Professional Documents
Culture Documents
المعرفة
مفهوم المعرفة لغة واصطالحًا
المعرفة هي اإلدراك ،وفهم الحقائق من خالل التفكير المجّر د ،أو من خالل اكتساب المعلومة عبر التجارب أو
الخبرات ،أو التأّمل في مكنونات األمور ،أو التأّمل في الذات ،أو اإلّط الع على تجربة اآلخ))ر وق))راءة اس))تنتاجاته،
وترتبط المعرفة بالبديهة ،وكشف المجهول ،والتطورات التقنية .مفهوم المعرفة لغًة هي من الُع رف مض)اد النك)ر،
والعرفان مضاّد للجهل ،كما وردت المعرفة والعرفان بمع))نى العلم ب))األمر والس))كون ل))ه ،واس))تخدمها الزمخش))ري
بمعنى المجازاة وذلك في قوله :ألعرفن لك ما صنعت ،بمعنى ألجازيك به ،واستخدمت كلمة المعرفة للدالل))ة على
الشيء العالي والطيب ،كأن يقال هذا اإلنسان غُّر المعرفة أي تطيب معرفته ،والمعرفة تحصل بعد الع))دم ،ويك))ون
العدم بسبب الجهل باألمر أو نسيانه واختفائه من الذهن ،وبالمعرفة يكمن تمييز الشيء عما يشبهه أو يختلط به.
مفهوم المعرفة اصطالحًا هي العلم بذات الشيء وتفصيله عما سواه ،والمعرفة تستخدم للداللة عم))ا تّم الوص))ول
إليه بتدبير وتفكير ،وتستخدم في الداللة على األمر الذي تدرك آثاره ال ذاته ،ك))أن يق))ال :ع))رفت هللا ،وي))رى أك))ثر
الجمهور أّن أصل المعرفة يحص))ل ض))روريًا وفطري)ًا ،ويمكن أن يحت))اج إلى االس))تدالل والتمّعن ب))ه ،بينم))ا ي))رى
بعضهم أّن ها مكتسبة ،وال يمكن وقوعها ضرورًة الرتفاع الكلفة.
في حقيقة األمر ال يوجد تعريف واحد وموحد للمعرفة ،باعتبار أن هذا العلم “علم المعرفة” ال يزال محل بحث
وتطوير من قبل الخبراء والباحثين في هذا المجال.
وقد أعطيت تعريفات متعددة للمعرفة كل حسب وجهة نظره ،نذكر منها:
المعرفة هي “ :مجموعة الحقائق التي يحصل عليها اإلنسان من خالل بحوثه أو تجاربه السابقة،
وتكون على شكل تعريفات ونظريات أو فرضيات ،ونماذج وقياسات وعالقات“.
يشير هذا التعريف إلى أن المعرفة ما هي إال محصلة ما يتعلمه اإلنسان من خالل دراسته أو مهنته ،سواء كانت
هذه المعرفة مجرد تعريفات وفرضيات أو عبارة عن عالقات مسلم بها أو ربطها بنفسه من خالل تجربته وعقله.
المعرفة هي “ :الفهم المكتسب من خالل الخبرات والدراسة ،إنها معرفة كيف؟ أي كيف تعمل األشياء
التي تمكن الشخص من انجاز مهمة خاصة؟ وتتألف المعرفة من بيانات ومعلومات نظمت وعولجت
لتحويلها إلى فهم ،خبرة ،تعليم متراكم .إنها توافق الموهبّة ،الفطرة ،األفكار ،القوانين ،الخبرة
واإلجراءات التي تقود إلى المعرفة وتطبيقها لحل مشكلة .فتعكس بذلك المعرفة النظمية والتي تعطي
قيمة عالية للمنظمة“.
يأتي هذا التعريف إلظهار أن المعرفة هي الفهم الجيد الذي يكتسب من خالل الخبرة والدراسة .لكن ربط هذا
التعريف المعرفة بالجانب العملي فقط أي الطريقة التي تسمح للفرد بالقيام بمهمة محددة .كما ربط بين المعرفة
والبيانات والمعلومات ،وأوضح دور المعرفة في إعطاء قيمة عالية للمنظمة.
المعرفة هي“ :حصيلة مهمة ونهائية الستخدام واستثمار المعلومات من قبل صناع القرار والمستخدمين
اآلخرين الذين يحولون المعلومات إلى معرفة وعمل مثمر يخدمهم ويخدم مجتمعاتهم“.
ومما سبق يمكن إعطاء تعريف شامل للمعرفة كما يلي :
المعرفة هي “ :مجمل ما يحصل عليه الفرد من حقائق ومعلومات من خالل دراساته النظرية والتطبيقية
المستمرة ،هذه الحقائق تكون مفهومة ومستوعبة لدى الفرد وقابلة للتطبيق في مجاالتها المحددة وذلك
من خالل استخدام خبرته“.
أما المعرفة في المنظمة فهي“ :تضم من جهNNة المعNNارف الخاصNNة بهNNا المتعلقNNة بقNNدراتها على الدراسNNات
والتنفيNNذ والNNبيع والمعNNارف الخاصNNة بمنتجاتهNNا وخNNدماتها ،ومن جهNNة أخNNرى تضNNم القNNدرات الفرديNNة
والجماعية للعاملين بها .تكون هذه المعارف محفوظة بأرشيفات المنظمNNة وعقNNول أفرادهNNا ،وتكNNون في
شكل قواعد البيانات ،اإلجراءات ،الخطط ،النماذج ،أسرار المهنة ،والمعرفة المتعلقة بالمحيط من زبائن
ومنافسين وتكنولوجيا وغيرها“.
المعرفة هي ق))درة الف))رد على اس))تيعاب وإدراك م))ا ي))دور حول))ه من حق))ائق ،وال))وعي في الحص))ول على
المعلوم))ات واكتس))ابها من خالل القي))ام بالتج))ارب أو بالمالحظ))ة والتأم))ل ،كم))ا يمكن التوص))ل للمعرف))ة
والوعي بواسطة مراقبة ما قام به اآلخرين واالطالع علي))ه والتمعن في م))ا توص))لوا إلي))ه من اس))تنتاجات،
ويرتبط مقدار المعرفة بسرعة البديهة والسعي الدؤوب في البحث عن األشياء المجهولة واكتشافها وكشف
أسرارها ،وتنمية القدرات الفردية باالعتماد على االستنتاجات.
ما يكتسبه الفرد من خبرات ومهارات ،والتي يقوم أساس )ًا على التجرب))ة والتعّلم بالدرج))ة األولى ،المتمثل))ة
بالفهم بشقّيه النظري والعملي ألي فكرة أو موضوع ،وكما يمكن تعريفه بأن)ه ثم)رة التوس)ع في المق)ابالت
واالتصال في عدة اتجاهات مختلفة.
وال يمكننا الحديث عن المعرفة دون التطرق إلى البيانات والمعلومات والتي تعد أساس المعرفة.
أنواع المعرفة
المعرفة الحسية :وتقوم على مالحظات بسيطة لما تشاهده العي))نين وتس))معه األذن))ان وتلمس))ه الي))دان ،وتك))ون ه))ذه
المالحظة في أغلب األحيان غير مقصودة وال تلفت نظر المالحظ إلى التعرف على العالقات الحادث))ة بين الظ))اهر
واألسباب المؤدية إلى حدوثها .المعرفة الفلسفية :تقوم على إمعان الفكر في األسباب المخفية والبعيدة.
المعرفة العلمية :تعتمد بشكل أساسي على المالحظة المنّظ مة للظواهر ووض))ع الفرض))يات المناس))بة له))ا والتحّق ق
منها بإقامة التجارب وجمع المعلومات وتحليلها .تعريف المعرفة في قاموس أكس))فورد الخ))برة والمه))ارة المكتس))بة
عن طريق التجربة ،والتعلم ،واالستيعاب العلمّي والنظري لمجال ما .كل م))ا ه))و مع))روف في أح))د المج))االت من
حق))ائق ومعلوم))ات .الخ))برات ال))تي تم اكتس))ابها من الق))راءات ،أو المناقش))ات ،أو وق))ائع الحي))اة .ع))رف أفالطون
المعرفة بأّن ها اإليمان الحقيقي الذي تّم تبريره .نجد من تعدد التعريفات السابقة أّن العلماء والفالس))فة لم يتّفق))وا على
تعريف واحد وثابت للمعرفة ،حيث قام كّل منهم بتعريفه حسب وجهة نظره ورأي))ه الخ))اص ،م))ع اس))تمرار وض))ع
تعريفات ونظريات جديدة تنافس السابقة لها .الف)رق بين المعرف))ة والعلم ته)دف المعرف))ة إلى الكش)ف عن مكون)ات
الطبيعة وأسرارها من خالل تحديد القوانين المتحكمة في مسارها ،وال ي))رادف معناه))ا مع))نى العلم ،لكونه))ا أوس))ع
وأكثر شموًال من العلم ،حيث يندرج تحتها المواضيع العلمية وغير العلمية ،ويتّم التفريق بينهما على أساس من))اهج
وأساليب فكرية محددة.
المعرفة اإلجرائّي ة :هي القدرة على أداء أمر أو عمل ما من خالل فهم نظرياته الكامن))ة في ص))ميم العم))ل ،أي أن))ه
يمكن للفرد أن يكون ملّم ًا بنظريات وجميع أفكار نشاط ما لكن دون القدرة على تطبيقه على أرض الواق))ع ،وح))تى
تكون المعرفة فعلية يجب أن تتم التجربة والتطبيق لألمور.
المعرفة االفتراضّي ة :يعتمد هذا النوع من أنواع المعارف على التعّمق بالحقائق والوقائع ومعرفتها عن كثب ،ويعّد
هذا النوع في غاية األهمية واإلث))ارة بالنس))بة للفالس))فة ،وتعتم))د على االفتراض))ات ،ويمكن وص))فها بأنه))ا المعرف))ة
الحقيقية للوقائع.
الطريقة التجريبية :بحسب رأي الفالسفة التجريبيين فإّن المعرفة يتم الحصول عليه))ا من المالحظ))ة التجريبي))ة من
خالل الحواس البشرية.
الطريقNNة العقالنيNNة :ي))زعم الفالس))فة العقالن))يين أن))ه يتم توظي))ف المنطق للوص))ول إلى اس))تنتاجات بخص))وص
االدعاءات المختلفة ،ويميل))ون إلى التفك))ير باالفتراض))ات ،واس))تخالص الحق))ائق المختلف))ة من الحجج والخالف))ات،
وبناء نظم المنطق المتوافقة مع الطبيعة.
*التاريخ الكبير :يمكن اكتساب المعرفة من خالل التاريخ الذي يمكن االعتماد عليه للحصول على معلومات ح))ول
حياة البشر منذ بداية الخليقة.
المذهب العقليُ :يجمع فالسفة المذهب العقلي على أن االنسان يعتمد على عقله في االستدالل ومعرفة ما يحيط به،
وأنه هو القوة الفطرية التي تكسبه المعرفة التلقائية دون التعرض للتجارب.
المذهب التجريبي :يتباين السبيل الذي يسلكه مؤيدو المذهب التجريبي مع العقلي ،إذ يعتبرون التجربة أكبر برهان
وأسلوب الكتساب المعرفة ،وأهملوا المعارف والمبادئ العقلية وأنكروها تمامًا ،ومن بينهم جون لوك.
المذهب الحسي :جاء الفرنسي هنري بركسون بهذا الم)ذهب ليؤك)د ب)أن العق)ل مج)رد وهم وليس س)بيًال للمعرف)ة،
وقّد م للعالم براهين حول أهمية الحدس في المعرفة والتي تقوم على التجربة الوجدانية.
المذهب البراكماتي :يركز فالسفة هذا المذهب على مجموعة من المبادئ التي تشير إلى أن الفكر وسالمته هو م))ا
يعمد إليه االنسان الستخدامه للوصول إلى المعرفة وبالت)الي الحص)ول على نت)ائج ناجح)ة ،ويع)د تش)ارلز س)اندرز
ب)))))يرس المس)))))تخدم األول لمص)))))طلح البراجماتي)))))ة ويع)))))ود ل)))))ه الفض)))))ل في تأس)))))يس ه)))))ذا الم)))))ذهب.