طفيفة في المقدّمة ،ومع اختصار المضمون
الز ّروقي ،المسار التّأويلي (م س).
ليتناسب مع توقيت االمتحان):عبد المجيد ّ
247 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي.438 ّ
بالحق العين ّ ▪ اشتراط شكليّة ما َ لمعارضة الغير
شهادة في بعض الحاالت .
439 ▪ إقصاء اإلثبات بال ّ
شكل أو ذاك ،لكن (إذا أخذنا صورة حرة في التّمظهر في هذا ال ّ هنا اإلرادة بقيت ّ
اإلثبات) لو لم تتمظهر في شكل كتب ،ال يبقى أمام صاحبها إلثبات االلتزام –
شهادة– إالّ وسيلتين غير مضمونتين هما :اإلقرار (ال نضمن أن بعد إقصاء ال ّ
الطرف اآلخر على الطرف اآلخر) واليمين الحاسمة (ال نضمن أن يحلف ّ يقر ّّ
الحقيقة) .440لذا ستذهب اإلرادة ،بعد التّضييق عليها (هنا لم تلغ) ،إلى الكتب.
ي له.
في هذا إضعاف للمبدأ وتراجع نسب ّ
ّ
بالحق نفس التّحليل ينطبق تقريبا على صورة اشتراط شكليّة ما َ لمعارضة الغير
ي.441
العين ّ
اإلتيان بما ينقل من (أ) إلى (ب).
ب) تراجع مبدأ سلطان اإلرادة على صعيد األصل
حريّة الدّخول وعدم الدّخول في العمل القانوني (صور – التّراجع على مستوى ّ
إيجاب التّعاقد أو منعه).
الطرف المقابل في العمل القانوني (صور حريّة اختيار ّ – التّراجع على مستوى ّ
حق األولويّة وال ّ
شفعة). الطرف المقابل في العقدّ : فرض ّ
ي (صور إيجاب حريّة تحديد مضمون العمل القانون ّ – التّراجع على مستوى ّ
محتوى ما ،أو منع محتوى ما):
▪ أه ّم مضمون هو الثّمن.
ي (بعد أن نصوغ موقفهم في قالب قياسين الرأسمال ّ
▪ حسب أصحاب الفكر ّ
ي ما سيرد في الفقرة عدد :)190 حمليّين :انظر حول القياس الحمل ّ
438الفصل 581من مجلّة االلتزامات والعقود التّونسيّة" :إذا كان موضوع البيع عقّارا أو حقوقا عقّاريّة أو
غيرها م ّما يمكن رهنه ،يجب أن يكون بيعها كتابة بحجّة ثابتة التّاريخ قانونا .وال يجوز االحتجاج بالعقد
المذكور على الغير إالّ إذا سجّل بقباضة الماليّة مع مراعاة األحكام الخا ّ
صة بالعقارات ا لمسجّلة".
شهود ال تكون بيّنة في االتّفاقات وغيرها من 439الفصل 473من مجلّة االلتزامات والعقود التّونسيّة" :شهادة ال ّ
حق أو إحالة ذلك أو تغييره أو اإلبراء منه .إذا كان قدر المال األسباب القانونيّة التي من شأنها إحداث التزام أو ّ
أكثر من ألف دينار ،فيجب حينئذ تحرير حجّة رسميّة أو غير رسميّة للبيّنة فيه".
440الفصل 427من مجلّة االلتزامات والعقود التّونسيّة" :البيّنات المقبولة قانونا خمسة وهي:
ّأوال – اإلقرار.
ثانيا – الحجّة المكتوبة.
ثالثا – شهادة ال ّ
شهود.
رابعا – القرينة.
خامسا – اليمين واالمتناع عن أدائها".
ي الواردين في المتنJean Carbonnier, Droit civil. Les : انظر حول مظهري التّراجع النّسب ّ
441
e
obligations, P.U.F., Paris, 22 éd., 2000, n° 92 et 94.
249 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
442تنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه من أجل القيام بهذا الجزء من الموضوعFrançois :
Terré, Philippe Simler et Yves Lequette, Droit civil. Les obligations, Delta – Liban
et Dalloz – Paris, 6e éd., 1996, n° 36 et s.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 250
سوق: – حماية ال ّ
أن غاية القوانين المتبنّاة في األنظمة ّ
الرأسماليّة من إعادة حين نتثبّت ،نجد ّ
سوق .وفعال ّ
فإن للطرف الذي فقدها ليست إعادة العدالة ،بل حماية ال ّ الحريّة ّ
ّ
ّ
الممارسات التي تلغي إرادة الطرف المقابل تعاقَب ال في ك ّل األحوال ،بل فقط
سوق .إذن حين ال تؤثّر ،تقبل القوانين إلغاء إرادة طرف ومن حين تؤثّر عل ال ّ
ث ّم غياب العدالة التّعاقديّة.
◄الخاتمة
443تنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه واختصاره من أجل القيام بهذا الجزء من الموضوع :عبد
المجيد ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط (م س) ،الفقرة عدد 227وما بعدها.
444تنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه واختصاره من أجل القيام بهذا الجزء من الموضوع :عبد
المجيد ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط (م س) ،الفقرة عدد 251وما بعدها.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :املقالة 252
والمضطر (القانون
ّ صورة الثّانية :عدم وجود حكم عا ّم يه ّم المضغوط – في ال ّ
ي ،إلخ.). ي ،والفرنس ّ التّونس ّ
صورة في التّغرير يجعلنا نقول باإلبطال. ▪ إدخال هذه ال ّ
ألني (إلخ ).نحتاج لهذا التّوسيع في التّغرير ّ ي ،والفرنس ّ ▪ في القانون التّونس ّ
سسة اإلكراه وليس ث ّم حكم عا ٌّم يبطل العقد المبرم تحت صورة ال تقع في مؤ ّ ال ّ
المشرع).
ّ ّ
وطأة الظروف (طبعا ً مثل هذا التّوسيع يخالف إرادة
صورة لها حكم عا ٌّم ي ال نحتاج ما سبق ّ
ألن ال ّ ي واأللمان ّ▪ في القانون اإلسالم ّ
يتعلّق بها ،أي ث ّم حكم يعاقب هذه العقود.
◄ الخاتمة
الموضوع التّاسع :ما رأيك في هذا القول" :التّغرير غلط محدث نعم ،لكنّه أوسع
من ذلك".
يمكن أن ننقل هنا ما جاء في موضوع التّغرير والغلط مع تعديالت طفيفة في
المقدّمة.
الفصل الثّاني
صة بالمواضيع التّطبيقيّةالعناصر الخا ّ
لكن إذا نظرنا إلى جميع االختصاصات القانونيّة وإلى المشترك بينها في
المواضيع التّطبيقيّة ،في فرنسا ولكن أيضا في تونس وفي غيرهما ،أمكن إرجاع
ص ،ودراسة حالة عمليّة étude de cas هذه المواضيع إلى نوعين :دراسة النّ ّ
( pratiqueاالستشارة القانونيّة).446
"[…] exercices de vocabulaire pour le droit romain, d ’explication de textes pour 445
l’histoire du droit, de rédaction d’actes pour le droit judiciaire privé, d’interprétation
de documents pour la législation financière, de commentaire de statistiques pour
l’économie politique, etc.". Henri Mazeaud, préc., n° 27.
انظر أيضا ً "جيل ڤوبو" و"ڥيليپ بيهر" ( )Gilles Goubeaux et Philippe Bihrاللذان تحدّثا عن
ي ( ،)préc., p. 232 et s.التّأليف la note de ي أو التّرتيب ّ
ص التّشريع ّ
التّمارين التّالية" :تلخيص النّ ّ
الطلبات préc., p. 260 et ( la rédaction de conclusion ،)préc., p. 245 et s.( synthèseتحرير ّ
الطعن ،)préc., p. 262 et s.( la rédaction des moyens d’un pourvoiتحرير ،)s.تحرير أسباب ّ
حكم ).")préc., p. 263 et s.
الطلبات ( )La rédaction de conclusionوالتّمرين المس ّمى 446رأينا منذ قليل التّمرين المس ّمى تحرير ّ
تحرير الحكم ( ،)La rédaction d’un jugementوهما تمرينان قريبان من االستشارة .انظرGilles :
Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 260 et p. 263.
الطعن (،)La rédaction des moyens d’un pourvoi 447رأينا منذ قليل التّمرين المس ّمى تحرير أسباب ّ
نص لمحكمة أو ما يعرف أكثر تحت اسم التّعليق على
وهو تمرين قريب من التّمرين الوارد في المتن :دراسة ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 254
―.121تقسيم وفهرسة.
أن ّأول ما نالقي صيغة الموضوع ،وهذه تحيل على مادّة، رأينا في المقالة ّ
ومكوناته
ّ والمادّة تفتح إمكانيّة إيجاد إشكاليّة ،واإلشكاليّة تطلب جوابا ،والجواب
هما مح ّل االكتشاف ،أي هما ما ننتهي أو ما نسعى إلى أن ننتهي إليه في
نص المقالة.451
المرحلة األولى من مراحل بناء ّ
صيغة
الموضوع
عناصر
بناء
الجواب مادّة
نص
ّ
على الموضوع
المقالة
اإلشكاليّة
إشكال ّية
الموضوع
إنتاج
نص
ّ
دارس
عناصر
النّ ّ
ص الدّراسة
الدّارس
ّ دراسة النّص:العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة 256
ّ ّ الن.1
ص
.― متهيد.122
لكن األمر بدأ ّ .إن األلسنيّة حصرت موضوع بحثها في الجملة ّ يقول أحدهم
ص ويطلق عليها ّ ّ فنشأت ألسنيّة جديدة موضوعها الن،يتغيّر منذ سنوات قليلة
صّ ّ وألسنيّة الن،)Grammaire de texte( ص ّ ّ نحو الن:أسماء متعدّدة مثل
،)Analyse du discours( وتحليل الخطاب،)Linguistique textuelle(
ص ّ ّ وتطمح ألسنيّة الن.452 . إلخ،)Pragmatique textuelle( ص ّ ّوتداوليّة الن
" ّنعرف النّ ّص بأأن ّه أةل «عرب لغويّة» ( )appareil translinguistiqueتعيد توزيع نظام
اللغة بأأن تربط الكما تواصل ّيا هيدف اىل االعالم املبارش بتنصيصات خمتلفة سابقة
ومزتامنة".460
"يأأخذ «هامسليف» عبارة النّ ّص يف املعىن ا ألوسع ،ويعين هبا أأ ّي تنصيص ،مكتواب أأو
شفواي ،طويال أأو قصريا [( ]...فـ« ):قف» يه ّنص مثلها مثل رواية ّالزهرة".461
ّ
يتكون من مجةل واحدة [ ]...لنس تحّض قصيدة « أأپولينري» تصور ّنص ّ "ال يشء مينع من ّ
[ ]...اليت تقوم يف مجلهتا ،زايدة عىل العنوان ،عىل بيت وحيد [ ]...فاذا ات ّفقنا عىل أأن نرى
يف هذا البيت ال مجةل معزوةل بل ّنص ًاّ ،
فالسبب يمكن يف أأن ّه (البيت) يدعو ،حّي جنمعه مع
وخاصة حّي نالحظ أأن ّه اب ُتدئ حبرف الواو [ ،]...اىل البحث يف حميطه عن س ياق العنوان ّ
سايس ،أأي
شك نلمس من خالل ما جاء الن ما هو أأ ّ وخاصة ّيربره [ ]...وبدون ّ يفرسه ّ ّ
الطول ميكن أأن يكون متفاوات) ،بل يؤسس وجود النّ ّص ليس طوهل (هذا ّ نلمس أأ ّن ما ّ
طبيعة تأأويهل اليت يه أأ ّو ًال ّ
وابذلات س ياقيّة.
حمصةل
يعرف بكونه [ّ ]... وهكذا جيد النّ ّص نفسه قريب ًا من التّنصيص ( )énoncéاذلي ّ
الصورة اليت يكون فهيا النّ ّص طويال شيئا ما ،فهو يف مجةل ووضع ّية (س ياق) ّنص ّية .ويف ّ
الواقع مجةل من التّنصيصات اليت ميكن شالك متثيلها جبمل أأو وصةل مجل (فقرات ،فصول،
للغوي البحت اذلي جيمع ّ الس ياق اّ :لك واحدة من هذه الوصالت ختضع لس ياقّي ّ .).اخل
.ّنصيص
ّ الس ياق الت ّ واحدة أأو أأكرث من الوصالت
ّ أأو ال ّالحقة؛ و/السابقة و
فاذا قبلنا أأن ّنعرف النّ ّص بكونه متتالية من التّنصيصات (ميكن عند الاقتضاء اخزتالها يف
عندها ينبغي لنحو النّ ّص – اذلي يُ ّعرف بكونه مجموعة القواعد اليت تسمح،)تنصيص واحد
:يعّي لنفسه – عىل ا ألق ّل – هدفّي ّ بتأأويل ( أأو اب ألحرى بتوقّع تأأويل) النّصوص – أأن
(املكون املمتث ّل
ِّ تنصيصّ ابلس ياق اللغوي مبعزل عن أأ ّي الزتام ّ حتديد قواعد التّأأويل املرتبطة
(املكون املمتث ّل يف الفعل
ِّ ّنصيص
ّ ابلس ياق الت
ّ القويل)؛ حتديد قواعد التّأأويل املرتبطة
ّ يف الفعل
.462")جنازي
ّ اال
"… rien n’interdit de concevoir un texte qui se limiterait à une seule phrase … 462
songeons au poème d’Apollinaire, chantre, qui tient tout entier, outre son titre, dans
l’unique vers :
Et l’unique cordeau des trompettes marines
Précisément, si l’on s’accorde à reconnaitre dans ce vers non pas une phrase isolée
mais un texte, c’est que le fait de son association avec le titre et surtout son début
par « et », il invite à chercher dans son environnement un contexte qui l’explique et
surtout le justifie, si problématique soit-il. Sans doute touchons-nous là à l’essentiel :
ce qui fonde l’existence d’un texte, ce n’est pas sa longueur – elle peut être très
variable –, c’est la nature prioritairement contextuelle de son interprétation.
Le texte se trouve de la sorte très proche de l’énoncé, défini … comme la somme
d’une phrase et d’une situation (ou contexte) énonciatif. Dans le cas où le texte est
d’une certaine longueur, il est en fait somme d’énoncés, lesquels sont formellement
identifiables à des phrases ou des séquences phrastiques (paragraphes, chapitres,
etc.). Chacune de ces séquences est tributaire de deux contextes : a) un contexte
proprement linguistique, qui réunit une ou plusieurs autres séquences qui la
précèdent et/ou la suivent ; b) un contexte énonciatif.
Si on accepte de définir le texte comme une suite d’énoncés (éventuellement
réductible à un seul), la grammaire de texte, elle-même définissable comme
l’ensemble de règles permettant l’interprétation (ou plus exactement, la prévision
d’interprétation) des textes, devra s’assigner – au minimum – deux objectifs : a)
fixer les règles d’interprétation liée au contexte linguistique, indépendamment de
tout engagement énonciatif (composante locutoire du texte) ; b) fixer les règles
d’interprétation liée au contexte énonciatif (composante illocutoire du texte)". Oliver
Soutet, préc., p. 326.
منشورات اتّحاد،ص واألسلوبيّة بين النّظريّة والتّطبيقّ ّ الن، عدنان بن ذريل:صّ ّانظر أيضا في تعريف الن
. وما بعدها14 ص،2000 ، د م،الكتّاب العرب
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 260
لك متتالية من امجلل ّ ...نصا ( ...االّ اذا اكن) بّي هذه امجلل عالقات ،أأو "(ال) ّ
تشلك ّ
حص بّي بعض عنارص هذه امجلل عالقات .ت ّمت هذه العالقات بّي عنرص وأخر وارد يف عىل ا أل ّ
مجةل سابقة أأو مجةل الحقة ،أأو بّي عنرص وبّي متتالية بر ّمهتا سابقة أأو الحقة ( ...ويس ّمى)
(لكن احلديث عنتعلّق عنرص مبا س بقه عالقة قبليّة ،وتعلّقه مبا يلحقه عالقة بعديّةّ ...
عالقة مبا يس بق امجلةل أأو مبا يلحقها) ال يعين أأ ّن النّ ّص (هو ّ
ابلّضورة) مجموعة من امجلل،
تكون النّ ّص من
وحىت ان ّ وذكل أل ّن النّ ّص ميكن أأن يكون ّ ...
(متكوان من مجةل واحدةّ .
أأكرث من مجةل) فان ّه خيتلف عهنا نوعيّا .ا ّن النّ ّص وحدة دالليّة ،وليست امجلل االّ الوس يةل اليت
يتحقّق هبا النّ ّص".464
ص إذن :إ ّما جملة مفيدة؛ وإ ّما مجموعة من الجمل ،والمجموعة مفيدة. فالنّ ّ
ومعنى ّ
أن المجموعة مفيدة أن ث ّم ترابطا بين أفرادها ،أي بين الجمل .فما يجعل
صيّة» ،هو التّرابط .
465
يوجد «النّ ّ
صا ،أي ما ِّ
صن ّالنّ ّ
463لو اتّبعنا المقتطف األخير ،لقلنا :تنصيص أو متتاليات تنصيصات .وفعال ،حسب "أوليفيه سوتي" ( Oliver
:)Soutet
ص= ّ
الطبيعة السّياقيّة لتأويله – ما يؤسّس ال ّن ّ
– التّنصيص = جملة +وضعيّة (سياق)
الطويل = مجموعة من التّنصيصات ص ّ – النّ ّ
– التّنصيصات = جمل أو قطع من الجمل (فقرات ،فصول ،إلخ).
ي
ّ تنصيص سياق + الحقة) أو ي (قطعة أو أكثر سابقة– ك ّل قطعة تخضع لسياقين = سياق لغو ّ
ص = متتاليات من التّنصيصات وأحيانا ً تنصيص واحد – تعريف ال ّن ّ
ص = تحديد مجموعة القواعد التي تسمح بتأويل النّصوص – نحو النّ ّ
ي بمعزل عن السّياق ص له هدفان على األق ّل = تحديد قواعد التّأويل المرتبطة بالسّياق اللغو ّ – نحو النّ ّ
ي ( + )composante locutoire du texteتحديد قواعد التّأويل المرتبطة بالسّياق التّنصيص ّ
ي التّنصيص ّ
()composante illocutoire du texte
464مح ّمد خطابي ،م س ،ص .13
صيّة هي: ّ ّ
465يقول "ﭭولفجانج هاينه مان" و "ديتر فيهـﭭجر"(م س ،ص 80وما بعدها) إن معايير الن ّ
ي []... الربط النّحو ّ "ّ – 1
ي؛ استمرار المضمون []... ّ ّالل د ال ماسك – 2الت ّ
صل إلى هدف ث بذلك معرفة أو يتو ّ نص مترابط ومتماسك حتّى تبَ ّ ص لبناء ّ – 3المقصديّة؛ موقف منتج ال ّن ّ
مرسوم []...
261 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
"فليك تكون أل ّي ٍّّنص ّنص ّية ينبغي أأن يعمتد عىل مجموعة من الوسائل اللغويّة اليت ختلق
النّ ّص ّية ،حبيث تسامه هذه الوسائل يف وحدته الشّ امةل .لتوضيح هذا الالكم يّضب ...
(م .أأ .ي هاليداي ورقيّة حسن) املثال التّايل:
Wash and core six cooking apples. Put them into a fireproof dish.
(اغسل وانزع نوى ستّ تفّاحات .ضعها يف حصن يقاوم النّار).
غين عن البيان أأ ّن الضّ مري «ها» يف امجلةل الثّانية حييل قبليّ ًا اىل «ستّ تفّاحات» يف امجلةل ٌّ
ا ألوىل .وما جعل امجللتّي متّسقتّي هو وظيفة االحاةل القبل ّية للضّ مري «ها» حبيث ّ
نؤوهلام
تشالكن ّنص ًا ...فعالقة الاتّساق القامئة بّي الضّ مري «ها» كلكّ ،وبنا ًء عليه فا ّن امجللتّي ّ
وبّي «ستّ تفّاحات» يه اليت ه ّيأأت النّ ّص ّية".466
ص التّالي:
لكن يمكن أن يت ّم التّرابط دون وسائل لغويّة .مثال ذلك النّ ّ
"حمارضة ابستمي ّية :الث ّالاثء 3يونية .ز .ستيڤ هارلو (شعبة اللسان ّيات ،جامعة يورك).
» « Welsh and Generelised Phrase Structure Grammar
هذا النّ ّص عبارة عن اعالن يف الحئة اعالانت جامعة ادنبورغ ،وهو اعالن مقتصد أأشدّ ما
لكن القارئ ال يقف عاجزا أأمامه .حنن نعّل ...أأ ّن
يكون الاقتصاد يف طريقة االخبار ،و ّ
ستيڤ هارلو (وليس خشصا امسه حمارضة ابستمي ّية) س يلقي حمارضة (وليس الكتابة أأو الغناء
سيامنئ) عن العنوان املوضوع بّي مزدوجّي (… ،)Welshيف جامعة ّ أأو عرض رشيط
ادنبورغ (وليس يف يورك ألهنّ ا اجلامعة اليت قدم مهنا) ،يف الث ّالث من يونية املقبل يف الوقت
نص مترابط ومتماسك []... ص لتو ّقع ّ – 4المقبوليّة؛ موقف متلقّي النّ ّ
ص [ ]...أو عدم توقّعها أو معرفتها أو عدم معرفتها (أو وضوحها أو عدم ّ ّ
ن ال عناصر – 5اإلبالغيّة؛ مدى تو ّقع
نص يتض ّمن مقدارا من الخبر وينقل حدّا من المعلومات .فإذا كانت درجة اإلبالغيّة فيه ضعيفة، وضوحها .فك ّل ّ
ي بها بديهيّة مثال ،فهذا مدعاة لرفضه .وإذا كانت درجة اإلبالغيّة فيه عالية ،بأن ته ّم ّ المأت المعلومات بأن تكون
حول عنه) [ ]...ولذلك ي ويمكن أن يدفعه ذلك إلى الت ّ ّ سيشق على المتلقّي العاد ّ ّ صفإن النّ ّ المعلومات النّخبةّ ،
صيّا ً جوهريّا ً []...
مكونا ً ن ّ
يش ّكل القدر المناسب من اإلبالغيّة [ّ ]...
نص بدون ي ،لذلك ال يوجد ّ صا ً ما ذا ارتباط وثيق بالموقف االتّصال ّ – 6الموقفيّة؛ مجموع العوامل التي تجعل ن ّ
ص واستعماله يتحدّد من خالل الموقف. ألن معنى النّ ّ ارتباط بالموقفّ ،
ي يجب أن يبنى على نحو مختلف عن ّ
ص بنصوص أخرى وبصياغتها (فالنص العلم ّ ّ
ناص؛ عالقة الن ّ – 7الت ّ ّ
ي ،إلخ]...[ ). النّ ّ
ص األدب ّ
تعدّ هذه المعايير السّبعة [ ]...مبادئ تأسيسيّة لالتّصال من خالل نصوص؛ فهي تحدّد وتنتج شكل السّلوك
ي (حقّق الغاية منه وهي الت ّواصل مع اآلخر)". ص ّالممكن (توصيفه على أنّه) [ ]...اتّصال ن ّ
466مح ّمد خطابي ،م س ،ص 13و.14
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 262
جرا .كيف وصل القارئ اىل هذا التّأأويل؟ هناك مبدأن اثنان ميكن َّ
املبّي يف االعالن ،وه ّّل ّ
مكوانت االعالن متجاورة اذ رمغ عدم وجود روابط شلك ّية الاعامتد علهيام ،أأ ّوهلام واقع كون ّ
نؤولها كام لو اكنت مّتابطة،
السالسل اللغويّة املتجاورة ،فا ّن واقع كوهنا متجاورة جيعلنا ّتربط ّ
واثين املبد أأين هو افّتاض الانسجام ،وهو مبد أأ مرتبط اب أل ّول ،ذكل أأ ّن املتلقّي ينطلق من
خلوه من ّالروابط الشّ لك ّية ،خطاب افّتاض أأ ّن اخلطاب ،كيفام اكنت طريقة تقدميه ،ورمغ ّ
منسجمّ ،مث يبحث بعد ذكل عن العالقات املمكنة (املتطلّبة) من أأجل بناء انسجامه،
وابلتّايل الوصول اىل قصد ّالرساةل اليت ينقلها اخلطاب".467
صيّة تابعة للتّرابط .فإذا وجد التّرابط – أي إذا وجد الكالم الذي يفيد –
وهكذا فالنّ ّ
تكون من جملة أو من أكثر من جملة.468 ص سواء ّ وجد النّ ّ
صورةص– األكثر من جملة" .ففي ال ّ ص– الجملة" و"النّ ّ لكن ث ّم فرق بين "النّ ّ
صورة األولى نحن أمام وحدة بنيويّة والتّرابط يتوقّف على البنية .أ ّما في ال ّ
الثّانية فليس ث ّم وحدة بنيويّة والتّرابط يتوقّف على المعنى فحسب.469
―.125النّصّيّة بني املتكلّم واملخاطب.
طب؟ المتكلّم أم المخا َ
ِّ لكن من يحدّد التّرابط؟ أهو
سؤال ينبغي التّمهيد بكالم لـ" :روالن بارت" للوصول إلى جواب هذا ال ّ
صدر من جهة أخرى.
سيّد مح ّمد باقر ال ّ
( 470)Roland Bartheمن جهة ،ولل ّ
صاً" .مح ّمد خطابي ،م س ،ص .88 نص وبين ما ليس ن ّ صيّة الحاسمة التي تميّز بين ما هو ّ هو الخا ّ
ص ليس وحدة ( )a unitبنيويّة كالجملة أو ما يشبهها .وإذا كان هناك من دور للبنية فهو التّوحيد ليس " 469النّ ّ
إالّ ،ويتّضح هذا الواقع بكون البنية ،أيّا ً كان نوعها ،تملك وحدة داخليّة تضمن تعبير ك ّل العناصر عن جزء من
ص عند نصف جملة نص ما ،ويزداد هذا األمر وضوحا لو حاولنا إقحام عنصر غريب في البنية ،أو تغيير النّ ّ ّ
ص التّالي:
ما على سبيل المثال .لنالحظ ال ّن ّ
...لكن ما أودّ معرفته – نعم ،شيئا من الثّلج ،شكرا – هو :ما الذي تعتقد هذه الحكومة أنّها تفعله حين تبذّر ك ّل
هذه األموال في بناء مدارس جديدة؟ ما هو عيب المدارس القديمة؟
المتكلم من نادل مقهى ،في موضوع ّ أن البنية حصل فيها انكسار بسبب إدراج طلب لسنا في حاجة إلى التّنبيه ّ
محاورته لشخص ما.
صاً .ك ّل الوحدات النّحويّة :الجمل ،واألقوال ،والمر ّكبات ،والكلمات وبشكل عا ّم تتعالق الوحدات المبنيّة لتش ّكل ن ّ
نص ما ،على شيء آخر غير البنية، ّ أن االتّساق يتو ّقف ،داخلمتّسقة داخليّاً ،ألنّها ببساطة ،مبنيّة ( )...إالّ ّ
ً ًّ
شكِّلة بذلك كال موحّدا .تعدّ ّ نص ما ،تجعل أجزاءه متآخذة م َ ّ أن هناك عالقات معيّنة ،إذا توافرت في بمعنى ّ
ص باعتباره كذلك ،م ّما يجعله وحدة دالليّة" .مح ّمد ّ
طبيعة هذه العالقات دالليّة ،وهي خصائص تميّز الن ّ
خطابي ،م س ،ص 15و.16
ص وحدة من وحدات الكالم في االستعمال ،وهو ليس وحدة نحويّة مثل الجملة أو الجزء من الجملة .ومن "والنّ ّ
شاوش ،م س ،ص ص وحدة دالليّة أي أنّه ليس وحدة شكليّة بل وحدة معنويّة" .مح ّمد ال ّ األفضل أن يعتبر النّ ّ
.144
263 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن رسالة 471صيغت كرمز (.)signe ص يتض ّمن ّ إن مفهوم النّ ّفاألول يقول ّّ
يتكون:
والرمز ّ ّ
ّأوالً من الدّا ّل ([ )signifiantوهو هنا مادّيّة الحروف ومادّيّة تسلسلها في
ألفاظ ،وفي جمل ،وفي فقرات ،وفي فصول ،إلخ].؛
وثانيا ً من المدلول ( )signifiéأو المعنى ( ،)sensوهو المحتوى العقل ّ
ي الذي
يحضر في ذهن من يسمع النّ ّ
ص.
فاألول ينطلق من المعنى لينتهي إلى ّ وهنالك اختالف بين المتكلّم والمخاطب.
ص ليصل إلى المعنى. ص .والثّاني ينطلق من النّ ّ النّ ّ
سؤال حين تحد ّثنا عنضا على هذا ال ّ عر ً
ص"؟ لقد أجبنا َ لكن ما معنى "معنى النّ ّ
التّرابط .وينبغي اآلن أن نقد ّم جوابا أكثر تفصيال انطالقا من تفرقة ،نجدها عند
ي.473
ي والمعنى الحرف ّصدر ،بين المعنى االسم ّ
472
سيّد مح ّمد باقر ال ّ ال ّ
سيّد حسين البروجردي الطباطبائي ،المطبعة :القدس ،قم المقدّسة ،1415 ،ص 19 ألبحاث آية هللا العظمى ال ّ
للطباعة والنّشر،سيّد مح ّمد جعفر الشوشتري ،منتهى الدّراية ،مؤسّسة دار الكتاب (الجزائري) ّ وما بعدها؛ ال ّ
صاحب الحكيم ،منتقى األصول ،تقريرا ً سيّد عبد ال ّ النّجف ،ط 1415 ،6هـ ،ج ،1ص 43وما بعدها؛ ال ّ
شيخ مح ّمد تقي الروحاني ،الهادي ،د م 1416 ،هـ ،ج ،1ص 87وما بعدها؛ ال ّ سيّد مح ّمد الحسيني ّ ألبحاث ال ّ
بهجت (في نفس هذا اليوم ،الثّالثاء 24جمادى األولى 1430هـ الموافق لـ 19 :ماي ،2009الذي نحيل فيه
المؤلف ،تقام مراسم دفنه في مدينة قم بالجمهوريّة اإلسالميّة اإليرانيّة ...لك ّل أجل كتاب) ،مباحث ّ على هذا
الروحاني ،زبدة األصول، األصول ،انتشارات شفق ،قم ،د ت ،ج ،1ص 41وما بعدها؛ ال ّسيّد مح ّمد صادق ّ
الرضوي سيّد مح ّمد حسن ّ صادق (ع) ،د م ،ط 1412 ،1 .هـ ،ج ،1ص 31وما بعدها؛ ال ّ مدرسة اإلمام ال ّ
سيّد الخميني ،مؤسّسة تنظيم ونشر آثار اإلمام الخميني ،ط ،1 اللنگرودي ،جواهر األصول ،تقريرا ً لبحث ال ّ
سيّد مح ّمد سعيد الحكيم ،المحكم في أصول محرم الحرام – 1418خرداد ،1376ج ،1ص 114وما بعدها؛ ال ّ ّ
سيّد مح ّمد رضا الگلپايگاني، الفقه ،مؤسّسة المنار ،د م 1414 ،هـ – 1994م ،ج ،1ص 111وما بعدها؛ ال ّ
شيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ،دار إفاضة العوائد .تعليق على درر الفوائد .تأليف :آية هللا العظمى الحاج ال ّ
القرآن الكريم ،د م ،ط 1410 ،1هـ ،ج ،1ص 33وما بعدها؛ ال ّشيخ جعفر السُّبحاني التّبريزي ،تهذيب
سيّد روح هللا الموسوي الخميني ،انتشارات دار الفكر ،قم ،ط ،3 األصول ،تقريرا ً لبحث آية هللا العظمى ال ّ
ّ ّ
1367هـ ش ،ج ،1ص 12وما بعدها؛ الشيخ مح ّمد طاهر آل الشيخ راضي ،بداية الوصول في شرح كفاية
شيخ راضي ،د م ،ط ،1 األصول ،أشرف على طبعه وتصحيحه :مح ّمد عبد الحكيم الموسوي البكاء ،أسرة آل ال ّ
1425هـ – 2004م ،ج ،1ص 29وما بعدها؛ ال ّسيّد مصطفى الخميني ،تحريرات في األصول ،مؤسّسة
سيّد
تنظيم ونشر آثار اإلمام الخميني ،د م ،ط 1418 ،1هـ ق– 1376هـ ش ،ج ،1ص 82وما بعدها؛ ال ّ
محسن الحكيم ،حقائق األصول (وهي تعليقة على "كفاية" األستاذ األعظم المح ّقق الخراساني) ،مكتبة بصيرتي،
قم ،ط 1408 ،5هـ ،ج ،1ص 22وما بعدها.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 264
―.128االتّساق واالنسجام.
الربط التّا ّم تتناوله الدّراسات المعاصرة من خالل مفهومين هما
وما أسميناه ّ
االتّساق واالنسجام.
لنص /خطاب ما ،وهيُ ّمت "ويُقصد عادة ابالتّساق ذكل التّامسك الشّ ديد بّي ا ألجزاء ِ ّ
املشلكة ّ
املكونة جلز ٍّء من خطاب أأو خطاب فيه ابلوسائل اللغويّة (الشّ لكيّة) اليت تصل بّي العنارص ِّ
خط ّية، بر ّمته .ومن أأجل وصف اتّساق اخلطاب /النّ ّص يسكل احمللّل – الواصف طريقة ّ
حىت هنايته ،راصد ًا الضّ امئر واالشاراتمتدرجا من بداية اخلطاب (امجلةل الثّانية منه غالبا) ّ ّ
املتنوعة اكلعطف ،والاستبدال، املُحيةل ،احاةل قبليّة أأو بعديّة ،هممت ّ ًا أأيضا بوسائل ّالربط ّ
لك ذكل من أأجل الربهنة عىل أأ ّن النّ ّص جراّ . واحلذف ،واملقارنة ،والاس تدراك ،وه ّّل ّ
الك ُمتأ ِخذا.
يشلك ًّ للغوي بصفة عا ّمة) ّ
اخلطاب (املعطى ا ّ
خاصة (وكذا املتلكَّم) ال يسكل دوما هذه ّ
السبيل ،اذ كثري ًا ما للغوي املكتوب ّبيد أأ ّن االجناز ا ّ
ُوظف فيه الوسائل اليت أأسلفنا االشارة الهيا وانّام جيد املتلقّي نفسه أأمام ّنص /خطاب ال ت َّ
ألن العامل ()agent «پول ضرب پيار» ليس لها نفس معنى «پيار ضرب پول» أو «پول ضرب من پيار»ّ ،
شخص .ألجل ذلك يسعى عالم الدّاللة إلنشاء قواعد تأويل دالليّة للبنى النّحويّة والجامد ( )patientليس نفس ال ّ
تصف االنتقال من الوظائف النّحويّة (فاعل ،مفعول به )sujet, objet ...إلى أدوار دالليّة (عامل ،جامد،
ي بين المعجم ( )lexiqueوالنّحو (]...[ )syntaxe منتفع ،)...وتصف أيضا التّفاعل الدّالل ّ
ص ،فهي (الدّاللة أو علم الدّاللة) تدرس قواعد تنظيم الجمل فيما بينها وتسعى إلى استخراج أ ّما عن داللة النّ ّ
تحلل بالخصوص بعض العبارات وبعض التّركيبات اللغويّة ص .إنّها ّاآلليّات اللغويّة المسؤولة عن انسجام النّ ّ
ص؛ (الروابط ،التّكرير ،أزمنة األفعال ،الموضوعنة ،thématisationإلخ ).التي تضمن استمراريّة النّ ّ ّ
باإلضافة إلى ذلك ،تسعى بعض األعمال الستكشاف مفهوم التّشاكل ( ،)isotopieأي تكرار جذر كلمة
ص.( )lexèmeواحد أو معنم ( )sèmeواحد ،والذي هو مصدر االنسجام بين عناصر النّ ّ
الت ّداوليّة
لنص ينتج ال فقط عن الوحدات والبنى التي تدرسها الدّاللة ،بل أيضا عن عوامل أخرى ّ المعنى الكامل لجملة أو
تعرفتتموضع على حدود األلسنيّة وخارج األلسنيّة ،اللغة والخطاب :هذا هو الميدان – النّامي – للتّداوليّة التي ّ
غالبا كدراسة للّغة بالفعل ( )langage en acteأو (كدراسة) الستعمال اللغة ( ،)usage du langageأي
للعالقة بين القول (» )le « ditوشروط القول (» ( )les conditions du « direسياق المرجع le
،contexte de référenceوضعيّة التّنصيص ،اللعبة ما بين األشخاص ،le jeu interpersonnelالفعل
.)l'action
الرموز الفهرسيّة ( ،)symboles indexicauxأي تمسح التّداوليّة اللغويّة قطاعين كبيرينّ :
األول يدرس ّ
عالمات الذّاتيّة ( )indicateurs de subjectivitéالتي هي الضّمائر ( ،)pronoms personnelsأسماء
اإلشارة ( ،)les démonstratifs ou déictiquesإلخ ،.والتي تختلف إحالتها بحسب ظروف استعمالها.
وموضوع الدّراسة هذا هو بالخصوص موضوع نظريّات التّنصيص .القطاع الثّاني يدرس المعنى غير الحرف ّ
ي
ي ،المعنى المسبق االفتراض ،présupposéإلخ ).وأيضا األفعال (( )sens non littéralالمعنى الضّمن ّ
الكالميّة ( )les actes de langageالتي يأتي بها المتكلّم في اتّجاه المخاطب ،بواسطة فعل التّنصيص نفسه
(تأكيد ،سؤال ،أمر ،وعد ،إلخCatherine Fuchs, Linguistique (notions de base), .").
Encyclopædia Universalis 2010.
476لكن المشكل الذي سنعالجه الحقا هو :التّمام عند من :المتكلّم أم المخاطب؟
267 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
جتسد
ابلروابط اليت ّ توضع امجلل بعضها اىل جوار بعض دومنا أأدىن اهامتم من الاكتب ّ
الاتّساق .عىل أأ ّن هذا النّوع من الكتابة متليه حين ًا رضورات تواصليّة (التلغراف ،االعالانت
احلائط ّية) أأو جتاريّة (اعالانت البيع والكراء ،واخلدمات ...يف اجلرائد) ،وقد تكون خلفه،
أأحيا ًان أأخرى مقصديّة ابداع ّية ابتاكريّة (الشّ عر احلديث مثالّ ،
خاصة التّو ّجه التّجر ّ
يب فيه).
يتغري من اتّساق النّ ّص /اخلطاب اىل انسجامه ...يتطلّب حّي حيدث هذا فا ّن الاهامتم ّ
تنظم النّ ّص و ّ
تودله".477 بناء الانسجام من املتلقّي رصف الاهامتم هجة العالقات اخلفيّة اليت ّ
أن الجملة تكشف عن أشياء في نفس ي ،بل سيرى ّ صور ّي أو الت ّ ّ المعنى اللغو ّ
المتكلّم.
سامع. أن المتكلّم أراد إخطار صورة المعنى في ذهن ال ّ وأول هذه األشياء ّ ّ
ويطلق على هذه اإلرادة اسم اإلرادة االستعماليّة.
أ ّما ثاني هذه األشياء فكون المتكلّم أراد اإلخبار عن النّسبة التّا ّمة التي تد ّل عليها
هيئة الجملة ،أي أراد اإلخبار عن ثبوت الخبر للمبتدأ .وإرادة هذا المعنى تس ّمى
اإلرادة الجدّيّة .فإذا كانت الجملة استفهاميّة مثل "هل المنهجيّة مفيدة؟" ،يكون
واالطالع على وقوع النّسبة التّا ّمة بين اإلفادة ّ غرض المتكلّم منها طلب الفهم
والمنهجيّة .أ ّما إذا كانت الجملة طلبيّة من نحو "تعلّ ْم" ،فيكون غرض المتكلّم
طلب إيقاع النّسبة التّا ّمة التي تد ّل عليها هيئة "تعلّ ْم"،أي طلب وقوع التّعلّم.
ويس ّمى المعنى المستقى من اإلرادة االستعماليّة ومن اإلرادة الجدّيّة معنى
نفسانيّا ألنّه استخلص من إرادة المتكلّم .كما يس ّمى معنى سياقيّا ألنّه مستنتج من
حال المتكلّم .ويس ّمى أخيرا معنى تصديقيّا.478
ي ومعنيان نفسيّان" :أحدهما اإلرادة وهكذا فالجملة التّا ّمة لها معنى لغو ّ
االستعماليّة ،إذ نعرف عن طريق صدور الجملة من المتكلّم أنّه يريد منّا أن
ي الذي من نتصور معاني كلماتها .واآلخر اإلرادة الجدّيّة وهي الغرض األساس ّ ّ
نتصور تلك المعاني" .
479
ّ أجله أراد المتكلّم أن
ي تشترك األول من المعنى التّصديق ّ سياق .والجزء ّ ي ينشأ من ال ّ والمعنى التّصديق ّ
فخاص بالجملة التّا ّمة .ث ّم
ّ فيه الكلمات والجمل تا ّمها وناقصها .أ ّما الجزء الثّاني
األول واحد في جميع األلفاظ ،وهو قصد المتكلّم إخطار صورة إن الجزء ّ ّ
ي ،فيختلف من جملة سامع .أ ّما الجزء الثّاني ،وهو المراد الجدّ ّ المعنى في ذهن ال ّ
ي قصد اإلخبار عن تا ّمة إلى أخرى :ففي الجملة الخبريّة يكون المعنى الجدّ ّ
النّسبة التّا ّمة التي تد ّل عليها هيئة الجملة؛ وفي الجملة االستفهاميّة يكون المدلول
الطلبيّة يكون واالطالع على وقوع النّسبة التّا ّمة؛ وفي الجملة ّ ّ ي طلب الفهم الجدّ ّ
ي طلب إيقاع النّسبة التّا ّمة. المعنى الجدّ ّ
قرب من تعريف "الهرمينيطيقا"" :تعلّم الهرمينيطيقا فهم وتفسير أفكار اآلخرين من خالل عالماتها ّ 478
ّ
صورات والعواطف وفق الترتيب واالرتباط ّ ّ
( .)signesيتحقق الفهم حين تستيقظ ،في روح القارئ ،الت ّ
الحاضر في روح المؤلّف"Friedrich-August Wolf, in : Friedrich D. E. Schleiermacher, .
Herméneutique, Traduction et introduction de Marianna Simon. Avant-propos de
Jean Starobinski, Labor et fides, Genève, 1987, p. 8 (L’avant-propos de Jean
Starobinski).
صدر ،المعالم (م س) ،ص .132 سيّد مح ّمد باقر ال ّ
479ال ّ
269 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
األول
المعنى ّ اللغوي
ّ
أو ري
ّصو ّأو الت ّ
المعنى
اإلرادة االستعماليّة:
الجملة الخبريّة :اإلخبار عن إرادة إخطار صورة النّ ّ
فسي
النّسبة الت ّا ّمة المعنى ياقي
س ّ أو ال ّ
المعنى الثّاني ّصديقي
ّ أو الت
جملة االستفهام :طلب الفهم
واال ّطالع على وقوع النّسبة أو
الت ّا ّمة اإلرادة الج ّديّة
الجملة ال ّطلبيّة :طلب إيقاع
النّسبة الت ّا ّمة
ي الثّاني وأحيانا تصدر الجملة من هازل ونحوه فال يكون لها المعنى التّصديق ّ
ي.
صور ّاألول فضال عن المعنى الت ّ ّ ي ّ وإن كان لها المعنى التّصديق ّ
نتصور المعاني اللغويّة للمبتدأ ّ وهكذا ،حين نسمع جملة كجملة "مح ّمد عالم"" ،
تصور اللفظ ّ سببيّة بين والخبر والهيئة بسبب الوضع الذي أوجد عالقة ال ّ
وتصورنا
ّ وتصور المعنى ،ونكتشف اإلرادة الواعية للمتكلّم بسبب حال المتكلّم، ّ
ّ
صوريّة واكتشافنا هذا يمثل الدّاللة التّصديقيّة .والمعنى الذي ّ
ذلك يمثل الدّاللة الت ّ ّ
ي للّفظ ،واإلرادة التي نكتشفها في نفس ي واللغو ّ صور ّ نتصوره هو المدلول الت ّ ّ ّ
ي الذي يد ّل عليه حال المتكلّم .وعلى هذا ي والنّفس ّ المتكلّم هي المدلول التّصديق ّ
األساس نكتشف مصدرين للدّاللة :أحدهما اللغة بما تشتمل عليه من أوضاع،
تصور األلفاظ ّ سببيّة بين صوريّة ،ألنّها تقيم عالقات ال ّ وهي مصدر الدّاللة الت ّ ّ
وتصور المعاني .واآلخر حال المتكلّم ،وهو مصدر الدّاللة التّصديقيّة ،أي داللة ّ
ّ
فإن اللفظ إنّما يكشف عن إرادة المتكلم إذا يّ ، ّ
ي التصديق ّ اللفظ على مدلوله النّفس ّ
صدر في حالة يقظة وانتباه وجدّيّة ،فهذه الحالة إذن هي مصدر الدّاللة
أن اللفظ إذا صدر من المتكلّم في حالة نوم أو ذهول ال التّصديقيّة ،ولهذا نجد ّ
ي".480 توجد له داللة تصديقيّة ومدلول نفس ّ
يتكون من ّ ص الذي ص /الجملة ،ويبدو األمر غير مختلف مع النّ ّ هذا عن النّ ّ
ي يستقى من األلفاظ تصور ّ
ّ أكثر من جملة .فهنا أيضا يمكن الحديث عن معنى
ي.
شكليّة .كما يمكن الحديث عن معنى تصديق ّ شكليّة وغير ال ّ الروابط ال ّ
ومن ّ
القرينة بسيطة ،أي ث ّم إمكانيّة ألن هنالك قرينة على أنّ :
يثبت : حدّدنا المعنى
ّصديقي = المعنى
ّ المعنى الت ري
ري ّصو ت ال المعنى ّصديقي ≠ المعنى الت ري ّصو ّ
الت ّ
ّ ّ ّ ّصو ّ
الت ّ
إن حال المتكلّم ينبئ بأنّه ص ،قلنا ّ صوريّة معنى واحدا للنّ ّ فإذا أعطت المرحلة الت ّ ّ
أراد هذا المعنى الواحد.
صوريّة أكثر من معنى مختلف أحدهما أسبق عرفا من وإذا أعطت المرحلة الت ّ ّ
تتكون
شرطيّة ّ ألن الجملة ال ّ
ص جملتان ّ ص جملة شرطيّة ،أي النّ ّ غيره (مثال :النّ ّ
سابق لغيره. إن حال المتكلّم ينبئ بأنّه أراد هذا المعنى ال ّ من جملتين) ،قلنا ّ
صوريّة أكثر من معنى مختلف كلّها متساوية ،قلنا وإذا أعطت المرحلة الت ّ ّ
أن حال المتكلّم ينبئ ي الذي ينتمي إليه :إ ّما ّ ص والجنس األدب ّ بحسب نوعيّة النّ ّ
أن حاله ينبئ بأنّه ال يمكن أن يريد جميع تلك بأنّه أراد جميع هذه المعاني؛ وإ ّما ّ
ص وال واحدا من المعاني التي بين أيدينا. المعاني ،وعندها ال نعطي النّ ّ
ص ،قلناصورة االستثنائيّة التي ال نستطيع فيها إعطاء معنى للنّ ّ فإذا تركنا هذه ال ّ
صور – إنّنا أخذنا بعين االعتبار في عمليّة التّأويل المخاطب – عن بقيّة ال ّ
والمتكلّم معا.
ص في اللغة هي تلك ألن أقرب المعاني إلى النّ ّ أخذنا بعين االعتبار المخاطب ّ
ص في اللغة. األول هو األقرب إلى النّ ّ التي قلنا بها .فالمعنى الوحيد في الفرض ّ
قرب من "دومينيك مانﭭينو" ( )Dominique Maingueneauحين يقول(" :مبدأ التّعاون Le principe ّ 481
أن منتج التّنصيص يحترم بعض قواعد اللعبة: .)de coopérationإلنشاء تأويل ،على المتلقّي أن يفترض ّ
ي ليس موجودا ي ،أنّه أنتِّج بقصد إيصال شيء يه ّم من توجّه إليهم .هذا ّ
الطابع الجدّ ّ أن التّنصيص جدّ ّ
مثال ذلك ّ
إن التّدخين
في التّنصيص ،لكنّه شرط لتأويله تأويال جيّدا :إلى أن يثبت خالف ذلك ،إذا وجدت الفتة تقول ّ
أن هذه الالّفتة جدّيّة .ال أستطيع أن أعيد تسطير تاريخ الالفتة ألتثبّت منممنوع في قاعة االنتظار ،سأفترض ّ
ي يفترض أن تحترم قواعد اللعبة .هذا ال يكون بواسطة عقد مجرد الدّخول في عمليّة تواصل كالم ّ
ّ ذلك:
ي .يتعلّق األمر بمعرفة متبادلة :ك ّل واحد يسلّم
ي يدخل في جوهر النّشاط الكالم ّصريح ،بل بواسطة اتّفاق ضمن ّ
أن شريكه يتطابق مع هذه القواعد [ ]...هذه اإلشكاليّة أدخلت في سنوات 1960بواسطة فيلسوف لغة، ّ
األمريكي «پول ڤرايس» ( ،)Paul Griceتحت اسم «المسلّمات الحواريّة» ( maximes
،)conversationnellesوالتي نفضّل في فرنسا تسميتها بـ« :قانون الخطاب» ( Lois du
Dominique Maingueneau, Analyser les textes de communication, .")discours
Armand Colin, Paris, 2005, p. 17 et 18.
271 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
شأن ،مع المعنى األسبق في الفرض الثّاني ،ومع المعاني المتساوية في وكذلك ال ّ
صورة األولى من الفرض الثّالث .ففي جميع هذه الحاالت ،أعطينا أقرب ال ّ
ص .بهذا العمل نكون قد أعطينا المعنى معنى – من منظور اللغة – إلى النّ ّ
ص إلى المترقّب من مخاطب يعيش اللغة ونظامها ،فيذهب ذهنه بعد سماع النّ ّ
ذلك المعنى.
لكن كيف أخذنا المتكلّم في اعتبارنا ولم نهمله والحال ما سبق من تلبية ما يترقّبه
يخص
ّ أن المتكلّم يعيش بدوره اللغة ونظامها ويعرف ،فيما سامع؟ الجواب ّ ال ّ
صه أن من واجبه إن أراد معنى آخر أن يجعل سياق ن ّ صا ً له لغةً معنى واحداّ ، ن ّ
سامع .فإذا لم يفعل ،يكون قد أراد ذلك المعنى مختلفا عن الذي وصل إلى ال ّ
الواحد.482
ص ذي األكثر من معنى سواء تساوت هذه المعاني ونفس القول يص ّح مع النّ ّ
فيما بينها أو سبق أحدها البقيّة.
صا ً ينبئ بذلك المعنى أو وقد يتّفق أن يريد المتكلّم معنى ،لكنّه يخطئ فال يبني ن ّ
ي موجود ليذهب المخاطب إلى المعنى المراد من يتفطن إلى أن ال سياق مقام ّ ّ ال
إن األصل في اإلنسان عدم الغفلة وعدم الخطأ .هذا يؤد ّي ذاك المتكلّم .هنا يقال ّ
ي(الذي لن يكون سياق المقام ّ ص وفي ال ّ طب – بعد أن يبحثفي النّ ّ بالمخا َ
أن ما ألقي إليه هو المراد من المتكلّم. موجودا)– إلى أن يعتبر ّ
سؤال المنطلق منه" :من يحدّد التّرابط؟ أهو وبما جاء أعاله نكون قد أجبنا عن ال ّ
ّ
ص يحدّده المتكلم والمخاطب معا. المتكلّم أم المخاطب؟" .فمعنى النّ ّ
― .131معنى الّنصّ = معانٍ امسيّة +معانٍ حرفيّة
يتكون من معاني :األسماء ،وموادّ األفعال (المعاني ّ ومعنى النّ ّ
ص كك ّل
االسميّة) ،والحروف ،وهيئات األفعال ،وهيئة ك ّل جملة على حدة ،وهيئة جميع
متكونا من
ّ صص (المعاني الحرفيّة) .483فإذا كان النّ ّالجمل معا أي هيئة النّ ّ
جملة واحدة ،كانت هيئة الجملة هي نفسها هيئة النّ ّ
ص.
ص إذن يساوي معاني اسميّة ومعها معاني حرفيّة. فمعنى النّ ّ
مدركِّه وهذا
مدرك ال ينفصل عن ِّ ي شيء َ أن الخطاب اللغو ّ ألن "المتكلّم يف ّكر بالمتلقّي باعتبار ّ 482نقول أراد ّ
ويتحرك".
ّ فيه قال ي الذي الفضاء بنية ها تفرض قابةالر
ّ من ونوع عبير ّ تال في ّة يالفرد غبة الر
ّ بين يعني أنّه واقع
ص عند العرب ،المؤسّسة العربيّة للدّراسات وال ّنشر ،بيروت ،ط ،1999 ،1ص مح ّمد المبارك ،استقبال ال ّن ّ
.87
شاوش ،م س ،ص 941و .942 ص :مح ّمد ال ّ 483انظر مظهرا من معنى النّ ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 272
معنى األسماء
المعاني االسميّة
معنى موا ّد األفعال
معنى هيئة ال ّن ّ
ص
سياق معا .484فإذا أخذنا اسما فيصيغة ومن ال ّهذه المعاني تستخلص من ال ّ
ص أو مادّة فعل أو حرفا ً أو هيئة فعل أو هيئة جملة أو هيئة مجموعة الجمل، النّ ّ
سبب ّ
أن سياق أيضا .وال ّ
صيغة فحسب ،بل وال ّ وجب أن نأخذ بعين االعتبار ال ال ّ
المتكلّم ال يتكلّم إالّ في سياق.485
ص ينتج – ال فقط عن معنى الوحدات (الوحدة لها إن المعنى الكامل للجملة أو لل ّن ّ 484رأينا منذ قليل من يقول ّ
ي /تحدّثنا في المتن عن ي) والبنى (البنية أو الهيئة لها معنى نحو ّ ي /تحدّثنا في المتن عن معنى اسم ّ معنى معجم ّ
ي) التي يدرسها علم الدّاللة – بل أيضا ً عن عوامل أخرى تقع على حدود األلسنيّة .هنا ي أو رابط ّ معنى حرف ّ
ندخل ميدان التّداوليّة التي تعتني بـ" :اللغة بالفعل" ( )langage en acteأي باستعمال اللغة ( usage du
،)langageأي بالعالئق بين "القول" و"شروط القول" (السّياق) .انظر المقتطف الذي سبق معنا لـ:
Catherine Fuchs, Linguistique (notions de base), Encyclopædia Universalis 2010.
485سنعود الحقا ً إلى السّياق ،لكن يمكن من اآلن إيراد المقتطف التّالي:
"لقد أ ّكد اللسانيّون من أصحاب المدرسة االجتماعيّة ومنهم فيرث Firthعلى دور السّياق في تحديد المعنى،
أن هذا االستعمال يحكمه ي للكلمة في إطار مجتمع بعينه ،ورأى أصحاب هذه المدرسة ّ واهت ّموا باالستعمال الفعل ّ
أمران:
أن الكلمة يتحدّد معناها ي نفسه ،الذي ال ينظر إلى الكلمات بوصفها وحدات منعزلة ،أي ّ األول :السّياق اللغو ّ ّ
بعالقاتها مع الكلمات األخرى في السّلسلة الكالميّة.
الظروف التي يحدث فيها السّياق. الثّاني :القرينة أو الموقف الذي يقال فيه الكالم أي ّ
يمكن أن نعطي مثاال لهذا بالفعل «أكل» ومعانيه المتعدّدة من خالل السّياقات المختلفة ،ومن خالل مجتمعين أو
األول الذي يتمثّل في ال ّ
سياقات القرآنيّة التّالية: بيئتين لغويّتين مختلفتين ،فنعرض ّأوال للفعل في المستوى ّ
اق[الفرقان ،]7/بمعنى :التّغذية لإلنسان. َ و َقالوا َما ّل َهذَا الرسو ّل يَأْكل الط َعا َم َويَ ْمشّي فّي ْاألَس َْو ّ
غافّلونَ [يوسف ،]13/بمعنى :االفتراس للحيوان. ع ْنه َ َ وأَ َخاف أ َ ْن يَأْكلَه ال ّذّئْب َوأ َ ْنت ْم َ
الرعي للحيوان.ض َّللاّ[هود ،]64/بمعنىّ : َ ْ
َ ويَا َق ْو ّم َه ّذ ّه نَا َقة َّللاّ لَك ْم آَيَة َفذروهَا تَأك ْل فّي أ ْر ّ
َ
سأ َت َه[سبأ ،]14/بمعنى :القرض للحشرات. ض ت َأْكل مّ ْن َ ع َلى َم ْوتّ ّه إّال دَابة ْاألَ ْر ّ َ ما دَله ْم َ
ب أَحَدك ْم أ َ ْن يَأْك َل َلحْ َم أَخّ ي ّه َميْتا فك َّرهتموه[الحجرات ،]12/بمعنى :الغيبة لإلنسان.
ْ َ أَيحّ ُّ
ّ ْ ْ
إّن ال ّذ يَأكل أ ْم َوا َل اليَت َا َمى ظلما[النساء ،]10/بمعنى :االختالس لإلنسان. َ ونَ ْ ينَ
ان ت َأْكله النار[آل عمران ،]183/بمعنى :االحتراق للجماد. حَتى َيأْتّ َينَا ّبق ْر َب ٍ
لقد استطعنا من خالل السّياق اللغوي تحديد المعاني المختلفة للفعل «أكل» الذي ورد في سياقات قرآنيّة متعدّدة،
وقد ال يكون السّياق اللغوي – كما يقول أصحاب هذه النّظر ّية – كافيا ً لتمييز معاني الكلمة ،وم ّما ال شكّ فيه ّ
أن
فهم القارئ لهذه اآليات في العربيّة ال بدّ أن يصاحبه شيء آخر ،وهو االنتماء إلى البيئة اإلسالميّة أو المجتمع
273 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
المستخلص من
معنى األسماء
االسم ومن سياقه
المعاني االسميّة
المستخلص من ما ّدة
معنى موا ّد األفعال
الفعل ومن سياقها
المستخلص من
الهيئة ومن سياقها معنى هيئة ال ّن ّ
ص
صلة:
بعبارة مف ّ
علق ببيئة إسالميّة معيّنة هي البيئة ي آخر يت ّي ،وقد نجد هذا الفعل يأتي في سياقات أخرى ومستوى لغو ّ اإلسالم ّ
صة كما يلي « :الولد يأكل علقة ،الموظف يأكل ،يأكل في نفسه ،يأكل مال ي خا ّالمصريّة أو المجتمع المصر ّ
النّب ّي».
شخص فهم الظروف والمالبسات التي يستعمل فيها الفعل ،ولن يستطيع ال ّ إن فهم هذه السّياقات يتو ّقف على فهم ّ ّ
ي وحده ،بل ال بدّ أن يكون مصريّا ً أو عاش في المجتمع ّ اللغو ّياقس ال خالل من »أكل « ل للفع مختلفة ال المعاني
ي وبين الجماعة اللغويّة وعايش هذه السّياقات بالتّجربة. المصر ّ
ي verbal فإن اللّسانيّين من أصحاب المدرسة لم يقتصروا فقط على السّياق اللغو ّ وكما سبق أن أشرنا ّ
ي مالينوفسكي ي البولند ّ contextلفهم المعنى ،بل اهت ّموا أيضا ً بالموقف [ ]...ولذا وجدنا العالم األنثربولوج ّ
أن السّياق والموقف مرتبطان ببعضهما [ ]...واستعمل مصطلح سياق الموقف context يقرر ّ ّ Malinowsky
يتكون من ثالثة عناصر: of situationالذي ال غنى عنه لفهم الكلمات ،ونجد هذا السّياق ّ
ّأوال :شخصيّة المتكلّم والسّامع ،ومن يشهد الكالم معهما ،ودور المشاهد في المراقبة أو المشاركة.
الزمان والمكان. ي ويشمل ّ ثانيا :العوامل واألوضاع االجتماعيّة واالقتصاديّة المتّصلة بالحدث اللغو ّ
ي كاإلقناع والفرح واأللم. ثالثا :أثر الحدث اللغو ّ
ي فيرث ّ اإلنجليز يّ اللسان وهو المدرسة هذه علماء أبرز عند تحديدا أكثر شكال وتأخذ وتتطور فكرة السّياق ّ
ي يقوم على تحليل المعنى الذي يتر ّكب من مجموعة من ،Firthالذي رأى دراسة المعنى من خالل إطار منهج ّ
ي يجب أن نلتزم بما يلي: نص لغو ّ ي كلمة أو ّ الوظائف اللغويّة ،ولكي نصل إلى معنى أ ّ
ي صوتيّا ً وصرفيّا ً ونحويّا ً ومعجميّاً. ّأوالً :تحليل السّياق اللغو ّ
ثانياً :بيان شخصيّة المتكلّم والمخاطب والظروف المحيطة بالكالم.
ّ
ثالثاً :بيان نوع الوظيفة الكالميّة :مدح ،هجاء ،طلب.
رابعاً :بيان األثر الذي يتركه الكالم كاالقتناع والتّصديق أو التّكذيب والفرح واأللم" .كريم زكي حسام الدّين،
ي .إجراءاته ومناهجه ،دار غريب للنّشر والتّوزيع ،القاهرة ،2000 ،ج ،1ص 95وما بعدها. التّحليل الدّالل ّ
انظر أيضا حول السّياق :عبد الهادي بن ظافر الشهري ،استراتيجيّات الخطاب .مقاربة لغويّة تداوليّة ،دار
الكتاب الجديد المتّحدة ،بيروت ،2004 ،ص 40وما بعدها.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 274
معّي يوفّر من تكل املعطيات قدرا متفاوات(ال – ت ّمت معليّة التّواصل دامئا يف س ياق ماد ّّي ّ
ياق فهيا يساوي صفراً.)486 وجود حلا ٍّةل ّ
الس ُ
املقام املاد ّّي ،ف ُتض َّمن صياغته ما ال يتوفّر
الس ياق ّ – يُصاغ اخلطاب حبسب ما يتوفّر يف ّ
فيه وتُطرح مهنا ما هو حارض فيه.
الس ياق منه" .
487
– ما يوفّره ّنص اخلطاب من البيان مناسب عكس ًا ملا يوفّره ّ
بعبارة أخرى:
الصّيغة سياق
ال ّ الصّيغة سياق
ال ّ
.2دراسة النّ ّ
ص
بالرحلة المعاكسة،
ص .وعلى الدّارس ،أن يقوم ّ ص ومعه سياق النّ ّ إلى النّ ّ
ص وسياقه ليصل إلى معناه.491فينطلق من النّ ّ
ي
ص تستخدم المعارف على نحو استراتيج ّ 491ما جاء في المتن يستدعي تدقيقاً .فث ّم من يقول إنّه وعند "فهم النّ ّ
وهو م ّما تدعمه الفروض األساسيّة التّالية:
ص يدخل سر النّ ّ ص ،أي ّ
أن مف ّ ص تمثيالً ذهنيّا ً لألحوال التي جعلها المنتج غير مباشرة في النّ ّ (أ) يبني مفسّر النّ ّ
ص ويملؤها بمعرفة قائمة من قبل. بتطبيقه استراتيجيّات متباينة النّظام إلى المعلومات المأخوذة من ال ّن ّ
ص األحوال دائما ً على أنّها أحوال نمط معيّن ،وبعبارة أخرى :يرتبط قيام ال ّنظام دائما ً بأقسام (ب) يفهم مفسّر النّ ّ
من األحوال ومواقف االتّصال والتّفاعالت واألنشطة المتفاعلة.
ص ،بل إنّه يبدأ به مع الكلمة األولى لبنية لنص ما َ ال ينتظر المفسّر إلى نهاية النّ ّ ّ (ج) عند بناء التّمثيل الذّهن ّ
ي
المنطوق ،ويعدّل تدريج ّيا ً نتيجة التفسير الناشئة آنذاك.
ّ ّ
ّ
ص من مواقفه وقيمه واقتناعاته وآرائه ،إنه يجري بذلك ي لل ّنص ينطلق مفسّر النّ ّ (د) عند بناء التّمثيل الذّهن ّ
تقييمات ،تردّ األه ّميّة إلى ال ّنظام.
ي.
ص في السّياق االجتماع ّص وظيفيّة ال ّن ّ لنص ما ،يراعي مفسّر النّ ّ ّ (هـ) عند بناء التّمثيل الذّهن ّ
ي
ص ،أي أنّه يعيد بناء قصد المتكلّم نسبة إلى سياق الموقف ص كذلك الوظيفة اإلنجازيّة لل ّن ّ (و) يراعي مفسّر النّ ّ
وسياق التّفاعل.
ص في تفاعالت اجتماعيّة مع أهدافها وحوافزها ومعاييرها. ص إدخال ال ّن ّ (ز) يراعي مفسّر النّ ّ
ص من قِّبَ ِّل المتلقّي – نظريّات وفرضيّات وكذلك نظر ّيات نص ما َ ،تس ّخر – لبناء معنى النّ ّ (ح) من أجل تفسير ّ
ي"" .ﭭولفجانج الطبيعي واالجتماع ّ ي مع المحيط ّ ذاتيّة ،جمعها على أساس خبرات فرديّة في أثناء تعامله اليوم ّ
هاينه مان" و "ديتر فيهـﭭجر" ،م س ،ص .133
ويضيف المؤلّفان (ص 329وما بعدها):
"ينبغي فيما يلي أن توصف بعض خصائص عمليّات الفهم في النّصوص المكتوبة وصفا ً أكثر تفصيالً []...
صور للفهم تغيب المعينات الثّانويّة على الفهم في التّواصل ويمكن بادئ األمر أن يسجّل بوجه عا ّم أنّه مع هذه ال ّ
صة حركات اليدين وتعبيرات الوجه) [هنا سندخل في نصّ المؤ ّلفين لنقول :من يلقي موضوعاً المباشر (وبخا ّ
مدعو ألن يأتي بالمحتوى مفهوماً من األلفاظ لوحدها .وعليه أن ير ّكب على ذلك حركات ّ شفويّاً في امتحان،
ي :من المفروض في حاضر في مدرج جامع ّ اليدين وتعبيرات الوجه .بعبارة أخرى ،مطلوب منه أن يكون كالم ِّ
ضطرون أحياناً لالنشغال
ّ أن ك ّل الحاضرين ،من البداية إلى ال ّنهاية ،يستمعون إلى المحاضرة .لك ّنهم م
مدرج ّ
عن ال ّنظر إلى المحاضر من أجل كتابة ما يلقيه عليهم .لذا نجد المحاضر ،لكي يصل ما يريد قوله إلى الجميع
دون استثناء ،ي َح ّمِّل المسموع ك ّل المراد – تماما كما يفعل ذلك من يأتي بنصّ مكتوب – .في المقابل ،ث ّم من
الزيادة من بعض الحضور تستوجب زيادة مناسبة لها ينظر إلى المحاضر ،أي من يزيد على األذن العين .وهذه ّ
من المحاضر :حركات اليدين وتعبيرات الوجه .لكن ينبغي على المحاضر ،أن ال يعبّر عن أمر بواسطة غي َر
ألن هذا األمر سيفوت من لم يكن في تلك اللحظة بصدد ال ّنظر إليه] ،مثلما تغيب إمكانيّة أن يعادواسطة اللغة ّ
شريك مباشرة في حال عدم الفهم. االستفهام مع ال ّ
بيد أ ّنه من جهة أخرى لدى القارئ ميزة أن يستطيع أن يحدّد هو نفسه درجة سرعة تلقّي المعلومة وكثافته؛
وبذلك يخ ّفف العبء عن ذاكرته ،ويستطيع في بعض األحوال أن يقرأ مرارا ما يريد من مواضع ن ّ
صيّة عند
صصة. الحاجة [ ]...ويضاف إلى ذلك أنّه ،عند صعوبات الفهم ،يستطيع أن يراجع الكتب الموضوع ّية المتخ ّ
صلة بفهم ال ّنصوص المكتوبة؟ وما النّتائج التي يفرزها أ ّما ما يسأل عنه اآلن فهو :ما العمليّات النّفسيّة وثيقة ال ّ
التّعامل مع النّصوص المكتوبة بالنّسبة للمتلقّي؟
ص وفهمه توقّع النّ ّ
ص (فيفهم أجزاءأن القارئ يتلقّى بادئ األمر عناصر مفردة من النّ ّ تنطلق ك ّل نماذج الفهم المألوفة تقريبا ً من ّ
ال ّنصّ الواحدة تلو األخرى .فإذا انتهى من ذلك فهم ك ّل ال ّنصّ ) []...
ص فقط ،بل بتوجيه ص ال يبدأ مع قراءة ال ّن ّ
أن فهم النّ ّلتصورنا [ ]...فإنّنا نذهب على النّقيض من ذلك إلى ّ ّ طبقا ً
ّ ّ ّ ّ ّ
(تداولي) [ ]...مسبق [ ]...فالمتلقي ينشط قبل بدء عمليّة التلقي الفعليّة عناصر معيّنة من معرفته (بسياق النصّ ،
تسمح له بوضع تو ّقعات محدّدة حول محتوى ال ّنصّ .هذه التّو ّقعات هي بمثابة فراغات تمأل بعد ذلك بقطع من
ال ّنصّ الفعل ّ
ي) []...
ي لل ّن ّ
ص الفهم الدّور ّ
ص تقوم بوظيفة (تصويب فهم ال ّنصّ ) [ ]...فالقارئ يف ّكك شفرة أن هذه التّو ّقعات لل ّن ّ
من السّهل أن نرى ّ
ي الكلّ ّ
ي المتوقّع دائماً .وعلى صيّة مفردة (أو كتل المعلومات بأكملها) بال ّنظر إلى النّموذج ال ّن ّ
ص ّ معلومات ن ّ
277 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن المتلقّي يستطيع أن يوفَّق إلى (فه ِّم كامل ال ّنصّ أساس هذه الخلفيّة يمكن أيضا ً تفسير ّ
الظاهرة المعروفة ،وهي ّ
وهو لم ينتهي بعد من قراءته .وفي الحالة القصوى ،يو ّفق لذلك منذ العنوان ّ
الرئيس) [."]...
صلة ─ شفرة ─ تنشيط المعارف ذات ال ّ ي (اإلدراك وفك ال ّ ص حسب علم ال ّنفس العرفان ّ انظر مسار فهم ال ّن ّ
عرف إلى األحرف والكلمات إنشاء المعنى ─ الحفظ ─ االسترجاع والعرض)" :يتض ّمن نشاط اإلدراك الت ّ ّ
ص .إنّه في الحقيقة عبارة عن فكّ «كود» (شفرة )codeالكلمات عبر استخراج شرات سطح النّ ّ والبادئات ومؤ ّ
السّمات اإلمالئيّة والمفرداتيّة والنّحويّة للمادّة المقدّمة [ ]...في الوقت ذاته تجري عمليّة التّنشيط التي تتعلّق
بالبحث في الذّاكرة عن المعلومات ال مالئمة للحوافز المفكوكة [ ]...يبني القارئ انطالقا من الحوافز التي لمسها
شطه مدلوالت معيّنة وذلك تدريجيّا على مستوى مجموعات الكلمات ،والجمل والعبارات ،ث ّم والفحوى الذي ن ّ
ي ص [ ]...أ ّما الحفظ فهو تابع لنشاط بناء المدلول .إنّه شكل «تكويد» (تشفير) صوت ّ الفقرات ،وأخيرا مجمل ال ّن ّ
ي للمعلومات [ ]...تحفظ المعلومات المقروءة من أجل استعمال الحق .يس ّمى نشاط البحث في الذّاكرة ودالل ّ
باالسترجاع ويقوم على استعادة المعلومات المالئمة في الذّاكرة" .أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص 53وما
بعدها.
يAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 48 et s. : صه األصل ّ انظر الكتاب في ن ّ
ص بفهمه" :ال يمكن النّظر في تأليف ّ
المؤلف عن عالقة إنتاج النّ ّ انظر موقعا آخر من نفس الكتاب حيث يتحدّث
النّصوص واستيعابها دون العودة إلى نظام تواصل :مرسل – رسالة – مستق ِّبل ،حيث يمثّل إرسال رسالة معيّنة
الرسالة وهي موضوع واستقبالها قطبين يتوافقان مع التّأليف واالستيعاب .وفي الحالتين ،يتعيّن ال ّنظر إلى ّ
سيرورات معيّنة مع األخذ بعين االعتبار وفي وقت واحد نشاط المرسل ونشاط المستقبل أو المرسل إليه .فعلى
الرسالة ،أن يستند على الفرضيّات التي يقيمها حول ما يف ّكر (به الثّاني) وحول طريقته في األول ،عند وضع ّ ّ
معالجة المعلومات التي ستنقل إليه .وبالنّسبة للمستقبل ،فإنّه ال يستطيع ،خالل محاولته االستيعاب ،أن يهمل
نوايا المحادِّث أو الكاتب" .أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص 128و.129
صه األصليAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 104. : انظر الكتاب في ن ّ
ص معناه:انظر أيضا ً من يقول حول إعطاء ال ّن ّ
يتكون من كلمات ،من جمل مع تنقيطها .ك ّل كلمة لها معنى ،ك ّل جملة أيضا ،وك ّل مجموعة من ص [ّ ]... "النّ ّ
فإنالجمل .وتطابقا مع القاعدة الكبيرة المنطقيّة واألنطولوج ّية التي بمقتضاها «الك ّل أكبر من الجزء»ّ ،
نص يمكن على السّواء مجموعة الجمل تعطي معنى لك ّل جملة ،التي بدورها تعطي معنى لك ّل كلمة .قراءة [ّ ]...
صغير منها (الكلمات) ،أو على العكس بالك ّل ّأوال ،حتّى (الكلّ) األكبر". أن تتعلّق باألجزاء ّأوال ،حتّى ال ّ
Alain Sériaux, Le commentaire des textes juridiques. Lois et règlements, ellipses,
Paris, 1997, p. 10.
انظر كذلك "أنطوان كومپانيون" ( )Antoine Compagnonحين يقول":يتراكم المعنى بصفة عاديّة وفق
المؤول ك ّل ما فهمه إلى
ّ صورة يمكن أن يراجع التّو ّقع إلى أن تح ّل كلمات أو عبارات غير منتظرة .في هذه ال ّ
حدّ ذلك الوقت ،ويدرك نوعا جديدا مختلفا من المعنى ،أو أن يخلص إلى أنّه لم يفهم شيئا من معنى التّنصيص:
حارة؟» لقول «افتحوا النّافذة»؛ كمثال لخطأ «بلوش» في ّ أن القاعةكان أمرا ،ال سؤاال («أال تجدون ّ
«البحث») [ ]...ما المقصود بـ« :نوع المعنى»؟ إنّه ليس فقط محورا ،أو مضمونا ،بل أيضا عالقة بين متكلّم
ي (سخريّة) .التّوقّعات ضروريّة لكي ومؤول :نوع مصطلحات ،نحو ،موقف للمتكلّم ،نوع من المعنى الضّمن ّ ّ
ّ
نعطي معنى للكلمات التي تتراكم .مفهوم المعنى كك ّل ،كجملة ( )totalitéيؤسّس ويعين على فهم التفاصيل.
المؤول قد خابت؟ ّ أن توقّعاتمرة يوجد فيها سوء تفاهم :من جهة أخرى كيف يعرف ّ يصبح هذا ظاهرا ك ّل ّ
لكن التّوقّعات تأتي من فكرة النوع« :في هذا النوع من
ّ ّ ألن التّوقّع لم يكن مصيباّ . المراجعة تصير مستوجبة ّ
إن التّوقّعات تنتج عن التّجربة السّابقة« :في هذا النّوع من التّنصيصات ،ننتظر هذا النّوع من السّمات»ّ .
أن هذه السّمات تصاحب هذه التّنصيصات»". التّنصيصات ننتظر هذا النّوع من السّمات ،أل ّننا نعرف بالتّجربة ّ
(La notion de genre : 10. Genre et interprétation,
http://www.fabula.org/compagnon/genre10.php[24 septembre 2010]).
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 278
ص ليست إعطاءه معناه فحسب ،بل هي أيضا إقامة الح ّجة على ّ
أن ودراسة النّ ّ
نص ليس دراسة ،بل الدّراسة عمل فمجرد كشف معنى ّ ّ ما أعطي هو حقّا معناه.
أن ما قدِّّم على أنّه معنى مراد من المتكلّم
ي ،أي عمل يسعى إلى إثبات ّ ِّحجاج ّ
هو فعال مراد من المتكلّم.
إقامة الحجّة
على أنّ ما عرض المعنى
عرض هو المراد من
النّ ّ
ص الدّارس
المعنى المراد صاحب النّ ّ
ص
من صاحب المدروس
النّصّ المدروس
ي)هو
حقيق ّ حجاج دون (أو نص دون حجاج ّ وكشف معنى
سلخ ،)paraphrase(492أي "الدراسة" .
493
ال شيء
ص الالدارس النّ ّ
أو عرض المعنى
أو
حجج وهميّة (أي ال المراد من صاحب
شيء من صنف ص المدروسالنّ ّ سالخ
ص ال ّالنّ ّ
آخر)
ص المدروس للنّ ّ
يقول أحدهم:
492هنالك:
ّ ّ ّ
"النّسخ :للتبسيط سنقول هو أن يأخذ مؤلف من مؤلف آخر اللفظ والمعنى.
والمسخ :للتّبسيط سنقول هو أخذ اللفظ.
سيّد أحمد الهاشمي ،جواهر البالغة في المعاني والبيان سلخ :للت ّبسيط سنقول هو أخذ المعنى"(انظر :ال ّ وال ّ
والبديع ،تحقيق مح ّمد التّونجي ،مؤسّسة المعارف ،بيروت ،ص .)441
فرق "بونافونتور" بين أربعة أشخاص: 493في القرون الوسطى ،وحسب "أنطوان كومپانيون"ّ ،
شهير ،الذي يعود إليه «بارت» ( )Barthesكثيرا إلبراز دقّة "«بونافونتور» ( ،)Bonaventureفي كتابه ال ّ
يفرق بين أربع طرق لفعل كتاب ،أو أربعة أدوار ،أو أربع وضعيّات المؤلف في العصر الوسيط ،كان ّ ّ نظريّة
تنصيص ممكنة .هنالك ال ّناسخ ( ،)Le scriptorوهو من يكتب كلمات اآلخرين دون أن يضيف أو يغيّر شيئا.
وهنالك الج ّماع ( ،)Le compilatorوهو من يكتب كلمات اآلخرين بتجميع مادّة ليست مادّته .وهنالك المعلّق
لكن كلمات اآلخرين تمثّل الجزء ( ،)Le commentatorوهو من يكتب كلمات اآلخرين وأيضا كلماتهّ ،
ي ،أ ّما كلماته فأضيفت لكي تجعل الحجّة أكثر وضوحا .أخيرا هنالك المؤلّف ( ،)L'auctorوهو من األساس ّ
ي وكلمات اآلخرين أضيفت فقط لتلعب ّ األساس الجزء ل ّ
ك تش كلماته ّ
لكن كلماته، وأيضا اآلخرين كلمات يكتب
دور التّأكيد"Antoine Compagnon, Qu'est-ce qu'un auteur ? 5. L'auctor médiéval. .
http://www.fabula.org/compagnon/auteur5.php (24 septembre 2010).
279 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
"تفسري ّنص هو أأكرث من ترمجته (هو أأكرث من تبيان ماذا يعين) ،ان ّه تبيان كيف يعين".494
ماذا
يعني؟
تفسير
صالنّ ّ
كيف
يعني؟
ويمكن أن يضاف – إلى كشف المعنى مع الح ّجة على المعنى – تقييم للنّ ّ
ص.
الحجاج اسم التّحليل .فإذا أضيف فعلكما يمكن أن يطلق على فعل الكشف مع ِّ
التّقييم ،أمكن أن يطلَق على الفعلين معا ً اسم التّعليق .لكنّنا لن نتوقّف عند
495
فإذا أخذنا فعل إعطاء المعنى واالحتجاج له ،وجدنا المؤلّفات ال تختلف كثيرا
في محتوى هذا الفعل (أو إن شئنا :في إجراءات إنجازه) .نعم التّعابير تختلف
من كتاب إلى آخر ...نعم بعض التّفاصيل التي نجدها هنا ال نجدها هناك ...نعم
"Expliquer un texte, c’est beaucoup plus que le traduire : c’est montrer comment 494
il signifie". Ahmed Hosny, Méthodologie de la compréhension et de l’explication de
textes avec des exercices corrigés, Centre de Publication Universitaire, Tunis, 2000,
p. 11.
صلة لشيء لتقديم كشف حساب عنه»؛ «التّعليق :دراسة نقديّة لمضمون ولشكل ّ
نص «" 495التّحليل :دراسة مف ّ
ص»"« Trésor de la langue française », Dictionnaire de la . [ ]...من أجل قراءة أكثر نفاذا لل ّن ّ
langue des XIXe et xxe siècles, cité par : Jean-Louis Sourioux et Pierre Lerat, préc.,
p. 1. note n° 1.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 280
496رأينا في الفقرة عدد " 122أولوفيي سوتي" ( )Olivier Soutetو"روالن بارت" ()Roland Barthe
ص يسعى إلى محو الفروق بين أنواع النّصوص.يتحدّثان عن كون نحو ال ّن ّ
خطابي ،م س ص 209وما بعدها. 497مح ّمد ّ
498مح ّمد خطابي ،م س ،ص .17
499حول اإلحالة البعديّة ،انظر :مح ّمد ال ّشاوش ،م س ،ص 1213وما بعدها.
281 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
و"ما يعدّ أساسيّا بالنّسبة لك ّل حالة من اإلحالة هو وجود عنصر مفترض ينبغي
شيء المحال إليه في مكان ما".500 عرف على ال ّ أن يستجاب له ،وكذا وجوب الت ّ ّ
نص تخطئ هدفها (إعطاء الوحدة المعنى ّ فتأويل وحدة لغويّة موجودة في
ي بعين ي والمقال ّ
سياق المقام ّالمراد من صاحبها) ،لو لم يت ّم التّأويل مع أخذ ال ّ
سياق فيها يساوي صفرا .لنضرب هنا االعتبار .فال وجود كما رأينا لوضعيّة ال ّ
ص إ ّما أنّه أراد المعنى
نص فيه وحدة لغويّة مطلقة .إذن صاحب النّ ّ مثاال .لدينا ّ
المؤول
ّ المطلق أو أراد المعنى غير المطلق .فهنا الوحدة المطلقة توجب على
ص لكي يعطي الوحدة التي هو بصدد دراستها أن يذهب إلى المقام وإلى بقيّة النّ ّ
واحدا من معنييها .فإذا نفّذ الدّارس الواجب ،كان أمام فرضين :إ ّما أن يجد في
سياق قرينة على المعنى المراد ،وعندها يجري الوحدة على المعنى الموافق ال ّ
صورة يجري الوحدة على سياق ،في هذه ال ّ للقرينة؛ وإ ّما أن ال يجد شيئا في ال ّ
سياق بصفة إيجابيّة في تحديد األول ساهم ال ّ المعنى المطلق .وفي الفرض ّ
المعنى المراد من الوحدة ،وفي الفرض الثّاني ساهم بصفة سلبيّة .وبيِّّن في
األول ،وحتّى في الفرض الثّاني ،أنّه لم يكن ممكنا إعطاء معنى الوحدة الفرض ّ
سياق .فالمطلق وحدة لغويّة محيلة ،والمحيل يوجب الذّهاب الرجوع إلى ال ّ
بدون ّ
سؤال اآلن :هل ث ّم وحدة لغويّة غير محيلة؟ بعبارة ّ
أدق: إلى المحال عليه .وال ّ
هل الوحدة – وهنا سنأخذ المثال األقصى لنستد ّل به على األدنى – ذات المعنى
ألن صاحب هذه الوحدة يمكن أن الوحيد لغةً وحدة غير محيلة؟ الجواب بالنّفي ّ
ي 501وينصب على المعنى الجديد الذي يستعملها في معنى مغاير لمعناها اللغو ّ
– يردّ «هامپي دامپي» بلهجة فيها كثير من االحتقار :حين أستعمل عبارة ،فهي تعني بالضّبط ما يحلو لي أن
تعني ال أكثر وال أقلّ.
– تقول «آليس» :السّؤال هو هل يمكن جعل الكلمات تقول أشياء مختلفة ؟
المتكلِّم أم الكلمة؟"Lewis Carroll, De l’autre côté . ّ سيّد،
– يجيب «هامپي دامپي» :السّؤال هو من ال ّ
du miroir, 1872, Ch. VI.
الز ّروقي ،المسار التّأويلي (م س).
502حول هذه المسألة وما يحيط بها من موضوعات ،انظر :عبد المجيد ّ
503مح ّمد خطابي ،م س ،ص 18و.19
504مح ّمد خطابي ،م س ،ص .19
شاوش ،م س ،ص 1131وما بعدها. 505حول الحذف في ال ّنظريّة النّحويّة العربيّة ،انظر :مح ّمد ال ّ
506مح ّمد خطابي ،م س ،ص .21
283 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ص .وما يه ّمنا وهكذا تلعب اإلحالة واالستبدال والحذف دورا مه ّما في اتّساق النّ ّ
ص ال يمكنه – بدوره – أن يلعب دوره إالّ إذا تتبّع اإلحاالت أن دارس النّ ّ
ّ
صص المدروس ليقدّم عنها في النّ ّ واالستبداالت ومختلف صور الحذف في النّ ّ
الدّارس كشف حساب مع اإلثباتات.
―.137الوصل.
مر معنا ،وسيلة ربط واتّساق .ألجل ذلك هووالوصل ،مثل اإلحالة وغيرها م ّما ّ
الربط في
ص المدروس .ووسائل ّ ص الدّارس في النّ ّ م ّما ينبغي أن يكشفه النّ ّ
الوصل مختلفة ،ولقد ردّها "هاليداي" و"رقيّة حسن" إلى أربعة أنواع :وصل
ي .ونجد األنواع األربعة
ي ،ووصل زمن ّ ي ،ووصل سبب ّ ي ،ووصل عكس ّ إضاف ّ
ص التّالي:
في النّ ّ
العكس اذلي يعين «عىل عكس ما هو متوقّع » فان ّه ي ّمت بواسطة أأدوات مثل: ّ أأ ّما الوصل
( )but, yetوغريها ،وبتعابري مثل however( :و ... )neverthelessاالّ أأ ّن ا ألداة اليت
العكس ،يف نظر الباحثّي ("هاليداي" و"رقيّة حسن") يه .yet ّ تعرب عن الوصل ّ
يعرب عنه بعنارص بب فميكّننا من ادراك العالقة املنطقيّة بّي مجلتّي أأو أأكرث ،و ّ
الس ّأأ ّما الوصل ّ
خاصة اكلنّتيجة وا ّلسبب مثل ... )therefor, hence, thus, so( :وتندرج مضنه عالقات ّ
السببالرشط ...ويه كام نرى عالقات منطقيّة ذات عالقة وثيقة بعالقة عا ّمة يه ّ و ّ
والنّتيجة.
مين ،كخر نوع من أأنواع الوصل ،عالقة بّي أأطروحيت مجلتّي متتابعتّي وجيسد الوصل ّالز ّ ّ
زمنيّا ...
فاذا اكنت وظيفة هذه ا ألنواع اخملتلفة من الوصل مامتثةل (نقصد ابلوظيفة هنا ّالربط بّي
املشلكة للنّ ّص) فا ّن معانهيا داخل النّ ّص خمتلفة ،فقد يعين الوصل اترة معلومات املتواليات ِ ّ
للسابقة أأو معلومات (نتيجة) مّتت ّبة عن مضافة اىل معلومات سابقة أأو معلومات مغايرة ّ
(السبب) ،اىل غري ذكل من املعاين".508 السابقة ّ ّ
صص الدّارس أن يتتبّع جميع أنواع الوصل الموجودة في النّ ّ وعلى النّ ّ
المدروس ويتّخذها ح ّجة على جملة من المعاني (زيادة معلومات ،سببيّة ،إلخ).
المرادة من صاحب هذا النّ ّ
ص المدروس.
لنص َما تنتج عن دراسته على ّ أن استخراج وإثبات معاني معيّنةوالحاصل ّ
ي .والدّراسة على هذا المستوى هي دراسة لإلحالة (الضّمائر، المستوى النّحو ّ
وأسماء اإلشارة ،وأدوات المقارنة .هذا ما ورد في الكتابات الغربيّة ،لكنّنا
ي أو تحت مستوى تعرضنا إلى جانب آخر يمكن إدخاله تحت المستوى النّحو ّ ّ
آخر من المستويات اآلتية) ،ولالستبدال ،وللحذف ،وللوصل.
―.138ثانياً :املستوى املعجميّ (التّكرير والتّضامّ).
ي .ونجد وث ّم مستوى ثان يم ّكن من استخراج معاني للنّ ّ
ص ،هو المستوى المعجم ّ
هنا التّكرير ( )réitérationوالتّضا ّم (.509)collocation
صعود -ال ّ
-التّسلّق
-العمل شرعت في
سهل للغاية صعود إلى ال ّ
شيء -ال ّ الق ّمة
-هو
الصعود» تعترب اعادة لنفس اللكمة الواردة يف امجلةل ا ألوىل ،و«التّسلّق» مرادف لـ فاللكمة « ّ
الصعود» ،و«العمل» امس مطلق ( )superordinateأأو امس عا ّم ميكن أأن يُدرج فيه « ّ
الصعود» ،اخل .ويقصد اليشء» لكمة عا ّمة تندرج مضهنا اللكمة « ّ الصعود ،و« ّالصعود أأو مسأأةل ّ
ّ
املؤلّفان اب ألسامء العا ّمة مجموعة صغرية من ا ألسامء لها احاةل مع ّممة مثل« :امس االنسان»« ،امس
الطفل ،الودل ،البنت املاكن»« ،امس الواقع» ،وما شاهبها (النّاس ،الشّ خصّ ،الرجل ،املر أأةّ ،
.)...
ابلقوة نظر ًا الرتباطهام حبمك
النّوع الث ّاين هو التّضا ّم ،وهو توارد زوج من اللكامت ابلفعل أأو ّ
هذه العالقة أأو تكل ،مثال ذكل:
–Why does this boy wriggle all the time ? – Girls don’t wriggle
تتلوى).
لك وقت وحّي؟ البنات ال ّ يتلوى يف ّ
(ما لهذا الودل ّ
فـ «الودل» و«البنات» ليسا مّتادفّي ،وال ميكن أأن يكون احملال اليه عندهام هو نفسه ،ومع
ذكل فا ّن ورودهام يف خطاب واحد يسامه يف النّ ّص ّية.
وحسب ما ذهب اليه املؤلّفان ،فا ّن العالقة النّسقيّة اليت حتمك هذه الأزواج يف خطاب ما يه
عالقة التّعارض ،مثلام هو ا ألمر يف أأزواج لكامت مثل :ودل /بنت ،جلس /وقف ...اضافة
اىل عالقة التّعارض هناك عالقات أأخرى مثل :اللكّ /اجلزء ،أأو اجلزء/اجلزء ،أأو عنارص من
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 286
مكونات النّ ّ
ص التي ال تفترضها جملة ّ
المكونات ال ّن ّ
ص موضوع ال ّن ّ
ص
ّ
―.140التّرتيب يف الّنصّ.
ص الدّارس (فهذه النّقطة ال تتبع العنوان لن يتعلّق األمر هنا بالتّرتيب داخل النّ ّ
ص المدروس. الذي نحن بصدده وهو االكتشاف ،)516بل بالتّرتيب داخل النّ ّ
ص المدروس ورود الوقائع في المتتالية على نحو والمقصود بالتّرتيب داخل النّ ّ
معيّن .فإذا كان هذا النّحو عاديّاً ،كنّا أمام معنى؛ أ ّما إذا جيء بالوقائع على نحو
ص .فمثال تأخير آخر ،ترتّب عن ذلك تغيّر في المعنى الواجب استخراجه من النّ ّ
حدث متأ ّخر (هو متأ ّخر حسب مبادئ مختلفة ،منها معرفتنا للعالم) ال يعطي
نفس المعنى الذي يعطيه تقديمه ،إذ من التّقديم نستنتج أه ّميّة الحدث مثال ،أي ّ
أن
التّقديم يفرض إعطاء معنى مختلف عن الذي ينبغي إعطاؤه في صورة ورود
ي.الحدث في وقته العاد ّ
ص المدروس إلى ترتيب الوقائع ص الدّارس أن ينتبه داخل النّ ّ وهكذا على النّ ّ
وترتيب الجمل والكلمات (تقديم جملة على أخرى؛ وسط جملة بسيطة :تقديم
المفعول به على الفاعل مثال؛ في جملة مر ّكبة :تقديم جملة الجزاء على جملة
الخاص أو العكس؛ وغير ذلك م ّما يتعلّق بالتّرتيب
ّ شرط مثال؛ تقديم العا ّم علىال ّ
ص) الستخراج العالقات التي تحكم هذا التّرتيب ،ومن ث ّم الستخراج داخل النّ ّ
ص من خالل ما أورده من ترتيب. المعنى المراد من صاحب النّ ّ
―.141التّغريض.
ص – على شكل ص ما يس ّمى بالتّغريض .فتنظيم النّ ّ ويتبع مسألة ترتيب النّ ّ
متدرجة لها بداية ونهاية – "سيتح ّكم في تأويل الخطاب (أي ّ متتاليات من الجمل
أن ما يبدأ به المتكلّم أو الكاتب سيؤثّر في تأويل ما يليه. النّ ّ
ص) ،بنا ًء على ّ
ص الذي يليه .كما ّ
أن الجملة األولى فإن عنوانا ً ما سيؤثّر في تأويل النّ ّ
وهكذا ّ
ص أيضا ،بمعنى أنّنا من الفقرة األولى لن تقيّد فقط تأويل الفقرة ،وإنّما بقيّة النّ ّ
متدرج متراكم يخبرنا عن كيفيّة ّ أن ك ّل جملة تش ِّ ّكل جز ًء من توجيه
نفترض ّ
إنشاء تمثيل منسجم .ويستعمل باحث ...مفهوما ً أع ّم وهو مفهوم البناء الذي
يحدّده « َكرايمس» على النّحو التّالي :ك ّل قول ،ك ّل جملة ،ك ّل فقرة ،ك ّل حلقة،
العنصر
3من
النّ ّ
ص
ضع عليه عنوان ،ف ِّهم له موضوع؛ ص واحدا؛ فإذا و ِّالحالة التي يكون فيها النّ ّ
أن له موضوع مختلف .ألجل هذا ،ينبغي للنّص
520 وإذا بدِّّل العنوان ،فهم ّ
ص المدروس في صورة وجوده طبعا.521 الدّارس أن يهت ّم بعنوان النّ ّ
ص الدّارس أن يهت ّم بك ّل المستوى الدّالل ّ
ي ،أي ال فقط بما وعموماً ،على ذاك النّ ّ
جاء للت ّ ّو تحت عنوان التّغريض ،بل وأيضا ً بما جاء قبله تحت عنوان ترتيب
ص المدروس. وعنوان موضوع النّ ّ
―.143رابعاً :املستوى التّداوليّ.
ص الدّارس وظيفته التي هيي ال يكفي لكي يؤدّي النّ ّ واالهتمام بالمستوى الدّالل ّ
ص المدروس واالحتجاج لذلك ،بل ينبغي كشف المعنى المراد من صاحب النّ ّ
ي ،522أي ينبغي أن يبحث في سياق ص الدّارس أن يبحث في المستوى التّداول ّ للنّ ّ
ص المدروس من جهة وفيما يس ّمى بالمعرفة الخلفيّة من جهة أخرى النّ ّ
نص ال يف َهم – ّ
حق الفهم – من سياق كما سنرى) .فك ّل ّ (المعرفة الخلفيّة تابعة لل ّ
سياق ،ومن دون المعرفة الخلفيّة. دون ال ّ
―.144السّياق.
ص األساسيّة ويتيح للقارئ انتقاء إطار مرجع ص ،حيث يتض ّمن فكرة ال ّن ّ فهو يقدّم معلومات أساس لفهم ال ّن ّ
ص أو (مسألته المركزيّة) يقدّم للقارئ سياقا يس ّهل التّرسيخ ص .عنوان النّ ّ لتأويل المعلومات التي يحويها هذا ال ّن ّ
ص» شروع في القراءة« ،لنواة بدئيّة لفحوى ال ّن ّ في الذّاكرة واسترجاع المعلومات عن طريق تنشيطه ،منذ ال ّ
ص" .أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص .12 ي لتأويل مجمل ال ّن ّ تستخدم كإطار مرجع ّ
صيغة الفرنسيّة)André-Jacques Deschênes, : صيغة األصليّة للكتاب (أي ال ّ انظر نفس المقتطف في ال ّ
préc., p. 16.
تعرضنا إليه في هامش من الفقرة عدد .57 520انظر مثاالً ّ
ص (المدروس) كالعنوان والمقدّمة ص الدّارس أن يعتني بما صار يس ّمى اليوم بعتبات ال ّن ّ 521ينبغي للنّ ّ
وغيرهما .وتكمن أه ّميّة العتبات في كون "قراءة المتن تصير مشروطة بقراءة هذه ال ّنصوص؛ فكما ال نلج فناء
الدّار قبل المرور بعتباته فكذلك ال يمكننا الدّخول في عالم المتن قبل المرور بعتباته؛ ألنّها تقوم ،من بين ما تقوم
الر ّزاق بالل ،م س،به ،بدور الوشاية والبوح .ومن شأن هذه الوظيفة أن تساعد في ضمان قراءة سليمة" (عبد ّ
ص 23و .)24فإذا أخذنا المقدّمة مثال وجدنا واضعها ينبئ فيها بقصده من الجوهر وبتخطيطه وبغير ذلك من
الر ّزاق
مر البعض منها معنا حين تناولنا المقالة .فالمقدّمة إذن توجّه القراءة وتوجّه الدّارس (عبد ّ األمور التي ّ
بالل ،م س ،ص .)52
ي،
ي اإلسالم ّ انظر أيضاً :عمارة ناصر ،اللغة والتّأويل .مقاربات في الهرمينوطيقا الغربيّة والتّأويل العرب ّ
منشورات االختالف ،الجزائر /دار الفارابي ،بيروت /الدّار العربيّة للعلوم – ناشرون ،ط 1428 ،1هـ /
2007م ،ص 164وما بعدها " :العنوان [( ]...هو) الواسطة المركزيّة في عمليّة ربط الخطاب الموجّه إلى
القارئ بنقطة ارتكاز موجّهة تظ ّل تالحق وعي وانتباه القارئ وتوجّه وتجمع شتات تأويالته إلى دائرة محكمة
مؤلف ماإن قراءة َّوالرغبة األولى في فعل صناعة الخطاب [ّ ]... ي ّ ي والثّقاف ّبأطر الموضوع والمجال المعرف ّ
تظ ّل مرهونة باللحظة التّأسيسيّة األولى لداللة العنوان .وهي اللحظة التي تعمل منذ البداية على اإلحاطة بكامل
ص وك ّل ما يمكن أن يلقى على هوامشه ،فيظ ّل موسوما ً بها". النّ ّ
ص من قر ب ما سيأتي هنا من مقتطف ،أوردناه بهامش من الفقرة عدد ،127يتحدّث عن معنى الجملة والنّ ّ ّ 522
زاوية التّداول.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 290
يتشلك مهنا هذا اخلطاب معلومة دلى القارئ معجميّ ًا، "غين عن البيان أأ ّن اللكامت اليت ّ ٌّ
لكن جتميعها عىل هذا النّحو يويح ّ و بعضها، عن معزوةل لهياا نظر ن ا دليه معلومة نقول
ابلغرابة والغموض حبيث ال معىن لها ابلنّس بة للمتلقّي .ظهر هذا اخلطاب عىل أأحد جدران
مدينة الكسكو (مدينة يف اسكتلندا) ،وهذا ماكن اخلطاب .أأ ّما زمنه فهو ا ّلس بعينات اليت
اش هترت بظهور خطاابت مماثةل عىل ُجدُ ر هذه املدينة ،ممّا يعين أأ ّن املتلقّي دليه جتربة فامي
خيص نوع اخلطاب هذا (املتلقّي هنا هو ساكن مدينة الكسكو ،أأو عىل ا ألق ّل السكوتالندي ّ
أأو الربيطاين معوما) ،ومن ّمث فا ّن شلك اخلطاب وزمانه وماكنه قد يوحيان للمتلقّي ،ان اكنت
يعرب عن تفاعل بّي دليه جتربة سابقة مع هذا النّوع من اخلطاابت ،524بأأ ّن هذا اخلطاب ّ
عصاابت ما .فاملعرفة املوسوعيّة للعامل ميكن أأن ختربك بأأ ّن الاكتب عضو من أأعضاء Mad
( Mentalويه عصابة) ،و أأ ّن املتلقّّي املعن ّيّي مه أأعضاء يف عصابة ،The insectsوبنا ًء
السالف بأأن ّه مو ّجه من عصابة اىل عصابة يؤول اخلطاب ّ عىل ما س بق ميكن للمتلقّي أأن ّ
أأخرى حم ّذرة ا ّايها من مغبّة ( أأو من التّامدي يف) خرق قانون العصابة ا ألخرى.
خاص غري مو ّجه اىل معوم يعلّق براون ويول ( )1983عىل املثال املّضوب بأأن ّه خطاب ّ
خاص ومن ّمث يصعب عىل املتلقّي غري ّ
املعين تأأويهل ما مل متلق ّاملتلقّّي وانّام هو مو ّجه اىل ّ
السابقة واملعرفة املوسوعيّة".525
يس تعن ابلتّجربة ّ
قرب من :عبد السّالم المسدّي ،األسلوبيّة واألسلوب ،الدّار العربيّة للكتاب ،طرابلس -تونس ،ط ،3د ت،ّ 523
ص 57وما بعده ،وص 79وما بعدها.
524هنا نجد المعرفة الخلفيّة التي ستأتي بعد قليل :الفقرة عدد .148
شاوش ،م س ،ص .164 525مح ّمد خطابي ،م س ،ص 54و .55انظر أيضا :مح ّمد ال ّ
انظر مثاالً آخر" :نشأت "ريناته" في "أوبرفيزنتال" ،فهي متزلّجة ممتازة" ("ﭭولفجانج هاينه مان" و "ديتر
291 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
صا ً لوحده ،بل ألقى – كك ّل متكلّم –ق المتكلّم في المثال ن ّ بعبارة أخرى :لم يل ِّ
سياق هنا في المتكلّم وفي المخاطب .وبوجود صا ً ومعه سياقا ً .526ويتمثّل ال ّ ن ّ
المتكلّم واضحا ،فهو عاقل (أو يفترض ذلك طالما لم يثبت ِّ سياق يكون ما ألقاه ال ّ
لكن الوضوح بالنّسبة العكس) ،وغاية العاقل كما رأينا :إذا تكلّم ،أن يفهم ّ .
527
سياق سياق :فمن يملك عناصر ال ّ إلى الدّارس مسألة تتبع امتالكه عناصر ال ّ
اص،
ص مو ّجها لمخاطب خ ّ ص ،ومن ال يملك لن يفهم .فإذا كان النّ ّ سيفهم النّ ّ
صلكن دارس النّ ّسياق التي تجعله يفهمّ . كان لدى هذا المخاطب عناصر ال ّ
الخاص) سيفهم أو لن يفهم بحسب نجاحه أو عدم نجاحه ّ (الذي ليس المخاطب
إن درجة نجاح الفهم هي في سياق .بل لقد قلنا ّ في الحصول على عناصر ال ّ
سياق التي ينجح الدّارس في الوصول إليها .فكلّما تناسب مع عدد عناصر ال ّ
ّ
زادت العناصر ،زاد النّجاح (أو تحديدا ً زادت فرصه)؛ وكلما نقصت ،نقص؛
وإذا لم يجد الدّارس من األصل العناصر ،لم يجد من األصل الفهم.
5
4 عناصر السّياق
3 فُ َرص الفهم
2
1
0
صويستدعي ما جاء للت ّ ّو الت ّفصيل اآلتي :في جميع األحوال ،تت ّم عمليّة إنتاج النّ ّ
ي معيّن .لذا نجد المتكلّم – وهو الذي يريد نقل ك ّميّة من المعطيات في سياق مادّ ّ
كنص.
ّ سياق وبين ما ينتجه (معلومات أو تأثيرات) – يوازن بين ما يوفّره ال ّ
ص بماي ،وال يأتي في النّ ّ سياق المادّ ّص ما ال يوفّره ال ّ
فهذا المتكلم يض ِّ ّمن النّ ّ
نص الخطاب من سياق بتحويله إلى المخاطب من معطيات .فما "يوفّره ّ يتكفّل ال ّ
سياق منه".528البيان مناسب عكسا ً لما يوفّره ال ّ
صيغة ص يكون واضحا ً متى نجح المتكلّم في أن يوازن بين منسوب ال ّ والنّ ّ
سياق .لكن قد يخطئ المتكلّم في الموازنة .وهنا :إ ّما أن ينتج ن ّ
صا ً ومنسوب ال ّ
غير ذي معنى عند من و ِّ ّجه إليه ،وتستحيل ألجل ذلك دراسته من المخاطب؛
صورة تبقى الدّراسة صا ً له معنى غير الذي أراده ،529وفي هذه ال ّ وإ ّما أن ينتج ن ّ
ممكنة من المخاطب؛ بل أكثر من هذا ،يعدّ محتوى الدّراسة ح ّجة على المتكلّم؛
أن التّواصل في المجتمع ال يمكن أن يتحقّق إالّ متى افترضنا ّ
أن وسبب الح ّجيّة ّ
صيغة، المتكلّم ال يخطئ وال يذهل في عمليّة الموازنة بين المنسوبين :منسوب ال ّ
سياق يحمل على أنّه هو سياق .فك ّل معنى يخرج من ال ّ
صيغة وال ّ ومنسوب ال ّ
المراد من المتكلّم وإن لم يكن كذلك في الواقع.
الطلحي ،م س،شاوش ،م س ،ص .167انظر أيضا ً حول السّياق :ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا ّ 528مح ّمد ال ّ
ص 23وما بعدها.
529يقول "أنطوان كومپانيون" (" :)Antoine Compagnonحين يكتب شخص ما ،فهو يقصد أن يعبّر عن
شيء ،إ ّنه يريد أن يقول شيئا عن طريق الكلمات التي يكتبهاّ .
لكن العالقة بين متتالية من الكلمات المكتوبة وما
أن التّطابق ممكن (ليس
أراد الكاتب قوله بواسطة هذه المتتالية من الكلمات ليست عالقة مضمونة [ ]...ورغم ّ
ممتنعا أن يحقّق مؤلّف ما أراده بالضّبط) ،فليس ث ّم معادلة ضروريّة بين معنى العمل وقصد المؤلّف".
Antoine Compagnon, Qu'est-ce qu'un auteur? 11. L'illusion de l'intention,
http://www.fabula.org/compagnon/auteur11.php(24 septembre 2010).
293 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن هذه 530حول السّياق ،انظر"أنطوان كومپانيون" ( )Antoine Compagnonحين يقول -«":كيف عرفت ّ
إن الوضعيّة المتمثّلة في تقويم تفسير خاطئ هي عاديّة جدّا، الجملة تعني كذا بدال من كذا؟ -بسبب السّياق»ّ .
الطريقة المعهودة لح ّل مثل هذه المشاكل المتعلّقة بالتّأويل :هذا المقتطف ال يمكن أن يعني واستدعاء السّياق هو ّ
ّ
سياق .تقليديّا دور األستاذ أن يعطي السّياق (اليوم هو متهم باالحتفاظ ببعض األوراق وعدم كشفها، كذا بسبب ال ّ
(هو متّهم أيضا) بتقديم األوراق مستندا إلى حجّة السّلطة؛ والقراءة المنهجيّة تهدف إلى الحدّ من هذه
يتكون من جملة من العوامل ،بد ًء من الكلمات ّ سياق
لكن ال ّ االستعماالت للسّياق التي يرى أنّها تعسّفيّة)ّ .
ي في مجمله مرورا بالتّقاليد واالتّفاقات التي يستند عليها المتكلّم ،بعاداته اللغويّة المجاورة إلى الوسط التّاريخ ّ
ص. ص والبنى التي هي جزء من ال ّن ّ والثّقافيّة ،إلخ .السّياق يعني في نفس الوقت الوقائع التي ترافق معنى ال ّن ّ
لكن معناها هو بناء نمثّله بالمعطى ،ألنّه يبدو لنا أق ّل إشكاال من []... والكلمات المجاورة هي وقائع ،معطياتّ ،
لكن موقف المتكلّم من التّنصيص هو بناء [ ]...السّياق إن الوضعيّة التّاريخيّة معطىّ ، المقتطف المتنازع فيهّ .
تصور المفهوم المضبوط لك ّل ّ إذن عبارة غامضة جدّا :إنّها في نفس الوقت تعني معطيات الوسط التي تم ّكن من
لكنصّ . ص والذي يم ّكن من تحديد معنى الجزء من هذا ال ّن ّ ي من ك ّل ال ّن ّ ص ،و(تعني) هذا المفهوم المبن ّ النّ ّ
ي في ّ األساس رى، أخ بعبارة رجحانا. األكثر المعنى نوع تقترح ها ّ نإ المعنى؛ مباشرة ّد د تح ال ّةي الوضع معطيات
شرات النّوع يتكون من مؤ ّالراجح) .ما بقي من السّياق ّ ي للخطاب (نوع المعنى ّ السّياق هو النّوع ،النّوع الدّاخل ّ
ي ،لكن ال يمكن أن يحدّد المعاني الجزئيّة"(La notion de genre : 11. Genre et réception . الدّاخل ّ
http://www.fabula.org/compagnon/genre11.php[24 septembre 2010]).
انظر كذلك "لودويج ڥيتﭭنشتاين" ( )Ludwig Wittgensteinوذلك عند "أنطوان كومپانيون" ( Antoine
)Compagnonالذي قال (مالحظة :أوردنا بعد جزء من هذا المقتطف في هامش من الفقرة عدد :)68
"حسب «فيتﭭنشتاين» ( ،)Wittgensteinفهم معنى تنصيص هو مثل تعلّم قواعد لعبة .للعب اللعبة ،يجب تعلّم
القواعد .لكن ث ّم ألعاب كثيرة (اللغة ،)la langueوتجب معرفة قواعد اللعبة المعنيّة (الكالم .)la paroleكيف
نعرف أيّة لعبة لعبت؟ كيف نعرف القاعدة التي ينبغي تطبيقها في حالة معيّنة؟ هذا هو المصدر المعهود
مؤولي التّنصيصات :هي اختالفات حول اللعبة مح ّل التّساؤل .أيّة قواعد ،أيّة لعبة هي المعنيّة؟ []... الختالفات ّ
مرة واحدة؟ ال يمكن أن نتعلّم قواعد تنصيص على أساس هذا لكن كيف نتعلّم قواعد لعبة لم تلعب أبدا وستلعب ّ
لكن اللعبة ليست مرتبطة بتنصيص التّنصيص لوحده (مثل رسالة هي في نفس الوقت رمز وشفرة لنفسها) [ّ ]...
واحد بل بنوع من التّنصيصات [ ]...أللعاب لغة واحدة ،ال توجد قواعد عا ّمة ،ال توجد قواعد مشتركة .مفهوم
(الطابعّ ي .النّوع جسر بين حوادث ( ،)occurrences/ tokensرابط بين وحدة المعنى النّوع هو هنا ضرور ّ
لخاص) واجتماعيّة ( )sociabilitéالتّأويل (طابعه العا ّم) .المعنى له دوما مظاهر وحيدة ،لكن ينبغي أن ينتمي ّ ا
إلى نوع لكي يت ّم التّواصل به ،لكي يفهم (بل ولكي يتص ّور)"(Antoine Compagnon, La notion de .
genre : 10. Genre et interprétation,
http://www.fabula.org/compagnon/genre10.php[24 septembre 2010]).
انظر كذلك "أنطوان كومپانيون" ( )Antoine Compagnonوهو يقول:
يكون ك َّل ما سيفهمه فيما بعد؛ هذا الفهم يدوم طالما لم يراجع نصِّ ّ ، مؤول ّ ي ،الذي يأتيه ّ األول ّ
ي ّ صور النّوع ّ "الت ّ ّ
ي [( ]...و) في أغلب األحيان التّوقّع ال ينا َقض :نجد المعنى الذي ننتظره .وإالّ فإ ّننا نبدأ من صور النّوع ّ ذاك التّ ّ
جديد ،فنضع فرضا لنوع آخر من المعنى يجد فيه العنصر المثير لإلزعاج مكانه (وفق مبدأ انسجام ،مبدأ تجميع
ي ،نبدأ من تصورنا النّوع ّ
ّ معنى ،الذي قد ال يكون بديهيّا ،والذي هو أحيانا موضوع جدل اليوم) .بمراجعة
جديد ،وك ّل ما فهمناه سيخضع للفكرة ال ّنوعيّة الجديدة .التّأويل ليس خاضعا بالتّمام للفكرة النّوعيّة المنطلق منها،
أن القراءة تسير إلى األمام وإلى الخلف ،أ ّننا نعيد قراءة ي لم يرا َجع [( ]...الفكرة األساسيّة ّ بل آلخر فرض نوع ّ
ك ّل ما قرأناه إلى حدّ هذه النّقطة انطالقا من آخر عنصر قرأناه) [ ]...هذه المالحظة حول النّوع [ ]...ليست
سوى مظهر آخر للدّائرة الهرمينيطيقيّة للفهم ( )cercle herméneutique de la compréhensionكما
ي وصفت منذ القرن .19الهرمينيطيقيا تؤ ّكد على ترابط الك ّل واألجزاء في الفهم ،إ ّما في شكل أدات ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 294
أن سياق النّظر غرفة الجلوس وليس ص .وما تقدّمّ ،وعليه اعتبار ما تقدّم في النّ ّ
أن النّظر ت ّم من غرفة أخرى .
532 شر يسمح باعتبار ّ ث ّم مؤ ّ
أن مبدأ التّأويل المحلّي ليس إالّ جز ًء من استراتيجيّة عا ّمة وهي التّشابه "على ّ
سابق ...تمليه أيضا ،بشكل من األشكال تجربتنا بحيث ّ
أن تقييد تأويلنا للمثال ال ّ
ص...سابقة في مواجهة نصوص ...سابقة تشبه من قريب أو من بعيد النّ ّ ال ّ
الذي نواجهه حاليّاً .وتشمل هاتين االستراتيجيّتين (مبدأ التّأويل المحلّ ّي ومبدأ
نص نواجهه هو التّشابه) استراتيجيّة أع ّم منهما وهي معرفة العالم" .533نعم ك ّل ّ
نص يقتضي إنشاء أدوات ّ نص وحيد" .فهل معنى هذا ّ
أن ك ّل ّ من زاوية َما
إن التّشابه وارد دائما وبنسب متفاوتة؛ فإذا صة به من أجل فهمه وتأويله؟ ّ خا ّ
فإن الخصائص النّوعيّة تظ ّل هي كانت المضامين مختلفة والتّعابير مختلفةّ ،
هي ،نادرا ً ما يلحقها التّغيير؛ وإن حدث (تغيير) ،فال يت ّم على شكل طفرة تقطع
بها جميع صالت القربى مع النّوع".534
―.148املعرفة اخللفيّة.
شاوش ،م س ،ص 167وما بعدها. خطابي ،م س ،ص 56و .57انظر أيضا :مح ّمد ال ّ 532مح ّمد ّ
خطابي ،م س ،ص .57 533مح ّمد ّ
ّ
خطابي ،م س ،ص .59انظر أيضا :مح ّمد الشاوش ،م س ،ص 169وما بعدها. 534مح ّمد ّ
535في كتاب في علم النّفس العرفاني ( )psychologie cognitiveنجد ما يلي" :من الدّراسات مثال ما يظهر
عرف [( ]...مرتبطة إلى حدّ بعيد بالمعارف المسبقة حول الموضوع) :من يملك أكثر أن تجلّيات التّذ ّكر أو الت ّ ّ
ّ
ينظمها بطريقة أفضل ،ويرتكب) عددا أق ّل من األخطاء من [( ]...المعارف المسبقة يتذ ّكر معلومات أكبرّ ،
ص [ ]...بصورة ّ
أدق، ي الذي يعالجه النّ ّ (مقارنة بـ ) األشخاص الذين يملكون معرفة أق ّل عن المجال الت ّ ّ
صور ّ
أن المعلومات المسبقة تس ّهل االستدالل وتمييز األفكار المه ّمة والتّك ّهن" .أندريه – جاك يعتقد بعض الباحثين ّ
ديشين ،م س ،ص 48وص .50
انظر الكتاب في صيغته األصليّة (الفرنسيّة)André-Jacques Deschênes, préc., p. 45 et 46. :
وفي مكان آخر من الكتاب نجد(" :الفهم هو مسار) بناء فرضيّات واستباقات واستدالالت [ ]...منذ الجملة
ص ،ال بل منذ قراءة العنوان" .أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص .62 األولى من ال ّن ّ
انظر الكتاب في صيغته األصليّة (الفرنسيّة)André-Jacques Deschênes, préc., p. 56.:
536مح ّمد خطابي ،م س ،ص .62انظر أيضاً" :سوزان روبين سليمان" و"إنجي كروسمان" ،القارئ في
ص .مقاالت في الجمهور والتّأويل ( The reader in the text. Essays on Audience and النّ ّ
ّ دراسة النّص:العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة 296
ال فقط هو ير ّد. ال يأأيت أأبدا وحيدا ودون زاد ثقا ّيف،" أأمام ّنص ال يأأيت القارئ أأبدا فارغا
، حبسب «كتاب احلياة الكبري» املنقوش يف مضريه ( أأحاسيسه،الفعل حبسب جتربته
من،مكون بدوره من لكامت ّ ّ بل ا ّن هذا الكتاب ادل،) أأفراحه، أالمه، أأحالمه،مشاعره
َّ اخيل
، بتكويهنا الدراكه، من ثقافة، من صفحات ومن كتب قرئت،دالالت خشصيّة غري مبارشة
لس نا واعّي هبذه الث ّقافة الاكمنة واليت.لك صفحة جديدة ّ حتدّد ردود فعهل وفهمه أأمام
،نتعرف علهيا لأجلنا حنن ّ لكن من املؤكَّد أأن من ا ألفضل أأن.أأصبحت ابلنّس بة الينا طبيع ّية
هكذا نرى أأ ّن حمور.حىت ذكل احلّي ّ حنس بصوا ٍّب ووع ٍّي أأكرب ّنص ًا جمهوال منّا
ّ ألجل أأن
ّ حبثنا ينفتح هنا عىل عنارص أأخرى كثرية غري عنارص ادراكنا
.537"العفوي
في نفس االتّجاه المتعلّق بكون المعرفة الخلفيّة شرطا ً ضروريّا ً لفهم ودراسة
: تضيف مؤلّفة،نص
ّ
ّ ]...[ ] يعرف و أأن...[ "عىل القارئ أأن
أأي يف ميدان املعارف والعّل اذلي،يتحمك يف الشّ فرة
حسن ناظم وعلي حاكم: ترجمة،)interpretation, by Susan Suleimen and Inge Crossman
. وما بعدها175 ص، م س،شاوش ّ مح ّمد ال: انظر كذلك. د ت، د م، دار الكتاب الجديد المتّحدة،صالح
Dems Simard, Postmodernité, herméneutique et culture: Les défis culturels :انظر أيضا
de la pédagogie, Thèse présentée à la Faculté des Études Supérieures de l'Université
Laval pour l'obtention du grade de Philosophiae Doctor (Ph. D.), Faculté des
Sciences de l’Éducation. Universrsité Laval, Québec, Juin 1999, p. 215 et s.
"Un lecteur n’arrive jamais vide, jamais « seul » et sans bagage culturel, devant 537
un texte. Il a déjà appris à lire. Non seulement … il réagit en fonction de son
expérience, du « grand livre de la vie » inscrit dans sa conscience (sensations,
émotions, rêves, souffrances, joies) mais aussi, ce grand livre intérieur est lui-même
constitué de mots, de connotations personnelles, de pages et de livres entiers déjà
lus, d’une culture qui, en formant sa sensibilité, conditionne ses réactions et sa
compréhension devant toute page nouvelle. Nous ne sommes pas toujours conscients
de cette « culture » sous-jacente, qui nous est devenu naturelle. Mais il est certain
qu’il vaut mieux la reconnaître pour nous-mêmes pour sentir avec plus de justesse et
de lucidité un texte inconnu jusqu’alors. On voit que notre axe de recherche s’ouvre
ici à bien d’autres éléments que ceux de notre sensibilité spontanée". Ahmed Hosny,
préc., p. 16 et 17.
،يخص ما نحن بصدده ّ هو من صنع أشياء أخرى غير المؤلّف (فيما،نص ّ ك ّل،ص ّ ّإن الن
ّ انظر إلى من يقول
على ك ّل إليك.)ص الدّارس من صنع مؤلّفه ّ ّ وال الن،ص المدروس من صنع مؤلّفه ّ ّ ال الن:تصبح المسألة مر ّكبة
«ك ّل عمل هو عمل أشياء.ي للمؤلّف ّ ) أماله تحييد راديكالValéry( » "موقف «فاليري:القول وإليك صاحبه
(Tel Quel, Œuvres, t. II, p. 629)". ."»أخرى غير المؤلّف
Antoine Compagnon, Qu'est-ce qu'un auteur? 10. La disparition élocutoire du poète,
http://www.fabula.org/compagnon/auteur10.php(24 septembre 2010).
أو، "ال نكتب أسودا على أبيض:)في درس آخرAntoine Compagnon( "ويقول "أنطوان كومپانيون
."ي
ّ الرماد
ّ ] لكن في...[ أبيضا على أسود
La notion de genre : 2. Norme, essence ou structure ?,
http://www.fabula.org/compagnon/genre2.php (24 septembre 2010).
297 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
فالطبيب ،همام اكنت كفاءته ،س يقر أأ بصعوبة كتاب فلسفة .يف املقابل ّ
سيتعرث يعرضه النّ ّصّ .
يفرس الفيلسوف ابلتّأأكيد ،همام ُكربت معارفه اللغويّة ،أأمام عمتة ّنص يف ّ
الط ّب [ ]...هذا (ما ّ ُ
يفرس) وجود الاختصاصات نفسها".538 خمتصة (بل و ّ
وجود) نصوص ّ
غالبا جزء من كتاب .والكتاب جزء من األعمال الكاملة لمؤلّف .والمؤلّف ينتمي
ص .ألجل ذلك ينبغي عدم لحقبة ولثقافة .وك ّل هذا وغيره أسهم في إنتاج النّ ّ
إغفاله في لحظة فهم النّ ّ
ص.
الجانب
الذّ ّ
اتي
(المعرفة
الخلف ّية)
ّناص
الت ّ
الجانب
الموضوعي
ّ
ص جزء(النّ ّ
نص
من ّ
أكبر ،إلخ).
ص المدروس .ولتكون الدّراسة التّناصيّة مفضية إلى اكتشاف معان كامنة في النّ ّ
ص ،ينبغي – حسب أحدهم – إلى استخراج المعنى المراد فعال من صاحب النّ ّ
ص المدروس في عالقة مع نصوص حصر مفهومها في اإلجراء الذي يضع النّ ّ
صلة ،لتفادي انزالقات القراءة التّنا ّ
صيّة، تضيئه أو أثّرت فيه .541بعبارة مف ّ
ص في ذاته وبين ينبغي أن يكون الدّارس واعيا ً بالفرق بين ما يستخرجه من النّ ّ
ما يستخرجه باستعمال معارف جانبيّة .هذا الوعي ينبغي أن يجعل الدّارس ال
بالطريقة األولى ،بل بالعكسّ المستخرج
َ ّ
بالطريقة الثّانية على المستخرج
َ يح ِّ ّكم
ّ
بالطريقة المستخرج
َ بالطريقة األولى بواسطةّ المستخرج
َ يدعّم – ليس إالّ –
الثّانية.542
ي والعنوان ص مثل العنوان والعنوان الفرع ّ المكونات التي ته ّم عتبات النّ ّ ّ "المناص :Paratexteويشمل جميع ّ
سودات" ص من م ّ والرسوم ،إضافة إلى ك ّل العمليّات التي تت ّم قبل إنتاج ال ّن ّ ّ ي والدّيباجات والحواشي الدّاخل ّ
شرق، ي .دراسة نظريّة وتطبيقيّة ،إفريقيا ال ّ ّ والبالغ يّ قد ّ نال الخطاب في ناص
ّ ّ ت ال بقشي، القادر عبد (إلخ.).
المغرب ،2007 ،ص .22
ألن تمييز األنواع األدبيّة من نص ماّ ، ي الذي ينتمي إليه ّ ص :Archetextualitéأي النّوع األدب ّ "معماريّة النّ ّ
شأنه أن يوجّه أفق انتظار القارئ أثناء عمليّة القراءة" .عبد القادر بقشي ،م س ،ص .22
نص آخر بواسطة لنص داخل ّ ّ ي
صين ،أو عدّة نصوص ،أو هو الحضور الفعل ّ ناص :حضور متزامن بين ن ّ "الت ّ ّ
السّرقة Plagiatواالستشهاد Citationث ّم التّلميح ."L’allusionعبد القادر بقشي ،م س ،ص .22
ناص: انظر أيضا ما قيل عن الت ّ ّ
ناص Intertextualitéمصطلح ...أطلق حديثا ً وأريد به تعالق ال ّنصوص وتقاطعها وإقامة الحوار فيما "الت ّ ّ
نص هو (...امتصاص أو هضم) ّ ّ
ل وك القتباسات، ا من ّة ي سائ فسيف لوحة عن عبارة هو نص
ّ لّ ك ّ
إن ... بينها
ّ
وتحويل نصوص أخرى ...فالنص ليس ذاتا مستقلة ...ولكنه سلسلة من العالقات مع نصوص أخرى ...
ّ ً ّ
ص في رحم الماضي ،وينبثق في الحاضر ،ويؤ ّهل الزمن بك ّل أبعاده حيث يتأسّس النّ ّ نص ...يلتقي فيه ّ وك ّل ّ
نفسه للتّداخل مع نصوص آتية في المستقبل .والنص ...بؤرة تتج ّمع فيها مجموعة من النصوص السّابقة".
ّ ّ
جمال مباركي ،التّناص وجماليّاته ،إصدارات رابطة اإلبداع الثّقافيّة ،الجزائر ،ص 37وما بعدها.
Ahmed Hosny, préc., p. 18. 541
تناص .نصوص أخرى حاضرة فيه بمستويات مختلفة ،في أشكال قابلة كثيرا أو قليال ّ ص هو يقول أحدهم :ال ّن ّ
عرف عليها"Roland Barthe, Théorie du texte, Encyclopædia Universalis 2011.. للت ّ ّ
Ahmed Hosny, préc., p. 19 et 20. 542
ي للمعلومات []... ي" :يمكن تفسير [( ]...المفعول) السّلب ّ انظر أيضا من يقول في إطار علم ال ّنفس العرفان ّ
صا يكون أن حيّز ذاكرة الفرد مشغول بمعلومات سابقة حين يقرأ ن ّ نتصور ّ ّ (المسبقة) بطرق شتّى .يمكن أن
موضوعه مألوفا بالنّسبة إليه .عندئذ تكون المعلومات الخاضعة للمعالجة والحفظ هي على حدّ السّواء تلك
عرف أن تؤدّي ص بتنشيطها) .في هذه الحالة بإمكان مها ّم التّذ ّكر والت ّ ّ ص وتلك التي [( ]...قام النّ ّ المنبثقة من ال ّن ّ
ص تقديمه. عرف إلى ما أراد ال ّن ّ ّ ّ ت ال في عددا أكثر أخطاء إلى أو ص ّ ّ نال يحتويه ا مّ ع ّا د ج مختلفة إلى طروحات
شخص بحيث أنّه ال يعود ص ومن المعلومات السّابقة عند ال ّ تصور المدلول من معلومات النّ ّ ّ ف ّ
يتأل في الواقع،
ص ع ّما ال ينتمي إليه" .أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص 50و .51 مع الوقت يميّز ما ينتمي للنّ ّ
ي (بالفرنسيّة) للكتابAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 47. : ص األصل ّ انظر ال ّن ّ
299 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
جملة ليست في شيء من الحالين ،بل سبيلها مع التي قبلها سبيل االسم مع االسم
ّ
وحق هذا ال يكون منه في شيء ،فال يكون إيّاه وال مشاركا له في معنى ()...
ترك العطف"... 549
...إذا علمنا ما سبق من أحوال الجمل مع بعضها ،أمكننا – انطالقا من مالحظة
ي (بالواو) أو من مالحظة انعدامه (هنا سيكون العطف وجود عطف شكل ّ
ص المدروس. معنويّاً) – الخروج بهذا المعنى أو بذاك للنّ ّ
لكن ث ّم حال أخرى :أن ال يكون للمعطوف عليها موضع من اإلعراب (زيد قائم وعمرو قاعد) .وقد "اقترح
( ...الجرجاني) لتفسير ...العطف الحاصل بين جملتين ال مح ّل للمعطوف عليها من اإلعراب ...البحث
تبرر العطف ،وقد وجدها فيما يس ّميه «معنى الجمع» .والمثال الذي ضربه الجرجاني هو :زيد قائم عن علّة ّ
أن زيدا ً وعمرا ً كالنّظيرين أن زيدا كائن بسبب من عمرو ،وإ ّما ّ مبرر هذا العطف هو إ ّما ّ وعمرو قاعد ،على أ ّن ّ
األول عناه أن يعرف حال الثّاني .يدلّك على ذلك أنّك إن جئت فعطفت شريكين بحيث إذا عرف السّامع حال ّ وال ّ
األول شيئا ليس منه بسبب ،وال هو م ّما يذكر بذكره ويتّصل حديثه بحديثه لم يستقم .فلو قلت « :خرجت على ّ
يبرر ذكر حال عمرو مع اليوم من داري وأحسن الذي يقول بيت كذا» ،قلتَ ما يض َحك منه .ال بدّ إذن من داع ّ
أن السّامع – وهو أحد عناصر السّياق – وحاجته إلى معرفة حال والظاهر من كالم الجرجاني ّ ّ حال زيد عطفاً،
مبررات العطف ،وهذا ما يفهم من كالم ّ من ر مبر
ّ ، ذهنه، في القترانهما ل، األو
ّ ل حا معرفة الثّاني بعد
الجرجاني عن كون زيد وعمرو «كال ّشريكين والنّظيرين».
شبيه والنّقيض النّظير وال ّ
مجوز العطف معنويّا ً حين امتناعه معياريّا ً ... ّ وهو عنه. منفصل غير ل باألو
ّ الحقيقة، في صل، هذا مبدأ متّ
المجوز للعطف هنا أن يكون الخبران شبيهين (زيد شاعر وعمرو كاتب) ،أو نقيضين (زيد طويل ّ والقيد
وعمرو قصير) ،أو نظيرين ...
يي والتّضا ّم العقل ّ التّضا ّم النّفس ّ
يبرر العطف تبريرا تداول ّيا ً ...بحيث تعود فإن هذا المبدأ ّ إذا كان المبدأ السّابق يب ّرر األمثلة السّالفة معنويّاّ ،
مقبوليّة العطف ال إلى أسباب معنويّة ،وإنّما إلى أسباب تداوليّة .يضرب الجرجاني لتوضيح هذا المبدأ المثال
شخصان في ذهن المتلقّي ال يفترقان حتّى أنّه إذا عرف حال أحدهما تاق إلى التّالي :عمرو قائم وزيد قاعد .فال ّ
معرفة حال الثّاني ،مثل أنّهما إذا كانا أخوين أو نظيرين أو مشتبكي األحوال على الجملة كانت الحال التي يكون
عليها أحدهما من قيام أو قعود أو ما شاكل ذلك مضمومة في النّفس إلى الحال التي عليها اآلخر من غير شكّ .
فإن مبدأ التّضا ّم النّفس ّ
ي متلق إلى آخرّ ، ّ وألن اقتران األشخاص ،في ذهن المتل ّقي ،بعضها ببعض مختلف من ّ
ألن شخصين أو مجموعة من األشخاص تعتبر متضا ّمة بال ّنسبة لمن يعرفهما ويعنيه (خاص) ،وذلك ّ ّ ينسب ّ
ي عا ّم ،ألنّه مرتبط ّ العقل م
ّ ضا ّ تال مبدأ ّ
أن حين في اس. ّ نال لجميع سبة ّ نبال كذلك تعتبر أن يمكن وال فحسب، حالهما
الظلم مذموم ،االجتهاد حسن والكسل بالوقائع ...مثال ذلك قولنا :العلم حسن والجهل قبيح ،العدل محمود و ّ
ي هو كون الواقعتين ّ داول ّ توال ل، األو
ّ ي للعطف هو كون الخبر عن الثّاني مضادّا ً للخبر عن فالمبرر الدّالل ّ ّ قبيح.
متضا ّمتين عقليّا ً بالنّسبة لجميع األمم التي أسّست ...نظاما ً من القيم ناسبة إلى بعضها صفة اإليجاب وإلى
لحث األفراد على التّش ّبث بالقيم اإليجابيّة ونبذ السّلبيّة. ّ األخرى صفة السّلب،
الطريقة في الوصف والتّحليل يبرهن الجرجاني عن صالحيّة مبدأ عا ّم وضعه أثناء حديثه عن العطف بهذه ّ
تصور إشراك بين شيئين حتّى يكون هناك معنى يقع ذلك اإلشراك فيه. قائال :ال ي ّ
ي ،وهو اإلشراك أن العطف بين الجمل – في نظر الجرجاني – ال يحكمه فقط مبدأ نحو ّ نخلص م ّما سلف إلى ّ
متنوعة من نحو: ي ،وإنّما تحكمه أيضا مبادئ ّ في الحكم اإلعراب ّ
شبيه ،وال ّنظير ،والنّقيض. – معنى الجمع = ال ّ
ي = بالنّسبة إلى األشخاص (وهو مبدأ نسب ّ
ي). – التّضا ّم النّفس ّ
ي = بال ّنسبة إلى الوقائع (وهو عا ّم). – التّضا ّم العقل ّ
وهي مبادئ يمكن أن تختزل في مبدأ عا ّم هو «االشتراك في ."»...مح ّمد خطابي ،م س ،ص 102وما بعدها.
شاوش ،م س ،ص 534وما بعدها. 549مح ّمد خطابي ،م س ،ص .110انظر أيضا :مح ّمد ال ّ
301 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ويمكن هنا تدعيم فكرة تأثّر المعنى انطالقا من مالحظة العطف أو مالحظة
نص واجه جمال من نحو ما أن دارس ّ انعدامه بواسطة المثال التّالي :لنفرض ّ
اطينّ ّه ْم قَالوا جاء في اآليات َ وإّذَا لَقوا ال ّذينَ آ َ َمنوا قَالوا آ َ َمنا َوإّذَا َخلَ ْوا إّلَى َ
شيَ ّ
ستَه ّْزئ بّ ّه ْم َويَمدُّه ْم فّي ط ْغيَانّ ّه ْمستَه ّْزئونَ (َّ )14للا يَ ْ إّنا َمعَك ْم إّن َما نَحْ ن م ْ
يَ ْع َمهونَ [ البقرة ،]15 ،14/وبالتّحديد واجه الجملتين " :قَالوا ...نَحْن
َّللا َي ْست َ ْه ِّزئ ِّب ِّه ْم " .ولنفرض أنّه واجه أيضا جملتين من م ْست َ ْه ِّزئونَ َّ .
سؤال بعد المواجهتين نحو:ي َخادّعونَ َّللاَ َوه َو َخادّعه ْم[ النّساء.]142/فال ّ
ي (أي صورة األولى حيث العطف بال رابط شكل ّ هو:ما الفرق في المعنى بين ال ّ
صورة الثانية حيث الوصل ت ّم بالواو؟ الجواب :جملة " ّ ي) وال ّ حيث ث ّم فصل شكل ّ
"َّللا يَ ْست َ ْه ِّزئ بِّ ِّه ْم" ،خبر من هللا
نَحْ ن م ْست َ ْه ِّزئونَ " ،خبر من المنافقين؛ وجملة َّ
تعالى .فالفصل بين الجملتين سببه تبدّل المخ ِّبر .أ ّما في جملة "يخَادِّعونَ َّ
َّللاَ"،
شيء في جملة "ه َو خَادِّعه ْم".550 فالمخبر هو هللا تعالى؛ ونفس ال ّ
نص .والمطلوب منه فإن لمعرفة العطف أه ّميّة بالغة بالنّسبة إلى دارس ّ وهكذا ّ
تحديدا معرفة ثالثة أصول:
األول :موضع العطف .هنا ينبغي على الدّارس أن يميّز "بين نوعين من األصل ّ
األول ،واإلعراب الذي ال يتبع فيه اإلعراب :اإلعراب الذي يتبع فيه الثّاني ّ
األول فهو أنّه صنف ّ األول .أ ّما ما ينبغي أن يعرفه ( ...الدّارس) عن ال ّ الثّاني ّ
يتكون من: ّ
ألن المتبوع في حكم المن ّحى والمضرب – البدل = ليس موضعا لدخول الواوّ ،
عنه.
ألن التّابع هو المتبوع. – الوصف = ليس موضعا لدخول الواوّ ،
ألن التّابع هو المتبوع. – التّأكيد = ليس موضعا لدخول الواوّ ،
ألن التّابع هو المتبوع ... – البيان = ليس موضعا لدخول الواوّ ،
األصل الثّاني :هو معرفة معاني حروف العطف كالفاء ،وث ّم ،وبل ،وحتّى ...
إلخ.551.
أن الواو كحرف عاطف فائدته مشاركة المعطوف األصل الثّالث :معرفة ّ
ي.
والمعطوف عليه في المعنى اإلعراب ّ
أن كون العطف بالواو مقبوالً ال مردودا ً هو أن يكونالرابع :هو معرفة ّ
األصل ّ
بين المعطوف والمعطوف عليه جهة جامعة" .
552
―.153اإلحالة (الضّمرييّة).
اإلحالة ضميريّة 553أو إشاريّة .ومن المسائل التي ينبغي للدّارس أن ينتبه إليها،
لتأثيرها على المعنى ،صورة وجود ضمير وقبله عدّة أشياء يمكن أن تكون
جميعها أو بعضها أو واحد منها هو المحال عليه.554
كنز الوصول إلى معرفة األصول ،مطبعة جاويد بريس ،كراتشي ،د ت ،ص 90وما بعدها؛ مح ّمد بن أحمد بن
س َر ْخسي أبو بكر ،أصول السّرخسي ،دار المعرفة ،بيروت ،د ت ،ج ،1ص 200وما بعدها؛ أحمد أبي سهل ال َّ
شؤون صاص ،الفصول في األصول ،تحقيق :د .عجيل جاسم ال ّنشمي ،وزارة األوقاف وال ّ الرازي الج ّ بن علي ّ
اإلسالميّة ،الكويت ،ط 1405 ،1هـ ،ج ،1ص 81وما بعدها؛ علي بن مح ّمد اآلمدي أبو الحسن ،اإلحكام في
أصول األحكام ،تحقيق :د .سيّد الجميلي ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،ط 1404 ،1هـ ،ج ،1ص 96؛ كتاب
معاني األدوات والحروف المنسوب البن قيّم الجوزيّة ،تحقيق ودراسة خالد مح ّمد حسين قماطي ،المكتب
الوطني للبحث والتّطوير ،طرابلس ،ط2004 ،1 .؛ فاطمة ال َحمياني ،حروف المعاني بين المناطقة والنّحاة من
بالرباط ،ط .2006 ،1 القرن الثّالث إلى القرن التّاسع للهجرة ،منشورات كلّيّة اآلداب والعلوم اإلنسانيّة ّ
شاوش ،م س ،ص 560وما بعدها. 552مح ّمد خطابي ،م س ،ص 111و .112انظر أيضا :مح ّمد ال ّ
شاوش ،م س ،ص 1096وما بعدها. 553انظرها عند :مح ّمد ال ّ
554مثال ذلك:
صنَ ّبأ َ ْنفس ّّهن ث َ َالثَةَ قروءٍ َو َال يَحّ ُّل لَهن أ َ ْن َيكْت ْمنَ َما َخلَقَ َّللا فّي أ َ ْرحَامّ ّهن ّإ ْن قال هللا تعالى ﴿ َوا ْلم َطل َقات َيت ََرب ْ
كن يؤْ مّ ن ّبالِلّ َوا ْل َي ْو ّم ْاْلَخّ ّر َوبعولَتهن أَحَقُّ ّب َر ّدهّن فّي ذَ ّلكَ ّإ ْن أ َ َرادوا ّإص َْالحا [ ﴾ ...البقرة .]228 :ففي بداية
الرجعيّات .ث ّم الرجعيّات وغير ّ صنَ ّبأ َ ْنفس ّّهن ث َ َالثَةَ قروءٍ ) نجد "ا ْلم َطلقَات" عا ّمة تشمل ّ اآلية ( َوا ْلم َطل َقات َيت ََرب ْ
تقول اآلية ( َوبعولَتهن أَحَقُّ ّب َر ّدهّن) ،والضّمير في "بعولَتهن" يه ّم من طلّق طالقا رجعيّا ً أل ّننا نعلم من دليل
ي) الرجع ّالطالق ّ الردّ في ّ المطلِّق .فهل حصر الحكم الثّاني (حصر ّ ّ حق اإلرجاع ال يملكه إالّ مثل هذا أن ّ آخر ّ
ي) أم يبقى العا ّم على عمومه (تعتدّ ثالثة قروء الرجع ّ الطالق ّاألول (حصر العدّة في ّ يوجب حصر الحكم ّ
الرجعيّة)؟ لرجعيّة وغير ّ ا ّ
الرجوع إلى ما تقدّم عليه من المعنى. وهكذا فنحن أمام ظهورين :ظهور العا ّم في العموم ،وظهور الضّمير في ّ
فهل نقدّم حكم المرجع أم نقدّم حكم الضّمير؟
ث ّم أربعة طرق لعالج هذا المشكل:
صصة للحكم صرف في المرجع ،أي مخالفة ظهور العا ّم في العموم ،واعتبار الحكم الثّاني قرينة مخ ِّ ّ ّأوالً الت ّ ّ
إن جزأها صصا ً يصير المرجع مطابقا للضّمير .في مثال آية البقرة :نقول ّ األول مخ َّ ّ الحكم وبصيرورة األول.ّ
صنَ ّبأ َ ْنفس ّّهن ث َ َالثَةَ قروءٍ ) الذي سيصير صصة لجزئها ( َوا ْلم َطلقَات يَت ََرب ْ ( َوبعولَتهن أَحَقُّ ّب َر ّدهّن) قرينة مخ ِّ ّ
بالرجعيّة ال عا ّما يشملها ويشمل البائنة. بهذا متعلّقا ّ
ضمير في رجوعه إلى ما تقدّم عليه من المعنى الذي د ّل عليه صرف في الضّمير ،أي مخالفة ظهور ال ّ ثانيا ً التّ ّ
أن الضّمير أريد رجوعه على البعض فحسب م ّما تقدّم اللفظ بأن يكون مستعمال على سبيل االستخدام ،واعتبار ّ
إن الضّمير في ( َوبعولَتهن أَحَقُّ بّ َر ّدهّن) لم يرد عليه ،وهكذا يبقى العا ّم على عمومه .في مثال آية البقرة :نقول ّ
الرجعيّة والبائنة. صنَ بّأ َ ْنفس ّّهن ث َ َالثَةَ قروءٍ ) التي تبقى على عمومها فتشمل ّ رجوعه على ( َوا ْلم َطل َقات يَت ََرب ْ
األول ظهور الضّمير على ظهور العا ّم ،أ ّما في العالج ّ في ّمنا د ق ناّ نأ اني ّ ثال والعالج األول
والفرق بين العالج ّ
الثّاني فقدّمنا ظهور العا ّم على ظهور الضّمير.
(الرجعيّة) صرف ال في المرجع وال في الضّمير بل في اإلسناد ،أي "إسناد الحكم المسند إلى البعض ّ ثالثا ً التّ ّ
تصرف في المرجع وال في الضّمير". ّ وتجوزا ،فيكون مجازا في اإلسناد بال ّ إلى الك ّل (مطلق المطلّقة) توسّعا
303 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
صرف ال في المرجع وال في الضّمير وال في اإلسناد ،وإبقاء ك ّل حكم على عمومه: رابعا ً عدم الت ّ ّ
فك ّل مطلّقة تعتدّ ثالثة قروء ،ونعتبر هنا اإلرادة االستعماليّة مطابقة لإلرادة الجدّيّة؛
أحق بردّ المطلّقة لكن باإلرادة االستعماليّة فحسب ،أ ّما اإلرادة الجدّيّة فنعتبر أنّها تعلّقت ّ
بالرجعيّة ال وك ّل زوج ّ
ّ ّ ّ ّ
ألن هنالك دليال آخر قاطعا على أن المطلقة البائنة ال حق للزوج في إرجاعها .وهكذا نعتبر أن الضّمير لم ّ غير ّ
ي .بل نحن اعتبرنا الضّمير قد استعمل ّ مجاز معنى في ستعمل ي لم ّمير ض ال ّ
أن نعتبر هكذا أي البعض، يعد إلى
في معناه وهو العموم ،لكن لوجود دليل على أن ال رجعة في البائنة لزم أن نقول بتخصيص اإلرادة الجدّيّة في
س في شيء اإلرادة االستعماليّة .مح ّمد صنقور ،المعجم األصولي، جانب الضّمير دون أن نم ّ
30( http://www.alhodacenter.comمارس .)2012
انظر أيضا من يقول:
ي ،المبدأ (:)8 "من بين المبادئ النّحويّة المستخدمة في رصد الضّمائر التي تحتمل أكثر من مفسّر ضمير ّ
( )8عود الضمير على األقرب.
نص ما ،أكثر من مفسّر وتحتوي القضيّة الموالية يقضي المبدأ ( )8بأنّه عندما تَض ّم القضيّة األولى (ق ،)1من ّ
(ق ،)2ضميرا ً يثير عوده لبساً ،يتوسّل بقاعدة «األقرب» بغية تعيين مفسّر الضّمير الوارد :من بين مجموعة
مذكورة فيما تقدّم الخطاب (ق .)1إذا أمكن للضّمير أن يعود على األقرب وعلى األبعد «كان عوده على األقرب
راجحا ً» ،كما يظهر من ضمير الهاء في قوله تعالى:
( { )9فَا ْق ّذفّي ّه فّي ا ْليَ ّم [طه} ]39/
إذ يعود الضّمير على (الت ّابوت) ألنّه هو األقرب.
صص ابن الحاجب هذا المبدأ ،قائالً« :إذا تقدّم ما يصلح للتّفسير شيئان فصاعداً فالمفسَّر هو في هذا اإلطار ،يخ ِّ ّ
األقرب ال غير ،نحو :جاءني زيد وبكر فضربته أي ضربت بكرا».
مطرد ،في كثير من اآليات كقوله تعالى: غير أن هذا المبدأ ،كما يالحظ العرب القدامى ،غير ّ
َاب [العنكبوت )27:29( } ]27/فالضّمير في َ ّ َت ك ْ
ل او َ ةوب ُّ ن ال وب َو َج َع ْلنَا فّي ذ ّري ّت ّهسحَاقَ َو َيعْق َ (َ { )10و َو َه ْبنَا لَه ّإ ْ
ذريته) "عائد على إبراهيم ،وهو غير األقرب ،ألنّه المحدّث عنه في ّأول القصة". ( ّ
بنا ًء على هذه المالحظات يمكن أن نخلص إلى المبدأ(:)11
ي (عود الضّمير على تعطل عمل القاعدة النّحويّة (عود الضّمير على األقرب) نتوسّل بالمبدأ التّداول ّ ّ ( )11إذا
المحدّث عنه).
نشتق من المبدأ ( )11المبدأ (:)12 ّ وقد
( )12عود الضّمير على المحدّث عنه أولى من عوده على األقرب.
أن تشغيلهم لهذين المحدِّّدين لم يكن دقيقا، يمكن أن نسجّل على ركون القدماء إلى هذين الضّابطين مآخذ ،أه ّمهاّ :
في غالب األحوال ،فال وجود لمحدّدات معقولة ،ت َب ِّيّن الحاالت المخصوصة التي نشغّل ،بمقتضاها هذين
المبدأين.
بمعنى آخر ،ال نجد إجابة دقيقة عن السّؤال التّالي :متى نشغّل المبدأ ( )8دون المبدأ ()11؟
سالً بالمبدأين ( )8و أن كثيرا ً من المعطيات القرآنيّة التي اختلف في تحديد سوابقها ،ال يمكن حلّها تو ّ والحقيقةّ ،
ص المبدأ( :)11فضمير (الهاء) في قوله تعالى { ا ْق ّذفّي ّه فّي ا ْليَ ّم [طه } ]39/ال يعود على (التّابوت) كما يَن ّ
( )8وال على (موسى) بإجراء المبدأين ( )11أو ( ،)12وإنّما عوده على ذات خطابيّة تستنبط من مساق
الخطاب ،حيث نش ّغل ،في هذا اإلطار ،المبدأ ( )13المعاد للتّذكير:
ي للضّمائر. ّ
( )13يتيح اإلخبار المقدّم (القضيّة السّابقة) أو مقاطع من قول ما ،تحديد االستعمال التداول ّ
وعليه تتحدّد الذّات الخطابيّة التي يعود عليها ضمير الهاء في( :الت ّابوت الذي يوجد بداخله موسى)" .ذ .لحسن
توبي ،العائديّة الخطابيّة :مقاربة تداوليّة معرفيّة ،الموقع االلكترونيhttp://www.arabization.org.ma:
( 24سبتمبر .)2010
وانظر حول اإلحالة المراجع التي أتت في مقال لحسن توبي ،ومنها:
الظواهر اإلحاليّة في اللغة العربيّة ،اللسانيّات في خدمة اللغة عبد القادر الفاسي الفهري ،الدّاللة ال ّنظريّة لبعض ّ
العربيّة ،سلسلة اللسانيّات عدد ،1981 ،5 :تونس.
ص ،المركز الثّقافي العربي ،الدّار البيضاء.1993 ، األزهر الزناد ،نسيج ال ّن ّ
Blakemore, D. (1987), Semantic constraints on Relevance. Blackwell, Oxford.
Carston, R. (1988) “Language cognition”, in Newmeger, F.j (ed.). Linguistics, vol.
4, Cambridge University Press.
Cornisch, F (1990). “Anaphore Pragmatique, Reference et Modeles du discours”, in
Kleiber, G. Tyvaert, (ed). L’Anaphore et ses domaines, Recherches Linguistiques,
ّ دراسة النّص:العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة 304
―.157التّكرير.
ي ،وأنّه شكل يعمد إليه من أجل ربط أن التّكرير هو إعادة عنصر معجم ّ رأينا ّ
ص .557لكن للتّكرير وظيفة أخرى هي تداوليّة ،فهو مثال يلفت انتباه أجزاء النّ ّ
المخاطب إلى أمر ال يراد أن يَغفل عنه .لذا ينبغي للدّارس أن يهت ّم به .ث ّم ّ
إن 558
– التّضامّ النّفسيّ.
ي ،يمكن للدّارس تناوله من زاوية تداوليّة. وما ورد تحت المستوى الدّالل ّ
فالعطف ،وتحديدا ً مقبوليّة العطف ،يمكن إرجاعه ال ألسباب معنويّة فحسب بل
ألسباب تتعلّق بالمتلقّي ،أي ألسباب تداوليّة .ولقد ضربنا سابقا 562مثال من
شخصين في ذهن أن ال ّ
يقول :عمرو قائم وزيد قاعد .فسبب هذا القول قد يكون ّ
المتلقّي ال يفترقان حتّى أنّه إذا عرف حال أحدهما تاق إلى معرفة حال الثّاني.
لذا أتى المتكلّم بالجملتين معا .ولذا ال يمكن للدّارس فهم اإلتيان بالجملتين إالّ بعد
سياق ،وهو هنا المتلقّي.معرفة ال ّ
– السّؤال املقدّر.
صه على شكل سؤال .فالمتكلّم قد يبني ن ّ ونفس الكالم يص ّح في صورة حذف ال ّ
سؤال. مكون من سؤال يقدّر أن يطرحه المتلقّي ،ومن جواب ذاك ال ّ ّ زوج
سامع على موقعه ،أو إلغنائه سؤال" :إ ّما لتنبيه ال ّ
وهنالك عدّة أغراض لحذف ال ّ
أن يسأل ،أو لئالّ يسمع منه شيء ،أو لئالّ ينقطع كالمه بكالمه ،أو للقصد إلى
أن الجهات الثّالث األولى اعتبارات تتعلّق تكثير المعنى بتقليل اللفظ .نالحظ ّ
سؤال)، سامع (عن ال ّسامع ،وإغناء ال ّ سمع ويمكن إجمالها في ثالثة :تنبيه ال ّ بال ّ
الرابع بسلطة المتكلّم وتنبّئه بإمكان سامع (عن الكالم) ،بينما يتعلّق ّ وإسكات ال ّ
سؤالسامع ،فيبادر إلى الجواب قبل ال ّ إثارة الكالم المقول استفهاما ً في ذهن ال ّ
لضمان االستمرار في الكالم (نفس الكالم) .أ ّما االعتبار الخامس فيتعلّق
سؤال بين ك ّل قولين ،إذ لو ّ
تكرر بالخطاب نفسه ،بحيث يستغني عن تكرير ال ّ
ألثقل الخطاب بكالم حقّه أن يستغنى عنه اعتمادا على ما يقتضيه المقام ،أي
– األفعال الكالميّة.
أن التّماثل بين جملتين يقتضي العطف بينهما بالواو واالختالف رأينا سابقاّ 564
أن الجملتين إذا كانتا خبريّتين وجب الوصل بينهما يقتضي الفصل .مثال ذلك ّ
سماء ،وابتلّت األرض؛ أ ّما إذا كانت واحدة خبريّة واألخرى بالواو :أمطرت ال ّ
سماء .اذهب واحرث أرضك .لكن
565
إنشائيّة فالواجب عندها الفصل :أمطرت ال ّ
قد نجد مثال جملة خبريّة تعقبها جملة خبريّة مع فصل بينهما .هنا ينبغي للدّارس
سياق الذي قد يحمل ما يصرف واحدة من الجملتين من الخبر إلى أن ينتبه إلى ال ّ
ص فصل بين الجملتين. سر من ث ّم كون صاحب النّ ّ اإلنشاء ويف ّ
―.160الكتابات العربيّة والغربيّة معاً.
ص أن تت ّم على أربع وهكذا ،وحسب كتابات عربيّة ،ينبغي لدراسة النّ ّ
ي ،ومستوى ي ،ومستوى دالل ّ ي ،ومستوى معجم ّ مستويات :مستوى نحو ّ
567
ي .وهي نفس المستويات التي وجدناها في كتابات غربيّة .وهنالك
566
تداول ّ
من دمج بين الموجود في الكتابات العربيّة والموجود في الكتابات الغربيّة.
نص ينبغي أن تت ّم على هذا النّحو ،أو على بعض هذا
أن دراسة ّ والدّمج يعطي ّ
ص المدروس: النّحو ،وذلك بحسب النّ ّ
ي:◄ المستوى النّحو ّ
● اإلحالة
● اإلشارة
● أدوات المقارنة
● العطف
● الحذف
● االستبدال
563مح ّمد خطابي ،م س ،ص 115و.116
564انظر الفقرة عدد .152
565في الحقيقة نحن هنا أمام جملة خبريّة (أمطرت السّماء) ،ث ّم فصل ،ث ّم جملة إنشائيّة (اذهب) ،ث ّم عطف
ألن ما سيأتي مماثل ،أي جملة إنشائيّة (احرث أرضك). بالواو ّ
مؤول
ّ زاوية هي أخرى زاوية من بها أتينا نانّ لك . ص
ّ ّ نال منتج زاوية من ة ي
ّ والعرب ةي
ّ الغرب بالكتابات 566أتي
ص.النّ ّ
567مح ّمد خطابي ،م س ،ص .211
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 308
ي
◄ المستوى المعجم ّ
● التّكرير
● التّضا ّم
● المطابقة
ي
◄ المستوى الدّالل ّ
● مبدأ االشتراك
● العالقات :اإلجمال/التّفصيل ،العموم/الخصوص
● موضوع الخطاب
● البنية الكلّيّة
● التّغريض
ي◄ المستوى التّداول ّ
سياق
● ال ّ
● المعرفة الخلفيّة (التّضام النّفس ّ
ي )...
―.161منوذج ملقرتح غربيّ وُضِع للّنصّ ذي املوضوع القانونيّ(نصّ قانون ،نصّ قرار قضائيّ،
إخل.).
هذا عن دمج كتابات عربيّة وغربيّة .والدّمج لم يكن ممكنا ،لوال ال ّ
شبه الكبير
بين إجراءات الدّراسة الواردة في الكتابات األولى وتلك الواردة في الكتابات
شبه بين إجراءات الدّراسة – سبب المتمثّل في ال ّ الثّانية .ويمكن – ألجل نفس ال ّ
ص ذي ضع حول النّ ّ ي مع ما و ِّ ص غير القانون ّضع حول النّ ّ أن ندمج ما و ِّ
ص ذي الموضوع ضع حول النّ ّ ي .لكن لنعرض ّأوالً ما و ِّ الموضوع القانون ّ
ي.
القانون ّ
―.162شبكة األسئلة.
ضع إجراء – وهو النّموذج الذي اخترناه – اقترحه "جون -لويس ما و ِّ
سوريو" ( )Jean-Louis Souriouxو"پيار لورا" (. ) Pierre Lerat
568
متى؟ )? (quand
ليس التّاريخ (سنرمز إليه بحرف {أ}) وفي ذاته ها ّما بالنّسبة لدراسة ك ّل ّ
نص،
ص تحتاج إلى أن تكون لدى الدّارس فكرة ولو تقريبيّة عن زمن لكن موضعة النّ ّ ّ
ص.النّ ّ
أين؟ )? (où
ضيّق {ب} ،لكنّه يحيل أيضا على ال ّ
سياق سياق ال ّسؤال باألساس على ال ّ يحيل ال ّ
ي ( ،)disciplinaireويحيل كذلك على الوعاء ي والمعرف ّ ي والمهن ّ االجتماع ّ
ي ،أطروحة، ص (مقال في مجلّة ،كتاب مدرس ّ {ج} الذي استعمل إليصال النّ ّ
إلخ.).
ماذا؟ )? (quoi
ص المدروس معطى ينشئه الدّارس انطالقا من معارف ترجع إلى محتوى النّ ّ
الثّقافة {ج} ،وفي الجامعة انطالقا من مفاهيم ته ّم اختصاصا معيّنا {د} .فبدون
ص غير مفهوم. هذه المعارف يكون النّ ّ
من؟ )? (qui
متطرفين في مسألة المؤلّف (باإلفراط ،أو بالتّفريط :بإحياء ّ دون أن نكون
إن معرفة منص) ،نقول ّ ص ،أو بإماتة المؤلّف واالكتفاء بالنّ ّ المؤلّف وإماتة النّ ّ
يتكلّم {هـ} ليست م ّما ينبغي إهماله.
لماذا؟ )? (pourquoi
نفرق في الجواب عن إشكاليّة {و} بين الجانب الذي تفرضه الحقائق ينبغي أن ّ
ي {ز} الذي يمكن إرجاعه لإلرادة. والجانب الذّات ّ
كيف؟ )? (comment
ص هو ّأوالً نوع من الكتابة {ح} ،ث ّم طريقة بناء {ط} ،وأخيرا أسلوب شكل النّ ّ
{ي}.
لمن؟ )? (pour qui
ص .هذا من جانب ،ومن جانب ص {ك} على دراسة النّ ّ يؤثّر من و ّجه إليه النّ ّ
ص {ل} خارجي على الدّارس أن ينظر في مدى النّ ّ آخر قد يكون من الضّرور ّ
صة إذا تعلّق األمر بمسائل ذات طابع عا ّم.570
دائرة من و ّجه إليه ،خا ّ
―.163مراحل الدّراسة.
انطالقا من هذا الجرد لنماذج من األسئلة التي ينبغي أن يبحث فيها الدّارس،
يقترح "جون -لويس سوريو" ( )Jean-Louis Souriouxو"پيار لورا"
ص في أربع مراحل:571( )Pierre Leratأن تت ّم عمليّة دراسة النّ ّ
– المرحلة األولى" :الموضعة" (.)Mise en situation
على الدّارس في هذه المرحلة أن يجمع عددا من المعلومات لها تأثير على تأويل
سم "جون -لويس سوريو"( Jean-Louis ص الذي يشتغل عليه .ويق ّ النّ ّ
)Souriouxو"پيار لورا" ( )Pierre Leratالمعلومات التي ينبغي أن تجمع
إلى عنوانين:
المصدر (،)Origine
نص ،ومنها قرب من "أنطوان كومپانيون" ( )Antoine Compagonوهو يعرض أشكال التّعليق على ّ ّ 570
شكل وجد منذ القرن التّاسع .في هذا ال ّشكل ،يت ّم التّعليق بطرح سبع أسئلة :من؟ ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ أين؟ ما
الوسيلة؟
"النّموذج الثّاني ،الذي نجده منذ القرن 9عند «جون سكوت إيريجين» ( ،)Jean Scot Érigèneيقدّم عناوين
مختلفة جدّا ،قائمة من سبع أسئلة مأخوذة من المواضع البالغيّة ( ،)topique rhétoriqueوتعدّد ظروف
ص :من؟ ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ أين؟ بأيّة وسيلة؟" Qu'est-ce qu'un auteur ? 5. L'auctor النّ ّ
médiéval, http://www.fabula.org/compagnon/auteur 5.php (24 septembre 2010).
ص تحيل على التّقسيم األرسطي للعلل: المؤلف وفي نفس المكان وهو يعرض طريقة أخرى لفهم النّ ّ ّ انظر نفس
صوريّة ،أي، ص؛ العلّة ال ّيفرق بين :العلّة المادّيّة ،أي فيما يه ّمنا مادّة ،مصادر النّ ّ "في ك ّل األشياء ،كان أرسطو ّ
الرسم الذي يش ّكل المادّة ،األسلوب والبنية المفروضة صورةّ ، ي بين المادّة وال ّ ي األساس ّحسب التّعارض األرسط ّ
بالقوة إلى ما هو بالفعل؛ أخيرا محركة التي تنقل ما هو ّ القوة ال ّ العلة الفاعلة ،أي الدّاعيّ ، ص؛ ّ على المادّة في ال ّن ّ
ّ
ص ،مثال الخير الذي أراد المؤلف ّ ّ
ي ،التبرير األخير لوجود الشيء أو الن ّ ّ العلّة الغائيّة ،أي الهدف ،القصد النهائ ّ
ّ
ي ،أو فاعليّته تجاه الخالص كمعنى أخير في العمل المقدّس". إحداثه في العالم كقيمة أخالقيّة للعمل الدّنيو ّ
لمزيد الوضوح ،انظر مثاال من المرجع السّابق لتعليق يستند إلى العلل األربعة:
ص) قصد المؤلّف ،أي "«پياترو أليغياري» (( ]...[ )Pietro Alighieriابن «دانتي» )Danteحلّل (في النّ ّ
أن العلّة الغائيّة هي أقوى العلل ،وينبغي البدء أن أرسطو يرى ّ لكن «پياترو» أضاف ّ ما أسماه العلّة األساسيّةّ .
شكل المناسب للمادّة .وهكذا ّ
فإن تحرك المادّة ،والتي هدفها أن تجد ال ّ تحرك العلّة الفاعلة ،التي ّ بها .العلّة الغائيّة ّ
نظريّة أرسطو للعلل األربع قد ت ّم التّذكير بها بوضوح .الغاية توجد في نيّة الفاعل قبل ك ّل األشياء األخرى
ي).ص الدّنيو ّاألول مع النّ ّ المحرك ّّ تحرك (يالئم «پياترو» هنا نظريّة المرتبطة بهذه الغاية ،والعلّة هي التي ّ
العلّة الغائيّة إذن هي الهدف الذي قصده «دانتي» حين كتب :إراءة ما ينبغي على الناس فعله وما ال ينبغي في
ّ
العلة الفاعلة هي طبعا «دانتي»ّ .
العلة العلة الغائيّة ،كما في عموم ال ّنصوص الدّنيويّة ،أخالقيّةّ . هذا العالم .هذه ّ
صوريّة هي ،وفق ّ ال ة ّ العل ». دانتي « وصفها التي ّة د الما أي الغاية، من المستخلص الموضوع المادّيّة هي
ص ( ،)forma tractatusمنهجيّة المعالجة ( forma النّظريّة ،مزدوجة ،وتنقسم إلى :تنسيق وتنظيم النّ ّ
.")tractandi
Jean-Louis Sourioux et Pierre Lerat, préc., p. 11 et s. 571
311 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
572أي مسألة الفقرة .وفي أيّامنا يتحدّث البعض عن "نحو الفقرة" (:)grammaire du paragraphe
تتكرر أحيانا حول طابعها التّح ّكمي ،فإ ّننا نرجع إلى رأي «لو ني» ( .)1985( )Le Nyفي هذا ّ "خالفا ألقوال
ص، الطباعيّة ( )paragraphe typographiqueضمن التّنقيط ،ولها عالقة وثيقة ببنية ال ّن ّ الرأي تندرج الفقرة ّ ّ
ص(ص .)131الحالة ّ
المتكلم خلقها عند المتلقّي الذي كتب له ال ّن ّ صة ببنية حالة (العرفان) النّهائيّة التي يريدوخا ّ
ي مرتبط كون من اتّفاقات فرعيّة ،وجميعها يتميّز بوجود موضوع محلّ ّ العرفانيّة النّهائيّة هي اتّفاق مت ّ
بالموضوع العا ّم .وهكذا ،في وضعيّة مثاليّة أين يكون المتكلّم عالما بالضّبط باألثر الذي يريد خلقه عند
ي(ص .)132ويمكن عرض البنية فإن الفقرة تحمل المعلومة المتعلّقة بموضوع فرع ّ المخاطب وبكيفيّة خلقهّ ،
بأن الوقت حان لالنتقال الزاوية ،نهاية الفقرة تعلن ّ الذّهنيّة التي تخلق عند المخاطب في شكل شجرة .من هذه ّ
إلى غصن آخر.
وأن فقرة «لو ني» ال توجد دائما في النّصوص المكتوبة [ ]...على أن الوضعيّة المثاليّة غير موجودةّ ، صحيح ّ
الطباعيّة كدا ّل ّ غرار «لو ني» ( ،)1985يعتبر «ميتيرون» ( )1985( )Mitterrandالفقرة
ص إلى وحدات كبيرة .حسب «ميتيرون» ،الفقرة ي( ،)signifiant graphiqueغير تح ّكمي ،لتقسيم ال ّن ّ رسوم ّ
الطباعيّة معطى يه ّم ال َعروض ( ،)la prosodieالدّاللة االستدالل ّية (،)la sémantique discursive ّ
السّيميائيّة ( ،)la sémiotiqueالبالغة ( ،)la rhétoriqueاألسلوبيّة ( ،)la stylistiqueوأخيرا البيداغوجيا
الطباعيّة بعين االعتبار كدرجة بنيويّة وسط بين الجملة ( .)la pédagogieألجل ذلك يدعو إلى أن تؤخذ الفقرة ّ
ص ،كوحدة تداوليّة للخطاب (ص .)88زيادة على ذلك ،يقترح إنشاء نحو للفقرة ،من خالل أشياء منها والنّ ّ
دراسة السّمات المعيّنة لحدودها و(من خالل) سمات االنسجام فيها"Élisabeth Le, Structure .
discursive comparée d'écrits argumentatifs en français et en anglais. De leur
linéarité, Thèse présentée à la Faculté des études supérieures en vue de l’obtention
du grade de Philosophiae Doctor (Ph.D.) en linguistique, Université de Montréal.
Département de linguistique et de traduction. Faculté des arts et des sciences, mars
1996, p. 22 et 23.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 312
تقسيمات المحتوى .فإذا كان عدد الفقرات قليال ،ترجم ذلك تركيز المادّة
المتناولة في عدد من النّقاط الواضحة االختالف فيما بينها .أ ّما إذا لم يكن في
صياغة المادّة تركيز واختزال ،فينبغي عندها االنتباه أكثر إلى التّرابط.573
الروابطثانيا ً البنية اللغويّة ( ،)La construction grammaticaleأي ّ
الروابط الضّمنيّة).
شكليّة (أي ّ شكليّة وغير ال ّال ّ
ثالثا ً البنية المنطقيّة ( ،)La construction logiqueإذ يمكن اعتبار المرور
ص المدروس. من طريقة استدالل إلى أخرى قرينة على تنظيم محتوى النّ ّ
وطرق االستدالل أو الحجج مختلفة ،ويتطلّب الوصول إليها معرفة بها ،أي
الخاص
ّ يتطلّب معرفة بمحتوى العلم العا ّم للحجج (المنطق) وبمحتوى العلم
الخاص
ّ الطرق سير العمليّة التّفكيريّة منللحجج (المنهجيّة القانونيّة) .وأه ّم هذه ّ
الطريقة االستنباطيّة أو القياسيّة .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى إلى العا ّم ،أي ّ
الطريقة االستقرائيّة .وهنالك طرق الخاص ،أي ّّ سير تلك العمليّة من العا ّم إلى
استدالل أخرى لها عالقة أو ليس لها عالقة بالقياس واالستقراء .وعلى الدّارس
ص المدروس .هذا يستوجب كما قلنا أن يكون له تكوين أن يالحظها في النّ ّ
الطرق،معيّن .زيادة على ذلك ،ينبغي أن تكون للدّارس قدرة على كشف تلك ّ
سبب أنّها غالبا ما تنساب في النّصوص على نحو غير صريح ،ومن ث ّم على وال ّ
نحو تصعب رؤيته.
ص ( Recherche des الرابعة :البحث عن أغراض النّ ّ – المرحلة ّ
.)intérêts du texte
ص مرحلة تنتج ع ّما سبقها من مراحل .فهي تتبع إن البحث في أغراض النّ ّ ّ
ص و"المفاهيم–المفاتيح" والبنية المنطقيّة .لكن ينبغي التّنبيه مصدر وطبيعة النّ ّ
ي ،بمعنى أنّه يتبع الدّارس وزاوية الدّراسة ص مفهوم نسب ّ أن أغراض النّ ّ إلى ّ
ي الذي يعمل فيه أو نوع االختبار الذي التي سيتبنّاها بالنّظر إلى اإلطار العلم ّ
سيقوم به .وفعالً هنالك نصوص تقبل وفي نفس الوقت دراسة تاريخيّة أو فلسفيّة
أن المنتظر لكن هذه النّصوص تمثّل استثنا ًء .أضف إلى ما سبقّ ، أو قانونيّةّ .
من الدّراسة يختلف بحسب ما إذا كان االختبار هو في الثّقافة العا ّمة أو في
صصة. معارف متخ ّ
ي ،وتوزيع أسطره والفواصل أو عالمات التّرقيم .انظر: ص ،أي شكله ّ
الطباع ّ ّ
الخطيّة لل ّن ّ 573ينبغي تأ ّمل الهيئة
ي في النّقد المعاصر .إجراءات ومنهجيّات ،الهيئة المصريّة ص .دراسة للتّحليل النّ ّ
ص ّ حاتم الصكر ،ترويض النّ ّ
العا ّمة للكتاب ،1990 ،ص .98
313 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الت ّناسب بين درجة امتالك علم الحجج ودرجة النّجاح في إعطاء النّ ّ
ص معناه
5
4
امتالك علم الحجج
3
النّجاح في إعطاء النّ ّ
ص معناه
2
1
0
تعرضنا سابقا ً إلى مستويات الدّراسة وإلى شبكات التّحليل التي تقترحها
ولقد ّ
المؤلّفات .وما ينبغي اآلن هو التّذكير بها وإيرادها في رسوم.
اإلحالة (مقامية /
صيّة)
ن ّ
المقترح
األول
ّ
االستبدال
اإلضافي
ّ الوصل (
العكسي /
ّ /
ببي /الزّ ّ
مني) س ّ ال ّ
التكرير
المستوى
المعجمي تشغيل (تنشيط) أقصى ما
ّ يمكن تشغيله من هذه إعطاء
الت ّضام
المستويات (أو ملء معنى
موضوع النّ ّ
ص أو أقصى ما يمكن ملؤه من لنص
ّ
بنيته الكلّيّة هذه الشّبكة)
الت ّغريض
سياق
ال ّ
المستوى
ّداولي
ّ الت
المعرفة الخلفيّة
315 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
العطف المقترح
المستوى النّ ّ
حوي الثّاني
اإلحالة (الضّميريّة
/اإلشاريّة)
المطابقة
المعجمي
ّ المستوى تشغيل (تنشيط)
الت ّكرير أقصى ما يمكن
تشغيله من هذه إعطاء
االشتراك في ... المستويات (أو معنى
ملء أقصى ما لنص
ّ
ّاللي
المستوى الد ّ يمكن ملؤه من هذه
موضوع وتنظيم الشّبكة)
صوترتيب النّ ّ
سؤال المقدّر
ال ّ لي
المستوى الت ّداو ّ
اإلحالة المقترح
اإلشارة
الثّالث
أدوات المقارنة
المستوى
العطف النّ ّ
حوي
الحذف
االستبدال
الت ّكرير
المستوى
الت ّضام
المعجمي
ّ
المطابقة
الت ّغريض
سياق
ال ّ
المعرفة المستوى
الخلفيّة ّداولي
ّ الت
(الت ّضا ّم
النّ ّ
فسي )...
317 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
المؤلّف المقترح
المصدر الرابع
ّ
الت ّاريخ
وعاء ال ّن ّ
ص موضعة
النّ ّ
ص
نوع الكتابة
سياق
ال ّ
ال ّطبيعة
المعارف
المفترض الكلمات التي
وجودها عند تتطلّب تحديدا البحث ع ّما
الدّارس لمعناها ينبغي
تسطيره تشغيل (تنشيط) أقصى ما
المفاهيم - يمكن تشغيله من هذه إعطاء
المفاتيح المستويات (أو ملء أقصى معنى
ما يمكن ملؤه من هذه لنص
ّ
ال ّطباع ّية الشّبكة)
الرجوع إلى ( ّ
سطر ،إلخ). ال ّ
574انظر أيضا ً المقترح المتمثّل في األسئلة السّبع وفي شبكة التّحليل التي تتمثّل في العلل األربعة ،وذلك بهامش
من الفقرة عدد .162
الرسم المتعلّق بأه ّم العناصر الواجب أخذها بعين االعتبار في عمليّة فهم النّصوص ،وذلك عند: 575انظر ّ
André-Jacques Deschênes, préc., p. 17.
الرسم في التّرجمة العربيّة للكتاب :أندريه – جاك ديشين ،م س ،ص .14 انظر نفس ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ 318
المدروس ،إذا كان ذلك ممكنا ً .577ويكون ذلك ممكنا بشرطينّ :أوالً أن يكون
صص المدروس موافقا للمواصفات المطلوبة ،إذ بذلك فقط يكون النّ ّ تخطيط النّ ّ
ص الدّارس إ ّما الدّارس موافقا ً لما هو مطلوب منه؛ ثانيا ً أن يكون مضمون النّ ّ
ص المدروس ،أو كشف حساب مع تقييمات تتبع النّقاط كشف حساب عن النّ ّ
صورتين فحسب يمكن للنّص الدّارس أن الواردة في هذا الكشف .في هاتين ال ّ
يكون نسخة مطابقة في تخطيطه للنّص المدروس.
ص الدّارس ،أمكن عندها المرور إلى مرحلة التّعبير.ضع تخطيط النّ ّ فإذا و ِّ
―.166النّ ّ
ص الدّارس يُقرأ لسببني :ألنّه نصٌّ ،وألنّه نصٌّ على النّصّ.
ليس ث ّم هنا شيء مختلف ع ّما قيل في الجزء المشترك ،لذا سنكتفي باإلحالة.578
ص الدّارس أن يكون إن المطلوب من النّ ّ لكن مع اإلحالة ينبغي أن نقول ّ
صا ً ،579أي أن ينجح في مرحلة االكتشاف ومن بعدها في مرحلة التّرتيب ث ّم ن ّ
في مرحلة التّعبير.
ومرحلة االكتشاف ال تكون ناجحة ،إذا كشفنا المعنى دون ح ّجة :فكشف المعنى
سلخ ليس دراسة. دون ح ّجة سلخ ،وال ّ
ومرحلة االكتشاف ال تكون ناجحة ،إذا كشفنا المعنى دون ح ّجة هي حقّا ً ح ّجة.
ي صورة وفي أغلب األحيان ،يكون ما كشِّف مختلفا ً عن المعنى الحقيق ّ في هذه ال ّ
ي ،كنّا :إ ّما أمام خطأ ،لو ت ّمت للنّص .وإذا كان ما كشِّف ليس المعنى الحقيق ّ
ص ،لو حصل ما حصل بصفة األمور بصورة عفويّة؛ وإ ّما أمام استخدام للنّ ّ
مقصودة .وفرق بين الدّراسة من جهة ،والخطأ أو االستخدام من جهة أخرى.
نص إالّ متى نجحت مرحلة االكتشاف. وهكذا ال نستطيع الوصول إلى دراسة ّ
لكن هذا ال يكفي .فالدّراسة ،لكي تحقّق غايتها التّواصليّة ،ينبغي أن تكون
واضحة .ولكي تكون واضحة :ينبغي أن يرتّب ما اكتشف كما ينبغي التّرتيب،
ث ّم ينبغي أن يعبّر عنه كما ينبغي التّعبير.
ي ،والنّ ّ
ص ي ،والنّ ّ
ص القانون ّ سنكتفي من النّصوص بأربعة أنواع :النّ ّ
ص الفقه ّ
ي (التّعليق على قرار).
ونص الحكم القضائ ّ
ّ ي،
العقد ّ
―.168تقسيم وفهرسة.
كما سبق مع المقالة ،سنبدأ بتحديد إجراءات اإلنجاز ث ّم ننتقل إلى الممارسة
والتّطبيق ،أي سنسته ّل بعرض المنهجيّة ث ّم نختم بتجسيمها.
―.169تقسيم وفهرسة.
ي ،المرور بالمراحل الثّالث :االكتشاف ،والتّرتيب، ينبغي ،لدراسة النّ ّ
ص الفقه ّ
والتّعبير.
/1 .1االكتشاف ()invention
―.170اإلجراءات.
ي قال أحدهم:
نص أدب ّ
عن دراسة ّ
احلقيقي اكتشاف ما هو املشلك اذلي طرحه الاكتب (عن غري عّل أأو عن ّ "موضوع النّقد
عّل) والبحث هل أأّت هل حب ّل أأم ال []...
يعرف «فالريي» ،عىل طريقة «پو» و«بودلري» و«ماالرم»( ]...[ ،النّقد) يف عبارات (و) ّ
ش به رايضيّة :جييب الكتاب عىل مشلك طرحه الاكتب عىل نفسه ،كام (يفعل) املهندس.
احلقيقي ،كام قال «فالريي» ،ليس اذلي ي ُعدُّ اىل ما ال هناية هل ،وهو غارق يف الوقائع ّ والنّاقد
يوّض املشلك اذلي طرحه الكتاب ويزن الصغرية للحاكية ا ألدبيّةِ ،س ّن ّالر ّابن؛ بل النّاقد من ّ ّ
احللول اليت جاء هبا []...
(وما يثري صعوبة) أأ ّن املشلك :قد يكون واعيا أأو غري واع؛ و أأ ّن الاكتب قد يطرح مشالك
ابلّضورة مشألك أأخرى غريوحي ّل مشالك أخر .وميكن ربّام أأن نضيف :أأ ّن العمل الكبري حي ّل ّ
اليت طرهحا الاكتب؛ و أأ ّن مع ًال ،حي ّل فقط املشلك اذلي طرحه الاكتب عىل نفسه ،ي ُستنفذ
حب ّل هذا املشلك".581
"L'objet d'un vrai critique devrait être de déco uvrir quel problème l'auteur s'est 581
posé (sans le savoir ou le sachant) et de chercher s'il l'a résolu ou non » (t. II, p.
1191). Valéry, à la manière de Poe, Baudelaire et Mallarmé, suivant cette tradition,
321 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
: قال بعضهم،ي
ّ ي قانون
ّ نص فقه
ّ وعن دراسة
ويمكن أن نزيد من المقتطفات التي جيء بها في اختصاصات غير التي سبقت.
لكن األه ّم هو مالحظة أن باإلمكان الخروج ،من جميع ما قيل في جميع
االختصاصات ،بأمرين:
ص هي كالمقالة؛ الفرق الوحيد ّ
أن اإلشكاليّة في الدّراسة ّأوالً ّ
أن دراسة النّ ّ
ص.طرحها صاحب النّ ّ
إذا أثار أكثر من
يختار من يقوم
مشكل (صيغة
أي مشكل
بالموضوع ّ طرح المشكل
الموضوع
يشاء الذي يثيره
محايدة)
الموضوع المقالة
إذا أثار مشكال ومعالجته
هنا ال يمكن طرح مشكل واحدا (المشكل =
غير المشكل المعطى معطى في صيغة
الموضوع)
طرح المشكل الذي طرحه
هنا ال يمكن طرح مشكل غير الذي الت ّعليق
ص ،ومعالجة المعالجةالنّ ّ
صطرحه النّ ّ نص
على ّ
صالواردة في النّ ّ
ص ال تختلف من اختصاص إلى آخر .هذا األمر الثّاني يم ّكن أن دراسة النّ ّثانيا ً ّ
ي مرجع تناول إجراءات الدّراسة بدون النّظر ،على األق ّل فيما من استغالل أ ّ
يخص جوهر األشياء ،إلى أنّه وضع في هذا االختصاص أو ذاك .هذا ما ّ
تمش غير الذي ّ سنفعله .لكن قبل ذلك ينبغي التّنبيه إلى أن باإلمكان أن يع َمد إلى
سيرد بعد قليل .المه ّم أن يت ّم تشغيل وتنشيط أقصى ما يمكن من المستويات التي
ص ،585جوابه تناولناها سابقا ً 584الكتشاف :اإلشكاليّة التي طرحها صاحب النّ ّ
عليها (أو أطروحته) ،حججه على الجواب وعلى األطروحة.
فإذا حصل هذا التّنبيه ،أمكن اقتراح إتيان مرحلة االكتشاف على هذا النّحو :
586
بل، اذن «ن ْقدُ ّنص» يمتث ّل يف تبيان حدوده.السائد «نقد» لها دالةل سلبيّة ّ "يف معناها
فالنّقد، بسبب كون النّصوص ليست مق ّدسة، و ألن ّه ال وجود لسلطة يف الفلسفة.أأخطائه
من.للسخرية ّ ذاك أأ ّن ن ْقد ّنص مل نفهمه هو ابلتّأأكيد جملبة، لكنّه يتطلّب احلذر،ابلطبع مباح ّ
و أأن من املمكن أأن ّه،الصفحات ا ألخرى ّ ال تنسوا أأ ّن اكتب النّ ّص قد أألّف أالف:هجة أأخرى
تذكّروا أأ ّن ما ينبغي أأن يغلب هو فهم.توهجوهنا هل
ّ أأجاب يف ماكن أخر عىل الاعّتاضات اليت
تذكّروا أأيضا أأ ّن نقد ّنص هو. و أأ ّن النّقد احملمتل ال ينبغي أأن يأأيت االّ بعد ذكل،النّ ّص وحتليهل
فالتّعليق ليس فرصة لتصفية،نقد ما يوجد يف النّ ّص ال ما كتبه الاكتب يف ماكن أخر
، تذكّروا أأخريا أأ ّن التّعليق ليس ذريعة لعرض ا ألفاكر الشّ خص ّية حول مسأأةل اتبعة.احلساابت
لك ا ألحوال النّقد اذلي ّ ا ّن النّقد اجليّد هو يف.ممّا يؤدّي مبارشة اىل اخلروج عن املوضوع
واكنت لمك جحج متينة،يوّض النّ ّص؛ وينبغي أأن ال متارسوه االّ اذا كنمت واثقّي من أأنفسمك ّ
لكن ابتعد مسافة عن، نقد ليست اب ّلّضورة عاب،الفلسفي ّ ] يف املعىن...[ تعرضوهنا برصامة
وفعال يُطلب منمك اس تخراج الفائدة الفلسفيّة.النّ ّص ليك ّيبّي تالؤمه وانعاكساته وربّام نقائصه
.591"رضوري
ّ والنّقد هبذا املعىن،للنّ ّص
:ويقول آخر
"Au sens courant critiquer a un sens négatif. Critiquer un texte consiste alors à en 591
montrer les limites, voire les erreurs. Dans la mesure où il n'y a pas de principe
d'autorité en philosophie, que les textes ne sont pas sacrés, la critique est bien
entendu permise. Mais elle exige de la prudence. Critiquer un texte que l'on n'a pas
compris est bien sûr ridicule. D'autre part, n'oubliez pas que l'auteur de votre texte a
écrit des milliers d'autres pages et qu'il a pu très bien répondre par ailleurs aux
objections que vous lui opposez. Souvenez-vous que ce qui doit primer est la
compréhension du texte, son analyse et que l'éventuelle critique ne peut survenir
qu'ensuite. Souvenez-vous aussi que critiquer un texte c'est critiquer ce qui se trouve
dans le texte et non ce que l'auteur a écrit par ailleurs. Le commentaire de texte n'est
en aucun cas l'occasion de régler ses comptes. Souvenez-vous enfin que la critique
n'est en aucun cas un prétexte pour exposer ses idées personnelles sur un sujet
annexe menant tout droit au hors sujet. La bonne critique est de toute façon celle qui
éclaire le texte et vous ne la pratiquerez qu'à la condition d'être sûr de vous, d'avoir
des arguments solides, arguments que vous présenterez avec rigueur […] Au sens
philosophique, critiquer n'est pas nécessairement dénigrer mais prendre du recul par
rapport au texte pour en montrer la pertinence, les implications et éventuellement les
limites. La question n'est plus alors de savoir si on peut ou non le faire. On vous
demande en effet de dégager l'intérêt philosophique du texte et critiquer en ce sens-
là est absolument nécessaire".sos.philosophie.free.fr (19 mai 2012).
325 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
"ما املقصود ابلتّعليق؟ يف بضع لكامت :التّفسري يرافق من ادلّ اخل ّمتيش الاكتب ،أأ ّما التّعليق
فيقّتح نظرة من اخلارج .وفعال يتعلّق ا ألمر بتقيمي الفائدة الفلسفيّة من النّ ّص .هذا يفّتض
العميل) للنّ ّص ،أأي اىل أأ ّي مدى ميكّن
ظري و /أأو ّ الابتعاد عنه مبسافة :ما ّالرهان (النّ ّ
املقتطف املدروس من أأن نفكّر أأفضل و /أأو نفعل أأحسن؟ ما الامتداد اذلي ميكن أأو اذلي
ينبغي اعطاؤه للنّ ّص؟".592
ي –:
ي القانون ّ كما يقول بعضهم – وكالمهم ه ّم مباشرة النّ ّ
ص الفقه ّ
"نعين [( ]...ابلتّقيمي) حتديد موقف القارئ من النّ ّص اذلي يدرسه .وهذا املوقف ميكن أأن
يكون اجيابيّ ًا أأو سلبيّ ًا.
لب من النّ ّص) :أأ ّول يشء جيب الفات النّظر اليه هو أأ ّن الانتقاد مسأأةل الانتقاد (املوقف ّ
الس ّ
مبجرد وجوده قمية اضافيّة عىل ادلّ راسة .ا ألمر الث ّاين اذلي جيب
رضوراي .ان ّه ال يضفي ّ
ّ ليس
اخيل اذلي يرتكز علمي أأو ال يكون .والانتقاد ّ
العلمي هو الانتقاد ادلّ ّ االشارة اليه أأ ّن الانتقاد ّ
عىل نقاط ضعف يف النّ ّص ذاته :تناقض ،خطأأ ،س ببيّة غري حصيحة ،تغافل ،فراغ ...أأ ّما
اخلارج اذلي ينطلق ال من ّ لوج ذكل اذلي جيب اجتنابه ،فهو الانتقاد الانتقاد االيديو ّ
النّ ّص بل من معتقدات القارئ وهو ذكل اذلي يقابل أأفاكر النّ ّص بأأفاكر القارئ دون أأن
يّتت ّب عىل هذه املقابةل ال برهنة عىل خطأأ أأفاكر الاكتب وال عىل حصّة أأفاكر القارئ .زد عىل
سايس وهو املوضوع النّ ّ
ظري ابلطالب اىل احنراف أأ ّذكل أأ ّن الانتقاد اخلارج غالبا ما يؤدّي ّ
يتحول التّحرير من حتليل ألفاكر اكتب اىل بسط لأفاكر القارئ".593 أأي ّ
م ّما تقدّم يخلص أنّا نخرج ،بعد المرور بمراحل معيّنة ،بمعنى للنّ ّ
ص وتقييم له.
بعد ذلك ينبغي أن نرتّب هذا المحتوى ألنّه يمثّل جوهر الدّراسة.
"Que faut-il entendre par commentaire ? En quelques mots : alors que 592
l'explication "accompagne" de l'intérieur la démarche de l'auteur, le commentaire
en propose une vue pour ainsi dire extérieure. Il s'agit en effet d'évaluer l'intérêt
philosophique du texte, ce qui suppose un minimum de recul : Quel est l'enjeu
(théorique et / ou pratique) du texte, c'est-à-dire dans quelle mesure l'extrait étudié
permet-il de mieux penser et / ou d'agir ? Quel prolongement peut-on ou devrait-on
donner au texte ? ». Commentaire de texte, http://philia.online.fr (19 mai 2012).
593عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص 12و.13
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ الفقهيّ 326
/2 .1التّرتيب ()disposition
/3 .1التّعبير ()élocution
―.172تقسيم وفهرسة.
هنا ،كما في المقالة ،ث ّم مقدّمة وجوهر وخاتمة.
/1 .3 .1المقدّمة
―.173مكوِّنات املقدّمة.
ي: جاء حول مقدّمة دراسة النّ ّ
ص الفلسف ّ
. يتعلّق ا ألمر بفهم ما يتحدّث عنه النّ ّص ابلضّ بط. التّعريف ابملوضوع املتناول: املوضوع-
ال ختلطوا بّي.هنا ينبغي اقصاء العموميّات والانكباب عىل النّ ّص يف صورته ادلّ قيقة
. أأي ما يريد الاكتب اثباته،املوضوع وا ألطروحة
ابلصعوبة املركزي ّة املثارة من النّ ّص؛ واالشاكل ّية ال تنكشفّ يتعلّق ا ألمر: االشاكل ّية-
.سايس اذلي يطرحه الاكتب مضن ّي ًا
ّ السؤال ا ألّ اهنّ ا: بل ينبغي اس تخراهجا،مبارشة
أأي ما أأراد اثباته يف هذا، يتعلّق ا ألمر بأأن حندّد يف النّ ّص موقف الاكتب: ا ألطروحة-
.الس ياق ادلّ قيق
ّ
ّ هذا االعالن، تنهتيي مقدّمتمك ابالعالن عن التّخطيط: ختطيط النّ ّص-
يزود وابقتضاب
.596"بعدد الفقرات اليت يتض ّمهنا النّ ّص ومبحتواها
"L’introduction de votre explication doit être constituée de préférence des quatre 596
étapes suivantes. Cela a le mérite d’obliger à aller à l’essentiel, en évitant toutes les
généralités telles que la vie de l’auteur, qui alourdissent le propos.
- Thème : identifier le thème dont il est question. Il s’agit de comprendre de quoi
parle exactement l’auteur. Les généralités sont à exclure, il importe de se pencher
sur le texte dans sa configuration précise. Ne confondez pas le thème avec la thèse,
c’est-à-dire ce que l’auteur veut démontrer.
- Problématique : il s’agit de la difficulté centrale soulevée par le texte. La
problématique ne se décèle pas immédiatement, il vous faudra la dégager. C’est la
question fondamentale que l’auteur pose implicitement.
- Thèse : il s’agit de déterminer la position de l’auteur dans ce texte, ce qu’il a voulu
démontrer dans un contexte précis.
- Plan du texte : votre introduction se termine par l’énoncé du plan, qui référence
brièvement le nombre de parties contenues dans le texte, et leur contenu".
http://www.oboulo.com (19 mai 2012).
.15 ص، م س، عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني597
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ الفقهيّ 328
ي ،وبسبب دواعي ويبدو – بسبب القرب الكبير بين المقالة ودراسة النّ ّ
ص الفقه ّ
بيداغوجيّة – أنّه ينبغي أن نقترح في مقدّمة الدّراسة ما يوازي ما اقترحناه في
تتكون مقدّمة الدّراسة من ثالث مراحل: مقدّمة المقالة ،فنقولّ :
ص (المؤلّف ،إلخ ،).ونورد محتواه إن كان مقتضبا ً المرحلة األولى نقدّم فيها النّ ّ
ص أو من أو نصف وصفا وفيّا ً هذا المحتوى في الحالة المعاكسة .من عين النّ ّ
ص المدروس. وصفه نستخرج ونكشف عن المادّة التي اشتغل عليها النّ ّ
ص المدروس داخل المادّة المرحلة الثّانية نكشف عن اإلشكاليّة التي طرحها النّ ّ
القانونيّة (فائدة اإلشكاليّة ،فعينها ،فجوابها .أو عين اإلشكاليّة ،فجوابها،
ففائدتها).
المرحلة الثّالثة نكشف فيها عن تخطيط النّ ّ
ص الدّارس.
ص الدّارس.مباشرة بعد ذلك نأتي بجوهر النّ ّ
/2 .3 .1الجوهر
―.174إحالة ...وأكثر.
هنا نجد التّخطيط والعنونة والمحتويات والتّخلّص .وتنبغي اإلحالة على ما ورد
حول المشترك بين المواضيع ،598وحول المقالة ،599وحول المشترك بين دراسة
مختلف أنواع النّصوص .600لكن يجب أن نزيد بأنّه ينبغي – كلّما كان ذلك
صص الدّارس من مضمون النّ ّ ممكن ا – 601اقتطاع عناوين تخطيط النّ ّ
ص الدّارس ،االستشهاد بمقتطفات من المدروس .كما ينبغي ،طوال جوهر النّ ّ
ص المدروس .602ك ّل ذلك ليربط الدّارس نفسه بالنّص المدروس ،وليشعر النّ ّ
نص.
نص على ّ قارئه بأنّه أمام ّ
بعد الجوهر تأتي الخاتمة.
مرة في ك ّل فرع" .عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني، االستشهاد بالنّ ّ
ص على األق ّل ّ
م س ،ص .15
329 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
/3 .3 .1الخاتمة
―.175إحالة.
ي. ما قيل عن خاتمة المقالة 603يص ّح عن خاتمة دراسة النّ ّ
ص الفقه ّ
وتناول الخاتمة وما سبقها تناول إلجراءات الدّراسة .بعد اإلجراءات يأتي
التّجسيم.
"وهجة نظر،
حق امللكيّة ،جريدة جون -پول جيليل (رئيس جامعة ابريس – دوفّي) ،التّشكيك يف ّ
لوموند الفرنس ّية 31 ،مارس .1976
ّنص املقاةل:
نوين للكثافة قابةل من أأوجه عديدة للنّقد ومؤدّية اىل عدم مساواة خطري "ا ّن أأحاكم ّ
السقف القا ّ
البدلايت ،وبّي ابريس وبقيّة فرنسا؛ وهناكل احامتل كبري أأن ال يصيب بّي املالكّي ،وبّي ّ
التّعديل أأهدافه بأأن يدفع برؤساء ّ
البدلايت لتكثيف وسط املدن للحصول عىل املوارد.
حق امللكيّة ما هونوي؛ وما هي ّم أأ ّن القانون – ابتيانه املساس اذلي مل يشهد ّ
لك هذا اث ّلكن ّ
أأخطر منه – قد أأاثر بطريقة ال رجعة فهيا التّشكيك يف هذا ّ
احلق.
احلق يف البناءكرر التّأأكيد عىل أأ ّن ّ من النّظرة ا ألوىل يبدو النّ ّص نسبيّ ًا غري ذي قمية ،فهو ي ّ
السقف القانو ّين للكثافة – ،ال ميكن للامكل معّي – ّ مرتبط مبلكيّة ا ألرض؛ لكن ،وبتجاوز ح ّد َّ
احلق االّ بعد دفع مبلغ حمدّد للجامعة .وقد يُقال ان ّنا هنا أأمام رضيبة اضافيّة ليس االّ ممارسة هذا ّ
احلق يف البناء.
جبائ عىل ّ جمرد اضفاء طابع ّ فُرضت مبناس بة معليّة البناء ،ان ّنا أأمام ّ
لكن احلقيقة خمتلفة اختالفا كبريا :فرمغ العبارات اخملتارة بعناية ،يتعلّق ا ألمر بتأأممي جمال اكن ّ
حقمرتبطا اىل ح ّد الن ابلأرض .ولقد اكن هذا ما عناه املرشوع ا أل ّول اذلي اكن يقول ا ّن ّ
نوين للكثافة ،يصبح « ِملاكً» للجامعة .لكن ،وات ّباعا عىل ما السقف القا ّ البناء ،حّي يتجاوز ّ
الصيغة :مفن الن فصاعدا ،ورمغ ما اقّتحه يبدو لر أأي جملس ادلّ وةل ،مل ي ّمت االبقاء عىل هذه ّ
الصيغة ا ألوىل ،يقول النّ ّص ّ
املتبىن ان ّه وبتجاوز تنقيح ّللرجوع اىل ّ الس يّد «لكوديوس پييت» من ٍّ
حق البناء من «مشموالت» امجلاعة. نوين للكثافة يكون ّ السقف القا ّ ّ
لك ا ألحوال اكن قانون ّيا ما املعىن اذلي ميكن أأن يكون لهذه اللكمة؟ ال يشء ،اذا عرفنا أأن ّه ويف ّ
رضوراي دامئا( .لكن أأليس يف) جربه من هنا فصاعدا ّ ّالّتخيص للامكل يف ممارسة حقّه يف البناء
عىل أأن يدفع للجامعة مثن املساحة املوافقة ل ألمتار املربّعة من الأرض ّية املبنيّة واليت تتجاوز
نوين للكثافة ،الزاما هل بأأن يشّتي حقّ ًا مل يعد ميلكه؟ هذه يه احلقيقة اخملفيّة حتت السقف القا ّ ّ
حق ملكيّة ا ألرض ّمت بّته ،ا ْذ مل يعد هي ّم االّ جز ًء من الهواء []... اللكامتّ :
حق امللكيّة ،ألهنّ ا تطور ّالسهوةل اليت ّمت هبا قبول الربملان لقانون خطري تدعو للتّفكري حول ّ ا ّن ّ
مسي املعطى هل .فنحن نعرف احلق مل تعد هل عالقة ابلتّعريف ّالر ّ تظهر يف جممتعنا اليوم أأ ّن هذا ّ
احلق بأأن ّه ال يقبل املساس به و أأن ّه مقدّ س، تعرف هذا ّ الصيغة الشّ هرية ّ
للمجةل املدن ّية اليت ّ ّ
الصيغة (املشار الهيا منذ قليل) حق ُوضع عىل ر أأس حقوق االنسان ،ونعرف أأ ّن ّ ونعرف أأن ّه ٌّ
مدونة جوس تنيان ،و أأن ّه ّمت التّشديد فهيا لطمأأنة ممتلّيك ا ألموال العا ّمة .لقد اكنت موروثة من ّ
تصورا قانون ّي ًا مع َّينا للملكيّة اليت مل يكن يشء ّيربرها االّ طريقة احلصول علهيا: صيغة تكشف ّ
رمس امللكيّة مينح حقّ ًا مطلقا.
فلسفي ومنذ زمن أأ ّول ّية مظهر أخر للملكيّة: ّ كس ،أأكّد ت ّيار
صور الأرثودو ّ يف مواهجة هذا التّ ّ
غايهتا .هذا التّ ّيار يبد أأ من « أأرسطو» ويتواصل عرب القرون اذ جنده عند أابء الكنيسة –
روسو» ،وعند «القدّ يس توماس» و«القدّ يس ابزيل» – ،وجنده يف مرشوع دس تور « ّ
الوضع ّيّي ،وداخل التّ ّيار الشّ خصا ّين ( ،)personnalisteويف ّالرسائل البابويّة احلديثة .وهو
احلق ،ويربط أأساس امللكيّة اليشء بواسطة الوظيفة الاجامتعيّة لهذا ّ احلق عىل ّ تيّار ّيربر ّ
ابس تعاملها اذلي ينبغي أأن يسهم يف رفاه امجلاعة []...
فاذا أأخذان بعّي الاعتبار فقط ملكيّة الأرض ،وجدان أأ ّن واضعي ّ
اجملةل املدن ّية قد أأقاموا ،فامي
املتجزئ) ،واملطلق ،واذلي ال يقبل أأن حادي (غري ّ احلق ا أل ّ خاصة ،البناية املمتث ّةل يف ّ يتعلّق هبا ّ
331 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
حق امللكيّة خيتلط ابالنتقاصات مس به ،وال أأن ُحي ّد منه .لكن ماذا بقي من البناية؟ ا ّن اترخي ّ يُ ّ
اليت أأحلقت به.
متجزئ لفائدةحق ّ حادي :لقد اكن كذكل أأكرث يف ظ ّل النّظام القدمي ،أأ ّما اليوم فهو ّ حق أأ ّ ّ
التّاجر واملزارع واملكّتي.
لك جانب برخصة بناء ،أأو تقس مي ،أأو هدم ،أأو حق مطلق :ا ّن اس تعامهل اليوم مرشوط يف ّ ّ
تنقيب ،أأو اس تصالح ،بل أأحياان برخصة بيع أأو تغيري ما ُرصدت هل الأرض.
حق ال ميكن املساس به :لقد اكن بعدُ همدَّ دا ابالنزتاع ،ومن هنا فصاعدا فا ّن املاكل مس هتدف ّ
حق شفعة عا ّم. بواسطة ّ
الطاقة الهيدرول ّية، حق ال ميكن أأن ُحيدّ منه :نعم ،لكن مع اس تثناء التّشاريع املتعلّقة ابملنامج ،و ّ ّ
السقف القانوين للكثافة. الطاقة الكهرابئيّة ،وجوالن ّ
الطائرات ،و أأخريا ّ وتوزيع ّ
السقف القانوين للكثافة ميث ّل خطوة جديدة [ ]...يف هذا التّ ّ
طور. وهكذا فا ّن ّ
●●●●
حلق امللكيّة ال رجعة فيه ،واملزيّة احلقيقيّة لقانون «ڤاالي» أأن ّه ائ ّ تصور غ ّويبدو أأ ّن املرور اىل ّ
أأكّد هذا.
لكن ما ميكن أأن نأأسف هل ،أأ ّن هذا التّغيري مل جيرؤ عىل االفصاح عن امسه ،أأن ّه مل يواجه بصفة
حق امللكيّة .لقد ختفّى يف ثوب قانون تعمري (تنظمي املدينة) وتفادى املساس مفتوحة ماهية ّ
ّ
ابجملةل املدن ّية.
هذا خطري ومؤسف.
مبجرد ختفيض يف خطري ،أل ّن قانون تعم ٍّري ميكنه غدا أأن يُفرغ امللكيّة العقّاريّة من حمتواها ّ
حلق امللكيّة اذلي يقتيض عىل العكس عي ّصور الاجامت ّنوين للكثافة .هذا خمالف للتّ ّ السقف القا ّ ّ
احلق طاملا اكن اس تعامهل منخرطا يف خدمة املصلحة العا ّمة. أأن ُحيمى ّ
هذا مؤسف أأيضا أل ّن مساوئ املضارابت ترجع يف جانب كبري مهنا اىل العقل ّيات .فليس
حىت وان اكن الواقع يك ّذبه – أأ ّن هل حقّ ًا مطلقا .كام أأن ّه ليس ابحلسن أأن يشعر املاكل دوما – ّ
احلق املكتوب يف النّصوص خمتلف ًا كثريا ّمعا نقرؤه يف الواقع. ابحلسن أأيضا أأن يكون ّ
املرحةل الأوىل" :املوضعة"
.1املصدر
املؤرخ يف 31ديسمرب 1975 – التّارخي :ثالثة أأشهر بعد صدور القانون عدد ّ 1328 – 75
الس ياسة العقّاريّة. املتعلّق ابصالح ّ
خمتص يف املسائل القانون ّية املتعلّقة – الاكتب« :جون -پول جيليل» ،أأس تاذ القانون العا ّمّ ،
حق امللكيّة (مركز البحث يف التّعمري ،ابريس.)1975 ، ابلتّعمري ،مؤلّف كتاب :اعادة تعريف ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ الفقهيّ 332
ّ .2
الطبيعة
اخملتصّي دون أأن يكون امجلهور العريض. – الوعاء :جريدة يوميّة تتو ّجه اىل مجهور أأوسع من ّ
– نوع الكتابة :وهجة نظر حول مسأأةل راهنة.
تطوره ،ابالضافة اىل القانون عدد 1328 – 75 – املعارف املفّتض توفّرها :قانون امللكيّة و ّ
املؤرخ يف 31ديسمرب ( 1975املس ّمى بقانون «ڤاالي» واملنقّح بقوانّي املاليّة :ابلنّس بة اىل ّ
1981الفصل ،73وابلنّس بة اىل 1983الفصل )31؛ والقانون عدد ّ 729 – 85
املؤرخ يف
18جويلية 1985املتعلّق بتعريف واعامل مبادئ الهتّ يئة (الفصل ،25الفقرات 1 :و 2و 4و5
املؤرخ يف 23ديسمرب 1986الهادف اىل تشجيع وخاصة القانون عدد ّ 1290 – 86 و)6؛ ّ
احمليل ،وامتالك املساكن الاجامتع ّية وتطوير العرض العقّاري (الفصول 64 :و65 الاستامثر ّ ّ
و.)66
املرحةل الث ّانية :البحث ّمعا ينبغي تسطريه
.1اللكامت اليت ينبغي تفسريها
املتكون من كتةل واحدة ،املتع ّذر القسمة ،ما ال صدع فيه. – ا أل ّ
حادي :جماز ًاّ ،
اجملز أأ. – املبتورّ :
بتوسع يف املعىن ،املقسوم و ّ
لك ا ألنواع :الهيلوكپّت ،اخل. – ّ
الطائرات :عبارة جتمع ّ
الاجامتعي للملكيّة
ّ غائ :تعبري من اصطالحات الفلسفة اختاره الاكتب للتّعبري عن التّ ّ
صور ّ –
الفرديّة.
[]...
.2املفاهمي – املفاتيح
نوين للكثافة :حسب عبارات الفصل :ل( 1 – 112 .مصدره قانون «ڤاالي») من السقف القا ّ – ّ
يعرف كثافة البناء هو املسافة بّي سطح أأرض ّية البناية وسطح الأرض املقامةجمةل التّعمري ،ما ّ ّ
علهيا البناية أأو اليت ينبغي أأن تقام علهيا .يف هذا امليدان ميكن انشاء سقف قا ّ
نوين للكثافة.
– امجلاعة :عبارة مل تُس تعمل يف املعىن الاصطاليح ( امجلاعة احمللّيّة).
– املصلحة العا ّمة :مصلحة امجلاعة (تعارض املصلحة الفرديّة).
املرحةل الث ّالثة :البحث عن بنية النّ ّص
.1البنية ّ
الطباعيّة
(عوضناه بنقاط ليربز أأكرث) يعزل عن بقيّة النّ ّص جز ًء هل فقط
ا ّن التّقس مي اذلي أأدخهل البياض ّ
احلقيقي للفقرات.
ّ الطباعة ال تسمح بمتيّي فقر ٍّات ابملعىن
بُعد اخلامتة .وهكذا فا ّن ّ
.2البنية اللغويّة
333 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الصيغ االنشائ ّية (ا ألمر ،اخل ).كام احلال يف القوانّي هذا النّ ّص منوذج لوهجة نظر .فال جند فيه ّ
وا ألوامر ،وال جند فيه تعدادا ليشء كام احلال يف صيغ الكتائب ،لكن ّنا جند أأسلواب فقهيّا
اب ألساس ي ّمتّي يف الوقت نفسه بــ :
حق امللكيّة « أأحاد ّي، خيص أأوصاف ّ ميي ([ ]...تعدّد ا ألمثةل؛ متيّي دقيق فامي ّ هاجس تعل ّ
مطلق ،ال يقبل املساس ،غري مقيّد»؛ أأيضا «خطري» و«مؤسف».
خشص ([ ]...اخفاء ،خطري ،مؤسف [.)]... ّاختاذ موقف ّ
مؤسسا عىل القطيعة يف طرق قارة طوال املقاةل .اذن ال تقبل تقس امي ّ بتوهجات ّيتعلّق ا ألمر هنا ّ
التّنصيص.
البنية املنطقيّة .3
خالف ًا للتّعليق عىل قانون ،ال يدّعي هذا النّ ّص الشّ مول ّية وال تعريف مفاهمي جديدة .ان ّه يبسط
حق امللكيّة» .عىل هذا مل يُتناول قانون «ڤاالي» يف ِحجاجا لفائدة أأطروحة« :اعادة تعريف ّ
تدمع حصّة ا ألطروحة. ذاته ،بل ّمت تناوهل مكصدر للحجج اليت ّ
حق ملكيّة ا ألرض بُ ِّت عن طريق هذا القانون. – برهنة أأوىل متث ّلت يف اثبات أأ ّن ّ
حلق امللكيّة يف ّ
اجملةل مسي ّ– يف مرحةل اثنية ،حاول الاكتب اثبات وجود جفوة بّي التّعريف ّالر ّ
تطورات الفلسفي ومن هجة أأخرى يف ّ ّ الغائ اذلي جنده من هجة يف الفكر صور ّ املدنيّة والتّ ّ
الوضعي ،ومن مضنه قانون «ڤاالي». ّ القانون
املس ّ
ابجملةل املدن ّية. مبجرد قانون تعمري وجتنّب ّ املرشع قد اكتفى ّ – أأخريا يأأسف الاكتب لكون ّ
يف امجلةل بُين النّ ّص مكقاةل.
املرحةل ّالرابعة :البحث عن أأغراض النّ ّص
حق زايدة عىل غىن مضمونه الث ّقا ّيف ،يوفّر هذا النّ ّص لرجل القانون مادّة تفكري حول وجوه ّ
امللكيّة اليت يه يف الن نفسه فن ّ ّية وفلسفيّة.
نوين للكثافة.
السقف القا ّ تكييف املبلغ املطلوب من ماكل ا ألرض حّي يتجاوز ّ .1
أأطروحة«جون -پول جيليل»( « :اجبار املاكل) من هنا فصاعدا عىل أأن يدفع للجامعة مثن –
نوين للكثافة]...[ ، السقف القا ّ املساحة املوافقة ل ألمتار املربّعة من الأرض ّية املبنيّة واليت تتجاوز ّ
(هو الزام) هل بأأن يشّتي حقّ ًا مل يعد ميلكه ».
حق يف البناء. من هذا املنظور ،يبدو فعلُ ادلّ فع كمثن رشاء ّ ٍّ
ا ألطروحة اليت نقدها «جون -پول جيليل» « :وقد يُقال ان ّنا هنا أأمام رضيبة اضافيّة ليس االّ –
احلق يف البناء ».
جبائ عىل ّ جمرد اضفاء طابع ّ فُرضت مبناس بة معل ّية البناء ،ان ّنا أأمام ّ
لنالحظ أأ ّن هذه ا ألطروحة بُنيت عىل احلجج النّ ّص ّية التّالية:
اجملةل املدنيّة الفرنس يّة القائل ا ّن من ميكل الأرض ميكل ما فوقها وما حتهتا. الفصل 552من ّ •
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ الفقهيّ 334
جمةل التّعمري بعد تنقيحه ،والقائل« :احلقّ الفصل ل( 1 – 112 .مصدره قانون «ڤاالي») من ّ •
يف البناء مرتبط مبلكيّة الأرض ،وميارس مع احّتام القواعد التّرشيع ّية و ّالّتتيبيّة املتعلّقة ابس تعامل
حق البناء ترجع اىل امجلاعة السقف ،ان وجد سقف ،ممارسة ّ ا ألرض» [« ]...فامي يزيد عىل ّ
.»...
احلق فيبقى ملاك حق البناء ،أأ ّما الانتفاع هبذا ّ وهكذا فا ّن امجلاعة ال تتدخّل االّ يف اعامل ّ
لصاحب الأرض.
جمةل التّعمري ،ينبغي دفع حسب عبارات الفصل ل( 2 – 333 .مصدره قانون «ڤاالي») من ّ •
املبلغ اىل قباضة اجلباية يف ماكن وجود املال وذكل عىل قسطّي متساويّي.
حق امللكيّةتصور ّ
ّ .2
ابلطريقة الأكرث اطالقا، اليشء ّ احلق يف الانتفاع والتّفويت يف ّ ا ألطروحة الفردان ّية :امللكيّة يه ّ –
برشط عدم اس تعاملها اس تعامال ممنوعا من القوانّي أأو ّالّتاتيب (الفصل 544من ّ
اجملةل املدنيّة).
احلق ،ويربط احلق عىل ا ّليشء بواسطة الوظيفة الاجامتع ّية لهذا ّ ا ألطروحة الغائ ّية« :ت ّيار ّيربر ّ –
أأساس امللكيّة ابس تعاملها اذلي ينبغي أأن يسهم يف رفاه امجلاعة» («جون -پول جيليل»).
تقيمي قانون «ڤاالي» .3
النّقد املقدَّ م من«جون -پول جيليل»
النّقد الثّا ّ
نوي •
البدلايت لتكثيف وسط املدنّمث اماكن ّية كبرية ألن ال حيقّق التّنقيح أأهدافه ،وذكل بدفع رؤساء ّ ✓
للحصول عىل موارد.
السقف القانو ّين للكثافة [ ]...مؤدّية اىل عدم مساواة خطري بّي املالكّي ،وبّي «ا ّن أأحاكم ّ ✓
البدلايت ،وبّي ابريس وبقيّة فرنسا».
ّ
النّقد ا أل ّ
سايس •
نون وجِ ٌل وخمادع (قارن مع هناية املقاةل).
نون «ڤاالي» قا ٌ قا ُ
احلجج املضادّة (الاقتصاديّة والاجامتع ّية):
نوين للكثافة اجرا ٌء هيدف اىل حماربة الكثافة الكبرية – واليت لها مساوئ السقف القا ّ مؤسسة ّ ّ
عديدة – يف البناء وسط املدن الكبرية بوضع فرامل للمضارابت العقّاريّة.
البدلايت وا ألقالمي ستسمح بمتويل س ياساهتا يفاذا مل يفد ّالردع ،فا ّن املبالغ املس تخلصة من ّ
التّعمري.
املرحةل اخلامسة :البحث عن ّ
خمطط النّ ّص ادلّ ارس
املقدّمة
335 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي تجسيما .قبل ذلك بهذه الكلمات نكون قد انتهينا من منهجيّة دراسة النّ ّ
ص الفقه ّ
ي. ي قلنا إنّنا سنتناول النّ ّ
ص القانون ّ عرضنا هذه المنهجيّة .بعد النّ ّ
ص الفقه ّ
Texte d’étude : J.-P. GILLI, « Une remise en cause du droit de propriété», Le 606
Monde, 31 mars 1976 « (Point de vue»), in : Jean-Louis Sourioux et Pierre Lerat,
préc., p. 59 et s.
صة في دراسة النّ ّ
ص القانون ّي (ب) العناصر الخا ّ
―.177تقسيم وفهرسة.
ي فصل أو أكثر من دستور أو من معاهدة دوليّة أو من يقصد بالنّص القانون ّ
مجلّة قانونيّة أو من قانون أو من مشروع قانون أو من أمر أو من منشور.607
نص يتض ّمن قواعد لتنظيم األفعال صدر أو سيصدربعبارة واحدة ،يقصد ك ّل ّ
سلطة المؤ ّهلة لذلك .وما ينبغي هنا هو عرض منهجيّة دراسة مثل هذا عن ال ّ
ص ،608ث ّم تجسيم هذه المنهجيّة.النّ ّ
―.178تقسيم وفهرسة.
تمر هذه الدّراسة بالمراحل الثّالث.
ّ
/ 1 .1االكتشاف ()invention
―.179معنى املعنى.
ي؟
نص قانون ّ
ما المطلوب اكتشافه من دارس ّ
ص"؟ ي .لكن ما معنى "معنى النّ ّ المطلوب ّأوالً اكتشاف معنى هذا النّ ّ
ص القانون ّ
ي"؟ ث ّم ما معنى "معنى النّ ّ
ص القانون ّ
صص" ،فجوابه سبق .609وأ ّما ما معنى "معنى النّ ّ أ ّما ما معنى "معنى النّ ّ
إن لدينا لفظ القانون (جملة أوي" ،فجوابه كان أسبق .610وفعال قيل ّ القانون ّ
وإن لدينا معنى القانون ،وهو نقطة ّ متتاليات جمل) ،وهو نقطة االنطالق؛
الوصول .في معنى القانون نجد من جهة فرضا ً ومن جهة ثانية حكما .
ً611
Marjorie Brusorio, Méthode du commentaire d ’article, détaillée étape par étape, 607
Université de Toulon,http://www.cpuniv.com (29 septembre 2010).
ي عندAlain Sériaux, Le commentaire : ص القانون ّ 608انظر قائمة بمراجع ّ
تتعلق بمنهجيّة دراسة النّ ّ
de textes juridiques. Lois et règlement, Ellipses, Paris, 1997, p. 173.
609انظر الفقرة عدد 125وما بعدها.
610انظر الفقرة عدد .21
إن الفرض هوالزوجات ممنوع [ ،"]...قلنا ّشخصيّة القائل" :تعدّد ّ 611إذا أخذنا الفصل 18من مجلّة األحوال ال ّ
الزوجات" والحكم هو "ممنوع". "تعدّد ّ
شيء يكون موجبا للفسخ لغلط وإذا أخذنا الفصل 45من مجلّة االلتزامات والعقود – القائل" :الغلط في نفس ال ّ
شيء وفي ذاته وفي في ذات المعقود عليه أو في نوعه أو في وصفه الموجب للتّعاقد" – قلنا ّ
إن الغلط في نفس ال ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 338
والحكم إ ّما أن يتمثّل في تنظيم لألفعال بصفة مباشرة وإ ّما في تنظيم لها بصفة
غير مباشرة .612والوصول إلى الفرض والحكم ،أي إلى معنى القانون ،يتطلّب
إن الحكم في الفصل 18من مجلّة األحوال ال ّشخصيّة فإذا نظرنا اآلن إلى المثالين الذين أعطيناهما أعاله ،قلنا ّ
المنظمة للسّلوك بصفة مباشرة؛ أ ّما الحكم في الفصل 45من مجلّة االلتزامات
ّ (المنع) يدخل ضمن باب األحكام
ّ
المنظمة للسّلوك بصفة غير مباشرة. ي) فيدخل ضمن باب األحكام والعقود (الفسخ ،أي البطالن النّسب ّ
339 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
إن عمليّات االستدالل تض ّم فيفإذا اهتممنا اآلن بالنّوع الثّاني من المقدّمات ،قلنا ّ
صة بك ّل عمليّة وعناصر مشتركة بين ك ّل عمليّة وغيرها من الحقيقة عناصر خا ّ
عمليّات االستدالل .فاالستدالل على محتوى القانون له مفردات .ومفرداته هي:
لفظ ،ومعنى يستخرج من اللفظ .ومن العناصر المشتركة التي تستعمل في
تعرضنا إليها
استخراج المعنى يمكن أن نذكر على سبيل المثال الحجج التي ّ
سابقا.615
ي أن يشغّل أقصى ما بعبارة أكثر تفصيال م ّما جاء للت ّ ّو ،على دارس ّ
نص قانون ّ
مرت معنا ،وأن يمأل أقصى ما يمكن ملؤه من يمكن تشغيله من المستويات التي ّ
شبكة التّحليل التي ّ
تعرضنا لها.616
عرض إلى الفرق بين" :الدّراسة" ،وهي ما يجب القيام به؛ و"الالّدراسة"، 613انظر الفقرة عدد 132حيث ت ّم الت ّ ّ
وهي ما يجب اجتنابه.
614حول المقدّمتين ،انظر الفقرة عدد .22
615انظر الفقرة عدد 23
وقرب من "جيل ڤوبو" ( )Gilles Goubeauxو "ڥيليپ بيهر" 616انظر الفقرة عدد 134وما بعدهاّ .
( )Philippe Bihrحين يقوالن:
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 340
وهكذا ،للقيام بدراسة هي فعال دراسة ،ال بدّ من امتالك علمين :علم الحجج
الخاص .زيادة على ذلك ينبغي ،بفعل الدّربة والممارسة ّ العا ّم وعلم الحجج
علمي الحجج من طرق استدالل .فإذا ْ الطويلة ،امتالك مهارة تطبيق ما يوجد في ّ
لم تمتلك علوم الحجج بصفة نظريّة وتطبيقيّة ،ال تص ّح تسمية ما يؤتى به
عمل فيه إالّ ح ّجة
"دراسة" (من ال يملك ما سبق ،يقوم بسلخ ،أو يقوم بعمل ال ي ِّ
سلطة.)617 ال ّ
لكن الدّراسة قد ال تتمثّل في استخراج المعنى فحسب ،بل أيضا ً في تقييمه ومن ّ
سياق والمعرفة الخلفيّة (إلخ ).عناصر تؤدّي – زيادة على ث ّم في تقييم النّ ّ
ص .وال ّ
دور إعطاء المعنى – دور التّقييم .جاء في أحد الكتابات:
وري امتالك معرفة متينة ابملوضوع []...لتقيمي وجاهة الفصل (النّ ّص القا ّ
نوين) من الّض ّ"من ّ
احلايل( .كام ينبغي) أأيضا
زاوية ّالرهاانت املوجودة زمن حتريره وتكل اليت توجد يف الوقت ّ
(امتالك معرفة بـ) تطبيق الفصل من القضاء و(بـ)كيفيّة تقبّهل من الفقه .ينبغي أأن تسأألوا عن
ثالث مراحل:
.1قبل وضع الفصل:
ما يه ّالظروف اليت أأدّت ّ
لتبين الفصل؟
السلوك؛ -عدم تالؤم النّصوص املوجودة وقهتا مع ّ
تطور العادات و ّ
-رضورة حامية بعض ا ألشخاص من ّ
تطور بعض املامرسات اليت من شأأهنا أأن جتعلهم يف
(تطور قانون الاس هتالك)؛
موقع ضعف ّ
-رضورة جعل قانوننا متطابقا مع القواعد ا ألوروبيّة أأو ادلّ وليّة؛ أأو وجود حمك ضدّ قانوننا
أأصدرته احملمكة ا ألوروب ّية حلقوق االنسان؛
يسن
املرشع ّ املرشع للتّدخّل (قرار «دميار» [ ]...جعل ّ -وجود قرارت قضائيّة تدعو ّ
الطرقات []...؛ قرار «پريوش» [ ]...أأدّى اىل ّتبين قانون 4 قانوان يف مادّة حوادث ّ
حق املريض)؛ ماي 2000حول ّ
فقهيي لوجود فراغات يف القواعد احلال ّية أأو لعدم تكيّفها (مع الواقع). -نقد ّ
-وضعيّة اقتصاديّة واجامتعيّة تفرض تدخّل ّ
املرشع ...
.2وقت وضع الفصل:
ما ا ألجوبة اليت جاء هبا النّ ّص للمشألك اليت أأراد حلّها؟
لك واحدة مهنا؟ هل ترك لك الوضعيّات اليت ميكن أأن حتدث وقدّم جوااب ل ّ تعرض ل ّ هل ّ
خيص تطبيقه؟ (بصفة اراديّة أأو غري اراديّة) متّسعا للتّقدير فامي ّ
تطو ٍّر حصل يف ال ّسلوك واىل تأأطريه قانون ّي ًا أأم
املرشع اىل اضفاء املرشوع ّية عىل ّ هل سعى ّ ّ
املرشع الحداث السلوك أأو ابحلدّ منه؟ هل تدخّل ّ عىل العكس أأراد معقابة هذا التّ ّ
طور مبنع ّ
تغيري يف املامرسات؟ []...
اس تنتجوا من ا ألجوبة اليت ميكنمك تقدميها عىل هذه ا ألس ئةل غاية الفصل.
.3بعد وضع الفصل:
هل جاء النّ ّص حب ّل يتالءم مع التّطلّعات اليت اكن عليه ارضاؤها؟ هل خيّب المال؟ كيف
اكنت ردّة فعل القضاء والفقه و أأحصاب املهن القانونيّة؟ ما اذلي ميكن أأن يكون عليه مس تقبل
القانون؟
لب ال ّيل الس ّاحذروا ! مفوضوع التّعليق عىل فصل (مكوضوع التّعليق عىل قرار) ليس النّقد ّ
ومربرة .اذن ينبغي املرشع ( أأو لعمل القضاء) ،ومالحظاتمك ينبغي أأن تكون معتدةل ّ لعمل ّ
تربير مواقفمك".618
"Une solide connaissance du thème visé est […] nécessaire pour […] apprécier le 618
bien-fondé de l’article en fonction des enjeux présents au moment de sa rédaction et
au moment actuel mais aussi son application par la jurisprudence, sa réception par la
doctrine.
Vous devez vous interroger sur trois périodes :
1. Avant l’élaboration de l’article :
? Quels sont les événements qui ont suscité l’adoption de l’article
- Inadaptation des dispositions existantes face à l’évolution des mœurs et des
; comportements
343 التّعبري عن التّفكري:املنهجيّة أو البالغة القانونيّة
هنالك ينبغي ترتيب هذين األمرين، وقبل ذلك كشفنا عن معناه،صّ ّفإذا قيّمنا الن
.ألنّهما سيمثّالن جوهر الدّراسة
)disposition( التّرتيب/2 .1
.― إحالة.180
/3 .1التّعبير ()élocution
―.181مكوِّنات املقدّمة.
ص الدّارس ال حاجة هنا لخاتمة .أ ّما الجوهر فال اختالف بينه وبين جوهر النّ ّ
صي .620بالنّسبة إلى المقدّمة ،جاء عند أحدهم أنّها تبدأ بتقديم لمادّة النّ ّلنص فقه ّ
ّ
ص حرفيّا ً إذا تماما ً كما نفعل ذلك مع مادّة المقالة .مباشرة بعد ذلك ننقل النّ ّ
621
كان مقتضبا ً (ال يتجاوز األربعة أو الخمسة أسطر) .أ ّما إذا كان طويال ،فنصف
وصفا وفيّا ً محتواه .هكذا يتبيّن القارئ ،ومنذ اللحظات األولى ،أنّه بصدد
ص (ط ِّلبت ي .فإذا كان ث ّم مشكل تحديد لمادّة النّ ّنص قانون ّ
دراسة موضوعها ّ
نص آخر لم يذكر وفيه استثناء؛ أو العكس / نص جاء فيه مبدأ ،وث ّم ٌّمنّا دراسة ّ
نص يحيل على آخر لم يذكر ،)622فينبغي ذكر الخيار الذي ط ِّلبت منّا دراسة ّ
الحجاج له .فإذا لم تكن ث ّم حجج يمكن البوح بها (مثال سيعمد إليه ،كما ينبغي ِّ
ذلك أنّنا لو لم نعمد إلى ما عمدنا إليه ،لما تم ّكنّا من وضع تخطيط أجزاؤه
متوازنة فيما بينها) ،يكفي ذكر الخيار وعدم التّوقّف عند ّ
مبرراته.623
ويمكن أن نت ّمم ما جاء للت ّ ّو انطالقا ً من مؤلَّفين آخرين .جاء في المؤلَّف
األول 624أنّه ينبغي:
ّ
ص الذي سندرسه؛ • أن نذكر النّ ّ
• أن نذكر سياقه (تاريخه ،إلخ).؛
صال لهذا المحتوى • أن نذكر محتواه إن كان مقتضباً ،أو أن نذكر تلخيصا مف ّ
إن كان طويال؛
األول
الموضوع ّ
تعليق على الفصل 335من مجلّة االلتزامات والعقود:
"يجوز لمن طولب بالوفاء بالعقد أن يحت ّج ببطالنه في جميع األحوال التي
يسوغ له القيام فيها بتلك الدّعوى.
وال يسقط حقّه في ذلك بمرور المدّة المعيّنة بالفصول 330و 331و332
و 333و."334
المقدّمة (في رؤوس أقالم)
• تقديم الدّفع بالبطالن وذكر محتوى الفصل .335
صادرة في 15ديسمبر 1906 نص من مجلّة االلتزامات والعقود ال ّ • القول إنّه ّ
غرة جوان ،1907وأنّه ت ّم تنقيحه تنقيحا ً شكليّا ً والدّاخلة حيّز التّطبيق في ّ
بمقتضى القانون عدد 87المؤرخ في 15أوت ،6282005وأنّه جاء في الكتاب
سادس (في بطالن االلتزامات األول (فيما تع ّمر به الذّ ّمة مطلقا) ،في العنوان ال ّّ
وفسخه) ،في الباب الثّاني (في فسخ االلتزام).
• العلّة الغائيّة من وضعه:
ما المشاكل التي جاء لحلّها؟ ما الوضعيّة التي أدّت إلى تشريعه؟
الخشية من أن يقال في إطار مجلّة االلتزامات والعقود ما قيل في إطار المجلّة
الزمن.629ي ّ ي يسقط بمض ّ المدنيّة الفرنسيّة :الدّفع بالبطالن النّسب ّ
المؤولون؟
ّ هل اهت ّم به
ال.630
• اإلعالن عن التّخطيط.
الجوهر (في رؤوس أقالم)
)Iالفرض :وجوب توفّر شرطين
اإلعالن عن تخطيط الفقرة األولى.
أ) وجود مطالبة بالوفاء بالعقد
ص يقول" :يجوز لمن طولب بالوفاء بالعقد أن يحت ّج ببطالنه في جميع األحوال التي يسوغ له القيام 628كان النّ ّ
فيها بتلك الدّعوى.
وال يسقط حقّه في ذلك بمرور المدّة المعيّنة بالفصل 330والفصل 331والفصل 332والفصل 333والفصل
."334
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد .396 629انظر :عبد المجيد ّ
صة الفقرة عدد 396؛ عماد م ّميش، الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،خا ّ ... 630إالّ في دراستين :عبد المجيد ّ
ي وضوابط اإلجراءات المدنيّة ،منشور في ص 93وما بعدها من القسم الدّفع بالبطالن بين ثوابت القانون المدن ّ
العربي من الكتابMélanges en hommage à Dali Jazi, Centre de Publication :
Universitaire, Tunis, 2010.
347 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
– الفقرة األولى من الفصل " :335من طولب" .تعبير عا ّم (أمام المحكمة /
صصتان :القرينة األولى تتمثّل في خارج المحكمة) /لكن هنالك قرينتان مخ ّ
سقوط وعدمه مسألة ص (من طولب أعطي حقّا ً ال يسقط ،وال ّ الفقرة الثّانية من النّ ّ
يتحدّث عنها أمام المحاكم)؛ القرينة الثّانية وهي أقوى في الدّاللة على
التّخصيص :األعمال التّحضيريّة للنّص جاءت فيها عبارة (.)assignation
ي :حين ال ي /جزئ ّ – الفقرة األولى من الفصل " :335الوفاء" .تعبير عا ّم (كلّ ّ
ي" سيرد ي إمضا ًء .على ك ّل ،هذا تخصيص لـ "الوفاء الجزئ ّ يكون التّنفيذ الجزئ ّ
بعد قليل من خالل عبارة "في جميع .)"...لم نعثر على القصد من العا ّم.
صورة :إجراء العا ّم على عمومه ،أي اعتبار القاعدة المنهجيّة في هذه ال ّ
ي . ي والجزئ ّ "الوفاء" تعني الوفاء الكلّ ّ
631
– إذن ،حسب الفصل ،335يسوغ الدّفع لمن يمكنه القيام بدعوى البطالن
ي ،أي: النّسب ّ
• ضحيّة الغلط (إلخ.).
عرض لإلمضاء ي (الت ّ ّحق القيام بدعوى البطالن النّسب ّ • من لم يتنازل عن ّ
ي). صريح والضّمن ّ ال ّ
ولكن هذه مسألة تدخل في ّ ي؟ ال، • من لم تسقط في حقّه دعوى البطالن النّسب ّ
الفقرة الثّانية (هكذا نكون قد أتينا بما ينقل إلى الفقرة الثّانية).
أي وقت )IIالحلّ :جواز االحتجاج بالبطالن في ّ
اإلعالن عن تخطيط الفقرة الثّانية.
أ) جواز االحتجاج في ذاته
ي (عدم ي (االحتجاج) ،وسلب ّ المتكون من جانبين :إيجاب ّ ّ ّ
الحق – جواز :نحن أمام
ص ،بسبب استعماله اللغة ّ
الطبيعيّة ،لم لكن النّ ّ
االحتجاج) في نفس الوقتّ .
الحق ،أي مضمونها ّ ي (إيراد أمثلة لنصوص تتناول يتعرض إالّ للجانب اإليجاب ّ ّ
ي .من هذه النّصوص جانبان ،وعبارتها تحمل جانبا ً واحدا ً هو الجانب اإليجاب ّ
حق االستعمال وعدم حق االستعمال = ّ الفصل 17من مجلّة الحقوق العينيّةّ :
االستعمال ،إلخ.).
– االحتجاج
ص ّحة (أي شروط) ،والزم ال ّ ص ّحة (أي الحكم بتوفّر جميع ال ّ • نتناول هنا ال ّ
ي آثاره)؛ والبطالن (أي الحكم بغياب شرط أو أكثر)، الحكم بإنتاج العمل القانون ّ
والزم البطالن (أي الحكم بعدم ترتيب العمل آثارا).
نفرق بين:
• انطالقا من هذا ّ
المعارضة بالبطالن ،حيث نجد البطالن والزم البطالن؛
الموضوع الثّاني
تعليق على الفصلين 38و 39من مجلّة االلتزامات والعقود.
الفصل :38
"يسوغ اشتراط شرط تعود منفعته على الغير وإن لم يعيّن الغير إذا كان ذلك
تبرع بين المتعاقدين.
ضمن عقد بعوض أو في ّ
حق ذلك الغير ويكون له القيام به على الملتزم شرط مباشرة في ّ وحينئذ ينفذ ال ّ
إالّ إذا منع عليه القيام في العقد أو علّق على شروط معيّنة.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 350
فعرف الذي اشترطه بعدم قبوله له فال عمل على وإذا اشترط شيء للغير ّ
شرط". ال ّ
الفصل :39
"يسوغ لمن اشترط على معاقده شيئا لمنفعة الغير أن يطلب مع ذلك الغير تنفيذ
أن التّنفيذ ال يجوز طلبه إالّ من ذلك الغير". شرط إالّ إذا ظهر من العقد ّ ال ّ
المقدّمة (في رؤوس أقالم)
القوة الملزمة للعقد) مع وصف • تقديم االشتراط لمصلحة الغير (عالقته بمبدأ ّ
ي ومقتضب لمحتوى الفصلين 38و.39 وف ّ
صادرة في 15ديسمبر ّ
صان من مجلة االلتزامات والعقود ال ّ • القول إنّهما ن ّ
غرة جوان ،1907وإنّه ت ّم تنقيح ّ
األول منهما 1906والدّاخلة حيّز التّطبيق في ّ
تنقيحا ً شكليّا ً بمقتضى القانون عدد 87المؤرخ في 15أوت ،6342005وإنّهما
األول (فيما تع ّمر به الذّ ّمة مطلقا) ،في العنوان الثّاني (الذي ال جاءا في الكتاب ّ
األول (في تعمير الذّ ّمة بالعقود وما شاكلها) ،في القسم عنوان له!!!) ،في الباب ّ
بالرضا) ،في الفرع الثّاني (في االتّفاقات). الثّاني (في التّصريح ّ
سكنيّة تبرم بمناسبتها • هل يه ّمان فئة كبيرة من النّاس؟ نعم :ك ّل القروض ال ّ
عقود تأمين على الحياة وهي اشتراط لمصلحة الغير (لمصلحة البنك المقرض
هنا).
المؤولون؟ تقريبا ً ال.ّ هل اهت ّم بهما
• اإلعالن عن التّخطيط :في الفقرة األولى من الفصل 38ت ّم إيراد شروط
االشتراط؛ أ ّما في الفقرة 2و 3وفي الفصل ،39فت ّم تناول آثار االشتراط.
الجوهر (في رؤوس أقالم)
)Iشروط االشتراط لمصلحة الغير
اإلعالن عن تخطيط الفقرة األولى:
ي ،وبهذا الوصف – الفصل :38يسوغ اشتراط شرط .إذن االشتراط عمل قانون ّ
هو يستوجب توفّر شروط في ذاته.
تبرع بين المتعاقدين .إذن – الفصل :38إذا كان ذلك ضمن عقد بعوض أو في ّ
لالشتراط شروط ته ّم وعاءه.
ص يقول" :يسوغ اشتراط شرط تعود منفعته على الغير وإن لم يعيّن الغير إذا كان ذلك في ضمن 634كان ال ّن ّ
شرط مباشرة في ّ
حق ذلك الغير ويكون له القيام به على تبرع بين المتعاقدين .وحينئذ ينفذ ال ّ
عقد بعوض أو في ّ
الملتزم إالّ إذا منع عليه القيام في العقد أو علّق على شروط معيّنة .وإذا اشترط شيء للغير فعرف الذي اشترطه
شرط". بعدم قبوله له فال عمل على ال ّ
351 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
– الفصل :38تعود منفعته على الغير .إذن لالشتراط شروط تتعلّق بمتلقّيه.
أ) الشّروط التي يستوجبها االشتراط في ذاته
شروط التي يخضع لها غيره من ي .إذن يخضع لنفس ال ّ االشتراط عمل قانون ّ
لكن االشتراط عمل نافع ،وهذا شرط ال نجده في ك ّل عمل األعمال القانونيّةّ .
ي:
قانون ّ
شروط المشتركة بين االشتراط وغيره من األعمال القانونيّة. – ال ّ
شروط األصليّة. • ال ّ
شخصيّة وتمييز االشتراط األهليّة (اإلتيان بالفصل 156من مجلّة األحوال ال ّ
تبرعا ًالذي يمثّل بالنّسبة إلى المشترط عمال قانونيّا ً بعوض عن ذاك الذي يمثّل ّ
من طرفه).
صورة التي يكون فيها سبب االشتراط غير جائز ،ومن ث ّم سبب (اإلتيان بال ّ ال ّ
ي).تناول مسألة البطالن الجزئ ّ
ي. شكل ّشرط ال ّ • ال ّ
شروط تبرعا من المشترط ،هل تنطبق عليه ال ّ المشكل :إذا مثّل االشتراط ّ
شخصيّة في إطار الهبة؟ شكليّة الواردة في مجلّة األحوال ال ّ ال ّ
ث ّم من يجيب بالنّفي .ح ّجته :شكالً (أ َ ْشت َ ِّرط) االشتراط ليس عمال قانونيّا ً بعوض
تبرعا ً (مثل :أهب ،إلخ ،).بل هو محايد ("أشترط" (مثل :أبيع ،إلخ ).وليس ّ
شكليّة ألنّه تبرعاً) .لذا ال تنطبق عليه شروط الهبة ال ّ يمكن أن تحقّق عوضا أو ّ
شكالً ليس هبة.
الخاص.
ّ شرط – ال ّ
سؤال: قال الفصل :38شرط تعود منفعته .إذن نحن أمام تخصيص بالوصف .ال ّ
أن ما أمامنا هو اشتراط) عند انتفاء الوصف (صورة هل يفيد نفي الحكم (نفي ّ
ويضر في نفس الوقت :عقود نقل البضائع حيث نجد المرسل إليه ّ شرط ينفع
منتفعاً ،لكن في نفس الوقت هو ملزم بدفع معاليم النّقل)؟
ي في صورة التّخصيص بالرجوع إلى ح ّجة القياس العكس ّ ح ّل هذا المشكل ّ
بالوصف.635
اإلتيان بما ينقل إلى (ب).
ب) الشّروط التي يستوجبها االشتراط في وعائه
635انقل هذا الح ّل من المرجع التّالي وطبّقه على الفصل Abdelmagid Zarrouki, Le :38
raisonnement a contrario (préc.), n° 11, 20, 38, 41, 46 et 47.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 352
إذن ال يمكن إالّ القول ببطالن االشتراط الذي يتض ّمنه تأمين على الحياة.
نتيجة كما قلنا خطيرة.
لكن هي من التّاريخ:
غرة جوان ( 1907تاريخ دخول مجلّة االلتزامات والعقود حيّز التّطبيق) من ّ
المنظم للتّأمين ،ومنه التّأمين ّ ي
إلى 16ماي ( 1931تاريخ صدور األمر العل ّ
سؤال هنا :هل على الحياة) ،عقود التّأمين على الحياة تتض ّمن اشتراطا ً باطال .ال ّ
المشرع المفترضة (أن ال يكون قانونه موجبا ّ يجوز للقاضي أن يرى ّ
أن نيّة
637
لنتائج غير مقبولة في الحياة العمليّة) تتمثّل في ص ّحة هذا االشتراط؟
على ك ًّل ،بعد هذا التّاريخ لم يعد ث ّم مجال للتّساؤل عن ص ّحة االشتراط الذي
يتض ّمنه التّأمين على الحياة لصدور أمر ،1931واآلن لوجود مجلّة التّأمين.638
اإلتيان بما ينقل إلى (ج).
ج) الشّروط التي يستوجبها االشتراط في متلقّيه
– التّخصيص باللقب.
الفصل :38االشتراط عمل نافع للغير .إذن تخصيص باللقب (الغير).
إذن ليس اشتراطا إن كان المنتفع ليس له لقب الغير (غير الغير) :أي المنتفع هو
ص :ك ّل من ليس من المتعاقدين). أن معنى الغير في النّ ّ
المشترط (سنرى الحقا ّ
إذن عقد التّأمين على المسؤوليّة (حيث ترتّب المنفعة للنّفس :تحديداً ،للذّ ّمة
الماليّة للمؤ ّمن له بتجنيبها الخسارة إن قامت مسؤوليّته المدنيّة) ليس فيه
اشتراطا ً.
ي. هنا رتّبت منفعة للنّفس /إذن لم نخرج عن مبدأ ّ
القوة الملزمة للعمل القانون ّ
نقد أحكام للمحكمة االبتدائيّة بتونس ( 1966 – 12 – 13و 1967 – 3 – 28
و 639) 1967 – 5 – 19اعتبرت التّأمين على المسؤوليّة اشتراطا لتم ّكن
الضّحيّة من القيام مباشرة على شركة التّأمين .كان يمكن للمحكمة أن تصل إلى
نفس النّتيجة لو طبّقت الفصل 5من أمر 30جانفي .1960
المؤرخ في 4جانفي 1983الذي اعتبر التّأمين على ّ نقد قرار محكمة التّعقيب
المسؤوليّة اشتراطا ليم ّكن ضحايا حريق مصنع من القيام مباشرة على شركة
637نستعمل هنا حجّة الخلف أو اإلحالة على العبث .انظر الفقرة عدد .23
الرائد
ّ . أمينّ تال ةّ مجل داربإص قّ لمتعل ا المؤرخ في 9مارس 1992 ّ 638انظر القانون عدد 24لسنة 1992
الرسمي للجمهوريّة التّونسيّة – 17مارس ،1992عدد ،17ص 315وما بعدها. ّ
صالح العيّاري ،حول تطبيق الفصل 38من مجلّة االلتزامات والعقود في 639وردت هذه األحكام عند :مح ّمد ال ّ
الطرقات ،مجلّة القضاء والتّشريع ،1968 ،عدد ،2ص .20 حوادث ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 354
الت ّأمين .640كان يمكن للمحكمة أن تصل إلى نفس النّتيجة لو طبّقت الفصل 53
ي لـ 16 :ماي ( 1931بعد تاريخ القرار صارت المسألة يحكمها: من األمر العل ّ
الفصل 26من مجلّة التّأمين).
– معنى الغير.
صدفة («أ» • تعبير يشمل المستفيد الدّائن ،والمستفيد الموهوب له ،والمستفيد بال ّ
ألن قيمة منزله أبرم عقدا مع «ب» إلصالح واجهة منزله« .ج» انتفع صدفة ّ
ارتفعت بارتفاع قيمة منزل جاره «أ»).641
الفصل 38لم يقصد من لفظة «الغير» المستفيد صدفة.
• يمكن أيضا استغالل الحديث عن الغير لبحث عالقة االشتراط بـ :إحالة الدّين
ّ
الحق حوالة الدّين) – إحالة
ي تستعمل عبارة أخرى هيّ : (في المشرق العرب ّ
الحق) – اإلنابة في الوفاء الكاملة والنّاقصة – التّجديد ّ حوالة
(في المشرقّ :
بتغيير المدين – الوفاء مع الحلول.
• الغير في الفصل :38المقصود به ك ّل من ليس من المتعاقدين .إذن :وارث
المشترط غير ،ودائنه ،إلخ.
ِّ
إذا كان الغير وارثاً ،تطرح عندها مشكلة إمكان مداورة أحكام المواريث التي
تحدّد األنصبة والتي ته ّم النّظام العا ّم.
نفرق بين:
هنا ينبغي أن ّ
صورة المستفيد الوارث الموهوب له .هنا نبحث:
إن وقع االشتراط أثناء مرض موت المشترط ،انطبق الفصل 206ومن ث ّم
شخصيّة. الفصل 179من مجلّة األحوال ال ّ
ألن وإن وقع االشتراط خارج فترة مرض موت المشترط ،فهنا لسنا أمام وصيّة ّ
الحق في االشتراط (كما سنرى ذلك في الفقرة الثّانية) ينفذ مباشرة (أ ّما الوصيّة ّ
شخصيّة – فتمليك مضاف إلى – وكما يقول الفصل 171من مجلّة األحوال ال ّ
ما بعد الموت) .من هنا ال تنطبق أحكام الفصل 179من مجلّة األحوال
شخصيّة هي شخصيّة (بالنّسبة إلى صورة الفصل 180من مجلّة األحوال ال ّ ال ّ
صورة تخصيص ال تمليك؛ ومن ث ّم هي مختلفة عن االشتراط).
صورة المستفيد غير الوارث .هنا أيضا نبحث:
إن وقع االشتراط أثناء مرض موت المشترط ،انطبق الفصل 206ومن ث ّم
شخصيّة. الفصل 179والفصل 187من مجلّة األحوال ال ّ
وإن وقع االشتراط خارج فترة مرض موت المشترط ،فهو جائز.
– مسألة تعيين الغير.
الفصل :38وإن لم يعيّن الغير /أداة استدراك ال تنفي ما سبقها /إذن االشتراط
ممكن لغير معيَّن ولغير ليس معيَّناً.
وغير المعيَّن.
َ • الغير المعيَّن
أهليّة الوجوب :تشترط حياله (تنطبق أحكام الفصل 566من مجلّة االلتزامات
والعقود على الغير).
أهليّة األداء :ال تشترط فيه ألنّه ليس طرفا.
• الغير الذي ليس بمعيّن.
ينقسم إلى:
ما ليس معيّنا ً اسما ً لكنّه معيّن صفةً (وهذا بدوره ينقسم إلى موجود {أعزب
صورة في مجلّة التّأمين :الفصل 3 سيتزوجها .انظر هذه ال ّ ّ يشترط لفائدة من
والفصل }39وغير موجود { أب يشترط لفائدة أبنائه الذين سيولدون .انظر
صورة نثير مشكلة يخص هذه ال ّ ّ صورة في مجلّة التّأمين :الفصل .39فيما هذه ال ّ
حق}. الحق ،وهل يمكن أن يكون غير الموجود صاحب ّ ّ
ما ليس معيّنا ال اسما وال صفة .هنا نبحث في نيّة المشترط :هل أراد حقّا ومن
البدء ترتيب منفعة للغير.
على ك ّل ،إن كان الغير ليس موجودا ،وتمثّل االشتراط في هبة غير مباشرة
ي ،طرح عندها مشكل انطباق الفصل 201من مجلّة األحوال لمنقول مادّ ّ
شخصيّة. ال ّ
إن الفصل 201وضع شرطا شكليّا ،واالشتراط شكال ليس هبة. هنا نقول ّ
اإلتيان بما ينقل إلى الفقرة الثّانية.
)IIآثار االشتراط لمصلحة الغير
حق للغير. الفصل 38في فقرته الثّانية ،أثر االشتراطّ :
حق للمشترط. الفصل ،39أثر االشتراطّ :
ق الغيرأ) ح ّ
شرط مباشرة .)... حق الغير مباشر (وحينئذ ينفذ ال ّ الفصل 38في فقرته الثّانيةّ :
(ض ْمنَ .)...
حق الغير تابع ِّ الفصل 38في فقرته األولىّ :
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 356
صورة التي يكون فيها المتع ّهد هو الجاحد (يمكن هنا أن نفتح قوسا نتناول فيه ال ّ
تجاه المشترط .هنا يمكن للمشترط أن يعود في هبته للمتع ّهد .لكن بنفس المناسبة
صورة، سينقض االشتراط لفائدة الغير ،وهو ما يخالف الفصل .38في هذه ال ّ
ولكي ال تخالَف أحكام الفصل ،38ينبغي القول بانتقال التزامات المتع ّهد تجاه
الغير ليصير الملزم بها هو المشترط).
حق الغير ألنّه مباشر :منذ ♦ ال يمكن لدائني المشترط وورثته استيفاء شيء من ّ
الحق هو موجود في ذ ّمة الغير ال في ذ ّمة المشترط. ّ أن يولد
♦ قيام الغير الستيفاء حقّه المباشر (الفقرة الثّانية من الفصل .)38هذا الح ّل هو
تطبيق من تطبيقات الح ّل العا ّم الوارد بالفصل 273من مجلّة االلتزامات
حق طلب التّنفيذ /إضافة لما سبق :الفصل 273يعطي الدّائن والعقود (للدّائن ّ
لكن الفصل حق طلب التّعويض– يمكن تطبيق هذا الح ّل على الغير ّ / أيضا ّ
حق طلب ح ّل العقد – ال يمكن تطبيق هذا الح ّل على الغير 273يعطي الدّائن ّ
لغياب مصلحة له في ح ّل العقد :حسب الفصل 19من مجلّة المرافعات المدنيّة
والتّجاريّة ال بدّ من وجود مصلحة لكي تقبل الدّعوى).
حق الغير تابع (الفقرة األولى من الفصل .)38 – ّ
• إذا كان المتبوع أو التّابع باطال ،انطبقت أحكام الفصل 326من مجلّة
االلتزامات والعقود.
• العالقة مع المتع ّهد:
المتبوع عقد بعوض ملزم للجانبين :انطباق أحكام الفصل 247من مجلةّ
االلتزامات والعقود ،أي يمكن للمتع ّهد الدّفع بعدم تنفيذ المشترط اللتزاماته.
تبرع :انطباق أحكام الفصل 273من مجلّة المتبوع عقد بعوض أو عقد ّ
االلتزامات والعقود ،أي يمكن للمتع ّهد طلب ح ّل العقد.
اإلتيان بما ينقل إلى (ب).
ق المشترط ب) ح ّ
هنا سنحلّل الفصل .39
حق طلب التّنفيذ لفائدة الغير (عادة يتّحد وصف الدّائن ص المشترط ّ – أعطى النّ ّ
ص دائنا غير مستفيد من طلب التّنفيذ). ووصف المستفيد .هنا م ّكن النّ ّ
– كدائن ،يمكن للمشترط طلب ح ّل العقد تطبيقا ً للفصل 273من مجلّة
االلتزامات والعقود.
هنا ينبغي أن نميّز بين فرضين:
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة النّصّ القانونيّ 358
األول :لم يت ّم إدخال الغير في الدّعوى .ال ح ّجيّة لحكم الح ّل على الغير
الفرض ّ
الذي يمكنه دائما مطالبة المتع ّهد بحقّه (ث ّم يعود المتع ّهد على المشترط).
الفرض الثّاني :ت ّم إدخال الغير في الدّعوى .إذن لحكم الح ّل ح ّجيّة على الغير.
الرجوع فيفإذا كنّا في إطار المبدأ المتمثّل في كون المشترط ال يمكنه ّ
االشتراط ،تنتقل التزامات المتع ّهد تجاه الغير ويصير المدين بها للغير المشترط
نفسه .أ ّما إذا كنّا في إطار االستثناء ،فعندها ال يحصل م ّما سبق شيء.
الموضوع الثّالث
تعليق على الفصلين 513و 515من مجلّة االلتزامات والعقود.
الفصل :513
"إذا كانت عبارة الكتب صريحة ،فال عبرة بالدّاللة".
الفصل :515
"العبرة في التّعبير بالمقاصد ال بظاهر األلفاظ والت ّراكيب".
ي ( ...م س) ،الفقرة عدد 68وماالز ّروقي ،المسار التّأويل ّ 645ينقل هنا بعض ما ورد في مقالة :عبد المجيد ّ
بعدها (طبعا ً مع اختصاره ليتناسب مع وقت االمتحان).
ي ( ...م س) ،الفقرة عدد 68وما ّ أويل ّ تال المسار وقي، ر 646ينقل هنا بعض ما ورد في مقالة :عبد المجيد ّ
الز ّ
بعدها (طبعا ً مع اختصاره ليتناسب مع وقت االمتحان).
ي ( ...م س) ،الفقرة عدد .64 الز ّروقي ،المسار التّأويل ّ
647تنقل هنا األمثلة الواردة في مقالة :عبد المجيد ّ
ي ( ...م س) ،الفقرة عدد 68وما بعدها. الز ّروقي ،المسار التّأويل ّ
648عبد المجيد ّ
361 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
شيء /الفصل :515العبارة التي ت َأ َّكد عدم حملها للنّيّة ،يقدّم عليها المعنى
ّ
الظاهر.
اإلتيان بما ينقل إلى (ب).
ب) النّتائج
تنقل هذه النّتائج من مقالة "المسار "...مع االختصار ليتناسب ذلك مع المقام
الذي نحن فيه اآلن:649
النّتيجة األولى تتعلّق بمسألة استقرار المعامالت.
النّتيجة الثّانية تتعلّق بمسألة ّ
الظ ّن واليقين في التّأويل.
النّتيجة الثّالثة تتعلّق بالمرجعيّة النّظريّة للفصلين 513و.515
الرابعة تتعلّق بانعكاس ما جاء في الفصلين 513و 515على صورة النّتيجة ّ
صه المصاغ في لغة أخرى. ي لعقد عن ن ّ اختالف النّ ّ
ص العرب ّ
النّتيجة الخامسة تتعلّق بتعريف تحريف العقد.
ي تجسيما .قبل ص القانون ّبهذه الكلمات نكون قد فرغنا من منهجيّة دراسة النّ ّ
ي. ي ينبغي تناول النّ ّ
ص العقد ّ ذلك عرضنا هذه المنهجيّة .بعد النّ ّ
ص الفقه ّ
―.183تقسيم وفهرسة.
ونمر بعد ذلك إلى التّجسيم.
ّ كما اعتدنا سنبدأ بعرض المنهجيّة،
العقدي
ّ .1عرض منهجيّة دراسة النّ ّ
ص
―.184العقد كالقانون.
وتنظم سلوكهم .على هذا يلتقي ّ يحوي العقد أحكاما ً مصدرها المتعاقدان،650
صورتين نحن أمام قواعد تنظّم العقد على مستوى المضمون مع القانون .ففي ال ّ
ي ال تختلف عن دراسة ص العقد ّ األفعال .ونقطة االلتقاء هذه تجعل دراسة النّ ّ
نص القانون إالّ على مستوى الجانب المتعلّق بالتّقييم .فإذا استثنينا هذا الجانب،
ّ
ي على ما جاء في يخص إجراءات دراسة النّ ّ
ص العقد ّ ّ أمكنت اإلحالة فيما
نص القانون .فإذا انتهينا من اإلجراءات ،بقي التّجسيم.
651
إجراءات دراسة ّ
العقدي
ّ .2تجسيم منهجيّة دراسة النّ ّ
ص
الفصل :18التّخصيص
ّمت ّالرضا بنقل الانتفاع فقط ألجل سكىن « املكّتي – املشّتي » (عند الاقتضاء :وملامرسة
النّشاط املمتث ّل يف ،...مع اقصاء غريه؛ أأو :وملامرسة أأ َّي نشاط ّ
همين ،ابس تثناء .)...
الفصل :19رشوط وضع اليد والانتفاع
طوال مدّة الانتفاع ،عىل « املكّتي – املشّتي » الالزتامات التّالية حيال العقّار موضوع
العقد:
الصاحل وفامي خ ّ ُِصص هل (ورد ما خ ّ ُِصص ─ أأن يشغهل بنفسه ،و أأن يس تعمهل كام ّ
رب البيت ّ
هل الاس تعامل أأعاله)؛اذن عليه أأن ميتنع عن متكّي الغري من أأن يشغل العقّار بأأ ّي وجه اكن
االّ اذا أأذن هل البائع يف ذكل كتابة ومس بقا؛
خصص ─ أأن حيافظ عليه عامرا بلكّ املنقوالت واب ألش ياء املنقوةل ّ
الّضوريّة الس تعامهل فامي ّ ِ
هل (ورد ما خ ّ ُِصص هل الاس تعامل أأعاله) ،ابس تثناء املنقوالت اليت ال تصلح لهذا
التّخصيص؛
لك خشص ّ
مولك من البائع للمراقبة وللقيام بأأعامحل فظ العقّار ─ أأن ميكّن من ّالزايرة البائع و ّ
ًّ
رضوراي. والتّجهّيات ّ ،...مرة يف ا ّلس نة ولكّام اكن ذكل
لك يوم ليس ينظم زايرات للمح ّل من أأجل بيعه أأو كرائه ساعتان من ّ ميكن أأيضا للبائع أأن ّ
يوم عطةل حيدّدهام بنفسه بّي ...وبّي ...
─ أأن ال ّ
يغي رفيه االّ مبوافقة مس بّقة وكتابيّة من البائع.
فاذا حصل تغيري ،ميكن للبائع مطالبة « املكّتي – املشّتي » حّي مغادرته ابعادة احمل ّل
والتّجهّيات اىل ما اكان عليه ،كام ميكنه االبقاء عىل التّغيريات دون أأن يس تطيع « املكّتي –
املشّتي » املطالبة بتعويض عن املصاريف اليت أأنفقها.
ميكن أأيضا للبائع املطالبة عىل نفقة « املكّتي – املشّتي » ابرجاع احمل ّل فورا اىل حالته ،اذا
اكنت التّغيريات من شأأهنا أأن تضع يف خطر حسن معل التّجهّيات أأو ّ
السالمة.
الفصل :20التّعهّد واالصالحات
خالل نفس املدّ ة ،يتح ّمل « املكّتي – املشّتي » نفقات تعهّد واصالح العقّار موضوع
العقد .لكن يبقى البائع متح ّمال أأعباء االصالحات املتعلّقة ابلعنارص احلامةل اليت تسهم يف
اس تقرار أأو متانة البناء ،و أأعباء االصالحات املتعلّقة ابلعنارص ا ألخرى املدجمة ابلعنارص
365 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ا ألوىل أأو اليت متث ّل وا ّايها جسام واحدا ،و أأعباء االصالحات املتعلّقة ابلعنارص اليت تضمن
التّسييج والغطاء وسدّ املنافذ عىل ّ
السوائل ابس تثناء ا ألجزاء املنقوةل لهذه العنارص.
الفصل :21تأأمّي البناية
يف صورة اخالل البائع ،ميكن لـ « :املكّتي – املشّتي » أأن يُع ِمل الضّ امانت النّاجتة،
مبقتّض الفصول ل 1 – 241 .و ل 1 – 242 .من ّ
جمةل التّأأمّي ،عن العقد اذلي أأعلن البائع
أأن ّه قد اكتتبه ...مع رشكة التّأأمّي ...
الفصل :22التّأأمينات
لك ا ألخطار املرتبطة بصفته كشاغل للمح ّل عىل « املكّتي – املشّتي » أأن يؤ ّمن ،ضدّ ّ
وضدّ دعاوى اجلريان ،دلى رشكة تأأمّي معروفة مبالءهتا؛ وعليه أأن يس تظهر بعقد التّأأمّي ومبا
يفيد دفعه املنتظم ل ألقساط يوم ضبط حاةل احمل ّل ومىت طلب البائع منه ذكل.
الفصل :23املسؤوليّة
« املكّتي – املشّتي » هو املسؤول الوحيد عن ا ألرضار ال ّالحقة للعقّار ولشاغليه
ول ألشخاص الخرين املوجودين به .هذه املسؤول ّية قد تكون مسؤول ّي ًة خشص ّية ،أأو
مسؤول ّية عن فعل الغري(اذلي هو حتت مسؤول ّية « املكّتي – املشّتي ») ،أأو مسؤول ّية
عن فعل احليوان أأو ا ألش ياء اليت يف حفظه.
الّضائب وا ألعباء
الفصل ّ :24
عىل « املكّتي – املشّتي » أأن يدفع ما عليه من أأعباءّ ،
وخاصة املساهامت و ّالرسوم
الّضائب أأ ّ ًاي اكن نوعها املفروضة أأو اليت س ُتفرض عىل هذا العقد أأو عىل العقّار موضوع
و ّ
العقد.
السابق ألوانه
الفصل :25فسخ العقد ّ
يف صورة عدم دفع أأ ّاي من املبالغ اليت عىل اكهل «املكّتي – املشّتي» واليت متث ّل تس بقة أأو
أأعبا ًء ،يُفسخ هذا العقد أل ّيا -اذا أأراد البائع ذكل -يف ظرف شهر من وجود تنبيه ّ
رمسي
بقي دون اس تجابة.
لك اخالل من ِقبل أأحد ا ألطراف بأأ ّي الزتام من الزتاماته غري الواردة يف الفقرة ّ
السابقة، ّ
الطرف الخر من أأن يطلب من القضاء فسخ العقد (عند لك ترصحي خاطئ ،ميكّن ّ و ّ
الاقتضاء :ميكن أأيضا لـ « :املكّتي – املشّتي » طلب فسخ هذا العقد عىل ر أأس ّ
لك س نة
من اترخي ابرامه برشط التّنبيه عىل البائع قبل ثالثة أأشهر بواسطة رساةل مضمونة الوصول مع
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسةالنّصّ العقديّ 366
.)1984
العنوان ّالرابع :نقل امللكيّة
العنوان اخلامس :فسخ العقد وعدم حتقيق نقل امللكيّة
السادس :أأحاكم خمتلفة
العنوان ّ
املرحةل الأوىل" :املوضعة"
املصدر .1
«جوريس – الكسور» العدول ،صيغ تطبيقيّة.1985 ،
الطبيعةّ .2
الس ياق :نقل الانتفاع يأأخذ موقعا بّي البنود املتعلّقة ابلث ّمن وا ألقساط والبنود املتعلّقة بنقل ّ -
امللكيّة.
املعارف املفّتض توفّرها :قانون الالزتامات +عقد «كراء ورشاء» (ملكيّة عقّاريّة). -
املرحةل الث ّانية :البحث ّمعا ينبغي تسطريه
اللكامت اليت ينبغي تفسريها .1
[]...
املفاهمي – املفاتيح .2
عقد «كراء ورشاء» .انظر الفصل ا أل ّول من القانون.
املرشع معناها ،وتفيد الشّ خص اذلي يربم «املكّتي – املشّتي» :عبارة مس تحدثة مل حيدّد ّ
مع ماكل عقّار (يس ّمى البائع) عقد «كراء ورشاء» (كراء ينهتيي برشاء).
الانتفاع.
نقل بعوض.
[]...
أأب العائةل ّ
الصاحل.
احاةل العقد.
املرحةل الث ّالثة :البحث عن بنية النّ ّص
البنية ّ
الطباعيّة .1
لك ماللصيغة اليت من وظيفهتا توقّع ّ عدادي ّ العرض يف قالب فصول مرقّمة يكشف ّ
الطابع التّ ّ
ميكن أأن حيدث يف مادّة العقد.
البنية اللغويّة .2
عدادي يظهر من خالل غياب لكّ ّي تقريبا لعبارات ّالربط يف بداية البنود .وفامي الطابع التّ ّ نفس ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسةالنّصّ العقديّ 368
الصيغ االنشائيّة ،نالحظ وجود ما ميث ّل قاسام مشّتاك بّي العقود والقوانّي :فعل ا ألمر خيص ّ ّ
[]...
.3البنية املنطقيّة
الصيغة تّتمج ما ّنص عليه الفصل غياب ا ِحلجاج ينمتي بدوره للخطاب اال ّ
نشائ .وهكذا فا ّن ّ
1134من أأ ّن العقد يقوم مقام القانون بّي أأطرافه.
املرحةل ّالرابعة :البحث عن أأغراض النّ ّص
جمرد تطبيق للقانون وان اكن أمرا ،بل يه منش ئة ّ
للحق .والفائدة من الصيغة ّليست ّ
دراس هتا تظهر من اجلرد اذلي س يأأيت أأسفهل .يف هذا اجلرد ّمت التّنصيص عىل البنود اليت يه
املؤرخ يف 12جويلية ( 1984واذلي ّعرف عقد «الكراء تطبيق لقانون ّ 595 – 84
الرشاء») وعىل ممتّامهتا.
و ّ
المت ِّّممات التّطبيقات
الفصل =( 16الفصل 1و 4 – 5ل .من قانون
)1984
الفصل =( 17الفصل 8ل .من قانون )1984
الفصل =( 18الفصل ،28فقرة ّ ،1
مطة ،1ل.
الفصل 18
من قانون )1984
الفصل ّ ،19
مطة =( 1الفصل ،28فقرة ،1
ّ
مطة ،1والفقرة )2
الفصل ّ ،19
مطة ثانية مطة =( 2الفصل 1752من الفصل ّ ،19
المجلّة المدنيّة المتعلق بالكراء)
ّ
ويالحظ يف هذا اجلدول أأ ّن التّطبيقات القانونيّة أأكرث أأمهّيّة من املمتّم املتأأ ّيت من التّطبيق.
الطابع اجلديد لقانون .1984 هذا يؤكّد ّ
الطابع المر و ّ
.1التّطبيقات
بنقلهم يف العقود مضمون ا ألحاكم القانون ّية ،ال يكتفي العدول بتجنيب أأنفسهم املسؤول ّية
الشّ خصيّة ،بل مه يفتحون اجملال للقانون ليك يُطبَّق فعليّا يف الواقع .وليس من الغريب أأن
خيص نقل املمّي .وفامي ّ جند أأ ّن البنود اليت يه تطبيق ليس االّ للقانون هت ّم ما بدا ّ
للمرشع أأن ّه َّ
الانتفاع ،فا ألمر يتعلّق ببنود هت ّم طرق هذا الانتفاع (الفصل ،22 ،21 ،20 ،19 ،18
تعرض هلام القانون عىل .)24 ،23زايدة عىل ما س بق ،ن ُ ِقلت احللول القانونيّة يف حالتّي ّ
وجه اخلصوص :احاةل العقد والتّفويت يف العقّار (الفصل 26و .)28
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسةالنّصّ العقديّ 370
.2املمتّامت
اليشء ِوفق ما خ ُّصص هل .فبحمكه نشري أأ ّوال اىل م ِمت ّم موافق للقانون .يتعلّق ا ألمر ابس تعامل ّ
أأن عىل «املكّتي -املشّتي» أأن يس تعمل العقّار فامي خ ُّصص هل حبسب العقد ،فا ّن الفصل
حريّة ا ألطراف املتعاقدة .من هنا اكن البند 18يف خياراته املتعدّدة.
28حييل عىل ّ
املرشع (الفصل
يتعرض لها ّ تقةل عن القانون .فبعض البنود تضيف فروضا مل ّ بقيّة املمتّامت مس ّ
،27فقرة 2؛ الفصل .)28أأ ّما البقيّة ،فتمتّم حلوال قانونيّة سواء بشلك مس تق ّل (الفصل 24
والفصل ،26فقرة )4أأو ابالقتباس من القواعد املتعلّقة بعقود أأخرى يه هنا الكراء ّ
للسكىن
املطات 4 ،3 ،2؛ الفصل 23؛ الفصل 25؛ الفصل ،26فقرة 3و 5؛ الفصل (الفصل ّ ،19
،27فقرة .)1
املرحةل اخلامسة :البحث عن ّ
خمطط النّ ّص ادلّ ارس
املقدّمة
.1الأس ئةل اليت ينبغي طرهحا
-مىت؟ صيغة عقد حديثة (.)1985
-ملن؟ للعدول.
-ماذا؟ صيغة عقد «كراء ورشاء» ملكيّة مسكن ّ
فردي جاهز.
تنسخ من النّصوص القانون ّية ،وهو أأمر ليس ّ
تقليداي. شلكي مس ٍّ -كيف؟ من خالل تقد ٍّمي ّ ٍّ
.2تربير التّخطيط
لك ما ميكن أأنتطو ّراي منطقيّا أأو زمن ّيا ،وهدفت فقط اىل توقّع ّ
متش يا ّ الصيغة مل تتّبع ّ أل ّن ّ
حيدث يف مادّة العقود ،فا ّن التّخطيط ّ
اخلط ّي ينبغي ابعاده .اذن جيب ّالرجوع اىل أأغراض
النّ ّص اليت تؤدّي اىل التّخطيط التّايل:
اجلوهر
الفقرة الأوىل :البنود املطبِّقة للقانون
أأ) البنود املتعلّقة بنقل الانتفاع
ب) البنود املتعلّقة ابلوضعيّة القانونيّة ل ألطراف طوال الانتفاع
ج) البنود املتعلّقة ابحاةل العقد وابلتّفويت يف العقّار657
657تنبيه :ث ّم في هذا العنوان تجاور .انظر حول التّجاور :الفقرة عدد .56
371 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي تجسيما .قبل ذلك بما جاء للت ّ ّو نكون قد انتهيّنا من منهجيّة دراسة النّ ّ
ص العقد ّ
ي.
نص حكم قضائ ّي قلنا إنّنا سنتناول ّ عرضنا هذه المنهجيّة .بعد النّ ّ
ص العقد ّ
―.187متهيد.
سلطة العدليّة .لكن ما نص حكم صادر عن ال ّ ّ لن نتناول إالّ منهجيّة دراسة
سنقوله ينسحب – في جزئه األه ّم – على ما يصدر عن المحاكم اإلداريّة أو
الخاص (التّحكيم) .658وما سنتناوله – أي ما يصدر عن
ّ الدّوليّة أو عن القضاء
سلطة العدليّة – يس ّمى حكما ً في حاالت ،وقرارا ً في حاالت أخرى .لكن جرى ال ّ
الخاص المتمثّل في لفظ "قرار" وإرادة العا ّم ،أي إرادة
ّ العرف على استعمال
الحكم والقرار معا ً .659هذا العرف هو ما سنتّبعه.
―.188معطيات إجرائيّة.
سياق.660 نص يستغلق على من ال يعرف عناصر ال ّ نص ،وك ّل ّونص القرار ٌّ
ُّ
سياق التي يمكن أن نتحدّث عنها من اآلن معطيات إجرائيّة ومن عناصر ال ّ
الطالب في درس مقد ّمة القانون (أو النّظريّة العا ّمة للقانون) 661ويع ّمقهايتلقّاها ّ
الخاص .662تتمثّل هذه المعطيات ّأوالً في ّ يبعد ذلك في درس القانون العدل ّ
مسألة الواقع والقانون ،ومن ث ّم في التّمييز بين محاكم األصل ومحكمة التّعقيب؛
ي منها وغير الطعن ،ومن ث ّم في التّفريق بين العاد ّ وتتمثّل ثانيا ً في أسباب ّ
الطعن بالتّعقيب ،ومن ث ّم في الفصل بين قرار ي؛ وتتمثّل ثالثا ً في مآل ّ
العاد ّ
الرفض ( )arrêt de rejetوقرار النّقض ( )arrêt de cassation؛وعموما
663
ّ
ي . تتمثّل المعطيات في مسائل متعلّقة بالنّظام القضائ ّ
664
ي جاء ي غير الجزائ ّ يتعلّق األمر في تونس بمحكمة واحدة تس ّمى المحكمة االبتدائيّة .وفعال في الميدان العدل ّ
الفصل 40من مجلّة المرافعات المدنيّة والتّجاريّة ليقول" :تنظر المحكمة االبتدائيّة ،ابتدائيّا في جميع الدّعاوى
يعوض وتتألف هيئة المحكمة االبتدائيّة من رئيس وقاضيين وعند التّعذّر ّ ّ خاص []...
ّ بنص
ّ عدا ما خرج عنها
الرئيس بقاض [."]... ّ
ي العا ّم ،وهو اختصاص تنفرد به ،للمحكمة االبتدائيّة اختصاص مقيّد تشترك فيه إلى جانب االختصاص الحكم ّ
مع غيرها.
الحكمي المقيّد
ّ االختصاص ذات المحاكم / 2 . 1 . 1
هنا نجد المحكمة االبتدائيّة ،كما نجد محاكم أخرى.
ي مقصور على النّزاعات بين في إطار المحكمة االبتدائيّة ،يمكن أن نذكر الدّائرة التّجاريّة ،واختصاصها الحكم ّ
شركات أو تسييرها أو حلّها أو تصفيتها ي وعلى النّزاعات المتعلّقة بتكوين ال ّ التّجار المرتبطة بنشاطهم التّجار ّ
ّ
تمر بصعوبات اقتصاديّة أو تفليسها .إلى جانب الدّائرة التجاريّة، أو النّزاعات المتعلّقة بإنقاذ المؤسّسات التي ّ
ي منحصر في "فصل ّ
يمكن – دائما في إطار المحكمة االبتدائيّة – أن نذكر دائرة الشغل .واختصاصها الحكم ّ
شغل أو التّدريب في ال ّنشاطات النّزاعات الفرديّة التي يمكن أن تنشأ بين األطراف المتعاقدة عند إنجاز عقود ال ّ
الخاضعة ألحكام هذه المجلة .ويمتد اختصاصها إلى النّزاعات الناشئة بين العملة بمناسبة القيام بالشغل .إالّ أنّها
شغل وعن األمراض المهنيّة كما ال تنظر في النّزاعات المتعلّقة ال تنظر في الدّعاوى الناتجة عن حوادث ال ّ
شغل).ي" (الفصل 183من مجلّة ال ّ بأنظمة الضّمان االجتماع ّ
نتعرض لمحكمة النّاحية ث ّم للمحكمة العقّاريّة: فإذا مررنا اآلن إلى محاكم غير المحكمة االبتدائيّة ،وجب أن ّ
فتختص حصريّا بالنّظر في الدّعاوى األصليّة المتعلّقة بالنّفقة وفي الدّعاوى الحوزيّة .وأ ّما ّ فأ ّما محكمة النّاحية،
فتختص حكم ّيا ً بالنّظر في مطالب التّسجيل (إلخ.). ّ المحكمة العقّاريّة
ّ
فإذا تركنا جانبا المحكمة العقاريّة لوجود تعقيدات في شأن نظامها ،قلنا إن أحكام ما سبقها من محاكم قابل ألن ّ
ينازع فيه أمام محاكم درجة ثانية.
/2 .1محاكم الدّرجة الثّانية
تتكون محاكم الدّرجة الثانية التي تعنينا من محكمة االستئناف من جهة ومن المحكمة االبتدائيّة من جهة أخرى. ّ
شغل التي لها يخص أحكام المحكمة االبتدائيّة وأحكام دائرة ال ّ ّ فمحكمة االستئناف هي محكمة درجة ثانية فيما
وصف االبتدائيّة.
أ ّما المحكمة االبتدائيّة فمحكمة درجة ثانية بالنّسبة ألحكام محكمة النّاحية.
وتصدر محاكم الدّرجة الثّانية أحكاما ً تس ّمى قرارات (( )arrêtsهذا يه ّم محكمة االستئناف فقط) وتوصف
بالنّهائيّة ( )définitifأل ّنه ال درجة بعد الدّرجة الثّانية .أ ّما أحكام المحكمة االبتدائيّة "االبتدائيّة" فتس ّمى أحكاما
(( )jugementsنفس االسم يطلق حتّى على أحكام المحكمة االبتدائيّة "االستئنافيّة").
ي الدّرجة هو الذي يستأنف أمام محكمة درجة ثانية .واالستئناف طريقة طعن عاديّة وهكذا فالحكم االبتدائ ّ
نمر إلى درجة عاديّة في التّقاضي هي الدّرجة الثّانية. ( )recours ordinaireألنّنا بمقتضاه ّ
أن فعل االستئناف يحدث سلطة ي ( )effet dévolutifوالمقصود ّ إن االستئناف له مفعوالن :مفعول انتقال ّ ث ّم ّ
والتزاما على محكمة الدّرجة الثّانية مضمونهما النّظر من جديد في الواقع والقانون وذلك على مستوى ك ّل
النّقاط المنتقدة في الحكم المست َأنَف وعلى مستوى هذه النّقاط فحسب .إضافة لما سبق ،لالستئناف مفعول ثان هو
أن فعل االستئناف يوقف تنفيذ الحكم المستأنَف إلى حين صدور ي ( ،)effet suspensifويعني ّ المفعول التّعليق ّ
ي إ ّما بنقض حكم الدّرجة األولى أو بتعديله أو بإقراره. القرار االستئناف ّ
ي ،أي نقده والوصول إلى نتيجة غير الطعن في القرار االستئناف ّ والسّؤال اآلن هل ث ّم وسيلة يمكن بواسطتها ّ
ي هو التّعقيب. لكن الوسيلة تتمثّل في طعن غير عاد ّ التي جاءت فيه؟ الجواب باإليجابّ .
/2محكمة القانون (الت ّعقيب)
ما التّعقيب؟
أن محكمة التّعقيب ليست درجة ثالثة من درجات إن التّعقيب طريقة طعن غير عاديّة .معنى ذلك ّ قيل منذ قليل ّ
التّقاضي؛ فهي ال تفصل في النّزاعات؛ وك ّل ما تفعله ،إن رأت شائبة في القرار المطعون فيه ،أن تقول ّ
إن فيه
شائبة ،وترسل النّزاع إلى من يفصل فيه .بهذا تختلف عن محكمة الدّرجة الثّانية التي ،وفي نفس الوضعيّة،
تحكم في القضيّة.
ي ،فال يخلو األمر من حالتين:تفصيل ذلك :إذا وقع طعن بالتّعقيب في حكم نهائ ّ
تتكون من ثالثة قضاة) ّ
الطعن مرفوضا. إ ّما أن ترى محكمة التّعقيب (يتعلّق األمر بدائرة من دوائرها .والدّائرة ّ
لكن محكمة ّ
(الطعن بالتّعقيب مقبول شكال ّ الرفض قد يكون شكليّا (عدم احترام اآلجال مثال) أو أصليّا وسبب ّ
بالرفض (.)arrêt de rejetالتّعقيب لم تجد شائبة في الحكم المطعون فيه) .عندها تصدر قرارا ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 374
―.189بنية القرار.
نص القرار .ولهذا
ّ هذه المعطيات تسهم ،وغيرها م ّما سنراه الحقاً ،في فهم
ص بنية نحويّة ،665وبنية منطقيّة .فإذا اهتممنا بالبنية الثّانية ،وجب االنطالق
النّ ّ
من وظيفة الفقه ،ومن وظيفة القضاء ،ومن التّمييز بينهما.
666
ي ،في استخراج معنى القانون (من فأ ّما وظيفة الفقه فتتمثل ،في جانبها األساس ّ
سلوك بصفة جهة الفرض أو الموضوع؛ ومن جهة أخرى الحكم الذي ّ
ينظم ال ّ
الطعن مقبوال ،حينئذ تصدر قرارا بال ّنقض (،)arrêt de censure ou arrêt de cassation وإ ّما أن ترى ّ
أي قرارا بإلغاء الحكم أو القرار المطعون فيه .لكن اإللغاء ليس قضا ًء في النّزاع.
مجرد حذف الجزء المنقوض يغني ّ مع ذلك قد تكتفي به محكمة التّعقيب إذا لم يعد ث ّم ما يقضى فيه أو إذا كان
عن إعادة النّظر.
صور ،وبعد إلغاء الحكم أو القرار المطعون فيه ،ينبغي أن يقضى في النّزاع .هنا تعمد محكمة في غير هذه ال ّ
التّعقيب إلى آليّة اإلحالة ( ،)mécanisme du renvoiأي ترسل القضيّة إلى نفس المحكمة التي ألغت قضاءها
على أن تتر ّكب من قضاة غير القضاة الذين سبق لهم الحكم في القضيّة .وأحيانا ال تفعل محكمة التّعقيب ما
سبق ،بل ترسل القضيّة إلى محكمة من نفس طبيعة ومن نفس درجة المحكمة التي ألغت قضاءها .وسواء
فإن القضاء في النّزاع سيت ّم من المحكمة المحال ألول أو إلى الح ّل الثّانيّ ، عمدت محكمة التّعقيب إلى الح ّل ا ّ
عليها (.)juridiction de renvoi
فإذا قضت هذه المحكمة ،فقد يعقّب حكمها أو قرارها.
األول ،نظرت فيه إحدى دوائر محكمة التّعقيب .ونظرها فإذا كان هذا التّعقيب لسبب مختلف عن سبب التّعقيب ّ
الطعن ألسباب شكليّة أو أصليّة وإ ّما لقبوله .وإذا قبلته ونقضت الحكم أو القرار ،فهي ينتهي بها إ ّما إلى رفض ّ
تحيله .لكن إذا كانت القضيّة مهيّأة للفصل ،قضت محكمة التّعقيب في النّزاع .هنا نحن أمام صورة أخرج فيها
ي ،دور محكمة القانون ،ليجعلها تؤدّي مع هذا الدّور وظيفة القانون الجديد محكمة التّعقيب عن دورها التّقليد ّ
الفصل في النّزاعات ،أي وظيفة محكمة أصل.
األول ،لكن قد يحدث أن يحصل التّعقيب الثّاني لنفس هذا عن صورة تعقيب ثان لسبب يختلف عن سبب التّعقيب ّ
األول
الرئيس ّالطعن على الدّوائر المجتمعة (تتر ّكب الدّوائر المجتمعة من ّ األول .هنا يحال ّ سبب التّعقيب ّ
لمحكمة التّعقيب ورؤساء الدّوائر وأقدم مستشار في ك ّل دائرة) ،وهنا نكون أمام واحد من مصيرين :إ ّما أن
تقضي الدّوائر المجتمعة برفض مطلب التّعقيب شكال أو أصال (إذا رفضت أصال ،فهذا يعني أنّها تب ّنت رأي
أن الدّوائر المجتمعة تتبنّى
محكمة األصل ورفضت رأي إحدى دوائرها) وإ ّما أن تقبله وتنقض (هذا يعني ّ
الرأي الذي سبق إلحدى دوائرها أن تبنّته) .وإذا نقضت ،فهي تحيل .لكن هنا لن يكون ث ّم مجال لتعقيب ثالث ّ
ألن القانون يوجب على المحكمة المحال عليها اتّباع رأي الدّوائر المجتمعة .وسبب إيجاب االتّباع إرادة وضع ّ
تستمر إلى وقت غير معلوم يتّفق فيه أن توجد محكمة محال عليها تقبل برأي محكمة ّ نهاية للقضيّة حتّى ال
التّعقيب ،أو يتّفق فيه أن تغيّر محكمة التّعقيب رأيها ليصبح مثل رأي محاكم اإلحالة.
إضافة إلى اإلحالة ،يمكن للدّوائر المجتمعة أن تذهب في اتّجاه آخر وتفصل في النّزاع إذا كان موضوعه مهيّأ
ولمرة أخرى ،تخرج ال ّنصوص الجديدة محكمة التّعقيب ،بل الدّوائر المجتمعة ،عن دور محكمة القانون ّ لذلك.
لتجعل منها – ألسباب عمليّة تتعلّق بسرعة الفصل في النّزاعات – محكمة أصل( .انتهى المقتطف من درس
مقدّمة القانون).
لكن بعض كالمه يخص القرارات الفرنسيّة المصاغة باللغة الفرنسيّةّ ، ّ 665انظر من كتب حول هذه البنية فيما
حق القرارات التّونسيّة المصاغة بلغة أخرى هي العربيّةRoger Mendegris et Georges : يص ّح في ّ
Vermelle, préc., p. 17 et s.
666حول الفقه انظرPhilippe Jestaz et Christophe Jamin, La doctrine, Dalloz, Paris, :
2004.
375 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
مباشرة وبصفة غير مباشرة ،أي المحمول) وتقديم األدلّة (الدّليل المستنبط منه،
صة الدّليل المستنبط به) على ذلك.667
وخا ّ
لكن الفرق بين الفقه والقضاء وهي نفس الوظيفة التي يضطلع بها القضاءّ .668
أن القضاء يفعل ما يفعل على وجه يلزم األشخاص.669 ّ
―.190القياس احلمليّ.
ث ّم هنالك أمر آخر يبرز أكثر إذا تعلّق األمر بالقضاء .وحاصل هذا األمر ّ
أن ك ّل
ي.
قرار يمكن اختزال مضمونه في قياس حمل ّ
يقول «روجيه ماندغريز» ( )Roger Mendegrisو«جورج فارمال»
(:)Georges Vermelle
بل بالتّدقيق :ك ّل قرار يمكن إرجاع محتواه إلى مجموعة من األقيسة الحمليّة.
جاء عند «پيار پيسكاتور» (:)Pierre Pescatore
ي:
مثال لقياس حمل ّ
صغرى :المنهجيّة مفيدة. – المقدّمة ال ّ
– المقدّمة الكبرى :ك ّل ما هو مفيد يسهم في النّجاح.
– النّتيجة :المنهجيّة تسهم في النّجاح.
وتتكون ك ّل مقدّمة على حدة من شيئين :موضوع ( sujetأو مخبر عنه .في
ّ
صغرى" :المنهجيّة") ومحمول ( prédicatأو ً
المثال ،وتحديدا في المقدّمة ال ّ
"Dans la réalité des choses, toute décision se fonde […] sur un ensemble plus ou 671
moins complexe de syllogisms". Pierre Pescatore, Introduction à la science du droit,
Office des imprimés de l’État, Luxembourg, 1960, p. 356.
انظر في نفس االتّجاهJean Carbonnier, Droit civil. Introduction, P.U.F., Paris, 26 e éd., :
1999, p. 29 et 30.
377 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
صغرى" :مفيدة") .ويس ّمى الموضوع أو خبر .في المثال ،وتحديدا ً في المقدّمة ال ّ
المحمول حدّا ً (.)terme
تتكونان من أربعة حدود .لكن إذا تمعّنّا ،وجدنا
فإذا جمعنا المقدّمتين ،وجدناهما ّ
يتكرر ذكره في المقدّمتين (في مثالنا :المفيد) .هذا يعني ّ
أن ّ أن هنالك حدّا ً
ّ
تتكونان في الحقيقة من ثالثة ال من أربعة حدود .ويس ّمى الحدّ الذي المقدّمتين ّ
يتكرر :الحدّ األوسط (.)Le moyen terme ّ
فإذا نظرنا اآلن إلى النّتيجة ،وجدناها أيضا ً مر ّكبة من موضوع ومن محمول.
ويس ّمى الموضوع في النّتيجة الحدّ األصغر( Le terme mineurفي مثالنا:
المنهجيّة)؛ أ ّما المحمول ،فيس ّمى الحدّ األكبر( Le terme majeurفي مثالنا:
اإلسهام في النّجاح).
صغرى والمقدّمة التي يوجد فيها الحدّ األصغر ،تس ّمى بسبب ذلك المقدّمة ال ّ
( .)La mineureأ ّما المقدّمة التي يوجد فيها الحدّ األكبر ،فتس ّمى ألجل ذلك
مقدّمة كبرى (.672)La majeure
672حول العبارات الواردة في المتن باللّغة الفرنسيّة ،انظر مثالMélika Ouelbani, Intoduction à la :
logique, Collection M/ Sciences humaines, Centre de Publication Universitaire,
Tunis, 2000, p. 71.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 378
النّتيجة
محمول هو الح ّد
األكبر:
"اإلسهام في النّجاح"
سؤال اآلن :لماذا تلزم عن المقدّمتين النّتيجة؟ لماذا تعدّ النّتيجة ضروريّة إن وال ّ
توفّرت المقدّمتان؟
الجواب نجده في طبيعة الجملة الخبريّة .فالخبر يكون أع ّم من المخبر عنه وال
أخص منه (نقول :اإلنسان حيوان673؛ وال نقول :الحيوان إنسان). ّ يكون أبدا ً
صغرى ّ
إن الحدّ األصغر يخص المقدّمة ال ّ
ّ انطالقا من هذا ،ينبغي القول فيما
إن الحدّ األوسط جزء من جزء من الحدّ األوسط؛ وفيما يتعلّق بالمقدّمة الكبرى ّ
أن الحدّ األصغر هو بالضّرورة جزء من الحدّ ينجر عن هذا ّّ الحدّ األكبر.
جزء جزء) .هذه "الجزئيّة" هي ما تحمله وتعنيه الجملة التي األكبر (جزء ال ِّ
ي.
إن انجرارها عن المقدّمتين ضرور ّ تس ّمى النّتيجة ،لذلك قيل ّ
ي.
بمعنى :كائن ح ٌّ
673
379 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
المحمول في الكبرى
زيادة على ما سبق ،تنبغي إضافة كون الخبر قد يكون مساويا ً للمخبر عنه .في
إن الحدّ األصغر مساو صغرى ّ يخص المقدّمة ال ّ
ّ صورة ،ينبغي القول فيما
هذه ال ّ
إن الحدّ األوسط مساو للحدّ األكبر. ّ
للحدّ األوسط؛ وفيما يتعلق بالمقدّمة الكبرى ّ
ألن مساوي المساوي ّ لذا فمساواة الحدّ األصغر للحدّ األكبر ضروريّة
مساوي .674هذه المساواة هي ما تحمله وتعنيه الجملة التي تس ّمى النّتيجة ،لذلك
ي.675
إن انجرارها عن المقدّمتين ضرور ّقيل ّ
عرف القياس بكونه قوال مؤلّفا من قضايا متى سلمت لزم عنه لذاته قول آخر .هذا التّعريف – لو قارنّاه 674ي ّ
بالذي أتينا به – لوجدنا فيه إضافة لعبارة "لذاته" .هذه اإلضافة يخرج بها قياس المساواة الذي أوردناه في
"فإن قياس المساواة إنّما يلزم منه القول اآلخر لمقدّمة خارجة عنه ،ال لذاته .مثل :ب يساوي ح .وح ّ المتن:
يساوي د /ب يساوي د ،ولكن ال لذاته ،بل لصدق المقدّمة الخارجيّة ،وهي «مساوي المساوي مساو» .ولذا ال
ألن نصف ال ّنصف ليس نصفا ،بل ربعا. ينتج مثل قولنا « :ب نصف ج .وج نصف د»ّ ،
(و) ال يخفى عليك :أن هذا الذي ذكروه تعريف للقياس الكامل ،وإالّ فالقياس له معنى أع ّم هو مطلق القول
المؤلّف الذي متى سلم لزمه قول آخر ،سواء كان هذا اللزوم لذات ذلك القول أو بضميمة مقد ّمة خارجية كقياس
شيخ مح ّمد رضا المظفّر ،المنطق (م س)،ص 203وما بعدها. المساواة " .ال ّ
675لتفصيل أكبر لما جاء أعاله سنأخذ مقتطفا من الغزالي (معيار العلم في المنطق .شرحه أحمد شمس الدّين،
دار الكتب العلميّة ،بيروت ،ط 1410 ،1هـ – 1990م ،ص 111وما بعدها) يع ّرف القياس ويتناول فيه بعد
ي:
ذلك القياس الحمل ّ
"وحدُّ القياس :أنّه قول مؤلف إذا سلم ما أورد فيه من القضايا لزم عنه لذاته قول آخر اضطرارا .وإذا أوردت
القضايا في الحجّة ،س ّميت عند ذلك (مقدّمات).
وتس ّمى (قضايا) قبل الوضع.
أن القول الالزم عنه يس ّمى قبل اللزوم (مطلوبا) وبعد اللزوم (نتيجة). كما ّ
وليس من شرط في أن يس ّمى (قياسا) أن يكون مسلّم القضايا ،بل من شرطه أن يكون بحيث إذا سلِّّمت قضاياه
لزم منها النّتيجة.
ّ ّ
وربّما تكون القضايا غير واجبة التسليم ونحن نس ّميه (قياسا) لكونه بحيث لو سلم للزمت النتيجة ...
ّ
ي ،الذي قد يس ّمى (قياسا اقترانيّا) وقد يس ّمى (جزميّا) .وهو مر ّكب من مقدّمتين األول :القياس الحمل ّ
صنف ّ ال ّ
مثل قولنا:
أن ك ّل جسم محدث. ك ّل جسم مؤلّف ،وك ّل مؤلّف محدث ،فيلزم منه ّ
فهذا القياس مر ّكب من مقدّمتين ،وك ّل مقدّمة تشتمل على (موضوع) و(محمول) ،فيكون مجموع اآلحاد التي
يتكرر ،فيكون المجموع إذن ثالثة ،وهو أق ّل ما ينح ّل إليه ّ تنح ّل إليه هذه المقدّمات أربعة ،إالّ ّ
أن واحدا منها
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 380
قياس ،إذ أق ّل ما يلتئم منه القياس مقدّمتان .وأق ّل ما ينتظم منه المقدّمة معنيان :أحدهما موضوع .واآلخر
محمول.
مكررا مشتركا بين المقدّمتين ،فإ ّنه إن لم يكن كذلك تباينت المقدّمتان ،ولم يتداخال ،ولم وال بدّ أن يكون واحد ّ
تلزم من ازدواجهما النّتيجة.
فإذا قلت :ك ّل جسم ّ
مؤلف.
ولم تتكلم في المقدّمة الثّانية عن (الجسم) وال عن (المؤلّف) ،بل قلت مثال ك ّل إنسان حيوان...
لم تلزم نتيجة من المقدّمتين.
أن هذه المفردات تس ّمى حدودا ،ولك ّل واحد من الحدودفإذا عرفت انقسام ك ّل قياس إلى ثالثة أمور مفردة ،فاعلم ّ
الثالثة اسم مفرد ،ليتميّز عن غيره.
أ ّما الحدّ المشترك فيس ّمى (الحدّ األوسط).
وأ ّما اآلخران فيس ّمى أحدهما (الحدّ األكبر) واآلخر (األصغر).
واألصغر هو الذي يكون موضوعا في النّتيجة.
واألكبر هو الذي يكون محموال فيها.
وإنّما س ّمي أكبر؛ ألنه يمكن أن يكون أع ّم من الموضوع وإن أمكن أن يكون مساويا.
يتصور أن يكون أع ّم من المحمول ،وإذا وضع كذلك كان الحكم كاذبا ،كقولك ك ّل حيوان ّ وأ ّما الموضوع فال
إنسان ،فإنّه كاذب وعكسه صادق ....
(وتس ّمى المقدّمة التي يوجد فيها الحدّ األصغر مقدّمة صغرى ،والمقدّمة التي يوجد فيها الحدّ األكبر مقدّمة
كبرى)
موضوع (ح ّد أصغر)
مقدّمة صغرى
محمول (ح ّد أوسط)
موضوع (ح ّد أوسط)
حملي
ّ
مقدّمة كبرى
قياس
محمول (ح ّد أكبر)
موضوع (ح ّد أصغر)
نتيجة
محمول (ح ّد أكبر)
الرسم ليس موجودا في المقتطف الذي نحن بصدد نقله). (مالحظةّ :
القسمة الثّانية لهذا القياس باعتبار كيفيّة وضع الحدّ األوسط عند ّ
الطرفين اآلخرين:
وهذه الكيفيّة تس ّمى شكال.
والحدّ األوسط:
إ ّما أن يكون محموال في إحدى المقدّمتين موضوعا في األخرى كما أوردناه من المثال ،فيس ّمى (شكال ّأوال).
شكل الثّاني).
وإ ّما أن يكون محموال في المقدّمتين جميعا ويس ّمى (ال ّ
شكل الثّالث).
وإ ّما أن يكون موضوعا فيهما ويس ّمى (ال ّ
األول
شكل ّ ال ّ
أن الحكم على المحمول حكم على الموضوع مثاله ما أوردناه ،وحصول النّتيجة منه ب ِّيّن ،وحاصله يرجع إلى ّ
فإن ّ
لـ(المؤلف) فقد ثبت ال محالة لـ(الجسم)ّ ، بالضّرورة ،فمهما حكم على (الجسم) بـ(المؤلف) فك ّل حكم يثبت
(الجسم) داخل في المؤلّف.
المؤلف ،فقد ثبت بالضّرورة على الجسم. ّ وإذا ثبت الحكم بالحدوث على
381 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن الحكم بالحدوث على الجسم ،قد ال يكون بيِّّنا بنفسه ،ولكن يكون الحكم به على وإنّما احتيج إلى هذا ،من حيث ّ
بالمؤلف على الجسم أيضا ب ِّّينا ،فيتعدّى الحكم الذي ليس بيّنا للجسم إليه بواسطة ّ المؤلّف بيِّّنا بنفسه والحكم
المؤلّف الذي هو بيِّّن له ،فيكون الوسط سبب التقاء الطرفين وهو تعدّي الحكم إلى المحكوم عليه.
ّ
ّ
أن الحكم على المحمول حكم على الموضوع ،فال فرق بين أن يكون الموضوع جزئيّا أو كليّا، ومهما عرفت ّ
وال أن يكون المحمول سالبا أو موجبا.
فإنّك لو أبدلت قولك :ك ّل جسم مؤلف.
بقولك :بعض الموجود مؤلّف.
لزم من قياسك أن بعض الموجود محدث.
مؤلف محدث. ولو أبدلت قولك :ك ّل ّ
بقولك :ك ّل مؤلّف محدث ليس بأزل ّ
ي.
ّ
تعدّى نفي األزليّة أيضا إلى موضوع المؤلف ،كما تعدّى إثبات الحدوث ،من غير فرق؛
شكل بحسب هذا االعتبار أربع تركيبات: فيكون المنتج من هذا ال ّ
األول :موجبتان كلّيّتان ،كما سبق. ّ
صغرى جزئيّة ،كما إذا أبدلت قولك :ك ّل جسم مؤلّف ،بقولك :بعض الموجودات ّ
مؤلف. الثّاني :موجبتان ،وال ّ
كليّة صغرى وسالبة كلّيّة كبرى ،وهو أن تبدّل قولك :محدث ،بقولك :ليس بأزل ّ
ي. الثّالث :موجبة ّ
صغرى بالجزئيّة والكبرى بالسّالبة ،فتقول الرابع :موجبة جزئيّة صغرى ،وسالبة كلّيّة كبرى ،وهو أن تبدّل ال ّ ّ
ي.مثال :موجود ما مؤلّف ،وال مؤلّف واحد أزل ّ
فأ ّما ما عدا هذه التّركيبات ،فال تنتج أصال؛ ألنّك إن فرضت:
ّ
ألن الحدّ األوسط إذا سلبته عن شيء فالحكم عليه بالنفي أو باإلثبات ال يتعدّى سالبتين فقط ال ينتظم منهما قياسّ ،
إلى المسلوب عنه،
ألن السّلب أوجب المباينة، ّ
والثّابت على المسلوب ال يتعدّى إلى المسلوب عنه،
فإنّك إن قلت :ال إنسان واحد حجر ،وال حجر واحد طائر ،فال إنسان واحد طائر .فيرى هذه النّتيجة صادقة،
وليس صدقها الزما عن هذا القياس.
فإنّك لو قلت :ال إنسان واحد بياض ،وال بياض واحد حيوان ،فال إنسان واحد حيوان ،لم تكن النّتيجة صادقة.
شكل بعينه. شكل هو ذلك ال ّ وال ّ
أن بين األبيض واإلنسان مباينة – فالحكم على البياض ال ولكن إذا سلبت االتّصال بين البياض واإلنسان – ال ّ
يتعدّى إلى اإلنسان بحال،
صيغة صيغة السّلب مثال.ّ ال كانت وإن حكمها، في ما أو موجبة، قياس ّ
ل فإذن ال بدّ أن يكون في ك
شكل على الخصوص: ولكن في هذا ال ّ
صغرى موجبة ليثبت الحدّ األوسط لألصغر ،فيكون الحكم على األوسط حكما على األصغر، يشترط أن تكون ال ّ
ويجب أن تكون الكبرى كلّيّة حتّى ينطوي تحت األكبر الحدّ األصغر ،لعمومه جميع ما يدخل في األوسط؛ فإنّك
إذا قلت:
ك ّل إنسان حيوان،
وبعض الحيوان فرس،
فال يلزم أن يكون ك ّل إنسان فرس،
ي ،ككونه جسما ،فقلت: بل إن حكمت على الحيوان بحكم كلّ ّ
وك ّل حيوان جسم،
تعدّى ذلك إلى األصغر وهو اإلنسان.
صلة ربّما غلّطت النّاظر ،عدل المنطقيّون إلى وضع المعاني المختلفة المبهمة ،وعبّروا ول ّما كانت األمثلة المف ّ
عنها بالحروف المعجمة ووضعوا بدل (الجسم) و(المؤلّف) و(المحدث) في المثال الذي أوردناه (األلف)
و(الباء) و(الجيم) ،وهي أوائل حروف (أبجد).
ووضعوا (الجيم) الذي هو الثّالث ،حدّا أصغر محكوما عليه،
و(الباء) حدّا أوسطا ،يحكم به على (الجيم)،
و(األلف) حدّا أكبرا ،يحكم به على (الباء) ليتعدّى إلى (الجيم) فقالوا:
ك ّل (ج) (ب)
وكل (ب) (أ)
فك ّل (ج) (أ)
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 382
الحملي
ّ
المنتّج منه 4 :تركيبات
الشّكل الثّاني: أشكال القياس
شرطاه :أن تختلف األوسط محمول في
المقدّمتان في الكيفيّة ،وأن المقدّمتين
تكون الكبرى كلّ ّية
الرسم ليس موجودا في المقتطف الذي نحن بصدد نقله) (مالحظةّ :
فإن قيل :فكم عدد االفتراضات الممكنة في هذه األشكال؟
قلنا :ثمانية وأربعون اقترانا في ك ّل شكل ستّة عشر،
ألن المقدّمتين المقترنتين:وذلك ّ
إ ّما كلّيتان،
أو جزئيّتان،
أو إحدهما كلّيّة واألخرى جزئيّة،
وعلى ك ّل حال فهما:
إ ّما موجبتان،
أو سالبتان،
أو واحدة موجبة واألخرى سالبة،
فهذه ستّة عشر اقترانا ناتجة من ضرب أربع في أربع،
وهي جارية في األشكال الثّالثة،
فتكون الجملة أخيرا ثمانية وأربعين،
والمنتج أربعة عشر اقترانا،
فيبقى أربعة وثالثين.
خواص األشكال؟ّ فإن قيل :فما
قلنا:
أ ّما الذي يع ّم ك ّل شكل فهو أ ّنه :ال بدّ في اقترانها من موجبة وكلّيّة ،فال قياس عن سالبتين وال عن جزئيّتين.
األول :فإ ّما في وسطه وهو أن يكون محموال في المقدّمة األولى موضوعا في الثّانية ،وإ ّما شكل ّ صيّة ال ّ
وأ ّما خا ّ
ي ،والسّلب ي ،واإليجاب الجزئ ّ ي ،والسّلب ّ
الكل ّ في نتائجه وهو أن ينتج المطالب األربعة وهي :اإليجاب الكلّ ّ
صيّة الحقيقيّة التي ال يشاركه فيها شكل من األشكال أنّه ال يكون فيها (أي مقدّماته) سالبة جزئيّة. ي .والخا ّ الجزئ ّ
الطرفين ،وفي مقدّماته أالّ يتشابها في الكيفيّة بلصيته في وسطه أن يكون محموال على ّ شكل الثّاني :فخا ّ وأ ّما ال ّ
تكون أبدا ً إحداهما سالبة واألخرى موجبة ،وأ ّما في اإلنتاج فهو أنّه ال ينتج موجبة أصال بل ال ينتج إالّ السّالب.
صغرى موجبة للطرفين ،وفي المقدّمات أن تكون ال ّ صيته في الوسط أن يكون موضوعا ّ شكل الثّالث :فخا ّ وأ ّما ال ّ
أن الجزئيّة هي الالزمة منه دون صه أنّه يجوز أن تكون الكبرى منه جزئيّة .وأ ّما في اإلنتاج فهي ّ ّ خوا خصوأ ّ
الكلّيّة.
فإن قيل :فلم س ّمي ذلك ّأوالً ،وذاك ثانياً ،وهذا ثالثاً؟
قلنا :س ّمي ذلك ّأوال أل ّنه بيّن اإلنتاج ،وإ ّنما يظهر اإلنتاج فيما عداه ّ
بالردّ إليه إ ّما بالعكس أو باالفتراض؛
387 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ي، ي ،والكلّي أشرف من الجزئ ّ ي ،والثّالث إنّما ينتج الجزئ ّ ألن الثّاني ينتج الكلّ ّ وإنّما كان ذاك ثانيا ً وهذا ثالثاًّ ،
صلة للنّفس كماال إنسانيّا ّ المح ّةي العلم ب المطال ّ
ألن أشرف يّ ّ الكل كان ما ّ نوإ فكان واليا لما هو أشرف بإطالق،
مورثا للنّجاة والسّعادة إنّما هي الكلّيّات؛ والجزئيّات ،إن أفادت علما ،فبالعرض.
فإن قيل :فهل لكم في تمثيل المقاييس األربعة عشر أمثلة فقهيّة لتكون أقرب إلى فهم الفقهاء؟
ألول بعكس أو افتراض أ ّنه بعكس أو بفرض، قلنا :نعم نفعل ذلك ونكتب فوق ك ّل مقدمة يحتاج لردّها إلى ا ّ
ي قياس يرجع إن شاء هللا تعالى ،وهذه هي األمثلة: الطرف أنّه إلى أ ّ ونكتب على ّ
األول.
شكل ّ أمثلة ال ّ
– 1ك ّل مسكر خمر مقدّمة صغرى – كلّيّة موجبة – وك ّل خمر حراممقدّمة كبرى – كلّيّة موجبة – فك ّل
مسكر حرام نتيجة – كلّيّة موجبة.
– 2ك ّل مسكر خمر مقدّمة صغرى – كلّيّة موجبة – وال خمر واحد حالل مقدّمة كبرى – كلّيّة سالبة–
فال مسكر واحد حالل نتيجة – كلّيّة سالبة.
– 3بعض األشربة خمر مقدّمة صغرى – جزئيّة موجبة – وك ّل خمر حرام مقدّمة كبرى – كلّيّة موجبة–
فبعض األشربة حرام نتيجة – جزئيّة موجبة.
– 4بعض األشربة خمر مقدّمة صغرى – جزئيّة موجبة – وال خمر واحد حالل مقدّمة كبرى – كلّيّة سالبة
– فليس ك ّل شراب حالال نتيجة – جزئيّة سالبة.
شكل الثّاني. أمثلة ال ّ
األول): ( – 1يرجع إلى الضّرب الثّاني من ّ
ي واحد مذروع (بعكس هذه) مقدّمة كبرى – ك ّل ثوب فهو مذروع مقدّمة صغرى – كلّيّة موجبة – وال ربو ّ
ينتيجة – كلّيّة سالبة. كلّيّة سالبة – فال ثوب واحد ربو ّ
األول أيضا): ( – 2يرجع إلى الضّرب الثّاني من ّ
ي واحد مذروع (بعكس هذه ،وجعلها صغرى ،ث ّم عكس النّتيجة) مقدّمة صغرى – كلّيّة سالبة – وك ّل ال ربو ّ
ي واحد ثوب نتيجة – كلّيّة سالبة. ّ ربو فال – موجبة ّة يّ كل – كبرى ّمة د مق مذروع فهو ثوب
األول): الرابع من ّ ( –3يرجع إلى الضّرب ّ
ي واحد مذروع (بعكس هذه) مقدّمة كبرى – متمول َما مذروع مقدّمة صغرى – جزئيّة موجبة – وال ربو ّ ّ
ي نتيجة – جزئيّة سالبة. ّ بربو ليس ما، ل فمتمو
ّ – سالبة كلّيّة
األول أيضا): ( – 4يرجع إلى الضّرب ال ّرابع من ّ
يمقدّمة كبرى – ي "باالفتراض"مقدّمة صغرى – جزئيّة سالبة – وك ّل مطعوم ربو ّ متمول َما ليس بربو ّ ّ
فمتمول ما ليس بمطعوم نتيجة – جزئيّة سالبة. ّ – موجبة كلّيّة
شكل الثّالث. أمثلة ال ّ
األول):ضرب الثّالث من ّ ( – 1يرجع إلى ال ّ
ي (بعكس هذه) مقدّمة صغرى – كلّيّة موجبة – وك ّل مطعوم مكيل مقدّمة كبرى – كلّيّة ك ّل مطعوم ربو ّ
ي مكيل نتيجة – جزئيّة موجبة. ّ بو الر
ّ فبعض موجبة–
األول): ( – 2يرجع إلى رابع ّ
يمقدّمة كبرى – كلّيّة متمول (بعكس هذه)مقدّمة صغرى – كلّيّة موجبة – وال ثوب واحد ربو ّ ّ ك ّل ثوب
متمول ربويّا نتيجة – جزئيّة سالبة. ّ سالبة – فليس ك ّل
األول): ( – 3يرجع إلى ثالث ّ
يمقدّمة كبرى – كلّيّة مطعوم ما مكيل (بعكس هذه) مقدّمة صغرى – جزئيّة موجبة – وك ّل مطعوم ربو ّ
ينتيجة – جزئيّة موجبة. موجبة – فمكيل ما ربو ّ
األول): ( – 4يرجع إلى ثالث ّ
يمقدّمة صغرى – كلّيّة موجبة – ومطعوم ما مكيل (بعكس هذه وجعلها صغرى ،ث ّم عكس ك ّل مطعوم ربو ّ
ي ما مكيل نتيجة – جزئيّة موجبة. ّ فربو – ة موجب ّة ي جزئ – كبرى النّتيجة)مقدّمة
األول): ( – 5يرجع إلى رابع ّ
يمقدّمة كبرى – متمول (بعكس هذه) مقدّمة صغرى – جزئيّة موجبة – وال مذروع واحد ربو ّ ّ مذروع ما
متمول ربويّا نتيجة – جزئيّة سالبة. ّ كلّيّة سالبة – فليس ك ّل
األول): ( – 6يرجع إلى رابع ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 388
ي "باالفتراض" مقدّمة كبرى – كليّة موجبة ومنقول ما ليس بربو ّ متمول مقدّمة صغرى – ّ ّ ك ّل منقول
متمول ربويّانتيجة – جزئيّة سالبة. ّ ّ
ل ك فليس – سالبة جزئيّة
هذا ما أردنا شرحه من أمثلة القياسات الحمليّة وأقسامها".
ي وغيره(" :القياس) « قول مؤلّف من قضايا متى سلّمت لزم عنه لذاته قول انظر كذلك حول القياس الحمل ّ
عرفنا الفكر سابقا ً بأنّه أن القياس هو نوع من الفكر حيث ّ آخر» .وال يخفى ما يستفاد من هذا التّعريف وهو ّ
مالحظة المعلوم لتحصيل المجهول.
ي .فقيمة القياس إن القياس يستعمل في أكثر العلوم حتّى التّجريبيّة .بل ال تخلو تجربة من قياس خف ّ أه ّميتهّ :
تهتز قواعد كافّة العلوم البشريّة ،خصوصا ً الفلسفة حيث اعتمادها ّ تساوي قيمة جميع العلوم ،ومع إنكاره سوف
على القياس أكثر من سائر العلوم ،وأ ّما المنطق فال يكون له حينئذ قيمة أصالً وذلك :ألنَّه يعتمد على القياس في
إثبات مفرداته.
إن أكثر قواعد المنطق ترتبط بالقياس فمع عدم اعتبار القياس تفقد تلك القواعد موضوعيتها. َّ
حقيقة القياس :القياس هو نوع من األعمال الذّهنيّة وأسلوب من أساليب الفكر الذي من خالله يمكننا تبديل
مجهول إلى معلوم ،وهو الحجّة التي هي أحد محاور ومواضيع علم المنطق.
الفكر:قد شرحنا سابقا ً حقيقة الفكر وبيَّنا مراحله الخمس ،ولكن نرى من الالزم في هذا الدّرس أن نكمل البحث
السّابق بذكر الفعاليّات والعمليّات الذّهنيّة ،فنقول إنّ ذهن اإلنسان يمارس العمل ّيات المتسلسلة الت ّالية –1 :تقبُّل
الحواس الخمس شأن آلة التّصوير ،وهي حالة (انفعال ّية) فقط. ّ صور المختلفة من الخارج :وذلك من خالل ال ّ
–2الت ّذكار :ال يكتفي الذّهن بالمرحلة األولى التي هي تخزين المعلومات فقط بل يستمر في عمليّاته وذلك
صور الذّهنيّة المخزونة وإظهارها وهذا ما يس ّمى (الت ّذكار) أو (الذكر) ،فالخاطرات الذّهنية ترتبط بإبراز ال ّ
فبمجرد سحب حلقة واحدة منها سوف تتبعها سائر ّ بعضها ببعض وكأنّها حلقات سلسلة متّصلة بعضها ببعض.
يجر الكالم) وهذه المرحلة إن (الكالم ّ الحلقات ،وهذا ما َيطلق عليه علماء النفس (تداعي المعاني) ولهذا قيل َّ
صور المجتمعة في الذّهن أن هذا الفعل يكون على ال ّ ليست كاألولى بل هي نوع (فعل) و (سعي) غاية ما هناك ّ
ويحللها إلىّ صور الكاملة ،أي يقسّمها يجزئ الذّهن ال ّ
مسبقا ً – 3.الت ّجزئة والت ّركيب :ففي هذه المرحلة سوف ّ
جزء الذّهن جسم أجزاء مختلفة.الت ّجزئة الذّهنيّة على أقسام:أ – تجزئة صورة واحدة إلى صور مختلفة كما لو ّ
ّ
الخط بأ ّنه( :ك ّميّة عرفنا
اإلنسان إلى أجزائه المختلفة.ب – تجزئة صورة واحدة إلى معاني مختلفة كما لو َّ
الخط إلى أجزاء ثالثة وهي (ك ّميَّة ،متّصلة ،ذات بعد واحد) علما ً بأنهّ ّ حللنا ماهية متّصلة ذات بعد واحد) فقد ّ
ليس في الخارج إالّ شيء واحد ال أشياء متعدّدة.الت ّركيب وله أقسام :منها تركيب صور مختلفة بعضها مع
شاعر يجزئ ويحلّل وير ّكب المعاني المختلفة ،وال ّ بعض كتركيب جسم فرس مع رأس إنسان.تنبيه :الفيلسوف ّ
صور المختلفة – 4.الت ّجريد والت ّعميم :فالت ّجريد هو تفكيك أمور ذهنيّة مختلفة بعضها يجزئ وير ّكِّب ال ّ
لرسّام ِّ ّ وا ّ
صور الذّهنيّة الجزئيّة وجعلها عن بعض كتفكيك العدد عن المعدود المالزم له ،والت ّعميم هو رفع مستوى ال ّ
ي – 5.الفكر واالستدالل :وهو أه ّم عمليّات الذّهن ،ويعني ربط ي والجزئ ّ كلّيةً ،وقد شرحنا ذلك في مبحث الكلّ ّ
سؤال هو :إنّه هل يمكننا أمور معلومة لتحصيل أمر مجهول ،فهو نوع من التّزاوج والتّناسل في عالم األفكار.فال ّ
بالفعل أن نكتسب معلومات جديدة من خالل ربط المعلومات المسبقة المخزونة في الذّهن؟ الجواب :نعم
أن لدينا خمس قبّعات ،ثالث منها بيضاء واثنتان حمراء ،وضعنا ولتوضيح المقصود نذكر مثاالً فنقول:نفرض ّ
الرجال جالسون على ثالثا من الخمس على رأس ثالثة رجال بعد أن شددنا أعينهم ،وأخفينا اثنتين منها ،هؤالء ّ
لألول والثّاني أن ينظرا من سلَّم ترتيبا ً من األسفل إلى األعلى وهم ال يرون ما على رؤوسهم كما أنَّه ال يسمح ّ
فوقهما على الدّرج األعلى ،ث ّم نفتح أعينهم ونسأل عن لون القبّعة التي على رؤوسهم ونبدأ من:الثالث ...ونسأله
واألول الجالسين تحته يف ّكر قليالً ويقول :ال أدري.وأ ّما الثّاني ّ ما هو لون قبّعتك؟ فبعد ال ّنظر إلى صديقيه الثّاني
األول فيقول هي حمراء.فالسّؤال األول الذي هو تحته ويف ّكِّر قليالً يقول َّ
إن قبَّعتي بيضاء.وأ ّما ّ بعد أن ينظر إلى ّ
واألول ما على رأسهما كيف استطاعا معرفة لون قبّعتهما دون الثّالث ،وما هو َّ هو أنَّه رغم عدم رؤية الثّاني
االستدالل الذي تو َّسال به للوصول إلى هذا العلم؟ أقول :أ ّما الثّالث فقال ال أدري ألنَّه عندما نظر إلى صاحبيه لم
ألن إحداهما كانت بيضاء واألخرى حمراء فواحدة من الثّالث الباقية تكن قبّعتهما دليالً على شيء أصالً َّ
َ
حمراء ،واثنتان بيضاء ،فال يدري ما على رأسه أهي الحمراء أم البيضاء؟ نعم في صورة واحدة كان بإمكانه
معرفة لون قبّعته وذلك فيما لو كان لون قبّعتي صاحبيه حمراوين ،فبطبيعة الحال تكون قبّعته بيضاء.وأ ّما الثّاني
األول ليستا حمراوتين وإالّ كيف يقول ال بأن ما على رأسه وصاحبه ّ فبمجرد ما سمع من صاحبه ال أدري علم َّ ّ
األول بيضاوتان أو إحداهما بيضاء واألخرى حمراء ولكن حيث شاهد قبّعة أدري ،فإذا ً إ ّما قبّعته وصاحبه َّ
أن ما على رأسه بيضاء. األول حمراء عرف وبالتّأكيد َّ َّ
389 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
األول ليستا حمراوتين وذلك من خالل إن قبّعته وقبّعة ّ والحاصل أن علمه حصل من خالل علمين مسبقين:أ – ّ
األول حمراء.وأ ّما األول علم بأن التي على رأسه الب ّد وأن تكون سماع (ال أدري) من الثّالث.ب–إن قبّعة َّ
َّ ّ
حمراء وذلك من خالل علمين :أ – من قول الثالث ال أدري علم أنه ال يمكن أن تكون قبّعته وصاحبه كالهما
إن قبّعته بيضاء.فهذا المثال مع بساطته يوصلنا إلى أ َّنه للذّهن أن حمراوتين.ب – من قول الثّاني حيث قال َّ
يكشف مجهوالً ما من غير االستعانة بالمشاهدة بل من خالل القياس والتّجزئة والتّحليل.فمع التّأ ّمل يعرف
أن ذهنه في مثل هذه الموارد يش ّكِّل قياسات منطقيَّة متعدّدة ،ففي هذا المثال نشاهد أن القياسات اإلنسان َّ
الرجل الثّاني هي: الذّهنيّة التّّي أجراها ّ
استثنائي)،
ّ لو كانا حمراوتين لما قال الثّالث ال أدري ،ولكنَّه قال ،فليستا حمراوتين (قياس
األول والثّاني ليسا حمراوتين. أن قبّعة ّ والنّتيجة إلى اآلن َّ
األول ليستا حمراوتين ،فإ ّما كالهما بيضاوتان ،وإ ّما إحداهما بيضاء واألخرى أن لون قبّعتي وصاحبي ّ ما دام َّ
حمراء.
األول حمراء) أن التي على رأس َّ ولكن ليستا بيضاوتين (ألنَّه شاهد َّ
إن إحداهما بيضاء واألخرى حمراء. النّتيجة َّ
األول بيضاءّ ،
لكن قبّعة َّ ّعة بوق حمراء ّعتي بق امّ وإ حمراء، ل األو
َّ ّعة بوق بيضاء عتي ب
ّ ق امّ إ أخرى: من ناحية
األول حمراء َّ
إن قبّعتي بيضاء. النّتيجة َّ
الرجل األول فهي: وأ ّما القياسات الذّهنيّة التي أجراها ّ
لو كانت قبّعتي وقبّعة الثّاني كالهما حمراوتين لم يقل الثالث ال أدري،
ّ
ولكن قال ال أدري،
استثنائي).
ّ النّتيجة إنَّهما ليستا حمراوتين (قياس
فما دام أنَّهما ليستا حمراوتين فإ ّما كالهما بيضاوتان وإ ّما إحداهما بيضاء والثّانية حمراء،
لكن كالهما ليستا بيضاوتين أل َّنه لو كانتا كذلك لما استطاع الثّاني أن يعرف لون قبّعته وأنَّها بيضاء.
استثنائي).
ّ النّتيجة إحداها حمراء والثّانية بيضاء (قياس
ث َّم يقول:
إ ّما قبّعتي هي حمراء وقبّعة صديقي بيضاء أو العكس.
أن قبّعته بيضاء. ولكن لو كانت قبّعتي بيضاء لما عرف الثّاني َّ
إن قبّعتي ليست بيضاء بل هي حمراء. النّتيجة َّ
إن القياسات الثّالثة التي أجراها الثّاني تشتمل على مقدّمة واحدة معتمدة على المشاهدة وأ ّما بالنسبة إلى تنبيهَّ :
األول ال دور للمشاهدة أصالً. قياسات َّ
األشكال األربعة
ينقسم القياس االقتراني(باعتبار وجود الحدّ األوسط في الصغرى والكبرى) إلى صور وأشكال أربعة كما يلي:
األول
– 1الشّكل ّ
صغرى وموضوعا ً في الكبرى. يكون الحدّ الوسط فيه محموالً في ال ّ
مثال:
* ك ّل مسلم يعتقد بالقرآن (صغرى).
* وك ّل من يعتقد بالقرآن يعتقد بالوحدة بين المسلمين (كبرى).
* فك ّل مسلم يعتقد بالوحدة بين المسلمين (نتيجة).
صغرى وموضوعا ً في الكبرى. فالحدّ األوسط وهو (المعتقد بالقرآن) قد وقع محموالً في ال ّ
شكل فلو صدقت المقدّمتان ،تكون ال ّنتيجة أيضا ً بالبداهة صادقة ،فال نحتاج إذا ً إلى إقامة البرهان إلثبات صحّة ال ّ
األول []... ّ
األول:شروط الشّكل ّ
صغرى: – 1إيجاب ال ّ
فلو كانت سالبة ال يكون القياس منتجا ً.
وذلك :ألنَّه ال نعلم حينئذ أ َّن الحكم الواقع على األوسط في المقدّمة الثّانية (الكبرى) هل يالقي األصغر في
خارج األوسط أم ال؟ وحيث احتمال األمرين فال ينتج القياس أصالً ال اإليجاب وال السّلب كما لو قلنا:
* ال شيء من الحجر بنبات (صغرى)
* وك ّل نبات نام (كبرى)
* فإ ّنه ال ينتج اإليجاب (ك ّل حجر نام).
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 390
حملي؟
ّ ثانيا :كيف يرجع مضمون ك ّل قرار إلى قياس
يتكون ك ّل قرار من جزأين :األسباب ( ،)motifsوالحكم ّ إجرائيّاً،
( .676 )dispositifواألسباب هي جملة األمور الواقعيّة والقانونيّة التي أد ّت
بالقاضي إلى الح ّل .أ ّما الحكم فهو عين الح ّل.677
الواقع ّية
األسباب
مضمون القرار
وث ّم من يعرض األمور بطريقة مختلفة قليال ،فيرجع مضمون ك ّل قرار إلى
ثالثة أجزاء :الواقع أو عرض النّزاع ( ،)exposé du litigeواألسباب (إذن
القانونيّة فحسب) ( ،)motifsوالحكم (.678)dispositif
شكل األول)،وهو أبعد األشكال صغرى ومحموالً في الكبرى (عكس ال ّ فيما لو كان الحدّ األوسط موضوعا ً في ال ّ
من الذّهن.
وشروطه فإ ّما أن تكون:
– 1كال المقدّمتين موجبتان.
صغرى كلّيّة. – 2وال ّ
...أو:
– 1اختالف المقدّمتين في اإليجاب والسّلب.
– 2إحدى المقدّمتين كلّيّة.
شيخ أخس من الموجبة" .ال ّ
ّ أخس من الكلّيَّة ،والسّالبة
ّ أخس المقدّمتين :فالجزئيّة
ّ إن النّتيجة دائما ً تتبع تنبيهَّ :
إبراهيم األنصاري ،دروس في المنطق (م س).
انظر أيضاً" :أنطوان أرنولد" و"پيار نيكول" ،م س ،ص 195وما بعدها؛ عبد الهادي الفضلي ،مذ ّكرة
المنطق ،مؤسّسة دار الكتاب اإلسالمي ،قم – إيران ،د ت ،ص 131وما بعدها؛ يوسف محمود ،المنطق
صورات والتّصديقات ،دار الحكمة ،الدّوحة ،ط 1414 ،1هـ 1994 /م ،ص 141وما بعدها؛ ابن ي .الت ّ ّصور ّ ال ّ
زرعة ،منطق ابن زرعة (العبارة ،القياس ،البرهان) ،تحقيق وضبط وتعليق :جيرار جيهامي ورفيق العجم،
دار الفكر اللبناني ،بيروت ،ط ،1994 ،1 .ص 108وما بعدها؛ Ch. Renouvier, Traité de logique
générale et de logique formelle, Librairie Armand Colin, Paris, 1912, T. 1, p. 344 et
.s.
أن المقدّمةوانظر "جون ستيوارت ميل" ( ،)John Stuart Millحين يقول" :رأينا في تحليل القياس ّ
صغرى تثبت شبها بين حالة جديدة وحالة معروفة بعد؛ أ ّما المقدّمة الكبرى فتعلن عن شيء يسمح لنا ،ألنّه ال ّ
صحيح في الحالة المعروفة ،أن نحكم بصحّته في جميع الحاالت المشابهة في خصائص معيّنة للحالة
األولى"John Stuart Mill, préc., Livre II, Chapitre IV, § 1..
François-Michel Schroder, Le nouveau style judiciaire, Dalloz, 1978, p. 14 et s. 676
677انظرRoger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 13. :
678انظرRoger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 26. :
وانظرAlain Sériaux, Le commentaire de textes juridiques. Arrêts et jugements, :
Ellipses, Paris, 1997, p. 15.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 392
عرض النّزاع
exposé du
litige
مضمون القرار
األسباب
القانونيّة
motifs
الحكم
dispositif
سؤال اآلن كيف يرجع هذا المضمون إلى قياس هذا هو مضمون القرار .وال ّ
ي؟ الجواب :ما أسمي أسبابا ً قانونيّة يأخذ وضع المقدّمة الكبرى ،وما أسمي حمل ّ
صغرى ،وما أسمي حكما ً أسبابا ً واقعيّة أو عرض النّزاع يأخذ وضع المقدّمة ال ّ
يأخذ وضع النّتيجة.
يقول بعضهم:
مات ا ألس باب :فاملقدّ مة الكربى تتض ّمن القاعدة القانون ّية العا ّمة واجمل ّردة؛ واملقدّ مة"حتوي املقدّ ُ
الصغرى تش متل عىل احلاةل الواقع ّية اخل ّاصة .أأ ّما النّتيجة فنجد فهيا احلمك".679
ّ
"Les prémisses en sont posées dans les motifs, par une règle de droit, générale et 679
abstraite, qui tient lieu de majeure et par une situation de fait particulière et concrète,
faisant office de mineure. La conclusion est tirée du dispositif ". Roger Mendegris et
Georges Vermelle, préc., p. 36.
ي بصفة دارجة انظر أيضا ً "جون كاربونييه" ( ،)Jean Carbonnierوهو يقول" :يوصف النّشاط القضائ ّ
صغرى معطاة من الوقائع التي أثبتها القاضي في القضيّة؛ على أنّه قياس .الكبرى هي القاعدة القانونيّة؛ ال ّ
ي منطقيّا .بدون شكّ ،حين تكون القضيّة معقّدة ال يكفي قياس واحد النّتيجة هي قرار القاضي ،الذي هو ضرور ّ
لكن األساس هو دوما القياس. بل ال بدّ من سلسلة أقيسةّ .
ي للفعل القضائي ،لنأخذ مثاال من إجراءات المحكمة الجزائيّة ( cours ّ القياس لكي يبرز أكثر التّقسيم
( ]...[ ) d’assisesكما كانت تعمل في بداية القرن .)20في ذلك الوقت ،كانت القاعدة القانونيّة موجودة في
المجلة الجزائيّة لسنة :1810يعاقب القاتل باإلعدام .يسأل المح ّكمون ( )Le juryويجيبون ّ الفصل 302من
المكونة من قضاة ّ ّ
أن المتهم (أ) مدان (أو غير مدان) بقتل (ب)؛ والمحكمة، فقط حول الواقع بأن يعلنوا ّ
محترفين ،هي التي تستخلص النّتيجة من القياس بالحكم على (أ) بالعقوبة الواردة في القانون (أو بإطالق
سراحه) []...
صغرى ال تستطيع أن توجد بدون القاضي إذ ينبغي أن يثبت الوقائع ،وإذن أن يقيّمها؛ وإن احتاج وهكذا فال ّ
يعرفها .مثال :النّظام العا ّم
يخص الكبرى) يحدث أن يستعمل القانون عبارة دون أن ّ ّ يؤولها [( ]...فيما
األمر أن ّ
(الفصل ،)6التّحايل (الفصل ]...[ )1167على القاضي أن يحدّد معناها"Jean Carbonnier, Droit .
civil. Introduction (préc.), p. 29 et 30.
393 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ومن يقرأ كتب المنطق التي وضعت في الغرب قديما وحديثا ،يجد أنّها تبدأ
بالكبرى .لكن من يقرأ كتب المنطق التي وضعها العرب والمسلمون ،يجدها تبدأ
صغرى:بال ّ
اليوانين
ّ خيص ترتيب املقدّمات ينحرف املنطق العريب ّمعا هو متداول يف القياس "فامي ّ
الصغرى دامئا املقدّ مة الكربى .وذكل يعود اىل الاختالف يف وال ّال ّ
تيين .ففيه تس بق املقدّ مة ّ
صياغة أأرضب الشّ لك يف اليواننيّة ويف العربيّة .ففي اليواننيّة يتطلّب اس تعامل الفعلّي
( δπάρχεινيرجع اىل) و ( χατηγορΐυيُقال عىل) قلب حدّي القض ّية ،حبيث
جبدي فرمز اىل املنطقي .ومبا أأ ّن أأرسطو ات ّبع ّالّتتيب ا أل ّ
ّ أأ ّن احملمول جييء قبل املوضوع
وري – الّض ّ املنطقي ابحلرف (ج) ،اكن من ّ ّ املنطقي ابحلرف ( أأ) واىل املوضوع
ّ احملمول
املتوسط للحدّ ا ألوسط يف الشّ لك ا أل ّول ،اذلي هو معدة ا ألشاكل – أأن تأأيت الظهار املوقع ّ
الّضب ا أل ّول فيكتب:
يعرب أأرسطو عن ّ الصغرى بعد الكربى .فهكذا ،مثالّ ، املقدّ مة ّ
الّضوري أأن ترجع (أأ) «اذا اكنت ( أأ) ترجع اىل (ب) ،واكنت (ب) ترجع اىل (ج) ،مفن ّ
اىل (ج)» (التّحليالت ا ألوىل.).40 – 38 .25 .4 .I .
يف املقابل ،بقي العرب ،يف التّعبري عن القض ّية املنطقيّة ،أأمناء للّغة العرب ّية ،اليت تبتدئ فهيا
املتوسط اذلي يشغهل القض ّية الامس ّية ابملوضوع .لكن يف مثل هذا ّالّتكيب ،ال يعود املوقع ّ
احلدّ ا ألوسط بّي ا ّلطرفّي بي ّن ًا االّ اذا عكس ترتيب املقدّمات .هذا متاما ما فعهل ابن سينا
يغريوا رموز احلدود ِوفقا ل ّلّتتيب
و أأتباعه .يشهد عىل ذكل أأ ّن معظم مناطقة العرب ،بدل أأن ّ
جبدي معكوس .لهذا اجلديد ،أأبقوا عىل احلروف اليت اختارها أأرسطو ،حفصل عندمه ترتيب أأ ّ
لك (ج) هو (ب)، الّضب ا أل ّول من الشّ لك ا أل ّول عىل النّحو التّايل« :اذا اكن ّ يكتبون ّ
لك (ج) هو ( أأ)»" .
681 فبّي أأ ّن ّ
لك (ب) هو ( أأ)ّ ،و ّ
صغرى يجعل القياس أوضح حين نكتب بالعربيّة. وهكذا فالبدء بالمقدّمة ال ّ
سبب أنّنا نبدأ بأصغر حدّ (هو الحدّ الذي أسميناه أصغراً) ،فندخله في حدّ وال ّ
"Toutefois, la règle en vertu de laquelle la majeure doit précéder la mineure n’est 680
pas nécessairement respectée". Roger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 36.
681عادل فاخوري ،منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ،دار ّ
الطليعة ،بيروت ،ط ،1993 ،3ص
84و .85
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 394
مر
صغرى .ث ّم ن ّ أكبر منه (هو الحدّ الذي أسميناه أوسطاً) ،وهذا يعطي المقدّمة ال ّ
فنضع هذا الحدّ األوسط في حدّ أكبر منه (هو الحدّ الذي أسميناه أوسطاً).
الح ّد األوسط الح ّد األصغر
الح ّد األكبر
األول في الحدّ الثّالث ،أي يجعل النّتيجة ،مسألة وك ّل هذا يجعل دخول الحدّ ّ
واضحة.
مرة أخرى إلى مضمونها ،وجب أن فإذا تركنا اآلن ترتيب المقدّمات وعدنا ّ
نقول بتدقيق أكبر من الذي سبق:
صغرى حاصلها :إدخال واقع (الواقع هو الموضوع في المقدّمة) إن المقدّمة ال ّ ّ
ي هو المحمول في المقدّمة). صنف القانون ّ
ي (ال ّفي صنف قانون ّ
ي هو صنف القانون ّ ي (ال ّ صنف القانون ّ إن المقدّمة الكبرى حاصلها :إدخال ال ّ ّ
سلوك بصفة مباشرة أو ّ
ينظمه ي ّ
ينظم ال ّ الموضوع في المقدّمة) في حكم قانون ّ
بصفة غير مباشرة (الحكم هو المحمول في المقدّمة).
صنف نؤول القانون لكي نكون أمام ال ّ صغرى ،ينبغي أن ّ (في المقدّمة ال ّ
صنف؛ في المقدّمة نؤول الواقع على أنّه يدخل في ال ّ ي ،ث ّم ينبغي أن ّ القانون ّ
صنف بحكم) الكبرى نستعمل نفس التّأويل للقانون ونربط ال ّ
ينجر الح ّل
ّ ي ،أي
ينجر بالضّرورة دخول الواقع في حكم قانون ّ ّ عن المقد ّمتين
الذي يعطيه القاضي للنّزاع .
682
إذن:
ال ب ّد من تأويل
إدخال الواقع في
القانون للوصول المقدّمة الصّغرى
الفرض
إلى الفرض
ال ب ّد من تأويل
القانون للوصول إعطاء الفرض
المقدّمة الكبرى
إلى الفرض الحكم
والحكم
إعطاء الواقع
النّتيجة
الحكم
وفي ال ّنظام القضائي العدلي التّونسي اليوم تراقب محكمة التّعقيب عمل المحاكم على مستوى المقدّمة الكبرى
الز ّروقي ،مقدّمة للقانون :م س) ما صغرى .جاء في درس لنا غير منشور (عبد المجيد ّ وعلى مستوى المقدّمة ال ّ
صة مراجع لفقهاء أخذنا عنهم بعض األفكار وأحيانا بطريقة يلي (لتفادي اإلطالة محونا الهوامش ،وفيها خا ّ
حرفيّة):
إن محكمة التّعقيب هي محكمة قانون .الجواب :يعني أنّها تراقب تأويل القانون "لكن ماذا يعني بالضّبط القول ّ
صغرى في القياس المعتمد من المحكمة المطعون وتعليل القرارات ،أي تراقب المقدّمة الكبرى والمقدّمة ال ّ
بالتّعقيب في حكمها أو قرارها.
/1 .2 .1مراقبة كبرى القياس (أو المراقبة الكبرو ّية)
يّ .
لكن أن هذا الوصف يحقّق المساواة واالستقرار القانون ّ أن القاعدة القانونيّة تتّصف بالعموم ،ورأينا ّ رأينا سابقا ّ
المؤولون (ما يعنينا منهم هنا القضاة) .بعبارة أخرى :ال تنطبق صيغة ّ القاعدة القانونيّة ال تنطق ،بل ينطق بها
القاعدة القانونيّة ،بل معناها .هذا المعنى يستخرجه القضاة .لذا ث ّم إمكانيّة ألن تصير القاعدة – التي وضعها
المشرع عا ّمة لتحقّق المساواة واالستقرار – غير عا ّمة ،إذا أعطتها هذه المحكمة معنى وأعطتها محكمة أخرى ّ
معنى آخر.
من هنا جاء دور محكمة التّعقيب في مراقبة تأويل قضاة األصل للقانون .فهذه المراقبة تهدف إلى جعل هؤالء
أن المعنى الذي ينبغي هو المعنى المراد من صاحب القانون). القضاة يعطون القانون المعنى الذي ينبغي (رأينا ّ
والمعنى الذي ينبغي واحد .لذا فدور مراقبة تأويل القانون يفضي إلى توحيد معنى القانون ،أي في النّهاية إلى
أن الواضح هو الذي له معنى وحيد) .وتوحيد معنى القانون وتوضيحه يفضي إلى المساواة توضيحه (رأينا ّ
وإلى االستقرار.
تصورين:
ّ يخص تحقيق هدف توحيد معنى القانون ومن ث ّم توضيحه ،بين ّ ويفرق بعضهم ،فيما ّ
أن هذا الهدف يتحقّق باإلقناع ال بالسّلطة .لذا تنتقى القضايا التي تصور يتّبع في بريطانيا وفي بالد أخرى مفاده ّ ّ
عللت قضاءها تطرح على المحكمة العليا ِّوفق معيار إسهام القضاء فيها في توحيد القانون .فإذا قضت فيهاّ ،
تعليل من يسعى النتزاع الموافقة ومن ث ّم االتّباع.
صور أن على المحكمة العليا ،بعد تحديد تصور يتّبع في فرنسا وفي غيرها .حاصل هذا الت ّ
ّ ّ مقابل ذلك هنالك
معنى القانون ،أن تنقض ك ّل قضاء يسير إلى معنى مغاير لما ت ّم تحديده .بسلطة النّقض هذه تصل المحكمة العليا
صور ال يمكن انتقاء القضايا التي ت َم َّرر للمحكمة العليا ،فك ّل قضاء مخالف إلى توحيد معنى القانون .مع هذا الت ّ ّ
ينبغي أن يراقب وينقض.
وما جاء إلى حدّ اآلن هو مراقبة لجزء من عمل القاضي ،أي لجزء من القياس وتحديدا لكبراه ،لكن في القياس
أيضا صغرى ال تت ّم مراقبة جميع عمل القاضي إالّ بمراقبتها هي كذلك.
/2 .2 .1مراقبة صغرى القياس (أو المراقبة الصّغرويّة)
يؤول القاضي القانون ويطبّقه على المتخاصمين أمامه. ّ
يؤول القانون :هذا يعني أ ّنه يعطيه معناه الذي ينبغي ،أي يحدّد الفرض الذي ينبغي والحكم الذي ينبغي. ّ
ومراقبة هذا البعد في عمل القاضي هي مراقبة لكبرى القياس الذي يقوم به القاضي.
يطبّق القانون :هذا يعني أنّه يدخل الواقع المعروض عليه في الفرض لكي يسحب عليه حكم ذلك الفرض.
ومراقبة هذا البعد في عمل القاضي هي مراقبة لصغرى القياس.
والمراقبة األولى هي مراقبة للجسر الذي يقيمه القاضي بين القانون ومعنى القانون.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 396
القانوني
ّ الصّنف الواقع
القانوني
ّ الحكم
األول
القياس ّ
صورة غلط
في ذات
المح ّل التقت هي هذه الصّورة
فيها اإلرادات
من قبيل الغلط ك ّل صورة
ّي
الماد ّ غلط في ذات
هي
المنصوص عليه المح ّل التقت
بالفصل 47 فيها اإلرادات
لكن هذه المراقبة تكون منقوصة إذا لم تصحبها مراقبة أخرى .وفعال فدور القاضي ليس تأويل القانون في ّ
المطلق بل تأويل القانون لتطبيقه على واقع .على هذا المستوى الثّاني من عمله ،ينظر القاضي في واقع ث ّم
إن الواقع الذي أمامه يدخل في القانون الذي اختاره .فإذا أريد تفادي تح ّكم يدخله في معنى القانون ،أي هو يقول ّ
األول من عمله بل على مستوى الجانب الث ّاني أيضاً. القاضي ،تنبغي مراقبته ال على مستوى الجانب ّ
بعبارة أخرى تنبغي مراقبة عمليّة استدالل القاضي على معنى القانون وتبيّن مدى سالمتها .هذا يقتضي من
القاضي ،لكي يم ّكن محكمة التّعقيب من المراقبة ،أن يبرز في قضائه ما يسمح بمعرفة تلك العمليّة .ويتض ّمن ما
جاء للت ّ ّو أن يجيب القاضي على ما أثاره المتخاصمون من إمكانيّات مختلفة لتأويل للقانون.
أن الواقع الذي أمامه هو حقّا ً يدخل في القانون المختار .هذا كما تنبغي مراقبة عمليّة استدالل القاضي على ّ
يقتضي من القاضي ،لكي يم ّكن محكمة التّعقيب من المراقبة ،أن يبرز في قضائه ما يسمح بمعرفة الواقع.
والمراقبة الثّانية ،وخا ّ
صة المراقبة األولى ،تسمح بميالد ما يس ّمى بفقه القضاء".
683انظر الفقرة عدد .199
397 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
القياس الثّاني
القياس الثّالث
684قلنا في الفقرة عدد 132إنّنا نستعمل عبارة الدّراسة ،والتّعليق ،والتّحليل ،والقراءة ،والتّأويل ،والت ّفسير،
لكن األمر – وألسباب ترجع إلى العرف عند من كتب في شرح ،على أنّها تفيد معنى واحدّ . والت ّفكيك ،وال ّ
منهجيّة دراسة القرار – سيتغيّر قليال اآلن.
685انظر مثالHenri Mazeaud, préc., p. 56 ; Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. :
169 ; Roger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 85 et s. ; Jérôme Bonnard,
préc., p. 119 .
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 398
تحليل
...القيمة الت ّعليق =
تفكير في ...
...المدى
علمي الحجج لفهم نصوص محاوراتنا ْ وقد ينبغي التّوقّف هنا للقول إنّنا ال نحتاج
ي .لكن ث ّم ص القانون ّ نص ،ومنه النّ ّ ّ اليوميّة .واألمر كذلك مبدئيّا ً مع ك ّل
ص يستغلق وتجعل من يريد فهمه فهما ً علميّا ً معطيات ،إن توفّرت ،تجعل النّ ّ
بحاجة إلى أدوات علم المنطق وعلم المنهجيّة .ومن ينظر إلى واقع القوانين
ي ،وغيرهما) ،يجد تلك ي ،والتّونس ّ المعاصرة اليوم (ومنها القانون الفرنس ّ
المعطيات متوفّرة ،ويجد أنّه ال يمكن لمن يتصد ّى لدور فهم القانون أن يؤدّي ما
عليه دون تكوين مسبق في العلمين المذكورين منذ قليل (وما يرتبط بهما من
علوم أخرى).690
والمشكل في فرنسا (ومن ث ّم في تونس وغيرها من البلدان التي نقلت وما زالت
ي في مادّة القانون) أنّها ما زالت – على ي الفرنس ّ تنقل نظام التّدريس الجامع ّ
األق ّل فيما هو سائد – تعيش فهم القانون ِّوفق النّمط الذي سبق وجود المعطيات
يخص ما نحن بصدده ،تقترح ّ التي ذكرناها منذ قليل .لذلك نجد الكتب ،فيما
ي على ما قاله عنه الفقه والقضاء .نعم
691
ص القانون ّ التّعويل في عمليّة تحليل النّ ّ
هي تضيف أحيانا االستناد إلى األعمال التّحضيريّة ،692لكنّها ال تقدّم اقتراحات
ص جديدا لم يقل الفقه والقضاء المؤول في صورة ما إذا كان النّ ّ ّ تلبّي حقّا ً حاجة
فيه شيئا ً بعد وال توجد له أعمال تحضيريّة يعتدّ بها في فهمه ،أو في صورة ما
إذا كان قديما ولم يكتب فيه أحد ولم يتّفق لمحكمة أن طبّقته وليست له أعمال
تحضيريّة يمكن استعمالها لفهمه.
فإذا أردنا أن نعيش فهم القانون ِّوفق نمط يأخذ بعين االعتبار ما عليه القانون
علمي الحجج وما جاء في ْ اليوم ،فال طريق أمامنا عندها إالّ تعلّم ما جاء في
علوم أخرى مرتبطة بهذين العلمين.
حق القيام،ي ّ ص القانون ّ فإذا فعلنا ،استطعنا عندها أن نقوم بتمرين دراسة النّ ّ
حق اإلتيان ،واستطعنا بعد واستطعنا بعد ذلك أن نأتي تمرين التّعليق على قرار ّ
ذلك االشتغال على تمرين االستشارة كما ينبغي االشتغال .فك ّل هذه التّمارين
نص واستعمال دليل – بسبب المعطيات تحتاج امتالك القدرة على االنطالق من ّ
ص .هذا الدّليل نستقيه من العلوم المشار إليها سابقا – للوصول إلى معنى النّ ّ
نمر وأن نقوم بتمرين الوارد ذكرها منذ قليل .بعد ك ّل الذي تقدّم ،يمكن أن ّ
تعرضنا إلى هذه المسألة بتفصيل أكبر في مقدّمة درسنا المتعلّق بمنهجيّة الفقه اإلسالم ّ
ي أو أصول الفقه ّ 690
(غير منشور).
Roger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 96 691
Roger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 100. 692
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 400
أن المقالة ،ال نحتاج فيها فقط إلى تكوين وإنشاء سبب ّالمقالة كما يجب القيام .وال ّ
مادّة قانونيّة ،أي إلى قدرة على إعطاء النّصوص القانونيّة معانيها ،بل نحتاج
فيها أيضا ً إلى القدرة على اكتشاف فكرة تثبت في تلك المادّة القانونيّة.
بعبارة أخرى:
سبب أن ث ّم علمي الحجج وما يرتبط بهما من علوم .وال ّ ْ علينا ّأوالً أن ّ
نتكون في
معطيات جعلت القوانين المعاصرة ال يمكن أن تف َهم كما تف َهم نصوص
المحاورات اليوميّة أو كما تف َهم القوانين التي لم تلحقها تأثيرات تلك المعطيات.
ي (أو نص قانون ّفإذا حصل هذا التّكوين ،أمكن عندها القيام بتمرين التّعليق على ّ
ي). عقد ّ
تحصيل علوم
الحجج
•ألنّ الت ّعليق
نص
على ّ
هو فتح إمكانيّة
استخراج ص
الت ّعليق على ن ّ ّ
معناه قانون أو عق ٍد
ٍ
بواسطة
الحجج
ي ،هنالك يمكن المرور والتّعليق فإذا أمكن القيام بتمرين التّعليق على ّ
نص قانون ّ
أن التّعليق على قرار هو (باألساس) تعليق على تعليق سبب ّ على قرار .وال ّ
ي.
نص قانون ّ
(المحكمة) على ّ
تحصيل مقدرة
ص
الت ّعليق على ن ّ
قانوني
ّ
•ألنّ الت ّعليق
على قرار
فتح إمكانيّة
قهو تعلي ٌ الت ّعليق على
على تعليق
المحكمة قرار
نصعلى ّ
فإذا أمكن القيام بتمرين التّعليق على قرار ،أي إذا أمكن العمل على ّ
نص (هو
نص القرار) يستخرج معنى القانون وحكمه ث ّم يطبّق هذا الحكم على واقع،ّ
401 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
سبب ّ
أن االستشارة – كما سنرى عندها يمكن المرور إلى تمرين االستشارة .وال ّ
– أن نفعل ما تفعله المحكمة.693
تحصيل مقدرة
الت ّعليق على قرار
•ألنّ
االستشارة فتح إمكانيّة
هي فعل ما القيام باالستشارة
تفعله القانونيّة
المحكمة
في ك ّل هذه التّمارين نعطي النّصوص معانيها ونستخرج منها حكمها ،أي ّ ِّ
نكون
صلنا َملَكة إنشاء مادّة
مادّة ً قانونيّة .فإذا أمكن القيام بهذه التّمارين ،أي إذا ح ّ
أن جوهر المقالة – سبب ّ قانونيّة ،هنالك يفتح الباب إلمكانيّة القيام بالمقالة .وال ّ
كما رأينا – أن يؤتى إلى مادّة قانونيّة وأن يت ّم إثبات فكرة داخلها.694
تحصيل مقدرة
•أي تحصيل مقدرة الت ّعليق على
تكوين مادّة قانون ّية نص،
ّ
نص +حجّة مستنبط ( ّ والت ّعليق على
بها = معنى) قرار،
والقيام
•ألنّ باستشارة
المقالة هي
تكوين فتح إمكانيّة
مادّة + القيام بمقالة
إثبات فكرة
فيها
سبب ّ
أن ي .وال ّ فإذا أمكن القيام بالمقالة ،عندها يمكن القيام بالتّعليق على ّ
نص فقه ّ
ي هو مقالة على مقالة. التّعليق على ّ
نص فقه ّ
تحصيل مقدرة
القيام بمقالة
4
االستشارة
شيء حين علّق يفعل نفس ال ّتعمد إلى مراقبة صغرويّة ومراقبة كبرويّة .والم ِّ
سؤال الثّاني).696 األول وال ّ
سؤال ّيطرح ال ّ
ِّّ
محك المعلّق القرار على
ِّ وأ ّما الت ّفكير في القيمة غير القانونيّة ،فمفاده أن يضع
نظر واحد أو أكثر من هذه األمور :اإلنصاف ،واألخالق ،والدّين ،والمقتضيات ِّ
سياسيّة ،إلخ. .
697
االجتماعيّة ،واالقتصاديّة ،وال ّ
علّق قياسا ً حمليّا ً (أو أكثر) ،أي مقدّمة صغرى بعبارة أخرى ،استخرج الم ِّ
صغرى والكبرى. ومقدّمة كبرى ونتيجة .ث ّم حلّل المقدّمة ال ّ
صغرى (تقييم صغروي) بعد ذلك يقيّم من زاوية القانون ما كان قد حلّله ،أي ال ّ
حق االستطاعة إالّ منأن عمال كهذا ال يستطيعه ّ والكبرى (تقييم كبروي) .وبيِّّن ّ
كان له تكوين في علوم الحجج .أ ّما غيره ،فال يسعه إالّ أن يستعمل تقييم الفقه
(أولت نفس القانون) .وعلى ك ّل ،يدعى من له (تأويله للقانون) أو قرارات سابقة ّ
القدرة على التّقييم بواسطة ما يستقيه من علوم الحجج إلى أن يثري هذا التّقييم
بواسطة ما قاله الفقه والقضاء (وهنا نصل إلى عنصر آخر من عناصر سياق
القرار).
فإذا انتهى المعلّق م ّما سبق ،نظر إلى النّتيجة ووضعها على ميزان أو أكثر من
الموازين التي ذكرت منذ قليل (اإلنصاف ،إلخ.698).
روي
تقييم صغ ّ المقدّمة الصّغرى
من النّاحية القانونيّة
ي
تقييم كبرو ّ المقدّمة الكبرى قيمة
القرار
من النّاحية غير
النّتيجة
القانونيّة
أكثر من البقيّة لما يتطلّبه اإلنصاف ،أو األخالق ،أو الدّين ،أو االقتصاد (إلخ).؟
الطريق :فإن وجد أنّه التّأويل المتبنّىفإذا وضع يده على هذا التّأويل ،واصل ّ
من المحكمة ،عندئذ يقَيِّّم إيجابا ً قرارها (من نافلة القول ّ
أن التّقييم يكون إيجابيّا
أو سلبيّا)؛ وإن ال ،فال.
الفرض الثّاني ،أن ال يحتمل القانون إالّ تأويال واحدا هو الذي أخذت به
ي سيّئة بحسب ميزان اإلنصاف أو المحكمة .هنا إن كانت نتيجة القياس الحمل ّ
سه أمامها من صورة التي يجد نف َ غيره ،نكون أمام تقييم للقانون نفسه (أي أمام ال ّ
المعلّق أمام واحدة من أقدم المسائل التي ِّ صا ً قانونيّا) ،ويكون يعلّق ويدرس ن ّ
صورة طرحت على من يشتغل بالقانون :هل يجب تطبيق القانون حتّى في ال ّ
700
التي يكون فيها سيّئا؟
―.194ثالثاً :ما التّفكري يف مدى القرار؟
صغرى والمقدّمة الكبرى.
يه ّم األمر المقدّمة ال ّ
المقدّمة
الصّغرى
مدى القرار
المقدّمة
الكبرى
وحاصله أن يت ّم تحديد اإلضافة التي جاء بها القرار لفقه القضاء ،وبالتّدقيق أن
يت ّم البحث إن كان التّأويل المتبنّى من القرار سيؤخذ به الحقا في نزاعات
أخرى.
هنا نجد أنفسنا أمام ما يس ّمى "فقه القضاء" ،وهي ترجمة ت ّم التّعارف عليها (في
تونس ،إلخ ).للعبارة الفرنسيّة .jurisprudenceوفي األصل تعني العبارة
ّ
والفن ي ()science juridique الالتينيّة iuris prudentiaالعلم القانون ّ
ي ( )art juridiqueمعاً .وفي األلمانيّة احتفظ بهذا المعنى :فعبارة القانون ّ
jurisprudenzتعدّ مرادفا ً لعبارة علم القانون .أ ّما في اإلنجليزيّة ،فلفظة
jurisprudenceتعني النّظريّة العا ّمة للقانون .فإذا عدنا إلى اللغة الفرنسيّة،
سابقة .وفعالأن عبارة jurisprudenceقد أخذت معنى مغايرا للّغات ال ّ وجدنا ّ
سابقة القضائيّة ( précédent سلطة التي تتمتّع بها ال ّ تعني العبارة ال ّ
.)judiciaire
سابقة .بعبارة أخرى: سابقة وث ّم أحكام لها قيمة ال ّ وهكذا ث ّم أحكام ليس لها قيمة ال ّ
ث ّم أحكام ال تمثّل فقه قضاء وث ّم أحكام تمثّل فقه قضاء.
عرفنا فقه القضاء .لكن ث ّم معطى تنبغي إضافته بما جاء إلى حدّ اآلن نكون قد ّ
أدق لما نحن بصدده .هذا المعطى يتمثّل في تراتب المحاكم. للوصول إلى فهم ّ
وفعال يفتح التّراتب للمحاكم األعلى درجة إمكانيّة أن تصبح أحكامها سابقة تتّبع
من قبل المحاكم الخاضعة لها .وأكثر َمن تفتح له هذه اإلمكانيّة محكمة التّعقيب.
الخاص بهذه
ّ سابقة فقط في إطار المبحث لذا نجد من يتناول مسألة ال ّ
سابقة والقرارات التي مفرقا ً بين القرارات التّعقيبيّة التي لها قيمة ال ّالمحكمةّ ،703
سابقة: ليس لها قيمة ال ّ
سابقة فيمكن أن تكون قرارات نقض أو قرارات فأ ّما القرارات التي لها قيمة ال ّ
رفض.
وأه ّم قرار نقض على هذا المستوى قرار النّقض لخرق القانون .وأه ّم قرار
ص الذي أسيء تطبيقه – يأتي نقض لخرق القانون هو ذاك الذي – بعد ذكر النّ ّ
بالتّأويل الذي تبنّاه في حيثيّة مبدئيّة تس ّمى في التّطبيق "قبّعة" ()chapeau
وتبرر بقيّة األسباب .هذه الحيثيّة تنبئ بأنّنا أمام سابقة في الحالة ّ ّ
تغطي ألنّها
ص المنطلق منه. التي نجدها محتوية على معنى غير مرتبط حقّا ً بصيغة النّ ّ
شيء أو فعل الغير وصيغة مثال ذلك في فرنسا قاعدة المسؤوليّة عن فعل ال ّ
الفصل 1384من المجلّة المدنيّة.704
ي يمثّل سابقة ،نجد قرار في درجة أق ّل ،على مستوى اإلنباء بأنّنا أمام قرار تعقيب ّ
النّقض لضعف التّعليل ،أي نجد القرار الذي ال يقبل حكما أو قرارا بسبب عدم
أن محكمة التّعقيب بيّنت عرضه ك ّل الوقائع .هنا قد نجد في قرار النّقض ما يفيد ّ
لقضاة األصل ما هي األمور الواقعيّة التي يجب عليهم أن يأخذوها بعين
االعتبار من أجل فصل النّزاع .مثال ذلك أن تنقض محكمة التّعقيب قضاء ح ّكام
األصل بص ّحة شرط محدِّّد للمسؤوليّة لضعف التّعليل المتمثّل في عدم تبيان هل
األطراف مهنيّون في نفس االختصاص أم ال .فمثل هذا الموقف لمحكمة التّعقيب
حرر الحكم وتحديدا لقدرته على أن يرى المشاكل القانونيّة أوسع من الحالة الواقعيّة وعلى أن
للقاضي الذي ّ
يأتي بصياغة معيّنة ألسباب الحكم (.)motifs
Jacques Ghestin et Gilles Goubeaux avec le concours de Muriel Fabre -Magnan, 703
Traité de droit civil. Introduction générales, L. G. D. J., Paris, 4e éd., 1994, p. 485 et
s.
Jacques Ghestin et Gilles Goubeaux avec le concours de Muriel Fabre -Magnan, 704
Introduction : préc., p. 495.
407 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
يد ّل على أنّها ترى أن ث ّم دخل لالنتماء إلى نفس المهنة في القول بص ّحة
سابقة ي قابل ألن يمثّل سابقة (القرار ال ّ شرط .على هذا نحن أمام قرار تعقيب ّ
705 ال ّ
قد يؤ ّكد سابقة تعقيبيّة وال ينشئها .من هذا المنطلق هو بدوره سابقة ،أي هو
بدوره شيء يتّبع).
الرفض ألسباب تتعلّق إضافة لقرارات النّقض ،يمكن أن تمثّل سابقةً قرارات ّ
بتأويل القانون.
هنا نجد القرارات التي تصوغ اتّجاها في التّأويل في إطار حيثيّة مبدئيّة .وفعال
الطعن بالتّعقيب وتصوغ قد توافق محكمة التّعقيب محكمةَ األصل وترفض ّ
موقفها هذا في شكل مبدأ .هذا القرار قابل ألن يمثّل سابقة.
هنا أيضا نجد القرارات التي ترفض مطلب التّعقيب وتوافق من ث ّم ح ّكام األصل
صورة لكن مع تعديل األسباب ( .)substitution de motifsفالمبدأ في هذه ال ّ
هو التّعديل في حدّ ذاته .وأحيانا توضّح المحكمة هذا األمر بأن تصوغ المبدأ في
حيثيّة مبدئيّة.
سابقة .مثال ذلك عقيبي قيمة ال ّ
ّ خارج الحاالت الواردة أعاله ال يكون للقرار الت ّ
مرة أمام محكمة التّعقيب (طلب ألول ّ قرار رفض لكون ّ
الطلب ال يمكن أن يقدّم ّ
يختلط فيه القانون بالواقع ،وتحديدا طلب يحتاج نظرا إلى الواقع لم يقم به قضاة
األصل ألنّه لم يعرض عليهم) .مثال ذلك أيضا قرار نقض النعدام التّعليل ولعدم
أن محكمة التّعقيب مجرد النّقض ال يعني ّ ّ الجواب على طلبات الخصوم .هنا
تتبنّى ما قاله الخصوم ومن باب أولى ال يعني أنّها تعدّ قولهم مبدأ .أخيرا ال
ألن المسألة تخضع ي قيمة فقه القضاء إذا تمثّل في رفض ّ يكون للقرار التّعقيب ّ
سلطة التّقديريّة لح ّكام األصل.706لل ّ
سابقة (تحديداً: سابقة من غير ال ّ م ّما تقدّم يخلص أن ث ّم معطيات تسمح بمعرفة ال ّ
تسمح بمعرفة ما الذي يمكن أن يمثّل سابقة م ّما ال يمكن أن يمثّل سابقة .فالعلم –
ي – بأنّنا أمام سابقة حول القضائ ّ كما سنشير إلى ذلك بعد قليل حين نتناول الت ّ ّ
فعليّة ال يمكن أن يتحقّق إالّ الحقاً) .فإذا أريد مزيد تفصيل ما سبق ،707قلنا ّ
إن:
Jacques Ghestin et Gilles Goubeaux avec le concours de Muriel Fabre -Magnan, 705
Introduction : préc., p. 487.
706حول جميع ما ورد في المتن ،انظرJacques Ghestin et Gilles Goubeaux avec le concours :
de Muriel Fabre-Magnan, Introduction : préc., p. 485 et s.
707سننقل اآلن حول المدى ،وبطريقة تكاد أن تكون حرفيّة ،ما جاء عندGilles Goubeaux et Philippe :
Bihr, préc., p. 183 et s.
لكن انظر نفس المسألة عندRoger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. 108 et s. ; :
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 408
"مل نستسغ كثريا التّفرقة بّي القرارات املبدئ ّية وقرارات الوقائع ،اليت يه تفرقة فطريّة أأكرث من
أأن تكون نتاج اعامل للفكر ،واليت يؤّت هبا دون برهنة عىل ا ألسس اليت تضبط خطوطها.
اخلاصة اليت
الصورة ّ لك قرار قضا ّئ هو قرار وقائع ،مبعىن أأن ّه ال يُلزم االّ يف ّفبالنّس بة اليناّ ،
حال ،وذكل حسب ا ألحداث اليت ّ
تكونه والقواعد القانون ّية اليت تبنّاها القضاة جاء العطاهئا ّ
وهجات العا ّمة اليت تُس تخلص من القرار– سواء فيه [ ]...لكن من هجة أأخرى ،نرى أأ ّن التّ ّ
عىل مس توى االقرار ابلوقائع وتصنيفها ،أأو عىل مس توى مالءمة القانون مع الوقائع اليت ّمت
االقرار هبا وتصنيفها – تسامه يف التّمكّي للمبادئ".708
ألن وظيفة المحكمة ح ّل النّزاعات. بعبارة بسيطة :قرار المحكمة قرار وقائعّ ،
ي ،ألنّه ينبغي أن تراه صالحا للنّزاعات في نفس الوقت قرار المحكمة قرار مبدئ ّ
المستقبليّة المماثلة ،فوظيفة المحكمة إقامة المساواة ،أي وظيفتها أن تكون
محكمة.
ألجل ما تقدّم من صعوبة القول بقرارات مبدئيّة وبقرارات وقائع ،وفي ك ّل
ي أو قرار وقائع ،ال األحوال ألجل صعوبة أن نقول عن قرار ما إنّه قرار مبدئ ّ
أن القرار المعلّق ينصح باستعمال هذا الت ّصنيف ،وينصح باالكتفاء بمالحظة ّ
طور الالّحق لفقه القضاء. عليه قد تكون له آثار ها ّمة على الت ّ ّ
– من المعطيات التي تحدّد أيضا ً مدى القرار ،أي من المعطيات التي تم ّكن من
سابقة التي عليها القضاء .فإذا عرفنا تحديد تأثيره على فقه القضاء ،الحالة ال ّ
سابق ،ووجدنا القرار الذي بين أيدينا مختلفا ،هذا يعني أنّنا أمام قرار أحدث ال ّ
تطويرا في فقه القضاء .فإذا وصل القرار الذي بين أيدينا إلى حدّ مناقضة ما
تحول أن تكون ّ شرط للحديث عن ي . 709وال ّ تحول قضائ ّ ّ سبقه ،فنحن أمام
القرارات القديمة والقرار الجديد الذي يناقضها قد صدرت جميعها عن نفس
الدّائرة التّعقيبيّة (أو نفس الدّائرة االستئنافيّة) أو أن تكون القرارات القديمة قد
صدرت عن دائرة أو أكثر لمحكمة التّعقيب والقرار الجديد الذي يناقضها
تحول.
صادرا عن الدّوائر المجتمعة .خارج هذه الحدود ال يمكن الحديث عن ّ
ي مناقض ،هنا تستقر محاكم األصل على اتّجاه ،ث ّم يأتي قرار تعقيب ّ ّ مثال ذلك أن
استقرت محكمة
ّ تحول بل قرار يئد فقه قضاء بصدد النّشأة .في المقابل ،لو ال ّ
التّعقيب على اتّجاه وجاء قرار مناقض من محكمة درجتها أق ّل ،هنا أيضا ال
"Nous avouons gouter assez peu la distinction, plus instinctive que réfléchie, que 708
l’on pose, sans plus en démontrer le bien-fondé qui en fixe les lignes, entre les arrêts
de principe et les arrêts d’espèce. Pour nous, toute décision judiciaire est décision
d’espèce, en ce sens qu’elle ne s’impose que pour le cas particulier qu’elle résout
]…[ d’après les faits qui le constituent et les règles de droit que les juges y adoptent
Mais d’autre part, les directions générales qui s’en dégagent tant pour la
reconnaissance et le classement des faits que pour l’adaptation du droit aux faits
reconnus et classés, contribuent à l’affermissement des principes". François Gény,
note, S., 1930. 2. 99, cité par : Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 185.
ي ،انظرJean-François Casil, Retour sur les conditions d’existence : 709حول الت ّ ّ
حول القضائ ّ
de revirement de jurisprudence en droit privé, R.R.J., 2004-2 (1), p. 639.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 410
إن التّعليق على قرار أو فإذا أردنا اآلن أن نعيد ما جاء للت ّ ّو بعبارات سبقت ،قلنا ّ
دراسته تت ّم بتشغيل مستويات تناولناها .710تفضي هذه المستويات إلى أن نصل
إلى ما أسمي بتحليل القرار ،وتبيان قيمته ومداه.
هذا الذي نصل إليه هو ما ينبغي ترتيبه .لكن قبل المرور إلى التّرتيب تنبغي
العودة إلى االكتشاف وتناوله ال كما فعلنا إلى حدّ اآلن ،بل وفق طريقة
مجربة" 711تفضي بدورها إلى الوصول إلى تحليل القرار وتبيان قيمته ومداه. " ّ
نص القرار ث ّم في استخراج العناصر التّالية الواحد الطريقة في قراءة ّ تتمثّل هذه ّ
منها وراء اآلخر:712
– ّأوال :المحكمة التي صدر عنها القرار
سلطة العدليّة. يصلح هذا العنصر على عدّة مستويات مرتبطة بهرميّة ال ّ
– ثانياً :تاريخ صدور القرار
أن االنتباه إلى التّاريخ يصلح هذا العنصر على مستوى التّفكير في المدى.كما ّ
يجنّبنا الوقوع في بعض األخطاء.
الزوجة أن ّ ينص على ّ ّ شخصيّة مثال ذلك :كان الفصل 23من مجلّة األحوال ال ّ
المعلّق هو
ِّ مخيّرة في اإلسهام في اإلنفاق ،وصار يقول إنّها ملزمة .ما يَحضر
ي .فإذا قدّم إليه قرار صدر في ظ ّل القانون القديم يقضي ّ
بأن القانون الحال ّ
الزوجة مخيّرة ،فهو سينقده .هذا النّقد لم يكن ليكون لو انتبه إلى تاريخ القرار. ّ
– ثالثاً :استخراج الدّليل المستنبط منه
صا ،وقد تذكره المحكمة وقد ال تذكره؛ وقد يكون مبدأ قانونيّا ّ عا ّما، قد يكون ن ّ
نص.وعموما أصالً من األصول التي يت ّم إعمالها حين ال يوجد ّ
– رابعاً :الوقائع
هي جملة األحداث التي وقعت قبل أن نصل إلى المحاكم .وما ينبغي هو تنظيمها
ي. ي منها ،أي ذاك الذي ال عالقة له بالمشكل القانون ّ زمنيّاً ،وإقصاء الهامش ّ
– خامساً :اإلجراءات
مر بها النّزاع.
• اسم مختلف المحاكم التي ّ
• محتوى قضائها.
– سادساً :ادّعاءات وحجج األطراف الواقعيّة والقانونيّة
بعد ما سبق سنكون على األق ّل أمام تأويلين متعارضين للقانون ،لك ّل واحد
حججه (قد نكون أمام أكثر من زوج من التّأويالت المتعارضة ،ومن ث ّم أمام
أكثر من زوج من الحجج) .يقول "هنري مازو" (:)Henri Mazeaud
ابلّضورة أأطروحتان تتعلّقان :ابحل ّل اذلي س ُيعطى "بعد [ ]...التّذكري ابالجراءات ،س تظهر ّ
لسؤال واحد ،وبتأأويل قاعدة قانونيّة واحدة .فاذا اكن القرار املعلَّق عليه قرار ًا حملمكة التّعقيب،
فالعرض املتعلّق ابالجراءات ينبغي وبوضوح أأن يُظهر التّعارض بّي تفكري قضاة ا ألصل من
هجة وتفكري املع ِقّب من هجة أأخرى .اذن حان الوقت ألن يُطرح بوضوح املشلك القا ّ
نوين
اذلي فصل فيه القرار املعلَّق عليه".713
تلك هي إذن عشر نقاط ينبغي الوصول إليها في مرحلة االكتشاف .والنّقطة
الثّامنة والتّاسعة والعاشرة هي ما سيشتغل عليه في المرحلة الموالية ،أي مرحلة
التّرتيب.
– إحدى عشر :التّخطيط
هنا ث ّم إمكانيّتان:
إ ّما أن نأتي إلى النّقطة الثّامنة ،ونردّها إلى عناصرها ،ث ّم نجمع المتماثل منها
ونفصل المتخالف ونقدّم المتقدّم ونؤ ّخر المتأ ّخر .هذا يعطي تخطيطا ً موضوعيّا ً
( .)plan thématiqueداخل مضمون هذا التّخطيط نأتي بالتّفكير في القيمة
وفي المدى.
وإ ّما أن نبني التّخطيط على مقاربتنا لجواب المحكمة تحليالً (الفقرة األولى) ،ث ّم
تقييما ً (الفقرة الثّانية) ث ّم مدى (الفقرة الثّالثة).
[يس ّمى هذا التّخطيط . Le plan : S.V.P :و ( )Sهي اختصار لـ:
()Solution؛و ( )Vهي اختصار لـ)Valeur( :؛و ( )Pهي اختصار لـ:
(.])Portée
متكونا ال من ثالث فقرات بل من اثنتين فحسب، ّ فإذا أردنا أن يكون التّخطيط
األول لتحليل القراروجب عندها أن نقارب القرار تحليالً ،ث ّم تفكيراً(الجزء ّ
،analyse de la décision ou Solutionوالثّاني للتّفكير فيه réflexion
نفرع الجزء الثّاني إلى تفكير في القيمة وتفكير في .sur la décisionث ّم ّ
المدى).
―.198التّعبري.
فإذا قرأنا الكتب ،وجدنا من يفضّل اعتماد اإلمكانيّة األولى ،714لكن ث ّم في
المقابل من يدعو العتماد اإلمكانيّة الثّانية .715وأيّا كان خيارنا ،فما بعد التّرتيب
يأتي التّعبير.
اثنا عشر :التّحرير
يتبق إالّ تحرير
ّ عن الخاتمة يقول بعضهم إنّها ليست ضروريّة . 716لذا لم
خاص في تحريره ،ألجل ذلك تنبغي ّ المقدّمة والجوهر .فأ ّما الجوهر فال شيء
اإلحالة على ما جاء في اإلطار المشترك.717
تتكون منها .718لكنّ وأ ّما المقدّمة ،فث ّم اقتراحات متعدّدة حول العناصر التي
يمكن االكتفاء بما جاء عند "هنري مازو" (:)Henri Mazeaud
األول :تقديم القرار،العنصر ّ
بذكر المحكمة التي أصدرته،
وبذكر تاريخه،
وبتأطير المادّة القانونيّة التي اشتغل عليها.719
العنصر الثّاني :عرض الوقائع
العنصر الثّالث :عرض اإلجراءات
هنا نعرض من كان المد ّعي ومن كان المدّعى عليه في مختلف مراحل
الدّعوى؛ ماهي ادّعاءات وحجج ك ّل واحد منهما؛ ما هي المحاكم التي ّ
مر بها
النّزاع (قبل أن يصل إلى المحكمة التي نعلّق على قضائها) وما تاريخ حكمها
ي اتّجاه.720وفي أ ّ
بعد هذا العرض لإلجراءات ،ستظهر بالضّرورة أطروحتان تتعلّقان بالح ّل
الواجب إعطاؤه لمشكل واحد ،ولتأويل قاعدة قانونيّة واحدة .فإذا تعلّق األمر
ي ،سيكشف عرض اإلجراءات تعارضا بين تفكير قضاة األصل بقرار تعقيب ّ
األول
الموضوع ّ
تعليق على قرار واحد:
مدني 22 ،11251 ،أفريل ،1985ن ،I .ص 178وما بعدها.
ّ قيبي
تع ّ
721في مثالنا :أطروحة المحكمة االبتدائيّة ومحكمة االستئناف و(أ) من جهة ،وأطروحة (ب) من جهة أخرى.
ي على مقاربة جواب المحكمة تحليالً ،إلخ .انظر الفقرة عدد .197 ي؛ أو تخطيط مبن ّ
تخطيط موضوع ّ
722
723ينبغي أن نختم باإلحالة على كتاب ذكر سابقا لـ" :روجي مانديﭭريز" ( )Roger Mendegrisو"جورج
فارمال" ( ،)Georges Vermelleوذلك في موضعين:
ّأول الكتاب ،وتحديدا تعريفات أه ّم المصطلحات.
آخر الكتاب ،وتحديدا فِّهرس المراجع.
إن التّعليق على عدّة قرارات يستوجب استخراج المشترك بينها ،وربّما أيضا غير المشترك. 724يقول بعضهم ّ
لكن األفضل االكتفاء بتناول ما هو مشتركRoger Mendegris et Georges Vermelle, préc., p. .
125.
725مالحظة :ت ّم حذف جزء من القرار؛ كما ت ّم إصالح بعض األخطاء الب ّينة.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 416
– 2نسريّة ،القاطنين بقربة ،ضدّ –1عبد القادر والحبيب ومح ّمد وأ ّم
الخير –2 ،محبوبة – 3 ،نزيهة وفوزيّة وح ّمادي وحياة ومنية ،القاطنون
ي بقربة ،نائب من عدى األخيرين البشير عيّاد ،طعنا في الحكم النّهائ ّ
صادر في القضيّة عدد 7543بتاريخ 28مارس 1984من محكمة ال ّ
ناحية نابل القاضي بعدم سماع الدّعوى.
طعن المقدّمة من األستاذ ابن طالع على مذ ّكرة مستندات ال ّ وبعد اال ّ
رمضان بتاريخ 1ماي 1984وعلى محضر إبالغها للمعقّب عليهم
بتاريخ 14منه عن طريق عدل الت ّنفيذ بقرمبالية ال ّ
سيّد عبد المجيد الكامل.
طالع على بقيّة الوثائق التي أوجب الفصل 185من مجلةّ وبعد اال ّ
المرافعات المدنيّة والتّجاريّة تقديمها وعلى تاريخ إيداعها بكتابة هذه
المحكمة.
ّ
الردّ على مستندات الطعن المقدّمة من األستاذ ّ
وبعد االطالع على مذ ّكرة ّ
الرفض شكال وأصال. والرامية إلى طلب ّعيّاد في المواعيد القانونيّة ّ
الرامية طالع على ملحوظات المدّعي العا ّم لدى محكمة التّعقيب ّ وبعد اال ّ
بدورها إلى قبول المطلب شكال ورفضه أصال مع الحجز واالستماع
لشرح تلك الملحوظات بالجلسة.
طالع على كافّة األوراق والمداولة القانونيّة. وبعد اال ّ
من حيث الشّكل:
ّ
حيث استوفى مطلب التعقيب جميع أوضاعه وصيغه القانونيّة فهو مقبول
شكال.
من حيث األصل:
حيث أفادت وقائع القضيّة كما أثبتها الحكم المنتقد والوثائق التي انبنى
الطاعنين بقضيّة لدى محكمة ناحية نابل ضدّ خصومهم ادّعيا عليها قيام ّ
فيها أنّهما اشتريا من المرحوم حسين بن علي الحدّاد في قائم حياته جميع
طعة من قطعة األرض الكائنة بقربة والتي تمسح احدى عشر مرجعا مق ّ
السّانية المعروفة باسم سانية كشطان بيّنت حدودها باألصل وذلك بثمن
محررة في 7أفريل 1970 ّ ي قدره 100دينارا حسب ح ّجة عادلة جمل ّ
شراء وقع التّنصيص به تحوزا بالمبيع غير أنّه عند تحرير كتب ال ّ وقد ّ
أن موضوع البيع تابع للقطعة عدد 748س من مثال المسح غلطا على ّ
أن المبيع تابع للقطعة عدد 624 ي التّابع لمشيخة قربة والحال ّ اإلجبار ّ
ي عدد 10279تونس س 2البالغ مساحتها نحو الرسم العقار ّ
موضوع ّ
هكتارين و 33آر و 40سنتيار وهكذا تعذّر عليهما إدراج شرائهما بدفاتر
الملكيّة العقاريّة كما تعذّر عليهما إصالح الغلط الوارد بكتب ال ّشراء في
خصوص رقم القطعة لوفاة البائع وامتناع ورثته من المصادقة على
ي اإلصالح وانتهيا إلى طلب الحكم بإلزام هؤالء بالتّوقيع على كتب تكميل ّ
417 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الرسم ضح به األجزاء المبيعة ورقم القطعة التي ستقع منها وعدد ّ تو ّ
شراء به ك ّل ذلك في أجل محدّد يصبح ي الذي يتعيّن إدراج كتب ال ّ العقار ّ
سيّد ي مع اإلذن لل ّ الحكم الذي سيصدر بعد مضيّه قائما مقام الكتب التّكميل ّ
ي ولم يحضر المدّعى عليهم ولم حافظ الملكيّة بإدراجه بالسّجل العقار ّ
أنبملف القضيّة يفيد ّ ّ يجيبوا عن الدعوى ورأت المحكمة أنّه ال شيء
إرادة البائع قد انصرفت إلى التّفويت للمدّعين في أجزاء من القطعة عدد
ي جزء أن الواقع يخالف ذلك فالمدّعيان ليسا بحائزين أل ّ 624فضال عن ّ
تحوزهما بالمبيع وبناء نص به على ّ أن كتب البيع قد ّ من تلك القطعة مع ّ
طعن اآلن. على ذلك قضت بعدم سماع الدّعوى وهذا الحكم هو مح ّل ال ّ
طاعنان ناعين عليه: وحيث تعقّبه ال ّ
[]...
عن كافة المطاعن: ّ
أن محكمة الموضوع بعد أن حيث اتّضح من مطالعة الحكم المنتقد ّ
بالرؤية ّ أن المشتريين اعترفا شراء من ّ استعرضت ما ورد بعقد ال ّ
أن موضوع التّداعي في والت ّقليب والحوز وما أثبته الخبير المنتدب من ّ
أن المشتريين لم تصرف أرملة البائع تخلّصت من ذلك إلى استنتاج ّ ّ
أن يتحوزا مطلقا بمح ّل النّزاع واعتبرت هذا قرينة بتعزيز ما ارتأته من ّ ّ
ّ ّ
أن إرادة البائع قد اتجهت نحو التفويت ي شيء يفيد ّ الملف خلو من أ ّ ّ
ي لعمادة للمدّعين في أجزاء من القطعة عدد 624من مثال المسح اإلجبار ّ
أن تلك المحكمة قد تجاوزت في تكييف الخطأ المطلوب قربة ومؤدّى ذلك ّ
ي غير مؤثر في جوهر العقد وفي إرادة مجرد غلط مادّ ّ ّ إصالحه من
ّ
للرضا والمؤثر في إرادة ّ
المتعاقدين إلى القول بأنه من قبيل الغلط المفسد ّ
البائع لتناوله ذات المبيع.
أن المح ّل المتعاقد عليه هو من األركان الضّروريّة وحيث ال جدال في ّ
لتكوين العقد ال بدّ أن يكون معلوما لدى المتعاقدين بصورة تنفي عنه ك ّل
جهالة سواء من حيث ذاته أو من حيث صفاته األساسيّة .كما ال جدال في
الرضا أن الغلط في المح ّل ذاته يعتبر من باب الغلط المانع الذي ال يفسد ّ ّ
فحسب بل يعدمه أساسا.
شراء موضوع مطلب اإلصالح أنّه وحيث يتّضح من مطالعة كتب ال ّ
ضبط المتعاقد عليه على النّحو الت ّالي "قطعة أرض سقويّة بها أحد عشر
طعة من جميع السّانية المعروفة مرجعا متخلّلة بخمسة أصول زيتون متق ّ
شرقية بجميع ما لذّ من الحقوق وعا ّمة المنافع بسانية كشطان من ناحيتها ال ّ
ي" (مع ضبط الحدود ي والجوف ّ الحظ في السّقي من بئريها القبل ّ ّ مع
الفعليّة).
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 418
ي مجال أن وصف المبيع على ال ّنحو السّالف الذّكر ال يترك أ ّ وحيث ّ
صة وقد تأ ّكد من للقول بوجود غلط مانع أو مؤثّر في إرادة البائع خا ّ
أن المبيع ال يمتّ بصلة للقطعة تقرير الخبير المنتدب ومن باقي الوثائق ّ
عدد 748المشار إليها بنفس الكتب ال من حيث المساحة وال من حيث
وأن تلك األوصاف إ ّنما تنطبق على ظ في السّقي ّ الحدود وال من حيث الح ّ
القطعة عدد .624
ي أن محكمة الموضوع ل ّما أهملت األخذ بتلك الجوانب ولم تعرها أ ّ وحيث ّ
اهتمام مع أ ّنها معروضة عليها ضمن الكتب المطلوب إصالحه واعتمدت
الرقم الوارد ذكره بالكتب وعلى ما مجرد ّ
ّ في معرفة المتعاقد عليه على
أن هذا تصرف غير المشتريين رغم ّ ّ أن الجزء المبيع فيأثبته الخبير من ّ
الوضع إنّما كان نتيجة مباشرة لتنفيذ حكم القسمة الصادر في القضية عدد
7494والمؤيّد استئنافيّا ول ّما اعتبرت الغلط المطلوب إصالحه من قبيل
ي المنصوص عليه الغلط المؤثّر في اإلرادة وليس من قبيل الغلط المادّ ّ
بالفصل 47من مجلّة االلتزامات والعقود فإنّها تكون قد كيّفت الدّعوى
على خالف ما تنطبق وقائعها ولم تلتزم في تأويل الكتب بما تقتضيه
المقررة بالفصل 513وما بعده من نفس المجلّة م ّما ّ القواعد القانونيّة
يتعيّن معه نقض الحكم المطعون فيه.
قررت المحكمة قبول مطلب التّعقيب شكال وموضوعا ونقض الحكم لذا ّ
المطعون فيه وإحالة القضيّة على محكمة ناحية نابل إلعادة النّظر فيها
طاعن من الخطيّة وترجيع مبلغها إليه. من جديد بهيأة أخرى وإعفاء ال ّ
وقد صدر هذا القرار بحجرة الشورى في 22أفريل 1985عن الدّائرة
سيّد علي محسن الماي والمستشارين المدنيّة المتر ّكبة من رئيسها ال ّ
سيّدين عبد الو ّهاب بن عامر وحسين بن مامي بمحضر المدّعي العا ّم ال ّ
سيّد عبد اللطيف سيّد الهادف بن األخضر وبمساعدة كاتب المحكمة ال ّ ال ّ
وحرر في تاريخه".ّ النّقاش –
المقدّمة (في رؤوس أقالم)
• تقديم القرار.
• عرض الوقائع.
• عرض اإلجراءات.
• عرض المشكلين القانونيّين:
– هل الغلط في ذات المحل يعدّ مانعا ومعدما ّ
للرضا في صورة عدم التقاء
اإلرادتين؟
419 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
– هل الغلط في ذات المحل يعدّ غلطا مادّيا ً منصوصا ً عليه في الفصل 47في
726
صورة التقاء اإلرادتين؟
األول ،وسنتناول جوابها هذا في الفقرة األولى. سؤال ّ أجابت المحكمة بنعم عن ال ّ
سؤال الث ّاني ،وسنتناول جوابها هذا في الفقرة الثّانية. وأجابت كذلك بنعم عن ال ّ
الجوهر (في رؤوس أقالم)
)Iالغلط في ذات المح ّل في صورة عدم التقاء اإلرادتين
اإلعالن عن تخطيط الفقرة األولى.
أ) موقف المحكمة من هذا الغلط
الرضا فحسب بل يعدمه – قالت المحكمة :هو من باب الغلط الذي ال يفسد ّ
أساساً.
شيء وهو مانع ويعدم ،وبين تفرق المحكمة بين غلط ينصبّ على ذات ال ّ إذن ّ
غلط آخر يفسد /الغلط اآلخر ال بدّ أنّه الغلط في النّوع أو في الوصف غير
ي.الذّات ّ
شيء واحدة.727 نقد موقف المحكمة :صور الغلط في ال ّ
– هنالك صورة أخرى للغلط في ذات المح ّل لم تطرح على المحكمة :الغلط في
الثّمن .728يقتضي االتّساق أن تتّخذ منها المحكمة نفس الموقف.
اإلتيان بما ينقل إلى (ب).
ب) مقتضى موقف المحكمة من هذا الغلط
األول :هنالك أنواع أخرى من الغلط المانع (قالت :من قبيل الغلط – المقتضى ّ
المانع).
إيراد هذه األنواع :الغلط في طبيعة العقد ،إلخ. .
729
– المقتضى الثّاني:
أن الغلط يبطل الرضا" ،ومقتضى هذا الكالم ّ قالت محكمة التّعقيب" :غلط يعدم ّ
بطالنا مطلقا؛
الرضا فحسب ،ومقتضى هذا سابق بغلط يفسد ّ قابلت محكمة التّعقيب الغلط ال ّ
أن الغلط الثّاني يبطل بطالنا نسبيّاً. الكالم ّ
ي أنسب ،لصور الغلط جميعاً ،من البطالن نقد موقف المحكمة :البطالن النّسب ّ
المطلق.730
اإلتيان بما ينقل إلى الفقرة الثّانية.
)IIالغلط في ذات المح ّل في صورة التقاء اإلرادتين
اإلعالن عن تخطيط الفقرة الثّانية.
أ) محتوى موقف المحكمة
ي:– ما د َخل المجال التّعاقد ّ
تنصيص ّأول في العقد :المبيع هو القطعة عدد .748
تنصيص ثان في العقد :المبيع هو القطعة عدد 624
تنصيص ثالث في العقد :المبيع هو أرض لها أوصاف معيّنة (متخلّلة بأصول
زيتون ،إلخ.).
تحوزا بالمبيع .إذن المبيع هو أرض بحوزة ّ تنصيص رابع :المشتريان
المشتريين.
– الواقع:
األوصاف تنطبق على القطعة .624
األوصاف ال تنطبق على القطعة .724
تحوز المشتريين للقطعة .624 عدم ّ
سابقين رأت محكمة النّاحية: – انطالقا ً من المعطيين ال ّ
أن البائع أراد القطعة 748والمشتريين كذلك. ّ
مقتضى رأيها:
ّأوال :ارتكب البائع والمشتريان غلطا ً في التّنصيص حين كتبوا .624
يخص القطعة :748 ّ ثانياً :ليس ث ّم غلط فيما
من المشتريين :هنا تكون قد أجابت على ما قاله المشتريان.
من البائع.
لكن محكمة النّاحية لم تقف هنا ،وأضافت :لو كان البائع أراد غير القطعة ،748 ّ
الرضا.
لكان وقع في غلط اسمه غلط في ذات المبيع وأثره إفساد ّ
سابقين رأت محكمة التّعقيب: – انطالقا ً من نفس المعطيين ال ّ
الموضوع الثّاني
مدني،
ّ قيبي
تعليق على أربع قرارات صادرة عن الدّوائر المجتمعة (تع ّ
مدني 16 ،44851 ،مارس ّ قيبي
16 ،28564مارس 1995؛ تع ّ
731
األول
الرئيس ّ قرر ّ وتبعا لذلك وعمال بأحكام الفصل 191من م.م.م.تّ .
لمحكمة التّعقيب إحالة القضيّة على الدّوائر المجتمعة نظرا لمخالفة
ي الذي أثبته قرار اإلحالة وتكليف المستشار محكمة اإلحالة للمبدأ القانون ّ
مقررا لها.
الزين ليكون ّ سيّد المنصف بن المختار ّ ال ّ
المحكمــــة
عــن المسـألة القانونيّـة محـ ّل ال ّطعـن
األول
عــن المطعــن ّ
صادر بعدم وجود خطأ يمكن نسبته للسّائق على ي ال ّ
أن الحكم الجزائ ّ حيث ّ
معنى الفصل 98من م.ط .ال يمنع القيام ضدّ حافظ الوسيلة المحدثة
ي تسلّط على أن الحكم الجزائ ّ للضّرر سواء كان هو السّائق أو غيره .إذ ّ
ما صدر من السّائق شخصيّا من أفعال أثناء السّياقة بينما طلب التّعويض
شيء ومو ّجها ضدّ حافظه ولم يكن فعل الوسيلة وال يعتمد على فعل ال ّ
ي وبالتّالي فال وجه لالحتجاج باتّصال حفظها م ّما تع ّهد به القاضي الجزائ ّ
القضاء على معنى الفصل 481من م.ا.ع .لتباين األسباب وقد طبّقت
محكمة اإلحالة الفصل 96من م.ا.ع .تطبيقا سليما واتّجه لذلك رفض هذا
المطعن.
عـن المطعـن الثاني
حيث جاء بالفصل 96من م.ا.ع" .على ك ّل إنسان ضمان الضّرر النّاشئ
أن سبب الضّرر من نفس تلك األشياء"... م ّما هو في حفظه إذا تبيّن ّ
ي أن يكون ّ
وحيث يستفاد من الفصل المذكور أنه ليس من الضّرور ّ
ّ
شيء في الحادث بخطأ اإلنسان ويكفي وجود عالقة السّببيّة بين الشيء ال ّ
والضّرر.
سيّارة المؤ ّمنة المتضرر وهو متر ّجل صدمته ال ّ ّ ّ
وحيث ال جدال في أن
ّ
طاعنة ويعتبر الضّرر تبعا لذلك صادرا عنها حتى يثبت خالفه وقد لدى ال ّ
طعن غير أحسنت محكمة اإلحالة تطبيق الفصل 96من م.ا.ع .وكان ال ّ
وجيه فتعيّن رفضه.
عـن المطعن الثّالث
شيء والضّرر وقد طاعنة نازعت في العالقة السّببيّة بين ال ّ أن ال ّ
حيث ّ
طور إلى رفض مطعنها كما سبقت اإلشارة إليه ولم تستند في هذا ال ّ
ي من المسؤوليّة المنصوص عليه بالفصل 96من م.ا.ع .فال اإلعفاء الكلّ ّ
ي الذي قضت به محكمة اإلحالة مصلحة لها في معارضة اإلعفاء الجزئ ّ
وال يقبل منها طعن دون مصلحة عمال بأحكام الفصل 179من م.م.م.ت.
واتّجه رفض هذا المطعن أيضا.
ولهــذه األسبــاب
425 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
في الد ّعوى المدنيّة وهو تفسير غير سليم للفصل المذكور ّ
ألن الحكم بترك
المتضرر من التّعويض إضافة
ّ السّبيل ال يؤدّي في ك ّل الحاالت إلى تمكين
طلب لم يقدّم على هذا األساس فال وجه للنّظر في سند لم تطرحه أن ال ّ
إلى ّ
الدّعوى إالّ ّ
أن ذلك ال تأثير له على ما انتهى إليه الحكم.
األول فإنّه يتعيّن رفض هذا
بالردّ عن المطعن ّ ولهذا السّبب ولما جاء ّ
المطعن أيضا.
عـن المطعن الثّالث:
حيث يتعلّق هذا المطعن بمناقشة محكمة الموضوع في تقديرها التّعويض
المستحق وهو ما يدخل في اجتهادها الذي ال رقابة لمحكمة التّعقيب عليهّ
ّ
طالما عللت رأيها بما تج ّمع لديها من عناصر ثابتة في الملف ووفق ما
اقتضاه الفصل 107من م.ا.ع .واتّجه لذلك رفض هذا المطعن.
ولهــذه األسباب
قررت محكمة التّعقيب بدوائرها المجتمعة قبول مطلب التّعقيب شكال ّ
ورفضه أصال ."...
ألن الفصل 101من م.ا.ع .ال يسمح –2خرق قاعدة اتّصال القضاء ّ
ي.بمناقضة الحكم الجزائ ّ
–3خرق الفصل 101من م.ا.ع .العتماد المحكمة على ازدواجيّة الخطأ
ي.ي والخطأ الجزائ ّ المدن ّ
سابق عدد 39639 ي ال ّولذلك ولمخالفة الحكم المذكور القرار التّعقيب ّ
قررت الدّائرة الثّالثة التي نشرت لديها القضيّة إرجاعها لل ّ
سيّد المشار إليه ّ
األول لمحكمة التّعقيب للنّظر في إمكانيّة إحالتها على الدّوائر الرئيس ّ ّ
الرئيس قرر ّ المجتمعة وتبعا لذلك وعمال بأحكام الفصل 191من م.م.م.ت ّ
األول إحالة القضيّة على الدّوائر المجتمعة نظرا لمخالفة محكمة اإلحالة ّ
سيّد المنصف ي الذي أثبته قرار اإلحالة وتكليف المستشار ال ّ للمبدأ القانون ّ
مقررا لها. الزين ّ بن المختار ّ
المحكمة
عن المسألة القانونيّة مح ّل ال ّطعن
األول:
عن المطعن ّ
ي سندها الفصل 83م.ا.ع فيما شخص ّ أن المسؤوليّة عن الخطأ ال ّ حيث ّ
شيئيّة سندها صدر عن اإلنسان من تقصير أو إهمال بينما المسؤوليّة ال ّ
الفصل 96من نفس المجلّة وموضوعها ضمان الضّرر النّاشئ عن حفظ
شيء ،فاألولى أساسها الخطأ والثّانية أساسها الضّمان. ال ّ
وحيث تختلف المسؤوليّتان المذكورتان من حيث األساس وعبء اإلثبات
سائق التّقصير في السّياقة وإن كان ي الذي نفى عن ال ّ وأن الحكم الجزائ ّ ّ
ي الوارد بالفصل 83من م.ا.ع .فإنّه ال شخص ّ ينفي عنه أيضا الخطأ ال ّ
ّ
يعفيه من ضمان الضّرر المستند للفصل 96من نفس المجلة.
المتضرر ودوره في ّ ي من إشارة لخطأ أن ما جاء بالحكم الجزائ ّ وحيث ّ
ي إذ أنّه تزيّد ال تقتضيه ضرورة البتّ في الحادث ال يفيد القاضي المدن ّ
الدّعوى العا ّمة وقد أحسنت محكمة اإلحالة تطبيق أحكام الفصل 96
م.ا.ع .واتّجه لذلك رفض هذا المطعن.
عن المطعن الثّاني:
أن ما جاء بالفصل 101من م.ا.ع .وبالفصل 19من م.ج .يرمي حيث ّ
أن تسليط إلى التّفريق بين المسؤوليّة الجزائيّة والمسؤوليّة المدنيّة بحيث ّ
ي ال يبرئ ذ ّمة المحكوم عليه من المسؤوليّة المدنيّة ّ
وأن انتفاء عقاب جزائ ّ
المشرع تمكينّ األولى ال يترتّب عنه بالضّرورة انتفاء الثّانية ولم يقصد
ي ضرورة ي من إعادة النّظر فيما بتّ فيه القاضي الجزائ ّ القاضي المدن ّ
سواء في صورة أحكام اإلدانة أو في خصوص أحكام البراءة كأن يثبت
صر أو أهمل على معنى الفصل 83م.ا.ع. أن السّائق ق ّ ي ّ القاضي المدن ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 432
شيئيّة الوارد بها الفصل 96من من ق.ج فإ ّن استنادها إلى المسؤوليّة ال ّ
أن ما انتهت إليه ليس فيه خرق للقانون وتعيّن لذلك م.ا.ع .كاف العتبار ّ
رفض هذا المطعن.
عن المطعن الث ّالث:
أن الخطأ الذي ورد بالفصل 98من م.ط ال يختلف من حيث محتواه حيث ّ
وطبيعته عن الخطأ الوارد بالفصل 83من م.ا.ع .فإذا صدر الحكم
ي بعدم وجود خطأ ينسب لسائق الوسيلة المشاركة في الحادث ال الجزائ ّ
يبقى في سلوك السّائق ما يمكن اعتباره خطأ شخصيّا الت ّصال القضاء به
ولم يستطع المدّعون في األصل وال محكمة اإلحالة إبراز الخطأ الذي
س ّمي مدنيّا على معنى الفصل 83من م.ا.ع .والذي يختلف عما نفته
المحكمة الجزائيّة على معنى الفصل 98من م.ط إالّ ّ
أن اعتماد المحكمة
على الفصل 96من م.ا.ع .كاف العتبار ما انتهت إليه مطابقا للقانون
واتّجه لذلك رفض هذا المطعن أيضا.
لهذه األسباب:
ّ ّ
قررت محكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة قبول مطلب التعقيب شكال ّ
ورفضه أصال ."...
المقدّمة (في رؤوس أقالم)
• تقديم القرارات.
• عرض الوقائع (باقتضاب).
• عرض اإلجراءات (باقتضاب).
• عرض المشكلين القانونيّين:737
األول يتعلّق بالمسؤوليّة ال ّ
شيئيّة شروطا ً ،ث ّم أساساً. – المشكل ّ
– المشكل الثّاني يتعلّق بالعالقة بين المسؤوليّات.
سنفرد لك ّل مشكل فقرة.
بعبارة أخرى :بعد مسح محتوى جميع القرارات ،وبعد جمع المتماثل منها
وفصل المتخالف وتقديم المتقدّم ،يعطي ذلك:
من جهة أولى:
قرار 42389و:28564
شروط المسؤوليّة الشّيئيّة معنى فعل الشّيء
قرار 42389و:28564
سببيّة في نطاق العالقة ال ّ
المسؤوليّة الشّيئيّة
المسؤوليّة الشّيئيّة
شيء /أي ي لل ّ
سلب ّ– إذن ليدحض المدّعى عليه القرينة ،ينبغي أن يثبت الدّور ال ّ
سببيّة: لكي يتخلّص من المسؤوليّة ،عليه أن ّ
يتعرض للعالقة ال ّ
شيء ليس سببا في حصول الضّرر ألنّه لعب دورا أن ال ّ • بأن يثبت بصفة سلبيّة ّ
سلبيّا (إذن الحافظ مسؤول عن الضّرر الذي بقي سببه مجهوال).
• أو بأن يثبت بصفة إيجابيّة:
أنّه فعل ك ّل ما يلزم لمنع الضّرر،
و
قوة قاهرة أو بسبب من لحقه. أن الضّرر نشأ بسبب أمر طارئ أو ّ ّ
ي :قرار :28564من اعتبر مسؤوالً ال مصلحة له في – مسألة اإلعفاء الجزئ ّ
ي وبتجزئة ي /إذن قبول بإمكانيّة اإلعفاء الجزئ ّ معارضة اإلعفاء الجزئ ّ
المسؤوليّة؟
حسب أحد الفقهاء :إن ثبت ثانيا ً من الفصل ( 96خطأ الضّحيّة مثال) ولم يثبت
أن خطأ الضّحيّة لم يكن أن الحافظ فعل ك ّل ما يلزم) ،فهذا يعني ّ ّأوالً (لم يثبت ّ
سبب الوحيد في وقوع الضّرر م ّما يترتّب عنه توزيع المسؤوليّة بين الحافظ ال ّ
والمتضرر (إلخ ).من جهة أخرى .
739
ّ من جهة
المشرع تجزئة المسؤوليّة ليكون موقف الدّوائر المجتمعة ّ سؤال :هل أرادلكن ال ّ
أن هذا هو موقفها) المتمثّل في التّجزئة سليما؟ (على تقدير ّ
اإلتيان بما ينقل إلى (ب).
ب) أساس المسؤوليّة الشّيئيّة
اإلعالن عن تخطيط (ب)
/1موقف المحكمة
– نظريّا :أساس المسؤوليّة:
إ ّما الخطأ (يجب إثباته /أو هو مفترض)؛
وإ ّما ليس الخطأ (الضّمان ،إلخ.).
– الدّوائر المجتمعة (قرار :)45822األساس هو الضّمان.740
الزين ،المسؤوليّة التّقصيريّة ،درس مرقون ،كلّيّة الحقوق والعلوم السّياسيّة بتونس ،ب ت ،ص .50 739مح ّمد ّ
740يمكن نقل إثبات ما جاء أعاله من عندNadhir Ben Ammou, préc., p. 41 et s. :
أن المسؤوليّة عن الخطأ لكن انظر أحمد بن طالب الذي أورد الحيثيّة التّالية للقرار عدد " :45822حيث ّ
شيئيّة سندهاي سندها الفصل 83م.ا.ع .فيما صدر عن اإلنسان من تقصير أو إهمال بينما المسؤوليّة ال ّ شخص ّ ال ّ
شيء مادّيّا ً وقانونيّا ً فاألولى أساسها الخطأ والثّانية أساسها القاعدة العا ّمة الفصل 96م.ا.ع .وموضوعها حفظ ال ّ
بأن من له النّما فعليه التّوا". الواردة بالفصل 554م.ا.ع .القائلة ّ
ي للقرار كيفما نجده في ال ّنسخة" :المستخرجة من أرشيف ص األصل ّ أن هذا هو النّ ّث ّم أضاف أحمد بن طالب ّ
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 436
ص المنشور في مجموعة قرارات الدّوائر المجتمعة لمحكمة التّعقيب لسنة – 1994 محكمة التّعقيب .ذلك ّ
أن ال ّن ّ
ّ ّ ّ
1995لم يتض ّمنه بل ورد فيه أن المسؤوليّة الشيئيّة «أساسها الضّمان» .وقد أوقع هذا التغيير المجهول المصدر
ّ
مجلة االلتزامات والعقود أمام الدّوائر الجميع في المغالطة فانبروا يتساءلون عن مدلوله" .أحمد بن طالب،
المجتمعة ،منشور في :كتاب مائويّة مجلّة االلتزامات والعقود ،2006 – 1906مركز النّشر الجامعي ،تونس،
،2006ص .265
Nadhir Ben Ammou, préc., p. 43. 741
437 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أن موقف محكمة التّعقيب من أساس المسؤوليّة ال يتماشى مع ما أراده إذن يبدو ّ
المشرع.
ّ
ّ
اإلتيان بما ينقل إلى الفقرة الثانية.
)IIالعالقة بين المسؤوليّات
اإلعالن عن تخطيط الفقرة الثّانية.
أ) العالقة بين المسؤوليّة المدنيّة والمسؤوليّة الجزائيّة
اإلعالن عن تخطيط (أ).
الجزائي على المدن ّي ّ /1مبدأ ح ّجيّة
ي.ي ح ّجيّة على المدن ّ – للجزائ ّ
– أساس ذلك حسب قرار 28564و :45822
الفصل 19من المجلّة الجزائيّة :الحكم بالبراءة أو بالعقوبات ...ال يمنع
المتضرر من ...تعويض الضّرر الذي لحقه. ّ
ي
صادر من مجلس جنائ ّ الفصل 101من مجلّة االلتزامات والعقود :الحكم ال ّ
بترك سبيل متّهم ال يؤثّر في مسألة تعويض الخسارة النّاشئة من الفعل.
صة ،ولكن أيضا – معنى الفصل ( 101والفصل )19حسب قرار 45822خا ّ
قرار :44851
ي
ي = عقاب مدن ّ • عقاب جزائ ّ
ي على أساس الفصل ،83وإ ّما عقاب ي = إ ّما ال عقاب مدن ّ • ال عقاب جزائ ّ
ي على أساس الفصل 96 مدن ّ
ي:البت فيما نظر فيه القاضي الجزائ ّ ي أن يعيد ّ • ال يمكن للقاضي المدن ّ
قرر استعمال ي الذي ،إن ّ ي إلهمال أو تقصير :تقييد القاضي المدن ّ * عقاب جزائ ّ
الفصل ،83ال يمكنه القول بانعدام اإلهمال أو التّقصير.
ي إلهمال أو تقصير: * ال عقاب جزائ ّ
ي الذي ال يمكنه إقرار وجود إهمال أو تقصير /إذن ال تقييد القاضي المدن ّ
سبيل يؤثّر في ي بترك ال ّ مسؤوليّة على معنى الفصل / 83أي الحكم الجزائ ّ
مسألة تعويض الخسارة.
ي الذي يمكنه أن يقضي بالتّعويض على أساس الفصل ال يقيّد القاضي المدن ّ
سبيل ال يؤثّر في مسألة تعويض الخسارة. ي بترك ال ّ / 96إذن الحكم الجزائ ّ
إذن الفصل 101مطلق (تعويض حسب الفصل 83أو )96ف ِّهم على أنّه يفيد
الخصوص :تعويض حسب الفصل .96
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :دراسة نصّ قرار (التّعليق على قرار) 438
صص المطلق؟ يبدو أنّه – حسب قرار – 45822مبدأ عدم اإلضرار ما مخ ّ
بحقوق المتقاضين وبحسن سير القضاء.
سبب: ي /ال ّي يوقف المدن ّ – الفصل 7من مجلّة اإلجراءات الجزائيّة :الجزائ ّ
والمس بمصداقيّة القضاء /إذن سبب حكم الفصل – 7لو ّ تفادي تناقض األحكام
صصة إلطالق الفصل .101 ص ّح – قرينة مخ ّ
– تقول الدّوائر المجتمعة هنا :رغم عدم فهم محكمة اإلحالة للفصل 101
(اعتبارها المطلق يفيد اإلطالق) ،فتطبيقها للفصل 96كان سليما.
– إذن حسب القرار :45822
الطرقات = توفّر الفصل ( 83من مجلّة االلتزامات توفّر الفصل 98من مجلّة ّ
والعقود).
الطرقات = غياب الفصل 83مع إمكانيّة توفّر وغياب الفصل 98من مجلّة ّ
الفصل ( 96من مجلّة االلتزامات والعقود).
اإلتيان بما ينقل إلى النّقطة الموالية.
الجزائي على المدن ّي
ّ /2ميدان ح ّجيّة
ي ،ك ّل ما ليس ضروريّا – قرار 28564و :45822ما ال يقيّد القاضي المدن ّ
تعرض له ّ المتضرر لخطأ (هذا ما ّ للبت في الدّعوى العموميّة :ارتكاب ّ
القراران).
ي
ي؟ أم هو مطلق ويشمل ح ّجيّة الجزائ ّ ي على المدن ّ – الفصل :481ح ّجيّة المدن ّ
ي وعموما ح ّجيّة ك ّل حكم على آخر؟ /قرار 28564طبّق مباشرة على المدن ّ
الفصل 481م ّما يد ّل على أنّه اعتبره مفيدا لإلطالق /نقد :الفصل ّ 482أوال :ال
أن محكمة االستئناف يمكنها تقرير ما ح ّجيّة لحكم ت ّم استئنافه – معنى هذا ّ
أن نصوص مجلّة االلتزامات والعقود قصد منها ح ّجيّة يخالفه – إذن يبدو ّ
ي – إذن ال ينبغي تطبيقها خارج هذا المجال إالّ بعد إعمال ي على المدن ّ المدن ّ
القياس.
اإلتيان بما ينقل إلى (ب).
ب) العالقة بين المسؤوليّات المدنيّة
يشخص ّ حرية االختيار بين المسؤوليّة عن الفعل ال ّ ّ – قرار :42389
شيئيّة /إذن هو للعالقة بين المسؤوليّات التّقصيريّة. والمسؤوليّة ال ّ
حريّة االختيار بين المسؤوليّة التّقصيريّة والمسؤوليّة العقديّة / – قرار ّ :42389
إذن هو للعالقة بين المسؤوليّة التّقصيريّة والمسؤوليّة العقديّة.
439 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
– إذن قرار الدّوائر المجتمعة الوارد أعاله رفض هذا الح ّل.
– تقييم موقف الدّوائر المجتمعة كما جاء عند أحدهم:743
إن موقفها هو :يمكن لضحيّة ضرر عموميّة عبارات الدّوائر تدعو للقول ّ
مصدره شبه جنحة القيام على أساس المسؤوليّة العقديّة؛ ويمكن لضحيّة عدم
تنفيذ أو تنفيذ سيّئ للعقد المطالبة بالتّعويض على األساس التّقصير ّ
ي.
هذا الح ّل مرغوب فيه ألنّه يعطي حظوظا وافرة للضّحيّة على مستوى
التّعويض خا ّ
صة إذا كانت ث ّم بنود مح ِّدّدة أو معفية من المسؤوليّة.
لكن قرار الدّوائر المجتمعة يحوي في ذاته حدودا لما وضعه :القرار ه ّم ضحايا ّ
حوادث المرور ،م ّما يقصي بقيّة الضّحايا؛ القرار أعطى لمن يملك ّ
حق القيام
حق اختيار القيام على أساس المسؤوليّة العقديّة ،من هنا على أساس الفصل ّ 83
حق القيام على أساس صورة المعاكسة ،أي إعطاء من يملك ّ هو لم يعتن بال ّ
المسؤوليّة العقديّة خيار القيام تقصيريّا.
ي تجسيما وعرضا. نص حكم قضائ ّ بما جاء اآلن نكون قد ختمنا منهجيّة دراسة ّ
ي .وقبل
ي تناولنا القانون ّ نص عقدّ ّ
ي .قبل العقد ّ قبل ذلك تناولنا منه ّجيّة دراسة ّ
ي.
ي رأينا الفقه ّالقانون ّ
ص بأنواعه المتقدّمة ،ينبغي المرور إلى القسم الثّاني من بعد دراسة النّ ّ
المواضيع التّطبيقيّة ،أي إلى دراسة الحالة العمليّة أو ما يعرف أكثر تحت اسم:
االستشارة القانونيّة.
―.201متهيد.
غادرنا منذ قليل القرار .ومضمونه ،كما رأينا ،وقائع تفضي إلى نزاع ،فيعرض
النّزاع على محكمة ،فتطبّق المحكمة على الحوادث القانون وتح ّل من ث ّم النّزاع.
وليست االستشارة بمختلفة ،فهنا أيضا ً تعرض وقائع ،وهنا أيضا ً مطلوب من
أن المحكمة تعرض المستشار 746أن يطبّق القانون على الوقائع .747الفارق ّ
744عند البعض ،هنالك دراسة حالة .وداخلها توجد دراسة حالة عمليّة واالستشارة القانونيّة (إلخ):
« Sous l’expression "étude de cas" l’on regroupe ici différent exercices que l’on
désigne usuellement par "cas pratique", "consultation juridique", "commentaire
dirigé" ». Pascale Gonod (sous la direction de), Annales droit administratif 2008.
Méthodologie et sujets corrigés, Dalloz, Paris, 2007, p. 19.
ي .من هذه ّ
الزاوية لالستشارة لكن ما الفرق بين دراسة حالة عمليّة واالستشارة؟ االستشارة عمل يقوم به مهن ّ
خصائص ال توجد في العمل الذي يطلب من طالب في الجامعة .انظرGilles Goubeaux et Philippe :
Bihr, préc., p. 101.
745انظرJérôme Bonnard, préc., p. 128. :
746قد يكون مهنيّا ً أو طالباً.
ي هو في الغالب محام .لكن يمكن أن يكون أستاذا ً جامعيّا ً من الذين يبذلون العلم لغير طالّب العلم (بنوك، والمهن ّ
ي (العلني والس ّّري) ،أو على حدّ عبارة أحدهم "البغاء الفكري ّ العلم البغاء يمارسون الذين من أي إلخ،).
القانوني" .وفعال جاء في أحد الكتب" :في أيّامنا تتعالى بعض األصوات لفضح انحراف :لقد تغيّر وضع
يتكرر ذكره دون حجّة منذّ االستشارة وأصبحت بطريقة كاريكاتوريّة مرتزقة وغير محايدة .هذا على األق ّل ما
ي ( prostitution de la pensée أن اعتقد مؤلّف أنّه اكتشف ظاهرة جديدة تتمثّل في البغاء الفكر ّ
ي القانون ّ
Philippe Jestaz et Christophe Jamin, La doctrine, Dalloz, Paris, 2004, p. .")juridique
181.
المؤلّف المتحدّث عنه هوJ.-D. Bredin, Remarques sur la doctrine, Mélanges offerts à :
Pierre Hébraud, P.U. Toulouse, 1985, p. 116, n° 6.
إلى جانب المهنيّين ،قد يكون المستشار طالباً .هذا األخير هو الذي يعنينا هنا.
747هنالك "االستشارة القانونيّة" ،وهنالك "المذ ّكرة القانونيّة" ( .)Note juridiqueوالمذ ّكرة استشارة داخليّة
(موظف في بنك ،إلخ .).انظرFlorence Benoit et Olivier : ّ يعطيها لمؤسّسة رجل قانون ينتمي للمؤسّسة
Benoit, préc., p. 33.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :االستشارة القانونيّة 442
عليها وقائع أفضت بعد إلى نزاع ،أ ّما المستشار فتعرض عليه حتّى الوقائع التي
أن المحكمة تح ّل النّزاع ،أ ّما المستشار فيقدّم
صة ّ لم تفض إلى نزاع؛ والفارق خا ّ
تصورا ً عن الكيفيّة المحتملة لح ّل النّزاع (من قِّبَل المحاكم).
ّ
―.202االكتشاف.
ما جاء للت ّ ّو يجعل المرحلة األولى من عمل المستشار – مرحلة االكتشاف – ال
تختلف في جوهرها عن عمل المحكمة.
تتكون المرحلة األولى من ثالث لحظات:748ّ
ي
اللحظة األولى :عرض المشكل القانون ّ
نص االستشارة ،749ينبغي انتقاء الها ّم من الوقائع وتكييفه ،أي إدخاله
بعد قراءة ّ
ي.750
في صنف قانون ّ
ث ّم ينبغي تحديد المشكل أو المشاكل القانونيّة التي تثيرها الوقائع .
751
748هذا ما قاله "هنري مازو" ( ،)Henri Mazeaudوسنعرض هنا بطريقة تكاد أن تكون حرفيّة ما قاله.
انظر حول ما سننقلهHenri Mazeaud, préc., p. 60 et 61. :
صة ،بل تقدّم له وثائق (نسخ رسائل ،وثائق حالة مدنيّة ،إلخ ).يستخرج منها الوقائع. 749قد ال تحكى ّ
للطالب ق ّ
ضيّق لالمتحان ( Gilles صة بالوقت ال ّ صعوبات المادّيّة المتعلّقة بنسخ الوثائق وخا ّ هذا نادر بسبب ال ّ
.)Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 101 et p. 105.
للطالب وقائع غير معقّدة وغير محتاجة لزمن طويل ينفَق عليها .هذا المتعلق بالوقت عادة ما تقدّم ّ
ّ لنفس السّبب
ّ ّ
ال يعني أن ال تقدّم له وقائع غير مرتبة أو ناقصة أو فيها أمور زائدة .فقد يراد أن ينظر في مدى قدرة الطالب
تصور جميع الفرضيّات الممكنة لسدّ النّقص ،ومدى قدرته على تخليص عمله ّ على التّنظيم ،ومدى قدرته على
قرب منJérôme Bonnard, préc., p. 128. : يّ .من ك ّل األمور غير المرتبطة بالمشكل القانون ّ
الطالب .فقد تقدّم مثال وقائع تتعلّق بالغلط
750تكييف الوقائع مرتبط بالمعرفة الخلفيّة المفترض وجودها عند ّ
الطالب لم يدرس إالّ الغلط (في نظام اإلجازة القديمة من أربع سنوات ،الغلط يدرس وبالعيوب الخفيّة .فإذا كان ّ
في السّنة الثّانية ،في إطار مادّة ال ّنظريّة العا ّمة لاللتزام) ،فلن يكون مطلوبا ً منه تكييف الوقائع على أنّها عيوب
صة). خفيّة (في نفس النّظام ،العيوب تدرس في السّنة ّ
الرابعة ،في إطار مادّة العقود الخا ّ
751سيجد المستشار نفسه أمام واحدة من حالتين:
الحالة األولى ،أن يطرح عليه سؤال (أو أكثر) مضبوط.
والسّؤال المضبوط قد يصاغ في عبارات قانونيّة" :يسألك فالن :هل يمكنه إبطال العقد؟" .انظر أسئلة من هذا
النّوع عندGilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 106.:
الرجوع فيما ربط نفسه به؟". ّ يمكنه هل وقد يصاغ السّؤال المضبوط في عبارات غير قانونيّة" :يسألك فالن:
انظر أسئلة من هذا النّوع عندGilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 106.:
الحالة الثّانية ،أن ال يطرح عليه سؤال محدّد" :يسألك فالن :ما هي حقوقي؟" .انظر أسئلة من هذا النّوع عند:
Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 107.
443 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
ّ
تخطي اللحظة التي ستأتي للت ّ ّو :لحظة تحديد في هذه الحالة الثّانية ،ال يمكن تحديد المشكل القانون ّ
ي إالّ بعد
القاعدة القانونيّة المنطبقة على الوقائع .انظرGilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 107. :
نص) بالموجّهات التي تصحبه، ي ّ ص (أ ّفإذا أردنا اآلن أن نطرح ما جاء أعاله في إطار أع ّم ،هو عالقة ال ّن ّ
الرئيسيّة وجدنا من يقول" :يظهر عدد من األعمال أنّه عند تحويل التّعليمات المعطاة ّ
للقراء (مثل إيجاد األفكار ّ
واإلجابة عن أسئلة معيّنة) أو المنظور الذي توحي به القراءة (مثل تذ ّكر وصف منزل من وجهة نظر سارق أو
فإن المختبِّر قد يؤثّر على طبيعة العناصر التي يتذ ّكرها القارئ ،أو على أوقات القراءة .وهكذا يجري شار)ّ ،
ّ ّ
تعديال في نمط التعاطي الذي يعتمده القارئ مع مختلف المعلومات إلى حد بعيد" .أندريه – جاك ديشين ،م س،
ص .12
انظر نفس الكتاب في صيغته األصليّةAndré-Jacques Deschênes, préc., p. 16. :
ألن المستشير قد يذهب في نهاية األمر إلى القضاء؛ ومن المفروض أن 752ينبغي دوما ً ذكر القضاء إن و ِّجدّ ،
نطلعه على ما يقول هذا القضاء ليعرف ما سينتظره.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :االستشارة القانونيّة 444
تحديد
تكييف
المشكل
الوقائع
القانوني
ّ
تطبيق تحديد
القاعدة القاعدة
القانونيّة القانونيّة
بعبارة واحدة ،ينبغي لمن يقوم باستشارة – وفي مرحلة االكتشاف – أن يقوم
ي، ي (أو بجملة من األقيسة الحمليّة) ،فيضع واقعا ً في صنف قانون ّ
بقياس حمل ّ
753
ي ،فينتهي إلى نتيجة هي وضع الواقع في ح ّل صنف في حكم قانون ّ ث ّم يضع ال ّ
ي.754
قانون ّ
―.203التّرتيب.
ي ال يحقّق
الحجاج ّ ي .755ولقد رأينا ّ
أن العمل ِّ على هذا فاالستشارة عمل ِّحجاج ّ
غايته إالّ إذا ت ّم ترتيبه ِّوفق مواصفات معيّنة .756من أجل هذا ينبغي اإلتيان
بجوهر االستشارة – وخالصة هذا الجوهر أنّه مجموعة من األقيسة – في
سد تلك المواصفات.757تخطيط يج ّ
―.204التّعبري.
فإذا حصل ترتيب الجوهر كما يجب ،ال تبقى أمامنا إالّ مرحلة التّعبير.
في مرحلة التّعبير نصوغ:
وتتكون من أربعة عناصر :تأطير الموضو ع ،عرض
758
ّ أوال المقدّمة.
ّ
الوقائع ،طرح المشكل القانون ّي ،اإلعالن عن التّخطيط .
761 760 759
753زيادة على "هنري مازو" ( )Henri Mazeaudالذي نحن بصدد نقل كالمه بصفة حرفيّة أو تكاد ،تحدّث
آخرون عن القياس .مثال ذلكJérôme Bonnard, préc., p. 135.:
ي ،انظر الفقرة عدد 190وما بعدها.حول إتيان هذا القياس الحمل ّ
754
ثانيا الجوهر .هنا تكفي اإلحالة على ما ورد حول عموم المواضيع .762لكن
تنبغي إضافة ما يلي :محتوى االستشارة مجموعة أقيسة ،واألفضل – وهذا قيل
شكل الذي نجده في كتب المنطق لكي ال يسقط العمل بعد – أن ال تصاغ في ال ّ
الرتابة.763
في ّ
ّروري عند البعض اآلخر ،
765
ّ ثالثا الخاتمة .من المحبّذ عند البعض ،والض
764
ختم االستشارة بإعادة ذكر نتائج األقيسة التي ت ّم االشتغال عليها في الجوهر،
أي بإعادة ذكر أجوبة مختلف األسئلة المطروحة.
هذا عن المنهجيّة ،بقي التّجسيم.
لنفرض أنّه طلب منّا ،يوم 30جانفي 2012وفي ماد ّة النّظريّة العا ّمة للعقد،
القيام باالستشارة التّالية:
ي بينها.
قو ّ
منظمة وليس فيها زيادة أو نقص وكانت عبارتها مقتضبة ،فيمكن االستغناء عن هذا ّ 759إن وردت الوقائع
ي أو المشاكل القانونيّة التّالية:
العنصر بالقول مثال " :يستخلص من الوقائع التي عرضت علينا (المشكل القانون ّ
.")...انظرGilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 124. :
ي هو السّؤال المتمثّل في حكم القانون حول الواقع.
المشكل القانون ّ
760
761انظر هذه العناصر األربعة عندGilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 122. :
انظر أيضا ً حول عناصر المقدّمة:
; Jérôme Bonnard, préc., p. 139
Haykel Ben Mahfoudh, Méthodologie du cas pratique : la cosultation, in : Ferhat
Horchani (sous la direction de) préc., p. 39 .
مح ّمد محفوظ ،استشارة ،منشور في :فرحات الحرشاني (تحت إشراف) ،م س ،ص 77؛ عبد الفتّاح عمر
وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،م س ،ص 18؛ مح ّمد كمال شرف الدّين و كمال نﭭرة ،م س،
ص .24
مالحظة :أوردنا أعاله كمرجع مقالة هيكل بن محفوظ .في هذه المرجع مشكل أوردناه في هامش من الفقرة عدد
.60
762انظر الفقرة عدد 64وما بعدها.
763انظر الفقرة عدد .22
Gilles Goubeaux et Philippe Bihr, préc., p. 127. 764
765مح ّمد كمال شرف الدّين و كمال نﭭرة ،م س ،ص .25
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :االستشارة القانونيّة 446
غرة جانفي .2011 مؤرخ في ّ "اكترى (أ) أصال تجاريّا ً من (ب) بمقتضى عقد ّ
أن قيمة األصل ومنذ أن دخل (أ) إلى المح ّل وشرع في استغالله اكتشف ّ
سببالتّجاري ال تتناسب مع ما هو موجود بالحسابات التّجاريّة التي تعدّ لهذا ال ّ
غير صحيحة (أي غير متماشية مع القيمة الحقيقيّة لألصل).
أن الفاعل هو (ب)؛ ويدّعي (أ) أنّه يملك حججا ً تبيّن ما سبق ذكره ،كما تبيّن ّ
ص ّحة هو الذي دفعه إلى قبول معلوم كراء أن عدم ال ّويدّعي أيضا ً [أي (أ)] ّ
مجحف.
الطرف المقابل بسبب ك ّل ما تقدّم امتنع (أ) عن تسديد معيّن الكراء رغم التجاء ّ
إلى تهديده برفع األمر إلى المحاكم.
يسألك (أ):
ّأوالً ،إن كان بإمكانه الوصول إلى حكم بعدم سالمة االرتباط بينه وبين (ب)؟
ثانياً ،ما الذي سيترتّب عن ذلك؟".
المقدّمة (في رؤوس أقالم)
الرضا ،فالتّغرير ،فالتّغرير الذي يحدث غلطا في • تقديم الموضوع (عيوب ّ
القيمة.
• عرض الوقائع.
تخليصها من الحدث التّالي :التجاء (ب) إلى التّهديد برفع األمر إلى المحاكم /قد
نص االستشارة ،في اإلكراه وفي الفصل 52 نف ّكر ،بعد قراءة هذا الحدث في ّ
أن الحدث وقع بعد إبرام من مجلّة االلتزامات والعقود /لكن حين نتثبّت ،نجد ّ
ي للمسائل التي أثارها العقد ،ومن ث ّم ال تأثير له على اتّجاه الح ّل القانون ّ
المستشير /بعبارة واحدة :نحن أمام حدث ال ينبغي عرضه في هذا الجزء من
المقدّمة.
القانوني.
ّ • طرح المشكل
هل ث ّم تغرير أحدث غلطا في القيمة ؟ وإن كان الجواب باإليجاب :ما تأثيره
على العقد.
• اإلعالن عن التّخطيط.
الجوهر (في رؤوس أقالم)
)Iوجود التّغرير المحدث لغلط في القيمة
اإلعالن عن تخطيط الفقرة األولى.766
766ينبغي ،لكي يمكن القيام بهذا اإلعالن (وعموما باالستشارة على النّحو الذي سيرد) ،مراجعة العمل التّالي
447 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
– البحث في الوقائع :هل لدينا ما تشترطه المجلّة ،أي فعل ومعه قصد؟
إن النّصوص تشترط أن يصدر العمل – سيكون الجواب باإليجاب ،عندها نقول ّ
عن أشخاص معيّنين (هذا ينقلنا إلى النّقطة الموالية).
/2العامل (أحد المتعاقدين)
– حسب المجلّة ،التّغرير ما يصدر عن أشخاص معيّنين.769
– البحث في الوقائع :هل لدينا ما تشترطه المجلّة ؟
إن النّصوص تشترط أيضا – بعد البحث سيكون الجواب باإليجاب ،عندها نقول ّ
المغرر به (هذا ينقلنا إلى النّقطة الموالية).
َّ أمورا مرتبطة بالمتعاقد
ب) التّغرير يوجد بوجود أمور مرتبطة بالمتعاقد المغَرر به
770
اإلعالن عن تخطيط (ب)
/1حصول غلط
– حسب المجلّة ،التّغرير هو ما أحدث غلطا .
771
وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام الذي نحن بصدده :عبد المجيد ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد
191وما بعدها.
767ينبغي ،لكي يمكن القيام بهذا اإلعالن ،مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام الذي نحن
بصدده :عبد المجيد ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 191وما بعدها.
768نحن هنا بصدد الكبرى ،وتنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام :عبد المجيد
ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 193وما بعدها.
769نحن هنا بصدد الكبرى ،وتنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام :عبد المجيد
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 210وما بعدها. ّ
770ينبغي ،لكي يمكن القيام بهذا اإلعالن ،مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام الذي نحن
بصدده :عبد المجيد ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 219وما بعدها.
771نحن هنا بصدد الكبرى ،وتنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام :عبد المجيد
ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 220وما بعدها.
العناصر اخلاصّة يف املنهجيّة :االستشارة القانونيّة 448
األول (يوسف الكناني) :التّغرير الذي يحدث غلطا في القيمة كلُّه يبطل.
الفهم ّ
الفهم الثّاني ("دوپال" ،Duplatونحن في كتابنا أحكام الغلط الوارد في
الهامش):
ّ
حسب مجلة االلتزامات والعقود ،هنالك:
ي" يساوي ثلث أو أق ّل من ثلث الفرق بين "القيمة من جهة ،غبن "موضوع ّ
الحقيقيّة والقيمة المذكورة بالعقد" .هذا الغبن يحدثه غلط.والغلط يحدثه تغرير.
والجميع ال يوجب فسخا:
الفصل :57
تغرير
غلط
غبن
(= ⅓ أو
أق ّل من ⅓)
ومن جهة أخرى ،هنالك غبن "موضوعي" (أحدثه غلط أحدثه تغرير) فاق
الثّلث .هذا الغبن يمكن أن يوجب فسخا:
الفصل :60
تغرير
غلط
غبن
(أكثر من
⅓)
772نحن هنا بصدد الكبرى ،وتنبغي مراجعة العمل التّالي وتطويع ما جاء فيه ليناسب المقام :عبد المجيد
ّ
الز ّروقي ،أحكام الغلط ( ...م س) ،الفقرة عدد 256وما بعدها.
449 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
773انظر ما قيل في الفقرة عدد 182في إطار التّعليق على الفصل .335
فِهرس املراجع
.1المراجع باللغة العربيّة
.1 .1المراجع الخاصّة
أحمد شلبي ،كيف تكتب بحثا أو رسالة .دراسة منهجيّة لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدّكتوراه،
مكتبة النّهضة المصريّة ،القاهرة ،ط .1992 ،21
أندريه – جاك ديشين ،استيعاب ال ّنصوص وفهمها ،ترجمة :هيثم لَمع ،المؤسّسة الجامعيّة للدّراسات والنّشر
والتّوزيع ،بيروت ،ط 1411 ،1هـ 1991 /م.
جان پيار فرانيير ،كيف تنجح في كتابة بحثك ،ترجمة :هيثم اللمع ،المؤسّسة الجامعيّة للدّراسات والنّشر
والتّوزيع ،بيروت ،ط 1414 ،2هـ 1994 /م.
حلمي مح ّمد الحجّار ،المنهجيّة في ح ّل النّزاعات ووضع الدّراسات القانون ّية ،منشورات الحلبي الحقوقيّة،
بيروت ،ط 1431 ،1هـ 2010 /م.
سارة التّونسي ّ
الزواري ،ب .م .ن.1998 ، سارة التّونسي ّ
الزواري ،منهجيّة الكتابة الفلسفيّةّ ، ّ
سعيد أحمد بيّومي ،لغة الحكم القضائي .دراسة تركيبيّة دالليّة ،دار الكتب القانونيّة ودار شتات للنّشر
والبرمجيّات ،مصر.2009 ،
صالح طليس ،المنهجيّة في دراسة القانون ،منشورات زين الحقوقيّة ،لبنان ،ط .2010 ،1
عبد الفتّاح عمر وسناء الدّرويش ونائلة شعبان وسليم اللغماني ،لبنات في منهجيّة القيام بالمواضيع القانونيّة،
كلّيّة العلوم القانونيّة والسّياسيّة واالجتماعيّة بتونس ،د ت.
عبد الهادي الفضلي ،أصول البحث ،الجامعة العالميّة للعلوم اإلسالميّة ،ب.م.ن( 1996 ،له طبعة أخرى:
مؤسّسة دار الكتاب اإلسالمي ،قم – إيران ،د ت.).
عكاشة مح ّمد عبد العال وسامي بديع منصور ،المنهجيّة القانونيّة ،منشورات الحلبي الحقوقيّة ،بيروت2002 ،
(انظر أيضا طبعة .)2009
علي ضوي ،منهجيّة البحث القانوني ،نشر المؤلّف ،ليبيا ،ط .2003 ،3
فرحات حرشاني (تحت إشراف) ،منهجيّة إعداد االمتحانات والمناظرات في القانون العا ّم ،مركز النّشر
الجامعي ،تونس.2008 ،
فِهرس املراجع 454
مح ّمد علي عارف جعلوك ،أصول التّأليف واإلبداع .كيف تقرأ .كيف تكتب .كيف تنشر ،دار ّ
الراتب الجامعيّة،
بيروت ،ط .2000 ،1
مح ّمد كمال شرف الدّين و كمال نﭭرة ،منهجيّة التّمارين القانونيّة ،كلّيّة الحقوق والعلوم السّياسيّة بتونس،د ت.
مح ّمد محفوظ ،منهجيّة قانونيّة .دراسة وتطبيقات في :التّعليق على ّ
نص قانوني ،االستشارة القانونيّة ،دراسة
لمختص ،تونس.2010 ،
ّ الالّئحة القانونيّة ،المقالة القانونيّة ،منشورات مج ّمع األطرش للكتاب ا
الرسائل الجامعيّة ،دار الفجر لل ّنشر والتّوزيع ،القاهرة ،ط .2000 ،3
مح ّمد منير حجاب ،األسس العلميّة لكتابة ّ
هند بن صالح ،دراسة منهجيّة في اإلنشاء والتّحليل لتالميذ الباكالوريا ،دار مح ّمد علي الحا ّمي لل ّنشر ،صفاقس،
.1988
وسام حسين غياض ،المنهجيّة في علم القانون ،دار المواسم ّ
للطباعة والنّشر والتّوزيع ،بيروت ،ط .2007 ،1
ابن قيّم الجوزيّة ،كتاب معاني األدوات والحروف المنسوب البن قيّم الجوزيّة ،تحقيق ودراسة خالد مح ّمد
حسين قماطي ،المكتب الوطني للبحث والتّطوير ،طرابلس ،ط.2004 ،1 .
455 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
أبو الفتح ضياء الدّين نصر هللا بن مح ّمد بن مح ّمد بن عبد الكريم الموصلي بن األثير (الوفاة 637 :هـ) ،المثل
السّائر في أدب الكاتب وال ّشاعر .تحقيق :مح ّمد محيي الدّين عبد الحميد ،المكتبة العصريّة ،بيروت.1995 ،
ّ
األدلة في األصول ،تحقيق :مح ّمد حسن مح ّمد أبو المظ ّفر منصور بن مح ّمد بن عبد الجبّار السّمعاني ،قواطع
حسن إسماعيل ال ّشافعي ،دار الكتب العلمية ،بيروت 1418 ،هـ – 1997م.
الرحاب الحديثة ،بيروت.2009 ،
أبو بكر العزاوي ،اللغة والحِّ جاج ،مؤسّسة ّ
أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الجرجاني ،أسرار البالغة ،مصدر الكتاب :موقع المكتبة
شاملة 24( http://www.shamela.ws :سبتمبر [ )2010الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]. ال ّ
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ،البيان والتّبيين .تحقيق فوزي عطوي ،دار صعب ،بيروت.1968 ،
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ،كتاب الحيوان .تحقيق :عبد السّالم مح ّمد هارون ،دار الكتاب العربي،
بيروت ،ط .1969 ،3
صناعتين :الكتابة وال ّ
شعر ،تحقيق علي مح ّمد البجاوي ومح ّمد أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل العسكري ،ال ّ
أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصريّة ،بيروت 1406 ،هـ 1986/م.
أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن مهران العسكري ،ديوان المعاني ،دار الجيل ،بيروت ،د ت.
أحمد الجندوبي وحسين بن سليمة ،أصول المرافعات المدنيّة والتّجاريّة،د ن ،تونس.2005 ،
أحمد الهاشمي ،جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع ،تحقيق وشرح مح ّمد التّونجي ،مؤ ّ
سسة المعارف،
بيروت – لبنان ،ط 1420 ،1هـ 1999 /م.
صاص ،الفصول في األصول ،تحقيق :د .عجيل جاسم النّشمي ،وزارة األوقافالرازي الج ّأحمد بن علي ّ
وال ّ
شؤون اإلسالميّة ،الكويت ،ط 1405 ،1هـ.
أحمد بن علي القلقشندي ،صبح األعشى في صناعة اإلنشا (ت 1418م) ،تحقيق د .يوسف علي طويل ،دار
الفكر ،دمشق( 1987،له طبعة أخرى من تحقيق :عبد القادر زكار ،وزارة الثّقافة ،دمشق.)1981 ،
األزهر الز ّناد ،دروس البالغة العربيّة .نحو رؤية جديدة ،المركز الثّقافي العربي ،الدّار البيضاء – بيروت ،ط
.1992 ،1
تقي الدّين أبي بكر علي بن عبد هللا الحموي األزراريالوالدة 768 :هـ /الوفاة837 :هـ) ،خزانة األدب وغاية
األرب .تحقيق :عصام شعيتو ،دار ومكتبة الهالل ،بيروتّ ،
الطبعة األولى.1987 ،
فِهرس املراجع 456
حسين علي المنتظري ،نهاية األصول ،تقريرا ً ألبحاث آية هللا العظمى ال ّسيّد حسين البروجردي الطباطبائي،
المطبعة :القدس ،قم المقدّسة.1415 ،
خالد ميالد ،البالغة ،المعهد األعلى للتّربية والتّكوين المستمر – ال ّ
شعبة :اللغة واآلداب العربيّة (مرحلة أولى)،د
م،د ت.
الخطيب القزويني ،اإليضاح في علوم البالغة ،تحقيق ال ّ
شيخ بهيج غزاوي ،دار إحياء العلوم ،بيروت ،ط ،4
1419هـ 1998 /م.
االلكتروني: معرفيّة،الموقع تداوليّة مقاربة الخطابيّة: العائديّة توبي، لحسن ذ.
24( http://www.arabization.org.maسبتمبر .)2010
ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا ّ
الطلحي ،داللة السّياق ،جامعة أ ّم القرى ،م ّكة 1424 ،هـ.
رفيق خليل عطوي ،صناعة الكتابة .علم البيان – علم المعاني – علم البديع ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط ،1
.1998
ّ
المنظمة العربيّة روبير مارتان ،في سبيل منطق للمعنى ،ترجمة وتقديم ّ
الطيّب الب ّكوش وصالح الماجري،
للتّرجمة .توزيع :مركز دراسات الوحدة العربيّة ،بيروت ،ط .2006 ،1
سمير خير الدّين ،القواعد المنطقيّة (دروس بيانيّة في شرح المنطق وتطبيقاته) ،معهد المعارف الحكميّة،
بيروت.2006 ،
ص .مقاالت في الجمهور والتّأويل ( The reader in سوزان روبين سليمان وإنجي كروسمان ،القارئ في ال ّن ّ
the text. Essays on Audience and interpretation, by Susan Suleimen and Inge
،) Crossmanترجمة :حسن ناظم وعلي حاكم صالح ،دار الكتاب الجديد المتّحدة ،د م ،د ت.
ال ّ
شحّات مح ّمد أبو ستيت ،دراسات منهجيّة في علم البديع ،د ن ،د م ،ط .1994 ،1
صالح بن إبراهيم الحسن ،الكتابة العربيّة من النّقوش إلى الكتاب المخطوط ،دار الفيصل الثّقافيّةّ ،
الرياض،
1424هـ 2003 /م.
صولي ،أدب الكتاب ،مصدر الكتاب :موقع المكتبة ال ّ
شاملة 24( http://www.shamela.ws :سبتمبر ال ّ
[ )2010الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع].
الرائع ،اإلبداع الفكري ،الكويت ،ط 1424 ،1هـ – 2003م. طارق مح ّمد السويدانّ ،
فن اإللقاء ّ
طاهر الجزائري الدّمشقي ،توجيه ال ّنظر إلى أصول األثر ،تحقيق :عبد الفتّاح أبو غدة ،مكتبة المطبوعات
اإلسالمية ،حلب1416 ،هـ – 1995م.
457 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
الرحيم بن الحسن األسنوي أبو مح ّمد ،التّمهيد في تخريج الفروع على األصول ،تحقيق :د .مح ّمد حسن
عبد ّ
الرسالة ،بيروت ،ط 1400 ،1هـ. هيتو ،مؤسّسة ّ
ص .دراسة في مقدّمات النّقد العربي القديم ،إفريقيا ال ّ
شرق ،بيروت، الر ّزاق بالل ،مدخل إلى عتبات النّ ّ
عبد ّ
.2000
الرؤوف المناوي ،فيض القدير ،المكتبة التّجاريّة الكبرى ،مصر 1356 ،هـ.
عبد ّ
3
الروحاني ،الهادي ،د م 1416 ،هـ. صاحب الحكيم ،منتقى األصول ،تقريرا ً ألبحاث ال ّ
سيّد مح ّمد الحسيني ّ عبد ال ّ
عبد الفتّاح حسن البجّة .أساليب تدريس مهارات اللغة العربيّة وآدابها ،دار الكتاب الجامعي ،العين .اإلمارات
العربيّة المتّحدة.2001 ،
عبد القادر بقشي ،الت ّ ّ
ناص في الخطاب النّقدي والبالغي .دراسة نظريّة وتطبيقيّة ،إفريقيا ال ّ
شرق ،المغرب،
.2007
فن البديع ،دار ال ّ
شروق ،بيروت ،ط 1403 ،1هـ 1983 -م. عبد القادر حسينّ ،
الزروقي ،أحكام الغلط .دراسة في المنهجيّة التّشريعيّة ،دار الكتب العلميّة ،بيروت.2010 ،
عبد المجيد ّ
الز ّروقي ،الحجّة العقليّة ومجلّة االلتزامات والعقود (دراسة تحليليّة للعالقة بين األحكام القانونيّة)،
عبد المجيد ّ
ي ،تونس،2006 ، ّ الجامع شر ّ نال مركز ،2006 – 1906 . والعقود االلتزامات ة ّ مجل ّة يمائو كتاب منشور في:
ص .133 – 59
ي :العقد والقانون نموذجاً ،منشور في كتاب :خمسون عاما ً من فقه القضاء
الز ّروقي ،المسار التّأويل ّ
عبد المجيد ّ
ي ،تونس ،2010 ،ص . 894 – 733 ي ،2009 – 1959 .مركز النّشر الجامع ّ المدن ّ
الز ّروقي ،مقدّمة للقانون (درس غير منشور) ،كلّيّة العلوم القانونيّةوالسّياسيّة واالجتماعيّة بتونس،
عبد المجيد ّ
السّنة الجامعيّة .2010 – 2009
عبد الهادي الفضلي ،دروس في أصول فقه اإلمامية ،مؤسّسة أ ّم القرى للتّحقيق والنّشر ،د م ،ط 1420 ،1هـ.
عبد الهادي الفضلي ،مذ ّكرة المنطق ،مؤسّسة دار الكتاب اإلسالمي ،قم – إيران ،د ت.
عبد الهادي بن ظافر الشهري ،استراتيجيّات الخطاب .مقاربة لغويّة تداوليّة ،دار الكتاب الجديد المتّحدة،
بيروت.2004 ،
ص واألسلوبيّة بين النّظريّة والتّطبيق ،منشورات اتّحاد الكتّاب العرب ،د م.2000 ،
عدنان بن ذريل ،النّ ّ
علي الجارم ومصطفى أمين ،البالغة الواضحة .البيان والمعاني والبديع ،مكتبة اآلداب ،ط 1423 ،1هـ /
2002م.
الرافد في علم
سيّد عدنان القطيفي)ّ ،
سيّد علي السّيستاني لل ّسيّد منير ال ّ
علي الحسيني السّيستاني (تقرير بحث ال ّ
المؤرخ العربي ،بيروت – لبنان ،ط 1414 ،1هـ 1994 /م. ّ األصول ،دار
علي بن مح ّمد اآلمدي أبو الحسن ،اإلحكام في أصول األحكام ،تحقيق :د .سيّد الجميلي ،دار الكتاب العربي،
بيروت ،ط 1404 ،1هـ.
فِهرس املراجع 458
علي بن مح ّمد البزدوي الحنفي ،أصول البزدوي – كنز الوصول الى معرفة األصول ،مطبعة جاويد بريس،
كراتشي ،د ت.
علي بوملحم ،في األسلوب األدبي ،دار ومكتبة الهالل ،بيروت ،ط .1995 ،2
علي رضا ،اإلنشاء السّهل ،دار ال ّ
شرق العربي ،بيروت -حلب ،ط ،3د ت.
عمارة ناصر ،اللغة والتّأويل .مقاربات في الهرمينوطيقا الغربيّة والتّأويل العربي اإلسالمي ،منشورات
االختالف ،الجزائر /دار الفارابي ،بيروت /الدّار العربيّة للعلوم – ناشرون ،ط 1428 ،1هـ 2007 /م.
الغزالي ،معيار العلم في المنطق .شرحه أحمد شمس الدّين ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،ط 1410 ،1هـ –
1990م.
فاطمة ال َحمياني ،حروف المعاني بين المناطقة والنّحاة من القرن الثّالث إلى القرن التّاسع للهجرة ،منشورات
بالرباط ،ط .2006 ،1كلّيّة اآلداب والعلوم اإلنسانيّة ّ
فضل حسن عبّاس ،البالغة .فنونها وأفنانها (علم المعاني) ،دار الفرقان ،إربد ،ط 1417 ،4هـ 1998 /م.
كريم زكي حسام الدّين ،التّحليل الدّاللي .إجراءاته ومناهجه ،دار غريب للنّشر والتّوزيع ،القاهرة.2000 ،
سيّد كمال الحيدري بقلم :محمود
كمال الحيدري ،القطع .دراسة في ح ّجيته وأقسامه وأحكامه .تقرير ألبحاث ال ّ
نعمة الجيّاشي ،دار فراقد ،إيران 1428 ،هـ 2006 /م.
كمال الحيدري ،المذهب الذّاتي في نظريّة المعرفة ،دار فراقد ،إيران 1426 ،هـ 2005 /م.
محسن الحكيم ،حقائق األصول (وهي تعليقة على "كفاية" األستاذ األعظم المح ّقق الخراساني) ،مكتبة بصيرتي،
قم ،ط 1408 ،5هـ.
مح ّمد أبو زهرة ،الخطابة .أصولها – تاريخها في أزهر عصورها عند العرب ،دار الفكر العربي .القاهرة ،دت.
مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،علوم البالغة (البديع والبيان والمعاني) ،المؤسّسة الحديثة للكتاب ،طرابلس
– لبنان.2003 ،
مح ّمد أحمد قاسم ومحي الدّين ديب ،علوم البالغة ،المؤسّسة الحديثة للكتاب ،طرابلس – لبنان.2003 ،
ص" ،جامعة منّوبة .كلّيّة
شاوش ،أصول تحليل الخطاب في ال ّنظريّة النّحويّة العربيّة .تأسيس "نحو النّ ّمح ّمد ال ّ
اآلداب– منّوبة /المؤسّسة العربيّة للتّوزيع ،تونس ،ط .2001 ،1
مح ّمد العمري ،البالغة العربيّة .أصولها وامتداداتها ،أفريقيا ال ّ
شرق ،بيروت.1999 ،
ص عند العرب ،المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر ،بيروت ،ط .1999 ،1
مح ّمد المبارك ،استقبال النّ ّ
صدر ،األسس المنطقيّة لالستقراء ،دار التّعارف للمطبوعات ،بيروت – لبنان ،ط 1406 ،5هـ/
مح ّمد باقر ال ّ
1986م.
صدر ،المعالم الجديدة لألصول ،دار التّعارف للمطبوعات ،بيروت 1410 ،هـ 1989 /م.
مح ّمد باقر ال ّ
صدر لل ّسيّد محمود الشاهرودي) ،بحوث في علم األصول،
سيّد مح ّمد باقر ال ّ
صدر (تقرير بحث ال ّ
مح ّمد باقر ال ّ
مؤسّسة دار المعارف ،د م 2005 ،م.
صدر ،قم1421 ،
شهيد ال ّ صدر ،دروس في علم األصول ،مركز األبحاث والدّراسات التّخ ّ
صصيّة لل ّ مح ّمد باقر ال ّ
هـ.
صدر ،مقدّمات في التّفسير الموضوعي للقرآن ،دار شامخ ،د م ،د ت.
مح ّمد باقر ال ّ
459 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
مح ّمد بن أحمد بن أبي سهل السّرخسي أبو بكر ،أصول السّرخسي ،دار المعرفة ،بيروت ،د ت.
الرازي ،المحصول في علم األصول ،تحقيق :طه جابر فيّاض العلواني ،جامعة
مح ّمد بن عمر بن الحسين ّ
الرياض ،ط 1400 ،1هـ.
اإلمام مح ّمد بن سعود اإلسالميّةّ ،
مح ّمد تقي بهجت ،مباحث األصول ،انتشارات شفق ،قم ،د ت.
مح ّمد جعفر الشوشتري ،منتهى الدّراية ،مؤسّسة دار الكتاب (الجزائري) ّ
للطباعة وال ّنشر ،النّجف ،ط ،6
1415هـ.
الرضوي اللنگرودي ،جواهر األصول ،تقريرا ً لبحث ال ّسيّد الخميني ،مؤسّسة تنظيم ونشر آثار
مح ّمد حسن ّ
محرم الحرام – 1418خرداد .1376
ّ االمام الخميني ،ط ،1
مح ّمد حماسة عبد اللطيف ،النّحو والدّاللة .مدخل لدراسة المعنى النّحوي الدّاللي ،دار ال ّ
شروق ،القاهرة ،ط ،1
.2000
ص .مدخل إلى انسجام الخطاب ،المركز الثّقافي العربي ،بيروت – الدّار البيضاء ،ط مح ّمد ّ
خطابي ،لسانيّات ال ّن ّ
.1991 ،1
ص والتّنا ّ
صيّة ،مركز اإلنماء العربي ،حلب ،ط .1998 ،1 مح ّمد خير البقاعي ،دراسات في النّ ّ
مح ّمد رضا الگلپايگاني ،إفاضة العوائد .تعليق على درر الفوائد .تأليف :آية هللا العظمى الحاج ال ّ
شيخ عبد
الكريم الحائري اليزدي ،دار القرآن الكريم ،د م ،ط 1410 ،1هـ.
مح ّمد رضا المظفّر ،أصول الفقه ،مؤسّسة العلمي ،بيروت ،ط 1990 ،2م.
مح ّمد رضا المظفّر ،المنطق ،دار التّعارف للمطبوعات ،بيروت 1414 ،هـ 1995 /م.
مح ّمد سعيد الحكيم ،المحكم في أصول الفقه ،مؤسّسة المنار ،د م 1414 ،هـ – 1994م.
صادق (ع) ،د م ،ط 1412 ،1 .هـ.
الروحاني ،زبدة األصول ،مدرسة اإلمام ال ّ
مح ّمد صادق ّ
مح ّمد طاهر آل ال ّشيخ راضي ،بداية الوصول في شرح كفاية األصول ،أشرف على طبعه وتصحيحه :مح ّمد
عبد الحكيم الموسوي البكاء ،أسرة آل ال ّ
شيخ راضي ،د م ،ط 1425 ،1هـ – 2004م.
مح ّمد عوض مح ّمد ،محاضرات عن ّ
فن المقالة األدبيّة ،جامعة الدّول العربيّة ،معهد الدّراسات العربيّة العالية،د
م.1959 ،
مح ّمد كمال شرف الدّين ،قانون مدني .النّظريّة العا ّمة – األشخاص – إثبات الحقوق ،المطبعة ّ
الرسميّة
للجمهوريّة التّونسيّة ،تونس.2002 ،
ص وداللته (محاور اإلحالة الكالم ّية) ،منشورات وزارة الثّقافة ،دمشق.1998 ،
مريم فرنسيس ،بناء النّ ّ
مصطفى الخميني ،تحريرات في األصول ،مؤسّسة تنظيم ونشر آثار اإلمام الخميني ،د م ،ط 1418 ،1هـ ق–
1376هـ ش.
النّويري ،نهاية األرب في فنون األدب ،مصدر الكتاب :موقع المكتبة ال ّ
شاملةhttp://www.shamela.ws :
( 24سبتمبر [ )2010الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع].
الرياضي .حساب القضايا والمحموالت ،دار الهادي ،بيروت ،ط 1423 ،2
هادي فضل هللا ،مدخل إلى المنطق ّ
هـ 2003 /م.
فِهرس املراجع 460
. م2003 / هـ1423 ،2 ط، بيروت، دار الهادي، مقدّمات في علم المنطق،هادي فضل هللا
ّ نحو نموذج سيميائي لتحليل ال ّن. البالغة واألسلوبيّة،"هنريش بليت
، ترجمة وتقديم وتعليق مح ّمد العمري،ص
.1999 ، بيروت،شرق ّ إفريقيا ال
. م1998 / هـ1418 ، د م، مكتبة السّائح، البالغة العربيّة وأساليب الكتابة،ياسين األيّوبي ومحيي الدّين ديب
ّ مكتبة، طرق االستدالل ومقدّماتها عند المناطقة واألصوليّين،يعقوب بن عبد الو ّهاب الباحسين
،الرشد
.2001 ،الرياض
ّ
.1994 / هـ1414 ،1 ط، الدّوحة، دار الحكمة،صورات والتّصديقات
ّ ّ الت.صوري
ّ المنطق ال،يوسف محمود
. م1994 / هـ1414 ،1 ط، القاهرة، دار األمين، نظريّة النّقد األدبي الحديث،يوسف نور عوض
المراجع الخاصّة.1 .2
Helene S. Shapo, Marilyn R. Walter and Elisabeth Fajans, Writing and analysis in
the law, Fondation Press, New York, 2003.
Henri Capitant, Comment il faut faire sa thèse de Doctorat en Droit, Dalloz, Paris, 2e
éd., 1928.
Henri Lamour, Technique de la dissertation, P.U.F., Paris, 1990.
Henri Mazeaud, Méthodes de travail, Monchrestien, Paris, 1993.
Hugues Fulchiron et Cyril Nourissat (sous la dir. De), Travaux dirigés de droit
international privé : cas pratiques, commentaires d'arrêts, commentaire de texte,
dissertations, note de synthèse, Litec, Paris, 2e éd., 2003.
فِهرس املراجع 464
Hugues Fulchiron (sous la dir. De), Travaux dirigés de droit international privé : cas
pratiques, commentaires d'arrêts, commentaire de texte, dissertations, note de
synthèse, Litec., Paris, 2001.
Isabelle Defrénois-Souleau, Je veux réussir mon droit. Méthodes de travail et clés du
succès, Armand Colin, Paris, 5e éd., 2004.
J. Rivero, Pour la leçon en équipe, D. 1976, chron. 25.
Jean Carbonnier, Notes sur des notes d’arrêts, D. 1970, chron. 138.
Jean-Claude Masclet et Jean-Paul Valette, Méthodologie du droit constitutionnel.
Dissertation – commentaire de texte, - Commentaire de décision du Conseil
constitutionnel – Cas pratique – Calcul électoral, ellipses, Paris, 2007.
Jean-Emmanuel Ray, Les Epreuves de droit: dissertation, exposé, cas pratique,
commentaire d'arrêt, Seuil, Paris, 1997.
Jean-François Casil, Retour sur les conditions d’existence de revirement de
jurisprudence en droit privé, R.R.J., 2004-2.
Jean-François van Drooghenbroek, François Balot et Geoffrey Willems, Leçons de
méthodologie juridique, Larcier, Bruxelles, 2009.
Leon Fletcher, How to design and deliver speeches, Allyn and Bacon, Boston, 8th
ed., 2003.
Michel Deyra et Christine Bertrand, Note de synthèse, Gualino, Paris, 6e éd., 2008.
Michel Deyra, L’essentiel de la note de synthèse, Gualino, Paris, 2008.
Michel Vivant, Le plan en deux parties, ou de l’apprentissage considéré comme un
art, in : Études offertes à Pierre Catala. Le droit privé français à la fin du XXe siècle.
Éd. Litec, Paris, 2001.
Michèle Harichaux et Caroline Watine-Drouin, La note de synthèse, Montchrestien,
Paris, 2008.
Nelly Labère, Rédiger avec style, Studyrama, France, 2008.
Nicolas Molfessis, Le renvoi d’un texte à un autre, in : Les mots de la loi, publié
sous la dir. de Nicolas Molfessis, Economica, Paris, 1999, p. 55 et s.
Odile Challe (sous la dir. de), Langue française spécialisée en droit, Economica,
Paris, 2007.
Odile de David Beauregard-Berthier, Méthodes de travail en droit administratif,
Gualino éditeur, Paris, 1998.
Pascal Ancel , Travaux dirigés d'introduction au droit et droit civil. Méthodologie
juridique appliquée, Litec., Paris, 1994.
Pascale Gonod (sous la dir. de), Méthodologie et sujets corrigés, Dalloz, 2007.
Pascale Gonod (sous la direction de), Annales droit administratif 2008.
Méthodologie et sujets corrigés, Dalloz, Paris, 2007.
فِهرس املراجع 466
Patrick Courbe et Chantal Dijon-Gallais, Guide des études de droit, Dalloz, Paris,
1991.
Patrick Janin, Méthodologie du droit administratif, ellipses, Paris, 2007.
Patrick Mistretta, La dissertation de droit pénal à l’entrée de l’E.N.M., ellipses,
Paris, 2005.
Paul-A. Crepeau et Jean Roy, La dissertation juridique, Faculté de droit de
l'Universite de Montréal ,Montréal, 1968.
Peter Kenny, A Hand Book of Public Speeking for scientists and Engineers, Adam
Hilger, Bristol (Grande Bretagne), 1982.
Pierre André Lecocq, Travaux dirigés. Droit administratif, ellipses, Paris, 1998.
Pierre Brunel, La dissertation de littérature générale et comparée, Armand Colin,
Paris, 1996.
Quintilien, Institution oratoire. Texte revu et traduit avec introduction et notes par
Henri Bornecque, éd. Garnier Frères, s.d., Paris.
Raymond Gassin, Une méthodologie de thèse de doctorat en droit, R.R.J. 1996-4.
Richard K. Neumann, Legal reasoning and legal writing: structure, strategy, and
style, Aspen Law & Business, New York, 3rd ed., 1998.
Robert Anholt, Dazzle’Em with style : the Art of Oral Scientific Presentation, W.H.
Freeman, New York, 1994.
Buffon (1707 - 1788), Discours sur le style : prononcé à l'Académie française / par
M. de Buffon (le jour de sa réception : 25 août 1753). [Document électronique.
Source:http://www. gallica. Fr (24 septembre 2010)]
Catherine Fuchs, Linguistique (notions de base), Encyclopædia Universalis 2010.
Catherine Fuchs, Linguistique. Le langage au carrefour des disciplines,
Encyclopædia Universalis 2010.
Ch. Perelman, Logique juridique. Nouvelle rhétorique, Dalloz, Paris, 2 e éd., 1979.
Ch. Renouvier, Traité de logique générale et de logique formelle, Librairie Armand
Colin, Paris, 1912.
Chaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca, Traité de l’argumentation. La nouvelle
rhétorique, éd de l’Université de Bruxelles, 1992.
Charles Nodier, Questions de littérature légale : Du plagiat, de la supposition
d’auteurs, des supercheries qui ont rapport aux livres. Ouvrage qui peut servir de
suite au dictionnaire des anonymes et à toutes les bibliographie, Barba, Libraire,
Palais Royal, Paris, 1812.
Jean Carbonnier, Droit civil. Les obligations, P.U.F., Paris, 22e éd., 2000.
Jean de la Fontaine, Fables. Illustration par André Collot, La Belle Édition, Paris, s.
d.
Jean Largeault, Méthode, Encyclopædia Universalis, 2010.
Jean Starobinski, Les Mots sous les mots : Les anagrammes de Ferdinand de
Saussure, Gallimard, 1971.
Jean-Claude Anscombre et Oswald Ducrot, L’argumentation dans la langue,
Margada, Bruxelles - Liège, 3e éd., 1997.
Jean-François Jeandillou, Esthétique de la mystification : Tactique et stratégie
littéraires, Éd. de Minuit, Paris, 1994.
Jean-Louis Bergel, Méthodologie juridique, P.U.F., Paris, 1 re éd., 2001.
Jean-Louis Bergel, Théorie générale du droit, Dalloz, Paris, 2 e éd., 1989.
Jean-Michel Adam, Noël Cordonier, « L'analyse du discours littéraire. Éléments
pour un état des lieux », in : Le Français aujourd'hui,n° 109, mars 1995, p. 35 et s.
John Stuart Mill, Système de logique déductive et inductive. Exposé des principes
de la preuve et des méthodes de recherche scientifique, Traduit de la sixième édition
anglaise, 1865, par Louis Peisse, Félix Alcan, Paris, 1889.
Lewis Carroll, Alice au pays des merveilles, 1865.
Lewis Carroll, De l’autre côté du miroire, 1872.
Louis Liard, Logique, Masson et Cie, Paris, 4e éd., 1897.
فِهرس املراجع 472
أ ا
أرسطو ,162 ,128 ,81 ,47 ,25 ,8 ,1 ...... ابن المقفّع 454 ,108 .............................
393 ,330 ,310 ابن خلدون 31 .......................................
أسباب ال ّ
طعن 372 ,253 .......................... ابن رشد 100 ........................................
ابن رشيق 236 .....................................
ا ابن عربي 136 ......................................
ات ّساق 283 ,282 ,267 ,266 ..................
استبدال 286 ,282 ,109 ,108 ,68 ........... ات ّصال القضاء430 ,423 .........................
استخدام للنّصّ 318 ................................
استدراك355 ........................................
استدالل396 ,341 ,312 ,169 ,33 ,26 .....
إ
استشهاد 147 ....................................... إثراء 327 ,33 ,26 ................................
استعارة 109 ........................................ إثنيني 80 ,60 .......................................
استقراء 33 .......................................... ق 354 ....................................إحالة الح ّ
استقرار العالقات االقتصاديّة 190 ............... إحالة الدّين 354 ....................................
استقرار المعامالت 361 ........................... إحالة العقد 369 ,367 ,366 .....................
استنباط 33 ,31 .................................... إحالة مقاميّة 280 ..................................
اسكتلندا 290 ........................................ صيّة 280 ....................................
إحالة ن ّ
أ أ
أسلوب 309 ,93 ,8 ............................... أحمد التّيجاني 177 .................................
أسلوبيّة 132 ........................................
أسماء اإلشارة 284 ,266 ........................ ا
اختصار 246 ,245 ,146 ,145 ................
ا اختصاص حكمي 372 .............................
اشتراط الكتب 247 .................................
اشتراط لمصلحة الغير 350 ....................... أ
أخالق 25 .............................................
إ
إشكاليّة ,192 ,185 ,182 ,171 ,169 ,168 إ
,201 ,200 ,199 ,198 ,197 ,196
309 ,254 ,207 ,202 إخوان الصّفا 154 ..................................
أ آ
أشكلة 193 ,192 ,173 ........................... آداب 156 ,7 ........................................
فِهرس املصطلحات واألعالم 478
الدّعوى المدنيّة 426 ............................... الت ّقديم والت ّأخير 125 ...............................
الدّفع بالبطالن 346 ................................ الت ّكرير 308 ,305 ,286 ,284 .................
الدّكتورا 171 ,158 ,10 ,9 ...................... الت ّمشّي الت ّزامني 83 ...............................
الدّاللة ,257 ,164 ,149 ,126 ,125 ,79 ... الت ّمشّي الت ّصنيفي 83 ..............................
,360 ,347 ,286 ,272 ,269 ,265 الت ّمشّي الت ّعارضي 83 ..............................
459 الت ّمشّي الجدلي83 ..................................
الدّاللة الت ّصديقيّة 269 ............................. الت ّمشّي ال ّزمني 83 .................................
الدّاللة الت ّصوريّة 269 ............................. الت ّمشّي المباعّد 83 .................................
الدّاللة المعجميّة 164 .............................. المقارب 83 ................................
ّ الت ّمشّي
الدّوائر المجتمعة ,421 ,409 ,408 ,374 .... الت ّناص 298 ,297 .................................
,434 ,430 ,429 ,428 ,426 ,423 الت ّنفيذ الجزئي347 .................................
440 ,439 ,438 ,435 الت ّنقيط 142 ,141 ..................................
الدّولة االت ّحاديّة 173 .............................. الت ّواصل ,276 ,274 ,261 ,49 ,25 ,15 ,4 .
الرازي 459 ,455 ,301 ,136 ................. ّ 292
الرأسماليّة 250 ,247 ,118 ..................... ّ الثّمن419 ,363 ,349 ,249 ,248 ............
الرسم العقاري 416 ................................ ّ الجاحظ 455 ,154 ,144 ,131 ,12 ,11 .....
الروابط الشّكليّة 312 ,269 ,262 .............. ّ الجامعة ,157 ,130 ,44 ,42 ,41 ,31 ,1 ....
الروابط المنطقيّة 323 ,322 ,138 ,93 ....... ّ 453 ,441 ,401 ,309 ,261 ,158
الزركشي 455 ,148 ,147 ,103 ............... ّ الجرجاني 455 ,300 ,130 ,124 ,123 ......
الزواج,181 ,101 ,100 ,70 ,69 ,68 ....... ّ الجزائي يوقف المدني 438 .......................
212 ,186 الجمل االعتراضيّة 142 ,126 ...................
الزوجة 411 ,213 ,69 ........................... ّ الجملة الخبريّة 378 ,268 ,207 ................
سابقة القضائيّة 404 ............................. ال ّ الجنس البعيد 227 ..................................
سرد 257 ,130 ................................... ال ّ الجنس القريب 227 ................................
سرقة 405 ,298 ,113 ......................... ال ّ الح ّد األصغر 381 ,380 ,379 ,378 ,377 ...
سالمة من الت ّعقيد 125 .......................... ال ّ الح ّد األكبر 380 ,378 ,377 .....................
سالمة من الغرابة 122 .......................... ال ّ الح ّد األوسط ,381 ,380 ,379 ,378 ,377 ..
سمع 123 ............سالمة من الكراهة في ال ّ ال ّ ,393 ,391 ,390 ,389 ,384 ,382
سالمة من تتابع اإلضافات 127 ................ ال ّ 394
سالمة من تنافر الحروف 123 ................. ال ّ الحذف ,283 ,282 ,142 ,131 ,125 ,116 .
سالمة من تنافر الكلمات مجتمعة 124 ........ ال ّ 307
سالمة من ضعف الت ّأليف 125 ................. ال ّ الحريّة ,188 ,187 ,186 ,181 ,90 ,85 ..... ّ
سالمة من عدم ال ّدقّة122 ....................... ال ّ 250 ,249
سالمة من كثرة الت ّكرار 127 ................... ال ّ الحريري 154 .......................................
سالمة من مخالفة القياس 123 ................ ال ّ الحقوق العينيّة 369 ,366 ........................
سلخ 398 ,318 ,275 ........................... ال ّ الحكم الجزائي ,431 ,430 ,426 ,423 ,422
سلطة العدليّة 411 ,408 ,371 ................ ال ّ 437
الحكم النّهائي 425 ,415 .........................
أ الخاتمة الصّغيرة237 ..............................
الخبير 428 ,418 ,417 ..........................
ألسنيّة 257 ,256 .................................. ط الواضح147 ,144 .......................... الخ ّ
ألسنيّة النّص 257 ,256 .......................... الخطأ الجزائي 426 ,425 ........................
الخطأ الشّخص 439 ,435 ,431 ,428 ........
ا الخطأ المدني 430 ,426 ,425 ..................
الخطاب الت ّفسيري 153 ............................
سهل الممتنع 127 ................................ ال ّ الخطاب الحّ جاجي 153 ,25 ......................
سؤال المقدّر 306 ................................ال ّ الخطاب العلمي 176 ,134 ,133 ................
سياسة الت ّشريعيّة 335 .......................... ال ّ الخطاب الوصفي 153 .............................
سيناريوهات البيداغوجيّة 15 ................... ال ّ الخطابة458 ,137 ,136 ,59 ,30 ,8 .........
الشّخص المعنوي 161 ............................
الدّا ّل 263 ............................................
الشّرط الجزائي 214 ,213 ....................... الدّائرة الت ّجاريّة 373 ...............................
الشرطة 142 ........................................ الدّائن 357 ,354 ,213 ...........................
الشّعر 267 ,257 ,30 ............................. الدّعاوى الحوزيّة 373 ............................
الشّفعة 248 ,173 ................................. الدّعوى العموميّة 438 ,425 ....................
األول من القياس 26 .......................الشّكل ّ
فِهرس املصطلحات واألعالم 480
المسح اإلجباري 417 ,416 ...................... ,438 ,437 ,431 ,430 ,425 ,424
المسودة221 ,218 ,168 ........................ ّ 457 ,450 ,443
المسؤوليّة الت ّعاقديّة 214 ......................... القضاء الخاصّ 371 ...............................
المسؤوليّة الت ّقصيريّة 439 ,438 ,435 ....... القضاء العدلي 372 ................................
المسؤوليّة الجزائيّة 437 ,431 .................. القواعد القانونيّة العا ّمة 358 .....................
المسؤوليّة الشّخصيّة 369 ........................ القياس االقتراني 389 ,376 ......................
المسؤوليّة الشّيئيّة ,433 ,431 ,428 ,423 .. القياس الجزمي 376 ................................
439 ,438 ,435 القياس الحملي ,379 ,376 ,375 ,248 .......
المسؤوليّة العقديّة 440 ,439 ,429 ........... 444 ,410 ,404 ,388
المسؤوليّة المدنيّة 437 ,431 ................... القياس العكسي 351 ...............................
المسؤوليّة عن الخطأ الشّخصي ,431 ,428 .. الكتاب المقدّس 165 ................................
439 ,435 الكتب الت ّعليميّة 129 ................................
المسؤوليّة عن الفعل الشّخصي 439 ,438 .... الكتب الت ّكميلي 416 ................................
المسؤوليّة عن حفظ الشّيء 439 ,429 ........ الكلمات المهجورة 128 ............................
المسؤوليّة عن فعل األشياء 215 ................ الكناية 116 ..........................................
المسؤوليّة عن فعل الشّيء 406 ................. الما ّديّة الت ّاريخيّة 31 ...............................
المشترط ,355 ,354 ,353 ,352 ,351 ...... المتكلّّم 291 ,290 ,282 ,262 ,8 ..............
358 ,357 ,356 المثلّث الدّاللي 163 .................................
المشرع ,367 ,353 ,352 ,342 ,333 ,252 ّ المجاز 116 ,44 ,43 ..............................
436 ,435 ,431 ,430 ,395 ,370 المجتمع,264 ,225 ,203 ,164 ,154 ,137
المشكل القانوني ,414 ,412 ,405 ,221 ..... 292 ,273 ,272
446 ,445 ,444 ,443 ,442 المجلّة الجزائيّة 437 ...............................
المصلحة الخاصّة 183 ............................ المجلّة المدنيّة ,356 ,346 ,334 ,333 ,330
المصلحة العا ّمة 332 ,331 ...................... 406 ,368
المعرفة الخلفيّة308 ,296 ,295 ,290 ,289 المحاكم اإلداريّة 371 ..............................
المعنى االسمي 264 ,263 ........................ المحاكم ذات االختصاص الحكمي العا ّم 372 ...
المعنى الحرفي 264 ,263 ........................ المحاكم ذات االختصاص الحكمي المقيّد 373 .
المعنى الصّريح 359 ............................... سنات المعنويّة 114 .......................... المح ّ
ظاهر 361 ,359 ........................ المعنى ال ّ المحكمة ,374 ,373 ,372 ,347 ,342 ,42 .
المعنى العرفي الخاصّ 133 ...................... ,404 ,402 ,401 ,400 ,398 ,395
المفعول الت ّعليقي 373 ............................. ,411 ,409 ,408 ,407 ,406 ,405
المفعول المتأ ّخر 125 .............................. ,417 ,416 ,415 ,414 ,413 ,412
المقارنة ,282 ,189 ,188 ,187 ,115 ,92 . ,423 ,422 ,421 ,420 ,419 ,418
307 ,284 ,430 ,429 ,427 ,426 ,425 ,424
المقاصد 360 ........................................ ,441 ,439 ,436 ,435 ,434 ,432
المقالة االجتماعيّة 154 ........................... 450 ,448 ,442
المقالة األدبيّة ,155 ,154 ,80 ,63 ,51 ...... المحكمة االبتدائيّة ,427 ,425 ,422 ,373 ...
459 ,454 429
المقالة الت ّاريخيّة 155 ............................. المحكمة األوروبيّة لحقوق اإلنسان 342 .......
المقالة الت ّأ ّمليّة 155 ................................ المحكمة الجناحيّة 422 ............................
المقالة الذّاتيّة 155 ,154 ......................... طب 290 ,262 ,66 ,50 ,48 ,4 ......... المخا َ
المقالة الذّاتيّة /الموضوعيّة 155 ,154 ........ طط الصّغير 234 .............................. المخ ّ
المقالة الشّخصيّة 154 ............................. ططات النّموذجيّة212 ........................ المخ ّ
المقالة الفلسفيّة 158 ,155 ...................... المدلول 269 ,268 ,263 ,136 .................
المقالة الموضوعيّة ,157 ,156 ,155 ,154 . المدلول الت ّصديقي 269 ............................
158 ّصوري 269 ............................ المدلول الت ّ
المقالة النّقديّة 155 ................................ المدين 358 ,354 ,213 ..........................
المقالة الوصفيّة 154 .............................. المساواة في القانون المدني 213 ................
المقالة في علم االجتماع 155 .................... المستوى التّداولي 308 ,306 ,289 ,131 .....
المقدّمة الصّغرى ,379 ,378 ,377 ,376 .... المستوى الدّاللي,306 ,305 ,289 ,286 .....
,404 ,403 ,395 ,394 ,393 ,392 308
410 المستوى المعجمي 311 ,308 ,304 ,284 ...
املقدّمة الكربى ,393 ,392 ,382 ,376 ,249 ,34 المستوى النّحوي ,299 ,284 ,282 ,280 ....
410 ,404 ,398 ,395 ,394 307 ,305
فِهرس املصطلحات واألعالم 482
رواية 258 ,133 ,132 ........................... حسن الت ّخلّص 226 ,136 ........................
روجيه ماندغريز 375 ............................. حسن النّيّة 215 .....................................
سو 330 ,249 .................................. رو ّ حفظ الشّيء 439 ,435 ,431 ,429 ...........
روالن بارت 297 ,280 ,262 ,257 ........... حقّ األولويّة 248 ...................................
رياضيّات16 ......................................... حقّ البناء 334 ,330 ..............................
رياضيّة 320 ........................................ حقّ الصّيد 213 .....................................
ريپار 60 ............................................. حقّ الملكيّة ,334 ,333 ,331 ,330 ,329 ...
335
س حقّ شخصي 213 ...................................
حقّ عيني 213 ......................................
سارتر 165 .......................................... حقوق اإلنسان 330 ................................
سببيّة 325 ,284 ................................... حقوق عينيّة366 ....................................
س پينوزا 60 ............................................. طرقات 353 ,342 ...................... حوادث ال ّ
سرقة 108 ........................................... ق354 ....................................حوالة الح ّ
ّ
سرقة أدبيّة 108 ..................................... حوالة الدّين 354 ................................... ّ
سقراط 66 ,65 ,64 ................................ حوز 449 .............................................
سلخ 318 ,278 ....................................
سلطان اإلرادة ,246 ,190 ,181 ,173 ,118 خ
340 ,249 ,247
سلطة الحجّة 62 ,45 .............................. خبر 377 ,301 ,200 ,199 ,192 ,173 ,79
سليم اللغماني ,194 ,192 ,188 ,170 ,160 خبريّة 307 ,199 ,192 ,191 ,172 ...........
,325 ,321 ,238 ,233 ,222 ,219 خطاب حّ جاجي 14 ..................................
453 ,445 ,328 ,327 خ ّ
طاط 147 ...........................................
سناء الدّرويش ,192 ,188 ,170 ,160 ......
,321 ,238 ,233 ,222 ,219 ,194 د
453 ,445 ,328 ,327 ,325
سياق ,260 ,258 ,165 ,164 ,126 ,56 .... دافع ما ال يلزمه 215 ..............................
,274 ,273 ,272 ,271 ,266 ,264 دانتي 310 ............................................
408 ,403 ,295 ,291 ,289 ,276 دائرة الشّغل 373 ...................................
سيسرون 243 ,189 ,94 ,34 ,12 ............ دستور 337 ,330 ..................................
دفع بالبطالن349 ...................................
دفع ما ال يلزم 33 ,26 .............................
ش داللة 456 ,324 ,269 ,266 ,257 ,163 ....
شاتوبرييون 108 .................................... دلي ٌل مستنبط به 3 ...................................
شارل نودييه108 ................................... دليل مستنبط منه 3 .................................
شبكة 339 ,317 ,313 ,308 ,19 .............. دوپال 450 ,449 ,448 ............................
شركة الت ّأمين ,422 ,365 ,354 ,353 ,352 دوغمائيّة135 .......................................
430 ,429 ,425 ,423 دوماس 109 .........................................
شفعة 331 ........................................... ديدرو 108 ...........................................
شفوي 239 ,87 ,8 ................................ ديدمونة 132 .........................................
شكسبير 132 ........................................ ديموقراطيّة 25 ......................................
شاليرماخر 294 ....................................
ذ
ص ذ ّمة431 ,357 ......................................
صغرى ,385 ,384 ,382 ,381 ,380 ,34 ..... ذئب 43
,398 ,395 ,390 ,389 ,388 ,387
403 ر
صنف قانوني 444 ,442 ,398 ,394 .........
صيدليّة صينيّة 202 ................................ الصاحل364 ....................................
رب البيت ّ
ّ
رتيب 8 ................................................
رسالة ,263 ,147 ,136 ,135 ,133 ,15 ....
ض 453 ,366 ,365 ,293 ,277
ضريبة 333 ,330 ................................. رضاعة 69 ...........................................
ضعف الت ّعليل 406 ................................. رقيّة حسن 284 ,283 ,282 ,261 .............
485 املنهجيّة أو البالغة القانونيّة :التّعبري عن التّفكري
مونتانيي242 ,165 ,108 ,14 .................. مخبر عنه ,207 ,200 ,192 ,191 ,173 .....
376
ن مختصرات 146 ,145 .............................
مخ ّ
ططات صغيرة 218 .............................
ناپليون162 .......................................... مذكّرة 457 ,416 ,391 ,181 ...................
نائلة شعبان ,194 ,192 ,188 ,170 ,160 .. مرسل 277 ,15 .....................................
,325 ,321 ,238 ,233 ,222 ,219 مرسل إليه 15 .......................................
453 ,445 ,328 ,327 مرض موت355 ,354 ............................
نحو الفقرة 311 ..................................... مسرح 132 ..........................................
نحو النّص 458 ,280 ,260 ,257 ,256 ,5 . مسكن فردي 370 ...................................
نسخة تنفيذيّة 366 ................................. مسؤوليّة437 ,430 ,425 ,423 ,422 ,365
نص أدبي 320 ......................................
ّ مسؤوليّة شخصيّة365 ............................
نص فلسفي321 .................................... ّ مسؤوليّة عن فعل الحيوان 365 .................
صيّة 280 ,276 ,261 ,258 ,132 ........... ن ّ مسؤوليّة عن فعل الغير 365 .....................
نقل الملكيّة 367 ,366 ............................ مصادر االلتزام 246 ................................
نقل بعوض 367 .................................... مصاهرة 69 ..........................................
نيبوايي 113 ,108 ................................. مطابقة318 ,303 ,131 ,114 ,102 ,27 ....
نيتشه 242 ,61 ,44 ,43 ......................... معاجم 57 .............................................
معاهدة دوليّة 337 ..................................
ه معجم ,154 ,109 ,106 ,105 ,104 ,57 ,1 .
164
هاليداي 291 ,284 ,283 ,282 ,261 ........ معماريّة النّصّ 298 ................................
هامسليف 258 ...................................... معنى المعنى 359 ,337 ...........................
هايدغر 294 .........................................
معنى تصديقي 269 ,268 ,267 .................
هبة 356 ,355 ,351 .............................
تصوري 269 ,267 ......................... ّ معنى
هزل 107 ............................................. معنى سياقي 268 ,267 ...........................
هنري مازو ,212 ,167 ,164 ,82 ,60 ,51 . معنى لغوي 268 ,267 ............................
,411 ,318 ,253 ,239 ,224 ,220
معنى نفسي 267 ....................................
444 ,442 ,413
مفعول انتقالي 373 .................................
هوسرل 294 ........................................
مقابلة 114 ,57 ,1 .................................
هيغل 64 .............................................. مقاربة الموضوع 234 ,218 ,84 ,83 .........
هيئة األمر 164 ..................................... مقاربةَ الموضوع 84 ...............................
هيئة اللفظ 164 ..................................... سيرة 154 .................................. مقالة ال ّ
مقدّمة القانون371 ,185 .........................
و ملكيّة 370 ,367 ,363 ,335 ,333 ,330 ...
واجب اإلخالص 212 .............................. ملكيّة األرض 335 ,333 ,330 ..................
وارث 354 ........................................... مناظرات االنتداب156 .............................
ورثة 429 ,425 .................................... منطق ,393 ,391 ,339 ,229 ,81 ,31 ,27
وزير 182 ............................................ 457 ,456 ,454
وصل إضافي 283 .................................. منقول 388 ,110 ,41 .............................
وصل زمني283 .................................... مواصفات الجملة الفصيحة 124 .................
وصل سببي 283 ................................... مواصفات النّص العلمي 131 .....................
وصل عكسي 283 .................................. مواصفات النّص الفصيح 130 ...................
وصيّة 354 .......................................... موانع اإلرث 186 ...................................
الزواج 186 ,101 ,100 ,69 ,68 ..... موانع ّ
وضوح الجملة 127 ................................
وفاة 366 ............................................. موانع مؤبّدة 69 .....................................
وقت االمتحان 360 ,359 ,219 ,90 ........... موانع مؤقّتة69 .....................................
موت 366 ,355 ,354 ............................
موريس دوفرجي 107 .............................
ي موضعة النّصّ 309 .................................
يوسف الكناني 448 ................................ موضوع النّصّ ,289 ,288 ,286 ,280 .......
311 ,305
فِهرس العناوين
المقدّمة _______________________________________________ 1
األول :العناصر المشتركة في المنهجيّة __________________________17
الجزء ّ
األول :االكتشاف ( inventionفعل البحث عن المضمون أو الحجج) __________23
الفصل ّ
الفصل الثّاني :الت ّرتيب ( dispositionفعل تنظيم المضمون أو الحجج :الت ّخطيط) _______47
ينجر عن التّرتيب ____________48 ّ األول ― .وضوح جوهر الموضوع المبحث ّ
ينجر عن التّرتيب الذي الحظ جهة واحدة
ّ المبحث الثّاني ― .وضوح جوهر الموضوع
في المرتَّب ____________________________________________52
شرط __________________________________52 الفقرة األولى ―.ال ّ
شرط _______________________________84 الفقرة الثّانية ―.توابع ال ّ
طي ك ّل الموضوع ________________________85 (أ) ترتيب أقسامه تغ ّ
(ب) ترتيب أقسامه متوازنة فيما بينها ________________________86
(ج) ترتيب أقسامه مترابطة ببعضها _________________________91
صب المضمون أو الحجج في صيغ) _________96
ّّ الفصل الثّالث :الت ّعبير ( élocutionفعل
األول ― .التّعبير عن الخطوط الكبرى ِّ
للحجاج :مسألة العناوين _______97 المبحث ّ
الفقرة األولى ―.عناوين ليس فيها تجاور _______________________100
الفقرة الثّانية ―.عناوين مطابقة لمحتوياتها ______________________102
الفقرة الثّالثة ―.عناوين مقتضبة ____________________________105
الرابعة ―.عناوين بسيطة ____________________________106 الفقرة ّ
الفقرة الخامسة ―.عناوين تشدّ االنتباه_________________________107
الفقرة السّادسة ―.عناوين متماثلة ومتّسقة ومتوازية ________________118
للحجاج :مسألة تحرير جوهر
صغرى ِّ المبحث الثّاني ― .التّعبير عن الخطوط ال ّ
الموضوع ____________________________________________121
الفقرةاألولى ―.بالغة الكالم ______________________________121
ي___________________________121 (أ) الفصاحة أو المستوى النّ ّ
ص ّ
.1فصاحة الكلمة __________________________________122
.2فصاحة الجملة __________________________________124
ص __________________________________130 .3فصاحة النّ ّ
ي __________131 ّ
(ب) المطابقة لما يقتضيه حال الخطاب أو المستوى التداول ّ
الخط ______________________________144 ّ الفقرةالثّانية ―.وضوح
الجزء ال ّثاني :العناصر الخاصّة في المنهجيّة _________________________151
األول :العناصر الخاصّة بالموضوع النّ ّ
ظري (المقالة القانونيّة) _____________154 الفصل ّ
األول ― .عرض منهجيّة المقالة ________________________159 المبحث ّ
الفقرة األولى ― .االكتشاف (159_____________________ )invention
(أ) صيغة الموضوع __________________________________159
(ب) مادّة الموضوع __________________________________167
(ج) إشكاليّة الموضوع ________________________________168
.1استخراج اإلشكاليّة _______________________________168
/1 .1ما اإلشكاليّة؟ _________________________________168
/1 .1 .1الموضوع النّظر ّ
ي بدون مقولة (172____ )sujet sans citation
فِهرس العناوين 492