You are on page 1of 17

‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪1‬‬

‫الملتقى الدولي الثاني حول‪ :‬المالية اإلسالمية‬


‫صفاقس الجمهورية التونسية‬
‫يومي ‪ 29-27‬جوان ‪2013‬‬
‫مداخلة بعنوان‬

‫طبيعة البعد االقتصادي واالجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ضمن المحور السادس ‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬رؤية إسالمية لمعالجة الفقر والبطالة‪.‬‬

‫األستاذة‪ :‬كحلي فتيحة‬ ‫األستاذة‪ :‬بودية فاطمة‪.‬‬


‫الرتبة العلمية‪ :‬سنة أوىل دكتوراه يف علوم التسيري‪.‬‬ ‫الرتبة العلمية‪ :‬سنة ثانية دكتوراه يف العلوم‬
‫تخصص‪ :‬حماسبة ومالية‪.‬‬ ‫االقتصادية‪.‬‬
‫الوظيفة‪ :‬أستاذة مساعدة‪.‬‬ ‫تخصص‪ :‬اقتصاد تطبيقي وإحصاء‪.‬‬
‫المؤسسة‪ :‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪.‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬أستاذة مساعدة‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬ ‫المؤسسة‪ :‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪.‬‬
‫‪kehli.fatiha@gmail.com‬‬ ‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪fatimaboud844@gmail.com‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪2‬‬

‫ملخص‬
‫تؤدي ص‪9‬ناديق االس‪9‬تثمار اإلس‪9‬المية دورا ب‪9‬ارزا يف متوي‪9‬ل التنمي‪9‬ة‪ ،‬من خالل نش‪9‬اط تلقي األم‪9‬وال من األف‪9‬راد‬
‫واملؤسسات وتوظيفها عن طريق االستثمار يف األوراق املالية لشركات يكون عمله‪99‬ا مب‪9‬اح واس‪9‬تثمار حقيقي يتمث‪9‬ل يف‬
‫الدخول يف عقود املراحبة‪ ،‬االستصناع‪ ،‬السلم واإلجيار‪ .‬كما ميكن هلذه الصناديق لعب دور هام وحي‪99‬وي ل‪99‬دعم رأمسال‬
‫املخ‪99‬اطر خاص‪99‬ة من أج‪99‬ل متوي‪99‬ل الش‪99‬ركات الص‪99‬غرية واملتوس‪99‬طة ال‪99‬يت تواج‪99‬ه ص‪99‬عوبات للحص‪99‬ول على ق‪99‬روض من البن‪99‬وك‬
‫التقليدية‪ ،‬وبالتايل تعزيز دور هذه الشركات يف حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬املسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪Leading Islamic investment funds a prominent role in the financing of development, through‬‬
‫‪the activity of receiving funds from individuals, institutions and employment by investing in the‬‬
‫‪securities of companies whose work is permissible and is a real investment in entering into‬‬
‫‪contracts of Murabaha, Istisnaa, peace and rent. As these funds can play an important and vital role‬‬
‫‪to support private risk capital to finance small and medium-sized companies which face difficulties‬‬
‫‪to get loans from traditional banks, thus strengthening the role of these companies in achieving‬‬
‫‪economic and social development.‬‬
‫‪Key words: Islamic investment funds, sustainable development, social responsibility‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫على ال ‪99‬رغم من مس ‪99‬ار الع ‪99‬امل يف حتقي ‪99‬ق تق ‪99‬دم اقتص ‪99‬ادي مل يس ‪99‬بق ل ‪99‬ه مثي ‪99‬ل‪ ،‬إال أن ت ‪99‬راكم أن ع ‪99‬دد من الع ‪99‬ادات‬
‫واملمارسات االقتصادية السيئة يف الواقع أدى إىل ضغوط وآثار سلبية على اجملتمعات والبيئ‪9‬ة‪ .‬مما اس‪9‬تدعى التفك‪9‬ري جلي‪9‬ا‬
‫يف اس ‪99‬رتاتيجية واض ‪99‬حة للتنمي ‪99‬ة تأخ ‪99‬ذ يف االعتب ‪99‬ار ق ‪99‬رارات الت ‪99‬أثري احملتم ‪99‬ل على اجملتم ‪99‬ع والبيئ ‪99‬ة واالقتص ‪99‬اد‪ ،‬وهبذا تبل ‪99‬ور‬
‫مصطلح "التنمية املستدامة" يف مستوى عال من املناقشات العاملية والربامج السياسية‪.‬‬
‫واحلقيقة أن فقهاء الإسالم القدامى قد سبقوا كل فكر متقدم في معاجلة قضايا التنمية وإن مل يشع ه‪9‬ذا اللف‪9‬ظ ىف‬
‫كتاباهتم إال أن ذلك اليغري من الأمر شيء‪ ،‬حيث شاع يف كتاباهتم لفظ التعمري والعم‪99‬ارة والتمكني‪...‬اخل‪ ،‬ومن أمث‪99‬ال‬
‫ه‪9‬ؤالء ابن خل‪9‬دون يف (احلض‪9‬ارة وكيفي‪9‬ة حتقيقه‪9‬ا) والإم‪9‬ام الش‪9‬يباني يف (ال‪9‬رزق املس‪9‬تطاب) وأمحد ال‪9‬دجلي في (الفالك‪9‬ه‬
‫واملفلك ‪99‬ون) أي الفق ‪99‬ر والفق ‪99‬راء وغ ‪99‬ريهم من العلم ‪99‬اء الإس ‪99‬الميون ال ‪99‬ذين تن ‪99‬اولوا مس ‪99‬ائل التنمي ‪9‬ة والتط ‪99‬وير والتعم ‪99‬ري من‬
‫املنظور الإسالمي الصحيح لكافة جوانب احلياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وألن االقتصاد اإلسالمي يقوم على مبادئ وقيم مستمدة من الشريعة اإلسالمية أعطى عناية خاصة بكل ما من‬
‫ش ‪99‬أنه اإلس ‪99‬هام يف حتقي ‪99‬ق التنمي ‪99‬ة املس ‪99‬تدامة من خالل م ‪99‬ا حيتوي ‪99‬ه من مؤسس ‪99‬ات وش ‪99‬ركات ت ‪99‬رعى ه ‪99‬ذا اجلانب‪ ،‬ومنه ‪99‬ا‬
‫صناديق اإلستثمار اإلس‪9‬المية‪ .‬ه‪9‬ذه األخ‪9‬رية ت‪9‬ؤدي دورا مهم‪9‬ا يف متوي‪9‬ل وحتقي‪9‬ق التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة ال‪9‬يت تق‪9‬وم على أس‪9‬اس‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪3‬‬

‫مراع ‪99‬اة التوفي‪99‬ق بني االعتب‪99‬ارات االجتماعي‪99‬ة واالقتص ‪99‬ادية مع ‪99‬ا للمجتمع ‪99‬ات ال‪99‬يت تعم‪99‬ل هبا نتيج‪99‬ة لطبيعته ‪99‬ا املختلف ‪99‬ة عن‬
‫طبيعة صناديق االستثمار التقليدية واملستمدة من ضوابط االستثمار اإلسالمي‪.‬‬
‫ومما تق‪99‬دم ميكن ط‪99‬رح إش‪99‬كالية البحث يف م‪99‬ا يلي‪ :‬م‪NN‬اهي طبيع‪NN‬ة البع‪NN‬د الاقتص‪NN‬ادي واالجتم‪NN‬اعي لص‪NN‬ناديق‬
‫االستثمار اإلسالمية وكيف تساهم في تحقيق التنمية المستدامة؟‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية مت تقسيم البحث إىل ثالثة حماور‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري لصناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬ماهية وطبيعة التنمية املستدامة‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور صناديق االستثمار اإلسالمية يف حتقيق البعد اإلقتصادي واإلجتماعي للتنمية املستدامة‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري لصناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬


‫تعد صناديق االستثمار إحدى اآلليات احلديثة يف األسواق املالية اليت توفر لألشخاص الذين ال ميتلكون الق‪99‬درة‬
‫على إدارة اس ‪99‬تثماراهتم بص ‪99‬ورة مباش ‪99‬رة الفرص ‪99‬ة للمش ‪99‬اركة يف ه ‪99‬ذه األس ‪99‬واق‪ .‬فع ‪99‬ادة م ‪99‬ا ينص ‪99‬ح املس ‪99‬تثمر ال ‪99‬ذي ميتل ‪99‬ك‬
‫مدخرات حمدودة‪ ،‬بأن ال يستثمرها يف أوراق مالية‪ ،‬نظرا لعدم كفاية تل‪99‬ك املدخرات لش‪99‬راء تش‪99‬كيلة من تل‪99‬ك األوراق‬
‫يكون من شأهنا ختفيض حجم املخ‪9‬اطر ال‪9‬يت ق‪9‬د تتع‪9‬رض هلا مدخرات‪9‬ه‪ ،‬هلذا وج‪9‬دت ص‪9‬ناديق االس‪9‬تثمار ك‪9‬أداة اس‪9‬تثمارية‬
‫ملساعدة املدخرين على االستثمار يف السوق املالية‪.‬‬
‫‪ 1-‬تعريف صناديق االستثمار من وجهة نظر اإلقتصاد الوضعي‪:‬‬
‫متث‪99‬ل ص‪99‬ناديق االس‪99‬تثمار" وع‪99‬اء اس‪99‬تثماري لتجمي‪99‬ع م‪99‬دخرات األف‪99‬راد واس‪99‬تثمارها يف األوراق املالي‪99‬ة من خالل‬
‫جهة ذات خربة يف إدارة حمفظة األوراق املالية وهذا ما ال يس‪9‬تطيع األف‪9‬راد حتقيق‪9‬ه‪ ،‬فهي أح‪9‬د األس‪9‬باب احلديث‪9‬ة يف إدارة‬
‫األم‪99‬وال‪ ،‬وذل‪99‬ك وفق‪99‬ا لرغب‪99‬ات املس‪99‬تثمرين واحتياج‪99‬اهتم اخلدمي‪99‬ة ودرج‪99‬ة تقبلهم للمخ‪99‬اطر لتحقي‪99‬ق املزاي‪99‬ا ال‪99‬يت ال ميكن‬
‫حتقيقها منفردين مما يعود بالفائدة على املصرف أو على الش‪9‬ركة ال‪9‬يت تؤس‪9‬س ص‪9‬ناديق االس‪9‬تثمار وعلى املدخرين وعلى‬
‫االقتصاد الوطين ككل‪ ،‬وهي وسيلة لتمويل عملي‪9‬ات االقتص‪99‬اد الوط‪99‬ين عن طري‪9‬ق رب‪9‬ط املدخرات الوطني‪9‬ة بأس‪9‬واق املال‬
‫مبا حيقق محاية للمستثمرين فهي وجدت خصيصا خلدمة فئة معينة من املستثمرين وخباصة صغار املدخرين بإجياد وس‪99‬يلة‬
‫لتنويع استثماراهتم بصورة ال تتاح إال بوجود حمفظة مالية كبرية"‪.1‬‬
‫‪ -2‬أنواع صناديق االستثمار‬
‫‪2‬‬
‫تقسم صناديق االستثمار إىل نوعني‪ ‬رئيسيني مها‪:‬‬
‫‪ 1-2-‬صناديق االستثمار المفتوحة‬

‫‪‬‬
‫يندرج ضمن هذين النوعني عدة أصناف لصناديق االستثمار‪ ،‬إذ يوجد صناديق تستثمر يف األسهم‪ ،‬السندات‪ ،‬سوق النقد‪ ،‬املؤشرات‪ ،‬صناديق حملية وصناديق دولية‪.‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪4‬‬

‫كم ‪99‬ا تس ‪99‬مى أيض ‪99‬ا ص ‪99‬ناديق االس ‪99‬تثمار املش ‪99‬رتكة‪ ،‬وهي ص ‪99‬ناديق يتم إنش ‪99‬اؤها من ش ‪99‬ركة اس ‪99‬تثمار أو بن ‪99‬ك أو‬
‫ش‪9‬ركة ت‪9‬أمني وتق‪99‬وم بإص‪99‬دار ع‪99‬دد غ‪99‬ري ث‪9‬ابت من احلص‪99‬ص ال‪9‬يت يتم ت‪9‬داوهلا يف س‪9‬وق األوراق املالي‪9‬ة ‪ ،‬وتق‪99‬وم إس‪9‬رتاتيجية‬
‫هذا النوع من الصناديق بإصدار أسهم جديدة كلما استثمر مستثمر أمواال إضافية يف هذا الصندوق‪ ،‬فتصدر له أس‪9‬هما‬
‫بقيمتها‪ .‬ميكن إعادة بيع هذه األسهم لصندوق االستثمار الذي أصدرها حسب القيمة الصافية لألصل عند البيع‪ .‬ويتم‬
‫تقييم أسهم هذه الصناديق يوميا بناء على القيمة الصافية ملوجودات الصندوق‪ ،‬كما يعطي ص‪99‬ندوق االس‪99‬تثمار املش‪99‬رتك‬
‫شهادة أسهم للمساهم فيه مباشرة أو من خالل وسيط يف سوق األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ 2-2-‬صناديق االستثمار المغلقة‬
‫هي تل ‪99‬ك الص ‪99‬ناديق ال ‪99‬يت تنش ‪99‬ئها ش ‪99‬ركات املس ‪99‬امهة وأطل ‪99‬ق عليه ‪99‬ا وص ‪99‬ف مغلق ‪99‬ة ألهنا تص ‪99‬در ع ‪99‬ددا ثابت ‪99‬ا من‬
‫احلص‪99‬ص يتم ت‪99‬داوهلا يف الس‪99‬وق املالي‪99‬ة‪ ،‬كم‪99‬ا تعت‪99‬رب أول ن‪99‬وع ظه‪99‬ر من ص‪99‬ناديق االس‪99‬تثمار وهي مقتص‪99‬رة على فئ‪99‬ة حمددة‬
‫من املستثمرين هلا هدف حمدد وفرتة زمنية حمددة ويف هناية تلك الفرتة تتم تصفية الصندوق وت‪9‬وزع عوائ‪9‬ده احملقق‪9‬ة على‬
‫املش‪99‬رتكني في‪99‬ه‪ ،‬وميكن ألي مش‪99‬رتك يف الص‪99‬ندوق املغل‪99‬ق أن ي‪99‬بيع م‪99‬ا ميتلك‪99‬ه من أص‪99‬ول يف الص‪99‬ندوق يف س‪99‬وق األوراق‬
‫املالية عن طريق السماسرة‪.‬‬
‫‪ 3-‬تعريف صناديق االستثمار من وجهة نظر اإلقتصاد اإلسالمي‬
‫تقوم صناديق االس‪9‬تثمار اإلس‪9‬المية باس‪9‬تثمار أمواهلا يف أدوات مالي‪9‬ة غ‪9‬ري منافي‪9‬ة ألحك‪9‬ام الش‪9‬ريعة اإلس‪9‬المية‪ ،‬ويف‬
‫هذا اجملال قدمت التعاريف اآلتية‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬مص‪99‬طلح "ص‪99‬ندوق االس‪99‬تثمار اإلس‪99‬المي" يع‪99‬ين وع‪99‬اء مش‪99‬رتك يس‪99‬هم في‪99‬ه املس‪99‬تثمرون ب‪99‬أمواهلم الفائض‪99‬ة‬
‫لغرض استثمارها لكسب األرباح احلالل مبا يتفق متام‪9‬ا م‪9‬ع مب‪9‬ادئ الش‪9‬ريعة اإلس‪9‬المية‪ .‬وجيوز للمش‪9‬رتكني يف الص‪9‬ندوق‬
‫احلصول على وثيقة تثبت اشرتاكهم وت‪9‬ؤهلهم للحص‪9‬ول على األرب‪9‬اح تناس‪9‬ب م‪9‬ا حص‪9‬ل فعال من قب‪9‬ل الص‪9‬ندوق‪ .‬ميكن‬
‫أن تس‪99‬مى ه‪99‬ذه الوث‪99‬ائق ش‪99‬هادات‪ ،‬وح‪99‬دات‪ ،‬أس‪99‬هم أو ميكن إعط‪99‬اء أي اس‪99‬م آخ‪99‬ر‪ ،‬م‪99‬ع مراع‪99‬اة ص‪99‬حتها الش‪99‬رعية وف‪99‬ق‬
‫شرطني أساسيني‪:‬‬
‫أ‪ -‬بدال من احلصول على معدل عائ‪9‬د ث‪9‬ابت مقي‪9‬د م‪9‬ع القيم‪9‬ة االمسية‪ ،‬يتم احلص‪9‬ول على عائ‪9‬د بالتناس‪9‬ب م‪9‬ع م‪9‬ا حص‪9‬ل‬
‫فعال من قب‪9‬ل الص‪9‬ندوق‪ .‬أي على األعض‪9‬اء ال‪9‬دخول يف الص‪9‬ندوق م‪9‬ع فهم واض‪9‬ح ب‪9‬أن يرتب‪9‬ط العائ‪9‬د على مس‪9‬امهتهم م‪9‬ع‬
‫األرب‪99‬اح الفعلي‪99‬ة احملقق‪99‬ة أو اخلس‪99‬ائر ال‪99‬يت يتكب‪99‬دها الص‪99‬ندوق‪ .‬إذا ك‪99‬ان الص‪99‬ندوق يكس‪99‬ب أرباح‪99‬ا طائل‪99‬ة‪ ،‬ف‪99‬إن العائ‪99‬د على‬
‫مسامهتهم سريتفع حسب كل حصة‪ .‬ومع ذل‪9‬ك يف حال‪9‬ة الص‪9‬ندوق يع‪9‬اين من اخلس‪9‬ارة س‪9‬يكون عليهم تش‪9‬اركها أيض‪9‬ا‪،‬‬
‫إال إذا تسبب يف خسارة عن إمهال أو سوء إدارة‪ ،‬يف هذه احلالة إدارة الصندوق سوف تكون عرضة للتعويض هلم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حىت املبالغ اجملمعة جيب أن تستثمر يف األعمال التجارية املوافق‪9‬ة ألحك‪9‬ام الش‪9‬ريعة اإلس‪9‬المية‪ .‬فه‪9‬ذا يع‪9‬ين أن‪9‬ه ليس‬
‫فق ‪99‬ط تقي ‪99‬د قن ‪99‬وات االس ‪99‬تثمار بالش ‪99‬ريعة‪ ،‬ولكن أيض ‪99‬ا الش ‪99‬روط املتف ‪99‬ق عليه ‪99‬ا معهم جيب أن تتواف ‪99‬ق م ‪99‬ع مب ‪99‬ادئ الش ‪99‬ريعة‬
‫اإلسالمية‪.3‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪5‬‬

‫التعري ‪NN‬ف الث ‪NN‬اني‪ :‬تعت ‪99‬رب ص ‪99‬ناديق االس ‪99‬تثمار اإلس ‪99‬المية "أح ‪99‬د املؤسس ‪99‬ات املالي ‪99‬ة اإلس ‪99‬المية ال ‪99‬يت تت ‪99‬وىل جتمي ‪99‬ع أم ‪99‬وال‬
‫املس‪99‬تثمرين يف ص‪99‬ورة وح‪99‬دات أو ص‪99‬كوك اس‪99‬تثمارية‪ ،‬ويعه‪99‬د بإدارهتا إىل جه‪99‬ة من أه‪99‬ل اخلربة واالختص‪99‬اص‪ ،‬لتوظيفه‪99‬ا‬
‫وفق ‪ً9‬ا لص ‪99‬يغ االس ‪99‬تثمار اإلس ‪99‬المية املناس ‪99‬بة‪ ،‬على أن يتم توزي ‪99‬ع ص ‪99‬ايف العائ ‪99‬د فيم ‪99‬ا بينهم حس ‪99‬ب االتف ‪99‬اق‪ ،‬وحيكم كاف ‪99‬ة‬
‫معامالهتا أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية والقوانني والقرارات والتعليمات احلكومية واللوائح والنظم الداخلية"‪.4‬‬
‫ومن خالل م‪9‬ا تق‪9‬دم ميكن الق‪9‬ول أن ص‪9‬ناديق االس‪9‬تثمار اإلس‪9‬المية عب‪9‬ارة عن "أوعي‪9‬ة اس‪9‬تثمارية تنش‪9‬ئها ش‪9‬ركات‬
‫االستثمار أو املؤسسات املالية بغرض جتمي‪9‬ع م‪9‬دخرات األف‪9‬راد واملؤسس‪9‬ات يف ش‪9‬كل وح‪9‬دات اس‪9‬تثمارية متث‪9‬ل مش‪9‬اركة‬
‫يف رأمسال الصندوق‪ ،‬وتلتزم إدارهتا بض‪99‬وابط‪ ‬الش‪99‬ريعة اإلس‪99‬المية يف اس‪99‬تثمار املدخرات يف األوراق املالي‪99‬ة املص‪99‬درة من‬
‫ط ‪99‬رف الش ‪99‬ركات ال ‪99‬يت يك ‪99‬ون عمله ‪99‬ا مب ‪99‬اح‪ ،‬وك ‪99‬ذا اس ‪99‬تثمار املدخرات اس ‪99‬تثمارا حقيقي ‪99‬ا يعتم ‪99‬د على ص ‪99‬يغ االس ‪99‬تثمار‬
‫اإلس ‪99‬المي وال ‪99‬يت تش ‪99‬مل ك ‪99‬ل من عق ‪99‬ود‪ :‬املض ‪99‬اربة‪ ،‬املراحبة‪ ،‬الس ‪99‬لم‪ ،‬االستص ‪99‬ناع‪ ،‬الت ‪99‬أجري‪ .‬على أن يتم توزي ‪99‬ع األرب ‪99‬اح‬
‫واخلسائر فيها وفقا ملبدأ املشاركة"‪.‬‬
‫‪ - 4‬الفرق بين صناديق االستثمار اإلسالمية وصناديق االستثمار التقليدية‬
‫ختتلف صناديق االستثمار اإلسالمية عن صناديق االستثمار التقليدية يف ثالث نقاط رئيسية يتم تناوهلا وفق ما‬
‫‪5‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -4-1‬مجاالت االستثمار‬
‫تتميز صناديق االستثمار اإلسالمية بأن جماالت االستثمار اليت توجه هذه الصناديق حنوها مدخرات املسامهني‬
‫هي جماالت ال ختالف أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فال ميكن أن يكون من بني جماالت االستثمار هذه جماالت حترم‬
‫الشريعة اإلسالمية االستثمار فيها كمصانع اخلمور‪ ،‬واملصارف الربوية وأنشطة تبييض األموال‪ ،‬وبالرغم من مثة‬
‫جماالت ال ميكن لصناديق االستثمار اإلسالمية أن تلجأ إليها‪ ،‬إال أن هذا ال يعين بالضرورة حمدودية جماالت صناديق‬
‫االستثمار ألن جماالت االستثمار املباحة كثرية‪ ،‬ومتعددة ومتنوعة؛‬
‫‪ -4-2‬صيغ التمويل"األدوات االستثمارية"‬
‫تتميز صناديق االستثمار اإلسالمية بأن أدواهتا االستثمارية تتفق أيضا مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فال ميكن‬
‫هلذه الصناديق أن تستثمر مدخرات املسامهني فيها من خالل الفوائد الربوية‪ ،‬وإمنا من خالل صيغ التمويل اإلسالمية‬
‫املختلفة كاملراحبة لألمر بالشراء‪ ،‬واإلجارة املنتهية بالتمليك وعقود االستصناع‪ ،‬وشركة املضاربة‪ ،‬أو الشركة املتناقصة‬
‫املنتهية بالتمليك إىل غري ذلك من صيغ التمويل اإلسالمية؛‬

‫‪ ‬تشمل ضوابط االستثمار اإلسالمي اليت تعمل وفقها الصناديق االستثمارية ما يلي‪:‬‬
‫احملافظة على أصل املال‪ ،‬حتقيق الربح ألصل الصندوق مما يعمل على زيادة رأس املال‪ ،‬توفري السيولة من أجل العمل على تلبية طلبات االسرتداد‪ ،‬ربط‬
‫االستثمار بالقيم الشرعية واألخالقيات السلوكية‪ ،‬حصر االستثمار بالسلع احلالل واجتناب األنشطة احملرمة‪ ،‬مراعاة األولويات يف إدارة النشاط االقتصادي‬
‫وهي الضروريات واحلاجيات‪ ،‬حتقيق فرص العمل ومنع البطالة‪ ،‬أداء حق اهلل يف املال من الزكاة والصدقات‪ .‬وهبذا تعد صناديق االستثمار االسالمية رافدا‬
‫مهما لتحقيق التنمية املستدامة باعتبارها تأخذ بعني االعتبار كل من اجلوانب االقتصادية واالجتماعية على حد سواء‪.‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪6‬‬

‫‪ -4-3‬وجود هيئات لإلفتاء والرقابة الشرعية على هذه الصناديق‬


‫تشرف هيئات الفتوى والرقابة الشرعية على هذه األنشطة االستثمارية‪ ،‬وتتأكد من موافقتها ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وال يقتصر دور هذه اهليئات على جمرد اإلفتاء يف املسائل واملعامالت املالية‪ ،‬واألنشطة االستثمارية‪ ،‬بل‬
‫يتعدى ذلك إىل مراقبة هذه األنشطة والتأكد من عدم خمالفتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما تقوم هذه اهليئات‬
‫بتصحيح املخالفات إن وجدت‪ ،‬وتقوم أيضا بإنتاج وتصميم العقود املتوافقة وأحكام الشريعة‪.‬‬
‫‪ - 5‬النشاط االستثماري لصناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫‪6‬‬
‫مير النشاط االستثماري يف صناديق االستثمار اإلسالمية باملراحل اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم املؤسسة املالية اإلسالمية الراغبة يف إنشاء صناديق اس‪9‬تثمار ب‪9‬البحث عن مش‪9‬روعات اقتص‪99‬ادية معين‪9‬ة‪ ،‬أو نش‪9‬اط‬
‫معني‪ ،‬وإعداد دراسة للجدوى االقتصادية لالستثمار فيها؛‬
‫‪ -‬بعد ذلك تقوم تلك املؤسسة املالية بتكوين صندوق استثماري حتدد أغراضه‪ ،‬تعد نشرة اإلص‪99‬دار ال‪99‬يت تتض‪99‬من كاف‪99‬ة‬
‫التفاصيل عن نشاط الصندوق‪ ،‬مدته‪ ،‬شروط االستثمار فيه‪ ،‬وحقوق والتزامات خمتلف األطراف املشاركة فيه؛‬
‫‪ -‬يتم تقس ‪99‬يم رأس م ‪99‬ال الص ‪99‬ندوق االس ‪99‬تثماري إىل ص ‪99‬كوك مض ‪99‬اربة (وح ‪99‬دات) متس ‪99‬اوية القيم ‪99‬ة االمسية وطرحه ‪99‬ا‬
‫للجمه‪99‬ور لالكتت‪99‬اب فيه‪99‬ا‪ ،‬ويعت‪99‬رب ك‪99‬ل مكتتب يف ه‪99‬ذه الص‪99‬كوك ش‪99‬ريكا حبص‪99‬ة ش‪99‬ائعة يف رأس م‪99‬ال الص‪99‬ندوق بنس‪99‬بة‬
‫احلص‪99‬ص ال‪99‬يت ميتلكه‪99‬ا يف رأس املال‪ .‬تص‪99‬در ه‪99‬ذه الص‪99‬كوك ع‪99‬ادة امسية وليس‪99‬ت حلامله‪99‬ا‪ ،‬وجيوز ت‪99‬داوهلا والتص‪99‬رف فيه‪99‬ا‬
‫بالبيع واهلبة والرهن وغري ذلك من التصرفات املقررة شرعا للمالك؛‬
‫‪ -‬بع ‪99‬د تلقي اجله ‪99‬ة املص ‪99‬درة للص ‪99‬ندوق ألم ‪99‬وال املكتت ‪99‬بني وجتميعه ‪99‬ا‪ ،‬تب ‪99‬دأ يف اس ‪99‬تثمارها يف اجملاالت احملددة يف نش ‪99‬رة‬
‫اإلصدار‪ ،‬وعند حتقق األرباح يتم توزيعها على أصحاب ص‪99‬كوك املض‪99‬اربة بالنس‪99‬بة والكيفي‪99‬ة املتف‪99‬ق عليه‪99‬ا‪ ،‬كم‪99‬ا تق‪99‬وم‬
‫بتصفية الصندوق يف املوعد احملدد لذلك؛‬
‫‪ -‬ميثل الصك أو الوحدة االستثمارية ملكية حصة شائعة يف الص‪9‬ندوق وتس‪9‬تمر ه‪9‬ذه امللكي‪9‬ة طيل‪9‬ة م‪9‬دهتا وي‪9‬رتتب عليه‪9‬ا‬
‫مجيع احلقوق والتصرفات املقررة شرعا للمالك يف ملكه من بيع وهبة وإرث وغريها‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬ماهية وطبيعة التنمية المستدامة‬


‫‪ -1‬مفهوم التنمية المستدامة‬
‫بدأ مصطلح التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة يكس‪9‬ب قب‪9‬وال واس‪9‬عا يف أواخ‪9‬ر ‪ ،1980‬بع‪9‬د ظهوره‪9‬ا يف تقري‪9‬ر برونتالن‪9‬د‪ .‬نتيج‪9‬ة‬
‫لعق ‪99‬د مجعي ‪99‬ة األمم املتح ‪99‬دة جلس ‪99‬تها من أج ‪99‬ل إنش ‪99‬اء جلن ‪99‬ة الق ‪99‬رتاح "ج ‪99‬دول أعم ‪99‬ال ع ‪99‬املي من أج ‪99‬ل التغي ‪99‬ري يف مفه ‪99‬وم‬

‫‪ ‬يشمل االستثمار يف الصناديق االسالمية ع‪9‬دة جماالت منه‪9‬ا االس‪99‬تثمار يف الأوراق املالي‪9‬ة من أس‪99‬هم وص‪9‬كوك بأنواعه‪9‬ا باإلض‪9‬افة إىل اس‪99‬تثمار األم‪9‬وال اس‪99‬تثمارا‬
‫حقيقيا يقوم على صيغ االستثمار الإسالمي القائم على العقود الشرعية من مراحبة‪ ،‬مضاربة‪ ،‬استصناع‪ ،‬تأجري‪ ،‬وسلم‪.‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪7‬‬

‫وممارسات التنمية"‪ ،‬وتقرير برونتالند أشار إىل احلاجة امللحة إلعادة طرقنا يف التفكري واملعيشة عن طري‪99‬ق ش‪99‬عار "الوف‪99‬اء‬
‫مبس‪99‬ؤولية أه‪99‬داف وتطلع‪99‬ات البش‪99‬رية" كم‪99‬ا س‪99‬عت إىل لفت انتب‪99‬اه الع‪99‬امل إىل س‪99‬رعة ت‪99‬دهور البيئ‪99‬ة واإلنس‪99‬ان ودعت إىل‬
‫ضرورة االهتمام بشكل واضح بالتنمية االقتصادية واالجتماعية معا‪.7‬‬
‫لقد ظهرت عدة تعريفات واستخدامات للتنمية املس‪9‬تدامة‪ ،‬ف‪9‬البعض يتعام‪9‬ل م‪9‬ع التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة كرؤي‪9‬ة أخالقي‪9‬ة‬
‫تناسب اهتمامات وأولويات النظام العاملي اجلديد‪ ،‬والبعض يرى أن التنمية املستدامة منوذج تنم‪99‬وي ب‪99‬ديل عن النم‪99‬وذج‬
‫الصناعي الرأمسايل‪ ،‬أو رمبا أسلوبًا إلصالح أخطاء وتعثرات هذا النموذج يف عالقته بالبيئة‪ .‬ولكن هناك من يتعام‪99‬ل م‪99‬ع‬
‫التنمية املستدامة كقضية إدارية وفنية حبتة للتدليل على حاجة اجملتمعات اإلنس‪99‬انية املتقدم‪99‬ة والنامي‪99‬ة إىل إدارة بيئي‪99‬ة واعي‪99‬ة‬
‫وختطيط جديد الستغالل املوارد‪.‬‬
‫إن ه‪9‬ذا اخلل‪9‬ط بني التعري‪9‬ف والش‪9‬روط واملتطلب‪9‬ات هي أك‪9‬ثر م‪9‬ا مييز أدبي‪9‬ات التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة يف املرحل‪9‬ة الراهن‪9‬ة‪،‬‬
‫ولق‪99‬د ح‪9‬اول تقري‪9‬ر املوارد العاملي‪9‬ة ال‪9‬ذي نش‪9‬ر ع‪99‬ام ‪1992‬م وال‪9‬ذي ُخ ص‪99‬ص بكامل‪9‬ه ملوض‪99‬وع التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة‪ ،‬توض‪99‬يح‬
‫ه‪99‬ذا اخلل‪99‬ط‪ ،‬وذل‪99‬ك ب‪99‬إجراء مس‪99‬ح ش‪99‬امل هلذا املفه‪99‬وم‪ ،‬واس‪99‬تطاع التقري‪99‬ر حص‪99‬ر عش‪99‬رين تعريف ‪ً9‬ا واس‪99‬ع الت‪99‬داول للتنمي‪99‬ة‬
‫املستدامة‪ ،‬وقد حاول التقرير توزيع هذه التعريفات إىل أربع جمموعات هي‪ :‬التعريفات االقتصادية‪ ،‬والتعريفات البيئي‪9‬ة‪،‬‬
‫والتعريفات الإجتماعية واإلنسانية‪ ،‬والتعريفات التقنية واإلدارية‪.‬‬
‫أ) فاقتصاديًا‪ :‬وبالنسبة للدول الصناعية يف الشمال‪ ،‬فإن التنمية املستدامة تعين إجراء خفض عميق ومتواصل يف‬
‫اس ‪99‬تهالك ه ‪99‬ذه ال ‪99‬دول من الطاق ‪99‬ة واملوارد الطبيعي ‪99‬ة وإح ‪99‬داث حتوالت جذري ‪99‬ة يف األمناط احلياتي ‪99‬ة الس ‪99‬ائدة؛ أم ‪99‬ا بالنس ‪99‬بة‬
‫للدول الفقرية‪ :‬فالتنمية املستدامة تعين توظيف املوارد من أجل رفع املستوى املعيشي للسكان األكثر فقرًا يف اجلنوب‪.‬‬
‫ب) أم ‪NN‬ا على الص ‪NN‬عيد اإلنس ‪NN‬اني والإجتم ‪NN‬اعي‪ :‬ف ‪99‬إن التنمي ‪99‬ة املس ‪99‬تدامة تس ‪99‬عى إىل حتقي ‪99‬ق االس ‪99‬تقرار يف النم ‪99‬و‬
‫الس‪99‬كاين‪ ،‬ووق‪99‬ف ت‪99‬دفق األف‪99‬راد إىل املدن‪ ،‬وذل‪99‬ك من خالل تط‪99‬وير مس‪99‬توى اخلدمات الص ‪99‬حية والتعليمي‪99‬ة يف األري‪99‬اف‬
‫وحتقيق أكرب قدر من املشاركة الشعبية يف التخطيط وللتنمية‪.‬‬
‫ج) وأما على الصعيد البي‪N‬ئي‪ :‬ف‪99‬إن التنمي‪99‬ة املس‪99‬تدامة هي االس‪99‬تخدام األمث‪99‬ل لألرض الزراعي‪99‬ة‪ ،‬واملوارد املائي‪99‬ة يف‬
‫العامل‪ ،‬مبا يؤدي إىل مضاعفة املساحة اخلضراء على سطح الكرة األرضية‪.‬‬
‫د) وأما على الصعيد التقني واإلداري‪ :‬فإن التنمية املستدامة هي التنمي‪9‬ة ال‪9‬يت تنق‪9‬ل اجملتم‪9‬ع إىل عص‪9‬ر الص‪9‬ناعات‬
‫والتقني‪99‬ات النظيف‪99‬ة ال‪99‬يت تس‪99‬تخدم أق‪99‬ل ق‪99‬در ممكن من الطاق‪99‬ة واملوارد‪ ،‬وُتنتج احلد األدىن من الغ‪99‬ازات وامللوث‪99‬ات ال‪99‬يت ال‬
‫تؤدي إىل رفع درجة حرارة سطح األرض والضارة باألوزون‪.8‬‬
‫كم‪99‬ا ع‪ّ9‬ر ف املعه‪99‬د ال‪99‬دويل للتنمي‪99‬ة املس‪99‬تدامة على أهنا " التنمي‪99‬ة ال‪99‬يت تل‪99‬يب احتياج‪99‬ات احلاض‪99‬ر دون املس‪99‬اس بق‪99‬درة‬
‫األجي ‪99‬ال املقبل ‪99‬ة على تلبي ‪99‬ة احتياجاهتا اخلاص ‪99‬ة" وحيت ‪99‬وي داخ ‪99‬ل ه ‪99‬ذا التعري ‪99‬ف مفه ‪99‬ومني رئيس ‪99‬يني‪ :‬مفه ‪99‬وم االحتياج ‪99‬ات‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪8‬‬

‫وخاصة االحتياجات األساسية للفقراء يف العامل واليت ينبغي أن تعطى األولوية القصوى هلا؛ وفكرة القي‪9‬ود ال‪9‬يت تفرض‪99‬ها‬
‫حالة التكنولوجيا والتنظيم االجتماعي على قدرة البيئة على تلبية االحتياجات احلالية واملستقبلية‪.9‬‬
‫‪ - 2‬العناصر األساسية للتنمية المستدامة‪:‬‬
‫تقوم التنمية املستدامة على ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬هي‪ :‬االقتصاد واجملتمع والبيئة‪.‬‬
‫ومن املالح ‪99‬ظ أن ه ‪99‬ذه العناص ‪99‬ر يرتب ‪99‬ط بعض ‪99‬ها ببعض‪ ،‬وتت ‪99‬داخل فيم ‪99‬ا بينه ‪99‬ا ت ‪99‬داخال كب ‪99‬ريا‪ .‬فاالقتص ‪99‬اد أح ‪99‬د احملرك ‪99‬ات‬
‫الرئيسية للمجتمع‪ ،‬وأحد العوامل الرئيسية احملددة ملاهيته (جمتمع صناعي أو زراعي أو رعوي‪ ،‬إخل)‪ .‬واجملتمع هو صانع‬
‫االقتصاد‪ ،‬وا شِّك ل األساسي لألمناط االقتصادية اليت تسود فيه‪ ،‬اعتمادا على نوع الفكر االقتصادي الذي يتبناه اجملتمع‬
‫ُمل‬
‫(الرأمسايل‪ ،‬االشرتاكي‪ ،‬اإلسالمي)‪.‬‬
‫والبيئ‪9‬ة هي اإلط‪99‬ار الع‪99‬ام ال‪9‬ذي يت‪9‬أثر باألنش‪9‬طة االقتص‪99‬ادية وي‪9‬ؤثر فيه‪99‬ا‪ ،‬كم‪9‬ا تت‪9‬أثر البيئ‪9‬ة بس‪9‬لوكيات أف‪9‬راد اجملتم‪9‬ع‬
‫وتؤثر يف أحواهلم الصحية وأنشطتهم املختلفة‪ .‬ولذلك فإن أي برنامج ناجح للتنمية املستدامة ال بد له أن حيقق التواف‪99‬ق‬
‫واالنس‪99‬جام بني ه‪99‬ذه العناص‪99‬ر الثالث‪99‬ة‪ ،‬وأن يص‪99‬هرها كله‪99‬ا يف بوتق‪99‬ة واح‪99‬دة تس‪99‬تهدف االرتق‪99‬اء مبس‪99‬تويات اجلودة لتل‪99‬ك‬
‫العناصر معا‪ :‬أي حتقيق النمو االقتصادي‪ ،‬وتلبية متطلبات أفراد اجملتمع‪ ،‬وضمان السالمة البيئي‪9‬ة‪ ،‬م‪9‬ع احملافظ‪9‬ة يف ال‪9‬وقت‬
‫نفس‪9‬ه على حق‪9‬وق األجي‪9‬ال القادم‪9‬ة من املوارد الطبيعي‪9‬ة وعلى التمت‪9‬ع ببيئ‪9‬ة نظيف‪9‬ة‪ .‬والعالق‪9‬ة بني التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة ومحاي‪9‬ة‬
‫البيئة عالقة وثيقة‪ .‬ويف هذا الصدد متثل محاية البيئة اهلدف األول يف برامج التنمية املس‪99‬تدامة‪ ،‬ويرج‪99‬ع ذل‪99‬ك إىل أن البيئ‪99‬ة‬
‫هي املصدر األساس‪9‬ي جلمي‪9‬ع املوارد ال‪9‬يت تتطلبه‪9‬ا ب‪9‬رامج التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة ومش‪9‬روعاهتا‪ .‬واإلخالل ب‪9‬التوازن البي‪9‬ئي ي‪9‬ؤدي‬
‫إىل تدمري النظم البيئية وتدهور حالة املوارد الطبيعية (احلية وغ‪9‬ري احلي‪9‬ة) والتعجي‪9‬ل بنف‪9‬اد بعض‪9‬ها أو إفس‪9‬ادها حبيث يتع‪9‬ذر‬
‫استخدامها بشكل مناسب اقتصاديا‪.10‬‬
‫‪ _3‬التنمية المستدامة من منظور اإلقتصاد اإلسالمي‬
‫ورد مض ‪99‬مون التنمي ‪99‬ة حتت مص ‪99‬طلح العم ‪99‬ارة والتعم ‪99‬ري‪ ،‬يق ‪99‬ول اهلل س ‪99‬بحانه وتع ‪99‬اىل‪{ :‬ه ‪NN‬و أنش ‪NN‬أكم من األرض‬
‫واستعمركم فيها } (سورة هود‪ ،‬اآلية‪.)61 :‬‬
‫ويق‪99 9‬ول علم‪99 9‬اء التفس‪99 9‬ري إن اآلي‪99 9‬ة الكرمية حتث على طلب العم‪99 9‬ارة‪ ،‬والطلب املطل‪99 9‬ق من اهلل يك‪99 9‬ون على س‪99 9‬بيل‬
‫الوج‪99‬وب‪ ،‬ويف ه‪99‬ذه اآلي‪99‬ة دالل‪99‬ة على وج‪99‬وب عم‪99‬ارة األرض‪ ،‬ق‪99‬ال علي بن أيب ط‪99‬الب ك‪99‬رم اهلل وجه‪99‬ه لنائب‪99‬ه على مص‪99‬ر‬
‫"ليكن نظ ‪99‬رك يف عم ‪99‬ارة األرض‪ ،‬أبل ‪99‬غ من نظ ‪99‬رك يف اس ‪99‬تخراج اخلراج‪ ،‬ألن ذل ‪99‬ك ال ي ‪99‬درك إال بالعم ‪99‬ارة‪ ،‬ومن طلب‬
‫اخلراج بغري عمارة أخرب البالد"‪.‬‬
‫وهن‪99‬اك مص‪99‬طلح آخ‪99‬ر ه‪99‬و التمكني ‪ :‬ق‪99‬ال اهلل تع‪99‬اىل ‪{ :‬وَلَق ْد َم َّك َّناُك ْم في األرض وَجَعْلَن ا لكم فيه‪NN‬ا َمَع اِيَش }‬
‫(سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.)10 :‬‬
‫يرى علماء الفقه أن للتمكني معنيني‪:‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪9‬‬

‫األول‪ :‬اختاذ قرار ومكان وموطن‪ ،‬الثاني ‪ :‬السيطرة والقدرة على التحكم‪ ،‬وه‪99‬و يع‪99‬ين أن اهلل س‪9‬بحانه وتع‪99‬اىل ق‪9‬د هي‪9‬أ‬
‫لإلنسان وضع السيطرة على الطبيعة‪ ،‬وطلب منا حتقيق تلك السيطرة‪ ،‬أو بتعبري آخر طلب من‪9‬ا حتقي‪9‬ق التكنولوجي‪9‬ا على‬
‫اعتبار أن التكنولوجيا هي أداة تسخري الوسائل العلمية للسيطرة على الظروف الطبيعية وتوجيهها لصاحل اإلنسان ‪.‬‬
‫وهبذا ميكن تعريف التنمية املستدامة من وجهة نظر إسالمية يف التعريف التايل ‪:‬‬
‫التنمية املستدامة من وجهة نظ‪9‬ر إس‪9‬المية عملي‪9‬ة متع‪9‬ددة األبع‪9‬اد‪ ،‬تعم‪9‬ل على الت‪9‬وازن بني أبع‪9‬اد التنمي‪9‬ة االقتص‪9‬ادية‬
‫واالجتماعية من جهة‪ ،‬والبعد البيئي من جهة أخرى‪ ،‬وهتدف إىل االستغالل األمث‪9‬ل للم‪9‬وارد واألنش‪9‬طة البش‪9‬رية القائم‪9‬ة‬
‫عليها من منظور إسالمي يؤكد أن اإلنس‪9‬ان مس‪9‬تخلف يف األرض ل‪9‬ه ح‪9‬ق االنتف‪9‬اع مبوارده‪9‬ا دون ح‪9‬ق ملكيته‪9‬ا‪ ،‬ويل‪9‬تزم‬
‫يف تنميته‪99‬ا بأحك‪99‬ام الق‪99‬رآن والس‪99‬نة النبوي‪99‬ة الش‪99‬ريفة‪ ،‬على أن ي‪99‬راعي يف عملي‪99‬ة التنمي‪99‬ة االس‪99‬تجابة حلاج‪99‬ات احلاض‪99‬ر‪ ،‬دون‬
‫إهدار حق األجيال الالحقة‪ ،‬ووصوًال إىل االرتفاع باجلوانب الكمية والنوعية للمادة البشر‪.11‬‬
‫‪ - 4‬المبادئ اإلرشادية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‬
‫حيتاج حتقي‪9‬ق أه‪9‬داف التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة إىل نظ‪9‬ام متس‪9‬ق يض‪9‬م السياس‪9‬ات االقتص‪9‬ادية واالجتماعي‪9‬ة يف خط‪9‬ة ش‪9‬املة‬
‫للتنمية‪ .‬تضمن ه‪9‬ذه اخلط‪9‬ة توظي‪9‬ف املوارد الطبيعي‪9‬ة ورأس املال البش‪9‬ري بطريق‪9‬ة اقتص‪9‬ادية لتحقي‪9‬ق منو إقتص‪9‬ادى يه‪9‬دف‬
‫إىل اإلرتفاع بنوعية احلياة للمواطن مع احلفاظ على نوعية البيئة ومصادرها الطبيعية لألجيال احلالية والقادمة‪.‬‬
‫فيم ‪99‬ا يلي جمموع ‪99‬ة من املب ‪99‬ادئ اإلرش ‪99‬ادية ال ‪99‬ىت ميكن لل ‪99‬وزارات واهليئ ‪99‬ات اإلف ‪99‬ادة منه ‪99‬ا ىف تط ‪99‬وير سياس ‪99‬ات فعال ‪99‬ة‬
‫‪12‬‬
‫لتحقيق التنمية املستدامة‪:‬‬
‫‪ - 4-1‬مبدأ التخطيط االستراتيجي‬
‫يتطلب حتقيق التنمية املستدامة إجياد تغيريات سياسية ومؤسسية تصمم بعناية لتليب االحتياجات اليت مت حتدي‪99‬دها‪.‬‬
‫ويتحقق ذلك من خالل تطبيق مبدأ "التخطيط االس‪9‬رتاتيجي"‪ .‬ويس‪9‬تلزم ذل‪9‬ك تط‪9‬بيق نظم التق‪9‬ييم البي‪9‬ئي اإلس‪9‬رتاتيجي مث‬
‫التق ‪99‬ييم البي ‪99‬ئي ال ‪99‬رتاكمى عن ‪99‬د حتدي ‪99‬د األه ‪99‬داف‪ ،‬مث تق ‪99‬ييم األث ‪99‬ر البي ‪99‬ئي لك ‪99‬ل مش ‪99‬روع يق ‪99‬ر‪ .‬كم ‪99‬ا أن تط ‪99‬بيق التخطي ‪99‬ط‬
‫االس ‪99‬رتاتيجي جيب أن يعتم ‪99‬د على املش ‪99‬اركة الواس ‪99‬عة جلمي ‪99‬ع املنتفعني ذوي الص ‪99‬لة لتحقي ‪99‬ق أفض ‪99‬ل نت ‪99‬ائج يس ‪99‬تفيد منه ‪99‬ا‬
‫اجلميع‪.‬‬
‫‪ -4-2‬مبدأ بناء عملية إعداد اإلستراتيجية على التحليل الفني الجيد‬
‫تعتمد اإلسرتاتيجية الوطنية للتنمية املستدامة على التحليل الدقيق للوضع ال‪9‬راهن واالجتاه‪99‬ات املس‪9‬تقبلية واملخ‪9‬اطر‬
‫املتوقع ‪99‬ة‪ ،‬م ‪99‬ع حتدي ‪99‬د الرواب ‪99‬ط بني التح ‪99‬ديات احمللي ‪99‬ة والوطني ‪99‬ة والعاملي ‪99‬ة‪ .‬على س ‪99‬بيل املث ‪99‬ال س ‪99‬تدرج الض ‪99‬غوط اخلارجي ‪99‬ة‬
‫املفروض‪99‬ة على الدول‪99‬ة‪ ،‬الناجتة عن العوملة أو ت‪99‬أثريات تغ‪99‬ري املن‪99‬اخ‪ ،‬يف ه‪99‬ذا التحلي‪99‬ل وال‪99‬ذى س‪99‬وف يعتم‪99‬د على املعلوم‪99‬ات‬
‫املوثقة حول تغري الظروف البيئية واالجتماعية واالقتصادية والضغوط املفروضة وكيفية االستجابة إليها ومدى ارتباطه‪9‬ا‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪10‬‬

‫بأه‪99‬داف ومؤش‪99‬رات اإلس‪99‬رتاتيجية وس‪99‬وف تس‪99‬تخدم الق‪99‬درات احمللي‪99‬ة واملعلوم‪99‬ات املتاح‪99‬ة بش‪99‬كل كام‪99‬ل إلج‪99‬راء التحلي‪99‬ل‬
‫كما سيعكس التحليل أيضا وجهة نظر كافة الشركاء‪.‬‬
‫‪ -4-3‬مبدأ وضع أهداف واقعية ومرنة للسياسة‬
‫توض ‪99‬ع األه ‪99‬داف للمس ‪99‬اعدة يف حتدي ‪99‬د كمي ‪99‬ة وج ‪99‬ودة املخرج ‪99‬ات املتوقع ‪99‬ة أو األوض ‪99‬اع املرغ ‪99‬وب فيه ‪99‬ا‪ .‬تعت ‪99‬رب‬
‫األه‪99‬داف ال‪99‬يت يص‪99‬احبها احلوافز من أدوات تنفي‪99‬ذ السياس‪99‬ة األك‪99‬ثر فاعلي‪99‬ة وستس‪99‬تخدم عن‪99‬دما تت‪99‬اح الق‪99‬درة على ذل‪99‬ك‪،‬‬
‫ستمثل األهداف حتديا ومع ذلك فإهنا واقعية وميكن حتقيقها‪.‬‬
‫‪ - 4-4‬مبدأ الترابط بين الميزانية وأولويات اإلستراتيجية‬
‫الب‪99‬د من إدراج اإلس‪99‬رتاتيجية يف عملي‪99‬ة ختطي‪99‬ط امليزاني‪99‬ة لض‪99‬مان توف‪99‬ري املوارد املالي‪99‬ة ملكون‪99‬ات اإلس‪99‬رتاتيجية ح‪99‬ىت‬
‫حتقق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -4-5‬مبدأ السياسة المتكاملة بين القطاعات المختلفة‬
‫س‪9‬تعمل اللجن‪9‬ة الوطني‪9‬ة للتنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة على دعم سياس‪9‬ات التنمي‪9‬ة املس‪9‬تدامة وس‪9‬يتم تش‪9‬كيل جلان مش‪9‬رتكة بني‬
‫ال ‪99‬وزارات املعني ‪99‬ة حس ‪99‬بما تقتض ‪99‬ىي احلاج ‪99‬ة ل ‪99‬ذلك وباإلض ‪99‬افة إىل ذل ‪99‬ك يل ‪99‬زم أن تعم ‪99‬ل الس ‪99‬لطات املركزي ‪99‬ة واحملافظ ‪99‬ات‬
‫ووح‪99‬دات اإلدارة احمللي‪99‬ة على إدراج محاي‪99‬ة البيئ‪99‬ة والرتاب‪99‬ط االجتم‪99‬اعي يف مجي‪99‬ع السياس‪99‬ات القطاعي‪99‬ة‪ .‬أم‪99‬ا على املس‪99‬توى‬
‫احمللي فيلزم القيام بالتعديالت املؤسسية املطلوبة لتعكس احتياجات القطاعات املختلفة لتحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫س‪99‬يكون من مه‪99‬ام جلن‪99‬ة التنمي‪99‬ة املس‪99‬تدامة التنس‪99‬يق بني اإلس‪99‬رتاتيجيات واخلط‪99‬ط وال‪99‬ربامج القطاعي‪99‬ة م‪99‬ع أخ‪99‬ذ البيئ‪99‬ة‬
‫والت ‪99‬أثريات االجتماعي ‪99‬ة يف االعتب ‪99‬ار والعم ‪99‬ل على دمج االعتب ‪99‬ارات البيئي ‪99‬ة واالجتماعي ‪99‬ة يف السياس ‪99‬ات القطاعي ‪99‬ة مث ‪99‬ل‬
‫السياسة الزراعية والصناعية واالجتماعية وسياسة الطاق‪9‬ة والنق‪9‬ل‪...‬اخل‪ .‬س‪9‬وف يتم ذل‪9‬ك عن طري‪9‬ق حتلي‪9‬ل اإلط‪9‬ار الكلي‬
‫لسياسة الدولة حىت ميكن حتديد السياسات واخلطط والربامج املختلفة ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬خطط العمل واإلسرتاتيجيات الوطنية البيئية؛‬
‫‪ -‬خطط عمل اإلسرتاتيجية الوطنية للتنوع البيئي؛‬
‫‪ -‬اإلسرتاتيجيات الوطنية للحفاظ على البيئة؛‬
‫‪ -‬اخلطط الوطنية ملكافحة التصحر؛‬
‫‪ -‬إسرتاتيجيات احلد من الفقر؛‬
‫‪ -‬برامج اإلصالح اهليكلي؛‬
‫‪ -‬خطط اسرتاتيجيات التنمية العمرانية‪.‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪11‬‬

‫‪ - 4-6‬مبدأ الحكم الراشد‬


‫لتحقي‪99‬ق التنمي‪99‬ة املس‪99‬تدامة جيب أن يق‪99‬وم احلكم يف املس‪99‬تويات الوطني‪99‬ة واحمللي‪99‬ة واحملافظ‪99‬ات على الش‪99‬فافية يف ص‪99‬نع‬
‫القرار ومشاركة املواطنني واجملتمع املدين يف صنع القرار واملسؤولية واملساءلة واحملاسبة في التنفيذ‪ ،‬كم‪99‬ا جيب أن تك‪99‬ون‬
‫هناك أسس واض‪9‬حة فيم‪9‬ا يتعل‪9‬ق بتخص‪9‬يص املوارد واس‪9‬تخدام األم‪9‬وال العام‪9‬ة وخفض التكلف‪9‬ة وترش‪9‬يد اإلنف‪9‬اق واإلنتب‪9‬اه‬
‫إىل القضايا االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4-7‬مبدأ رفع الوعي‬
‫يؤك‪99‬د ه‪99‬ذا املب‪99‬دأ على أمهي‪99‬ة التعليم وبن‪99‬اء الق‪99‬درات يف رف‪99‬ع ال‪99‬وعي واس‪99‬تيعاب ك‪99‬ل فئ‪99‬ات الش‪99‬عب لقض‪99‬ايا التنمي‪99‬ة‬
‫املستدامة وزيادة االهتمام العام هبذه القضايا ولن تتحقق التنمية املستدامة دون التعاون الفعال بني كافة فئات اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -4-8‬مبدأ العدالة بين األجيال‬
‫جيب أن ت‪99‬رتك ال‪99‬ثروات الطبيعي‪99‬ة لألجي‪99‬ال القادم‪99‬ة بنفس الق‪99‬در ال‪99‬ذي تس‪99‬لمت ب‪99‬ه األجي‪99‬ال احلالي‪99‬ة تل‪99‬ك ال‪99‬ثروات‪،‬‬
‫حىت يتوفر لألجيال القادمة نفس الفرص أو فرص أفضل لتلبية احتياجاهتا مثل اجليل احلايل‪.‬‬
‫‪ - 4-9‬مبدأ الحفاظ على الموارد الطبيعية‬
‫ي ‪99‬دعو ه ‪99‬ذا املب ‪99‬دأ إىل ترش ‪99‬يد اس ‪99‬تخدام املوارد الطبيعي ‪99‬ة لض ‪99‬مان إس ‪99‬تدامة التنمي ‪99‬ة حبيث تس ‪99‬تخدم املوارد الطبيعي ‪99‬ة‬
‫بطريق ‪99‬ة تض ‪99‬من احلف ‪99‬اظ على التن ‪99‬وع ال ‪99‬بيولوجي ومحاي ‪99‬ة القيم واملن ‪99‬اظر الطبيعي ‪99‬ة حبيث تس ‪99‬تخدم املوارد املتج ‪99‬ددة مبا ال‬
‫يتج‪99‬اوز ق‪99‬درهتا على التج‪99‬دد‪ ،‬وتس‪99‬تخدم املوارد غ‪99‬ري املتج‪99‬ددة بطريق‪99‬ة تض‪99‬من اس‪99‬تمرار اس‪99‬تخدامها على املدى الطوي‪99‬ل‬
‫بفاعلي ‪99‬ة وذل ‪99‬ك عن طري ‪99‬ق االستعاض ‪99‬ة عنه ‪99‬ا ب ‪99‬املوارد األخ ‪99‬رى املتاح ‪99‬ة أو املواد املص ‪99‬نعة مث ‪99‬ل إس ‪99‬تبدال الوق ‪99‬ود احلج ‪99‬ري‬
‫ومصادر الطاقة غري املتجددة مبصادر الطاقة املتجددة وإستعادة الطاقة الناجتة من املخلفات‪.‬‬
‫‪ - 4-10‬تغريم الجهة المتسببة في التلوث‬
‫ي ‪99‬دعو ه ‪99‬ذا املب ‪99‬دأ إىل أن تق ‪99‬وم اجله ‪99‬ة ال ‪99‬تي يتس ‪99‬بب نش ‪99‬اطها في إح ‪99‬داث ض ‪99‬غوط على البيئ ‪99‬ة‪ ،‬أو إذا أنتجت أو‬
‫استخدمت أو تاجرت يف املواد اخلام أو املنتج‪9‬ات ش‪9‬به النهائي‪9‬ة أو املنتج‪9‬ات ال‪9‬يت حتت‪9‬وي على املواد املض‪9‬رة بالبيئ‪9‬ة‪ ،‬تق‪9‬وم‬
‫ه‪99‬ذه اجله‪99‬ات ب‪99‬دفع رس‪99‬وم مقاب‪99‬ل تس‪99‬ببها في ه‪99‬ذا الت‪99‬دهور‪ .‬كم‪99‬ا تتحم‪99‬ل التكلف‪99‬ة بالكام‪99‬ل ل‪99‬درء املخ‪99‬اطر البيئي‪99‬ة وعالج‬
‫األض‪99‬رار ال‪9‬يت وقعت‪ .‬ه‪99‬ذا ويس‪9‬اعد ف‪9‬رض تك‪9‬اليف التل‪9‬وث على توف‪9‬ري ح‪9‬افز ق‪9‬وي للص‪99‬ناعة لإلقالل أو احلد من التل‪9‬وث‬
‫حيث سيتضح أن تكلفة احلد من التلوث استثمار له عائد جمزى‪.‬‬
‫‪ - 4-11‬مبدأ قيام المستخدم بالدفع‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪12‬‬

‫ينص ه‪99‬ذا املب‪99‬دأ على أن أى ف‪99‬رد يس‪99‬تخدم املوارد الطبيعي‪99‬ة جيب أن ي‪99‬دفع س‪99‬عر واقعي يف مقاب‪99‬ل ه‪99‬ذا االس‪99‬تخدام‬
‫على أن تغطي هذه القيمة تكاليف معاجلة خملفات االستخدام يطبق هذا املبدأ على اخلدمات مثل اإلمداد مبي‪9‬اه الش‪9‬رب‪،‬‬
‫ومجع مياه الصرف الصحي ومعاجلتها‪ ،‬ومجع املخلفات البلدية والتخلص منها‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -4-12‬مبدأ الوقائية‬
‫تعت‪99‬رب الوقاي‪99‬ة من التل‪99‬وث أك‪99‬ثر فاعلي‪99‬ة من معاجلة التل‪99‬وث بع‪99‬د حدوث‪99‬ه‪ ،‬وعلى ه‪99‬ذا األس‪99‬اس جيب جتنب األنش‪99‬طة‬
‫اليت متثل هتديد للبيئة وصحة اإلنسان على أن يتم تنفيذ وختطيط كل منها بصورة تؤدي إىل‪:‬‬
‫‪ -‬إحداث أقل تغيري ممكن للبيئة؛‬
‫‪ -‬أقل خطورة للبيئة وصحة اإلنسان؛‬
‫‪ -‬احلد من الض ‪99 9 9‬غوط على البيئ ‪99 9 9‬ة واالس ‪99 9 9‬تخدام الرش ‪99 9 9‬يد للم ‪99 9 9‬واد اخلام والطاق ‪99 9 9‬ة يف البن ‪99 9 9‬اء واإلنت ‪99 9 9‬اج والتوزي ‪99 9 9‬ع‬
‫واالستخدام‪.‬‬
‫يطبق هذا املبدأ من خالل تنفيذ تقييم األثر البيئي واستخدام أفضل الوسائل التكنولوجية املتاحة‪.‬‬
‫‪ - 4-13‬مبدأ العناية بالعنصر البشري‬
‫إذا ك ‪99‬ان اإلنس ‪99‬ان املَس تخلف يف األرض أهم املوارد الطبيعي ‪99‬ة املتج ‪99‬ددة‪ ،‬وه ‪99‬و س ‪99‬بب التنمي ‪99‬ة وغايته ‪99‬ا‪ ،‬ف ‪99‬إن من‬
‫الطبيعي إيالء االستثمار يف اإلنسان االهتمام الذي يستحق‪ ،‬وخباصة يف التعليم والتأهي‪9‬ل والص‪99‬حة وتنظيم األس‪9‬رة ورف‪9‬ع‬
‫مس‪99‬توى احلي‪99‬اة‪ ،‬وذل‪99‬ك ع ‪99‬رب رب‪99‬ط املس‪99‬ألة الس‪99‬كانية بعملي‪99‬ة التنمي‪99‬ة‪ ،‬وه ‪99‬ذا يقتض ‪99‬ي بالض ‪99‬رورة الس‪99‬عي حنو حتقي‪99‬ق جمتم‪99‬ع‬
‫الكفاية والعدل والتض‪9‬امن االجتم‪9‬اعي‪ ،‬وخل‪9‬ق البيئ‪9‬ة املتوازن‪9‬ة ال‪9‬يت ت‪9‬ؤّم ن ع‪9‬دم اتس‪9‬اع اهلوة بني مس‪9‬تويات دخ‪9‬ل الش‪9‬رائح‬
‫االجتماعي ‪99‬ة املختلف ‪99‬ة‪ .‬ك ‪99‬ل ذل ‪99‬ك يف إط ‪99‬ار من القيم األخالقي ‪99‬ة والروحي ‪99‬ة الراقي ‪99‬ة ال ‪99‬يت تعكس روح التض ‪99‬امن والتكاف ‪99‬ل‬
‫والتسامح واحرتام حقوق اإلنسان على املستويات القطرية واإلقليمية والدولية على حد سواء‪.13‬‬

‫المح ‪NN‬ور الث ‪NN‬الث‪ :‬دور ص ‪NN‬ناديق االس ‪NN‬تثمار اإلس ‪NN‬المية في تحقي ‪NN‬ق البع ‪NN‬د اإلقتص ‪NN‬ادي واإلجتم ‪NN‬اعي للتنمي ‪NN‬ة‬
‫المستدامة‬
‫‪ -1‬البعد االقتصادي لصناديق االستثمار االسالمية‬
‫يتمت‪99‬ع االس‪99‬تثمار يف ص‪99‬ناديق االس‪99‬تثمار بالعدي‪99‬د من املزاي‪99‬ا ال‪99‬يت يس‪99‬تفيد منه‪99‬ا املس‪99‬تثمر واجله‪99‬از املص‪99‬ريف وك‪99‬ذا‬
‫االقتصاد والوطين‪ ،‬وهي بذلك تساهم يف حتقيق البعد االقتصادي للتنمية املستدامة يف الدول اليت تقوم باالستثمار فيها‪،‬‬
‫واليت تتمثل يف ما يلي‪.‬‬
‫‪ -1-1‬المزايا بالنسبة للمستثمرين‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪13‬‬

‫‪ -‬اإلدارة المتخصصة‪ :‬تتمثل يف استفادة املستثمرين من خربات ومهارات اإلدارة احملرتفة اليت تدير الصندوق‪،‬‬
‫فصناديق االستثمار يتوىل إدارهتا خرباء يتمتعون بكفاءة عالية ولديهم معرفة كافية بأحوال السوق وبالتايل ميكنهم‬
‫انتقاء األوراق املالية اجليدة اليت حيقق التعامل فيها رحبا جبانب الربح الرأمسايل وهذا ما ال يتوافر للمستثمر الفرد الذي‬
‫يدير أمواله بنفسه‪ ،‬إذ يقع على عاتقه اختاذ قرار االستثمار وما يتضمنه ذلك من بناء التشكيلة املالئمة‪ ،‬وحيتفظ‬
‫بسجالت كافة املعامالت لألغراض الضريبية كما عليه أن يراقب حركة األسعار يف السوق‪ ،‬إضافة إىل ذلك املتابعة‬
‫املستمرة من جانب املستثمر للمحفظة لتحديد درجة خماطرها للتأكد من أهنا يف حدود املستوى املقبول من وجهة‬
‫نظره‪ ،‬كل هذه املهام يلقي املستثمر مبسؤوليتها على اإلدارة احملرتفة اليت تقوم بإدارة صناديق االستثمار‪.14‬‬
‫‪ -‬التنظيم والرقابة‪ :‬تعترب صناديق االستثمار من أكثر اخلدمات االستثمارية تنظيًم ا وخضوًعا للرقابة املركزية من قبل‬
‫الدولة وهي إما املصارف املركزية وإما هيئات الرقابة على سوق املال من خالل مراقبتها للمصارف وشركات‬
‫االستثمار؛‬
‫‪ -‬تنويع األهداف‪ :‬يوجد العديد من صناديق االستثمار ختتلف يف أهدافها‪ ،‬وبذلك تليب هدفا أو أكثر من أهداف‬
‫املستثمرين‪ ،‬فهناك صناديق هتدف إىل احملافظة على رأس مال املستثمر‪ ،‬وأخرى هتدف إىل حتقيق أرباح رأمسالية‪ ،‬أو‬
‫إىل حتقيق الدخل‪ ،‬وبذلك فصناديق االستثمار تليب رغبات خمتلفة للمستثمرين؛ كما يشمل التنويع تقليل املخاطر من‬
‫خالل تنويع رأس املال املستثمر على عدد كبري من األصول اليت ختتلف معدالت العائد عليها كاألسهم والصكوك أو‬
‫أي أصول أخرى والغرض من ذلك هو جتنب تركيز االستثمار يف ورقة مالية واحدة أو قطاع واحد مما قد يعرض‬
‫املستثمر إىل خسائر كبرية يف حالة هبوط سعر هذه الورقة أو هذا القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاديات الحجم‪ :‬ميكن للمستثمرين يف صناديق االستثمار االستفادة من الوفرة يف عموالت السماسرة أو‬
‫الوكاالت عند شراء الصندوق للحصص املمكنة هلم‪ ،‬ذلك أن صناديق االستثمار اليت تتميز بكرب حجمها‪ ،‬عادة ما‬
‫تقوم بشراء أو بيع عدد كبري من األوراق املالية‪ ،‬وبالتايل فإن نسبة العمولة املدفوعة لوسطاء التداول تكون أقل من‬
‫تلك اليت يدفعها املستثمر الفرد‪15‬؛‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات للمستثمر‪ :‬تقدم صناديق االستثمار العديد من اخلدمات للمستثمر ومنها مثلا‪:‬‬
‫االحتف‪99‬اظ بس‪99‬جالت لكاف‪99‬ة املع‪99‬امالت ال‪99‬يت يق‪99‬وم هبا املس‪99‬تثمر خالل الع‪99‬ام‪ ،‬مث‪99‬ل س‪99‬جالت توزيع‪99‬ات األرب‪99‬اح‪ ،‬والفوائ‪99‬د‬
‫واألرباح الرأمسالية‪ ،‬وهي خدمة مهمة جدا للمستثمر‪.‬‬
‫‪ ‬نقل ملكية األوراق املالية يف احملفظة االستثمارية‪ ،‬وحتصيل التوزيعات والفوائد املستحقة‪.‬‬
‫‪ ‬حتويل املستثمر من صندوق إىل آخر يف الشركات اليت تدير صناديق متعددة‪ ،‬وذلك حسب رغبة املستثمر‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة استثمار التوزيعات املستحقة للمستثمر على شكل حصص إضافية يف الصندوق‪.‬‬
‫‪ ‬إبداء النصح واملشورة للمستثمر خاصة فيما يتعلق بالضرائب‪.‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪14‬‬

‫‪ -1-2‬المزايا بالنسبة للجهاز المصرفي‬


‫‪17‬‬
‫تقدم صناديق االستثمار العديد من املزايا للجهاز املصريف يذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء أوعية استثمارية بديلة ألذون اخلزينة العامة لتوظيف فائض السيولة النقدية املتواجدة لدى املصارف والناجتة‬
‫عن االرتفاع الكبري يف حجم الودائع املصرفية وحتويالت املغرتبني املوجودين يف اخلارج وتوجيهها حنو االستثمار‬
‫املباشر‪.‬‬
‫‪ -‬تدوير حمافظ األوراق املالية داخل املصرف بيعا وشراء بدال من االحتفاظ هبا دون حراك‪ ،‬وذلك عن طريق بيع‬
‫جزء منها لصناديق االستثمار مما يوفر فرصة كبرية لتحقيق األرباح تنشأ من فروق تقييم األوراق املالية اليت يتم بيعها‬
‫لصناديق االستثمار‪.‬‬
‫‪ -1-3‬المزايا بالنسبة لالقتصاد الوطني‬
‫‪18‬‬
‫حتقق صناديق االستثمار العديد من املزايا على مستوى االقتصاد الوطين‪ ،‬وتتمثل هذه املزايا يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬متثل صناديق االستثمار إحدى القنوات لتحويل مدخرات األفراد من أموال معطلة يف االقتصاد إىل أموال نشطة‪،‬‬
‫تساهم يف رفع مستوى االستثمارات املتاحة يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬نظرا لتمتع مديري احملافظ االستثمارية خبربات مالية واقتصادية تدعمها املمارسات العملية والدراية الواسعة‬
‫مبتغريات السوق فإن إحدى أهم املزايا تكمن يف مساعدة املستثمرين على ترشيد قراراهتم االستثمارية مما سريفع‬
‫كفاءة االستثمارات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم صناديق االستثمار يف تنشيط حركة أسواق رأس املال واملسامهة يف احملافظة على توازن السوق وزيادة‬
‫كفاءته من خالل التصرف الرشيد إلدارة الصندوق يف دراسة وحتليل املعلومات اجملمعة عن حركة السوق‪ ،‬وكذلك‬
‫جذب صغار املستثمرين إليها كما أهنا توفر احلماية لكل من األسواق وصغار املستثمرين‪.‬‬
‫‪ -‬تلعب صناديق االستثمار دورا مهما يف دعم برامج التخصيص يف الدول النامية‪ ،‬وذلك عن طريق مسامهتها يف‬
‫الرتويج ألسهم الشركات املتخصصة ويف املساعدة على امتصاص فائض السيولة لدى األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬احلث على إنشاء شركات جديدة سواء شركات تقوم بإدارة هذه الصناديق أم شركات حتصل على التمويل‬
‫الالزم لعملها من العمليات النهائية هلذه الصناديق وهذا يساعد على اتساع قاعدة السوق املالية بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد االجتماعي لصناديق االستثمار االسالمية‬
‫يتمث‪99‬ل البع‪99‬د االجتم‪99‬اعي لص‪99‬ناديق االس‪99‬تثمار االس‪99‬المية يف املس‪99‬امهة يف توف‪99‬ري االحتياج‪99‬ات األساس‪99‬ية للمجتم‪99‬ع‪،‬‬
‫وحماربة الفقر والبطالة من خالل متويل املشروعات احلقيقية اإلنتاجية اليت ختلق ف‪9‬رص العم‪9‬ل وحتق‪99‬ق قيم‪9‬ة مض‪99‬افة‪ ،‬س‪9‬واء‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪15‬‬

‫ك‪99‬انت ه‪99‬ذه املش‪99‬روعات كب‪99‬رية أم ص‪99‬غرية أم متوس‪99‬طة‪ .‬واملس‪99‬امهة يف متوي‪99‬ل مش‪99‬روعات الرعاي‪99‬ة الص‪99‬حية واالجتماعي‪99‬ة‪،‬‬
‫واملسامهة يف التأهيل العلمي والقضاء على األمية‪ ،‬وزيادة الوعي االستثماري ألبناء اجملتمع‪.‬‬
‫كم ‪99‬ا يرتب ‪99‬ط البع ‪99‬د االجتم ‪99‬اعي لص ‪99‬ناديق االس ‪99‬تثمار ب ‪99‬األخالق هلذا من أهم الب ‪99‬واعث على ظه ‪99‬ور الص ‪99‬ناديق‬
‫االس ‪99‬تثمارية ذات املس ‪99‬ؤولية االجتماعي ‪99‬ة من جه ‪99‬ة‪ ،‬ه ‪99‬و حتقي ‪99‬ق رغب ‪99‬ات وتفض ‪99‬يالت املس ‪99‬تثمرين ال ‪99‬يت ال تتحق ‪99‬ق بص ‪99‬فة‬
‫مباشرة يف األس‪9‬واق‪ ،‬ومن أهم تل‪9‬ك التفض‪9‬يالت م‪9‬ا يس‪9‬مى باألولوي‪9‬ات االجتماعي‪9‬ة‪ ،‬إذ أن كث‪ً9‬ريا من املس‪9‬تثمرين يطمح‬
‫لتحقي‪9‬ق أرب‪9‬اح‪ ،‬إال أن‪9‬ه ي‪9‬رغب أن يك‪9‬ون ذل‪9‬ك مقي‪ً9‬د ا بتحقي‪9‬ق أغ‪9‬راض ديني‪9‬ة أو اجتماعي‪9‬ة أو سياس‪9‬ية‪ .‬ومن جه‪9‬ة أخ‪9‬رى‬
‫ه‪99‬و بل‪9‬وغ نتيج‪9‬ة أك‪9‬ثر قب‪9‬وال من الناحي‪9‬ة االجتماعي‪9‬ة‪ ،‬ب‪9‬دون إح‪9‬داث اختالالت اقتص‪99‬ادية كلي‪9‬ة وبيئي‪9‬ة طويل‪9‬ة األج‪9‬ل‪ ،‬أو‬
‫حتطيم االنسجام العائلي واالجتماعي أو النسيج األخالقي للمجتمع‪.‬‬
‫ويع ‪99‬د االس ‪99‬تثمار األخالقي أو االس ‪99‬تثمارات املس ‪99‬ؤولة اجتماعي ‪99‬ا "مص ‪99‬طلح ع ‪99‬ام لالس ‪99‬تثمارات واس ‪99‬رتاتيجيات‬
‫االستثمارات اليت تأخذ بعني االعتبار احملاولة خلل‪9‬ق التغي‪9‬ري االجتم‪9‬اعي االجيايب‪ ،‬وتقلي‪9‬ل الض‪9‬رر البي‪9‬ئي ودمج االعتق‪9‬ادات‬
‫الدينية أو األخالقية‪ ،‬وبسبب العوملة يدرك املشاركون يف سوق األوراق املالية بأن ق‪9‬رارات اس‪9‬تثماراهتم هلا نت‪9‬ائج ح‪9‬ول‬
‫الع ‪99‬امل‪ ،‬ومن الص ‪99‬عب اختاذ ق ‪99‬رار اس ‪99‬تثماري ب ‪99‬دون امتالك بعض الت ‪99‬أثري على البيئ ‪99‬ة والتنمي ‪99‬ة االجتماعي ‪99‬ة‪ ،‬مما ي ‪99‬دعو إىل‬
‫املوازنة بني حتقيق عائدات مالية اجيابية ومستويات منخفضة من األضرار البيئية واالجتماعية"‪.19‬‬
‫كم‪99 9‬ا أن ص‪99 9‬ناديق االس‪99 9‬تثمار االس‪99 9‬المية تل‪99 9‬تزم ب ‪9 9‬أداء ح‪99 9‬ق اهلل يف املال من الزك‪99 9‬اة‪ ،‬ودور الزك‪99 9‬اة يف التنمي‪99 9‬ة‬
‫االجتماعي‪99‬ة غ‪99‬ين عن البي‪99‬ان‪ ،‬وأبس‪99‬ط م‪99‬ا يق‪99‬ال عن‪9‬ه أن الزك‪99‬اة هي النتيج‪99‬ة احلتمي‪99‬ة للموق‪99‬ف الإجيايب ال‪99‬ذي يتخ‪99‬ذه املس‪99‬لم‬
‫حي ‪99‬ال قض ‪99‬ية الإنت ‪99‬اج أو النش ‪99‬اط االقتص ‪99‬ادي الن ‪99‬افع‪ ،‬فك ‪99‬أن إميان املس ‪99‬لم ال يكتم ‪99‬ل إال اذا حق ‪99‬ق انتاج ‪ً9‬ا اقتص ‪99‬اديًا يس ‪99‬د‬
‫حاجات‪99‬ه أوال مث يزي‪99‬د عن ذل‪99‬ك‪ ،‬ويت‪99‬وافر في‪99‬ه النص‪99‬اب‪ ،‬مث يزي‪99‬د عن النص‪99‬اب‪ ،‬أو يتحق‪99‬ق ف‪99‬ائض من االنت‪99‬اج أو ال‪99‬دخل‪.‬‬
‫هذا الفائض هو "مطرح الزكاة"‪ .‬ويزيد من وضوح دور الزكاة يف التنمية االجتماعية أن "الفهم الصحيح للزك‪99‬اة ليس‬
‫هو جمرد سد جوع الفق‪9‬ري أو اقال‪9‬ة عثرت‪9‬ه‪ ،‬وإمنا وظيفته‪9‬ا الص‪9‬حيحة متكني الفق‪9‬ري من إغن‪9‬اء نفس‪9‬ه بنفس‪9‬ه حبيث يك‪9‬ون ل‪9‬ه‬
‫مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب املساعدة من غريه‪ ،‬ولو ك‪9‬ان ه‪9‬ذا الغ‪9‬ري ه‪9‬و الدول‪9‬ة فمن ك‪9‬ان من أه‪9‬ل االح‪9‬رتاف أو‬
‫االجتار أعطى من صندوق الزكاة ما ميكنه من مزاولة مهنته أو جتارته‪ ،‬حبيث يعود عليه من وراء ذل‪99‬ك دخ‪99‬ل يكفي‪99‬ه ب‪99‬ل‬
‫يتم كفايته وكفاية أسرته بانتظام"‪.20‬‬

‫الخاتمة‬
‫بن‪99‬اء على املرجعي‪99‬ة اإلس‪99‬المية ال‪99‬يت ق‪99‬امت عليه‪99‬ا ص‪99‬ناديق االس‪99‬تثمار اإلس‪99‬المية‪ ،‬وتص‪99‬ورها ل‪99‬دور املال يف احلي‪99‬اة‬
‫االقتص‪99‬ادية واالجتماعي‪99‬ة‪ ،‬ف‪99‬إن دوره‪99‬ا ال يقتص‪99‬ر على حتقي‪99‬ق مص‪99‬احل م‪99‬الكي األم‪99‬وال‪ ،‬أو االل‪99‬تزام بقواع‪99‬د احلالل واحلرام‬
‫فق‪99‬ط‪ ،‬ولكن يض‪99‬اف إىل ذل‪99‬ك رك‪99‬يزة هام‪99‬ة‪ ،‬وهي مراع‪99‬اة ح‪99‬ق اجملتم‪99‬ع يف ه‪99‬ذه األم‪99‬وال‪ .‬وهبذا تك‪99‬ون مبني‪99‬ة على القيم‬
‫واألخالق واحرتام العاملني والبيئة وأفراد اجملتمع‪ ،‬وهتدف إىل تقدمي القيمة املس‪9‬تدامة للمجتم‪9‬ع كك‪9‬ل‪ .‬كم‪9‬ا أن من أهم‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪16‬‬

‫مزاي‪99‬ا ص‪99‬ناديق االس‪99‬تثمار اإلس‪99‬المية أهنا ميكن أن تك‪99‬ون أداة ووس‪99‬يلة لتحقي‪99‬ق التكاف‪99‬ل االقتص‪99‬ادي بني املس‪99‬لمني‪ ،‬وذل‪99‬ك‬
‫بتسهيل نقل املدخرات من دول الفائض إىل دول العجز‪.‬‬

‫المراجع‬
‫‪ 1‬عب‪99‬د الغف‪99‬ار حنفي‪ ،‬إس‪NN‬تراتيجية االس‪NN‬تثمار في بورص‪NN‬ة األوراق المالي‪NN‬ة‪ ،‬ال‪99‬دار اجلامعي‪99‬ة اإلبراهيمي‪99‬ة‪ ،‬اإلس‪99‬كندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 2‬عصام أمحد البهجي‪ ،‬الموسوعة القانونية لبورصة األوراق المالية في التشريعات العربية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.858‬‬
‫‪3 Taqi Usmani, Principle Of Shari'ah Governing Islamic Investment Fund, :journal Of Islamic Economics., Vol. 21 No:2.‬‬
‫‪2009 , p1‬‬

‫حس‪99‬ني حس‪99‬ني ش‪99‬حاته‪ ،‬منهج مقترح لتفعي‪N‬ل الرقاب‪N‬ة الش‪N‬رعية والمالي‪N‬ة على ص‪N‬ناديق االس‪N‬تثمار اإلس‪N‬المية‪ ،‬ورق‪99‬ة‬ ‫‪4‬‬

‫حبثية مقدمة للمؤمتر العاملي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،2005 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ 5‬عب‪99‬د اجملي‪99‬د الص‪99‬الحني‪ ،‬ص‪NN‬ناديق االس‪NN‬تثمار اإلس‪NN‬المية‪ ،‬مفهومه‪NN‬ا‪ ،‬خصائص‪NN‬ها وأحكامه‪NN‬ا‪ ،‬ورق‪99‬ة حبثي‪99‬ة مقدم‪99‬ة ملؤمتر‬
‫أس ‪99‬واق األوراق املالي ‪99‬ة والبورص ‪99‬ات آف ‪99‬اق وحتديات‪ ،‬املؤمتر العلمي الس ‪99‬نوي اخلامس عش ‪99‬ر‪ ،‬كلي ‪99‬ة الش ‪99‬ريعة والق ‪99‬انون‪،‬‬
‫جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ديب‪ ،‬اإلمارات‪ ،2007 ،‬ص‪.4‬‬
‫‪6‬ص‪99‬فوت عب‪99‬د الس‪99‬الم ع‪99‬وض اهلل‪ ،‬ص‪NN‬ناديق االس‪NN‬تثمار دراس‪NN‬ة وتحلي‪NN‬ل من منظ‪NN‬ور االقتص‪NN‬اد اإلس‪NN‬المي‪ ،‬ورق‪99‬ة حبثي‪99‬ة‬
‫مقدم‪9‬ة ملؤمتر األس‪9‬واق املالي‪9‬ة اإلس‪9‬المية مع‪9‬امل الواق‪9‬ع وآف‪9‬اق املس‪9‬تقبل‪ ،‬كلي‪9‬ة الش‪9‬ريعة والق‪9‬انون‪ ،‬جامع‪9‬ة اإلم‪99‬ارات العربي‪9‬ة‬
‫املتحدة‪ ،‬اإلمارات‪ ،2005 ،‬ص ص‪.815-814‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Tracey Strange and Anne Bayley, SUSTAINABLE DEVELOPMENT, Linking economy,‬‬
‫‪society, environment, OECD Publishing, France, 2008, p24‬‬
‫‪ 8‬منظمة اإليسيسكو‪ ،‬العالم اإلسالمي وتحديات التنمية المستدامة‪ ،‬على املوقع‬
‫‪ http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Tanmoust/P5.htm‬ص ص ‪28-27‬‬
‫‪ 9‬املعهد الدويل للتنمية املستدامة على املوقع ‪http://www.iisd.org‬‬
‫‪ 10‬حمم‪99‬د عب‪99‬د الق‪99‬ادر الفقي‪ ،‬ركائز التنمية المس‪N‬تدامة وحماي‪N‬ة البيئ‪N‬ة في الس‪N‬نة النبوي‪N‬ة‪ ،‬الن‪99‬دوة العلمي‪99‬ة الدولي‪99‬ة الثالث‪99‬ة‬
‫للح ‪99 9 9 9‬ديث الش ‪99 9 9 9‬ريف ح ‪99 9 9 9‬ول‪ :‬القيم احلض ‪99 9 9 9‬ارية يف الس ‪99 9 9 9‬نة النبوي ‪99 9 9 9‬ة األمان ‪99 9 9 9‬ة العام ‪99 9 9 9‬ة لن ‪99 9 9 9‬دوة احلديث‪ ،‬على الموق ‪99 9 9 9‬ع‬
‫‪ ، www.nabialrahma.com‬ص ‪6‬‬
‫‪11‬منظمة اإليسيسكو‪ ،‬العالم اإلسالمي وتحديات التنمية المستدامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪47- 37‬‬
‫طبيعة البعد الإ قتصادي واإلجتماعي لصناديق االستثمار اإلسالمية ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫‪17‬‬

‫‪ 12‬أمحد السيد كردي‪ ،‬المبادئ اإلرشادية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ‪ ،‬على املوقع‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/126527‬‬
‫‪ 13‬ف‪99‬اروق ف‪99‬ارس‪ ،‬الش‪NN‬روط الخمس‪NN‬ة األساس‪N‬ية التالي‪N‬ة الممه‪NN‬دة لمفه‪NN‬وم التنمي‪N‬ة المس‪NN‬تدامة والتواص‪N‬ل‪ ،‬جمل‪99‬ة جامع‪99‬ة‬
‫دمشق للعلوم الزراعية‪ ،‬اجمللد اخلامس عشر‪ ، 1999 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 14‬نزي‪99‬ه عب‪99‬د املقص‪99‬ود م‪99‬ربوك‪ ،‬صناديق االس‪N‬تثمار بين االقتص‪N‬اد اإلس‪N‬المي واالقتص‪N‬اد الوض‪N‬عي‪ ،‬دار الفك‪99‬ر اجلامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.115-114‬‬
‫‪ 15‬هشام جرب‪ ،‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬حبث مق‪99‬دم ض‪99‬من ن‪99‬دوة التطبيق‪99‬ات اإلس‪99‬المية املعاص‪99‬رة‪ ،‬ال‪99‬دار البيض‪99‬اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،1998 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ 16‬أمحد العلي‪ ،‬إدارة االستثمارات والمحافظ االستثمارية‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬س‪9‬وريا‪ ،2008-2007 ،‬ص‬
‫ص ‪. 143- 142‬‬
‫‪17‬غ ‪99‬امن إي ‪99‬اس‪ ،‬ص ‪NN‬ناديق االس ‪NN‬تثمار التقليدي ‪NN‬ة واإلس ‪NN‬المية ودوره ‪NN‬ا في التنمي ‪NN‬ة‪ ،‬م ‪99‬ذكرة ماجس ‪99‬تري يف االقتص ‪99‬اد املايل‬
‫والنقدي‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا ‪ ،2009‬ص‪.30‬‬
‫‪ 18‬قاسم نايف علوان‪ ،‬إدارة االستثمار بين النظرية والتط‪NN‬بيق‪ ،‬دار الثقاف‪99‬ة‪ ،‬عم‪99‬ان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪-223‬‬
‫‪224‬‬
‫‪ 19‬حمم‪99‬د ب‪99‬راق‪ ،‬مص‪99‬طفى قم‪99‬ان وفتيح‪99‬ة نش‪99‬نش‪ ،‬أداء ص‪NN‬ناديق االس‪NN‬تثمار المس‪ِN‬ؤولة اجتماعي‪NN‬ا وص‪NN‬ناديق االس‪NN‬تثمار‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ورق‪9‬ة حبثي‪9‬ة مقدم‪99‬ة ملؤمتر االقتص‪99‬اد اإلس‪9‬المي‪ ،‬الواق‪9‬ع ورهان‪9‬ات املس‪9‬تقبل‪ ،‬امللتقى ال‪9‬دويل األول ملعه‪99‬د العل‪9‬وم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬املركز اجلامعي بغرداية‪ ،‬اجلزائر ‪ 13-11‬فيفري‪ ،2011‬ص ص‪.7-6‬‬
‫حمم ‪99 9 9 9‬ود األنص ‪99 9 9 9‬اري‪ ،‬دور البن ‪NN N N‬وك اإلس ‪NN N N‬المية في التنمي ‪NN N N‬ة االجتماعي ‪NN N N‬ة‪ ،‬على موق ‪99 9 9 9‬ع املوس ‪99 9 9 9‬وعة اإلس ‪99 9 9 9‬المية‬ ‫‪20‬‬

‫‪.www.balagh.com‬‬

You might also like